منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   182 - على حد السيف - مارغريت روم - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t150437.html)

نيو فراولة 09-12-10 06:30 PM

وضعت صحنين على الطاولة الصغيرة , وزودت كلا منهما بسكين وشوكة , وعندما جلسا , هاجم سلفاتوري طعامه وأخذ يلتهمه بنهم واضح , سألها عما أذا كانت تريد رغيفا من الخبز فرفضت عرضه شاكرة , صب لكل منهما كوبا كبيرا من عصير الليمون , وشرب حصته جرعة واحدة , وعندما لاحظ أنها لم تأكل ألا قططعة واحدة من طعامها , أو تشرب شيئا من عصيرها , سألها بلهجة أدهشتها وأزعجتها:
" ما بك؟ هل تشعرين بالتوتر , لأنها الليلة الأولى؟ لا, لا أصدق ذلك!".
ثم أبتسم , وأضاف قائلا:
"بما أنك أجريت أختبارا حقيقيا في الكهف , فمن المؤكد أن هذه الليلة ستحمل مفاجآت كثيرة ومذهلة!".
" هذا... هذا ما أود التحدث اليك... بصدده! منذ أيام وأنا أحاول...".
" لنذهب من هذا المكان الضيق".
لحقت به غاضبة بشكل لم يسبق له مثيل , ثم صرخت:
" متى ... متى ستستمع ألى ما سأقوله لك؟".
أستدار نحوها فجأة , وقال لها بحدة:
" أوه! يبدو أن صاحبة الوجه الملائكي عصبية المزاج!".
فقدت شجاعتها وجرأتها , , عندما شاهدته يقف أمامها بقامته الممشوقة ووجهه الوسيم الساحر.
كانت أبريل على حق .... فهو ليس رجلا عاديا ! أنه عنوان الرجولة ورمزها...متوحش بربري مثل ذلك الأبريم الذهبي , الذي لم تتمكن من رفع نظراتها عنه.
" هيا... هيا! أخبريني بما تريدين!".
" أريد التحدث أليك عن... عن تلك الليلة... التي... التي...".
لم تعرف كيف تنهي جملتها , بسبب خوفها الشديد من رد فعله القاسي , فقال لها بلهجة هادئة جدا:
" لا تخجلي من التحدث عنها , فعلى الرغم من التشدّد المذهل في عاداتنا وتقاليدنا , ألا أن العلاقة السرية ليست أمرا نادرا في محيطنا ومجتمعنا , كما أن نسبة هذه العلاقات في فترة ما قبل الزواج , أصبحت مرتفعة بعض الشيء , أعرف الآن , كما كنت أعرف آنذاك , أنك شابة متحررة لا بد وأنها واجهت أمورا كهذه مرات عديدة في السابق!".
منتديات ليلاس
أستعادت روزالبا شجاعتها , لترد على النار بالنار وعلى الحديد بالحديد , قالت له بلهجة حازمة:
" لم تتمكن من تحقيق غايتك معي , يا سلفاتوري! فقد وقعت مغميا عليك , بسبب الحبوب المنومة التي ذوبتها في قهوتك!".
سقطت كلماتها هذه على رأسه كالصاعقة , فحدق بها مذهولا لبعض الوقت , ثم سألها بحدة فائقة:
" ماذا فعلت بي؟ هل لديك الجرأة الكافية لتعترفي أمامي الآن , بأنك أوقعتني ضحية أقدم حيلة تعرفها النساء؟ هل تقولين أنني تخليت عن حريتي , لأجل جنين لا وجود له؟".
أمسك بكتفيها وراح يهز جسمها بعنف بالغ , ثم أضاف قائلا بسخط وتأثر شديدين:
"لماذا؟ لماذا فعلت ذلك؟".
" لأنقذ حياتك , يا سلفاتوري... ولكي أع حدا نهائيا لحرب الأنتقام المجنونة , التي حصدت أعدادا كبيرة من الأبرياء!".
رماها على السرير بوحشية فائقة , قائلا:
" اللعنة! هل تظنين أنني من أولئك الرجال الضعفاء الخانعين , الذين يسمحون لزوجاتهم بالتدخل في شؤون الرجال؟".
" أنا لست زوجتك ! ما من محكمة في العالم ستقبل بهذا الزواج , الذي فرض علينا ! سوف أعود ألى بلادي بمجرد أن تسنح لي الفرصة المناسبة , وستنسى بعد ذلك أنني موجودة .... حتى في مخيلتك أو تصوراتك!".

نيو فراولة 09-12-10 06:33 PM

أنحنى فوقها , فأرتجف جسمها ذعرا وهلعا , قال لها بلهجة تتسم بالقساوة والبرودة:
" لقد عقدت صفقة مع جدك , تنص على بنائه مستشفى حديثا في منطقتنا ...مقابل موافقتي على الزواج منك , ولكن المستشفى لن يكون ذا فائدة , أن لم تتوفر له المبالغ الكافية لدعمه , بطريقة مجدية , وأذا كانت راحة أبناء قومي معتمدة على أنجابك حفيدا للكونت , فسوف تفعلين ذلك ... شئت أم أبيت!".
أطفأ نور الغرفة ,فتصورت روزالبا بأنها ترى النار مشتعلة في عينيه ... وكأنه ذئب متوحش أو نمر جائع , أنقض عليها بقساوة بالغة , فحاولت مقاومته والتملص منه , ألا أن جسمها الضعيف لم يقدر على مواجهة التفجر البركاني , الذي حدث في داخلها , تألمت .... بكت.... ذعرت .... توسلت , ولكنه رفض الأصغاء ألى أنينها , بدا وكأنه شيطان مصمم على جرها ألى أعماق الجحيم ... ألا أن ما بدأت تشعر به خلال لحظات وجيزة , لم يعد جحيما بالمعنى الصحيح , تخيلت نفسها معلقة فوق بركة ضخمة من الحمم البركانية...
منتديات ليلاس
تسللت من السرير بعد بضع ساعات , فيما كان سلفاتوري ينعم بنوم عميق هادىء , وخرجت لتتأمل شروق الشمس , شعرت وكأنها قد أستفاقت لتوها من..... حلم جميل , ولكن كل جزء في جسمها كان يؤلمها , لم يكن سلفاتوري حنونا أو رقيقا معها , كما تصورته في وقت سابق , كان معها , وكأنه حيوان لا يهمه سوى أستمرار ذريته , لم يهمس في أذنها أي كلمة حب ناعمة ودافئة.
تصورت الزواج دائما على أنه علاقة طيبة ورقيقة , وأنشاء عائلة مع رجل مستعد لحمايتها ورعايتها , أرادت أن تصرخ وأن تحك في الوقت ذاته , ولكنها سيطرت على أعصابها المتوترة وأبعدت نفسها عن حافة الجنون القريبة , ومع ذلك , فأنها لم تتمكن من كبح جماح الغضب الذي أحست به أتجاه والديها .... الذين أبعداها طوال حياتها عن كل شيء , وحبساها في ذلك البرج العاجي ... البيت , أنحنت بعد فترة لتلتقط زهرة برية رائعة الجمال , فشاهدت ظلا أمامها ... مع أنها لم تسمع أي حركة أو وقع أقدام , خفق قلبها بسرعة وعاد التوتر ألى أعصابها , ألا أنها لم ترفع رأسها نحو وجهه الحزين.
" لماذا لم تخبريني بأنك.... بأنك...".
" لأنك لم تحاول الأصغاء ألى أي شيء قلته لك! ثم... هل كنت ستتصرف بطريقة مختلفة , لو أنك عرفت الحقيقة مسبقا؟".
مد يده وكأنه يريد مداعبة شعرها برقة وحنان , ثم سحبها بعد تردد ملحوظ وقال معترفا بصراحة تامة:
" ربما لا ! على أي حال , أعتقد أنني كنت أعرف في قرارة نفسي .... أنك شابة بريئة لم يلمسها رجل طوال حياتها".
تأملت ملامح الندم والأدانة الذاتية في وجهه وعينيه , فتأكد ها أنه يشعر بخيبة أمل مريرة وأسف شديد , وفيما كان ينتظر هجومها الحاقد عليه , حظت قربهما حمامة بيضاء جميلة وأخذت تهدل برقة وحنان .... وتنادي حبيبها ورفيقها , أحس سلفاتوري فورا بتأثير هذا المنظر العاطفي الرقيق على قلب روزالبا , فأقترب منها بحذر وقال لها بصوت هادىء ناعم يخفي وراءه مشاعر أذلال لم يعرفها من قبل:
" هل تسمحين لي بالجلوس قربك؟".
أرادت أن تفر من وجهه هاربة ألى المجهول , ولكنها تنهدت وهزت كتفيها غير مبالية بما سيفعل , جلس الرجل قربها , وأخذ يتحدث أليها بشكل مطول ومفصل , لم تفهم منه شيئا في بداية الأمر , لأن عقلها كان مشلولا وغير قادر على الأستيعاب , ولنها بدأت تشعر تدريجيا , بوجود رسالة يتحتم عليها سماعها واألأصغاء أليها :
" حاورت نفسي مرارا عن أسباب تعرض جزيرتنا الجميلة هذه ألى لعنة الحقد والكراهية والفقر , ولكنني لم أجد جوابا شافيا على ذلك , لقد أنعم عليها الخالق عز وجل بكميات ضخمة من المعادن , وبأرض خصبة غنية , وبطقس رائع مثالي , ومع ذلك .... فالفلاح ينوء تحت نير الفقر المدقع , ويعيش في وضع مؤسف للغاية , ليست جزيرتنا أصلا بحاجة ألى الصناعة ورؤوس الأموال فحسب , بل وأيضا ألى قادة أذكياء يخرجون أفراد شعبها من كهوف الماضي المظلمة ويعلمونهم على الأساليب الحديثة والمتقدمة للزراعة ... عوضا عن السماح لهم بالألتحاق بأشقائهم وأبناء أعمامهم في بلاد المهجر , أنهم يحققون هناك ثروات لا بأس بها أطلاقا , في أنتاج أنواع جيدة من الفاكهة والعصير ... من أرا لا تختلف أبدا عن أرضنا وفي مناخ ليس أفضل من مناخ جزيرتنا".

نيو فراولة 09-12-10 06:36 PM

وضع يده برفق على خدها وأدار وجهها نحوه , قبل أن يمي ألى القول بلهجة حنونة مخلصة:
" لن أتمكن أبدا من التخلي عن هذه الأرض , يا روزالبا , لأن قدري يحتم علي البقاء مع هؤلاء الذين يحتاجون أليّ وألى مساعدتي , لو ذهبت ألى أي بلد آخر , لنعمت بالثراء وتمتعت عائلتي ... زوجتي وأولادي .... بفوائد المستويات العالية للمعيشة , التي يعتبرها الآخرون أمرا عاديا جدا , أما هنا , فلا يمكنني أن أعد بأكثر من حياة قروية بسيطة....".
شعرت روزالبا في تلك اللحظة الوجيزة , التي سبقت سماعها جملته الأخيرة , بأن عصفور السعادة الصغير الذي تسجنه في أعماق قلبها .... بدأ ينتفض ويتململ طالبا حريته , نظرت ألى سلفاتوري بعينين صادقتين , وقالت له:
" ليست الثروة المادية شيئا يذكر بالنسبة ألى... ألى....".
منتديات ليلاس
أقترب منها فجأة , وبدأ يحثها بلهفة واضحة .... قائلا :
" بالنسبة ألى ماذا, يا روزالبا ؟ هيا , أخبريني ! هل كن على وشك التفوه بكلمة الحب , يا روزالبا ؟".
ثم همس في أذنها بصوت دافىء للغاية :
" أذا كان الأمر هكذا , وهذا ما أنا متأكد منه, فالحب .... يا حبيبتي .... هو الشيء الذي يمكنني منحك أياه بوفرة! أحبك , يا روزالبا ... أحبك من صميم قلبي!".
رمت نفسها عليه دون حياء أو خجل , فضمها ألى صدره بقوة وهو يتمتم قائلا:
" ما أروع قلبك الحنون الكريم , يا حبيبتي الطيبة الجميلة! أنت حبي الأول والأخير ......!".
تمتعت روزالبا لبعض لحظات بين ذراعيه , ولكنها لاحظت أنه يمتنع عن القيام بأي شيء .... كيلا يخيفها أو يزعجها , رفعت وجهها نحوه وأغمضت عينيها , كانت الدعوة واضحة , فلم يتردد في تلبيتها ..... وأطلق سراح النمر الثائر الذي يحبسه في داخله.
حملها بين ذراعيه وتوجه بها ألى غرفة النوم , فشعرت بأن الأر والسماء تموجان بها , وعندما توقف لحظة لفتح الباب , وقع نظرها على بركان أتنا المجاور , وما أن مددها على السرير , حتى ظهرت على وجهها أبتسامة خفيفة.. ماكرة , فزوجها البركاني , مثل أتنا , لا يظل نائما طوال الوقت .... ولكنه ينتفض ويثور مرات عديدة , وكما يجرؤ هؤلاء القرويون على العيش فوق سفوحه المهددة بالدمار , ويعرفون متى يفرون طلبا للنجاة ومتى يكونون آمنين قربه, هكذا ستفعل هي في حياتها مع سلفاتوري .
وقبل مي دقائق قليلة على دخولهما ذلك المنزل الصغير , بدأت مشاعرها وأحاسيسها تحذرها وتنذرها ...... بأن الفرار الآن جحيم , والبقاء نعيم.....

تمت

hoob 09-12-10 08:27 PM

اخيرا خلصت نبدأ قراءة بقى

ام الاولاد الثلاثه 09-12-10 09:29 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
حقيقى جمييييلة جدااااا ولكن كنت اتمنى ان تكون احداثها اكثرررر
وشكرآآآآ على مجهودك ودمتى بخير


الساعة الآن 04:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية