منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   كفاني لك شوقاً ياسيدي (https://www.liilas.com/vb3/t195280.html)

لامارا 14-07-16 08:31 AM

رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة الا بالله




البارت السادس والثلاثون



"قراءة ممتعة "




معظم الاشياء
لا تحدث على النحو الذي نريده !..






_______________





.. في مجلس الرجال ..
نهض وهو ينظر لـ ناصر -:
عمي تسمح لي اسلم على امي واختي ؟
نظر للأرض وهو يلوم زوجته بعمق
لمَ فعلت هذا دون ان تخبره ، والأدهى من ذلك ماذا ستكون ردة فعل لجين عندما تعلم بهذا !
بتردد -: عمي ؟
تنهد -: روح ما اقدر امنعك
راقبه وهو يخرج وتحدث لعم فارس ..
ياليتني ما قلتها بيوم
بتفهم -: حنا عارفين انك كنت تبي فارس لبنتك
من زمان لكن ربنا عنده كل خير والله يرزق كل واحد فيهم باللي يسعده في الدارين ..
تنهد -: آمين
..
فارس كان متجه نحو الصالة وهو يتفقد اركان المنزل
كانت له ذكرياتٌ جمّا هنا ..
اين انت ياعمّار اشتقتك كثيراً وكثيراً جداً
واشتقت لفاتنتي اكثر من الكثيرِ نفسه ..
اخذ نفساً عميقاً ..
حنا وش اتفقنا ياقلبي لجين الحين مراح تشوفها غير اخت لك
وقف عند باب المطبخ وهو يراقبها بهدوء
ثم استند عليه مما اصدر له صوتاً
لجين كانت منهمكة في تقطيع السلطة
وعندما سمعت ذلك الصوت لفت نحوه
وياليتها مالفت لأن قلبها سقط مع السكين الذي سقط من يدها
وبرجفة -: ف فارس
ابتسم بسعادة -: باقي متذكرتني !
تمنت ان تكون اقوى لكن دموعها خانتها وبدأت في الانهمار
اقترب منها وهي ابتعدت للوراء
اقترب اكثر حتى اصبح امامها ومسح دموعها -: وش فيك خايفة ؟
بخوف -: فارس تكفى اطلع لايشوفني ابوي معك
والله لايذبحنا ..
حرك رأسه يمنةً ويسرة -: مراح يقول شيء
اتسعت عينيها -: وش قصدك !!
لا تعلم لماذا دق قلبها واتتها فكرة ان والدها
زوّجهما دون علمها .. ولكن بأي شرعٍ هذا !
احتضنها دون وعي -: آسف ماقدرت اوفي بوعدي
حاولت الافلات منه عندما رأت والدتها مقبلة
-: فارس تكفى ابعد مايصير والله ربنا بيسخط علينا
همس -: اششش
كانت ترى والدتها التي تقف وهي مصدومة
صرخت -: فااااارس ابعد
ابتعد عنها -:
آسف لأني مراح اكون زوجك
آسف لأني اخوك ..
دعاء سقطت على الارض تبكي منهارة ..
تحررت الآن من ذنب كتمانها
ولكن بعد ماذا ! ..

















*























على سفرة الغذاء
بسعادة اخبرهم -: ماشاء الله على عوض حصل شلغتن زينة
ايمن نظر له بسرعه -: وين ! وهو مامعه الا شهادة ثنوية
المار بقهر نظرت له ، يكفي وانها متسترة على افعاله
والآن ينتقص من شهادة حبيبها ..
يكفي وان عوض يحاول بطرق شريفة لكسب المال
اما هذا الاخرق يجني المال من الفراغ و الحرام !
والدهم -: في شركة الفهد
ونظر لألمار ...
دامه حصل شغل الحين اقدر ازوجك عليه وانا مطمئن
الجوهرة -: اشوه انك شرطت مايتم الزواج الا بالشغل
-: اكيد يابنيتي الدنيا هذي مامنها آمان
وفي أي لحظة ممكن اموت ونتُن بنيات لازم أأمن لكُنّ
كل ماتحتجنه لأني وقتها مراح اكون لمكن
الجميع -: اعوذ بالله فال الله ولا فالك ...
الله يطول بعمرك
يبه وش هالحكي تدري عني ما احبه ... جعل يومي قبل يومك
ابتسم لعبارات اسرته المتفاوتة
الجوهرة نظرت لأيمن -: غريبة السيارة للحين عندك
شكل صاحبها نسيها ..
بورطة بلع ريقه وشتت نظراته
-: لا شريتها منه
والده نظر له -: ومن وين لك الفلوس !
-: يبه وش فيك مانيب فقير ترا
-: كلنا فقراء لله ..
بعدين سؤالي كان من وين لك مبلغ سيارة
بوهقة -: لا هو باعها بـ 15 الف
والحين اقسط له من مصروفي اللي تعطيني اياه انت والوالدة
ام ايمن -: زين تسوي ياوليدي
اجل الحين انت تودينا المكان اللي نبي دامها صارت ملك لك
انا كنت اخاف اقولك توصلنا ويصير للسيارة شيء وهي حق الناس
تنهد فهو بطبعه لايحب الارتباط والمسؤولية -:
عوض اجل وش شغلته
-: هاو ماسمعت ابوك قبل شوي
-: طب اذا اشتغل بشركة يعني مراح يصير سواق لكُن
-: اكيد بيصير اغلب يومه دوام هناك
بعدين الله يجزاه خير وهو تحملنا طول هالسنين وفوق كذا خلاص
هو الحين نسيبنا منا وفينا مايصير
بعد تطلع معه المار كل مشاويرها
ابو ايمن -: وهي الصادقة الحين اثبت لي انك رجال
يُعتمد عليك وانك قد المسؤولية
بِضيق -: افا عليك يبه





















*
















اقفلت باب بيتهم واستدارت بظهرها
تاركة خلفها روحها وقلبها وكيانها
تاركة خلفها جميع ذكرياتها السعيدة والتعيسة معاً
تاركة خلفها روح .. جابر .. وعدول
تاركة خلفها كل شيء ..
شعرت بيده الدافئة تشد على يدها
-: مشينا ؟
انهمرت دموعها بمجرد سماعها لصوته
تذكرت جابر .. تذكرت ايام مرضه
تذكرت زواجها من محمد
تذكرت العنود !
همست بيأس -: محمد اقلتني وادفني في ذا البيت
نظر لها محمد وكخبرته في علم النفس
علِم بأنها تمر بحالة اكتئاب شديد وحالة نفسية سيئة
لف بذراعه حول ظهرها وقربها له
وسارَ بها الى السيارة
فتح باب السيارة وادخلها ثم جلس بجانبها
-: نوف اسمعيني
لم تجبه ..
-: انتِ مؤمنة بقضاء الله وقدره وربنا مايبتلي عبد الا لأنه يحبه
ويبي يكفّر عنه سيئاته .. ربنا يحبك يانوف
لازم تثبتين للكل انك قد محبة الله لك
استجابت معه -: كيف اثبت لهم ؟
-: خليك ثابتة وهادئة ورزينة
-: ما اقدر
-: لا تقدري
-: والله ما اقدر اكذب على نفسي لمن اقول لها اقدر
-: مافيها شيء اذا كذبتي على نفسك
مرة مرتين بعد كذا راح تصدقي الكذبة وراح تعملي على اساسها
-: بس انا انسانة واقعية
-: واللي تسوينه الحين واقع ؟
الجمها فوضعت يدها بتلقائية على وجهها من تحت النقاب
وعادت للبكاء ..
تركها محمد تبكي دون ان يلفظ حرفاً واشاح بوجهه للنافذة
يراقب السماء ... " يا الله كن معها "
شعر بشيء يمسك قمصيه التفت عليها فإذا هي يد نوف
تشد قميصه بقوة ..
-: محمد انا يائسة شعور يعوّر القلب
لمن تعرف ان مالك لا ام ولا اب
ان مالك سند ولا لك حضن ترتمي فيه لمن تكون خايف
انا تعبت وانا افكر في المجهول
الهنوف عندها سطام وعندها ضراتها يحبونها راح يساعدونها
ويوقفون معها وفوق كذا هي متعودة عليهم من زمان
لكن انا مالي احد .. محد يحبني ماد راح يوقف معي
حتى انت ماتزوجتني الا نُبل منك
اذا جابر نفسك عليّ تكفى اعفني وخلني اعيش في بيتنا
حتى اتعفن والحق امي وابوي ..
محمد عاد بوجهه نحو النافذة يراقب السماء
صرخت -: محمد لا تتجاهلني !
السائق من فزعته توقف
بأمرٍ منه -: حرك ..
لاتروح البيت روح البحر
-: حاضر
ضحكت بسخرية -: هذا اللي هامك ؟
تروح البحر
ماقلت لي وش مصيري انا
شهقت وهي تبكي .. آه يبه ليه ماخذيتني معك
نظرت لمحمد بغُبن ..
اكككرررهههككك اكررهههككك
افلتت قميصه ولفت بوجهها نحو النافذة
نظرت للشارع وهي تبكي بعنف ..
في حين وصولهم لـ " الواجهة البحرية " ..
كانت قد هدأت ونامت دون شعور
نظر لها محمد كانت رقبتها ترقد بشكل خاطئ
سحبها بهدوء الى حجره
تحدث للسائق -: تقدر تطلع تشم هوا الجو زين
نزل وهو يفهم لما يرمي اليه محمد
محمد فتح لنوف الغطاء وتأمل وجهها الذي عليه اثار البكاء
قبلها في جبينها .. -: تكرهيني اجل ؟
فتحت عينيها بتعب ، شهقت
ابتسم -: لاعاد تنامي وانتِ تبكين
دمعت عيناها -: ماصرت افهمك
تنهد -: بكون معك صادق
انتِ قلتِ تزوجتك نُبل مني اوكِ في هذي النقطة صح
لكن اني جابر نفسي عليك لا هذي النقطة خطأ
وكثير كلام في فضفضتك كانت خطأ
فهمت كل اللي في داخلك
والمشكلة ان كل اللي داخلك مفاهيم خطأ
مالك سند ؟ محد يحبك ؟
اممم تحتاجين حضن ترتمين له
تفكرين في المجهول وفي المصير كثير
تغيرت نبرته للسؤال ..
طيب ليش اتخذتي هذي الزاوية في نظرتك للأمور
بيأس اشاحت وجهها عنه -: لأن مالي غيرها
-: لا لك
-: اعرف انك طبيب نفساني بس صدقني
خبرتك مراح تخلي جروحي تلتئم ..
-: انا ما اعالجك هنا
انا جالس اناقشك
نظرت له -: طيب والنقاش من اساليب العلاج
نظر في عينيها لترتبك وتزيحها عنه مباشرة
بهدوء -: نوف الدنيا مراح توقف لهذا الحد وخلاص
كلنا ماشين على نفس الطريق
بتبكين اوكِ ابكي هذا من حق نفسك عليك
انك ماتحرمينها انها تصرّح بحزنها
لكن حزن عن حزن يفرق
خلي حزنك رحمة لأمك وابوك
خلي حزنك دعاء وصدقة واعمال تنفعهم
اما جزعك .. سخطك .. تفاهات اني ابغا اموت معهم
مراح تنفعهم بشيء ..
تتوقعين عمي لو رجع للحياة ثاني بيبتسم لحالتك هذي ؟
اشارت بـ " لا "
-: اجل !
-: بس انا ما اقدر
-: ايش قلنا احنا ؟
-: اوكِ اقدر بس قولي ايش اللي اقدر عليه
-: تقدري انك تعيشي حياتك وانتِ تدعين لهم
تقدري تبكي بكاء رحمة لهم
تقدري تكملي حياتك وتحققي طموحات عالية
علشان تسعديهم ..
تقدري تتخيلي انهم عايشين معك في كل لحظة
تقدري تحكين لهم كل اللي تبين وكأنهم جنبك
هم صح صاروا تحت التراب لكن ذكرياتهم باقي موجودة
باقي موجودة هنا " واشار لعقله "
وهنا " ثم قلبه "
شعرت بكل كلمة يقولها بشيءٍ من التفاؤل يدفعها خطوة
حتى سارت مع كلماته خطوات كثيرة
نهضت من حجره واستعدلت في جلوسها
وتنحنحت -: اوعدك راح ارجع مثل اول
وبإذن الله يكون كل حزني دعاء
وضع يده على رأسها -: هذي هي بزرتي اللي اعرفها
بغضب ابعدت يده -: ماني بزر
ابتسم -: الا بزر
اخذت نقابها -: اقولك ماني بزر
اقترب من خدها وقبّلها -: احبك يابزر
اعترافه هذا عصف بكيانها
ارتدت نقابها سريعاً وقلبها يدق بقوة
ضحكت في داخلها
.. اووه شكلي بحب كلمة بزر من اليوم ورايح ..
اخذ هاتفه واتصل على السائق ..
















*
















كان في قصر ابيه
ثم قرر ان يتمشى في الباحة الخلفية للقصر
بما ان النسيم لطيف والهواء عليل ..
اتصل على ولده فقد شعر عليه بالقلق
كان من المفترض وجوده قبل ساعه هنا
وعندما رد عليه
-: وينك ابطيت !
بهمس -: كنت اخفف عن نوف
-: هي عندك الحين ؟
-: ايه
-: وكيف حالها
-: زينة الحمدلله
-: كويس .. شكلك تغديت
-: لا والله باقي
-: اجل الحين اتصل على اثير تجهز لكم الغدا بجناحكم ..
-: لا لا تتعب اثير
-: هذا اذا هي سوته اكيد بتقول للخدم
ضحك -: معروف عنها ذي السودانية
المهم انا ناوي اتغدا برا
-: اوك اللي يريحك
انتبه لنفسك ولها
ابتسم -: خلاص يبه لاتكابر
حبيتها صح
عقد حاجبيه -: لا
بس هذي في ذمتنا الحين
لاتنسى جابر الله يرحمه كان صديقي في النهاية
ابتسم -: اوكِ يامكابر
اقفل سلمان الهاتف في وجهه
-: مادري متى بيتعلم الاحترام
حد يقول لأبوه كذا
..
همس في داخله ..
الله يا الزمن من كان يهقى ان جابر اللي انطقع عنا وعن الكل
يناسبنا بعد ذا العمر كله ..
الله يرحمك ياخوي
..
نظر لمكان تلك الشجرة
لم تعد موجودة
امر أبي بقلع جذورها منذ خمس سنوات بالتمام
منذ رحيلها .. رحيل كياني
نظر للسماء ..
يارب رد اليّ ضالتي
يارب رد اليّ رائحة لينا
تنهد .. كانت غلطة فادحة مني عندما تزوجت ليندا
لكني احببتها كثيراً
حتى اني نعتُّ قلبي بالفندق
كيف احببت اثنتين حينها !
لكن ليندا كانت جذابةً حينها
مثقفة .. طموحة .. عنيدة .. حنونة .. وفوق كل هذا جميلة
كانت هذه الصفات كافية لإغوائي
وانا بعيد كل البعد عن لينا
وكان السبب الأعظم انها اصبحت ملك لرجل آخر
.. جلس على الزرع ..
واغمض عينيه

...


لامارا 14-07-16 08:32 AM

رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي
 
نهاية سنة 1982
ابتسمت له والدته -: اجتزت الاختبار بجذارة
بغرابة -: يمه منجدك ؟
باقي ماكملتي سنة معي
-: انا ما حددت كم بجلس قلت لك من البداية
وقت ما اشوفك رجال يُعتمد عليك راح انزل الدمام
وبعدين كونك عايش مع خالك هنا انا متطمنة عليك
ومراح تلعب بذيلك لا يمين ولا شمال
-: افا عليك يمه ما اخون تربيتك
-: بعدين لينا منتظرتك اكيد
تنهد -: لينا ذي عقلها طبل مدري متى بتفهم
ضحكت -: لا تراها فاهمة
-: اجل وش فيها كذا
-: اكيد انها خايفة هي اللي تبدأ
انت ماجربت تصارحها وهي مستحيل تفاتحك بشيء
بتردد -: يعني ماعندكم اشكالية اذا صارحتها
-: انا واثقه فيك انك مراح تصارحها الا بخطبة رسمية
ابتسم -: وهذا الشيء مراح يصير الا لمن انزل بشهادتي
-: عجّل عليها تراها جميلة ويمكن أي احد من اقاربها ياخذها منك
-: لا يمه تكفين خربي عليهم
-: بس كذا من عيوني اجل
ضحك -: الله يخليك لي
وتذكر امر ابيه .. يمه متأكدة ان ابوي ماعنده مشكله
على موضوع لينا كون انها بنت طباختنا وفوق كذا مربية عمر
-: ماعليك ابوك دواه عندي
وبعدين مافيها شيء انها بنت طباختنا انا احب ام لينا حيل
وكانت هي اول وحدة جابها ابوك من بين كل الخدم
اوبس مايحق لي حتى اقول انها خادمة هي شيء ارفع من كذا والله
اكتفى ببتسامة .....
اكملت -: ترا حتى لينا ماصارت مربية لعمر بهالعمر الصغير
الا لأنها تبي تكون قريبة منا وعندنا علطول
او بالأصح قريبة منك انت
لا يعلم لماذا شعر بالخجل حك شعره
-: يممه كافي والله كذا تحرجيني
اخاف تعشميني على الفاضي
ضحكت -: لا انا متأكدة
-: وش دليلك
نهضت -: يلا انا بروح انام بكرة رحلتي لاتنسى
-: تتهربين يعني !
ضحكت -: يلا تصبح على خير
تركته حينها وهو يحلم بأحلام اليقظة ..
كان يحب والدته كثيراً ويشعر بأنها استثنائية عن بقية النساء
يجزم بأنه ليس هناك ام تفاتح ابنها في هذه المواضيع
وتشجعه عليها .. قد تكون كذلك لأنها عاشت هي الاخرى
قصة حب بريئة لم تغضب الله بلقاءات ومحرمات
فاختتمت بزواج صحيح
بسبب معرفة والدها الوزير بوالد محمد السفير
عاشت حياة دبلوماسية راقية
لكنها كانت متواضعه كثيراً ، لاتحب الترف الكاذب
في كل شيء كانت متواضعة
لهذا هي مثله الأعلى ..
رحمكِ الله ياقبساً من الطهر والنقاء


















*












بعد فترة .. دخل وقت صلاة العصر
سمعت صوت الأذان من غرفتها
حاولت ان تُصمت صوت شهيقها
حتى تستمع له بوضوح وتردد معه
وبعد ان انتهى قالت بالذكر الذي يلي الاذان
ثم دعت ....
اللهم الطف بوالديّ ..
اللهم اغفر وارحم لهما فأنت ارحم الراحمين
يا الله ان اجسادهما ذابت بين التراب
يا الله ان الصمت قد اطبق شفاههم
فكن لطيفاً معهما كريماً جوداً عليهما
وسكون المقابر المخيف هناك يارب آنس عليهما وحشتهما
وادخلهما الجنة دون حساب او سابق عذاب
يا الله .. اجبر كسر قلب نوف وقلبي ! ..
اعلم بأني لم احزن على والدتي مثل هذا الحزن
لأن ابي كَذب علينا واخبرنا انها في رحلة وستعود
سألته حينها .. وان لم تعد بسرعه ؟
قال لي وهو يحتضنني سنلحق بها نحن
آه يا ابي لماذا هذه الانانية
لحقت بها وحدك .. ولم تجعلنا نذهب سوياً
كما قلت " سنلحق بها "
طرق عليها الباب بهدوء ....
اغمضت عينيها وهو فتح الباب
لم تستطع تمثيل النوم فقد خانتها شهقاتها
بأسى نظر لحالها ذهب لها
-: مو قلت لك ماتجلسي لوحدك
لم تفتح عينيها ولكنها اجابت عليه -:
مالي نفس انزل
-: تقول رشيدة عييتي تاكلين
-: مالي نفس آكل
-: والسواة ؟
-: خلني لوحدي
تنهد ووضع يده على رأسها -:
احمدي ربك ان حالك احسن من غيرك
-: وش اللي احسن
صرت بدون ام واب .. اول كنت صابرة لأن عندي ابوي لكن الحين لا ابوي ولا امي ..
-: بعضهم بدون اهل بدون اقارب
قاطعته -: وانا بعد بدون اهل
تدري ان ولا احد من عمامي اتصل وعزانا
اصلا حتى ما اعرفهم ! ...
ولم تستطع ان تكمل من شهقاتها
التي منعتها من الاستمرار في الحديث
اخذها الى حضنه وهو يمسح على شعرها -:
بقولك شيء بس علشان تعرفين انك احسن من غيرك
رشيدة جت عن طريق حرام ماتعرف امها من ابوها
ولأن امها خافت من الفضيحة رمتها في قرية بعيدة عن هنا
وتربت بين اهل متشددين ماتعرفهم ولا هم يعرفوها ...
رؤى ابوها قتل امها قدام عينها هي واختها
تدرين ليش ؟ كان متعاطي
وبعد كذا انحكم على ابوها بالقصاص
وانتشر فيديو لقصاصه وشافت رقبة ابوها وهي تطير
سامية ابوها مات وامها لحقته وعاشت هي واخوها
في عذاب في بيت عمهم غير تحرشات ولد عمها فيها
وغير الخوف والحزن اللي عاشته ثلاث سنوات وهي تنتظر
براءة اخوها من القصاص ..
ذولي اللي تشوفنهن دايماً يضحكن بوجهك
وعايشات حياتهن الحالية بتفاؤل وثقة بربنا
كان لهن ماضي مهو أي انسان يقدر يتحمله
لكن مع ذا كله كملن حياتهن بقوة
ماسمحن لأنفسهن يتوقفن عند نقطة في الماضي
حتى لو كانت النقطة هذي محور حياتهن والأصل فيها
احمدي ربك يا الهنوف اقلها عشتي لحظات حلوة مع عمي
قبل لايموت .. اظن اللحظات هذي محت
كل شيء كان سيء في الماضي ..
لكن .. رشيدة .. وسامية ورؤى
ماصارت لهن لحظات تقدر تمحي الوجع اللي داخل قلوبهن
هدأ شهيقها -: خلاص كافي يا سطام لاتكمل
انا حقيرة والله ..
اكيد ان حزنهن كان دعاء وامل كبير بالله
قصة عذابي مع العنود .. فراق امي وابوي
ولا شيء عندهن .. ورغم كذا دايماً
اشوفهن سعيدات
تنهد -: على فكرة هذي قصصهن باختصار
يعني لها بقية ...
دمعت عيناها -: اللهم اجبر كسر قلوبنا
امال برأسه عليها -: ضميني في دعائك
-: انت بعد لك قصتك ياسطام
لكن ادري مراح تقولي
ابتسم وقال ببحة -: الله يجبر كسر قلوبنا
















*


















طرقت عليه مكتبه -: ممكن ادخل
بنبرة متعجبة -: ايه
دخلت واقفلت الباب خلفها
وبتردد وقفت امامه -: ااءء بصراحة ياباشا
مش عارفة ابدأ بإيه
تعقد حاجبيه تلقائياً -: وش عندك ياقابي
-: اءء بس توعدني متعصبش بئه
بحدة -: قابي قولي اللي عندك
بخوف -: حازر على امرك
دنا بصراحة شفت الست ..
قاطعها -: شفتي عبير !!!!!!!!!
وين ؟؟؟؟
كان وجهه مخيفاً حينها
ونبرته مخيفة اكثر فقالت بسرعة -: ااءء دنا كنت امزح
بعصبية -: قابي اذا ماقلتِ تراك مفصولة
بخوف -: دنا شفتها امبارح بالمستودع
بغرابة -: المستودع !
وش موصلها هناك وفوق كذا مهجور
-: مبعرفش
بغضب نهض من مكتبه وتقدم والشر يخرج من مقلتيه
قابي ندمت بأنها قالت له ولكن بعد ماذا اتى هذا الندم !
تمسكت بكتفه -: ارجوك حزرتك ماتسويش لها حاقة
صح هي غلطت بس مش انك ...
قاطعها وهو يدفعها على الارض -: مين سمح لك تلمسيني ياوقحة
وللعلم انتِ مفصولة ..
اتسعت عينيها بعد ان قامت بهذا الفعل من اجله
لا بل من اجل نفسها بالأصح حتى يزيد راتبها
كان جزاؤها الفصل ! ..
خافت ان تنهض فيصب جام غضبه عليها
فتركته حتى اختفى من عينيها
وذهبت تركض تبحث عن مؤيد او ماجد لينقذا الوضع
-: ياربنا استر ..
مكنتش اعرف ان صئر ده بيعمل كده
دا مقنون آوي ..
ذهبت الى غرفة مؤيد طرقت الباب كثيراً
ولم يرد فتذكرت انه قد خرج
ثم ذهبت لغرفة ماجد طرقت واجابها بصوت ضحكاته الهستيرية
فهزت رأسها بأسى لقد علمت انه مخمور
ركعت على الارض وهي ترتعش
.. وقدرة ربنا مكنتش عارفة ان ده اللي بيحصل
قا في بالي ان الباشا بيفرح غير كده بيزيد رتبي
ماليش الا اني اروح لهم واحاول اتدخل بالموزوع
انا كده ولا كده صرت مفصولة ..
عندما وصلت الى الفناء الخلفي ..
كانت قد وصلت متأخرة
سمعت صوت صرخات عبير
فصقر انهال عليها بالضرب بعقاله
علمت بأنها اتت متأخرة جداً
فركضت بهلع لهاتف المنزل واتصلت
" 999 " لعلها تكفر عن ذنبها
-: السلام عليكم .. ممكن تسمعوني بئه













*















اقفلت على نفسها في غرفتها ..
لم تخرج منها ابداً بعد الذي حدث
تذكرت ماحدث ..
اتسعت عينيها وهي بين احضانه
عندما رأت والدتها تقف مصدومة
وعندما صرخت عليه ليبتعد وصرّح بأنه اخوها
انهارت والدتها تبكي
التفتا عليها ...
لجين تصنمت في مكانها
فارس ذهب نحوها .. انحنى لها وقبّلها على رأسها
دعاء وهي تبكي -: هديل ماتت ؟
نظر للأسفل -: البقا براسك ياخالة
لجين بصدمة -: خالة هديل ماتت !
تنهد وحاول بقدر الإمكان ان يكون قوياً امامهما -:
الله يرحمها ..
لجين لم تحتمل الصدمات تلك ركضت لغرفتها
واقفلت على نفسها منذ ذلك الحين ..
استفاقت من سرحانها عندما سمعت صوت طرقٍ على الباب
سمعت صوت عمّار ايضاً -: خلاص اتركها
مستحيل تفتح لك ..
-: لا ابي اكلمها ضروري
رحلتي بكرة الصبح لبريطانيا
اتسعت عينيها ثم ابتسمت بسخرية
" هذا هو نهاية الوعد "
لكن الذي اجهله كيف صار فارس اخي !
يبدو انه يريد محادثتي في هذا الامر
لكن لا لن افتح له هو لم يخلّف لي في رحيله
سوى الآلام حتى بعد ما التزمت واصبحت الى الله اقرب
كان طيفه يزورني كثيراً
وكنت ادعو الله ان يطرده عني لأنه ليس بمحرمٍ لي
لكن في نهاية الأمر لا من بدايته في الاصل كان اخي
اذاً لماذا ابي ربط اسمي باسمه
وحجرني له وهو يعلم بأنه اخي ..
ام انه لا يعلم !
امي عندما رأتني معه بكت وكأنها كانت تعلم بأن هذا اليوم سيأتي
يا الله كن معي ..
اما آن لهذه الأحزان ان تنجلي !
يارب انسني حبه فهو اخي
ولكني لا اصدقهم كيف يكون اخي
وله ابٌ آخر وامٌ اخرى
كيف يكون ذلك ؟











*












اخذ يفكر في موضوع " سلمان "
لماذا كان يتهرّبُ مني عندما قلت له بأن نلتقي
قال لي ماتت عمته وصدقته
وبعد ثلاثة ايام
كذبت عليه بأني عدت الى الدمام
فأخذ يحدثني بأنه عاد الى جدة لانتهاء ايام العزاء
فأخبرته اني كنت امزح ومازلت في جدة
ودعوته لأحد المقاهي ووافق
وفي وقت الموعد ارسل لي رسالة يخبرني فيها بعدم المجيء
لظرف طارئ
وبعدها مرةٌ ايضاً لكنه اعتذر من بادئ الامر
حتى انتهى الاسبوعان وعدتُ فعلاً ولم التقيه
اتت في باله فكرة غريبة ..
هل من المعقول ان سلمان هذا فتاة !
ولكن ماغرضها بأن تحادثني وتتقرب مني
عقد حاجبيه .. كنتُ مخطئاً حينما تماديت معه في التعارف
فما ادراني قد يكون هو شخص من موقع سامي
ولكني لم اكن اعطي الكثير منهم ايميلي
وايضاً لا اتذكر الذين اعطيتهم ..
اوه لديّ فكرة سأقول له اني اريد تطوّر معرفتنا
ونتبادل الارقام فلم اعد اطيق التحدث في الايميل
اخذ جواله سريعاً ورسل -:
سلمان
افراح كانت تراسل صديقتها تريد حلاًّ للواجب
وفجأة ظهر لها في الاشعارات رسالة وسيم
دقّ قلبها ونقرت عليها ..-:
هلا
-: بغيت اقولك يمكن احذف الايميل
اعطني رقمك
بورطة -: رقمي مفصول
-: معقولة !
وكيف تتواصل مع امة محمد
صمتت ولم تعلم ماذا تقول
ثم ارسل وسيم -: وين رحت
-: معليش جوالي بيطفى اشحنه ثمن ارجع لك
-: لا قبل قولي كيف تتواصل معهم
-: بي بي .. واتس أي شيء
-: اوك اعطني رقمك نسولف في الواتس
-: ما ادخله كثير مايعجبني
-: طيب بي بي
شعرت بأنه لامجال للكذب او المراوغة
-: اوك هات بنك اضيفك بعدين
الحين جوالي بيطفى
-: *****53p
انتظر اضافتك
ورمى بجواله دون ان يقرأ رده
وقال -: حشرتك والحين نشوف اذا انت بنت او ولد
في جهة افراح
كانت خائفة جداً لم تعلم بأنه الأمر سيصل الى هذا الحد
ندمت بأنها حادثته
ولكن لايمكنها التراجع الآن فيبدو انه شاكٌ بها
فيجب ان تثبت له بأنها سلمان ..!
اخذت جوالها الآخر الذي حصلت عليه هدية من سعود
ولم تفتحه قط لعدم احتياجها له .. فتحته الآن
وحملت البي بي وصنعت حساباً جديداً
غير حسابها المعروف .. واسمته بـ سلمان














*
















كانت تسير بجانبه واصابعها ذائبة بين اصابعه
تتأمل الطرقات والمارة
كعادتها عندما تسير للجامعة
اعتادت على يده التي تشد يدها كل صباح
محاولة لطرد التوتر لكليهما
فهذه الايام حاسمة ..
ستحدد الفوز او الخسارة
سيرى كلاًّ منها نتائج تعبه ومجهوده
دخلا سور الجامعة
حينها افترقا وكلاًّ منهما يدعو للآخر
قابلت رزان التي تسير برفقة دارين
رزان -: بنات انا خايفة اليوم
مادة اليوم دسمة حيل
دارين -: توكلي على الله
ربنا مابضيع تعب حدا
-: صح رزان اسمعي لكلام دارين
-: انتِ اش مالك حق تنصحيني في شيء ياساحبة
شهقت -: في وش سحبت
-: ايه صرتِ ساحبه علينا
بس تجلسين مع جوادتك واذا جلستِ معنا جواد وجواد
بضحكة -: هاو تغارين منه
-: انقلعي ما اغار بس جد حسي بالوضع شوي
دارين ضحكت -: ونا كمين زعلانة منك
ماصرتِ معنا متل اول
-: ياليييل لهدرجة
-: ايه وزود جوادتك في البيت
لكن في الجامعه ماكو جواد هاه !
تراه بيطفش منك وبيروح عند ملاك بعدين
ضحكت -: عادي اصلاً قلت له يخليها تسكن معنا
دارين -: مو منجدك انتِ
تسكني انتِ وضرتك بنفس المكين
-: واذا قلت لكن انها مب ضرتي
اثنتيهما -: اجل ؟
-: طلعت اخت جواد
رزان بصدمة -: نععععم
دارين بصدمة -: شوووووووو !




_____________




انتهى ..



وكان هذا بارت طويل لتفاعلكم الجميل معي
اذا اعجبكم قيموني فضلاً ..




- كفارة المجلس ..
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك



لامارا 14-07-16 08:34 AM

رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة الا بالله




البارت السابع والثلاثون








"قراءة ممتعة "





____________________





صرخت بأعلى ما لديها
حتى انه عاد للخلف قليلاً من قوة صوتها
دفعته بقوة وركضت إلى الداخل
ركضت وركضت وقلبها المذعور يناجي الله
صعدت الدرج وهي تتجاهل اثنتين لتصعد فوق اخرى
كانت تشعر بالتيه لا تعلم اين تذهب
او اين تحتمي ..
رأت بأن الاقرب اليها الآن غرفة ماجد
فذهبت هناك وهي تنظر للخلف
تنهدت بعمق لم يتبعها
لماذا ياترى ؟
لا ليس هذا وقت التفكير به الأهم الآن ان انجو بجلدي
طرقت الباب عليه ولكنه لم يجب
فتحت الباب ودخلت
نظرت لصالة جناحه كانت المصابيح مغلقة
ولكن نور الشمس ينتشر في انحاء المكان
نادت بخوف -: م ماجد
لم يجب فعاودت مناداته
حينها خرج من غرفته ونظر لها دون ان يلفظ حرفاً
تقدّم نحوها ..
لا تعلم عبير لماذا كان قلبها يدق بقوة
شعرت بالخوف اكثر من تصرفات ماجد الغريبة
تقدّم عنها باتجاه الباب واغلقه بالمفتاح
بلعت ريقها وتجاهلت امره لتجلس على الكنبة
-: تكفى لا تعلّم ابوك اني هنا
وهو يدخن سيجارته قال -: وش صار ؟
بغرابة -: وش صار !
نسيت اني كنت شاردة
ضغط على رأسه -: اوه صح نسيت
نهضت ووقفت امامه وتجاهلت مشاعر القلق التي بداخلها
وضعت يدها على رأسه -: ماجد فيك شيء ؟
مسك معصم يدها التي على رأسه -: اي فيني
بلعت ريقها وحاولت افلات يده
ولكن فجأة اخذها من خصرها والقاها على الكنبة التي يجلس عليها
وثنى ركبتيه حول ساقيها وكأنه يحاصرها من كل الجهات
بكت وهي خائفة جداً وجداً -: ماجد !!!!
وش فيك
ابعد عني تراني زوجة ابوك
-: وهذي المشكلة انك زوجة ابوي
تعبت وانا اكتم بداخلي
حاولت مدافعته بقوة ولكنها لم تحرك شيئاً به
بحكم انه متدرب جيد على الاثقال والحديد
-: تكفى ماجد ابعد عني
والله حرام حرام مو علشاني بنت ضعيفة تسوي فيني كذا
بيد واحدة اخذ يديها الاثنتين وثبتهما على بطنها
وبدأ يفتح ازرار سترتها حتى كشف عن صدرها
بكت بقوة -: لاااااااااااااااااااا
ماااااااااااجدددد تكففففىىىىىىى
لاااااااااااااااااا واللي يخليك
لاااااااااااااااااا
صرخت صراخاً سمعها كل من في القصر











*














مازال يتأمل مكان الشجرة الفارغ وهو يتذكر حياته السابقة
في ذلك الوقت ودّع والدته بحضنٍ عميق
وقبلةٍ على رأسها
دعت له كثيراً بأن يوفقه الله ويعيده لها سالماً غانماً
حينها تفارقا ودخلت هي صالة الانتظار
وخرج هو من المطار
عند خروجه اصطدم بها شتمها بالعربية
ولحسن الحظ انها لا تفهم عليه
اعتذرت بشده -: I'm very sorry
وبدأت تلم كتبها التي سقطت من حقيبتها
وهو ينهض نظر لها
تردد في مساعدتها ومالبث حتى قرر في مساعدتها سريعاً
فنزل لمستواها وساعدها بلم كتبها
ابتسمت فبانت تلك الحفرتين التين في وجنتيها
-: Thanks
شعر بالخجل من نفسه لتلفظه بذلك السب الشنيع
وهي بكل ادب واحترام اعتذرت له ثم شكرته حينما ساعدها
ضحك في نفسه بسخرية .. صدق اننا مسلمين بدون اسلام
حينها استأذنته بالذهاب وهو الآخر ذهب لأخذ تاكسي وعاد للمنزل ..
وتوالت الايام سريعاً وكأنها تخطط لمفاجآته بلقائها مرةً اخرى
وذلك في المقاعد الجامعية ...!
كان حينها عندما ذهب لمكتبة الجامعة
كان في عجلةٍ من امره فذهب وهو يسرع الخطا
لذلك الرف الذي لمح به الكتاب
في المرة السابقة وعندما وصل مد يده ليأخذه
ولكن يداً ناعمة امتدت قبله لأخذه
نظر كلاً منهما للآخر
" مترجم "
ابتسمت وهي متفاجأة -: اوه انت من المرة السابقة
بغرابة -: عذراً لكن لا اتذكرك
نظرت للأرض وهي تشعر بانكسار ..
اني لم انسه قط منذ تلك المرة ودعوت الرب بأن التقيه
وهو للأسف لا يتذكرني يا للخيبة ..
قالت له حينها وهي تنظر اليه -: يا للخيبة
حك شعره -: اعتذر لذلك حقاً
ولكن يمكنكِ ان تذكريني بمتى واين التقينا
شتت نظراتها -: منذ ستة اشهر
امام المطار حينما اصطدمت بك
عقد حاجبيه لثواني ثم حلّ عقدته وهو يبتسم -:
اوه اذاً انتِ تلك من المرة السابقة
بسعادة -: هل تذكرتني !
-: اجل اجل
مدت له الكتاب -: انه الاخير
قراءة ممتعه لك
باحراج -: لا بأس اذاً اقرئيه انتِ اولاً
-: لا بأس في ذلك حقاً سأستعيره منك لاحقاً
واعطته في يده ... ادعى ليندا وانت ؟
-: سلمان
ابتسمت -: اسمٌ جميل .. ونظرت لساعة معصمها
اعتذر سأتأخر عن محاضرتي .. الى اللقاء
ثم رحلت وهي تسرع من خطواتها
نظر للكتاب والابتسامة تعلو شفتيه -: يلا اهم شيء فزت فيه
وتمتم في نفسه .. طل شلون ذي متذكرتني ماشاء الله
انا وش غذايا امس ما افتكره ..









*












لم ييأس قرر ان يعود لها مرةً اخرى
نظر له عمّار -: ع الفاضي ترا
-: بحاول ماعندي وقت والله
وعمي يبيني ارجع عنده ع المغرب
-: وش اللي ترجع ماترجع افا عليك
اليوم تنام عندنا وحنا نوديك المطار ماعليك
بحرج -: لا مابي اثقل عليكم
-: فارس تراك بتحصل لك كف جميل مني
الحين حنا بينا ذي الرسميات !
ضحك وهو ينهض -: خلاص ولايهمك
الحين اطيّر ام الرسميات
تنهد -: يعني مُصرّ
تنهد هو الآخر -: ايه .. دعواتك
ضحك عليه -: ادعيلك والله
اتجه الى غرفتها .. طرق الباب
لم تجب عليه فقال لها -: تراك بتتعفني وانتِ بين هالأربع حيطان
لم يتوقع منها اجابة ابداً ولكن فاجأته بقولها-: مالك شُغل فيني
ابتسم بسعادة -: ايه هذي لجين اللي اعرفها
ضحكت بسخرية -: لجين اللي تعرفها اختفت من زمان
استند على الباب -: انا مايهمني ان القديمة اختفت او لا
اللي يهمني ان لجين باقي موجودة مهما كانت شخصيتها او حالتها
تعرفي ايش اللي يهمني ! انها تكون دايماً مبسوطة
-: وين الانبساط ذا وانت اختفيت فجأة لا حس ولاخبر
بعدها انت ماتدري وش صار
صارت اشياء كثيرة ..
تنهد -: اعرف .. الله يرحمها
-: بس ذا اللي عرفته !
بغرابة -: ليه في شيء ثاني صار
تنهدت -: لا ولا شيء
-: طب افتحي ابي اكلمك
-: تكلم من مكانك
-: ما اعرف لازم اناظر وجهك وانا اتكلم
بحدة -: خلك مكانك ابرك
صَمت ولم يجب عليها وطال صمته حتى ظنت انه غادر
وبفضول فتحت الباب لترى ..
اتسعت عينيها عندما رأت بأنه مازال واقفاً
وبنبرة سائلة -: ادخل ؟
اقفلت الباب على وجهه واطرافها ترتعش
وضع يده على مقبض الباب بتردد ليفتحه ولكنه تراجع
-: استودعتك الله .. انتبهيلك وانتبهي لنفسي اللي فيك
سقطت دموعها وجلست على الارض تبكي
-: اخخ لو تدري اني انتبهت لك اكثر من نفسي اللي لها عليّ حق !












*












-: يلا وهيدا منشان البيبي اللي ببطنك
ضحكت -: لا خلاص شبعت
رزان بتحفّظ وهي تنظر لِ ملاك -:
يلا اهم شيء ان اللي نفسك فيه طلعتيه
ملاك اتكأت بذقنها على ظهر يدها -: شوفي جزاوي
معليش يعني لو بنت تسميها ملاك
رزان لم تشعر بنفسها -: هي انتِ تراني قلت قبلك
ضحكت -: لا معليش الاقربون اولى بالمعروف انا عمة البيبي
بقهر -: عز الله ضاع مستقبلها دامك عمتها
دارين شعرت بتكهرب الاجواء -: انا عندي احساس بيئول انو ولد
اِيه صح تزكرت المره الحامل عم بتحس بنوعية جنينها
ونظرت للجازي .. انتِ شو بتحسي
ضحكت -: ما احس بشيء
رزان -: ماعليك لساتك اول شهر
الجازي شعرت بأمواج تلعب في بطنها
وكأنها ستُخرج كل ما اكلت وضعت يدها على فمها من تحت نقابها
جميعهن التفتن لها -: لا تقولي بترجعي !!!
رزان اخرجت كيساً دائماً تأخذه معها عندما تكون برفقة الجازي
لفت الجازي برأسها لليسار بحيث لا يراها احد
ورزان مدت لها الكيس ..
ملاك عقدت حاجبيها وهي تستمع لصوت الجازي المنهك
وهي تُخرج كل ما في بطنها ، همست -:
الحين هي نفسها فيه ليش ترجع !
دارين -: أي دونت نو ماني متزوجي ومعرف لهـ الاشياء
عادت بوجهها لهن واخذت منديلاً لتمسح فمها -:
معليش اكيد قرفتكم
رزان -: لا حبيبي عادي اهم شيء حالك كيف تحسين الحين ؟
تنهدت -: الحمدلله يمه حسيت روحي بتطلع
ملاك -: في شيء لعب عليك اكيد
عقدت حاجبيها -: مدري شميت ريحة عطر قلب عليّ بطني
دارين لفت يمنةً ويُسرة وفجأة ..
لم تكن تتوقع وجوده هنا ..
حكت يدها بتوتر وقالت في نفسها ..
" ليش سعود هون .. لا وكمان هو السبب انو الجازي حصل لها هيك
الله يهديك ياسعود لو يعرف مستر عمر شو بيعميل ليك ..."
باحراج -: بدك اكلمه يبعد عنا
بغرابة -: مين ؟
-: منتي ئلتي في ريحة عطر ماحبيتيها هذا هو ورانا صاحب العطر
الجازي لفت على الطاولة التي خلفهم
-: اوه هذا صاحب جواد
رزان -: لا دارين انثبري مكانك اكيد يعرفنا ولمن تروحي له
بياخذ فكرة سيئة عنّا
الجازي -: خلاص عادي كملن اكلكن وانا بطلع
اشم هوا برا ...









*













عندما صرخت عاد للخلف مذعوراً
-: شبلاك مني مسوي لك شيء !
شعرت بأنها قد دخلت في حالة هستيرية عندما عاد للخلف
نهضت واصبحت ترميه بكل ماتلتقطه يداها
كانت خائفة جداً تدافع عن بقاياها
تدافع عن شرفها الذي سبق وقد انتهك .. بالحلال !
وماذا ؟ .. هل الآن جاء الدور بالحرام !
ركضت لغرفة ماجد واوصدت عليها الباب
ماجد ثار جنونه فهو ليس بعقله اصلاً فهو مخمور
واصبح يدفع الباب بقوة وياخذ بعض اثاث الصالة
ويضرب به الباب
..
في داخل الغرفة
كانت عبير تلهث بخوف وتبحث عن أي شيء في هذه الغرفة
لتحتمي به .. فقد غاب عنها ان تلتقط سكيناً عندما كانت في الصالة
اصبحت تدور في انحاء الغرفة دون جدوى
ومايوترها اكثر هيجان ماجد في الخارج
تمنت انها الآن جثة هامدة بين يديّ صقر على الاّ تعيش حياتها
وشرفها قد فنى ..!
بعد ربع ساعة تقريباً جلست على الارض بيأس
وهي تدعو الله بأن ينقذها ..
بعد لحظة حدث مالم يكن بالحسبان
تحطم الباب ودخل ماجد كالثور الهائج
كذئبٍ اهلكته فريسته بالهرب ثم .. وجدها
اتجهت نظراتها تلقائياً نحو النافذة المخرج الوحيد
دعت .. يارب حتى لو سقطت ميتة اجعلني من الشهداء
فأنا الآن ميتة ميتة .. ان اموت بكرامة وشرف
افضل من ان اموت مضطهدة دون شرف
وقفت وذهبت للنافذة
فتحتها .. لكن اوقفها صوته !
-: جنيتي انتِ !!!!!!!!!!
التفتت له وصرخت -: ايه جنيت منك ومن عيالك
انت ماخليت فيني لا روح ولا عقل وولدك هذا يتحرش فيني
خلاص بريحكم مني ..
قاطعها وقاطعه صوت الضابط الذي يأمر بالاستسلام
واصوات "السفتي" المزعجة المتداخلة فيما بينها
.. الشرطة ! ما الذي اتى بها
كان هذا السؤال الوحيد الذي يدور برأس صقر
ماجد نظر لأبيه -: وش يبه تزوجت وحدة ثانية
اسمع صوت الطبول ..
بقهر عض شفته حتى خرج الدم -: أي طبول انت
لابارك الله فيك من ولد شف لوين صار حالنا
عبير شعرت بالحياء فذلك الحشد بالخارج ينظر اليها
فدخلت للغرفة وجلست بجانب النافذة العريضة وهي متكوّرة على ذاتها
تحدث ضابط الشرطة بالمايكرفون -: المكان محاصر
صقر الشميسي سلّم نفسك
صقر الشميسي سلّم نفسك
ماجد دون وعي -: وش تسلم لهم
يبه ترا غرفتي كلها خمر انتبه لاتسلم نفسك
صقر اتسعت عيناه هذه النهاية بالفعل
لم يتصوّر ان ابنه يشرب
وبهدوء يخفي جميع البراكين في جوفه -: مؤيد وينه الحين ؟
-: اوهوو مؤيد هذا اللي انت شاد الظهر فيه
تراه مروج حشيش وخمور
عبير شهقت ووضعت يدها على فمها
تذكرت كل لحظاتها مع مؤيد
ذلك الرجل هو اول رجل غريب وثقت به
واستندت على كتفه لحظات ضعفها
كان الاخ الحنون والاب الرحوم حتى كاد ان يكون لها امًّا
فجأة تعلم بأنه كم قد دمّر حياة اناسٍ كُثُر
بتجارة محرمة ..
اصبح الضابط يكرر كلامه ..
ثم اردف -: ان ماسلمت نفسك راح ندخل
عبير على صوت بكائها .. حتى هي سيظنون انها معهم ..
وفجأة
-: عبييييير !
صوته فقط هو الذي تحتاجه الآن
شهقت ببكاء -: سلطاااااااااان
وذهبت الى حضنه وخبأت نفسها به
غطاها بلحاف لديه ..
حينها قال -: خلاص ادخلوا
ودخل الجنود سلطان حمل عبير بين يديه
ووقف امام صقر وتفل في وجهه -: رحله سعيدة في السجن
ترا معاملاتك الغير قانونية كلها مكشوفة عند الشرطة
وعبير من الحين انطوت صفحتها معك
واذا ماتبي تطلقها الحين بتطلقها غصباً عنك قدام القاضي
وتفل عليه مرة اخرى ..
صقر كان في حالة صدمة حتى انه لم يستطع ان يتفاعل مع صدمته
او يتجاوب معها فقط كان صامت يراقب بعين ساكنة ..





- يتبع


لامارا 14-07-16 08:39 AM

رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي
 

*





دخل بيته وهو منهك قبّل رأس والدته
واردف قبلته بِ -: يمه بسير انام نبهيني لصلاة المغرب
-: من عيوني الا تعال ابيك بموضوع
لا يعلم لماذا قرصه قلبه فنبرتها ليست مطمئنة
ولكنه جلس وبهدوء قال -: آمريني يا الغالية
-: الله يحفظك ياوليدي .. انا نويت اخطب لك من بنات عمامك
تبي تختار انت ولا انا اختار لك
بسرعة -: لا يمه توني على سالفة الزواج
-: وش اللي توك هالسنة بتكون داخل واحد وثلاثين
الى متى يعني !
-: الين ربنا يكتب لي
-: ياوليدي انت ولدي العود ماتبي تفرّح امك
-: يايمه انا وين وانتِ ووين
اخته التي كانت منشغله بجوالها اقفلته ونظرت له وهي تغمز
-: الا تعال لايكون حاط عينك على وحدة
ضحك لها -: انتِ خليك في بحر راكان
-: اخخ فديته
-: شف ذي اللي ماتستحي
-: وليش استحي هذا زوجي ابو عيالي
ضحك -: الله يخليكم لبعض
-: امين الا تعال ماقلت لي
تنهد -: والله ان تبون الصدق ايه
والدته باتساعة عين -: وعلامك ماقلت لي من اول كان خطبتها لك
-: المشكلة اني ما اعرف اسمها ولا مين بنته
اخته صكت وجهها -: وي ؟ بالله شلون بنعرفها
-: مادري انا بوصفها لكن وانتن وخبرتكن
-: وحنا شلون بنعرف سيدة الحسن والدلال اللي في بالك
-: لا هي من قبيلتنا تذكرون يوم سوى جدي مطلق عزيمة
وما رحتن العزيمة ان ماخاب ظني عزيمة جواد يوم كان مسافر او شيء زي كذا ناسي والله
المهم كنت مع عمار والبنت ذي صدمت في عمار
ووالله من غير قصد لمحتها لمن طاحت قدامنا
وكنت اكثر من مرة الّمح لعمار من بعيد بس شكله ما انتبه لها مين هي
سلوى -: اووهوو يا عبدالعزيز من لمحة حبيتها
بحرج -: وش اللي حبيتها انتِ بس ان شكلها دخل مزاجي
ضحكت والدته -: ياحليلك وانت مستحي
-: ماني مستحي لكن سلوى بنتك من وقت تزوجت
الله يهديها م تدل الحيا
-: ايه ياعبدالعزيز ماقلت شلون شكلها
-: اذكرها بيضا ونحيفة شعرها طويل لآخر ظهرها
وبالمعنى العام جميلة ماشاء الله تبارك الرحمن
سلوى -: افدتنا الله يحرسك
اغمض وهو يتذكر -: طولها زين بس بالنسبة لي قصيرة حيل
ايه صح تذكرت عندها خال صغير تحت فمها
سلوى شهقت -: قليل حيا هذا الحين ونت لمحتها اجل شلون لو تأملتها
غمز لها -: بأوصف لك ادق تفاصيلها
وضعت يدها على رأسها -: يا الله انتو الرجال
منتو معقولين لا جد بيغمى عليّ
ضحك -: الحين بشروا عرفتوها ولا لا
والدته تغيّرت ملامحها فجأة -: ايه عرفتها
راقب ملامحها -: مين بنته ؟
-: عبدالعزيز يمه بشوف لك غيرها
عقد حاجبيه -: ليش
-: مالك نصيب معها
-: اي زين ليش ؟
-: البنت متزوجة هذي تصير بنت فاطمة
ولدها العود اسمه سطام اكيد تعرفه










*












بعد اسبوع
.
.






دخل المنزل بخيبة
تمسكت به زوجته وهي تبكي -: عرفت عنه شيء ؟
-: للأسف لا
جلست على الارض -: اخخخ يا يمه وين رحت
يا الله طمّن قلبي عليه
ألمار وضعت يديها على كتفي والدتها -: خلاص يمه هدّي بالك
ايمن مهو ببزر
-: وش اللي مهو ببزر له يومين مختفي وجواله وهويته ومحفظته وكل شيء هنا وين بيروح وين !
-: خلاص يافايزة وين ماراح مصيره بيرد
-: علامك يا ياسر بارد ترا هذا ولدنا الوحيد
الحين قولي وين راح اكيد احد خطفه ولا صار له شين
-: يابنت الحلال هدي ولدك مب طفل عشان احد يخطفه
وخلينا نحتمل ان صار له شين علامك ماتدرين ان الاخبار الشينة تنتشر بسرعة اكثر من الاخبار الزينة
-: ياربيه محد بيحس فيني محد
هذا وليدي قطعة من روحي شلون يهدا لي بال
وهو بعيد عني ..شلووون !
المار تنهدت بضيق وذهبت لغرفتها وجدت الجوهرة
سادحة على سريرها
-: وش حال امك
تنهدت -: مايسر لا صديق ولا عدو
-: الله يهدي هالزفت مايعرف يقول انا بروح أي زفت
ومني راجع الا بعد فترة
بقلق -: ترا انا بديت اصدق فكرة انه احد اختطفه
-: وين حنا في اوروبا ؟ ترا بلادنا امن وامان الحمدلله
-: بتقنعيني انه العمالة الوافدة كلهم يخافون الله
ترا لو اثنين ولا ثلاثة حاصروه مراح يقدر يقاومهم
الجوهرة تنهدت -: الله يرده سالم غانم حنا مالنا الا الدعاء
فجأة قاطعهما صراخ والدتهما .. -: يـــــــــــــــــاســـــــــــر !!











*










كان قلبها ينزف دماً وروحها تتقطع الى اشلاء من ترف الشعور بالألم
مازالت في حالة ذهول ..
هي لم تهتم بصقر كثيراً فهي تعلم بفعله غير القانوني ذاك
في توريط الناس معه بالأسهم الكاذبة
اما الذي يجعلها تتألم الفاً وسبعون مرة ، لا بل اكثر
هما فلذة كبديها ..
ماذا لو كانا يعيشان تحت ناظريها
هل سيكون حبيبها الأول تاجراً للحرام ؟
ام هل سيكون حبيبها الثاني فاعلاً للحرام !؟
تعلم بأن صقر لا يراقب جميع افعالهما لذا تاها في دروبٍ لا نهاية لها
تلوم نفسها ايضاً حينما كانت تدعو لمؤيد بالفلاح في تجارته
التي لم تعلم ماهي اصلاً
وفي كل مرة تصرّ عليه بإخبارها يتهرب من الاجابة بطريقة ذكية
حتى انها لا تنتبه انه قد انسلخ من سؤالها
ماجد الآن محاكم لتعاطيه وعلى مساعدته لمؤيد
اما مؤيد فلا خبر عنه حتى الآن ومازالت الدولة تبحث عنه
واقسم محمد " والد منيرة " الا يتدخل فهما عارٌ عليهم
حتى لو كانا حفيديه
دعت بقلبٍ طغى عليه الحزن والألم ..
يا الله اعلم بأن طفلي قد طغى وعصى
يارب خفف عقوبته ولا تجعل رقبته تطيرُ امام عيني
يارب تُب عليه ..
وطفلي الآخر اعده الى حضني بعد رحلة الجزاء
يارب اعدك الا افرط فيهما
لطالما انهما لن يصبحا تحت جناح صقر !










*











نزل من الطائرة نظر للساعة ابتسم -: اوه باقي ماعدلتها
ثم بحث بعينيه عن الساعة التي تكون بالمطار
فوجد بأن الوقت متأخر عن نيويورك بأربع ساعات
ثم ضبط ساعته على الثامنة صباحاً
خرج من المطار وهو يجر حقيبته خلفه
استنشق هواء فانكوفر حتى مُلِأت رئته بالهواء النقي
قابله عمه وهو يضحك -: هوانا ولا هواكم
فهم بأنه يقارن بين نيويورك وفانكوفر-: لاهوانا ولا هواكم
-: هواء مين اجل
تنهد بحنية -: هوا الخُبر اكيد
ضحك -: يحفظها ربنا
-: امين
قدِم رجلٌ ذا لبس اسود منظّم مد يده ليأخذ الحقيبة من يد سعود -: اكسكيوزمي ..
ثم سار بها الى السيارة
-: ترا ما يحتاج شغل الدلع اقدر اجرها للسيارة
-: انت ضيف الحين عندي ومن حقك عليّ اكرمك
صعدا السيارة بعد تبادل السؤال عن الاحوال
بنبرة -: انجيل في البيت ؟
-: ايه اجل وين بيكون
-: بستأجر فندق اجل
-: افا عليك بيت عمك هنا وتستأجر برا
-: عمر تكفى مالي خلقك
-: عم عمر لو سمحت
تكتف -: يصير خير
ابتسم -: ابي افهم سر هالكره كله لأنجل
-: كذا من ربنا
-: ع العموم هو اصلاً مسافر اليوم عنده مقابلة لفيلم بيمثله
بعد ماصار من نجوم هوليود انشهر اكثر من قبل
وصارت تجيه عروض تمثيل واعلانات وحتى شركة في دبي طلبوه يغني في الافتتاح تبعها
-: الله لا يوفقه
-: علامك عليه انت
-: حلوة ذي ادعي له بالتوفيق وهو كافر عاصي ربنا
-: طب اقلها قول الله يهديه للإسلام
صَمت ..
وبعد فترة قال -: ايه وش موضوعك اللي ماينفع على الجوال
-: ماينفع الحين خلنا نوصل البيت
-: انت علشان نوصل بيتك يبي لنا ثلاث ساعات
قولي خلنا نتسلى في الطريق
-: متأكد انك بتعتبره تسلية ؟
-: ميبي
-: ماقلت لي كيف اختباراتك
-: لا تتهرب
-: طلعت نتيجتك صح ؟
تنهد -: قلت لا تتهرب
-: اول جاوبني
-: ايه طلعت والحمدلله زينة
-: كم التقدير العام
بانفعال -: عمر ! تستفزني يعني
ابتسم -: اغلب المواد جبت فيها جيد ومادتين جيد جداً
يبي لك تشد حيلك علشان ماتصير دايماً ورا الجازي
التفت اليه سريعاً -: الجازي !!
-: المفروض ترسل لها هدية على تقديرها
ثلاث مواد جيد جداً مرتفع وبقية المواد ممتاز
حاول ان يعارض نفسه قبل ان يعارض عمر حينما قال
-: عمر شكلك مريض الجازي ماتت
-: وليه حنا شفنا شهادة وفاتها عشان نحكم انها ماتت ؟
-: قصدك باقي حية !!!
-: ايه
قرع قلبه بقوة رهيبة -: عمر ؟ تحكي جد ولا تبي تلعب بأعصابي
-: وليش الكذب
ع العموم مالك نصيب فيها
-: وليش ! ، الجازي من اول لي وراح تبقى لي لين النهاية
-: واذا سمعت لين النهاية بتصرّ على موقفك
بقلق -: عمر وش فيه قول ؟
-: الجازي حامل
بصدمة -: من مين !!
-: من زوجها يعني من مين مثلاً
شهق بعمق الصدمة لم يستطع ان ينطق بحرفٍ واحد
بعد سنوات الغياب هذه يكتشف بأنها ملك لرجل آخر
بعد فترة من صمت كلٍّ منهما تحدث دون وعي
-: الجازي عمرها مراح تكون ملك لحد ثاني
حتى لو كلفني اني اقتل زوجها راح اقتله
-: سعود ؟
بتبقى مصرّ لو سمعت لين النهاية
ارتفع صوته -: ايه ببقى
-: زوجها خويّك جواد
شعر وكأنه كان فوق سطح اعلى ناطحة سحاب في العالم
ثم دفعته الرياح وهوى الى الارض
تحجّر في مكانه ..
تبخرت الأحرف .. وضاعت الكلمات
لم يرتد اليه طرفه
تلك الاحاسيس وتلك المشاعر التي تهاجمه عندما يقابلها
لم تكُن لتأتيه عبثاً ..
كان جسدها يرسل اشاراتٍ لجسدي بأنها هي ..
جواد صديقي .. ومعشوقتي !
لا لماذا ؟
همس -: زواجها من جواد كان شبه مُخطط
بس تعرف قبل لا اخطط تفاجأت ان ام جواد انجذبت للجازي وخطبتها لولدها الوحيد وهذا الشيء سهّل عليّ كل مخططاتي
بلع ريقه -: انت السبب ؟
نظر للنافذة ببرود -: سعود سعادة الجازي مهي معك
وهي بنفسها قالت
-: انت تكذب انا ماصدقت وانا اكسب قلبها
-: هي حبتك كأخ كانت باقي تحب انجيل
وكانت تكذب عليك انها نست انجيل
-: لا انت اللي تكذب عليّ
-: بقولك شيء آخير وبعد كذا انت بكيفك
تحديتها قبل الجولة الأخيرة ان شيري هي اللي بتفوز
فقالت ..
اذا فازت شيري اوعدك اختفي من حياتكم لأني بكون عار عليكم
لا اقصد عليهم انت مستبعد من الدائرة
لأنك ماهمك الا فوز شيري
حاولت اثنيها عن فكرتها المجنونة ..
ابتسمت وقالت .. بس راح يكون شرطي ابي اعيش حياة فيها اكشن اكثر
ملّيت من حياتي هذي
اتسعت عينيه -: يعني تعمّدت تخسر
-: للأسف ايه
-: لا انت تكذب كانت متحمسة لسفرة نيويورك
وكانت تقولي راح افوز وتشوف
-: انا سويت اللي عليّ وحققت رغبتها
وكانت الصدف العجيبة تساعدني وتساعدها
اخذ نفساً عميقاً -: عمر يصير تحكي لي من البداية
لف عليه ببتسامة هادئة -: ماطلبت شيء الطريق طويل ..







____________


انتهى ..


ان شاء الله يكون البارت نال على اعجابكم ..



- كفارة المجلس ..
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك


لامارا 14-07-16 08:40 AM

رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي
 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة الا بالله






البارت الثامن والثلاثون







.. ما قدفات قد مات ..




"قراءة ممتعة "



____________________







ما الذي قاله لي ذلك الطبيب ؟!
وما الذي يقولونه هؤلاء !
اين ابي ؟
اني لا اراه بينهم ، ان الجميع يكذب عليّ
هو لم يمت , نعم لم يمت
اغمضت عينيها وكأنها تستسلم للنوم الابدي
تمنت ذلك ولكن لكل انسان اجلٌ محدد لا يُستأخرعنه ساعةً او يُقدّم
فتحت عينيها على صوت امها المنهار
-: اخخخ ياربي شسويت انا علشان اتجازى بهـ الشيء شسويت
احتضنها أحمد " اخوها " -: خلاص يامره
قولي انا لله وانا اليه راجعون
كلنا ماشين على نفس الطريق وهذا يومه
حاولت ان تفلت منه -: ونا بالله عليك وين اروح لا زوج ولا ولد
ولا سند وبنياتي توهن وين اوديهن
بحدة -: وش اللي مالهن سند وحنا وين رحنا
خلاص من اليوم ورايح راح تتركن البيت وتسكن في بيت ابوي
الجوهرة نهضت وهي تحتمل على نفسها -: بيتنا مراح نطلع منه
نهض ناصر ووضع يده على كتفها -:
يابنيتي البيت مامنه فود بعد الحين وياسر لو كان حي مراح يرضى تجلسن فيه بدون رجال معكن
شعرت بأن قوتها المزيفة تخور منها فصرخت -: ومن قال ان ياسر مات .. ياسر باقي حي ابوي ما مات مامات
وسقطت تبكي .. الله لا يوفقك يا ايمن الله لايوفقك ولا يجعلك ترتاح بدينتك وانت السبب في موت ابوي .. انت السبب ،
ولم تستطع ان تكمل من الشهيق
الجميع ظنّ بأن الجوهرة التي صمدت كثيراً ستصمد الى النهاية
التي لم تذرف دمعة واحدة منذ سماعها خبر موت ابيها
اصبحت تبكي بشتات بضياع ، تبكي بكاء الفقد لحبيبها الوحيد
اما المار كانت قصة اخرى
لم تخرج من غرفتها ابداً كانت تبكي ولسانها لم يتوقف عن
" حسبي الله عليك يا ايمن "
كانت مخدرات ايمن التي تركها في خزانته السبب الأول في توقف قلب ياسر ، رغم ان هذا كان يومه وماكان هذا الا سبباً
قبل ثلاث ساعات فقط من الآن
عندما كانت فايزة تبكي على فقدان وحيدها وحبيبها
وعودة ياسر دون اية اخبار
قرر ان يبحث في غرفته عن أي دليل قد يوصله الى مكانه
فمن المحتمل أنه هُدّد من قِبل شخصٍ ما ولم يتحدث
وما مكث الى ان دخل غرفته وفتح خزانته ومن هول ما رأى
مسك على قلبه وسقط على الارض مغشيًّا عليه
فايزة عندما سمعت صوت ارتطامه بالأرض
ذهبت مسرعه وعندما رأت مارأت صرخت
لتحضران ابنتيها ، كالعادة الوحيدة التي ثبتت الجوهرة
فاتصلت بالهلال الأحمر واصرّت انها هي من ستذهب
وعندما صعدت الاسعاف برفقة ابيها اتصلت بجدها
ليسرع بالحضور الى المشفى برفقة الجميع
عندما كانت في سيارة الاسعاف
كان لديها أملٌ عميق بأنه لم يحدث له شيء عظيم
غير ان هذا ناتج عن صدمة ما رأى
الآن عرفت فقط سبب خوف المار من قربها منه
لأنه يتعاطى !
ولكن لمَ سترت عليه طول تلك المدة
انها مذنبة هي الأخرى
لن اسامحك يا ايمن اذا حصل لأبي أي شيء ، أي شيء
حتى لو كانت جلطة بسيطة لن اسامحك !
كانت نفسها في شتات وهي تراقب بهدوء
مايفعل المسعفين في ابيها
كان هناك صوتٌ في داخلها يعارض كل الأفكار
وكل الآمال التي سكنت بها
ان الذي يفعلونه لا جدوى منه
لأن ياسر على مشارف المغادرة من رحلة الدنيا القصيرة والكئيبة











*












دخل بيته بخطوات بطيئة
كان وجهه كئيب جداً حتى ان امه فز قلبها خوفاً
-: يمه حبيبي وش فيك
جلس امامها على البساط الأحمر -:
يمه تكفين شوري عليّ
-: قول يمه وقفت قلبي
-: بعيد الشر عنك
يمه انتِ تدرين اني احبها وما ابيها الا تكون سعيدة
يمه انا ما اقدر اسعدها والمصيبة اني الحين شفت خوالها
عند باب بيتهم ويوم سلمت عليهم قالوا لي ان عمي ياسر مات
بفاجعه -: وشوووو علامك يا عوض تمزح انت
-: لا يمه ما امزح
يمه خليني اكمل بس تكفين لا تمنعيني باللي في بالي
-: قول يمه وجهك ما يبشر بخير الله يستر بس
لأن تدري بعد ابي اروح لأم ايمن اصبرها واعزيها
-: بصلي على عمي وبدفنه لأن هذا اقل شيء اسويه
وبعدها بسافر المانيا وبآخذك انتِ وعهد معي
-: وش ذي بعد
-: ذي دولة اوروبية المهم يمه ماعلينا من ذي التفاصيل
يمه ولدك ع.. عنده
بخوف -: عنده وش
اخذ نفس عميق -: عندي سرطان
صرخت -: وشششش
قبّل رأسها -: يمه تكفين هدي شوي
ان شاء الله بالكثير بكرة او بعده نسافر
يمكن ايامي تكون قليلة ومابي اتعب المار معي
اكيد مو ناقصها تفقد احد ثالث
يكفي ان ابوها مات واخوها مايندرى عن هوا داره
اذا ربي كتب لي الشفا راح تكون لي بإذنه
اما اذا مت الله يسعدها مع غيري
والله يصبر غيرتي عليها ونا في قبري
احتضنت ابنها وهي تبكي وتقول كلاماً كثيراً
حتى عوض لم يفهم معناه من شدة بكائها












*










في بيت الجد
كان النساء جميعهن هناك
كانت كل واحدة تبكي وتصبر الاخرى
شيلاء -: خلاص تكفون لحد يبكي الحين تجي عمتي
وتشوفكن كذا وش بتسوي بعمرها
صالحة -: صح والله لازم تكن قويات علشان هي بعد تقوي عمرها
الجوري -: اتخيل الجوهرة والمار حالهن
مجد -: ونا بعد رغم اني ما اطيقهن لكن الموقف صعب
ايمن له كم يوم مايدرون عنه شيء واليوم عم ياسر مات الله يرحمه
الجودي نظرت للأعلى حتى لاتسقط دموعها -:
والله اني ماني مصدقة واحس مستحيل راح اصدق
عم ياسر هذا لا لو اتكلم عنه من اليوم لين بكرة مراح اوفي بحقه شيء
هو عمي الوحيد وربي احبه بشكل محد يتخيله فيكم
على نياته وطيّب ياليت كل الناس مثله جد
زي مايقولون الطيبين هم اول ناس يموتون
لجين كانت جالسة بعيدة عنهم كالعادة
كانت ثابتة وتدعو لِ ياسر زوج عمتها بالثبات عند السؤال
كانت تدعو له كثيراً فهي تعلم بأن الأموات لا يحتاجون دموعاً
ولا سخطاً ولا جزعاً كل ما يحتاجونه هو الدعاء والأعمال الصالحة
بعد ذلك الهدوء الطويل تحدثت ويعد هذا حدثاً تاريخياً
بأن يسمع الجميع صوتها -: اححم
عندي لكن فكرة وش رايكن نقط ونبني له مسجد او بئر
لأن البكي هذا مراح يفيده
الجميع التفت اليها وكانت جميع النظرات متعجبة
جدتها مسحت دموعها -: خوش فكرة والله ربنا يحفظك يابنيتي








*










نزل من السيارة واستند على بابها
ودخن سيجارته ، وذلك الآخر نزل
-: انت باقي ماتركت عادتك
-: ولا راح اتركها
تمتم سعود بِ الله يهديك
-: ع العموم بعد م عرفت القصة كاملة وش ناوي تسوي
اخذ نفساً عميقاً -: تظن اني بترك جواد يتهنى فيها
اللي ماعرف قيمتها وتزوج عليها
ضحك -: اوبس تذكرت
جواد ماتزوج عليها ترا كله ذا كان تمثيل
-: نعععم !
-: الواضح انها مهي بطوعه فخطط مع اخته من الرضاعه
هالمسلسل الممل عشان يحرق قلبها ويحرك غيرتها
رغم ان مسلسله ممل لكنه جاب نتيجة كويسة
بقهر -: قصدك حملها !
-: بالضبط
-: عمر ابفهم انت مع مين بالضبط ؟
-: انا مع ولا احد تدري فيني من زمان انسان محايد
-: عمر رجعني المطار برجع نيويورك على اقرب رحلة
-: افاا حتى ماوصلنا البيت تبي ترجع المطار
-: ماني قادر اصبر
-: ووش بتسوي لو رحت مثلاً
تنهد -: بروح لها واحكي لها كل شيء يمكن تتذكر
-: اسمعني زين لاتصدمها بحياتها الحين هي بداية حملها
خل الحمل يثبت وبعدين
-: طب واللي مايبيه يثبت لأني ما ابي اخذها ومعها طفل من جواد
-: ليه هالثقة يمكن ماترضى فيك وتفضّل حياتها مع جواد
تنهد -: اقتلها ولا تبقى تحت رحمة جواد
-: اعرف ان اللي يحب ما يؤذي حبيبه
-: شكلك ماتعرف ان من الحب ماقتل
-: وش بتستفيد دامك بتقتل نفسك معاها
-: في ملة الحب كلنا مجانين
اطفأ سيجارته -: طيب وان كانت ماتحبك وش بتسوي ؟
-: راح اذبح انجيل قدامها
-: شفت كيف انك ماتصلح لها
تبي تمحي الكل في سبيل انها تصير ملكك
لو انجيل كان مسلم يمكن كانت ملكه من زمان
لكن في الاخير ربنا مو كاتب لك ولا لأنجيل
-: عمر تعرف تبلع لسانك من اول تعيد لي نفس الكلام ذا
ماتصلح لك ماتصلح لك .. خلاص انا بخليها تصلح لي وش رايك
دخل السيارة وعلى شفتيه ابتسامة -: نشوف
دخل سعود ايضاً -: انت راقب من بعيد ولا تدخل







*










في المساء ..
كانت تحادث اختها -: ياعمري هي الدنيا كذا محد يبقى لأحد
-: اي والله صدقتي الله يرحمه ويرحم كل من مات
-: آمين , وسطام الحين سافر ولا باقي
-: ايه من سمع الخبر وهو قالب البيت علينا مستعجل يبي يحرك للخبر
قلنا له نروح معك عيّا قال كلها ثلاث ايام وراد
-: الله يعينه وشلون شغله
-: اصلاً هو عنده اجازة الحين
-: اخخخ ياربي الله يعين بس
-: آمين الا انتِ ايش آخر اخبارك
-: ابد مابه جديد بس كذا احسني باقي ما اتعودت على
الدلع اللي هم فيه وصارت علاقتي حلوة مع اثير اخت محمد
وبعد افراح وسما وسارة هذيل بالثنوي مرة ياناس عليهم
-: اشوه ان عندك بنات تجلسين معهم
-: ايه لو ماعندي كان مت من الكآبة
ضحكت ثم صمتت لتتحدث -: اقول نوف الحين لمن تنزلين مول ولا لمن تطلعين مع محمد ماتحصلين مضايقات هههههههههههههههههههههه
بغيرة -: وجع البنات صاروا م يستحين والله
تجيك الوحدة وش فيها من جمال ويه يا الهنوف تقلي ابعدي
انا ولا شيء عندها المهم تتميلح لمحمد الود ودي
اصكها كفين يشوّه جمالها
اتسعت عينيها -: كاشفين قليل الحيا !!
-: ايه بالمولات كثيرين كاشفين واللثام تعرفي كيف انفتاح العوايل الغنيّة عاد محمد الله يهديه مايروح الا اماكن الناس الفخمين
ضحكت -: هههههههههههههههههههههههههههههه
خلاص لازم تتعودي انتِ يا الفخمة دامك صرتي
من طبقة الناس الفخمين
-: انقلعي والله ان عندي اروح سوق شعبي وكل وحدة محترمة حالها
ولا قلة الحيا هناك ..
-: ترا شوفي يعني بكون صادقة معك عاد رجلك يجذب يعني شعره اشقر وعيونه زرق من ذي اللي مراح تجي تتميلح عنده
-: وجع يوجعك معهم " تقلدها " من ذي اللي مراح تجي تتميلح عنده
قطيعه تقطعهم كل ابوهم ..
-: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههههههههههه ياربي
زمان عن هالضحك ياحليلك تغارين اجل يانوفي
ثم ابعدت الهاتف عن اذنها .. هاه رؤى .. اووك اوك الحين جايتكم
اعادت الهاتف لأذنها .. نوفي اكلمك تالي بشوف البنات وش يبون
-: لا تكلميني انقلعي بس
واقفلت على وجهها وحذفت هاتفها بعيداً ثم نظرت للأمام
وشهقت وبحرج -: متى جيت ؟
ابتسم وانحنى لمستوى وجهها -: من قبل 11 دقيقة
شهقت -: ااءءء اءء يعني
ضحك وابتعد عنها واستدار ليعطيها ظهره -:
تصدقين كسرن خاطري بهـ الدعاوي اللي دعيتيها عليهن
-: والله مب قصدي بس يعني
جلس جانبها وجعل وجهها يقابل وجهه -: خذي راحتك
احب غيرتك عليّ
ابتسمت وغطت وجهها -: خلاص ابعد انا مستحية منك
ضحك وبعثر شعرها -: احبك
ابعدت يديها بتردد -: صدق يعني ولا كذا مجاملة
اء تعطيني كذا ع قد عقلي
-: لا جد احبك
-: مدري احسك تستهبل عليّ
-: اجل اكرهك
-: محماااااااااااااااد وجع وش ذا .. وشهقت
اء والله آسفة مو قصدي اقول كذا
-: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
وانسدح على ظهره وهو يضع يديه على بطنه
ههههههههههههههههههههههههههههههههه اقول يابزرتي روحي نامي
مو زين للبزارين يسهرون
نهضت -: الشرهة مو عليك الشرهة ع اللي يجلس معك
مسك معصمها -: وين رايحة تعالي تعالي اخمدي
-: بروح جهنم اهم حاجا ما اجلس عندك
لا انت بتخليني اتجنن
-: نوف شقلت لك انا
جلست بغضب -: اول حاجا شلون تحبني وحنا مالنا فترة من تزوجنا
بعدين تستهبل على راسي وتقول تكرهني
-: طيب وش تبيني اسوي عشان تقتنعين
تكتفت -: ولا شيء
تذكر امراً واخرج من جيبه تذكرتان ووضعها امام وجهها
تأملتها دون وعي ثم صرخت -: كندا !!!!!!!!!!
-: ايه الجامعة يبوني ولازم اسافر فقلت اخذك معي
بتردد -: بس آآ عندي اختبار الاسبوع الجاي
تحمحم -: على طاري الاختبار والدراسة
بشور عليك وانتِ لك الحرية
-: وش ؟
-: وش رايك اجيب لك اساتذة لكل المواد ومعد تروحين المدرسة
وبراحتك بعد لو تبين تدرسين نفس مواد المدرسة او كتب اعمق واكثر وتصيرين مثقفة من كل النواحي انا مستعد بكل اللي تختارين
وهذا مراح يتضارب مع سفرياتي
وبيني وبينك احس العلم في المدرسة نهاية السنة ينتهي كل شيء
نهاية الاختبار خلاص ينتسي كل شيء لكن لمن تكونين انتِ تطلبين العلم من داخلك وتبحثين وتقرأين ومعلمة خاصة تشرح لك لوحدك والنقطة اللي مافهمتيها تعيدها لك مرة ومرتين وللمليون مرة
مدري عاد انتِ براحتك
صمتت قليلاً وهي تعلم بأن لديه مكانه عالية وشهادات كثيرة
فبالتأكيد يريد زوجته ان تكون ذات خبرة عالية ايضاً
وفي نهاية الأمر هي ستتعلم ايضاً سواء كان في المدرسة او في البيت
الذي يختلف ان المدرسة بها معارف وصديقات ولكن هنا بمفردها
وبمفردي انا مقتنعه اني سأتعلم اكثر وبجدية
طال صمتها فتحدث محمد -: اذا ماجاز لك كلامي خلاص عادي
قاطعته -: لا لا عادي موافقة










*










في صباح اليوم التالي

جهّز حقيبته وقبل ان يغادر نظر لبيته نظر اخيرة
قال لأمه -: بروح مكان وبرجع اخذكم للمطار
وهي تكتم بكائها -: الله يسهّل عليك كل دروبك وينوّر طريقك
خرج وهو يتمتم بـِ آمين يارب
تأمل بيت معشوقته اصبح بيتهم الآن خالياً من الأرواح
لكنه ممتلئ بالذكريات
وجد الباب مفتوحاً وامامه عاملان تحدث اليهما -: وش تسوون هنيا
-: حمّل هدا اغراض عشان شيلو بيت ثاني
-: وليش ما تحرك
تحدث الاخر -: مافي في ينتظر رجال حق اغراض هو
عشان قفّل بيت ويوصف بيت ثاني حق هوا
اومأ بالفهم -: اهها ومحتاجين مساعدة طيب ؟
-: لا شكراً
-: اقصد باقي شيء داخل ماخرجتوه
-: لالا كله هنا
تأفف -: استغفر الله متأكد ياخوي
-: ايوا ايش فيك انتا كل اغراض هنا
-: يمكن باقي شيء في الغرف
-: لا رجال هدا يقول كلو اغراض جاهز بالصالة وكلاص كلو هنا
تأفف وذهب .. اصلاً انا شلون كنت افكر
جد يعني لو الباب مقفل اصلاً شلون بدخل غرفتها
حتى الحين وهو مفتوح ماقدرت ادخل خلاص مامعي الا اروح من دريشة غرفتها وارمي الورقة واذا جت تشوفها ..
اتجه الى الخلف نظر لنافذة غرفتها كانت مفتوحة
اتسعت عيناه -: ذولي مجانين نسو يخلونها مفتوحة
من حسن الحظ ان بيتهم لم يكن محاطاً بسور
فلهذا قفز من النافذة ودخل غرفتها فتأملها ..
الغرفة كما هي السرر موجودة والاغراض موجودة
اذاً لمَ ؟
الم ينتقلوا بيت جدهم لمَ تركوها هنا
ايضاً هذا من حسن حظي الاّ تسيء الظن بي
عندما تعود وتقرأ ما بالورقة
بدأ يخمن ايهما سريرها فترك لقلبه ان يدله
فتحركت قدماه ناحية السرير الأيمن وبجانب السرير الـ " كومدينا "
فتحها لكي يتأكد فوجد لوحة صغيرة
اخرجها وعندما بصرت عيناه مافيها شعر باختناق نفسه
فأخذ نفساً عميقاً وقلب اللوحة فوجد ورقة مطوية بعناية ملصوقة بها
فتحها فقرأ ..
" كان عهداً عليّ الا اكمل ملامحه مادمت
لا اعرف مشاعره بالنسبة لي
ولاهو حلٌّ لي ايضاً ولكن اليوم بالذات بعد ان اصبحت له
اكملت ملامحه ، ملامح عوض التي استحوذت على عقلي وقلبي
فيارب اتم علينا واسعدنا في الدارين "
لم يشعر بدموعه التي سالت على خده مسحها سريعاً
وقبّل لوحتها ووضع ورقته داخل ورقتها وطواهما سوياً
واعاد اللوحة الى مكانها وخرج من النافذة واقفلها بإحكام
رغم انه كان صعباً عليه ان يقفلها من الخارج
ولكن حاول .. وحاول بقوة
ثم عاد الى والدته وقد ترك عقله وقلبه في غرفتها
بين ملامح وجهه في تلك اللوحة التي تنتمي لها واليها ..






# يتبع




الساعة الآن 09:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية