منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   48 - الحصار الفضي - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148772.html)

نيو فراولة 22-09-10 10:56 AM

فأرتدتها ورفعت كميها ألى منكبيها , وضحك الأثنان وكانت كايسي تمشي بصعوبة في الصندلين الكبيرين , فكان من الصعب عليها أن تبقيهما في قدميها طوال الوقت , وهكذا أخذا يضحكان معا في مرح وأنطلاق , وفي المطعم طلبت كايسي هامبرغر وكوكا كولا , أما سين فطلب وجبة أكبر من ذلك , أذ كانت كايسي قد فقدت شهيتها في الأيام القليلة الماضية , لذا أدهشها أنها أكلت الهامبرغر بسرعة وتلذذ , وكان الحديث مع سين خفيفا وخاليا من الجدية , فلم يناولا أي حديث ذي عمق أو تعقيد , وعلمت كايسي منه أنه طالب في جامعة كريتون بولاية أوماها ويعمل في أوغالالا في فصل الصيف , أذ قال :
" أعمل في أحد المصايف الموجودة على البحيرة حيث أقوم بصيانة المراكب , وفي أيام عطلتي أبحر في مركبي وهي هوايتي المفضلة بعد دراسة الطب , وأنت؟ هل تقيمين هنا ؟ أو تعملين هنا , أم تقضين أجازة فقط؟".
منتديات ليلاس
فأبتسمت كايسي بحزن وقالت:
"لأسرتي مزرعة في الشمال في ساندهيلز وكسرت ساق أبي عندما ألقى به جواده من فوق ظهره , وهو الآن في المستشفى , وقد عيّن رجلا ليحل محله في أدارة المزرعة أثناء غيابه , وبما أمي في سكوتسيلاف مع أبي فقد أضطررت أن أقيم هنا في أوغالالا بدلا من البقاء في المزرعة مع رجل أعزب".
فضحك سين وقال :
" تبدو القصة وكأنها تحدث في العصور المتزمتة القديمة , ومع من تقيمين هنا؟".
وترددت كايسي في الحديث وهي تشرب الكوكاكولا ببطء:
" مع كابي ماكاليستر , شقيقة الرجل الذي عيّناه عندنا".
فصفّر سين وهو ينظر ألى كايسي نظرة جديدة وقال :
" ماكاليستر! أنه أجير غالي الثمن جدا , أذا كنت تعنين أسرة ملوك الماشية التي تقيم هنا ".
وشعرت ببعض التوتر أذ لم يعجبها الحديث وتمنت لو أنها لم تستجب لسؤاله أو أنها لم تقل له الحقيقة , ثم سيطرت كايسي على غضبها فلم يهدف سين بكلامه ألى شيء معين أو شخص معين , وشعرت أنها عادت لحالتها الطبيعية .
وعادت تقول لتحسم الأمر:
" أراد أبي أن يحصل على أحسن خدمة ممكنة".
فحملق سين وهو يهز رأسه ليوافق على كلامها:
" لقد حصل عليها فعلا , قياسا على ما أسمعه عن ماكاليستر".
وتململت كايسي في جلستها وقالت:
"كم الساعة الآن ؟ فأن كابي ستتوقع عودتي قريبا".
فنظر سين ألى ذراعه العارية ثم ألى الساعة المثبتة فوق باب المطعم وقال :
" الواحدة ألا ربعا".
فنظرت كايسي ألى الساعة بدهشة أذ لم تتصور أن تستغرق الرحلة البحرية كل هذا الوقت , فقد أعتادت أن تعود من الشاطىء كل يوم عند الظهر.
وشعرت حينئذ أن كابي ستقلق عليها , فألتفتت ألى سين وقالت:
" هل يضايقك أذا أنصرفنا الآن ؟ أذ لم أقدّر أن الوقت متأخر".
وهبت كايسي واقفة لتنفذ كلامها.
" كلا , لا يضايقني أن ننصرف".
وقام سين من مقعده ووضع يده في جيبه ليدفع الحساب .
لقد جاءا مسافة طويلة بمحاذاة الشاطىء من المكان الذي تقابلا فيه , وكانت الشمس فوقهما تسكب حرارتها بلا رحمة , وودت كايسي او أمكنها الأسراع ,لكن سين أضطر ألى أستخدام المجداف ليساعد الهواء البطيء على مداعبة الشراع ودفعه , وأخيرا رأت مجموعة من الصخور بجانب أعواد القطن حيث تركت ملابسها , وأوقف سين المركب على مسافة قريبة من الشاطىء .
وشكرته كايسي بحرارة على نزهة المركب والغداء , رغم رغبتها في الأسراع بالعودة , فقالت:
" لقد أستمتعت حقا بالنزهة البحرية".
ثم خلعت سترته وسلمتها له وهي تقول:
" كما أستمتعت أيضا بطعام الغداء".
وطاف سين بعينيه الزرقاوين على وجهها بأعجاب وهو يقول:
" أود أن أراك ثانية يا كايسي".
كانت حقا فترة جميلة لم تتوقع أن تقضيها معه لكن كايسي لم تكن تود تكرارها لذا قالت ردا عليه :
"لا أدري كم ستطول أقامتي هنا ".
منتديات ليلاس
وعاد يقول وكله أمل:
" سأراك تسبحين هنا ثانية , وحينئذ سنحدد موعدا للقاء , ما رأيك؟".
فوافقته وهي خائفة وقالت:
" لا بأس , والآن يجب أن أنصرف , ولا بد سأراك قريبا يا سين".
وعاونته كايسي في دفع المركب من فوق الرمال ووقفت برهة على الشاطىء تلوح له قبل أن تسرع ألى المكان الذي تركت فيه أمتعتها , ولكن عندما وصلت ألى هناك لم تجد شيئا! ولم تصدق كايسي عينيها , لكنها عادت وتذكرت أنها غابت عنه مدة طويلة بحيث قد يكون أحد المارة قد سرقها , لذا بدأت تسير في طريق العودة ألى الكابين وكلها أسف وألم لسرقة أمتعتها وأخذت تلعن غباءها لتركها أياها ليراها أي شخص من رواد الشاطىء .
وعندما أقتربت كايسي من أعواد القطن سمعت قرقعة الأغصان الجافة ووقع أقدام على الأعشاب والصخور , فنظرت في الظلال التي حولها ثم تسمرت في مكانها فجأة , بينما خرج من الأحراش شخص طويل نحيل , وشعرت كايسي كأن هزة كهربائية سرت في جسمها ,بينما أرتفعت يدها ألى صدرها لتوقف ضربات قلبها المضطربة الخفاقة.

الجبل الاخضر 22-09-10 04:39 PM

نتظر التكمله على احر من الجمراختيار موفق

نجمة33 22-09-10 09:12 PM

تسلم إيدك ومشكورة

نيو فراولة 22-09-10 09:44 PM

14- قلق فوق الحصى

" هل كنت تبحثين عن هذه الأشياء؟".
ونظرت أليها عينان رماديتان باردتان مثل جبال الثلج بينما مد فلينت يده وهي تحمل أمتعة الشاطىء المفقودة , أذ لم يكن طيفا بل حقيقة واقعة وهو يقف أمامها.
وقالت وقد أحتبست أنفاسها وحاولت أن تجمع أفكارها المشتتة وتسيطر على صوتها المتهدج :
" كيفجئت ألى هنا . وماذا تفعل هنا؟".
رد في غضب :
" أحاول تتبع تحركات الفتيات اللواتي لا يشعرن بالمسؤولية ".
فشعرت كايسي بالحرج والعرق يتصبب منها وهو يجول بنظره عليها وهي بلباس البحر ذي القطعتين , وألقى برداء البحر الذهبي اللون وهو يقول لها بلهجة آمرة:
" أرتدي هذا".
فأرتدته وضمت طرفيه أليها ولم يعد جلدها يحترق تحت وطأة نظراته , ألا أنه ظل ينظر أليها في عينيها حتى أضطرت أن تخفضهما لتحميهما من نظرته الثاقبة , وتمتمت قائلة وهي تتركه وتتجه نحو الكابين :
" يجدر بي أن أعود ألى الكابين أذ ستقلق كابي بسببي".
منتديات ليلاس
" تقلق!".
وقطع فلينت المسافة التي بينهما قبل أن تبدأ كايسي في التحرك من مكانها , وأمسك بكتفيها هزها بدون أن يأبه بنظرة الخوف التي بدت في عينيها .
" أيتها الغبية , لماذا تظنين أنني جئت ألى هنا ؟ أن كابي تكاد تجن من القلق!".
" أنك تؤلمني , أوه ....... دعني".
قالتها كايسي وهي تلهث وأسنانها تصطك من الخوف , رغم أثارة مشاعرها وأستجابتها للمسته.
وتوقف عن هزها لكنه أستبقاها في قبضة يده وظل ينظر أليها .
" أود أن أفعل بك أكثر من ذلك , فكلما فكرت فيما سببته لكابي ,وددت لو خنقتك بيدي ".
وحاولت كايسي أن تبتعد عنه لكنه جذبها بشدة وقربها منه , وبزيادة ضغطه على كتفيها زادت محاولاتها للأفلات منه , ومع ذلك كانت تقاوم رغبتها في الأرتماء بين ذراعيه , ورفع وجهها ألى وجهه وأيقظ الرغبة التي تثق في قدرته على أثارتها فيها , فكل ما تمنته هو أن تلف ذراعيها حوله بحيث يضمها أليه ,ولا يتركها تفلت منه , وأبتلعت ريقها لتسيطر على مشاعرها ولترغم نفسها على أطاعة عقلها وليس قلبها.

" أعرف أنني تأخرت , لكن لم يكن الأمر بيدنا فقد هدأ الهواء , ولم تعد هناك نسمة كافية لتحريك الشراع , لذا أضطر سين ألى أستخدام المجاديف معظم الوقت مما جعلنا نقضي وقتا طويلا في العودة".
" هل فعل سين ذلك ؟ يا له من شهم؟".
قالها فلينت بأستهزاء , ونظرته المهينة تسبب لها مزيدا من الألم .
" أنه سبب وجيه جدا تماما كعذر نفاد الوقود".
وثار غضبها بحدة بينما أمتدت يدها وفعته على خده , ولم تنبهها لسعة يدها بما فعلت , لكن الذي نبهها هو العلامة الحمراء التي تركتها على خد فلينت و وكان رد فعله بنفس السرعة التي تصرفت هي بها , فقبل أن تقاوم وضع ديه وراء ظهرها , وفي الوقت نفسه رفعها وحملها ألى جذع شجرة ملقى على الأرض وبلا عناء وضعها على ركبتيه بدون ان يبالي بركل قدميها , وأخذ يضربها ضربات مبرحة , ولم يأبه بصياحها الذي يدل على الألم والغضب في آن واحد , ولم تمنع كايسي نفسها من تدليك الجزء الذي ضربه من جسمها وهي تنظر أليه بغضب.
ووقف فلينت أمامها ويداه على خصره وقال لها بنظرة تحدي :
" أتريدين أن تجربي ذلك مرة أخرى ؟ فأذا أردت , يسرني أن ألبي طلبك مرة أخرى ".
" أنني أكرهك".
منتديات ليلاس
وكان صوتها محشرجا بصورة لم تكن تتوقعها , وقال بتهكم:
" وهل من المفروض أن أدهش لذلك ؟".
" لا يهمني ".
ونظرت أليه بعينيها القاسيتين .
" لقد تعبت من معاملتك لي دائما كطفلة , فأنني في الحادية والعشرين وكل ما أريده أن تظل بعيدا عن حياتي ".
لكن لم يكن في وسعها أن تطلب منه أن يكون بعيدا عن قلبها .
" أنني أنتظر اليوم الذي أفض فيه يدي منك ,فلا تشغلي بالك على ذلك , أما الآن فكل ما أريده هو أن أوصلك بسلام ألى كابي".
ومد فلينت يده وأمسك بمعصمها وسحبها وراءه بين الأشجار حيث كانت سيارته تلمع من خلال أوراق الشجر.

نيو فراولة 22-09-10 10:23 PM

ودفعها ألى المقعد الأمامي بأمتعتها وراءها ثم ركب في مقعد القيادة ونظر أليها وكأنه يطمئن ألى أنها لن تهرب منه , وجلست كايسي معتدلة وهي متكئة على الباب وتعمدت أن تظل نظراتها في خارج السيارة , ولم تستطع تجاهل الألم الذي سببه لها ضربه أياها خاصة وأن وهج السيارة جعل مقعد السيارة شديد السخونة , ووضع فلينت المفتاح في السيارة لكنه أنتظر قبل أن يدير المحرك , وشعرت بعينيه تتجهان نحوها و لكنها رفضت أن تنظر أليه وبدأ فلينت في الكلام فقال بجدية:
" أريدك يا كايسي أن تعديني بشيء".
فنظرت أليه بعينيها المتحدتين وقالت :
" ألا تكل أبدا من أصدار أوامرك للناس؟".
منتديات ليلاس
" أريدك أن تعديني بألا تخرجي هكذا مرة أخرى بدون أن تخبري كابي بمكان وجودك ".
وتجاهل فلينت اعتراضاتها ولكنه تعمد أن يؤكد كلامه ويركز عليه فردت عليه بمرارة وهي تقول :
" لماذا لا تجعل طلبك في صيغة الأمر ؟".
وأبتسمت أبتسامة مريرة تشبه النظرة التي في عينيها وأستطردت تقول :
" فأنت على أي حال الرئيس الكبير !".
فأجابها فلينت :
" يمكننا أن نتبادل الأهانات طوال اليوم ".
وكان يحاول السيطرة على غضبه بينما كانت كايسي تتعمد أن تثير ه.
" كل ما أريده منك هو وعدك بألا تفعلي بكابي ما فعلته اليوم , فقد تسببت في قلقها من الساعة التاسعة صباحا , لذا فأنني أطلب هذا الطلب من أجلها وليس من أجلي".
وظهرت تقطيبة على جبينها وعادت تقول :
" ولماذا تبحث عني في الصباح , بينما لا أعود من الشاطىء قبل الظهر , أذ أنها تعمل دائما في الصباح؟".
" لأنني تكلمت صباح اليوم وأردت التحدث أليك , أما سبب رغبتي في الكلام معك فلا أهمية له الآن , لذا ذهبت ألى الشاطىء لتبحث عنك ولم تجد لك أثرا غير أمتعتك الملقاة على الرمل , فالأفتراض الطبيعي في هذه الحالة هو أنك قد نزلت ألى الماء للسباحة , ولما لم ترك في البحيرة , خشيت أن تكوني قد غرقت , وحمدا لله ليست كابي من الصنف الذي يبالغ في مخاوفه , فبدلا من طلب وحدة الأنقاذ للبحث عنك في قاع البحيرة , طلبتني وأنقذتنا جميعا من الحرج , أذ كنت طيلة الصباح في صحبة صديقك الأسكندنافي ".
فردت كايسي بعنف وقد أزعجتها فكرة البحث عنها من التاسعة صباحا :
" أنه ليس صديقي".
فرد فلينت بحدة :
ط لا يهمني من يكون سواء أكان قريبك أو صديقك , أو عشيقك ".
ولم يعطها الفرصة للرد فقد أدار مفتاح السيارة وأرتفع صوت المحرك حتى غطى على ما قد تقوله من كلمات , فجزت على شفتيها بسرعة لتمنع فيض دموعها حتى نبهها طعم الدم في فمها ألى ما كانت تفعله , وكانت تفضل لو طلبت كابي وحدة الأنقاذ وأحتملت نتيجة ما يتبع ذلك من شرحها لسبب غيابها بدلا من هذا الأأستجواب الذي يجري معها فلينت الآن.
وكانت كابي واقفة في الشرفة عند عودتهما ولاحظت لتوها التوتر القائم بين الأثنين , ولو لم تكن كايسي منغمسة في مشاعر مشكلتها , للاحظت أنه ر يوجد أثر للقلق على وجه كابي أذ تقدمت أليها بلهفة لتحتضنها , وقالت:
"هل أنت بخير يا كايسي ؟ لقد أخفتنا , أين كنت؟".
" ذهبت في نزهة بحرية ولم أحس بمرور الوقت ".
قالت كايسي ذلك قبل أن ينطق فلينت بكلمة تهكم كان يوشك كما شعرت كايسي أن ينطق بها فلينت فيها وقال :
ط لا بد كانت مشغولة بمن كان معها".
" من كان معها؟".
رددت كابي عبارة أخيها ونظرت ألى كايسي متوقعة أن تسمع شرحا , وجزت كايسي على أسنانها وقالت مرغمة وهي تشعر بعيني فلينت الثاقبتين تخترقان جسمها .
" قابلت ذلك الفتى الذي يعمل في أحد المصايف الموجودة هنا , ودعاني لنزهة في قاربه فوافقت".
وتبعت كلماتها فترة صمت محرجة تسبب فيها فلينت متعمدا حتى يبالغ في وقع تصرفها الطائش على أخته.
وبدون أن يحيد بعينيه عن كايسي أمر شقيقته بأن تعد لهم شرابا مثلجا , فنظرت كابي ألى كايسي بدهشة قبل أن تخرج من الشرفة , وعادت كايسي تنظر بتردد ألى فلينت وهي تشعر برجفة خوفا من صرامة وجهه الذي لفحته الشمس , وسألها بحدة:
" ماذا تعنين بعبارة قابلت ذلك الفتى؟".
منتديات ليلاس
" أعني مجرد ما قلته تماما".
وأدارت له ظهرها وأستندت ألى حافة الشرفة الخشبية وأشتدت قبضة يديها حتى أبيضت عظامها , وتابع فلينت أستجوابه .
" ومتى قابلته ؟".
وأتضح لها من شدة دقات قلبها أنه يقترب منها وأيّد ظله على ألواح أرضية الشرفة ظنونها , وأجابته بصوت تعمدت أن يبدو عاديا كأن الأمر لا يهمها :
طقابلته اليوم".
" أتعنين أنك قابلت غريبا اليوم وذهبت معه في نزهة بحرية؟".
ولم يخف الغضب الذي تجسّم في صوته وشعرت كايسي كأن يدا أطبقت على قلبها وعصرته حتى كادت تصرخ من الألم.


الساعة الآن 03:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية