منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 60 - انت لي ـ هيلين بيانشن ـ روايات عبير القديمه ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t162924.html)

black star 07-07-11 08:42 PM

كان السرور والانشراح باديين على وجوه معظم المسافرين من سيدنى الى بريسبان وقالت سالى لنفسها ان السبب فى ذلك يعود بالتأكيد الى الاعياد واجوائها واجازاتها,وعندما حطت الطائره شعرت سالى بتوتر شديد وهو تجلس ثرب لوك بشئ من التردد والرهبه .فكرت ان لقاء شقيقته يقلقها ويثير مخاوفها .مع ان مشاهده الاطفال ستكون بلا شك حدثا ممتعا ومختلفا عما تقوم به يوما.وابتسمت سالى بصمت...ثلاثه اولاد كبيرهم فى الرابعه!انه حقا لآمر مثير!
"اه,هذا هو فرانك"
منتديات ليلاس
وتطلعت سالى الى حيث يشير لوك فتبيبن لها ان صهره ينتظرهما بمفرده وفهمت من الحديث المتبادل بين الرجلين اثناء توجههم من المطار الى البيت بان انجيلينا فضلت الانتظار فى البيت على الحضور مع اولادها الثلاله.وذلك لعده اسباب وجيهه.فهى لا تحب ابقاء اولادها الصغار مع شخص اخر.والرحله بين البيت والمطار تستغرق ساعه كامله مما يفرض عليهم الجلوس فى السياره ساعتين بالاضافه الى اضطرارهم للبقاء فى المطار ساعه ثالثه.وكذلك فى وجودهم مع والدتهم فى السياره سوف يضايق لوك وزوجته.
بدت سيرفرز باراديز بلده سياحيه نشطه,ولاحظت سالى بشغف روعه مناظرخا الطبيعيه وشواطئها النظيفه.
وما ان توقفت السياره امام المنزل حديث مبنى من القرميد,حتى هرع صبيان صغيران نحو خالهما الذى فتح لهما راعيه وحملهما بمحبه واضحه وهو يقبلها بحنان ويدفن رأسه بينهما,تأثرت سالى بهذا المشهد العاطفى فاغرورقت عيناها بالدموع ,ما اروع الاطفال...وما اجمل المحبه الخالصه الحققيه!
"اذا,انت هى سالى!"
التفتت سالى نحو السيده التى تحمل طفلها على ذراعها.ثم ابتسمت وقالت:
"وانت,بالتأكيد.انجيلينا, انا مسروره بمعرفتك"
ابتسمت انجيلينا الجميله وقالت بفخر واعتزاز ...ومرح:
"هذان الرهيبان الصغيران للذان يتصرفان مؤقتا بتهذيب مع خالهما هما جيانى ولويجى وهذا الملاك الصغير الذى يبتسم لك هو طفلتنا الحلوه ليزا"
ابتسمت سالى لدى سماعها اصوات لصبين الصغيرين توتفع الى درجه الصراخ.وضحكت انجلينا قائله:
"لندخل الى لبيت.فرانك سيحضر الحقائب"
دخلا القاعه الكبيره الؤثثه بطريقه بسيطه ولكنها تدل على ذوق رفيع وحسن اختيار.
"
هيا,هيا,ايها الحبيبان الغاليان,انزلا قليلا كى اتمكن من التحدث مع امكما"
انزل لوك الصبيين ثم اخذ الطفله الصغيره من يدى والتها وداعبها ثم اعطاها لسالى وبدأ يتحدث مع اخته.ودخلت انجلينا على الفور فى صلب الموضوع الاهم قائله له بمرح وسرور ظاهرين:
"يبدو ان الزواج يناسبك كثيرا ايها الشقيق الحبيب...كنت قد بدأت اخشى انه لن يتزوج على الاطلاق ويصبح والدأ.انه رائعه وفريد هذا الشقيق يا سالى!يا لك من فتاه محظوظه"
ابتسمت سالى بمكر وهى تنظر الى لوك,ثم قالت بصوت حالم ولهجه مقنعه:
"وانا من رأيك يا انجلينا ,انه حقا رجل رائع"
ضحك لوك وعلق على الملاحظتين بقوله:
"يمكننى ان اصاب بالغرور بسرعه وسهوله نتيجه لهذا الاطراء المتدفق من اقرب سيدتين الى قلبى"
"سأترككما الان لكى تبدلا ثيابكما وتفرغا حقائبكما .ثم تقلى جميعا فى قاعه الجلوس لنشرب بعض المرطبات قبل تناول الغداء"
تطلعت سالى نحو لوك بعد مغادرة شقيقته وقالت له:
"يبدو واضحا جدا ان اولاد اختك يعتبرونك المثل الاعلى"
"هل تجدين صعوبه فى قبول حقيقه ان بعض الاشخاص يحبوننى هكذا؟"
"اوه,بحق السماء!توقف عن استخدام التهكم والسخريه!"
"ثم نظرت الى السريرين التوأمين فى الغرفه وسألته بهدوء وهى تشير اليهما:
:ايهما تريد؟"
ابتسم بخبث واضح واجابها وهو يخلع سترته:
"عزيزتى سالى! هل هناك من اختلاف كبير ؟ألن تستخدم واحدا منهما فق؟"
"اوه,توقف,توقف اعتقد اننا اتفقنا على هدنه مؤقته طوال الايام الثامنيه المقبله!"
"كنت امزح معك فقط يا صغيرتى .بالمناسبه, فى اى حقيبه وضعت هدايا الاطفال؟"
تعمدت ازعاجه بالتظاهر بعدم فهم سؤاله ولكنها لما شعرت بأنه تأثر وانفعل قليلا,رفعت يديها مستسلمه ,وقالت:
"حسنا,حسنا!اسفه! اعتقد ان اولاد اختك رائعون...وبخاصه ليزا"
لم تتمكن من اخفاء ابتسامتها وهى تحاول اغاظته قليلا ,ثم تابعت:
:هاتان الغمازتان فى خديها!وهذه الابتسامه!انها ستكون محط انظار الشباب عندما تكبر قليلا"
انحنى لوك وفتح احدى الحقائب ثم اخرج منها سراويله وقمصانه اقتربت منه سالى ووضعت يديها على كتفه ثم قالت:
"دعنى اهتم بهذه الامور ,سأعلق الثياب كلها بالطريقه المطلوبه كى تضل فى وضع جيد"
"انك تتحديثين الان كزوجه"
"يبدو اننى لك...فى السراء والضراء"
"وبما اننى لست بأفضل من متوحش شرس .فانك معى فقط فى الضراء...اليس كذلك؟"
لم تتمكن سالى من الرد عليه.اذ شعرت بان الكلمات علقت فى حلقها.فمنظر ه مع الصبين الصغيرين كشف جانبا منه لم تكن تعرفه من قبل وجعلها تعجب به وتميل اليه اكثر مما تريد او تتصور.وقالت له بهدوء فيما كانت تعلق قطعه الثياب الاخيره فى خزانه الملابس:
"انك لغز محير فى بعض الاحيان"
ثم اشارت الى الملابس التى سترديها عوضا عن ثياب السفر وقالت:
"اريد ان اغير ثيابى فهل ادرت ظهرك ..من فضلك؟"
ضحك بمرح ظاهر وقال لها وهو يوجه اليها نظرات شيطانيه تثير الاعصاب البارده:
"انى اعرف تمام كل سنتيمتر فى جمسك يا صغيرتى.فلماذا التظاهر بعكس ذلك؟"
احمرت وجنتها بسرعه واستدارت نحو الطرف الاخر للغرفه حيث بدأـ تفرغ حقيبتها وتضع الملابس فى اماكنها بهدوء وتمهل.وتصورت انه يفرح بازعاجها ويسر باثارتها واغضابها.ثم سمعته يقول وهو يهم بمغادره الغرفه:
"سأخذ الان حماما باردا.لديك حوال ست دقائق قبل ان اعود"
استبدلت ثيابها ووضعت ملبسها الباقيه فى الخزانه ثم نظرت الى ساعه يدها.وما هى الا لحظات حتى عاد لوك من الحمام فتركا الغرفه سويه وتوجها الى قاعه الجلوس.ولما شاهد الصبيان خالهما يطل عليهما هرعا اليه.
منتديات ليلاس
كانت انجلينا ودودوه جدا ومنفتحه.ولم تجد سالى صعوبه فى مبادلتها بالمثل .عرضت عليها المساعده فى المطبخ وبالاهتمام بالاولاد...فقبلت مسروره وشاكره.ومع ان جيانى ولويجى كانا حذرين قليلا فى البدايه لكنهما نسيا خلال فتره قصيره خجلهما من ...السيده الغريبه وراحا.يلعبان ويتحدثان معها بحريه ومحبه.
تناول الجميع غداء شهيا ثم عهد الى الرجلين بمهمه الاشراف على الاولاد بينما توجهت السيدتان الى المطبخ وخلال وجودهما معا على الانفراد,علمت سالى شيئا ادهشها الى حد ما.
"هل يمضى لوك عيد الميلاد معكم دائما؟"
نظرت اليها انجيلينا باسمه وردت على سؤال ضيفتها وزوجه اخيها قائله:
"اننا نمضى فتره الميلاد معا...ليس بالضروره هنا.بل معا,احيانا نذهب جميعا لقضاء العطله فى سيدنى,هل تعرفين لوك منذ زمن بعيد؟"
كان السؤال حشريه حقيقه وبريئه.فردت عليها سالى بعد ان تمعنت بالجواب قبل ان تتفوه بأى من كلماته:
"منذ حوال ثلاثه اسابيع.حدث كل شئ بسرعه كالاعصار..."
"لوك مشهور باتخاذ قرارات فوريه ومفاجئه.وكما اعرفه,فانه بالتأكيد لم يفسح لك مجالا للرفض او المعارضه"
"هذا ما حدث بالفعل"
ردت عليها سالى بكلمه واحده,بعدما بدا ان الحديث بينهما يتحول الى نوع من الاستجواب الذى لا تحبه وخاصه اذا طال او تفرع .وقررت على الفور تحويل انتباه مضيفتها عن هذه المسأله فطرقت موضوع الطبخ مركزه على المأكولات الايطاليه التى كان واضحا ان انجيلينا تفضلها على غيرها وتتفوق فيها.وما ان انتهى حديث الطبخ والاطعمه حتى كانت السيدتان قد انهتا عملهما فى المطبخ وقررتا الانضمام الى زوجيهما فى قاعه الجلوس.
الا نهما عندما انفردتا مره اخرى فى الطبخ لاعداد العشاء.حصلت سالى على اياحات وافيه ومفصله عن ارتباطات لوك الماضيه مع عدد كبير من النساء.وحاولت جاهده ان تبدو تلك الشابه المتزوجه حديثا نتيجه حب جارف.والت تثق الى حد كبير بحب جارف.والتى تثق الى حدكبير بحب زوجها لها لدرجه ان ما من شئ يمكن ان يزعزع اعلاقه الابديه القائمه بينهما,وقالت بهدوء مصطنع:
" كنت اعرف عن لوك انه زير نساء من الطراز الاول .انه رجل جذاب...يضج حياه ونشاطا وسيكون من البلاهه ان يتوقع منه احد ان يعيش حياه ترهب وعفه!"
"كانت مجالات الاختيار بالنسبه اليه كبيره جدا.ولكنى اشك فى انه اعار ايا منهن اهتمام جديا"
ثم نظرت الى سالى بشئ من القلق وسألتها بلهفه:
"انت تحبينه,اليس كذلك؟لن يمكننى ان احتمل او ان اتصور انك , لا سمح الله قبلت الزواج منه بسبب ثرائه"
اللعنه! ها انها تعود الى الاستجواب والتمادى فى توجيه الاسئله الشخصيه الحرجه !درست سال جوابها بتمعن ودرايه وقالت وهى تحاول قدر استطاعتها تمالك اعصابها والحد من غضبها:
"انا لو اتزوج لوك بهدف تحقيق اى مكاسب ماديه"
"انى فى غايه السرور يا سالى"
وبدت انجلينا وكأنها على وشك البكاء من شده السعاده والتأثر.وقررت سالى ان عليها التظاهر بحب لوك طوال ثمانيه ايام...لن لم يكن لاى سبب سوى اسعاد هذه السيده اللطيفه المحبه, وبرعت فى دورها لدرجه ان لوك قال لها مازحا:
"ايتها الحبيبه.انك مقنعه جدا! ما من احد فى العالم يمكنه ان يشك فى حبك الجارف لى"
واصبح البالغون الاربعه احرارا,حل الارتياح محل القلق...والبهجه والانشراح محل الجديه والشكليات.وامضوا عده ساعات يتبادلون الاحاديث الممتعه وهو يعلقوم الهدايا الصغيره على شجره الميلاد ويضعون الكبيره منها تحت اغصان الشجره الخضراء.ثم انتقل الجميع الى الشرفه حيث جلسوا يتسامرون ويتمتعون ببعض البروده فى ذلك الطقس الحار.

black star 08-07-11 07:25 PM

وفى وقت متأخر قام الضيفان والضيفاهما الى غرفتيهما بعد ان تمنى كا فر
منهم للاخرين ليله هانئه ...ونسيما عليلا.ولما دخل لوك وسالى غرفتيهما نظرت اليه وهى تحاول بائسه سبر اعماقه او التكهن بخطوانه وتصرفاته التاليه.ثم قالت له:
"سأنام فى السرير المحاذى للنافذه لن لم يكن لديك اعتراض على ذلك"
لم يجبها.فنزعت قمييصها بسرعه وارتدت ثياب النوم الخفيفه قبل ان تسنح له فرضه تألمها بدقه وعنايه.فعلى الرغم مما حدث بينهما طوال الاسابيع الثلاثه الماضيه.لا تزال تشعر بانزعاج كبير وخجل مؤلم كلما حان الوقت لخلع ملابسها امامه.واستدارت نحوه ببطء وهى تقول بلهجه اقرب الى التوسل منها الى الطلب العادى:
"لو قلت لك صراحه اننى متعبه....واعانى صداعا..فهل..."
انهى جملتها وهو يتأملها برغبه واضحه:
"اتركك تنامين بمفردك ودون ازعاج؟"
ثم ابتسم وسألها بمكر:
"وهل تعانى صغيرتى حقا من وجع فى رأسها ؟"
"نعم, صدقنى!"
"تعالى الى هنا "
قالها بلهجه هادئه وناعمه ولكنها تحمل فى طياتها نبره حديديه لا تقبل الرفض او الاعتراض.اقتربت منه بخطى بطيئه وكأنها تواجه الجلاد .امسك لوك بخصله من شعرها ووضعها بتمهل وراء اذنها ثم وضع يده على خدها وراح ينظر اليها فاحصا ومحللا.وبعد لحظات تخيلها دهرا .افتر ثغره عن ابتسامه خفيفه وقال:
"مهما كانت اسباب كرهك لى,فأنا يا حبيبتى لست فاقد الاحساس الى الدرجه التى تتصورين.اختارى السرير الذى يعجبك.فمن الواضح انك تريدين النوم بمفردك وانا لن امنعك من ذلك"
ثم احنى رأسه قليلا وطبع قبله حنونه على جبينها .قومت سالى بشده رغبه قويه فى ان ترفع ذراعها وتطوق عنقه بمحبه وحنان.فدماثته ورقته اخترقا قلبها ولمسا وترا عميقا فى مشاعرها وعواطفها.وما ان استلقت على السرير ززضعت رأسها على الوساده .حتى اطفا لوك النور وتوجه الى السرير الاخر.
استيقظت سالى على اصوات اطفال صغار..ليزا تبكى والشقيان الصغيران يصرخان بفرح وحماس واضحين.نظرت الى ساعه يدها..انها السادسه!رفعت رأسها قليلا فشاهدت لوك ينتهى من ارتداء ثيابه حيته بابتسامه صادقه:
"صباح الخير ميلاد سعيد"
لا جدال اليوم ولا غضب او انقباض.انه الميلاد..يوم الهدايا والاطفال,والبهجه....."
رد عليها لوك برقه قائلا:
"كل عيد وانت بخير .ايتها الحبيبه.هل نمت جيدا؟هل زال الصداع؟"
"نعم...اوه,اسمع الصبيين كيف يضحكان ويصرخان!"
"الا تذكرين انك كنت تفعلين الشئ ذاته يا عصفورتى الصغيره؟"
واستغربت سالى!اين التهكم والسخريه فى لهجته؟اين الكلام القاسى والانتقاد اللا ذع فى حديثه؟هل بدأ يتغير ويتبدل على هذا النحو الجذرى؟قامت من السرير وسألته بهدوء:
"هل من المبكر جدا ان نذهب اليهم الان؟"
"اتصور ان انجلينا تجد صعوبه كبيره فى اصواتهم.وخاصه جيانى ولويجى الى ادنى حد ممكن .وذهابنا اليهم الان سيسعدها و.......يريحها"
"متى يسمح للصبيين بفتح الهدايا"
"ا يا سالى!هل نيت ايام طفولتك؟اولا,نتناول جميعا فط
ورنا قم نذهب للصلاه.وبعد غودتنا...نفتح الهدايا"
ردت عليه بهدوء وقد اصيبت بدهشه خفيفه:
"انا لست من مذهبك!"
نظر اليها بحنان وقال لها بجديه دمثه:
"انا لا اعلق اهميه كبرى على هذه الفوارق البسيطه والثانويه يا سالى.المهم ان نكون مؤمنين بالله عز وجل وان نصلى له بصدق واخلاص"
ركبوا جميعا السياره الكبيره وتوجهوا الى الصلاه .فرانك يقود السياره .سالى تحضتن جيانى.لوك يضع لويجى على احد ركبتيه.وانجيلينا تضم ليزا الى صدرها.
لدى عودتهم الى البيت كان الصبيان اول من غادر السياره...كل من الباب القريب اليه ,وانتظرا الكبار امام الباب وهما يرقصان فرحا وتشوقا للهدايا الجميله التى سيحصلان عليها.وبمجرد دخولهم جميعا الى البيت,شعرت سالى بأنها حقا احد افراد العائله ...وانها عادت من جديد طفله صغيره تفتح الهدايا وتراقب صديقاتها واصدقائها يفعلون الشئ نفسه بسرور وبهجه.
كانت هناك ثلاث هدايا بها...سورا جميل من فرانك وانجلينا.مجموعه من العطور ومستحضرات التجميل من الاول...زعقدا رائعا من لوك اثار اعجاب الجميع.انهمرت دموع الفرح من عينيها وهى تشكرهم فردا فردا.قبلت الطفله الصغيره ,والصبين اللذين احمر وجههما خجلا.ثم انجلينا وفرانك,ووصلت الى لوك ,وبدون اى تظاهر او ادعاء ,رفعت نفسها نحوه وقبلته بحنان وامتنان.
تلقى لوك هديه رائعه....لوحه زيتيه سياحيه تعبر المحيط فى خضم عاصفه هوجاء .وكانت انجيلينا قد امضت عده اشهر فى رسمها واعدادها على هذا النحو الرفيع والدقيق .وقالت شقيقته برقه ومحبه وهى تقدم هديتها:
"لوحه تذكرك برحلتنا من ايطايلا ايها الاخ الحبيب"
وشعرت سالى ان زوجها تأثر جدا بهذه البادره ,لأن ملامحه غرقت فى بحر من الحنان الحقيقى والانفعال المخلص .وجاء دور سالى لتقديم هديتها الى زوجها.وتذكرت على الفور الصعوبه البالغه التى واجهتها قبل ان تتمكن من التوصل الى قرار نهائى.فلماذا كان يمكنها ان تهدى رجلا يبدو تن يملك كل شئ؟وبعد بحث مرهق ,قررت ان تهديه ولاعه مذهبه من صنع احدى اشهر الشركات العالميه وعلبه مذهبه لسكائره.وحفرت على كل منهما الحرفين الالين لاسنه.
تم الاتفاق على تناول طعام الغداء فى تمام الواحده,فتركت سالى وانجلينا زوجيهما يلاعبان الصبيين وذهبتا الى المطبخ لاعداد الطعام.كانت الوجبه التى اعدتها المضيفه متنوعه وشهيه للغايه , فأثنت عليها سالى كذواقه فى االكل وكطاهيه محترفه تعد افضل المأكولات واشهاها.
وشهد اليوم التالى سابقه للايام التى تلت .
لم تكن هناك حفلان او لقلءات اجتماعيه طوال فتره وجودهما ف سيرفرز باراديز .وكشفت انجلينا لسالى ان ذلك يعود الى رغبه لوك فى تمضيه عطله عائليه هادئه .وقالت:
"اننا لا نرى بعضنا معظم ايام السنه .وعندما تسمح لنا الظروف باللقاء ,نرغب فى تمضيه الوقت بكامله مع بعضنا فقط "
كان الاولاد مبعث سرور وبهجه لسالى .وكانت تشعر مع انتهاء كل يوم بالحزن والاسف لان موعد عودتها الى سيدنى يقترب ,ولانها ولوك سيعودان بالتاكيد الى الوضع السابق من الكراهيه والمشاكسات والاستفزاز .ولاحظت باستغراب ودهشه انهما ,هلى استحاله تصديق ذلك ,لم يتبادلا كلمه قاسيه واحده وهما باستضافه انجلينا وزوجها .كما ان لياليهما مرت كالخيال وكما فى قصص الاساطير ...كان لوك يداعبها ويغازلها برقه وحنان تذيب مقاومتها وتشل اعتراضاتها وكانت تنتظر بفارغ الصبر انتهاء السهره مع انجلينا وفرانك وتوجههما الى غرفتهما .وباستثناء الليله الاولى ,فانها لم يستخدما سوى سرير واحد فيما ظل الاخر يئن حسدا وغيره .
ولما حل اليوم الثامن ولم يعد يفصلها عن موعد توجههما الى المطار الا ساعه واحده ,اخدتها انجيلينا جانبا وقالت لها بلهفه واهتمام:
"انتبهى الى اخى .واعتنى به ...فهو بحاجه لزوجه مثلك ,حنونه ومحبه ....وتتمكن من اسعاده وادخال البهجه والانشراح الى قلبه"
ثم ابتسمت وهى تنظر الى سالى بعطف ومحبه ,واضافت قائله:
"احبيه كما يستحق .ارجوك ,بل اتوسل اليك "
وعدتها سالى بذلك ...بكلمات متقطعه وصوت متحشرج وتأثر حقيقى واضح .وكان من حسن حظها ان ليزا استيقظت باكيه فهرعت امها للاهتمام بها.
انضم الاولاد الثلاثه الى والديهم فى مرافقه خالهم وزوجته الى المطار .ومع ان قطع المسافه يستغرق ساعه كامله فقد تصرفوا جميعا بهدوء ادهش الوالدين والضيفين .وفى المطار,كان الوداع مؤثرا جدا.....وكانت الدموع سيده الموقف.وشعرت سالى انها تعرف هذه العائله الطيبه منذ ثمان سنوات وليس ثمانيه ايام.انهم حقا رائعون....وتمضيه العطله معهم كانت ذروه السعاده وقمه الانشراح والسرور .وبدأت تتطلع قدما بشوق ومحبه الى اللقاءات المقبله و.......
اقلعت الطائره.فأخدت مجله وراحت تتصفحها بسرعه علها تتمكن من اخفاء دموعها والهاء نفسها عن تفكير بالايام الثمانيه الماضيه .ولم تتفوه سالى بشئ طوال الرحله القصيره الى سيدنى,باستثناء بعض الجمل المقتضبه التى كانت ترد بها سلبا او ايجابا على المضيفه.وشعرت بشئ من الارتياح عندما حطت الطائره,ولما وصلت الحقائب رفض لوك عرضها بأن تحمل احداهاحتى خارج المبنى.واما المدخل الرئيسى حيثطلب منها الانتظار قرب الحقائب كى يذهب لاحضار السياره,اخذت سالى تفكر بالمنزل الذى اصبح بيتها,وبكارلو المساعد والصديق,واخيرا بوالدها جو.اه! لو كانت المشاعر مختلفه, لكانت الامرو...
احضر لوك السياره واوفقها على بعد خطوتين من سالى ,التى تنهدت بارتياح وفتحت بابها ثم القت بنفسها على مقعدها الامامى بصمت وهدوء .وبعد ان وضع الحقائب فى صندوق السياره وجلس وراء المقود,التفت نحوها وقال محاولا الترفيه عنها:
"الى اين اوصلتلك افكارك,او بالاحرى...بماذا تفكرين؟يبدو انك مستغرقه فى تفكير حالم او حزين....حتى انك لم تتفوهى بكلمه منذ مغادرتنا بريز باين"
"كانت هدنه لا بأس بها على الاطلاق,اليس كذلك؟"
اجابها بصوت عكس بعض الشئ مكرا وتهكما اثار فجأه شعور الازدراء الذى دفنته تحت قشره رقيقه.كالنار تحت الرماد.فقد اقل:
"انا متاكد من ان اختى مقتنعه بأن زواجنا مثالى"
"ونحن .بالطبع ,نعرف ان الامر مختلف تماما"
"اسمعى يا صغيرتى!ايدك ان تطردى من رأسك هذه الخطط الشيطانيه التى بدأت تبرز بمجرد اقترابنا من البيت"
نظرت نحوه بغضب وشراسه وقالت له بحده بالغ:
"اى خطط يمكننى اعدادها يا لوك؟اننى مقيده بسلاسل اقوى من الحديد وسأظل على هذا النحو طالما اردت انت ذلك .وحتى سمحت لنفسى بمجرد التفكير فى هجرك,فان تهديدك بسحب دعمك المادى لوالدى سيشكل بالتأكيد وداعا كافيا"
وازاحت وجهها عنه بعصبيه لانها لم تعد تتحمل تلك النظرات الموعجه والملامح القاسيه .ثم تمتمت بحده وأسى:
"مسكين هذا الطفل الذى ستكون ولادته صعبه وحزينه مثلما كان الاتفاق على تكوينه...ومثل الاسلوب المتبع لتحقيق هذا الاتفاق!"
"اللعنه!اللعنه!"
سارعت سالى الى مواجهه غضبه العارم وتفسير جملتها القاسيه قائله بصوت مرتفع نسبيا:
"وما هى الفرص المتاحه اما طفل يعيش مع والدين يكرهان بعضهما؟هذه ليست الطريقه المثلى للحصول على اولاد وتربيتهم...انهم بحاجه للحب,للستقرار,للشعور بالانتماء الى عائله واحده متكامله..."
"كفىكفى,بحق السماء !هل يجب على مواجهه هذا التبيخ والتعنيف وانا فى خضم هذا البحر الهائج من السيارات والاليات والزحام ؟"
صمتت سالى رغما عنها وراحت تحدق بدون تركيز او اهتمام على الشوراع الممتده اماها وعلى المبانى المزروعه على الجانبين بشموخ وكبرياء .وما ان اوقف لوك السياره امام المنزل حتى فتحت سالى الباب وهمت بالخروج.امسك بها بقبضه فولاذيه وقال لها بنعومه خبيثه:
"لا,يا عزيزتى,ليس بهده السرعه!فقبل فراراك الى البيت ستجيبين على السؤال التالى!"
ولمعت عيناه ببريق من الغضب الهادئ الذى يبعث فيها الخوف والارتعاش.هز رأسه وهو لا يزال ممسكا بذراعها,ثم سألها:
"وما الذى يدفعك الى الاعتقاد بأن اطفالنا سوف يحرمون من الحب ...حبك وحبى؟"
"كيف ستكون ححباتهم سعيده وتبشر بالنجاح .ونحن على خصام وخلاف دائمين؟"
"ألا يمكنك تصور وقت ما نمتنع فيه عن الحرب والقتال؟"
لم يعجبها تهربه من الاجابه مباشره على سؤالها الجاد,فنظرت اليه شزرا وركضت باتجاه الباب,وما ان دخلت البيت.حتى تسمرت فى مكانها ....وقالت بصوت لا يكاد يسمع:
"امى!اميلى ....ماذا تفعلين هنا؟"
رفعت والدتها احد حاجبيها وقالت:
"اعربت لك يا ابنتى العزيزه عن رغبتى فى الحضور,ها قد حضرت فلماذا الدهشه والاستغراب؟"
كانت اميلى ترتدى فستانا انيقا للغايه وقد سرحت شعرها بطريه حديثه وجذابه.ولاحظت سالى ,رما للمره الاولى فى حياتها,ان ما من وجع سبه على الاطلاق بينها وامها,وعادت الى السؤال بدون ان تلاحظ ان لوك اصبح وراءها:
"اعنى...اعنى كيف دخلت؟نحن غائبان ............ وكذلك كارلو!"
ابتسمت اميلى وقالت وهى تفتح ذراعبها لاحتصان ابنتها:
"حبيبتى سالى ! اتصلت بوالدك فأخبرتى عن موعد عودتها,فأعددت رحلتى على هذا الاساس.كان ابوك ينتظرنى فى المطار حيث اهتم بحقائبى واغارضى.ودعانى الى الغداء هناك.ثم اوصلنى الى هنا قبل ساعتين تقريبا,افرغت ما احمله من ثياب واغراض فى احدى غرف الضيوف التى اعدها لى كارلو"
ثم ازدادت ابتسامتها اتساعا وهى تنظر الى ما وراء ابنتها وتقول:
"والان,دعينى اتعرف على صهرى العزيز"
وقفت سالى صامته مذهوله.وتقدم لوك خطوتين وطوق خصر زوجته بذراعه اليسرى,فيما مد يده اليمنى ليسلم على اميلى التى قالت له:
"يمكننى ان تنادينى باسمى اميلى.ابنتى فقد تستخدم معى كلمه امى,مع اننى افضل مناداتى باميلى"
ثم نظرت اليه باعجاب واضح.واضافت:
"انك تبدو ايطاليا الى ابعد الحدود .وبما انك طويل القامه.فمن المؤكد انك تاتى من لااقاليم الشمليه"
وتطلعت حوالها الى مفروشات والاجهزه ومضت الى القول:
"ومن المؤكد ايضا انك واسع الثراء,فهذا القصر بلا شك ليس كوخا لفقير معدم او منزلا عاديا لانسان متوسط الحال"
هو لوك برأسه ثم قال لها بتهذيب وهدوء:
"تفضلى!لنذهب الى قاعه الجلوس.هل تحبين فنجانا من القهوه يا اميلى؟"
"معلقتان من البن ومعلقه من السكر"
واثناء شربهم القهوه.سألت سالى امها:
"هل كانت رحلتك موفقه؟"
"طبعا!طبعا!
"كم تتوقعين ان تطول اقامتك هنا؟"
وجهت نظره ثاقبه الى ابنتها وقالت:
"معك انتي حبيبتى؟بالضبط ما مجموعه ثمانيه ايام...خمسه الان,ثم اتوجهالى بيرث لتمضيه اسبوع بعد ذلك الى دراوين لاقضى فتره مماثله.وانوى تمضيه الايام الثلاثه الاخيره معك هنا فى سيدنى"
تذكرت سالى زوج امها الاميركى الوسيم والطيب وسألتها:
"كيف حال هانك هذه الايام"
"انه بخير,منشغل جدا,ولكنه بخير.الاعمال الضخمه تستهلك اوقات رجال الاعمال الناجحين"
ثم نظرت الى لكو فجأة وسألته:
"ما هى طبيعه عملك يا لوك؟"
رد عليها لوك بهدوء المضيف المهذب قائلا:
"املك وادير شركه للاستشاره التجاريه والتمويل"
"لا ضروره للسؤال عن مدى نجاح الشركه,فانى ارى الجواب كيفما تطلعت"
هز لوكن رأسه وهو يحاول اخفاء تبرمه.فيما اختارت سالى الابتعاد عن امها وملاحظاتها .تطلعت نحو زوجها متظاهره بالعشق والهيام.وقالت:
"حبيى,تحدث مع الوالده بينما ارى مع لوك كارلو ماذا يمكننا اعداده للعشاء .وفى المطبخ حيث كارلو بابتسامه عريضه وهى تعرب عن ارتياحها لما يقوم به قائله:
"اوه,ان رائحه الطعام شهيه ولذيذه لغايه.هل من شئ يمكننى الماعده فيه"
هز كارلو رأسه نفيا وقال:
"انت تبدين ائعه يا سالى.هل تمتعت بالعطله؟"
ردت بعنايه وهدوء :
"كانت رحله مريحه جدا.اولاد انجلينا رائعون ويدخلون الفرح الى قلوب الجميع الى الدرج"
ثم ابتسمت بحياء واضاف قائلا:
"انها...انها قويه جدا و...ط
ضحكت سالى وهى تقاطعه قائله:
"ومتسلطله جدا؟يجب ان يمضى النسان بعض الوقت معا قبل ان يعتاد على كلامها وتصرفاتها.سر النجاح معها يكمن فى عدم السماح لها. بارهابك"
بعد قليل عادت سالى الى غرفه الجلوس وقالت لوالدتها وزوجها:
"سيكون الطعام جاهزا خلال خمس دقائق"
رفعت اميلى نظرها الى ابنتها ثم ابتسمت بدماثه ووداعه قائله:
"كان لوك يخبرنى اثناء غيابك فى المطبخ تفاصيل لقائكما"
بلعت سالى ريقها بصعوبه وارغمت نفسها على العليق بارتياح مصطنع:
"اوه. من المؤكد انه حديث ممتع ومثير للاهتمام"
"ويجب ان اشترى اغراضى خلال الايام القليله .لوك ابلغنى بانه مضطر لمغادره سيدنى بضعه ايام .لذا فانه سيكون لدينا متسع من الوقت نمضيه بمفردنا نثرثر وتطلع كل منا الاخرى على اخبارها وحكاياتها"
اللعنه!فهذا يعنى ان المعلومات التى لم تتمكن اميلى من اغراء لوك باطلاعها عليها ستحاول استخلاصها من ابنتها .وهذا يعنى ان الايام المقبله سوف تكرس للاستجواب الانتقامى!ابتسمت وقالت لهما بمرح:
"العشاء جاهز!تفضلا!"

black star 08-07-11 11:43 PM

9 ــ العوده
"سالى,حبيبتى .ماذا ستفعل اليوم ؟"
تظرت سالى الى الجانب الاخر من الطاوله الصغيره المتخصصه لتناول الفطور.وهزت برأسها قائله دون اكتراث:
"كما تريد ...الامر عائد اليك"
كان مضى يومان على سفر لوك,وكانت سالى تشعر لذلك بشئ من الضياع وعدم القدره على التركيز .امضت اليوم السابق مع امها تتتنقلان بين المحلات التجاريه التى يغص بها قلب المدينه .واعربت اميلى عن رغبنها فى تكرار الجوله فى ذلك اليوم ايضا .لم تعجبها كثيرا فكره التجول فى شوراع المدينه بلا هدف معين او خطه محدده بحثنا عن الثياب التى تريد امها شرءاها.كما ان اسلوب اميلى فى المساومه ومجادله البائع لم يرق لها على الاطلاق .الا ان اى نشاط كان افضل من البقاء فى البين حيث تذكرها بزوجها كل حركه.وكل قطعه اثاث....
"ايتها الابنه العزيزه!يبدو عليك بوضوح انك تشعرين بالبؤس والملل. اتصلى بوالدك ..سنتناول معه اليوم طعام الغداء .اطلبى منه ان يوافينا الى احد المطاعم الراقيه ...فالغداء.اطلبى منه ان يوافينا الى احد المطاعم الراقيه...فالغداء على حسابى"
ثم ابتسمت وقالت:
"افضل علاج للاحزان هو القيام بجوله للتسوق"
ورفعت احد حاجبيها بمكر واضافت:
"اتصور ان اماكنات لوك الماديه تسمح له بتدليلك بين الحين والاخر.هيا,اسرعى فى الانتهاء من قهوتك كيلا نهدر وقتا ثمينا"
وكان هذا ما حدث فعلا! فقد داخ رأس سسالى وهى تتبع اميلى من شارع الى اخر ومن هذا المحل التجارى الى ذلك.وكانت اميلى تشترى المزيد وتدفه المزيد .ماذا ستفعل بكل هذه الثياب الجديده؟
وصلت اميلى وسالى الى المطعم الفاخر الذى وقع عليه اختيارهما. وبعد خمس دقائق فقد وصل جو.طلب الثلاثه بعض المقبلات فيما كانوا يدرسون قائمه الطعام ويتبادلو الاراء حول انواع المأكولات وطرق اعدادها. شعرت سالى بان شهيتها ضعيفه لم تسمح لها الا بكميه قليله من الحساء وبقطعه من الحلوى تأكلها مع والديها عندما ينتهيا من الطبق الاساسى .مازحها جو قائلا ان السبب فى ذلك عود بالطبع الى غياب لوك. والمح الىسبب اكثر جديه واهميه ....فنفته بسرعه وبقوه ,مع انها قالت لنفسها ان الاحتمال وارد .
"اوه.يا للمناسبه الجميله! غداء عائلى يغيب عنه احد افراد العائله بطريقه مريبه ومثيره للشكوك!"
رفعت سالى رأسها نحو مصدر هذا الصوت النسائى المزعج فالتقت عيناها بعينى شانتريل الللتين كانتا تشعان خبثا ومكرا وبدا لسالى على الفور ان هذه الفتاه تلاحقها باستمرار .هل هى حقا تعمد ذلك ام انها مجرد مصادفات؟ ردت سالى بلهجه هادئه ورصينه:
"لوك موجود فى اديلايد بمهمه تتعلق بعمله"
ثم شعرت ان عليها تقديم السيدتين الى بعضهما.
"يا لللدسه !كنت اعتقد ان والدتك يا سالى تعيش منفيه فى الولايات المتحده"
ردت اميلى بدماثه وبهدوء مثير للاعصاب:
"اعيش فى نيويورك .وكلمه منفى لا تطابق الواقع على الطلاق "
"وهل اتيت الى سيدنى لمواساه ابنتك وتسليتها خلال غياب زوجها"
ثم حولت نظرها الى سالى وقالت لها بخبث ولؤم واضحين:
"اوه,سالى !انت انت تعرفين بالطبع ان كارميلا ذهبت معه فى هذه الرحله؟انا متأكده من ان لوك اخبرك ذلك!"
"ولماذا تذهب كارميلا معه الى اديلايد.يا شانتريل ؟"
وتابعت كلامها بهدوء وثقه بالغه بالنفس:
"كارميلا خبيره محاسبه ,وطبيعيه العمل تفرض وجودهما معا فى اوقات كثيره ومختلفه"
ضحكت شانتريل وقالت بنهكم:
"وجودهما معا فى اوقات مختلفه؟هذا تصريح خطير!"
نظرت اميلى بحده الى الفتاه المزعجه التى فرضت نفسها عليهم وقالت لها:
"اننا الان فى مستهل حفله حفله غداء ممتعه..وخاصه.وانا متأكه من انك قلت ما كنت تريدين قوله .وداعا يا انسه ...."
منتديات ليلاس
وتعمدت التوقف عند ذلك الحد واعادت اهتمامها الى طعامها متجنبه مناداتها باسما ومتجاهله وجودها كليه .وشعرت سالى ان عليها متابعه الهجوم لتحقيق انتصار نهائى,فقالت:
"وداعا يا شانتريل .لا يمكننى القول بأننى سرررت لهذا اللقاء...فوجودك لا يسر وحديثك لا يفرح"
استدارت شانتريل بعصبيه ظاهره وتوجهت بسرعه الى احدى الطاولات البعيده .وما ان ابتعدت عنهم .حتى قال جو بغضب هادئ:
"هذه الفتاه هى اسوأ شابه تعرفت عليها فى حياتى.انى اعجب كثيرا كيف ان شخصين رائعين وطيبين مثل تشارلز واندريا ينجبان فتاه كهذه!"
علقت اميلى بهدوء قائله:
"انها شابه مشاكسه وتسعى الى المشاكل.والمشاكسون ينتهى بهم الامر.ومع الوقت الى تدمير انفسهم "
ثم ابتسمت واضافت:
"ارفض اضاعه المزيد من الوقت حتى لمجرد التحدث عن هذه الفتاه اللعينه"
كان من السهل جدا انهاء الموضوع بمثل هذه السرعه والعوده الى الاحاديث العائليه البحته . كن سالى ظلت تفكر بكلمات شانتريل طوال ذلك اليوم .لم تسنح له اى فرصه لذلك.ربما كان اخبرها او انها لم يتجادلا ثم يلتقيا باميلى على ذلك النحو المفاجئ اللعنه! انه ذلك الشيطان الاخضر الصغير مره اخرى..انها الغيره .وامضت سالى تلك الليله قلقه متضايقه .واستيقظت متعبه تشعر بانه لم يغمض لها جفت طوال الليل.
"انك تبدين فى حاله مزريه يا ابنتى"
وقرتت اميلى ان ترفه عنها فقالت:
"ما تحتاجين اليه اليوم اكثر من غيره هو الغنج والدلال .وانا سأتولى تأمينها لك .نذهب اولا الى احد معاهد التجميل حيث نمض عه ساعات ...العشر, الوجه, الاظافر .كل شئ !ثم نختار لتناول عشاء شهيا .وربما قررنا بعد ذلك حضور مسرحيه او فيلم سينمائى .ما رأيك؟"
"لما لا؟"
كانت النتيجه مذهله واثنت والدتها على منظرها الجميل والانيق قائله:
"انك تبدين رائعه .رائعه 1 من المؤسف ان لوك ليس هنا ليمتع ناظريه بهذا الجمال وهذه الروعه"
"وانت ايضا يا امى تبدين جميله وساحره"
"الان وقد انتيهنا من الاعراب عن الاعجاب المتبادل .دعينا نقرر خطوتنا التاليه .موعد العشاء لم يحن بعد .لماذا لا نعود الان الى البيت ونرتدى ثيابا اجمل واكثر اناقه ..تناسب منظرنا الرائع الجديد؟وبعد ذلك نحجز لانفسنا طاوله فى احد المطاعم ونشرب فنجانا من القهوه ثو نقرر ماذا سنفعل بعد العشاء"
ابتسمت سالى وقالت بمرح ظاهر:
"انت صاحبه القار يا امى ..ويبدو عليك انك تحسنين القياده واداراه الدفه .انا سأتبع اولمرك "
لم يمض على وجودهما فى البيت اكثر من ثلاثين دقيقه حتى رن جرس الهاتف .
فقامت سالى الى اقرب جهاز ثم رفعت السماعه وسألته بصوت ناعم وهادئ :
"نعم! من المتكلم؟"

black star 09-07-11 10:42 PM

"زمن غير زوجك ايتها الحبيبه؟"
"لوك؟"
لم تصدق فى بادئ الامر.ثم تمالكت اعصابها ورحبت به قائله بلهفه صادقه:
"هل هذا انت حقا ؟كيف حالك يا حبيبى ؟"
"الم تتوقعى منى ان اتصل بك مره واحده على الاقل خلال غيابى ؟استنتج من هذا الترحيب الحار ان اميلى ليست بعيده عنك!"
" نعم ,كيف تسير الامور معك فى هذه الرحله؟"
وشجعتها المسافه البعيده التى تفصل بينهما على ان تضيف قائله بغنج واغراء :
"لا تسأل كم افتقدك واتشوق لعوتدك"
"ايتها الزوجه الحبيبه .انك على وشك اقناعى بتأجيل اعمالى والعوده اليك على متن اول طائره كتجهه الى سيدنى"
"لا ,لا! يجب ألا تفعل !اميلى وانا نمضى اوقاتا رائعه . ول نترك ايا من المحلات التجاريه الفخمه الا وزرناه"
ولم تتمكن من مقاومه الاغراء القوى الذى شعرت به .فاضافت بلهجه ناعمه ورقيقه :
"ارجو ان تكون جميع الامور قد سارت وفقا لما تريد وترغب . لا شك فى ان وجود كارميلا معك يساعدك كثيرا .التقيت شانتريل امس وكانت فى قمه الفرح السعاده عندما ابلغتنى ذلك"
رد عليها لوك مهددا بصوت منخفض :
"اشكرى الله العلى القدير يا زوجتى الحبيبه لانك بعيده عنى. والا لكنت االن تتوسلين الى للتوقف عن تأديبك "
تظاهرت بالابتسامه وتمتمت :
"انها كلمات رقيقه وحنونه صادره عن زوج محب ومخلص .متى ستعود؟"
"ليس قبل الثلاثاء ,لسود الحظ سأخبرك على اى طائره سأصل .الى اللقاء يا صغيرتى "
واقفل الخط ...وبعد بضع ثوان اعادت سالى السماعه الى مكانها وهى تقول بلهجه حاولت ان تصورها طبيعيه الى ابعد حد:
"بوك, طبعا ! انه سيتاخر بضعه ايام ...لن يعود قبل بدايه الاسبوع المقبل "
"خساره !كنت اتطلع لتمضيه مزيد من الوقت معه .الان سنضطر لتاخيل احاديثنا الى ما بعد عودتى من داروين "
اخذت سالى مجله وتظاهرت بانها تقرأها وذلك فى محاوله جاهده منها للاحتفاظ بهدوء اعصابها ورباطه جأشها .فصوت لوك ,على الرغم من بعض التهكم ,اعاد الى قلبها فجأه ذلك الالم والى حلقها تلك الغصه بعد ان تمكنت من تناسيها طوال ذلك اليوم .سكبت فنجانين من القهوه واعطت امها فنجان الخالى من السكر فيما احتفظت هى بالاخر:
"ابنتى الحبيبه ,انك لا تركزين على الاطلاق"
ردت سالى بذهن شارد وافكار مشوشه :
"انا اسفه .ماذا قلت؟"
قامت اميلى من مكانها واستبدلت الفنجانين ثم قالت:
"انك تحبينه كثيرا .اليس كذلك؟"
"انا..."
وبلعت سالى ريقها بصعوبه ثم اكلمت جملتها:
" نعم...نعم! احبه كثيرا!"
واخيرا ,اعترفت لنفسها قبل غيرها بانها حقا تحبه ..وتحبه كثيرا .وسمعت امها تقول لها بارتياح واضح :
"انا مسروره جدا .زوجك جيد وموفق .وقد تأكدت الان بنفسى "
مسروره ؟ زواج موفق ؟وشعرت سالى برغبه قويه فى الضحك لكنها حافظت على هدوئها وسيطرت على اعصابها ولم تقل شيئا .وتابعت امها حديثها قائله بحنان:
"انا اسفه لاننى شككت بحكمه قرارك .كنت اخشى انك ارتكبت خطأ جسيما قد تندمين عليه فى قت لاحق .ولكننى سأعود الان مرتاحه البال ومطمئنه "
ثم ابتسمت بسعاده ومضت الى القول:
"يجب عليكما ان تقوما بزيارتنا فى نيويورك .هانك سيسعده ذلك كثيرا "
"شكرا يا اميلى .اعتقد ان الوقت حان لننتهى من شرب القهوه ونتوجه الى المطعم "
كان الوقت متأخر جدا عندما عادت سالى ووالدتها الى البيت .ولما توجها الى غرفه نومها ,احست سالى بأنها بحاجه ماسه الى الراحه والنوم .كان النهار ممتعا للغايه ...ولكنه كان ايضا متعبا من الناحيتين الجسديه والنفسيه .كيف ستتمكن من انتظار عودته اربعه ايام كامله؟صوته ايقظ فيها تلك الرغبه الجامحه التى حاولت كبتها وكبح جماحها .ولم تعد ترى امامها .ليلا او نهارا ...فى الحلم لو فى اليقظه .سوى وجهه الجذاب وملامحه الرائعه .
تجولت الضيفه ومضيفتها صباح السبت فى ارجاء المتحف والتقطت اميلى بعض الصور.وبعد تناولهما غداء خفيفا .اعربت الام عن رغبتها فى زياره دار الاوبرا .ولاحظت سالى بارتياح ان والدتها تعاملها بمحبه وحنان وانها تخلت على ما يبدو عن حب التسلط واللهجه الامره .
"جو .سيأخذنا الى العشاء الليله"
"ربما لديه خطط اخرى لهذه الامسيه .ثم ,اننا لا نعطيه وقتا كافيا لاعداد نفسه "
"هراء .سنذهب الى شقته الان لابلاغه رغبتنا فى تناول العشاء معه ..ذلك افضل بكثير من الاتصال به هاتفيا "
شعرت سالى ان لا مجال للاعتراضض؟جو ايضا ...مسكين! سيضطر للقبول بما يتفرضه عليه زوجته السابقه .وتبين بعد بانها كانت سهره ممتعه للغايه .فقد ذهبوا الى مطعهم صغير تملكه وتديره عائله ايطاليه .وكان الطعام شهيا ولذيذا والجو مرحا ومفرحا .وكان احد الابناء يؤدى اغنيات شعبيه خفيفه فيما كان شقيقا يعزفان على الكمان والبيانو.
فى اليوم التالى استيقظت اميلى وابنتها باكرا وتوجهتا الى احد الخلجان القريبه حيث امضيتا معظم ساعات النهار فى السباحه وللعب وتبادل الاحاديث الرمحه زوصباح الاثنين الباكر .اوصلت امها الى المطار حيث استقلت طائره متجهه الى بيرث .وقررت سالى اثناء عودتها الى البيت ان تعرج على مكان عملها السابق .ولما و صلت ,توجهت فورا الى المطبخ لتسمع كلود يقول لها بدهشه بالغه :
"سالى!رباه !ماذا تفعلين هنا؟"
لم تتمكن من مقاومه الرغبه فى اغاظته قليلا.اذ اجابيته بحزن مصطنع :
"اهكذا ترحبون بصديقه حميمه وموظفه سابقه ؟"
ابتسم كلود وقال:
"على الحرب والسعه يا عزيزتى .انها مفاجأه ساره جدا .انك بالتأكيد تتسوقين فى احد المحلات القريبه"
ضحكت سالى وقالت:
"اخذت والدتى الى المطار...زوجى غائب ...وامامى عده ساعات فراغ لا اعرف ماذا سأفعل بها .قلت لنفسى اننى الان قادره على زياره بعض الاصدقاء ,هل لديك مانع؟"
"اذا طال بقؤك هنا, سأنسى انك تركت العمل منذ بضعه اسابيع وربما اغرتنى نفسى باستغلال مواهبك"
"هل تغيب احد اليوم؟"
هز رأسه مؤكد شكوكها .فسارعت الى القول باخلاص ودون مواربه:
" يمكننى البقاء بضع ساعات ..النهار بكامله .ان كنت بحاجه الى"
انها فعلا مناسبه جيده لتمضيه ساعات الفراغ الممله والهاء نفسها عن التفكير طوال الوقت بزوجها.وافق كلود بتحفظ فشمرت عن ساعديها وبدأت بالعمل كانت الساعه قد جاوزت الحاديه عشره والنصف عندما توجهت اخيرا الى سريرها وهى تشعر يتعب لذيذ بعد اول يوم عمل شاق منذ زواجها .ولم ينتصف الليل الا وكانت تغط فى نوع عميق وهادئ ,زظلت نائمه حتى ايقظها رنين المنبه وحست بغصه فى قلبها واخذت جسمها يئن ويتألم حتى ان كارلو شعر بفقدان شهيتها عندما لاحظ انها لم تأكل شيئا تقريبا .وسألها باهتمام وولهفه:
"هل تفضلين انواع اخرى من الطعام؟"
وجهت اليه نظره اعتذار باسمه وقالت:
"لا,شكرا يا كارلو ,انا غير جائعه ...هذا كل ما فى االمر ,ها تعرف .ز.متى يصل لوك الى البيت؟"
ليس من السخافه ان تسألظ فان كانت هى لاتعرف كيف تتوقع من كارلو ان يعرف؟
"انه يتصل دائما من المطار .واتصور انه سيصل على موعهد العشاء .هل تريدين اعداد الطعام ؟"
"هل من مانع؟ انه على الاقل يلهينى ويدع الوقت يمر بسرعه اكبر"
"وهذاهو الامر المهم.اليس كذلك؟"
"نعم"
وبدأت على الفور تفكر بما ستعد له من مأولات شهيه يتناولانها على ضوء الشموع ...وبعد ذلك ...اوه,لمذا وقعت فى بحبه...وعلى هذا النح العنيف ؟انه لم يعلن لها عن اى حب يكنه تجاهها واكثر من ذلك انه على الارجح لن يبادلها الحب .انها مجرد اله يستخدمها لتنجبله صبيا .وتذكرت انه مرت اوقات احست خلالها انه يهتم بها...ولكن الرغبه ليست كالحب وخبرتها فى هذا المجال ضعيفه جدا لتعرف الفارق بينهما.
خرجت الى الشرفه وكانت الساعه قد تجاوزت العاشره والتوتر يمزق اعصابها ويقض مضجعها .بماذا يفكر لوك الان؟ هل يجهز نفسه للمعركه مع زوجه تحب الجدال وتألمت سالى عندما تذكرت بعض المصاعب التى واجهتهما طوال الاسابيع القليله من زواجهما .علاقتهما لم تكن جيده فى اى وقت من الاوقات ..سوى فى السرير.وكم ستظل تكره نفسها لنها احبته ؟انها تحبه ولا تجخل من ذلك ابدا !
ين هو الان يا ترى؟مرت ساعه فصبت فنجانا اخر من القهوه وقد زاد قلقها وخوفها.اليس من الممكن لنه ليس متاخر بل انه لن يحضر لسبب اوو لاخر؟وشعرت بالام حاده تعصر قلبها ...هل وقع له حادث ...
"اسكبى لى فنجانا.ان لم تكن القهوه قد بردت قليلا"
احست سالى بانها على وشك ان ترمى الفنجان من يدها !شهقت!لم تشعر بقدومه ...ربما بسبب التفزيون ...او نتيجه التوتر الشديد الذى تمر به .استدارت نحوه بتمهل وقالت:
"افزعتنى!"
وتأملت منكبيه العريضين ثم ركزت نظرها على وجه على وجههه فيما شعرت بالجوع والرغبه تجاه هذا الرجل .الذى يبدو منتعشا الى درجه لا تصدق .وسألته قبل ان يعلق بشئ :
"هل السماء تمطر الان؟"
مد لوك يده الى شعره المبتل وقال باسا:
"ثقب احد اطارات السياره لدى قدومى من المطار .وكما تعلمين ,فان علميه ابدال الاطار اثناء الليل ليست سهله على الاطلاق ...وشعرت لدى وصولى الى البيت باننى الى حمام وثياب جديده"
فتحت فمها دهشه ثم سألتخ بتعجب واستغراب:
"وكم مضى على وصولك الى البيت؟"
"حوال خمس عشره دقيقه"
ثم ابتسم واضاف قائلا:
"كنت اتوقع ان اجدك فى الفراش"
ازاحت وجهها عنه متجنبه نظراته الساخرهوالماكره,وقالت له:
"كنت قلقه عليك"
"اه ,حقا ؟وهل تصورتها اننى اصبح بحادث سياره؟من المؤكد انك كنت تنتظرين بفارغ الصبر نبأ اصابتى بجراح مثخنه ...او ربما اسوأ ....اليس كذلك؟"
وضحك بسخريه مؤذيه ثم اضاف بالهجه ذاتها:
"اخبرنى ايتها الزوجه الحبيبه .هل كنت ستذرفين الدمع لو قتلت؟"
لم تجب...لم تتمكن ك الاجابه .اختنق صواتها...وزاد الامل فى صدرها لم تجب....لم تتمكن من الاجابه .اختنق صوتها ,وزاد الالم فى صدرها وقلبها .كل ما كانت تريده فى تلك اللحظه هو الهروب من هذا الجرل البغيض الذى كانت سخريته الحاقده تؤذيها وتزعجها بصوره لا تحتمل .
"هل فقدت القدره على الكلام؟"
وضعت سالى فنجانها على منضده قريبه ثم بدأت تمشى بسرعه نحو الباب .
"سالى!"
لدى سماعها صوته بدأت تركض نحو الدرج بسرعه .وكأ، الغضب الاعمى اهدى قدميها جناحين لتطير بهما بعيدا عنه ...وعن نظراته...وكلامه! وبعد ثوان قليله امسكت يدان قويتان بكتفيها فاوقفتها وشلتا حركتها .ترك احد الكتفين وامسك بذقنها بسرعه واخذ يحدق بشفتيها المرتجفتين وعينيها الزرقاوين الغارقتين بالدموع .وبعد لحظات تخليتها دهرا ,مد يده ومسح بحنان دمعتين تنسابان بسرعه وصمت على خديها .
"كل هذا ..."
وتوقف لحظه وقد اصبح صوته رقيقا وحنونا وابتسامته لطيفه ونابعه من القلب.ثم اضاف:
"ل هذا من اجل ساعه تأخير فى الوصول الى البيت؟"
"انك لم تذكر لى انك ستأخذ كارميلا...."
وضع يده على فمها فأخرسها ....وقال بوداعه وهدوء:
"يا حبيبتى الغبيه !انا لم اخذ كارميلا معى الى اديلايد .لم نسافر فى يومين مختلفين فحسب .بل كنا هناك ايضا فى فندقين نختلفين .وجودها فى اديلايد كان ضروريا لامورتتعلق بالعمل ...لا اكثر ولا اقل "
رفعت يديها المترجفتين فى محاوله لتجفيف دموعها ولكنه امسك بهما قائلا:
"حبيبتى؟"
"لا تطلق على هذه الصفه الكاذبه !انا لست حبيبت ...لك اكن ابدا .ولن اكون!"
"الست حبيبتى؟"
سألها بنعومه ثم ضمها اليه واضاف قائلا:
"انت نصفى الحلو حبيبتى ,الا تعرفين ذلك؟"
ثم امسك وجهها بين يديه بنعومه وقال لها بمحبه صادقه:
"انى احبك يا سالى....احبك كثيرا"
ارادت ان تصرخ ...ان تقول شيئا ...ولكن صوتها خانها .فرفعت احدى يديها وراحت تمررها على خده .تخخذ تلك اليد بحنان وقبلها بحراره وهو يقول:
"اوه,كيف قادره على محاربتى..بالكلام .وباسلوب ام اكن لاتحمله من اى انسان خر !لم يحدث ابدا من قبل ان كانت لاى امرأه القدره على اثاره رغبتى فى لحظه.ثم غضبى وسخطى فى لحظه اخرى"
ثم ابتسم واضاف مازحا:
"مرت اوقات كثيرا شعرت خلالها ان بامكانى ان ادق عنقك وانا اضحك وامرح"
"وانت ايضا لم تكن النوذج المطلوب للزوج المحب والفاضل"
لم تفهم بعد تماما انه يحبها....انه حقا يحبها! واضافت معاتبه:
"كنت فاسقا وتعجرفا!وكان يبدو انك تفرح لاغاظتى وتسر لازعاجى...كقطه شرسه تلاعب فأرا صغيرا خجولا وخائفا .هل تتعجب لاننى حاولت رد الكيل كيلين؟"
نظر اليها بعينين ساحرتين ونظرات حارقه شعرت بانها ستذيب عظامها.ثم قالت له هامسه بارتعاش:
"احبك,احبك ...اوه,لوك"
"لا يمكنك ان تتصورى كن كنت ارغب فى سماع هذه الكلمات الجميله"
دفنت رأسها فى ثدرها مرتاحه لشعور الانتماء الذى يزيد من قوته.ضمها بشده بين ذراعيه .وهمست بصوت مرتجبف:
"لا اعتقد اننى سأتحمل تمضيه اى وقت اخر بعيد عنك .ان استيقظ فى الظلام واجد فراغا كبيرا قربى هو امر رهيب ولا يطاق!"
قا لها لوك مؤكدا:
"من الان فصاعدا ستصحبينى فى اى رحله اقوم بها"







تـــــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــت

black star 09-07-11 10:43 PM

سورى على التاخير ويا رب تعجبكم القصه زى ما عجبتنى واتمنى ليكوا قراءه ممتعه


الساعة الآن 09:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية