لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-06-12, 10:24 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

..


صبا الجنوب /

شكر لدعمك ومتابعتك ... واعذري تأخري .. بالنسبة لتوقعاتك كانت رائعة فعلا
يبدوا ان لديك خيال الكاتب .. لم يخطر ببالي ان يرى وليد صورة طفل يشبه ساجر
ولكن توقعك غير صحيح ... سأحاول انزال الجزء قريبا .. شكرا يا صبا لمتابعتك فعلا اشكرك

..

 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
قديم 20-06-12, 12:22 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



الجــزء الثالث



- 6 -


اغلق الباب وسار مسرعا الى غرفة المعيشه ورمى بجسدة على الاريكة محدقا بشاشة الهاتف .
توجه الى قائمة الاسماء متوقعا ان يجد ما يبحث عنه ولكنه وجد ما صدمه وجعله يحدق
بالشاشة في ذهول .
لم يجد سوى رقمين يحتفظ بهما ساجر في هاتفه ، الاول بأسم وليد والثاني بأسم غنج .
الا يعرف ساجر احد غيره هنا ، الا يتصل باي شخص غيرة ، كيف يعقل ان رجل سينهي الماجستير
قريبا لا يحتوي هاتفة على اي رقم آخر ، زميل دراسه ، صديق ، قريب ، اب ، اخ ، ام ، اخت
لا احد سوى غنج هذه التي لا يعرف ماسر علاقتها بساجر .
لا احد سوى غنج وهو !
عاد الى القائمة وتوجه الى الرسائل ، كان هناك عدد هائل من الرسائل الوارده باسم غنج
والقليل منها قد ارسلها وليد له في فتراة متفاوتة .
كانت اغلب الرسائل قد ارسلت في يوم واحد :

“ هل لك ان ترد على اتصالاتي ... “
“ هل تعاقبني لسبب لا اعرفة ؟ “
“ اعدني الى الوطن .. وارحل .. “
“ لماذا تفعل كل هذا بي ... لماذا تتجاهلني ... ؟ “

وآخر رساله لها كانت منذ يومين :
“ .. لم اكن اتوقع ان تفعل مافعلته بالامس
هل هربت كي لاترى ماخلفته لي من اذى .. لن اسامحك ياساجر .. ابدا
اريد الانفصال فقط ...“
المرسل : غنج

توقف وليد طويلا عند تلك الرسالة غير مصدق .
تبادر الى ذهنه الكثير من الاحتمالات وأولها بأن مابينهما يتعدى ما كان يظنه وليد ، ا
نها ليست صديقته انها زوجته .
“ نعم .. ساجر متزوج “
الي هنا وتوقف وليد عن العبث بهاتفه وشعر بان مزحته تعدت الكثير ، وبأن فضولة جعله يتعرف على
امور لم يكن من حقه ان يعرفها الا من صاحبها ، لو كان ساجر يريد له ان يعرف عن زواجه لأخبره
بذلك خلال الثلاث سنين التي مرت على تعارفهما .


..... ..... ..... ..... .....


 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
قديم 20-06-12, 12:27 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 





- 7 -


لم يكن صباح اليوم كأي صباح ... عندما استيقظت راما من نومها ... فقد كانت تشعر بأن الحياة قد عادت الى المنزل من جديد بعد
ان عم السكون زواياه منذ مدة طويلة ..شعرت بالشوق في تلك اللحظات التي كانت تسمع فيه صوت العجوزين يتجاذبان اطراف الحديث
في غرفة المعيشة ... اللي صوت والدها .
بدا كل من خالها وعمها يتحدثان حول موضوع ما لم تكن مهتمة لفحواة ... عندما هبطت بخطى
مسيرة الى الاسفل ..حيث كانت اصواتهم عالية كعادت كبار السن ، ارتسمت ابتسامة
على شفتيها ... لم تكن تعرف سببها ولكنها كانت تريد ان تبتسم وقتها .

قابلت والدتها في طريقها الى غرفة المعيشة اثناء خورجها لتو من المطبخ :

“ صباح الخير “ قالتها والدتها عندما رأتها :
“ صباح الخير .. هل هما هنا منذ وقت طويل “ كانت تشير بسؤالها الى عمها وخالها
“ نعم لقد تناولا وجبة الإفطار معا .. “ ثم مالبث ان تسائلت والدتها قائلة
: “ ماسر هذه الإبتسامة يا ترى “
شعرت راما بما ترمي اليه والدتها من هذا السؤال فأجابت :

“ لا شيء .. لم اعتد على الضجة .. لقد تذكرت ايام العيد فقط “

ثم حاولت ان تغير مسار الحديث متسائلة
“ اين بجاد ؟ ... “
“ لم تسئلي عن سلطان ؟ “
حدقت بوالدتها بنظرات ذات مغزى وهمست لها : “ لا تبدءي ارجوكِ “
“ لم اقل شيئا حتى تغضبي “
“ لأنني اعلم جيد ما ترمين اليه ... وقد اخبرتك لأكثر من مليون مره ان لا تعودي لذكر
ذات الموضوع فأنا لن اتزوج مرة ثانية “
“ انت تعلمين جيدا بأنني لم اذكر شيء من ذلك ... وهذا يعني بأنك تفكرين كثيرا بهذا الموضوع .. “
“ امي ... ارجوك دعينا لا نتحدث عن هذا الموضوع الان ... ارجوك “
“ حسنا .. كما تشائين .. سنتحرك بعد نصف ساعه ان استيقظ سلطان “


كانت تعلم في قرارة نفسها بأن سلطان لم يأت الى هنا لينه عملا كما أخبرها خالها ،
فما هي الاعمال التي انهاها خلال فترة العشاء ثم إن من لديه عمل سيستيقظ باكرا
فقد كانت الساعة تشير الى العاشرة في هذه الاثناء بينما لا يضل سلطان نائما .

دخلت الى غرفة المعيشة لتنظم الى والديها ، كانت في كثيرا من الاوقات عندما
تفكر بأنها خسرت العديد في السنين الماضية بانها قد خرجت بأبين عوضا عن اب واحد ، فالبرغم
من ان راما لم تكن صغيرة في السن الا انها كانت تشعر بأنها تعود طفلة مدللة عندما تقابل
احد من هذين الرجلين ، الذين يقابلنها بكثير من الحب الابوي الذي تفتقدة في كثيرا من الاوقات .

حدق كل منهما اليها اثناء دخولها وعلى وجهها ابتسامة صادقة ، فبادر عمها بالحديث :

“ اهلا وسهلا بمن لم تف بوعدها لي “
“ هل اخبرتك ( ام بجاد ) “
“ اخبرتي ... سنظطر لتأجيل رحلتنا اذا “
انحنت لتقبل جبينه ثم عادت لتقبل خالها وتجلس بقربة ، وضع خالها كفه فوق كفها قائلا :

“ لم تعد تخصكم بعد اليوم “
اطرقت بخجل وفضلت ان تصمت ، تسائل خالها :
“ اين هي والدتك ؟ “
حدقت به لتجيبه :
“ لقد تركتها لتو في المطبخ .. “
“ لقد استيقظ سلطان ... اخبريها سنتحرك عندما ينتهي من افطارة “
“ حسنا “
نهضت تاركة العجوزين ليكملا حديثهما الذي بدأ به ، في هذه الاثناء كانت تهم بإخراج هاتفها
والذي ازعجها برنينة المستمر ، ورغم انها كانت تعرف من المتصل الا انها القت نظرت على شاشته
واجابت اثناء سيرها خلال الرواق :

“ نعم .. لقد ازعجتني بالرنين المستمر .. “
“ صباح الخير .. “ قالتها ليلى بمرح غير مكترثة لغضب راما
“ صباح الخير .. “ ان اتصالاتك كثيرة في هذه الفترة .
“ هل قابلتي سلطان ؟ “

دخلت الى المطبخ ولم تجد والدتها فيه فأكملت سيرها لتخرج من الباب الزجاجي المطل على
الفناء الخلفي .. جلست على احد الدرجات مجيبه بعد ان مررت نظراتها لتتأكد من
ان احد ليس بالجوار :

“ لما تسألين .. ؟ “
“ اخبريني هيا .. ماذا قال ؟ “
“ لماذا يسئلني الجميع عن سلطان ؟ .. مادخلي انا به ؟ “
“ من سئلك غيري ؟ “
“ امي ... ثم اني لم اراه .. ولا اريد ان اراه ... لما تستمرين في مضايقتي .. انكِ تفتعلين ذلك “
“ حسنا حسنا .. لا تغضبي .. انا اسفه “
اطلقت راما تنهيدة طويلة ، ثم اجابت بصوت اقرب للهمس : “ انا اسفة “
“ لما تعتذرين عزيزتي لقد اعتدت على طباعك الحادة في هذة الفترة “

“ لا انا اسفة حقا “ لم تستطع راما اكمال حديثها فقد شعرت
برغبة شديدة في البكاء ، ولم تستطع منع رغبتها فبكت ، شعرت ليلى بان هناك
خطبا ما فتسائلات :
“ راما .. ؟ ! هل تبكين ؟ .. اوه عزيزتي انا اسفه يالي من غبية
صدقيني لم اقصد ابدا ان ابكيك ... ارجوك “
اجابت راما بأسى “ ليلى “ ثم عاد صوتها ليختنق بعبراتها ، ولكنها حاولة اكمال ماتريد
ان تقوله فهمست : “ لقد بلغت التاسعة والعشرون اليوم “
“ ماذا ؟ “

“ لقد بلغت التاسعة والعشرون اليوم “
“ هل تبكين لانك بلغتي التاسعة والعشرون .. اذا ماذا افعل انا بخمس وثلاثون عاما ؟ “

كانت ليلى بارعة في اضحاك راما ... فلم تستطع تمالك نفسها فضحكت
وهي تمسح دموعها قائلة :

“ انا سيئة جدا في التعبير ... لا اقصد بأني كبرت يا ليلى .. انت تعرفين ذلك جيدا “

“ راما عزيزتي .. جمعينا نمر بظروف صعبة .. وجمعينا نحتاج للبكاء ..
لا تخجلي من ان تبكِ امامي ان كان ذلك يشعركِ بالراحة ... ابكِ .. يبدو ان والدتك تضغط عليك
كثيرا هذة الايام ... لانك تخترعين اسباب لبكائك دائما ولكن التعبير خانك اليوم “

“ نعم ... هي تكرر ذلك باستمرار ... انها تحاول كثيرا في الاونة الاخيرة “
“ الم تفكري بشكل جدي في الموضوع ... الم تفكري في لو وافقت على الزواج من سلطان ؟ “

“ انا افكر بذلك كل ليلة .. قبل ان انام ... افكر كثيرا ...انا لا اتخيل ان اترك منزلنا
واترك البلد بأكملها لأعيش في دولة اخرى مع اناس يختلفون عني .. ثم اني تعبت
من التفكير في خوض تجربت فاشلة جديدة ... لقد تعبت ... “

“ عزيزتي راما ان العديد من المطلقات .. يجدن صعوبة في الزواج للمرة الثانية ...
ومن النادر ان تجدي شخص كسلطان، فقد تقدم لك قبل زواجك وهاهو يتقدم لك للمرة الثانية بعد
طلاقك وان كان بشكل غير مباشر ولكن تلميحات والدتك تعني بان هناك رغبة من سلطان
بالزواج بك .. قلن تصرح والدتك او تلمح لك عن الهوى “

“ لا ادري يا ليلى ... لا ادري “
“ لا تقرري الان ... فكري ... ان عمك لن يدوم لك ...
صدقيني قد يغضبك حديثي هذا ولكن والدتك ايضا لن تدوم لك طوال العمر ايضا “
“ لا تقولي هذا يا ليلى “

“ تذكري كلامي هذا ... قبل ان تقرري لاتفكري باليوم ...
فكري بالمستقبل يا راما .. والان سأتركك فقد انتهت مدة الاستراحة لدي حصص الان “
“ ليلى .. كيف لي ان اعيش بدونك “
“ لا ادري ... حقا كيف كنت ستعيشين بدوني ؟ “
ابتسمت راما ثم قالت : “ ساهاتفك عندما نصل “
“ اذا بلغي سلطان سلامي “
“ اصمتي “

..... ..... ..... ..... .....


 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
قديم 20-06-12, 12:32 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 





- 8 -

كان قد اعتاد على الهدوء في اوقات الصباح لولا مكوث وليد تلك الليلة ،
فقد ايقظته حركة وليد في الشقة وجعلت عودتة للنوم مستحيلة .
كان صوت وليد في غرفة المعيشة منخفضا ، يتحدث لشخص ما عبر الهاتف ، لم يكن ساجر
يحتاج ليخمن من المتصل فهذه هي عادت والده ، لان اغلب الكلمات التي كان يرددها
وليد في هذه المكالمة هي :
“ حاضر ... حاضر ... حاضر .. “

ابعد ساجر الملاءة عن جسده بخمول وسار الى دورة المياة المجاورة لغرفة النوم ، اثناء خروجه
من الغرفة لمح وليد من خلال الردهة ينحني لارتداء حذائه بإستعجال حتى كاد ان يفقد توازنه ويقع
بسبب انشغالة بالهاتف .

لمح وليد ساجر اثناء دخوله لدورة المياة وعاد يرتدي حذاؤه بيد وبالاخرى ممسكنا بهاتفة
بينما ضل والده يوصية بأمور استطاع سماعها والاخرى لم يسمعها .

“ لا تنسى ذكر الله يابني .. “
“ حاضر “
“ هل صليت الفجر ؟ “
“ نعم .. صليت . “
“ متى ستصل طائرتك “
“ اعتقد بأنها ستلغى لإسبوع تقريبا لإن الاجواء هنا ليست جيدة لسفر “
“ هل وجدت من سيوصلك للمطار “
“ نعم “
“ من ؟ “
“ ابي ... ابي ادعو لي لدي اختبار بعد ربع ساعة علي الذهاب الان “
“ حسنا لا تنسى ان تتصل بي بعد ان تنتهي من اختبارك “
“ حاضر “
خرج ساجر في هذه الاثناء بينما كان وليد يهم بإنهاء مكالمته مع والده .
توقف ساجر محدقا بوليد في حين كان يهم بإرتداء معطفه محاولا ان لا ينظر الى عيني ساجر .

“ انتظرني .. سأوصلك في طريقي “
قالها ساجر عائدا الى الداخل كإنما يعطيه امرا دون ان ينتظر اجابته .

..... ..... ..... ..... .....


 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
قديم 20-06-12, 12:36 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



- 9 -



“ هل نحاول ان نكون اشخاصا اخرين
لنخفي هشاشة دواخلنا ؟ “


( وليد )

هو ساجر بكل بساطة .. صديقي واخي .. لم اكن لاتوقع بأن اتوافق مع شخصا كساجر فكلانا لا
يشبة الآخر في اي شيء .. لا ادري ان كان اختلاف طباعنا وميولنا سببا في ان نكون
على ما نحن علية اليوم . !
اذكر اول مرة رأيته فيها .. كان يجلس على ذات الطاولة في ذات المقهى الذي كنت اقصدة بين الفينة
والاخرى حتى استذكر قليلا لما فيه من اجواء هادئة وقدر كبير من الانعزال .
كان ساجر من الاشخاص الذين لا تتشجع ابدا لفتح حديث معهم ... لما يحمل من ملامح
صارمة تدل على شخص لا يجامل ابدا .
كنت افكر كثيرا عندما اراه يجلس لساعات مقطبا حاجبية .. يقلب في صفخات كتاب ما ...
محدثا نفسي “ يالله هل هناك من هو أكثر شؤم من هذا الرجل ؟ “
لقد كنت اشعر بأنه نذير شؤم على ، فغالبا عندما اراه اواجة صعوبة في الاختبار ..
اذكر بأنني اخبرتة بذلك في بداية تعارفنا كم ضحكنا طويلا وقتها ؟!
ضللت اتردد على ذات المقهى حوالي ثلاث اسابيع دون ان اتحدث معه ..
كان هناك فضول يقتلني لمعرفة مايخفية ذلك الرجل خلف نظراته العابثة الغير مبالية لما حولها ..
وما سبب تقطيبة حاجبية التي شكلت عقدة صغيرة بينهما وكأنه يحمل هموم العالم على كاهله .

في احد الايام قدمت كعادتي للمقهى مع بعض الاصدقاء .. فقد ذكرت لهم هذا المكان لنستذكر
قليلا معا ... كنا اربعة نجلس على طاولة واحدة نتحدث ونلقي بعض الدعابات على بعض المواقف
التي مررنا بها في هذا اليوم .... ورغم اننا في بلد اجنبي الا ان اغلبية رواد هذا المقهى من العرب
فقد كان صاحب المقهى رجلا عراقي في العقد الخامس من عمرة .. لذا كنا نتحدث بأريحية .
ودون ان ندرك بأن همهمات وضحكاتنا قد اربكة هدوء الجالس بجوارنا ، لم نشعر به الا وقد هب
والشرر يتطاير من عينه موجها الحديث الينا :

“ هل ستلزمون الصمت ام ماذا ؟ “

حدق كل من كان يجلس على الطاولة الى صاحب الصوت ، كان ساجر يقف منتظرا اجابة
ولكن ما رآه من ذهول في وجوهنا جعله يعود الى مقعده محققا ما اراده فقد صمتنا فعلا !
فترت الاجواء بعد هذة اللحظة وانسحب اصدقائي واحدا تلو الآخر وبقيت انا انظر إليه فقررت ان
اعتذر له عن ما بدر منا فنهضت قاصدا
الطاولة التي يجلس عليها .
توقفت امامه لثوان قبل ان يرفع رأسه محدقا بي :
“ اعتذر نيابة عن اصدقائي .. لم نكن نقصد ازعاج احد .. لم ننتبة لرتفاع اصواتنا “

عاد يقرأ في الكتاب الذي كان بين يدية قائلا دون اكتراث :
“ اذا كن منتبها في المرة القادمة “

لم يكترث لوقوفي واعتذاري .. ما جعلني انسحب ونا اشتمه واللعنه في داخلي .
ولكن في المرة الثانية التي قابلته فيها بعد هذا الموقف في ذات المقهى حدق
الي عندما رأني وابتسم متسائلا من مقعده

: “ اين هم اصدقائك ؟ “
ومن هنا بدأت صداقتنا .


..... ..... ..... ..... .....


“ سآجر “ قالها وليد اثناء تحديقة من خلال النافذة ، بينما كان ساجر يقود
وتركيزه منصب على الطريق ، لكنه اجاب
دون ان ينظر إلية : “ نعم “
ادار وليد رأسه محدقا به لثوان قبل ان يقول :
“ لما لا تعود معي ... لتشهد على زواجي ؟ “
“ لا زلت نذير الشؤم ذاته يا وليد “ ابتسم ساجر عندما قالها
“ احتاج الى شخصا استطيع التحدث معه بحرية ... انت تفهمني جيدا “
اجاب ساجر بعد برهه : “ اننا نتحدث بحرية مع الغرباء “
“ لست غريبا يا ساجر “
“ لن تخبر اخاك بما تشعر به “
“ ماذا تقصد “
“ لست اخاك لذلك تخبرني بكل شيء “
“ لو كان لي اخ لاخبرته بكل شيء “
“ صحيح ستخبره بكل شيء ولن تظطر لإطلاع غريبا على اسرار العائلة “
“ حسنا حسنا ... انعطف يمينا بالقرب من المبنى الابيض ... وانزلني هناك “
اوقف ساجر العربة بالقرب من الرصيف بينما ترجل وليد ثم هم بإخراج كتبه من المقعد الخلفي ، قال له ساجر :
“ هل اعود لأقلك بعد ان تنتهي ؟ “
“ لا داعي لذلك .. “
“ كما تشاء “
“ ما رأيك ان تأتي معي ... دعنا نتحدث قليلا بالجوار ريثما يبدأ وقت الاختبار لا يزال الوقت باكرا “
حدق ساجر به قائلا : “ لا ادري يا وليد “
“ هيا هيا .. اركن عربتك وانظم الينا .. اريد ان اعرفك على بعض من اصدقائي “
“ حسنا .. سأوافيك هناك “
كان يشير الى الحديقة المجاورة للمبنى والتي كانت مكتظة بالزوار .

..... ..... ..... ..... .....


 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة ريم م, ليلاس, روايات خليجيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, رواية اسمي ساجر, سلمى وليد, ساحر, قصص من وحي قلم الأعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t176992.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-11-14 05:03 PM


الساعة الآن 10:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية