السلامُ عليكُم .,/


صَباحُكم ارجوان يا سادَه ..,:

هدية ابشر ولبيه اللي هي الجزء الـ 13 موعدها الليلَه .,/

بس والله كنت برى وتو رِجعت .,/ وكلي نوم .,/ بكره ان ربي احيانا ع المَغرب انَزٍلَه .,/

العذر مِنٍك يا ابشر ولِك العَوض يالغاليَه .,

..............

انثى الحُلم

.,///



(13)


عندما يُحلٍق السَواد في سَماءات الأمكِنه .,/ يَتشبثُ بِجدرانها .,/ يَتوَغًل اعماقَها .,/
وَيتغلغَل بينَ جَنباتِها :/, فَ يُدمي نفوس اصحابِها .,/

عندها فَقط يُدرِكون أن كُلً هذا المَتاع لا يُساوي عِندَ الله جَناح
بَعوضَه .,/

وانً ماهذهِ الحياه الا مَحطًةُ سفِرٍ فانيه .,///

فـي الجَنه المُلتَقى بِ أذن الكَريم ياريم
صَبرا جَميل والله المُستَعان .,//
..






: وِش تِسويين . انبَعثَت مِن شَفتي سُلطان وهُو يراها غارِقَه بَين ثَلًاجات القَهوَه وأكياس التًمر قَرابَة الثانيه ظُهراً .,/
التَفَتت اليه بِهدوء ثُمً اجابَت بتعب :

قِلت لخاله سُعاد انا بَسوي القهوه للمعزين اليوم وطلبت منها تَرسِل لي الترامِس عشان اللي عِندي ماتكفي .,/
نَظَرَ اليها نظره مُتَفحٍصَه بَعض الشيء .,ثُمً اردَف : ما نمتي من امس صَح ..؟

اشاحَت بِوَجهها عَنه الى الجِهه الأخرى وهي تُحاوِل جاهِده احتِباسَ فِرار دَمعاتِها فَ القَلبُ لازال يتَقلب على ناراً هادِئه
لِفقدانِ تِلكَ الروح الطاهِرَه : لا مانِمت .

اقَتَرَبَ مِنها أكثَر بَعد ان رأى حَركة يديها المُرتَجِفه ..
وَتخلل الى اسماعِهِ صوت انفاسِها المُضطربه .. .,/ اخذَ يدنو وَيدنو الى ان اصطَدَمَ ظهرها في عرض الحائِط


..

توَقًفَ حِذاها فَ بَدت أنفاسَهُ تَلفَح قَساماتِها .,/ اغمَضت عينيها بِ استِسلام : بعٍد عني تَرى مو فايقة لك ..

لم يُعِر كَلِماتَها المَهزوزَه ادنى اهتِمام فَ امتدت
أنامِل يديه بِلَمسَه حانِيه الى ذاك اللون الداكِن اللذي يُحلٍق تَحتَ عينيها : شوفي السًهر والتًعب وش مسوي فيك .,/
مخلي عيونك علبة الوان

صَمَت لِوَهلَه وهو يَتأمًل بَشَرتها عن قُرب بِهيام : يالله ادخلي نامي ساعتين .,/ تَحررت مِن ذاكَ الحِصار بِطَريقَه ذَكيه نوعاً
ما ثُمً تَخصًرَت بَعد ان ابتَعدت عنه

: علبة الوان !.. كراسة رسم !.. ما يَعنيك ومو شُغلك ومالك دَخل فيني .,/ احمَرً الوَجه اكثَر وَتدافَعَت المَدامِع الى عينيها اكثَر
فَ اكثَر

: ممكن تطلَع وتخليني اكمٍل شُغلي .,/ ( رُوحٌ بينَ ثناياها مُثقَلَه وقَلبٌ أوجَعَها لِ خفُقاتِ مُتَسًارعَه .)

ارتَفَعت اطَرافَ مَنكبيه بِ لامُبالاة : والله لاسار البيت بيتك اطرديني ..
اشتاطَت غَضباً .. في حين جُلوسِهِ على الكُرسِي الخَشبي .,’ يُفكٍر في طَريقَةٍ ما .. لِ يَتجاذُب اطراف الحديث مَعها

: رحاب منومه في المستشفى دَريتي ؟.

اتًسَعت العينان وهَدَأت تِلكَ العصبيه المُفرِطَه اللتي كانت مُتَجليه في حَرَكات يديها وآلية خَطواتِها فَ مالبِثَة ثَواني حَتى استوعَبت .,/
واعتلت الشًهَقات دَلالَه عَلى عُمق المُفاجَأه
: متى وكيف انا امس كنت ل الساعه 12 معاها مافيها الا العافيه ..

امتَدت يديه الى صَحن ( الرًطب ) أخذَ واحده قُمً اردَف : امس انهارت في بيت اهل حاتم واغمى عليها ..
صَمَت لِ وَهله وهوَ يَرى احداقَها اللتي بَدأت تَضيَق وانفاسَها اللتي بَدأت تتسارع بَغية الأجهاشِ في البُكاء

: قالو معاها انهيار عصبي ولابد تاخذ مهدٍئات وتبقى تَحت المُلاحَضه
. تَهاوَت على الكُرسي المُقابِل وبِصوتٍ مُتحجرش : لا اله الا الله ,, والله .. اني قلت انها ميب طبيعيًه بَس مَحد صَدًقني .,/

نَظَرت الى عينيه مُباشَره بِدون اي حَواجِز ثُمً تَتمتمت شَفتاها بِ تَرجي : بروح اشوفَها .؟,/
تَحولت نَظرة الغضب اللتي كانت قَبل قليل الى نَظرة رَجاء .
وكَنًه جَعَلها تتراقَص على الأوتار كَيفَما يَشاء .,/

: طيب ابشري ..
اشارَ الى عينيه ثُم اردف : من عيوني هذي قبل هذي .,/
هَمً بالوُقوف : تجهزي بَعد المَغرب وقَبل ان يَستَدير او يَخرج

صَرَخت بِهِ : لاااا . التَفَت اليها وَ عَلامَة تعجب كَبيرَه ارتَسَمَت على مُحياه : خير وش فيك ؟

اجتَذبت حَبة ( الرًطَب ) مِن بين يديه قَبل ان يُدخلها في فيه : مو مُغسًلَه اصبر اغسِلها لِك .,/

قَهقَه بِصوتٍ عالٍ وهي تتوجَه الى ( المَغسَلَه ) في حين اشتِعال حُمرَتها في الوَجَنات

ثُمً هَمَس بغية ان يُغيضَها : هذا كله خايفه علي .,/ ؟؟
اطبَقَ احدى عينيه بِطَريقَه اقَلٌ ما يُقالُ عَنها جَذًابَه .,/ : والا .عشان وافَقت اوديك فَحبيتي تردين الجَميل

.,/ قَهقهت هِيَ بِاستِهزاء بَعد ان تَبدد احمر الوَجنات : لا .. بَس خايفه تجيك نزله معويه ثِم ابتِلش فيك ..
وما القى احد يوديني .,/ تدري عاد النزله المعويه ع الريجيل تجي قويه .

تَحَوًلَت مَلامِحه الساخرَه والضاحِكَه الى مَلامِح جِديًه غاضِبَه .,/
وَخَرج بَعدَ ان شَعرت انها انتَصَرت على لِسانِهِ السلِيط لأوًلِ مَرَه في التاريخ ., فَ ابتَسَمَت ..





........................





في مَكان آخر تَماماً .,/ بينَ رَوائِح المُعقٍمات .,/ وانين المَرضى وَ المُهلَكَلات .,/ بين السُرر البيضاء والمُسَطًحات الخَضراء

بينَ انين البُكاء وغياهِبِ الدُجى في اعالى السًماء .,/
حينَ تَساوي الليل والنًهار في نَظر ما كِثيه ورَتابة السًاعات في نَظَر زائِريه

يَقبَع هُوَ على كُرسٍي مِن جِلد امام سَريرَها الأبيض
اللذي مُددت عليه مِن مَساء الأمس .,/ ..

لازالَ يَرثي الريم .
ولازالت هِيَ ( تَأن ).. رُغم ابر المُهدٍئات اللتي حَقَنوها في جَسَدِها .,/ رغمَ فُقدانِها للوَعي الا انًها لازالت تُصدِر نَغَمات شَجيه
حَزينه

,, وَ ما اقوى تِلكَ الأوجاع اللتي تَعجَز المُهدٍئات
عن تشتيتها .,,
..

في تَمام الثالِثَه مَساءً ارتَفَعت الأجفان ببطئٍ شَديد
وبدى لَهُ تورٌم العينان ., الى ان بَدت تَستوعب المَكان .. فَ نَظرَت اليه ( بِنَظرَه )اعتلت اوصافُها فَوقَ الثامَنيه والعُشرونَ حرفاً .,/
هيَ نظره فاقَت كُلً مَعاني ضَجيج الصًمت اللتي يَعرف ؟. واختَرَقت القَلبَ والوجدان الى ان استَقرت اوجاعَها في الأعماق .,/
نَظره اختَصرت كُل الحكايا والروايات واهدَت اليه كَم هائِل مِن الحَسرات

/., هَمَسَ بَعد ان اقترَب لَها : الحمد لله على السًلامَه .,/
اشاحَت بِوجهها عنه
وهي تُحدٍق في نافِذَة المَشفى اللتي تُبدي لَهُم العُشبَ الأخضَر والمَدامِع لازالت في اعيُنَها تتغرغر : ماتت ريم يا حاتِم .
هَمَست بِها فَ اجهَشَت في البُكاء .,.

الوَجَعُ واحِد .وَ المُصابُ مُشتَرك ,/ لِذا سَ يَكون اكثَر مَن يَشعُرُ بِها .,/

: كانت تبي تِكلمني يا حاتِم قبل ما تموت .., انا ليش قفلت جوالي ؟
اعتلت شَهَقاتَها وانعفَسَت انحناءات وَجهها : انا ليش قفلته ؟؟ ليش ما كلمتها قبل ما تموت ليييش ؟؟

عاوَدت البُكاء من جديد وعاوَدَت النحيب بصوتٍ عالٍ مُرتفِع الى ان دَخلت الممرضه برفقة الطبيب اللذي تَحدًث اليها
فَ أخرَجت تِلكَ (الأبره) لِ تغرزَها في جَسَدَها الهَزيل النًحيل .,..

أُغمِضَت عَينيها بِألم بَعد ان تَعلًقت بِمَحاجِرِهِ الدًاِمِعه

..

فَ ايقنَت انً ريم لم تَكُن مُتَربٍعه على عَرش القَلب فقط .. كما كانت تَهذي نجد .. وَلم تَكُن احدى أحلامِهِ اللتي طَمَح
لِ تَحقيقَها كَما قالت الام
.,/
أدركَت انً مَن وارو .. جُثمانَها تَحت التراب ما كانت الا أُكسُجينَه اللذي يتَفًس فَها هُوَ الآآآن يختنِق

ارتَمى مِن جَديد لِ يَزداد وَهنا على وَهن .,/ ويَرثيهُما مَعا .,//
روحٌ صَعدت لِ رب الأرباب وأُخرى وِئٍدَت عِندما كَتَبت لَها

الأقدار ان تَرتَبط بِ ابأسِ البُأساء ...








...................




دَخَلت امل وأمٌ الأمل وما يُدري الجميع ..,/ مَن هُما ؟./

هُم أُناسٌ مُشَوًهون بِ قلوبٍ مَوبوئَه بِ ارواحٍ مَشؤُومَه .,/ هُم شِرذِمات
المُجتمَع وعَقارِبِه الخَفيه ..,/ هُم مَن يَقتَفو خَطوات السٌعَداء ويَتلونو بِجميع الألوان بِغية الأستِيلاء
يرتَدون كُل الأقنِعه ويَتواجَدون في كُل الأدوار .,/ يُجيدون فَن التًمثيل الى ان يَتَلذذون بِسمومهم اللتي يَنشُرون .,//.,

هُم ليسو اسوِياء وَلن يَكونو اصٍحًاء ما دامو يُسايِرون رَكب شُرورهم واحقادَهُم

لِذا لَن تَسَعَهُم بُقَعةٌ في ارضِ الله الواسِعه كَ ارضِ ( شِهار المُشين ) ., فَهنيئاً لَهُم بِه ان احتواهُم ..
..

.,/ سَ يُجازيهُم المَولى عِقاباً عَسيراً وسَيُصليهُم نارَ الجَحيم .,/ .,/ ان قُبِضت ارواحُهُم على ماهُم عَليه ..

السلاُم عليكُم ورحمة الله وبركاته .,/
تَغنًجَت بِحُزنٍ على شَفَتاي ام امل بَعد ان دَخلت المَجلِس المملوء بِذاكَ الجَمعُ الغَفير مِن النٍساء .

,/
مِنهم مَن رَد السلام ومِنهم من لم يُلقي لَها بالاً .,/

حَتى الحُزُن يُفتَعل عِنما يَكون الممثِلون بارعون ../
عِندَما يَتعمقون في دَهاليز المَشهَد يَستَطيعون ان يَسكبو كَم هائِل مِن الدموع دون
ان يمدد لَهُم المُخرِج بِ القطرات المُسيَله لها
^
^
^
بَكت ثُمً انتَحبَت وهي لازالت تحتَضن سُعاد : الله يرحمها ويغفِر لَها . بادَلَتها سُعاد حَفلة الدٌموعِ تِلك
وأجلَسَتها بِ القُرب في حين تَطاير الشرر مِن عيناي العنود ..,/ لمَدامِعِ التًماسيحِ اللتي لَطًخَت وَجه أمل ووالِدَتِها .,/


فَ انقَلَبَ المَجلِسُ رَأساً على عَقب بِ استِثارتها لَهُم : كانت مثل النٍسمه . راحت وفقدت شَبابها .

تنهدَت بِكذب ثُمً اكملت بَعد ان اجتَذبت احدى المناديل وَمَسَحت بِهِ انفَها الُمحمر .. :

كانت محترمه وطيبه . ياويل قَلبي عَليها .. اخذت تَلطُمُ خدًيها وتعوي عَويل الجاهِلين : بِصَوتٍ مُثير للأحزان
ياويل حالي عليها . يا حسرة قلب امها وابوها .,/ يا حُرقَة قلب احبابَها
,, / و لازالت بين كُل صَرخه واخرى تُشيد بِفَعايل الريم وتتحسًر عَلى مَن لم يَعرف الريم او مَن لم يُعاشِرها.,/

فَ اعتَلى الأنين وَ انتَحب الجميعُ مِن جديد .,ثُمً عادَت حَفلت المُدامِع الصاخِبَه اللتي كانت في يوم الأمس .,

/ : امتدت يداي وِديان لأعيُنَها ومَحت ذاك الكَم الهائِل اللذي انسَكب مِن مَحاجِرَها ثُمً تَحدًثت بِصوتٍ عالي رزين .,/ :
اتقو الله يا جَماعه .,/ العويل والنياحَه حَرام ., وما ينفَع الميت في قبره قَد الدٌعاء .,/

ارسَلت لَها تِلك العَجوزُ الشًمطاء نَظرةً حادَه .,: والله ما دَرينا ان سلطان تزوج شيخه .,

: ابتَلَعت وِديان غصًتها لاسيما أنً الجميع ينظُر اليها فَقالت :
قال عليه اشرَف الصلاه والسًلام ( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )


عَمً السكٌون في ارجاء المَكان حَتى تَزمجَرت حِمحم الشًمطاء غضبا فَ همًت بِالوقوف : ومُحاوَلة الأحتِجاج ..

انا ما دَعيت بِدَعوى الجاهليًه

رَدًت وِديان : بس انتي لطمتي خُدودك اكثر مِن مَره على مَشهد الجَميع ..,/ وهذا حرام .,/

اخيراً تَفوُهت أبنَتَها : يوم تحفظين اي حديث عن الرسول افهمي مَعناه زين .

اطالت وِديان التًحديق فيها .,/ هيَ ذاتها مَن كَبًلت سُلطان .,/ هيَ ذاتَها مَن خَذلت احاسيسَه .,/ وطَعنت رُجولَته في ربيع الأيام .,/
لِذا هِيَ اسوَأ مَن تَكون .,/ : لا فاهمه مَعنى الحديث زين ومو محتاجَه تَعلميني ..

تَحدًثت مَريم : لو سَمحتم احنا في عزى وغلط اللي قاعدين تِسوونه .,

تَخَصًرَت امل بِغيض : محد مِنًا غِلط مير هذي اللي مسوبة لَنا الهيئه على غَفلَه
, / التَفَتت الى وِديان : الحديث مَعناه انًه مَن لطم الخَد وشق الجيب ودَعى بِدعوه الجاهليه اي انه سوى هالأفعال
كلها مَع بَعض في وقت واحد ساعَتها ينطَبِق عليه حديث الرسول والوالده ما دَعت بِدعوى الجاهليه .


اردَفَت عنود : انتي اعرفي اقري قُران اول بَعدين تَعالي اشرحي احاديث عَن الرًسول .,/ .تَأفأفت عنود في حين التِزام وِديان للصًمت
احتِراماً لِ اصحابَ المَكان حَتًة .خَرَجَت امل مُسرِعَه ..

لِتُجيد دَور البَريئه اللتي بُهتت على مَرئى وَمسمَع مِن الجَميع .,/
فَ عاد الصًمت يَدُبٌ في اركان المَكان .,/

الى أن خَرَجت وِديان بِهُدوء .,/ تتبَع تِلكَ المَوبوئَه .,.خَوفاً مِن ان تتربًص لِ سُلطان..بِأي سُوء


.
.
.


فَ

ألجِمَ اللٍسان لِهولِ ما رَأت ولم يكُن في الحُسبان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
..


...................................




يُسابِق الرياح في خَطواتِه بينَ ممرات المَشفى بَعد ان فَاجَأهُ ذاكَ ( المَسِج ) اللذي جاءَهُ عَصر اليَوم مِن حاتِم

( انا حيل تَعبان
روح لِ رحاب في المستشفى .القريب مِن البيت , غرفَه 308 )

فَتَح باب الحُجرَه اللتي ذُكرَت اوصافُها في الرٍساله واخَذ يتأمًلُ المَكان ..


اربَع سُرر كُل سَرير مُحاط بِسَتائِر قٌماشيَه تَحجب النًظر عن مَرضاه .,/ اقتَرَبت الممرضه اليه : اقدر اساعدك يالأخو . ؟
وَ كَأنًه وَجدَ المُرشِد والدليل : ايه الله يرحم امٍك بَغيت اعرف سرير رحاب احمد .وينه .

اشارت لَهُ : سرير رَقم 2 .,/ شَكَرَها على عَجَل وهوَ يتجه لِذات المَكان المَنشُود
الى ان استَوقَفَهُ صَوتاً لَيسَ بِ الغَريب . : اصبري واحتَسبي يا قَلبي .. الجَنًه دارَها بِ أذن المَولى يا رحاب

صَرَخت بِوَهن : ما اقدر يا فَطوم تَعبانَه تـعبانه .,/ كُل شي فوق طاقتي فوق تَحمٌلي وارادتي .,/
ريم كانت روحي .,/ اتصبح على وجهها وسريرها واغمٍض عيوني على وجها وسريرها .,/

وحاتم كان روح ريم .,/ وريم كانت اوكسجينَه .,/ وانا بَموت مِن حَسرتي على اختي .,/


فَطوم : مَحد يِقدر يِلعب في الأقدار .,/ هذي ارادَة ربي سُبحانَه ولَه حِكمَه في هذا كُلًه .,
,/ لازِم تِحاولين تتأقلَمين يا عمري عَشان اهلك وعَشان نفسِك .,

مَسَحت على شَعرها ثَلاث مَرات بِحنان الأخوًه .,/ نَقاء الصًداقه اللذي تحتاج في هذهِ الأوقات :

اخرَجت مُصحَفَها الصًغير : هيا اسكُتي
غمضي عيونِك وانا بَ أقرى عليك لمًا تِهدَئين وتنامين .,/ وقَبل ان تَعتَرِض رِحاب

بدأت فَطوم تتلو آياتِ ربٍ كَبير وما كان هناك خَلفَ السٍتار الا طَلال اللذي اخذَ يَستَمِع الى
ترتِيلٍ شًجي يتغلغل اعماقِه حَتى انتَهَت وماهيَ الا ثَوانٍ سَحبت فيها السٍتار وخَرَجت




فَ


.,/ تَعانَقت الأحداق لِ بضعِ ثَوانٍ او يَزيد ...... تَخَطًته على عَجل دونَ ان تَلتَفِت اليه

بِجسَدٍ نَحيل لا يَبدي مِنه حجم الاضفُر .,/..

خَرَجَت مِن المَكان بِ أكمَلِه ,.
بعد ان شعرت ب نغزات في قَلبها الصًغير اوجَعتها لِ ذاك الحُزنٌ اللذي ارتَكَزَ بين عينيه






..............................






توالت الساعات وتَعاقَبت الأيام فَ انقَشَعَ السًواد وذَهبَ كُل في رَكبٍهم يَسبَحون .,/
الى أن بَقيت ريم ذِكرى تُخلٍدُها النفوس
وتُحييها نَبَضات القُلوب .,/,.,ذِكرى طَوَتها صَحائِفُ الأيام لِتُرتٍلَها الطٌيور لَحناً شَجياً عَلى الأغصان

ولَم تُوشَم الا فِي اعماق الطاهِرين امثالَها

انتَهى الأسبوع بِرَتَابَه فَضيعه وَ بكَئابَه مُفجِعَه مُريبَه .,/ ,,

..


: خَلاص تَرى ما صارت انتي حابسَه نَفسِك هنا وهو حابِس نَفسَه هِناك .ََ التَفَتت الى سُعاد القابِعَه على المِقَعد المُقابِلَ بِحُزن : قولي
شي يا سُعاد مو مَعناة ان ريم توفت حياتهُم تتوقًف ..,/

هَمَسَت عَنود وهي تَجلِس على المِقعَد الأخير : اطلعي منها وهي تَعمر .,

تَهَجًمَت المَلامِح .,وبَدت نِهايات اللِسان في الظٌهور :
ما بِقى الا انتي تعلٍقين عليًه

,’، روحي اول عَدٍلي مِن نفسِك وامسحي العار اللي حملتيه على ظَهر ابوك ثُم تَعالي .,/

تَدافَعت الدٍماء الى وَجهها وفي حَركَه سَريعَه
مِنها تَــنٌمٌ عَن فَوَران غَضَبَها : طَبَعت على الخَد اليَمين انحِنائات الأصابِعَ بَصَفعَه قويًه مَنحَتها لأم حاتِم تِلكَ الأم المُشينَه ؟.

. وَسَط صَراخات الجميع .. اجتِذبت وِديان عنود . بصعوبَه ,/ وَ نجد سَحَبت الأم اللؤوم حَتى َصَعَدَت عنود مُسرِعَه
تتسَلًق السًلالِم بِحُرقه .,/ وتبكي .,/ تَبكي وَشما التَصَقَ بِها
تبكي سمَعه تَلاشَت في مَهب الرياح تَبكي ابيها واقاويل التَصَقت بِ أسمه تبكي اناسٌ لا تغفِر الزًلات او تنسى

.,: انتَحَبت وَبَكت الى أن اعتلت اوجاعَها فَوقَ هامات السًحاب

في حين تحلطُم تِلك المُتَعجرِفَه في الأسفل : والله انها بِحق يا سُعاد بنتك تسوي فيني كيذا في بيتك وانتي ساكته ؟ والله لأوريكُم
شي ما شفتوه بِحياتكُم ..

لم تبنس ببنت شَفه ولم تتعذر او تُدافِع كَ العادَه

..,بِها مِن الأوجاع ما يَجعل عَضلت قَلبها اليَسار تنقبِض بِشًده حتى يبيت القلب
كَ رِقعَةً باليه تنبض مِن اجل ان تحيا ..
.,
التَفَتت الى رِحاب في ذات الوَقت اللذي اجتَذَبَت نَجد فيه والِدَتها اللتي تُلقي على عاتِقيها ما لاطاقةَ لها بِه واخرجَتها مِن المَكان :
اذا تبين رِضاي يا رحاب قومي شوفي رَجلِك ..,/....

انسابَة مَدامِع رِحاب اللتي لازالت مُتوشٍحَه السًواد .,/ .,/ بِ أيٍ روحٍ سَتُجرجر خَطواتِها اليه ,

وَ بِأي قلبٍ سَ تَقِف امام عينيه ., وَهوَ اللذي خَذلَها وقت الأزمه واختَفى مِن ايامِ المَشفى اومَأت للأم المَكلومَه بِرأسِها
واخذت تَحُثٌ خَطواتِها الى مَنزِل العَم ابراهِيم مِن اجل تِلك الأم الحنون فَقط .,/ مِن أجل ريم اللتي لازالت تتراءا لَها في مَنامَتِها
وَتَهذي بِ أسمِه ..




...............................



ازدادَت طَرَقاتُها على الباب حَتى صَرَخَت عَنود بصوتٍ اجــش : مين ؟ همَسَت بِشجاعه : انا وديان
فَتَحت لَها الباب وَرَمَقَتها بِنَظراتٍ غَريبَه ثُمً عادَت الى سَرير ريم وَدَفَنت
رَأسَها في ذات الوِسادَه اللتي تَشَبًث بِأطرافَها شُعيراتُ ريم .قَبلَ وَفاتِها

,/ : ابغى انام وما اظِن ان لِك حاجَه هِنا .,/ اطلعي واسحَبي الباب وَراك

اقتَرَبَت وِديان اكثَر حَتًى اتًخذت لَها مَوضع على طَرَف السًرير فَ جَلَست مُحاوِلَه ان تَكتُم غَصًاتِها منِ اجل تَخيلاتَها لِ
اطياف ريم بينَ هذا وذاك

استَعاذَت مِن الشًيطان ثَلاث وَرَكًزت فيما عليها ان تتحَدًث بِهِ : اكيد مستغربه ليه لِحقتِك ؟ او يمكن تقولين جايه تتشمت .

صَمتت لِوهوله ثُمً هَمَسَت .,/ رضى الناس غايَه لاتُدرك لا يِهمٍك كَلام احد طول ما انتي بيضاء ونقيًه مِن جوًه .,/

اكمَلت : مَريت في يوم من الأيام بنفس موقفك وكانو الناس كُلهم يتكلمون عني رغم
اني كُنت بريئه الا اني ما دافَعت لأنو ما احد يِهمني .,/

اولا وثانيا مهما قلت مَحد راح يِصدٍقني .,/ يِكفيني ان ربي شايف كُل شي
وعارف اني ابعد ما اكون عن كَلامهم السًخيف .. مَررت يديها على ظَهر عنود المُرتَجِف نَظرا لِتساقُط الدٌموع : الزم ما عليك رَبٍك

تراه كبيره غَفورٌ رَحيم قادِر انه يرجٍعك كَ يوم وَلدتك امٍك .. بس انتي صفي نيتك وتوبي توبتاً صادقه

..,؟


خَرَجت في حين انطِفاء غَضب العَنود وانتِشار الطٌمَأنينَه في اوصالِها .,/ عَجباً لِ حالِ المَرأ ,’ مِن كَلِمات يَثور ومِن اخرى
يَهدأ







...............................................



فَتَحت لَها نَجد باب غُرفَتِه القابِعَه يمين الدًرَج في الدور العلوي للمَنزِل الكَبير : ادخلي اتفاهمي معاه انا بروح .


ابتَلَعت نَجد غَصًتها : قولي له الكل مِحتاجينه واولهم انا .,/

احكَمَت قَبضة يديها على كَفي رِحاب : حاولي الله يِخليك اومَأت الأُخرى بِرأسِها وَدَخَلت .
ثُمً اغلَقت الباب مِن وَرائِها ولم تَرى الا
ظَلام اخرَس يَسود ارجاء المَكان .,/ يِوحي لَها بِعمق الجُنون اللذي يُعايِشهُ زَوجَها .,/
اقتَربت مِن السًرير المُنزوي في طَرف الغُرفَه


الى ان امتَدت يديها الى ازرار الأضاء ففتَحت الأنوار .,/ لايَزال مُغمض العينين ويَغُطٌ في نومٍ عميق .,
, مِن الفوضى المُتجليه فَوقَ السًرير استنتَجت انًه لَ يَنم الا بَعد عِراكٍ طويل .,/

سَقَطت عينيها على اوراق وَدفاتِر مُهتَرِيه .,/ ماهِيَ الا رَسائِلُ ريم اللتي كَانت تَبعَثَها لَه طيلَة أعوام غُربَتِه
بالأضافَه الى صُوَرَها المُتناثِر هنا وهُناك .,: سقط بين يديها صُورَه قٌلِبَت واختُطت احرُف عَليها مِن الخَلف

فَ التَهَمَت عينيها الأحرُف بمدامعٍ تتغرغر

أبهديلِك مَواويلِك ..
.,: عِطِر جِسمِك .,/
مَناديلِك
عَسى طيفِك علي يِبان ..
,,
أبرفَع عالي الأصوات
وأبهمِس برِقة النَبرات
عَسى . عيوني تِغفي وتنام .
..
بَلاعِب ابيض الفِستان
وبَسامِر كل هالألوان .,/
وِأبتَذكًر .,/
.
في ذاك اليوم . ,/ يُوم الشاي والسٌكر
انا اسكَر .,/
وبَعد بَسكَر .,/ الين اثمَل .,/
وَ أتخيل .,/
حياة الروح والوِجدان
ليَ تنادي .,/ وبنغمة اسمي تِشادي
.
واجي لَبيه .,/
الين اوصل لِ باب البيت ., ايا لبيه
.
وتتلاشى .,/
واعود ابكي وأتذكر
يومٍ قِلتي ., يا قَلبي
.
.,/ على خَطواتِك اتمَهًل .,/
.,/ وعلى روحي انا تستر .,/
.
يومٍ قِلتي ., يا نبضي .,/

,’/ (على هونِك على هونك ,
, تراني فَدوه لِ عيونِك )
وِكركرنا وِكركرنا
لييين قِلت ياربي

عَسى انٍك تِصبرني .,/
.,/

وِليه رِحتي .,/ ؟
وِليه مُتٍي .,/؟
واظلمتي .,/ سما هالكون مِن بَعدك
واوجَعتي حبيبٍ مات في وَصلِك
وليه رحتي ؟

انثى الحلم

اغمَضت عينيها على شَلالٍ مِن مياهٍ قَد تَفَجًرَ وانهَمَر .,/
فَ ارتَفَعت يديها الى فيها تَكتُمُ شَهَقات انبَعثَت مِن أعماقٍ سَحيقَه داخِلَها

الى ان خرجت من المكان وكَأن امرا لم يكن


......................................




في مَنزِل الجَد تَتَفاقم المُشكِلات بينَ ام أمل ., وَ محمًد .. يَقِفُ بينَهُما جابِر الصًامِت .,/ وَمَريم
.,/ فَ أمل اخيراً والجَدٌ في الغُرفة المُقابِلَه

اعتلى صوت الجد : اذكري ربك يا ام فيصل محمد لاهو بِأول واحد تزوج دون علم حرمته ولا هو بآخر واح .واللي تزوًجها جا يومَها
وراحَت لا تَحطين العقده في المنشار وتتشرهين ليش خذا وَحده الحين تكون في قبرها .,/
تحدثت

ونَبرة الغَضب تتزمجر في صَوتَها : وهالدًرزن اللي جايبهم منها مين بيريهم .. والا الناس لامِن دَرو وش بيقولون عني
مِغفلَه وما عرفت وشلون تكشف رجالها اذا هو ما خذ عليها وحده والا لا .,/ .,.

صَرَخَ مُحمد بِغضَب : وهو انتي ما هَمٍك الا هَرج الناس ؟؟

تَخصًرَت تِلكَ العَعجوز المُتَشببه : اجل وش يهمني غيره على بالك بحزن عشانك والا اقول خذى وحده غيري ..

اشاحت وجهها عنه بِكبرياء زائِف
: بالطًقاق اللي يِطقك لو تاخذ عشره ما بيحرق قلبي الا هرج الناس عني .,/


هَمَسَت مَريم : قولي لا اله الا الله كل الأمور تنحل بالتفاهُم .,/ رَفَعت سَبابتها في وَجه مَريم واقتَرَبت مِنها : انتي انكتمي
شي مالك دخل فيه لا تهرجين عَنه .

انتَفضَ الجَد مِن مَكانه ودنى اليهِم : تسكٍتين بنتي وفي بيتي يا حرمة اخوي . هذي الأصول اللي عَرفتي ؟؟

سَحَبت جُزئاً مِن الطًرحه اللتي تَرتَديها كَ حاجِز بينَها وبينَ الجَد : بِنتَك تِسترت عليه , وخلت بزارينه في بيتَها .

. التَفَتت الى محمد . : انا
مِسافرَه عِند اهلي واللي يبيني يِعَرف طَريقي .,/ خَرَجت مُسرِعه باحِثَه عَن فيصَل ,’،

عَلًهُ يَحجِز لَها اقرَب اقرب طائِرَه لٍتَعود الى دِيارِها

في حين ثَوَران الجَد : عَزْ الله انك ما ربيتها يا محمد ..

ارتًمى محمًد على الكَنبَه وهو يَتًكِئ عَلى كَفًيه : وش تبيني اسويبَها ؟ اردَفَ الجَد :

تب تُروح عند اهلها عَشان تِردًها بِرضوه مِثل كِل مَرًه
وتدفع اللي قدامك واللي وَراك وش اللي حادٍك عليها وعلى عيشَتها القَشره .
خل ورِقَة طَلاقَها تَلحقها عَشان تَعرِف ان الله حَق


.,/

وللحديث بقيه .,::


كونو في القُرب يا سادَه


( انثى الحُلم )

..............

الم يحن وقت ينجلي فيه الحزن؟
السواد غطى على الإحداث عنصر الحماس ضاع
روايتك روعه بس خليها تأخذ منحى آخر ابتعدي عن الحزن
بس حبيت أسأل كل الروايه كذا والا لا؟
تقبلي مروري

ياي البارت يحزن متى تنكشف الغمه والحزن عن ابطاالنا ويلقون سلطان ووديان وقت يفكرون بنفسهم شووي
رحاب وحاتم توقعت حاتم تكون رده فعله اخف من كذا لازم يقوم يساعد زوجته واخته على امه يمكن يقدر يوصل لسبب تعجرفها وقوتها اكيد وراها سبب ويحله
يشرفني اكون اول من علق عالبارت
دمتي انثي الحلم