لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-09, 09:49 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الأرث

تسلم رويز آلدوريت خطابا خلق له أزمة وحطم حاجزا نفسيا حاول جاهدا بناءه لمدة عشر سنوات وعاوده الماضي بأكمله: الحنين الى ذلك البيت الابيض الجميل المحاط بالاشجار الباسقة و الزهور المتكاثفة والى الهواء البارد ينساب فوق الجبال.
وعاد يقرأ الخطاب فاذا به ينبئه بما انبأه به من قبل كان ثريا بعد أن آلت اليه ثروة آل ميريديت ولكن الخطاب كان يمنخه المزيد بشرط واحد: كان في بوسعه ان يرث ثروة خرافية سبق أن نبذها بوسعه أن يعود الى البيت الأبيض الذي ظل يحلم به دائما ولكن الشرط كان بعد قائما.
كان عليه أن يتزوج قبل أن بعود ويجب ألا يتزوج من مرشيديس لاسترو! فاذا حاول اعتراض الوصية خسر الميراث فورا ليؤول الى جمعيات معينة بدلا منه. وكان الشرط يمهله ثلاثة أشهر يجب أن يتزوج خلالها وأن يحضر عروسه الى كاراسترانو أو يتنازل مرة أخرى عما نبذه في الماضي.
كان الشيخ دييغو آلدوريت على معرفة جيدة بحفيدة عندما أدرك أان الشاب سوف يبذل ما في طاقته ليمتلك البيت والضياع التي كان يحبها منذ كان طفلا!
عاد رويز يتأمل الخطاب ثانية محالا التفكير بروية للتملص من الشرط الواضح في الخطاب. إذ أنه لابد من أن يكون متزوجا في خلال ثلاثة أشهر وكان رويز يعلم المقصود من هذا : ان يغدو وريثا لقصر كاراسترانو!
زم شفتيه النحيلتين. كان يطمع في الكارسترانو ولكنه لم يؤت اية نية لأن يجبر على التخلي عن القرار الذي اتخذه منذ زمن بعيد بألا يكون لأية امرأة وزن لديه مرة أخرى!
ضاقت عيناه وهو يقرأ الخطاب بتمعن لعل هناك مخرجا. لم يكن ثمة ذكر لمستقبل زواجه ولا نوع المرأة التي ينبغي ان يتزوجها اللهم الا انها لا تكون مرشيديس لاسترو وما كانت لديه أية رغبة في أن يتزوج من مرشيديس لاسترو بل ولا رغبة في الزواج اطلاقا. ماكان شيء أبعد عن رأسه بالأمس من هذا. وكان من ناحية اخرى يريد قصر كارسترانو!
وتذكر - وقد زم شفتيه الرفيعتين ثانية- الرجل الذي وضع هذا النص اللعين المقيت في الوصية. لقد كان دييغو آلدوريت دائما صارما قوي الارادة وما من شك في أنه كان يظن ان بوسعه تنفيذ ارادته ولو بعد موته!
لابد من طريقة تنفذ كل كلمة من ذلك النص الوارد في الوصية فترد اليه البيت الذي احبه كثيرا وتتيح له -في الوقت ذاته - استرداد المناعة العاطفية التي كان يعتزبها كثيرا تدبيؤ تجاري تجاري محض بين شخصين يمكن كلا منهما من استعادة حريته وطريقة الخاص بمجرد تحقيق الغاية من الزواج. فلم يكن الاذعان الفارغ لشروط الوصية هو الذي شغله في تلك اللحظة . كان شديد الغيظ - لكنه غيظ بارد - لأن اليد التي تحكم كانت تملك التحكم في حياته يوما وحرمانه من كل ما أعتاده- بل هدم اسس حياته ذاتها - تمتد لتحاول اعتراض حياته مرة أخرى لمدة طويلة من العمر بل الى ما بعد الوفاة!
لمعت في عينيه ابتسامة باردة. فلقد ارتكب دييغو آلدوريت خطأ لمرة واحدة في حياته اذ كان ينبغي ان يضع ذلك النص في تفصيل أوفى. أما الآن فمن السهل التحايل للتهرب منه غير انه كان لزاما ان يفكر في الفتاة التي تكون مستعدة لابرام عقد غير عاطفي كهذا فتاة تكون مثله لا تحفل بالحب ولا مكان له في حياتها ويمكن الاعتماد عليها في ابعاد المشاعر العاطفية عن الاتفاق طيلة المدة التي يتعين عليهما قضاؤها في المكسيك! ولكن أكانت هناك فتاة كهذه؟
وشدته الفكرة بحدة الى .. الفتاة التي في الغرفة الملاصقة! انها هادئة الاعصاب مسيطرة على نفسها حتى انها يشبه أحيانا لا تكاد تبدو من البشر. ما أبدت قط لمحة من أي شيء يشبه الضحك الفارغ الذي تبديه بعض الفتيات اللائي يعملن في بقية أرجاء المكتب واللائي يضايقنه احيانا بثرثرتهن التي لا معنى لها - وان لم يكن قد اصغى اليها قط! - أما هي سكرتيرته الخاصة فما كان يسمع اذا ما خرج الى مكتبها سوى صمت ملتزم. وما من شك في أن الفتيات كن يثرثرن عن اصدقائهن وعم الحب و الحياة العامة .. ما عدا ليلي يرموت فأنها كانت تبدو بعيدة تماما عن العاطفة السقيمة التي كانت تثير حنقة وكانت عيناها مشدودتين دائما الى عملها وما من ريب في انها كانت من جلاء الذهن بحيث ترى فوائد اتفاق عملي من النوع الذي يبتغيه!

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 09:50 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ومد يدا الى زر الجرس الموضوع على مكتبه. وبدون اقل ارتياب في ذهن ليلي يوحي اليها باختلاف الغاية من دعوته أياها الى مكتبه في هذه المرة عنا اعتادته التقطت كراسة الملاحظات والاقلام ودخلت.. ثم جلست في مقعدها المعهود وفتحت الكراسة مدركة انه سيملي عليها رسائله كالعادة في مثل هذا الموعد من كل يوم ثم يتركها وشأنها بقية اليوم ما لم يجد شيء عاجل.
* * *

لكنه قطب جبينه وعبث بالورقة التي بين يديه ثم شرع يتكلم وليلي تسجل ما كان يقول تلقائيا دون ان تتبين ما هو وقد شرد فكرها هذه المرة غير مركز على عملها .. ثم ترجمت لنفسها ما كتبته بالاختزال .. وراقبها رويز آلدوريت بامعان ولكن علامة الدهشة الوحيدة التي استطاع تبينها كانت ضيق خفيف في مقلتيها ! أما ليلي فقد كانت تسائل نفسها عما اذا كانت قد اختبلت تماما.. لكن هذا الوهم لم يكن اسخف أو ادعى للضحك والسخرية مما كتبت وهي شاردة الذهن... وتمالكت نفسها وتطلعت اليه قائلة:
- أخشى أنني لم أحسن التقاط ما أمليته يا سيد آلدوريت..
واكتست أسارير شيء من المزاح وقال:
- بل أظنك التقطته. لقد سألت عما اذا كان يوسعك تدبر عرض للزواج قائم على مجرد المصلحة؟
فعادت تنظر الى كراستها كان هذا ما كتبته حقا ولم تكن واهمة ان تستجمع شتات ذهنها استرسل يقول:
- قد ينبغي ان ازيدك وضوحا فبل أن تقولي شيئا . لقد ترك لي جدي أخيرا عقارات في المكسيك ولكني ملزم بتحقيق شروط معينة قبل المطالبة بها والا آل كل شيء لجمعيات خيرية معينة.
سمعت صوتها - هادئا رصينا- وهي تكرر كلنتي : شروط معينة؟ وعجبت في نفسها كيف تكون بلا شعور بالارتباك بعد عرض للزواج قائم على مجرد المصلحة مثل هذا! بينما كان هو يستطرد: لا بد لي من أن أتزوج وسيكون هذا تدبيرا وقتيا طبعا. وعاد يتأملها فشعرت باختلاجة فضول وجيزة تساوره: أكانت هي حقا بلا مشاعر ولا اكتراث كما بدت أم أن وجهها اكتسى قناعا بالغ الاتقان؟ ان أي شخص- ولو كان مجرد من أحاسيس البشر- كان خليقا بأن يبدي دهشة لاقتراحه العجيب ولكنها لم تبد أي تأثر عدا تضييق عينيها قليلا وكأنما كان يحدثها عن الطقس!
وجمعت ليلي شتات ما تبقى من وعيها المهتز وأجابت بهدوء غير كاشفة عن الاستحسان الطفيف الذي شعرت به وهي تخالة قد توقع ان تتقبل اقتراحه بجدية: أنني آسفة فأنا مخطوبة.
وكان هو الذي شعر في هذه المرة بصدمة حيث فوجيء بما لم يكن يتوقعه. وعاد يتأملها وفضولة يزداد وهو يتذكر صوتها في مطعم ريكي وقد كان أخف جمودا واينع شبابا وأكثر تشوقا للحديث. وعجبت ثانية وهو يسائل نفسه ترى أكانت ترتدي قناعا من البرود في المكتب؟ واستبعد هذا باستنكار ذهني فما كان مهتما حقا بشخصيتها . وقال:" اذن فالامر مستحيل في هذه الحال. وبالنسبة لخطبتك اتعتزمين مواصلة العمل بعد الزواج."
بل سأتركه عندئذ بطبيعة الحال. ولكن لم يحدد بعد تاريخ للزواج ولهذا لم اتخذ اية اجراءات وكنت اعتزم انن انذرك قبل ذلك بوقت كاف لتتمكن من العثور على من تحل محلي."
فأومأ مفكرا , وقال:
- طبعا . ولكني لا أدري تماما ما سيحدث . لقد قررت قبول عرض لبيع المصنع. وسيكون لأصحابه الجدد الحرية في اتخاذ تدبيراتته بصدد المستخدمين وقد يريدون ان تمكثي أطول ما تستطيعين.
- أننا لا نفكر في ابرام الزواج قبل عامين.
عادت الابتسامة الهازئة الى وجهه ثانية ,وقال:
- يبدو أنكما توءمنان بالخطبة الطويلة.
- أرى أن ذلك من الحكمة مهما كان الاثنان متأكدين تماما من مشاعرهما . فالزواج أكبر من ان يتم بتعجل . كما أننا ندخر كلانا بقدر ما نستطيع حتى نتمكن من الحصول على بيت مناسب.
فكرة عملية ومعقولة تماما وأصبح من الواضح بأنه كان على صواب بشأنها. فليس لديها الا القليل من العواطف. وساءل نفسه لحظة عن الرجل الذي كان مقدما على الزواج منها أكان رزينا وعمليا مثلها؟ ثم استبعدهما معا عن ذهنه وتناول الخطاب وشرع يملي عليها وكأن شيئا عادي لم يدر بينهما.
أما ليلي فلم تستطع أبعاد الامر عن ذهنها حيث شعرت بتغير مفاجئ في أعماقها ونظرت لمديرها بعينين جديدتين متبينة للمرة الأولى الجاذبية السمراء التي داعبتها جولي بشأنها. كان اكثر من عرفتهم من الرجال جاذبية بما أوتي من قوام وخفة حركة وطريقة لوضع رأسه تنطق بالشمم. كان شعره وعيناه داكني السواد لكن العينين لم تكونا تشبهان في شيء العيون المخملية لأهل الجنوب كما يصفها الروائيون ذو الشاعرية. كانتا حادتين عميقتي الأغوار باردتين كثلج اسود تزينان قسماته الجذابة الحادة كأنما نحتتها يد فنان واذ قدر لهذه البرودة أن تنحسر فأنما كانت تتحول الى سيء من الهزء يوحي بمرارة وراء المظهر.
ونظرت الى يديه حين التقط رسالة أخرى ورأت انهما رفيعتان متناسقتان بشكل جميل لهما طابع ارستقراطي واصابع طويلة بديعة ثم عادت تتأمل وجهه يتحدث بالهاتف وساءلت نفسها هل غشي العينين السوداوين شيء من اللطيف يوما ما وهل دق ذلك الصوت الحاد ذات الرنة الموسيقية العميقة لا مرأة مثلا؟ في يوم ما أكانت امرأة هي التي جعلته هكذا؟ ومع ذلك لم يكن يبدو محتملا أن أية امرأة اوتيت هذا القدر من المقدرة على تغييره لو كان التقوس الجامد لفمه في رجل آخر لأخذ على أنه دليل مشاعر قوية عميقة طال كبتها. ولكن رويز آلدوريت لم يكن هكذا ولو كان قد تعرض يوما لحب عميق .

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 09:51 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

واستغربت اذ وجدت نفسها تتساءل عما كان يحتمل يحدث لو أنها في وصع يسمح بقبول خطيته الباردة. لعل الموقف كان يكون بشعا ثلاثة أشهر يتفادى كل منهما الآخر ثم الغاء سريع لارتباطهما عقد مصلحة من البداية الى النهاية ابتذال لكل معنى للزواج. وقالت لنفسها باكتئاب : ما أجدر الفتاة التي تقبل مثل هذا العقد بالرثاء ! ومع هذا لم تستطع اقصاء فكرها عنه بقية فترة الصباح وأن واصلت عملها بكفاءة لأن المرأة اذا صدمت بما يدعوها للتفكير في رجل ما كزوج محتمل لايعود يبدو لها كما عهدته ولو كان الموقف بينهما باردا تجاريا غير عاطفي ممن البداية للنهاية.
كانت ليلي في بهو البيت تتأهب للذهاب الى عملها حين اقبلت جولي من حجرة المائدة تراقبها بعين منتقدة ثم قالت:
- لا أدري لماذا تصرين على ارتداء ثياب لا تروق لأحد. أنك تبدين دائما شديدة التزمت.
قالت ليلي بشيء من الجفاء:
- لا أستطيع الذهاب للعمل بثياب متحزلقة أتحاولين أن تقولي أنني أبدو غير أنيقة نابية الذوق؟
فبادرت جولي:
- كلا طبعا.
وتأملت اختها التي كانت ترتدي كالعهد بها تنورة نظيفة وبلوزة لا تشوبها شائبة وسترة صيفية خفيفة وأردفت:
- ولكنك تظهرين دائما سكرتيرة مثالية.
- هذا ما أحاول أن أكونه يا صغيرتي والا ما ظللت طويلا في عملي . كان مديري خليقا بأن يطردني.
- لكم أود رؤية وجهه لو أنه فاجأك في جولة مع التوأمين فقد يغير هذا من آرائه قليلا.
لوت ليلي احدى خصلات شعر أختها في تحذير مصطنع وقالت:
- لا تحاولي السعي أن تكوني زوجة له.فلن تسنح لك فرصة. بل أنني لا أعتقد أن جميلتنا ستيلا تستطيع هدم الجدار الفولاذي المحيط به أما أنا فأود أن أتزوج بروس لا جبلا جليديا يسير على قدمين.
فقالت المراهقة الجريئة:
- ولكني لا أظنه الرجل اللائق بك.
بادرت ليلي في عجب يفوق أي شيء آخر : لا تظنينه
فهزت جولي رأسها وقالت مقطبة:
- كلا. بل أنني أحيانا أظنه يهابك ويخشاك قليلا.
- بروس يهابني ويخشاني ؟ لا تكوني سخيفة يا جولي!
- ليس بالمعنى الحقيقي ولكنك تلوحين في بعض الاحيان السكرتيرة القديرة اكثر مما ينبغي .
- انك عاطفية خيالية وأذا ظننت رويز آلدوريت ذا قلب يخفق فأنت لا تحسنين الحكم على الرجال حقا!.
- أذن فأنت لا توافقينني على رأيي بصدد بروس؟
عادت ليلي تبتسم وقالت:
- مهما يكن فاني اشكرك اذ نبهتني. سأرتدي ثوبا يكشف جزءا من محاسني عندها أذهب للقائه في المرة التالية.
أذ اتجهت الى الباب قالت جولي مودعة:
- مازلت ارى أن رويز آلدوريت رائع.
فردت ليلي وهي تخرج:
- أذن فلا تدعيه يسمعها منك أذا جئت للعمل.
ومع ذلك فأن عبارة جولي اقلقت خاطرها فظلت تفكر فيها في طريقها الى المل. لقد كانت ثمة غرابة بسيطة تحف ببروس في الفترة الاخيرة. ترى.. الى أي شيء تشير؟
أكان فيما قالت جولي ايعاز بشيء ما ؟ أكان ما تتخذه من مسلك السكرتيرة المثالية قد أصبح يلازمها ويجعلها مسرفة في رصانتها وفي سيطرتها على نفسها حتى بالنسبة لبروس ؟ اتراه كان يشعر حين يقبلها بأنها تفتقر الى شيء ما؟ لعلها كانت تبدو اذا قيست بستيلا مجردة من الشعور بل ذات شخصية متعالية. ولكنه رآها تعمل في الحديقة مرتدية بنطلونا قصيرا قديما وبلوزة والتراب يلطخ وجهها أي وهي بعيدة كل البعد عن شخصية السكرتيرة المثالية التي تعيبها عليها جولي.
وفي صمت أقسمت ألا ترتدي ثيابا متزمنة عندما تكون مع بروس.
تأخرت فترة بعد موعد الانصراف للغداء فلما وصلت الى مطعم ريكي كانت قد سبقتها واستقرت في مقصورتها مع جولي التي كانت تطوف بالمتاجر ووعدتهما أن تلتقي بهما لتناول الغذاء . ولاحظت كيري وهن تتداولن بشأن أصناف الطعلم أن ليلي كانت شاردة الذهن حائرة تعض شفتيها احيانا دون أن تفطن. أكاد مجرد شعور عام بشيء ما لا يدعو للارتياح أم لأنها علمت بأن بروس كان يلتقي بستيلا سرا؟ لعلها لا تعرف فقد كان محض مصادفة أن رأتهما كيري معا دون أن يشعرا . كانت تقيم في الماضي في مزرعة وكان الحنين يدفعها احيانا الى الذهاب اليها و السير على غير هدى في الحقول وفي دروب الريف الهادئه. وفي لأحد هذه الدروب لمحت سيارة ستيلا واقفة وهي تجلس فيها مع بروس. وكانا يجلسان متباعدين ولكن منظر ستيلا كان يوحي بأنها لتوها تلقت قبلة.... أو قبلات. وانسحبت كيري بهدوء عائدة الى حيث كانت تنزل وقلبها مثقل بالغثيان وصوت بروس يتردد في أذنيها خافتا أجش كما سمعته في اللحظة التي برزت فيها من أحد المنعطفات فرأت السيارة ولقد سمعته يتكلم ثانية وهي تراجع عائدة وسمعت ضحكة ستيلا الخافتة المبحوحة تشوبها رنة هادئة ولم تنتظر كيري الى الوراء ولكن الصمت المفاجئ الذي أعقب ذلك أشعرها بأنهما لم يعودا يجلسان متباعدين.
وراحت كيري تفكر في نفسها باكتئاب ... كانت ستيلا جميلة حقا. ولكن جمال الأفعى الذي يخدر الحواس.
وارتدت الى الحاضر أذ انفرجت ستارة المقصورة وبرز رأس جميل أسود الشعر وهتفت صاحبته جانيس مارتين: قالت ريكي انكن هنا هل تمانعن في أن أنضم اليكن؟ ولم تلمح صدا فجلست مبتسمة. كانت في حوالي الخامسة و الثلاثين ذات ابتسامه متوانية وقورة وكانت من أكفأ العاملات بالشركة ويقال انها أصيبت في الليلة السابقة لزواجها قبل أعوام وقيل أن خطيبها مات في حادث سيارة في تلك الليلة ولكنها لم تتكلم عن هذا لأحد قط.
قالت مبتسمة حين عرفتها ليلي بأختها :
- أذن فأنت جولي كنت تواقة لأن ألقاك فإن ليلي كانت تتحدث عنك باستمرار حين كنت هنا قبل ثلاثة أشهر. وشهقت جولي في استغراب فقالت جانيس:
- ألا تصدقين ؟.
وأبتسمت للأخرين متسائلة:
- هل حدث شيء ذو بال اثناء غيابي ؟ فبادرت جولي : لقد خطبت ليلي.
أشرق وجه جانيس اغتباطا ,وهتفت:
- تهاني ! أنه بروس طبعا أذن فقد نطق أخيرا!.
قالت كيري في جفاء أنه بروس طبعا فما راق لعينيها أحد سواه. وأضافت جولي:
" وستهبهما ريكي ايرني كهدية زواج... فرفعت المرأة حاجبيها متسائلة:
من يكون أيرني."
وأذ ذاك ضحكت جولي قائلة:
" سخان الشاي"
وسارعت كيري قائلة:
" اختار بروس العزيز أبعد الامكنة عن العاطفة الشاعرية كنا قد جئنا لتناول العشاء قبل الذهاب للمسرح. وكنا عند طاولة الخدمة نتجاذب الحديث مع ريكي. ولا بد أننا شعرنا بموجات لاسلكية حولنا فتحولنا قليلا دون أن تفطن تاركين المجال خاليا له ولليلي وابتسمت بمكر اذ لاحظت حمرة الخجل تضرج وجه ليلي فجأة, واستطردت:
" الظاهر أن سخان الشاي منحه جرأة فسألها يدخا في الحال. لذلك وعدت ريكي بأن تمنحها السخان كهدية للزواج."مكسات

* * *
لم يدر رويز آلدوريت ما الذي دفعه للذهاب ثانية الى مطعم ريكي. لعل الطعام كان ممتازا حقا كما كان المطعم قريبا. ولكنه لم يكن متعمدا. ووجد نفسه مرة أخرى يسترق السمع وقد أشرق وجهه في هذه المرة بابتسامة لا أرادية اذ كان في تقدم رجل أنكليزي لخطبة فتاة بين أقداح الشاي والسخان ما يثير الضحك. كان الامر كما تصوره تماما اختارت سكرتيرته الجادة العملية رجلا بعيدا عن العاطفة مثلها فيما يبدو... ثم حاول ان يتناسى شاغلات المقصورة المجاورة كما فعل من قبل أو كان يتعتزم ذلك على الأقل لولا أنه كان مضطرا للاستماع كما في المرة السابقة... وانبعثت ضحكة خفيفة تبين رويز لدهشته أنها من سكرتيرته التي أردفت بقولها:
" يا لبروس المسكين يأبين أن يتركنه ينسى هذا."
فقالتت جانيس مبتسمة:
" لا يمكن لكل فتاة أن تقول أنها خطبت بين ادوات الشاي."
ووجمت فجأة وبدا في عينيها ظل من ذكرى قاسية وهي تقول:
" أحيانا تكون الخطبة غير الشاعرية أفضل من خطبة تحت ضوء القمر.."
ولاذت الاخريات بالصمت. ولكنها استرسلت وكأنها تحدث نفسها:
" كان أدريان فنانا في هذه الامور حقا.. ولكن هذا لم يردعه عن الهرب مع ارملة ثرية في الليلة السابقة على زواجنا بالذات!."
وأذ أدخلت الى الصمت سألتها ليلي بصوت خافت:
" أمازلت تفتقدينه؟"
فتطلعت جانيس اليها وحدقت في عينيها وقالت:
" أظنني سأظل افتقده دائما... ولو أنهما قتلا في حادث سيارة في الليلة التي غدر فيها بي بالذلت."
وسرت قشعريرة في جسد جولي فاردفت جانيس مبتسمة:
اراني اثير فزعك ياطفلتي المسكينة.
هزت جولي رأسها وقد اكتسى وجهها الضاحك عادة بالوجوم ما لم تره أحداهن من قبل. وقالت:
" كلا. أنما جال بخاطري أن من الفظيع ان تستمري في حب شخص وأنت تعلمين أنه ما من أمل لك في رؤيته."
فأبتسمت جانيس وقالت:
" أنه أمر فظيع في البداية يا عزيزتي ولكن الزمن يلئم الجروح . ولكن.. أما من واحدة لديها موضوع أكثر بهجة؟"
أومأت ليلي برأسها , وقالت:
" لدي انباء عن مصنع ميريدت وقد تريان بيانا بعد ظهر اليوم ولكن قد يحسن أن أخبركما الآن أنه سيباع. فهتفت كيري يباع؟
كان واضحا أن النبأ أفلح في محو كل فكرة عن الموضوع السابق. وقالت ليلي:
" يبدو أن آلدوريت ورث في المكسيك وهو يبيع مشروعه ليعود الى هناك."
لم تشأ أن تخبرهن بشيء عن شروط الوصية لأن الأمر يخصه وحده. وهتفت جولي:
" ياللالهة !... لا تقولي انه من علية الاسبانيين حقا."
فقالت بجفاء ليلي:
" لم اسأله. معظم الثروات العريقة تقترن غالبا بلقب.. وأن كان اسمه الكامل كافيا في حد ذاته رويز دييغوباليا دي آلدوريت."
وارسلت كيري صفير دهشة , وقالت:
" أن له وقعا! كيف عرفت أسمه الكامل هذا؟"
" كنت أطبع أوراقا مختلفة خاصة به أحيانا تتعلق باقامته في هذه البلاد. أنه ليس انكليزيا كما تعرفن, ولا يزال يحتفظ بجنسيته الاصلية."
هتفت جولي دون أن تتمالك نفسها:
" من المؤسف الا تبدي تصرفاته شيئا من هذا."
فقالت أختها:
" هذا أفضل فلست اتصور أن أعمل مع رجل يطاردك في غرفة المكتب."
وضحطت جولي قائلة:
" لا أدري. فأنا أظن أن هذا ممتع ولا سيما مع رجل مثل رويز آلدوريت."
قالت كيري:
" رباه! أظن الفتاة مفتونة به حقا!."
فقالت ليلي بأستهانة:
" لو صح هذا, فأنها سرعان ما ستتغلب على الافتتان . ما أظن أنني أعرف نزواتك. أتذكرين بائع الحليب وأنت في الرابعة عشرة؟ كأنما الدنيا كانت قد أنتهت عندما نقل من المنطقة ولكن سرعان التئام الجرح كانت عجيبة."
فقالت كيري قائلة:
" ما أحسب أن رويز آلدوريت سيشعر بالسرور لمقارنته ببائع الحليب!"
وفي تلك اللحظة أقبلت ريكي بالطعام فهمست: " بالمناسبة... اتعلمن أن مديركن يشغل المقصورة المجاورة؟"
فصاحت جولي:
" ماذا ؟ وساد صمت مرتاع. وأخذت كل منهن ترمق الاخرى وتحاول تذكر ما قلن.
هدأت ليلي نفسها بأن مسترقي السمع لا يتبينون بجلاء عادة ما يقال. ثم تذكرت المرة الاخرى التي اعتزم فيها المجيء للمطعم وسألت ريكي بصوت منخفض:
"هل جاء هنا يوم الثلاثاء الماضي؟"
واومأت ريكي برأسها وقالت:
"اردت يومئذ أن أحذركن ولكني شغلت اذ ذاك ."
تساءلت ليلي في يقين ورهبة عما اذا كان قد شغل المرة السابقة المقصورة التي يشغلها اليوم:
"أين كان يجلس؟"
فقالت ريكي معززة الهاجس:
" نفس المكان الذي يشغله اليوم, فآمل ألا تكن قد قلتن أي شيء غير مستحب عنه."
وخرجت تاركة فترة صمت يشوبها الفزع.. ونقلت جانيس نظرها من واحدة لأخرى وهمست:
" أتصور من الصمت المرتاع انكن قلتن شيئا بغيضا" فأومأت ليلي برأسها وهي تحاول في جزع تذكر ما قالته يومذاك! بينما غمغمت كيري وهي ترمق ليلي بنظرة عطف ماكرة:
"انصراف تام الى الغداء منذ الآن. ارثي لك اضطرارك لمواجهة صاحب السيارة بعد ظهر اليوم."
قالت ليلي تطمئنها بهمس خفيض:
" لاأظنه يتنازل بأن يشير لهذا. لو انه كان قد سمع شيئا من قبل أنه تجاوز عنه كأمر لا يليق بكرامته أن يعلق عليه. وقد يفعل الشيء ذاته هذه المرة."
وبرغم هذا وجدت ليلي نفسها تتأمله بامعان حين دخلت حجرة مكتبه بعد الظهر. ولكنها لم تتبين أي اختلاف البتة, فقد تلقى نظراتها بعدم الاكتراث البارد المعهود من عينيه السوداوين فشعرت بالحرج ينحسر بعد مخاوفها في البداية من مواجهته.

* * *

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 09:52 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم يدر رويز آلدوريت ما الذي دفعه للذهاب ثانية الى مطعم ريكي. لعل الطعام كان ممتازا حقا كما كان المطعم قريبا. ولكنه لم يكن متعمدا. ووجد نفسه مرة أخرى يسترق السمع وقد أشرق وجهه في هذه المرة بابتسامة لا أرادية اذ كان في تقدم رجل أنكليزي لخطبة فتاة بين أقداح الشاي والسخان ما يثير الضحك. كان الامر كما تصوره تماما اختارت سكرتيرته الجادة العملية رجلا بعيدا عن العاطفة مثلها فيما يبدو... ثم حاول ان يتناسى شاغلات المقصورة المجاورة كما فعل من قبل أو كان يتعتزم ذلك على الأقل لولا أنه كان مضطرا للاستماع كما في المرة السابقة... وانبعثت ضحكة خفيفة تبين رويز لدهشته أنها من سكرتيرته التي أردفت بقولها:
" يا لبروس المسكين يأبين أن يتركنه ينسى هذا."
فقالتت جانيس مبتسمة:
" لا يمكن لكل فتاة أن تقول أنها خطبت بين ادوات الشاي."
ووجمت فجأة وبدا في عينيها ظل من ذكرى قاسية وهي تقول:
" أحيانا تكون الخطبة غير الشاعرية أفضل من خطبة تحت ضوء القمر.."
ولاذت الاخريات بالصمت. ولكنها استرسلت وكأنها تحدث نفسها:
" كان أدريان فنانا في هذه الامور حقا.. ولكن هذا لم يردعه عن الهرب مع ارملة ثرية في الليلة السابقة على زواجنا بالذات!."
وأذ أدخلت الى الصمت سألتها ليلي بصوت خافت:
" أمازلت تفتقدينه؟"
فتطلعت جانيس اليها وحدقت في عينيها وقالت:
" أظنني سأظل افتقده دائما... ولو أنهما قتلا في حادث سيارة في الليلة التي غدر فيها بي بالذلت."
وسرت قشعريرة في جسد جولي فاردفت جانيس مبتسمة:
اراني اثير فزعك ياطفلتي المسكينة.
هزت جولي رأسها وقد اكتسى وجهها الضاحك عادة بالوجوم ما لم تره أحداهن من قبل. وقالت:
" كلا. أنما جال بخاطري أن من الفظيع ان تستمري في حب شخص وأنت تعلمين أنه ما من أمل لك في رؤيته."
فأبتسمت جانيس وقالت:
" أنه أمر فظيع في البداية يا عزيزتي ولكن الزمن يلئم الجروح . ولكن.. أما من واحدة لديها موضوع أكثر بهجة؟"
أومأت ليلي برأسها , وقالت:
" لدي انباء عن مصنع ميريدت وقد تريان بيانا بعد ظهر اليوم ولكن قد يحسن أن أخبركما الآن أنه سيباع. فهتفت كيري يباع؟
كان واضحا أن النبأ أفلح في محو كل فكرة عن الموضوع السابق. وقالت ليلي:
" يبدو أن آلدوريت ورث في المكسيك وهو يبيع مشروعه ليعود الى هناك."
لم تشأ أن تخبرهن بشيء عن شروط الوصية لأن الأمر يخصه وحده. وهتفت جولي:
" ياللالهة !... لا تقولي انه من علية الاسبانيين حقا."
فقالت بجفاء ليلي:
" لم اسأله. معظم الثروات العريقة تقترن غالبا بلقب.. وأن كان اسمه الكامل كافيا في حد ذاته رويز دييغوباليا دي آلدوريت."
وارسلت كيري صفير دهشة , وقالت:
" أن له وقعا! كيف عرفت أسمه الكامل هذا؟"
" كنت أطبع أوراقا مختلفة خاصة به أحيانا تتعلق باقامته في هذه البلاد. أنه ليس انكليزيا كما تعرفن, ولا يزال يحتفظ بجنسيته الاصلية."
هتفت جولي دون أن تتمالك نفسها:
" من المؤسف الا تبدي تصرفاته شيئا من هذا."
فقالت أختها:
" هذا أفضل فلست اتصور أن أعمل مع رجل يطاردك في غرفة المكتب."
وضحطت جولي قائلة:
" لا أدري. فأنا أظن أن هذا ممتع ولا سيما مع رجل مثل رويز آلدوريت."
قالت كيري:
" رباه! أظن الفتاة مفتونة به حقا!."
فقالت ليلي بأستهانة:
" لو صح هذا, فأنها سرعان ما ستتغلب على الافتتان . ما أظن أنني أعرف نزواتك. أتذكرين بائع الحليب وأنت في الرابعة عشرة؟ كأنما الدنيا كانت قد أنتهت عندما نقل من المنطقة ولكن سرعان التئام الجرح كانت عجيبة."
فقالت كيري قائلة:
" ما أحسب أن رويز آلدوريت سيشعر بالسرور لمقارنته ببائع الحليب!"
وفي تلك اللحظة أقبلت ريكي بالطعام فهمست: " بالمناسبة... اتعلمن أن مديركن يشغل المقصورة المجاورة؟"
فصاحت جولي:
" ماذا ؟ وساد صمت مرتاع. وأخذت كل منهن ترمق الاخرى وتحاول تذكر ما قلن.
هدأت ليلي نفسها بأن مسترقي السمع لا يتبينون بجلاء عادة ما يقال. ثم تذكرت المرة الاخرى التي اعتزم فيها المجيء للمطعم وسألت ريكي بصوت منخفض:
"هل جاء هنا يوم الثلاثاء الماضي؟"
واومأت ريكي برأسها وقالت:
"اردت يومئذ أن أحذركن ولكني شغلت اذ ذاك ."
تساءلت ليلي في يقين ورهبة عما اذا كان قد شغل المرة السابقة المقصورة التي يشغلها اليوم:
"أين كان يجلس؟"
فقالت ريكي معززة الهاجس:
" نفس المكان الذي يشغله اليوم, فآمل ألا تكن قد قلتن أي شيء غير مستحب عنه."
وخرجت تاركة فترة صمت يشوبها الفزع.. ونقلت جانيس نظرها من واحدة لأخرى وهمست:
" أتصور من الصمت المرتاع انكن قلتن شيئا بغيضا" فأومأت ليلي برأسها وهي تحاول في جزع تذكر ما قالته يومذاك! بينما غمغمت كيري وهي ترمق ليلي بنظرة عطف ماكرة:
"انصراف تام الى الغداء منذ الآن. ارثي لك اضطرارك لمواجهة صاحب السيارة بعد ظهر اليوم."
قالت ليلي تطمئنها بهمس خفيض:
" لاأظنه يتنازل بأن يشير لهذا. لو انه كان قد سمع شيئا من قبل أنه تجاوز عنه كأمر لا يليق بكرامته أن يعلق عليه. وقد يفعل الشيء ذاته هذه المرة."
وبرغم هذا وجدت ليلي نفسها تتأمله بامعان حين دخلت حجرة مكتبه بعد الظهر. ولكنها لم تتبين أي اختلاف البتة, فقد تلقى نظراتها بعدم الاكتراث البارد المعهود من عينيه السوداوين فشعرت بالحرج ينحسر بعد مخاوفها في البداية من مواجهته.

* * *
وبعد هذه الملاحظة العابرة كادت ستيلا تفقد توازنها اذ اندفع الى الحجرة كلب أبيض ضخم موفور الحيوية وقطع الحجرة في وثبه واحدة وألقى مخلبيه الأماميين على كتفيها. كان الكلب المعروف باسم سنوكس قد أدرك أنها موجودة فجاء يحييها بطريقتة المعتادة فلم تعد بعد ذلك ثمة فرصة لأى حديث جدي. وقد سرت ستيلا لذلك فقد عاودها الشعور العجيب بأن شيئا ما لا يسيسر على ما يرام!
توالت أيام الاسبوع تتخللها الاحداث اليومية العادية ممتزجة بمتعة وجود ستيلا وكانت جولي قد اسقرت حتى لكأنها لم تبتعد قط عن البيت الى المدرسة الداخلية. وأهدت فليكس قطة البيت الجميع مجموعة من القطيطات ذات اللونين البني والابيض جرح أحد مخلبي الكلب سنوكس وكان لزاما أخذه الى الطبيب البيطري. ومضى العمل كالعهد به والحياة في مسيرتها العادية الى ان حانت الامسية السابقة على يوم عودة ستيلا الى لندن. حيث انقلب كل شيء رأسا على عقب.
كان بروس قد حظى بيوم للراحة بدلا من يوم عطلة كان قد قضاه في العمل منذ بضعة أشهر. وقررا أن يذهبوا لحفلة راقصة في ذلك المساء. وسمع رويز سكرتيرته تكلم كيري عن هذا ويبدو أنه أصبح يسمع عفوا, في أبعد الاوقات عن المتوقع ففاجأها بأن دعاها للانصراف قبل موعده بساعة, ليتسع لها الوقت كي تتأهب. ولم تدر فيما بعد أكان جديرا بها أن تشكره او أن تكرهه لأنه صرفها قبل الموعد.
كان البيت يبدو هادئا ساكنا حين وصلت . واوحى الهدوء بان ستيلا كانت هي الأخرى خارج البيت أو مستلقية أو مستغرقة في القراءة.
وفتحت باب قاعة الجلوس فسمعت:
" لا نستطيع أن نفعل بها هذا. لن اسمح لك. انني أؤثر أن أشقى بقية عمري على أن أؤذي ليلي."
وقفت ليلي في المدخل لحظة تقاوم ادراكها أن الصوت الذي سمعته كان صوت ستيلا ثم تبينت الرجل الذي ضم اليه قوام ستيلا النحيل الرشيق واحنى رأسه ليلصق خده ببشرتها الناعمة في زمجرة خاغته كانت أكثر ايضاحا من أية كلمات.
أنه... بروس!

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 09:53 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الحل الوحيد

وقفت ليلي لحظة والألم يعتصر قلبها ثم أنسحبت بحركة تلقائية وبنفس الهدوء الذي اقبلت به واسندت ظهرها الى الباب المغلق وكأنها لا تقوى على الحركة. لقد سمعت عن تلك اللحظات التي يسكن فيها كل شيء جامدا ولكنها لم تتصور أبدا أن تعاني واحدة منها وأن تعرف الشعور بأن كل ما كانت تحلم به يتلاشى في لحظة وجيزة!
لم يكن بروس يحبها... كان يحب ستيلا!
لم يكن للمشهد الذي فوجئت به معنى آخر فقد كان كل منهما منصرفا للآخر حتى أنهما لم يحسا بوجودها. ووقفت عند الجانب الآخر للباب لحظة وهي تضغط شفتيها بيد متشنجة محاولة الحركة ولكنها بدت كما لو كانت قد تجمدت في تلك البقعة والبيت من حولها صامت ساكن. كان موعد عودتهما للبيت عادة ضجة وحركة ولكن كل شيء كان اليوممختلفا. لم يكن اليوم ككل تلك الايام التي انقضت من قبل.
لم تشعر بأي نذير هاجس حين تركت العمل ولكن جو التوتر والانتظار الذي ران على البيت كان خليقا بأن ينذرها . فلم يكن الكلب سنوكس هناك ليخف لتحيتها بوثباته الطويلة أنه كان لسبب ما لايحب ستيلا ومن الواضح انه أعتزل بنفسه في مكان ما في الحديقة. حتى فيلكس وقطيطاتها كانت من الباب الأمامي بدلا من المدخل الخلفي... لعلها لو لم تترك العمل مبكرة لما كانت قد رأت ستيلا في احضان بروس... ولسمعا صوت مفتاحها في الباب الأمامي ... ومن المحتمل أنهما ما كانا يسمعاته فهما لم يسمعا صوت باب قاعة الجلوس يفتح!
أخيرا, تمكنت من التحرك فتحولت ببطء وعادت الى المطبخ ومن ثم الى الحديقة الى الطريق ثانية. وهناك توقفت واخذت تتلفت حولها مخدرة الحس. ماذا ينبغي ان تفعل الآن؟ ماكان لها أن تقف امام البيت كأحدى شجيرات الورد التي كانت الاسرة تعني بها. كلا... كان الوقوف خظأ... هكذا أخبرها عقلها المذهول المصدوم... ماكان لها أن تقف هتاك فان الناس قد ينظرون اليها... كان يجب أن تتحرك وأن تمشي.. فسارت بخطوات سريعة وحركات تلقائية دون أن تعرف وجهتها!
كيف تسنى لها أن تكون عمياء الى هذا الحد وأن تكون مطمئنة باعتداد الى سعادتها غير مدركة أن أثنين ممن تحبهم كانا شقيين الى هذه الدرجة؟ واستدركت حين ذلك الشعور الغريب بأن هناك شيئا غير طبيعي؟ بروس المتوتر احيانا وفوق كل هذا ستيلا, اذا أهتدت للحب أخيرا لتجده أذ ذاك من حق غيرها, من حق شقيقتها بالذات. هل خطر لها شيئا عندما قالت ستيلا حتى أذا وجدت الرجل الذي تؤمن به وتثق به, فستجده من حق أمرأة سواها, سبقتها اليه؟
يالستيلا الحبيبة من مسكينة! أنها بالرغم من شقائها وتعاستها فكرت في الاخت التي قد تسيء اليها اذا أخذت منها سعادتها. وكان واضحا أن بروس هو الآخر فكر في ذلك, وأبى أن يفصم الخطبة التي كان من المحتمل أن تدمر حياته هو الآخر لو أتيح لها أن تستمر. ولكن ما من سبيل الى استمرارها طبعا, فما ينبغي السماح لهما بأن يدمرا حياتهما. مهما يكن الألم الذي سوف تقاسي منه ليلي فأية سعادة يمكن أن تتيسر لها من زواج تظل فيعلى علم كلما قبلها بروس بأنه انما يحاول أن تتخيل أنها ستيلا, وتكون فيه موقنة أنه كان بوسعها أن تتيح لهما أن يكونا سعيدين؟
وتنهدت وقطبت جبينها وهي تسير بسرعة دون ما غاية. وخيل اليها كأن شخصا أخر كان يراقبها أينما تذهب ليحرص على الا تخطو أمام سيارة وما كانت من الجبن بحيث تفكر في ارتكاب شيء كهذا وعقلها مشغول تماما بما كان ينبغي عليها أن تفعل أزاء المفاجأة!
ماذا كان عليها أن تفعل؟ أكان ينبغي أن تدخل الحجرة وهما معا؟ كان هذا كفيلا بأن يفرض مناقشة الأمر. أما الآن فمن العسير اثارة الموضوع بأعصاب هادئة. ولكن أما كان عسيرا بالدرجة ذاتها لو أنها حاولت فسخ الخطبة في الحال؟ كان من الممكن أن تظل ستيلا على رفضها الزواج من بروس وما كان ينبغي أن يحدث هذا بالتأكيد.
وتركز كل الحب الذي كانت تكنه لشقيقتها في حل واحد في أيجاد طريقة للانسحاب. كان من الخير أن يسعد أثنان ويشقى واحد بدلا من العكس. ومهما يكن فهي لن تسعد الآن لو تزوجت من بروس.
واضلت السير بخطواتها الحادة والتلقائية الآلية ودركة أنه لابد من التوصل لمخرج قبل أن تهدأ الصدمة ويسيطر اليأس. ومن العجيب أن ذهنها أصبح صافيا وأخذ يعمل سريعا بجلاء ذكي غريب. وقالت لنفسها: لابد من البت فورا قبل أن تستسلم للدموع ولكنها لم تستطع أن تهتدي الي اي مخرج!
وكان لزاما أن تعود -أخيرا - الى البيت وأن تتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. كانت بقية الاسرة قد عادت في تلك الاثناء ولكنها تجنبت الذهاب للحفلة الراقصة. وكان الصداع عذرا كافيا. وانبأتها بديهتها بأن بروس قد سر بقرارها.

* * *
عادت ستيلا الى لندن في الصباح وليلي لا تزال تبحث عن طريقة لفسخ الخطبة دون أن تتيح للعاشقين سببا لأن يعتقدا أنها اكتشفت سرهما. ما كان بوسعها أن تفسخها دون ما سبب على الاطلاق ولا كان بوسعها التظاهر بالاهتمام برجل آخر لأن الاسرة بأكملها كانت تعلم بأنه لم تبد يوما ميلا الى اي رجل آخر بل أنها لم على صلة وثيقة بأي شخص آخر بدرجة تسمح لها التظاهر بأنها وقعت في هواه. لم يكن في حياتها سوى رويز آلدوريتفي العمل وبروس في الامسيات.
وفجأة أومضت الفكرة... تردد في أذنها صوت جولي هندما داعبتها: لا أدري كيف تسنى أن تفلتي من الوقوع في حبه. كان هنا الحل الشنيع... كان واضحا بحيث لا يدعو الى المزيد من التفكير.. فلتتزوج من رويز آلدوريت!
كان ثمة نفور متمرد في اللحظة الاولى من هذا القرار. أنها لم تكن راغبة في الزواج من ذلك الرجل البارد المشاعر, الذي لم يكن بالنسبة لها طيلة أعوام ثلاثة أكثر من صوت حاد قاطع. كانت تبتغي في حياتها الدفء والحب, لا الأستهزاء الأجوف لفترة ستكون دون شك محددة.. ثم تنتهي.
لم ترغب في التعرف عليه أكثر لكن ما من ضرر من ذلك حيث سيعيشان في بيت واحد. كان ثمة شيء منفر في تلك الشخصية الباردة المنطوية التي لم تكن تحتمل في العمل فكيف تكون الحال في بلاد غريبة عليها وهي وحيدة متزوجة من رجل كانت تكاد تكرهه؟!
ارتجفت ولكنها مع ذلك لم تتزحزح عن قرارها . ولم تكن قد قالت شيئا بعد لأسرتها ولا لبروس حيث أرادت أن تضعهم أمام أمر واقع فكان لزاما أن تتريث حتى تتحدث الى رويز آلدوريت.
لم تستطع أن تمنع انهمار بعض الدموع حين خلت لنفسها في حجرتها ليلا. ولكن الرغبة في البكاء تلاشت في الصباح. ولكم سرت لشدة سيطرتها على نفسها وعززت القناع المجرد من أية سمة شخصية والذي كانت ترتدية دائما في العمل حتى اذا استدعاها رويز آلدوريت طرقت بابه ودخلت ساكنة النفس. ولم تجفل الا للحظة حين خطر لها أنه ربما كان قد عثر على سواها ولكنها هزت كتفيها مستبعدة الفكرة لو حدث هذا فما عليها الا أن تبحث عن رجل آخر.
ووجدت نفسها بطريقة غير ارادية تتأمله في ذلك الصباح بعينين مهتمتين بشخصه فعاودها الذهول أذ أكتشفت أنه كان جد جذاب بل أنه خليق بأن يكون مغناطيسي الجاذبية لولا بروده وعدم اكتراثه. ورمقتها عيناه السوداوان عبر مكتبه وفيهما تساؤل فجمعت اطراف شجاعتها , وسألته:
" أمن الممكن أن أتحدث معك لبضع لحظات أذا لم تكن جد مشغول يا سيد آلدوريت؟"
فأجاب :
" طبعا . واومأ برأسه نحو مقعدها المعتاد واردف: أجلسي!"
خطر لها وهي تجلس أنه لس ثمة سوى طريقة واحدة لأداء مهمتها وهي أن تكون هادئة غير مرتبكة كأن الامر لا يتعدى مشروع المصلحة كما سماه... وكما كان في الواقع وأن تناول أوثق رباط بين رجل وامرأة!
ترددت وعضت على شفتيها بالرغم من تمالكهها نفسها وقالت:
" مشروع المصلحة الذي ذكرته من قبل ألا يزال مطروحا؟ لأنني... لأنني... لو..."
فأكمل عنها قائلا:
" لأنك لو غيرت رأيك؟"
وتفرست العينان السوداوان في وجهها متفحصتين وأن ظلتا لا تكشفان عن شيء وأردف:
" وخطبتك؟"
وتقبلت ليلي تفرسة بجلد, وقالت:
" فسخت."
" حديثا... مساء أمس مثلا؟"
قالت مؤكدة:
"نعم."
وعادت تشعر بتفرس عينه السوداواين اللتين. لا تشيان بشيء, وقال:
" هكذا. وهل بدلت رأيك بصدد اقتراحي؟"
عادت تقول:
" نعم. وهي تقاوم رغبة رعناء في أن تضحك كطفلة لأن كلمة اقتراحي بدت غريبة. كانت بطريقة ماتقرن هذه الكلمة دائما بالشراوات والماس والفراء وعلاقات الحب المحرم وما من شيء من هذا يصلح للموقف الراهن. بل أن علاقات الحب بالذات محرمة أو غير محرمة فتساءلت:
"أحسب أن الناس لن يعلموا نه مجرد مشروع مصلحة؟!"
صحيح أن فكرة اية علاقة غرامية بينها وبين رويز آلدوريت تبدو لها سخيفة تماما ولكن كان لابد من جعل بروس وستيلا يعتقدان عكس الحقيقة تماما. ولو تطايرت مجرد اشاعات عن الوضع الحقيقي لكان ذلك كفيلا بجعل الفكرة كلها عقيمة تماما وغير مجدية!
أجاب رويز بهدوء:
" على أية حال فليس لدي الرغبة في نشره على الملاء. وفي الوقت الراهن لا يعلم بشروط الوصية سوى المحامين وانت وانا طبعا."
فتساءلت وهي تسيطر على صوتها بحرص ليبدو هادئا... تجاريا:
" ما المطلوب تماما؟"
" لا بد من قضاء وقت قصير في قصر الكاراسترانو بعد الزواج لنضفي عليه مظهر الزواج الطبيعي . وبعد أن تكون شروط الوصية نافذت يمكن فيما بعد تدبير الغاء للزواج في هدوء. فلا سبيل هناك لأي نزاع قضائي بهذا الصدد. ومن الجائز لأي زواج أن يفشل!"
هذا يبدو مقبولا تماما."
واهتز القناع المنيع على أسارير قليلا وارتفع احد حاجبيه السوداوين في عجب ساخر وقال:
" الا تريدين معلافة بنود الاتفاق اولا؟"
فأجفلت ليلي مرددة:
" بنود ؟"
" لا أتوقع طبعا أن تمضي في هذا السبيل دون مقابل... أنه, برغم كل شيء , أتفاق تجاري."
قالت في بطء:
" ما فكرت في هذا في الواقع."
ثم خطرت لها فكرة متهورة ومتواقحة فهتفت:
" اذا, اذا تضمن الاتفاق أي ثمن فأنني أؤثر أن يكون في شكل آخر."
وعاد القناع يخفي ما في نفسه وتلاشى العجب الساخر وسألها:
" مثل؟!
مثل أن تتظاهر بأنك تحبني؟"
وران صمت مذهل وفي انحساره البطيء تمنت او أستطاعت أن تضحي بأي شيء لتسحب هذه الكلمات التي لا تغتفر ولم تجسر على النظر الى وجهه بل ركزت عينيها على يديها اللتين التحمتا في حجرها , وهي ترتجف وتنكمش ازاء نفحة من الازدراء الجليدي في أية لحظة. ثم وجه اليها سؤالا كان آخر ما توقعت سماعه:
" لماذا انفصمت خطبتك؟"
وجعلتها المفاجأة تنظر الى وجهه بسرعة ولكن ملامحه ظلت جامده لا تشر لهابأي رد فعل طلبته.... وتساءلت بدورها بعد لحظة:
"هل لهذا اهمية ما؟"
" كلا... ما لم يكن قبولك اقتراحي مجرد محاولة لاثارة غيرة خطيبك السابق!"

* * *

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الزواج الابيض, dark star, nerina hilliard, رومنسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير الرومانسية, عبير القديمة, نيرينا هيليارد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t119070.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط§ظ„ط²ظˆط§ط¬ ط§ظ„ط§ط¨ظٹط¶ - ظ†ظٹط±ظٹظ†ط§ ظ‡ظٹظ„ظٹط§ط±ط¯ (14) review at Kaboodle This thread Refback 28-03-10 11:25 PM


الساعة الآن 05:24 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية