كاتب الموضوع :
dr_e
المنتدى :
التاريخ والاساطير
قبل ان نتحدث عن استراتيجية الحركة الصهيونية هناك بعض الاشياء التي لابد ان نذكرها:
الصهيونية غير اليهودية:
كان لدول العالم الاستعمارية دورا كبيرا في تأسيس فكرة الصهيونية :
دور فرنسا
ان اول رجل دولة اقترح اقامة دولة يهودية في فلسطين كان نابليون بونابورت فكان اول الصهيونيين الحديثين غير اليهود كان نابليون قد طلب من اليهود تشكيل مجلس السنهدرين وهو هيئة قضائية عليا كانت قائمة زمن مملكة اسرائيل الغابرة وحث المجلس على مساندته في احتلال الشرق العربي واعدا اياهم بمنحهم فلسطين فبدا الكتاب اليهود يكتبون كلمات حماسية تشجع اليهود على الهجرة الى فلسطين وتشكيل دولة لهم فيها وفي ربيع عام 1799 م اصدر نابليون بيانا في اثناء حملته على بلاد الشام طلب فيه من اليهود افريقيا واسيا ان يقاتلوا تحت لوائه وان يعلموا على اعادة انشاء مملكة اورشليم واعادة بناء الهيكل وتاسيس دولة لهم تحت الحماية الفرنسية والحقيقة ان هناك شائعات غير رسمية انتشرت عن نوايا نابليون الصهيونية عشية حملته على الشرق انتشرت بين اليهود الطليان الذين اعتبروا نابليون محررهم العظيم والشائعات تتحدث عن بعث اليهود كامة وقد ظهرت رسالة مطبوعة في فرنسا وانجلترا نشرتها صحيفة فرنسية عبرت عن دعم اليهود لفرنسا باللرجال و الاموال وخاطب نابليون اليهود بقوله(انهم الورثة الشرعيون لفلسطين)ودعاهم الى احياء كيانهم كشعب بين الشعوب ولم يكن لنداء نابليون اي اثر مباشر بسبب فشله في دخول عكا ولكن نداءه كان قد نجح نظريا في ارساء القواعد الرئيسة للمشاريع الصهيونية القادمة ترسيخ فكرة ضرورة التحالف مع دولة اوروبية كبرى ومع نهاية القرن الثامن عشر كانت الافكار الصهيونية قد ترسخت في فرنسا ووجدت فكرة البعث اليهودي منطلقا لها في القرنين السابع عشر و الثامن عشر من خلال التعاليم الدينية وانتعشت الصهيونية غير اليهودية فيما بعد نابليون ايام امبراطورية نابليون ثالث عام1852 عندما تجددت النشاطات الاستعمارية على نطاق اشد وكان الممثل الرئيسي للصهيونية غير اليهودية في هذه الحقبة هو ارنست لاهاران السكرتير الخاص لنابليون الثالث الذي كان يؤيد فكرة احتلال المشرق العربي وقد وضع كتابا عام 1860 م بعنوان (المسالة الشرقية اليهودية -الامبراطورية المصرية واحياء القومية اليهودية )استعرض فيه مناقشات الانجليز الصهيونيين غير اليهود المؤيدة للاستيطان اليهودي في فلسطين واكد المكاسب الاقتصادية التي ستجنبها اوروبا اذا اقام اليهود وطنا لهم في فلسطين وفي عام 1862 م نشر موشي هس احد مؤسسي الصهيونية اليهودية كتابه (روما والقدس )الذي اقتبس فيه الكثير من كتاب لاهاران وكان واثقا من ان فرنسا ستدعم المساعي الصهيونية في فلسطين وعندما جاءت الثورة الفرنسية منحت جميع المواطنين بما فيهم اليهود المساواة القانونية وهكذا كان اليهود في اوروبا الغربية قد ساروا نحو الانفتاح والاندماج في المجتمع الغربي وفي حين سار اليهود في اوروبا الشرقية نحو التقوقع والانكماش في الغيتو اي التجمع اليهودي وكانت اوروبا لا تفرق بين اليهودي وغير اليهودي.
دور بريطانيا
عندما تولى اللورد بالمرستون وزارة الخارجية البريطانية عام 1830م اول مرة كان ضعف الامبراطورية العثمانية واضحاً خاصة عندما احتل محمد علي باشا منطقة بلاد الشام لذا حاول بالمرستون ان تبقى الدولة العثمانية سليمة وحية في حين كانت روسيا وفرنسا تتلهفان على موت الدولة العثمانية املا في الحصول على نصيبها من تركة الامبراطورية لذا كان بالمرستون يبحث عن من يحمي مصالح بريطانيا في الشرق العربي فوجد ضالته في اليهود وذلك بتأسيس كيان لهم في المستقبل وقد بحث بالمرستون الموضوع مع اللورد شافتسبري الذي افصح عن المشروع اعده منذ زمن واطلع بالمرستون عليه وهو الاستيطان اليهودي في فلسطين وتكثيفه ولم ينجح مشروع شافتسبري لكن صاحبه لم يعرف الياس وهو صاحب الجملة الماثورة (فلسطين ارض بلا شعب الى شعب بلا ارض اي اليهود )وقد تبنى الصهاينة فيما بعد هذه الجملة واصبحت اول الشعارات كان بالمرستون في مقدمة الساسة الانجليز الذين نفخوا في الصهيونية التي تتبع الروح العنصرية الاستعلائية قبل ان تولد عام 1897 م وشدد على ربط تركيا بلد بالغرب وذلك عن طريق مشروع الاستيطان الصهيوني وكان يقول ان تركيا بلد متاخر وبحاجة الى اللحاق بركب الحضارة الغربية وتم افتتاح اول قنصلية بريطانية في القدس عام 1834 م وذلك لحماية المصالح البريطانية في الشرق اولا والاهتمام بتشجيع اليهود للهجرة الى فلسطين ثانيا وكانت التعليمات البريطانية للقنصلية في القدس الاهتمام بشؤون اليهود وتسجيلهم في القنصلية بقصد حمايتهم وكانت تعليمات بالمرستون الى القنصل البريطاني في القدس تقديم تقرير عن وضع اليهود في فلسطين وضرورة حمايتهم وكانت رسائله تنص على اعترافه باليهود في فلسطين كامة وارتباطهم بفلسطين
ومن المعروف ان الحماية البريطانية كانت لليهود الذين يحملون جنسيات اجنبية اما اليهود الامبراطورية العثمانية (يهود الراية)فكانوا يعتبرون رعايا للامبراطورية خاضعين لتشريعات السلطان وبعث بالمرستون رسالة عام 1840 م الى السفير البريطاني في تركيا طلب فيها حث السلطان على اصدار قرار بتشجيع تجميع اليهود المبعثرين في اوروبا تحت حماية السلطان ومباركته وقال انه اذا صدر مثل هذا القرار فان ذلك سيعمل على انتشار روح الصداقة تجاه السلطان وبين جميع اليهود اوروبا وهكذا نلاحظ ان بريطانيا قد خططت لضرورة التكلم مع السلطان العثماني لتجميع اليهود في فلسطين تحت الحماية البريطانية وبموافقة السلطان ولكن الهدف الاول من هذا التخطيط كان المصلحة البريطانية تجاريا وذلك بسبب موقع فلسطين على الطريق بين بريطانيا والهند وهكذا كانت بريطانيا تخطط للمحافظة على امبراطوريتها الممتدة من كندا في الغرب الى الهند في الشرق واستراليا في الجنوب الشرقي وكانت تطمح الى الى الحصول على الاقاليم التي تقع في هذه الطريق ومنها فلسطين وسوريا ومصر ومحاولة زرع اليهود فيها كان بالمرستون يرى ان الوجود اليهودي في فلسطين يحقق مكسبين للمصالح البريطانية مكسبا مباشرا وهو وجود مجموعة موالية لبريطانيا في المنطقة ليس لها فيها من يواليها ومكسبا غير مباشرا وهو تدفق راس المال اليهودي للسلطان لدعم نظامه الاقتصادي المنهار فيصبح السلطان طوع السياسة البريطانية اليهودية وكانت الصهيونية حتى منتصف القرن التاسع عشر مقتصرة على غير اليهود فقد كان اولئك الذين اختاروا مناصرة الشعب اليهودي يفعلون ذلك بدافع شخصي وليس بالتعاون مع اليهود ومن المعروف ان الصهيونية نشات في اوروبا لا في فلسطين ان الدور الاوروبي في خلق الصهيونية كان اكبر كثيرا مما يظهر لنا عبر الكتابات الصهيونية بانها حركة ذاتية واستمرارية لطبيعة المشاعر اليهودية ان الاوروبيين هم الذين اوجدوا الحركة الصهيونية لذا فان اوروبا لم تكن مجرد المهد الذي ولدت فيه الصهيونية وانما كانت المهد الذي لولاه لما كان للحركة الصهيونية ان توجد
الصهيونية اليهودية
ظهرت الحركة الصهيونية متمثلة في (أحباء صهيون).. وكان ذلك في ثمانينيات القرن التاسع عشر.. مركزة أهدافها الإستراتيجية على النقاط الثلاث وهي: محاربة الاندماج في الشعوب التي يعيشون وسطها ومحاولة الإبقاء على التميز العنصري والنقاء العرقي.. إلى جانب السعي بجدية لخلق الشعور القومي والتأكيد على مفهوم الأمة اليهودية..
إلى جانب مخططها الأساسي وهو استيطان ارض اخرى والتي كانت في البداية كما ذكرنا الارجنتين ثم تحول الاختيار لفلسطين
وقد كان لهذه الحركة أو هذا الاتجاه أن يصطدم بشدة مع طرح الحركة التنويرية والإصلاح اليهودي التي كانت تنادي بنهضة اليهود وتطوريهم اقتصاديا واجتماعيا من خلال التأكيد على فكرة الاندماج داخل الدول التي يعيشون فيها وتحديد انتماءهم بتبعية تلك الدول. من هنا كانت الحركة الصهيونية كرد فعل لتلك التحولات وعلى الأخص كرد صارم على طروحات حركة الاستنارة ومحاولة جادة لحل المسألة اليهودية في ظل التطورات الحديثة التي عايشتها الدول الأوروبية.. منطلقة من اعتبار اليهود عنصرا متميزا.. ومستقلا وغير قابل للاندماج أو العيش بسلام مع المجتمعات الأخرى.
وقد استخدم مصطلح (الصهيونية) بمعناه الحديث عام 1890 مع المفكر اليهودي النمساوي (ناثان بيرنباوم).. الذي رفض التعريف الديني التقليدي للجماعات اليهودية باعتبارها جماعة دينية.. وهو التعريف الذي كان سائدا بين يهود العالم حتى نهاية القرن التاسع عشر.. وبدلا من ذلك تبني بيرنباوم تعريفا علمانيا يماثل بين القومية والعرق مع استبعاد الجانب الديني تماما.. وأصبحت الصهيونية حسب هذا التعريف بمثابة حركة البعث القومي اليهودي الذي يهدف إلى إنهاء حالة المنفى والشتات وعودة اليهود إلى أرض أسلاف تاريخهم.. وقد ترجمت هذه الأطروحة إلى الشعار العنصري المعروف.. (ارض بلا شعب.. لشعب بلا أرض).
والصهيونية هي في أصلها كلمة مشتقة من لفظ (صهيون) وهو جبل يقع شرقي القدس وكان قد استولى عليه الملك داوود من اليبوسيين وأقام عليه قصره.. أما الصهيونية المصطلح.. فهو الصيغة السياسية المعاصرة لليهود والتي برزت بشكلها العلني أواخر القرن التاسع عشر.
.. وقد عبر (بن غوريون) عن ماهية الصهيونية فقال: " إن الصهيونية تستمد وجودها وحيويتها وقوتها من مصدر عميق عاطفي دائم مستقل عن الزمان والمكان.. وقديم قدم الشعب اليهودي.. هذا المصدر هو الوعد الإلهي والأمل بالعودة "
كانت المخيلة اليهودية تحاول أن توفر لليهود فكرة تاريخية عن وطن كانوا فيه من قبل.. وهو بالتالي يجب العودة إليه الآن.. وأنهم عندما يتوفر لهم الوطن القومي فهم بذلك يؤسسون وطنهم التاريخي المترسخ في وعيهم الديني وهو صهيون / فلسطين.. وبالتالي أيضا كان بروز الفكر القومي معتمدا على فكرة الوطن التاريخي.. وأنه آن الأوان أن يكون لهم حق الاستقلال والسيادة مثل كافة الشعوب والدول الأخرى.. لذا كان من الضروري وجود حركة تقوم بتنظيم وتوحدي الشعب اليهودي وتحرير الأرض في إطار مفهوم جديد عن الوطن القومي اليهودي.. وهذا ما كان بغير الخطوة الأولى والأساسية للحركة الصهيونية في حل المسألة اليهودية كحركة توحيد وتحرير ومن ثم قيام قومية يهودية.
وعلى الرغم من أن الحركة الصهيونية في بداياتها كانت تعتبر حركة قومية أوروبية.. إلا أن من أهم ما كان يميزها عن بقية الحركات القومية الأخرى.. هو أنها كانت تسعى لحل المسألة اليهودية وإيجاد وطن لهم خارج وطنهم.. بخلاف الحركات الأخرى التي كانت تسعى للتحرر على أرضها وخلق قومية جمعية تعمل على تأكيد مفهوم أمة لها تاريخها ولغتها وفكرها.. كما أن الحركة الصهيونية اعتمدت في مسيرتها أو تكونت على الرابط الديني والتمسك بالطقوس الدينية والقانون الديني اليهودي ووحدة الخبرة اليهودية المشتركة في جميع أنحاء العالم.. وهي خبرة تاريخية غنية بمعنى التمايز والتفرد عن عالم الأغيار.. كما أن هذه الخبرة ما هي إلا خبرة شعب يعيش في عالم الغير.. ومن ثم فهو معرض للاضطهاد والتميز العنصري.. والقسوة والفناءعلى حد زعمهم والذي ظهر جليا في مزاعم التعذيب والمحارق.
ومن ثم أيضا كانت الحركة الصهيونية تعتمد في أساس تكونها على هذه الخبرة التاريخية وهي المكون الأساسي الذي يعتبر بديلا مشروعا عن ضعف الروابط الاجتماعية والدينية الأخرى بين يهود العالم..في مختلف الأزمان والأمكنة.
مؤتمر بازل 1897:
يعنبرهذا المؤتمر هو بداية اعلان قيام الحركة الصهيونية رسميا.وفي هذا المؤتمر قدم تيودور هرتزل فكرته عن القومية اليهودية وتميز الشعب اليهودي واهمية ان يكون لهم وطن خاص بهم.حضر المؤتمر 204 مندوباً يمثل جزء منهم 117 جمعية صهيونية مختلفة منهم 70 مندوباً من روسيا وحدها .. و إفتتح هرتزل المؤتمر بخطاب قصير أكد فيه أن الهدف من هذا المؤتمر هو وضع حجر الأساس للبيت الذى سيسكنه الشعب اليهودى .
و حسم المؤتمر موقع الدولة التى يعتزم الصهاينة إنشاؤها و تقرر أن تقام هذه الدولة فى فلسطين و ليس في اي مكان اخر, و فى المؤتمر تم إنتخاب هرتزل رئيساً للحركة الصهيونية وتم تصميم العلم واختيار النشيد الوطني لليهود.
وقال هرتزل في مذكراته عن هذا المؤتمر: لو أننى أردت أن ألخص أعمال المؤتمر فى كلمة ففى بازل أسست الدولة اليهودية , و قد يثير هذا القول عاصفة من الضحك هنا وهناك ولكن العالم سوف يشهد بعد خمسين عاماً من الآن قيام دولة يهودية
و هكذا كان المؤتمر الصهيونى الأول نقطة تحول مهمة لليهود فى تاريخهم حيث تم تجميع يهود العالم لأول مرة تحت سقف واحد و توحيد جهودهم بعد أن كانت الصهيونية تمثل حلماً لليهود لسنوات طويلة .
سعى هرتزل إلى الحصول تأييد من إحدى الدول الكبرى لمشروعه حتى يضمن إقامة الوطن القومى لليهود فى فلسطين , فقابل القيصر الألمانى عام 1898 و عرض عليه القضية اليهودية و وجهة نظره فيها و أظهر له القيصر التأييد لكنه لم يعطه الوعد الذى كان يريده .
تيودور هرتزل
رسالة هرتزل إلى السلطان عبد الحميد
لأن هرتزل كان على علم بالديون التى كانت على الدولة العثمانية فقد أرسل إلى السلطان عبد الحميد الثانى يعرض عليه قرضاً من اليهود يبلغ 20 مليون جنيه إسترلينى , مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين , و منح اليهود أرض يقيمون عليها حكماً ذاتياً .. و فيما يلى نص الرسالة :
ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترلينى يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته ، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنية إسترلينى فى السنة الأولى و تزداد إلى مليون جنيه إسترلينى سنوياً .
و يتعلق هذا النمو التدريجى في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين . أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية .
مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية :
الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، التى لا نريدها غير محدودة فقط ، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة . و تعطى المهاجرين اليهود الإستقلال الذاتى ، المضمون فى القانون الدولى ، فى الدستور و الحكومة و إدارة العدل فى الأرض التى تقرر لهم . ( دولة شبه مستقلة فى فلسطين ) .
و يجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية ، الشكل المفصل الذى ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية و كيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام و القانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم .
قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي :
يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم . سيكون لهذه الدعوة قوة القانون و تبلغ الدول بها مسبقاً .
و قد رفض السلطان عبد الحميد – الذى كان يعلم جيداً الأهداف الخفية لهرتزل – عرضه , و رد عليه رداقويا:
إننى لست مستعداً لأن أبيع شبراً واحداً من إمبراطوريتى , إذ أن الإمبراطورية ليست ملكاً لى , و إنما هى ملك للمسلمين جميعاً , و قد حصلت أمتى على هذه الأرض بدماء أجدادنا , فليحتفظ اليهود بملايينهم فى جيوبهم , فإذا قسمت الإمبراطورية يستطيع اليهود أن يحصلون على فلسطين دون مقابل , و إنها لن تقسم إلا على جثتى .
و لم ييأس هرتزل و توجه إلى بابا الفاتيكان يطلب منه تأييداً لليهود فى إقامة وطن قومى لهم فى فلسطين , و لكن البابا رفضه طلبه و لم يعطه التأييد .
و فى النهاية إستطاع هرتزل أن يحصل من الحكومة البريطانية على موافقة رسمية تسمح لليهود بإستيطان أوغندا و ليس فلسطين و لكن اليهود رفضوا .
و كان رأى هرتزل أن يسكن اليهود أوغندا موقتاً لتفادى الإضطهاد فى أوروبا خاصة فى أوروبا الشرقية عندما كان إضطهاد اليهود على أشده ثم يمكنهم بعد ذلك أن يأخذوا فلسطين و إستطاع أن يفرض رأيه على اليهود و شكلت لجنة للذهاب إلى هناك لمعاينة الأرض التى ستكون وطنناً لليهود .. و كان ذلك عام 1903 .
و فى عام 1904 توفى هرتزل بعد أن غير مسار التاريخ اليهودى بشكل لم يسبق له مثيل و لم يفعله أحد من قبل , و نقل اليهود جثمانه إلى فلسطين عام 1949 تنفيذاً لوصيته .
و كانت من أقواله " إذا حصلنا يوماً على القدس و كنت لازلت حياً وقادراً على القيام بأى شئ فسوف أزيل كل ما ليس مقدساً لدى اليهود و سوف أحرق الآثار التى مرت عليها عبر القرون " .
" كلما كثر عدد المهاجرين اليهود كلما سيطرنا على مساحات أكبر من أراضى فلسطين " .
" ظهر لى المسيح على صورة رجل مسن فى مظهر العظمة و الوقار , فطوقنى بذراعيه , و حملنى بعيداً على أجنحة الريح .. و إلتقينا على إحدى تلك الغيوم القزحية بصورة موسى , فإلتفت المسيح إلى موسى مخاطباً إياه : من أجل هذا الصبى كنت أصلى , إلا أنه قال لى : إذهب و أعلن لليهود بأننى سوف آتى عما قريب لأجترح المعجزات الكبيرة , و أسدى الأعمال العظيمة لشعبى و للعالم !!! " هذه رؤيا إدعى هرتزل أنه رآها فى منامه و هو صغير !!
" إن نجح اليهود فى خلق دولتهم سيرحلون إليها فى هجرة تدريجية و عليهم أن يدركوا أنهم سوف يغادرون إلى دولة بها وحوش مفترسة لا ينفع لمواجهتها حمل الرمح و الحربة أو الذهاب فرادى إلى هناك لمطارده الدب الذى فى الإنتظار , بل على اليهود أن يذهبوا إلى هناك فى جماعات كبيرة قادرة على سوق هذه الحيوانات أمامها و أن يقذفوا بقنابل شديدة الإنفجار وسط جموعها من وقت لآخر لإرهابها " .
التالي:وعد بلفور :وعد من لايملك لمن لايستحق
التعديل الأخير تم بواسطة dr_e ; 27-06-08 الساعة 02:54 AM
|