منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 01:34 AM

لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

بعد ابداع عيون القمر في

&& غارقات في دوامة الحب &&

جأت لكم بجديدها

:EWx04511: $$ لااا تبكي $$:EWx04511:
و أترككم مع مقدمتها

" محطـة أخرى "
××
:/:


عدت أمشي حاملة مجموعة أوراقي بيدي وقلمي العتيق بيدي الأخرى .. عدت قاصدة ذات المكان القديم !.. بقعة جمعتني بمجموعة رائعة , راقية ، حساسة ، وفيـة !!
جلست أقلب أوراقي الجديدة أتمعن في حروف " خربشات ! " .. نظرت حولي بتلك الأماكن الخالية التي كانت بـ " غارقات " شااااغرة مليئة ..
أتيت على الموعد .. وها أنا أنتظر أحدا يصل لذات المكان !.. لأبــدأ !!

:/:
:\:

مساكم/صباحكم .. قشطة وعسل ^_^
شوقي أوصلني هنا .. سعيدة برؤيتكم من جديد .. والله سعيدة

هنـا ..
وهنـا فقط .. سترون " عيون القمر " من جديد ..
بداية جديدة ، كل امنياتي تكون أكثر جمال وروعة من سابقتها ..

هنا ..
وهنا فقط .. سأعيد إحياء أبطالي القدامى .. أبطال " غارقات في دوامة الحب "

هنا..
وهنا فقط ... سأحاول أن اعيش من جديد ( فهد ، شوق ، ندى ، احمد ، بدر ، نوف ، نجلاء وسعود ....)
بأسماء أخرى .. وأحداث أخرى ... وعالم آخر وخيال آخر أجمل
[ وفكـــرة جديــدة طبعا ]

ما عشتموه معي من أحاسيس في " تلك " ، ستعيشونه هنا أيضا وربما أجمل ... سفينة أخرى ستأخذنا لبحوور غريبة جميلة مخيفة ..
:/:


مدخـــل :/
قصص أسطورية كثيرة مرت علينا واستملكت أرواحنـا منذ الطفولة ... هنـا .. كنت سأسمي هذه القصة بـ .. " أسطورة " و شئ ما !!... لكن لسبب ما تراجعت .. ربمـا ( لا تبكي ) ملكتني أكثر بخفة حروفها ومعناها ..


من منكم لا يعرف قصة الاسطورة " سندريــلا " ... تلك الفتاة الخادمة والأمير ...

× ماذا لو انقلبت الموازين ، وأصبح هنـاك .. ( الأميرة والخادم ) ؟؟... وانعكست الأسطورة ؟!..

فكرة غريبة صح ؟؟؟

هنـا ..

لن أقول قصتي ،.. بل قصتكم هذه المرة تحكي عن أميرة وخادم !... ومجموعة من الأبطال ( الحلوين ) هع ^_^
ليست أميرة بمعناها .. ولكنـها ... أميرة !!

وعن .. رجل... ككل الرجال... مميز، حضور !!.. وغموض خلف السطور !!...

أظن انه يتبادر لذهنكم الحين ... ان القصة سوف تحكي عن حب مستحيل سيعاني من الفوارق الاجتماعية ، وصعوبة في الالتقاء مع وجود الكثير من العثرات بالطريق ..

بس تدرون ... لا تاخذكم الأفكار بهالشكل !.. هي مقدمة .. بسيطة .. قد تتخيلون منها أحداثا معينة !..
ويمكن تتفاجئون ... لا تفكرون بسندريلا الحين .. ولا يظن احد منكم ان قصتي تشابهها .. ما عدا في انعكاس الألقاب ..


لا أعلم ما قد تثيره هذه المقدمة لديكم .. لكن هالمرة .. جنووون خطير من الأفكار تدافعت لذهني وكنت أحس بحماااس غريب مجنون يراودني لأرسمها بقصة ..
×

اعتدتم دائما بالقصص ان يكون البطل مثالا للخير ... بطل يستحق فعلا أن يحمل مسمى " بطل " .. لكن ماذا لو واجهتم بطلا .. هو مثالا " للشر " .. مثالا " للقلب الأسود " ... بطل تقولون له "مُت "...

لحظة .... يمكن بالغت !!..
لا ... لا ما أبالغ .....
امممممممم تصدقون ما أدري !!...

عالعموم معي هالمرة ..
يمكن تحبون وتكرهون بنفس الوقت .. ما ادري
بنترك هالكلام لوقته ...

لذا .. وعد مني ، ومحاولة جادة ،.. بحاول أتميز بفكرتها وطرحهـا..
لـن تأخذ نصيب غارقات بقلبي ^_^ ... لكنها النبض الثاني لقلمي ..

++++
××



بعض الملاحظات :

[ لا تبـــكي ] .. قصة أخرى من وحي الخيال .. ويمكن هالمرة أشطح بخيالي أكثر من المرة السابقة .. لكنها ان شالله بتظل في حدود المعقول ..

أسلوبي مارح أغيره .. واللي ما اعجبه اسلوب عيون في [ غارقات في دوامة الحب ] .. مو مجبوور أبدا وبتاااتاا انه يقرا هذي ،.. والمحاولات السقيمة اللي واجهتها بذيك لقتل معنوياتي اتمنى ما أشوفها هنا... واللي استفزته عيون بذيك القصة ... يحط رجوله بموية باردة ولا يفتح صفحاتي ...
هذا دعوة ودودة مني ..


يمكن كلمة لازم أوضحها .. مع اني مو مجبورة أوضحها بس مثل ما يقولون درءاً للمشاكل والظنون الشيطانية ،..
أنا أحترم مجتمعي وأحبه .. لكن مين منا اللي ما يتجاوزه أحيانا .. احنا مو مثاليين ابدا وفينا أغلاط مو كاملين .. انا ما أسعى اني اكتب عن المثالية أبد ولا فكرت اني أكتب عنها... الانسان مجموعة من الصواب والخطأ ... واللي ينتظر مني أكتب بالشكل المثالي الباعث عالملل .. أعتذر عن عدم مقدرتي لتلبية طلبه ...
فعشان كذا ... بتلقون بهالقصة أخطاء بكل شخصية ... لكن العاقل والفاهم هو اللي يقدر يحكم عقله ويفرق بين الصح والخطأ .. وعيون مو ملزومة تشرح لكم وين الصح والغلط لأنها واثقة من العقول اللي تقرأ لها ..
وأنا تراني انسان وبشر مثلي مثل أي أحد ... أخطئ أحيانا ..

طبعا هالكلام موجه للبعض مو الكل ... ..وهم قلييييل جدا ينعدون عالاصابع.. أما الشريحة الكبرى منكم فعلا أنا أحمل لها كل الود والامتنان على كل شي سويتوه لـ عيون بالقصة الأولى .. وقوفكم معها طول ذيك الفترة وتحمكلم لها لأكثر من سنة شي ما اقدر أوفيه لكم ..

++++

أخر شي .. مثل ما تعودتوا على اسلوبي بالنسبة للشخصيات في غارقات ... بتتعرفون عليهم هالمرة بعد أثناء القصة ... لأن أسلوب عرض الشخصيات في البداية ما يعجبني أبد وكثير ما يسبب ضياع وتوهان لعقل القارئ ... هذا غير انه يخرب عنصر المفاجأة ^_*
وانتوا تعرفوني أعشق شي اسمه مفاجأة وتشويق ... يمكن كثير من الأسئلة بتراودكم في البداية بس ماعليش بكون معكم أول بأول بإذن واحد أحد ..


نلتقي مع أول بارت يوم الأربعاء ان شالله ..

كثير من الشوووق جابني لـ هنـا .. وكثير من الحب في قلبي اشيله لكم


عيوون .. وصغيرتها [ لا تبـــكي ]
/:

×

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 01:43 AM

×
×
،،.. [... لا تبــــكي ...]..،،
×
بقلـم : عيووون القمر <<


:
×××××××××××
:

الجـــــــزء الأول ...




اليـوووم حــر .. الجو حااار رغم انه باقي شهرين على الصيف !! ... ترك سيارته مركونة على الشارع العام ، ونزل منها لوحدة من الشوارع الفرعية اللي تودي لحي من الأحياء المتوسطة .. غريبة على واحد مثله انه يدخل هالأماكن لكن لسبب مو عارفه اختار هالمكان عشان يمشي فيه شوي ... يبي يهرب من عالمه الباارد ..... الشارع هادي ما تشوف الا أبواب المحلات والبقالات الصغيرة مفتوحة ... ماكان له هدف معين كل اللي كان يسويه انه مدخل يديه بجيوبه ومنزل راسه يحسب خطواته بموجة من التفكير العميق .. ما يدري وين بتوديه ...

حرقة بقلبه شابة حقيقة ما اكتشفها الا في ريعان شبابه .. ما اكتشفها عن أبوه المريض الا متأخر ولو انه اكتشفها من قبل كان أكيد بيتصرف ..
التفكير والحر خلاه يحس بالعطش .. ومن حظه قابل بطريقه مكينة مشروبات غازية من النوع المنتشر بكثرة في الشوارع والأرصفة !!.. وقف عندها ودخل يده بجيب بنطلونه يدور ريال واحد .. اللي مثله ما يشيل الا الفئات الكبيرة من الفلوس !!. بس من حظه لقى ريال مغروز بكل اهمال في جيبه الخلفي طلعه ودخله بالفتحة الخاصة بالآلة .. بنفس اللحظة وقفت قريب منه طفلة بعمر 7 سنين تقريبا بريئة بفستان قصير وشعر مشعث .. تناظره باستغراب لأن هيئته ما تبين عليه انه من أهل الطبقة المتدنية .. ساعة روليكس وملابس أنيقة وهيئة نظيفة .... ما عطاها وجه لأنه مو في حالة تسمح له يتعاطف مع احد ... ضغط على اختياره "بيبسي" ومباشرة تدحرجت علبة بيبسي زرقا.. انحني ياخذه وكااان البيبسي في غاية البرودة وهذا هو الشي اللي يحتاجه بهالوقت بالذات بوسط مشاعره المتوترة .. المرهقة .. والخطوة اللي لازم يتخذها بعد ماعرف اللي عرفه ..

وقبل لا يمر من قدامها بيروح ، مدت الطفلة يدها له وفيها ريال بنظرات كلها حدة !!... ناظرها من فوق كتفه من غير لا يبدي أي تفاعل ..
سألها : نعم ؟!
الطفلة بجرأة الظاهر انه من طبعها : .. أبي كولا..
رفع حاجب وبنظرة تصغير لها ولهيئتها : .. خذي بنفسك ولا يدك مقطوعة ؟!
الطفلة وهي تتأمله هو وملابسه : يعني ماتبي تتنازل وتخدم وحدة فقيرة ..
استعجب من لهجتها وكلامها.. سألها من جديد : من وين جاية ؟
الطفلة بحـدة : من بيتنا ..!!
سأل : لحالك ..!؟
هزت كتوفها وكأنها ما تسوي شي غلط : عادي أطلع اجيب لي كولا ولا بيبسي وأرجع ...(بلهجة أمر ).. يلله خذ الريال وطلع لي بيبسي
رفع حاجب من اسلوبها... بس سألها : وبيتكم وينه ؟!

شكّت فيه وخافت يوم سألها هالسؤال .. ناظرته بحذر وهي تطالع هيئته من جديد .. للحين مو مستوعبة وجود مثل هالناس النظيفة هنا .. لا ووين ؟!.. عند مكينة مشروبات !!!!

سألته وهي ترجع خطوة على ورا : ... انت ولد فلوس ..صح ؟
رفع حواجبه مستغرب من سؤالها : .. ايه ولد فلوس يالبزر وين المشكلة ؟
الطفلة بحـدة : ... ليش جيت عندنا اطلع من حيّنـا .. ابوي يقول دايم عيال الفلوس تدوس على غيرها ... ودايم يقول لا تقربون لهم !
مو متعود أحد يكلمه بأسلوب الهجوم هذا .. طالعها بنظرة صغرتها وخلتها ترجع خطوتين ورا هذا غير انه يكره هالنوع من الأطفال : ..... اقول يا بنت ابوك ليش ما تقلبين وجهك على بيتكم ... صدق فقر !!
الطفلة بكل وقاحة وجرأة : .. ما كنت اصدق ابوي باللي يقوله بس الظاهر انه صادق من شفتك واقف هنا ومبين عليك انك واحد شايف نفسه .. مو لأنك لابس هالملابس الياااااااي تتكبرر علي .. << قالتها تقلد اسلوب الطبقة الراقية
ضغط عالعلبة بكل قوته عفطها بين اصابعه والبنت تناظر .. فيه اللي كافيه مو متحمل قرقة أطفال زيادة : ... انتي مو ملاحظه انك تكلمين رجال غريب!!
الطفلة طلعت لسانها وركضت لبيتهم ورا الشارع
صدق ناااس ما تعرف تربي على فقرهم الا ان بعضهم اخلاقهم زفت .!!.. أجل فيه ابو بالدنيا يربي عياله انه يعامل الناس بهالطريقة !!.. ما اهتم للكلمات اللي قالتها ، لأن مو من عادته يهتم للي ينقال
تنهد ورجع بنفس الطريق يمشي .. وقبل لا يروح لسيارته مر على بقالة صغيرة له فترة طويلة جدا ما مر عليها .. يبي يشتري شي يبرد على روحه هالبيبسي مو نافعه ابد

أول ما دخل استقبله صاحب البقالة الشايب بابتسامة وقورة وكأنه مو متوقع يشوفه بهالوقت.. مارد الابتسامة بالعكس كان مكشر..
راعي البقالة بفرحـة ( ابو سالم ) : هلاا حيا الله من زارنا ... الحمدلله عالسلامة نورت البقالة
هو رد ببرود ومزاج متعكر : الله يسلمك منورة براعيها ..
لاحظ ابو سالم على وجهه شحووب غريب : تركي ! .. عسى ما شر يا ولدي ..
تركي : ما شر يا عمي بس.......
سكت ما كمل .. وراح لثلاجة الأيسكريمات يمكن يلاقي شي يطفي النار المشعللة بقلبه لأن البيبسي ما فاده كثير.. خذا له اختيار عشوائي ورجع يحاسب .. رما الايسكريم على طاولة المحاسبة بكل اهمال وهو يدخل يده بجيب بنطلونه يطلع بوكه ... والشايب يراقب ملامحه المسودة المرهقة ..
الشايب : عسى ما شر يا ولدي... استجد شي في حالة ابوك ؟!
تركي من طرى له ابوه استهم أكثر : لا حالته مثل ماهي...
ابو سالم : ماعليه ...وسع صدرك وربك معكم ان شالله..
تركي وكأنه فاقد الأمل بالمرة : ان شالله ..
الشايب : بترجع تسافر يا ولدي ؟..
تركي : لا وين اسافر... خلاص قطعت كل شي برا ابوي حالته متردية وين تبيني اروح !!!
الشايب بكل أسى : يا ولدي ما يصير ابوك من سنين وهو كذا ما تغير.. وجودك ما رح يغير شي رح سافر كمل اللي بديته ..
تركي وحياته اصلا تغيرت من يومين ،.. وقرر يغير كل خططه لحياته ومستقبله.. قال من غير نفس للنقاش : ...مو انت اللي تقرر اللي أسويه .. ( باستخفاف ) إنت عساك تمشّي حالة هالبقالة اللي ما ادري شلون ماشي حالها للحين ..
حز ابو سالم في خاطره من كلامه : هذا باب رزقي تبيني اقفله .. وبعدين يا ولدي ترا مافي فرق بيني وبينك كلنا عباد الله الفلوس ما تغير مقامنا أبد !
غمض تركي عيونه لا ينفجر .. هو جاي هنا يبي يرتاح ، ما يدري ليش جا لهالبقالة بالذات .. :.. تراني مو واحد من عيالك .. تبي تقول هالكلام رح انصحه لعيالك مو لي..
ابو سالم هز راسه بأسف .. وكنه مراعي شعوره !!..
أما تركي راقب هالرجال الكبير بالسن وهو ياخذ كيس بلاستيك بيد ترتجف لا اراديا بسبب كبر السن .. سمعه يقول بكل براءة وحسن نية.. وكنه يبي يغير جو التوتر اللي خلقه تركي بعصبيته :.... ايييييه يالدنيا كل مالها وتصعب علينا أكثر ... وينها أيام اول .. أمور الناس كلها كانت تساهيل بس سبحاااان مغير الأحـواال !!
ناظره تركي نظرة غريبة ، انا ما خلصت من ذيك البزر تجيني انت !!..
والرجال كمل وهو يمد له الكيس.. وكل قصده انه يحكي عن همومه : ... علينا ديون لازم نسددها بسبب ايجار هالبقالة ... وكل ماحاولت ارده ما قدرت زادت المصاريف .. وابوك ما كان يقصر معي الله يجزاه بالخير.... اييييه وانا عمك الدنيا ماهيب مثل أول ..
تركي بكل وقاحة لأنه مو فاضي للقرقة : .. مشكلتك يالشايب..!
ناظره ابو سالم باستغراب : ... وانا عمك وش هالكلام كبر ابوك تكلمني بهالطريقة ...
سحب تركي الكيس منه بقوة وعصبية .. وخزه بطرف عينه وهو يلف بيمشي لأنه مو ناقص محاضرات :... مشاكلك خلها لك .. انا لي مشاكلي ومو ناقص اللي يزود همي هم ... ولا تطري ابوي على لسانك !
الشايب ما فهم وش فيه .. تركي عمره ما تكلم معه بهالاسلوب يعرفه من هو صغير ومراهق .. اليوم جاااي منقلب انسان ثاني ... انسان وقح ما يحترم اللي يكبره وما يحترم هالشيب الأبيض ...
عطاه تركي نظرة متكبرة أول مرة يوجهها ( لأبو سالم )..
ابو سالم : تركي علامك يا ولدي شي مضايقك ....؟
تركي :... تعلمـت أعادي الناس كلهم من بعد اللي عرفته عن ابوي وسبب طيحته .. مشكلة أبوي طيبة القلب والصدق مع كل الناس .. وانا طالع عليه في كل شي لكن ما بطلع عليه بذا الخصلتين ... مافي احد يستاهل الثقة ،.... حتى انت يالشايب حتى إنــت ..
ابو سالم وهو خايف عليه : تركي !!!.. محتاج شي .. قلي لو محتاج شي تبيني افيدك بشي .؟
ناظره تركي بقرف .. وتأمل ثوبه الأصفر المهترئ والهيئة الفقيرة لكن الوقورة جدا...
ضحك من غير مزاج : .. تساعدني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ابو سالم بهدوء ووقار ما يفارقه ابد : ايه وانا ابوك انا اعرف بالدنيا اكثر منك وياما شفت منها .. ياما خذت مني وياما عطيتها ..
تركي بكل إزدراء وهو يطالع شكله : إنت ساعد روحك بالأول بعدين فكر تساعدني ... انت آخر واحد تقـدر تساعدني ..

وطلع من البقالة وهو يسمع ابو سالم يناديه ويرجيه يرجع ويقوله عن اللي مضايقه !!.. بس تركي صفطه وراه وكمل طريقه يبي يوصل لسيارته .. النار اللي شابه بقلبه ما يطفيها شي ..فتح الكيس وطلع الايسكريم ، ضغط عليه بأصابع قوية خلته يذوب .. وقام ورماه بأقرب زبالة صادفته نفسه منسدة من كل شي... وش يسوي مستحيل يسكت مستحيل يخلي الدنيا تغدر بأبوه مثله وقدوته .. مستحيل يخلي الدنيا بهالسهولة تدمر هذاك القلـب الأبيض الحنوون من غير لا يتصرف .

قطع الشارع للجهة الثانية يبي يوصل لسيارته .. بس استوقفه صفة الجرايد المصفوفة قدام وحدة من البقالات ..وقف عندها واختار جريدة تعود دايم انه يتصفحها كل يوم ... جذب انتباهـه وبقوة واحد من العناوين الموجودة بالصفحة الأولى .. خبر عن " تعيين سفراء جدد للسعودية في بعض البلاد " ... دوّر عن اسم معين بينهم بس ما لقاه !!

لفت انتباهه اصوات مرحة .. رفع راسه شاف مجموعة أطفال يمشون عالرصيف وسوالفهم تملا الكون .. واضح من هيئتهم انهم من عوائل وضعها المادي تحت المتوسطة يعني ما يختلفون عن الناس بهالحي .. هيئتهم تذكره بهيئة الشايب ابو سالم والبزر الملسونة اللي قابلها قبل شوي... وقفوا يطالعونه باستغراب بسبب شكله وغرابة وجوده بهالحي .. ابتسم بسخرية عليهم وعلى نفسه .. لهالدرجة شكلي يلفت ويقول اني من الطبقة اللي فووق !! و
تذكر كلام الطفلة ، يوم شافت شكله وملابسه النظيفة انه واحد شايف روحه ومتكبر ..
ما يدري وش اللي خلاه يتخيل انه واحد منهم يلبس مثلهم وعايش مثلهم .. ضحك على روحه بسخرية ههههههههه.. " إنت يا تركي؟ "... ضحك لكنه فجأة سكت ... ما يدري وش جاه هاللحظة لأن فكرة غريبة نزلت عليه مثل الوحي ..
واكتشــف ... إن أبو سالم فعلا يقدر يساعده !!! .. ولازم يستغل هالشي زين !
مباشرة وسرعة رهيبة رجع الجريدة مكانها وقطع الشارع ركض ،.. راجع لبقالة ابو سالم.

××××××××××

في صفـاء الليل والوقت .. في بيت من الطبقة المخملية أو مثل ما يقولون في أوروبا ( طبقة ارستقراطية ) .. عائلة دبلوماسية أو كانت دبلوماسية .. تسكن فيـلا ضخمة ذات مساحات خضرا متربعة بكل شموخ بوسط الحي !!..
هدوووء يعم الشارع والأرصفة ،.. نفس الحال داخل البيت و يمكن يكون أكثر سكون وهدوء.. وجوّه بهالوقت يبعث عالملل !!
يمكن واحد من الأسباب هو قلة افراد هالعائلة والأسلوب الهادي المتعودين عليه..


بغرفتها الباردة .. رمت سحر الكتاب اللي بين يديها وتثااااااوبت بكسل .. مطـت شعرها من الطفش ياااا كرهها لهالوقت بالذات..
نطت من مكانها تبي تروح تشوف هو وينه.. طلعت وراحت لغرفته دقت الباب .. دخلت وهي تنادي بهدوء : ...خالد؟؟

توقعت انها بتلقاه بس ما كان موجود .. غرفته ظلمى مرتبة بشكل أشبه بالمثاااالي .. تنهدت .. ياااا حبك للترتيب !... عرفت تلقائيا أنه بمكانه المفضل " الهادي " بالنسبة له ... ابتسمت وهي تروح للبلكون وتفتح بابه .. ولأن بلكون غرفته يطل عالحديقة الفسيحة شافته جالس هنـاك .. بيده أوراق وجنبه كتاب أو اثنين .. حاله يقول انه ناسي اللي حوله..
صرخــت بأقوى ما عندهـا وهي تتعنز عالدرابزين : .. خاااااااااااااااااااااااااااااااااالد !!
بهدوء يخالف طبايعها المرحة .. رفع راسه وشافها تلوح له بيدها والبسمة شاقه وجهها : مساااااااااء الليل يالوسييييييييييييييم .. << تحارش !!
ما عطاها رد نزل راسه للورق بنفس الهدوء اللي رفعه فيه .. ضربت بيدها على الدربزين من بروده معها .. لفت بسرعة وطلعت من غرفته ركض منقههرة ..
نزلت وهي تتجاوز الدرجات بالثنتين والثلاث.. وعلى طول للحديقة ناوية عليه نية !!.. بس ما قاومت حوض ورد الجوري اللي بطريقها .. مليان جوري أحمر.. خذت لها وردة حمرا ورفعت راسها تشوف اخوها خالد المندمج بالكتابة في مكانه .. لاحظ وجودها رفع راسه يشوفها لثانية ثم نزله مرة ثانية ..
راحت له وحطت الوردة قدامه .. رفع عينه للوردة مو لها ،.. ونزلها مرة ثانية لورقته ..
سحر انقهرت من تجاهله :.. ارحم نفسك من اللي انت فيه ياخي !.. ما صارت !!
خالد وهو يكتب : جاية عشان تقرقين فوق راسي!
سحر : لا بس من الصبح وانت هنا ما تعبت ؟
خالد : ..................... ( مندمج )
جلست قباله تراقبه وهو يكتب .. جاية عشان تسولف بس خالد وقت الشغل ما تقدر تاخذ منه كلمة..ضيقت عيونها تحاول تقرى وش قاعد يكتب بالضبط .. بس ماعرفت تميز شي بالمقلوب..
بسخرية : نصيحة خف على نفسك يا دكتور..!
خالد : بدل لا تسوين لي قلق وانتي عارفه اني مشغول..روحي جيبي لي شي بارد أشربه ..
سحر بغرور : وليش أجيب.. الخدم وش شغلتهم ..
خالد : واذا قلت لك أبيه من يدك..
سحر : ماني جايبه لك شي .. جزاة تطنيشك لي..
تنهد ورفع راسه بابتسامة مغصوبة لهالمدللة : أجل يا ست سحر..روحي وقولي لهم يسوونه .. شايفتني مشغول الحين وماعندي أحد غيرك !

حست بالملل معه وتأففت !..دايم دايم مشغول متى بيفرغ الأخ لها !!!.. خالد اللي كان قريب منها أول .. واخوها الأقرب لقلبها .. اخوها الضحوك والمازح .. من اختار هالمجال وهو يبتعد عنها أكثر وأكثر...
وهي قايمة بملل وضجر : هالطب ما جاب لنا خير..انا اقول اطلع منه وخلك مثل ابوي..كم مرة قلت لك هالكلام بس ما تسمع انت اللي تبي التعب !
سفهها ما دخل بجدال جديد معها ،.. له قناعاته اللي تختلف تمام الاختلاف عنها !... فكل ما فتحت هالموضوع يتجاهل النقاش فيه ..
طفشت منه وقبل لا تروح تذكرت وردتها الحمرا الجميلة ،.. سحبتها من قدامه بكل عنف وقهر بطريقة ما حركت له رمش ...وقبل لا تروح رمتها بقوة عالأرض وداستها بغضـب ،..
ردّة فعله الوحيدة انه يحرك قلمه على ورقته من غير لا يعير لتصرفاتها الطفولية اي اهتمام !
سحر وهي رايحة : ... تعرف ترفع ضغطي !!
كل اللي سواه ابتسامة خفيفة سرعان ما اختفت ..عقب ما اختفت اخته ترك القلم من يده ،.. ومد يده الثانية للوردة وخذاها من الأرض بابتسامة حلوة...

دخلت سحر البيت الكبير صاحب الزوايا والألوان الملكية .. وقالت لأول خدامة طلعت بوجهها تسوي لخالد اللي يبيه وتوديه برا .. ما عندها شي تسويه وفيها حالة من الملل لدرجة ان عندها بعض الامتحانات قريبة بس ما تبي تدرس .. هي كانت طالعه برا تبي تطلب من خالد يطلعون مكان .. مثلا يشترون لهم كوفي ويقضون لهم مشوار صغير .. بس بحالته ذيك عرفت ان مافيه أمل حتى يسمع لها ..كانت تظن انه بيرحب بفكرتها خصوصا انه لهم فترة ما طلعوا مع بعض .. غير كذا عاشوا بعيد عن بعض خمس سنين .
اففففففف ياربي ليش ما عندي غير هالأخووو ..!!
بس للحق .. هالأخ عن عشرة اخوان .. بس لو ربي فاكه من هالطب اللي عاشقه كان هو بخير ..
على طـاري خالد تذكرت بنت عمهـا "مشاعل" .. المنقذ بهالظروف وقت الملل والطفش ،،
اتصلـت فيها وهي تدعي ما تكون نايمة .. اذا صارت نايمة بتقلب الدنيا عليها بتوريها شغل الله.. كل ما تتصل عليها تلاقيها نايمة من النادر تلاقيها صاحية هالوقت ..
وفعلا ما حصلت رد وتوعدتها تقلب الدنيا فوق راس طوايفها.. مشاعل قالت لها من قبل اذا مليتي تراني بالخدمة اعتبريني .. 911 هنـا .. أكبر خبلة بالعااااالم !!
لكنها تجحد كل ما تتصل الا وهي مكبره مخدتها ونااايمة !! قال ايش ناين ون ون !!.. طيييييب يا مشاعل بكرة أوريك..

ملـت سحر وراحت غرفتها تقضي باقي ساعات الليل هناك ،،.. وعالساعة 11 دق تلفونها باسم مشاعل ..
ردت وهي معصبة حدها : ... ليه تدقين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مشاعل باستغراب : انتي اللي ليه دقيتي ؟؟
سحر : لا أنا اللي أسألك..
مشاعل : اقول عن الهذرة !!.. طلبتيني شو بدك ؟
سحر : صح النوم بدري ..توها البومة تصحى !؟
مشاعل : وش تسوي البومة ؟.. ما نامت الا متأخر..
سحر : انتي عارفه متى اتصلت عليك
مشاعل ببرود : ايه .. من اربع ساعات
سحر بقهر من تطنيش بنت عمتها : صدق قوية وجه ..
مشاعل : سويحر كم مرة قلت لك .. طريقة حياتي ذي عاجبتني ما علييك منهااا.. قولي قولي اللي عندك وش السالفة الجديدة بقلبك تبين تطلعينها
سحر : انا مدري وش اللي مخليني لين الحين ممشايتك .. انا وياك من زمان ما توافقنا على وقت .. انا اصحى النهار انتي نايمة ... انام الليل انتي قايمة ... وربي احس اني ما شفتك من سنين !!
مشاعل بدلااال : ياربي يعني مشتاقه يا عووومري
سحر : وعع من متى اصلا الورد يشتاق للبوم ..الورد ياعمري للشمس والنور... من متى الورد للبوم ها من متى ؟؟؟
مشاعل : أقول ما كنك يا بنت ابوك هزأتيني بزيادة عن اللزوم ... عن الفلسفة لا بوكس الحين
سحر : وليتك تحسين ..
مشاعل : افففف ها شتبين..تراني صحيت بس عشان اكلمك ..عندك شي ولا خليني اقفل واكمل نومتي
سحر طنقققرت لآآآخر حد : اففففففففففففف انتي وحدة فاااارغة..اذا شبعتي نوم ذيك الساعة دقي أبي أسوولف معك .. بس هاااا مو تدقين علي بفجر الله والله لو سويتيها بشنقك حية ..
مشاعل : هههههههههههههههههه طيب يا قلب مشاعل.. تصبحين على خير

سكرت منها بابتسامة ،، انسانة بايعة الدنيا روحها حلوة ما تزعل بسهولة .. مهما جاها من كلام وتهزئ تلقى الضحكة على محياها تتقبل الكل بروح رياضية وسعة بال وخاطر..

ابتسمت وهي تطالع اسم بنت عمها اللي تصغرها بسنـة وحدة ... انسانه عايشة يومها وهمها تفرح وتستغل اللحظة ،، ما تفكر بشي غير يومها..ناسية الهموم ودايم تقولها : " اذا عشتي تفكرين ببكرة بتتعبين ..خلي الحياة تمشي مثل ماهي وماشيها ..لا تفكرين بكلام اللي حولك فكري بنفسك واللي يريحها وكيف تعيشين حياتك بالطريقة اللي تسعدك وتريحك "

ليتني مثلك يا مشاعل .. ليتني مثلك أقدر أتحمل..

×××

من صبـاح الله وعالساعة 7 الصبح ،، صحـت سحر نشيطة بسبب نومتها المبكرة ، ولأنه يوم خميس فهذا أجمل شي،،..ودها تسوي خطط لليووم لكن وش الفايدة اذا كانت لحالها... نزلــت تحت ومن فرحتهـا شافت ابوها اللي ماشافته من كم يوووم جالس يشرب قهوته ويقرا بصحيفة الصباح..
سحر : صباح الخير على أغلى أب
رفع راسه وابتسم : يا صباح الفل على اغلى بنت
سحر وهي تروح وتعطيه عناق بسيط تبين فيه شوقها : ... نسيت وجهك من متى ما شفتك
ابو خالد : .. بعد عمري والله... تعرفين مشاغل ابوك
سحر : اجل اشوى اني صحيت بدري... وش ذا (بدلع) داااااادي احس شهر مالك شوفة
ابو خالد بضحكة : هههههههههه بعد قلبي... اجل وش تقولين اذا قلت لك عندي سفرة بعد يومين
انطفت الفرحة بوجهها .. وباحبااااااااط : لاااااا لا تقول ... بتسافر؟؟
ابو خالد : ايه يبه بسافر يومين ثلاثة ان شالله وراجع !
سحر بقهر : ليش؟؟؟
ابو خالد : مارح اطول وانا ابوك.. بروح لشغل !!
سحر : أي مشاغل الله يهديك ؟.. احنا ما صدقنا نستقر هنا بالسعودية عقب كل ذيك السنين ... بترجع تنشغل مرة ثانية !!!يعني ما كفاك السفر .... يبه ارحم نفسك ترا ما صارت ..وارحمنـا !!
ابو خالد ابتسم لها ورجع لقهوته وصحيفته من غير لا يناقشها اكثر ..اما هي جابت لها قهوة وجت جلست معه ..وبدت تسولف له وتعلمه عن الجامعة .. وطلعاتها مع صديقاتها وخصوصا .. بنت عمها مشاعل
ابو خالد : مشاعل بنت عمك لي شهور ما شفتها ؟؟...لا يكون ميتة بس !!
سحر : ههههههههههههههههههههههههه لا يبه..ههههههه حية ترزق ما ينخاف عليها
ابو خالد : اجل مالها شوف هنا بالبيت..أول كانت كل يومين عندنا
سحر : ههههههههههه ايه ادري ..بس تعرف الناس تكبر وزياراتها الكثيرة عندنا بيسبب احراجات لها ولخالد ...
على طاري ولده ابتسم :..الا الدكتور وينه ؟
على كلمة " دكتور" ..رجعت سحر للعصبية والقهر : ..يبه ليش ما تقوله يطلع من الطب بكبره ؟؟؟؟؟
استغرب طلبها : يطلع من الطب؟؟؟.. وليش يطلع؟؟؟
سحر : بس .. لأن خــالد تغير مو مثل اول من دخل هالتخصص وهو خالد ثاني ..احسه صاااار جدي بحياته ما يستانس مثل اول .. مو حرام يبه مو حرام
ضحك على كلامها : كل ذا عشانه معد صار يلعب مثل اول ..حبيبتي اخوك وصل عمره 25 سنة الحين ولازم في يوم من الايام بينتبه لمستقبله .. وبتكون له حياته الخاصة ما رح يظل يراعيك طول عمره !!.. انتي بعد كبرتي ماعادك صغيرة مو مثل "بيان" .. خلاص عمرك 20 ولا انا غلطان ؟؟؟؟
سحر بزعل واعتراف : الا ..دخلت الـ 20 من شهر !
ضحك على شكلها : هههههههههههههههه وانتي اهتمي بدراستك خلك مثل اخوووك
سحر بطفولية : ماااااااااااابي أكـــبر...
ابو خالد : ههههههههههههههههههههه مهوب بهواك ..
وقام عنها وهو ياخذ شماغه من جنبه .. طالعته بقهر ودلال تبيه يناظرها ، بس هو عارف دلعها ضبط شماغه والعقال ومشى طالع وهي مقهووووووورة ... حتى ابوها يحب يطفر فيها أحياناااااا..
بعد ما سكن واستكان البيت من عقب صوت ومزاح ابوها .. قررت تقضي الصباح على طريقتها..

راحـت فتحت التلفزيون وحطت على قناة الأف ام ..وكـانت أغنية الهدايا تردح بكل شاعرية وعذوووبة..
وش كثثثثر تحب هالأغنيــة .. خذتها الكلمات لبعيد ومن غير شعوور صارت تدور بالصالة بحالميــة وتتخيل انها ترقص مع حبيبها بطريقة الغرب على أنغامها الهادية الحزينـة ..

أعذرينــي يالهدايـا .. لو هملتـك فالزوايـا
ماني متحمل أشوفك ،، واللي جابـك مو معايــا

اللـي جابك ويــنه عني .. يا ترا زعلااان مني ؟
مادرى اني في غيابــه .. كم شكيتـه للمرايـا
أعذريــني يالهدايــا

سحر بصوتها العذب مع الأغنيـة ( مع بحّتها المميزة ) : أعذريــني يالهدايـااااااا ..
رااااح وخلاااني لحالــي ،.. شفتـي ويش سوى في حالــي
خبريني ويش أسوي ،،.. لو عشــق قلبـه سواياااااا

وهي تدووور على نفسها وبصوووت عالي : اعذريييييييييييييني يالهدايـا..

رن التلفووون ومن الصوت العالي للأغنية ما سمعتـه..كانت ناسية وين هي فيه أصلا .. لكنه يوم دق مرة ثانية قدرت تسمعه.. طمـرت بسرعة وهي تلقط أنفاسها ، رفعـت السماعة من غير لا تقصر على الصوت : الوووو ..
.... ( كشر وهو يسمع حس الأغنية عالي من عندها ) : .. السلام عليكم ... بيت ابو خالد ؟
سحر وهي سادة اذنها الثانية بيدها عشان تسمعه زين : ... نعم اخووووووي وشش قلــت ؟؟!!!
...... : ياليت تقصرين الصوت عشان تسمعيني مضبوط ..
انحرجت الصووت صراحة عالي مرة .. وغير كذا صوته الهادي كان فيه شي جذبها خلاها تمسك الريموت بسرعة وتقصر وهي تتنفس بسرعة من حركاتها اللي سوتها ..
..... الطرف الثاني من جديد : أسأل هذا بيت ابو خالد ؟؟؟؟
ردت وهي تلهث وتحس بالدوخة من كثر اللف : ايه نعم هذا بيت ابو خالد ... مين معي ؟؟
رد على سؤالها بسؤاال : .. بسأل ابو خالد موجود ؟؟
سحر : لا والله مو موجود ..طلع من وقت للشغل ..مين أقوله ؟؟؟
لكنه للمرة الثانية تجاهل سؤالها ما رد عليه.. وكل اللي سواه شكرها : طيب شكرا ...ومرة ثانية قصري على صوت الأغاني ما يليق كذا على الصبح !
بلحظة "سِحر" صوته اللي خذاهـا .. انقلبت للعصبية وكل السِحر اللي كان ماخذها اختفى .. انحرجت وعصبـت ،،.. من هووو عشان يعطي أوامر!!!! .. وقبل لا تنطق بشي كان هو قد سكر الخط بعد ما شكرها ، ولا انتظر حتى ردها على الشكر !!!
طالعت السمااااعة معصصصصبة ،.. بعمرها ما قد تلقّت الأوامر ، من هذا اللي جاي يسأل عن ابوها يعطيها أمر الحين !!!!...عناااااااااااااااااااااااااد لك..
مسكت الريموت من جديد ورفعت الصوت على أعلللللللى شي عناد فيه ، ورجعت ترقص من جديد وهي مطنقره.. تمنت انه يتصل من جديد عشان تسمعه لكن التلفون معد صار له صوت..

بس نست السالفة من أساسها بلحظتها ورجعت لأغنيتها المفضلة .. آخر مقطع كان احب مقطع لقلبها ودايم تعيش جو عليه .. سحر اذا دخلت جوو خلاص تنسى الأرض اللي تحتها تحس نفسها فوق السحاب..

قووولي لو هو حب غيري ،، وش يكووون اسمـه مصيرري
غير أموت أنا فمكـاني .. واتـرك الدنيا ورايــااا ..

صوت سحر ومعه صوت ثاني من وراها : أعذررررررررريــني يالهدايـــا ...

وقفت عن الرقص والتفتت مستغربة شافت خالد واقف وراها بطلته البهية وحضوره القوي ، والبالطو الأبيض معلق على يده اليمين .. استحت وعصبت بنفس الوقت..

خالد : الله الله جوّوك كان رهيــب..!!

لفت وجهها تسكر التلفزيون وهي خجلانة ،.. رغم انها قلما تخجل منه بس يمكن حالميتها الزايدة ونسيانها لنفسها أحرجتها ..
خالد يحارش : يا حبك للرقص !.. هبال ماله آخر !
سكرت التلفزيون وكانت الأغنية قد انتهت .. وراحت لطاولة الطعام تفطر من غير ما ترد عليه .. لحقها وهو مبتسم وجلس معها عالطاولة

خذت توسـت ودهنت فيه مربى ومع كوب القهوة بدت تفطر... ماقالت له حتى صباح الخير ... تاكل وتبلع من غير لا تطالعه وكأنه والجدار واحد .. كأنه غير مرئي بالنسبة لها كأنه شي صغير !!
خالد بعد مدة وهو ياكل :... لا أحسن قومي طقيني !!
رفعت عينها باستغراب :... قلت شي انا ؟؟؟؟؟
خالد : نافخة هالوجه شوي وتقومين تكفخيني ..
سحر : تتوهــم !
خالد : لا ماني بأتوهم !!
سحر : افطر بس لا تتأخر على دوامك ..
خالد : .. قولي يالدلوعة وش اللي مضايقك؟
سحر بقهر : مو شي يا سعادة الدكتوووووور
خالد بوناسة وانشراح : الله !!.. وش كثر احب كلمة دكتور منك !..احس اني كذا شي عظيييم شي كبير في الدنيا
وهي تناظره بسخرية : لايقه عليك..!
خالد بغرور : أدري..
سحر : واثق!
خالد وفيه الضحكة :...وش مصحيك من صباح الله ؟
سحر : تعرفني احب الخميس واحب اصحى بدري...(بقهر ) مو مثل بنت عمك هالخيشة..
خالد بضحكة ساخرة : مشاعل !؟
سحر وهي تتذكر مكالمة ليلة البارح : ايه مشاعل !..مشتاقة لها الحمارة وهي مو معبرتني كل ما ابيها الاقيها نايمة
خالد بنبرة ساخرة : أحس هالادمية بتصحى يوم .. بتلاقي نفسها عجوز !
سحر ونست زعلها ضحكت : ههههههههههههههههههه ايه والله صادق ... كل حياتها نوم ممكن تصحى يوم حياتها خلاص انتهـت..
خالد :... تبين الصدق!... حياتها مأساوية أنا مو مستوعب ان فيه احد يعيش عيشتها، احسها وحدة فارغة ومالها هدف.. وغير كذا تهدر صحتها من غير فايدة ..
سحر حست انه بيبدا انتقاد : .. لا حرام تراها تجنن وشخصية حلوة .. هي مو بذاك السوء وأكيد بيوم من الأيام بتتغير...
خالد وهو قايم من غير اهتمام : ..ما أظن..انا طالع الحين تبين مني شي..؟
طرى عليها اقتراح مفاجئ كان من وحي اللحظة : ايه .. ودي اروح لبيت عمي عند مشاعل ..
خالد وهو يشيل البالطو ويتحرك للباب : .. بنتظرك خمس دقايق استعجلي..

سحر ماااا صدقــت..بسرعة طارت لفوق ولبست لها أي بنطلون مع تيشيرت ،..رفعت شعرها فوق ذيل الحصان وخذت نظارتها الشمسية ولبستها... ونزلت بسرعة لسيارة اخوها الواقفة برا .. كانت تقدر تروح مع السواق لكن مع خالد شي ثاني ... كانت عارفه انه بدوامه بينشغل عنها ،، والايام الجاية ممكن ينشغل وما يفرغ نهائيا .. فحلوة هالفرصة .. ترضى فيها كتعويض عن أمس !


نزلهـا بيت عمها وقبل لا يمشي .. خالد : متى ما تبين ترجعين اتصلي بالبيت واطلبي السواق..
سحر : ما تقدر تجيني ؟
خالد : لا .. دوامي لين الليل ..
سحر باحباط : طيب!

سكرت باب سيارته ودخلت بيت عمها المفتوح بابه ..لأن البستاني دايم بهالوقت يكون بالحديقة يعدل ويحصد.. بسرعة دخلت جوااا الفلة وسكرت الباب الأنيـق وراها .. كان الجوو بارد والمكيفات شغالة وما في حس لأي صوت ! ، الصالة خاليـة والهدوء يجيب الكآبة للواحد ... عمـها أقل مستوى من أبـوها ماديا لكن بعد ما يمنع انه راعي خير..

ناظرت الساعة المعلقة شافتها 9 .. لسا بدري..

وقت مبكر جدا على الزيارات لكن هالشي متعودين عليه والميانة طايحة مرة ، لدرجة سحر تقدر تجي هنا بأي وقت.. تحب تعشق بيت عمها ، والوقت اللي تقضيه هنا متعة بالنسبة لها مع بنات عمها الثنتين .. حياتها مع هالبيت ما استقرت الا من فترة قريبة ... خصوصا عقب غيابها عن السعودية من صغرها.. وزياراتها اللي اختصرت على الاجازات بس !... تحركت داااخل وهي تفك الأزرار الأمامية لعبايتها ( الفراشة ) من غير ما تخلعها .. ومن غير شورها ومن غير سابق انذار قلبها تبعثرت دقاته !... ما تدري ليش !.. شعور غريب دايم يداهمها كل ما صارت بمكان قريب منه..

بسبب وجوده أكيد ... بسبب انسان تعبـت معه !!..تحاول دايم تخفي اهتمامها لكن عيونها تفضحها..
نادت على الخدامة : آني!
جت لها الخدامة العريقة في بيت عمها وسألت بعد ما شافت الساعة مرة ثانية : محد صاحي ؟
الخدامة : لا مافي ...بس...... مهــمد..
نفضة غريبة في اطرافها ..سألت بتردد : وينه ؟؟
الخدامة : براا...
سحر : برا وين ؟
الخدامة : قبل شوي اكل فتور ..بأدين راه برا في حديكة !!
سحر : ومشاعل؟؟
الخدامة : مشاءل نوم !!
حست سؤالها غبي.. أكيد نايمة يعني بتصحى هالوقت !!... قالت : طيب شكرا..

راحت الخدامة وسحر ما قدرت تطلع فوق قبل لا تشوفه .. اللي تعرفه انه كان مسافر لأسبوعين عشان شغل لأبوها وتوه راجع من كم يوم .. تبي تشوفه مشتاقه لوجهه..
راحت للنافذة وطلت عالحديقة .. شافت محمد واقف هناك عند البستاني يكلمه ويوصيـه عالحديقة ،..ويشرح له بعض التعديلات وهو يحرك يدينه هنا وهناك !... كان شكله غير مرتب دقنه غير محلوق ولبسه بيتوتي أكثر منه أنيق .. هيئة ما تشوفها كل يوم ..بس ما منع " جاذبيته الخاصة " انها تبان ...سحر نست نفسها وهي تشوفه وما وعت الا لما شافته يلف ويمشي راجع للفلة ... بسرعة وخبصة لمت نفسها وطلعـت ركض لغرفة بنت عمها ما تبي يكون بينها وبينه أي لقاء او احتكاك .. ما تبي تحس نفسها ذليلة أكثر من ما مضى !.. ماتبيه يحس انها بجيتها هذي ميتة عليه أكثر من ماهو عارف ومتأكد ..

دخلت غرفة مشاعل واستقبلها السيناريو المعتاد .. ثلاث أغطية مغطية بنت عمها ودافنتها ، ومكيف على درجة التجمد .. مع ان الجو برا فيه من البرودة الخفيفة بس هالآدميـة لازم تحس نفسها نايمة في القطب المتجمد ..!!..
وقف شعرها من البرد وراحت للمكيف وقصرت على درجته إلى 22 درجة وهي تتحسب عليها ... فتحت الستاير وغمرها دفا الشمس ..، والله هالشمس نعمــة !!!

راحت لـ مشاعل الغرقانة بحلومها ...فكت الغطا الأول وقابلها غطا ثاني .. فكت الثاني وقابلها ثالث ..
سحر : حشا وين عايشة ثلاث لحوف !!!... مشيعل وين تحسبين نفسك فيه في الأسكيموووووو !!!
سحبت الأخير... وفجأة تحركت مشاعل وتكورت على نفسها من البرد مثل الطفل... شكلها كان برئ للغاية ... حاولت تقومها بس خطر في بالها فكرة ..
ابتسمت عليها وطلعت جوالها من شنطتها بخبث وشطانة..
فتحت عالكاميرا !
سحر بهمس وهي تقرب وتبعد الزوم على مشاعل : ان ما مسكت عليك شي ما كون سحر.. والله لأذلك يالبومة بجننك مثل ما تجننيني...
و " تشـك " ... لقطة ، ولقطتين وثلاث .. خذت اللي تبيه ومشاعل عايشة بحلومها ، مرة تبتسم ومرة تكشر....

دخلت سحر جوالها داخل الشنطة ومدت يدها لمشاعل وهزتها : مشيعل قومي يكفي شفط نوم ...
تحركت بانزعاج وهي تتأفف ، ومدت يدها وهي مغمضة تدور عن الغطا ..
سحر: قومي يالبومة قوومي ..
تحركت وفتحت عيونها : اففففف لا تقولين انك سويحر مالي خلقك ترا ..( وغمضت)
سحر: الا انا وبكل فخر...
مشاعل : وش جابك ...
سحر: طفشانة بهالعطلة قلت اجيك... وجابني خالد حبيبي واخوي الوحيد..
من غير لا تفتح عيونها ...ابتسمت بنعومة : ..وعسى دخل ؟؟
سحر : لا ما دخل... تعرفينه حضرة الدكتور مشغوووووووول هالايام..
مشاعل وهي تغمض بنعاس وتضم مخدتها وتهمس بحالمية : يا جعلني فدى ذا الدكتوووور...
سحر ابتسمت وهزتها من جديد :..... بتقومين والا انقلع لبيتنا
قامت أخيرا جالسة وبروووواق مفاااجئ : ..افطرتي ؟؟
سحر: ايه اكلت ببيتنا ..
مشاعل : لازم تفطرين معي ..
سحر : ههههههههه مروقة غريبة ..
مشاعل : عشاني شفت وجهك اكيد بروّق..
سحر : ما أظن ..!
مشاعل : عن الظنووون ... ( ضمت سحر ) .. ياربي وربي مشتاقه لك من زمان ما شفت هالفيس الجميل ..
سحر وهي قرفانه : يا معفنة قومي غسلي .. وععع ابعدي
دفتها مشاعل بقوة وسحر لأنها جالسة على حافة السرير طاحت بالأرض : ...يا حمارة ..
مشاعل : هههههههههههههه والله قليلة أدب .. ( وهي تقوم من السرير ) .. جاية عندي وبغرفتي ولا تحترم .. ضيفة قليلة ذوق... اطلعي برااا انتي مو وجه احد يحبك اصلا ..
سحر بقهر من اسلوبها : على تراب ..
راحت مشاعل للحمام وهي تضحك .. غسلت وطلعت وهي في قمة النشاط ..
مشاعل : هيا نخرج .. انا جوعاااانة
سحر ابتسمت : طيب انا شفت اخوك !!
مشاعل : اخووي ؟؟؟... بندر؟؟
سحر : لا... ( بتردد ).. محمد..
مشاعل من غير اهتمام وهي تروح الباب : اوووه على بالي بندر توني بزغرط ... محمد بالطقاق لا يهمك
سحر بألم.. شلون ما يهمني : ... اقولك صاحي
مشاعل : واذا كان صاحي عادي هذي عادته وش الجديد ؟!... تعالي نفطر بالصالة تحت وهو أكيد بغرفته واذا يبي يجلس يقلب وجهه يروح للصالة الثانية..

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 01:50 AM


ترددت سحر تطلع لكنها بالنهاية شجعت نفسها وقوت قلبها ..رفضت تفصخ عباتها خلتها عليها لأنها تتوقع اي جرح جديد منه !!.. فتكون مستعدة للخروج مرة وحدة..
نزلت وهي تقوي نفسها اكثر ،.. لمتى بتستمر تحس بالذل لمجرد انها تكن لشخص مغرور .. مجموعة من المشاعر !

دخلوا للصالة وسحر تقلب عيونها تخاف تشوفه ..تحاول تقاوم رهبتهـا،،.. ليش ينفرض عليها تتوتر كل ما صارت قريبة منه !.. وش كثر أذاها وش كثر ذلها ، ليش تحس انها تحبه ومااا تحبـه...
اول ما دخلوا للصالة راحت مشاعل للمطبخ وسحر جلست ... فتحت التلفزيووون تتفرج .. وبلحـظة شافت محمـد يدخل من باب الحديقة ...

محمد ..!!!
الحلو ، الجميل ، لكنـه ..قاااسي !!

لاحظها جالسة وسلم : السلام عليكم ..
سحر برهبـة منه : وعليكم السلام ..
محمد : أخبار عمي ؟؟
سحر بنبرة أخفض مع المعتاد : بخير ..الحمدلله
كان على عكسها يتكلم بصوت عالي واضح ومو مبين عليه أي تأثر عكسها تماما : وخالد شلونه ؟؟؟
سحر بهدوء وهي ضامة يدينها بقوة : وخالد بخير وعافية ...

طالعها فترة من الوقت بنظرات غريبة طويلة ، وهي متوترة ما تدري وش سرها،، الأكيد انه مو حب لكن ليش يناظرها كذا وكأنه عارف بكل شي داخلها له !!..
انتظرته يسأل عن اخبارها .. لكنه ما حقق أمنيتها صد عنها يكمل طريقه للدرج ... من غير شعور نطقت بألم : ... وأنا؟؟
وقفت رجوله على أول درجة .. وصد لها وبوجهه الاستغراب رغم انه من داخل قلبه عارف وش تقصد :... انتي ؟؟؟
سحر : .... حرام تسأل عن اخباري ولا أنا مو بنت عمك ؟
محمد بنبرة هااااادية جامدة تعور قلب سحر الرقيق :..هذا انتي ما شالله قدامي وبخير ... وشو له السؤال ؟
سحر : من الذوق على الأقل
لف بكل جسمه لها وهو بمكانه :..لو لاحظت ان فيك شي وقتها أكيد بسأل... لكنك بخير والحمدلله

وش دراك انت باللي فيني ..يمكن شكلي من برا يقول مافيني شي .. لكن احساسي بالاهانة منك أعظم..
سحر :.... ليش وانت سألت عن اخباري عشان تعرف اذا انا بخير ولا لا ؟

ماكان يخفى عليه اللي يطل من عيونها له... كان مغتر بنفسه عزييييز يشوف نفسه فوق فووووق السحاب .. وهذا كان عيبه الوحيــد .. ما يتنااازل بسهولة وصعب التعامل معه!!..
كل مرة يتقابلون فيها يلاحظ بعيونها المشاعر له ...لكنه يستمر بالتجاهل ..

محمد : ... عن إذنك ..

طلع فوق مو مهتم للعاصفة اللي سببها داخل نفسها من جديد... آآآآه طلعت مكتومة منها.. وين المشكلة ؟ من وين الذنب مني ولا منه .. ليش ما يقدر أو عالأقل يحسسني باهتمامه لو مو كـ حبيبة عالأقل كـ بنت عم..!!

يمكن عيشتها برا ،.. وتنقلها من بلد لآخر من فترة لفترة ولمدة طويلة خلت محمد بهالاسلوب معها..من الصغر وهي بعيدة فهي ما تشكل أي اهمية بالنسبة له !!..
شكل هالحلم الوليد يا سحر ماله أمل يكبر...والحب اللي دايما تسمعين عنه وتسمعين قصصه .. الظاهر مالك نصيب فالدنيا تلقينه أو عالأقل تعيشينه مثل مالكثيرين عاشوه ..

جت مشاعل وهي ماسكة الصينية بين يدينها وترقص وتدور على نفسها بنفس الوقت ..: بريحـك مني خلاااااص واغيب عن عييييييييينك
ابتسمت سحر وكل الضيقة راحت وهي تشوف وجه مشاعل الصبوحي اللي يخلق البسمة على اي احد : هههههههههه ليش شايلة الصينية وين الخدم وش شغلتهم .. ليش متعبة نفسك مشيعل
مشاعل بنظرة غرور وهي تجلس بعد ما حطت الصينية : احيانا أحب اخدم نفسي بنفسي وخصوصا اذا كان لي مزاج .. مو مثلك دلوووعة..
سحر بنعومة : .. أحاول اغير من عادتي بس ما أقدر.. عيشتي هاللي حكمت علي كذا واجبرتني اشيل صفات احيانا انا ماكنت ابيها تكون فيني ..
مشاعل : ... ايييه من قدك طفتي نص بلااااد العالم في أقل من 20 سنة .. هبببببببببببببب عليك !!
ماتت سحر ضحك وضربتها : ههههههههههههه يا حمارة وش نص بلاد العالم ... كلها أربع دوول ..
مشاعل : المووهم انك شفتي الدنيا من قدك في ناس ما طلعوا من عتبة باب بيتهم ..
سحر بابتسامة كئيبة : وتحسبيني يعني كنت مستانسة واحنا كل ثلاث سنين في بقعة وفي مكان جديد .. ترا كان صعب علينا وخصوصا علي.. كل فترة اضطر اغير مكان حياتي واجبر نفسي أتأقلم بالظروف حولي والبيئة المحيطة فينا ..
مشاعل : بس اتذكر لما رحنا نزوركم في جنوب أفريقيا .. أحببب هالبلد جنان وكنت اتمنى ازوره ...ومن حظي صار عمي سفير هناااك وقدرنا نزوووركم .. وقدرت اشوف هالبلد اخيرا
سحر وهي تتذكر ذيك اللحظات بفرح : ايه اتذكر يوم دريت انكم بتجووونا ما صدقت بغيت اطير من الفرحة ..
مشاعل : اشتقت لذاك المكان ياليت نزوره ثاني مرة ..
سحر : انا عشت فيها ثلاث سنين طقت نفسي منه ..
مشاعل : والبيت اللي لكم هناك وش تسمينه ؟
سحر : وش فيه ؟
مشاعل : للحين عمي مالكه ؟؟
سحر : ايه على ما اظن ..ما سمعت انه باعه او شي..
مشاعل بفرررحة : ياااااااااااااي أجل شرايك نسافر هناك بالصيف الجاي..
سحر : انا مالي خلق كرهت السفر أبي اجلس بالسعودية ،.. للحين ما برد خاطري منها..
مشاعل : سنتين من تقاعد عمي ورجعتوا هنا وللحين ما مليتي ...بالله وش تبين في الحر والشمس ؟؟ لك سنتين وانتي منطقة بهالجو المعفن !!
سحر : عاادي مو مشكلة عندي... انا حاليا مستحيل افكر بالسفر كفاية اللي قضيته ذيك السنين ..وسنتين بالسعودية ما تكفيني ابد ولو تعطيني العمر كله ما تساوي اللي قضيته 12 سنة برا !!... تدرين انا اللي كنت ألح على ابوي يتقاعد صراحة مليت من ذيك العيشة كنت احس اني انسانة بلا هوية وبس من مكان لمكان ..
مشاعل : ههههههههههههههههههه .. طيب ولا تزعلين مدامك عايفه السفر انا بعد بعيفه .. قومي نطلع برااا



يتبــع ...

طبعـا ما اعطيتكم أي معلومات عن الشخصيات اللي طلعت ،.. مقررة أترك تعريفهم لكم .. مع انطباعاتكــم عنهم


عيووون



{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 06:53 AM

الجــــــزء 2 ...


نست سحر سالفة محمد ، لأنها يوم تكون مع مشاعل تنسى كل شي وراها بسبب ان مشاعل نفسها تجبرها تنسى ...
جلسوا عند حوض السباحة عالكراسي كل وحدة على كرسي يتشمسون بشمس الصباح .. غمضوا عيونهم وبدوا بطفولة يتخيلون أنفسهم قدام البحر ، يسولفون ويضحكووون ..
سحر : ذكرتيني بآخر مرة رحنـا فيها لجدة قبل ثمان سنين .. عند البحر.. يوم جينا اجازة للسعودية
مشاعل مستحيل تنسى ذاك اليوم : ههههههههه يوم ما بغيت أغرق اخوك ..
سحر :ههههههههههههه ايه وربي خالد ذاك اليوم كان بيروح فيها.. كنتي بتذبحينه
مشاعل بحالمية : أجل يا حبيبتي أنا امووت!! خله يموت ما دامه ضحى بنفسه عشان ينقذني .. يقولون الحبيب دايم يموت عشان حبيبه ..
سحر هدت ابتسامتها والتفتت لمشاعل المغمضة عيونها ..
سحر : .. ضحكتيني .. خالد لو داري انك كنتي بتذبحينه كان ما جازف بنفسه حتى
مشاعل وهي تضحك من الذكرى : ههههههههههه حسيته كان يبي يموتني لما طلعنا سالمين..
سحر :ايه احمدي ربك ذاك اليوم كان فضييييع بالنسبة له ... كره روحة البحر بسبتك ..وماطلع من البحر الا بشد عضلي منك !!
مشاعل :هههههههههههههههه فدااااااااي..
سحر : ههههههههههههههههههههههههههه خبلة
مشاعل : عاد تدرين .. مع اني كنت خايفة وقتها من الغرق بس كانت روعة تقولين فلم هندي .. حسيت بخوفه علي ما تصدقين شلون..
سحر بابتسامة : اكيد بيخاف عليك مو بنت عمه .. ومثل اخته
التفتت مشاعل بسرعة معصبة : كم مرة قلت لك لا تقولين لي اني اخته...
ابتسمت سحر على انفعالها : ههههههههه طيب ولا يهمـك..
مشاعل بقهر : ان ما طيحت اخوك ذا في هواي ماكون مشاعل بنت ابوي... ان ما جبت راسه ماكون أنا..
سحر : ههههههههههههههه لك سنتين وانتي تقولين هالكلام وما شفنا شي للحين.. ما قدمتي أي تطور في العلاقة .. الا بالعكس خالد زاااد بلااادة ناحيتك ..
مشاعل بقهر : اقول شرايك تنطمين...
سحر : انتي انسانة فاااشلة بالحــب اعترفي..
فاااااارت مشاعل .. الا الحـب لا تهزؤنها فيه ولا يا ويلكم : .. فاشلة بعينك يا حمارة .. شوفي نفسك تكفين ويا اخوي..
سحر غصبت الابتسامة من غير لا يبين التغير : ... انا معترفة بفشلي مع محمد .. لكني مستمرة بالمحاولة
مشاعل : اشوى هذا معناته انك فاشلة مثلي خخخخخخخخخ ..

سكتوا شوي ... سحر تناظر صفحة الموية بالحوض العميق .. ومشاعل تناظر السحاب الأبيض فوق ..
فجأة مشاعل بهدوء : ... أنا انسانة عندي هدف !.. وهدفي هو هذاك الانسان .. ومارح أتنازل عنه
سحر : صدقيني بتتعبين... خالد مو من النوع اللي يطيح بسهولة ..
مشاعل : تتحديني ..
سحر : لا ما أتحداك .. أخاف تتحمسين و تطيحين على راسك.. يجيك شي وتنهبلين علي

ضحكت مشاااعل بمرح وابتسمت سحر... ليتها تكون مثل مشاعل،،، رغم ان مشاعل تواجه صد من خالد وعدم اهتمام منه .. الا انها تضحك وتبتسم من غير لا يأثر عليها هالشي...
دوم تقول الحياة قدامها ، والفرص قدامها كثيرة .. ليش تتعب حالها من الحين خلها تحب وتعيش الحب من طرف واحد ،،.. مايزعجها لو كان الحبيب مو مهتم ..الحياة مستمرة وهي مو مستعجلة على شي... هذي هي
مشاعــل !..
كتلة من المشاعر الحارة ، الباردة في نفس الوقت ..

غيرت سحر الموضوع عقب ما طرى في بالها "بندر".. الانسان " غريب الأطوار"
سحر : الا وينه بندر...؟ لي كم شهر ما شفته ؟
مشاعل : ما تعرفينه يعني ... هذا مب ساكن في البيت هذا ساكن في المزرعة مع حيواناته ..
سحر : ههههههههههه وربي احس اخوك هذا فلة ووناسة لحالها..
مشاعل : الا قولي لغز ماله حل...ما ادري وش عاجبه بذيك العيشة .. اذا جا فهو يجي يومين او ثلاثه بالاسبوع ياخذ له كم غرض يبيه ويرجع لمزرعته الخاصة..
سحر : هههههههههههههههه بندر هذا غير غير عن محمد..
مشاعل : انا معك ما كأنهم طلعوا من بطن واحد !!..هذا شرق وذاك غرب ،،...
سحر : ههههههه والله له وحشة
مشاعل بنظرات تحاول تحرجها :... أوه أوه !... وش قاعدة أسمع ... كأني بديت أحس انك بتحوليـن عن محمـد لـ بندر..
سحر : وجعععه من قاااال .... ( لأنها عارفه انها بتمسكها عليها .. غيرت السااالفة كلها ).. خلينا من اخوانك ... وينها شادن الحين الساعة 10 ونص بالعادة تكون صحت ..
مشاعل وهي مغمضة عيونها :... شادن تصرفاتها الفترة الأخيرة فيها شي متغير ..
سحر :... هههههه وش مغيريها يا دقيقة الملاحظة .. زعلانة يعني..
مشاعل : خخخخخ لا مادام مشاعل الحلوة معها ما تزعل ... بس انا ملاحظة انها تقرا جرايد كثير..
ماتت سحر ضحك :... ههههههههههههههههه تدرين انك وحدة هبلة ... واذا قرت جرايد كثير وين المشكلة .. حرام القراية !!
مشاعل : موووب حرام ابد بس تعرفينها أول ما تحب تمسك جريدة بين يدينها تقول تجيب لها الكآبة ... بس الحين صايرة مهتمة بزيادة .. ولما أسألها وش سالفتها تقولي مافي سالفة ..
سحر :... ما اشوف أي مشكلة ... عادة وتغيرت وين المشكلة ..
مشاعل :... ما أدري .. بس "عمر" من طلع من بيتنا وهي دنياها مقلوبة.. خايفة عليه كأنه طفل صغير..
سحر : ههههههههههههه مو هو نظر عينها على قولها !!.. معذوورة
مشاعل :.. بس قلقها الزايد عليه ينرفزني ..هو مو صغيير رجال ويعرف يعتمد على نفسه..

احترت الشمس ، ومر عليهم الوقت ... مشاعل تثاوبت وسحر شافتها..
سحر : شكلك بتنامين يالبومة ...
ابتسمت مشاعل بخبث :... تسمحين لي ..!
سحر قامت واقفة بسرعة وسحبتها ووقفتها : لا طبعـا... مالك الا دش بارد ..
مشاعل تناظرها ببلاهة : صايرة امي وانا ما ادري...
سحر:.... مسكينة خالتي اللي بلاها بوحدة مثلك ..
مشاعل : بدينـا بالشتيمة يا بنت السفير..
سحر :... المشكلة انك باردة دم ...مهما تكلمنا وشتمنا عادي عندك ..
مشاعل وهي تمشي قدامها ببرود وتتثاوب :... قلت لكم مهما حاولتوا توقظون المارد داخلي ما تقدرون ..
سحر هي تدفها من الباب ويدخلون الصالة : ههههههههههههههه يلله يا ام مارد قدامي انا بروح لشادن وانتي عالحمام ...
مشاعل :... ما باقي غير تمسكين كشتي.. بعذري ما كنت نايمة لي ساعتين يوم تجيني وتقوميني
طلعوا الدرج للدور الثاني ...... سحر :... دقيقتين وراجعه يا ويلك لو اشوفك نايمة.. تسوينها..
مشاعل وهي معطيتها ظهرها دخلت الغرفة وهي تبتسم بمكر... منتي قدي أبد يا سحر.. يوم جديد من جنوون سحر بيبدا... خخخخخخ بطلع الشيب براسك يا بنت السفير !!

وقفت سحر عند باب شادن ما دخلت ... بخبث رجعت لغرفة مشاعل وهي عارفه ان مشاعل بتعاند ... فتحت الباب بقووة شافت مشاعل حاضنه مخدتها وماخذه السرير بالعرض...

ناااااااار شبت براسها : مشيييييييييييييييعل وجععععععععععه ...

قربت منها بسرعة وقهر.. مسكت رجلها المتعلقة بالهوا ... وسحبتها بقوة بتطيحها على وجهها بالأرض ... مشاعل تفاجأت من الحركة صرخت وتعلقت بطرف السرير : سوييييييييييييحر لاااااااااا.....

قامت ترافس وسحر تسحبها.. تعلقت بقوة وصراخها واصل للسما... هالحركة سوتها سحر فيها من قبل ،، وبسببها طاحت عالارض وسببت كدمة بوجهها ما راحت الا بعد اسبوعين ..

مشاعل : لااااااااااااا سويحر لا تسوينها ... أبي وجهي والله اتركيني سووويحر
سحر وهي تسحب بقوووة :... كدمة ثانية يمكن تأدبك شوي وما تصفطيني وراك ..
مشاعل :... وررربي بقوم بس اتركيني لااااااااااااااااااااع...
ابيضت اطراف اصابعها من كثر ما كانت متمسكة بطرف السرير .. انهـد حيلها خلاص سحر أحيانا تجيها قوة عجيبة.. واذا بغت تنتقم منها بتنتقم ....

جاهـم صوت من الباب .. صوت ناعم ،،كثير ما يجذب الانتبـاه :... شفيكم يا رجه انتي وياها !!؟؟..
مشاعل وأحبالها الصوتية راحت فيها :... شااااااادن بعديها عني تبي تشوه وجهي ..
قربت شادن " 21 سنة " وشعرها حول وجهها واضح انها توها صاحية :... وش مسوية هالبومة يا سحر ؟؟
سحر وهي متعلقة برجلها :... قليلة الذوق اختك كانت ناوية تصفطني وتنام...
شادن : يا هالنوم اللي صاير حبيبها الأزلي... ما نمتي بالليل مشيعل ؟
مشاعل وهي تناظرها من ورا كتفها والرجا بعيونها :... وقته أسئلتك يا غبية !!.. بعدي هالشريرة عني ...
تركتها سحر وطاحت رجلها عالأرض .. وعلى طول زحفت ترجع لمكانها عالسرير ...
سحر :..... آخر مرة تسوينها فيني مشيعل..
مشاعل : وجع لو طايحه على وجهي كان مليت وجهك ذا بكسات..
شادن : هههههههههههه هالكاراتيـه ما جاب لنا خير..
مشاعل : ايه يا عمري ما تعلمت كاراتيه عالفاضي... الزمن هذا مافيه خير... والبنت اللي ما تقدر تدافع عن نفسها بهالوقت لا تطلع من بيتها ..
سحر :... خلاص بنتظرك تحت .. مشيعل لا تطولين ولا برجع لبيتنا
مشاعل بنظرة حاقدة :.. اففف طيب خلاص انزلي مع الآنسة هذي وانا آخذ دش وانزل..

طلعوا من الغرفة وشادن تضحك : دقيقة بس اغير بجامتي واطلع لك ..
غيرت ملابسها ونزلت مع سحر عالمطبخ عشان تسوي لها كوفي ..
شادن : تبين يا حلوتنـا قهوة ..
سحر وهي جالسة على كرسي بالمطبخ : ... من يدك أكيد ..
عقب من انتهوا طلعوا للصالة .. شادن راحت تدور على جريدة اليوم بس ما لقتها بمكانها المعتاد ..
شادن بضيق : افففف لا تقولين ان الجريدة ما وصلت !!..
استغربت سحر ولمحتها جنب التلفزيون : شوفيها مو هذي ..
خذتها ومدتها لشـادن .. اللي خذتها براحة وهي تطالع الصفحة الأولى ..
سحر : نطلع بالحديقة ؟؟
شادن وهي تتأبط الجريدة ، والكوب الساخن بيدها : يلله ...

طلعوا وجلسوا عالعشب الأخضر المحصود .. فارق السن بينهم سنة وشادن في سنتها قبل الاخيرة بالجامعه .. بس شخصية حلوة تجذب الكل .. مرحة ، ضحوكة ، بس أكثر ركادة من اختها مشاعل..

أول ما جلسوا مباشرة حطت شادن الكوب جنبها ، وفرشت الجريدة عالعشب وبدت تقلب الصفحات بتركيز شديد ..
تذكرت سحر كلام مشاعل... فعلا اهتمام غريب ،، وحدة مثلها ممكن تتصفح الجريدة بسرعة ، لكن تركيزها هذا غريب...
مرت ربع ساعة وهي على حالها من غير كلمة وحدة..

سحر بقهر : انتي واختك تقهرون ... الحين منزلتني عشان اتفرج على حضرتك ..
رفعت شادن عينها لها .. وضحكت : ههههههههههههه يا عمري مو قصدي والله .. بس في شي قاعدة أدوره ... اسفة ..
قفلت الجريدة بابتسامة .. بس سحر لاحظت ضيق غريب مخفي ورا هالعيون ... وش فيها شادن !! ليش متضايقة ..
سحر : وش فيك ؟؟.. زعلتي من كلامي ؟
شادن : ولا زعلت ولا شي ... من قال اني متضايقة اصلا ..
سحر : ما اعرف أفهم لكم انتم ...
شادن بمرح يخلي الواحد ينجبر تتعلق عيونه فيها : ... وش راااايك ... نطب انا وياك الحين بالمسبح ... في بالي أسبح من كم يوم .. بس مشاعل مطنشتني وما احب اسبح لحالي ..

سحر مباشرة شب وجهها واحمرّ بصمت وهي تتذكر ... شادن ما استوعبت هالتغير الا بعد لحظات .. وماتت ضحك بدورها ...
شادن : للحين تذكرينه ؟؟؟
سحر باحراج : ماني سابحه .. للحين ما نسيت اللي صار مع اخوك الحقير آخر مرة !!
شادن : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه..
سحر : ايه اضحكي وش عليك مين اللي أكل الاحراج أكيد أنا ...
شادن : ههههههههههههههههههه عادي وسعي صدرك ... هالمواقف ملح الحياة..
سحر : ملح الحياة هاه ...!!.. عقبال ما تطيحين بهالموقف يوم آآآآمين يارب .. ومع واااحد يحرجك مثل ما أحرجني اخوك !!
شادن : وجع لا تدعين علي .. مو ذنبي ان محمد هو اخوي ويحرج الواحد ..
سحر بقهر : ما أدري مين اللي قاله روح اسبح في المسبح مع انكم دارين اني كنت هناك اسبح بنفس الوقت ..
شادن : والله موأنا..هههههههههههههههههه يمكن مشاعل... حتى مشاعل مالها ذنب هي ما كانت تدري اني انا وياك كنا نسبح ...
سحر : انا للحين مو فاهمه .. هو أنا وانتي متشابهين لهالحد يوم انه ما يفرق بيني وبينك ..
شادن : هههههههههههههههههههههههه اعذريه كان جاي متحمس يبي فيني مقلب .. وجا المقلب فيك ..
سحر : الله لا يعيده من مقلب !!
شادن : عاااد انسي السالفة .. من خمس سنين انسيها..

هالمقلب من أكره المواقف بالنسبة لـ سحر مع محمد ... لا واللي يقهر ان الموقف هذا بالذات على الرغم انه محرج لأي بنت ، الا أنه ما أثر عليه ولو شوي .. مر عليه مرور الكرام ،، أما هي ما تنساها طلعت من المسبح تركض وهي تبكي مثل الطفلة الخايفة ... تركض تدور على شادن اللي تركتها من دقايق تجيب لها منشفة ... وشافتها وهي جايه من بعيد ، ركضت لحضنها تصيح ... بنفس الوقت كانت تسمع ضحك محمد من وراها على غرابة الموقف ...

سحر بقهر : انا كنت اصيح وهو من وراي يضحك .. بالله مو شي يقهر .. بدل لا يقول آسف يضحك كأن الموقف عاجبه ..
شادن : هو ما كان يضحك عليك كان يضحك على نفسه .. ما يدري شلون ما انتبه انك سحر مو شادن .. اعتذر منك نسيتي ؟؟
سحر : عقب ايش عقب ما بغيت اموت من الخوف والخرعه !!
شادن : هههههههههههههههههه من خمس سنين هالمقلب انسيه ترا ما يسوى والله ...
تنهدت سحر .. خمس سنين !!.. 5 سنين بس للحين تتذكر ضحكته العالية يوم كانت تركض وهي تبكي مثل الأطفال ... ابتسمت غصب عنها ونزلت راسها .. لاحظتها شادن وكل اللي سوته رفعت عيونها للسما الزرقا وهي تحضن الكوب بين يديها ..

بذاك الموقف .. كل اللي صار ان سحر كانت واقفة على حافة المسبح بعد ما انتهت سباحة هي وشادن .. توها مخلصة وكانت بس تنتظر شادن اللي راحت داخل تجيب لها منشفة .. وعلى حسب علمها ان ولا واحد من عيال عمها لا محمد ولا بندر موجودين بهالوقت ... فخذت راحتها ووقفت على حافة المسبح تشوف انعكاس صورتها على صفحة الموية ... ما حست بالشخص اللي قاعد يتقرب منها بهدوء وخفة الثعالب !!... ولأنها صدقت انها تشبه شادن من ورا .. خصوصا ان شعرها كان مبلل والموية محت معالمه... هذا غير الطول اللي كان متقارب ! كل هذا ما لاحظه محمد وهو يقرب من سحر وهو متأكد ان هذي اخته " شادن" اللي ما تعرف سباحة ..

حط يديه بخفة على كتوفها .. شهقت سحر وبأقل من جزء بالثانية كانت تحس نفسها بالهواا طايرة ومن بعدها تحت الموية.. من الخرعة حست نفسها تغرق رغم انها سبااحة ماهرة .. طلعت راسها وهي تسمع ضحكه المتواصل وكلامه : ... تبين أجي اساعدك ؟؟
سحر مو مستوعبة الموقف.. هالخبل المجنون وش قاعد يسوي... طلعت راسها وهي تشهق وتكح : يالحقيييييييييييييييييييررر !!!

اختفى ضحكه بثانية وانقلب وجهه لصدمة ... شافها تعوم بمهارة وهي تناظره مصدومة بس عيونها بدت تلمع بدموع خوف ...
قال بهمس هي ما سمعته : آ...آسف !!

بهالوقت كانت هي تطلع الحافة وهي تشهق من البكي اما هو كان صدق مصدوم شلون ما عرفها ... ويوم بدت تركض بأقصى قوتها .. سمعت ضحكته تتفجر من وراها وتخترق صمته ....

عقب عرفت من شادن ، ان محمد كان ناوي يسوي هالمقلب فيها بما انها رافضه تتعلم السباحة .. وكانت نيته انه يرميها بالموية ويساعدها مباشرة ... كل نيته كانت انه يلعب بأعصاب شادن لثواني ..
بس من رداة الحظ جت في سحر..


×..×..×..×..×..×..


باليوم الثاني ... طلع تركي من فلته الكبيرة نوعا ما ..وركب سيارته المميزة بلونها وشكلها ،..وقبل لا يحركها طلع من جيبه شيك وتأمله لثواني ... ابتسم بسخرية وصفطه ورجعه مرة ثانية لجيبه ..

حرك السيارة راجع لنفس الحي الفقير اللي دخله قبل يومين .. ذاك الحي الموجود فيه العم ابو سالم.. ذاك العالم الغريب اللي كان في يوم من الايام على قرب خطوات منه... لكن ربه كان بعونهم وقدروا يعدلون حياتهم ولو انها ما رجعت تماما مثل أول...

هالمرة دخل بالسيارة داخل الحي ،، ووقفها قبال باب البقالة الصغير ... نزل منها وراح بيدخل البقالة .. بس قابلته نفس البنت الصغيرة طالعه وبيدها كيسة خبز ... ارتاعت في البداية من هيئته.. اليوووم كان شكله اكثر زهو وأقوى حضور من يومين .. ناظرت سيارته الفارهه ورجعت له !!..

البنت بحدة ما تخلو من اسلوب الأطفال : ... افففف انت مرة ثانية ؟!.. وش تبي لا يكون المكان عجبك !..
ناظرها بقرف .. نفس الأخلاق ما تغيرت .. العجيب انها صغيرة من وين تعلمت كل هذا !!
رد عليها ببرود وهو يكمل طريقه :.... عاجبني ولو عندك مشكلة علميني ..
البنت ويد على خصرها واليد الثانية ضامة فيها الكيس : اكيد عندي مشكلة ... وبعدين ليش مدخل سيارتك الغبية هذي هنا ولا كل هذا فشخرة !!.. من كبر الشارع !

لاااه وصلت معه خلاص .. هو حده منعفس مزاجه ومطنقر تجي هذي تكمل عليه .. صد لها وقرب منها لين صار قبالها مباشرة وفااااارق الطول واضح : ... اسمعي عاد يا بنت ابوك .. قسم بربي لو ما تختفين عن عيني الحين لأعلقك برقبتك على هالباب يتفرج عليك الرايح والجاي...
تراجعت خوف من نظراته .. سمعوا صوت من داخل البقالة : ... ميين !!... تركي ؟
خزها بنظرة ودخل البقالة .. أما هي انحاشت لبيتهم ..
دخل البقالة وهو يسب ويلعن فيها .. ناظره ابو سالم مستغرب : حياك يا ولدي شفيك ؟؟
تركي : .. أنا لو أعرف وين بيت هالبزر أحلف بربي لأروح وأربيها بنفسي...
ابو سالم وهو معقد حواجبه : مين ؟!... سارة ؟
تركي : مادري عنها قلعتها قلعة ابليس .. ما دريت ان فيه بزران مثلها..
ابو سالم ابتسم بحنية : .. لا تشره عليها يا ولدي .. إذا ابوها مأذي خلق الله ما تبي البنت تطلع عليه... احمد ربك وانا ابوك ،،..الفقر المفروض يطهر نفس الواحد .. لكن اللي بعيد عن ربه لا تشره عليه وابوها ما زاده فقر الا الحرام ..
تركي خذ نفس... وهدأ شوي : ..ما يهم !!..... أهم شي فكرت في الكلام اللي قلته لك ؟
ارتبك ابو سالم .. وكأن الكلام اللي قاله له تركي قبل يومين مو داخل مزاجه : ... مصر على هالشي يا ولدي؟؟؟
تركي بنظرة مالها مثيل كلها تصميم .. عزم .. شر... كل المعاني الغريبة مجتمعة : ايه مصر ... ولازم تساعدني مالي غيرك ... لو تبي ترد كل الجمايل اللي سواها لك ابوي لازم تساعدني الحين ..
ابو سالم : يا ولدي وش تبي من هالشغلة .. انت ربي منعم عليك وش تبي من هاللي بتسويه ..
تركي : شوف عااد انا فيك ولا بلياك رايح هناك رايح ..بس سهّل الوضع علي وتعال ..

جلس ابو سالم عالكرسي المهترئ ورا طاولة المحاسبة وهو يتنهد.. له ليلتين يفكر باللي اقترحه عليه تركي.. ما يدري وش ناوي من هذا كله وخايف عليه بنفس الوقت ..

فجأة شاف تركي يطلع ورقة شيك من جيبه ويحطها قدامه : انت مو قلت لي ان عليك ديون ؟!... 15 ألف ولا أنا غلطان ؟!
ابو سالم بتردد : يا ولدي انا مابي منك ولا ريال... انا خايف عليك من أفكارك هذي !!
تركي تنهد.. وبصوت مخنوق تمتم : عمي !!... داخل على الله ثم عليك ... ارحم حال ابوي المقهور تكفى .. ما يكفيه المرض هد حيله من 12 سنة ..
هز ابو سالم راسه .. واستسلم :... خلاص يا ولدي ... اللي تبيه بسويه ..
تركي : وهذي الـ 15 الف .. تقدر تسدد فيها ديونك ..
ابو سالم : لا وانا ابوك مابي منك شي...
تركي : لا يا عمي لازم تاخذه .. سهل امورك فيها..

بتردد واضح مد ابو سالم يده وخذ الورقة الصغيرة .. وهو يستغفر ربه .. أما تركي ابتسم بينه وبين نفسه ... ودع العم ابو سالم على اساس يلتقون بموعـد يتفقون عليه ..

ركب سيارته من جديد وطلع من الحي وهو يبتسم .. ما يدري.. على نفسه .. ولا على الدنيا .. ولا على ابوه اللي غدرت الدنيا فيه بسبب طيبته وصدقه وثقته بالناس من حوله !.

اللي بعمره الحين يا انه تزوج وفتح له بيت.. ولا معه شهادة الماجستير هذا اذا ما كانت دكتوراه ... هو اللي عمره 27 سنة الحين قرر يخالف هالقاعدة ويتخذ اسلوب جديد لحياته ... وهدف جديد .. مارح يرتاح الا لما يوصله !!

×..×..×..×..×..×..

بعـد يوميـن .. دخلـت سحر البيت راجعه من الجامعة .. طلعت فوق وهي تلوح بالشنطة بيدها بشكل دائري وتدندن ... شافت باب مكتبة ابوها مفتوحة استغربت .. المكتبة المهجورة من فترة طويلة واللي دوم مقفلة.. الغرفة اللي وقف ابوها عن استخدامها وصار يستخدم غرفة مكتب ثانية بس لملفاته واوراق شغله .. راحت تشوف وشو الموضوع ، شافت امها داخل الغرفة وكراتين وكتب قديمة لأبوها منثورة بأرضية المكتبة الواسعة ... والغبار تغطي معظم الكتب والأوراق !!

لطالما تمنت سحر تدخل هالغرفة وتقضي فيها جزء من وقتها لو تجلس بس تتصفح وتقرأ.. بس لأنها مكتبة خاصة لأبوها من زمان وتحتوي على كتب ومجلدات قديمة كان ممنوع عليها انها تدخلها هي أو احد من اخوانها .. تحس هالمكتبة عااالم لحاله ودها مرة تقضي لو ساعة داخلها وخصوصا ان كثرة وقت الفراغ بيقتلها ..

دقت الباب بهدوء بأصبع من أصابعها .. انتبهت لها امها اللي كانت ترتب واحد من الكراتين وتدخل مجموعة من الكتب داخله..
سحر : يمه وش هالحوسة ؟؟
ام خالد : .. المكتبة فيها اشياء ما نحتاج لها قلت أرتبها ؟
سحر : طيب وليش جالسه لحالك ؟.. ليش ما قلتي لوحدة من الخدامات يساعدونك ؟
ام خالد :.. ابوك محرصني وهالغرفة فيها كثير اشياء تهمه .. قلت اسويها لحالي لأن الخدامة أخاف ترمي شي ..
سحر : تبين اساعدك ؟؟؟
ام خالد : على راحتك ... بس بيطلع صعب عليك كلها اشياء واوراق وكتب ما بتفهمين لها ..
سحر بغرور : وش يعني ؟؟؟؟؟؟؟... انا سحووور ... وبعدين واحنا صغار كنتوا مانعيني انا وخالد ندخلها .. فرصة أكتشف انتوا وش مخبين عنا ..
ضحكت ام خالد على ظنون بنتها : هههههههههههههههههه يالشيطانة وان شالله طول محنا مانعينكم كنتي تفكرين ان فيها سر؟؟ !!!.. لا تخافين مو مخبين شي ولا فيه أسرار... بس لأنكم كنتم صغااار وانتي تعرفين ابوك أهم شي عنده شغله وأوراقه وكتبه ... وكان خايف تحوسون الغرفة عليه فمنعكم وقفلها مرة وحدة عشان يتطمن ما تخربون شي ..
سحر : قفلها وصارت مقفولة دوووم ... وفتح له مكتب جنب غرفته ونساها..
ام خالد وهي تبتسم وترجع للكرتون وتنظيمه : ما نساها بس مثل ما قلتي شغله صار بالمكتب .. وهالمكتبة ما يدخلها الا اذا احتاج شي من اشياءه وكتبه القديمة ..
سحر وهي تهرول للباب : طيب بروح اغير ملابسي وألبس شي مريح واجي أفزززع .. فيني طاقة للشغل
ام خالد بابتسامة : ورينا همتك ..

راحت سحر للغرفة .. ومن الهبال اللي نط عليها اليوم ... ربطت شعرها على قسمين ( قرنين ^_^ ) وربطت بندانة على راسها ترفع بها الخصل اللي ممكن تطيح على وجهها.. ولبست بنطلون أبيض قديم عندها مع تي شيرت اصفر وقفازات تحمي يدينها خخخخخ ...

كان شكلها تحفة مع تسريحة الشعر طلعت كأنها طفلة كبيرة... وقفت عند باب غرفة المكتبة والمكنسة بيدها :... ايااااااام ريدددددي !! ( أنا جاهزة )
رفعت امها عيونها وشافت شكل بنتها ... وين الأناقة !! : ههههههههههههههههههه وش ناوية عليه..
سحر :... ههههههههه لوك خاص للشغل والغبار...

تأملت رفوف المكتبة الواسعة .. يوووه يبي لها شغل ايام على بال ما ينتهون منها.. كتب من كل الأنواع .. علمية ثقافية اقتصادية وغيرهـاا ... قررت تخلي الرفوف العالية بالأخير ... وبدت تكنس الأرضية أول شي ..،، ومسرع ما تعبت .. بعد نص ساعة من الكنس بدا حيلها ينهد ... لاحظتها امها :... ما أمدانا نتعب يا سحر !!
رفعت سحر راسها بعزيمة :... لا لا من قال اني تعبت .. بس باخذ راحة شوي..
امها : مازال قدامك شغل واجد ..
سحر وهي ترفع عيونها للرفوف المليااانة كتب .. شكلها مهيب : أقول ماذر !!.. نقدر نخلص هذا اليوم ...؟
امها بنبرة ماكرة :... مع وحدة مثلك ما أظن .. يبي لنا أسبوع عالأقل ..
فتحت عيونها كأنها سبة :... ليش وش فيني أنا ؟!
امها :.. تشتغلين على أقل من مهلك .. لو اشتغل لحالي اكيد بنتهي أسرع..
انقهرت سحر.. ليش دايم يقللون من امكانياتها ويقولون عنها دلوعة ما تنفع :.... وش ذا الكلام .. طبعا أقدر اخلص الشغل...
امها :... هذاك بعد نص ساعة من الكنس قلتي تعبت .. هذا وكلها مكنسة تحركينها يمين ويسار !!
رمت سحر المكنسة وتخوصرت باصرار :.. كأن هذا تحدي يا ام خالد !... وانتي تعرفين ماحب أحد يتحداني..
امها وهي تفتح كرتون جديد وتدخل فيه كومة كتب ثانية :... مو تحدي بس انا اعرفك خبز يديني ...
سحر فكرت بسرعة خارقة وقررت بلحظتها.. قرار متهور مثل عادتها متسرعة بقراراتها :.. طيب يا ام خالد ... خلي الشغل علي كله ونشوف مين يكسب التحدي..
امها : اتركك على راحتك عشان يكسر ابوك راسك !!!
سحر بقهر :... ليش مستصغريني ؟!!!... انا اعرف واذا احتجت شي بسألك.. وبعدين ابوي ما يقدر علي ، وغير هذا هو مسافر.. ومو راجع الا بكرة ..
امها : هههههههههه يعني اخليك لحالك ..
سحر : ايه .. خليني وانا بخلص الشغل كامل وبتشوفينه عشرة على عشرة ... وخلال يومين بخلصه بدل الأسبوع اللي مستكثرينه !
عقب ما انتهت ام خالد من الكرتون قامت واقفة :... بخليك على راحتك.. نشوف تقدرين تخلصين هذا لحالك ولا ...
سحر :... يمه تراااني مو بيان تكلميني بهالأسلوب .. وتعامليني كأني ماعرف شي ..
امها : ههههههههههههههههههههههه ولا تزعلين يمه ... تبين تتحملين الشغل كامل تحمليه .. يعني ما اتدخل ؟!
سحر : لا لا تدخلين .. انا بمشي الأمور كلها على طريقتي ..
امها وهي تمشي طالعه :.. خلاص اجل المكتبة تحت يدك الحين... انا اعرف انك ذكية وتفهمين وتقدرين تتصرفين
ابتسمت سحر :... أدري مو شي جديد..
امها وهي طالعه : ههههههههههههههه ورينا همتك ... انا بروح أرتاح ..
سحر وهي تمسك المكنسة من جديد.. وبربششة : ..تيك يور تاااايم ..

وقفت تتأمل الحوسة والغبار اللي بكل مكان .. تحتاج لهمة كبيرة لازم تغير نظرتهم وخاصة نظرة الدكتور.. لازم تعلمه انها مو دلوعة وبس .. لازم تعلمه انها دلوعة بس يعتمد عليها ..
كانت تعبانة لأنها قايمة من الصبح .. كنست نص المكتبة وعقبها وقفت وقررت تكمل بكرة .. الموضوع مو كنس ومسح غبار وبس... الموضوع حتى بهالكتب الكثيرة اللي يبي لها راس صاحي !

طلعت من المكتبة على الساعة 9 بالليل وحالتها صعبة .. شعرها مشعث والغبار سبب لها حالة من العطاس .. شكلها صدق وهقت نفسها .. شلون بتخلص هذا كله لازم تلقى من يساعدهـا ..
وهي رايحة لغرفتها بتغير ملابسها ،، شافت خالد يطلع الدرج وهو ماسك البالطو الأبيض على كتفه .. أول ما طاحت عيونه عليها وعلى شكلها ماااات ضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههه جنية !!

ناظرته بطرف عينها بصمت من غير لا ترد ..
خالد : هههههههههههههههههه من وين طلعتي ؟!... وش هالتسريحة الغريبة .. وش صاير انهبلتي ؟!
سحر وهي داخله غرفتها :... مالك شغل.. فيني ...
خالد :.... ليش شعرك صاير أبيض ؟!
سحر تستهبـل :.. لوك جديد ... مو حلو ؟!
خالد :... صايره تروعين ..
سحر :... أحلللى من وجهك النكدي ..
فتح عيونه : .. أنا وجهي نكدي !
سحر : ... ايه ... صايرة هواية عندك انك ترفع ضغطي... ( وهي تمسك وكرة الباب ).. تبي شي باخذ دش وبنام ..
خالد وهو يقلد حركة عيونها ورموشها :... لا ماااابي شي... عساك تنفعين نفسك بالأول ..
سحر سكرت الباب بصمت من غير لا ترد :... أوريك قريب بعلمك اني أحسن منك ..... يالدب !!

قبل لا تنام دقت على مشاعل.. بس ما ردت عليها !! أفففف هالبومة هذي متى بتتعدل ؟!..
دخلت الحمام تاخذ دش ،،... قبل لا تنام وتفكر وش بتسوي بكرة..


من بكرة وهي طالعه من الجامعة مرت على بيت عمهـا ودقت على مشاعل ..
مشاعل كانت توها بتستعد للنوم لأنها بدورها تعبانة وتوها جاية من الجامعة : الوو هلا سحور..
سحر : مشاعل اطلعي انا عند بابكم ..
مشاعل استغربت : أطلع وين اروح !!.. وين بتاخذيني ..؟
سحر : تعااالي أبيك في شي في بيتنا ..
مشاعل : هذا وقته في القوايل سويحر !!... خليها بالليل ..
سحر : مافي بالليل .. الحين انزلي كلمي خالتي وتعالي أبيك بشي ضروووووري..
مشاعل : علميني أول وش عندك ..
سحر ما علمتها لأنها عارفه لو بتقولها بتسكر الخط بوجهها... تعرفها مشاعل كسولة وخصوصا هالوقت : مسويه لك مفاجئة خاصة ..
استاااانست مشاعل ينلعب عليها بسهولة أحيانا :... أي نوع من المفاجئات ؟!
سحر : أحلى مفاجئة لأحلى مشاعل بالسعودية ... شي يحبه قلبك ..
فزت مشاعل من السرير وقعدت بعد ما كانت منسدحة :... يا ويلي لااا تقولييين خالد ..!!
هزت سحر راسها ساخرة .. وقررت تستخدم اسم اخوها ، يعتبر سلاح فعال مع مشاعل : ... خااالد جزء من المفاجئة !..
مشاعل بوناسة :... مع اني أحس ان فيه إن بالموضوع .. بس ما دام دكتووور حياتي في السالفة أكيد بجي .. دقايق بس اروح اقول لشادن تقول لأمي واجي لك.. خمس دقايق..
سحر : أووكي... خمس دقايق مو أكثر.. انا تحت بالسيارة..

بعد دقااايق طلعت مشاعل وركبت السيارة وهي مبسوطة ، لها فترة ما راحت لبيت عمها وما شافت ذاك الوجه .. الوجه الجاااد بس الحلوووو ..!!

أول ما وصلوا طلعتها سحر لغرفتها .. ورمت عليها ملابس تنفع للشغل .. مشاعل بلمت وهي تناظر :... وش ذا الملابس ؟!
سحر وهي ماخذه ملابسها للحمام بتغير : البسيها... بسرعة من غير أسئلة ..

ودخلت الحمام وضربت بالباب .. ومشاعل بدت تفوور وش عندها هذي ليش جايبتني هنا !!.. والله لو ما يكوون فيها خالـد لأعفس عليها الدنيـا ..

لبست البنطلون الأسود والتي شيرت الملوون ألوان فاقعه .. وناظرت نفسها بالمراية كأنها مهرج مع هالألوان اللي مو من ستايلها أبد ... طلعت سحر من الحمام بنفس ستايل أمس .. شعرها مربوط قرنين وبندانة تلف راسها..

مشاعل من شافتها مااااتت ضحك ... طالعتها سحر باستغراب :.. لهالدرجة شكلي يضحك .. كل من شافني قام يضحك ليييش ؟!!
مشاعل :... مع احترامي يا سحر بس شكلك .............. ( مالقت كلمة وكملت ضحك )
سحر : والله اني حلوة بس محد يقدر... خذي هذي اربطي بها راسك ..

ناظرت مشاعل البندانة اللي مدتها لها .. خذتها وربطتها وهي تقول : مع ان شعري قصير بس بلبسها عشان يكمل الستايل ..
شعر مشاعل قصير يشبه البوي لكنه أطول بشوي ... وهذا ستايل دايم خاص فيها يميزها ..

سحر : تعالي معي..
طلعوا من الغرفة ودخلوا المكتبة ... مشاعل من شافت العفسة والحوووسة شهقت : سووويحر وش ناوية عليه !!..
سحر بطرف عينها بابتسامة شقية :... محتاجة مساعدتك ..
مشاعل : تستهبلين علي ولا تستهبلين !!... لا تقولين انك جايبتني هنا عشان هذا..
سحر : بالضبط ..!!
مشاعل بقهر تربعت عالأرض وتكتفت باعتررراض :... ماني مشتغلة ماني شغالتك جايبتني هنا عشان الرعب هذا ..!!
سحر : ههههههههههههههه رعب !!
مشاعل وهي تطالع فوق ويمين ويسار .. المكتبة كبيرة وش ناويه عليه هذي الخبلة :... وبعدين وش طاري عليك من متى انتي تتكرمين وتقدمين هالنوع من الخدمات ؟
سحر :.. هالمرة غير ... هالغرفة هذي من زماان ودي أدخلها واليوم جتني الفرصة .. هذا غير اني فاضيه ما عندي شغل اسويه قلت اشغل نفسي هاليومين اضيع وقتي بهالمكان ..
مشاعل : وليش مدخلتني بخططك الغبية هذي ..؟
سحر :.. أبي أخلص هالشغل بيومين او بالكثير ثلاث اربع ايام... أبي أعلم خالد منهي سحر !
فزززت مشاعل : ..وش دخل خالد ؟!
سحر : يعني ما تدرين انه معتبرني طفلة ما تقدر تنفع نفسها وغيرها بشي ... قلت فرصة اتحداه.. خله يعرف مو الدكاترة هم اللي يقدرون يصيرون شي بالدنيا ...
مشاعل غمضت عيونها وهي تبتسم :... كلامه درر درر هالدكتووووور ..
سحر بشرانية وقهر :... انتي معي ولا معه ؟!!!!!
مشاعل :.... طبعا معه وللأبــد...
سحر : أمحق فزعة ... قومي هزي طولك اشوف وخذي المكنسة واكنسي ذاك المكااان .. وانا بكنس هذا ..
قامت مشاعل تتحلطم ، لو رفضت سحر مو مخليتها .. خذت المكنسة وجرتها بكسل على الأرض ..
سحر نفخت : شدددي حيــلك يالبومة ..
مشاعل بعصبية : ... بتنطمين ولا أعطيك بوكس معتبر يسكتك ..

ضحكت سحر بينها وبين نفسها ... فرصة ترد الدين لمشاعل.. فرصة اليوم تجننها مثل ماهي كل يوم مطلعه الشيب براسها بلا مبالاتها !!..


:×:×:×:×:×:×:×:×:×:×:

بهذاك الحــي الفقير .. وقفت سيارة تركي قدام البقالة وضرب بوري لأبو سالم .. طلع ابو سالم الكبير بالسن وقفل بقالته .. ركب سيارة تركي وهي يسلم : السلام عليكم يا ولدي ..
تركي وهو يدق بأصابعه على الدركسون بشكل يبين انه متوتر : وعليكم السلام..
عقب ما سكر الباب حرك السيارة طالع من الحي ..

ابو سالم : للحين مصر عاللي تبيه يا ولدي ... للحين تبي تقابله وانا ابوك ؟
تركي بنبرة جامدة :... ضروري أقابله .. وكان لازم هالخطوة أسويها من زمان ...
ابو سالم هز راسه :... ما تبي تقولي ليش تبي تسوي كل هذا .. علمني وانا ابوك ..
تركي بنبرة جامدة وهو يطالع بالمراية الجانبية للسيارة : ... الأحسن لك انك ما تدري عن شي...
هز ابو سالم راسه ... تركي متغير !!.. مو تركي اللي قبل ثلاث اربع سنين... من رجع من سفرته وهو متغير بشكل جذري ...
ابو سالم حب يقطع الصمت بينهم يوم طال :... شخباره ابوك يا ولدي ؟؟.. من زمان ما شفته ..
تركي بنفس الجمود : ... على حاله مثل ماهو .... بس اللي يريح ان حالته استقرت عقب ما دخل المستشفى قبل كم يوم..
ابو سالم : الحمدلله ... والحين طلع للبيت ؟
تركي :... ايه طلع أمس ..
ابو سالم : الحمدلله ...

عقب ثلث ساعة صاروا قريب من المكان اللي يبونه .. التفت ابو سالم له :... ما قلت لي يا ولدي ليش تبي تقابله هو بالذات ؟!
تركي :........................
مارد عليه .. وابو سالم هز راسه .. صاير ما ينفهم له ..

وصلوا لبنايــة أنيقة من 6 طوابق تقريبا ... دخل تركي مواقف السيارات ووقف سيارته في باركنغ خالي .. فجأة قبل لا ينزلون ،، رفع تركي يده لشعره المرتب بأناقة .. وعفسه وحاااسه بحركات سريعة غيرت من هيئته العامة ... فتح الأزرار الأمامية لقميصه بحيث يطلع شكله أقل أناقة .. وبعدها فتح الدرج اللي جنبه وطلع علكة وأكلها.. وصار يمضغها بطريقة فوضوية ...
وأبو سالم يراقبه بصمـت ،،،..
عقب ما ألقى تركي نظرة أخيرة على شكله بالمراية ،، ابتسم برضى ابتسامة غريبة ! والتفت لأبو سالم :... تفضل عمي أنزل ..



يتبـــــع <---


ما زلنا للحين في خضم التعريف بالشخصيات ،، لكننا بنفس الوقت على مشارف بداية الأحداث الحقيقية من ( لا تبكي )


أتمنى يعجبكم
..

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 07:02 AM

_______________

الجــــــزء 3 ...

_______________



نـزل تركي من سيارته بخطوات واثقة ،، ما يثنيه عن هالخطوة أي شي ،، ما يرده عن نواياه أي رادع !!.. وقف جنب باب سيارته يطالع في هالبناية الأنيقة ،، اللي واجهتها زجااج عاكس من أولها لآخرها معطي البناية بكاملها أناقة وفن معماري ماله مثيل ...
التفت لابو سالم يشوف وينه ،، شافه واقف بدوره جنب بابه والنظرة الوقورة بعيونه ... هز له تركي راسه بمعنى خلنا نتحرك...
وفعلا مشى ابو سالم للبوابة وتركي جنبه ، وكل اللي كان يشوفه تركي بهاللحظات هو نظرة ابوه العاجز مرسومة قدامه وراسخه في باله.. نظرته يوم رجع من السفر طيرااان بعد ما سمع عن نكسة أبوه الصحية ، ومنها اكتشف اللي كان مخفي عنه من صغره ..
اللي يشوف تركي وهو يمشي مع ابو سالم بيقول ان هذا ولده .. ولأن تركي كان لابس ملابس أقل من عادية بعيد عن اناقته المعتادة ،، كان شكله وهيئته من هيئة ابو سالم ..

طلعوا الدرجات العشر اللي تسبق البوابة الزجاجية الكهربائية .. وقبل لا يدخلون مسك تركي ذراع ابو سالم يوقفه ،، مسكة قوية وكأنه يبي يقوله شي..

ابو سالم باستغراب : نعم يا ولدي فيك شي... تبينا نرجع ؟!
وكأن ابو سالم يتمنى هالشي فعلا .. مو مرتاااح لنوايا تركي أبد ..
تركي ابتسم ببرود :.... تذكر بس يا عمي.. اسمي وليد...وانا ولد اخوك ...لا تطري تركي على لسانك ..
هز ابو سالم راسه وكنه فاهم : أدري وانا ابوك قلت لي وحرصتني ... انت وليد
ابتسم تركي برضى :... أعتمد عليك يا عمي لا تخذلني ..

هز ابو سالم راسه يطمنه بصمت .. ودخل البوابة اللي انفتحت اتوماتيكي وتركي وراه .. راحوا للرسبشن وابو سالم سأل عن مكتب المدير العام وين يكون ؟!.. وعقب ما عرفوا انه بالطابق السادس والأخير راحوا للمصاعد اللي بدورها فاخرة وفارهه ... دخل تركي المصعد ورا ابو سالم .. والثاني يذكر ربه ويسبحه ويستغفره بأسلوب هو تعود عليه لما يكون بحالة انتظار لشي ..

وصلوا للطابق الأخير ،، طلع تركي وأول ما طلع ابو سالم وراه مسك يده .. ابو سالم ما استغرب هالتصرف من تركي لأن الأخير يبي يكمل التمثيلية على أكمل وجه ..!
راحوا لمكتب سكرتير المدير .. دق ابو سالم الباب ودخل بهدوء ، والسكرتير أول ماشافهم استغرب واستنكر دخول مثل هالأشكال ..

السكرتير :.. نعم أقدر أخدمكم ؟؟
ابو سالم بوقار :.. الله يحفظك نبي المدير...
السكرتير وكأنه يبي يصرفهم : .. المدير مشغول الحين ما يقدر يقابل احد ... معكم معه موعد ولا شي ؟؟
ابو سالم والسبحة بيده وبنبرة وقورة : .. لا وانا ابوك ما عندنا موعد ... بس نبيه ضروري أنا ابيه ضروري..
السكرتير طالع تركي الصامت ورجع للشايب :... قلت لك يا عم ما اقدر مشغول واذا ما معكم موعد ما اقدر ادخلكم..
ابو سالم : انت روح قوله وان شالله ما يخالف...
السكرتير :... آآآآآآسف ما اقدر ...
ابو سالم :... يا ولدي ما يضر لو دخلت عليه دقيقة وقلت له .. مهيب خربانة الدنيا... ارحم الشيبة هذي انا جاي من بعيد ومو كل مرة أقدر اجي هنا ..
السكرتير ومبين على وجهه الرفض القااااااطع :... ودي يا عمي بس هذا هو النظام ...
تنهد ابو سالم والتفت لتركي الساكت ..لاحظ بوجهه ملامح عدم رضى ... هز راسه ورجع للسكرتير الشاب :... يا ولدي طيب دخلني انا اكلمه ما اظن يرفض رجال شايب مثلي... قله اني محتاج لعونه وكرمه ...
جلسوا يمكن عشر دقايق ربع ساعة بحالة جدااال ... تركي وابو سالم مو راضين يطلعون قبل لا يشوفون المدير.. والسكرتير واضح انه من النوع العنيد ...

فجأة انفتح باب مكتب السكرتير ودخل منه شااب أنيق بيده مجموعة أوراق ... أول ما شافه السكرتير ناداه :.. أستـاذ محمـد !!
وقف محمد اللي كان يبي يدخل مكتب عمه المدير ،، واللي هو يشتغل هنا بصفة نائب المدير العام والذراع اليمين لأبو خالد ...
محمد باستغراب : نعم ؟... في مشكلة ؟
السكرتير :... هالعم هذا يبي يدخل على ابو خالد... وما معه موعد !
طالع محمد في العم ابو سالم .. وبعدها رفع عينه لتركي ، شاف نظرة غريبة بعيونه بس ما اهتم لها :... هلا يا عم تبي أي خدمة ؟؟
ابو سالم استبشـر خير بوجه محمـد : .. ايه يابووك الله يحفظك أبي المدير ..
محمد بلطـف : ... تبي منه شي واعدك المدير بشي ؟!..
ابو سالم : لا والله ... بس سمعت عنه وعن أفضاله وسُمعته قلت ما رح أخسر لو جيت ورجيت عونه .. ان شالله ما يردني وانا ابوك.. ودي أدخل عليه ..

يمكن هيئة ابو سالم الوقورة واللي تبعث عالارتياح فـ النفس خلت محمد يبتسم ويهز راسه :.. خلاص مو مشكلة يا عم .. انا بدخل عليه الحين وانت اجلس هنا انتظر شوي .. وأول ما اطلع تدخل عليه ...
ابو سالم ابتسم : الله يرضى عليك ما تقصر يا ولدي ..
قبل لا يمشي محمد ،، شي وقفـه وخلاه يوقف ويلتفت لتركي بملامح متسائلة :.... اعرفك من قبل ؟؟؟؟
ما توقع تركي السؤال هذا... بس ابتسم :... ما أظن... أول مرة اشوفك ..
هز محمد راسه وأشر لهم يجلسون عالكنبات الجلدية الموجودة ينتظرون لما يطلع ... خمس دقايق وطلع محمد وهو يبتسم لابو سالم : تفضل يا عم المدير ينتظرك .. قلت له عنك وقال خله يدخل راضي يشوفك..
ابو سالم وهو يتعنز على ركبه ويقوم ببطء وضعف سببه له الزمن والسنين ...راح للباب وتركي يمشي وراه ... أول ما دخلوا قرب محمد من مكتب السكرتير : هالشايب أول مرة يجي هنا ؟؟
السكرتير : ايه اول مرة يجي ...
محمد :.. وولده اللي معه ؟... ماكان معنا بالشركة يشتغل بقسم من الأقسام ولا شي ؟؟؟.. ما مر وجهه عليك ؟؟
السكرتير مبين أنه أول مرة يشوف وجه تركي : ... لا ما أعتقد .. بعدين استاذ محمد ما شفت شكله .. وش يجيب اللي مثله يشتغل معنا ... أظن انت مشبه عليه ...
محمد هز راسه ،، كثير ناس يمرون عليه بالشركة .. ناس طالعين داخلين احتماال يكون مشبه !!..

دخل ابو سالم المكتب المكيف الوااااسع الأنيق .. كان المكتب صالة كبيرة بدورها ...
تركي كان ماسك يد ابو سالم ويمشي معه ببطء ويعينه ..راحت عيونه لآخر المكتب وين ما كان المدير ومكتبه متربعين ...
أول ما شاف المدير ابو خالد ، ابو سالم ابتسم لوجهه الوقور ،، ووقف احترام لشيبته :... حيااك تفضل..قال لي الاستاذ محمد عنك تبي تشوفني ...
وصله تركي للكرسي وعينه ما فارقت وجه ابو خالد...

ابو خالد وهو يأشر للكرسي الوثير : تفضل يا عم ارتاح... ( عقب ما جلس ابو سالم )... ها امر يا عم اقدر اساعدك بشي..؟
ابو سالم : نادني ابو سالم وانا ابوك ... ( وهو يحرك سبحته بين اصابعه بوقار ).. من غير ما اطول عليك يا ولدي.. انا جاي اليوم لك واتمنى منك تساعدني ... ولدي هذا ( وهوي يأشر على وجه تركي ) رجاني اجي معه هنا وأطلب منك تساعده ..
التفت ابو خالد لتركي الجالس بالكرسي الثاني .. شافه منزل عيونه للأرض وكأنه ما يبي يطالع بعيونه ..

ابو خالد ابتسم :.. أساعده ؟؟... اساعده بوشو ؟.. تبي مني خدمة معينة يا............

سكت وكأنه يبي يعرف الاسم ...ابو سالم سكت ما قدر يقوله ، لأن واحد مثله ما يقدر يكذب بسهولة ربه بقلبه...
لاحظ تركي تردده وكمل عنه بسرعه بصوت شبه منخفض :... اسمي وليد الله يسلمك...
ابو خالد : .. ونعم الاسامي يا وليد... أمر قول تبي مني شي خدمة معينة...؟
رفع تركي عينه لأبو سالم يبيه يتكلم ..وابو سالم التفت لأبو خالد :... يا ولدي .. هالولد يبي يشتغل وما يبي يشتغل الا عندك ..
ضحك ابو خالد وكأنه مستغرب :... ما يبي يشتغل الا عندي ..؟... ليش سامع عني شي غير الناس...؟
ابو سالم :.. سامع عنك السمعة الطيبة ويبي يشتغل عندك .. ياليت ما ترده ...

ضحك ابو خالد بخفة وكأنه ما يدري وش يقول ... تركي هيئته هو وأبو سالم ما يهيأ لأي وظيفة ممكن تشملها هالشركة الكبيرة ...
ابو سالم لاحظ تردد المدير :... ياابوي لا تخاف... ترا هالولد يعجبك.. لا يغرك شيبتي وفقري اللي انا عليه ، ترا هالولد ذكي تربيتي ويعتمد عليه... لو تبي تسأل عنه اسألني انا ... ما شاء الله عليه من صغره يعتمد عليه ويعرف يتصرف....
ابو خالد ابتسم ورفع كتوفه : ... يا عم مو هو ولدك وما بيطلع منك عنه الا الكلام الزين......
قاطعه تركي بأدب يوم لاحظ تردد ابو سالم من جديد :... لا يا عمي ..انا مو ولده.... انا ولد اخوه وهو يصير عمي ... انا يتيم ومالي غير هالعم الله يخلي لي اياه ويطولي بعمره...
ابو خالد ابتسم يوم لاحظ طريقته بالكلام.. طريقة مؤدبة تلفت الانتباه وتجذب :.... طيب يا وليد .. شكلك مصر وفيك طاقة للشغل ما نلقاها بكل أحد ....قلي وش هي مؤهلاتك ؟
سكت تركي وابو سالم سكت ... بس بعد ثواني ابتسم تركي ورفع راسه :... بتستغرب... بس انا مالي مؤهلات !!!
استغرب ابو خالد وبان على وجهه :.. ولا شهادة ؟!
تركي :... ولا حتى شهادة ....!
ابو خالد ابتسم لكن ابتسامة استغراب دهشة :..على هالكلام ...ما اقدر اقدم لك شي... مالك حتى اوراق خاصة...؟؟
تركي :... ولا ورقة.... انا انقطعت عن الدراسة من وانا صغير ظروف اهلي ما كانت تسمح اكمل دراسة ...
ابو خالد : .. طيب كم عمرك يا وليد ؟
تركي :.. عمري 27 سنة ..
ابو خالد تعجـب وش يقدر يقدم لمثل هالناس .. التفت لأبو سالم :.. يا عم... اذا ما عندكم له اوراق ما اقدر اقدم لكم شي... لا شهادة لا مؤهلات لا شي....!
ابو سالم بنبرة راجية :... يا ولدي انت الله منعم عليك.. ما أظن صعبة عليك تعطيه لو وظيفة صغيرة... احنا ما نطلب منك شي عظيم لا ..! ..وظيفة صغيرة يمشي فيها حاله... والأوراق انتوا طلعوا له أوراق ... هو قال لكم كل اللي عنده وانتوا طلعوا له اوراق ما اظن صعبة... ولا اقولك ما نبي اوراق ما يحتاج اهم شي الوظيفة .. وانا قلت لك هو ذكي صدقني بتكتشف بيوم انه غير كل الناس... واذا هو بيصير شي فتراه بيصير شي على يدك... انت عطه فرصة وشوف وش يقدر يسوي ...
انحرج ابو خالد من هالكلام... وأخيرا قال بعد ما التفت لتركي الصاد بعيونه تحت :... أوكي انا بشوف موضوعه ... تعال بكرة ولا بعده ووقتها يكون خير... بس ما اوعدك بوظيفة كبيرة ...اذا بنعطيك وظيفة بتكون من هالوظايف الصغيرة اللي راتبها قليل... من غير أوراق ولا أي شي..

تركي ابتسم بجانبية .. ما يتمنى أكثر من كذا ..

ابو سالم ابتسم : واحنا راضين مانبي منك شي انتوا اكيد اهل للثقة ... يعني اتطمن يابوي..؟
ابتسم ابو خالد بعد ما طالع بوجه تركي الصاد عنه :... تطمن يا عم ومالك الا طيبة الخاطر... ووليد ان شالله يومين وهو معنا... ما اظنك تكذب ... مبين عليه ما شاء الله له نظرة ثاقبة وذكي واضح من عيونه... اكيد بيفيدنا بيوم ولا لا يا وليد ؟!..
رفع تركي عيونه وابتسم بثقة :... ان شالله ... واوعدك ما تندم ..
قام ابو سالم اخيرا وابو خالد وقف معه :.. خلاص انا اكلم الموظف المسؤول واعطيه خبر...
تركي فجأة :... اتمنى بأسرع وقت... بكرة انا بجي لك مرة ثانية...

ضحك ابو خالد ، واضح عليه متحمس مرة للشغل ... تبون الصراحة انعجب فيه وبحماسه الواضح بعيونه .. لاحظ بعيونه تصميم غريب جذب انتباهه .. وهذا شي حلو يدوره بالموظف اللي يشتغل له ..

ابو خالد :... شكلك متحمس وانا ابوك... خلاص ولا أردك تعال بكرة شغلتك بتكون جاهزة ...
ابو سالم ابتسم :... الله يعافيك ويرضى عليك ما تقصر...
ابو خالد :... الله يسلمك ..
التفت تركي لابو سالم مبتسم : يلله عمي خلنا نطلع... ما قصرت معي اليوم دومك راعي واجب ..

مسك يد ابو سالم ومشى معه ببطء لين وصل للباب وطلعوا .. رجع ابو خالد لمكتبه وهو يضحك ،.. شاب بهالزمن ماله مؤهلات !!!!!... بس روح الحماس والتصميم في عيونه لفتت نظره !


أول ما طلعوا من باب الشركة ووصلوا للسيارة .. تقدم تركي لابو سالم قبل لا يركب السيارة وباس راسه : .. تسلم يا عمي ما قصرت ... مارح أنساها لك..
تنهد أبو سالم وابتسم بحنية :... ولو انك ما علمتني ليش تبي هالشغلة وانت ما شالله سنين دارس برا.. بس الله يصلحك انتبه لنفسك..
تركي دخل يديه بجيوب الجينز ورفع عينه للشمس اللي كانت مايله وقريب بتغرب : ... هالأيام أحس اني انسان ثاني... بس ما تغيرت الا اني أبي اتغير... ما يمشي حاله بهالزمن الا الوحوش .. الوحوش اللي تدوس على غيرها وما تشوف وراها.. ما يمشي حاله بهالزمن الا الانسان اللي يطلع فوق على اكتاف غيره .. ( نزل عينه لابو سالم وابتسم ابتسامة.. ماكرة !! ).. ولا لا يا عمي ؟؟؟؟
ابو سالم وكلامه خوفه :... والله كلامك يخوفني يا تركي ... انا اخالفك الدنيا للحين فيها خير .. واللي صار لأبوك مقدر ومكتوب ..
تركي وهو يلف ويفتح باب السيارة بيركب :... وانا لازم استفيد من أخطاء ابوي ...الطيبة بهالزمن ما عاد تنفع ابد !!!

×؛×؛×؛×؛×؛×؛×؛×؛×؛×؛×


دخلت مشاعل البيت وهي متكسسرة رايحة فيها .. تتحسب على سحر بصووت عااالي كل اللي في البيت سمع تحاسيبها .. كانت شادن بالصالة ومعها الجريدة تتصفحها .. وسماعة التلفون بيدها وتضحك وهي تسمع صوت اختها يلعلع بقهر..

شادن : هههههههههههههه وش صاير ..تعجبني سحر صراحة ما يعرفلك غيرها ..
مشاعل : مالت عليك وعليها ... وش هالقهر انا رايحه عشانه ، وقاعدة اشتغل طول النهار عشانه .. وبالنهاية ما اشوفه ..
شادن : ههههههههههههههه منهو ؟؟
مشاعل :.. مالك شغل... انا بروح انام ..حسبي الله على عدوها ما نمت العصر وأنهكتني بالشغل ..
شادن :... وش هالشغل..؟
مشاعل : شغل من خبالها ماله فايدة .. انا بعرف وش بتستفيد من هالشغل.. عليها طواري احيانا ما ادري من وين تجيبها !!
شادن :... يا حلوها هالبنت تحب تجرب تحب تسوي اشياء بيومها مو مثلك صايره لها الضد تماااااااما !!
مشاعل وهي تحك راسها وذراعها وظهرها ،، جسمها صاير يحكها بالكامل من الغبار :.. آآحححححح .. آآححححح يبي لي حمام دافي ..
شادن : هههههههههههههههههه روحي قبل لا تنهارين علينا ... بتروحين لها بكرة بعد ؟؟
مشاعل : ايه ..توعدتني وهددتني باقي لنا شغل كثثثييير اليوم ولا خلصنا حتى الربع !!..بطلع معها بكرة من الجامعة عالبيت ..
شادن : ... ههههههههههههههه ما أدري وش بيطلع منكم انتوا الثنتين .. روحي تصبحين على خير .. عارفه بتدخلين غرفتك الحين وتغطين بنومة طويلة ..
مشاعل وهي تركض للدرج : ايه وهذي يبي لها كلام... جسمي يعورني وظهري متكسر... عيوني بتقفل وما يريحني غير النوم..

لكنها فجأة وقفت مكانها يوم تذكرت هيئة اختها وهي تدخل .. الجريدة مفتوحة قدامها والتلفون اللاسكلي بيدها .. عقدت حواجبها ورجعت طلت براسها من ورا العامود الروماني ..

مشاعل : تعالي ... ترا انا كل يوم يطلع مليون ألف سؤال براسي .. وانا اشوف تعلقك بالجرايد يزيد..
نزلت شادن السماعة عالطاولة :... وين العيب لو تعلقت فيها ..؟
مشاعل : مو عيب بس مو من طبعك !!
شادن :.. الواحد يتغير .. ومسألة اني اقرا جرايد او أهتم لها ماهي مشكلة......

لمحت مشاعل نظرة غريبة بعيون شادن كانت تشوفها دايم لما تنتظر اتصال معين بالتلفون ..!!
مشاعل :... ما اتصل فيك للحين ؟؟
شادن وكأن هالموضوع سبب لها وجع :... لا للحين.... يمكن مشغول ..
مشاعل :... وش يشغله ... ما وعدك انه يتصل عليك ؟...
شادن وهي تتنهد : ... الا....
مشاعل :... يمكن اتصل على محمد ...
شادن : سألته بس قال ما جا منه اتصال...
مشاعل : ... طيب دقي على بندر... يمكن متصل على بندر .. تعرفين عمر وبندر علاقتهم قوية مع بعض...
شادن وهي تحط يديها تحت خدودها وترجع لصفحات الجريدة بملل :... وش صار عليه !!... لا يكون فيه شي..!
مشاعل :... كم مرة قلت لك عمر رجال ويقدر يعتمد على نفسه خوفك هذا عليه وكأنه طفل صغير بيتعبك صدقيني ..

ما ردت شادن وقلبت صفحة الجريدة .. تتأمل بالمقالات والأخبار المحلية....
شادن بإحباط :... أكبر غلط... ان ابوي خلاه يطلع من البيت ..عمر يتيم وين يقدر يروح... ماله الا ابوي...
مشاعل : بس رجال والحين استقل بنفسه ...
شادن : .. وأنـا ؟؟؟
مشاعل طفشت من تشاؤم اختها الدايم وقلقها الزايد عليه اللي مافيه فايدة أبد ... وتنهدت وبصووت عااالي :.. ياااا حبي لي بس لو كل النااااس مثلي كان ما شفنا تشاؤم وحزن ودموع ... فيه مثل يقول طنش تعش تنتعش ... ( ضحكت شادن وكملت مشاعل )... بس وين اللي يشوفني ،، سحر هالأيام صايرة تخطو خطاي تعالي شوفيها شلون تضحك ..
شادن بسخرية :.. سحر لو تسوي زيك تضيع ... ما تشوفينها عكسك بكل شي...
مشاعل ملت من النقاش .. : انتي وش يفهمك انتي ... محد يفهم انا وش كثر اخلي الدنيا تبتسم.. واللي يدوس لي على طرف أدوس خشمه ..
شادن : ههههههههههههههههههههههه طلعت نزعة المضاربة ... بندر من علمك كاراتيه ودخلك نادي خاص وانتي صايرة تروعين .. صرت حتى اخاف لا ادخل معك بمشكلة ، اطلع منها بعدين بعيون زرقا ..
مشاعل : خخخخخخخخخخخ رمز القوة والأنوثة أنا ... انا مشاعل انا ... خخخخخخ

وطلعت الدرج تتحمم وتستعد للنوم وشادن تحت تضحك ...



من بكرة بعد الجامعة .. طلعوا سحر ومشاعل لبيت ابو خالد يكملون الشغل اللي بدوه أمس ... بعد ما بدلوا ملابسهم بملابس الشغل دخلوا المكتبة اللي كااانت في حالة فووضى ... كانوا بادين صح لكن لما زاد الشغل ووصلوا للنص حسوا انهم تورطوا .. نص الكتب نزلوها عالأرض والباقي لازالت مصفوفة بالأرفف..
مشاعل :.. سحر شكلك توهقتي ووهقتيني معك... المكتبة معد صار لها موطى قدم .. كيف بنكمل ؟؟
سحر وهي تمسح عرق جبينها بذراعها وتتأمل الفوضى العارمة :... لحظة لحظة مشمش... شرايك نشيلهم عن نص الغرفة ونحطهم فوق بعض نوسع شوي المكان ..
مشاعل : ... انا انكسر ظهري من شيلهم تبيني ارفعهم مرة ثانية ...

سحر تأففت ،، كانت تقدر تروح تسأل امها بس ما تبي تسأل احد تبي تعتمد على نفسها ...هي الحين بتحدي مع نفسها قبل لا تكون بتحدي مع احد ...
سرحـت تفكر بالوضع المعقد .. ومادرت الا مشاعل متربعة عالأرض وتاخذ وحدة من الكتب وهي تقول :... اقول بلا شغل بلا هم .. لنا ساعة نشتغل الحين خلينا ناخذ راحة ..
ابتسمت سحر وتربعت معها .. وخذت لها كتاب تتصفحه ... مشاعل صادقه هي ليش ما خذه الشغل بجدية ،، مو هي ماخذه الدعوة من الأول سعة صدر وتضييع وقت ...
انقلب الجو للضحك والتعليق وخصوصا ان كل وحدة خذت كتاااب ما تفهم فيه شي... يا كتاب مخصوص لإدارة الأعمال .. ولا كتاب يتعلق بتطوير النفس والتجارة ...

سمعت سحر صوت اختها الصغيرة "بيان" تناديها .. هالأخت ام الـ 5 سنين اللي تموت فيها وكأنها روحها الثانية ومصدر أنس لها بالبيت ..
سحر وهي جالسة من غير لا تقوم :.. هلا بيوووونه انا هنا تعالي..
طلت بيان عليهم من الباب وعروسة بين يدينها .. بنوتة بريئة صغيرة بيضا البشرة ووردية الشفايف...
بيان بنعومة جذابة : .. سحر !
مشاااعل عدوة بيان اللدودة .. ليش انها دايما تحارشها :.. هلا بيوونة حوبي تعالي..
بيان سفهتها ما ردت :.. سحر وش تسوين ؟؟
سحر : ... تعالي قاعدة ارتب المكتبة .. تشتغلين معنا ؟؟
مشاعل :.. كان تقبرها هالكتب .. خلي هالبزر على جنب ..
بيان عصبت :.. ماااالت عليك..
مشاعل ضحكت .. تستااانس اذا تنرفزت بيان وطلعت منها تعليقات طفولية :... مااالت علي وعليك..
بيان تكلم اختها : ... سحر .. تعالي انا مليت لحالي... ماما مو هنا وخالد مو هنا...
سحر رحمتها : يا عمري... وبابا ما جا..؟
بيان :... لا....
سحر : خلااص شوي واجي لك ... ما تبين تنامين؟؟
بيان :... مابي...
طلعت بيان ،، وشوي قامت سحر واقفة :... بروح عندها شوي شكلها تبي تنام وما تبي تكون لحالها...
مشاعل : تونا الساعة 5 العصر بدري عالنوم ...
سحر : ما ادري يمكن ما نامت امس بالليل... بروح لها وانتي انتظري وكملي لين اجي ...

راحت سحر تشوف اختها الصغيرة .. ومشاعل من التعب باعتها وانسدحت عالأرض وسط التراب والغبار لأنها اصلا هي كلها غبار... صارت تناظر بالسقف العااالي وتفكر بأشياء كثيرة غير مترابطة مثل أي احد يجي له فترة سكون ويفكر بأشياء باللحظة التالية ينساها ... ولأنها كانت راقدة لمحت بعيونها مجموعة كتب اشكالها غريبة مو كأنها كتب في أعلى رف من الرفوف ...
جالها فضووول عجيب قامت تشوف وشو ... تلفتت حولها تدورعلى شي تطلع عليه .. مالقت غير انها تحط كتب فوق بعضها وتطلع ...
جمعت لها كم واحد عريض وصفتهم فوق بعض ... الرف الأعلى للحين مليان كتب لأنهم ما قدروا يوصلون له ...
طلعت وهي تحاول تتوازن ،، وبحذر وعلى أطراف أصابعها مدت يدها تحاول تسحب وحدة من هالكتب ... احساس قالها فيه شي بيهمها هناك ... اختل توزانها لكنها تداركت وضعها وتوازنت وهي تبسط يدينها وكأنها طير يبي يطير...
بعزم وتهور عضت على شفتها السفلية ومدت يدها من جديد... بس الكتب الكثيرة تحتها ما تحملت ثقلها واختل توازنها وطاحت على جنبها وسط سحااابة غباار كثيفة.... بدخلة سحر..

مشاعل وهي تمسك ذراعها اليسار : آآآآآآآآخ... آآي ذراعي ... سحر مارح أساااااامحــك يا سحححححححححححححر ( بصوت عالي )
وما كانت تدري ان سحر فيه ..

سحر: وش قاعدة تسوين يا هبلة .. بعدين انا وش دخلني احد يطلع على الكتب بهالشكل صدق مهبولة ومجنونة !!!!
مشاعل :... وجع يوجع عدوك بدل لا تجين وتشوفين شخباري تعاتبيني ..
سحر وهي تقرب وتتجاوز كومة الكتب المتناثرة بحذر :... محد قالك اطلعي كذا... بعدين وش تبين الرفوف اللي فوق يبي لنا سلم أو كرسي نطلع عليه .. لا انا ولا انتي طويلين كفاية ..
مشاعل :... مالت عليك آخر مرة أصدقك واجي أفزع ... ما خذيت من هالشغلة الا التكسر والطيحات ..
سحر : ههههههههههههههههههههه شرايك انادي خالد ينزلهم .. اتوقع كذا بترضين ؟؟؟

ما ردت مشاعل .. كبرياءها ما يسمح ولو ان عيونها تفضحها وتقول ولو بشكل صامت ... لو خاااالد بآخر الدنيا أروح له مشي... ولو خالد يعني موتي أموت عشانه ...
سحر تنهدت وبطريقة درامية :.... يا ربي على هالحب اللي مو راضي ينتهي نهاية حلوة ..
قامت مشاعل واقفه وهي تفرك ذراعها :... اللي يسمعك يقول اني ام 40 سنة ولي عشرين سنة احب ... توني ام 19 سنة والحياة قدامي والفرص قدامي كثيرة .. وخالد ما دامه قريب مني وقدام عيني مافي خوف ..
سحر وهي تنحني تجمع الكتب اللي أعاقت الحركة :... ما اقدر اتخيل خالد يطيح منك ... خخخخخخخخخ
مشاعل بثقة وهي تلم قبضتين يديها بحركة من حركات الكاراتيه : ... بتشوفين ان ما طاح تحت يديني ... بتذكرين كلامي في يوم ...
سحر وهي تضحك وتمزح : ههههههه يا خوفي على كل هذا يطيح من وحدة غيرك ...
مشاعل وهي تلكم بيديها الهوا وتمثل :... لو تطلع وحدة ثانية بطريقي أكسر خشمها بيديني هذي... بتندم انها عرفت خالد هذا ..
جمعت سحر باقي الكتب المتناثرة بسبب مشاعل وحطتهم بجهة لحالها .. ومشاعل راحت تشوف المسجل الموجود بالمكتبة وكان لافت نظرها من أمس ... اكتشفت انه استريو لكن استريو مصغر ،، فتحته تشوف اذا كان صالح أو لا... واستانست يوم اكتشفت انه للحين يشتغل ...
مشاعل : سحوووور !!
سحر وهي تتصفح بعض الكتب ومعطيتها ظهرها : وت ؟؟... وش عندك؟؟
مشاعل : تبين نخلي الجو أحلى واكثر حماس....؟ بدل الكآبة هذي ...


عالساعة 9 بالليل .. دخل خالد كالعادة والبالطو الأبيض بيده راجع من دوامه ... لمح امه جالسة تقرا بالصالة ، لأن امه بطبعها مثقفة ... سلم عليها وسأل عن أخبارها .. وقبل لا يجلس عالكنب سمع دوشة غريبة جاية من فوق ... صوت اغاني عاااالية وكأنها جاية من استريو .. التفت لأمه مستغرب : وش هالدوشة ؟؟
امه تبتسم وهي تقرا :... هذي اختك أكيد..
خالد : ..سحر؟؟
امه : ايه...
خالد :... وش عندها عرس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقبل لا ينتظر الجواب راح للدرج وطلع فوق ... توقع ان الصوت من غرفتها لكنه يوم راح لقا بابه مفتوح والغرفة مظلمة ومافيها أحد .. التفتت يمين ولمح باب المكتبة مفتوح والصوت يزداد ارتفاع كل ما قرب .. كان يسمع صوت اليسا ...
ارجع للشوق ياللي انتا ناسيني وفايتني لليلي للشوق اسهر .. أسهر وتنام وتصحيني .. انا ألبي بنار وانتا اللي كاويني وسئيني مرار وهواك يأدر يحلي الأيــاام ...

الظاهر ان الصوت محطوط على أعلى شي ... كان يسمع ضحك اخته استغرب هالخبلة تضحك مع مين ...
وقف عالباب ،، وبلم مستغرب وهو يشوف مشاعل المطفوقة واقفة على كرسي وبيدها قلـم تقولون مايكروفون .. وتغني مع الأغنية وسحر جالسة عالأرض تضحك وتغني وهي تشوف مشاعل ترقص بمياعة مع الأغنية تستهبل ...
تأمل خالد الحوسة والفوضى اللي هم فيها ورجع لاخته وشافهم يغنون مو حاسين فيه ...

مشاعل رفعت القلم(الميكروفون) لفمها وهي تأشر على سحر وتقلد حركات اليسا خخخخ : يا شغلني عليك .. وحشتني عينيك .. وانا ياما الحب ناداني .. ياما ياما شكيت من البعد وآسيت ،، ولا ليلة ارتحت ثواني......
( رفعت عينها بالصدفة وشافت خالد واقف عالباب والبالطو بيده ويناظرها مستغرب ).. ردة فعلها الوحيدة انها ابتسمت له وكملت غنى وهي تناظره ..: حبك ياما ياما .. ياما ناداني ... ولا ليلة ريحني ثواني ... ارجع تاااني ارجع تاني .. ارجع يا حبيييييبي وواسيييييني ..

سحر شافت مشاعل تناظر احد وهي تغني ، رفعت عينها وشافت اخوها خالد عالباب منزل راسه ويهزه ... وبعدها لف واختفى .... انصدمت سحر وسمعت ضحكة مشااااعل العاااالية ... ناظرتها مبلمة ومشاعل تصاااارخ وتكمل لعله يسمعها : قدري ومكتوب عنك محتوب.. وحتبآى العمر معايا... يا أعز حبيب وحتبآى قريب... وغرااااامك وحدوو هوااااياااااااااا ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ( غرقت بالضحك )..
قامت سحر بسرعة وقصرت على الصوت وقربت من مشاعل الميتة ضحك : مشاااعل ... سويتيها يا حمارة ؟؟؟
مشاعل : ههههههههههههههههه يا حبي له وتقولون ابعدي عنه ... ما شفتيه شلون استحى ..
سحر ضحكت ساخرة :.. يا حليلك خالد يستحي ؟؟... ومنك بعد ؟؟.... ما شفتيه شلون قاعد يهز راسه من هبالك المجنون !!
مشاعل : وش اسوي من شفته واقف يطالع ما قدرت امسك نفسي الكلمات قامت تطلع مني من غير شعوور !
سحر : برووح اشوفه اخاف عصب...
مشاعل : وليش يعصب !!.. هو يلاقي احد يحبه اصلا ...
ما ردت سحر كانت قد ركضت برا المكتبة تبي تروح تشوف وين راح ... شافت باب غرفته مردود مو مسكر والنور مفتوح .. راحت هناك وفتحت الباب وطلت براسها ،، شافته يحط البالطو الأبيض على مسند الكرسي ويفك أزرار ثوبه ..
ابتسمت :... خالد..!
مارد عليها ... دخل الحمام يغسل يدينه وطلع ينشفهم بالمنشفة ..
سحر وابتسامتها تزيد :.. يا دكتور ...
التفت عليها بملامح عادية ،، وكأن اللي صار قبل شوي ما أثر عليه أبد :.. هلا ...
سحر :... زعلان ؟؟
استغـرب : ..زعلان ؟؟.... ليش أزعل ؟
سحر : ما ادري طلعت من غير كلمة ... وناديتك الحين ما رديت ..
خالد : تعرفيني ما ازعل ،، انا بجهة والزعل بجهة ... وبعدين بنت عمك هذي انا عارفها وعارف حركاتها ومتعود عليها .. مافي شي جديد هي هي نفسها ما تغيرت ..
سحر : طيب ليش ما تعطيها وجه ؟؟
خالد باستغراب : .. أعطيها وجه ؟..
سحر : ايه البنت متعلقه فيك عطها اهتمام ولو شوي .. حرام عليك..
خالد هز راسه وهو يطلع اغراض جيوبه ويحطها عالطاولة : .. مشاعل صغيرة للحين والشي اللي تجري وراه كبير عليها .. انا مو مستعد ادخل معها بطريق ماله نهاية...
سحر استغربت :.. طريق ماله نهاية ؟؟...
خالد وهو يرفع عينه لاخته ويكمل :... هذا غير اني انا وهي مختلفين ..لا يمكن نتفق مع بعض... والبنات اللي من نوعها ما يعجبوني ابد ..
سحر :...لكن مشاعل غير عن الكل ..
خالد :.. سحر انا تعبان ابي ارتاح ... نظرتك لها كبنت عم تختلف عني انا كـ شاب .. ممكن الحين تخليني ، ابي انااااام اليوم كان تعععب بالمستشفى
سحر تفهمت وطلعت من الغرفة وسكرت الباب بهدوء .. رجعت لمشاعل وهي تغصب ابتسامة ... استقبلتها مشاعل بلهفة : هاااا سحووور ما قالك شي عني ؟؟؟؟
سحر تأملت وجه مشاعل الملهوف وتذكرت كلام اخوها :.. لا ما قال شي اصلا دخل غرفته وسكر الباب ويوم دقيته عليه كان صوته تعبان واضح انه يبي ينام ..
مشاعل : يعني ما زعل ؟؟؟؟
سحر بابتسامة : لا ما زعل اعرف صوت خالد اذا كان زعلان ... بس انتي خفي عليه شوي ،، اخاف تزيدين العيار ويزيد هو عناد ...
مشاعل : لا تخافين مارح أخليه الا لما يحس فيني ويعرف اني روحه الثانية ..
سحر ضحكت : .. أتمنى ...
مشاعل سحبت البندانة اللي كانت رابطتها مثل العصابة على جبينها :... انا تعبت اليوم بكرة بجي ونكمل الشغل عالاخير .. انا جيتي كلها عشان اخووك واخيرا شفته ياااا حلوه مع هالبالطو الأبيض ..
سحر تضحك :... مجنونة انتي هو حتى ما ابتسم لك وفرحانة ..
مشاعل :... يبتسم ما يبتسم شي راجع له اهم شي انا.. يلله بروح اغير ملابسي وبرجع البيت ..
سحر : يسلمووو شعولة عالمساعدة .. بكرة ان شالله نكمل لازم ننتهي ..
مشاعل : ابشرررررررررررري..
وركضت لغرفة سحر تغير عشان ترجع للبيت .. وسحر قفلت أنوار المكتبة وهي تضحك وسكرت الباب وتبعتهـا..

×؛×؛×؛×؛×؛×؛×؛×


على الصبح الساعة 9 صحت سحر كالعادة عشان الجامعة .. عقب ما خذت دش ولبست واستعدت دخلت عليها بيان وعروسة من عرايسها بين يديها ...
سحر وهي تربط شعرها فوق ذيل الحصان وترتب قصتها على جبينها واللي معطيتها رونق خاص : ..هلا بيونة صباح الخير...
راحت بيان ونطت على سرير سحر وجلست فيه :... بتروحين ؟؟
سحر : ايه بروح الجامعة .. ودك تجين معي..؟
بيان :...مابي أشوف مشاعل ..
سحر : هههههههههههههه بيونة مشاعل تمزح معك عشانها تحبك..
بيان : تقهررني...
قربت سحر من اختها الصغيرة الحلوة ومدت يدها : تعاااالي ننزل ... ناكل ..
بيان :... وخااالد ما يكلمني ليش؟؟
سحر استغربت : ما يكلمك ؟.. ليش ؟؟
بيان :.. ما ادري بس يروح وهو شايل هذاك الأبيض ويرجع وهو شايل هذاك الأبيض.. ما يجلس ما يلعب معي ...
سحر ابتسمت بحب لهالصغيرة البريئة :... حبي بيونه خالد دكتور .. والدكتور لازم يروح المستشفى كل يوم ..خلينا ننزل نفطر انا وياك ..
نطت بيان قدامها بنشاط وركضت للباب .. وسحر شالت شنطتها وعبايتها ولحقت اختها ... نزلوا الدرج وهم يتحارشون ويضحكون..
سمعت سحر صوت ابوها بالصالة يكلم أحد .. وبيان من سمعت صوته ركضت بفرح قدام سحر : باباااااااااااااااااا....
دخلت سحر وهي تبتسم وتسمع ابوها يرحب في بيان : هلاا بروووح أبوهاا ...
ما كانت تدري بالشخص الثاني اللي جالس بالصالة عند ابوها .. جمدت خطواتها بعد ما التقت عيونهم للحظة ومرت ثانية ونظراتهم متعلقة ببعض ..
بان عليها التغيير وهمست من غير شعور بارتباك : .. محمـد ..!!

ناظرها للحظة ونزل عينه عنها ،، و تراااجعت لورا بسرعة وهي تشد قبضتها على حزام شنطتها ... نظراته لها غريبة دايم تخلق شعور ونفضة بأوصالها ... ليش نظرته دايم كذا لها ... ياليت يفصح ويريحنـي..
سمعت صوت ابوها يوقضها من سرحانها :.. سحر عمري محمد ولد عمك عندي ...
همست تكلم نفسها :.. أدري .......ليش دايم تأثر فيني يا محمد ..!!

راحت لغرفة الطعام وحطت اغراضها على وحدة من الكراسي وهي تتنهد بتعب... دايم شوفته تخلق فيها تعب غريب .. وهدة حيل غريبة ..
جلست على وحدة من الكراسي الخالية وتفكيرها كله هناك بالصالة عنده... كل يوم نظراته تزداد غرابة ، مو لاقيه تفسير،،
بدت تاكل وطلت عليها بيان وهي تجلس بكرسي جنبها .. ابتسمت لها سحر :... تبين اسوي لك ساندويتش..؟
بيان بدلال :... أبي مررربى ...
ضحكت سحر : هههههههه ابشري يا ام مربى ... كل يوم مربي ما ودك تغيرين..
بيان :... لا أبي مربى أحب المربى...
خذت سحر توست محمص ودهنت فيه المربى اللي تعشقه بيان وخذت توست ثاني وغطته .. ومدته لها :... سمي بالله وكلي....
صبت لها حليب وحطته قدام بيان ،، وبدت هي تاكل فطورها المعتاد وهي تسمع سوالف اختها الصغيرة اللي ما تنتهي ..

يوم قربت تنتهي دخل ابوها عليهم وهو يبتسم :.... صباح الخير..
سحر وهي ترد الابتسامة :.. صباح النور.... ( شافته ياخذ كوب قهوته المعتاد وهو واقف شكله بيمشي .. وسألته ).. محمد ولد عمي طلع ؟؟؟
ابوها :... ايه سبقني للشركة ...
سحر بفضول :.. ليش جاي عندنا من الصبح ..؟
ابوها :... انا بغيته ... بشغلة بسيطة..
هزت راسها وقامت واقفة بعد ما سحبت منديل من الكرتون قدامها ومسحت يديها وفمها ... عطت اختها المشغولة بالأكل بووسة طويييلة قووووية فعصت فيها خدها ..
بيان بطفش :.. اففف وخررري...
سحر بعدت وهي تضحك :.. هههههههههههه ياربي على هالخدود ... يلله بيونة انا بروح تبين شي؟
بيان :.. أبي كتكات..
سحر : هههههههه معروف هالطلب ابشري وانا جاية بجيب لك معي كتكات... آوامر ثانية آنسة بيان ؟
بيان :.... لا بس كتكات ..
سحر : كويس تعرفين الذوق وما تتطلبين كثير... ( ابتسمت لأبوها ).. وانت فاذر تبي كتكات مثلها ؟؟
ابوها : هههههههههههه ما نخالف ...
سحر : هههههههههه بجيب لك أبو ريالين خخخخخ
ابوها : لا مابي ذاك الكبير تعرفين ماحب الحلا الكثير..
سحر :.. انا كريمة وانت تستاهل ...
ابوها :.. هههههههههههه طالعه على ابوك ..
لبست سحر عبايتها بسرعة وعجلة وقبل لا تطلع تذكرت شي .. والتفتت لأبوها : .. صح نسيت اقولك شي..
ابوها وهو يشرب قهوته وواقف للحين :... خير ؟
سحر : .. محضره لك مفاجأة بتعرف اني سحورة الخطييييرة .. مو أي سحــر !!
ابوها :.. وش هالمفاجأة من أي نوع ؟؟
سحر :...بعدين بتشووف .. بتعرف اني خطيرة ما مثلي أحد ..خخخخخ
وطلعت بسرعة وابوها يضحك من وراها .. دعمت بأمها اللي كانت جاية بتدخل :... هاااه شفيك تركضين ؟..
سحر وهي تلف الطرحة على راسها تكلمت بسررعة :... رجلك أخرني ..روحي حاسبيه .. ( وركضت بسرعة )
فتح ابوها عيونه وضحك ،، دايم هالبنت تحب تحارش ... دخلت امها غرفة الطعام وهي عارفه ان بنتها خراطة وهي اللي مأخره نفسها بنفسها ببطئها ..وأخذها للوقت على راحتهـا..



دخـل تركي بسيارته الأقل من عادية واللي استأجرها من يومين بدل سيارته الأنيقة باركنغ السيارات الموجود بأسفل الشركة .. نزل وهو يلعب بمفتاحه بأصبعه ويغني ومزاجه هالمرة رايق على غير العادة .. اليووم بيشوف وش صار على موضوعه عقب ما جا مع ابو سالـم،،
ابتسم وهو يوقف من جديد تحت البناية ويرفع راسه يناظرها من فوق لتحـت... انقلبت الابتسامة الخفيفة لابتسامة غريبة ورفع حاجب واحد وهو يحك دقنه ...
وفجأة نطق يكلم نفسه بنفس الابتسامة :... بــدت أيااامك يا تركي !!

كمل طريقه ودخـل من الباب اللي انفتح أتوماتيك .. وخطواته الواثقة تهز الأرض من تحتـه...




يتبــــع..!!

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 07:16 AM

_______________________

الجـــــزء 4 ...
_______________________





في بيت ابو محمد كان وقت العشاء ،، نزلت مشاعل وهي منشرحة ما تدري ليه.. يمكن شوفة خالد انعشت فيها شي.. ماشافت بالسفرة غير امها وابوها بس البقية مو موجودين..

مشاعل : وينهم الباقين ؟.. وينها شادن ؟؟
ابوها وهو يهز راسه متضايق :.. شادن الله يصلحها من شافتني داخل طلعت فوق ..!
عفست مشاعل فمها من تصرف اختها ،، اللي كل ما شافت ابوها تجاهلته وتركته.. لمتى يعني ؟؟
مشاعل : طيب اروح اناديها ؟؟
امها : خليها على راحتها ، خذت عشاها وطلعت فوق ..
ابوها : الله يصلحها .. خليها انا عارف انها بالأخير بترضى وانا عاذرها ..

مشاعل ما ارتاحت تعشت بسرعة وطلعت فوق تشوف وش سالفتها هالبنت .. راحت لغرفتها ما لقتها فعرفت بشكل مباشر وين موجودة ..

التفتت لباب هذيك الغرفة اللي كانت بيوم شاغرة من عمر ... عمر الانسان اللي بالنسبة لمشاعل أخ ،، لكنه بالنسبة لـ شادن شي كبير وكبير مرة،،

وقفت مشاعل عند الباب اللي كان شبه مسكر وطلت من الفتحة تشوف وش قاعدة تسوي .. شافت شادن لابسه بجامتها وجالسه على سريره الوثير...ومنزله راسها للأرض وشعرها يغطي الجهتين .. واضح انها بحالة تفكير لكن لأن شعرها مغطي ملامح وجهها ما عرفت مشاعل وش ممكن تشيل هالملامح ..

قررت أخيرا تدخل تشوف وش سالفتها .. فتحت الباب بشكل اكبر ودخلت ، وشادن حست مباشرة بدخول احد رفعت راسها .. واستغربت مشاعل وهي تشوف عيون شادن تلمع .. خااااافت عليها هذي وش قصتها ..

مشاعل : شدون وشفيك صايرة غريبة ؟؟
ابتسمت شادن : مافيني شي .. ليش شايفة شي..
مشاعل : مو علي .. وبعدين تعالي شفيها عيونك ..؟
شادن تنهدت واعترفت :... قاعدة أبكي... يمكن البكي يريحني ..
مشاعل فهمت عليها : .. اظنك مكبره الموضوع.. لمتى بتتجاهلين ابوي..؟
سكتت شادن ما ردت .. ومشاعل كملت : ابوي ما سوى اللي سواه الا لمصلحتك ..

شادن رفعت راسها وعيونها تلمع من جديد.. وبانفعال :.. لو ما طلب اللي طلبه من عمر .. كان انا مع عمر الحين وجنبه .. ما كان له لازم يصعب الامور عليه كذا...

مشاعل :.. طيب انتي من وشو خايفه ؟؟..
شادن من غير شعور نزلت دموعها : .. انا خايفه على عمر ،... خايفه عليه ليش ما تفهموني..!!
مشاعل استغربت : خايفه عليه !!!!؟.. ابي افهم انتي من وشو خايفه ؟.. عمر رجااال يا شادن طاف مرحلة المراهقة من سنين .. تغير ماعاد صار مراهق يجيب المشاكل مثل أول ..

شادن بحزن : مهما قلت لك مارح تفهميني ..

سكتت مشاعل شوي ... بس اخيرا سألت والشــك بصوتها :.. شادن ؟؟... انتي تعرفين عن عمر شي احنا ما نعرفه ؟؟
رفعت شادن راسها بسرعة وهي تداري عيونها بعيد : . هاه؟... وش بعرف يعني يا مشاعل ؟... انا حتى لي شهور ما شفته .. من ذاك اليوم وانتي عارفه...
مشاعل : طيب هو اكيد بيرجع مارح يتركك وانتي عارفه... ما يقدر يتركك ومصيركم بتجتمعون مع بعض..

شادن بخوف :.. انا خايفه ما ادري ليه... انا مابي شي من عمر مابي أصعب عليها الأمور اكثر من ماهي صعبة..
مشاعل تأففت :.. شادن ابوي ما سوى اللي سواه الا لأنك غالية ويبي يتطمن عليك معه .. كل اللي طلبه ابوي منه انه يكون مستعد يستقبلك بحياته .. وطلب منه ياخذ الوقت اللي يبيه .. ابوي حتى ما استعجله ابدا بالعكس قاله ياخذ وقته بالكامل حتى لو كانت سنة سنتين ثلاث ..!

شادن مو عاجبها هالكلام .. دارت بوجهها بعيد عن مشاعل بضيق .. ومشاعل هزت راسها ولفت للباب وقبل لا تطلع رجعت تناظر بأختها ..

مشاعل : انتي عارفه انه الحين بالجبيل .. يمكن بوجوده بعيد احسن لك وله .. عشان يهيأ نفسه وانتي بعد خلي عنك الأفكار والظنون والخوف تراها ما تجيب غير التعب.. نصيحة خذيها مني..

شادن ببرود :.. انا مو مثلك اقدر اتجاهل اللي يصير حولي.. ولا تطلبين مني هالشي لأني ما اقدر.. ( بتصميم ).. أنا قررت اروح له بنفسي اذا كان ما يقدر يجي ويشوفني ..

مشاعل : ومين بياخذك لـ هناك ؟

شادن : بقول لمحمد أو بندر..

مشاعل : تراك مكبره الأمور يا شادن.. عمر اكيد بخير ولو هو مو بخير كان اكيد بيجينا خبر من عمته هناك .. ولا؟؟؟؟

ارتخت كتوف شادن وكأن هالكلام بدا يقنعها :... يمكـن..!

لكن مشاعل ما قدرت تشوف في عيون شادن الراحة .. بالعكس كل مالها تشوف القلق يزيد بعيونها وكأنها تعرف عنه شي وما تبي تفصح عنه ..

مشاعل : انا بروح انخمد لمتى بتجلسين هنا ؟؟

شادن : اظن اني بنام هنا اليوم ..

مشاعل : بيزيدك تعب وتفكير.. روحي لغرفتك اريح لك..

شادن بضيق : خليني على راحتي انا حرة .. اعرف وش اللي بيريحني..

هزت مشاعل راسها واضح ان شادن ما تحب النقاش بهالموضوع ما تحب احد يملي عليها وش المفروض تسوي.. طلعت من الغرفة وتركت شادن وراها .. اللي من تسكر الباب رمت راسها على الوسادة اللي تشيل ريحته ..

دمعت عيونها وهي تتذكر ذاك اليوم .. يوم ما كانت واقفة وراه تبي تروعه وهو لحظتها كان ماسك التلفون يكلـم .. سمعته يقول كلام غريب.. كانت تسمع اسماء غريبة يقولها ويتفق على مواعيد في نص الليل...

همسـت تكلم نفسها وهي تغمض عيونها :.. ياليت اللي سمعته يكون حلـم..!!!


×:×:×:×:×:×:×:×:×:×:×:×:×



من بكرة .. سحر ومشاعل اجتمعوا وقرروا اليوم يكون نهاية الشغل ،، لأنهم تعبوا ويبون ينتهون وخذوا وعد انهم ما يطلعون من المكتبة الا هم منتهين للأخير .. الفوضى والحوسة بدت تقل تدريجيا بعد ما أنهوا جزء كبير من الشغل.. بيـان الصغيرة كانت جالسة على كرسي تحرك رجليها لورا وقدام وتغني بصوتها الطفولي وهي تلعب بعروستها مرة ،، وترفع عينها لسحر ومشاعل تراقبهم يشتغلون مرة ...

دخلت خدامة وبيدها صينية فيها كاسات عصير والثلج البارد يطفح على سطحه .. مشاعل من شافتها نطت من الكرسي اللي كانت واقفه عليه تنظف الرف .. وراحت لها ركض وخذت لها كاس وهي ميتة عطشش

مشاعل : ثااااانكيوووووووووو...!!

راحت الخدامة بعد ما حطت الصينية وهي تضحك على حركات هالبنت الغريبة !!... بيان نزلت من كرسيها وراحت للصينية تبي تاخذ لها الكاس الثالث الموجود .. بس مشاعل بنذالة من شافتها تمد يدها ، مدت يدها بسرعة ورفعت الكاس فوق وهي ترفع حواجبها باستمرار :... مو لك ..

بيان انقهرت :.. انتي خذتي حقك يا دبه ..
مشاعل :.. انتي يالأميرة متربعة على كرسي وشاطرة تلعبين .. مرتاحة وشو له تشربين بعد ..!!
بيان : .. بتجيبينه ولا ألكمك ..
مشاعل : عشتوووو !!.. ورينا وش تقدرين تسوين ...
بيان لفت لـ سحر تستنجدها :.. سحررر شوفيها الغبية !!
سحر وهي واقفة على كرسي وترتب صفة كتب بالرف : مشمش لا تفتحين خناقة جديدة .. ترا بتكرهك أكثر من ماهي حاقده عليك..
مشاعل بابتسامة لبيان : عاد أنا احبها أموووت فيها ..
بيان : .. وعع انا ما احبك .. انتي وحدة غبية مجنونة..
تحسبون مشاعل انقهرت .. بالعكس ضحكت وهي ترفع كاس بيان بتشرب منه :.. غبية مجنونة هههههههههههههه...
بيان وعينها عالكاس : عطيني كاسي..
مشاعل : من قال انه كاسك .. ( وهي تلف الكاس يمين ويسار ببرود ) .. ما اشوف انه انكتب عليه اسمك ..
بيان طنقرررت خلاص : .. سحرررررررررر...

جت سحر بسرعة وسحبت من مشاعل الكاس :.. خلي عنك الطقاق .. ( عطت الكاس اختها بابتسامة ).. الا هالبنت لا تضايقينها..
ابتسمت بيان وناظرت مشاعل نظرة .. ومشاعل تراقبها : استانستي الحين .. ؟.. يلله روحي اشربيه والا باخذه واشربه ..

بغرور راحت بيان وجلست مكانها لكنها ما طولت طلعت عنهم.. ومشاعل رجعت مع سحر يكملون الشغل ..

شالت سحر الكرسي وغيرت مكانه عشان توصل للرف اللي كانت مشاعل تبي توصله أمس بس ما قدرت .. طلعت فوقه وسحبت كومة كتب ومدتها لمشاعل تاخذها ..

عقب ما نزلوها كلها،، تربعت مشاعل عالأرض بترتاااااح وتاخذ نفس ..

نزلت سحر من الكرسي وهي تضحك : ههههههههه يله هاااااانــت ما بقى شي ..

وراحت للصينية تاخذ كاس العصير يبرد على قلبها ،، أما مشاعل بدت تقلب في الكتب وتدور الشي اللي كان لافت نظرهـا أمس..!!.. شافته أخيرا وبسرعة وحمااااس غريب فتحته ... واكتشفت إنه ألبووم صور !!... فتحت عيونها وهي تشوف صور قديمة .. بدت تتفرج وهي تقلب صفحة وصفحتين وثلاث .. وابتسمت لا إراديا يوم طاحت عينها على صورته ..

سحر شرقـت يوم سمعت صرخة مشاعل : .. واااااقلبــااااااااااااااااه ..!!

حطت يدها على فمها لا يسيل العصير .. كحت وهي تلتفت لمشاعل تشوف وش سالفتها ..
شافتها ماسكه الألبوم وملزقه عيونها فيه ..وتتمتم بكلماااات ما تنسمع تكلم نفسها ..

سحر : .. جعل قلبك العاااااافية قولي آمين .. شفيك تصارخين !!!؟
مشاعل : .. ما أذكر ان دكتور حياتي كان بهالبراءة وهو صغير ..
سحر استغربت : .. وهو صغير ؟؟... وش قاعدة تشوفين ؟؟؟؟؟
طلعت مشاعل الصورة من مكانها ورفعتها فوق وهي تبتسم :.. وين هالصورة من زماااان .. مين يصدق ان هذا دكتووور حياتي ؟؟؟؟؟

حطت سحر الكاس فـ الصينية وراحت بسرعة تشوف ..

مسكت الصورة وتأملتها :... هذا خالد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مشاعل : أخوك ما تعرفينه ؟؟.. نفس العيون آآآآه يالعيووون ..
سحر بنظرة جانبية ساخرة : .. لا تبالغين .. الا كتلة من الشحم ..!!.. طاااالع كوووورة بلوووونة موب ولد..
عصبت مشااااعل وسحبت الصورة منها :.. لا تغلطين على دكتور حياتي لا أغلط عليك..!.. موب شحم بس خدود .. راااحت الخدود واحلو اكثر .. ولاااا شوفي شوفي..

سحر :.. من وين طلعتيها ؟؟ وين لقيتيها يا سوسة !

أشرت مشاعل عالألبوم :.. من هنـا.. من أمس وانا جاذبني شي لهاللألبوم .. كأني عارفه اني بلاقي هالصورة ههههههههههي..

انحنت سحر وخذت الألبوم اللي ما تذكر انها شافته بيوم .. اما مشاعل صارت تغني على الأطلال وهي تتأمل هالصورة ، ومادامها لقت هذي الصورة لدكتور حياتها على قولها .. ماتبي شي ثاني ..

صارت سحر تمشي ببطء وهي تقلب صفحات الألبوم .. سطح الغلاف السميك والأسود مليان غبار .. بس الصور داخله قديمة من سنين طويلة ..

شافت لها صور وهي صغيرة .. مع خالد مرة .. ومع ابوها وامها مرة .. وصور متفردة لكل واحد فيهم مرة ..

وبعد شافت صور لأبوها في بعض رحلات العمل اللي كان يسويها .. شافت لها صورة وحدة مع اخوها خالد وعيال عمها مجتمعين.. هي ومشاعل وشادن وخالد ومحمد وبندر وابوها وعمها بصورة وحدة عند البحر ..!!...

اذا ما خانتها ذاكرتها هالصورة التقطوها لما راحوا لجدة مرة من المرات ... ركزت بصورتها تتأمل نفسها ،..واضح انها ما كانت تتجاوز الـ 5 سنين وقتها.. يعني قبل لا يستلم ابوها شغله الدبلوماسي بـ سنة وحدة بس..!!..

ابتسمت على هالصور ..

ذكرياااات حلوة ما كنت أدري ان ابوي يحتفظ فيها... شافت صور عدة لرجال مع ابوها واضح انهم أصدقاء له .. بصعوووبة تذكر بعض الوجوه ..

لا شعوري ضحكت وهي تتأمل صورة صورة .. مشاعل حطت صورة خالد الصغير بجيبها مو مستعدة تتخلى عنهـا..،.. وقربت من سحر تتفرج معهـا..

بعض الصور كانت لأطفال ما تعرفهم ولا تذكرهم ،، اولاد وبنـات ورجال لها ذكريات ضبابية معهم .. اصدقاء لوالدها وأبناء أصدقاء والدهـا...

ما تدري وش جاهـا هاللحظة .. صور متفرقة بدت تشوفها بعيونهـا.. ما قدرت تميز هي وش قاعدة تشوف لأن الذكريااات كانت قديمة ومن سنين وهي وقتها ما تجاوزت حتى الـ 6 سنين...

حست بمشاعل تسحب منها الألبوم وتحطه على جنب : .. أشوفك اندمجتي.. يلله الساعة 9 الحين لازم نخلص انا تعبت واذا ما خلصنا اليوم انا انسحب ..

ابتسمت سحر وهزت راسها .. كملوا تنظيف الأرفف ورتبوها من جديد .. وما جت الساعة 10 الا هم منتهين ... رجعوا كل الكتب مكانها ونظموها بشكل أفضل من أول ما عدا الألبوم خلته سحر برا تبي تقضي وقت وهي تتفرج عليه ..

صارت المكتبة مثال للنظام والترتيب... عقب ما انتهوا تنهدوا وهم يتأملون شغلهم الخطير ..

مشاعل : وربي أنا خطيرة ..
سحر بسخرية :.. بدت تنسـب كل الشغل لها..!!!
مشاعل : بلغي تحياتي لعمووو .. وقولي له هالشغل لعيونك ..
سحر : ومن قالك اني بقوله انك مشتغله ..
مشاعل انصدمت : ليش ان شالله... بتقولين ان هذا كله انتي مسويته ..
سحر بغرور وهي تقلب عيونها فوق : .. اممممم... شي من هالكلام...
مشاعل : .. وربي لو تسوينها اني...............
ضحكت سحر وقاطعتها : هههههههههههههه لا تخافين انا مو منافقة ولئيمة لهالدرجة..

طلعوا من الغرفة يغيرون ويغسلون .. ولبست مشاعل عبايتها وحطت الصورة بجيبها لا تنساها ..
وقبل لا ينزلون الدرج التفتت لغرفة خالد شافت بابه مردود ومظلمة ..

مشاعل :.. ما بعد رجع..!!
سحر ابتسمت على هالاهتمام الشديييييد بـ خالد :.. دكتوور اخوي ظروفه محد يتوقعها ..

كملوا طريقهم تحت وفزز قلب مشاعل يوم سمعت ضحكة خالد وصوته .. غطت وجهها من غير لا توقف وسحر وراها ..
شافوا خالد جالس عالكنب وبيان جالسة عالأرض عنده .. وأمه بعد كانت موجودة ..

ام خالد :.. هاا سحر خلصتوا ؟؟
سحر طالعت خالد بنظرة فخر :.. اييه افااا عليك .. هو انا قد قلت كلمة وما كنت قدها ؟
ام خالد : .. الله يعاافي مشاعل ..
مشاعل : يعاافيك ويبقيك خالتي.. كل يوم كل يوم تعالوا وقولوا لي.. ترا مافي مشكلة استانس انا اذا جيت هنا ..

قالت هالكلام تبي تشوف ردة فعل خالد اذا كان بيفهمها .. وفعلا خالد ما تطوف عليه حركات مشاعل رفع عينه يناظرها..

ام خالد :.. ما قصرتي انتي وسحر.. وفرتوا علي التعب..
مشاعل : تعبك راحة يا ام "خالد"..
ام خالد :.. ليش ما تجلسين تتعشين معنا..؟
مشاعل : لا مشكوورة انا تأخرت بتذبحني امي .. فرصة ثانية ان شالله انا بلزق فيكم ماني تاركتكم..
ام خالد : ههههههههههههههههه يا حبي لك من بنت..
مشاعل :.. يله تصبحون على خير .. مع السلامة خالتي..
ام خالد :.. مع السلامة ..
قبل لا تتحرك التفتت لخالد :.. مع السلامة خالد..

أشر خالد لها بيده وراسه بهدوء : .. مع السلامة .... وانتبهي بالطريق..

ابتسمت وياليته شاف ابتسامتها .. أخر شي طالعت في بيان اللي كانت جالسه عالأرض ومعطيتها ظهرها :.. مع السلامة بيونة..

ما ردت بيان عليها سفهتها ، حتى انها ما التفتت لها.. بعذرها مشاعل مجننتها ،،

أخيرا سحبتها سحر من يدها ولو سحر ما سحبتها كان مشاعل مستحيل تتحرك من مكانها وهي تشوف خالد قدامها جالس...
ودعتها سحر ورجعت داخل ،، كانت امها قد طلعت فوق ..شافت خالد بعد واقف وواضح عليه انه يبي يطلع فوق..

سحر : اشوف بيان راضيه عليك اليوم .. جالسه معك ؟؟
ابتسم خالد لأخته الصغيرة :.. مالها الا أنـا.. ولا لا بيان..
بيان :.. كل يوم اجلس معي..

ضحك خالد بس ضحكته كانت خاملة .. واضح انه تعبان من الشغل ..

سحر : .. بتروح تنوم ؟؟
خالد وهو يفرك رقبته :.. لك لي حل ثاني ؟؟
سحر :.. لو سامع كلامي من البداية ما شفت هالتعب..

تحرك لها خالد بهدوء ووقف قدامها .. فجأة مسك شعرها ومطه بخفة ..

مسكت سحر راسها :..آآآي..شفييك!!.
خالد : لمتى بنقعد نعيد هالكلام..؟...
سحر بعنـاد : ليييييييييييييييييين بكرررررررررررة ..
خالد : .. الظااااهر لازم نعرسك عشان تحطين طاقتك العاطفية هذي فيه.. عشان افتك انا من هالدلال والدلع ويبتلش فيك واحد غيري...

ما تدري ليش جت صورة محـمد في بالها... هي تعرف ان محمد ما يحب الدلع ولا الدلال ، ودوم تصرفاته مع خواته تدل على هالشي...

ردت بنبرة حزينة دلوعة طفوولية دوم كانت تأثر في خالد :.. ليش مليت مني؟؟.. مو انت اللي كنت دايم تراعيني ..
ترك خالد شعرها ،، ورفع وجهها له بخفة ورقة :.. لازم تستحمليني .. حياتي ماعاد صارت ملكي..!!

نزلت عيونها ماقدرت تمنع لمعة الدموع .. صاير هالموضوع يسبب لها حساسية بعد ما كانت تنعم بمراعاة خالد لها ، وبعد ماكان لها الام والأب... والفرحة اللي ما تقدر تعبر عنها يوم عرفت انها بترجع للسعودية وخصوصا لـ خالد بعد فترة طويلة من الغربة ..!!

لاحظ خالد دموعها : .. فيه شي يبكي الحين ؟؟.. غلطت انا بشي..؟
سحر : لا بس تعرف اني ما تعودت عليك بهالشكل .. وبموت من القهر.. كل ما شفتك لازم اطلع اللي في قلبي بوجهك..

سمعت ضحكته الخاملة ، بس مارفعت عينها له .. دايم تفكر انها خسرت هالأخو اللي عن مليون اخو بالدنيا .. الانسان اللي كان مراعيها دايم وعمرها ما فقدت لشي يوم تكون معه ..

خالد :.. سحر..!

ماردت عليه وما تبي حتى تحط عينها بعينه .. بتذرف دمووع أكيد!!.. هي كانت كاتمه هالسالفة بقلبها من فترة طويلة،، وكل ما شافته تفرغ اللي فيها عن طريق التنغيز بالسالفة والنقرة معه ..

خالد من جديد :.. سحر..!... تراني انا نفسي خالد ما تغيرت ... أجل يوم تعرسين وتروحين وش بتسوين ؟؟.. بتقولين أبي خالد..!!
سحر :.. ويضايقك هالشي اذا قلت أبي خالد..؟؟؟
ابتسم والتفت لبيـان شافها تناظرهم بصمـت :.. ما يضايق بالعكس .. بس انتي عارفه ظروفي الحين ما اقدر ارجع مثل ما كنت...

كلامه عورها.. هي بدت تحس صدق انه صعب يرجع مثل ما كان .. هو بين خيارين ، يضحي بشغله والأيام اللي قضاها دراسة وتعب عشان اموره العائلية والاجتماعية .. ولا يضحي براحته واموره الاجتماعية عشان حلمه اللي وصله اخيرا..

سحر :.. وانا وش ذنبي ؟؟
ابتسم وهو يضرب راسها بمرح وخفة من غير قوة :.. ما يكفيك اني موجود .. تشوفيني كل يوم هذي مو نعمة ؟؟؟
سحر بقهر وهي تحط عينها بعينه : ...صرت شايف نفسك بقوة وتتغلى
خالد : ههههههههههههه امممم تقدرين تقولين... ( وانقلـب فجأة للمـرح الغير متوقع ومسك ذراعها ودفهـا عنه ).. يلله عااااااد اشوفك عشتي الدووور اندمجتي فـ الرومنسية بقوة ..

سحر طااارت بعيد من دفته وهي مصدومة ،، خصوصا انها ما توقعته ينقلب كذا ، ناظرته مبهوتة شافته رايح مااشي وهو يضحك ويهز راسه ..

سحر طنقرت :.. وش قصتك تستهبل علي ؟؟
خالد وهو رايح :.. هههههههه انا ادري عنك .. !!.. اشوفك صدقتي عمرك ..
سحر : تعااال انت تعااااااااااااااال...
ركضت تلحقه وهو وقف في نص الدرج والضحك في وجهه :.. هااااا تبين شي ؟؟
سحر بقهر :.. وش سالفتك قبل شوي ؟؟ وانا اللي فرحت حسبتك حسيت فيني ..
خالد : ههههههههههه وانتي ما صدقتي نزلتي دموع التماسيح .. تبين الصدق يا سحر انتي ممثلة بارعة عشتي الدور من أوله لآخره ..
انقهرت من قلب : ماخذني نوكتة ويا هالوجه !!!
خالد : هههههههههههه من يومك نكتة يعني ما تدرين ..

حز في خاطرها ومن غير ما ترد بكلمة .. طلعت الدرجات ومرت من قدامه وهو واقف يراقبها .. مسك يدها قبل لا تبعـد،،

حاولت تسحب يدها من قبضته بس ما قدرت ..

سحر من غير لا تلتفت له :.. اتركني..فكني
خالد وهو يناظر فوق :.. اممممم مابي ..
سحبت يدها بقوة بس ما قدرت بالعكس هي اللي تعورت :.. اتركني روح دور لك نكتة غيري..
خالد رجع يضحك ضحكته الخاملة : هههههههههههههه وش كنتي تنتظرين مني ؟.. اضمك مثلا..؟
سحر : وعع من قال اني محتاجتك اصلا ..( عطته بوكس خفيف في بطنه كانت كفيله انها تفلت يدها منه .. وركضت فوق .. وهو مسك بطنه وتوعدهـا..

دخلـت سحر غرفتها وضربت بالباب .. وبدت تفرغ عصبيتها بصوت عااالي :.. من قاااااالك اني احتاجك اصلا .. لا تشوف نفسك كثير .. مالت عليه شايفني نكتة يلعب علي بكل مرة .. شاطر بس يخليني اذرف دموع متى ما يبي..

وصارت ترجف رجل السرير برجلها ، ومرة ترجف الجدار ومرة الكرسي يمكن تطفي نارها ..

خالد وصل لباب غرفته وهو يسمع صراخها وكلامها الغير مترابط واسمـه ينسب وينشتم بصوتها .. ماقدر غير يبتسم وضحكته الخفيفة تفلت منه كل لحظة ..

همس يكلم نفسه وهو يعلق البالطو الأبيض : .. مشكلتها تصدق الكلام بسرعة .. هههههههه بتلقيني جنبك لو تبين..!!


:×:×:×:×:××:×:×:×:×:×:×:

صبـاح جديد ،،..

طلع تركي من فلته وهو في قمة عصبيته والتأثر واضح بعيونه من اللي حصل مع أبوه قبل لحظـات.. أول ما ركب ضرب بقبضة يده الدركسون بكل قوة ملكها .. كانت دمعته ما بعد جفت بعيونه .. مسك راسه وصورة ابوه بذهنه مو راضية تفارقه ..

صوت انفاسه المضغوطة والسريعة من العصبية كانت عالية ومسموعة .. من غير تراجع دخل المفتاح في مكانه وشغل السيارة ،، وحرك سيارته بسرعة خارقة ..

سحب منديل من كرتون جنبه ومسح بها دمعته وهو يتمتم بعصبيـة : ما اقدر يبه .. انا مارح يوقفني شي الحين....

وصل للشركة وبتهور دخل سيارته في باركنغ خالي بين سيارتين موقوفتين كان ممكن سيارته تحك فيهم بسبب طريقته المتهورة بالوقوف .. بس هو مااهر وللحين قادر يتحكم في أعصابه .. لكنه ما يدري لمتى بيقدر يسيطر عليها ..

نزل ووقف شوي من غير ما يخطي أي خطوة .. طالع بصورته المنعكسة على نافذة السيارة وتذكر ابوه قبل شوي في البيت... هو طلب من أمه ما تقوله لكن امه ما تقدر تخبي شي .. من عرف أبوه عن نواياه حاول يوقفه رغم ان ابوه بسبب اللي صار له يواجه صعوبة بالكلام.. لكن تركي يقدر يفهمه متى ما يبي .. وطالما كان له ذراع يمين وعون ..

تطمن على حاله وهيئته ونسى سالفة أبوه لأنه مارح يستفيد شي لو أطال التفكير ،،.. ابوه ما ضره الا ذاك القلب الطيب لأبعد الحدود .. ولو بيمشي مثله بيضيع... سامحني يبه !!.." بس هالمرة ولأول مرة !.. ما أقدر أطيعك ..!" ..

زفز زفرة طويلة وتحرك للبوابة الكبيرة .. رسم ابتسامة للموظف الجالس بالريسبشن وهو يمر من قدامه ،..
اليوم أول يوم له بوظيفته الجديدة عقب ما اخذ التأكيد من ابو خالد انه يقدر يشتغل معه........

طلع بالمصعد للدور الاخير وهو كل شوي يلتفت للمراية الموجودة بالمصعد .. يطالع نفسه ووجهه ،،..
ضحك وقال بهمس يكلم صوورته :... أغبيااااااء ..!!!.. أغبياااء يا تركي لا تفكر بيوم انك تتراجع ..

بهاللحظة انفتح باب المصعد وكان تركي معطيه ظهره .. شاف بالمراية محمد واقف يطالعه والتقت عيونهم بنظرة طويلة ،، ..واضح على محمد انه مستغرب من الابتسامة على وجه تركي ، وكأنه كان يضحك مع نفسه !!!!!

مرت ثواني وتركي ما تزحزح حتى انه ما استدار.. يطالع في عيون محمد مباشرة بنظرة حاادة واثقة غريبة استغرب منها الأخير ..
أخيرا حس تركي انه زودها ،،.. نزل عينه للأرض يرجع لهيئة الشاب المسكين .. واستدار بكامل جسمه لمحمد ..

تركي : مساء الخير..!!.. استاذ محمد اذا ما خانتني ذاكرتي..
محمد تأمله من فوق لتحت ،، ورجع لعيونه :.. لا ما خانتك ايه نعم انا استاذ محمد....
هز تركي راسه وهو يصد بعيونه بعيد ويتحرك طالع من المصعد :.. ما شاء الله شاب صغير مثلك قليل ما نشوفه يشيل منصب نائب مدير عام .. تصدق يا استاذ اظن اني باخذك لي مثال وقدوة ..!!
ابتسم محمد على خفيف وتحرك داخل للمصعد :.. مو غرور بس ...الله يوفقك ..

وقبل لا يقفل المصعد انتبه محمد لنفس النظرة الغريبة اللي شافها لما جا تركي مع ابو سالم .. ضغط بسرعة على زر فتح المصعد وسؤاال مفاجئ طرى في باله :... اقول يا............... تراني ما عرفت اسمك للحين ..
تركي ابتسم وبدون تردد :... يقولون عني وليـد...
ضاقت عيون محمد وهو يتفحص وجه تركي :.. متأكد اني ما شفتك من قبل ..؟؟.. وجهك مو غريب..
ابتسم تركي بجانبية وهو يتأمل الموظفين اللي يمرون من جنبه : ما أظن.. بالنسبة لي هذا اول تعارف..

هز محمد راسه وابتسامة تركي الجانبية الغريبة علقت براسه ما يدري ليش !!..

قطع عليه تركي :.. أظن اني تأخرت عالمدير.. ومابي أأخرك شكل عندك شغل

هز له محمد راسه ايجاب وشال اصبعه عن الزر ،، ومباشرة انغلق الباب وتركي واقف مكانه يضحك بسره ويكلم نفسه بصوت واطي : ...محمـد بن عبداللطيـف !!... نفسس النظرة ما تغيرت !!!

اخذ نَفَس يجدد فيه روحه وكمل طريقه لمكتب المدير وهو يوزع ابتسامات حلوة لكل أحد يمر فيه ..

دق الباب على المدير .. وسمع صوته يسمح له بالدخول ،، دخل بابتسامة حلوة عشان يستلم أول مهمة شغل له ...


:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/

في طريق رجعتهم من الجامعة ،، كانت مشاعل راكبه مع سحر السيارة الفارهه .. وتوهم طالعين من بوابة الجامعة اللي معروف عنها مزحومة في وقت الخرووج .. نزلت سحر الغطا وخلت الحجاب على راسها،، بحكم ان السيارة مظللة ومعتمة..

سحر : .. ما أحب هالنظرات من بعض البنات .. !!
مشاعل ضحكت : ههههههههههه وش عليك يشوفونك شي ووحدة شايفه نفسها.. هالهندي ينزل ويفتح لك الباب انتي يالرقيقة مالك حيل حتى تفتحينه بنفسك..
سحر :.. لا تبدين مصخرة لأنزلك في وسط الشارع الحين.. اللي مو عاجبه يطق راسه بالجدار .. بدل لا يذكرون الله افف منهم..!!
مشاعل : الجامعة هنا حبيبتي مو مثل المدارس والناس اللي درستي معهم برا .. تحملي حووببي بتشوفين ناس من كل الأشكال والأنواع .. أجلللللل ليييش سموهــا جامعـــة !!!!
سحر : لا تبدين فلسفة اعرف هالكلام كله ترا هذي ثاني سنة لي اذا نسيتي ... الموهم وين تبينا نرووح !!.. في بالي مكان كنت أبي اخذ ابوي معي بس مشغول مو فاضي.. فرصة اخذك معي واشوف رايك..
مشاعل تحمست :.. تاخذين رايي بوشو؟؟
سحر : كنت اقرا مجلة امس وشفت دعاية سااااعة الماااس واحجار كريمة تهبببببل ،،.. قلت لأبوي عنها وانتي عارفه ابوي يحب يلعب بأعصابي..
مشاعل : هههههههه يعجبني عمي انا أحييه وبشدة
سحر بنظرة حارقة : مشيعل لا تتحديني .. ترا اروح له الحين الشركة وأخليه يجي معي ..
مشاعل : ههههههههه تسوينها والله .. يلله خلينا نروح بس بشرط تختارين لي معك وتشترين لي هدية
سحر : بصفتك وشو بالضبط عشان اشتري لك هدية؟؟!
مشاعل : بصفتي حبيبتك يا حلوة ..
سحر : ههههههههه وش أبي في بومة شاطرة في النوم والكسل بس..
مشاعل : محد مقدر هالبومة ابد ابد .. خلينا نروح لمحلك الغبي هذا لأني نعست وتعبانة وأبي انااااااااااااام..
تنهدت سحر بطفشش من هالمخلوقة : .. هااا بدينـا.. دقت الساعة دقت !!!

راحوا للمحل وسألت سحر عن الساعة اللي شافتها بالمجلة .. طلعوها لها وكاانت روعة مثل الصورة داخله مزاجها بالمرة مع الأحجار الملونة .. قررت تشتريها بس لازم لها طلعة مع ابوها ،،

مشاعل : تبين الصراحة حلوة مرة.. بس أنا متأكدة انها بتطلع على يدي أحلى ..
سحر فهمت التنغيز : لا تحاااولين ماني مخليتها لك ..
برطمت مشاعل : لا تتحديني اشتريها قبلك ..
حست سحر بنبرة التهديد والتفتت لها بسرعة : لا يكون معك الكريديت كارد وانا مدري.. اللي اعرفه انك حافية منتفة ومن غير عمي ما تسوين شي خخخخخخخخ
داست مشاعل على رجل سحر اللي شهقت وكتمت صوتها :.. مشيعل طيييب اوريك .. في البيت مو هنـا..
مشاعل : نشوف انا ولا انتي سويحر .. الحين خلينا نطلع شفتيها وخلصتي وانا تعبانة

التفتت سحر للموظف وطلبت منه يحجزها لأنها قريب بتجي تاخذهـا ،، وطلعوا من المحل وأول ما ركبوا السيارة طلعت سحر جوالها ودقت على ابوها ..

مشاعل انتبهت : .. بدت دلوعة ابوها بدت .. بتلعبين في عقل عمي بكم كلمة !!!
ابتسمت سحر لها بشقاوة : .. فاهمتني طول عمرك .. شوفي الحين ان ما سحبت منه الموافقة ماكون سحور الخطيرة.. امس ما عطاني كلمة واضحة بس اليوم بتشوفين ...
مشاعل : ياااااااااااااااااارب يرفض .. يارب تطيحين على وجهك..
سحر : يالحسووووووووووووووود !!!

جاها صوته : هلا فـ بنتي ..
سحر بمرح : هايوو !
كتمت مشاعل ضحكتها .. وراقبتها بصمت ..
ابو خالد : حياااا الله هالصوت ..
سحر : الله يحييك ويبقيك ويطول بعمرك .. هاو ار يو ؟؟
ابو خالد : بخير يا مال الخير..
سحر : بدون ما اطول عليك .. ابي توفي بوعدك ..!!

فتح ابوها عيونه ما يذكر انه عطاها وعود .. وهي التفتت لمشاعل بنظرة ماكرة : ..هااا سكت !!... بتنسحب الحين .. افاااا !!
سمعت ضحكته :.. أي وعد وأي بطيخ !!
سحر : لالالا .. امباسيبل !!
رفع ابوها حواجبه : امباسيبل ؟؟....
سحر : .. لو سمحت وعد الحر دين عليه ..
ابوها : الله يصلحك أي وعد .. تراني شباب للحين ما خرفت ما عطيتك وعود ابد ابد..

ابوها عنيد ويعرف يقلب اللعبة .. دايم يكشف نواياها وألاعيبها والظااهر انه فاهمها ،،

سحر قررت ( الهجوم أفضل وسيلة للدفاع خخ ): اففف .. وبعدين يابو خالد ؟.. ما تبي تعترف ؟؟
ابوها وهو كاتم الضحكة : أعترف؟؟... اعترف بوشو وانا ابوك ؟
سحر : نسيت الوعد ؟؟
ابوها : أي وعد ..
سحر : هذاااااك الوعد ..
ابوها : ايه زين أي وعد ؟..
سحر : ياربي !!!!... قول ما تبي تعترف وبس..
ابوها :.. ما أذكر !

التفتت سحر لمشاعل والقهر بعيونها .. ومشاعل كانت ميتة ضحك لأن سحر كانت حاطة على السبيكر تبي تعلم مشاعل انها تقدر ...

مشاعل بصوت عالي :.. لا تصدقها عمي تراها أكبر لعّااااابه ..
ضحك يوم سمع صوت بنت اخوه :.. هذي مشاعل ..؟
مشاعل : ايه اناااا مشاعل .. شخبارك ابو خالد ؟
ابو خالد : بخير شخباره ابوك ؟
مشاعل : بخير .. ( قلبت الخطة ) .. عمي ؟.. عندي لك طلب وعارفه اني مثل بنتك سحر صح ولا انا غلطانة ؟

فتحت سحر عيونها وكأنها عرفت نوايا مشاعل ..

ابو خالد : ايه اكيد ..آمري يالغالية ..
مشاعل : طلبت من ابوي يشتري لي وحدة من الساعات وقال لي انه بيشتريها لي بس هو مشغول هاليومين .. وانا خايفة انها تخلص مدتها وما يمديني اشتريها وترووح علي خصوصا ان عليها طلباااات كثير..
بققت سحر عيونها بمشاعل وهي تسمع ضحكة ابوها : ههههههه بس ؟... غالية والطلب رخيص !!
مشاعل :.. فدييييييييت شنباتك والله ..
ابو خالد : ههههههههههههههههههههههه..

صرخت سحر بغييييييض واعتراااض : لاااااااااااا ما يصير... فاذر وش هالكلام ترا دمعتي بعيوني الحين ..
ابوها :.. وش اللي ما يصير ..انتي ما قلتي وش تبين .. ما فهمت منك شي للحين ..
سحر بصوت فيه الصيحة : .. نسيت وش قلت لك أمس.. نسيت صورة المجلة اللي عطيتك وقلت لك أبيها.. بتعطيها مشيعل الحين
مشاعل همست لها : قلت لك انتي مووو قدي ابد .. خخخخخ

ابوها : .. اتاري تلمحين للساعة حقت امس .. وشو له اللف والدوران ..قولي ابيها
سحر بزعل : قلت لك امس اني ابيها بس ما عطيتني جواب واضح .. انااااا زعلــت خلاص لا تكلمني ..
مشاعل همست لها :.. وانت الدلع سلاحك الوحيد .. مااااالت عليك ماطلعتي علي استخدم الدهاء والذكاااااء
سحر بقهر : اقول انصفطي يالبومة لأرميك مع الشباك .. قطططططع !!

سمعـت ابوها : امتحانات الميد ترم بدت صح ولا انا غلطان ؟؟
سحر : ايه .. باقي لي مادة بكرة وأخلصها ..
ابوها :.. ابي نفس نتيجة السنة الماضية .. وقتها اروح واشتري لك اللي تبين ..
سحر فـزت : والله؟؟... ابشششر لا تخاف ما ينخاف علي..
ابو خالد : أبي على الأقل 4 من 5 .. وغيرها ما أبي..
سحر ابتسمت بمكر: انا اعتبرها مضمونة .. بس مشاعل لا ترجي منها شي هذي ما تاخذ فوق الـ 3 من 5 .. كسووووولة ..

مشاااعل تورطت هي مستحيل تاخذ هالنتيجة .. شافت سحر تناظرها بسخرية وهي ترفع حواجبها.. قلبتها سحر لصالحها من جديد مثل ما قلبتها مشاعل قبل شوي..

ابو خالد : افاااا .. لا ما يصير كذا ..
مشاعل تستعطفه : عمممي وش اسوي هذي قدراتي ..
ابو خالد : شدوا حيلكم .. و 4 من 5 مابي غيرها
سحر : يسلمممم قلبك .. يلله تبي شي بسكر ..
ابو خالد : سلامتكم ..

قفلت الجوال وهي تضحك بدهاااء على مشااعل الساكتة ..

سحر : انا لو احد يقلب الأوراق علي.. أقلب الطاولة كلها عليه ..
مشاعل : عرفتي تمسكيني من يدي اللي تعورني ..
سحر : هههههههههههههه شدي حيلك انا مقدما كاسبه التحدي..
مشاعل بعد لحظات تفكير : وانا ليش مقلقه نفسي عالفاضي ... نسيتي اخوي محمد ؟؟؟
فزت سحر من اسمـه والتفتت لها :.. شفيه محمد ؟؟
مشاعل : مو هو نائب المدير العااام ما شاء الله عليه اخووي نااااجح وأكيد يقدر يشتريها لي..
سحر : لهالدرجة تحبيني .. وتبين تقلديني بكل شي..؟؟
مشاعل بابتسامة هبلة :.. أحبتس اموت في ترابتس وش اسوي !

وصلوا لبيت أبو محمـد ووقفت سيارتهم قدام الباب،، بنفس اللحظة وصلت سيارة محمـد ووقفت قدامهم .. أول ما شافته مشاعل ركضت له تناديه ، وسحر حطت يدها على قلبها وهي تشوفه ينزل مبتسم والنظارة الشمسية على عيونه ..

فتحت الشباك شوي عشان تقدر تسمعهم ..

مشاعل : حبيبي اخوي حمووود ..!!
قرب محمد بعد مارفع عينه لسيارة سحر لحظة : .. هلا مشاعل ؟.. توك جاية ؟
مشاعل : ايه .. المهم حبيبي سحر قااااهرتني رافعة لي ضغطي خربت سمعتي عندي عمي .. ( نزلت دموع التماسيح )

فتحت سحر عيونها وفمها .. وهي تسمع مبهوتة ..

مشاعل : يرضيك ياخوي كذا تروح لعمي وتقول له اني وحدة فاشلة بومة ما انفع لشي وفاشلة بدراستي..
ابتسم محمد ورفع عينه ثانية للسيارة : وليش تقول عنك كذا !!!!
مشاعل : حاقدة علي .. غيرانة مني ليش ان عمي كان بيشتري لي هدية وهو طنشها ..
محمد : وش هالهدية ؟؟
مشاعل : سااااااعة ألمااااااصصص << بالمصري !!
محمد بنظرة خبيرة ما تفوت عليه حركات مشاعل : ومن متى انتي تهتمين بالسااعات والألماصص << يقلدها !!

يووووه كشفني !!... محيمد ما تفوت عليه حركاتي : .. عجبتني وقلت ابيها .. وش الحل الحين عمي ما رح يشتريها لي اذا ما جبت معدل عالي بالامتحانات ..
محمد : وانا ما اقدر أخالفه ..
مشاعل طنقرت : .. انا اختك يالدب..افزع معي!!
محمد فاهم حركاتهم : كملي لعبتك مع سحر .. لا تدخلوني بالسالفة .. اذا ماجابها لك عمي انا ماني جايبها..

وراح وفتح باب البيت والتفت لمشاعل : تعاالي ادخلي لمتى بتوقفين بالشارع ..؟

عطت مشاعل سحر نظرة رغم ان الشباك مظلل ولحقت اخوها داخل... اما سحر كانت منزله راسها للأرض ما تفكر الا بمحمـد... حتى انه دخل للبيت من غير أي كلمة بينهم أو سلام ...وتصرف ولا كأنها موجودة،،

أووه سحر وشو سلامه وش تبينه يسوي يعني يجي ويدق عليك الشباك ويقول .. " هلا سحر شخبارك "..

رفعت عينها للسواق الهندي بتقوله تحرك .. بس انتبهت انه قاعد يطالعها بالمرايه وكأنه مستغرب من تعابير وجهها الحزينة المكتئبة... عصبت عليه

سحر : وش قاعد تناظر بلا في عيونك.. كم مرة قلت لك لا تطالع عيونك خلها قدااام ..
الهندي : ليش انتي زعلان ؟
سحر .. ما بقى الا انت تنتبه ! : لا تتليقف .. واطلع للبيت بسرعة ..

هز راسه وحرك السيارة ،، ما تدري ليش هالسواق ما تبلعه ابد .. عيوونه زايغه وتوعدته ان كرر حركته مرة ثانية ان تطيره على الطيارة لبلده على طول..


وصلت للبيت وهي تعبانة .. كل ما شافت هالانسان اللي اسمه " محمد ".. تظل تفكر فيه وبصعوبة تنساه ،،

شافت بيان جالسه لحالها تلعب ابتسمت لها بحنية من غير لا تقول شي .. وكملت طريقها لفوق وهي تفكر بحيرة.. هي تعودت ان محمد انسان كتوم وما يحب يصرح ، رغم غروره وثقته الكبيرة بنفسه على حسب كلام مشاعل ..

ما تبي تأمل نفسها وتقنعها انه يكن لها مشاعر وهو الى الحين ما صرح أو على الأقل وضح لها ولو شوي.. للحين هي متماسكة ومجبره نفسها تتقبل انها بالنسبة لمحمد ما تتعدى بنت عم ..،،

رمت شنطتها بإهمال عالأرض وسحبت المطاط اللي يمسك شعرها .. ونثرته بعشوائية على كتفها تريح راسها ،،..

طاحت عينها عالألبوم اللي اخذته امس من المكتبة .. شالته بين يديها تتأمل غلافه الأسود.. كانت قد نظفت غلافه من الغبار اللي كان عليه بالأمس ورجع لونه للسواد النقي...

فتحته من جدبد وطاحت عيونها على صورة خالد .. ابتسمت ما غلطت مشاعل يوم قالت عنه قمة بالبراءة .. كانت صورته بعمر 4 سنين تقريبا وكان مليان مربرب .. وخدوده أحلى شي فيه ..
لكن الحين اعتدل ، خدوده خفت وظلـت غمازاته اللي هي مصدر السحر على قولة مشاعل ،،

سكرت الألبوم بملل مالها خلق !! ، تبي تجلس عليه جلسة بس الحين هي وراها امتحان بكرة ولازم تنام لها كم ساعة تريح فيها..


...%....

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 07:21 AM

عالعشاء وعقب ما خلصت مذاكرة .. نزلت وانضمت لابوها وامها وخالد وبيان عالسفرة .. وأول ما جلست التفت لها ابوها مبتسم ..

ابو خالد : وش هالسنع اللي نازل عليك ؟؟
رفعت عينها عن صحنها وشافت خالد مبتسم لها .. صدت لأبوها مو مستوعبة والهبلة ناااسيه انها مشتغلة ومقطعه عمرها بالشغل : .. وشو ؟؟؟
ضحك خالد :.. كل هذا تواضع !..
ابو خالد : ههههههههه دخلت المكتبة قبل شوي قالت لي عنها امك ان لك كم يوم تعدلين فيها تبين ترضيني ..
ابتسمت بنعومة أخيرا :.. ليش هو انت زعلان اصلا ؟؟
ابو خالد ضحك من صراحتها : يعني مو عشاني ..
سحر بغرور تحب تحارش : لا مو عشانك ..
خالد : البنت صررييييييييحة مرة .. وجهك مغسوووول..!!
حطت عينها بعين خالد وبكل شموخ : .. هذا كله عشان خالد أولا وأخيرا..
استغرب خالد ورفع حواجبه : عشاني ؟؟
سحر : لا يكبر راسك يا دكتور ما اقصد عشان سواد عيونك .. اقصد بس عشان تعرف اني مثلك أقدر اسوي أي شي.. واللي براسي بسويه مهما كان صعب ،،
ضحك خالد : هههههههههههه انتي وحدة هبلة تدرين ولا ما تدرين ؟.. مستوعبة انك وحدة خفيفة تطيرها كلمة وكلمتين ..؟
سحر : اهم شي انك بتغير رايك فيني ..
خالد : ومن قال اني بغير رايي... اللي اعرفه ان مشاعل كانت معك .. وانا اجزم انها هي اللي شالت كل الشغل وانتي كنتي متفرجة !!
سحر انفجعت وبتسرع بدت تحلف وتقسم : .. والله والله انه انااااا قمت بنصه اذا ماكان ثلاث ارباعه .. اصلا مشاعل وش ترجي منها هذي اذا ما دفيتها دف ولا مارح تنفعك بشي....

قاطعها خالد بضحكة .. صدق في كلامه هالبنت تطيرها الكلمة وتصدق وتنفعل بسرعة ..

خالد : اووكي ولا تزعلين ..بصدقك هالمرة ..
سحر بنظرة شرية : غصب تصدقني مو على كيفك .. ( التفتت لأبوها ) ايه وقبل لا انسى ابي مكافأة عالكرف اللي سويته .. لا تخليني اندم ..
ضحك ابوها .. وتهدد بعد !!

خالد : قوية وجه !!
سحر : لا تدخل انا وفاذري نصلح .. هااا قلبي ابوي انت ابي شي يسوى تعبي ..
ابو خالد : وش تبين ؟؟ الساعة ووعدناك فيها بعد ما تخلصين امتحانات الميد ترم .. وش تبين غيره لا تصيرين طماعه عاد..
سحر ورمت الكلمات جزافا : امممممم .. نبي رحلة بهالربيع مثلا !!..
ابو خالد : هالربيع ؟؟؟؟
سحر وهي تطالع اخوها : ايه عالأقل السيد الدكتور خالد يريح أعصابه شوي..
ابو خالد : ما اقدر اعطيك كلمة الحين ... بعدين يصير خير...
سحر : أصلااا مادام الساعة وضامنتها ما يهمني غيرها ..خخخخخخ انسى انسى السالفة تراها طلعت في مخي فجأة وقلتها ..

وكملت اكلها وهي تهز راسها تدندن بألحان مختلفة.. وخالد كل شوي يرفع عينه لها ويهز راسه يضحك على جنونها الغريب..




في بيت ابو محـمد ،، بعد الفطور طلعت مشاعل فوق بعد ما خلصت أكل ، كانت ما بعد غيرت ملابسها عشان الجامعة.. مرت من جنب غرفة عمر وهي عارفه ان شادن نايمة هناك لأن لها كم يوم تنام بهالغرفة .. طلت عليها بهدوء شافتها مثل ما توقعت نااايمة بالسرير بكل سلاااام ..

كلمت نفسها : هذي مو مرتاحة الا لما يوصلها خبر عن عمر !!..

سكرت الباب بهدووء ورااحت للتلفوون الموجود بالصالة العلوية .. شووق غريب اجتاحها لـ بندر..
رغم انه ما يتركها بحالها في العادة بس ما تدري يمكن اشتاقت لأسلوبه معها..

مسكت التلفووون ودقت وهي ناوية ترميه بكم كلمة تهزأه فيها ... وبعد ثواااني جااها صوووته ملياااان نووووم : .. همممممممم ؟؟ ... مييين؟
مشاعل بصوت عاالي : بندوووووووووره !!
بندر بنعاااااااس : بندوره في عيونك .. يا ام الشر ..!
مشاعل : يوه ام الشر... أي مس يو برذر وينك عنا ؟؟
بندر بصوت نعساان واضح انه ماله خلق للكلام : تمس لك العافية يا مال الازعاج !!.. شتبين الحين مني ؟؟
مشاعل برطمت : انت نايم ؟؟؟؟
بندر : صوتي وش يقولك ؟..
مشاعل : يقول انك تحبني ومشتاق لي..
بندر تنهد : صبررر جمييييل والله المستعان... عطيني عطيني الزبدة بسرعة ..
مشاعل : الزبدة بالثلاجة .. خخخخخخخ
بندر : ياشين السرج على البقر..
مشاعل : ههههههههههههههههه عارفه عارفه اني ثقيلة دم... طالعه عليك ياخوي..
بندر وهو يتنهد : مشاعل تبين شي معين ولا خليني اسكر تراااني تعباااان..
مشاعل خااافت : تعبان؟؟ ليش شفيك ؟... واذا كنت تعبان ليش ما ترجع للبيت ..
بندر : مافيه شي كبير.. كلها نزلة برد وتروح ..
مشاعل : واذا كانت نزلة برد!!.. لا تجلس لحالك هناك محد داري عنك .. ارجع للبيت واذا خفيت روح للمزرعة محد ماسكك ..
بندر : قلت لك مافي شي شوي وأخف... تبين شي الحين ولا خليني انام يا ام الازعاج والشوشرة ..
مشاعل : ههههههههههههه متى بشووفك ؟.. قاااطعنـا يا كافي..
بندر : ما قطعت توني جاي للبيت قبل يومين ..
مشاعل : متى جيت ؟.. ما شفتك !!
بندر : جيت الصبح كنتي بالجامعه ..
مشاعل : وليش ما انتظرتني ولا ما اشتقت لوجهي الحلوووووو
بندر طفشش من ثرثرتها : ..كافانا الشر... يلله تراني طولتها معك وهي قصيرة شكل ما عندك سالفة.. مع السلامة يامال الازعاج ..

وطخخخ قفل بوجهها... نزلت السمااااعة وهي تبتسم عليه

ضربت راسها يوم تذكرت.. يووه هي داقة بتسأله عن عمر اذا كان اتصل عليه بس السوالف خذتها ونست تسأله ... هههههههههه صدق من قال عنك غريب أطوار..!!!!
" بنـدوره "..

كانت نشيطة على غير العادة .. وقررت تسحب عالجامعة هاليووم .. همست لنفسها حراام يروح كل هالنشاط على الجامعة .. ههههههههه ما قلت لكم وحدة مسفلة بالدنيا ما تبي تضيع اللحظات الحلوة بالنسبة لها بـ هم مثل الجامعة..
وش بتسووين يا مشاعل وش بتسوين؟؟ .. بتدقين على سحر وتقولين لها تجيك وتسحب عالجامعه مثلك ..

ضحكت بسخرية : مستحيل اللي اعرفه ان عندها امتحان اليوووم ..

يلاااااا ما يضر بعد شوي روحي ازعجي شااادن مادام عندها أوف !!..

الشي الوحيد اللي قضت فيه مشاعل الساعات الأربع لين جت الساعة 12 ونص .. هو الأكل ...!!.. تربعت عند التلفزيون وكل شوي ماخذه لها شبس ولا كاكاو .. كانت تاكل تضيع الوقت وهي تنتقل من قناة لقناة ..

أخيرا حسـت بخموول وهي متمددة عالكنبة ، رجل طايحة عالارض ورجل فوق الكنبة .. وهي تاكل بالشبس ما درت الا بوسادة تهووي على وجهها بقووة ... تناثر الشبس عليها ومسكت خشمها وهي معصبة ..

شادن : هههههههههههههههههههه جزاك يالكسولة .. !!.. وش مجلسك يا عمتي مشاعل ؟.. ما وراك امتحان اليوم ؟
مشاعل وهي تفرك خشمها : آآآخ اردها لك يا حقيرة ... الا عندي بس مالي خلق اروح..
شادن : والمذاكرة اللي ذاكرتيها أمس ليش ذاكرتيها..
ضحكت مشاعل بسخرية على نفسها : وتسمينها مذاكرة .. مذاكرتي كانت خرابيط ..أمشي فيها حالي بس..
شادن : وش هاللامبالاة اللي انتي عليها.. تبين تاخذين صفرررر في المادة..؟؟
مشاعل : لا تخافين بيكون فيه امتحان ثاني للي ما حضروا ..
شادن : وليش دايم تأجلين امورك للفرصة الثانية ..انجزيها من أول فرصة وريحي نفسك وبالك..
مشاعل : .. لا تخافين علي ما ينخاف علي انا مشااااااعل..
شادن تقلدها : أناا مشااااااعل ... تبيني اروح اقول لأبوي .. ولا أقول لمحمـد!!
مشاعل : محمد مارح يقول شي كل اللي بيقوله خلوها تتحمل النتايج ..
شادن : اصلا انتي مااا منك أمل ..
مشاعل : تراها مو مشكلة يا شادن ..راسي اليوم مقفل مالي خلق تفكير.. عشان كذا ما رحت..
شادن وهي ترمي عليها الوسادة وتروح : أعذاااار واهية ..

تركتها وراحت للمطبخ وبهاللحظة دق الجرس ، وبعد ثواني دخلت سحر وشكلها مفوووله على مشاعل ..
من شافتها مشاعل طاحت من الكنبة من الخرعة وفحطت رككضضض للدرج ..

سحر معصبة : عارفــه بغلطتك يعني ؟؟؟؟؟؟؟
مشاعل وهي واقفة فوق : بسم الله علي سكنهم مساكنهم ..!!
سحر : وقسم انك وحدة ما عندك دم.. ليش ما جيتي اليوم ..؟
مشاعل : وش دخلك صايرة امي وانا مدري..
سحر : يعني ما حضرتي الامتحان ؟؟
مشاعل : لا ما حضرته .. لا تعلييييق لو سمحتي لأنك مهما قلتي بيرتفع ضغطك فعشان صحتك لا تفتحين محضر معي..
رمت سحر نفسها عالكنبة : مو قلتي لي امس انك بتطلعين معي... قاعدة انتظرك عند البوابة ساعة وأدق على جوالك ما تردين .. والله على بالي صاير فيك شي .. ليش ما اتصلتي عالأقل وقلتي لي انك ما حضرتي..
مشاعل حست بتأنيب الضمير : يوووه والله راح عن بالي... وجوالي مو معي حاطته بغرفتي وناسيته .. سوووري بنت عمووو

جت شادن وهي تضحك : سحووورة الحلوة شفيها معصبة .. يعني ماعرفتي بنت عمك للحين،،
سحر : والله لو مو انتي موجودة واختها كان ما حبيتها وقطعت صداقتها من زمان ... أي لوف يو شادن !!
شادن ابتسمت : أي لوف يو تو سحوورة ..

ومشاعل فوق تسمعهم .. نزلت الدرج تتصنع البرود : ما شاء الله وش سالفة أي لوف يو ؟؟.. لا تحشون فيني ولا ترا ماني محللتكم ..
سحر : بنت عمي وأحبها يعني تغارين .. يلله انقلعي فوووق مابي اشوف رقعة هالوجه ..
مشاعل : لا تغلطين... وبعدييين انا اسففة .. نسيت سامحيني مارح أعيدها ..

رجعـوا لجو الضحك والمرح .. الجو اللي ينسيك هموم الدنيـا.. كانت سحر تضحك وتسولف ، جو من المقالب بينها هي وشادن وبين مشاعل ... بدون ما تدري ان الجرح جاي بالطريق... ودمعتهـا بتنزل اليوم ،،

وهم جالسين رن جرس التلفووون .. نطت مشاعل عشان ترد : الوووو ...

....: ..سلام يا مال الازعاج ..

تهلل وجهها وضحكت : ..بندوووووووووووووره ..!!!

التفتت سحر بعد ما سمعت اسم بندر وابتسمت ..

بندر : .. بندوره !.. لو ما شلتي هالاسم من لسانك بعرف انا كيف أشيله ..
مشاعل : وش اسوي أحبه .. شخبارك الحين أحسن ؟؟
بندر : الحمدلله احسن ...
مشاعل : صوتك مبين تعبان للحين ..!
بندر : لا مافيني شي.. شوي وأطيب تمام..... تغديتوا ؟؟؟
مشاعل : لا ما بعد .. ساعة ولا ساعتين عالغدا.. ليش السؤال ؟؟ << تستغبي
بندر : أظن قصدي واضح .. يامال الازعاج ..
مشاعل : هههههههه افهم من كلامك انك جاي بتتغدا معنا..
بندر : .. يقولونه ..
مشاعل : تبيني أطبخ لك ؟؟
بندر : مابعد بعت حياتي... أبي اعيش انا

مشاعل انقهرت رغم هدوءه بالكلام وأسلوبه الغريب في التعليقات وغرابته الا انه يعرف يحرق دمها :.. يا حظك تاكل من يدي..

بندر : كليه انتي .. المهم انا جاي بالطريق حاولوا تبكرون بالغدا..
مشاعل : ياسلااام وتعطي اوامر.. انت من متى تعيش هنا اصلا عشان تعطي أوامر..
بندر : عن القرقة ،، وتراني بجيب مشاعل معي..
صررخــت مشاعل باعترااااض وحننننق : ما قلت لك يالدب غيّر اسمها ؟؟؟... وش معنى اخترت لها اسمي هالقبيحة هذي..
بندر بطريقة مستفزة ما يستخدمها الا مع مشاعل : وش اسوي أحبك ولازم اسمك دايم على لساني ..
مشاعل : .. مو عشان سواد عيوني .. مالك حق تعطي هالقبيحة اسمي .. انا حلوة وهي لا...
بندر : عاد هي في عيوني أحلى وأحلى.. الموهم مشاعل بتجي معي تعرفيني ما اقدر اروح واجي من غيرها
مشاعل : جعلهاااا الموووووووووووووووت ان شالله تدوسها سيارة ..

سمعت ضحكته اللي مسرع سيطر عليه .. والتفتت لـ سحر والقهر كل القهر بعيونها : سحوور وش اسوي مع هذا الحين .. بيجيب مشاعل الكريهه معه !!

بندر : سحر الحلوة عندك ؟.. من زمان عنها !!
مشاعل بخبث : طلع عرق اللطافة الحين ..
بندر ما اهتم لنبرتها : سلمي لي عليها ..

التفتت لسحر : يسلم عليك ..
سحر : يسلمه من الشر .. قولي له حتى انا واحشتني مشاعل وياليت يجيبها معه

سمعها بندر وابتسم : تستاهل نجيب مشاعل عشانها.. خلاص نص ساعة بالكثير وانا عند البيت..
مشاعل بقهر : أخر تحذير مشاعل القبيحة حقتك لا تجيبها ..
بندر : ماني جايبها عشانك .. يلله يامال الازعاج !!

سكر الخط بوجهها للمرة الثانية .. التفتت لسحر اللي كانت تضحك : ههههههههههههههه مو اقولك اخوك هذا فلة ووناسة مافي مثلها ..
مشاعل بخوف : يااربي وش اسوي الحين .. ماني متغديه معه ما دامه بيجيب ذاك المخلوق الكريه !!
سحر : ههههههههههههههههه عاد انا ودي اشوفها .. اذكر انها كانت صغيرة اكيد كبرت !..
مشاعل مجرد تذكرها لشكلها تحوم كبدها : وعععععععع وع وع .. ما ادري شلون بندوره متحملها..
سحر : النفس وما تحب .. كل واحد له ميول خاصة غير عن الثاني ما تقدرين تغيرينه..

ظلوا يسولفون عن بندر ،، وسحر ما تقدر الا تبتسم لما تسولف عن هالشخص بالذات ،، غرابة شخصيته وأطواره تجذب الشخص له ...

سحر : كان ودي أكلمه واسلم عليه !!.. وحشني والله ..
مشاعل : الحين يجي وسلمي عليه مثل ما تبين .. ياربي عالحب اللي بينكم !!!
سحر فارت : يا حمارة متى بتعقلين وتتركين عنك هالتعليقات..
مشاعل : وانا ما كذبت... علاقتك معه حتى انها احسن من علاقتي انا .. يصير ملك اللطاااافة معك أما أنا طز فيني
سحر : هههههههههههههههههه عشاني عكسك ..تبينه يحبك ويكون لطيف معك... حبي مشاعل وعزيها عشان يتغير ههههههههههههههههههههه..
مشاعل : في أحلامه .. بخليه يغير اسمها .. خرب اسمي هالدب ماني ساكته له!!
سحر : بس بجـد مو تحسين ان بندر يعطي جو .. على انه ما يضحك لذيك الدرجة بس ولو مجرد وجوده يعطي جو..

قامت مشاعل واقفة : غريب أطوار وبس !!...بروح اقول لشادن عن بندر .. تشوف سالفة هالغدا اللي يبيه بدري..

راحت ،، وسحر سندت ظهرها للكنبة وهي تبتسم ..

لبست عباتها وانتظرت مشاعل ترجع عشان تقولها انها بتطلع للبيت ..

بهاللحظة حست بدخول أحد للصالة .. واحساسها ما خانها يوم قالها إنه محمـد ،، التفتت ببطء والرهبة نزلت في قلبها وتبعثرت دقاته بطريقة غريبة ..

صدت عنه كأنها ما تشوفه بس هو ما يفوت عليه ارتباكها ...ناداها :.. سحر !!

اسمها بلسانـه كان له اثر قوي التفتت له من غير شعور : ..نعم ؟؟

ما تدري هي كانت تتخيل ولا صدق شافت بعيونه شي غريب دافي غير عن العادة ،،.. وكان بيتكلم ويقول شي ،، بس قطعـت عليهم مشاعل وهي تنزل الدرج ركض : .. سحــر ؟
سحر صدت عن محمد بسرعة وهي تحاول تسيطر على هالمشاعر اللي ما رحمتها واكتسحتها بكل قوة : .....هلا..

مشاعل : شرايك تتغدين عندنا ؟.. مادام بندر بيجـي.. !

بدون سبب معروف حست سحر بجو التوتر : لا فرصة ثانية .. وجودي ماله داعي ..

مشاعل ببراءة ما حكمت كلامها وما انتبهت اصلا ان محمد كان واقف : .. عن الدلع توك تقولين بندر واحشك وتبين تسلمين عليه.. وهو بعد واضح انه يبي يسلم.. خلك كلها ربع ساعة بالكثير ويجي ..

سحر توترت من وجود محمد بالأساس : .. خليها بكرة مشاعل ..

حاولت مشاعل تقنع فيها .. لكن سحر كان قلبها متبعثر من الرهبة.. وكانت تحس بنظرات محمد مسلّطة عليها رغم انها حتى ما التفتت له .. كانت تحس بنظراته حارة تلسعها مثل شرار النار.. حست بتغيّره من صمته الطويل ووقوفه ..

جاهم صوت محمد اخيرا.. جاف : .. خليها تروح مادامها تبي تروح ..

التفتت مشاعل وشافته .. وماعرفت وش تقول ..
سحر بعد انلجم لسانها ..

محمد : الوقت وقت غدا وراحة .. وهي عارفه ان وجودها الحين بيزيدني انا وبندر احراج ..

نزلت سحر راسها للأرض .. بدا بكلماته الباردة الجارحة..

كمـل محمد : وانا أظن انها تعرف الذوق .. هالوقت مو وقت زيارات ولا لا يا سحر.. والمفروض مو أي كلمة تقولها مشاعل تنجرين وراها ..

مشاعل : محمد وش قاعد تقول ؟؟.. وش فيها يعني لو تغدت معنا ؟.. وبعدين بندر بنفسه اتصل وقال انه يبي يسلم عليها..

من قالت مشاعل هالكلام ، لمحت سحر بزاوية عينها الغرقانة بالدموع محمد يتحرك مو مهتم لأي مدى كانت كلماته جارحة .. ولأي مدى سحر حست انها غير مرغوبة بكلماته ..

وهو ماشي للدرج : عالعموم هالوقت وقت راحة وبندر يقدر ينتظر لوقت ثاني... وجودكم انتي وياها مع بعض يسبب الازعاج للبيت كله .. انا ما اقول لا تجي بس المفر..................

قاطعته سحر وصوتها مخنوق :.. قولي لا تجين واختصر الطريق ليش هالمحاضرة الطويلة العريضة..!!؟

صوتها المخنوق خلاه يوقف ويلتفت يحاول يبرر : انا ما قلت لا تجين انا بس اقول..................

قاطعته من جديد وصوتها يعلى : لا تبرر ،، كلامك واضح .. تبي تطلعني غلطانة وواضح انك ما تبيني اجي صح... قول انك ما تبي تشوفني هنا يا محمد .. قول ترا تصرفاتك واضحة...

مشاعل توترت حدها مسكت ذراع سحر تحاول تهديها : شفيك سحوور انفجرتي هدي...

كانت حاطه عينها بعين محمـد ومحمد بعد كان يطالعها ... أخيرا فجّرهـا وقااال :... تبين تفهمينها افهميها بالطريقة اللي تعجبك .. انا مو مجبور أشرح وأبرر.. كلامي واضح واذا تبين تفهمينه بطريقة ثانية انتي حرة..

بهاللحظة مثل الصاعقة نزلت بقلبها الصغير... غرقت عيونها أكثر وهي تشوف بعيون محمـد العصبيـة ،، هذا شفيه فجأة انقلب ؟؟.. أول ما دخل كان هادي ووديع شفيه الحين ....

كتمت صوتها مو مستعدة تبين له أكثر انها متأثرة .. سحبت يدها من يد مشاعل ومشت بسرعة للباب مو مهتمة لنداءات مشاعل لها ..

مشـت لباب الشارع وهي تدور في شنطتها عن مناديل تبي تمسح دموعها لأن وجهها بالكامل تبلل ... ما انتبهت للشخص اللي دخل ولأنها ناسية اللي حولها بسبب الجرح النازف داخلها صدم كتفها بكتفه وطاح غطاها عن وجهها واللي كان بهاللحظة المفروض يغطي تعابير الالم في ملامحها ...
رفعت عينها شافته بندر .. اللي تغير وجهه واستغرب من اللي يشوفه !!

بندر : سحر ؟؟... شفيك عسى ما شر ؟؟

ماعرفت وش ترد عليه ، غطت وجهها بسرعة تبي تخبي دموعها عنه بس بندر انتبه لها وخلص ولاحظ كل تعابير الالم في وجهها ..

سحر : مافيني شي.. أسفة بندر أشوفك بيوم ثاني ..

وفتحت الباب وطلعت بسرعة تاركته وراها مستغرب ...

دخل جوااا وشاف مشاعل واقفة هناك وواضح انها متضايقة .. قرب منها لين صار وراها من غير لا تحس فيه .. انحنى عند أذنها وهمس : ..سلام يا مال الازعاج !!

فزت مرتاعة والتفتت : ..بندووره !!..
بندر : متى بتشيلين هالـ بندوره من لسانك ..
مشاعل : لين تغير اسم ذيك اللي ما تتسمى ..
بندر " 24 سنة " : المسألة مسألة عناد .. اوكي انا ماعندي مشكلة بندوره مو بذاك السوء....

تلّفت بالصالة ما شاف احد ..

بندر : توني شفت سحر ؟.. شفيها شكلها متضايقة ؟؟ لا يكون انتي مضايقتها اعرفك...
مشاعل ابتسمت : مو شي كبير لا تشغل بااالك ... سحر حساسة تعرفها هي بس طلعت تبيك انت ومحمد تاخذون راحتكم ..
هز بندر راسه بصمت ما علّق وسأل : ..محمـد موجود ؟
مشاعل : ايه توه جاي...

هز راسه من جديد وكأن فيه شي قاعد يدور بذهنه :.. وينه أجل ؟؟

مشاعل : دخل وطلع فوق ..
بندر : طيب وين الغدا ؟
ضحكت بسخرية عليه : هههههههههههاي شكلك مسكين ما ذقت اكل البيت من مدة.. ياخي وش حادك جالس هناك ..
عطاها نظرة باردة ومارد على سؤالها اللي تكرره باليوم عشرين مرة .. تركها وراح فوق وهو يقول : بروح أغير..وقولي لأمي اني بتغدا هنا اليوم..
مشاعل : قلت لها يا بندوووره أول ما دقيت .. لا توصي حريص

سمعته يكلم نفسه وهو يوصل فوق : بندوره في عيونك يامال الازعاج..

ضحكت ضحكتها وهي ترووح للكنب ،، تحبه إذا قام يرمي تعليقات يكلم نفسه ..!!...
بس بلحظـة ،، اختفت ابتسامتها يوم تذكرت الحال اللي طلعت عليه سحر قبل شوي ...


سحر في السيارة جالسة بجمود ودمعتها متعلقة بخدهـا..مسحت دموعها وأجبرت نفسها توقف عن ذرفها .. بدت تفكر وتحسب هي وش غلطت فيه بالضبط عشان يعاملها محمد بهالتجاهل وهالأسلوب ..

تفكر يمكـن تلاقي جواب،، عن تغير حاله فجأة وأسلوبه الجافي معهـا،،، نظراته الدافية أحيانا تقلب موازينها وتغفر له كل شي.. لكن فجأة وبدون سابق انذار تلاقيه انلقب وأفعاله تكـذب نظراته ...

غمضت عيونها والسيارة توقف قدام باب البيت .. تسأل نفسها وتدور له أعذار ....



إيـه .. أحبـك للأسـف
وكـل ما فيني اختلـف
شي مني لـك يبيـك
وشي ما يرضى يجيـك
شي لعيونك وقــف !
وشي في وجهك عصـف ..

للأســـــف ..!!

لا متى أستحمـلك ..
كم سـؤال
ما لقـى عندك جـواب
ومن غبائــي.... اســـألك!!









يتبـــع..!

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 07:38 AM


الجــــــزء 5 ...

__________________




كانت نايمة على السرير من غير غطى .. وعبايتها طايحة على الارض بفوضوية ،، ما صحاها ونبهها من نومها الا رنين الساعة .. فتحت عيونها وهي تكشر من ألم راسها الخفيف اللي حست فيه .. كانت عقب ما رجعت من بيت عمها والحزن يملا نفسها رمت نفسها عالسرير ،، وانتشلها النوووم من الحزن لـعالم ثاني،،،

غسلت وغيرت ملابس الجامعة ورسمت البسمة على وجهها وهي تطالع عمرها بالمراية ،، " لا تكبرررين الموضوع يا سحر يمكن هو كان متضايق اصلا او شي بالشغل كان مزعجه ،،، لاااااا تشيلين بخاااطرك خلك قوية ..!!"

تغيرت نفسيتها يوم قالت هالكلام بصوت عالي.. وطلعت عشان تنزل ،، وهي تنزل الدرج سمعت صوت خالد .. وصوت ،، ......بندر؟؟؟؟...

نزلت وهي تنادي : ..خالد ؟؟؟
جاها صوته من مكان معين بالصالة : صباااااح الليل.. قالوا لي نايمة من متى انتي تنامين لهالوقت ؟؟..
قبل لا ترد سمعت بندر يتحلطم :.. هذي اللي خلتني اجيب مشاعل وزلبتنـي !!..

كتمت ضحكتها وما حبت تطلع عليهم لأنها بلا حجاب ،، ولأن الصالة مكشوفة وهم موجودين بزاوية من زواياها .. وقفت ورا جدار كان جزء من الديكور ما يسمح لهم يشوفونها وتكتفت :.. أتغلى..(تمزح)
بندر بسخرية : .. اخترتي الشخص الغلط عشان تتغلين عليه..
سحر : وش هالاسلوب !!.. ما تعرف تتعامل بأسلوب حلو مع البنات..
بندر : ربي خالقني غبي دبشة مع الجنس اللطيف.. وتصدقين كذا أريح بلا بنات بلا هم بلا وجع راس

ضحكت وحطت يدها على فمها تكتمها ..

بندر : ما تبين تشوفين حبيبتي مشاعل؟؟
سحر : ليش ما جبتها معك..؟
بندر :.. كبرت ماعادها مثل اول.. صارت تتعبني..تعالي شوفيها
تذكرت محـمد وكلامه والموقف كله ،، ونغزهـا قلبها : .. لا إنت جبها لبيتنا واشوفها ...
بندر : لا تعالي زوريها لا تخافين ما تاكل.. وديعة وهاادية ..
احتارت في كلامها ، ما تبي تقول بـجي تخاف يصير أي صدامات ثانية مع محمد :.. مو لازم خلاص..
بندر :.. دلعك ما يمشي علي..( التفت لخالد ).. خالد انت شلون متحملها ؟؟؟
خالد : ومن قال اني متحملها .. التطنيش ياخووك تراه يجيب نتيجة معها ..

انتصبت بوقوفها من سمعتهم ينغزون فيها بالكلام .. ماعرفت وش ترد وش تقول ..!!

وكانت بتمشي وتروح لولا انها سمعت بندر يتكلم بعد ما قام واقف :.. انا بطلع .. وانتي يالحلوة انا عارف انك واقفة هناك..
خالد :.. الحلوة؟؟.. ههههههههه خلك بحدودك لأعفس شعرك
بندر ابتسم له بهبـل :.. وانت تنكر يعني ان اختك حلوة ؟؟
خالد :.. لها اسم يالغبي..

سحر واقفة هناك مالها الا تبتسم.. بندر هذا تحبه ،، تعـزه ،، لكن تحبه كأخ قبل كل شي لدرجة انها تنسى احيانا انه ولد عمها .. اعتـادت على تعامله اللطيف معها والكلافة اللي يطيحها بكل طفولية وبراءة ...

بندر : تبين تشوفينها تعالي ولا برجعها للمزرعة .. أهل البيت مو طايقين وجودها وشوي ويكفخوني ويطردوني انا وياها ..
خالد : هههههههههه وش تبيهم يسوون يعني ..
سحر ابتسمت : مصر يعني .. خلاص بكرة بجي..
بندر : لأن مافي غيرك انتي وشادن فاهمينها ومقدرينها ..يلله سلام
خالد وقف معه وسأله : .. بترجع للمزرعة ؟؟
بندر : ما ادري.. بجلس يومين بالبيت،، وبعدين تراها مو بعيدة ليش انتوا خايفين ومكبرين الموضوع.. كل السالفة اني مرتاح هنـاك .. يلله سلام بروح للبيت اخاف مشاعل ذبحت مشاعل الحين !!


شوي وسمعت سحر ضحكهم والباب ينفتح ويتسكر شكلهم طلعوا !!.. طلعت من ورا الجدار وهي تضحك .. مشاعل وش تسوي الحين أكيد مطنقره ومقومـه حرب ..!!


×××

من بكرة .. اختارت سحر وقت المغرب عشان تطلع لبيت عمها.. الوقت اللي تكون متأكدة فيه ان محمد مو موجود وبشغله .. طبعا اتصلت على مشاعل تعطيها خبر انها جاية ،، ومشاعل وقتها كانت متنرفزة ومعصبة من برود بندر المستفز معها ومخلوقه الكريه اللي اسمه مشاعل ..!!

وصلت لـ فلـة عمهـا الأنيقة ودقت الجرس.. كانت تتحرى مشاعل تفتح لها الباب لكن اللي فتح لها الباب هو بندر مبتسم ومخلوقه المحبوب معلق على رقبته ..

شهقت سحر من غير شعور :.. وشو هذاااا ؟؟؟
سمعت ضحكته :.. هذي مشاعل ..!!

بلمت لحظة وهي تتأملها ، ماكانت بهالحجم يوم شافتها آخر مرة ،.....دخلت بخطوات حذرة وهي تشوفه يتراجع عنها وثعباااان طويل عريض نايم متمدد على كتفه بكل راحة وسلام ..

سحر : مسمومة يا بندر؟؟
بندر وهو يمسح على جلدها :.. لا مو مسمومة تطمني ..

جاهم صراااخ مشاعل من مكان :.. سحرررررر ..بالله وين وجه الشبه بين هالكريهه واناااااا ؟؟..

راحت سحر لها بسرعة ومشاعل تتحلطم :.. كبرت صارت ترووع !!.. صرت اخاف على نفسي لا تزحف وتدخل علي الغرفة وانا نايمة !!

سمعوا ضحكة بندر .. والتفتوا شافوه منحني للأرض وينزل مشاعل عن كتفه للأرض .. وأول ما حطها صارت تتلوى وتزحف ،، كان شكلها مخيف لأنها من النووع العريض الكبير والطويل - أطول من مترين - !!

مشاعل بخوف : يا مااااامي !!.. سحر !!

ضحكت سحر وهي تتأمل الثعبان .. كان هااادي سااكن وواضح ان بندر متعود وعارف كيف يتعامل معها..
جلست على درجات المدخل الرخاميـة الباردة ، وحطت يديها تحت خدها وهي تتأمل بندر كيف يداعب هالحيوان .. ومشاعل جلست جنبها مالها حيلة ..

مشاعل : .. بندر ؟
كان متربع عالأرض عند الثعبان مثل الطفل ومعطيهم ظهره .. رد بهدوء : .. نعم ؟؟
مشاعل : ما قلنا لك لا تربي حيوانات .. بس اختر لك شي حلو ينبلع مو ثعبااان اللهم يا كافي...

قبل لا يرد سمعت سحر ترد بنعومة وهي تتأمل راس الثعبان اللي طلع على كتف بندر : بالعكس شي حلو هالهواية.. ويدل على احساس بندر المرهف ..

لفت مشاعل راسها على سحر بملامح ساخرة :.. تكلمت ام الاحساس !! لأنك مو عايشة معه ومتحمله هواياته الغريبة هذي.. احنا اللي بناكلها وانا أولهم ..
سحر :.. انتي لو تفكرين شوي وتنسين خوفك هذا بتكتشفين انها متعة غير ولها طعم...
عفست مشاعل فمها مو عاجبها الكلام .. وتكتفت وهي ترجع تناظر في بندر والثعبان اللي استقر على رقبته : الله يستر وش بيطلع لنا بالأخير..
سحر ضحكت : ههههههههههههه وربي انتي خوافه .. ولا مافي شي يخوف الثعبان مربى ويألف بندر يعني مافي خوف..

شافوا بندر يقوم واقف ويمشي لهم وهو شايل الثعبان على كتفه .. مشاعل من شافته صـرخت صررخة هـزت البيت وفحطت لداخل وغبارها وراها .. سحر حطت يدها على فمها ميته ضحك ..

وبندر تحلطم وهو متسمر مكانه من صرخة أخته المدويّـة : .. جبـانة !

ونزل عينه لسحر وسأل يتتريق : بتنحاشين انتي بعد..؟؟
سحر بثقة :.. ليش شفتني ركضت ورحت ؟؟
بندر :.. يعني ما تخافين مثلها لو قرب منك ؟؟
سحر توترت بس ما بينت :.. لا ما اخاف.. مادامك مربيه ووديع على قولك اجل ما يخوف ..

كانت بينهم مسافة خطوات وهي جالسة على الدرجة الثالثة تراقبه .. حط الثعبان عالأرض وعطاه اشارة غريبة ما فهمتها سحر في البداية ..
لكنها استوعبت يوم شااااافت الثعبان يزحف لها .. بغت تنط من مكانها لأنها كانت حركة غير متوقعة ..!

لاحظها بندر وعلّق :.. وتقووول ما اخاف !!!
سحر ثبتت على كلمتها : .. ايه ما اخاف..

استجمعت شجاعتها وهي تراقب هالمخلوق يزحف ،، ويستقر ويسكن عند رجولها .. رفعت عينها لبندر والتردد والتوتر مبين عليها ..

ابتسم يشجعها : المسيـه ..!.. ما يضر ..

مـدت يدها ببطء بتلامس جلده الأصفر المنقط !.. وبعد جهد وشجاعة متمسكة فيها قدرت تلمس بأطراف أصابعها المرتجفة جلده الأملس...وبدا توترها يتلاشى شوي شوي ..

جوو من السكون والهدووء عم لدقيقة من غير لا تزحزح عينها عن جلده وطوله المهيب ..

قطع هالجو صوت بندر المفاااجئ :.. بوووو !

فزت من مكانها مرتاعة شافت بندر يضحك .. وياهو يحرج بضحكه !!

سحر وهي متمسكة بشجاعتها :.. ما خفت ..!!
بندر : اعجبك ؟؟
سحر : .....ما يخوف مثل ما قالت مشاعل....

من قالت مشاعل التفتت ورا تدورها .. وراها ذي راحت وخلتني لحاالي؟! .. من جدها خايفة كل هالخوف ..
نادتها توقعت انها قريب من الباب وبتسمعها : مشاااااعل ...!

ما جاها رد .. رجعت تناظر بالثعبان الهااادي عند رجولها من غير حراك...، سمعت بندر يسأل من غير لا يرفع عينه لها ،، كان يتأمل حيوانه مثلها :.. شي ضايقك امس ؟؟؟
استغربت سؤاله ورفعت عينها تناظره : أمس ؟؟؟
بندر : ايه امس .. يوم جيت أنا وإنتي طلعتي ...
سحر ارتبكت : ما صار شي كنت شوي تعبانة فقررت اروح البيت
هز راسه : اهااا بس مشاعل لمحت لي بكلام غير...

انقهرت من مشاعل .. هالمجنونة وش ناوية عليه عشان تعلم بندر عن شي !!..
سحر تنكر : لا لا مافي شي قلت لك كنت تعبانة وشفت ان الوقت وقت راحة فقلت اكون راعية ذوق واطلع وارجع بوقت ثاني ..

من غير لا يرد أو يعلق شافته يعطي اشارة ثانية للثعبان بنفس اللحظة اللي انفتح فيها باب الشارع ...

التفتوا ثنينهم للباب وشافوا محمـد واقف يناظرهم ويده عالباب .. سكره بهدووء وسحر عللى طووول نزلت عينها للأرض.. يدها بدت ترتجف هذا وش جابه .. انا ما جيت هالوقت الا اني مابي يصير صدام بيني وبينه ... وينك يا مشااعل يا حماااارة رحتي وخليتيني لحالي مع اخوك !!!

رجع وجهها يحمر وهي تتذكر موقف أمس ،،

سمعت بندر :.. هلا محمـد ..!!.. جاي بدري..

ما سمعت غير صوته لأنها منزله عيونه للأرض وتفكر تدخل داخل بهاللحظة وتتركهم.... رد محمـد :.. جاي أبي أوراق مهمـة.. دقيت قبل دقايق وردت علي مشاعل وقلت لها تنزلها من غرفتي ..

عشان كذا مشاعل طوّلـت .. وماردت عليها يوم نادتها..!!..

سمعته يسأل بنبرة ماتدري وش وراها :.. ليش جالسين بهالوقت برا لحالكم ؟؟
بندر رد بعفوية :.. مالنا الا هالمكان ما دام مشاعل ممنوع عليها تدخل البيت .. وهالحلوة تبي تشوفها وما اقدر اقول لا...
ما تدري هي تتوهم ولا حست بلسعات نظراته :.. لحالكم؟؟؟
بندر بنفس العفوية : ومن متى انا وسحر نعامل بعض برسمية ؟!!... هي تعرفني التحفظ والرسمية ماهي من طبعي..

رفعت عينها لبندر من غير ما تطالع في محمـد : .. بروح اشوف مشاعل ..!!

وقامت وتركتهم .. بندر نزل يده يداعب جلد مشاعل ، ومحمد واقف وراه من غير كلام يطالع في الباب اللي اختفت منه سحر...

أخيرا كان بيدخل داخل بس بندر وقفه يوم نـاداه :.. محمـد ؟...

وقـف محمد مكانه من غير لا يلتفت .. وبندر كمـل بهدووء النسيم :.. لا تزودهـا معها ..!!
رفع محمد حواجبه مستغرب :.. أزودها ؟؟.. وش تقصد يا بندر..؟
بندر بهدووء :.. انت اخوي على عيني وراسي لكن تعاملك مع سحر ما يعجبني ..!!
محمد بنفس هـدوء أخوه : ليش هو أنا غلطت ..؟
بندر وهو منزل راسه يداعب حبيبته : انت عارف نفسك اذا غلطت .. بس خف عليها واعذرها .. انت عارف ان حياتها كلها ضاعت برا وش تبيها تطلع ؟؟... مارح تطلع مثل ما تبي انت..

استدار محمد وهو معقد حواجبه : انت وش قاعد تخربط ؟؟
رفع بندر راسه وكمل :.. انت فاهمني وعارف وش اقصد .. تعاملك معها بذاك الشكل مارح يفيدك بشي.. البنت عايشة برا سنين عمرها مارح تطلع مثل اختك مشاعل ولا اختك شادن .. وتربية عمي لها غير تربية ابوي لخواتك... وبعدين البنت اخلاقها عالية حتى لو كان تحررها وتفتحها ما يرضيك ..!!

سكت بندر وهو يلمس راس مشاعل .. والتفت له محمد :.. هي شكت لك ؟؟؟
بندر شال ثعبانه وقام واقف وهو يكمل : من غير ما تشكي ..
محمد ببرود : لا يروح فكرك بعيد.. ما تعني لي هي ذاك الشي اللي انت متصوره ..
ابتسم بندر عليه وهز راسه من عناد أخوه .. وتمتم : ودي أصدقك..!!

فتح محمد فمه بيتكلم ويرد ... بس طلـعت بهاللحظة مشاعل وهي تلهث وبيدها ملف أوراق ، واضح انها كانت تركض :.. هذا الملف؟؟؟.. تعبت وانا ادور أي ملف تقصده ومالقيت واحد لونه اصفر الا هو...
صد لها محمـد وقرب منها : الا هذا... مشكورة
مشاعل : جيت أركض أخاف تعطيني تهزيئة...
محمد : لا يكون عفستي باقي الأوراق بس..؟
مشاعل : لا لا لا تخاف رجعتهم كلهم مثل ما كانوا ..

اخذ الملف منها ورجع طلع من غير لا يقول شي لبندر.. ومن تسكر الباب وراه التفتت مشاعل لبندر شافته يتبسم ويبوس راس حبيبته :.. مارح تدخل ؟؟.. والا بتعشش برا عشان مشيعل القبيحة هذي...
ابتسم بوجهها :.. روحي جيبي قفصها.. شوفيه عند الملحق..
مشاعل : وع ما بقى الا هي .. أخدم هالكريهه هذي...
بندر : ما طلعتي عالحلوة بنت عمك....... وينها سحر ؟؟
مشاعل : مادري دخلت قبل شوي ناديتها ما ردت..

هز بندر راسه ونزل ثعبانه من جديد عالأرض .. تقززت مشاعل وتراجعت ورا الباب وماطلع غير راسها ..
بندر : .. اذا على محمد قولي لها محمد راح ..!
مشاعل : وش رايك تدخل وخلها القبيحة برا مارح تمووت...

ابتسم على خوفها وفعلا ترك مشاعل حبيبته متلوية على نفسها لحالها والظاهر انها نايمة .. ودخل قدام مشاعل ، ومن دخل ضربت مشاعل بالباب وقفلته بالمفتاااح .. وحطت المفتاح بجيبها ..

بندر صد لها مستغرب : وش قاعدة تسوين يا مال الازعاج ؟؟
مشاعل : عشان اضمن ما تطلع من وراي وتدخلها !!..
هز راسه ومشى عنها وهو يضحك :.. هبلـــة !!
مشاعل عصبت عليه .. مايكفي مجنني بحيواناته بعد بيسبني :.. وش قلللــت ؟؟؟؟

من عصبيتها التفت عليها ، الا هي ناطه عليه ولوت ذراعها على رقبته بتبدا ضربات الكراتيه اللي هي تعلمتها ..
بندر استسلم في البداية بين يديها ووجهه كان للأرض : .. وش قاعدة تسوين ؟؟... صدق لا قالوا الكلب اللي يعض يد صاحبه............
ماكمل يوم قاطعته وهي محترررقه :.. انا كلب !!.... يا بندوره يا........
بندر ما قاومها حتى ،، ومخليها لاويه ذراعها على رقبته ومنكسه وجهه للأرض : .. مشاعل اتركيني لأقلبك الحين تراني مستسلم بالعافية ..
مشاعل وودها تكسر رقبته بين يدينها :.. ترا لو ما شفت حل لمشيعل القبيحة ان تنام اليوم بالمستشفى ورقبتك مكسورة ..

هالحركات مو على بندر وهو اللي اخذ الحزام الأسود في الثانوية.. وهو اللي علم مشاعل عليها بعد ..
بندر : الظاهر نسيتي وش معنى الحزام الأسود اللي عندي فوق !!.. وخري بالعافية قبل لا تسفحين للمريخ ..

مشاعل ما خافت ولا حرك فيها شعره .. زادت من قبضتها عليه ، لكن بلمحة بصر شافت بندر يختفي من يديها بحركة سريعة ويمسك يدها ويلويها ورا ظهرها ..

مشاعل : آي يا دفشششششش وخر...

بندر : أكسرها لك ؟؟ تصدقين فيني رغبة أقسم هالعظمة نصين ..
مشااعل خاافت :.. يا شررررير..
بندر :.. شرير وانتي كنت تبين تكسرين رقبتي ..
مشاعل : سححححححححرر..
شافت بندر يلف يده على خصرها ويرفعها وكأنه بيطيحها عالأرض .. وما تسمع غير صراخ مشاعل تترجاه..

سحر من بعيد كانت تناظر وتضحك ضحك مو طبيعي... كأنهم أطفاااااال صدق بمضاربهم هذا... ولا مشاعل هالخبلة حاطة راسها براس بندر.. ومصدقة نفسها انها بتقدر عليه..

رماها عالكنبة ومشى معطيها ظهره :.. هببببببببببببله ..

عقب ما طلع بندر فوق .. سحر راحت لمشاعل وهي تضحك :.. حشاااا مصـارعة حرة انتي وياه مب كراتيه ... الله لا يبارك فيه ما دامه خلاكم تتضاربون كذا..
مشاعل وهي تتنفس مقهورة : وانا على بالي انه مو مثل اول .. على بالي صرت اقوى منه
سحر : هههههههه اقوى منه بأي منطق ... انتي البنت وهو الرجال لا تنسين هالقاعدة..
مشاعل بحنق : يا سلااام !!... وليش البنت هي اللي لازم تكون ضعيفة والرجال هو الأقوى..
سحر : خلقة ربك بعد وش بتقولين ..
مشاعل : خلقة ربي ايه .. لكن الوحدة بعد تحاول تكون اقوى .. هذا انا قوية ولو كان واحد غير بندر كنت بقدر عليه وبطيحه بدمه في الأرض... بـس هذا بندر الأول عالمدرسة!!!
سحر : كويس ما نسيتي انه الأول عالمدرسة.. عشان تتذكرين وما تتهورين مرة ثانية ..كويس بعد ما كسر رقبتك ..
مشاعل ابتسمت : ماااا يهون عليه يكسر رقبتي .. (مسكت ذراعها اللي انلوت).. هالدفششش ذا ما يعارف للرقة ما يعرف يتعامل مع الجنس اللطيف ..الله يعين زوجته عليه..
سحر : ههههههههههههه جزاك ما جاااك..
مشاعل " تقلدها تتهزا" : "جزاك ما جاك" !!.. ترا بطلع حرتي الحين فيك .. بطيحين من أول ضربة عارفتك يا ام الرقة خخخخ..
سحر : تتريقيـن .. !!..
مشاعل : ههههههههههه ايه أتتريق على الاقل انا قوية مو مثلك ضعيفة .. صدة وحدة من محمد الا دموعك نازلة..
انقهرت سحر : ماااالك شغل فيني .. أبكي ما أبكي انا حرة..
ونطت عليها تبي ضرااابه .. وحالتهم كاانت حااالــة ..،،

؛×
×؛
.............................


+++
بعــد يوميــن،،
مثـل عادتـه تركي ،، لما يحـس بالضيق يلاقي نفسه يتجه بسيارته لذاك الحـي القديم .. يوم وصل اللفة اللي تدخل عالحي وقف سيارته المستأجرة البسيطة عندها من غير لا يدخل فيها ..

ودخل يمشي برجوله عالأرصفة البسيطة وهو يتلفت يتأمل حوله .. المحلات الصغيرة البسيطة ،، والأولاد اللي تلعب هنا وهناك بأبسط الاشياء اللي تتوفر لهم .. لدرجة توصل انهم يلعبون بعلب البيبسي والمشروبات الفارغة ..

تمر عليه ناس في وجهها الطيبة رغم فقرها ،، لكن في نفس الوقت تمر فيه وجوه تسد النفس وكأن فقرها عقاب من ربها ..
عـالم غريب يا تركي .. مستوعب انك كنت بتصير مثلهم يوم انهار ابوك قبل 12 سنة !!.. وقتها ما كنت تدري وش فيه ولا تدري عن السبب اللي خلاه بذاك الشكل وذاك التعب .. كنت تظن انها وعكة صحية مثل أي رجال عنده السكر وممكن تلم فيه أي طيحة ..

جااااك الجواب متأخر يا تركي ..!!.. متأخر عقب وشو عقب ما عاش ابوك انواع الحزن والدموع لسنيييين.. وانت وقتها مالك حيلة ما تدري وش فيه ،،

انقطعت أفكاره وهو يدخل باب بقالة ابو سالم .. من شافه ابو سالم ابتسم ابتسامة تشرح الصدر : هلا ولدي ...
تركي : شخبارك عمي ؟؟؟
ابو سالم : بخير ..انت عساك بخير ؟؟

هز له تركي راسه ايجاب وهو يتلفت بالبقالة دلالة انه بخير...

ابو سالم : تبي شي ؟
تركي :.. مو شي معين ..كنت قريب من هنا ومدري وش اللي خلاني أجي أمرك.. مادامني جيت باخذ لي شي..

وتحرك رايح للثلاجة من بين الرفوف الضيقة والغيير مرتبة بالشكل المطلوب بسبب ضيق المسـاحة .. فتح الثلاجة العتيقة وتأمل محتوياتها
سمع ابو سالم يقول من وراه : يا ولدي فيه واحد اليوم سأل عنك ..

جمدت يد تركي الممدودة لداخل الثلاجة ،، وبسرعة التفت وهو مو مستوعب : احد سأل عني ؟؟؟؟

ابو سالم وهو يرتب بيده المرتعشة بعض البضايع البسيطة على طاولته : .. ايه يابوك جا هنا الصبح وسأل عنك..

تركي مستغرب : جا لك هنـا البقالة ؟؟؟
ابو سالم : ايه دخل علي وسلّم وقال وين تركي ...
احتـار تركي منهو هالشخص اللي جا يسأل عنه ، وعارف انه يجي لهالمكان : وما قالك منهو ؟؟
ابو سالم :... يقول ان اسمـه "ثامر"..

ابتسم تركي وهو يزفر دلالة على ارتياحه .. صد للثلاجة وسحب له اللي طاحت يده عليه ورجع لابو سالم :.. ما قالك وش يبي ؟؟؟
ابو سالم : لا وانا ابوك ما قال.. كل اللي قاله اذا شفتك اقولك ان واحد اسمه ثامر سأل عنك ..

هز تركي راسه ودفع على اللي خذاه خمسين ريال مع ان اللي خذاه ما يساوي ريال !!... بس ما معه فكة ، مثل ما قلت واحد مثله ما يشيل الا الفئات الكبيرة من الفلوس وقليل دخوله لمثل هالبقالات البسيطة،،، وبينما هو ينتظر ابو سالم يرجع له الباقي.. ولأنه كان معطي مدخل البقالة ظهره .. سمع ابو سالم يهتف فجأة : .. ايه هذا هو وانا ابوووك ...

صد تركي لورا مستغرب شاف ثامر اللي قال عليه واقف عند المدخل ويطالعه وشكله منقهر :.. وينك يا رجال ؟؟؟.. وينك مختفي...؟

صد تركي لأبو سالم واخذ منه الباقي : هلا ثامر ..!

وجا بيطلع لكن ثامر سد عليه الطريق وما تزحزح من المدخل ..

تركي : جاي تدورني وش عندك ؟؟؟
ثامر : من الصبح وانا احوس عليك .. اتصل فيك ومغلق جهازك وش السالفة.. وش سالفتك ؟؟
مارد تركي على سؤاله .. وكل اللي قاله : ثامر ابعد عن طريقي .. هذاني قدامك ومافيني الا العافية..
ثامر : عطني جواب واضح وينك مختفي من الصبح.. وليش ما ترد..

تنهد تركي وهو ينتظر ثامر الواقف قدامه بقوة عشان يبعد.. ومن غير نفس : قلتها بنفسك جوالي مقفل.. وانا مقفله من يومين وماعندي نية افتحه .. زين؟؟؟؟؟؟؟؟

ودفـه عند طريقه وطلع .. وقف ثامر مكانه لحظة مو مستوعب شفيه هالآدمي وراه متغير كذا... لحقه هروولة ..

ثامر : تركـي..!!

لكن تركي ما رد عليه مو مستعد لأسئلته وتحقيقاته .. وصل لسيارته " الخرابة " ، وثامر من شافها وقف مصدوم ،، لكنه انفجر بالضحك من غير ارادته ..

من سمع تركي ضحكته جمد مكانه وهو يكتم غيضه ..

ثامر والضحكة بصوته :.. وين سيارتك الكشخة يابو الكشيخ ؟؟... وش صاير بالدنيا من وين جبت هالخرابة ؟؟.. انت تركي ولد عمي ولا أنا مضيع ومشبه عليك !!!!؟؟.. لا اكيد أنا مشبه مو معقول انت تركي ...

التفت له تركي نص التفاته من فوق كتفه ،..ومن طرف خشمه قال :... تنكيتك البايخ وخفة دمك هذي خلها لك ... ولا عاد اشوفك تدورني فاهم يا ثامر خلني في حالي،،

فتح باب سيارته وركب من غير لا يعير نداءات ثامر أي اهتمام .. حرك السيارة وشخط بها بعييييد عن المكان .. والثاني تسمر مكااانه وعيونه تتابع غبار السيارة اللي اختفت ..!!

تمتم يكلم نفسه : .. هذا تركي ولا شبحـه !!!....ماني تاركك قبل لا اعرف سالفتك..

ركب سيارته الأنيقة هو بعد وعلى طول ومن غير تضييع وقت لحـق طيف سيارة تركـي..،،،

++


طلعـت سحر من غرفة بيان بعد ما تركتها نااايمة هناك بسلاام .. ونزلت تحت وابتسمت يوم شافت ابوها جاالس وامها بعد ..، شافت الساعة وهي تعلق : غريبة ابو خالد جاي بدري ؟؟.. الساعة 8 ونص وش المناسبة..

كان لابس نظارة القراءة وبيده كتاب وفنجال القهوة بيده الثانية .. رد عليها من غير لا يناظرها :.. الشغل اليوم ماكان ذاك الزود.. وبعدين ولد عمك محمد طلب مني أطلع وهو بيهتم بكل شي .. ما شاء الله تعرفينه اتطمن اذا حطيت الشغل بين يديه ..

جتها رغبة جامحة تسأل عنه : فاذر دايم استغرب.. محمد صغير هو حتى ما وصل 26 سنة كيف تخليه يشيل كل هالمسؤولية ما تخاف..

ابتسم ومو أول مرة ينسأل هالسؤال .. كثير ناس بشغله يجونه ويسألونه هالسؤال بعد ما ينتبهون ان نائب المدير هو شاب صغير بالسن ،،

نزل نظارة القراءة على طرف خشمه وطالع في بنته :.. ولد عمك ما شاءالله عيني عليه باردة يبرد القلب بشغله .. طول ماهو جنبي انا متطمن .. وصغر سنه ماهو عائق مادام عنده شخصية القيادة والحزم بالشغل.. صرت اشوفه بعدين بيصير أحسن مني وانا ابوك..

سحر بغروور : ايه اكيد.. اذا طلع شي فعشانه طلع على يدك ولا هو وشلون تعلم ووصل للي وصله الا منك..
ابو خالد : لا بالعكس من استلم محمد شغله وهو عارف وشلون يمشيه.. انا بس في البداية كنت اتابعه من بعيد لبعيد لين هو بنفسه قدر يثبت نفسه... الله يرضى عليه ويحفظه ..

همست لنفسها وهي تمسك الكنترول " آمين ".. بس لو يفتح لي قلبه بيصير كل العالم بعيووني .. ابتسمت وهي تتمدد عالكنبة " مهما سويت بظل احبك وبتظل بعيوني غير "...

حطت على فلم وجلست تتابعه وهي متمددة.. ومن وراها ابوها وامها يسولفون مع بعض،، مثل العادة نص السوالف عن المقابلات الاجتماعية والاجتماعات بحكم وضعهم الاجتماعي السابق والحالي .. وعن الشغل بالشركة وامورها ..

سحر ما تهتم لهالكلاام وخصوصا الاجتماعات والمقابلات اللي احيانا تنجبر تحضرها ،،.. وهي مندمجة في قمة أحداث الفلم وإثارته ، كان ابوها يسولف من وراها لأمها،،

ابو خالد :.. ما شاء الله عليه من اول ايامه له بالشغل وهو متحمس وجاد .. عجبني هالولد ..
ام خالد : قلت لي انه ظروفه صعبة ولا هو وش جابه عندك ..
ابو خالد : جابته ظروفه على حسب كلامه ..قال لي انه محتاج الوظيفة مهما كانت .. وانا ما هان علي أرده عطيته اللي يناسب وضعه ولو ان الراتب مهو ذاك الزود.. وان شالله ينفعنا بدل لا يضر..
ام خالد ابتسمت : من كلامك عنه باين انه يبي ينفع نفسه.. والله يعطيك على قد نيتك سديت حاجته يابو خالد ماهي غريبة عليك...
ابو خالد : لو واحد غيره وبحالته كان اعتذرت له .. بس هذا بالذات من طاحت عيني عليه ماقدرت غير أوافق.. وجديته من أول يوم عجبتني حتى اني قلت له انت مارح تخليني أندم...
ام خالد : انت ابخص بهالأمور وموظفينك ...الا ما قلت وش عطيته..؟؟
ابو خالد : ما لقيت له غير مراسل ،، ما توقعته يرضى فيها بس اعجبته ورضى فيها بشكل ما تصورته ..
ام خالد : الله يعينه مادامه يبي ينفع نفسه..... تبي عصير اقوولهم يجبونه لك ؟؟؟

قطعت عليهم سحر بشهقتـها .. التفت لها ابوها شافها حاطه يدها على فمها وعيونها متجمدة عالتلفزيون ..
انتبه للمشهد وضحك :.. وش تبين بهالمشاهد الدموية ؟؟؟
سحر :.. تمثيييييييله يجنن يعوور القلب..
ابوها : سكريه لا تشوفين الكوابيس بالليل..
سحر : يبه عندي امنية !!...
مد يده من جديد للكتاب جنبه وفتحه يكمل قراءه وهو يقول : .. وش هالأمنية ؟؟
سحر بكل حالمية :.. أبي أروح لهوليووود !!.. أبي أصير نجممة ..
عقد حواجبه بشكل مضحك ورفع راسه لها :.. أول تقولين ابي ارقص باليه .. الحين تبين تصيرين في هوليوود..
سحر : .. ايه أبي امشي عالبساااط الأاحمر وانا البس من هالفساتين الروعة.. أبي اقاااابل جوورج ..
انقلب وجهه بشـكل كوميدي : جورج ؟؟... لا تقولين ولـد كلوني ..!؟
ضحككت من قلبها وهي تلتفت له :.. هههههه برااافوو عليك ايه هو... وش رايك فيه مو حلووو ؟؟

وهو ينزل راسه للكتاب وبكل بساطة : أنا احلى منه وانا ابوووك...
سحر : هههههههههههههههه في المشمش !!..
رفع راسه لها مسوي معصب :.. وش معنى كلامك ..
سحر وهي ترجع للتفزيون رمت كلمتها بكل صراحة :.. يعنـي في المشمش هو أحلى ..
ابوها : ههههههههههههه صريحة ..
سحر : شرايك مو اقتراح حلو نروح الصيف الجاي لهوليوود ..
ابوها : وش نبي فيهم ؟؟؟؟..
سحر : انا ابيهممم.. يمكن تلاقي لك وحدة من هالحسناوات الشقراوات .. اممممم شرايك في...... في......

وقبل لا تكمـل قاطعتها أمها "الشابة" :.. أفكارك خربانة وبتخربين ابوك بعد ؟؟؟؟
سحر : هههههههههههههه ماذر ليش الغيرة انتي بعد حلوة البسي فستان وامشي عالبساط الأحمر ترا شي حلوو..
ابوها وبدا يجاريها في أفكارهـا :.. ههههههه وانا البس البدلة ونمشي مع بعض ..

سحر ماتت ضحك وهي تتخيل امها وابوها يمشون عالبساط الأحمر وذراع كل واحد بذراع الثاني ... وهي وراهم لابسه فستان أحمر حرير فاتن ،، ويجي ولـد كلووني على قولة ابوها وتشبك ذراعها في ذرااعه ..!!!

ماااتت وهي تتخيل : ياااااربي بمووووت..

صدوا لها امها وابوها شافوها تضحك مع نفسها ..

ابوها : قلنا كذبة وصدقتها ..
سحر : ههههههههههههه والله لو يصير هاللي في بالي بطييييير..

ابوها وهو يهز راسه عليها وعلى احلااامها الكبيرة والبعيييدة المدى : .. الله يستـر عليك هذا اللي اقوله بس..

رجعت تتابع الفلم وهي مبتسمة من هالخيالات اللي براسها .. مر الوقت وصارت لحالها بالصالة ،، داهمها تعب فجأة من غير لا تدري ومسرررع ما خذاها النوم وهي متمددة مثل طفلـة عالكنبة ..



ما وعـت الا على يد تلمس كتفها بحنية .. فتحت رموشها وطاحت عيونها على وجهه .. شافته يراقب ملامح وجهها بقلق ويرفع يـده لجبينها ..

خالد : مريضة ؟؟..
سحر بنعاااس .. وياااحلاته اذا شافته يهتم فيها ..... كذبـت :.. ايه عظامي تعورني ما اقدر اتحرك...
خالد وهو يفحص حرارتها بيده الخبيرة :.. اممممم .. حرارتك طبيعية .. وش ماكله اليوم ؟؟
سحر : مو ماكله حاجه غريبة .. ولا شي...
خالد : قوومي اشوف شكلك مرهقة.. ما تنامين بالليل انتي..؟؟
سحر بلحظة قررت تكمل التمثيلية يمكن تسترعي اهتمامه اللي قلّ.. وبدلال وهي مغمضة عيونها :.. الا انام بس اليووم مدري شفيني .. خااالد خلني ابي انااام يديني ورجليني ما اقدر احركهم احس اني بمووووت ..

عقد خالد حواجبه وخاف لا تكون فيها حمى داخلية .. حط يده من جديد على جبينها لاحظ انها باردة ومو متعرقة .. انتبـه انها مغمضة عيونها وتبتسـم .. توقع انها تحلم ولا تشوف شي ، ما درى انها تبتسم عليه ..!

هزها من جديد بهدووء : .. سحر...

ماردت عليه وهي تنقلب عالجهة الثانية وتعطيه ظهرها .. ناداها وهو يلفها من كتفها :.. سحر .. افتحي عيونك اشوف ..

تحركت وفتحت عيونها بصعوبة "مزيفـة" تدعيها .. وقالت كنها بدت تهلوس :.. امي ؟؟
عقد حواجبـه : امي ؟؟...... قومي اشوووف قومي جالسه خليني اعرف وش فيك ..
سحر :.. مافيني شي خالد بس ابي انوووم..
خالد : تحسين في برد ؟؟؟
سحر بعفوية : ..لا... بس تعب..
خالد : قومي الحين نامي وخذي فيتامينات شكلك مرهقة .. واذا حسيتي لين بكرة انك تعبانة تعالي قولي لي...
سحر وصلت لحد الطفووولة بالدلال :.. خالد اقولك ما قدر اتحرك ..
خالد فهم تلميحها : ما تبين تطلعين فوق يعني..؟

سفهته ما تبي تبين انها بوعيها ويكشف لعبتها .. ورجعت لدوختها المزعوووومة وغمضت عيونها ..

ولأنها تظل طفلة بعينه مهما كبرت ومهما سوت ..ويااا كثر ما أتعبته ومهما حاول يتجاهل يلاقي نفسه جنبها اذا احتاجت... ما حست نفسها الا بين يدينه طالع فيها فوق ..وما قدرت غير تضحك لأن اللعبة مشت عليه..
سمع ضحكتها الخافتة وعلّق وهو ماشي من غير لا ينزل عينه لها :.. ولو اني شاك فيك بس بصدقك .. وبكرة بشووف حالتك اذا انتي تعبانة وفيك شي ..

ماردت عليه لأنها اذا ردت عليه بتفضح نفسها صدق.. حطها بسريرها ، وكملت وهي تمسك راسها :.. خالد راسي يعورني ..!!

رجع يشك فيها هذي تلعب ولا صدق تعبانة!! .. خاف لا تكون صدق تعباانة وحط يده على جبينها للمرة الأخيرة : .. انتي متأكدة انك تحسين بتعب؟؟؟
سحر وهي تتنههههد وبكلمات ثقيلة أتـقنتـها :.. اقولك ماحس بنفسي ..را..سي ثقيل ..واطرافي متعبت..ني ..( ودخلت في همهمه وهلوسة مصطنعة )

شاف ساعة معصمه لاحظ ان الوقت متأخر :.. نامي الحين وبكرة اذا استمر التعب قولي لي... ولا اقولك انا بمرك الصبح واشوف اذا تحسنتي...

ومن غير لا يسمع لها رد .. قام من السرير طلع ، وسكر الباب بهدوء وراه عقب ما طفى أنوار غرفتها المتلألئـة...
من تسكر الباب وسبحت الغرفة في ظلااام الا من ضوء القمر المتسلل من البلكوون ،، مسكت سحر المخدة بقبضتها وهي تكركـر ضحك ... ودفنت وجهها بالوسادة لا يطلع لضحكها صوووت..

عقب ما هدت رجعت تتمدد على ظهرها وهي تناظر بالسقف... وش سويتي سحر معقولة انطلت عليه اللعبة ... بس والله شكله صدق اني تعبانة،،
بتكملين تمثيلية التعب ما دامك لاحظتي انه رجع خالد الأولي ؟؟!... هههههههه شكله والله صدّق والدليل انه بيمرني الصباااح... اجل ما دام كذا لا تداومين بكرة .. هي كلها الا مرات قليلة مع خالد هذا...،،

اقتنعـت بالفكرة وغمضت عيونها مستانسة ان اللعبة مشت على خالد اللي دايم يمشّي ألاعيبه وتعليقاته عليها..،،.. وما كانت تدري ان تمثيليتها هذي سرقت النوووم من عيونه بهالليلة...


..×..×..×..×..

صحـت الصبح وفتحت عيونها وهي تتثاوب .. ناظرت الساعة بكسل شافتها تعدت وقت المحااضرة .. تذكرت قرارها أمس انها تغيب عن الجامعة بدعوى انها تعبانة ..
تذكرت وعلى طول التفتت للباب شافته مسكر .. معقولة خالد جا يشوفها وما حست فيه ؟؟..
شكله ما جا مثل ما قال .. ويمكن كشف لعبتها .. !!.

نزلت من السرير الواااسع اللي يشيل ثلاثة بدل واحد... وطالعت نفسها بالمراية ، ومن جنون فيها بدت تصنع تعابير مضحكة في وجهها .. تعبير دايخ .. تعبير سكران .. تعبير أهبل .. تعبير تعبااان مثل ما سوت مع خالد أمس ،، بالأخير ضحكـت على نفسها وهي تمسك مشط شعرها وتمشطه...

تركت المشط من يدها فجأة.. ومشت للباب وشعرها حول وجهها ببراءة مالها مثيل ،، فتحته بحذر وطلت على غرفته .. شافتها مفتوحة ومظلمة .. غريبة اذا كان جا يشوفني اكيد بيصحيني ؟؟.. معقوووولة كشفني وقرر يطنششش..

يسوووييييها خووويلد هذا اذا عرف بيعطيني اكبر طـاااااف...

سكرت الباب وعقب ما غسلت ، رجعت تطلع من الغرفة.. وهي تنزل الدرج شافت امها لابسه بأناقتها المعتادة وواضح انها بتطلع .. كانت بتقول صباح الخير بس امها فاجأتها لما انتبهت لها : سلامات سحر شفيك ؟؟؟..

بلمت سحر وهي توقف بالدرج : ..هااا...!!
واستوعبت مباشرة ان خالد اكيد قال لأمه .. وبسرعة تداركت نفسها ومسكت راسها : .. اييه ولا شي يمه بس احس بتعب..آخ راسي ..
امها : شفيك وش صاير لك برد ؟؟
سحر : مدري يمه ماعرف وش فيني ..
امها : خوفتيني عليك يوم شفت خالد طالع من غرفتك الصبح ،، ويقول انك تحسين بتعب من امس..

سكتت وهي تناظر امها ،، يعني خالد صدق جا يشوفها ... يااا عمرري يا خوووي أتااريك خايف علي صدق ..

امها : شخبارك الحين ؟؟
سحر ابتسمت : لا الحين احسن .. احسن بكثييير..
امها : انا بطلع لمشوار تبين تجين معي ؟؟
سحر : لا روحي بسلامتك يمه انا بجلس ارتاح..
امها : بسلامتك أجل...

طلعت امها أما هي صفقت بيديها تضحك على هالخطة اللي انرسمت صدفة من غير تخطيط مسبق ونفذتها باللحظة التالية... يوم بدت تمثل على خالد أمس كانت تتوقع انه باللحظة اللي بعدها بيسحبها من شعرها وهو كاشفها وكاشف نواياها ... بس ما درت انها بتوصل لـ هنا...
رجع زمانك وزمااان عزك يا سحررر ،،،


بعد دقاايق دق تلفون البيـت وراحت ركض وردت بمرررح :... الووووو...
وصلها صوته بشـك : سحر..؟؟؟
فتحت عيونها وخفضت صوتها :.. خالد...
خالد : ايه خالد..!.. من كنتي تتوقعين ؟؟
سحر وهي تتنهد وكنها تتوجع :.. ابد كنت احسبك وحدة من البنات..
خالد ما علق وسأل مباشرة :.. كيفك الحين ؟
سحر :.. احسن..
خالد : يعني ما يحتاج دكتوور ؟؟
ابتسمـت : وش له الدكتوور ؟.. انت وش تصير ؟
خالد :.. اقصد مستشفى وفحوصات يا ذكية..
سحر خاافت هذا شفيه مكبرها :.. لا لا ابد ما توصل مستشفى... انا الحين احسن..
سمعته يتنهد وكنه تعبااان .. سألته : شفيك مشغوول ؟؟
خالد : يعني .. ومواعيد ومرضى اليوم أكثر من العادة.. الله يعين
سحر ابتسمت :.. خالد...
مارد عليها وكأنه انشغل بشي قدامه .. كان بالواقع يقرا تقرير حالة أحد المرضى اللي له معاه موعد اليووم..
نادته من جديد : خاااااالد....!
خالد وهو مشغول : .. همممممم ؟؟
سحر ما تدري ليش حست بتأنيب الضمير :.. أنا آسفة....
خالد وهو يكتب :.. على ..؟؟؟

على ؟؟ ... ماعرفت وش تقوول ،، ومن صوته المتغير زااااد تأنيب الضمير عندها :.. آسفة اذا كنت خوفتك علي... تعرف طبعي انت وتعرف اني أكبر الأمور حتى لو كانت صغيرة .. آسفة اذا كنت ازعجتك ..
سألها وهي ما تدري شلون تعابير وجهه هاللحظة :.. وش تقصدين ؟؟
صررفت الموضووع : عالعموم لا تفكر فيني ولا تقلق حالك .. انا كويسة الحين وخلك بشغلك ومرضاك..
خالد بنبرة غريبة ما فهمت لها : ادري انك بخير باين من صوتك.... امي عندك ؟؟
سحر : لا امي طلعت ..
خالد : يعني لحالك الحين ..؟
سحر : ايه اكيد مع بيان..
خالد : خلاص اجل... اذا حسيتي بتعب ثاني أو هيأ لك دلعك اللي ما ينتهي هذا انك تعبانة دقي علي...
استغربت نبرته وكلامه الأخير... معقووولة يكون فهمها ؟؟؟؟... ردت باقتضاب وهي تبتسم :.. لا تخاف...

سكر الخط بعد هالكلمة قبل لا تسكره هي ،،... ياااااا ويلك يا سحووور كلامه الأخير ما يبشر بخيير !!!... معقولة كشف اللعبة وجاراني فيها ؟؟؟؟؟.... لا لا لا لا خالد ما عنده وقت يجاريني هو اذا كشفني بيقولها في وجهي...،،،


خذت السالفة مقلب من البداية ومسكت ريموت الكنترول ,,،، وهي متمددة بنفس الكنبة اللي نامت فيها البارحة ، رن التلفوون الموجود عالطاولة قريب من راسها من جديد .. ابتسمت وهي في بالها انه خااالد ،، وبفوضوية ولأنها كانت ببجامة النوم قامت جالسه والشعر معفووس وحالتها حالة .. أبعدت خصل الشعر اللي عند فمها وخشمها وردت : الووو...

....: السلام عليكم.. صباح الخير..
عقدت سحر حواجبها .. نبرة ؟.. مو غريبة !!: وعليكم السلام صباح النوور..
....: بيت ابو خالد ..؟
سحر : ايه نعم بيت ابو خالد..
....: ابو خالد موجود ؟؟
سحر : لا مو موجود طلع للشغل من وقت
سكت شوي وبعدها قال :.. غريبة !!
انعفس وجهها مستغربة .. "غريبة !؟"..: وش الغريب بالموضوع ؟؟
....: هو قالي اذا ما لقيتني بالشركة بتلاقيني بالبيت... ( وهو يبي ينهي المكالمة بسرعة ).. طيب خلاص ..

اذا ما غلطت فهو نفسه اللي دق ذااك الصبـح .. سألته بسرعة : ..مين اقوله ؟؟
ولعاشر مرة يتجاهل سؤالها :.. مشكوورة ..
وقبل لا يسكر .. نادتـه : ..تعاااااال انـت ..!!!
استغرب من نبرتها وطريقتها : ..إنت..؟!!
سحر وفيها حرة من ذاك اليوم :.. هذي عاشر مرة اسألك من انت وما ترد !!.. لا يكون مضيع اسمك وانت ما تدري..!!
... ( تمالك أعصابه) :.. واذا كنت مضيعه عندك أي مشكلة ؟!!
سحر .. ياا وقاحته : ..انت شلون تتكلم معي بهالطريقة ؟؟... انت ما تدري مين انا !!
...( حست بصوته السخرية وهو يقول ).. : ..لا والله ما ادري يا برينسس ديانا ... انا مشغول الحين ومابي اضيع وقتي في نقرة أطفال !!
رفعت حواجبها وبوجهها الدهشة والحيرة : أطفال!!!!!...( مو مستوعبة) .. انت تشتغل مع ابو خالد ؟؟؟
سفهها مارد على سؤالها :.... مع السلامة ..

قفل الخط بوجهها والنار شبت في راسها ... نبرته كانت غيـر ودودة أبد أبد أبد ..
حطت السماعة مكانها وهي تحاول تتأكد اذا كان هو نفسه اللي اتصل ذاك الصبح... نفس النبرة اذا ما خانتها ذاكرتها .. المشكلة وشلون بتسأل ابوها عنه اذا هو ما عطاها اسمه ..!!... حساافة هالصوت الحلو يكون بوقاحة مثله !!..


بالشركـة .. قفل تركي جواله بعد ما انتهى من المكالمة وهو يتمتم بعصبية :.. ناقصتني انتي بعد...ما يكفيني أبوووك !!

كان واقف بمكتب الاستاذ محمد ومحمد بهالوقت ماكان موجود .. تأفف بضيق وهو يدخل جواله بجيب جينزه العادي ويطالـع بهالورقتين اللي في يده...
هذي آخرتهـااا يا تركي وكل هالدراسة والماجستير وبدايتك لـ تحضيرات الدكتوراه ،، وبالنهاية ماسك هالأوراق الغبية وتنجر مراسل من مكان لمكـان ..!!

دخل محمد بهاللحظة وشاف وجه تركي المنعفس واضح انه منزعج !!... قرب لمكتبه وبكل حضور جلس بكرسيه العريض ورا المكتب .. ابتسم له تركي يغير فيها ملامحه المنزعجة...

محمد : عسى ما شر وليـد !!.. الشغل مو ماشي معك ؟؟
تركي : لا الشغل ماشي لا تشيل هم..
محمد : جاي عندي بالمكتب وش عندك ؟؟ تبيني بشي ؟
رفع تركي عيونه لفوق لحظة يجمع همته .. وابتسم وهو يدّعي دور الغبي مع انه فاااهم كـل شي :.. لا يا استاذ بس المدير ابو خالد ما حضر للحين وانا ابي استفسر منه بخصوص هالورقتين .. فـ جيت عندك
عقد محمد حواجبه ومد يده : عطني اياهم اشوف ..

عطاه تركي الورقتين ودخل يديه بجيوبه ينتظر محمد يقرر قرار بسالفتهم ..

محمد بعد نظرة سريعة وخبيرة : وين المشكلة ؟؟.. انت ما عرفت اصول الشغل للحين ؟؟؟
تركي ضحك في خاطره على عمره... آخر عمرك يا تركي تطلع بمنظر الغبي !!... ابتسم من جديد : الا ابو خالد ما قصر معي بس لأن الورقتين هذي غير الأوراق اللي أسلمهم بالعادة.. وابو خالد مو موجود وما حبيت اتهور واسوي شي غلط... تعرف بعد باب رزقي ومابي أضيعه ..

هز محمد راسه وهو يحس بغرابة في هالانسان اللي واقف قدامه :.. لا لاتشيل هم .. انت سو مثل ما علموك بالضبط .. مافي شي بيتغير ..
ابتسم تركي وهز راسه ايجاب :.. أجل مشكور...

أخذ الورقتين وطلع .. وأول ما سكر الباب تغيرت الابتسامة الودودة من لحظات لـ ابتسامة تضادها تماما بالمعنى .. وهمس يكلم محمـد لكن بينه وبين نفسه :.. صدق غبي !!.. ما تعجبني نظرته المتذاكية .. الايام بينا ومثل ما طلعت لهالمنصب بنفسي بنزلك تحت ... تحـت..... إنت وعمـك !!....

ارتسمت ابتسامة جانبية ما تطمن اللي يشوفها .. فيها معاني غريبة .. مكر .. دهاء..وذكاء فوق الذكاء ..!!

عدل ياقة قميصه ومشى في الممر الطوويل والموظفين اللي يمرون منه يطالعونه باستغراب ... هالموظف الجديد على انه جديد ووظيفته من اقل الوظايف منزلة الا انه ما ينشاف مع الموظفين ومبتعد عنهم ماكون أي علاقات معهم ... اذا شافوه ، فـ هم يشوفونه قريب أبو خالد ومعه ..!!!


نزل للبهوو وطلع برا الشركة .. مشى لسيارته ويوم وصلها وقبل لا يفتحها سمع احد يضرب بوري سيارة .. التفت يدور مصدر الصوت .. وطلعت عيونه من مكانها دهشة يوم شاف ثامر جالس في وحدة من السيارات ويأشر له بيده وهو يضحك ..
تلفت حوله بسرعة والغضب اشتعل بنفسه ... رمى الورقتين بعصبية على كبوت سيارته وراح لهالولد اللي مو راضي يحل عنه ...

نزل ثامر وهو مبتسم : ماااا بغيت تطلع .. انتظرك من زمـااان..

لكن ثامر انصدم يوم قرب منه تركي وبقبضة حديدية قوية مسك ذراعه وسحبه بعيد : انـت ما تفهم ؟؟؟؟
ثامر مستغرب :.. انت خليتني افهم يا تركي الله يهديك ؟؟.. انا جايك ابيك تفهمني ..
تركي بغضـب : وهو انا ناديتك عشان افهمك ؟؟... وش جابك انا ما دقيت عليك ولا اتصلت ليش ملاحقنـي ..
ثامر : ملاحقك ياخوي قلقان عليك.. وعمي اللي هو ابوك طلب مني اشوف وش سالفتك..
تركي بعصبية : ابوي عارف كل شي عني ليش بيقولك يعني ... الحين اقلب وجهك ولا عاد اشوفك هنا .. ولا تنطق باسمي فاهم ..
ثامـر مـو مستوعــب شي :.. تركي وش السالفة..؟؟؟؟
تركي وهو يشد على اسنانه وكلماته والنار بعيونه : ثامر ابعد عن هالمكان بالطيب لأطيرك بطريقتي..
هز ثامر راسه وقرر يقصر الشر لأن تركي طالعه له قرون الشيطان الحين ، وممكن يذبحه : اووكي خلاص فهمت بروح... بس عطني وقت معين ابي اشوفك.. لأني ماني تاركك قبل لا اعرف وش فيك وحياتك هاليومين اللي متغيره..

كان شكلهم يلفت النظر.. لأن ثامر ما تغيب عن العين أناقته ووقفتـه وحضوره اللي تقول انه ولد ناس وعز .. على عكس تركي اللي كان لبسه عادي وعملي .. وجود هالاثنين ووقفتهم مع بعض تثير الغرابة بحد ذاتهـا !!

تنفس تركي وزفر ، وهز راسه وهو يطالع في مدخل الشركة الخالي :.. اووككي ياللزقة خلاص روح الحين .. ساعتين وبلاقيك في الكوفي حقنا .. بس اخلص شغلي واجي لك هناك.. ارتحت الحين ياللزقه ..
ثامر ابتسم : .. لا ما ارتحت الا لما تقول كل شي...
تركي : انت تبيني اذبحك ولا وش سالفتك ؟؟؟؟
ثامر : هههههههههه .. ياخي اضحك وين ضحكتك راحت..
تركي : مزاجي ماهو مزاجك .. وش عليك عايش بعز اهلك ومنت شايل هم.. مو احنا اللي عايشين بعز غيرنا ..
ثامر ابتسم : افا يا تركي افا ... احنا أهل وعزنا واحد..
تركي : خلاص خلاص لا تطولها الحين رووح لأطيرك..

راح ثامر لسيارته وما تزحزح تركي من مكانه الا لما اختفت سيارة ولد عمه ... رجع هو لسيارته وهو يزفر نيران الغضب اللي بدت تنخمد عقب ما راح ثامر .. اخذ الورقتين المنثورتين على كبوت سيارته ،، وركب بدوره وراح يشوف شغله ...

××

في بيت ابو محمـد،،

طلـع بندر من غرفته وهو لابـس ناوي يطلع لمزرعته .. وقبل لا ينزل الدرج سمع صوت شادن تناديه :.. بنــدر..!!!
التفت لها شافها واقفه عند باب غرفة عمر ..وببجامة نومها شكلها توها صاحية .. ابتسم : هلا.. توك صحيتي ؟؟

قرب منها وهي تبتسم له واضح ان عيونها فيها أسئلـة..

طالع بندر باب غرفة عمر ورجع يناظر وجهها : استحليتي غرفته أشوف والله لو يدري يا ويلك..
ابتسمت عليه : تحسبني انت!!.. انا شادن حبيبي وهالغرفة غرفة حبيبــي !!
فتح عيونـه : الله الله يا قويها من كلمة !.. حبيبي ؟!!!... اشوف عمر مرررة غسلك وقشرك وخلاك على هواه...
واضح انها انحرجت لكنها ابتسمت تغير تعابير وجهها : خلك من هالكلام ما جبت شي جديد.. انا من عمري 10 سنين وانا على هواه ..
بندر : مدري وش شايف فيك .. انتي مثل غيرك ما ادري وش فيك مختلف ..
مدت يدها ومطت اذنه بقهر : .. يا زينك منقلع بالمزرعة !!.. ( دفته من كتفه ) المهم بغيت اسألك خويك هذا ما دق علي من مدة.. ما اتصل عليك ؟؟
ضاقت عيونه وهو يناظر فوق يتذكر متى اتصل فيه آخر مرة :.. امممم آخر مرة كلمته كانت قبل اسبوعين.. تقريبا..
شادن باهتمام وبقلق لمع بعيونها : وأخباره؟؟؟
بندر : اخباره زينة..
شادن :.. ما قالك شي معين..
بندر : شي معين ؟؟
شادن من غير لا تناظر بعيونه : ايه .. ما سأل عني مثلا...؟
ابتسم عليها : هذا اللي هامك !!...بس لا تزعلين إلا سأل عنك..
استاانسـت ونور وجهها : وش قلت له..
بندر بغبـاء : وش قلت له يعني .. قلت له انا منطق بالمزرعة ومدري عنها ..
شادن انقهرت : يااا قلة ذووقك !!... قول بخير ، قول مثلا اني أسلم عليه ..
بندر : ليش هو ما دق عليك عقب ما دق علي ؟!
وضح عليها الشرود وكأنها رجعت تفكر في شي ... هزها بندر : شفيك عمر بالشرقية الحين ووقت ما يلاقي وقت بيجي يزورنا ..

شادن بحزن : ليته ما طلع !!
بندر : انتي عارفه انه طلع من نفسه .. عقب ما كبرتي انتي ومشاعل معد قدر يجلس مثل اول ..
شادن بحزن أكبر : ليتنــا ما كبرنـا.. ولا طلـع..
بندر بدفاااشة دفها من كتفها خلاه يضرب بالباب وراها : الحين اللي يسمعك يقول تفرقتوا عقبها .. هذاكم متملكين لا تشيلين هم... صايره أمه حشا مو زوجتـه!!
شادن بضيق : وهي جريمة يعني اذا خفـت عليه.. انت نسيت وش كانت المشاكل اللي كان يطيح فيها أول .. نسيت يوم كان يدخل البيت علينا ووجهه وفمه كله دم !!.. نسيت انه يكتم اللي في قلبه ولا يطلعه لأحد حتى لو كان ظله !!..محــد كان يحس فيه غيري ..!

فتح عيونه هذي شفيها ولّعــت :.. ما نسيت وتراني صديقه الروح بالروح اذا نسيتي .. اعرف عنه مثل ما تعرفين انتي.. وبعدين خفي شوي يا ماما عمر رجال هو حتى أكبـر من محمد .. منتي صاحية خفي خوف على الرجال مو طفل تراااه

مو اقولكم محد فاهم شي.. ماقدرت شادن تقول اللي في قلبها .. رفعت عينها لـ بندر وبندر استغرب نظرتها .. غير غير عن العادة..
بندر : وش في راسك الحين؟؟؟
شادن والفكرة اللي في بالها مجننتها :.. مافي راسي شي.. المهم اذا اتصل عليك قوله يكلمني .. انا ماعاد عرفت اكلمه ولا عاد عرفت اوصله .. اظنه غير رقمـه..

تنهـد وهو عارف ان رقمه تغير :.. ياااا كثــر ما يغيّر رقمـه..!
فتحـت باب غرفة عمر ودخلت وقبل لا تسكره :.. واذا قالـك انه مشغول قوله شادن تسلم عليك..
بندر : حفظنـا هالموال ..( ابتسم يغير مزاجها ) وبعدين اذا انا ما وصلت له سلامك هو بنفسه بيسأل عنك هذي عادتـه..

ابتسمت تتفاعل مع ابتسامته رغم ان قلبها من داخل ابد ما ارتـاح من ذيك الليلـة....



خلص تركي شغله مثل ما اتفق مع ثامر وراح له المكان اللي قاله عليه .. أول ما دخل الكوفي البارد والشبه خالي بهالوقت طاحت عيونه على ثامر.. جالس لحاله مريح ذراعينه على الطاولة يناظر بداخل كاس العصير وهو يشرب بهدوء من المزاز.. راح له ومزاجه متعكـررر ..

وجلس بثقلـه كله روّع ثامر معه ..

ثامر " بعمـر تركي تقريبا 27 سنـة " : يا ساتر !!.. شفيك تروك !؟
طالعه تركي بنظره حادة :.. صدقني لو كان شافك احد معي اليوم لا تروح لبيتك الليلـة بتابوت ..
ثامر ارتاع :.. يا ساتر ليش انا وش سويت؟؟
تركي : ما قلت لك لا تلحقني .. يا أخي صر لبيب وافهمها وهي طايرة.. ماكان له لازم تلاحقني لين شغلي ...
ثامر : شغلك ؟؟؟؟... ( تحـول للجدية ).. تركي انت متغير !!

كان تركي جالس قباله لكنه ماكان معطيه وجهه ، كان معطيه جنبه وهو رافع وحدة من رجوله عالكرسي الثاني جنبه بهيئـة تخليك تحس ان هالانسان كاره نفسه : عارف إني متغير جبت شي جديد..
ثامر : عمي طلب مني اجي لك واشوفك مع اني ما فهمت منه شي... بس ملامح وجهه ساعتها قلقتني ..
تركي : ابوي الله يكون في عونه.. الله يرحم حاله هذا اللي اقوله..

سكت وانتبه ان ثامر يتامل هيئته .. ابتسم بسخرية وسبق ثامر بالكلام : عارف بتسألني عن هيئتي وسيارتي الخرابة اللي برا..
ثامر : مادامك عارف ان هالشي يحيرني تكلم وجاوب .. لأن الأسئلة حولك صايرة كثيرة ما تنعد.. هذا غير الشغل الغريب اللي كنت تبي تسويه يوم شفتك الصبح ..
تركي ضحك بسخرية على نفسه : ولد عمك هذا اللي قدامك صاير مراسل ينجر من مكان لمكان..مثل الحمار اللي يجرجرونه..!

تشنجـت عيون ثامر وتجمدت وهو يطالع في عيون ولد عمه مباشرة .. شرحت لتركي وش قد كانت الصدمـة من هالكلام ..

ثامر : تمزح؟؟
تركي رماها من غير اهتمام : لا ما امزح... وبراتب ما يتعدى 600 ريال بالشهر !!.. تصدق !!؟
ثامر انفعل يحسبه يتتريق عليه ولا يضحك :.. أقول عن المصخرة .. تكلم وش سالفتك..
تركي : وانا ما أكذب.. ما تشوف حالتي... ( وقعد يضحك من غير سبب واضح .. يضحك ويخلي ثامر يناظره باستغراب بدهشة.. يضحك وهو يفرك عيونه لكن الضحكة هذي مو ضحكة عادية .. ضحكة غريبة تثير في النفس التوتر )
ثامر : ليش.. تضحك؟؟؟
مارد تركي .. وما قدر يوقف عن الضحك وهو منزل راسه لحضنه ..
ثامر بنبرة خااافتة كلها صدمة :.. وش... وش حادك لهالشغلة ؟..تركي انت بعقلك؟... انت واعي ولا شفيك؟؟
تركي بعـد ما هـدا.. خذ كاس ولد عمه وشرب الباقي : أنا واعي لا تخاف... وماقد كنت واعي قد ما انا واعي الحين ..
ثامر : طيب ما رح تريحني وتقول لي وش السالفة كلها ...
تركي : بقوولك يا ثامر .. وما دامك طلعت بطريقي بإرادتك انا اشوفها فرصة عشان تساعدني في بعض الامور ..
ثامر وهو مو فااااهم شي : أساعدك؟؟؟
تركي : ايه تساعدني .. واعتبرها مساعدة لعمك المريض قبل لا تكـون لي.. مارح اقولك شي قبل لا آخذ وعـد انك بتساعدني في اللي بقولك عليه..

ثامر حس بالتوتر .. حس ان ورا تركي " الغريب" هذا بلاوي مو بلوى .. الخبث بنظراته ما فاتت عليه.. لكـن ذِكر عمه المريض بالموضوع هيّـج عواطفه وحرك شعوره..

صحـاه تركي من شروده .. بصوت حـاد قاطع : أوعدنــي أقولك..!
ثامر هز راسه من غير نقاش .. تركي صاير يخوف ! :.. اوكي أوعدك اساعدك باللي أقدر عليه..
ابتسـم : .. مادام كذا... اسمـع اللي بقولـه لك...




يتبــــع..!!

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 08:01 AM

__________________
الجـــــزء 6 ...
__________________


في ذاك الكوفـي..
مرت ساعة وساعتين وتركي يتكلم ويسولف ما وقف لحظة.. ثامر طول هالساعتين يسمع والصمت متلبسه والصدمة بعيونه تلمع ! مو قادر يعلق ، مو قادر يحتج ..مو قادر حتى يجمع كلمتين على بعضهم..!
شخصية تركي الجديدة صدمته، هزتـه من الأعماق..الجانب الاسود منه ظهر بشكل مخيـف وغطى ومحـى كل ذرة بياض ..سوااااد كااامل يغطيه..

بعد ما وقف تركي عن الكلام مسك كوب القهوة ورفعه يرتشف منها من غير حتى لا يرفع نظره لثامر ويشوف آثار الصدمة على وجهه..

ثامر بصدمة : وش قلــت؟؟؟..تبي أوراق إثبات هوية !!!
تركي بهدوء يخالف الصخب داخل ثامر : ايه أبي اوراق اثبات هوية..تثبت اني وليد مو تركي..
ثامر : ليش تبيها لهذي الدرجة ؟
تركي : لأني أخاف احتاج لها بيوم ، الأمور يا ثامر بتتطور في المستقبل القريب وبيجي يوم بحتاج لها ..مابي أغلط أغلاط بسيطة وسخيفة ممكن تضيع كل شي من يدي..
ثامر وهو مو عارف يرتب كلامه : تركي لهذي الدرجة ؟؟ تبي تسترد كل اللي ضاع من عمي ..ليش تدخل نفسك بمعمعة !! هذا انت عايش أحسن من الكل واللي صار من سنين ما غير حياتكم ابد..
تكتـف تركي واسند ظهره لظهر الكرسي : مو مسألة غيرت حياتنا.. هي مسألة الجـرح الكبير في قلب ابوي.. واللي ما اندمل للحين على ان اللي صار مر عليه 15 سنة...
ثامر وهو مرتبك من أفكار الانسان الجالس بكل برود وعدم مبالاة قدامه.. ماكان مبيـن على تركي أي خوف أو تردد من اللي يسويه بالعكس كان يشوف انه من حقه وما عنده أي نية للتراجع : تركي فكرت بهالشي زين ؟؟.. تركي اللي بتدخل نفسك فيه مغامرة كبيرة وكبيرة مرة ...
تركي ابتسم بجاذبيـة يطمنه : تطمن انا قدها وكل شي مسوي له حسـاب... المسألة مسألة وقت لما أدخل قلب أبو خالد وأتقرب منه وأكسـب ثقتـه.. وبعدهـا تجي الضربة القاضية..
ثامر خاااااااااف من قلبه : وش بتسوي ؟؟؟؟... بتذبحـه ؟؟؟؟؟؟
ماقدر تركي غير انه يضحـك ، بصوت عاااالي : هههههههههههههههههههههههه أذبحه ؟!!..ههههههه لا تطمـن مو هذا اللي في بالي..
ثامر تنهـد بارتياح ، معد صار يفهم له : بس مسألة اثبات الهوية هذي صعبة الله يخليك لا تدخلني بهالأمور ..
تركي : ثامر مو صعبة عليك انا اعرفك.. وظيفتك هذا غير واسطاتك الكثيرة تقدر تجيبها وبسهولة... وبعدين لا تخاف هي كلها الا فترة بسيطة لما أنهي أموري كلها وبعدها بتخلص منها...
ثامر : طلبااااتك تخوووف!!!
تركي ابتسم : لا تخاف بضل ولد عمك وصديقك..بس لازم أثبت لهم بيوم اني من أهل ابو سالم
ثامر خاف : ترووك مدخل ابو سالم هالمسكين بخططك بعد ؟؟ما خفت عليه هالشايب المسكين .. اللي لا له ولا عليه عايش بحاله وماله بالمشاكل ووجع الراس..!!
تركي : لا تخاف ما رح أضره هو طالع برا الموضوع .. كل اللي سواه انه توسط لي عند ابو خالد، ما اقدر أدخله أكثر اصلا ما أضمنه هو حتى ما قدر يقول لهم ان اسمي وليد...!!

ثامر هز راسه وسرح يفكر بهالبلوى اللي في راس تركي...بعد دقيقة رفع عينه يتأمله ويتأمل تعابير وجهه..كان يشوف تركي مبتسم ويحرك ملعقته في كوبه وهو يدندن .. وكأنه مو مهتم بشي ابد ولا هو حاس بحجـم المغامرة اللي دخل فيها...

ثامر : تركي...!
رفع تركي عينه بابتسامة : متردد عارفك !!... جبـان!!
ثامر توتر : حياتي وحياتك هادية ...ليش تبي تقلبها عواصف وزوابع !!!
ضحك تركي وهو يهز راسه : ما ودك تغير هالروتين ؟..انا بصراحة أحس فيه مفاجئات وأشياء كثيرة بتحصل..بس على كـذا متحمس مو مستعـد أوقف بعد ما قطعـت الشوط الأصعب..الباقي مثل ما قلت لك بيكون مسألة وقـت..!
ثامر اعتـرف : اسمع من الحين اقولك انا مارح ادخل معك بمغامرتك تبيني جنبك بوقف جنبك لكن من برا الموضوع... بكون معك وأراقبك لكن ماني داخل معك..افهمها من الحين
ضحك تركي من جديد وثااامر يزداد استغراب ، هذا حتى ما تأثر من دخوله لحاله باللعبة : هههههه ومن قالك أبيك تدخل معي ؟؟..الشي اللي ابيه منك هو الاثبات اللي قلت لك عنه..طلبي لها للاحتياط لأني يمكن ما احتاجها حتى..

فـــترة صمـت من الاثنين..
ثامر قهوته بردت ما لمسها .. أما تركي شرب آخر قطرة ونزل كوبه وهو يمسح فمه بالمنديل اللي عنده..
طــال صمت ثامر يفكر يفكر يفكر.. مو قادر يقول "لا" ، ولا هو قادر يقول "ايه" ... بس من بعـد ما سمع كل السالفة من تركي
..مو قادر يحدد موقفـه!

قطـع عليه تركي بنبرة هاديـة يطمـنه فيها : ثامر لا تخـاف انا اصلا مابيك تدخل معي ..انت مالك علاقة ، الموضوع بيني وبينهـم انت مالك أي عـلاقة...الأمر يخصني ويخص أبوي...
تنهـد ثامر من قلبه : تركي انا عارفك وعارف طرقك في حل الأمور مهما كانت..بس هالمرة أحس الموضوع يختلـف..
زادت ابتسامة تركي الحلوة : تطمـن يا ثامر وتأكـد اني مارح أطلع منهـا خاسر، مهما كانت الظروف..
رفع ثامر عينه وطاحت في عين تركي...تأمل عيونه السودا ونظرة التصميم الهادية، نظرة مطمئنـة لأبعـد الحدود...
ارتخت كتوفـه ، ولاحظهـا تركي : شكلك ارتحـت الحين.. ثامر أنت اخوي اللي ما جابته امي عارف انك فاهمني..
ثامر ابتسم : فاهمك يا تركي.. ولو اني رافض الموضوع من اساسه بس انت رجال وتعرف اللي تسويه ، مارح أوقف بطريقك..
تركي بادله الابتسامة : خلاااص أجل اتفقنـا...

+ + +

في بيت ابو خالد .. الساعة 9 ونص بالصالــة
كانت سحر متربعة عالأرض عند الطاولة .. وصافة عندها زجاجات مناكير بألوان غريبة تماشي الموضة ، تمسح وتحط من جديد تجرب بكل مرة ..
امها عندها جالسة عالكنبة وتتصفح وحدة من المجلات الصحية ، وسحر كالعادة تعلق على متابعة امها للمجلات الطبية ..

امها : وش تبيني اقرا مثلا؟ .. اقرا مجلاتك الفنية العقيمة اللي لا تودي ولا تجيب الا تخرب عقلك اكثر من ماهو خربان !!
سحر : من قال عقلي خربان انا عقلي يوزن بلد...( تكلم نفسهاا) وانا اقول خويلد مين طالع عليه اتاريه طالع على امه مسز هيفاء..ماراح بعيد هذا هو دكتوور..!
امها : خلك مثله هو عرف وش يبي مو مثلك مضيعه الطريق ما تدرين وش تبين !!
سحر مدت شفايفها بطفولية : شفيك علي!!.. انا بنت والبنت غير الرجال وبعدين مو أي شي لايق علي،، الا ان كان فاذر العزيز بيفتح قسم نسائي لشركته وقتها بحول لإدارة الأعمال عشان ادير ذاك القسم بنفسي..
هزت امها راسها وهي تضحك : الا بتناااامين بفراشك وبتخلين الشغل يدير نفسه بنفسه لأسبوع..
سحر : ههههههههه هذي كبيرة يا ام خالد..

رفعت امها عينها لبنتها شافتها تحط مناكير أسود وهي معقدة حواجبها من التركيز : يا الله وش هاللون الغريب؟!!
ابتسمت سحر وهي تلون ظفرها الصغير : وش رايك فيه؟؟؟
امها : وش رايي فيه ؟؟.. يجيب الهم غيريه اشوف لا اشوفك حاطه مثل هالألوان..حطي زهر أحمر موب اسود وأزرق!!
سحر : هههههههههههه تغيير ماما تغيير!!.. مو مشكلة!!
امها : اقولك غيريه ولا تطلعين فيه ..أسود يا كااافي قلّت الألوان !!
دق التلفون وقطع جدالهم ،، سحر رجعت تلون وهي مندمجة وامها ردت : هلا.......... هلا خالد ..

فززت سحر وطالعت ساعتها بسرررعة .. وقت وصوووله !!
مو المفروض يشوفها متربعة هنا وتلون أظافرها وهي اللي قالت له انها تعبانة.. مو لازم يكشف لعبتها ولا بترووووح فيها..
مسحت ظفرها اللي تلون توه بالمنديل لأن بياخذ وقت على ما ينشف .. ومسكت راسها بترجع لتمثيليتها وناظرت امها ..

سحر : يمه راسي رجع يعورني وانا اللي احسب نفسي تحسنت..بروح لغرفتي أرتاح..
ماردت امها وهي تكلم تلفون ،، أما هي راحت ويدها على راسها ، وخطواتها مو موزونة ومشيتها غير طبيعية .. وصلت الدرج وطلعت بسرعة وهي تضحك ، يوم وصلت فوق وقفت مكانهـا تتسمع .. وتنتظر ..!

بعد دقااايق،، انفتح الباب وسمعت صوته يسلم على أمـه ..سولف معها شوي والظاهر انه لاحظ غيابها..
سمعته يسأل عنها : وين سحر ؟؟
ابتسمت وهي تسمع امها : ما ادري عنها توها هنا معي.. كني سمعتها تقول انها تعبانة ..
هو : تعبانة للحين ؟؟؟
ما سمعـت باقي الكلااام حست بخطواته تقرب نطت من مكانها وبخفة ركضت لغرفتها..سكرت الباب وطيرااان مثل الطيااارة رمـت نفسها بكل قوة على السرير...

كانت تحس بخطواته تطلع الدرج بهدوء.. وثقل !
خطواته تمشي في الممر ...
تقرب من غرفتهـا!!....
حسه صار ورا البـاب.. !!..
الحين بيفتحــه !!.....
لكــن !!...
مرت ثانية ،، وثانيتين .. وعشر.. ودقيقة.... ما انفتح ولا له حس..

عقدت حواجبها وهي تسمع باب غرفته ينفتح ويتسكر..، رفعت راسها عن الوسادة وهي معقدة حواجبها، هذا شفيه ما جا وأمي تقوله اني تعبانة... أمحققق دكتتتووور !!..

قامت وفتحت الباب تطل، وصدق شافت باب غرفته مسكر ومافي أحد بالدور الثاني..هذاا ليش طنش !!
انكسر خاطرها وهي اللي كانت تظن إنها قدرت ترجعـه خالد الأول..سكرت الباب ورجعت رمت روحها بكل اهمال على السرير...
تحــس بفراااااااغ...الناس اللي يهمونها مو ملتفتين لها !!..خااالد تغـير ومن الصعوبة يرجع ! ومحمـد مو فاهمهـا للحين..!

غمضت عيونها وهي تتنهد وكنها بدت تنعس.. الا رنة مسج من جوالها خلاها تفتح عيونها، لقت المسج من وحدة من البنات بالجامعة تطلب منهـا بعض الاوراق ، ومن هالمسج تذكرت ان بكرة بتطلع نتيجة امتحانات الميد ترم...
تذكُرها للهدية اللي وعدها فيها ابوها طيّر كل الكآبة من صدرها ..ورجعت تنتعش وتمتلي مرح... وخاااااالد طز فيــه !
قامت وشغلت المسجل ودخلت الحمام تاخذ شاور...عشاان بعدهـا تناام


الصبــاح في الجامعة وبعد المحاضرات .. كانت هي وبنتين زميلتيـن لها يركضون في الأسيـاب رايحين لوحدة من البورداات المعلقة عليها النتايج لآخر امتحان ، سحر كانت متحمسة لهالنتيجة مرة ..

هنوف : سحررررر وجع صاروخ سباق ماراثون ..
سحر وهي سابقتهم : متحمسة للنتيجة اقووولك .. ما تفهمين

وصلوا للبورد وفحطت سحر بقوة عشان لا تضرب باللي قدامها... لكن هنوف وغادة هم اللي صدموا فيها ماعرفوا يوقفون ..
سحر : آآخ شفيكم ؟؟؟؟؟؟؟؟
هنوف : انتي اللي شفيك يالمطفوقة..أحد يراكض كذا بالاسياب !!!
سحر : ليش تراكضين وراي أجل..
هنوف بهبل :ركضتي ركضنا وراك...
ضحكت سحر وهي تلتفت للبورد : هههههههههه تعالي دوري رقمك ..

دخلت من بين الزحمة ودورت على رقمها من بين القاائمة الطويلة.. درجة الامتحـان من 10 وهي ما تبي تاخذ أقل من 9 أو بالكثير 8 ..!
غادة : وينه رقمي مو لاقيته ؟!!!!
هنوف : دوريه كويس بتلاقينه ..
شهقت سحر وهي تضرب هنوف بكوعها مو مصدقه عيونها : هنوفوه غدو !!... أخذت 8 ونصص ..
هنوف : هببب عليك ..اشوف دارسة الخارج مطلعتك داافورة !!
سحر : هههههههه يلله انا بروح أسأل عن المعدل..أبي اتطمن
وبلمح البصر طاااارت عنهم ، تضحك وهي تسمع غادة وهنوف ينادونها تنتظرهم..

هنوف معصبة : هالجحدة هذي يبيلها ضربة عصا ..
شالت شنطتها على كتفها اليمين وسحبت غادة من ذراعها : تعااالي خلينا نلحقها..
غادة وهي تركض معها من غير حيلة : اصبري ما بعد شفت درجتي..
هنوف معصبة : مهوووووووووووووب لااازم..

وصلوا مشـي للمكتب المقصود..ووقت وصولهم شافوا سحر تطلع من الباب وهي مبتسمة ..
شافتهم وضحكت فرحانة.. هنوف فهمتها : ضمنتيها يعني ؟؟!
سحر : ههههههههههه تقدرين تقولين...
غادة : كم اخذتني ؟؟
سحر : 4 ..بالتمام!
هنوف : اوف؟؟.. حاسبتها صح يا دبيه..
سحر : هههههه كنت اتمناها فوق الأربعه بس ما دامها جت عالـ 4 نعمة... يلله بطلع الحين خلصت محاضراتي ، مافي شي اسويه وبختصر الوقت .. بمر على الوالد العزيز مرة وحدة ونروح سوى نشتريها... ودي اقهر مشمش
هنوف ضحكت وهي تتذكر : ههههههه مشاعل ؟!..وينها ما شفناها من يومين..
سحر : مدري عنها هذي تلقينها مسفلة بالدنيا ..ما استبعد انها غايبة اليوم بعد ! كل شي عندها عاااااادي
هنوف : سلمينا عليها اذا شفتيها
سحر : يوصل ان شالله ..
وهي تفتح شنطتها المعلقة على كتفها بشكل مايل : انا عطيتك الأوراق اللي قلتي لي عليها صح ؟؟
هنوف : ايووه مشكووورة ..يُعتمد عليك صراحة يا سحر مو مثل هالخبلة اللي جنبي مضيعة أوراقها
غادة : شوفي نفسك تكفين انتي مضيعة أوراقك قبلي..
سحر وهي تبتسم : اشوفكم اجل..

سلمت عليهم وودعتـهم ..وركبت السيارة وطلبت من السواق ياخذها لشركة أبوها ..


دخلت السيارة المواقف الخاصة للشركة ووقفت بين سيارات الموظفين الكثيرة المصفوفة هناك ...طلعت الجوال ودقت على مكتب ابوها ..

رد عليها السكرتير لؤي : مكتب ابو خالد يا مرحبا ..
سحر بنعومة صوتها العفويـة : لو سمحت أبي الوالد ..
لؤي عرفها بس مثل ما يقولون لزوم التملق..هذي بنت ابو خالد مو أي وحدة : مين اقوله لو ماعليك أمر ؟
سحر أصلا تكره هالحركات ، الكل يعاملها بهالاسلوب مو لأنها سحر ، بس لأنها بنت أبو خالد..
ردت بفضاضة : اقولك الوالد ، يعني بنته سحر..
لؤي : لحظة وحدة !
لحظات ويجيها صوت ابوها : يا مرررررررحبـا..
ضحكت : ههههههههههه هلا بك ابو خالد ..
ابو خالد : هلابك عمري حيا الله هالصوووت ...اخبار الدراسة والجامعة ؟
سحر : TOP ! .. بخير توني طالعه وجايتك سيدا...
ابو خالد كنه فاهمها : شكل الموضوع ضروري ..متصله تبين شي؟
سحر بمككر : طبعا..شوف يا عمي اعتبرني عميلة من عملائك ولا زبونة اللي تبيه ..المهم ان عندك لي امانة ولازم توفي بها ..
فهمها ابوها وضحك ، وسوا حاله مو فاهم : ... أي امانة يا ست الكل ؟؟
سحر : الله يسلمك تراني واقفة تحت عند الشركة أبي هديتـي وماني متحركة لما اخذها... الوعد وعد يابو خالد
مااااات ضحك ابو خالد حتى الشخص اللي كان واقف عنده استغرب ..
ابو خالد : ههههههههههههههه اي هدية ؟؟؟
سحر وكأنها عارفه انه بيلف ويدور هذا طبعه معها مو شي جديد : بدينا يا بو خالد باللف والدوران..نسيت وعدك لي بحضوور مشاعل
ابو خالد : بس احنا متفقين تجيبين معدل 4 أو فوق وما يقل عن اربعه ولك اللي تبينه ..
سحر بفخر بنفسها : وانا قدها وقدووود جبت لك رقم مافي أحلى منه .. 4 صااافي شرايك في بنتك بالله خخخخ ..
ضحك عليها : ههههههههههههههه بعدي كنت داري تقدرين تجيبينها ..
سحر بنعومة ياربي تمووت في أبوهاا : يعني اليوم تطلع معي نشتريها.. الحين انزل انا انتظرك !
ابو خالد : ولا نطلع ولا شي..الساعة عندي الحين شاريها من يومين ..
نست نفسها وصارت تنطط وهي جالسة بالسيارة من الوناسة : احلف احلف ..
ابو خالد : هههههههههههههههه ما يحتاج كنت مجهزها وعارف انك بتجين وتقولين عطني اياها..الحين اخلي واحد من الموظفين ينزلها لك ..ما تهونين علي جاية لـ هنا واتعبك
صرررخت من الفرحة ناسية الدنيا ومافيها حتى الهندي قام يطالع فيها بالمراية : يا حبببببببببببببي لك ..انت أحلى واحد بالعالم ، يا أحلى سفير للسعودية ..
ابو خالد : سفير سابق مو الحين
سحر : ههههههههههههههه ما يهم تظل أحلى واحد ..يلله بنتظر .. ما اقدر اصبر لما اشوف وجه مشمش
ابو خالد : الله يستر .. كل ذا عشان تقهرين بنت عمك ما أدري وش بيطلع لنا بعدين..
سحر : هههههههههههههههه بوريها هالدبة ..
ابو خالد : يلله بابا الحين اخلي واحد ينزلها لك .. وانتبهي بالطريق ..
سحر : ان شالله ..

سكرت وهي مستاانسة الحمااس ماكلها ما تقدر تنتظر لما تشوف تعابير وجه مشاعل اذا شافت الساعة الأنيقة تلف معصمها ,,
التفتت لمدخل الشركة تراقب وتنتظر الهدية توصلها لين عندها .. من زماااان عن الهدايا ، بالفترة الاخيرة ما حصلت ولا هدية وهي مراعيه هالشي .. ابوها اللي كان منشغل بشغله كـ سفير أول ، الحين رجع للشركة والإدارة بعد ما تركها من سنين ، ورجعت تجارته تدهر وتقوم ..


فوق بمكتب ابو خالد .. بعد ما سكر من بنته فتح درج جانبي عنده وطلع كيس أسود محفوف بالذهبي وحطه قدامه يكلم الشخص اللي واقف قباله من فترة..
ابو خالد : وليـد خذ هالكيس ووصله لـ بنتي سحر .. تحت تنتظر بالسيارة ..
تركي : ان شالله طال عمرك ..
اخذ الكيس وطلع وهو يصفر.. بدا يتعوود عالشغل وصار يتقبل الأوااامر ولو كانت تافهه ..


سحر بالسيارة تدق بأصابعها عالباب تنتظر الهدية توصلها.. شافت شاب يطلع من البوابة وهو شايل كيس أسود صغير بيده عرفت انه الموظف اللي قال ابوها عنه ..
لكنها عقدت حواجبها مستغربة ، هيئته غريبة ولا كأنه واحد من الموظفين هنا..!
اللي لفت نظرها هو ملابسه اللي مو نفس ملابس الموظفين ثوب وشماغ... كان يمشي بخطوات هادية لها ، حاولت تلمح شي من ملامح وجهه من بعيد ما قدرت ...كان يلبس كاب شبابي على راسه ونظارة سودا بسواد وحلكة الليل على عيونه.. ملابس عملية لأقصى درجة بالبنطلون والقميص ، كل ما يقرب كل ما يبان طوله والجزء الاسفل من وجهه أكثر .. لاحظت انه حتى ما كان يناظر ناحيتها وهو يمشي، كان شبه ملتفت مرة لليمين ومرة لليسار لين وصل عندها..

ولأنها في السيارة ،مثل ما تعودت ما اهتمت تغطي وجهها مادام الحجاب يلف راسها.. هذا غير انها لبست نظارتها الشمسية وفتحت النافذة يوم وصل ناحيتها... نســت سالفة هالانسااان وغرابة وجوده بهالمكان يوم طاحت عينها عالكيس الانيق بيده...

تركي وهو يمد الكيس لها وهو ملتفت بعيد : هذا من الواالد...
سحر من الربشة والفرحة سحبته منه بسرعة وطفاقة : مشكوووور...

كتم ابتسامته عليها من غير لا يلتف عليها ويطالعها .. مجبوور اصلا يكون بعد مرسال بين ابو خالد وبنته.. بس ما منع انه ياخذ عنها انطباع انها بنت خفيفة مثل الريشة ومو ناضجة وهو يحس بحركاتها السريعة والفرحة المبينة عليها..
.. هذي هي المدللة الصغيرة .. بنت أبو خالد !!

تركي واللي عليه سواه : عن إذنك....!

وتحرك من قدام الشباك بيروح لسيارته .. لكن هي فجأة وبشكل متأخر عقدت حواجبها من الصوت ، رفعت راسها عن الكيس بتناديه بتهور لكن شافته اختفى من قبال النافذة... طلعت راسها من الشباك للخلف تشوفه شافته يمشي معطيها ظهره وبسرعة نادته من غير لا تمسك لسانها : ....إنت!!!

وقف تركي معقد حواجبه من غير لا يلف .. "إنت" ؟؟!!!! نفس أسلوب البنت في التلفون ...
كتم غيضه! وش تحسبني هذا عشان تكلمني بهالطريقة..
تنهد وهو يذكّر نفسه لا تنسى يا تركي..تحلى بالصبر اللي انت فيه يحتاج لصبر وطولة بال..

ناظرته تنتظره يرد عليها .. بس ما قال نعم حتى ماقال سمي !! بالنهاية كمل طريقه لسيارته..
رجعت تناديه وهي ما تدري وش تبي منه أصلا ، بس اللي تعرفه انها تبي تتأكد اذا هو صاحب التلفون...

ارتخت كتوفها وهي تشوفه يوصل لباب سيارته ويطلع المفتاح من جيبه من غير لا يرفع راسه لها ويرد .. هذا ما يسمع ولا يتصيمخ!
سحر : يا...........لوو سمحــت

ماعرفت بأي اسم تناديه شافته يركب ، وانصدمممت يوم شافته يركب سيارة خرابة بعمرها ما شافت مثلها... بشكل طبيعي نفرت منه وكشر وجهها ..مشيته وطريقة كلامه قبل شوي عطاها انطباع مختلف.. بس هالانطباع تهدم وانمحى الحين مع سيارته هذي...

حست بالعطف عليه والاستغراب بنفس الوقت... اللي اعرفه ان كل اللي يشتغلون بشركة ابوي عيال عِلم وناس ..بس هذا مو مبين عليه أي من هالاثنين !!
شالت فكرة انه يكون هو نفسه اللي اتصل عليها ..
يمكن تشابه بالاصوات ، اللي يشتغلون مع ابوها مارح يكونون بهالمستوى.. أما هذا شكللله يعاااااني وبقوة...!

نست كل شي من بالها يوم طاحت عينها عالكيس بيدها.. ابتسمت من جديييييد وطلعت العلبة الجلدية وفتحتهـا... وبرقت عيونها بفرح وهي تشوف اللي كانت تتمناه بين يديها...يلمع ببريق يجنن!!
طالعت داخل الكيس بشكل عفوي واستغربت يوم شافت علبة ثانية....طلعتها وفتحتها وضحكت يوم شافت نفس الساعة موجودة ، بس بلون سير مختلف !!... هههههههه هذي أكيد لمشاعل!! وش بتسوي لو درت !؟

طلبت من السواق يتحرك للبيت وتركي كان جالس بسكوون داخل سيارته ، يراقب سيارة بنت ابو خالد تطلع وتختفي وشبح ابتسامة خفيفة على فمه من صور الماضي اللي تمر في باله..
الواضح ان كل هالسنين الطويلة اللي مرت .. ما غيّرت فيهم الشي الكثير !! وأولهم بنت أبو خالد!!
شغل سيارته عشان يشوف شغله اللي صار بهالأيام روتيني..وتحررك وهو يزفر زفرة طويلة..

×× ××

مر أسبوووع .. وبهالوقت مشاعل جالسة بالبيت بكل ملل وطفش... مو لاقيه شي ينفس عنها ، النوم وخاست نووم.. لما تصحى بآخر الليل تلاقي الكل ناااايم ومحد عندها.. واذا فتحت لها كم درس يشغلها لما يطلع الصبح ما تقدر تكمل .. لأنها باختصار مو راعية دراسة حدها تذاكر أيام الامتحانات وبس..

حتى بندر .. له أسبوع من راح للمزرعة وما رجع من عقبها ..والله لو بيدها كان راحت تعيش معه ..
حتى لو كانت تكره حيواناته وهواياته الغريبة، لكن معه ما تحس بالملل.. حتى لو كان يناقرها مناقر القطو والفار، بس مع هذا ما تمل.. حتى لو عصبت وتنرفزت منه لا يمكن تحس باحساس الطفش والروتين !!

وهي جالسة مع شادن صباح يوم الخميس في الصالة.. التفتت لها : شدوون !!... خلينا نطلع بجولة اليوم ؟؟؟
شادن استغربت وما فهمت وش قصدها : جولة ؟؟؟!
مشاعل : ايه أقصد نطلع اليووم بطووله ..وما نرجع الا بآخر الليل..
شادن وهي ودها تضحك : ومع مين تبين نطلع ؟
مشاعل : مع سحر أكيد ... ما شاء الله عندها سواقها الخااص خلينا نكرفه اليوم ..
شادن : ههههههههه وسواقها فاضي لك ؟
مشاعل : خليني أحس بيوم انه سواقي .. بعد هي بنت عمي مافي فرق بيني وبينها ..
شادن : كلميها وشوفي..
مشاعل : لا تخافين سحر مفتوح لها الضوء الاخضر دايم المشكلة معنا احنا... ( وهي تفكر).. هالبنت تقهرني ليش داايم طلباتها مجابة وانا اللي اعاني عشان احصل شي واحد..
شادن : تغارين من البنت مشيعل ؟؟..هههههههههه
مشاعل باعتراااف : ايه اغار منها .. ( ابتسمت وفكرة معينة تطري على بالها ).. انا قررت بروح اعيش عند عمي بقوله ياخذني بنت له..
شادن : هههههههههه احمدي ربك ترانا بنعمة وخير ومستوانا حلو...
مشاعل : الحمدلله ماقلت شي بس سحر تقهرررني .. طلباتها مجاابة وتقدر تسوي اللي تبيه وفوق هذا تتدلع... والله أحياااانا ودي أكفخهااا..
شادن : هههههههههههه شفيك عالبنت اليوم ؟؟
مشاعل : انا زهقااااانة هاليومين وصايرة تطنش مكالماتي اذا أتصلت عليها .. هي أكيد تطلع وتروح من غير لا تتصل علي وتقولي..
شادن متربعة على كنبة وهي تقلب بصفحات مجلة : مشكلتك ..تنامين النهار وتصحين الليل انتي اللي جبتيه لنفسك..
مشاعل بقهر :افففف... انا بددددق على بندوره..
قامت للتلفوون بتتصل عليه وشادن تناظرها وهي كاتمه ضحكتها... مشاعل هذي ما تدري وش تبي من حياتها..!!

بعد العصر وسحر جالسه بغرفتها وسط وساداتها الوثيرة تقرا ، واختها بيان معها ترسم في ورقة بيضا عندها.. دق تلفونها باسم مشاعل..
سحر : هلا مشاعل..
مشاعل بربشة : سحر خلك جاهزة ربع ساعة بالكثير واحنا عندك
سحر ما استوعبت : وانتوا عندي؟؟؟.. ليش؟
مشاعل : اليوم متفقين مع بندر نطلع نغير جو.. وزين منه وافق..
سحر : طيب انتوا بتروحون انا شدخلني معكم ؟؟
مشاعل : وش نسوي لو علي ما عزمتك محومة كبدي تراك..
سحر احتررقت : وجع يوجعك يا قليلة الذوووق..
مشاعل : اقول يا ملكة زمااانك خلك جاهزة لا تتأخرين
سحر : ماني متجهزة وماني منتظرة قبل لا تقولين لي وش عندك ناطة علي فجأة ورابشتني معك يا ام الربشة
مشاعل وشكلها منقهرة : وش اسوي .. بندر بنفسه عازمك ..
سحر استغربت : عازمني..؟.. ليش؟
مشاعل : وش يدريني ..يقول تبون تطلعون اعزموا سحر انتوا مملين ...شفتي القهر احنا صايرين مملين وانتي بالنسبة له مو مملة
سحر حمر وجهها : اعتذري منه مابي اطلع روحوا براحتكم
مشاعل : قلت له انك بتعتذرين بس هو مصر..
سحر : ياربي اخوك هذا دايم يحجر علي.. يحب يتأمر علي
مشاعل تمزح : هههههههههه والمشكلة انك ما تقدرين تعاندينه
سحر : لأني اذا عاندته بيعاندي .. الحين انتوا وهو وشادن بتطلعون انا بجي وش بضيف لكم
مشاعل : مدري عنه..هو ما يعجبه المكان من غيرك يختي يحبك
شبت سحر بقهررر : الحب موجود اكيد ياغبية ..بس مو ذاك الحب اللي في بالك حب أخوي كم مرة قلت لك
مشاعل ببرود : طيب يا أخوي ..هذانا بنطلع شوي ونكون عندك... باي

قفلت وسحر رفعت راسها لبيان : بيان تبين تطلعين معي ؟؟
بيان : وين بتروحين ؟
سحر : بروح مع بنات عمي لمكان..
بيان وهي ترجع لرسمها : ومشاعل فيه ؟؟
سحر بابتسامة : ايه فيه... ليش ماتبين تروحين عشان مشاعل..
بيان : مابي اروح
سحر وهي تنزل من السرير وتسحب اختها : روحي البسي اكيد بنروح مكان حلو ... وما عليك من مشاعل تقدرين تقهرينها مثل ما تقهرك..
ماعارضت بيان طلعت وسحر راحت تلبس... وبعد عشر دقايق كانت سيارة بندر عند بوابة البيت

طلعت سحر وهي ماسكة يد اختها ، الا مشاعل فاتحة الشباك وتتحلطم : سحور ليش جايبه البزر هاه؟؟
سحر سفهتها وبيان طلعــت لسااانها لها ..
مشاعل : جعل لسانك القطع قولي آمين..
سحر شهقت : وجع يا حماااارة شفيك على اختي
مشاعل : رجعيها داخل .. ناقصين مبزره احنا..

سمعوا بندر يتكلم وشادن تضحك جنبه : مبزرة عن مبزرة تفرق.. مو مثل مبزرتك يا مشاعل طالعه الطول طول نخله والعقل عقل صخلة الحمدلله والشكر
مشاعل وهي فاتحه عيونها : وش قلللللللت ؟؟... انا بزر !!!!!
بندر مارد فتح شباك شادن الجالسه جنبه وغمز لبيان اللي كانت لابسه برمودا أبيض وبلوزه سماويه كت، ابتسمت له بيان وسحر ابتسمت عشان اختها ..

ركبت سحر بالنص وخلت بيان عند الباب عشان تبعد مشاعل عنها..

مشاعل : وين بتودينا بندوره ؟؟.. لازم بعد كل كذا نروح مكان كوفي حلوو .. تبي ذوقي بقولك عن كوفي حلو..
بندر : ما نبي ذوقك..بروح للمكان اللي يعجبني وانتي عليك تنطمين وتحمدين ربك..
مشاعل : ايه عاد نبي مكان حلووو .. لا أوصيك..
بندر وهو يرفع عينه لبيان : بيان وين تبين نروح ؟؟
بيان : على كيفك..!
ضحك عليها : هذي والله الذووووق..مو مثل الصخلة اللي وراي..
مشاعل شبت وما علقت لأنها لو بتتكلم بتصير حريقة بالسيارة ..

بندر وهو يلتف لشادن : وانتي شادن في بالك مكان ؟؟
شادن وهي ما تفرق معها اصلا : اللي تبي ..بالنسبة لي ما تفرق أهم شي ان احنا نطلع..
بندر : وانتي سحر؟؟
سحر : انا مثلهم مافي بالي مكان...
بندر ابتسم لبيان : بيان بوديك مكاان حلوو ..
بيان استانست : وين ؟؟
بندر : سبرااااااايز ...

بعد ثلث ساعة وزحمة شوارع يوم الخميس... كان بندر ماخذهم لمكان مو عارفينه على قوله سبرايز ، شوي ووقف السيارة قدام محل كبير..

تلفتت مشاعل يمين ويسار وأخيرا رفعت عينها للوحة..انقلب وجهها ألوااااااان وصرخت : يااااااع يع يع يع..
بندر طالعها بالمراية وهو رافع حاجب : عاجبك اهلا وسهلا مو عاجبك طقي راسك بالازفلت مو بالجدار..
مشاعل وهي ودها تصيح : انت وش ناوي عليه ..ياخي قلت لك انا ماحب الحيواانات أكرهها ياخي ارحمني راعوا مشاعري
بندر : والله انا ماشوف لخوفك مبرر الا دلع ماصل ماله آخر..( التفت لبيان ).. بيان وش تبين أرنب ولا صوص ؟؟
بيان وهي مو مستوعبة شي : هااه ؟؟

نزل بندر مبتسم وشادن نزلت معه..وبعدها بيان ووراها سحر.. ومشاعل داااخل السيارة تتحلطم ماتبي تنزل لكنها يوم شافتهم يروحون مو معبرينها ، استسلمت ونزلت وراهم ...

كان المحل بارد كبييييير مرة والأقفاص كثيرة، تقدر تسمع اصوات مختلف الحيوانات..
بيان من طاحت عينها على قفص صوص ملون ركضت له وهي تضحك : الله ! صووووووووص !
راح لها بندر وهو يضحك : يشبهون لك تدرين..
بيان مسكت وجهها بخوف : صدق ؟؟؟
بندر وهو يحط يده على راسها : ههههههههههههه أقصد انهم حلوين زيك..
رجعت بيان تتأمل الأعداد الهائلة من الصوص الملون المجموع بقفص واحد ...وشافت واحد من الصوص ينقر بثاني..
بيان بشفقة : يا حرام !!
سحر وهي توقف ورا اختها : تعالي هناك فيه ببغاوات..مو دايم تقولين تبين تشوفين ببغاوات حقيقية..
بيان بلهفة : وينهم ؟؟
سحر وهي تأشر : هناااك...

ركضت بيان لجهتهم وسحر راحت وراها تراقبها لأن هالإخت دايم تحت مسؤوليتها معظم الأوقات ومثل هالاوقات .. وبندر راح لجهة خواته وين ماكانت شادن واقفه تتفرج ومشاعل متعلقة بذراعها ..
بندر : وش قاعدين تناظرون ؟؟
شادن : حيايا ..
بندر بنبرة يبي يستفز الخوافة اللي جنبه : الله ..عشقي ..
مشاعل : عشقك مالت على عشقك..ماعرفت تحب يوم حبيت !!
شادن : بندر هالحية تشبه مشاعل حبيبتك ولا ؟؟؟
مشاعل : جعلها الموت.. كم مرة قلت لا تسمونها مشاعل صرت أكره أسمي بسبتها..

راحوا يتمشوون ويتفرجون ، ومن جهه ثانية كانت بيان واقفة مبهوتة وهي تناظر ببغاء ملون وحجمه جدا كبير ويجيب الرهبة..
بيان : يتكلم ؟؟
فجأة سمعوا صوت يعيد الكلام : "يتكلم"
بيان ارتااااعت ولزقت باختها : مامااااا... كيف يتكلم..
قلدها الببغاء : مامااا.. كيف يتكلم
طارت عيون بيان بالنسبة لها أول مرة تشوف ببغاء يتكلم..
ضحكت سحر عليها : لمتى بتجلسين تناظرينه ؟؟.. تعالي في سمك هناك ..

التفتت بيان وشافت حوووض كبير مليان اسماك زينة ملونة ..روعة !..ركضت لهناك وهي تلزق وجهها بالحوض وتراقب هالكائنات الصغيرة..
بيان : نقدر ناكلها ؟؟؟؟؟
سحر : هههههههههههههههههههههههههه يا حلوك لا ما تنوكل..هذا للزينة تحطينها في البيت للزينة.. تذكرين بيتنا اللي كان بروسيا ؟ كان عندنا واحد مثله
بيان كانت صغيرة فما قدرت تتذكر..
سحر : اووه ولا انتي كنت صغيرة..كان عندنا حوض يشبه هالحوض بس أصغر وفيه سمك مثل هذا..
بيان : أبي واحد مثله ..
سحر : تعالي نتفرج اول يمكن تلاقين لك شي يعجبك غيره..

جنب السمك شافوا سلاحف صغيرة ..
بيان : كتكووووتة !!
سحر : ههههههههههه مثلك... ما تعجبني انا
بيان : ليش شكلها حلووو..

مروا بحيوانات كثيرة .. سناجب ، و أرانب ، وطيور بأنواع مختلفة ،، بيان وسحر كان لهم جوهم وخصوصا سحر رجعت طفلة مثل بيان ، بتعابير وجهها بدهشتها بتعلقاتهم مع بعض...

شادن ومشاعل من جهة كانوا لحالهم .. شادن عكس مشاعل كانت مستمتعة بوقتها وتعلق بمرح ..
مشاعل : خلونا نطلع ترانا خذنا وقتنا بزيادة..
شادن : أي خذنا وقتنا مالنا ثلث ساعة داخلين..
مشاعل : ايه تكفي...( وهي تناظر بكلب من النوع اللي ما تشوفهم بغير الافلام.. ومسكت بذراع شادن ).. يمه شوفي شلون يناظرني..احسه بيطلع علينا
شادن بسخرية: يطلع من وين بالله..جوا قفص مارح ياكلك يا خوافة ..

تلفتت مشاعل يمين ويسار : وينه بندر اختفى ؟؟
شادن : اكيد يتفرج على راحته..( بقصـد عشان تخوفها )..ويمكن راح يشتري له ثعبان ثاني ..
بلمت مشاعل وما قدرت تجلسة من الخوف ..على جثتتتتي ياخذ له ثعبان ثاني ، ثعبان واحد ويالله متحملينه بعد بيغثني بثاني..
راحت بسرعة تدور بندر وشادن تناديها : تعالي امزح يا خبلة..

ما سمعتها راحت لجهة الرفوف اللي تشيل أدوات خاصة للحيوانات واطعمتها الخاصة المتنوعة ، صارت تدخل سيب وتطلع من سيب تدور بندر ..قابلها ولد شايل بيده كائن صغير مرة ، ما تدري هل هو فار ولا سنجاب ما سمحت لنفسها تناظر..الولد شكله من النوع النحيس، حس بخوفها وهي تمر من جنبه ، فـ رفع يده ناحيتها كأنه بيحطه عليه : بووو!!

انكمشت وكتمت صرختها ، وبشكل لا أرادي ضربت يده تبعدها عنها ، الشي اللي خلا الحيوان يطيح بالأرض ويمشي عند رجولها.. بغت تموووت
الولد عصب : وش سوووووويتي ؟؟
مشاعل ووجهها احمر وهي تنتفض من الخوف ماتبي تصرخ وتسوي فضيحة بالمحل... اختفى الحيوان ما تدري وين راح شكله دخل تحت وحدة من الرفوف.. طالعت بالولد له عين بعد يعصب ، مسكته من اذنه شوي وتقطعها : عجبتك حركتك يا حمار.. ان شالله يموت وما تلاقيه عشان تعرف كيف تستخف دمك مرة ثانية ..
دفته بعيد عنها من القهر وطاح بالأرض.. قام من طيحته وهو حاقد عليها : طيب خليني ألاقيه تحسبيني بسكت...
مشاعل : انقلع لا تروح لأهلك جثة ..
راح يدور على حيوانه ومشاعل تلفتت حولها صارت موسوسة ،، تتخيل أي شي ممكن يطلع له من تحت هالرفوف ..

طلعت من الرفووف بسرعة وهي تتنفس هالمحل كله رعب !! ، كله من بندووره هالنحيس دايم يحب يسوي الشي اللي يزعجني.. لمحت شادن من بعيد عند قسم الطيور وشكلها مسرحة ومبتسمة ..واضح انها مستانسة على عكسها
سمعت صوت ضحك بيان الطفولي عاااالي ومعه صوت سحر ..حتى بيان وسحر مستانسين ليش ما استانس زيهم ؟؟

راحت تدور مكان الصوت ..خذت اللفة يمين وتجمدت خطواتها وهي تشوف بندر واقف بعيد عن سحر وبيان اللي مو حاسين فيه ويراقبهم وهو مبتسم.. ابتسامة ونظرات غير عن المعتاد..كلها دفى!
ما استوعبت مشاعل شي.. نقلت نظرها ما بين بندر وسحر مرة ، ومابين بندر وبيان مرة !!... يا ناس فيه شي غريب بالموضوع...

ما تحركت لا خطوة قدام ، ولا خطوة ورا.. بمكانها واقفة من غير حراك..
بندر مو طبيعي ولا هي تتخيل !! ..طال الوقت وعيونه ما فارقت بيان وسحر.. ولاحظت انه يبتسم كل ماسمع ضحكة سحر.. وعيونه تروح وين ما راحت سحر...
مستحيــل!!.... بندر ؟.. وسحر ؟
مستحيل يا بندر ... انت ما تقدر تحب سحر ؟.. انتبه لقلبك ياخوي ...

آخر شي كانت تتوقعه ان بندر يكن لسحر مشاعر خاصة..، ماتبي تصدق بس حال بندر الحين صفعها بقسوة..
شافت بيان تنتبه لبندر وتناديـه : بندررر تعاااال شوف هالأرنب الأبيض..
التفتت سحر لمكان بندر شافته يبتسم ويجي : وش لونه ؟؟
بيان : أبيض..
وقف بندر جنب بيان ، وسحر لاحظت مشاعل واقفة بجموود غريب ، وراحت تشوفها : مشاعل شفيك ؟؟
مشاعل وعيونها على بندر مو مستوعبة للحين : م.. مافيني شي..
سحر احتارت : شفيك شايفه شي..
مشاعل وقلبها يعورها على أخوها.. لأنها تعرف ان قلب سحر لمحمد الحين..مو لبندر..
واللي يعور انهم كلهم اخوانها ، واللي يبدو لها ان اثنينهم يكنون لها مشاعر خاصة..
طالعت بعيون سحر بألم ...ليش انتي يا سحر ؟؟... ليش انتي بالذات ؟؟

سحر استغربت هالنظرات : ليش تطالعيني كذا ..
مشاعل مو قادرة تسيطر على الألم .. مسكت ذراع سحر وضغطت عليها وهي تسحبها..
سحر : شفيك ؟؟
مشاعل وهي تكلم نفسها : مستحيل آخر شي كنت اتوقعه ..ما يصير يا سحر ما يصير هالشي ابد !
سحر وهي مو فاهمه : ايش اللي ما يصير..مشاعل شفيك ؟
وقفت مشاعل وهي تاخذ نفس : مافيني شي... تعالي خلينا نشوف شادن وين راحت..

راحوا ومشاعل تفكر بهالموضوع المفاجئ... يارب تكون تتخيل يارب ما يكون صدق...
ماقدرت تتكلم وتقول لسحر لأنها مو مستوعبة شي.. ويمكن تكون تتخيل وكبرت الموضوع... الموضوع مو بهالسهولة ينتصدق وسحر اكيد اذا سمعتها بتجلس تضحك ، خصوصا انها دايم تعلق انهم يحبون بعض على سبيل المزح ، ما توقعت بيوم ان هذا بيتحول لحقيقة.. من ناحية بندر عالأقل!!!!


بعد ساعة مرت سريعة كان بندر واقف يحاسب وبيان جنبه ماسكه حوض صغير فيه بعض اسماك الزينة من اختيارها هي شخصيا..
عقب ما حاسب وخلص التفت للبنات اللي كانوا واقفين عند ببغاء ملون يتفرجون ويعلقون بضحك لأنه كان يكرر كلامهم بغبـاء..
ناداهم : يلله ..

صدوا له وطلعوا وراه..وبيان تمشي جنبه مستانسة بهالحوض اللي يشيل ثلاث سمكات ملونة صغار ،وهو شايل لها كيس الاكل الخاص لهم...
ركبوا السيارة وأول ما تحركوا سأل : تبون قهوة ؟؟
مشاعل ماااا صدقت : ايه الله يخليك راسي عورني من هالمناظر البشعة..
ابتسـم : بنراضيك هالمرة..
بادلته الابتسامة ونست السالفة..لأن بندر شكله رجع لطبيعته وسواليفه المعروفة.. مو ظاهر عليه انه يحب سحر أو هو عرف يخبي هالشي؟؟؟؟؟

راحوا لستاربكس ..وعشان تاخذ سحر راحتها اكثر انفصلوا ، بندر جلس مع بيان على طاولة، وشادن ومشاعل وسحر جنبهم على طاولة ثانية..
طول وقتهم كانوا يستمعون لسواليف بيان مع بندر... كانوا يموتون ضحك وخصوصا بندر اللي كان يسولف مثل الأطفال ، الا بالعكس كان اكثر طفولة بطريقته...

سحر وهي تلتفت لشادن اللي تاكل من التشيز كيك : هههههههههههههه بندر هذا ولا مين ؟؟
شادن : هههههه يعرف يندمج مع الكبير والصغير..

سمعوا صوت بندر من الطاولة المجاورة : ما اسمع لكم حس.. اشوى اني جلست مع بيان صراحة تونس مو مثلكم مملين مالكم صوت..!

بيان وهي فرحانة من هالمديح : هههههههههههههههه..
بندر : بيان تحبيني ؟؟
بيان ببراءة : ايه...
بندر : والله ؟؟
بيان بعذووبة صوتها : ايه احبك..
بندر وهو يمثل الموت : الله يا حلوها بصوتك... قوليها تكفين ثانية..
بيان ببراءة مو مستوعبة : وشو..؟
سحر عصبت : لو سمحت اختي بريئة للحين لا تعلمها..
بندر ابتسم وهو يسمع صوتها : وش اسوي فيني فراغ عاطفة..خواتي المتحجرات محد منهم قالي احبك وانا اخوهم ...
سحر : وتخلي اختي البريئة تقولها.. ( طالعت مشاعل بحنق ).. مشاعل قولي له احبك
بندر : ههههههههههه ..بيان قوليها ثانية
سحر : بيان تعاااالي عندي...
سمعته يضحك : خايفة عليها ؟؟
طنشته ونادتها : بيااان تعالي عندي وخليه لحاله..عز الله خربت الافكار..
بيان ببراءة : ليش انا أحبه... انتي ما تحبينه يا سحر؟؟؟؟؟

ابتسم ابتسامة وسيعة من ردها.. وسحر سكتت ما ردت وش بتقول ،..
بندر كالعادة يحب يحجر عليها : ردي ليش ساكتة ؟؟..وحدة من الثنتين يا تحبين يا تكرهين ..؟
سحر انقهرت تحجيراته دايم قوية : ما يحتاج اقول جوابي واضح..
بندر : لا مو واضح... وضحي
بيان : تكرهينه يا سحر ؟؟
بندر : ردي عليها ..فهميها لا تاخذ فكرة غلط..
سحر : بيان تعالي عندي..ولا تراني مرة ثانية ما أطلعك..
بندر : ردي عالسؤال من غير هروب..

اففففف منك .. أكره هالشي فيك تحب تحرج ..
شادن : بندر ارحم البنت وش هالسؤال يـالغبي؟؟
بندر : هههههه ليش حمر وجهها ؟؟
شادن وهي تناظر وجه سحر : هههههههههههه تقدر تقول !!
سحر عطت شادن كوع في بطنها : يالحقيرة.. بيان تبين تعرفين تعالي بقولك بإذنك مابي أحد يسمع..
بندر : هههههههههههههه.. ( يكلم بيان ) ..روحي لها وتعالي قولي لي...
سحر ارتفع ضغطها.. دخلت عليهم بيان مبتسمة وقربت من اختها : يلله قولي لي
سحر : اجلسي عندي..
بيان : لا بروح عند بندر..
سحر : اقولك عيب البنات كلهم هنا..اجلسي مع البنات لا تجلسين مع الرجال..

سمعت بندر يعلق : بتفهمينها اني غريب يعني؟؟
سفهته ماردت عليه : اجلسي هنا وبطلب لك التشيز كيك اللي تحبين
بيان : بندر طلب لي التشيز كيك وكليته..
سحر : المهم اجلسي وبعطيك اللي تبين بس لا تروحين عنده يخوف ..
بندر : ههههههههههههه الله يسامحك يا بنت عمي .. آخرتها تشوفيني غريب ومامني أمان..

ماردت عليه ، وبالغصب خلت بيان تجلس عندها وطلبت لها كيك ثاني مع عصير يسكتها..

بعد ربـع ساعــة قامت شادن من مكانها وراحت عشان تجلس مع اخوها على طاولته.. بعدت الستارة شوي ودخلت عليه شافته مسند راسه عالجدار ومغمض عيونه ..ابتسمت بحنية وجلست قباله ونادته : بندر..!!
مارد عليها نادته مرة ثانية باستغراب : بندوره نايم..؟؟
فتح عيونه بصعوبة وطاحت على وجهها ، ورجع غمضها من جديد..
شادن : شفيك؟؟ اجل تركتك بيان وماصدقت تنوم هههههه ؟؟
بندر : لا بس ما نمت البارحة زين..
شادن بعطف : ليش حبيبي !! اجل تطلع وتاخذنا وانت عارف ان مشاورينا تتعب.. كان أجلتها ليوم ثاني مو ضروري اليوم..
بندر : لا ما هانت علي مشاعل متصله تترجاني وهي تشكي.. قلت اسكتها بمشوار عشان ما يكون لها علي حق بعدين..
شادن : هههههه انت عارف مشاعل شلون ما يشبعها شي..اذا تعبان خلنا نرجع للبيت.. وجهك أصفر
بندر : خلصتوا ؟؟
شادن : مخلصين من زمان ..بس ننتظرك تقول يلله..
بندر : انا انتظركم تقولون يلله..
شادن : ههههههههههه انت تعرف البنات مارح يملون لو يجلسون لبكرة ..قوم قلبي خلنا نرجع..

قام وطلع ، وشادن دخلت عالبنات ونادتهم
مشاعل : بدري ؟؟.. الساعة 9 لسا عالرجعة ..
شادن : بندر شكله مرهق جلستنا وهو تعبان مالها فايدة
سحر : سلامته شفيه ؟؟
شادن : يقول ما نام زين..خلاص يا مشاعل طلعة وحصلتيها وقهوة وشربتيها... بندر ينتظر خلونا نطلع..

طلعوا مع بعض وركبوا السيارة ..وهم راجعين خذاهم بندر لطريق غير عن طريقهم ،، ماعرفوا وين رايح بس سحر حست انها عرفت وين رايح..
سحر بقلق : بندر سلامات ؟؟
ابتسم لها بالمراية لأنه حس انها عرفت : الله يسلمك ..
مشاعل : وش السالفة على وين رايح بندر..؟
بندر : المستشفى ..
مشاعل بخوف : ليش لهالدرجة ما تقدر تتحمل...
بندر : لا مافي شي كبير..تدرين ان معي فقر دم والفيتامينات اللي عندي خلصت امس..ومابي اخذ جديدة من غير تشخيص..

دخلوا بوابة المستشفى ووقف بندر السيارة ، ويوم نزل التفت لهم : شوي وراجع مارح اتأخر..
شادن بعطف يجاري عطف الأم أحيانا : خذ وقتك بندر .. بننتظر لو ساعتين ما ورانا شي
ابتسم بندر لهالانسانة اللي مافي مثلها بالوجود .. انسانة راقية عطوفة بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. قال بكلمات واضحة مو قادر يخفيها : نفسي يوم اشوفك قاسية..
انقلب وجه شادن مو فاهمه..حتى سحر ومشاعل ما فهموا .. وبندر كمل بابتسامة وهو ماسك الباب : ما ادري اذا عمر يستاهلك بحق ولا لا....هو فيه أحد يستاهلك يا شادن ؟؟؟
احمررر وجهها من طاريه ، وبندر من رمى هالكلمتين سكر الباب وراح داخل المستشفى... حطت شادن يدها على صدرها من طاري هالاسم... له تأثيييير عجيب عليها
مشاعل : يا حبي له بندوره.. اذا صار حنون مافي مثله يصير..
سحر طالعت شادن وشافتها ساكتة ومنزله راسها..شادن من جهة سررحت والظاهر انها بدت تفكر في عمر..

مر عشر دقايق ومشاعل تتأمل بالمستشفى ، سألت بابتسامة : اذا ما غلطت يا سحر هذا هو المستشفى اللي يشتغل فيه خالد !؟
سحر بابتسامة : ايوه هو..
لانت ملامح مشاعل ، وفجأة فتحت الباب ونزلت ..
سحر : وين رايحة يا خبلة ؟؟
مشاعل : ودي ادخل اشوف المستشفى من داخل... ومرة وحدة تسلمين على خالد..
سحر : وقت شغل الحين مو فاضي لنا يسلم... تلقينه في غرفة العمليات ولا معه مواعيد مع المرضى..
مشاعل ما اهتمت مدت يدها وسحبت سحر : تعااالي اقولك ..
شادن من قدام : مشاعل على وين ان شالله..؟
مشاعل وزااادت حماس : دقااايق وراجعين مارح نتأخر.. خلي بيان عندك أوكي؟؟؟
وسكرت الباب بقوة وسحبت سحر معها .. دخلوا المستشفى ، كان راقي بصراااحة وبااارد ...
مشاعل : اجل دكتور حياااتي يشتغل بهالمكااان الراقي... اكيد الراقي للراقي واللي مثله هذا مكانه << تكلم نفسها..

بندر طلع من المصعد للدور الثاني ومشى لين وصل لوحدة من الأبواب المسكرة.. دقه بهدووء وفتحه ،وطل براسه وشافه منزل راسه يقرا بوحدة من الملفات...

بندر : سلام يا دكتور ..!
رفع خالد راسه وابتسم بحلااوة : بندر! هلااا والله ...
قرب بندر وجلس عالكرسي .. وخالد بخبرة الطبيب لاحظ ان وجهه مو طبيعي : بندر ؟... شكلك مو طبيعي ؟
بندر بابتسامة عذبة : ما يفوت عليك..
خالد : اكيد انت ناسي اني دكتور..اعرف ان فيك شي من نظرة وحدة..
بندر : ابد يا ولد عمي .. ابي تشخص لي أدوية لفقر الدم..
خالد وهو يسكر الملف وباهتمام : والأدوية والفيتامينات اللي عندك ؟
بندر : الفيتامينات انتهت.. وآخر موعد مع الدكتور حقي يقول ان كريات الدم عندي ارتفعت وتحسنت عن اول .. بس اليوم حاس اني تعبان..
خالد : يعني تبيني أكشف عليك ؟
بندر : انت دكتور وأخبر..
خالد : ما نمت البارحة ؟؟
بندر : تبي الصراحة خذيت لي كم ساعة نوم... بس اضطريت ارجع للبيت لأن خواتي كانوا يبوني.. فقطعت نومي وجيتهم..
خالد بضيق : انت وش حادك جالس لحالك هناك محد حولك.. خلك مع اهلك لو صار لك شي يكونون جنبك
بندر : لا تكبر الموضوع كلها فقر دم وانا مداوم على ادويتي والحمدلله.. وآخر موعد مع دكتوري قالي اني متحسن بكثير ونسبة كريات الدم مرتفعة بشكل كبير..
خالد : الحمدلله.. ليش جيتني اليوم وانت عندك دكتورك اللي يعرف تفاصيل حالتك
بندر : يقولون ما خاب من استشار... وانت ولد عمي ومارح يضر لو خذيت العلم منك... ومرة وحدة اجي اسلم عليك
ابتسم خالد وقام واقف وهو يحط السماعات حول رقبته : الله يعيني عليك لا قمت تتدلع.. قم اشوف عالسرير بكشف عليك بس مو ببلاااش ها ...
بندر : هههههههههه الله يخسك ليش اجل ولد عمي .. ولد عمي عالفاضي..
خالد : وبعد المستشفى يا حبيبي مو ملكي.. اذا صار لي ذيك الساعة ابشر..
بندر وهو يقوم للسرير : هههههههههههههه اوكي لا تخاف حقك بيوصلك ..


مشاعل وسحر واقفين تحت عند الريسبشن بحيرة.. مشاعل بدت تتأمل وجوه الدكاترة اللي يمرون عليها وأي واحد لابس البالطو الأبيض.. تتفرس فيهم واحد واحد لعل وعسى يكون خالد واحد منهم...
مشاعل بعد احباط لأنها ما لمحت خالد : سحور روحي اسأل عنه ..حرام أوصل لهنا وما اشوفه..
سحر : مشاعل اندفاعك كذا بيتعبك.. خفي على نفسك الله يخليك انتي اللي بالنهاية بتتعورين
مشاعل وهي مو راضية تسمع أي كلمة من هذي ، وبضيق : كم مرة قلت لك لا تعيدين هالكلام... ما اقدر يا سحر خالد ماخذني من أولي لآخري ..
سحر : انتي اللي معطيه لعواطفك الحرية انها تسترسل ..مو كابحتها
مشاعل : لو اكبحها خالد مارح يعرف ..بس كذا يخليه يعرف وما اروح من باله ويكون عنده خبر انه يهمني..
( وهي تشوف سستر توقف عند الريسبشن تتكلم ).. روحي ارطني على هذي اسأليها عن خالد..
استسلمت سحر وراحت للريسبشن : اكسكيووز مي !
التفتت لها السستر : يس..
سحر : can you tell me where Dr.Khaled is ?
السستر ابتسمت حتى الموظفة اللي ورا الريسبشن ابتسمت..الظااهر خاالد له مكانة وتقدير عندهم ..
السستر : in the second floor.. room n# 15
انشرحت مشاعل والتفتت لسحر : تقول بالغرفة رقم 15
سحر : ايه في الطابق الثاني..


في مكتب الدكتور خالد..
فتحت السيستر الستارة ونزل بندر من السرير.. وخالد راح لمكتبه وجلس وهو يطلع قلمه : كل شي فيك طبيعي لو التعب اللي فيك بسبب فقر الدم كان نبضات القلب مو طبيعية .. لكن الضغط طبيعي ، دقات القلب طبيعية ...اظن ان اللي فيك ارهاق روح للبيت الحين وكل لك ملعقة عسل وحط راسك ونم ومايكون فيك الا كل عافية..
بندر : ما احتاج لفحص الدم..
خالد : لا..اذا تبي جب لي نتايج فحوصاتك الأخيرة أشوفها... الحين خذ لك هالفيتامينات واستمر عالادوية اللي عطاها لك دكتورك.. ولا تصير موسوس مافيك شي
بندر : هههههههههههههههه ادري ما فيني شي... بس تدري ما جيت اليوم الا اني مشتاق لك..
خالد طالعه بنظرة : المهم مثل ما قلت لك استمر عالفيتامينات اذا تبي تسترد صحتك ويروح فقر الدم..
بندر : ان شالله يا دكتوووور ..

قام بندر وطلع وراح للمصاعد وضغط عليها .. فتح المصعد ودخل ، بالوقت اللي طلعوا فيه سحر ومشاعل من المصعد اللي جنبه ..
مشاعل : روم 15.. روم 15 .. روم15 ..
راحوا للجهة المعاكسة .. مشاعل وهي تقرا : غرفة 17.. غرفة 18... غرفة 19 .. غرفة 20
تنطق بكل رقم وهي تتلفت يمين ويسار...
سحر : مو هنا.. شكل 15 من الجهة الثانية مشاعل...

التفتت مشاعل وتوهم بيمشون الا وقف قلبها وهي تشوف انسان لابس الأبيض يطلع من وحدة من الغرف وهو معطيهم قفاه ..!!.. يشبه خالد من ورا..!
سحر : مو كأنه خالد ؟؟
مشاعل : قلبي يقوله..
شافوه يروح قدام ، تمنت مشاعل لو يغير طريقه ويمشي ناحيتهم عالأقل تكحل عيونها من شوفته.. شافت وحدة من الدكتورات تطلع من وحدة من الغرف.. وتناديه باسمه : " دكتور خالد "
وقف خالد لها وهي قربت منه تبتسم .. شببببت مشااااعل خييييير مين هذي...

د.خالد : هلا دكتورة..

مشاعل أي شعور داخلها ما اقدر اوصفه.. شعور قاتل يعذب !! يسيطر على كل ذرة فيها .. الشي اللي يقهر اكثر شي هو قربها الشديد من خالد وابتسامتها القوية بوجهه ، وبنطلونها الضيق... خير يا عالم وين احنا فيه !!!
ودها تعرف وش يسولفون فيه ، ليش هالضحكات المتتالية ،، لا يكون خالد قاعد ينكت...!

سحر حست بعصبية مشاعل : مشاعل خلينا نرجع أكيد بندر راح للسيارة..
مشاعل : ماني رايحة قبل لا أفقع عيون هالوقحة..
سحر : الحمدلله وشو تفقعين عيونها.. هذي دكتورة وبينهم زمالة اكيد..
مشاعل : ليش تضحك بوجهه كذا..
سحر : من وشو غيرانة يا خبلة..خالد مو راعي هالحركات تعرفينه ..

طالت وقفتهم ومشاعل مو راضيه ترجع قبل لا تروح هالدكتورة وتفارق عنه.. بس طال وقوفهم والظاهر ان السوالف خذتهم ..
مشاعل بمثل هاللحظات تنسى عمرها وما يهمها شي.. قامت ونادته : خاااااااااالد...
خالد وهو يسمع للدكتورة عقد حواجبه والتفت لورا شاف بنتين واقفات شكلهم يطالعونه ، مشاعل دفت سحر قدامها وهي تهمس : روحي سوي نفسك انتي اللي ناديتيه..
سحر : وربي انك مجنونة ... ( رفعت عينها لأخوها ) .. خالــد...

خالد باستغراب : سحر؟؟؟
قربت سحر منه ومشاعل وراها عيونها عالدكتورة تفصفصها من فوق لتحت بنظرات نارية .. وخالد قرب منهم باستغراب : سحر؟؟
سحر : ايه.. شخبارك ؟
خالد مستغرب : بخير.. ليش جاية فيك شي... ( تذكر).. مريضة؟؟..
سحر : لا مافيني شي... بس مريت عشان اشوفك
خالد : تشوفيني ؟
سحر تلعثمت بأي مبرر الحين تبرر له.. واضح لها انه متضايق من جيتهم .. طبيعي الوقت وقت شغل مو فاضي لها : آآآ... تبي الصدق كنا جايين مع بندر ومرة وحدة قلت اجي اشوفك..
رفع خالد عينه وعرف ان هذي مشاعل : هلا مشاعل ..
مشاعل ابتسمت : هلا .. اخبارك دكتور خالد ..
خالد : تمام... بندر له وقت طالع من عندي..

جت الدكتوورة وسألت : معارفك يا دكتور ؟
خالد : ايه اختي سحر وبنت عمي مشاعل ..
الدكتورة : ما شاءالله ... يلله عقبال ما تصيرون دكتورات عندنا، بس بشطارة الدكتور خالد اكيد..
مشاعل وهي ودها تخفس عيونها ، ردت بجرأة من غير اهتمام بوجود خالد : ايه ان شالله.. مين مايبي يصير مثل الدكتور خالد...
خالد تنهد وفرك عيووونه من هالبنت العنيدة اللي قدامه ومن مغزى كلامها الخفي... لمتى يا مشاعل لمتى ؟؟
اما الدكتورة ضحكت : ههههههههههههه أوه أتاري يا دكتور المعجبات كثار..
مشاعل جت بترد ولأن خالد عارف لسانها وتصرفاتها اللا مسؤولة قاطعها : مشاعل بس...روحوا الحين بندر اكيد ينتظركم...
سحر عرفت ان خالد منزعج فالتفتت لمشاعل : خلينا نطلع ..
مشاعل طالعت خالد اللي كان صاد عنها .. واستدارت رايحة، والتفتت لسحر وهي تمشي وقالت بصوت مسموع عشان يسمعه خالد : هذا اللي تقولين وقت شغل وهو داق سوالف مع هالاشكال..
سحر بعصبية : اووص لا يسمعك ..
مشاعل : خليه يسمع.. عاجبته يعني هالاشكال ما يخاف اهله ياخذون عنه فكرة غلط اذا شافوه يضحك ويسولف مع هالاشكال الواطية

خالد من ورا كان يسمع وهو مغمض عيونه بحلم ، كلامها أحرجه قدام الدكتورة..
اما الدكتورة تضحك عاااادي : هههههههههههه اوه يا دكتور لا يكون البنت تغار..
خالد ابتسم يلطف الجو : هالبنت طايشة يا دكتورة لا تاخذين في بالك..
سمعتهم مشاعل وصدت بترد .. فيها عصبية ، البراكين داخلها ثايرة ..لكن سحر ما سمحت لها سحبتها وهي تصر على اسنانها : مشيعل بسسسسسس.. ترا خالد للحين وماسك أعصابه..

خالد التفت للدكتورة : عن اذنك...

التفتت سحر ورا شافت خالد يرجع لمكتبه بعد ما عطاها نظرة صنمتها .. رجعت لمشاعل مفولة : يا حمارة خالد معصب..
مشاعل : يعصب بالطقاق.. أجل ما يخاف على سمعته ..
سحر : مشييعل انتي عارفه انه المستشفيات مليانة بهالناس.. وكونه يكلم دكتورة مافيها شي زميلته بالمستشفى احتكاكهم مع بعض شي طبيعي ..
مشاعل بقهر : يتكلم ويناقش اوكي لكنه يضحك وينكت مع هالاشكال...
سحر : اقووول مشيعل اذا تبين خالد لازم تتقبلين حاله.. ولا عمرك ما بتحصلينه

طلعوا من المصعد الا شافوا بندر واقف عند البوابة ويطالعهم معصب ..
بندر : خير ان شالله انا انزل وانتوا تطلعون فوق .. وين ذالفين؟؟
مشاعل بلا مبالاة .. بعذرها الصورة اللي شافتها فوق راسخة في بالها : كنا خايفين عليك لحقناك نبي نعرف وش فيك..
بندر : يلله قدامي .. لو متأخرين دقيقة كان رحت..

×××

بطريــق الرجعة ولأن زحمة الرياض بيوم الخميس لا توصف.. هدا الجوو في السيارة وسكن.. بيان حطت راسها على رجل سحر وناااامت.. ومشاعل شكلها تعبت بعد حطت راسها على النافذة وشكلها غافية.. سحر اسندت راسها للمسند وراها وما تسمع غير صوت شادن تسولف مع بندر... صارت الساعة 11 ..

أخيرا وصلوا لبيت ابو خالد ..وهناك شافت سحر من بعيد سيارة غريبة وانسان غريب واقف عند الباب..

تركي التفت للسيارة وهي توقف عند البوابة،،
صحّت سحر بيان وعطتها حوض السمك ونزلوا... شافته يلتفت لها لحظة ويرجع يدق الجرس ..على انها ما تعرف ملامحه الا انها عرفت انه هو نفسه اللي شافته عند الشركة قبل اسبوع..

سحر وهي ماسكة يد اختها الصغيرة : نعم..؟
تركي وهو يطالع باب البيت العريييض : أبي ابو خالد..هو طالب يشوفني ..

سحر طالعته من فوق لتحت بسرعة.. ما تدري وش شعورها هاللحظة رجع احساس الغرابة يعتليها الرجال شكله أكثر فقر من ما تصورت !، حتى بالليل كان لابس نفس الكاب اللي كان لابسه ذاك اليوم ..وهيئته تبعث عالعطف.. بس ليش تحس ان فيه شي يناااقض هالذل والبسااطة..!
ملامح وجهه مو واضحه رغم الإضاءة القوية بهالحي الا ان الكاب كان راسم ظلااال على وجهه... فضوول في سحر ودها تعرفه.. مرتين شافته لكنها للحين ما قدرت تميز ملامحه..

سحر : تبي منه شي؟؟
تركي وهو يطالع في بيان اللي كانت نعسانة ومايلة بوقفتها على اختها : هو اللي يبيني ..
سحر وجتها الفرصة عشان تعرف اسمه : مين أقوله ...
رفع عينه لها بنظرة شمووخ ما يقدر يخفيه ، ونطق حروف الاسم بثبات ووضووح : ولـيـد..!
رسخ الاسم في بالها على طول وكررته.. "وليـد ؟؟"...أول مرة تسمع بهالاسم يشتغل عند ابوها
تركي يوم لاحظ انها طولت بوقفتها .. قال بهدوء : بتطلبينه لي ولا أرجع..؟
سحر استوعبت وتحركت للبوابة : ما عندك تلفون ؟..اتصل عليه أهون من انك تنتظره
تركي وشكله قرفاااان يبي يرتااح طول النهار وهو يلف : هي كلمة ورد غطاها.. بتنادينه ولا اروح اشوف شغلي...

رفعت حاجب وش هالنفس المعفنة !! ناظرته باستغراب هذا جزاي اللي ما أبيه ينتظر..
اسلوبه يأكد انه نفسه اللي اتصل فيها ذاك اليوم، من يحسبني هذا بأي حق يكلمني كذا.. اذا ما تعرفني ترا انا بنت ابو خالد ولي نعمتك يالمنتف !!!
استغربت من نفسه القرفااانة والواضح انها واصله لـ خشمه.. بس على طول عذرته وهي تشوف التعب واضح عليه وعلى هيئته : أنا اقصد عشان ما تتعب من الانتظار ..لأن الوالد الحين يمكن يكون نام
شافته يرفع يده ويناظر ساعته : خلاص اجل عطيه خبر اني مريت عليه..

وبكل بساطة التف حول سيارته وركبها واختفى من عينها ... غريبة أنواع البشر يا ناس..!!
من يكوون ؟؟؟؟
وليد ؟؟... أي بشر هذا اللي يشيل هالاسم ؟؟

بيان وتعبت من الوقوف : سحر ابي اناااام..
وعت من سرحانها ودخلت البيت.. ودت اختها لغرفتها عشان تنام وعقب ما لحفتها وغطتها طلعت لغرفتها عشان تغير ملابسها..
اخيرا عرفت اسمه .. هالانسان الغريب اللي مو معطي اعتبار لها انها بنت ابو خالد ، واضح عليه انه يحترم ابوها من مكالماته وطريقة سؤاله عنه..

قررت تسأل ابوها عنه بأقرب فرصة.. سؤااال واحد تبي تعرف جوابه !!
هالانسان البسيط اللي الفقر يشع من كل شي فيه .. وش جابه لأبوها...وش قصته؟؟.. فضولها يقول لها ان وراه قصـة ومو أي قصة...




يتبـــع..!!

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 10:45 PM

___________________
الجــــــزء 7 ...
___________________




ضحى يوم الجمعة ،، كانت سحر جالسة مع ابوها اللي بهالوقت كالعادة يتصفح الجريدة وفنجال القهوة العربية عالطاولة عنده.. اما هي معها كوب قهوة تركية وتفكر ودها تسأل ابوها عن السؤال اللي شاغل بالها ... وودها تشكي له فضاضة اخلاقه اللي لمستها منه فالتلفون ، وعند الشركة ، وأمس عند باب البيت ...
سحر : اقوووول ...!
ابوها وهو لابس نظارة القراءة ويقرا في مقال : اهمممم ..؟
سحر وهي تناظر بالقهوة الغامقة : انت عندك احد يشتغل اسمه وليد؟؟
رفع نظره لها باهتمام : وليد؟؟... إيه ليش السؤال ؟
سحر : لا مجرد فضووول... امس وانا راجعه مع بنات عمي شفته عند الباب يسأل عنك..
ابوها وهو شكله ناسي انه طالب وليد أمس يمر عليه .. والحين تذكر : أوووه وانا ابوك نسييييته راح من بالي !!... انا طالبه يجيني امس
سحر : شفته واقف ينتظر وسأل عنك قلت له اكيد نمت لأن الوقت تعدى وقت نومك..
ابو خالد : وعسى ما انتظر واجد ؟
سحر : مدري عنه يوم وصلت مبين عليه له فترة كان ينتظر... وأخلاقه زفت !!
استغرب من كلمتها وعاتبها : عيب وانا ابووك تتكلمين عن الرجال كذا..
بدت تفرغ حرتها : يبه منهو هالانسان اللي كل مرة اخلاقه واصله معه..
ابو خالد استغرب : كل مرة ؟؟... ليش انتي وين شفتيه ؟
ارتبكت : هااا... لا اقصد عن امس
ابو خالد : بالعكس وليد هذا ولد حلاااال تحطينه على يمناك.. واذا هو كان متنرفز امس فأنا بعذره لأني نسيته وخليته ينتظر...
سحر جتها الفرصة تسأل عن قصته : منهو وليد هذا طيب ؟؟ شكله غريب يبه يقول انه يعاااااني.. من متى وهو عندك ؟
ابو خالد : ماله كم اسبووع ..
سحر : ليش وش جابه عندك ؟؟
ابو خالد : الحاجة وانا ابوك... الولد يتيم ماله احد يبي يعين نفسه بنفسه .
سحر : ماله أهل ؟؟؟؟
ابو خالد : لا اللي اعرفه انه كان عند عمه والحين انفصل ويبي يشتغل... والظاهر ان الدنيا حرمته حتى دراسة سنعة ما درس.

انصدمممت من قلب.. هذيك العـزة اللي لمحتها تحت هيئة الذل اللي هو عليها .. معقولة يكون حتى دراسة ما نالها !!!
عورها قلبها وحبت تعرف عنها أكثر : وهو وش يشتغل الحين ؟؟ وشلون قادر يشتغل ؟
ابو خالد ابتسم وهو يتذكر جده وحرصه : لا ما شاء الله ... ذكـااء هالولد مو طبيعي ذكاءه بيغنيه عن الدراسة... تعلم اصول الشغل بسرعة انا ما توقعتها .. اهم شي انه يعرف القراءة والكتابة والباقي يتكفله الوقت يقدر يطور نفسه بنفسه..
سحر مبهورة : يبه كل هذا لاحظته عليه ؟؟؟
ابوها بابتسامة حنونة : ايه ابوك عنده نظرة ثاقبة ، نسيتي اني انا اللي اكتشفت مهارة ولد عمك محمد .. ووليد ان شالله بيتعلم أكثر مع الوقت وبتتغير ظروفه للأحسن... والولد صاااابر ويبي يتعلم ويتطور، شكله يبي يصير شي هالولد عيني عليه باردة.
سحر وحست ان ابوها مهتم كثير بوليد هذا : يبه شكلك مهتم فيه بزيادة..
ابوها ابتسم : صدقتي وانا ابوك.. مدري ليه الولد هذا دخل قلبي وحرك شي فيني ماااات من زمان.. ما ادري وش يجيني اذا طاحت عيني عليه.!
سحر : بس يبه انت متأكد من اخلاقه لأني أمس حسيت انه متعنفق ولا كأنه واحد بسيط يشتغل في أبسط وظيفة... يكلمني ولا كأني بنتك ..!!

ابوها ضحك عليها وما علق ..
وسحر كملت : يحترمني عالأقل... حسيته مو معطيني اهمية ..
ابوها وكمّل عليها : مين اللي يدفع له انا ولا انتي ههههههههههههههههههههه
انقهرت : يبببببببببببببببه !! لا بجد شكله يحترمك اما انا حاطني ورا ظهره..
ابوها : خلي عنك هالكلام اللي ماله فايدة.. الولد جدي في شغله يبي يطور من نفسه مهوب مثلك ماكله شاربه نايمة ..

رجعت لقهوتها وهي تفكر..لا وليـد هذا محصل اعجاب ابوي..بس ليش شكله مو طايقني ومو معطيني وجه!!
وشو ما يطيقك يا سحر وش هالكلام .. هو ما يعرفك ولا تعرفينه عشان يطيقك أو ما يطيقك ...

شافت ابوها يقووم عشان يتحمم ويتجهز لصلاة الجمعة ويحضر الخطبة كالعادة ..
ابوها : روحي صحي خالد عشان الصلاة ..
سحر وهي تقوم : ان شالله ..

طلعت فوق ودقت عليه غرفته ، شافته نااايم بعمق شكله مارجع امس الا متأخر أكيد شي أخره بالمستشفى ..
راحت له وهزته : خاااااالد ... خالد خالد
فتح عيونه ويوم شاف انها هي غمضها من جديد وعطاها ظهره ..
سحر : قوم أذنوا للصلاة ..
خالد باقتضاب : زين ..

طلعت وهي تتذكر اللي سوته مشاعل امس.. الله يستر لا يكون معصب ما تنسى النظرة اللي عطاها لها وهو داخل لمكتبه !!
ان شالله يكوووون نسى مافيني على محاضراته.. انا وش ذنبي اذا كانت مشاعل ما تسمع لكلامي..البنت عنيدة ومو راضية تسمع لأحد..

رجعت لتحــت وطلبت من الخدامة تسوي قهوة تركية ثانية ..وهي جالسة ترتشفها نزل عليها ابوها لابس ومتعطر يفوح منه ريحة العـود كالعادة..

وقف يعدل شماغه قدام المراية ونزل خالد هو الثاني متكشخ ومتعطر ومحلق ..راح لأبوه وحب راسه وصبح عليه من غير لا يلتفت لسحر ولا كأنها موجودة...
خالد : يبه خلنا نطلع بسيارتي .. انا بسبقك..
وفتح الباب وطلع وسحر طالعت في ابوها شافته ياخذ السجادة من الطاولة ويطلع .. وعلامات التعجب كثيرة تأشر فوق راسها ..


بعد الصلاة مباشرة ..
خالد وابوه في السيارة راجعين للفيلا القصر.. دق جوال ابو خالد وطلعه من جيبه ..
ابو خالد : هلا وليد هلا ولدي....... اعذرني وانا ابوك راح من بالي امس عسى ما انتظرت واجد بس... يابوي اليوم اجازة خل عنك الشغل........ ههههههه والله على راحتك تبي تجي تعااال للبيت وبعطيك الأوراق اللي تبيها... فمان الله ..


من جهة ثانية .. تركي وثامر بسيارة وحدة ..
نزل تركي الجوال والتفت لثامر : يلله نزلني عند بيتنا باخذ سيارتي وبروح له..
ثامر : انت من جدك بتشتغل بيوم الاجازة..!؟
تركي : خلني اشتغل لين بكرة ..يوم الاجازة مارح يفيدني لو جلست في البيت بجلس أرثي الحظ..
ثامر : كل ذا حمااس !!.. هذا هو قالك لا تتعب نفسك وتشتغل يوم الاجازة..روح لأهلك واجلس معهم من زمان عنهم .. رح لاختك اللي اكيد فاقدتك..
تركي باقتضاب ما يبي يفتح موضوع اهله قبل لا يرجع لهم منتصر : اختي عندها امي ..وبعدين اللي يسمعك يقول اني تاركهم..
ثامر : ما قلت تركتهم ..لكن شف نفسك حالتك صايرة حالة تصحى من فجر الله وما ترجع الا آخر الليل لا تشوفهم ولا يشوفونك.. يعني باختصار كأنك مسافر مو موجود..
تركي بضيق : ثامر قلت لك قفل السالفة.. انا لو بواجه ابوي بضعف وانا مابي اضعف
ثامر بجديــة وهو يناظر وجه تركي الصااد بعيد للشارع : انا متأكد ان نيتك ماهي فلوس وبس.. لأن مثل ما قلت لك انت عايش بعز يضاهيـهم حتى..
لف له تركي وابتسم بنعومة لأن ثامر فاهمه ، وقال ببطء واضح : صدقت انا نيتي الأولى والأخيرة من هذا كله مو فلوس... كل اللي ابيه يحسه هو احساس الخيــانة .. ابيه يحس باحساس خيانة الثقة ابيه يجرب هالشعوور.. انا يوم دخلت هاللعبة مابي فلوس لأني كرهتها عفتـها... انا اخطط يا ثامر عالخيانة بس انتظر الوقت يجي عشان اخون الثقة وأخليه يعيش نار تحرقه مثل ما ابوي ذاقها .. وطبعا ما امانع لو كانت الفلوس وسيلة لهالغاية.. عشان اخون الثقة لازم اوصل فوق أول ، وأتحول من اني مجرد موظف بسيط لشي اكبر.. ولو لقيت طريقة اسرع صدقني مارح أخليها مارح افلت أي فرصة من يدي..
ثامر ببطء وهدوء : تركي تعوذ من ابليس..
تركي طالعه بسخرية من نبرته المتوترة : ليه خايف ..
ثامر : لو قلت لي قصدك فلوس بعذرك ... لكن انت مستقصد من هذا كله توصل لمشاعر وعواطف انسان وتتلاعب فيها
تركي ضحك : ههههههههههههه تصدق عاد .. المسألة ما خذت وقت كبير مثل ما انا متصور.. دخلت قلبه بسرعة انا ما تصورتها..وبصراحة انا أطمع بأكثر
ثامر : اشوف الشيطان واقف فوق راسك.. هذا واحنا تونا طالعين من صلاة الجمعة
تركي : انا ماسويت شي غلط هذا دين ولازم ينرد...... الحين فضها سيرة لمتى بقعد اقولك واشرح لك .. ودني لسيارتي
ثامر ضحك يبي يغير الجو : ههههههههههه طيب خلني اوصلك لفيلتهم..
تركي : صاحي انت !!.. لو يشوفوني نازل من سيارتك بتتهدم الصورة اللي ابيهم ياخذونها عني..
ثامر : يمه منك .. طيب يابو المخططات الجهنمية بوصلك لسيارتك واذا انتهيت دق علي اجي اخذك ..
تركي ابتسم : مااا تقصر يابو الذوق والواجب..

وصله لبيتهم الفيلا ونزل تركي ركب سيارته وحركها لفيلا ابو خالد ..

وقت وصوله عند مدخل الفيلا شاف سيارة خالد تدخل مع البوابة وابو خالد جالس داخلها .. ابتسم لنفسه وضرب لهم بوري، شاف ابو خالد يلتفت له ويفتح الشباك وهو يسلم : هلا ولدي وليد ..
تركي بالمقابل فتح الشباك : هلا عمي ..
ابو خالد : اسف كان نسيتك امس.. راح من بالي وانا ابوك
تركي : لا عمي عادي ما نقدر نقول شي.. لا تشيل هم حصل خير
ابو خالد : تفضل وانا ابوك غداك عندنا اليوم..
تركي بحرج مزعـوم : لا عمي ابي الورقتين اللي قلت لي وبتوكل ..
ابو خالد : خل عنك الشغل الكل في اجازة الحين وين تبي تروح.. ادخل وعن كثر الهذرة

وما عطاه فرصة يعارض سكر الشباك ودخلوا بالسيارة داخل الفيلا..
شاف تركي ابو خالد يطلع له يده من برا الشباك ويأشر له يدخل بسيارته ...

ضحك تركي هههههههههه وين تبي تدخل هالخرابة.. بس حس بالمتعة ! الموضوع كل ماله يزيد حماس وإثارة مع الوقت ،،
دخل فيها ووقفها ورا سيارة خالد قدام مدخل الفيلا الداخلي ..
واول ما نزل طاحت عينه على خالد ..ضاقت عيووونه معقوولة يكون هالشاب هو نفسه ذاك الطفل ابو نظارات ؟؟؟

ابو خالد : خالد هذا وليد يشتغل معنا ..
خالد قرب وهو مبتسم : هلا بك..

قرب تركي وصافحه وابو خالد يأشر على ولده : هذا ولدي خالد دكتور الحين الله يحفظه ويخليه لي ذخر
تركي : ما شاء الله.. والله شي يخجل انا وشو بينكم يا عمي أجل..
ابو خالد وهو يربت على كتفه : انت ما عليك خوف تقدر تكبر نفسك بنفسك ما عليك من الدنيا وما عليك من كلام الناس.. انا اشهد لك
تركي : والله مافي شي يداوي القلب غير كلامك وتشجيعك طال عمرك... مادامني خذيت الشهادة منك أجل المعنويات بتكون فوق
ابو خالد ضحك : تفضل لا تستحي البيت بيتك .. تغد الحين وعين من الله خير وبعدين تبي تكمل شغلك ماني برادك..

دخل ابو خالد وخالد وراه .. الا سحر جالسة بالصالة لحالها ..
ابو خالد : يبه روحي للصالة الثانية معنا رجـال..
سحر : من ؟؟؟

أشر لها ابوها تقوم نطت وراحت للصالة الثانية .. ووقفت قريب وهي تسمع صوت ابوها يرحب : حيا الله وليييد تو مانور البيت ..

وليد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فتحت عيونها ورجعت صورته الفقيرة في بالها..وش جابه لبيتنا ليش جاي؟؟؟

سمعت صوته العذااااااااب : يحييك ويبقيك طال عمرك ..عمي والله اني مستحي انا مو من مقامكم لا تحرجني اكثر..!
سمعت ابوها يعاتبه : الله يصلحك وش الفرق يعني ..لا اسمعك تقول هالكلام مرة ثانية لا تزعلني.... القهوووة يااااا سحــر..

فززت سحر وشوووووو !! وشو قهوته أنا وش دخلني...
شي يقهر اكتشفت ان وليد هذا ذوق ولسانه يقطر عسل مع ابوها .. عكس ذاك الاسلوب اللي تعامل معها فيه..
راحت ودقت سنترال عالمطبخ وقالت لهم يجهزون قهوة..

ورجعت تتسمع سوالفهم.. حفظت نبرة صوته من جد عذااااب ،
" بس مسكين الله يعينه ".. قالتها وهي تتذكر كلام ابوها عنه وعن حالته الفقيرة التعيسة..

فتحت التلفزيون الموجود بهالصالة وجلست..
بس عالأقل وليد هذا غير الناااس عاملها من غير أي مجاملة مثل المجاملات اللي تواجهها باليوم عشرات المرات.. معظم اللي تقابلهم أو الموظفين اللي يردون عليها بالتلفون اذا دقت على ابوها بالشركة .. يعاملونها ويحترمونها لأنها بنت السفير والمدير العام ابو خالد.. مو لأنها سحر مو لشخصها حتى الناس اللي تقابلهم برا الشركة نفس الشي ..

لكن وليد الغريب الفقير هذا طلع غير !... عاملها بصورة منطقية.. لا هو اهتم باعطائها فوق قدرها ولا احتقرها لذيك الدرجة.. عاملها وكأنها مو شخص ضروري بالنسبة له... لأن اللي يدفع له واللي يعيله على قولة ابوها هو ابو خالد مو سحر.. فليش يعيرها اهتمام مبالغ وهي مارح تنفعه بفلس واحد..

مع هاللي توصلت له سحر مع كذا انقهرت .. رغم انه انسان اقل من بسيط الا انه خالف الناس..!!!
يااااربي .. من أول تلفون بينا وفيني حرة منه... ليش مو معطيني اعتبار حتى اسمه مو متكلف يعلمني اياه.. مهما كنت انا بنت ابو خالد عالاقل يقووولي طال عمرك مثل ما يقولها لأبوي ومثل ما كل اللي يشتغلون مع ابوي يقولونها اذا كلموني !!

على انها تتمنى معاملة حلوة لشخصها هي مو لأسمها أو لاسم ابوها ، ورغم انها تعاني من هالشي بحياتها .. الا ان هالتصرف من هالمتعنفق ما عجبها..

رمت بجسمها عالكنبة وهي تزفرر.. وش فيك انتي شايله على هالفقير المسكين اللي بس يدور لقمة عيشه..

من القهر وهي تتذكر ذيك الصبحية اللي تأمر فيها عليها وقالها تقصر من صوت الاغاني ، قامت و شغلت الإف ام وحطت على اغنية وطوولت على الصوت على آخر شي بتهوور وطيش .. وكل قصدها انها تبيه يسمع وتعلمه انها تسوي اللي تبي، ومافي شي يمنعها وان مو أي احد يقدر يجي ويعطيها أوامر...


صوت الأغاني وصل لهم ..
ابو خالد عقد حواجبه مستغرب ليش الصوت عالي كذا .. التفت لتركي "وليد" شافه منزل عينه لفنجاله ومبتسم .. << يقال منحرج..
التفت لخالد بسرعة : رح شف وش سالفة الاغاني اكيد اختك ..
خالد : ان شالله

وقام بسرعة وراح لقا الآنسة سحر متمددة عالكنب ومسوية حاااالها بريئة ومو مسوية شي غلط ..وتغني بصوتها المبحوح الناعم

من غير نقاش راح للتلفزيون نفسه وقصر منه ..
خالد : ما قلنالك فيه رجال..
سحر تدعي البراءة : يوه نسيت خذاني الجو ..
خالد : وبعدين لزوم تحطين الصوت عالأخير ؟؟
سحر : ما ادخل جو الا كذا..
خالد : المهم لا تنسين الرجال نفسه انحرج..
سحر ببرود : ليش لهالدرجة الضيف مهم ..
خالد : مهم مو مهم .. الضيف يظل ضيف..

وراح وتركها.. يلله أهم شي وصلت له رسالتها ، وخل عنفقته تنفعه ..

رجع خالد وجلس : سحر مشغلتها وناسيه ..
ابو خالد : الله يصلحها من بنت ..هي تدري ان فيه رجال..

تركي يسمعهم وهو يدوّر الفنجال بيده مبتسم ، تدخل بلطف : ما عليه طال عمرك.. انا مين عشان تتضايقون..
ابو خالد بعتـاب : وليد اترك عنك هالسيرة..
تركي وهو ينزل راسه : آسف حقك علي ..
ابو خالد : فنجالك وانا ابوك..


++

بعد الغدا الدسم.. قام تركي من على السفرة وبعد ما غسل يدينه ناظر نفسه بمراية المغااسل نظرة طووييلة... وين تركي الأنيق هذاك اللي ما يفارق الثوب والشماغ.. اللي ما يقدر الا يرسم سكسوكة خفيفة دايم..
الحين غير ! لازم يخلي دقنه نابت شوي.. وابتعد عن تسريحة شعره المعتادة...

وهو واقف لمح ان فيه جسم صغير واقف وراه قريب منه ويناظره .. التفت وشاف نفس البنت الصغيرة اللي تشابه خالد في ملامحها لكنها أكثر براءة وحمره على بياض..
لا شعووري ابتسم لها ، ما عرف ليش ذكرته فيها... يا الله وش كثر اشتااااااق لها..

تركي : وش اسمك ؟
بيان وهي مستغربة : بيان ..!
قرب منها ما درى الا هي منحااااشة ، وقف منصدم وعلى طوول ضحك... رجع يناظر نفسه في المراية !! ما تخوف لهالدرجة يا تركي..!!
مسك دقنه وهو يكلم نفسه : ما تخووف الا وسيييييم مافي منك..

طلع من المغاسل للصالة وشاف بيان جالسة بحضن ابوها وصينية الشاهي موجودة .. ومن شافته همست في اذن أبوها بشي ما يدري وشو ..
سمع ابو خالد يقولها : هذا اسمه وليد..
بيان : وليد؟؟
ابوها : ايه وليد..
بيان بصراحة بريييييئة : شكله مررررررة مو حلو .. وصخ!!

كتم تركي ضحكته لا ينفجر ، وأبو خالد مسك يد بنته يعاتبها : عيب يا بابا هالكلام ما يصير.. قولي له آسفة اشوف..
بيان ناظرت في تركي مترددة ، وتركي ماله بهالموقف الا يبتسم يتودد لها .. وبالأخير نطقت بصوت منخفض : أنا آسفة..

دخل تركي يده بجيبه وطلع حلاوة مص كانت معه من فترة ، ورماها عليها طاحت بحضنها .. خذتها وقلبتها مرارا وتكرارا..
ابو خالد : قولي شكرا بابا..
بيان من غير لا تناظر فيه : شكرا..

++

سحر من جهة ثانية نست هالضيف الفقير الموجود بالبيت وطلعت بالحديقة .. متمددة عالأرجوحة الكبيرة الطويلة وهي مغمضة عيونها تبي تسترخي ، والأرجوحة تاخذها بخفة قدام وورا ..
كانت وردة حلوة ناعمة بكل ما للكلمة من معنى..

حست بيد تهزها فتحت عيونها الشفافة شافتها بيان..
رجعت غمضتها وهي متضايقه لأن لحظة الاسترخاء الحلوة خربت عليها : بيان !..
بيان : مين هذا اللي عند بابا ؟؟

تسأليني وانا نفسي مدري ، غير انه واحد فقير يدور رزقه : اسألي بابا لا تسأليني ..
بيان وهي ترفع الحلاوة عشان تشوفها : عطاني حلاوة شوفي!!

كويس بعد يعرف يوزع حلاااااو ..!،!
غمضت عيونها بدون اهتمام ، وسمعت اختها تفك قرطاس الحلاو وشكلها كلتها ...وعجبتهاا !!

بيان والحلاوه ماليه فمها الصغير : الله حلوووووة مرة !... تبين أروح أجيب لك منه وحدة تذوقين..؟
ابتسمت سحر بسخرية : خلي هالفقير في حاله وحلاوه خليه له !

راحت بيان وسحر بقت لحالها.. شالت سالفة هالفقير المغرووور المتعنفق من بالها ناقصة هي تفكر بهمووم الناس تكفيها همومها..

××

في بيت ابو محمـد ،، بعد الغـدا اللي ما حضرته شادن كالعادة .. صعدت مشاعل فوق ودقت على أختها غرفة عمر لقتها نايمة أو غافية..

مشاعل : شدوون ابوي يبيك تحت..
شادن وهي دافنه وجهها بين وسادتين : ابي اناااام مشاعل تعبانة انا..
مشاعل : لمتى يعني!! بتنزلين يعني بتنزلين.. انتي عارفه ان ابوي ما غلط بشي وان محد غلطان فليش مصرة على تجاهل ابوي ..

قامت شادن جالسه ، هي تعرف ان ابوها ما غلط ويمكن اذا فكرت فيها صح بتلاقيه من خوفه على مستقبلها انه منع عمر من الزواج لما تستقر أموره.. بس هي بسبب غياب عمر عنها الفترة الأخيرة وندرة اتصالاته تبي تحط اللوم على احد .. وما لقت الا أبوها المسكين تحط اللوم عليه..
قررت تروح وتشوف وش يبي..

نزلت وشافت ابوها بالصالة..
وهي تناظر بعيد : سم يبه ناديتني ؟؟
ابوها ابتسم بوجهها .. معروف عنه الحزم واذا جا الموضوع لبناته فهو يكون أكثر حرص وحزم.. وهذا سبب من اسباب تأخر ارتباط شادن بـ عمر... بس من يدري يمكن ابوها على حق في تأجيل هالزواج لأجل غير مسمى..

ابو محمد : تعالي وانا ابووك لمتى صادة عني حتى اني نسيت وجهك..!

شادن استحت وقررت تعتذر.. يمكن كانت قاسية عليه وهي اللي ما تعودت تقسى على أحد : سامحني يبه انا الغلطانة.. وآسفة اذا تضايقت مني..

أشر لها تجي راحت وجلست جنبه وهي منزله عيونها تمنع دموعها... ما تقدر تكبح تأثرها ، الموضوع اذا جا لـ عمر فهو حساس بالنسبة لها...
غياب عمر يوم عن يوم يتعبها وهي اللي ما تعودت انه يغيب يوم واحد عنها ... عاشت معه طوووول حياتها ، ومن صغرها راعته وراعاها ، وفجأة لقت نفسها تحبه ،!،
يتعب الحب اذا جاك من حيث لا تدري...!!

ابوها : قولي لي وأنا ابووك وش اللي مضايقك اذا أنا غلطت قولي لي أصلح من الغلط..
رفعت عينها وما قدرت تكتم أكثر .. اعترفت بصريح العبارة : أبي عمر يبه...!!

وصدت عنه بألم وهي تغمض عيونها .. اما هو ابتسم : يبه ليش زعلانة لهالحد انتي تعرفين اني ما ارفض هالزوااج بتاتا ولا كان ما وافقت عالملكة والعقد.. بالعكس عمر تربيتي ولدي الثالث أحبه وأعزه.. بس الواحد بعد المفروض ما يتسرع وعمر يحتاج يستقر بنفسه قبل.. والزواج لاحقين عليه..
شادن : بس عمر يبه من شهرين ما اتصل فيني وش معناة هذا اكيد مل.. صرت أتخيله كل يوم ممكن يدخل علينا ويطلب فسخ عقد الزواج..
ابتسم لها من جديد: لا ان شالله الولد قالي بآخر مرة انه يشتغل بالشرقية وأول ما يستقر ويكون مستعد ياخذك ذيك الساعة مبروك لكم..

تنهدت ليش هي مكبره الامور ليش تحس ان الموضوع أكبر من كذا... ليش مكالمة ذيك الليلة - ليلة الملكة – من سنة مسببه لها كوابيس وخوف عليه !!!!.. وليش تتحرى أي خبر ينزل بالجريدة ممكن يصدمها وينهيها ؟!!

ابو محمد : شادن وانا ابوك تطمني ولا تفكرين اني سويت كل هذا عشان امنع الزواج.. لا بالعكس من جا لي عمر أول مرة قبل لا يطلع من البيت ، وانتي عمرك 17 يقول انه يبي يخطبك وانا موافق وقلت له البنت حلالك بس بعد ما ينضج شوي وتستقر أحواله ويكوّن نفسه..

شادن عارفه هالحقيقة مو شي جديد ، هزت راسها موافقة : أدري يبه... آسفة انا الغلطانة من الأول..
ابو محمد : الله يرضى عليك..

حبت راس أبوها تراضيه وتركت الصالة...
طلعت الدرج لكنها ما قدرت تكمله كله.. وقفت بنصه وجلست وأسندت راسها عالدربزين ،!
فييييه شي مضيق على صدرها ! ورغم ان ابوها طمنها بكلامه انه مارح يوقف بطريق هالزواج مهما كانت الظروف.. إلا ان خوفها على عمر وتفكيرها الدائم فيه مسبب لها قلق ماله علاااج..!


نزلت مشاعل وهي حاطه سماعات الآي بود حقها على إذنها ، ترقص على أنغام الأغنية وكل درجه تنزلها تسوي حركة رقص غربي.. مرة تدوور ومرة تحرك خصرها ومرة كتووفها.. لكنها وقفت عن الرقص يوم طاحت عينها على شادن جالسة بشكل غريب بنص الدرج..

نزلت بسرعة وجلست جنبها : وججع خوفتيني شفيك ؟؟
التفتت شادن وناظرتها ببرود : كم مرة قلت لك السماعات اذا حطيتيها لفترة طويلة تضر بسمعك واذنك..
مشاعل : علميني شفيك وخلك من سماعاتي..
زفرت شادن وقامت واقفة وطلعت الدرج ، لـغرفتها هالمرة مو لغرفة عمر...

دخلت مشاعل وراها وسكرت الباب وشادن ترمي ظهرها بإهمال عالسرير ..
مشاعل : وش صار مع ابوي ؟؟
ابتسمت شادن وتعدلت جالسة من اهتمام مشاعل انها تصالح بينها وبين أبوها : حصل خير لا تخافين .. صاااافي يا لبن..
مشاعل وضحكت "وأخيرا" : ايه ما ينخاف عليك .. قولي لي ألحين ارتاح بالك
شادن ما ردت رمت ظهرها لورا من جديد وهي تتمتم : ابوي من حينه وهو شديد على عمر وقاسي معه.. تعامله معه من واحنا صغار يختلف حتى عن معاملته مع محمد وبندر..
مشاعل وهي تنبطح جنب اختها : شي طبيعي ..لأن ابوي يعتبر عمر أمانة برقبته من بعد ما فقد أبوه قبل لا يطلع على الدنيا ، ومن بعد ما ماتت أمه عقب زواجها من أبوي بفترة قصيرة ..وشدته وقسوته معه احيانا من خوفه عليه لا تضيع هالأمانة..
شادن : صح كلامك بس............
مشاعل : لا تهوجسين بالسالفة ابوي كان دايم يخاف على عمر أكثر من عياله بندر ومحمد.. وهذا سبب شدته وحزمه معه...ولا نسيتي البلاوي اللي كان يسويها ، هوشااااته مع عيال الحارات ورجعته من المدرسة وملابسه مقطعه.. على انه ما يتكلم واجد لكن طاقاته بالضرب والهوشات فضيعة هههههههههههههههههههههه...

ابتسمت شادن لأن عمر ياما دخل عليهم وهو يجر مشكلة وراه.. اللي يخلي ابو محمد يطلع من طوره احيانا ، ومن زود خوفه عليه لا تفلت سيطرته على هالولد كان يعاقبه أشد عقاب... وما كان يوقف جنب عمر إلا شـادن الطفلة الصغيرة.. كانت تشوف الكل على خطأ وعمر لحاله على صوااااب...


رجعت ذاكرتها ليوم من الأيام .. لمشكلة من المشكلات اللي كان عمر يطيح نفسه فيها ..!

كانت شادن وقتها 10 سنين جالسة بالحديقة تلعب ..بوقت دخلة عمر البيت وهو متبهذل ، كُم وياقة ملابسه مقطعه ، والكدمات تملا وجهه..
أول ما شافته شادن شهقت تركت اللي بيدها وركضت له...

دخل هو الملحق المكان اللي يختلي فيه بنفسه بالعادة .. وأول ما سكر الباب جلس عالأرض ورمى راسه لورا بتعب ... الا شادن تدخل عليه باندفااااع وتناديه باسمه : عمــر..!

طالعها بنظرة سريعة وصد للجهة الثانية ...جلست جنبه ومسكت ذراعه بتخفف عنه لكن هو بصمت سحب ذراعه منها ما يبيها تلمسه..
شادن : وش فيك؟ مين ضربك ؟
عمر وهو يمسح الدم اللي عند فمه بأصبعه : محد شادن اتركيني لحالي.. ممكن؟
شادن بعناااااد : لااا قولي أول مين ضربك.. احد بالمدرسة ؟؟
شافته يقوم من عندها بصمت وهو يفك أزرار قميصه ويفصخه... رماه عالأرض وأخذ قميص كت معلق على باب الملحق ولبسه..

فتح الباب وطلع وشادن بخوف قامت وراه تلحقه ..
راح لحنفية في الحديقة وفتحها وبدا يغسل وجهه من الدم لعل الكدمات والأثار تخف...

شادن ودموعها بعيونها الطفولية سألته : ليش دايم يضربونك ليش دايم؟؟
مسح وجهه بطرف قميصه وتحرك من قدامها من غير أي جواب ..مشت وراه مثل الظل تبي جواب ليش أغلب الأيام يجيهم والدم بوجهه ..

رجع للملحق وقفل الباب قبل لا يمديها تدخل .. انهببببلت الا عمر لا يصير فيه شي..
وقتها كانت تموووت فيه تحبه ما تدري من وين جا هالحب والمعزة من الطفولة..
صارت تطق الباب بإصرار وتناديه والعبرة خانقتها .. تبي تعرف بس مين ضربه تبيه يتكلم..
شادن وهي تدق الباب : عوووومر افتح الباب انا شادن ليش فيك جرح بوجهك...؟

مرت عشر دقايق على هالحال يدها الصغيرة الناعمة حمرت من كثر الطق وعمر من داااخل مو راضي يرد...
ولأنه دايم يضعف قدام اصرارها فتح الباب وهو حاط كمادة باردة عند شفايفه خذاها من الثلاجة الصغيرة الموجودة بالملحق..
وبهدوء ناظرها بعيونها : انتي ما تملين؟؟؟
شادن بطفولة ركضت جوا وحضنته ، لكن مسرع ما دفته من بطنه بقهر : ابوي لو يدري بيعاقبك يا عمر ..!!
عمر ما اهتم راح وانسدح عالكنبة الموجودة وهو حاط الكمادة عند فمه.. وقال بهدوء لا مبالي : مو أول مرة يا شادن صرت أعشق العقاب ما أقدر أعيش من دونه...

ما فهمت قصده بهالسن الصغيرة.. لكن الحين بعد ما كبرت وتفتح عقلها فهمت من كلامه ان التمرد يجري بدمـه..!!

قربت منه بخطوات صغيرة قلقة وجلست على حافة الكنبة عنده تتأمل وجهه الملون وهو مغمض.. حطت يدها الناعمة الصغيرة على خده بتلمس مكان الكدمة ، ولمحت منه ابتسامة ناعمة خفيفة من غير لا يعارض ، بالعكس مسرررع ما نام وهي حاطه يدها على خده ، بـ ظن منها انها لو لمست الكدمة تقدر تخفف العوار عنه...


مشاعل : شادن !.. شادن !... هاه؟!.. شادن شادن شادن...
فتحت شادن عيوونها الله يخس عدوك مشيعل خربتي احساس الذكرى علي..

شادن بملل : تجين دايم بأوقات غلط تدرين؟؟
مشاعل : ليه لا يكون عايشة أحلام الماضي وحب الحاضر والمستقبل خخخخخخخ..
شادن : ايه عندك أي مانع بالسالفة..!؟
مشاعل : لا ما عندي مانع.. عمر زوجك وحبيبك ليش بمانع ... آآآآآه عقباااااااااالي يارب..
شادن بسخرية : انتي خليك مراهقة مو لايق عليك الحب..
مشاعل بالمصري : الحب ما يعرفش عمر يا حبيبتي .. وانا حبيت وانتهيت وما اقدر أغير المكتووووب...
غمضت شادن عيونها وهي ترجع للذكرى وهمست : ألا ليت الزمن يرجع ورى والليالي تدور.. ويرجع وقتنا الأول وننعم في بساطتنا......

مشاعل ابتسمت وبروقاااااان لبّست شادن وهي مغمضة سماعة ولبست هي السماعة الثانية وجلست تدندن..



++++

بعــد أسبوووع...

نزلت سحر للصالة وهي حاااسة بملل مزعج ، الأيام الأخيرة طالعه مملة روتينية مافي شي جديد مافي شي يخلي ايامها تختلف..

شافت ابوها ينزل السماعة وأول ما شافها ابتسم : هلا وين الناس.. الدنيا مصليه الجمعة من ثلاث ساعات وانتي مالك شوف..
سحر : ابد جالسه بغرفتي اتقلب واتسدح ..
ابو خالد : توني مكلم عمك وان شالله بيجي اليوم..
ما أعارت بال للموضوع وهي تناظر شاشة التلفزيون تشوف وش يعرض ، وتمتمت : بينك وبينه شغل يعني ؟؟
ابوها : لا مو شغل ، قلت مدام اليوم الجمعة خله يجي يتقهوى والعشا عندنا..
سحر بملل : طيب !!!
ابوها وهو عارف انها طفشانة : شكلك تحسبينه بيجي لحاله... لا هو وعياله بيجون يتعشوون من زمان ما قعدت مع عمك ذيك القعدة اللي تونس..
فتحت عيووونها وكأن الطفش بدا يخف تدريجي : هو وعياله ؟.. يعني بيت عمي كلهم ؟
ابوها : ايه كلامي مو واضح..؟؟

انشرح صدرها وبالها يعني عالأقل هاليوم بيختلف..

شافت ساعتها لقتها ثلاث العصر وناظرت أبوها اللي يمووت بالقراءة ما يخليها قعد يقرا : ومتى بيجووون ؟؟
ابوها : بعد صلاة العصر ان شالله..

سحر ابتسمت وقااامت لغرفتها تستعد.. ما تدري ليش جا في بالها تتعدل وتتزين لمشاعل وشادن على إنها بمثل هالمناسبات الخفيفة ، أو زيارات الأهل بمعنى أصح ، ما تكلف نفسها تلبس وتتأنق زيادة ، وأحيانا تجلس بملابس البيت بنطلون عادي وتي شيرت...

::::

على الساعة أربع العصر كانت سحر قد لبست تنورة جينز قصيرة لفوق الركبة وتحتها لابسه بنطلون برمودا أسود ضيق "ستريتش" ، وفووق تي شيرت أبيض على جسمها..
خلت وجهها مثل ماهو اكتفت بغلوس شفاف ، وتوها بتروح تفتح الباب الا الباب يندفع بكل قوة ومشاعل تظهر من وراه..

مشاعل : نااااااااااااااايمة يالمفعوصة؟؟
وقفت سحر مكانها من الخرعة : بسم الله علي من وين طلعتي وبأي حق تدخلين بدون ما تدقين الباب ؟.. هذي الأصول ياااا فوضوية ؟؟
مشاعل : أدق الباب ليش يكون بعلمك ترا غرفتك غرفتي وما يحق لك تمنعيني ادخلها بأي حال من الأحوال
سحر : يا سلاااام من متى قررتي هالكلام..
مشاعل : من زماااان.. وانا عارفه اذا قلت سلفيني ايااها بترضين..

وقلبت عيونها بغرفة سحر الواسعة ، وكثير ما تعلق عالثريا اللي في منتصف السقف : أحسك اذا فتحتي هالثريا كأنك بزوااااج مو غرفة نوم..
سحر وهي رايحة بتطلع : بسم الله علي أحس هالثريا بيوم مارح تسلم بتطيح وتتناثر قطع.. الله يكفيني شر عينك
مشاعل : ههههههههههههههههه تراني طلعت اناديك لأن شادن ما رضت تطلع تقول ناديها خليها تنزل..
سحر : الكل جا ؟؟
مشاعل : ايه الكل ... حبيب القلب ومااامي العزيزة وأبووي الوسيم... وبندووره جا بعد بالغصب عقب ما اتصل فيه ابوي وقال له ان عمي طلب الكل يجي..

سحر ما علقت على حبيب القلب..طفت الأنوار ونزلت..

شافت شادن واقفة تعدل شعرها قدام المراية - المذهبة الأطراف - المعلقة علي يمين باب المدخل.. وأول ما شافتها ابتسمت : سحوووور نايمة ؟؟
سحر راحت لها بسرعة وهي تضحك : لاااا حرام عليك مو مثل البوم اللي حولنا في كل مكان.. بالعكس من قال لي ابوي على طول دخلت غرفتي اتجهز ،بعد من زمااااان ما جا الوفد الكريم كامل لبيتنا .. احمم عفوا قصدي قصرنا المتواضع ..بس والله كنت بموت من الطفش جيتي في وقتك شدون..

مشاعل بعد النغزة عن "البوم" طالعتها بطرف عينها : شدون بس ؟؟
شادن : لازم تحشرين نفسك يعني..

سحر سمعت صوت مرة عمها مع امها بالصالة الكبيرة.. وراحت عشان تسلم..

ام محمد من شافتها ابتسمت : هلا سحر
سحر : حياك خالتي تور من نور البيت..
ام محمد : حبيبتي والله كلك ذوق شخبارك عساك طيبة ؟
سحر : تماااام حالنا بخير... شخبار عمي ؟
ام محمد : عمك بخييير هذا هو بالمجلس مع عمك والعيال..

توها بتجلس مع مرة عمها وأمها الا مشاعل تسحبها من يدها
سحر : شفيك خليني أجلس اسولف مع مرة عمي ..
مشاعل : تعالي شادن بالصالة الثانية خلينا نسولف .. فيه شي أبي أسألك عنه..
هزت سحر راسها متمللة وهي عارفه انها تبي تسأل عن خالد ، و خصوصا بعد اللي صار في المستشفى قبل اسبوع...

وش بتقولها ؟

خااالد أبد ما فتح الموضوع وسحر نفسها ما فتحت الموضوع ولا كأنه صار ، ما تبي تاخذ لها كم كلمة انها متآزره مع مشاعل ..
بس ما يحتاج يتكلم لأن نظراته طول الأسبوع اللي فايت واضحة وطاري مشاعل صاير ينرفزه..

دخلوا الصالة الثانية الا شادن تقلب في كتب غريبة عجيبة مصفوفة عالطاولة الجانبية..
شادن بتساؤل : الحين هالكتب كلها لعمي؟؟
سحر : ايه ما تعرفين عمك يعني عاشق للقراءة ، والمشكلة اللي يحب يقراه أنا نفسي ما أفهمه..
شادن : هههههههههههههههه خلك بمنهج الجامعة أصرف..
سحر : هههههه ليش شايفتني غبية
شادن : هههههههههههههههههه لا تعليق ..!

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 11:26 PM


+
+


في مجلس الرجـاال اللي ما يقل أناقة عن أي جزء آخر من هالفيلا... الشباب داقين سوالف مع ابو خالد..

ابو خالد : ليش ما تفتح لك محل خاص لحيواناتك وتريح عمرك يا بندر ؟
بندر استااانس لأنه حصل أحد يشاركه نقاش وسوالف عن هوايته المحبوبة : والله تدري مو عبيطة الفكرة..
خالد : والله محد غيرك عبيط عندنا..
بندر : لا تغلط لا تخليني أتنيذل وأجيب مشاعل معي المرة الجاية تناااام بحضنك..
خالد وهو مكشر : بتلاقي راسها تحت رجلي وقتها..
بندر بعباطة : تهددني بحبيبتي !!
خالد وهو يلتفت لمحمد جنبه : محمد ما توافقني..
محمد بابتسامة جاانبية : أنا محايد..
بندر : انت من عمرك محااايد ..ولا مرة قلت رايك بخصوص هوايتي..
محمد : وش دخل رايي بالموضوع.. الهواية هوايتك واللي تحبه بتسويه.. رايي مهوب مغير شي..
بندر : يعني مو رافض فكرة تربيتي لها...
محمد : لا .. ليش اعارض ..
بندر ابتسم والتفت لعمه : ايه عمي وش كناا نقووول ؟؟
ابو خالد : اقول وانا عمك حوّل هوايتك لشي أكبر.. افتح لك محل واذا تبي مني عوون أنا حااضر..
بندر : أدري مارح تقصر دومك راعي كرم ..( ناظر بوجه أبوه الصامت جنب عمه ).. بس ابوي ساكت شكله مو راضي عن الفكرة..

ابو خالد التفت لأخوه شافه يبتسم لولده ، وسأله : رافض هواية ولدك ؟؟
ابو محمد يبرر : لا ماعمري رفضتها .. الهواية هواية بس بعد يحذر لا تجيه أمراض منها.. وأهم شي يلتفت لمستقبله لمتى بيقعد عااااطل..
بندر : انا توني متخرج من الجامعة من سنة وللحين ما خذت راحة كافية... وبعدين سالفة المحل ما تعتبرها شغلة ؟
أبو محمد : وان شالله بتدخل حيواناتك بكل شي يخصك حتى شغلك بتدخلهم فيه..؟؟؟؟؟
بندر : يؤؤ قوول رافض وشو له التلميح..
ابو خالد : هههههههههههههه.. ابد من ناحيتي ماشوف فيها مشكلة ومتى ما بغيت مساعدة تعااال قل لي..
بندر : تسللللم يابو الكرم وقسم بالله غطيت على حاتم الطائي عمي تكفى خذني ولد لك.. ( يتدلل)

تجاهل نظرات ابوه وهو يقوم ويقعد جنب عمه .. الا خااالد يتدخل : خير ان شالله يابو العباطة ابوي ماله ولد غيري....( يستبزر )
بندر ببساطة انسدح وحط راسه على رجل عمه : اشتغلت الغيرة...عناااد فيك بلزق في ابووك مانيب تاركه بصير ولده غصب عليك وعليه..
ابو محمد : تتبرى مني ياللي مافيك خير..!!

قام قاعد يلطف الجو عند ابووه .. ولاحظ ان محمد ساااكت ويسمع السوالف بابتسامة ، ابتسم عليه بيشوف الحين وشلون بتنقلب هالابتسامة ..

بندر : يبه تبيني أرضى عليك ؟؟
ابو محمد : وبعد مزعلني وتبيني أرضيك؟ صدق وجهك مغسوول بمرق !!
بندر : مقبوله منك..
ابو محمد : وش تبي عشان ترضى علي وأنا ابوك ؟

تغيرت ملامح بندر للجد والكل لا شعوريا تغيرت وجيههم للجدية من ملامحه ..حسوا صدق ان عنده سالفة جدية ويبي يقولها..

بندر بهدوء وهو يتجاهل نظرات محمد المترقبة : أبيك تزوجني وتخطب لي الحين..!
ابو خالد رفع حاجبه وابو محمد استغرب طلب ولده : أخطب لك ؟.. ومن هي اللي في بالك الحين..
قبض بندر يده ، وقلبه يـدق لمجرد التفكير فيها.. على اسمها سـاحرتـه ،!،..

ورفع يده يفرك رقبته وهو منحرج من غير لا يناظر في محمد.. وقال بصوت منخفض : بنت عمي..!
طارت عيون خالد مو مستوعب هالطلب وابو خالد عقد حواجبه..
ابو محمد ما تووقع هالطلب من ولده.. يبي بنت عمه سحر ؟؟؟.. شيخة البنات والدلع والدلال ،!،،!

بندر توتر من نظرات محمد والصدمة اللي مبينه عليه .. وحس انه دخّل نفسه بموووقف وخاااف لا أخوه يحقد عليه هاللحظة.. وش سوووويت يا بندر !!!

ابو خالد ابتسم أخيرا : اذا جاااد هذي الساعة المباااركة...
ابو محمد انصدم من اخوه : مساعد انت جاد ؟؟.. اصبر خل نشوف الولد يلعب ولا صادق..

بندر التفت على خفيف وناظر محمد بزاوية عينه.. شافه هادي لكن الغليااان والصدمة تلمع بعيونه..
ورجع لعمه : لا أنا جاااد وصادق..من متى أنا ألعب..
ابو خالد : من متى وانت تبيها وانا عمك ؟
تنهد بندر من قلللبه مـا يمـزح : من زماااااااان يا عمي بس ماقدرت أتكلم أخاف ترفضوني..
ابو خالد : وليش نرفضك ولد عمها وتربيتنا ليش بنرفض..

خالد توه يوعى من الصدمة : تبي تتزووج من جدك ؟؟
بندر : ايه وش ناقصني ... اذا وافقتوا بفتح المحل وببدا اشتغل فيه..

نطق محمد أخيرا بهدووء عادي لكن ماخفي أعظم.. هذا اللي حسه بندر : وانت متأكد انك تبيها..؟؟
بندر طالعه ببرود يقلد نظراته اللي يطالع فيها سحر : ايه حموود ليش تبيها انت ؟؟؟
سكت محمد مااا رد.. ورجع بندر لعمه : ها عمي عطني خبر طمني.. أنا أدري ان فااارق العمر بينا كبير بس وش أسوي بنتك ماخذتني ببراءتها..

خالد ضيق عيونه وكأنه فهم قصد ولعبة بندر اللي خدعتهم : تعـاال يابو العباطة !!... انت أي وحدة فيهم تقصد ؟.. سحر ولا بيان...

طالعه بندر ببلاهه ، وببساطة قال : بياااان يالخبل !.. أقصد بيان...

وانفجر بــضحك عمييييييييييييق وهو يشوف وجيههم شلون صارت .. انسدح على وراه لأن اللعبة انطلــت عليهم وعلى أخوه محمد خصوصا...

بندر : هههههههههههههههههههههههههههه وقسم انكم مخفات..!
ابو خالد ضحك معه : هههههههههههههههههههههههههههههههههه عرفت تلعبها والله ، أجل بيان أجل !!.
بندر : هههههههههههههههههههههههه مين جاب طاري سحر ..
محمد تدخل وصوته يخفي غيض كبير : ومين اللي بدا يتكلم من الأول على أساس انها سحر..؟!

طالعه بندر بنظرة لها معنى : هههههههههههههههههههه ياخي تبيها قول ليش ساكت..!
محمد عصب عليه : اقوول انطم لو أبي شي بقوله ماني منتظرك تقوله عني..
بندر : هههههههههه لا تشيل بخاطرك أمزح معك ههههههههههههههههه وقسم بالله انك طلعت مخفة أول مرة أشوفك كذا..
ابو محمد وهو يهز راسه على ولده : لا تعيييدها الله يصلحك ..
بندر : ههههههههه بحااااول ..

خالد وأخيرا ضحك : الله يعطيك الثقل أجل ما لقيت الا بيان هالبزر..
بندر : هههههههههههههههههه مافي الا هي من بعد اختك سحر..

وجلس غرقان بالضحك كل ما تذكر أشكال وجيههم وهم يستوعبون ان المقصود بيان مو سحر...
عالأقل حسس أخوهـ محمد وش ممكن يكون احساس الصدمة والألم لو ضيعها من يده..

انسدح بندر من جديد وهو يتنهـد ، مو يكفي انه مبتعد عن حياته الطبيعية بس عشان ما يعلق قلبه فيها اكثر بعد ما اكتشف مشاعر أخوه ناحيتها.. مو يكفي انه قرر ينتقل للمزرعة ويكتفي بالزيارات لأهله ، بس عشان ما يزيد احتكاكه في سحر وهو يعرف زياراتها الدايمة لبيتهم .. ، وكل خووفه لا تزيد فتيلة المشاعر اللي داخله اشتعال..

وكأنه يوم أبتعد قدر يجمع شتات نفسه وقدر يتحكم بمشاعره.. وقريب بيحاول يقتل هالمشاعر مهما كاااانت... ويتمنـى انه يقدر..!
بس هي هل بتخليه ينفذ اللي يبيه وهي قريبة منه .. وعيونه اللي تطفح دفى غصب عنه كل ما سمع ضحكها وشاف حركاتها وردودها العفوية..!،!


ما يدري كم نااام يوم حس بخالد يهزه..
خالد : بندر خير ان شالله نايم... قوم الناس صلوا المغرب..
فتح عيونه وقام قاعد بسرعة : افف أذكر الساعة 5 يوم أنام ..
خالد : ايه والحين 6 ونص.. قووم صل وتعاال برا أنا ومحمد قررنا نسبح..
بندر : وشلون بيسبح ان شالله بثوبه !!
خالد ابتسم : ههههههههههههه لا تخاف تونا راجعين من الصلاة وشرا لك وله مايوهات سباحة..
تحمس بندر فجأة للفكرة : والله الفكرة مو عبيطة يلله بصلي وبجي لكم ..
خالد وهو طالع من المجلس : ننتظرك..



بالصالة البنـات جالسين.... وعندهم صينية حلاو وكاكاو يسلون نفسهم فيه..

شادن صارت أكثر حيوية من آخر نقاش مع أبوها .. هي المجنونة وشلون فكرت تلقي السبة على أبوها وهي تعرف ان ابوها يوم وافق على الخطبة وافق بكامـل رضـااه...

سحر : اييييييييه تذكرت شي..
شادن : وشو ؟؟
سحر : فيه ألبوم حصلته بمكتبة البابا شفت فيه صور واحنا صغااار.. تذكرينه يا مشاعل ؟
مشاعل وشلون تنسى : ايه مو هو اللي سرقت منه صورة الدكتور
سحر : هههههههههه حرامية من يومك..

ركضت وجابت الألبوم اللي حفظته في مكتبتها الخاصة واللي ماتسنى لها الوقت انها تتفرج عليه على رواق وتركيز..

جلست جنب شادن وعلى طول فتحت الألبوم من الأخير لأنه هو اللي موجود فيه صورهم العائلية ..
سحر : شوفينا سبعتنا بالصورة ..
مشاعل : وشو سبعتنا احنا البنات ثلاث والشباب ثلاث يعني ستة.. الا ان كان بيان موجودة معنا ذاك الوقت مع اني ما اتوقع << تتمصخر
سحر : يا غبية ونسيتي عمر... على اني ما أذكره مرة بس كذا صورة كان معنا فيها.. شوفي شادن !

طالعت بوجه شادن شافت نظرها ثاابت ومتجمد عالصورة .. كأن الأشجان وذكريات الطفولة خذتها لبعيد لبعيد..

عيونها عالولد أبو 11 سنة وهي جنبه 5 سنين.. مصورين بوحدة من الرحلاات للبر..
كانوا السبعة كلهم بصورة وحدة فوق وحدة من التلال الرملية ..خالد واقف ورا سحر ام 4 سنين وهو حاط يديه على كتوفها وهي مايله بدلع طفولي..
وبندر ومحمد معطين الصورة جنبهم وهم متكتفين وكل واحد مسند ظهره للثاني.. ومشاااعل ام 3 سنين واقفة قدامهم متخصرة بيديها الثنيتن وكأن اللقطة لوحدة من الأفلام خخخخ ..
عمر رافع كوعه على كتف بندر وبيده الثانية ماسك يد شادن..

صورة جماعية من أحلى الصور اللي التقطوها..

شادن أخيرا ابتسمت : نسيت هالصورة مرة ..بس حلو اللي تذكرتها الحين ، شعوور حلو لما تنسين شي ويروح من بالك وتجي صورة ترجع لك الذكرى مثل الشريط..
سحر : كثير صور ذكرتني بأحداث ناسيتها... مو مستوعبة ان هالصور كلها صارت بحياتي قبل لا أتغرب 12 سنة... صرت أفكر لو ما عشت برا كل هالمدة كان ممكن تصير حياتي أكثر وناسة ومناسبات مثل هذي.. وبنقدر ناخذ صور أكثر مع بعض..


مر عليهم الوقت وصاروا يقلبون بالصور ويتناقشون ويتذكرون مناسباتها... وفجأة سمعوا صراخ الشباب وضحكهم يعلى..

مشاعل وهي تاكل من الكاكاو اللي بيدها : أصواتهم جايه من برا.. وش عندهم ؟؟؟؟؟

وقاامت ما انتظرت جواب الفضوول اشتغل على طول ، وقاموا وراها شادن وسحر..

وقفوا برا وسحر سمعت طشطشة موية تمتزج مع أصوات الضحك والصراخ ..
سحر : أظنهم يسبحوون !!
مشاعل : هههههههههههه اسمع صراخ بندوره.. وش قاعدين يسوون؟؟
سحر نفسها تحمست : تعالوا ندخل الملحق الخاص للمسبح في نافذة تطل عليه نقدر نشوف على راحتنا ..

راحوا لجهة حوض السباحة بعجلللة ..
وصلوا للمحلق الخاص بالمسبح والموجود فيه غرف تبديل ملابس وحمامات خاصة شاور وسونا..

بحذر فتحت سحر الباب بخفة ..، وطلت راسها بداخل الملحق شافته خااالي وأنواره مطفية..
هالملحق له بابين ، باب أمامي يطلع عالمسبح وخلفي يطلع للحديقة على طول... وهم دخلوا من الخلفي ،!،

راحوا للشباك ومااااتوا ضحك وهم يشوفون خالد ومحمد شايلين بندر بيرمووونه ..

وبندر يصرخ : الله يللللللللللللللعن الشيطان وش انا مسوي نزلوني..
ماردوا عليه كل واحد منهم ميت ضحك عليه وهم يهددونه ويلعبون بأعصابه..

سحر : حرام عليهم بندر وش مسوي ليش بيرمونه..

وشافوهم يطيرووونه بكل قوتهم لنص المسبح ويغوص جوا مووووجة كبيرة غطته..

مشاعل وفمها كله كاكاو كأنها طفلة : ههههههههههههههههه يستاهل !!

سحر راحت عينها لمحمد الواقف بالشورت ويقطر موية من قمة راسه لساسه وهو ميت ضحك على أخوه... وش كثر يطلع جذااااب بهالضحكة ويبدو لها لطيف ووديع..

حسته هنا مو محمد الجدي الثقيل لا ،! شافته يركض لخالد ويخون فيه ..وبلحظة غدر دفّـه هو الثاني بوسط المسبح جنب بندر ..

طلع خالد راسه من الموية وهو يناظر بمحمد المنتصر والميت ضحك : ياااااا خوااااااااااااان ..
محمد : أغدر فيك قبل لا تغدر فيني ..

سحر لا إراديا ابتسمت على كلامه وتفاعلت مع وجهه الضاحك بالضحك..

خالد التفت لبندر العايم جنبه وهمس : بندر عليه !!
بندر بنظرة جانبية وهو يحرك رجوله تحت الموية : الحين رجعت تطلب عوني.. صدق مالك أمان..
خالد : إطلع عليه شف شكله متحفز عارف ان احنا بنقوم عليه ألحين..

التفت بندر لأخوه الواقف عالحافة وهو يطالعه بابتسامة.. فيه قهر من أخوه خله يفرغه الحين ، اذا مافرغه الحين متى يفرغه..

التفت لخالد وعطاه الإشارة : عليه يا دكتور..!

شافهم محمد يطلعون من الحافة المقابلة له ، وفتح عيووونه وهو يشوف كل واحد منهم راح من جهة بيحاصرونه ..

البنات وكأنهم يناظرون فلم لا إراديا صرخوا يبون محمد ينحاش...
مشاعل وسحر : اهرررررب ..run run run ...
شادن : حاااصروووه رااااح فيها محمد هههههههههههههههه..

محمد يتحداهم : تبطووووون انت وياه...!

ركض من ناحية بندر بظن منه انه أضعف من خالد ونسى ان بندر راعي الحزام الأسود وبضربة وحدة ممكن يطيره بعيد ومو لأنه أصغرهم يطلع الأضعف..

بندر : على وين يالحبيب ماااااالك مفر..

ومسك أخوه ولوى ذراعه ورا ظهره لين وصل خالد اللي قاعد يركض بحذر لا يزلق.. ومسكووه مع بعض ودفوووه بوسط المسبح ياخذ نصيبه...

مشاعل وهي تراقب متحمسة والكاكاو ذاب بيدها : ههههههههههههههه خذ جزااااته ..
سحر شافت محمد يطلع راسه وينفض الموية عن عيونه وهو يضحك للشباب.. وعلقت بضحكة : هههههه فيهم جنوون اليوم..!

شافوا بندر يسوي نفس ما سوى أخوه ..خوّن في خالد وهو يضحك ، وجا من وراااهـ ودفـه بكل قووة وحقـد في الموية جنب محمد ..
وجا دوره يوقف منتــصر على القمة..

بندر : ههههههههههههههاااي خلووكم طايحين في مستنقعكم..

شادن ماتت ضحك : أي مستنقع هههههههههههههههه..!!
سحر : ههههههههههههه خالد اللي راح فيها مسكين.. طالع طيب اثنينهم خوّنوا فيه..

دارت الدورة من جديد وطلعوا خالد ومحمد بيرمون بندر من جديد.. بس بندر قرر يرمي نفسف بنفسه ولا تنهدر كرامته ..

بندر وهو يقفز قفزة الصاروخ : أطب من نفسي أرحم..
لحقه خالد وقفز بالموية ووراه محمد ..
من جد فيهم روووح الشبااااب ومالك الا تبتسم وانت تشوفهم..


هدت شادن وارتخت كتوفها وهي تناظرهم ..وتمتمت لسحر ومشاعل : ما تحسون انهم ناقصين واحد...؟
سحر التفتت لها بسرعة : ناقصين واحد ؟؟؟
شادن بابتسامة نااااعمة : ايه...ناقصين عمر !.. الشباب من زمان ما اجتمعوا هالجمعة لأن كل واحد اشتغل وانشغل عن اللعب والهيصة... والحين يوم اجتمعوا ولعبوا مثل ما كانوا أول ..يصير هو مو معهم ،!!
مشاعل وهي ترجع تناظر من الشباك : صادقه شدون .. اول واحنا صغار ما كانوا يتفارقون ومن غير عمر ما تكمل وناستهم...
سحر : الجايات أكثر وبيوم من الأيام بيرجعون يلعبون هاللعب وعمر معهم.. ( ضحكت بشقاوة ) وقتها بتكونين واقفه هنا وانتي زوجته حامل وتتفرجين عليه..
شادن ووجهها محمر خجل : الله يخس عدوك سحووووووور..
سحر : ههههههههههههههههههههه ما قلت شي غلط..انا أعطيك أمل انه بيوم بيسبحون أربعتهم مع بعض وانتي تراقبين زوجك وانت حااامل.. فيها شي؟؟؟؟؟
شادن : لا تكررين هالكلااااام ترا يخليني انطبخ يا...............


دق جوال شادن بجيبها ويوم طلعته شافته أمها..

شادن : أمي دقت اكيد تبي شي بروح أشوفها ..
مشاعل وهي تاكل الكاكاو العالق بأصابعها : يمكن تسأل عنا..
شادن وهي تطلع من الباب اللي دخلوا منه : بروح أشوف وأرجع..

ظلوا سحر ومشاعل يراقبون الشباب اللي هدت حركتهم ، واضح ان الركض والضحك أنهكهم ..
بندر طااافي على ظهره وهو مغمض عيونه ويسولف.. محمد متسند عالجدار بيده يرتااح.. وخالد جالس عالسلم وجسمه داخل الموية..

مشاعل تلقائيا من هدوئهم وهدوء الجو طرا على بالها تسأل : وش صار مع خالد عقب ذاك الموقف بالمستشفى ..؟
سحر : ماصار شي .. ولا تحققين معي لأني صدق ما أدري عنه وماقالي شي ولا تكلم عن شي..
مشاعل : اف هبيتي فيني وانا ما بعد قلت شي ..!!؟
سحر : لأني أعرفك بتبدين تحقيق مشاعل واعرفك..

مشاعل وهي تناظر بيديها : طيب خلاص توبة أسأل.. أبي أروح أغسل يدي في الحمامات الخاصة أبيك تغطيني وتعلميني أذا جا أحد..
سحر : روحي داخل الفيلا وغسلي يدك بدل ما أغطيك وتغطيني..
مشاعل : لا دااخل بعييييييد مرة ما يمديني أروح وأرجع إلا الشباب قد خلصوا.. المهم ( ناظرت من الشباك شافت خالد يسبح ) بروح أغسل بسرعة وأرجع صفري لي اذا شفتي اخوك طلع مع اني ما أتوقع يطلع الحين شكله مطول...

سحر : بكيفك الذنب برقبتك..
مشاعل : شفيك انتي اقولك غطيني وأول ما تشوفين خالد يطلع السلم صفري.. يدي وسخه من الكاكاو الغبي حقك وانا مو متحملتها..

وراحت مشاعل فتحت الباب الأمامي بخفة .. ولأن الباب مو قدام المسبح مباشرة ما قدروا يشوفونها.. بحيث ان منطقة حوض السباحة على يسار الباب بشكل صاد ، والحمامات الخاصة على يمين الباب في آخر الممر..

طلعت للحمامات الخاصة الأنيقة والراقية ، الأرضية حقتها سيراميك أزرق من أولها لآخرها .. وفيها ثلاث حمامات خاصة للشاور وغرفتين لتبديل ملابس وسونا ...

فتحت الحنفية وغسلت يدها ، لاحظت ان الكاكاو داخل بأظافرها ومطلع شكلها مو حلو ،! تلفتت تدور صابوون ما لقت ، لمحت علب صابون مصفوفة فوق دولاب خاص موجود – جنب المدخل - حق أغراض الشاور للي يبي يتحمم عقب السباحة...

دورت حولها على شي تطلع عليه ، وشافت مثل الكرسي دائري المقعد يُستخدم لمثل هالأغراض..
بس الخبلة ما لمحت انه محطوط بزاوية لأنه غير صالح للإستخدام .. لأن وحده من أرجل الكرسي مكسوره وما يبين الا اللي يدقق ويركز...

خذت الكرسي وطلعت فوقه ، ومدت يدها تحاااول توصل للصابون..


سحر واقفه عند الشباك تراقب على حسب توصيات مشاعل ، بس مشاعل تأخرت مو كل هذا تغسل يدينها ...
شافت خالد يطلع من المسبح ويروح للمنشفة المعلقة على وحدة من الكراسي ويمسح بها وجهه وكتوفه .. وحط المنشفة على رقبته ومشى شكله بيروح للحمامات الخاصة !!..

حقدت على مشااااعل وتوها بتروح للباب الا تشووف محمد بعد يطلع من المسبح ويلحق خااالد... فتحت عيونها عز الله راااااااااااااااااحت فيها مشاعل !!!!!

سمعت محمد يقول لخالد ان منشفته وأغراضه بالملحق بيروح ياخذها ..!!... ارتااااعت وتلفتت حولها شافت فعلا ان ثوب محمد ومنشفته وجواله وبوكه وكل شي موجود هنا بالملحق !!

دق قلبهااااا وماعرفت وش تسوي ..الحين محمد جاي للباب وخالد رايح للحمامات الخاصة.. وهي لازم تنبه مشاعل ..!!
جازفت بنفسها لازم تسرق الوقت راحت للباب وفتحته وطلت براسها وصفـرت..!!... الاا محمـد يطلع بوجهها ..!!..

وقف مصدوووم من وجودها أما هي حمرر وجهها من الموقف وشكله العذااب ، سكرت الباب وانحااااشت للباب الخلفي وطلعت مثل الصاروخ ودموعها بوجهها من الاحراج..


مشاعل بعد عناء توها حطت يدها عالصابون بس سمعت أحد يصفر وانخرش قلبها ، ومن الروعة ارتج ثبات الكرسي من تحتها بدخلة خااالد والمنشفة على كتفه ..

الدولاب كان على يساره حس بالحركة والصرخة الخفيفة التفت وشافها مشاعل ، هالبنت بس تحب المشاااااااكل ..!!

لا شعوري من شافها بتطيح مد يده ومسك ذراعها بقوووة منعها من السقوط بكامل ثقلها ..
طاحت على ركبها من غير لا تتعور.. بس اللي تعور هو ذراعها من مسكته القوووية وكأنه محتر منها وحاط كل حيله في قبضته..

سحبها بخفة وخلاها تقوم على حيلها ،، وحمررر وجهها أول مرة تطيح بمثل هالموقف مع خالد ..
رفعت عينها له ولوجهه المليااان قطرات موية..
بكل برود سحب خالد المنشفة من كتفه ورماها بحركة احتقار على وجهها ..
عطاها ظهره وهو يروح لحنفية ويفتحها ويقول بهدووء مُربك : اطلعي يا مشاعل ...

كانت مصدومة من حركته سحبت المنشفة من راسها وناظرته مو مستوعبة.. على إنها جريئة وهي تعرف انها جريئة معه أحيانا الا ان الموقف هذا ما عدت له حساب وصدمها...

حست بحرارة الدم تمر بذراعها ، قبضته عورتها آلمتها معقوولة كل هذا لأنه خايف عليها ؟؟؟

شافته يلف لها بعصبية : وش تنتظرين؟؟ اقولك اطلعي...

وعت من الصدمة وطاحت المنشفة من يدها للأرض... وركضت قدامه لبرااا وهو ما يدري وش تعابير وجهها هاللحظة ولا اهتم يعرفها حتى...

سكر خالد الحنفية بقوووة وعصبية والتفت للكرسي المكسور ، وعلبة الصابون اللي طايحه بالأرض.. واخيرا منشفته اللي طاحت من بعدها...

هز راسه وتصرفاتها كل ماله ويكرهها اكثر ، ما يدري وش الحل معها...
وصدّق انها جاية هنا عشان ترتب لهاللقا المفاجئ معه...
طايشــة ما يدري متى بتتعدل !!!!


دخلت مشاعل الملحق وجتها الصدمة الثانية .. شافت محمد واقف هناااك وهو لابس ثوبه وأزراره مفتوحة ..وقاعد يدخل أغراضه بجيوبه ..
أول ما دخلت رفع راسه وعقد حواجبه مستغرب ، وهي بلعت ريقهااا..

قررت تحطها بسحر : وين سحر ..؟؟
مرت صورتها على باله : تسأليني؟.. وش جابك لـ هنا ؟؟
مشاعل وهي تدعي البراءة : جيت أدور سحر ما دريت انكم هنا !!
محمد : وجايه تسأليني أنا عن سحر...؟
مشاعل : يعني ما شفتها بالصدفة مثلا..
محمد لانت ملامحه ونزل بصره للجوال ، ودخله بجيبه من غير لا يرد ..وعرفت مشاعل انه شافها والتقوا ..

على طوول وقلبها مضطرب راحت للباب الخلفي وطلعت لا تنفضح أكثر من ما انفضحت.. الحين خالد بيفكر فيها بشكل مو زييين ..بيفكر انها مستقصدة تروح هناك لحالها عشان تشوفه.. وهي هالمرة أبد ما قصدت هالشي..

ضربت راسها بقهر... يا غبية يا غبية يا غبية ..

مع انها بالعادة تفرح اذا صار مثل هاللقا بينها وبينه بس هالمرة غييير ، أول مرة خالد يكلمها ويحتقرها بهالطريقة ...
أول اذا صارت هاللقاءات تشوفه يسكت ويطلع من غير كلمة وحدة.. أو يسلم ويغض بصره بهدوء ..

لكن هالمرة احتقرهااااااااااا مرة وحدة !!... احتقااااار يا كبرها يا مشاااعل !!

وقفت بنص الحديقة رجولها مو راضية تتحرك أكثر ..وشافت سحر واقفة تنتظرها وهي الثانية حالها حاله ووجهها احمرررر من الموقف..

جتها سحر تركض وهي حااااقدة : يا حماااااااااارة يا غبية وين رحتي تأخرتي..
مشاعل وهي نفسها مضطربة : اسكتي أول مرة أحس بهالاحساس..
سحر بقلق : وش احساسه ليه وش صار؟؟.. يا حمارة حطيتيني بموقف مع محمد..
مشاعل بغيض : وانا انحطيت بموقف مع خاااالد ..!!!
سحر بقهر : يا سلااام عليك وبتحطين اللوم علي..!
مشاعل : اسكتي أقول ترا اللي فيني كافيني ..لا أحطه عليك ولا تحطينه علي..
سحر بسخرية : وش صار أكيد صار شي مع دكتور حياتك .. مافيها كلام شفته بنفسي يدخل عليك وانتي يا عمة مشاعل ماااخذه راحتك هناك ولا كأنه بيدخل عليك بأي لحظة..
مشاعل بقهر - وهي القوية الجريئة ، الموقف كان فوووق احتمالها- : لا تزيدين الطين بلة ترا الغصة واقفة في بلعومي..

سحر هدت واستغربت ..بالعادة مشاعل ما تتأثر وتاخذ مواقفها مع خالد ضحك واستهتار حتى لو كانت صدود من خالد ..بس هالمرة غير ، الغصة صدق واضحة بوجه مشاعل : شفيك؟؟
مشاعل : مو شي.. مو شي ! مثل كل مرة مافي شي جديد الا ان هالمرة..........

سحر مو فاهمه شي وش سوى خالد عشان مشاعل تصير غريبة كذا !!

خذت نفس عمييييق وكلمت نفسها بصوت مسموع : انا ما سويت شي غلط انا بس كنت ابي الصابون مافيها شي... والمواقف هذي تصير دايم .. ( تعزي نفسها )

سحر عرفت ان النقاش معها ضايع .. ماتبي تقتنع انها غلطانة وشكل مشاعل صدق اقتنعـت إنها ما غلطت والمواقف هذي على قولها تصير..

نست وتنااست موقف خالد منها وما أعارت له اهتمااام.. تظل هي مشاااعل القويـة اللي ما يهزها شي بالساهل ..،!،
تظل هي الأنثى القويـة بنظر نفسها..!

::::



يتبـــع..!!

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 11:39 PM

_________________
الجـــــزء 8 ...
_________________





بعـد العشا في قصـر أبو خالد..
طلعت سحر مع مشاعل للدور الثاني عشان تعطيها هديتها اللي ما تدري عنها للحين.. واستغلت ان مشاعل مكتئبة فترة العشا عشان تشيل هالكآبة من صدرها ..

أول ما دخلوا الغرفة راحت سحر لمكتبتها وفتحت الدرج وطلعت الكيس الاسود.. ومشاعل عقدت حواجبها وهي تشوف سحر تقرب وهي تضحك : هذي هديتك يا أنثى يا قوية..

هالكلمة خلت مشاعل تبتسم صدق هي أنثى قوية والمفروض ما تخلي خالد أو أي واحد مثله من الجنس الآخر يخليها تكتئب... وبفضول خذت الكيس وفتحته شافت علبة جلدية أنيقة رفعت راسها لسحر متسائلة : وش هذا ؟؟
سحر : هديتك من ابوي.. طبعا ما يقدر يجيب لي وانتي لا بما انك طلبتي منه..

ولفت لورا من جديد وطلعت علبتها الخاصة وفتحتها توريها مشاعل : هذي لي والثانية لك...
ابتسمت مشاعل بفرح مو مصدقة وبسرعة فتحت الكيس وطلعت ساعتها تبي تتأكد.. وبالنهاية ضحكت بعذوبة وضحكت معها سحر...

رجعت مشاعل لطبيعتها بضحكتها وأكيد موقف مثل هذا مارح يهزها... وبتستمر على ماهي عليه بتستمر بمحاولاتها عشان تستحوذ على حب واهتمام خالد ... خالد الحنون مع اخته لكنه معها صاد ومتجاهل ..!!

لبستها بيدها وطلعت حلوة : شراااايك مو قلت لك بتطلع حلوة علي ؟؟
سحر : مبروووك عليك صدق حلوة ما كذبتي ..
مشاعل : ههههههههه وينه عمي أبي أشكره ..من أحلى الهدايا اللي وصلتني
سحر : لا تخافين بوصله كلامك اذا تبين

دخلت مشاعل العلبة داخل الكيس وخلت الساعة عليها ما فصختها ولفت للباب بتطلع : بنزل الحين أكيد بنطلع بأي لحظة ..
سحر بابتسامة : ايه عاد انسي اللي صار... ماحب أشوفك مكتئبة مو لايق عليك ابد ما تعودت أشوفك كذا
مشاعل بشقاوة وخبث : خخخخخ لا تخافين علي يا جبل ما يهزك ريح.. ومحاولة خالد هذي عشان يبعدني فاشلة مو أنا مشمش اللي تستسلم بسهووولة... وبالنهاية يا أنا يا هو...
سحر : ههههههههههههههههه ايه عاد لا تتحمسين بقوة..
مشاعل : لا تخافين علي هههههههههه بتعلق فيه لآخر رمق ما أقدر اشوف غيره..

لانت نظرات سحر على بنت عمها الشقية الحيوية لكن البريئة بمشاعرها ما تدري حست بالشفقة والعطف عليها ، لأي حد وصلتي يا مشاعل بمشاعرك وانتي متماسكة لحد الحين..

وأخيرا ابتسمت : يا حظ خالد فيك
مشاعل قبل لا تطلع وقفت عالباب والتفت بزاوية عينها مسوية نفسها معصبة : ايه عاد فهميه هالكلام..
سحر : هههههههههههههههههه هالمهمة عليك مو علي.. أنا خلاص شلت يدي من سالفتك مابي أتدخل أكثر مابي نظرات منه بعد كذا... تبينه اوصلي له بنفسك
مشاعل بغرور : انا من متى طلبت مساعدتك اصلا.. ساعدي روحك قبل مع حبك الأول ههههههههههههاي..
هنا سحر تنرفزت : الشرهه على اللي تواسيك..
مشاعل بثقة تتميز فيها دايم : انا ما حزنت ولا ضاق خلقي عشان تواسيني .. مو أنا مشاعل اللي بسهولة تزعل وتحزن.. أنا القووووية..
سحر : الله يستر ما تختفي هالقوة في يوم ..
مشاعل بعصبية خفيفة : لا تتفاولين علي بظل قوية طووول عمري اذا تميت ضعيفة مارح أعرف اعيش بين الناس..

قالتها وطلعت وسحر واقفة في مكانها آخر كلمتين تتردد في بالها...
الحب مو ضعف يا سحر مو ضعف!!
وبسرعة لحقتها عشان تودع شادن قبل لا يطلعوون...

في الصالة الرئيسية شافت شادن لابسه عبايتها وناويه تطلع.. ومشاعل واقفه جنبها توريها الهدية بوناااااسة...
شادن : ما شاء الله وش المناسبة ؟ لا يكون ماخذه الأولى على الدفعة وانا مدري!!!
مشاعل : هههههههههههه حبيبة قلبه أنا اكيد بيهديني..
سحر بغيرة : انقلعي ماله حبيبة قلب غيري انا بنته ..
مشاعل : ههههههههههههههه والله انك بزر!!
سحر : شادن لو تبين شي قولي لي مستعدة بنفسي أهديك شي احلى من هالغبية..
شادن ابتسمت وهي ودها تضحك عليهم : ههههههه لا لا مابي شي .. نسيتي وش الهدية اللي جابها لي عمي يوم الملكة ؟! مابي شي ثاني منه اللي جاني منه يكفي..
سحر : اذا ما اهديتك انتي مين أهدي..
شادن : هههههههههه عسل والله مااااابي شي جتني الهدايا اللي تكفي وزيـادة الا ان كانك تبين تهديني شي يوم زواجي..
سحر بحماس لهاليوم : اييييييييييه اكيد ما فيها كلام... انتظر زواجك بحماااس ما تصدقين شلون..
هدت ابتسامتها وبنعومة : ان شالله ربي يكتبه بالقريب.. ادعي عمر يرجع الحين
سحر : الله يرجعه بالسلامة..

طلعوا من الباب العريـض لبرا وشافت سحر في الساحة الأمامية اللي على يمينها خضرة وعلى يسارها خضرة أبوها واقف مع عمها ومعهم بندر.. من انتبه لها بندر تراااجعت بسرعة داخل لأنها بلا حجااب... ابتسم بندر عليها وتقدم لخواته المقبلين ناحيتهم..

بندر : وراها الحلوة انحاشت ؟؟
مشاعل التفتت وراها ما لقت سحر : انحاشت عشانك موجود..
بندر : ههههههههه ناديها خليها تطلع ..
مشاعل : نادها إنت !

وتعدتـه بسرعة رايحه لعمها وأبوها : عمي ..!
التفت لها ابو خالد وابتسم : هلا مشاعل شخبارك وانا عمك ؟
مشاعل بحماس : بخير عموووووو .. عمووو مشكور على هديتك يا حبي لك
ابو خالد بحنية : تستاهلينها ..بس هااا مو معناته انك تهملين دراستك.. جدي واجتهدي وانا عمك..
مشاعل ما جابت خبر الدراسة بس قالت : ابشر من عيوني ..
ابو محمد لبنتـه : وش معك أي هدية ؟؟
مشاعل وهي ترفع يدها توريهم الساعة : عمووو شراها لي..
ابو محمد لأخـوه : وشو له يا مساعد ماله داعي..!!
ابو خالد : الخير واجد ومشاعل تستاهل..حالها من حال سحر ..
مشاعل استاااااانست خلها تحصل شوي الدلال والعز اللي تعيشه سحر.. وياااا حلوه من شعوووووور..!


قريب بندر وشادن واقفين ، وبندر من شاف سحر ما تزحزح من مكانه..

بندر : شفيها الحين مو راضيه تطلع ؟!
شادن : هههههههه وش تبي فيها تطلع تستعرض عليك يعني ههههههه
ضحك : هههههه روحي ناديها
ودفها من كتفها يبيها تروح وهي مستغربة : اقوول انقلع يلله شف ابوي طلع ..

التفت شاف ابوه رايح للبوابة ومشاعل وعمه معه .. الا بدخلة خالد ومحمد من بوابة القصر جايين مقبلين ..

ابو محمد : وين سيارتك يا محمد بنطلع الحين..
مشاعل عيونها على خالد وهو يقرب تراقب تعابير وجهه اللي كانت عاديـة !، .. محمد وقف لأبوه، وخالد كمل طريقه وهو يمر من عند مشاعل من غير لا يلتفت لها ..

محمد : سيارتي برا تبيني أدخلها لك ؟؟
ابو محمد : لا ما يحتاج بنطلع لها ..

التفتت مشاعل لورا شافت خالد رايح للمدخل مو معبر ولا كأنه صاير شي حتى نظرة او التفاته ما عطاها ... اففففففف يا أنا يا أنت يا دكتور ..مو مشكلتي ان الله بلاني وأحبك !!

طلعت مع ابوها واخوها ، وبندر وشادن وراهم .. ، وطلعت ام محمد وانتهى اليوم بالنسبة لسحر عقب ما هدأ البيت..

دخلت غرفتها وتوجهت لبلكون غرفتها الوسييييييع وطلت عالحديقة الكبيرة واللي ماخذه مساحات كبيرة من هالقصر الفخم... تأملت أنوار الحديقة اللي بدت تنطفي اتوماتيكي بالتدريج وبعدها عم الظلام ما عدا أنوار معينة تظل شغالة طول الليل..

ابتسمت عاللي صار اليوم ولو انه محرج لها ولمحمد بس مالها الا تضحك الحين وهي تتذكر..
ولفت داخله للغرفة عشان تنااااام بكرة دوام!!

................................

في الصباح صحت متأخرة عن الجامعة وبسرعة أنهت أمورها وسحبت شنطتها وطلعت تركض.. المشكلة انها بتمر مشاعل على حسب اتفاقهم أمس ومشاااعل بطة مارح يمديها...

تجاوزت غرفة الطعـام من غير لا تناظر داخلها كانت مستعجلة تناظر ساعتها ، انتبه لها ابوها وخالد ومعهم بيان ..

خالد : وش فيها مطيوره ؟؟؟؟
ابو خالد ناداها : سحــر تعالي الفطووور تبين تطلعين من غير أكل؟؟؟

سمعوا صوتها وهي عند الباااب : متأأأخرة ياااااالله بلحق !! وراي علة ثانية بمر عليها..

وسمعوا الباب يتسكر ابتسم عليها ابوها والتفت لولده شافه ياكل بصمت بوجه متجهم ..

ابو خالد : شفيك ؟؟
خالد : سلامتك مافي شي... انا بعد ان ما قمت الحين بتأخر عالدوام..
شرب كوب القهوة حقه وقااام طالع لشغله..

::

وقفت سيارة سحر قدام فيلا عمها ودقت على مشاعل وهي معصبة : مشاعلووووه يلله يالبومة بنتأخر..
مشاعل وشكلها متورطة : دقيقة وجااااااااااية
سحر : وقسم لو ما تطلعين الحين توبة اخذك معي واجيبك..
مشاعل : اف لا تذليني خلاص هذاني نازله..

راحت عيون سحر للباب تنتظره ينفتح وبعد نص دقيقة انفتح ، تنهدت وهي في بالها انها مشاعل لكن اللي طلع من ورا الباب ... بنـدر ووراه محمـد وهم يسولفون..
وقف بندر مكانه وهو لابس النظارة الشمسية من طاحت عينه على سيارة عمه والمخصصة لسحر ما يغلط فيها .. وابتسم بوسع وجهه ابتسامة صباحية مافي احلى منها وقرب من السيارة..

بلعت سحر ريقها الحين بندر بيدق سوالف وصباح الخير وبيأخرها .. أحسن لها تسفهه!
طاحت عينها على محمد الواقف على الرصيف بابتسامة هادية والنظارة الشمسية على وجهه... آآآآه يا حلوك!
جا بندر وبشقاوة قام يدق على شباكها المظلل بالأسود الغامق... ماردت عليه ولا فتحت الشباك سافهته..

بندر وهو يدق : جايه لبيتنا اليوم عندك شي؟؟؟

جاية لاختك هالعلة ومن غيرها !!..
ماردت عليه وهي تنتظر مشاعل الخبلة تطلع من الباب...، وراحت عيونها من جديد لمحمد ما تقدر الا تناظره لما يتواجـد بمكان..،

بندر : الحين ليش سافهتني ؟!!!!
شافت محمد يكلم اخوه : ليش واقف هناك تعال وخل البنت في حالها..
التفت له بندر بنظرة خبيثة بس النظارة غطتها ، لكن ابتسامته وضحت الخبث اللي في باله..

محمد ببرود وهو رافع حاجب من ورا نظارته الغامقة : وش هالابتسامة ؟؟
بندر : ابد سلاااااااااااااامتك يا مستر محمد.. بس انت تعرف وش اللي في بالي..
محمد : كم مرة قلت لك ظنونك غلط..

مارد بندر ورجع لشباك سحر يدقه.. وسحر سمعتهم بس ما فهمت شي والحين متورطه مع بندر أبو المواقف والتعليقات..

استمرت متجاهلته ما فتحت الشباك ومشاعل الحمارة تأخرت!!..
بالنهاية بندر قال يا أنا يا أنتي ، راح لشباك السواق الهندي ودقه..

فتح له الهندي : فيه مشكل ؟؟؟

والله المشكل بقلبي اللي للحين ماعرف له حل !!..

بندر : افتح شباك سحر..
سمع صوتها معصبة : لا تفتحه أنا مستعجله
بندر : أفاااااا... وش هالعصبية والنفسية..؟؟
سحر شوي وتنفجر : من اختك الغبية متأخرة وبتأخرني معها!!
بندر : مشاعل ؟؟

لمحت محمد يروح لسيارته وتعلقت عيونها فيه : روح مع محمد شوفه راح اذا بتروح معه..
ابتسـم : تبين الفكة يعني !!... لا مارح أروح معه بروح بسيارتي ..
سحر شوي وبتصيح شافت ساعتها : الحين وينها هذي ؟؟؟

التفت بندر للباب شاف مشاعل تطلع ركض : هذي هي جت ..
سحر تكلم نفسها : بدري !!!!!!

ابتعد بندر عن الشباك وراااح لسيارة محمد الظاهر ان السواليف بينهم يوم طلعتهم من الباب ما خلصت...

سحر بعد ما ركبت مشاعل : بدرررري يا آنسة !!
مشاعل تتمصلح : حبيبتي سحوور روقي لا تعصبين..

سفهتها سحر ماردت الأحسن لها تحافظ على مزاجها قبل لا يتعكر بالكاااامل...

::

عنـد الشركة !!
نـزل تركي من سيارته وطلع درجات الشركة الأمامية ، وقبل لا يدخل من البوابة وقفت وراه سيارة أنيقة التفت وعرف انها سيارة أبو خالد...

شاف سواقه الخاص ينزل ويدور حول السيارة بيفتح له الباب ، بس تركي بسرعة نزل وهو يرفع يده يوقف السواق..

وينفسه فتح لأبو خالد الباب بابتسامته المميزة.. ،
ابتسم ابو خالد وهو ينزل وصبّح عليه : هلا وليد.. صباح الخير..
تركي بابتسامة بشوشة حلوة : صباحك نور وسرور شخبارك طال عمرك..
ابو خالد : بخير عساك بخير .. أشوف وصلت للشغل قبلي اليوم ما شاء الله عليك
تركي : ابد انا وياك بنفس الوقت توني حتى ما دخلت .. ومارح أدخل قبلك تفضل قدامي..

تحرك ابو خالد داخل بحضوره القوي ، وتركي يمشي على يمينه مبتسم.. حتى اللي بالريسبشن تفاجئوا من دخول وليد يمشي مع المدير...

دخل ابو خالد المصعد بس تركي ما دخل تم برا ..

ابو خالد مستغرب : ادخل ليش واقف..
تركي : لا بلحقك بمصعد ثاني.. مافيني عالكلام!!
ابو خالد بضيق : أي كلام !!... ادخل ولا تعيد الكلام..
أطاع تركي الأمر ودخل ووقف جنب ابو خالد وهو مبتسم ..

وصلوا فوق ومشى ابو خالد وتركي على يمينه والنظرات كلها تلتفت لهم بسبب أثر المدير وقوة شخصيته معهم ...
تركي ما اهتم للنظرات اللي تتوجه له خصوصا هذا غير التنغيزات اللي قاعد يحصلها كل يوم هنا بصفة انه واحد فقير غبي يتقرب من ابو خالد..

مر من اثنين واقفين عند باب مكتبهم واحد منهم يطالعه باستعلاء والثاني جنبه يعلق بهمس !!.. اذا ما غلط تركي هذا اسمه فايز ودايم يناظره بهالطريقة... بس مو تركي اللي ينهز بسهولة ومو نظرة وحدة تأثر فيه وإذا ما لعب فيهم ما يكون تركي ..!

فايز لأبو خالد وهو يمر من عندهم : صباح الخير طال عمرك..

وقف ابو خالد ووقف معه تلقائيا تركي : صباح النور شخباركم شخبار الشغل اليوم ؟؟
فايز : بخير طال عمرك والشغل اليوم حلو ماشي تمام..
ابو خالد : زين اذا احتجتوا شي مثل العادة تعالوا لمكتبي أو روحوا لاستاذ محمد..
فايز بابتسامة : ما يحتاج تقول طال عمرك خلاص لنا سنتين بالشغل الحين وفاهمينه
ابتسم ابو خالد ومشى رايح : زين الله يرضى عليكم..

حط تركي عينه بعين فايز هذا واللي جنبه ومشى ورا المدير مو مهتم لهم...
مارح يخلي ناس مثل هذي تكون حصى بطريقه تأثر عليه عن هدفه... واذا هم مستصغرينه بالنظرات وساكت للحين فلأنهم مو قده وما يبي يضيع وقته في تفاهات مثل هذي...


بعد ما جلس ابو خالد ورا مكتبه رفع راسه لوليد وشافه منزل عينه للأرض وسرحااان وتعابير وجهه غريبة..
ايو خالد : وليد شفيك ؟؟
انتبـه تركي : سم عمي.. مافي شي لا تشغل بالك..
ابو خالد وهو يتفحص وجهه باهتمام : متضايق من شي ؟؟؟
سكت تركــي شوي ما رد ، وبدّل ملامح وجهه للتردد... والمعنى اللي يبيـه وصل لأبو خالد بحذافيره : وجهك يقول انك متضايق من شي ؟!
جـا دور تركـي ينكر : لا لا مااافي شي شوية مشاكل بحياتي الشخصية..
ابو خالد : اهااا زين اذا متضايق من شي هنا يخص الشغل والشركة تعال قلي.. أحس انك تكذب علي بس بسكت عنك.. واذا عندك شي لا تتردد..
ابتسم تركي وهز راسه ايجاب ،، وترك الجـواب معلق وغيّر النقاش ناحية الشغل : ممكن أروح اشوف شغلي الحين..
ابو خالد : ايه براحتك بس روح شوف الاستاذ محمد شغلك عنده اليوم..


أخذ الأوراق من مكتب الاستاذ محمد عشان يوصلها لفرعهم الثاني ،،
وهو يمشي بالممر الطويييل جهة المصاعد ويمر بالأبواب الكثيرة ، طلع واحد فجأة من وحدة من المكاتب وضرب كتفه بكتف تركي بقـووة كبييرة لدرجة ان تركي تراجع لورا من قوة الضربة وتعثرت رجوله في بعض، الشي اللي خلاه يستند عالجدار بيده والأوراق تتنـاثر بالأرض...!،!

رفع عينه يشوف مين المسؤول عن هالشي وشافه فايز ، يناظره باستعلاء وبحاجب مرفوع..
استقام تركي بوقفته وبهدوء : وش مشكلتك انتبـه لا تدعم بالناس !!
فايز بسخرية طالع الأوراق بالارض وراح ماشي : ما انتبهت لك!.. خذ أوراقك ورح شف شغلك..

الحركة مقصودة ، شي واضح بالنسبة لتركي ،
من غير تأثر عدل ياقة قميصه بابتسامة هادية تخفي أشياء كثيرة... وراقب فايز لما اختفى عن عينه وبعدها نزل يجمع الأوراق وراح يشوف شغله !..
عمره مارح ينسى اللي يدوس له على طرف ، ومن بعد أبوه تعلم ياخذ حقه أول بأول ما يفوت أي حركة ضده من أي شخص ... أيا كااان الشخص !!

::::

في بيت أبو محمـد..

دخلت شادن الصالة وهي تغني وشافت بندر حاط راسه على رجل امه وجالس يطن ويزن عليها يبي الغدا..
ضحكت عليه : هههههههههه وش عنده دلوع أمه يطنطن !!
بندر : دلوع امه جوعان الساعة 3 الحين وانا ما اكلت شي من الساعة 9 الصبح..
شادن وهي تجلس : وبعدين غريبة فكرتك رحت للمزرعة انت ما تصدق تتركها الا ترجع لها .. وش جلسك عندنا اليوم..؟
بندر : جلست أغير جو وبعدين ام محمد اليوم الصبح زنت فوق راسي الا اجلس اتغدا بالبيت...
شادن لأمها : هههههههه يمه وينك عنه من زمان توك واقفتله الحين..
ام محمد : انا هالأسبوع رجلي على رجله متوعدتك اسبوع مارح تطب مزرعتك.. بتجلس عندي تاكل وتشرب وتنام على سنع..
بندر : يؤ وش اسبوعه الله يصلح قلبتس بس.. حيواناتي بيموتون مافي احد يأكلهم..
ام محمد بقوة : في ابليييييييييييييييييييييييييييييس..

فتح بندر عيونه عالأخير ، امه حاقده على حيواناته لهالدرجة وشادن ماتت ضحك : هههههههههههههههههههههههه يمه اذا مشاعل حبيبته ماتت هو يموت معها..
بندر : ايه صحيح كلام شدووون يمه لا تعاقبيني أسبوع ، ترا ما اقدر انا بيتي صار هناك واذا تزوجت ان شالله باخذ زوجتي هناك ..
شادن : ههههههههه ومين اللي بتتحمل هالعيشة !!.. ههههههههههه تحفة يابندر..
ام محمد : وخر عني اشووف هذي السفرة جابوها...

قامت امه تشوف ترتيبات طاولة الطعام أما بندر استعدل بجلسته وشادن تضحك عليه... الا هو يحط راسه على رجلها يبي ينام..
شادن : خيييير مانيب امك ترا وخر بروح اشوف امي بساعدها..
بندر : ههههههههه صدق الواحد ما يتميلح لك الا اذا يبي مصلحة.. يعني ما تبين تعرفين أخبار " حبيبي " ؟
يقلدها بنعومة ساخرة ، وهي فتحت عيونها وبدون شعور شدته من شعره تقومه عنها..
بندر : آآآآخ شعري يالظاااااالمة..
شادن وهي تستعدل بجلستها قدامه : صادق ولا تلعب علي..
حك راسه بألم وهي تناظره تنتظر رد... اختفت ملامح الألم من وجهه وقام واقف وهو يقول : مدري...!

شادن : ؟؟؟؟؟؟
ناظرها بابتسامة خفيفة : ايه مدري...
شادن بحقد : وش قصدك انك تعرف آخر اخباره؟؟
بندر وهي يررركض منحاش : يعني ما وصلني خبر عنه ..
رااحت وراه شافته يجلس على الكرسي عند طاولة الطعام ويمسك الصحن الا امه تطقه في كتفه..
شادن : ههههههههههه صاااااير بزر اليوم
ام محمد لبندر : اصبر صبر يامال الصلاااح انتظر ابوك واخوك..
بندر : وانا ملزووووووووم فيهم انتظرهم؟!!!!!
طقته امه مع راسه تهجده وراحت ..
راحت شادن جنبه وهي كاتمه الضحكة : بالله بندر لا تلعب قول الحقيقة..

اخذ بندر الملعقة ودخلها في فمه وصار يلعب فيها بملل ، وشادن تهزه : ها قول ؟
بندر : مدري عنه حاولت اتصل عليه بس رقمه متغير وهو الغبي ما عطاني رقمه الجديد..

دخل عليهم هاللحظة ابو محمد وبعد دقايق الكل كان مجتمع عالسفرة.. ابتسم ابو محمد لشادن وهي بادلته الابتسامة بصمت وبدوا غدا..

ابو محمد في نص الغدا : اقوول يا بندر شرايك تودي سيارتي اليوم الورشة ؟؟
بندر وهو مندمج بالأكل : ليه فيها مشكلة ؟
ابو محمد : مدري عنها المكيف صاير حار ومرة وحدة تشوف الزيت حقها..
تدخلت مشاعل : وشو له كلموا على عمر وخلوه يجي يصلحها أضمن وببلاااااااااش..
شادن ابتسمت من كلام اختها والتفتت لأبوها : صحيح تذكر شلون كان عمر يصلح سيارتك أول كل ماخربت.. ولا شغل أحسن ورشة بالريااض..
بندر يبي يغيضها : عاااد لا تباااالغين..
ناظرته شادن بطرف عينها وابتسم ابو محمد يأيد : صح ما شاء الله عليه مدري من وين تعلم هالشغلة اذكره صلح سيارتي القديمة فوق الخمس مرات كل ما خربت يضبطها.. ومن غير لحد يعلمه ما شاء الله عليه
شادن : لو عمر موجود الحين مارح يبخل اكيد ، هو يحب هالشغلااات والميكانيك مرة كانت هواية له..
محمد : دقوا عليه ، وخلوه يزورنا مرة وحدة..
التفتت شادن لبندر عشان يرد
بندر : مشغووول هاليومين وكل مادقيت ما أحصله..
ابو محمد : الله يعينه ..

رجعت شادن لصحنها تاكل منه ومرة وحدة رجعت ذاكرتها وراااا... يوم ما كانت على مشارف الـ 14 من عمرها ، وعمر 20 سنة تقريبا...

كانت في المطبخ وقتها فتحت باب الثلاجة وخذت قارورة موية وشوية بسكوت من اللي تحب تاكله.. وطلعت برااا بسرعة ناحية المكان اللي يوقف ابوها سيارته بالعادة جنب الحديقة...

وقفت عند السيارة وهي تناظر رجوله اللي طالعه من تحت السيارة ونص جسمه مدفون تحتها ..

ناااااااااادته وهي ترجـف رجله : عــمررر اطلع...
مارد عليها والصوت الوحيد اللي تسمعه هو صوت الحديد والأدواات .. رجفتـه من جديد بقوة أكبر وسمعت صوته يتألم : آآخ... ابعدي عني..
شادن : اطلع حشى خست تحت السيارة هذاني جبت لك موية ..

تحرك أخيرا وطلع راسه من تحت السيارة وحااااااالته صعبة... ناظرته شادن بقرف كان العرق يغطي وجهه واللون الأسود يلوثه ويلوث ملابسه لدرجة انه طلع انسااان ثاني..

عمر بابتسامة ناعمة وهو يمد يده لها : لهالدرجة شكلي مقرف..
شادن بصراحة : مرررررررررررررررررة...
عمر : حلوة الصراحة .. عطيني انا عطشان
رمت عليه العلبة من بعيد لبعيد عشان ما تلمس يدها يده وتتوصخ.. وهو فهم قصدها بس ما علق..
عقب ما شرب رفع راسه لها : اجلسي ليش واقفه ؟؟
شادن : لا أخاف توصخني..
عمر بهدوء : افااا... عفتيني الحين..
شادن : المهم اذا جوعاااان هذا البسكوت اللي تحبه... ليش ما تغديت ؟؟
عمر وهو ياخذ بسكوته وياكل نصها : قاعد أصلح سيارة ابوي .. ( مد لها النص الثاني )
شادن بقرف : لا مابي..

سكت عمر ورجع يتأمل قدااام وهو مريح يدينه على ركبه وشكله سرح ،، تعبت شادن من الوقوف وجلست جنبه..
التفت لها أول ما جلست وناااظر بوجهها بصمت ،، لا أراديا حست بالحرارة تشع من وجهها لأول مرة ونزلت عيونها للأرض ما تدري وش فيها وقتها ،، أو وش حصل !!..

عمر وهو ياكل بسكوتة ثانية ويناظرها ببرود وهدوء : شفيك ؟؟... مستحية...
فتحت عيونها وطقته من كتفه : من قاااال !!..
ناظر وجهها باستغراب : وجهك أحمر ..!!

شهقت مو مستوعبة وحطت يديها على خدودها تتحسسها .. وش هالملاحظة الغريبة اللي قالها لها ؟!.. هي ما تستحي منه طول عمره كان بير اسرارها بس بذيك الايام بدا الحال يختلف ، بدت كل ما ناظر فيها وطوّل بنظراته تحس بالحرارة في وجهها ويظل هو يستغرب من تغير ملامحها..

حست وقتها بالدم ينبض بعروقها وعمر لسبب غريب يقلب حالها وملامحها...

عمر وهو ماسك البسكوتة بأسنانه : شادن؟... شااادن...
انتبهت ولفت له بسرعة : هاه...
عمر : روحي عني الحين..
شادن باستغراب : ليش؟؟
عمر : لأني كذا ما أعرف اشتغل .. قربت أنتهي بس وجودك عندي بيأخرني..
شادن بحنق : يا سلااام!!.. وش دخلني انا ماني رايحة بجلس .. ما جلست معك من يومين كل ما أدورك ما ألقاك

ما علّـق انسدح تحت السيارة ورجفها برجله على خفيف يحارشها ، ومن قهرها طقته برجله ترد له الحركة..


وعـت من سرحانها لقت نفسها لحالها عالسفرة والكل قـام ماعداها هي ... ضحكت على نفسها انا وووين رحــت ؟!؟!..

::

بعد يوميــن ،!،

كانـت سحر متواعـده مع مشاعل يطلعون للمكتبة عشان بعض الأغراض وخصوصا لمشاعل..
وكان اتفاقهم هذا من يومين على أساس يتلاقون هناك..
وسحر تأخرت عن الموعد..

طلعت من مدخـل الفيلا وهي تلف طرحتها على راسها ، إلا أبوها بوجهها جاي يدخل..
ابتسم بوجهها وباستغراب : على وين سحر ؟
سحر : بطلع للمكتبة متواعدة مع مشاعل تحتاج لشوية كتب ومراجع ، وأنا بشوف يمكن الاقي لي شي أحتاجه هناك..
أبو خالد : اهاا زين.. لا تتأخرين طيب؟؟
سحر : ان شالله...
ركبت سيارتها اللي تنتظرها عند البوابة وطلعت جوالها عشان تدق على مشاعل .. بس مشاعل ما ردت !!

وصلـت لجريـر ونزلت وهي تعدل حجابها ودخلت مع البوابة ، وأول ما دخلت قلبت عيونها يمين ويسار لعل مشاعل تلمحها وتجي ...، شافت ساعة معصمها لقتها 8 وربع وهي متواعدة مع مشاعل على ثمان.. يعني متأخرة !
ما حصلتها ولا قدرت تلمح أحد يشبه مشاعل وبالنهاية اضطرت تدق عليها وهالمرة بالموت ردت..

سحر وهي متوترة من النظرات : مشيعل وينك يا غبية ؟؟
مشاعل وشكلها محتاااسه : هلااا سحور تعالي أنا فوق قاعدة أحوس مو عارفه وش اخذ ..
رفعت سحر عينها تلقائيا للدور الثاني ومشت للدرج طالعه : هذاني جايتك..!

طلعت فوق ، ومشت وهي تتلفت تدور مشاعل بين الأرفف والكتب والناس الرايحة والجاية ..!.. وأخيرا لقتها واقفة قدام وحدة من الأرفف وبيديها كتابين قد راسها ، وشكلها حيرانه مضيعه ما تدري وين ربي حاطها ..
كتمت ضحكتها وقربت منها : مشاااعل هههههه والله انك تحفة مو لايق عليك ابدا.. الكتب بجهة وانتي بجهة..
مشاعل وشكلها حايمه كبدها : انقلعي وش اسوي مو بيدي.. والا أنا أكره الكتب شوفي شلون شكلها تخرع تسد النفس كل واحد 200 صفحة يا كافي..!!!
سحر : ههههههههههههه أجل وش تبين انتي بالجامعة حبيبتي مو بالمدرسة.. أجل لو تشوفيني شلون كنت أدرس برا دراسة ما تجي للدراسة الغبية هنا !!
مشاعل وهي ترجع تقلب كتبها بيدينها : المهم شووووفي شرايك..
خذت سحر الكتاب وقرأت اسم الكاتب : مو قلتي لي عشان بروجيكت بحث ما ادري وشو ؟!
مشاعل : ايه !.. ولا انا وين والبحوث وين..والمشكلة البنات اللي في مجموعتي متوعديني والا انا كنت ناويه أصفطهم
سحر وهي تناظر بالأرفف فوق وتحت : ههههههه بتفيدك القراية شوي عالأقل تتثقفين وتقدرين تتقربين من خالد... مارح توصلين له وانتي على حالتك هذي غيري من نفسك الدكتور مثقف حاولي تجارينه شوي ..
مشاعل وهي تمد يدها تنرفزت : هاتي الكتاب اقول هاتيه وعن الفلسفة والكلام اللي ماله سنع..
سحبت الكتاب بقوة ورجعته مكانه بالرف ومشت قدام تبحث عن غيره .. وسحر لحقتها وكأنها تذكرت شي..!
سحر : الا تعااالي مين جابك ؟!.. ولا جايه لحالك ؟!
مشاعل وهي مركزة على أسماء الكتب ردّت بلا اهتمام : ..محمـد..!
وقفت سحر مكانها وهي معقدة حواجبها : محمد؟؟؟؟؟؟
مشاعل : يس..!
تلفتت سحر لا أراديا من سمعت اسمه ورجعت لمشاعل : وينه..حطك وراح يعني ؟؟؟
مشاعل : لا موجود بالمكتبة...
ما ودها تسأل عنه أكثر بس ما تقدر تمسك لسانها : وينه ما شفته؟؟
مشاعل : ما ادري عنه انا رحت من جهة وهو راح من جهة تلقينه الأخ عند قسم البيزنس يضيع وقته يعرفني مطوله ..
حطت سحر الكتاب اللي بيدها وراحت بسرعة وخطوات سريعة تشوف وينه بالضبط..!... تلفتت حولها بس ولا رجال كان يشبه له !!.. محمد مميز مو بالسهولة تلاقي اللي يشبهون له ...

وقفت عند الدرابزين الزجاجي تتأمل الناس المنتشرين تحت ... حركت عيونها يمين ويسار ونبض قلبها غير عن المعتاد يوم طاحت عينها على واحد معطيها قفاه بالدور الأرضي يشبه له بوقفته ... كان عند قسم البيزنس مثل ما قالت مشاعل وكان لابس تي شيرت أسود وبنطلون جينز...
من غير لا تتحكم بتصرفاتها نزلت رجولها الدرج لين استقرت تحت... وقفت ثواني قبل لا تمشي خطواتها لذاك القسم وهي تشوف كتوفه وشعره الأسود ظاهر من بين الرفوف !
تحركت لهناك وكل ما تقرب كل ما تشتد قبضتها .. كان هادي منزل راسه واضح انه مندمج مو داري عن اللي حوله .. وش قاعد يقرى؟؟؟؟
وقفت على بداية السيب اللي هو فيه وشافته محمد أكّد لها قلبها قبل لا تأكد لها عيونها ! ماسك كتاب بيزنس بيد واليد الثانية مدخلها بجيبه ومايل بوقفته ...
ضيقت عيونها بفضول تحاول تلقط اسم الكتاب بس ما فلحت... تأملت بعيونه المستقرة عالسطور لاحظت انه فعلا مندمج ومو حاس بقربها...
هو أنت أصلا متى حسيت ؟؟...
بجنون قررت تخليه يحس انها قريبة من غير لا يعرف انها قاصده..

قربت خطوة لداخل السيب ومدت يدها لأول كتاب بالرف، سحبته وفتحته بشكل عشوائي.. ورفعت عينها له شافته ما رف له رمش حتى.. فتحت صفحة ورا صفحة بصوت عالي لعلها تشوشر عليه الجو ويطلع من اندماجه، لاحظت ان ما عنده دم ولا هو حاس... فتحت الصفحات بسرعة أكبر يمكن هالشي يفلح معه لكن أبد ! شافته يفتح صفحة جديدة ويقرا وهو معقد حواجبه..!
ليتك تنتبه !! هو أنا وشو بالنسبة لك ؟.. لمتى بتحمل تجاهلك وانت تدري عني لمتتتتى ؟؟؟
بعصبية سكرت الكتاب بقوة وبصوت عااالي ودفته مكانه بالرف بيأس ، بالوقت اللي انتبه فيه محمد للصوت ورفع راسه عن الكتاب وطاحت عينه عليها ، استغرب من وجودها!!.. شافها معبسة وهي ترجع الكتاب مكانه ..
محمد : سحر؟؟؟؟
فززت كتوفها والتفتت مرتاعه ولقت نفسها تنطق اسمه من الربكة : محمد ؟؟؟؟
سكر الكتاب وظل ماسكه : تبين شي ؟؟
وااااثق !!!..،، بدون اهتمام صدت عنه تناظر بالكتب وتتفرج وهي ما تدري أصلا وش تتفرج عليه : جايه أدور على كتاب معين..
حست بعيونه السخرية واستحت على وجهها : تدورين كتاب في قسم البيزنس ؟!!
سحر وهي تدعي عدم الاهتمام وببرود : جايه ادور على كتاب ابوي موصيني عليه مو لي...
هز راسه بتفهم وبعدها اخذ كتابه معه وطلع من السيب للسيب الثاني تاركها لحالها واقفة بدون حتى ما يسألها لو يقدر يساعدها...
نفسها بس تعرف وش يزعجه ، كل ما شافها يبين انه منزعج من شي وهي للحين متحمله تجاهله ..!
زفرت بعمق وطلعت مرة ثانية لفوق تدور مشاعل ... شافتها للحين غايصة كل ما تختار كتاب ترجعه وتاخذ غيره..!
أما هي راحت لقسم الروايات تدور لها على شي وتتفرج تضيع الوقت ، ويمكن بالصدفة تحصل لها شي حلووو..
سمعت مشاعل تناديها تركت الرواية اللي بيدها وراحت تشوفها ..
سحر : هاه حصلتي شي ؟؟
مشاعل : تعااالي ساعديني حسيت اني داخله متاهة ماعرفت أطلع منها... الحين الناس كيف يختارون انا ضايعه عندي ألف اختيار واختيار ومدري وش الأحسن..
سحر : خلينا نسأل الموظفين ..
مشاعل : والموظفين وش عرفهم بيعطونا الأغلى ويخربطون علينا بكلمتين ..!!
سحر : ههههههههههههههههههه اسألي طيب مارح تخسرين شي!
مشاعل : شفتي محمد؟؟؟
سحر وهي ترجع تناظر بالكتب : لا.....!
مشاعل بخبث ونظرات شيطانية : عيني بعينك!!
سحر : قلت لك لا...
مشاعل : احلفي...
اعتـرفـت ببرود : شفته عندك مانع..
مشاعل : وان شالله طلعتي عليه كذا...؟
سحر ناظرت نفسها باستغراب : شفيني ...
مشاعل : اذا تبين تروحين له غطي وجهك ولا بيسفل فيك..
سحر انقهرت : خير ان شالله يسفل فيني ؟!... هذاني متحجبة حتى مكياج ما حطيت..
مشاعل : والله بكيفك انا علمتك بندر غير محمد يمشيها لك ، بس محمد ما يحب كذا..
سحر : والله مو مشكلتي من صغري وانا كذا..
طنشت سحر الموضوع وراحت بعد ما لمحت كتاب يلفت النظر : خلك من غطاي الحين تعالي شوفي ذا ..
انشغلوا من جديد مع بعض شيل وحط من ناحية مشاعل اللي كرهت عمرها اكثر واكثر وكرهت الجامعة وخرابيط الجامعة !!..وسحر تتحرك معها بكل جهة تشاورها.. والوقت يمــر عليهم..

ومع الوقت حصلت سحر نفسها بقسم قصص الأطفال باللغة الانجليزية .. وطاحت عينها بالصدفة على مجموعة كتب متنوعة بعنوان " سندريلا " ،، ابتسمت وهي تاخذ واحد وتتصفحه..
بيان تحب هالقصة وكان عندها كتاب عنها بس انه ضاع بيوم !.. فرصة تاخذ لها قصة جديدة بدل القديمة وبصور وألوان أحلى..!
خذت كتابين طباعة مختلفة بتروح تستفسر عنهم الا محمد واقف بوجهها يطالعها ويطالع اللي بيدها ..
نزلت عينها عنه وضمت الكتب لصدرها وسمعته يتكلم : وينها مشاعل؟؟
سحر وهي تقلد سخريته قبل شوي : جاي تدور مشاعل بقسم قصص الأطفال ؟!!
فهم قصدها وإنها ترد له الحركة ...ابتسم على خفيف وذااااابت ، ناظرت بعيد عن عيونه بتوتر
ليش يبتسم الحين ليش يفاجئها ؟!..
لف بجسمه بيروح ، وقال وهو على نفس الابتسامة الخفيفة : مو غريبة عليك ألاقيك هنا...
راح عنها وهي واقفه مكانها مخدرة.. مو مستوعبة محمد يبتسم ! يبتسم! يبتسم لها!!
حتى لو كانت ابتسامة خفيفة..لكنها تظل بالنهاية ابتسامة..!!

ما فهمت كلامه في البداية بس بعد لحظات فهمتها قصده واضح... انه يناظرها مجرد طفلة مو غريبة تنشاف هنا !!..
بووزت لهالدرجة الكل يناظرها بهالطريقة لهالدرجة مو مبينة ناضجة !!... حتى خووووويلد يقوله!!

ما تضايقت بالعكس عضت على شفايفها من الفرحة الخفية.. حلوو شعورها وهي تكتشف شلون محمد ينظر لها .. وابتسامته حتى لو انها طلعت منه من غير ما يقصد الا انها كافيه عشان تنعشها بقية اليوووم..
ركزت في بالها ابتسامته الشي الوحيد اللي مارح تنساه بسهولة ، تنفست وراحت تستفسر وهي مبتسمة فرحانة ، ابتسامة وحدة من محمد أسعدتها...

مشاعل واقفة وأخيرا قررت تثبت على راي والباقي بالطقاق.. تعبت نفسيا من الحيرة وهي بهالأمور ما تعرف شي..
الا محمد يطلع بوجهها : ها مشاعل ما خلصتي؟؟
رفعت راسها وتنهدت جااااا الفرج .. محمد رايه ينوثق فيه : يعني.. تعاااال تكفى راسي صدع ماعرف راسي من ساسي..
ضحك عليها : ههههههههههه عطيني اشوف..
عطته الكتب تبي الفكة وخلت له القرار ..
محمد : كلها مبينة كويسة خذي اللي تبينه ..
مشاعل بملل : على مسؤوليتك
محمد : ههههههه على مسؤوليتي ولا تكثرين الكلام..
توهم بيروحون الا مشاعل توقف وهي معقدة حواجبها ، ورجعت للرفوف تناظر ..
مشاعل : والا اقولك هونت باخذ هالأسود واللي معك رجعه مابيه..
محمد لاحظ ترددها وهي تقلب نظرها بين خياراتها واخيرا سحب الأسود والتفت لها : خلك واثقة كل الكتب هنا كويسة وكُتابها معروفين ..
مشاعل كلمت نفسها وأنا ليش مجننه نفسي يحمدووووون ربهم : ايه صح ليش اتعب نفسي خلنا ناخذ هذا...
خذته وهي مصرة ما تتراجع تعبت ،لها ساعتين دااار راسها وهي بهالمكااان..
مشاعل وهم يوقفون عند الدرج قبل لا ينزلون : وينها سحر ؟؟
محمد تلفت يمين ويسار يدورها ، وضاااقت عيونه فجأة.. وسكــت
التفتت مشاعل للجهة اللي يناظرها شافت سحر واقفة تكلم واحد من الموظفين اللي قاعد يضحك وهي شكلها بشكل عفوي تبتسم وهي تأشر عالكتاب بيدها والضحكة مكتومة بوجهها..
رجعت لمحمد شافته متجهم وهو ينااظر هناك.. بتوتر مدت له كتبها وهي تقول : بروح أناديها ...
وبسرعة راااحت هناك وهي تحس بالنار المشتعلة وراها ..
مشاعل : سحرررررر...
سحر وهي تلتفت لمشاعل : هلا مشاعل .. ( رجعت للموظف )..give me the best one.. with better colors and pictures..
العااامل وهو مبتسم : I'm sorry I didn't understand you at the beginning.. OK I will see what we have.. wait!
سحر : اوكي..
مشاعل : سحووور يلله خلينا نطلع محمد ينتظر..
سحر : دقيقة طلبت منه كتاب باخذه لبيان..
مشاعل : الله يهديك والموضوع يستاهل تضحكين وتبتسمين..
سحر استغربت : ضحكت ؟؟؟؟؟؟؟؟
مشاعل : ايه تبتسمين..
سحر : مو قصدي الابتسامة طلعت من غير قصد هو غبي قاعد يضحك على نفسه..
مشاعل : المهم تعااالي محمد ينتظر..
رفعت سحر عينها وشافته واقف حاط يده على الدرابزين ومعطيهم جنبه وعيونه بعيد.. وناظرت بمشاعل وهي تنتظر العامل : طيب دقايق ..
لفت مشاعل لمحمد باللحظة اللي التفت لهم فيها وأشر لها تجي... راحت له وهي حاسة بمزاجه المتعكر..

محمد : قولي لها تجي بنطلع!
مشاعل : تقول دقيقة طلبت كتاب وراح الموظف يشوف سالفته..
محمد : والكتب اللي كانت معها قبل شوي وينها؟؟
مشاعل : مدري أكيد طلبت غيرها..
تأملت وجهه وهو يزفر زفرة عميقة وبدون كلام دف الكتب بحضنها وراح لجهة سحر..
محمد : سحر..!
لفت له باستغراب : نعم..
محمد : يلله قدامي بنطلع..
رفعت حواجبها : دقيقة طيب باخذ كتاب لبيان وبطلع وراكم..
محمد : قلت لك قدامي الحين..
ناظرته ماعرفت وش تقول وراه قاعد يتأمر!!!

سحر : طيب ما قلت لا ، دقيقة بس..
شافته ياخذ نفس عميق ويلتفت يمين ، التفتت يمين معه شافت الموظف جاي مبتسم والكتاب المطلوب بيده..
الموظف : that's it
سحر : ثااانكس..
توها بتمد يدها بتاخذه الا تفاجئت بيد محمد اللي سحب الكتاب من الموظف بكل قوة وأشر لها تتحرك : يلله قداااامي..

تجاهلت نبرة الجفاء وتحركت قدامه لأنها تعرف مزاجيته ومشت جنب مشاعل وهي ساكتة ومشاعل تعاتبها..
مشاعل : كان قصرتيها وماجادلتيه !!
سحر وهي مو فاهمه شي : أقصر ايش يا مشاعل انا ما قلت شي غلط ولا قصدي أجادله..
مشاعل : تعرفينه محمد وتعرفين طبعه..
سحر : لا ما أعرفه ولا أعرف طبعه.. ونفسي يوم أفهمه بكل لحظة له حال !

وسكتت وهي تتذكر ابتسامته وتعليقه قبل شوي ، ومزاجه اللي راق فجأة لكن الحين حسته تغير..... تعبت تظن ان العيب فيها !! تعبت تفكر انه فاشلة بكسب ودّه..!

راحت ناحية سيارتها الا محمد يقرب منها : اركبي معي انا أوصلك..
سحر باستغراب : لا ما يحتاج والسواق ليش جاي معي..
محمد بعصبية يحاول يخفيها : لا تطولينها اركبي معي والسواق ينقلع للبيت لحاله..

تفاجأت من نبرة العصبية هذاااا شفييييه ليش قاعد يكلمني كذا بأي حق..
سحر : شفيك؟؟ انا بروح بسيارتي مافيها شي ومو أول مرة متعوده أنا..
ناظر بعيونها بعصبية وصمت ، سحر عنيدة ومدللة ومارح ترضخ بسهولة وهذاااا شي يزعجه..
رمى كيسها قدامها : تنرفزين الواحد...!

قالها وراح لسيارته وتحرك من غير لا يلتفت لها ثانية.. أما هي واقفه مكانها بصمت مصدومة مستغربة ..
قلبها يعووورها من الاحساس المؤلم هذا.. من كلمته !.. من نظرته !
أنا أنرفزه ؟؟.. طيب ليش انا مااا سويت شي شفيه قبل شوي مثل العسل ابتسم وريَّح قلبي والحين تحطم هالشعووور...
نزلت وخذت كيسها وفتحت الباب وركبت وهي تتنهد... أسندت راسها عالشبااااك وغمضت عيونها بألم وحزن... تحبه والمشكلة ما تقدر تفهمه!!

::::

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 11:47 PM



الصبح التالـي ..!،!

دخل تركي الشركة كعادته وصعد للطابق الاخير بيسلم بعض الاوراق...
دق باب وحدة من المكاتب اللي فيها أربع موظفين داقين سوالف وتاركين الشغل..

رفعوا عينهم له يناظرونه ويتأملونه بطريقة غريبة مثل كل مرة .. مازال السؤال يدور بينهم ، مو من عادة ابو خالد يوظف ناس واطين المستوى والعلم خصوصا بهالشكل ..
طاحت عين تركي على فايز الموجود قبال الباب وراح له وحط الأوراق قدامه وهو يقول : هذي الأوراق اللي طلبها أبو خالد شوف شغلها ..

فايز بكل اهمال أشر عليه يروح للموظف اللي جنبه : روح لحمد هذا هو فاضي..
التفت تركي لحمد هذا وتوه بيروح له لكن حمد أشر عليه يروح لغيره : رووح لفايز انا ماني فاضي..

ضحك فايز : مشغوول علينا !!
حمد : هههههههه وش عليك هذا انت من ساعتين ماسك لك كوب هالقهوة وتارك شغلك..
فايز : شوف شغلها انا ماني شايف شي... ولا اقولك يا وليد ليش ما تشوفها انت تتعلم لك شي يفيدك ..

رفع تركي حاجب من السخرية الخفية بكلامه وراح يقرب منه : ليش؟ وليد هذا ماعجبك..

فايز بسخرية تضحك اللي معه : انت ما شفت نفسك ؟.. انت جاي هنا وش تبي اللي مثلك ما يضفه الا بسطه في أردى الأسواق..
ابتسم تركي ابتسامة اكتفت انها تستفزه ومن غير لا يعلق..

تغيرت تعابير فايز وليد هذا مو معجبه أبد مو داخل مزاجه : على ايش تضحك ان شالله ترا هالغرفة واللي فيها ارقى منك لا تشوف نفسك اكبر من مقدارك..

قرب تركي زيادة ورمى الأوراق قدامه وبصيغة أمر اللي مثله ما يقولها : شوف شغلك وبلا هرج زايد..

فايز : من شايف نفسك انا اللي اعطي الأمر لك مو أنت..

تركي مازال على هدوءه : الظاهر تبي مشكلة ؟؟؟؟

قام حمد الثاني وراح لفايز بيهديه لأن الجو انشحن وصوته بدا يعلا ..
مسك ذراع فايز يهديه : اهدى شفيك ؟..

فايز : انت على ايش شايف نفسك ترا حدك مرسال لا اكثر ولا اقل وقدرك هنا قدر أي فراش تفهم...
تركي بابتسامة جانبية وبهدوء : عاد ابو خالد قاعد يسمعني كلام غير ... وقريب بيرقيني ويمكن اصير مديرك انت وهو تصدق ؟

من سمع فايز هالكلام انجن صابه جنون ،، بعد هذا اللي ناقص وليد الغبي هذا يصير مدير ، وابو خالد مو بعيده يسويها وهم يشوفون قرب وليد منه ودايم مخاويه !!

طبعا سالفة الترقية جابها تركي من راسه ما صار شي بهالموضوع ،بس استفاد من قربه الملحوظ من ابو خالد وان الموظفين كلهم يدرون عن هالشي...


في مكتب ابو خالد ..
كان ابو خالد يتناقش مع محمد اللي قاعد قدامه .. وفجأة سمعوا أصوات تعلا وتعلا غير طبيعية
رفع ابو خالد راسه باستغراب : خير ان شالله وش السالفة ؟؟
محمد الجالس قدامه استغرب : مدري طال عمرك ..

أرهفوا السمع وسمع ابو خالد سب ولعن وشتم وصراخ ، حس ان الموضوع كبير قام بسرعة من كرسيه ومحمد راح وراه ..

فتح باب مكتبه الأنيق وطلع للممر العريض الطويل .. وشاف الموظفين متجمعين وواحد منهم ماسك ثاني من ياقة بلوزته وملزقه بالجدار يلعنه ويهدده.. والثاني سااااكت ما يرد...

قرب ابو خالد بهيبـته وبصوته الجهوووري : خير ان شالله وش صاير ؟؟؟

ابتعدوا الموظفين عن طريقه احترام ، واندهش وهو يشوف فايز ماسك وليد من ياقته وملزقه بالجدار ووليد سااااااكت حتى ما يدافع عن نفسه...

عصـب وش هالمهزلة : فايز ابعد خير ان شالله بشارع احنا ولا بروضة اطفال .. هاااااااااااه ؟؟؟؟؟
شال فايز يده عن تركي وتراجع مرتبك .. أما تركي سحب ملابسه يعدلها وهو يناظر فايز الخايف والتفت لعمه ابو خالد..

تركي : ما عليه يا عمي حصل سوء تفاهم...
ابو خالد وهو معصب واذا عصب الكل يبقى ساكت : سوء تفاهم ماهو سوء تفاهم ماله حق يمد يده على أحد ..( التفت لفايز ) ها يا فايز طول وعرض بتجي الحين تخرب صورتك في عيني بهالتصرفات الرعنا..

فايز طالع تركي باستحقار : طال عمرك انت ما سمعته وش قاعد يقوول....
ابو خالد : ما يهمني اللي قاله اللي يهمني ان النظام يمشي هنا مابي مشاكل... احنا بشركة ومكان عمل بأي حق تقوم وتمد يدك عليه!!!

تركي قرب من ابو خالد وباس كتفه قدام عيون فايز وكنه هو الغلطان : عمي لا تشيل بخاطرك ان شالله ما يتكرر هالشي...

ناظر ابو خالد في وجه تركي ورجع لفايز : والحين قولوا لي وش صار ومين اللي بدا عالثاني ؟؟؟
سكتوووا كلهم وابو خالد أعاد السؤال وعصبيته تزيد : قلت مين اللي بادي وغلط عالثاني ، تصرفات مثل هذي ما اقبلها بمكان عمل ..

تركي نزل راسه يمثّل المغلوب على امره : عمي المشكلة ان كل اللي بالشركة مو طايقين وجودي .. أنا آآسف اذا أزعجتك .. عن اذنك...

وشق طريقه من بين الموظفين الواقفين وابو خالد يناديه يبيه يرجع ، وكلمة "وليد" الأخيرة أثرت عليه..

ابو خالد : وليد تعاااال ما بعد خلصت كلامي ..

لكن وليد أو تركي مارد كمل طريقه واختفى ..
رجع ابو خالد للموظفين وهو واصل لأقصى مراحل العصبية : محد متحرك من هنا قبل لا اسمع تفسير للي قاله وليد الحين... وش معناة هالكلام ان محد عاجبه وجود وليد معنا.. هالكلام صحيح ؟؟؟

حمد تدخل : طال عمرك هذا ماهو صحيح..
ابو خالد التفت لفايز : تكلم يا فايز هالكلام صحيح ؟؟

مارد فايز يخاف تطلع منه كلمة غلط وبعدين يروح هو ووظيفته فيها !!!

تدخل محمـد أخيرا بعد ما كان واقف يسمع ويشوف : طال عمرك هد أعصابك الحين وأنا اللي بتصرف..
ابو خالد : قلت ماني متحرك هنا قبل لا اعرف وش حصل؟.. أحد يتكلم قبل لا أتصرف تصرف تندمون عليه ..
واحد من اللي خاف على وظيفته تدخل : طال عمرك أنا شفت المشكلة كلها..
ابو خالد : طيب تكلم ..

طالع الموظف في فايز بلا اهتمام ورجع لابو خالد : طال عمرك فايز بدى المشكلة من لا شي.. وليد دخل علينا يعطيه بعض الاوراق وقال له فايز كلمتين ما تسر وبدت الخناقة ، وليد ما غلط حتى انه ما مد يده ودافع عن نفسه..

ابو خالد : هذا صحيح يا فايز ؟
فايز ينكر : لا ماهو صحيح !!
ابو خالد : يصير خير بهالموضوع تعال لمكتبي.. ( والتفت للواقفين ) .. هي كلمتين احفظوها ومابي مشاكل.. وليد حاله حالكم له نفس المعاملة اللي لكم ولو أسمع بمشكلة ثانية او مضايقة له باخذ تصرف واجراء ما يعجبكم... مفهوم ؟

عطاهم نظرة أخيرة واستدار بهيبته راجـع لمكتبه ، ومحمد طلب منهم يرجعون لمكاتبهم وشغلهم وينسون ان فيه شي حاصل ..

قبل لا يدخل ابو خالد مكتبه التفت لسكرتيره : اتصل على وليد خله يجيني الحين ..
السكرتير : ان شالله ..

دخل وجلس على كرسيه وهو يزفر وكلمة وليد الأخيرة تتردد بسمعه..


تحت في المواقف ..تركي جالس بسيارته مبتسم وهو يتذكر الموقف ..كان داخل المكتب وهو ناوي نية !!.. كان قاصد يستفز فايز هذا ويجره بالكلام ، وكان قاصد يخلي هالخناقة تقوم...
ترك فايز هذا يتهجم عليه من غير لا يحرك هو ساكن عشان يظهر بمظهر البرئ المعتدى عليه !!

دق تلفوونه ابتسم اكثر ، هذا الهدف وصل !!

تركي : هلا..
السكرتير : هلا وليد... المدير ابو خالد طالبك يبيك تجي له ضروري..
تركي : ان شالله قوله اني جاي بالطريق..

سكر وهي مبتسم بدهاء.. محد يوقف في طريق تركي يا فايز يا غبي.. واعتبر نفسك طاير من الشركة هههههه...


نزل من سيارته وطلع فوق ..
دخل مكتب السكرتير واستأذن يدخل على المدير بعد ما عدل ملابسه..

دق الباب ودخل وهو يرسم نظرة مكسورة على عينه وابتسامه مغصوبة مفتلعة ..

تركي : طلبتني طال عمرك ؟؟
ابتسم ابو خالد له بحنية : ارتاح يا ولدي أبي أكلمك شوي ..
جلس وهو يداري عيونه عنه : سم اطلب.. اذا زعلان من اللي صار فبقولك آسف مرة ثانية.. حقك عليك اعتبرني الغلطان..

ابو خالد : لا يا ولدي منت غلطان ولا تهتم للي يصير... انا بهتم بالموضوع بس شكلك مو مرتاح بشغلك ؟؟
تركي : لا مرتاح والحمدلله لا تشيل همي ..
ابو خالد : ليش ما قلت لي من قبل انك متضايق من تعامل الموظفين.. ليش يوم سألتك قبل يومين فيه شي مضايقك ما قلت لي.. انت تعرفني ماارضى هالامور تصير في شركتي وبين موظفيني..
تركي ابتسم بسره : ماحبيت اضايقك أو أشغلك.. مشكلتي ماهي مشكلة كبيرة ، لا تشيل همي أقدر اندمج مع اللي حولي..
ابو خالد : بس أنا ابي اللي يشتغل لي يكون مرتاح وهالحزازيات بين الموظفين ما أرضاها ابد.. الاحترام عندي أهم شي..
تركي : تسلم يا عمي على اهتمامك بس اعتبر ما كأن شي حصل..
ابو خالد : متأكد انك مرتاح بشغلتك ؟؟؟
تركي : مرتاح لا تخاف يطولي بعمرك
ابو خالد : زين اذا تضايقت من شي تعال قول لي سيدا ، ترا مارح يحصل لك خير لو دريت انه صار شي وما قلت لي مفهوم ؟
ابتسم بحلاوة يطمنه : تطمن اذا حصل شي بقولك..
ابو خالد : الله يرضى عليك..

طلع تركي من المكتب مبتسم ابتسامة رضى..
وهو يمشي بالممر شاف فايز وحمد وواحد ثالث واقفين على باب مكتبهم وكأنهم عارفين انه عند المدير وينتظرونه يطلع..

شاف ان فايز يناظره وهو بدوره حط عيونه بعيون فايز بكل جرأة وتحدي ... ويوم مر من عندهم سمع فايز يقول : حظك ان ابو خالد بصفك !!

وقف تركي خطواته والتفت له بوجهه : يزعجك هالشي؟؟
فايز : لا ما يزعجني وياليت تكمل طريقك قبل لا يصير شي ثاني

ناظره تركي من فوق لتحت والموظفين مستغربين وش هالانسان الفقير الواااثق من نفسه لحد الغرور !؟! .. مو راكبه أبد عليه هالشخصية ؟!

تركي بنبرة لها معنى : عرفت حدودك الحين لا تغلط ثاني مرة ولا صدقني النتيجة بتكون وظيفتك...

تهديد مبطن انه بيخسر وظيفته !!!.. انقهر فايز والكلام استفزه وتوه بيتقدم له الا حمد مسكه : فايز شفيك لا تعطيه أهمية!!

ابتسم تركي ببرود يزيد من استفزازه وتحرك من قدامهم وهو يصفر...

فايز : غريب!!.. مين شايف نفسه !!
حمد بتوتر : هالولد مو هين يا فايز مبين عليه ، انتبه على نفسك منه .. أحس الخناقة اللي صارت مقصودة منه انتبه لا يحطك براسه وانت عارف علاقته مع ابو خالد شلون..

فايز : يخسسسسسي يمس مني شعرة ..
حمد : حذرتك الولد واثق ونظرته ما تطمن !




يتبـــع..!

{{.... ذم ــــا !! 04-08-08 11:58 PM


الجـــــزء 9 ...
________________




بغرفـــة بيان ...
حطت سحر راسها على مسند الكرسي الهزاز وتركت الكتاب المفتوح يطيح بحضنها من غير لا تهتم اذا كان بيخربط عليها الصفحات .. غمضت عيونها وهي تسترجع موقف المكتبة مع محمد ، لا زال السؤال يدور في بالها !!.. معقولة محمد يكرهها ؟؟.. ما يطيق شوفتها أبدا !!؟... ينزعج من يطيح نظره عليها ..

لهالدرجة هي مزعجة !، لهالحد هي لا تُحتمــل ؟؟.. محمد يكرههــا ؟؟؟
عورتها الفكرة مرة ، شلون الاحساس مؤلم وانت تحس انك متيم بهوى أحد هو ينزعج وما يطيق وجودك قربه ..!!
تنهدت وهي تسمع صـوت بيان عايشه لحالها تلعب ،، رفعت يدها تشوف الساعة لقتها قريب المغرب ..
قامت وطلعت وشافت أمهـا طالعه من غرفتها وبيدها عبايتها .. مثل ما توقعت هذا واحد من الايام اللي تنشغل فيها امها بالزيارات والمقابلات الاجتماعية المملة بالنسبة لـ سحر..

ابتسمت لها أمها وسحر كشرت وهي تدخل يدينها في جيوب بلوزة الترينغ حقها : مكشرة مثل العادة ؟؟
سحر وهي تميل شفايفها بضيق : مافي شي جديد الحياة في هالبيت مملة ..! ..
امهـا وردها واحد ما يتغير : وكلامك مو جديد كل يوم تعيدين هالاسطوانة ..
سحر سألت رغم انها عارفه امها وين بتروح : على وين ماما ؟؟
امها : عندي زيارة مثل كل مرة .. تبين تجين ؟؟
سحر : لاااااء !!
امها : ههههههههههه
سحر : أروح مع عجايز وش اسوي..
فتحت امها عيونها : عجايز ؟؟!!!... كلهم مثلي مافي عجايز ..
سحر : هههههههههههههه سوالفكم ما تعجبني سوالف حريم..
امها : شوفي صديقاتك اتصلي على وحدة سولفي معها بدل البرطمة هذي..
سحر وهي تهز كتوفها : انتي تدرين ان ما عندي صديقات .. علاقاتي مع البنات في الجامعة ما تتعدى زمالة ومصالح دراسية !! ما توصل للصداقه لذاك الحد ... انتي عارفه اني دارسه المدرسة برا وما عندي صداقات منها ...

ابتسمت أمها بحنية لأن هذا شي يزعج بنتها كيف ان دراستها برا ضيعت عليها فرصة صناعة أي صداقة خلال فترة المدرسة واللي تعتبر من أحلى الصداقات..
أمها : زين وش اسوي قلت لك تعالي معي غيري جو مو راضيه ..
سحر : خلاص براحتك روحي انا بشوف وبدبر عمري..
امها : وينها اختك ؟؟
وهي تأشر بأصبعها من فوق كتفها للغرفة وراها : في غرفتها غايصه باللعب..!
امها : زين انتبهي لها ..
سحر : ان شالله ..

نزلت امها وهي واقفه عند الدرج يديها بجيوب جاكيت ترنغها الخفيف لين سمعت صوت الباب يتسكر ... لفت لغرفتهـا ودخلتهــا ،،
وتوها تجلس على اللابتوب الا دق جوالهـا..

نطت بترد وهي في بالها انها مشاعل بس ما كانت مشاعل ، ابتسمت لأنه كان ابوها : يا لبيه...؟
أبو خالد : هلا عمري زين حصلتــك .. شحبارك وانا ابوك ؟
سحر وهي تتنهد بملل : ماشي حالي بس لا تستغرب اذا دخلت علي يوم لقيتني ميتة من الطفش
أبو خالد : أفا !!... ليش ما عندك دراسة ..!
سحر : عندي بس طقت نفسي
ابو خالد : انتي في البيت الحين ؟؟؟
سحر : ايه في البيت ،.. ليش تبي شي ؟؟
أبو خالد : ايه وأنــا ابوك دقيت ابيك تشوفين لي بعض الأوراق في مكتبي مع دفتر الشيكـات..
سحر : تبيها أطلعها لك ؟؟؟
أبو خالد : ايه طلعيها بتلاقينها بالدرج لأول ..
سحر : ان شالله الحين أطلعها ، متى بتجي تاخذها ؟؟
ابو خالد : انا مشغول مـرة الحين ما اقدر اجي اخذها.. أرسلت واحد من الموظفين بيجي ياخذها شوي الا هو عندك ..
سحر وهي تروح للباب وتطلع لمكتب ابوها : الحين بطلعه لك ..
وهي تفتـح الدرج : بس مين بيجي ياخذه ؟؟ سواق ؟؟
ابو خالد : لا بيجي وليـد توه دق علي الحين يقول انه قريب للفيلا..
تجمدت يدها على مسكة الدرج ورفعت عينها للجدار بصدمة : وليــد ؟؟؟

وتوها تذكرت أنها لحالها في البيت خالد موب فيه وأمها طلعـت : بس يبه أنا لحالي مع بيان وامي موب موجودة .. ماعندي أحد ما أقدر أعطيه اياه ..

موب هي اللي تخاف بسهولة بس ذكر اسمه سبب لها هيبة غريبـة ، ومازالت عنفقته وأسلوبه ذاك اليوم في بالها ..
ابو خالد : الله يهديك وانا ابوك ما قلت اطلعي ، خلي أي خدامة تعطيه له...
ضربت راسها .. أصلا مو هي اللي تنفذ هالنوع من الخدمات : ان شالله هذاني حصلتـــه....

والتفتت للباب يوم سمعت الجرس يندق .. ورجعت لأبوها بابتسامة : هذا هو وصل ..
ابو خالد : الله يرضى عليك ..
سكرت الجوال ودخلته بجيب ترنغها الماسك على جسمها وطلعت لغرفة بيان ، رفعت التلفون الموجود هناك ودقت سنترال لتحت ونادت الخدامة ..

بيان : مين اللي عند الباب ؟؟
سحر : واحد يبي شغل لـ بابا ..
بيان : مين ؟؟ .. وليد ؟؟
التفتت لأختها مستغربة من ذكر بيان لهالاسم كيف عرفت!! : .. وش دراك ؟؟
بيان ابتسمت وسحر استغربت : مدري توقعت...

دخلت الخدامة : يس مس ؟؟
سحر : give these papers to the man who is outside…..
الخدامة : أوكي...
وطلعت الا بيـان راحت وراهـا بسرعـة..
سحر استغربت : بياااااااااان تعالي وين رايحه ....
وقفت عالباب وهي معصبة على اختها اللي ركضت للدرج : تعااااااالي وين طايره
بيان وهي توقف على الدرج : بروح اشوفه..
سحر : خير ان شالله هو بياخذ شغل وبيروح وش تبين فيه..
بيان بنظرة خبيثة طفولية : بروح أسلم عليــه...

وطيرااااااااان كملت طريقها لتحت وسحر واقفه مكانها معصبة عليها ،، خير وش هالحماااس اللي عليها !!..
راحـت لبلكون غرفة بيان عشانها اقرب غرفة تطل عالبوابة ، قفلت الأنوار عشان ما تلفت الانتباه وطلعت تشوفه وتراقب اختها ، مهما كان رجال غريب وما تقدر تآمن له!!..

شافت بيان الصغيرة تركض للبوابة وتسبق الخدامة اللي تمشي بسرعة ... فتحت بيان بنفسها الباب وشافت سحر وليد الفقيـر واقف معطي الباب ظهره وأول ما انفتح التفـت..

لاحظت انه ابتسم لـ بيان وقرب منها ونزل بمستواها ..
ضيقت سحر عيونها تحاول تتأمله ،! هـالمرة كان من غير نظارة ولا كاب ،، بس ستايل ملابسه هو نفسه جينـز وقميص مفتوح الأزرار من فوق ...

ما قدرت تسمع شي من كلامه بس واضح ان بيان مآلفتــه وداقه سوالف معه .. انقهــرت سحر من متى هالمفعوصة تدق سالفة مع ناس أغراب.. من متى اصلا تعرفه !!

واضح ان الرجال مستعجل بيروح بس هالبزر مطوله معه بالسوالف ،، فجأة لاحظت سحر ان وليـد رفع عينه لواجهة القصر وبالتحديد ناحيتها مباشرة ،، لو ما الأنوار مطفيه كان ايقنت انه يشوفها بس هي الحين جزء من الظلام ولو انه ساحر ما انتبه لها !!.. وش قاعدة بيان تسولف له عنه ؟!!

أخيرا شافته يمسح على راس بيان بيده وطلع .. رفعت حاجب ورجعت الغرفة ودقايق الا بيان داخله عليها وبيدها شي..!
سحر بقهر : بيان ليش تطلعين للرجال وانا اقولك انتظري ..
بيان باستغراب : رحت أسلم عليه صديق بابا ؟؟
سحر بحنق ما تدري وش سببه ، بس اللي تعرفه للحين ان وليد هذا ما دخل مزاجها : ومن قال انه صديق بابا .. هالأشكال مو من مستوانا هو بس يشتغل مع بابا...
ما اهتمت بيان لأنها تظل طفلة وما تفهم لهالأمور ، ورفعت يدها لسحر توريها : عطاني حلاوة ثانية شوفي...

رفعت سحر حاجب وهي متخصرة بيد وحدة واليد الثانية للحين بجيبها : لا تقولين انك طرتي له عشان حلاوة ؟؟؟
بيان بطفولة : إلاااااااااا.....!
انقهــرت: عشان حلاوة تروحين لرجال غريب ! قولي لي أبي حلاوة وأقدر أجيب لك متى ما تبين ..هذا يخوف يا بيان افرضي خطفك ؟؟
ما استوعبت الصغيرة ورفعت عينها تناظر سحر : يخطفني ؟؟؟ .. ما يخوفني انا ... وبعدين حلاوته غير اللي تعطيني دايم هذي أحلى..

استرخت كتوف سحر وهي ترجع تدس يدها بجيبها ،، ليش قالت انه يخوف وبيخطفها ؟؟..
ما تدري بس للحين هي مو متطمنــه .. من ظهوره الأول قدامها وهي حاسه بغرابة ... يمكن التناقضات اللي شافتها فيه.... هيئة الفقر والعزة .. الثقة رغم قصته المأساوية اللي عرفتها ... أشياء كثيرة مو قادرة تستوعبها فيه من طاحت عينها عليه قدام باب البيت ذيك الليلة ..

شافت بيان تفتح الحلاوة وتاكلها .. أجل كل هالضجة والركض اللي سوته عشان هالحلاوة الصغيرة !..!!
صدق طفلــة !!

:::::

في مكــتب الأستاذ محــمد نائب المدير واللي معروف عنه شدته وحزمه مثل عمه المديــر ، و انه يمشي على خطاه وله هيبته واحترامه مثل أبو خالد بالضبط ..
بهالوقت كان محمد جالس وفايز قدامه ساكت وعيونه بالأرض..

محمد بحزم : المدير مايرضيه اللي صار منك وزين منه اني طلبت منه اشوف الموضوع كله ولا كان سالفتك ممكن تكبر...
فايز وعيونه بالارض : آسف يا أستاذ السالفة كلها طلعتني عن طوري
محمد : ابو خالد اهم شي عنده الاحترام بين الموظفين من متى شركتنا كانت ساحة قتال وضرب... هاه ؟؟
فايز : آســـف..!
محمد : أنا أعرفك موظف شاطر بس عيبك ما تقدر تتحكم بأعصابك وهذا ترا بيضر بسمعتك عند ابو خالد وعندي انا بعد... للحين مستغرب مو متصور ان هالشي يطلع منك ، ومع مين ؟!... مع واحد فقير انت أحسن منه بكل شي.. ليش تحط دوبك من دوبه كل الموظفين ممكن تصير بينهم مشادات كلامية ليش تعديت عليه ..!..
فايز بقهر : آسف يا أستاذ بس الكلام اللي قاله كان يقصد منه يستفزني وانا غصب استفزني كلامه..
محمد وهو يحط القلم على الورقة بملل : مهما قال مو كل كلمة ننجر وراها ولا كان العالم بيصير فوضى.....

وكمّـل بهــدوء حازم وهو رافع حاجــب : مخصـوم منك مرتـب أسبوع !!... وان تكرر بيحصــل اللي ما يرضيـــك !! ، مفهــوم!!!؟
فايز بضيق : آسف استاذ سامحني هالمرة ، أنا وراي زواج وأحتاج كل راتـب .. ان شالله ما تتكرر..
محمد : سياسة الشركة وحدة والكل عارفها وابو خالد ما يعجبه التغاضي عن هالتصرفات اللي تمس الغير ، ومثل هالغلط اللي سويته ما نقدر نتغاضى عنه ، أنت عارف وش صار بالموظف اللي انفصل قبلك بسبب نفس المشكلة .. ولو ما كنت على وجه زواج كان العقوبة بتصير أكبــر..
فايز : استاذ صدقني ما كان بيدي وليــد هذا غريب وكلامه ما يعجـب الكل مهوب أنا بس... هو جايني قاصد يبي مشكلة ..
محمـد : لو تاركه يقوم بالمشكلة كان هو اللي بيتعاقب .. لكن الموظفين يقولون انك انت اللي تهجمت عليه ، والغلط راكبك ما كان المفروض تسمح له يستفزك .. كنت تقدر تجيني وتقولي اذا كنت متضايق منه لكن ما تقوم وتطقه مثل ما سويت !!
فايز : طال عمـرك وليد دخل علي وهددني انه اذا صار مدير بيفنشني من وظيفتي واني أحلم أكمل بهالشركة ... شرايك ؟ لو كنت انت سامع هالكلام وش كنت ممكن بتسوي ؟؟؟؟

محمد رفع حواجبـه مستغرب من هالكلام : وليد قال كذا ؟؟
فايز ابتسم يوم حـس ان الاستاذ محمد بدا يتفاعل معه وجا الوقت اللي يبرر فيه موقفه : ايه دخل علي وقال ان ابو خالد قريب بيرقيـه وانه اذا صار مدير بيطردني !!..
محمـد بنظرة : قالك هالكلام بالحرف الواحد ؟؟؟... انت متأكد ؟؟
فايز : ايه والله واذا تبي طال عمرك تتأكد اسأل الموظفين اللي معي بالمكتب وهم يأكدون لك ..!
محمد باستغراب : هذا أكيد مجنون بأي حق يقول هالكلام... هو ناسي هو مين ؟؟
فايز ابتسـم : ها استاذ بتسامحني ؟؟
عطاه محمد نظرة شديدة : بس هذا ما يمنع انك حاولت تعتدي عليه بالضرب قدام الموظفين... عقابك مارح يتغير والمرة الجاية انتبـه ... تقدر تروح لمكتبك الحين !!

هز فايز راسه بيأس وطلع وهو منقهــر ، أنـا هالغبي الجاهل يسوي فيني كذا ويبهذلني عند الأستاذ محمد!!!..
دخل مكتبه وجلس بقهر ،،، التفت عليه حمد : ها فايز بشر عسى عدت سليمة ؟؟
فايز بقهر : أي سليمة انخصم علي الراتب وانا على وجه زواج وانت عارف اني احتاج كل ريال..
حمـد بارتياح : الخصم بسيطة أهم شي ما انفصلت هذا اللي انا كنت خايف منه..
فايز وهو يحك دقنه ويفكر بقهر : قسم بالله ان سكت لهالـوليد مارح أكون فايز ..
حمد بخوف: صاحي انت انتبه ترا ذا مثل الثعلب مكار لا تسوي شي ويرجع عليك وتخسر وظيفتك بعدها..
فايز هز راسه ايجاب : وربي اني مقهور اجل انا اتبهذل عند الاستاذ محمد كذا !!
حمد : قول الحمدلله عدت سليمة
فايز بحنق وهو يمسك قلمه : على قولك ..


رتب محمد الأوراق داخل الملف قدامه وسكره ، ورجع ظهره لمسند الكرسي العريض وهو يفكر بكلام فايز ...
وليد قال كذا ؟!... وش يستفيد ؟ لو صار شي من هالكلام كان ابو خالد اكيد بيعطيه خبر لأنه يظل الساعد اليمين ولا يمكن يسوي شي من غير شوره ورايه ..
لا الأسئلة حول وليد هذا كلما لها وتكثـر ،... ليش يحس بشي مجهول يحوم حوله رغم انه فقير لا راح ولا جـا..
مسح على جبينه بتعـب من الشغل ،، أو يمكن تكون كلها خيالات منك يا محمد...!

قام واقف بيروح لمكتب عمه يبي يستفسر ويتأكد اذا كان ابو خالد صدق قال هالكلام لوليـد مع انه متأكد مليون بالمية ومستحيل ان ابو خالد قالها !!..
دخل على السكرتير وراح للباب من غير لا يقول كلمة الا السكرتير يوقفه : استاذ محمد .. لحظة ؟
وقف والتفت : نعــم ؟
السكرتير : ابو خالد مشغول الحين عنده ضيــف ؟؟
محمد باستغراب : ضيف ؟؟ .. ميـن ؟
السكرتير : تعرفه زين .... أبـو راهي !

فتـح عيونه منصـدم مو متوقع وجوده بالسعودية وخصوصا بالرياض ... قرب من الباب وجا بيفتحه والصدمة للحين على وجهه ، لكنه تراجع باللحظة الاخيرة وتجمد مكانه لا هو دخل ولا تراجع......

طال حاله وشاف السكرتير على وجه محمد الحزن .. : أستاذ محمد عسى ما شر...
رفع راسه وابتسم : لا مافي شي... قول لعمي اني بدخل عليه..
السكرتير هز راسه باستغراب من حال محمد : ان شالله..

رفع التلفون وعطى المدير خبر والتفت لمحمد : تقدر تدخل عليه طال عمرك..
على طول فتح الباب ودخل وأول ما شاف الضيف وقف مكانه يناظره .. التفتوا ابو خالد وابو راهي اللي كان جالس وبيده سبحة وحاط رجل على رجل...!

ابو خالد : هلا ولدي محمد حياك تفضل...
محمد من مكانه عند الباب : سمعت ان عندك ضيف قلت أجي أسلم..
ابو راهي بابتسامة : حياك الله محمد ..

تقدم وسلم عليه : يحييك ويبقيك نورتنا طال عمرك..
وجلس قباله وابو راهي مبتسم بزهــو ما يفارقه : شخبارك عساك طيب..؟
محمد : بخير انت بشرني عن علومك ؟... متى شرفت السعودية ؟؟
ابو راهي : من يومين وقلت اجي اليوم اشوف ابو خالد شريكنا في المشروع الجديـد واشوف أخباره..
محمد : الله يسلمك ما تقصر..
أبو خالد : وصلتني أخبار انك بديت بالمشروع صحيح ولا كلها اشاعات ؟؟
ضحك ابو راهي بطريقة مزعجـة خلت محمد يناظر بعيد يفكر : هههههههههههههه لا مهيب اشاعات بديناه من اسبوعين تقريبا ولولا شراكتك كان المشروع بيتأخر شهرين عالأقل !!
وقـف محمد فجأة وهو يناظر عمه : استأذن طال عمرك واذا احتجتني اطلبني
ابو خالد : الله يرضى عليك ما تقصر..
ابو راهي وهو على جلسته نفسها رجل على رجل ومسترخي بجلسته وراز ظهره لورا بزهو : وين يا ولدي اجلس خلنا نسمع اخبارك؟.. انت الحين مو أي أحد انت النسيـب !!
ابتسم محمد وهو يحس ان الابتسامة مزيفة وبـأدب : اعذرني طال عمرك عندي شغل فرصة ثانية..
ابو راهي : ايه عاد نبيك تزورنا في البيت ..
التفت محمـد لعمـه بصمت ، وأبو خالد بقلبه الرهيف كنه فهم عليه : ان شالله اذا جا بكون أنا معه !!
ابو راهي : اييييييييييييه أبركها من ساعة بتنورنــا... خلاص معزومين عندي نهاية الأسبوع هذا
ابو خالد وهو يضحك : ما كنها قريبة يابو راهي ؟!
ابو راهي : أبد لا ماهيب قريبة بتنورنا ..
محمد : عن اذنكم ..

وطلـع وهو يحس ان الهوا بيخنقه رجع بسرعة لمكتبه وسكر الباب بهدوء ، وقف وهو ماسك وكرة الباب يفكر بذاك اليوم اللي هو نفسه نادم عليه ...
رمى جسمه عالكنبة الطويلة وغمض عيونه....!.... صــراع صعب !!.. صعـب!!

:::::

بهالـوقـــت ..
كانت سحر تمشي بخطوات بطيئة في وحدة من شوراع الجامعة وهي ماسكة حزام شنطتها بيد واصبع اليد الثانية مدخلته في جيب تنورتها الخلفي .. تمشي من غير هدف من غير وجهة تفكر بحـزن كثر التفكير عن محمد معذبها ،،
زادت خطواتها بطء من الاحباط اللي هي فيه،، مافي أحد يواسيها لا صديقة مقربة عندهـا .. ومشاعل ما منها فايدة كل ما قالت لها عن محمد خذتها بسخرية واستهزاء...

وقفت بكآبة وطلعت الآي بود من شطنتها وحطت السماعة القطنية في اذنها ، شغلتها على أي اغنية وكملت خطواتها البطيئة يمكن هالشي يلهيها......

جلست محدبة بهيئة حزينة على وحدة من الكراسي اللي صادفتهـا ، وعيونها تركزت بالفراغ قدامها مو منتبهه للناس اللي يمرون من قدامهـا... ولولا انها حاطة النظارة الشمسية كان الكل لاحظ تغير نظراتها للحزن وقربها من الدمـوع!

للحين جملة محمد في المكتبة تتكرر " تعرفين تنرفزين الواحد "... طيب ليه ليه ؟ ليش ما يعطيني كلام واضح انا ما سويت له شي ولا عمري تعرضت له.......! حتى اني ما أقدر أغلط عليه!

دق جوالها وقفلته بوجه مشاعل مالها خلق سخريتها واستهبالها مالها مزاااج الحين ... ناظرت ساعتها بكآبة دوامها ما انتهى لسا قدامها ساعتين ، ومشاعل شكلها انتهــت....
دقت من جديد بإلحاح وقفلته مرة ثانية... بس مشاعل استلجت أرسلت لها رسالة تهددها ، ودقت بعدها على طول..

ردت سحر وهي تمسح خشمها بيدها لأنها على وشك البكي : نعم..!
مشاعل مستلجة : خير ان شالله ليه تسفهيني يا حماره ..
سحر بهدوء : خير وش تبين ؟؟
مشاعل : وينك فيه ؟
سحر : جالسه لحالي وش تبين..
مشاعل : انا طالعه الحين ..
سحر : طيب اطلعي ليش تعلميني..!
استغربت مشاعل صوتها الهااادي غايب المرح منه : سحور وش فيه ؟
سحر : مااافي شي!
مشاعل : شكلك تعبانة...
سحر وهي تغالب كتمة صوتها : مافي شي مشاعل بس ما نمت أمس..
مشاعل : مادام ما نمتي اجل اسحبي عالباقي واطلعي معي..
سحر : اطلع وين اروح!
مشاعل : بندر مواعدني ياخذني من الجامعة اليوم قلت أدق عليك اشوف كان خلصتي..
سحر : ما أقدر دوامي ما انتهى للحين
مشاعل : عن الدفارة سحر خلينا نطلع ، وبعدين صوتك مو طبيعي روحي ريحي ..

سحر ماكان لها نفس تجادل وهي صدق تعبانة نفسيا وعاطفيا ومحتاجة بس كلمة اصرار وحدة من مشاعل وبتوافق على طول..
ومشاعل أصرت على كلمتها : تعااالي اقول صوتك مو معجبني وش صاير ؟؟
سحر : مو صاير شي خلاص جاية الحين..

سكرت الجوال ودخلته هو والآي بود بالشنطة وراحت ..
قابلتها عند البوابة وما رضت تتكلم بكلمة وحدة طلعوا وحصلوا بندر توه واصل ينتظر...

بندر وهو جالس داخل السيارة ابتسم يوم شاف سحر جايه مع اخته بس ابتسامته اختفت وهو يلاحظ شي غريب فيها ، واضح من مشيتها ونزلة راسها للأرض انها مو طبيعية ..
فتحت مشاعل الباب بخرشة وركبت بعكس سحر اللي ركبت بهدوء وصمت من غير كلمة..

مشاعل : شخبـــار ماي دير برذر ؟؟
بندر بهدوء وهو يناظر سحر بالمراية : بخير ما دير سستر !!
مشاعل : واااي احلف احلف اني دير عليك ؟
بندر : اقول اهجدي بس........ شخبارك سحر ؟
سحر : بخير

سكت بندر شكل البنت مالها مزاجه وحرك السيارة وهو يلتفت لـ مشاعل : مخلصين دوامكم اليوم مع بعض ؟
مشاعل : لا هي ما خلصته بس أنا غصبتها تطلع معي مالي غنى عنها ..
بندر : بتخربين البنت وتخلينها مثلك.... ( حن صوته وهو يرفع عينه للمراية ).. سحر ليش سمعتيها لا توافقينها هذي بتخرب أبو أبـو اللي ما ينتخرب.. !
سحر بصوت منخفض مكتوم : لا انا كنت أحتاج أطلع تعبانة شوي...
صوتها مو طبيعي مثل ما توقع وابتسم يواسيها : عسى ما شر..
سحر :.................

مشاعل : بندر على طريقنا أبي أمر على محل باخذ منه اكسسوار جوال..
بندر باستغراب من طلب اخته الغريب : أكسسـوار جــوال ؟!!!... انتي صاحيه ولا مجنونة عليك هبـّات مدري وش تبي !
مشاعل : هههههههههههههههههه مو لي..
بندر : أجل لمين ؟؟
مشاعل : لـ شدون حوووبــي..
بندر مستغرب : ما شاء الله وش هالذرابة اللي نازله عليك..
مشاعل : شافت اكسسوار جوالي وعجبها وتبي مثله ووعدتها اجيب لها وانا راجعه من الجامعة ، وما حصلت الفرصة الا معك الحين
بندر : ندق مشوار عشان اكسسوار مشيعل والله انك محششة!!
مشاعل : ههههههههههههههههههههه ( ومطت خده ) تكفـــــى !
تنهد ورفع عينه لـ سحر السااااااكتة طول الوقت : بس سحر تعبانه لازم نوصلها للبيت..
سحر : روح للي تبون بندر ماعندي مشكلة

تردد بندر وحس ان هالكلام مو من قلبها بس ما تحب تخرب عليهم وابتسم لها وهو يناظر الطريق...
وصلوا للسوق اللي فيه المحل المقصود واللي ما يبيع الا اكسسوارات خاصة فيه ،، ونزلت مشاعل مع بندر .. وقبل لا يدخل مع البوابة التفت ورا وهو يتوقع ان سحر نزلت وراهم بس ما لقاها ..
بندر وهو مستغـرب حده : ليش ما نزلت ؟؟؟
مشاعل استغربت بعد وعينها عالسيارة : مدري عنها.... أروح أشوفها ؟؟
بندر وهو يرفع يده لها : لا خلك أنا بروح أشوفها..

وراح للسيارة اللي كانت مظللة وما يبان منها أي شي... فتح بابه وطل عليها فجأة ، والمفاجأة شافها تمسح دموعها...
نزلت عليه الصدمة قوية على قلبه وسحر ارتاعت من رجوعه المفاجئ وعدلت الطرحة على راسها ومرة وحدة غطت وجهها ما تبيه يشوف دموعها... آخر واحد تبيه يحس بالألم اللي فيها ويلاحظ ضعفها هو ... بنـدر !

بندر : سحر وش المشكلة ؟؟
سحر : مافي مشكلة ..
بندر : انزلي ليش قاعدة
سحر : روحوا لحالكم أنا بنتظر..
تضـايـق بندر : المفروض تعلميني انك ما تبين تجين موب أنزل وفجأة ما ألقاك..
سحر : لا.. عادي ... مشاعل تبي تروح ما أقدر أقول لا ..روح معها وانا بجلس هنا
بندر : أنـزلـي الحين !

سكر الباب عقب ما عطاها هالأمر وراح لبابها وفتحه : إنزلــي.. أو مرة وحدة نرجع للبيت وبلاش السوق !
خضعت للأمر ومن غير لا ترد نزلت ومشت قدامه وهو وراها ..
صاروا مشاعل وبندر يمشون جنب بعض وهي وراهم على مسافة تمشي ببطء وتفكيرها كله بخطواتهـا،،

دخلوا المحل ومشاعل تسحب بندر من يده بحماس تبي توريه ، أمـا سحر وقفت مستندة بظهرها على زجاج واجهة المحل وهي تحاول تتمالك نفسها...
شفيك يا مجنونة ليش خليتي بندر يحس بشي ؟!.. ليش متضايقه لهالحد وانتي كنتي متماسكه طووول الوقــت !.. وش الجديد ليش انهد حيلك الحين !!

مشاعل وهي ماسكه اكسسوار على شكل نجمه لونها ذهبي : بندوره شف وش رايك ؟؟
بندر : هذا اللي تبينه ؟؟
مشاعل : لا مو هذا ...
طلعت جوالها وورته الاكسسوار اللي معلق فيه ، كان على شكل هلال فضي فيه كريستال : لا شدون تبي زي هذا !!
بندر : طيب خذي اللي تبينه بسرعة ...

وعقب ما راحت مشاعل عنه التفت ورا يشوف سالفة هالبنت الغريبة اليوم !!... قلقان عليها هذي ثاني مرة يشوف دموعها .. المرة الأولى يوم يدخل بيتهم بذاك اليوم ويصدم فيها..

طلع لباب المحل شافها واقفه على الدرابزين المقابل تتفرج على الدور اللي تحت لأنهم في الدور الثاني ..
قرب ووقف على بعد مسافة منها يتفرج على اللي تحت مثلها : روحي مع مشاعل شاوريها...
سحر وهي تصد للجهة الثانية ، كانت عارفه ان بندر ملاحظ شي غريب وأكيد بيسأل : ما يحتاج مشاعل ذوقها حلو وتعرف تختار ..

فترة صمت وسحر تتمنى منه يسكـت وما يسأل أكثر ،، لكنـه صـدمها يوم قال : .....حصـل شي ثاني مع محمــد ؟؟
التفتت له بسرعة وقلبها يددق مصـدومة ولسانهـا انشل ، هذي ثاني مرة يسألها نفس السؤال وعقـب ما شاف دموعها !!... وش عرفه !!

بضيـق اجتاحهـا : وش هالسؤاااال ؟؟
بندر : مجرد سؤال !!..
سحر بضيق يزيد : مافي شي قلت لك تعبانة ..

تنهدت وسكت وهو يتأمل اللي تحت بألـم ، تحسبيني ماعرف شي ولا أعرف باللي بينكم ولا باللي يدور حولي !!.. أحسد اخوي على اهتمامك ..
سحر بضيق وقوة : بندر لا عاد تسألني هالسؤال مــووو من حقـك !!
رفع حواجبه من كلامها، ما ينكر انه عوره لكنه قال : شي يخص اخوي لي حق فيه..!.. تبيني أحلف لك يعني ان الموضوع له دخل بـ محمـد...!
طلعت دموعها وهي تسمع هالتأكيد ، لهالدرجة هي واضحه حتى بندر عارف باللي فيها ،، لهالدرجة كانت لـ محمد مجرد زجاج شفاف نفس ما هي واضحة لـ بندر ..!!
عطته ظهرها وهي تكتم عبرتها بس صوتها واضح انه تغير : وهالعالم يعني مافيه الا محمد ، قلت لك تعبانه لا تدّخــل بشي ما يخصك !!..

وقبل لا تروح عنه قال ببرود : تراني عارف باللي صار بالمكتبة وقلت احتمال يكون السبب ..!
فتحت عيونها عالأخير ، هذي أكيييييييييد مشاعل الفضيحة ما تخبي شي عن بندر أكبــر ثرثاااارة ..
التفتت عليه ببطء وألم : ميـن قالك ؟
بندر : مشاعل كانت تسولف وقالت لي السالفة..
سحر : وليش تقولك هذي ما تعرف تخبي شي ؟؟
بندر : تعرفينها كل سالفة على لسانها تقولها وانا بصراحة حبيت أعرف وش صاير يوم شفت محمد يـدخل البيت ذاك اليوم معصب ومتضايق...
نزلت راسها وقالت بجمـود عوره : قلت لك لا تدخل ولا عاد تسألني مثل هالأسئلة مو من حقك ...انا بروح للبوابة أول ما تخلصون تعالوا ..
بندر ببرود : أزعجك كلامي ؟؟؟
سحر بقوة وببرود نفسه : تبي الصراحة ... ايه... احيانا تدخل بشي ما يخصك يا بندر ، وتذكر تراني مو مشاعل ...

وراحت تاركته وراها واقف بجمود والألم يقطع قلبه .. عاذرها وما رح يشيل عليها عقب ما علمته مشاعل كل السالفة اللي صارت بالمكتبة وهي منقهره من اخوها محمـد ... وطلبت منه يشوف له حل بسبب تصرفاته مع سحر عقب ما رجعوا من المكتبة...

طلعت مشاعل وكيسة صغيرة بيدها شافت بندر واقف بجمود في مكانه : بندر يلا خلصت!
مـا رد : ................
مشاعل : بندووووووووووره !.............. وينها سحر ؟
أخذ نفس عميق والتفت لمشاعل بنظرة ، مشاعل نفسها مسكت قلبها من نظرة الألم هذي : بندوره وش فيك ؟
بندر : يلله سحر تنتظرنا..

ومشى وهي وراه مستغربة .. شافت سحر عند البوابة واقفه وأول ما شافتهم عطتهم ظهرها وطلعت بدون ما تنتظرهم..
فتح بندر السيارة بالكنترول من بعيد ومباشرة سحر فتحت الباب وركبت ..

عقب ما ركبوا كلهم لفت مشاعل لـ سحر : ياهوووه عسى ما شر ليه مستعجلة..
سفهتهـا وهي حدها معصبة وحمقانه عليها ، هذي حماره ولا حماره شلون تروح وتفضحها عند بندر وبندر أصلا ما يحتاج ، هالانسان له قدرة على الاحساس بأتفه الأشياء ....
مشاعل : احاكيك يا الصمخى ؟... سحوووووووووور ردي ...!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!... وش فيك ردي يا مال...............
قاطعها بندر بهدوء : خلاص اهجدي....
سكتت مشاعل عقب ما حست بالجو المتوتر عند بندر ، ومتوتر بعد عند سحر ..!

وصلوا سحر لبوابة الفيلا القصر ونزلت من دون كلمة .. وتركتهم من غير لا تسلم ، كانت الصراحة زعلانة من بندر هالمرة !!
وبندر ما تحمل زعلها الواضح عليها !!. شد بقبضته على الدركسون والألم بدا ينهشه من أول وجديد ، يمكن تجاوز الحد معها وخصوصا بمثل هالمواضيع الحساسة بالنسبة للأنثى .. الأنثى اللي ما تحب تبين ضعفها لأي احد هالمرة بندر واجهها لأنه ما قدر يسكت وهو يشوفها حزينـة...!
وش يسوي عشان يتمالك مشاعره !!... سحر هالمرة ولأول مرة تزعـل عليه ، والزعلة شكلها كبيــرة...!

:::::

بعد الغــدا في بيت ابو محمد ..
ترك بندر الملعقة من يده : الحمدلله ، تسلم يدينك يا ام محمد...
ام محمد : صحة وعافية وانا امك ..
ابو محمد : ما امداك اجلس كمل صحنك..
بندر : لا تسلم يبه انا شبعــت...!
والتفت لمـكان محمد الخالي اللي ترك السفرة من بدري وما أكل غير سلطة .. وقام واقف تارك السفرة..
عقب ما غسل راح لغرفة أخوه وهو ناوي عليه نية ، لـمتى بيسكت ، بس ما حصل محمد هناك .. استغرب بالعادة محمد يجي ينام ساعة بعد الغدا... مو من عادته يفوت القيلولة..

نزل تحت وسأل أمه : وينه محمد مو بغرفته ؟
شادن وهي تأشر بالملعقة : شكله طلع برا عقب ما أكل .. سمعت الباب يتسكر قبل شوي..

طلع برا وهو شايل على اخوه وحمقان عليه ، بس ما توقع ان الصدمة جايته بالطريق..!
شافه اخيرا واقف على حافة حوض السباحة وهو يعلك علكة وينفخ فيها كل شوي .. سرحــان وتعابير وجهه غير مقروءة
وهو يقرب منه : محمد ..!
لف عليه محمد بنظرة هادية : هلا بندر..!
انــصدم محمد يوم جا بندر بسرعة ودفـه بكل قوة وبدون تخاذل لوسط المسبح...
طلع راسه من الموية وهو يشهق : بنيدر فاضي لك أنا .. مالي خلق ألعب معك..
بندر ببرود : وأنا ما ألعب معك...

استغرب محمد نظرة أخوه ، بس ابتسم وهو متوقع انه جاي يستهبل عليه ، بالنهاية ضحك وطلع جالس عالحافة ، فصخ بوزته وعصرها وحطها على كتفه..
جا بندر من جديد : أبي أكلمك شوي وأبيك تحط بالك معي ..!
قام محمد واقف : وش تبي نصيحة ؟!!
بندر بابتسامة جانبية : لا وانت الصادق أنا اللي أبي أعطيك نصيحة..

ابتسم محمد بحنية لأخوه الصغير وقرب منه ولف ذراعه على رقبة بندر يحارشـه : تبيني أرد لك الحركة..
فك بندر يدين أخوه منه وحط عينه بعيونه : محمد ؟... ممكن بس تعطيني جواب واضح ؟!..
محمد مو فاهم : جواب واضح ؟...
وابتسم : اسأل ولك الجواب اللي تبيه..

سكت بندر وهو يناظر بعيون أخوه .. شاف غير اللي توقع يشوفه ، محمد اليوم غير كل يوم .. قال أخيرا : محمد وش المشكلة بينك وبين بنت عمي ؟؟..
تفاجأ محمد وبان عليه :............ وش هالسؤال ؟
بندر بإصـرار : جاوبني وش المشكلة بينك وبين بنت عمي ؟
محمد : تقصد ...............سحر ؟
بندر : وفيه غيرها ؟؟
محمد : مافي مشكلة مين قال فيه مشكلة ؟
بندر : محمد تعرفني مو أهبل مشاعل جايه تشتكي لي منك وسحر نفسها متأذيه منك...
محمد ببرود : بندر وش جاب هالموضوع على بالك ؟؟
بندر : ياخي انت من وشو مخلوق ليش معلق البنت فيك .. ليش جاف معها ؟؟
محمد ببرود وهو يناظر بصفحة الموية : بندر انت تعرفني انا ما علقت سحر فيني وان كنت تشوفها متعلقة فيني فهي تعلقت برضاها أنا ما طقيتها على يدها وقلت تعلقي فيني غصب... واذا عالمعاملة تراني مو مثلك معاملتي معها طبيعية هي مو اختي عشان اعاملها مثل مشاعل او شادن..
بندر : بس اللي سمعته من مشاعل غير... حتى كلامك معها جاف كأنك حاقد عليها !!

سكت محمد وبندر قرب بهدوء وحط يده على كتف أخوه : محمد ؟.. وش صاير معك اذا كنت تبيها ليش ما تخطبها ..
محمد بألم وإنكار وعصبيـة: أخطبها ليش ياخي قلت لك أفكارك هذي شلها من بالك انت ما تسمع.. اقوولك مابيها ولاني مهتم فيها انت ليش ما تفهم الكلمة..

بندر بهدوء بس بنظرة تحـدي : أجل شرايك لو أروح اليوم انا لبيت عمي وأخطبها ؟.. تجي معي ؟
لف عليه محمد بصدمة : تبيها يا بندر ؟
بندر ابتسم وما حب يضايق أخوه ويقوله " إيه أبيها ومن صغري وأنا اشوفها غير " ، بالنهاية يظل أخوه الكبير اللي له أفضال كثيرة عليه على طول السنين وما يقدر ينكرها حتى لو كان انسان يحتفظ بمشاعره لنفسه : شفت ردة فعلك الحين ؟؟... هذا يأكد لي انك مهتم فيها يا محمد...

سكت محمد ، بندر حجر عليه ومافي كلام أكثر يقوله... راح محمد بإنهاك ورمى جسمه عالكرسي الموجود والتعب مبين على وجهه ...
حس بندر ان محمد فيه شي راح وجلس جنبه : محمد عسى ما شر وش صاير ؟؟
محمد بهمس : بندر ... فيه موضوع محد يعرف عنه وما أبيك تقوله لأحد لا لأمي ولا لخواتك..
بندر حس بالاهتمـــام : قول وش عندك ولا تخـاف..!
محمد سكت شوي .... وبعدهـا قال : ان كنت مستغرب ليش ما خطبت سحر للحين .....فهالشي بسبب إني خاطــب !
تفاجــأ بندر وفتح ثمـه ما توقع أبدا ،،وحس ان محمد يمزح : ... ههههههههههههه نكتة حلوة !
محمد ابتسم : يا ليتها نكتة !
بندر حط يده على كتف محمد : اكيد تمزح !
محمد : لا ما أمزح !... وما يعرف بهالموضوع الا عمي أبو خالد وأبوي .... محد يعرف غيرهم وأبيك بعد ما تطلع هالموضوع لأي بشر... تفهم ؟؟
بدا بندر يحس ان الموضوع جدي : وش السالفة فهمني .. وش هالخطبة اللي محد يدري عنها واللي أنا توني أدري عنها الحين ؟؟؟.. ومن متـــى؟
محمد : .... من ثلاث شهور تقريبا !
فتح عيونه : ثلاث شهور ؟... وش السالفة محمد؟.. وليش تخطب من غير لا تقولنـا..
ابتسم محمد بسخرية : لا مو أنا اللي خطبت !... تقدر تقول انخطبــت !!

انصدم بندر مو مستوعب وهز اخوه على خفيف : وش هالنكت ؟؟ .. انخطبت ؟... ومين خطبك يا عروسة !!
ناظره محمد بنظرة سكتته وبندر انطم لا تجيه صفعة بوجهه : آسف بس وش السالفة
محمد : ابو راهي عرض علي بنتــه !
بندر : ابو راهي ؟؟... مين هذا بعد ؟
محمد : هذا رجل أعمال كبير اعماله بالسعودية وبرا السعودية ..دخل شريك لعمي في وحدة من المشاريع من 8 او 9 شهور !... يعني بعد تقاعد عمي عن شغله الدبلوماسي بسنة وحدة تقريبا... تعرف ذيك الفترة انا وقتها كنت مبتدئ بالشغل قبل لا يرجع عمي وما قدرت أدير الشغل مثل خبرة عمي ... ويوم رجع عمي كان يحتاج يقوم بشركته من جديد بعد ما نامت لسنين ، والفرصة الوحيدة له هو الدخول بمشروع كبير مع ابو راهي اللي هو بعد عرض علينا شراكته...
بندر باهتمام : وبعدين ؟؟؟
محمد : ولا قبلين ... الظاهر اني أعجبته ، وطريقتي بالشغل وصغري بالسن أعجبه وطلبني زوج لبنته... يقول يدور لها رجل اعمال ناجح ويناسبها مثلي...
بندر بقهر : طيب كان رفضــت !!.. مو مجبور على شي محمد
ابتسم لأخوه : ما اقدر هذي فرصة عمري يدخل اسمي بمشروع كبير وخصوصا اني واحد من المديرين التنفيذيين له... هذا غير اني مابي أخيب ظن عمي فيني... وأكيد رفضي لـ بينته بتأثر عالعلاقة بينـا ... انت ما تعرف ابو راهي يا بندر هذا رجال فخور بنفسه كثير رغم نجاحه الكبير الا انه يشوف نفسه كامل والكمال لله وانا اخوك...! واكيد ما يعجبه ان أحد بيرفضه لأن رفضي لبينته معناه رفضي له..!... والشركة محتاجه لمثل هالمشاريع اللي بتقوم اسم عمي بالسوق من جديد..
بندر : بس اسم عمي ما يحتاج يقوم هذا هو قايم ما شالله يكفي سيرته عند كبــارنــا...
محمد كمـل أسبابه : والشركة مع رجوع عمي مرت بشويـة مشاكل صعبة وهذي وحدة وأضمن الحلول لها ..

سكــت بندر وش يقول عقب كل اللي سمعه !... أخوه خاطب ومن متى ؟.. من ثلاث شهور ؟!!!

فجأة قال محمد معتـرف : يمكن مثل ما قلت أميل لـ سحر وتستحوذ على بعض الاهتمام مني ، لكنـي للحين مو مستعد أخذها..
بندر باستغراب : وش قصدك ؟؟؟
محمد : أقصد ان سحر فيها خصال ما تعجبني وحياتها تختلف عن حياتي وعن حياة شادن ومشاعل اللي متعودها.!
بندر بهدء وحنية : محمد سحر بنت صغيرة للحين مو ناضجة ، لا تنسى حياتها شلون كانت ... لازم تراعي هالشي سحر ما عاشت هنا لا تنسى العوامل اللي تغير طبيعة الانسان برا ... لا تنسى المجتمعات اللي راحت لها !...
محمد بضيق والكلام مو عاجبه : أجل لا تلومني انا بعد مريت بعوامل ومجتمع خلاني بهالشكل ..

وقام واقف بس بندر سحبه : اجلس ما بعد خلصت كلامي ..!
محمد وهو يعلق قميصه الرطب على كتفه الثاني : وش عندك ما خلصت محاكمتك ؟... عرفت اللي تبي تعرفه وش عندك أكثر ؟؟
بندر : وش بتسوي الحين ؟؟
محمد : مارح اسوي شي ..
بندر : وأبوي موافق ؟؟
محمد : ابوي شاف ابو راهي وقابله كم مرة عند عمي بالشركة والظاهر انه خاش مزاجه..
بندر وهو رافع حاجب : والبنت ؟؟؟
محمد : شفيها البنت ؟؟
بندر : تقول ان ابو راهي هذا له شغل بالسعودية وبرا السعودية وراعي سفرات طويلة.. يعني أكيد البنت بتصير فري ويمكن ألعن من بنت عمك سحر...
ابتسم محمد ابتسامة حلوة لأخوه : لا نسيـت أقولك!.. صحيح ابو راهي طول وقته سفرات لكن بنته هنا بالرياض واللي عرفته منه انها ما تسافر كثير من صغرها وهي مع امها ..
بندر بضيق حس ان هالباب تسكر عليه : كأنه عاجبك هالشي ؟؟
محمد : عالأقل راضي عن بعض النواحي منها رغم اني ماعرفها ، ( تنهد وهو يناظر بالسما ورجع لعيون بندر ) ...
بندر : وش عندك انت توك متضايق انك خاطب ومجبور .. الحين تقول راضي..
محمد : عشان بعض الأشياء لازم نضحي بأشياء يا بندر..
بندر : بس شكلك مو مقتنع أبدا ؟
محمد : وش اسوي ما لقيت مجال للرفض فيه كثير اجابيات للموافقة.. ابو راهي صحيح ناجح لكنه ما يرحم في السوق.. محد يقدر يوقف بطريقه !
بندر : اتركك من الاجابيات اهم شي اقتناعك وراحتك ، وابو راهي مثل ما جابه الله لكم يقدر ربي يجيب غيره..
محمد : انت مو فاهم المشاكل اللي طلعت مع رجوع عمي لشركته ، قدرنا نحل بعضها لكن بعضها ما ينحل الا بمشاريع كبيرة مثل هذا..!
بندر : طيب معقول ابوي موافق على هالخطبة اللي صايره مثل الصفقات ؟؟
محمد ابتسم : ابوي ما عجبه الموضوع بالبداية لكنه قالي لا تستعجل خلها خطبة لفترة ، يمكن تصير مشاكل لا سمح الله في المستقبل بين ابو راهي وعمي ، محد يضمن وأكون انا قد خذت بنته وابتلشت فيها ... قالي انتظر لما تستقر الأمور وينجح المشروع ويكبر وبعدين يحلها ألف حلال ... وهذا معناته سنة عالأقل !
هز بندر راسه وهو يسمع لكل كلام اخوه وسكت مافيه كلام أكثر،،

وقام محمد واقف : انا بروح أنام لا عاد تجيب لي سيرة سحر .. خل الأمور تمشي مثل ماهي عليه..

حس بندر بالألم وهو يتذكر شكل سحر اليوم ودموعها ،، ... اذا عشان كلمة جارحة وحدة بكت ، أجل وش بيصير لو تدري انك خاطب يا محمد .......
لمعت عيونه بحزن وهو يتمنى لو كان مكان محمد بقلبـها... كان بيشيلها بعيونـه !

التفت بندر عليه بحزن : محمد ؟؟
وقف محمد والتفت : نعم ؟؟
بندر بسهم صوبه لقلب أخوه : يعني بتشيل سحر من قائمة اهتماماتك ؟؟
محمد وهو جاهل المشاعر اللي تصير بقلب أخوه الأصغر : ما قلت رح أشيلها ، سحر ان شالله بيوم من الأيام بتتغير وانا مابي أستعجل عليها ... أنا بس انتظرها تنضج وخطبتي هذي من يدري يمكن ما تدوم !
تفاجأ بندر من مخططات أخوه .. وبحزن : ما قلت لك انك تحبها يا محمد !! ليش تنكر ؟
نزل محمد راسه للأرض ولأول مرة ينكشف جانب كبير منه لبندر وخصوصا عواطفه :........ لا تجيب لي هالسيرة يا بندر فيني اللي كافيني !

وراح وتركه .. انهد بندر على الكرسي وهو نفسه يتألم ،، عواطفه من جهة !.. ومشكلة اخوه من جهة !... وزعلة سحر اليوم من جهة !
محمد للحين يفكر بسحر والظاهر حتى خطبته هذي مارح تمنعه عنها ، ومثل ما قال هو بس ينتظرها تنضج وتصير مثل ما يبي...

مسك راسه وش هالبلوى اللي طيحت نفسك فيها يا بندر ، ما لقيت تصوب سهمك الا لنفس الهدف اللي اختاره أخوك.. أخوك اللي الكل يشوفه بارد وجدي وماله وقت للعواطف !! واللي انت تعرف ان تحت هالشخصية شخصية ثانية من مواقف كثيرة صارت لك معه على مر السنين..!
وآخرها لما كان مريض بالحمى لحاله بالمزرعة ومحد كان حوله ، دخل محمد عليه وهو مبتسم يناديه على باله نايم !.. لكنه اكتشف انه طايح من التعب والمرض !، بذيك اللحظة خاف عليه انجن جنونه وشاله لأقرب مستوصف،،،
وقتها محد درى عن اللي صار ولليوم محد داري حتى ابوه وامه ، لأن بندر طلب من محمد ما يقول لأحد لأنه عارف لو دروا بيجبرونه يرجع للبيت وهو مايبي... وافق محمد وهو أصلا ما يدري عن سبب بقاء اخوه بالمزرعة وما يدري انه هو سبب رئيسي فيه ...!

اخوان من لحم ودم كيف ما يفهمون على بعض !، ومهما قالوا ان محمد انسان متجمد وجدي الا ان بندر عارف العكس !.. بس المجتمع حوله ومسؤوليـة الشغل لهم سبب كبير بتشكيل شخصيته بهالشكل..،!

:::::

في فيلا ابو خـالد .. في الصالة كان خالد توه راجع من دوامه في المستشفى وجالس مع أهله،،

التفت خالد لسحر الساكتة والباين الهم على وجهها : سحر وين الضحكة اليوم ؟؟؟
ناظرته بعيون حزينة : مافيني شي شوي تعبانة ..
خالد : وش تحسين فيه ؟؟
سحر بنبرة غريبة : احساس عمر الطبيب ما يقدر يعالجه..
استغرب خالد اختـه مو طبيعيـة اليوم : وش هالكلام ؟؟
كملت وهي تناظر في بيالة الشاهي الأنيقة والمحفوفة بالفضي : الدكاتره يعالجون الآلام الجسدية لكن ما يقدرن يعالجون اللي أكبر من كذا...
وناظرت أخوها تنشده : صح يا خالد ؟؟
قام من مكانه بسرعة وجلس جنبها هذي وش قاعدة تهلوس !.. حط يده على جبينها لقى حرارتها طبيعية : وش هالثرثرة !!
ابتسمت له شكلها خوفتـه : ههههههه مافي شي لا تصدق !
عطاها نظرة : مو أنا اللي تستخفين فيني !!
سحر : ههههههههههههه ...
أبو خالد : صايره شاعره وش هاللي قلتيه !!
ابتسمت تدلع : من يومي شاعره يعني ما تدري!!

حطت البياله عالطاولة وقامت ، حست بخالد يمسكها من يدها .. التفتت تشوفه لقته يناظرها بعيونها وكنه حاس ان فيها شي..
ابتسمت تمحي كل شكوك عنده : قلت لك مافيني شي ما اكذب!
فك يدها وراحت وأول ما عطتهم ظهرها محت الابتسامة المزيفة اللي رسمتها من أول جلوسها معهم !!..
زيادة على الألم اللي فيها موقف اليوم مع بندر زادها وهي مو ناقصه ،، زعلانـه منه ، ما كان له حق يواجهها بهالطريقة ، هي ما تحب أحد يبين لها انه ضعيفة وشفافة وبندر اليوم ما راعى هالشي ابد !!

ما قدرت تنام بسبب اللي حصل مع بندر خصوصا ، ما تبيه يحس باللي في قلبها ناحية محمد وماله داعي يعرف اصلا...
وهي تحاول تنام سمعت رنـة جوالها ، من غير لا تفتح عيونها مدت يدها وخذته ..
شافتها رسالة باسم مشاعل .. فتحتهـا لكنها تفاجئت انها من بنـدر..!.. يعتذر فيها عن تصرفه اليوم ..قفلت الجوال مو مهتمه لاعتذاره وحطته مكانه .. الموقف للحين مأثر فيها وكلمات بندر تنعاد عليها .. تتمنى انه يكون عرف بالمشكلة من مشاعل ولا يكون حاس بمشاعرها ناحية محمد ..
بنـدر آخر انسان لازم يكتشف مشاعرها ،،لأنها لو عرف بذيك اللحظة بتكون منحرجة وخجلانة منه لحد الموت...
موقف ما تتمنى تطيح فيه ..!


الصبـاح في بيت ابو محمد ..

طلعت شادن من المطبخ وهي شايله صينية القهوة لأبوها اللي كان باسط له بسـاط قريب من حوض السباحة بحكم ان الجو حلوو وقاعد يقرا الجريدة...
حطت الصينية قدامه وهي تبتسم لعلها تعوض اللي سوته فيه الأيام والأسابيع اللي راحت..

ابو محمد : تسلمين وانا ابوك.. عسى راضيه الحين..
تربعت جنبه وهي تضحك تبي ترضيه : راضيه من زمان لا تشيل بخاطرك..
ابتسم ورجع لجريدته وهو متركي عالمركى وشادن مدت له صحن التمر وهي مبتسمة..
ما عندها شي تسويه جلست تتقهوى معه وهي تسولف معه من دقيقة لدقيقة بأشياء مختلفة وهو يرد عليها وعيونه الجريدة ..

شادن حست ان ابوها مشدود ونسى فنجاله : يبه فنجالك برد ..!
شرب فنجاله ومده لها تصب له وعيونه ما فارقت السطور ... صبت له وعقبها خذت مجلة رياضية تجي دايم ملحق للجريدة وبدت تتصفحها رغم ان مالها ميول رياضية ..
بدت تتفرج عالصور ، الا ابوها يتنهد وهو يرفع راسه من الجريدة وياخذ فنجاله..

ابو محمد : الفساد صاير بكل مكان.. وهالشباب كل يوم طالعين لنا بشي جديد..
نزلت المجلة باهتمام : ليه وش صار ؟؟
ابو محمد : ابو صالح من يومين مكلمني يقول سيارة ولده انسرقت وهي قدام البيت .. بلغوا عنها الشرطة وللحين مالها أثر يقولون انشقت الأرض وبلعتها ..

شالت الشكوك من راسها وسألت : طيب يبه هذي تحصل دايم وبأي مكان..

أبوها كمل وهو يرجع للجريدة : وهذا هم كاتبين هنا عصابات سرقة السيارات منتشره هالأيام وبكل مكان يمارسون نشاطاتهم.. وللحين مو قادرين يمسكونهم ..

شادن وهي تبلع ريقها : وابو صالح هذا بالرياض صح ؟؟
رفع عينه لها : ايه بالرياض وين تحسبينه..

تنهـدت بارتياح وشالت الشكوك من راسها على طول... وسمعت ابوها يكمل : الشباب الله يصلحهم مدري وش حادهم لهالأمور.. هالخبر يقول عشرين حالة سرقة خلال اسبوع هنا بالرياض تم التبليغ عنها ..
شادن باهتمام زحفت جنب ابوها تقرا : أهم شي انها بالرياض مو بمكااان ثاني ..

طالعها باستغراب وهي كتمت ابتسامتها وفرحتها .. ابو محمد : مهوب بالرياض بس وانا ابوك !!
تغير لون وجهها : أجل وين ؟؟
ابو محمد : بكل مكان .. بالرياض بالشمال بالغربية وبالشرقية.. يقولون كأنها شبكة كاملة مسؤولة عن هالحالات .. لأن لحتى الحين كل السيارات اللي انسرقت ما لقوها ..
شحب لونها : شلون يعني ما لقوها..
ابو محمد : يعني مثل ما يقولون انشقت الأرض وبلعتها .. محد يدري وين راحت والمشكلة ان السرقات تصير دايم بمنتصف الليل والناس نيـام..

ارتجف فكها وحطت يدها على قلبها.. غمضت عيونها وهي تحرك شفايفها تكلم نفسها..لا تخاف.. لا تخاف...
عمر بخير يا شادن .. عمر بخير.. حتى لو كان مثل ما تظنينه هو بخير ، يقدر يعتمد على نفسه وما ينخاف عليه..

عقب ما خلص ابوها وصفط الجريدة سحبتها بسرعة وفتحتها على نفس الخبر ... قام ابوها من عندها بعد ما خلص قهوته وتركها وصارت لحالهـا تقرا وتتمعن ...
الفتــرة اللي راحت توقف نزول مثل هالاخبار وكانت تظن ان السرقات توقفت أو انقبض عليهم...
وكانت تنتظر أي خبر يطمنها ..
لكن هذا هو اليوم يرجع خبر كامل يملا نص الصفحةهذا معناته انه بخير للحين !!

قفلت الجريدة بضيق والحزن بعيونها ، ما تقدر تصبر لازم ترووح تقابل عمر ، ما تقدر تنتظر أكثر من كذا تبي تشوفه وتتطمن عليه.. هو قالها انه يشتغل بالشرقية وهي مصدقته حتى لو كان يكذب هي مصدقته...

بس الحين الشووووق واللهفة والوله غلبوها والشي الوحيد اللي تبيه تروح تشوف وجهه وترجع..!

مسكت جوالها ودورت اسمه.. بترسل له رسالة مثل كل يوم مع انه الفترة الأخيرة ما كان يرد على رسايلها ..

غيرت أسلوب رسايلها الودودة واختارت رسالة تختلف عن باقي رسايلها

أمــــانه
لايجي منك مواقف تجرح الاحساس
انا من لي غيرك اذا صار الزمن قاسي

و أمــــانه
لاتجاملني اذا نفسك تبي فرقاي
انا مابي يجي لي يوم أكون لعزتي
جــــارح

ارسلته بحزن وهي عارفه انه مارح يرد كعادته.. وليتها تدري عن السبب..
الحب اللي بينهم كبير وأكيد ما نساه ،، أجل ليش هالغياب الطويل والانقطاع المؤلم !!

يتبـــع..!

{{.... ذم ــــا !! 05-08-08 12:11 AM

--------------------------------------------------------------------------------

الجـــــــزء 10 ..
:::



في الكوفي بعد المغرب..
كانوا تركي وثامر ملتقين مع بعض ، وكان ثامر يطالع باستغراب ولد عمه المسترخي بجلسته ويلعب سنيك بجواله ..ويسب ويلعن الجوال كل ما خسر مو مهتم للوقت..
ثامر : ما عندك دوام؟.. وش مجلسك للحين ؟
تركي وعيونه عالجوال قال مو مهتم : الا عندي.. بس ماني رايح..
استغرب ثامر تركي من خذ هالوظيفة وهو مدااااوم عليها ولا عمره تأخر دقيقة وحدة عنها .. ابتسم بارتياح وهو على باله شال اللي يبي يسويه من باله
ثامر : وش صار معد تبي تكمل اللي ناويه.. ريحنـي؟
رفع تركي عينه بهدووء بنظرة باردة حااادة من تحت حواجبه خلت ثامر يناظر بالناس هروب من هالنظرات ..
تركي على نظرته : وانت ودك اني أتركها؟؟
ثامر : خلاص ياخي سو اللي تبي ماني متدخل... بس ياخي لا تصير ديكتاتوري خلك ديمقراطي وتقبل الراي الآخر..
تركي وهو يرجع للعبة ببرود : ومين قالك اني ديكتاتوري
ثامر : ماقلت لي ليش منت رايح ، دوام الشركة المسائي بدا ولا أنا غلطان ؟؟
تركي : اليوم ماني رايح...
ثامر : ليش فيه شي في بالك ؟؟
تركي وصرخ لأن سنيك اللعبة ماااات : ششششششششششششت
ثامر بسخرية : كلن على همممه سررررى
تركي وهو يعيد اللعبة من جديد : ما داومت الصباح اليوم عشان اروح الحين
ثامر مستغرب من اهماله اليوم : وليش ؟؟.. ما تخاف يزعل ابو خالد عليك ؟
تركي : لا تخاف مارح يزعل..
ثامر : وش هالثقة!!!!
تركي : بصراحه مالي خلق اليوم أقابل الوجيه النكدية هناك... قلت يا تركي يا ولد خذ لك اجازة اليوم
ثامر : على كيفك تعطي نفسك اجازة !! ... انت ما تعرف انت وش حاط نفسك هناك..
تركي : لا تخاف كل شي مسوي له حساب..

::

هنـاك بالشركة بعد محاولات من السكرتير الاتصال بـ وليد ما قدر يحصل جواب وقام راح لمكتب المدير ودخل عليه..

السكرتير : طال عمرك حاولت اتصل على وليد مثل ما طلبت لكن مافيه جواب..
ابو خالد باستغراب : غريبة !!.. انت متأكد انه ما داوم اليوم الصبح .. ولا حتى مر على الشركة
السكرتير : متأكد ما شفته ولا حتى وقّع حضوره..
ابو خالد : ولا حتى اتصل يعتذر أو يعطيك خبر !!؟
السكريتر : متأكد لا اتصال منه ولا حتى جا..
ابو خالد بدا يقلق ، أول مرة وليد يسويها من توظف ووظيفتها الحين عدت الشهر من بداها ... طول ذيك المدة كان مدوام وكان من أنشط الموظفين ... وهالتصرف منه يثير الغرابة والقلق...
ابو خالد : حاول تدق عليه من جديد ..
السكرتير : ان شالله..

طلع السكرتير وتم ابو خالد يفكر وهو يقرا بالورقة اللي قدامه بقلق... هو نفسه ما يدري ليش يهتم بوليد بالذات على انه مثل كثير شباب يعرفهم .. بس اللي يعرفه انه يرتاح له وصار يعتبر وليد مثل ولده كل ما يقبل عليه او يشوف وجهه يحرك فيـه شي غريب من زمان ما حسه من غير سبب واضح...
وكل يوم عن يوم يزيد اعجاب فيه ،، واحد من الشباب القلة المكافحين اللي قابلهم في حياته وبظروفه ولا يظن انه بيقابل واحد بشخصيته وثقته وأيمانه بقدراته...


عند ثامر وتركي من جديد..
ثامر طفش من جوال تركي اللي ما سكت عن الرنين وتركي سافهه : الحين ليش ما ترد..!
تركي : مابي أرد ..
ثامر بسخرية : ليش ! خايف من كلمتين ممكن يعطونك اياها على اهمالك ؟؟
تركي ببرود والجوال جنبه تكسر من الرنين : لا ماخفت بس مابي أرد...
ثامر : فيه نية في بالك..؟؟
تركي : يا كثر حننننتك ...!!.... ( ورفع اصبعه بوجهه ) برد وركز معي يمكن تعرف وش قصدي..

مسك الجوال وحط يده على رقبته وتنحنح ، وثامر يراقب حركاته يبي يشوف وين بيوصل من كل هالتصرفات...
رد بطريقه قلبت صوووته عالأخير خلا ثامر ينفجع : هلا..
السكرتير : هلا وليد وش علومك ؟
تركي وهو يغمز لثامر ويزيد من بحة صوته : هلا استاذ لؤي انا بخير شعلومك ؟؟
السكرتير وهو مستغرب من صوت وليد المختفففي من البحة : بخير عساك بخير.. عسـى ما شر المدير يسأل عنك..
تركي وهو يكح كحتين متقصد : لا ابد اليوم ماسكه معي انفلونزا وما قدرت اتحرك من السرير حتى عشان ارفع التلفون واعطيكم خبـر..
السكرتير : اهااا.. ما تشووف شر بس وش تبيني أقول للمدير الحين .. من الصبح يسأل عنك وانت الله يهديك ما اتصلت..
تركي : معااااليش كانت معي حمى وما حسيت بعمري صاحي وقادر اتحرك الا من ساعه !!
السكرتير : يعني مارح تحضر الشركة اليوم ؟
تركي : لا ما أعتقـد.. ياليت تعطي ابو خالد خبر ما يقلق .. وياليت يعفيني لأني ما اظن بكرة اقدر أجي..
السكرتير : أوكي بقوله
تركي : مشكور على اتصالك

قفل ورمى الجوال عالطاولة ورجع ظهره للمسند وتكتف طفشاااان.. شكل المهمة اللي وكّل نفسه بها بتطوول ويمكن يفقد أعصابه قبل لا يوصل اللي يوصله..

ثامر بعد ماراقب المكالمة من اولها لاخرها قال بتساؤل : ...كل هذا عشان تلفت اهتمام ابو خالد لـك أكثر من ماهو مهتم فيك.. صح ولا أنا غلطان ؟؟
ابتسم تركي بهدوء : كنت عارف انك بتفهمني... محد يفهم الذكي الا الذكي مثله..
ثامر : متربين سوى وعارف هالعقل وشلون يفكر وما تبيني أفهم..
تركي : ههههههههه يلله دبرني الحين .. شلون اخذ لفحة برد بهالوقت الحار ؟؟
ثامر : هههههههههههه ما ينخاف عليك ما يحتاج لفحة برد تقدر تدبر أمورك..

بعدها طلعوا من الكوفي وركبوا سيارة ثامر الفارهه .. والتفت له ثامر : وين تبي ؟؟ نروح للبيت ؟
تركي ومزاجه رااايق على غير العادة : لا ودنا أي مكـان.. حرام يروح هالمزاج من غير وناسة وروقان
ابتسم الثاني : وين تبي ؟؟
تركي : ودنا أي فندق نتعشا فيه ..
ثامر : ههههههههههههه .. من زمان عن الفنادق.. بالله تبي تروح لفندق راقي بهالملابس..؟؟
طالع تركي ملابسه الغير أنيقة وناظر في ولد عمه : وش فيها ؟!
ثامر : هههههه تكفى غير بعدين خلنا نروح لفنادق
تركي بعناد : عناد فيك ماني رايح للفندق بغير هالملابس ، والناس خلها تقول اللي تقوله.. ما ذبحنا الا كلام الناس!! ( بسخرية)

وهم بالطريق دق جوال تركي والتفت ثامر باستغراب : مين بعد ؟؟
تركي وعيونه على شاشة الجوال يقرا الاسم : ابو خالد !
ثامر : ابو خالد ولا سكرتير ابو خالد ؟؟؟
تركي : لا !.. ابو خالد بنفسه...
ثامر باستغراب : ابو خالد نفسه دق عليك من جواله الخاص..!!!
تركي بهدوء وهو نفسه ما كان متوقع هالاتصال الشخصي : ايه.................!!
سكت شوي وبعدها ناظر ثامر : وش رايك ؟.. أرد ولا اتركه ؟
وقبل لا يجاوب ثامر اتخذ قراره ورمى الجوال جنبه وتركه يرن لما سكت ..
ثامر وهو يطالع من المراية الجانبية : ماتبي ترد ؟؟
تركي : خلها لين اداوم بالشركة اكيد عنده خبر اني تعبان وما اقدر ارد عليه... انا ألحين مرووووق حدي ومابي أعكر هالمزاج مع هالشايب!!

هز ثامر كتوفه من غير اهتمام وما علق ،بالنهاية هذي قرارات تركي... وصلوا للفندق المتفق ونزلووووا..

:::::::::::::::::::

آخر الليل..
الكل كان نيام لكن شادن كانت تشوف كوابيس خلال نومها الغير مريح.. واللي كان متقطع طول الليل..
صحت بهذي الليلة مرعووووبة !!..وأول ما طرى عمر على بالها امتلت عيونها دموع، لمتى بتصبر الخوف ماكل قلبها اكل وهو ولاهو عارف..!
الحلم ماكان واضح المعالم لكن اللي تذكره ان عمر كان هناك وكان معطيها ظهره وتناديه ولا يرد..!
بالواقع والماضــي ماكان أبد يتجاهلها وكانت كل ما تناديه يجي لها ويكون جنبها ...

سمت بالله ومسكت الوسادة وحضنتها وهي تتذكر أول كل ما كانت تحلم بكوابيس ، ما كانت تلاقي اللي يهديها الا عمر .. الحبيـب الغايـب..!
تذكر ليلة مشابهة كانت ليلة كوابيس مخيفة كانت بعمر 10 سنين وقتها وعمر 16 سنة...... صحت وهي تشهق وفجأة بدت تبكـي ، ماكان حولها أحد والساعه 3 الفجر وهذا اللي زاد خوفها..

مباشرة تحرك جسمها لا شعوري وركضـت لغرفة عمر المقابلة لها ودخلتها وهي تناديه خايفه ودموعها تنزل..
ماحصلته ومااااتت خوف،، عمر اذا ما كان بالجوار ما تحس بالأمان،، ركضت تنزل الدرج وشعرها الناعم لازق بوجهها بسبب الدموع المختلطة بالعرق المغطي رقبتها.. راحت للباب اللي يطلع لبرا حصلته مقفل بالمفتاح ومباشرة راحت للباب الخلفي حق المطبخ .. حصلته مفتوح فعرفت ان عمر طلع منه..!
فتحته بقوه بيدينها الصغيرة وركضت وسط الظلام تدور طيفه وهي تبكي بخوف يزيد... تدور مصدر الامان بالنسبة لها..!!

شافته أخيرا جالس بالظلام على عتبات المدخل الرخامية وملامح وجهه غير مقروءة ، وبيده علبة كبريت يولع عود ويطيحه بالأرض ويتركه ثواني لما يطفى من نفسه.. ويرجع من جديد يولع ثاني ويتركه يطيح عند رجوله..

حس عمر بالصوت اللي يقرب رفع راسه وتغيرت نظرته وهو يشوفها تناظره بخووف ودموعها تغطي خدودها ووجهها ..
بصوت مبحوح : شادن شفيك ؟؟
شادن وهي تفرك عيونها من دموعها المالحة : انا خايفة محد معي...
ابتسم وما يبتسم هالابتسامة الا معها : ليش ؟
وهي واقفة مكانها : مدري مابي أرجع أنام.. عمر مابي ارجع انام..

شافته يترك العلبة تطيح من بين أصابعه ، ويربت على مكان جنبه : طيب تعالي هنا ولا تخافين..
وكأنها تبيه يطلب منها هالشي راحت وهي لابسة بجامتها الطفولية اللي كلها رسوم دببة وأرانب.. وجلست جنبه ولزقت فيييه..

عمر ما تحرك رجع لصمته وهو ممدد ذراعينه على رجوله .. اخذ علبة الكبريت من جديد وحطها بجيبه.. وأخيرا التفت لها : ليش خايفة ؟؟
شادن : مدري حلمت بشي مو حلوو..
عمر : بإيش حلمتي ؟
شادن : مدري ما اتذكر.. شي مو حلووو ما اعرفه..
عمر : الكوابيس مو صدق !

سكت بعدها وهو يناظر قدااام.. معروف عنه صمته بأغلب الأوقاات ..
وهي ترفع راسها تناظر جانب وجهه خلال الظلام : ليش ما نمت ؟
عمر : مو جايني نوم..
شادن : كيف بتروح المدرسة وانت ما نمت؟ .. لازم تنجح عشان ابوي ما يعاقبك.. مابي أبوي يعاقبك يا عـمـر..
وهو يميل راسه لها : تحسبيني شاطر زيك.. لو علي يا شادن تركت المدرسة ، أنا اروح هناك بس أطق وأنطق ..
شادن : ههههههههههههههههههه تقدر تصير شاطر انت ذكي يا عمر ..
ابتسم من غير لا يناظرها : شكرا عالكلام الحلو بس ما اقدر اصير مثلك.. أبي أصير اللي أبيه أنا..
شادن وبفضووول : وش تبي انت ؟
عمر : أبي أصير غير الناس... أبي اصير مميز أبي أصير اللي أحبه..

هزت كتفها مو فاهمه عليه ، وفعلا من جلست مع عمر نست كل الخوف ، هالـبشر هذا له تأثير عليها غير أي أحد...

عمر وهو يناظر بعيونها القريبة منه : خايفة للحين ؟
ببراءة ابتسمت : لااا... راح الخوف
ابتسم لها بنعومة وبهدوووء : أجل روحي نامي عندك مدرسة بكرة..
شادن : تعااال معي مابي أروح وانت هنا
من غير كلام قام واقف بهدووء .. وقبل لا يمشي حس بيدها الصغيرة تنشبك بيده..
ناظرها بعيونها لقاها تبتسم له بشقاااوة ، ومشى وهي متعلقة بيده ..

وصلوا فووق.. ووصلها لباب غرفتها وفتح لها الباب : يلله تصبحين على خير..
شادن ناظرت بوجهه : بتنووم ؟
عمر : بحاول..

ناظرت داخل غرفتها المظلمة ورجع لها الخوف.. فـ طالعت بعيونه تترجاه : أقدر أنام معك بغرفتك !؟
ابتسم عليها وبشجن : راح علينا هالشي يا شادن.. فات الوقت على نومتنا مع بعض بغرفة وحدة..
ما فهمت سألت ببراءة : ليش ؟ انا اذا كنت معك ما أخاف.. ترا عادي انام عالأرض وانت عالسرير مابي انام لحالي..
عمر : ما يصير لو يدري ابوي بيزعل !
ما لقت سبب مقنع لرفضه وتعلقت بيده : مااابي أنااااااااااااااااااام...
بدت بعنااااادها معه وش يسوي الحين !!...

وهو يفك يده منها : ما أقدر كبرنا خلاص !
وقبل لا ترد أو تحتج دفها من كتفها برفق لداخل الغرفة وهو يقول بصوت منخفض : روحي نامي الحين تصبحين على خير..!

ضمت الوسادة أكثر لصدرها وهي تبتسم هالذكرى ترسم الابتسامة عليها.. تذكر ليلتها انها ما قدرت تنام لحالها ولحقت عمر على غرفته وغصب عنه نامت هناك على الكنبة وهو ماله حيلة أبد يرفض..!
على انها مو عنيدة ،، الا انها تصير مهوووسة بالعناد خصوصا معه ،، ما تلعب الا معه وما تحب تتضارب بعد الا معه....

حطت راسها عالوسادة تحاول ترجع تنام ،، لازم تلاقي حد لازم تنهي هالحال اللي هم عليه....
بالنهاية صممت بكل قوة واصرار هي اللي تقوم بالخطــوة...!


:::::::::

اليوم الثاني ..

طلع خالـد من غرفته ركض ناحية الطورائ عقب ما استدعوه قبل لحظات بشكل عـاجل ،، سأل أول ما دخل غرفة العمليات والممرضة تساعده بلبس الملابس الخاصة : وش الحالة ؟؟
قاله الدكتور اللي معه وهو يفحص بشكل سريع : حالة نزيف داخلي بسبب حادث.. وكسور بالأضلاع
ألقى خالد نظرة عالجسد الممدد عالسرير الأبيض وعرف ان قدامه مرحلة صعبة واضح من هيئة الشاب ان حالته مترديه وصوت نبضات القلب من الجهاز مو مستقرة وفي حالة ضعـف!
بدا وحدة من العمليات الصعبة اللي واجهها خلال فترة شغله ، صحيح كان صغير بالسن لكنه بااااارع وموهوب وما دخل هالمجال بالصدفة .. كان فطن نبيـه وما وصل للمركز اللي وصله من فراغ..!

عقب عملية صعبة قدروا ينقذون المريض لكنه دخل في حالة غيبوبة ،، طلع خالد والدكتور اللي معه من غرفة العمليات وخالد يشيل الكمامة من على وجهه
وهو يتنهد بارتياح : عدت على خير..!
الدكتور : الحمدلله .. روح ارتاح الحين العملية ما كانت هينة
د.خالد : ايه والله
وشاف ساعته : الاستراحة بعد دقايق بروح اشوف الدكتور جمال أكيد ينتظرني وبيعطيني زفة على راسي
ابتسم الدكتور وانفصلوا راح خالد لمكتبه وأول ما دخل الا د. جمال في وجهه واحد من دكاترة القسم النفسي بالمستشفى..
د.جمال : وينك لي ثلث ساعة انتظر هنا!!!
خالد بسخرية وهو يروح يجلس ورا طاولته : وين بكون يعني يا بغرفة العمليات يا مع مريض !! وش تحسب رايح ألعب !!
د. جمال : ترا ما نسيت، قهوة اليوم على حسابك!
د. خالد بحنق وبنظرة من زاوية عينه : ما تسوى علي فزت بالبلوت !!
د.جمال وهو يجلس بنص جسمه على حافة الطاولة وبنظرات تستفز خالد : والله انت اللي متحديني يا حبيب قلبي محد قالك تتحدى الدكتور جمال بهيبته وجلالة قدره.. الا مصيره يطيح من قمة راسه ....
د. خالد : وللللل عليك ماحد يعطيك كلمة الا تعطيه عشر...
ضحك : ههههههههههههههه تعال ياخوك سولف لي عنك، لك يومين مو طبيعي
رفع خالد حاجب : مافيني شي يا دكتور يعني الواحد ما تجيه ايام تنقلب نفسيته
د. جمال : لكن يا عزيزي النفسية ما تنقلب الا بأسباب... انا بسبقك للكافتيريا راسي صاكني
د.خالد : ههههههههههههههه صاكك أمحق نفساني المفروض تتحمل كل حالة تجيك
د.جمال وهو طالع من الباب : لكل انسان حد للاحتمال وانا اخوك الحالات اللي تجيني تشيب الراس.. الحقني بنتظرك الاستراحة بدت!
لبس خالد البالطو واللي فصخه عشان العملية ولحق رفيقه اللي تعرف عليه بهالمستشفى وعلاقتهم تطورت بشكل سريع ، وكأنهم اصدقاء قدامى ولا كأنهم متعرفين على بعض بالمستشفى من فترة مو طويلة..

وصل للكافتيريا ولقى د.جمال محطوط قدامه كوبين قهوة غامقة ويسولف مع الدكتورات اللي بالطاولة جنبه .. جلس خالد وهو يهز راسه بابتسامة كـ سلام لزميلاته بالمستشفى..
د. جمال : تسلمين يا دكتورة من ذوقك ..
الدكتورة وهي تناظر خالد مبتسمة : وما يهون بعد دكتور خالد ، صراحة انتوا قدوة والكل يبي يصير مثلكم..
ابتسم خالد من غير لا يرد ، و د.جمال قال : هذا بزر قاعـد لا راح ولا جا ما يجي لـخبرتي..

د. خالد بهمـس : ابو التحطيييييم انا ابي اعرف انت وشلون صاير طبيب نفسي انت فالح بس بتحطيم خلق الله ... كذا تعامل مرضاك ؟!!
سمعه د. جمال وهمس بصوت واطي محد يسمعه : اذا صرت مريضي ذيك الساعة بوريك شلون أعامل الناس
خالد : الله لا يحطني بيدينك..
الدكتورة وهي تضحك هي واللي معها : ههههههههه لا بصراحة دكتور خالد الكل يبي يتعامل معه ، وأحلى شي فيه صغر سنه..
تجاهـل خالد كلامها ومارد ، واكتفى بابتسامة أنهت الحوار ما بينهم ،، سكتوا ماعاد قالوا كلمة وبعد فترة قاموا الدكتورات من طاولتهم ، والتفت د.جمال لـ خالد : ها خالد ما قلت لي وش فيك ؟؟
خالد : وش فيني ؟؟
جمال : أبد مافيك الا العافية تزقح بس فيه شي شاغل بالك ، اشوفك هاليومين منت على بعضك !!
خالد وهو يحرك السكر داخل كوبه : لا تهتم مافيني الا العافية ،، المستشفى وشغله وتعبه مو أكثر!
جمال : سمعت من الدكتورات قبل شوي ان د. نايف وصل أمس بعد ما راح يحضر المؤتمر الطبي !.. دريت ؟؟
نزل خالد الكوب من فمه وهو مستغرب : لا توني أدري منك ،! ..وصـل؟؟
جمال : ايه واكيد حضر للمستشفى اليوم ؟؟ شرايك نمر عليه الحين نسلم..

ابتسم خالد ،، د.نـايف هذا غيـر يعتــبره قدوته الأولـى والأمثـل ،وهو صاحب هالمستشفى لكنه دكتور بكل معنى للكلمة ،، تعامله راقي جدا ومن أفضل الأطبـاء عالساحة كبير بالسن جاوز الـ 50 من عمره ... الكل يشهد له والكل يحترمه ويقدره : ليش لا لازم نمـره..

وعقب ما خلصوا قهوتهم وريحوا قاموا مع بعض للمصعد وطلعوا للطابق حيت يتواجد مكتب الدكتور نايـف ..
تقدم خالد ودق الباب بهدوء ومن سمع الأذن دخـل وجمال وراه ، شاف قدوته ورئيسه يتفحص بعض التقارير ومن انتبه لهم ابتسم بوسع وجهه : هلا ومسهلا دكتور خالد .. ( التفت لجمـال ) هلا دكتور جمال..
د. خالد : الحمدلله عالسلامة دكتور توني أدري انك وصلت
د.نايف : الله يسلمك بشروني عنكم وبشروني عن المستشفى بغيابي
د.خالد : الحمدلله دكتور.. شخبار المؤتمر عسى كان زين
د. نايف : لا ما شاءالله كان حلو .. وما راحت السفرة خسارة ان شالله بنقدر نطور المستشفى ونشمله بكل الاحتياجات..
د. خالد : ما يحتاج عاد المستشفى كاملة والكمال لله..
د. جمال : واناااا أشهههد ما ينقصنا شي
د. نايف :هههههههههههههههه حلوة هالمجاملة ..، د.خالد شرايك المؤتمر الجاي تحضره معي.. بيفيدك !!
ابتسم خالد وتدخل جمال : وانا يا دكتور مالي عزيمة ؟؟
د. نايف : انت نفساني يا ولدي والمؤتمر مو لك انا اشوفه بيفيد د.خالد بتخصصه ..
د. خالد : اكيد دامك تشوفه بيفيدني اكيد ماني قايل لا..

جلسوا شوي يسمعون أخباره وأخبار المؤتمر الطبي اللي كان بلندن .. بعـد شـووي شاف د.جمال ساعته لقى الاستراحة انتهت..
د. جمال : يلله دكتور نستأذن
د. نايف : الله معكم..
وطلعوا وخالد مبتسم ومرتاح : ما قابلت دكتور مثله يا جمال ولا أظن بقابل !
د. جمال : أكيد موب أنت اللي قدمت نفسك على هالمستشفى بس عشان الدكتور نايف يشتغل فيه وقبل هذا كله صاحبه !
ابتسم خالد وهو يتذكر أول ما تخرج وانتهى من تدريبه ، ما كان يبي يتوظف الا بهالمستشفى وما كان يبي يبدا بدايته الحقيقية كـ دكتور الا هنـا ،، وكل هذا بسبب الدكتور نايف..!

دخلوا المصعد وهم يسولفون ونزل بهم طابق واحد بس وانفتح الباب من جديد ، دخلت بنت متحجبه من غير غطا لكن كان باين الحيا على وجهها .. أول ما دخلت نزلت عيونها بالأرض من وجودها مع اثنين رجال وضغطت على الطابق اللي كانوا فيه قبل شوي ..وقفت وراهـم وهم تقدموا عنها شوي ..
ابتسم جمال وغمز لخـالد وخالد طقه بكوعه لأن جمال مطيح الميانة مع أي احد ، ويمكن تعامله الدائم مع الجنس الناعم بالمستشفى هذا غير تخصصه اللي يخليه يتعامل مع مختف الأنواع والأجناس خلاه كذا ...
د. جمال بلقااافة : على وين ؟؟
البنت وهي ترفع عينها له بسرعة وتحطها على باب المصعد : أبي الدور الخامس..
لفت انتباه خالد صوتها الراكد وهدوءها حتى انها تجاهلت ابتسامة جمال اللي تجذب أي أحد..
د. جمال : بس الطابق الخامس مافيه مرضى كله للأشعة وبعض المعامل والمكاتب...

ناظرته البنت بنظرة خلته ينطم ، نظرة تقول " انت وش دخلك " .. انحرج جمال البنت رغم حياها الا باين ان عليها قووة...
د. خالد بأدب مناقض جدا لأسلوب وطريقة جمال : اذا تبين تسألين عن جناح ولا غرفة اسألي الطابق الخامس منفصل عن المرضى انفصال تام..
التفتت لـ خالد تناظره ونزلت عينها عنه وحمرة خجل على وجهها : لا شكرا أعرف وين اروح....

طالعه جمال بقهر وخالد رفع حاجب يقهره ... ولأنهم طلبوا الطابق قبل لا تركب نزل يوصلهم للدور الثاني ،، طلع جمال أول وخالد وراه ويديه بجيوب البالطو حقه... التفت من جديد باستغراب شاف البنت حتى ما ناظرتهم مدت يدها لزر أغلاق الباب من غير لا تعيرهم اهتمام..
د.جمال عقب ما تسكر المصعد وطلع فوق : شفت ذيك النظرة ؟؟.. آآآآآه يالهوي...!
د. خالد : هههههههههههههه بالله عليك انت وش لقفك خلها تروح للي تروحه..
د. جمال : شفت نظرتها شوي وتعطيني كف..!..
د. خالد : انا راااااجع لغرفتي انت واحد فاضي راسه ، صراحتن مدري شلون صرت طبيب نفسي... مع السلامة
ومشى وتركه وجمال لف وراح لقسمه وهو يضحك ..


:::

وصلـت سحر مشاعل لبيتهم من الجامعه ومشاعل محتجه طول الطريق وهي تترجاها : ليه ما تنزلين وش هالتغللللي ؟؟
سحر بملل : مشاعل حلا هو كل مرة تقولين لي انزلي.. مرة ثانية اليوم صدق مالي خلق.!
مشاعل وهي تصفق الباب بقهر : الشرهه عاللي تعزمك ..
وراحت ابتسمت سحر عليها وراحت البيت .. شافت سيارة غريبة عن بوابة القصر استغربت لكنها شكت انها لـ بندر..
نزلت وراحت لمدخل الصالة وفتحته شوي تتأكد اذا كان فعلا هو بندر اللي جاي اليوم..!
سمعت سواليفه وضحكه مع اختها بيان وشكلهم كانوا لحالهم بالصالة.. مالها استعداد تواجهه عقب ذاك الموقف ولا حتى تقوله كلمة...
لفت متراجعه وراحت من الباب الخلفي من غير لا أحد يحس فيها .. للحين زعلانه منه دخلت وعشان ما يدرون عنها طلعت بالمصعد اللي قليل ما تستخدمه من غير لا تمر عالدرج اللي هو مكشوف عالصالة..


بندر وهو يلعب أونو مع بيان رفع يده يشوف ساعته لقاها 1 : الحين مو قلتي لي سحر دايم تجي من الجامعه الحين ؟؟
بيان : الا...
بندر عشان ما ينفضح وخصوصا انها صغيرة ممكن تقول أي شي ما حب يخصص : وخالد ؟؟
بيان : خالد ما يجي الحين......... يلله العبب دوووووووووورك!
بندر انتبه لنفسه ولعب ..
بيان : خخخخخخخخ يلله اسحححححب

فتح عيوووونه البنت مووو هينـة !!.. مسك المخدة جنبه وطقها براسها : خبببببببببببييييييييييييثثثثثة !!
طفش وتركها تفوز عليه وبعدها قام واقف .. شافت بيان الخدامة طالعه الدرج وهي شايله صينية فيها كاس عصير..
بيان : أببي عصيييييييييييير...!
الخدامة : هذااا حق مس سحر !

رفع بندر حواجبه مستغرب وبيان نطت واقفه : سحر متى جت ؟؟
الخدامة : ففتين مينت اقوو ..! ( من ربع ساعة)
بيان توها بتروح تركض لأختها تشوف وش جابت لها اليوم بس بندر مسك يدها وناظرته باستغراب..
راحت الخدامة فوق وبندر ابتسم لها : روحي قولي لسحر يقولك بندر أنا آسف..!

بيان : انت بتروح ؟؟.. انتظر خالد لما يجي انت تقول تبي خالد !!
ابتسم عليها : خالد بيتأخر انا بروح البيت الحين عشان الغدا.. قولي لـ سحر ان بندر راح طيب ؟؟
بيان : طيب..!

طلع وهو ضايق خلقه وبيان طلعت فوق .. دخلت غرفة اختها تركض فرحانة ومن غير كلام توجهت لشنطتها المطحوطة عالكرسي وفتحتها تفتش فيها .. التفتت لها سحر وهي ماسكه ماس العصير وتقرا بمجلة : وش تدورين يالسوسة ؟؟؟
التفتت عليها بيان : ترا بندر راح..!
استغربت سحر : وش دخلني راح ولا جا ؟؟
بيان : ويقول بعد قولي لسحر أنا آآسف...
سكتت سحر ما علقت ونزلت عينها للمجلة وهي تسترجع الموقف : بندر ليش جا ؟؟
بيان : جا يبي يشوف خالد ..
تركتها بيان بعد ما خذت اللي تبيه ،، سكرت المجلة ورمتها جنبها .. رمت عمرها عالسرير وتركت شعرها يتناثر على وجهها.... تبي تناااااااااام تعباااانة..
تحسنت نفسيتها عن اليومين اللي فاتوا بكثير ،، وصارت تشغل نفسها عن أي شي عشان ما تفكر بمحمد ولا بالموقف...
ابتسمت باقتناع انه بيجي يوم من الايام ويتغير هالحال بينهم... وبتحاااول قد ما تقدر انها تذوب الجليد بينهم وانها ترضيـه .. مو شي مخجل انها تفشل لازم تستمر عالمحاولة لما تنجـح ...

عالغـدا بعد ساعة ..
امها : بيان وين سحر ؟؟
بيان : بغرفتهـااا...
ابو خالد : روحي ناديها وانا ابوك..
بيان بدلال وعناد : مابي انت روح نادها...
أمهـا : عيب يلله روحي نادي اختك...
بيان لفت لورا وهي جالسه عالكرسي وصرخت بكامل صوتها : نااااااااااااااااااااني نادي سححررر...

ام خالد : اقولك قومي ناديها تنادين ناني؟؟
بيان : مابي اروووح... روحي انتي !
ام خالد : صدق قلة حيا..
ابو خالد : هههههههههههههههههههه..
ام خالد : لا تضحك وتزيد عناد .. اشوفها بدت تصير مثل سحر في بعض الاشياء
ابو خالد : شفيهم بناااتي مافي مثلهم ربي لا يخليني ..

دخلت سحر عليهم وجلست .. وابتسمت لأمها : شفيها سحر حبيبة أبوها ؟؟؟؟
ام خالد وغصب عنها ابتسمت : مافيها شي.. كامله والكامل وجه الله..
بيان : انا حبيبة ابوووي بعد..
طالعتها سحر بزاوية عينها : انتي فالحه بالأكل بس.. خلك مثل ما انتي
ابو خالد : نمتي ؟؟؟
سحر : لا ماجاني نوووم...

بيان : بندر قبل شوي جا ولعب معي !!
ابو خالد ابتسم : جاي عشان يلعب معك ؟؟
بيان : ايه جا عشان خالد وجلس يلعب معي!!
ابو خالد : غريبة بندر يدري ان خالد ما يطلع من دوامه الحين..
سحر بهدوء وهي تاكل : يمكن نسى !
بيان : جا عشاااان يلعب معي يحبنـي..!
ابو خالد بمزح : وليش ما عزمتيه يتغداا معنا ؟

هزت بيان كتوفها وكملت غـدا من غير ثرثرة أكثر.. سمعـت سحر ابوها يتكلم مع امها ويقول : نهاية هالاسبوع انا معزوم عالغدا مارح أحضر الغدا في البيت..

خلصت سحر الغدا وما اهتمت تسمع لسوالف الشغل والرجال والعزايم ورجعـت لغرفتهـا عشان تنام لها ساعة...

::

بعد يوميـن ..
دخـل تركي الشركة بعد ما كان مدعي المرض ، وهو يمشي بالممر رايح بيوقع على حضوره انتبه ان المدير ابو خالد كان يسوي جولة بالشركة ويتطمن على أوضاع الموظفين والسكرتير يمشي معه ..

ابتسم ابو خالد وهو يشوف تركي مقبل وحالته عال العال : الحمدلله عالسلامة وانا ابووك ؟
تركي وهو يحب راسه متناسي بالعمد انه لازم يرتسم بالرسمية داخل مجال العمل : الله يسلمك.. آآسف طال عمرك عاليومين اللي راحت..
ابتسم ابو خالد : معذور بس لو كنت طمنتنا عليك كان احسن...
تركي : سامحني شفت اتصالك متأخر وقتها كنت عند الطبيب..!
ابو خالد : ها بشر عساه طبيب شاطر .. عساك طيب؟؟

نزل عيونه بالأرض : تبي الصدق يا عمي كنت اظن انه شاطر .. عطاني أدوية غلط وهي اللي نكست حالتي وخلتني ما أقوم من السرير... انت أدرى بالحال يا عمي ، الحال هي اللي خلتني أروح عند هالطبيب التعبان ولا لو الحال احسن كنـت لقيت لي طبيب غيره بس لأن هالطبيب ما يطلب واجد...!

استنكر ابو خالد هالكلام : وش هالكلام ؟؟.. هذي صحتك ما فيها لعب...
تركي : وش اسوي طال عمرك انغشيت فيه ..!.. بس لا تهتم انا الحين أحسن رحت له وسفلت فيه.. وصحح لي الأدوية.
ابو خالد : المرة الجاية وانا ابوك ، لا تتردد تجيني انا اعرف ان ظروفك صعبة وصدقني انت الحين مثل ولدي خالد احس اني مسؤول عنك .. تعال لي في أي شي تحتاجه اعتبرني أبوووك اللي يحبك ويخاف عليك.... زين وانا ابوك ؟؟

وبكل حنية الدنيا حط يده على كتف تركي اللي انخرس لسانه ونزل عيونه بالارض .. وبصوت واطي : ان شالله..!

راح عنه يكمل جولته وتركي ما تزحزح من مكانه يفكر في كلامه... بالنهاية ابتسم لكن ما كانت ابتسامة مكر ودهاء مثل العادة ، كانت ابتسامة رثاء لحالة ابوه ولكلام ابو خالد اللي يناقض معناه كل شي سواه بأبوه ..!
وبنبرة حقد اسود يملى قلبه : ليتك تعرف انا مين عشان تعرف وش أبي منك... بس بتعرف في الوقت المناسب يابو خالد ... بتعرف يوم بيفوت الآوان عليك...!

وراح يكمل شغله وقع حضوره وطلع يشوف وش اللي عليه لليوم...

::

صحـت شادن الصبح من بدري وهي قلقة نامت نوم متقطع بسبب التفكير والهواجس... بعد ما غيرت بجامتها نزلت تحت وكانت الساعة 9 شافت بندر جالس لحاله عند التلفزيون وكوب شاهي بيده.. جلست معه بصمت والتفتت تشوف وش قاعد يناظر ..
بندر ما التفت لها بس حس من سكوتها ان فيه هواجس قاعده تدور في بالها التفت لها بخفة وشافها تناظر التلفزيون بجمووود ، عرف انها تناظر وما تناظر يعني سرحانة.. رفع الكنترول وقفل التلفزيون عشان ينبهها لاحظ انها تناظر الشاااشة مو حاسه بشي..

بندر : ألووو الو ..
شادن : ..............
بندر : ههههههههه والله الحالة مستعصية على هالصبح !!
انتبهـت عليه يحاكيها : نعمم ؟.. تكلمني ؟
بندر بهبالة : لا أحاكي الصرصور اللي تحت رجولك..
نططت من مكااانها وضمت رجولها تحتها وهي تناظر تحت : ويييييييييييييييييييييييييينه!!
بندر : هههههههههههههه وش صاير اليوم على هالصبح حلمانه بشي اشوف التناحه بعيونك

شادن وهي تتربع عالكنبة وتضم المخدة الصغيرة بحضنها : سخييييف تعرفني ما اطيق اسم كلمة صرصور ..بعدين فيه شي شاغل بالي يعني ما تجيك حالات ينشغل بالك فيها؟؟
بندر وهو يرفع الكوب الاسود لفمه : ههههه وانتي الصادقة طول وقتي مشغووول بالي..
وضغط عالكنترول يفتح التلفزيون وشادن استغربت وسألته : فيه شي يشغل بالك بندر ؟؟
وهو يقلب المحطة : لا تصدقين أمزح..

الموهم مو هذا موضوعها فكرة روحة الشرقية صايره مسيطرة على بالها ومارح ترتاح الا لما تلتقي فيه ، اذا كان هو ما يقدر يكون واصل فهي تقدر تكون واصله بداله.. وأكيد ينتظر شوفتها على أحر من الجمر..
بهدوووء : بندر !!
كان يناظر توم اند جيري وشادن كتمت ابتسامتها عليه ، بس غصب ضحكــت : ههههههه توم وجيري يا بندر هههههه..
بندر وهو يعلق عاللي يشوفه : يختي هالقطو ملعون خيره..
شادن : محد قاله يتحرش بالفار هو اللي يبي الشر..
بندر : هالنتفه ذا يجيب الشيب يعرف شلون يفقع المرارة !
شادن : ههههههههههههههههههههههههه..... ( سكتت شوي ) .... بندر !
لف لها بسرعة ورجع يناظر بالتلفزيون : هاه..!
شادن : ودي أطلب منك طلب صغيرون بس قبل سكر التلفزيون

عقد حواجبه وقصر على صوت الموسيقى الكوميدية والتفت لها : طلب ؟؟... فيك شي ؟؟
شادن : بس ما تردني ؟؟
لفت اهتمامه الموضوع ولف بكل انتباهه لها : بحاول.. بس وش عندك ؟
شادن والشوق ذابحها ما بقى فيها ذرة ركادة : بندر... ممكن توديني للشرقية أبي أروح للشرقية
استغرب وعقد حواجبه المرسومة رسم : الشرقية؟.. وش المناسبة ؟
شادن وصوتها يلين خلاص ما عاد بقى فيها احتمال ولمعت عيونها دموع لأول مرة قدام بندر من طاري حبيب القلب واللي سلب الروح وسنين العمر واختفى : يعني ما تعرف وش اللي في الشرقية وأبي أروح له ؟ وش اللي هناك بالشرقية وأهتم له يا بندر ..!
لانت ملامح وجهه وابتسم لها وكأنه يقول أنا فاهمك ومارح تلاقين أحد يفهمك كثري.. نزلت عيونها تمسح الدمعة الوحيدة اللي عاندت ونزلت ، وعشان يغير جو الحزن اللي تفجر بوجهها فجأة
ابتسم بمكر : اهااا " حبيبي "..!!
شادن باقتضاب وصمود قدام الاحساس اللي يهزها داخل قلبها : موافق أو لا ؟؟

بندر وطاري عليه يجننها شوي رغم ان دموعها أثرت فيه والسبب خـوي وصديق عمره : وليش طاري عليك الحين تبين تروحين ،، حصل شي؟ استجد شي بينكم ؟
ابتسمت تطمنه : لا ما حصل شي جديد بس فكرت نروح نزوره ، عمر مشغوول واكيد مشتاق لنا مثل ما احنا مشتاقين ، فكرت انها فرصة حلوة نروح نفاجئه...

ونوّر وجهها وهي تتكلم عن الفكرة وكأن الحمااااس خذاااها ،، ابتسم عليها وهز راسه بمــوافقـة سريعــة شادن نفسها ما توقعتها
ابتسمت بفرح زادها حلا فوق حلاها : موافق؟؟؟؟
هز راسه ايجاااب من جديد لخاطرها كل شي يهون ويكفي الانتظار والصبر اللي صبرته ، جا دوره الحين يساعدها عشان تتطمن ويساعد خويه اللي يمكن الظروف وقفت ضده ومنعته انه يتواصل معهم : مواافق ليش لا حتى انا ودي أروح أكفخه

من الفرحة مسكت المخدة اللي بحضنها ورمتـها بوجهه ،،، أحيانا الواحد من الفرحة يستخدم أساليب غريبة للتعبير عن فرحته جت المخدة بوجهه وطالعها معصب وضحكت : هههههههههه والله أحبك بندوره..!
بندر بعصبية : نقلت العدوى لك مشيعل ..
شادن : هههههههههه تبي الصراحة والجد بندوره حلو ولايق عليك ما يحتاج تعصب.. والحين ممكن تعلمني متى بتاخذني لهناك ماي دير برذر ؟!
بندر وهو يرجع لتوم وجيري : اذا تبين .. اليوم !
انصدمت وبسرعة تهلل وجهها ..من الفرحة ماعرفت وش تقول كانت تتوقع انه بيقول بكرة ولا بعد بكرة لكن اليوووم هذا أكبر من أحلامها... والحين زاد شوقها للانسان الأروع بنظرها..

قامت من مكانها وراحت له وهو مندمج مع الفار والقطو على قوله ومالت عليه وطبعت أحلى بوسة شكر على خده بشكل مفاجئ بالنسبة له..

ناظرها مستغرب وهي تطلع من الصالة وابتسم عليها ، لا البنت مافي عالمها غير عمر هذا اللي قالبها ومخليها على هواه من عمرها 5 سنين !!!.. شادن الهادية المرحة المسااااالمة اللي ما تحـب المشاكل وتبغضها ، شلون حبت عمر راعي المشاكل ووجع الراس والفوضى !!.. ههههههههههههههه تناقض غريب وتركيبة أغرب !!


{{.... ذم ــــا !! 05-08-08 12:23 AM

قريب صلاة الظهر كانت شادن بغرفتها تتجهز وتجهز بعض الأغراض اللي بتاخذها معها ، متحمسة حد الجنوووون لها،، سنــة كاااملة ما شافت عمر وخلالها كان بس يكتفي بالاتصالات والمكالمات عشان يتطمن عليها ، لكن من شهرين وقفت هالاتصالات ومن يومها وهي متولعه أكثر والشوق ذابحها و لاعب فيها أكثر..

دخلت عليها مشاعل ببجامتها البرمودا وشعرها اللي يشابه البوي بقصته واللي يناسب تقاسيم وجهها الدائرية ..وهي تفرك عيونها من النوم بقبضة يدها مثل الطفل اللي توه صاحي ، ومن طاحت عينها على شادن لابسه بنطلون جينز برمودا وبلوزه شبه كت بيج ستايل تشاينيز برقبة مرتفعة شوي معطيها جاذبية ونعومة على حلاها ، استغربت : على وين شادن ؟.. لابسه ومتزينة!!
شادن بابتسامة وهي منزله راسها لشنطتها الأسطوانية الكبيرة نوعا ما واللي تشيل الكثير : بروح مع بندر للشرقية !!
طارت عيون مشاعل وباستغراب وصدمة : ليــش ؟؟؟.. عمر فيه شي ؟
شادن : لو فيه شي يعني كان بتشوفيني لابسه ومتصلحه ومستانسة ؟!... لا ما فيه شي تطمني بس قررت أروح وأزوره بنفسي
مشاعل : وش هالقرار المفاجئ ؟؟
شادن وهي تدخل عطرها المفضل داخل الشنطة : مو مفاجئ كان يدور في بالي من يومين وما قلت لبندر الا اليووم..
مشاعل : خذوووووووووني معكم!
لفت شادن لها وهي تضربها بالمشط على راسها : وين تروحين ترزين وجهك عند رجلي..!!
مشاعل برطمت : وش أبي فيه رجلك لا تخافين طول عمري كنت بنظره بنت ملسووووونة قشرى ما أجي لحلاك وجاذبيتك.. انتي القلب والروح اللي فيه.....

ما كملت مشاعل الا بضربة مشط ثانية على راسها .. شادن وقلبها يدق بمجرد ذكر هالحقائق لأنها معروفة للكل قريـب كـاان أو بعيـد ، هي روح عمر وهي له القلب والعايله والأم والأبو وهي اللي كانت تحتويـه بالايام اللي كان يطيح فيها تعبان ، وحيد ، حزين ، متكدر ... بكل الحالات كانت هي جنبه وهي اللي قدرت تسحره وتسلبه روحه من كانت عمرها 14 سنة...ويمكن قبل ... محد كان يتوقع ان العلاقة الوثيقة المتماسكة بينهم من الطفولة والقرب الملحوظ بيتحول بيوم لـحب ينتهي بأنه عمر يتقدم لشادن بعد ما اعترفت لها بحبـها بيوم ممطـر عـاصـف لا يمكن تنساه...!!... ودمووع عيونها وقتها اللي خلته يطيح ويعترف غصب عنه ويقر إن ما غيرها قدرت تسرق منه عواطفه..

مشاعل : تكفووون خذوني بس أبي أروح اشوف البحر وأرجع..
شادن وهي تفتح الدرج وتطلع الإسوارة الفضية اللي مكتوب عليها اسمها واللي شراها لها مخصوص قبل 5 سنين وهي بعمر 16 سنة : اذا تبين بصور لك اياه ..
مشاعل : شدووووون بليز .. ارموني عند البحر واتركوني وروحوا للمكان اللي يعجبكم..
شادن وهي تقفل شنطتها : مشاعل تعرفيني مابي ازعلك بس هالمرة خليني أروح ، أحس بشي غريب مدري وش اللي بيحصل ..

قررت مشاعل تسند اختها اللي لها سنـة وشوي ما شافت وجهه : ليش هالاحساس أكييييد بيفرح.. ومشتاق لك وهو يقدر ينساك اصلا
ابتسمت شادن وكلمة اختها خلتها تتفائل ، بيفرح وهو أكيد فيه شي غير الفرح يعني : اوكي محنا مطولين أكيد بنرجع الليلة كلها زيارة مارح تطول..

طلعت شادن من غرفتها وقبل لا تنزل راحت لغرفته اللي شغلها من كان طفل صغير .. دخلتها وسكرت الباب وتنفست الصعداء.. متوترة والحماس يهشمها من غير رحمة وكأنها بتشوفه الحين بعد لحظات ، ما كأن وراها مشوار أربع ساعات بالسيارة عشان توصل لهناك...


تمشت بغرفته وراحت لعطره اللي يذبحها من روعته وخصوصا اذا تعطر فيه عمر ... ابتسمت ومن غير سبب معروف في بالها خذته وحطته بشنطتها الملعقة على كتفها ،،
طاحت عينها على الصورة الموجودة في المكتبة والظاهرة من خلف الزجاج الشفاف.. راحت لها وابتسمت بروعة الابتسامة اللي تاخذ عقله هو كل ما شافها ... كانت الصورة لهم لحالهم شادن بعمر 12 وهو 18 سنة !! بحفلة من الحفلات اللي سووها بمناسبة نجاح شادن من الابتدائية ودخولها للمتوسط ،، وبهالصورة كانوا ملونين وجيههم شادن بمظهر القط بشنباته وعمر بمظهر المهرج اللي خشمه وخدوده أحمر فاقع ..

تتذكر بوضوح إنها يومها أجبرت عمر يلون هالستايل وعمر كان معنـد لأن هالستايل بيطلعه مضحكة وهو أبد ما تليق عليه شخصيات المهرجين ، لأنه على رغم مشاكله ووجعة الراس اللي كان يسببها للي حوله الا انه انسان دمه حار ما يحب التهريج والتنكيت على عكس بندر خويـه ..

بس شادن أجبرته وترجـته يلون هالوجه وهو بالنهاية ما قدر غير يرضخ لها ويسوي اللي تبيه ،، وصوروا هالصورة وكل واحد منهم كان ماسك حلاوة دائرية ضخمة وهم مقربين روسهم لبعض ،، وعمر على غير عادته وطبعه الهاااااادي الكتوم كان مطلع لسانه ومحول عيونه وشادن تضحك بأسنان بيضا جنبه بكل شقاوة ومرح...

ضحكت على الصورة وعلى ذكرى الصورة ، وقتها حلفت عليه انه يحط هالصورة في برواز بغرفته وما يشيلها لو مهما صار ،، وللمرة ثانية وافق على طلبها وما قدر يرفض...

سمعت بندر يناديها برا ، طلعت بسرعة ونزلت ..

بندر : ها جاهزة ؟؟
شادن : ايه كل شي تمام .. عطيت ابوي خبر ؟
بندر : ايه لا تخافين قلت له ودي أطلع للشرقية وباخذك معي ومارح نطول ان شالله الليلة راجعين
شادن : حلوو ...صليت الظهر ؟
بندر : ايه توني جاي من المسجد .. يلله خلينا نمشي قبل لا أهووون

شافت شادن وهي تلبس عبايتها امها نازله من فوق ،،
أمها : على وين يا شادن مشاعل تقول انك ناويه تروحين للشرقية وش طاري ؟
شادن : ابد بندر يبي يروح قلت أروح معه أكيد ما ترفضين ؟
ام محمد : اذا ابوك راضي بكيفكم.. ومتى بترجعون؟
بندر : الليلة من غير شر ان شالله
ام محمد وهي تنغز في ولدها الأصغر : زين اثرني سويت فيك خير يوم خليتك تجلس هالاسبوع عندي .. بتروح للشرقية تغير جو عالأقل ولو ساعات

ابتسـم بندر وباس أصابعه بقوة وهو يغمز لها : كل اللي تسوينه حلو وعسل على قليبي يا أم بندر .. أوووه آسف قصدي يا ام محمد .. لا يسمعني محمد وأنا أنفي وجوده الحين كان ينفي وجودي من الأرض والمجرة كلها
شادن : ههههه خلك من محمد بالنهاية يبقى طيب وتعرف انه يحبك ويعـزك وما يرضى عليك
بندر : ومن قااااال غير هالكلام..
شادن : محد يقوووول ويلله خلنا نطلع ولا ترا ما رح نوصل الا عالليل

ودعوا أمهم وركبوا السيارة وشادن الدنيا مو سايعتها ، شلون واليوم بتلتقي بالحبيب من بعد فرااااق سنـة كاملة ..!


::

في الشركة ..

دخل محمد ببعض الأوراق عالمدير وحطها قدامه : هذي بعض المعاملات تحتاج توقيعك طال عمرك..
ابو خالد وهو منزل راسه للورق بيده : خلهم الحين بوقعهم بعد شوي بس خلني أخلص من هاللي عندي..
وقبل لا يروح محمد ناداه ابو خالد : وش آخر الاخبار عن المشروع الجديد..؟
محمد : أرسلت قبل شي فاكس وقريب بيعطونا خبر عنه ..
ابو خالد : زين يا ولدي محمد اجلس شوي أبي أكلمك..
محمد : ان شالله..

جلس وقبل لا يتكلم ابو خالد رن التلفون جنبه من سكرتيره : مكالمة من ابو راهي..!
رفع ابو خالد السماعة ومحمد سكت يسمـع.. : هلا ابو راهي... حياااااك الله..

طالت المكالمة لأكثر من عشر دقايق ، قام محمد واقف وهمس لعمه : عندي شغل طال عمرك وقت ما تنتهي من مكالمتك دق علي وبجي لك على طول
هز ابو خالد راسه من غير كلام وطلع محمد منه .. مكالمات ابو راهي مع ابو خالد كثرت واجتماعاتهم مع بعض زادت ،، طبيعي بينهم شراكة وشغل وش تنتظر يا محمد ... وش تتمنى ؟؟
ليش تتمنى ان كل هالشي يفشل؟؟ .. ليش تتمنى لو تنفسخ هالشراكة بأسرع ما يمكن !!.. ليش تحس نفسك محاصر .. ليش تتمنى ان المشروع ما يكمل ويفشل قبل بدايته !!.. وانت عارف ان هالشي لمصلحة عمك ومصلحة الشركة أولا وأخيرا ..

دخل مكتبه وحاول يلهي نفسه بأي أوراق قدامه !!.. لكنه ما عرف يركز فرك عيوونه ووجهه وبعد ربع ساعة جاه اتصال من السكرتير : استاذ محمد ابو خالد يبيك !!
محمد : جاي الحين..

قام ورجع لمكتب ابو خالد ودخل لقاه يوقع المعاملات اللي دخل فيهم قبل شوي : سم طال عمرك..
ابو خالد : ارتاح ابيك بكلمة..
جلس وهو يتأهب للي بيسمعه : سم ..
ابو خالد : محمد وانا عمك بسألك وأبيك تجاوبني بصراحة..
محمد : اسأل تفضل..
ابو خالد : انت موافق على عرض ابو راهي لك ؟؟.. انت موافق مقتنع ولا كل هالشي عشاني وعشان مصلحة الشركة ؟؟
بلع محمد ريقه وابتسم : تستاهل يا عمي انت افضالك عالكل كثيرة.. واللي سويته انا ما يوفيك..
ابو خالد : يعني شلون انت موافق عشان الشركة ولا مقتنع من الأساس ؟
محمد : لا تقلق يا عمي انا موافق ومقتنع وعارف وش الاختيار اللي اخترته ووش بتكون توابعه..
ابو خالد : متأكد وانا ابوك .. اعرف انه ما يرضيني تسوي هالشي على حساب نفسك..
ابتسم : لا تخاف انا عارف مصلحتي وين !!.. وبعدين طال عمرك الموضوع ما تم مية بالمية .. قدامنا الوقت عشان اعرف اذا كان القرار صح ولا لا..
ابو خالد : بس انا مابيك تلزم نفسك بشي انت ما تبيه !!
محمد : مين قالك طال عمرك ما ابيه ، لا تشيل هم ولا تفكر انا يوم وافقت وافقت عن قناعة ولمصلحة الكل..
ابو خالد : زين اذا حسيت نفسك ملزوم قولي ..
محمد : تسلم طال عمرك بس مثل ما قلت لك ما عندي أي مشاكل..
ابو خالد : زين الله يرضى عليك ، انا بس حبيت أكلمك بهالموضوع وارتاح لأن من جا ابو راهي عندي المكتب آخر مرة وانا حسيت انك مو على بعضك..
محمد : لا يا عمي ذاك اليوم ماله دخل بالموضوع....

ابتسم ابو خالد وقام محمد : تامر بشي ثاني ؟؟
وقع ابو خالد آخر ورقة وعطاه المعاملات : هذي المعاملات ووقعتها..

خذاها محمد بابتسامة وطلع ..

:::

بعد ثلاث ساعات من السفر وقفوا عند محطة عشان البنزين ، التفت لها بندر قبل لا ينزل : انا بنزل لدورات المياه تبين شي ؟
شادن وكل همها الحين تتحرى لحظة اللقا بعد طول غياب وفراق : لا سلااامتك بنتظرك بالسيارة بس لا تطووول...

نزل وقفل السيارة عليها عشان يتطمن وهي مبتسمة في مكانها تتخيل بس وجه عمر المحـب والحنون معها اذا طاحت عيونه عليها ،،
وهي جالسه شافت سيارة تمر من جنبها رايحه للبقاله نزل منها رجال بمتوسط العمر دخل البقالة التابعه للمحطة ، كانت سيارة فارهه نوعا ما من النوع الأنيق ... ابتسمت هالناس رايحه شغل ولا رايحه تشوف أحباب وأهل ؟؟

لفت انتباهها انسان غريب شاب بمقتبل العمر صغير بالسن كان جاي للمحطة مشي عالأقدام ويتلفت يمين ويسار بشكل مريب ، محد انتبه له قد ما انتبهت هي له لأنها كانت تراقبه بكل حركاته وخطواته ،، ومن الغرابة شافته يركب نفس السيارة اللي وقفت قبل لحظات وفحـط فيها بسرعة خارقة منحاش مولد وراه عاصفة غبار ..

شافت الرجال مالك السيارة يطلع من البقالة مثل المجنووون وهو يصرخ شهقت ياويلي الرجاااال انسرق.,
انصدمت وش هالناس الجريئة اللي تسرق بوضح النهاااار... اللي تعرفه من خبراتها ومن اللي تشوفه بالتلفزيون والأفلام ان اللي يسرقون لازم يلبسون أقنعة تخفي وجيههم الحقيقية اما هذاااا طالع للناس عيني عينك!!!

ابتسمت على غبائه وين بينحاش ماااله مفر لأن الشرطة اكيد قدامهم
بس انكسر خاطرها عالرجال شافت الناس وعمال المحطة يتجمعون حوله والبعض منهم ماسك تلفونه يحاول يدق عالشرطة..

رجع بندر يركب وهو مستغرب من الفوضى اللي صايره : وش صاير وش فيهم هالناس ؟؟
وشغل السيارة وشادن تقول : رجال انسرقت سيارته !!
التفت لها منصدم : أفاااا !!... متى ؟؟
شادن : تو قدام عيني ...!
بندر : شفتيه ؟؟؟؟
شادن : ايه شفته كان لابس بدله وكاب قصير مو طويل وشكله في بداية العشرين من عمره !!.. اصغر منك ..!
بندر : أوووه أوه ما شالله حفظتي أوصافه على طول..
شادن : لأني حسيته غريب وهو جاي يمشي..
بندر : الله يعين هالرجال مين اللي يسرق بهالمكان..
شادن بعطـف وهي تناظر تجمع الناس : بيعينه الله لا تخاف وكلها ساعة بالكثير وسيارته راجعه له.. خلنا نتحرك الحين لا نتأأخر..
ابتسم عليها : متحمسة أشوف طول المشوار وانتي ساكته.. والحين تقولين خلنا نسرع..
ردّت له الابتسامــة : تعبت وأبي أوصل
بندر وهو يطلع من المحطة ويمسك الخط من جديد : تخيلي لو نروح وما نلاقيه

ما خطر على بالها هالاحتمال أبد كان حلم شوفته مسيطر عليها ، ولفت لبندر بقلق : لا بنشوفه وين بيكون ؟..
ابتسم وهو يلبس النظارة الشمسية من جديد : محتمل ، اذا انا للحين مو فاهم ليش قام يغير أرقامه كثير الفترة الأخيرة فأنا أتوقعه مشغوول ويمكن ما نحصله..
شادن : انت تعرف مكان شقته صح ؟؟
بندر : ايه رحت له مرتين من قبل ، مرة قبل سنة قبل ملكتكم ومرة قبل ثلاث سنين أول ما سكن فيها ..
شادن : ليش انفصل عن عمته ؟ مو هو عقب ما تركنا راح وسكن عند عمته ما كمل سنة على حد علمي وبعدين انتقل للشقة ..
رد على سؤالها : لنفس السبب اللي تركنا علشانه ... عمته عندها بنات واكيد ما رح يرتاحون ، وهو نفسه يبي استقلاليته ويبي يرتاح..

نزلت راسها بحزن عشانه ، يوم كان صغير عاش عندهم واحتووه وشادن أولهم ، رغم انه عاش بين عايلة الا ان الوحـدة كانت مسيطرة على نفسه والأنس الوحيد له واللي خلت حياته لها طعم ثاني هي هالانسانة شادن...
والحين يوم كبروا رجع لوحدته واضطر يتركهم ويغادرهم ،، وحتى عمته ما قدرت تحتويه من بعدهم...

فجأة قال بندر : وصلنا ..!
رفعت راسها بسرعة وشافت الأنوار تبان من بعيد ، ابتسمت بنعومة هذا أنا وصلــت...!... يا " عمر "


وهم يمشون بشوارع الخبر التفتت لبندر : مو تقولي انه يشتغل بالجبيل ؟
بندر : ايه على حسب ما قال انه يشتغل بالجبيل بس سكنه بالخبر..

وقفوا قدام عمااارة كبيرة وطويلة،، رفعت شادن راسها تشوفها وابتسمت وهي تتأمل سكن عمر اللي ساكن فيه من ثلاث سنين ، وهي بالنسبة لها المرة الأولى اللي تشوفه ..

كان الوقت فات على العصر وبرودة خفيفة زادت بالجو مع نسمة الرطوبة الموجودة ،، سلم بندر عالحارس من بعيد وهم داخلين للعمارة ، لأن الحارس يعرف بندر وشافه من قبل يوم زار عمر ..

طلعوا للمصعد وأول ما ضغط بندر على رقم 5 قالت شادن : تصدق العمارة أنيقة وحلوة ومقبولة ما توقعتها كذا..
ابتسم عليها ساخر : ليش وش توقعتي توقعتي ان عمر يعني بيتشرد وبيسكن بأردى الأماكن .. لا ، عمر عاش معنا معزز وأكيد بيسكن لحاله معزز وأبوي ما قصر معه بشي يوم انفصل عنا..

ابتسمت شادن هالكلام صحيح ما تنكر مساعدة ابوها لـ عمر اللي يعتبره ولده ،،،
وصلوا الطابق الخامس شافت اربع شقق ثنتين عاليمين وثنتين عاليسار .. راحت ورا بندر وين ما يروح وقف قدام الشقة المقابلة لهم عاليمين ، ودق الجرس..

سمعت الجرس يندق داخل الشقة وابتسامتها تزيييد وقلبها يضرب ضـرب عمره ما صار ،، متوترة ومرتبكة بشكل ما قد صار لها ،، عمر كان طول عمره قريب منها وكانت تقوله عن كـل شي..!.. ما كانت تخبي عنه كان نفسها اللي يعرف عنها كل شي...

ضغط بندر الجرس من جديد وهي طالعت ساعتها كانت الساعة 5 بعد العصر ،، تأخر ما انفتح الباب يمكن يكون تعبان ونايم وهم أزعجوووه....
شافت بندر بطفاقة يعلق عالجرس بأصبعه لدقيقة كاملة وهي انخرشششت معه بسسرعة سحبت يده عن الجرس وهي تعااااتبه : بببببببباس لا تزعجه بندر خبل انت ..أحد يدق الجرس كذا؟؟
بندر : عشان يستعجل
شادن بقلـق : يمكن يكون نايم ؟؟
بندر : ما أظن لو نايم كان صحى من زمان وجا عطانا زفـة..
شادن : وخر وخر انا بدق انت ما تعرف الأصول

دفته من صدره ووقفت مكانه ، وضغطت عالجرس وقلبها تدق أجـراسه أكثر من اكبر جرس بالعالم ..!
طولوا بوقفتهم وبدت الخييييبـة الكبيرة تظهر عليها ، ارتخت كتوفها ونزلت يدها عن الجرس بهيئة احباط ما خفـت على بندر..

مسكها من ذراعها وسحبها لجهة المصاعد وهي مااا ودها تترك هالمكان ما تبي تغادره قبل لا تشوفه .. خنقتها العبرة غصب عنها ، كانت تحلم من الصبح وطايرة بالجو من اللهفة والفرح بقرب شوفته ،،
بس يا قسوته من شعور لما تطيح عالأرض فجأة وتحس بالخيبة تملا نفسك بعد ما كنت متحمس حد الجنووون...

سحبت يدها من يده بعد ما سكر باب المصعد : اتركني ماني راجعه أكيد داخل هو..
تنهد بندر وهو نفسه خايب من النتيجة اللي قابلتهم : خلينا نروح نسأل الحارس عنه أكيد عنده خبر..
هزت راسها موافقة لأنها ما رح تتحرك من هالمكان قبل لا تشووفه..

طلعوا برا وراح بندر ناحية الحارس : سلام يابو أيوب ..
الحارس : اهلا وعليكم السلام..
بندر : معك بندر صديق وأخو عمر اللي ساكن هنا أكيد تذكرني..
الحارس بابتسامة بشوشة : آه بزكرك تمام .. أي خدمة يا عم ؟؟
بندر : تسلم بس ابي اسألك عن عمر دقينا عليه الشقة ما يرد .. عندك خبر عنه ؟؟
الحارس : آآه الباشا عمر من أمس ما رجعش الشئة .. ويمكن النهار ده حيرجع
بندر باستغراب : وينه تعرف وينه ؟؟
الحارس : معرفش بس أحيانا الباشا عمر بيطلع من الشئة ما بيرجعش الا اليوم التاني أو بعد يومين... مشغوول على حسب علمي..
التفت بندر لشادن الصامتة ورجع للحارس : يعني تتوقع يرجع الليلة ؟؟
الحارس : واللهِ معرفش ما عنديش خبر اكيد.. ازا ما رقعش الليلة حيرجع بوكرة وازا ما رجعش بوكرة حيرجع بعدوو.. هوا كـده دايما .

هز بندر راسه : اهااا طيب شكرا ..
وسلم عالحارس وراحوا السيارة ، وشااادن احباطها عظيـم يزيد ويملااا نفسها وصار عندها رغبة ملحة بالبكي.... كيف وهي تهدّم حلمها اليوم وأملها تلاشى فجأة بعد ما كانت عايشة أحلى لحظات الشوق والترقب ..

بندر بعد ما ركبوا السيارة : لا تقلقين هذاك سمعتي الحارس وش قال هذي عادته وهو بخير وسالم..
شادن بهدووء ونبرة عناد : قلت لك انا ماني راجعه قبل لا اشوفه وأعرف أخباره... أنا زووجتـه تسمع زووجتـه ..!
بهدوء يجاريها وعارف شعورها بالضبط ومراعيها : ان شالله بتشوفينه... شرايك الحين نروح نتغدا بأي مكان وبعدها نقرر وش بنسوي..
شادن وكيف لها نفس تاكل : مالي خلق...!
بندر : بس انا جوعااان من طلعنا واحنا عايشين عالعصير والشيبس وغدا ما تغدينا..
شادن : بكيفك .. خلاص روح للمكان اللي تبي

راحوا لمطعم يقدم غدا حلو وتغدوا وريحوا .. وطول الغدا كان بندر يسولف مع شادن سواليف وشادن كانت تبتسم تتفاعل معه ولو انها بين كل لحظة والثانية يرجع عمر في بالها والخيبة تملاها ..تفكر وش بتسوي لو بالنهاية وبعد كل هالتعب والسفر ترجع من غير لا تشوفه ، ترجع ويديها أو بالأحرى قلبها فاضي خااالي بااارد ...

عقب ما خلصوا طلعوا من جديد يقررون وين يروحون.. وأول ما حركوا السيارة قال بندر : شرايك نروح لبيت عمته ونسأل عنه يمكن نلاقيه عندهم من يدري..
راااقت لهـا الفكرة بالبداية : وتعرف وين بيتهم ؟؟
بندر : ايه أذكر انه قريب من هنا .. لا تخافين اخوك ذيب وذاكرتي مافي مثلها
ابتسمـت : ورنا شطارتك وأنقذنا ..

وفعلا كان بندر قدها وخلال ثلث ساعة وقف قدام فيلا كبيرة وحديثة وتبين انها لناس مستورين الحال ومستواهم المادي زين... بدت شادن تحس بتوتر وتردد .. ما تذكر هالنااس ابد ولا تعرفهم واللي يربطهم شي واحد بس هو عمر .. ما شافت شادن العمة الا مرة او مرتين وهي طفلة صغيرة ، يوم كانت العمة تزور عمر تتطمن على أحواله بعد ما تزوجت أمه من أبو محمد وهو لسا ابو شهور ما كمل السنة حتى...

بندر : يلله انزلي وش تنتظرين ؟؟
نزلت معه ودق الجرس ، بعد دقايق سمعوا صوت أحد جااي للباب وفتحه .. وطاحت عين شادن على شاااب بعمر بندر تقريبا وأول ما شاف بندر ابتسم متفاجـئ : بنــدر ؟؟.. حياك الله وش هالمفاجأأأة ؟؟؟

بندر : حياك سعد حبيبي...

سلموا على بعض وهي ظلت ورااا تناظرهم ، هذا سعد ولد عمة عمر ؟.. من متى بندر يعرفه ؟؟

سعد : تفضلوووا انا زعلان عليك المفروض اتصلت فيني وعطيتني خبر ..
بندر : تبي الصدق ولا تزعل ما كنا ناوين نجي وننط عليكم كذا بس ما حصلنا عمر بشقته وما ندري متى بيرجع ، قلنا نجي عندكم يمكن نحصله..
سعد : أفااا.. يعني هالزيارة مو لنا لـ عمر محبوب الجماهير..!
بندر : هههههههههههه أي محبوب جماهير الله يقلع الشيطان...
والتفت لاخته : تعالي شادن ادخلي..
سعد : تعالوا ادخلوا المجلس لما اقول للأهل.. حرم عمر المصون ولا أنا غلطان ؟؟

بندر ضحك : ههههههههه الا حرم عمر المصون واسكت لا......
نغزته شادن تسكته ودخلت داخل وبندر راح مع بندر للمجلس .. التوتر عليها زاد ومن وطت رجلها داخل البيت حست بالبروودة بعظامها.. متوترة من دخولها لبيت غريب بهالشكل!

دخلت يهدوء وهي تنزل الغطا عن وجهها ، وقادتها خطواتها القصيرة الخجولة لـ صالة واسعة.. كانت مستحية صدق من زيارتهم المفاجئة لأغراب مافي بينهم أي صلة قرابة !!

طاحت عينها على بنتين جالسات وحدة منهم بعمرها تقريبا أو أكبر منها بشوي والثانية صغيرة تبين 17 أو 18 سنة... ما تعرفهــم يالفشيييييلة وش هالاحراااج..

تقدمت البنت الصغيرة لها ، والكبيرة ظلت واقفه وهي تناظرها نظرات غريبة : هلا ومرحبا ... يقول اخوي سعد انك خطيبـة عمر جايه من الرياض ؟؟
ابتسمت بخجل وهي تحس بتوتــر فضيييع يجتاحها ،، كلللله منك يا بندر حطيتني بموقف محرج..
البنت الأصغر : شادن اذا ما غلطت ؟؟
هزت راسها موافقة وتقدمت بتسلم : ايه معك شادن.....
البنت الأصغر : انا عهد وهذي نهى اختي

حتى آساااميهم ما تذكرتها ولا قدرت تستحضرها.. ولا عمره عمر تكلم عنهم ،، أصلا عمر متى عرفهم عشان يتكلم عنهم .. ماعرفهم الا الأربع سنوات الاخيرة

سملت عليهم وجلست ساااكتة وهي حاسة بغلطة حضورها ،، دخلت عليهم العمة ومن شاافتها شادن فززت من مكانها بسرعة بتوتر وارتباك ،، ما ارتاحت لوجهها كانت كبيرة بالسن بنهاية الأربعينـات من عمرها لكن ابتسامتها ما كانت مريحـة وكأن الحرمة منزعجة ، وزاااد احساس شادن بالخجل لأن وقتهم غلط ..

ام سعد عمة عمر : هلا حيا الله من جانا .. خطيبـة عمر مرة وحدة عندنا..
قامت بخجل وسلمت رغم ان السلام كان حار ظاهريا الا ان شادن حست بالبروودة بهالبيت !!.. بعد ما خذت عمة عمر أخبارها وسلاماتها التفتت لنهى بنتها الكبيرة اللي تقارب شادن بالعمر 21 سنة : نهى جيبي العصير للضيفة ..
طالعتها نهى بنظرة غريبة وقامت رايحة ، ما خفى على شادن لمسة الغرور في مشيتها وقبلها في ملامح وجهها..

وعقب ما شربت العصير حاولـت تسولف شوي ، وبحرج لفت لـ عهد اللي يبدو لها انها لطيفة ولو انها مغـرورة شوي مثل اختها : معليش ممكن أطلب طلب؟
عهد : سمي..؟
شادن : قريب بيأذن المغرب وانا من وصلت من الرياض ما صليت العصر...

فهمت عهد عليها وبرسمية كبيرة تزيد من توتر شادن وتضغط على صدرها لوجودها في مكان غلط وبوقت غلط ، أشرت لها تجي معها ..
دلتها على مجلس ثاني وفرشت لها هناك سجادة، وتركتها عشان تصلي براحتها..

صلت شادن وقبل لا تسلم دعت ربها ما يخيب ظنها وان سفرتها هذي ما تضيع عالفاضي ، وانه يرزقها شوفة الحبيب وربيع العمر ومالك القلب والروح من سنين الطفولة ولـ سنين عمرها الباقية ..

عقب ما سلمت لمحت نهى واقفه عالباب ومتكتفه تناظرها .. ابتسمت لها شادن بس الثانية ما بادلتها الابتسام ..
حست بالبرودة تسري بعظامها أكثر ،، ثنت سجادتها وحطتها عالطاولة بترتيب وقربت من نهى بابتسامة : تدرين مرة مستحية من نفسي ما أذكرك لأني ما شفتك الا مرة او مرتين بس وكنت صغيرة وقتها
ناظرتها نهي بعيونها وابتسمت ابتسامة حلووة ، نهى جميلة ما يخفى هالشي عن العين لكن ورا هالابتسامة حست شادن بالصقيـع يزداد..

نهى : حتى أنا ما اذكرك وما أعرفك الا بالاسم .. ولولا انك خطيبـة ولد خالي ولا كان ما عرفناك
هزت شادن راسها وهي تحاول تذوب الثلج اللي تحس فيه مع ان البنت ابتسمت لأول مرة من دخلت عليهم قبل ساعة : فرصة سعيدة أجل اللي كان عمر سبب في جمعتي معكم..

طلعوا للصالة من جديد ورجعت شادن مكانها وسكتت ، الوضع رسمي زياادة عن اللزوم والوضع يخنـق .. ام سعد عمة عمر ما كانت تطول بجلوسها.. سألت شادن بعض الاسئلة عن نفسها وأهلها وشادن كان الخوف ماخذها من هالعمة ما تدري ليه .. ماكان مبين انها عمة لطيفة كأنها شديدة وصارمة ... تركتهم العمة وشادن رجعت للصمت حست نفسها في تحقيق من أسئلة عمة عمر .. حاولت تسولف مع عهد غير نهى اللي كانت جالسه وهي حاطه رجل على رجل ..

بعد فترة صمت قامت نهى من مكانها : انا طالعه لغرفتي تامريني بشي
قبل لا ترد شادن تكلمت اختها الصغيرة عهد : على وين خلك ما يصير تروحين شادن ضيفة
ناظرت نهى في شادن وصدت عنها للسقف وهي ترمش بغرور : جلست بما فيه الكفاية انا وراي دراسة .. وبعدين صراحة انا مصدوومة طلعتي غييييييير اللي في بالي ..
شادن استغربت وعهد خزت اختها : نهى مو وقته هالكلام..
نهى : بصراحة شادن والصراحة ما تزعل .. بما انك خطيبة ولد خالي يعني بتصيرين من الأهل .. أنا بنت صريحة جدا والكل حولي عارف بهالشي وعمري ما استحيت اقول رايي في احد .....
انصدمت شادن صراحة ايش وبطيخ ايش !!! ... هو أنا أعرفك أصلا !!

عهد : نهى روحي لغرفتك ابرك..
تركتهم نهى مو مهتمه للي قالته ،، وأول ما اختفت قالت عهد : شادن لا تاخذين في بالك نهى صريحة ومو معناة هذا انها ما تحبك بالعكس فرصة حلوة اللي شفناك اليوم ..
ابتسمت شادن وهي تتمنى تطلع من هالبيت بأسرع وقت : لا تخافين أعرف اتعامل مع الناس
عهد وهي تبتسـم : تبين الصدق... شكلك مسااااالم مررررة مثل ماقال عمر عنك بالضبط..

احمر وجهها من طاريه وابتسمت لا شعوري : عمر يقوله ؟؟
عهد : ايه أول ما جا عندنا كان يتكلم عنك عند امي ، وما كذب شكلك مسااااااالمة لأقصى درجة ومالك بالمشاكل ، بس بعد واضح ان عندك شخصية قويـة ورا هالمسالمة .. مبين من عيونك صح ولا أنا غلطانة ؟
شادن بابتسامة : عمر وش يقول ؟؟
عهد : يقول ان شخصيتك قـوية وما تطلع الا بالأوقات الحرجة..
ابتسمت لأنه قد مرة قالها هالكلمة ..

عهد : امي كانت تبي تعرف مين اللي اختارها عمر ..واليوم شافتك اخيرا
شادن بقلق : اسمحي لي بس اللي اعرفه ان علاقتكم مع عمر ما هي ذاك الزود ، عمر طول عمره كان معنا وما كان يشوفكم الا قليل .. كيف علاقته معكم يحس انكم أهله ؟؟
عهد ابتسمت : ايه لا تخافين ، صحيح أول ما انتقل عندنا كان رسمي معنا وما كان متعود على امي بس الحين وبعد اربع سنين من جا صار يزورنا من وقت لوقت وصرنا اهله الباقين له... ولا تهونون انتوا اكيد

طلت عمة عمر من جديد وسألت شادن : أكيد جاية تبين تشوفين عمر ؟؟
ما تدري ليش تحس ورا هالعمة صرااامة وشدة ،،وشعود عدم الرجاة مالي قلبها .. حست ان هالعمة من النوع اللي ينقد بسهولة واللي يتصيد الأخطاء بأي لحظة ، هذا اللي خلا شادن على أعصابها وجاوبتها : ايه يا عمة جاية اشوفه...
عمة عمر : وعمر يدري ؟؟
شادن : بندر اخوي دق عليه وقاله ..

ما تدري ليش كذبت ! يمكن لأنها تحس ان عالمها هي وعمر انرسمت حدوده من زمااان وموب متخيله ان أي احد يتدخل فيه ويتعدى هالحدود...شادن متعودة ومقتنعه من صغرها ان عمر ماله أهل غيرها هي وابوها وامها واخوانها .. والصرامة والبـرودة اللي مبينه بعيون هالعمة ما ريحتها ابد وبدت تحس من الحين انها ممكن تتدخل بحياتها هي وعمر...

ربها استجاب لدعواتها انه يخلصها من هالبرد اللي عايشته يوم دق جوالها باسم بندر : هلا بندر...
بندر : بنطلع نصلي المغرب الحين شخبارك انتي ؟؟؟
قامت من مكانها بصمت وهي تحس بشي ضـاغط على قلبها أبد مو مرتاحة..وما قدرت ترد أو تتكلم ،!
خـاف بندر من سكوتها : شااادن معي ؟؟

وقفت شادن بعيد ولا شعوريا لمعت دموع بـ عيونها شعور مخيف اقتحم قلبها : بندر ..!
استغرب من الغـصة بصوتها ، وبقلــق : شادن حبيبتي وش صاير ؟؟
شادن ودمعتها تنزل : أبي أطلـع من هالمكان..!
خـاااف عليـها : ليش وش صاير ؟
شادن : مدري يا بندر مو مرتاحه أبي أطلع من هنا تكفى لا تخليني ...
بندر بقلـق : تقدرين تصبرين لين أروح اصلي المغرب وأرجع ؟؟
شادن وهي تتحامل على نفسها : بحاول ..
بندر : مارح أتأخر اصلي وأجي لك على طول........ متأكدة ان مافيك شي ترا قلقتيني ؟؟

مسحت دمعتها قبل لا ينتبهون لها : بقدر أصبر بصلي وانتظرك بس لا تطووول الله يخليك
بندر : ابشري ماني متأخر بس انتبهي لنفسك..

سكرت منه وبصمت رجعت للمجلس اللي صلت فيه العصر وصلت المغرب ، ومن جديد قبل لا تسلم دعت ربها يريحها من هالاحساس الغريب البارد المخيف بقلبها ويريحها بشوفته قبل لا ترجع الرياض الليلة .. ولو انها بدت تيأس من هالشي شكل مالها نصيب تشوفه هالمرة ...!

خلصت صلاة وثنت السجادة ورجعتها مكانها ، وجلست بالمجلس من غير لا تطلع للصالة تنتظر بندر يدق عليها ما تبي تروح للصالة وين ما العمة هناك والجوو البااااارد الصقيعي .. بس اللي ما انتبت له انها كانت ناسيه شنطتها بالصالة والجوال فيها..

دخلت عليها العمة وفزت شادن من حضورها المهيب : شادن بنتي..
شادن : سمي يا عمه..
العمة : سعد ولدي يقول اخوك يبيك تطلعين
تلفتت تدور شنطتها ما لقتها وابتسمت بتوتر : ان شالله يا عمه
العمة : ليش ما تجلسين تعشوا عندنا..

وينا ووين العشا .. تحس نفسها بتمووت أول مرة تحس بمثل احساس الجليد هذا : لا شكرا يا عمه الايام جاية ان شالله..
العمة : على راحتك
طلعت قدامها بسرعة وخطفت شنطتها وقبل لا تطلع مع الباب سمعت عهد : مع السلام شادن وزورينا..
شادن : ان شالله ..

وطلعت بسرعة الريح لدرجة انها بغت تضرب بـ سعد الواقف قدام باب الشارع ما انتبهت له من العجلة..

بندر : على هووووونك لا تطيحين
راحت لأخوها وسعد علق مبتسم : الظاهر ما عجبها بيتنا

ماردت عليه وبندر ابتسم وهو يحس بتوتر اخته الواقفه وراه : نشوفك على خير اجل مع السلامة

توادعوا ومشوا ويوم طلعوا من الحي التفت بندر : خير وش فيك من كلمتيني وانا قلقان ، ويوم دقيت عليك ومارديتي خفت حسبت انهم سووا فيك شي والله..

فكت غطاها بما ان السيارة مظللة ولاحظ بندر الخوف بوجهها : وجععع شدون وش صاير حصل شي ؟؟
شادن بضيق : مافي شي بس من دخلت البيت ما ارتحت... ما توقعت العمة كذا مخيفة
استغرب وبعدها ضحك : هههههههه وش فيها العمة ؟!!
شادن : مدري بس احساس حسيته........ المهم
بندر : وشو؟
شادن : ما قالك سعد مدري سعود ذا شي عن عمر ؟؟
بندر : لا .. ماقال شي
شادن باحباط : ولا شي؟؟؟
بندر : ولااا شي.. ما يعرف عنه شي ..
سكتوا وفجأة قال.... : بس بوريك وش بنسوي مارح نرجع الليلة الا شايفينه ولو كلفنا هالشي ان حنا نبات هنا.. لا تهتمين مارح ترجعين الا شايفته وهذا وعـد مني..
ما فهمت عليه : وش بتسوي وانت ما تعرف مكانه ؟؟
بندر : صبر وبتشوفين..

سكتت تشوف وش بيسوي ولاحظت انه رجع لطريق شقته ويوم وصلوا نزل ونزلت وراه وهي مو فاهمه نواياه.. راحوا للحارس الجالس عند مدخل العمارة..

بندر بابتسامة تخببببل : اهلين يا عم ازييييك عامل ايه ؟؟
الحارس : اهلا يا باشا انا تمام .. أي خدمة ؟؟
بندر : ممكن بس تفتح لنا شقة عمر نبي ننتظره فيها

فتحت شااادن عيوووونها وبندر ابتسم وهو يكمل : انت عارف ان احنا جايين طريق سفر من الرياض اكيد ما يرضيك تردنا
ابتسم الحارس : طبعا لا اللي بعرفوه انك انتا اخو الباشا عمر
بندر ببشاشة : عليييييييييك نوووور يعني ما ينخاف مني .. شقة عمر هي شقتي ومحتاجين نريح فيها شوي
الحارس : اوكي ما عنديش مشكلة بس انتوا اديتوا الباشا عمر خبر...
بندر : ايوه ايوه دقينا عليه قبل شوي وقلنا له ،، يقول الله يحييكم وقال خلوا العم القدددع ابو ايوب يفتح الشقة لين يجي

ابتسمت شادن على أخوها وشافت الحارس يقوم وهو يطلع كومة مفاتيح من جيبه .. ارتاااااحت الحمدلله يا ربي طلع الحارس طيب ومو عنيد..

فتح لهم باب الشقة وعطاه بندر كم ريال اكراما له .. ودخلوا وشادن مبتسمة لفت على بندر وهو يسكر الباب : ههههههههه عرفت تلعب عليه بكم كلمة ..
بندر بابتسامة : مو قصدي وبعدين انا صادق عمر اخوي وشقته شقتي ولا عندك راي ثاني..؟
شادن وهي تتقدم من الممر للصالة المتوسطة الحجم : لا ومن قال غير هالكلام..

طاحت عينها على الصالة مو مرتبة بعض الخداديات مو في مكانها ، وريموت التلفزيون طايح بين مرتبتين ( بين كنبتين ).. والتلفزيون منسي شغال !!!
ابتسمت عليه مثل عادته دايم ينسى التلفزيون وراه يشتغل .. فسخت عبايتها وثنتها أي كلام وحطتها على طاولة جانبية تلامس الجدار واللي تشيل تحف بسيطة .. وعدلت ملابسها وبلوزتها اللي انحاست مع العباية والسفر...
راحت وضبطت المخدات ورتبتها .. والتفتت الا بندر يناظرها بمكـر ..
بادلته نفس النظرة : وش عندك نظرتك ما تطمن ؟؟؟
بندر : بديتي تقومين بواجبات الزوجة من الحين .. مرررة مستعجلة اشوف!!
حمر وجهها ورمته بالمخدة الأخيرة اللي بيدها ، صدها بيده وهو يضحك وراح يدور الحمام...

بندر يستهبل : وين الحمام يا مرة عمر ؟؟
شادن : وش دراني تسألني ، هذا والمشكلة انك جيت هنا من قبل..

وصلها ضحكه من الحمام ، وهي دخلت بالصحون الوصخة الموجودة عالطاولة للمطبخ.. حطتهم بمجلى الصحون ورجعت تطلع...

خذاها سكون وصمت وهي توقف بنص الصالة تتأمل الزوايا والأركان والشقة البسيطة اللي فعلا تقدر تقول عنها شقة عازب.... ابتسمت وهي تتخيل عمر يتحرك هنا وهناك .. يجلس هنا ، وينام هنا.. وياكل هنا ..!!

يا ترى وش بيحصل لو تلاقوا .. هل بتتحمـل ولا بتركض لحضنــه أول ما تشوفه ..!!!؟




يتبــع..!!

والجزء الجاي فيه نقطة تحول واحداث جديدة ..
..

{{.... ذم ــــا !! 05-08-08 12:40 AM

الجـــــزء 11 ...
:::

رتبت شادن الصالة الفوضوية وأخيرا راحت لمكتبة التلفزيون البسيطة فتحت الأدراج تتفرج لعلها تلاقي شي تشبع فضولها فيه،، بعضها كان فارغ ماكان فيه شي يدعو للاهتمام ... حست فـ بندر يجي للصالة ويعلق : ليش رتبتي الصالة ؟؟
لفت له وهي حاطه يدينها وراها : وش المشكلة لو رتبتها ، عمر ما رجع للشقة من يومين مو حلوة كل ماطلع ودخل شقته تكون مو مرتبه !
وهو يرمي روحه عالكنبة ويمسك الكنترول : أقصد يمكن ما يعجبه يرجع ويلاقي الوضع متغير
ابتسمت وهي تمشي في الشقة وتطلع من الصالة تتفرج : مارح يزعل لا تخاف.. محد يعرفه كثـري..!

سمعت بندر يقول شي كـ تعليق عليها بس ما ميزت وشو .. ولا اهتمت لأن يدها انمدت لأول باب قابلها فتحته.. وشافت من بين الظلام انها غرفة مكتب...
كان فيها مكتب بسيط بدون أدراج ما يشيل غير لابتوب وورق أبيض وقلم مرمي عليها ..

طلعت من الغرفة مبتسمة وراحت لغرفة نومه تلقي نظره عليها .. فتحت الباب وانمدت يدها لمفتاح النور.. شافت سرير غير مرتب ودولاب ملابس على جانب من الغرفة وباب بلكون صغير مغلق وتسريحة صغيرة... راحت بفضوول وأول شي سوته جلست عالسرير ،،،
ما يشابه السرير اللي في بيتهم السرير اللي عندهم أريح..!
قبل لا تسوي أي شي أكثر ، سمعت ضحكة بندر الحلووة عالية طلعت من الغرفة ركض تشوف وش السالفة .. شافته ميت ضحك على مسرحية يشوفها ..
غصب ضحكت على ضحكه المضحك : ههههههههههههه شفيك ؟؟
بندر : هههههههههههههههههه لا تفوتك المسرحية تعالي ،، شوفي..

جلست معه شوي ،، وضحكت شوي معه لكنها بالنهاية ملت وقامت .. حست ان انتظارها لرجعته بتطول والوقت يمر بطئ جدا..... قررت تدخل المطبخ تسوي شي..
من غير لا تقول لــ بندر شي قامت ودخلت المطبخ فتحت الثلاجة شافت بعض الساندويتشات من مطاعم مغلفة وموجودة بكيسها .. وعلبتين عصير وحدة منهم مفتوحة ومليانه للنص ، وعلبتين موية من الحجم الصغير.. حست بالعطش فجأة خذت وحدة منهم فكتها وشربت منها جرعة ..
رجعتها وسكرت الثلاجة راحت لمجلى الصحون وقررت تغسل الصحون ... تموت وتسوي لـ عمر أي معرووف ..!

بس لأنها متعوده لما تدخل المطبخ تلبس المريلة التفتت للباب تشوف اذا فيه مريله معلقه عليها ،، لكنها بعد لحظة ضحكت ، بالنهاية هي في شقة عازب عايش لحاله مارح تلاقي كل شي تبيه.. ويظل ينقصها أشياء كثيرة ما يعوضها الا الأنثى وذوق الأنثى..
قبل لا تبدا تغسل دورت مناشف.. عشان تنشف فيهم ما حصلت ، بحثت بالأدراج ما لقت استغربت شلون ينشف صحونه..

بالنهاية ضحكت دووومك فوووووووضوي .. بدت تغسل وهي تغني وبين كل لحظة ولحظة تسمع ضحك بندر .. بس ما كانت مركزه بشي أبد لأن فكرها ..هو ترقب اللحظة المنتظرة من سنة كاملة.. شي قاسي تنحرم من روحك سنة كاملة والأدهى ان كان روحك انشغل عنك وخذته الدنيا ومشاغل الدنيا حتى عن السؤال عنك !!

خذت وقتها بالمطبخ وصارت الساعه 10 وعمر ماله ظهوور... مادرت وش هي خطط بندر اخوها .. لهم أربع ساعات بشقة عمر وللحين ما قرر بندر انها يرجعون للرياض... سكرت حنفية الموية ومسحت يديها بأجناب بنطلونها من سمعت بندر يناديها .. طلعت له عند باب المطبخ تشوفه : وش تبي بندر ؟؟
بندر : بطلع أجيب عشا وش تشتهين ؟؟
استغربت وناظرت ساعتها : متى بنرجع الرياض الساعة تعدت 10 ؟؟
ابتسم وبنظرة ماكرة : اقص يدي اذا كنتي ما تبين تجلسين أكثر..

بادلته النظرة وحطت يدها على خصرها : اخلص علي ولا هالنظرات..!!
بندر : ههههههه لاحقين عالرياض خلينا ناكل ونشبع من ريحة البحر وبعدها نمشي ، لو نص الليل ما عندي مشكلة.. انا بطلع الحين وش تبين عشا ؟
شادن : اممممم أي شي..
بندر : انا والله في بااااالي فوووول ..
شادن : لااا انا اكل الفول بس الصبح وغير الصبح ما اكل.. جيب لي بيتزا أو اي ساندويتش على ذوقك..
بندر : اوكي.. قفلي الشقة ولا تفتحينها الا لي..
شادن : ههههههه طيب لا تخاف..

طلع بندر وسكر الباب وراه ...راحت هي للكنبة ماعندها شي تسويه اكثر فتحت التلفزيون وقلبت بالقنوات .. بدت تحس بالتعب والجوع يقرصها بنفس الوقت..!
رفعت رجولها عالطاولة قدامها وحطت المخدة بحضنها وهي تتفرج.. وصلت الساعة 11 الا ربع ،، بندر له أكثر من ساعة الا ربع طالع وما رجع.. وين رااح وتركها لحالها كل هذا عشـا !!!.. حست بالتعب يزيد والنعاس بادي يسيطر عليها..

قامت وراحت للحمام وغسلت وجهها بموية باردة تطرد النوم عن جفونها .. طلعت من الحمام وبشكل عفوي دخلت غرفة نوم عمر اللي جنب باب الحمام.. تبي تلهي نفسها بأي شي..

وقفت قدام التسريحة اللي تشيل كم عطر رجالي .. ابتسمت وهي تفتح الدرج وددددق قلبها وهي تشوف الصورة الموجودة داخله... مدت اصابعها النحيلة البيضا ومسكت البرواز ورفعته تتأمله..
صورة لهــم وهي عمرها 14 وهو 20 في البيت محتفظ فيها .. أعادتها مكانها وطلعت للصـالة بعد ما دارت في الغرفة شوي ...

جلست على ذات الكنبة لكن النوم داهمها وسيطر على جفونها.. وآخر شي شافته قبل لا تغمض عيونها هو الساعة "11" .. تأخر بندر وهي ماعاد فيها احتماااال التعب سيطر على حواسها وناااامت عالكنبة..

لو صبرت دقااايق كان شافت أملها يتحقق قدامها .. لأن صوت فرة مفاتيح صدرت من باب الشقة .. وانفتح بهدوء ودخل منه تعباااان مهدود حيله وهو شايل جكيته على كتفه .. سكر الباب برجله وهو ماشي وتقدم للصالة وهو يحط مفاتيحه وجواله عالطاولة من غير لا يوقف... استغرب صوت التلفزيون العالي وحس ان الحال في الشقة متغير ..

وقف وهو مستغرب يتأمل المكان ، من غير لا ينتبه للملاك الموجود في أقصى يمينه ويمكن مساحة نظره ما سمحت له يلاحظ... بنظرة متفحصه للصالة ضيق زاوية عينه وهو يحس ان فيه انسان بلا شك دخل شقته الخاصة..
وقبل لا يتقدم خطوة أكثر حس بالحركة على يمينه التفت بسرعة وانصدم بالكااائن النايم بكل سلام وأريحيه عالكنبة..... مرت ثواني قبل لا يطيح الجاكيت من اصبعه ونظرته تتصنم على هالكائن مو مستوعب لأنه بس قبل لحظات كانت هي على باله !!

نطق خافقه باسمها .. "شادن".. مو معقول اكيد خيالات أفكاره هي اللي ترسم له اياها ... حركتها البطيئة من جديد وعته من صدمته ، بس ما قدر يتحرررك ،،، تراجع بسرعه للبـاب وطللــع بسرعة للمصاعد يبي يفهم وش السالفة .. لكن صدمه ظهور بندر من المصعد وهو شايل معه كم كيس... التقت عيون الاثنين في بعض عمر جته الصدمة الثانية وبندر فتح ثمه وهو يشوف خوي عمره واقف قدامه... الصدمة كانت كبيرة عالاثنين طالعوا في بعض فتــرة ...

قال عمر أخيرا : بنـدر ..!!!!!
نزل بندر الاكياس بسرعه وركض له يضمه : يالحماااااااااااااااااار... يبيلك طرااااااااااااق..!!
ابتسم عمر وضمه بدوره بقووة ما قدر غير يتفاعل مع فرحته ،، لأنه صدق فرح بشوفة بندر ما كان يتوقعها أبد.. يظل أخوه قبل لا يكون خويـه ولو ان فارق العمر بينهم 3 سنين !!

بندر : شخبارك يالقاطع ؟؟ .. زين اني صدتك لأني ناويك تدري..
تراجع عمر خطوة لورا وتأمل هيئة بندر ، ابتسم بهدوء : كبرت يا بندر !!
بندر : احلف قل والله !!
عمر وعلامات المرح على وجهه الهادي : صاير عجوز !!
بندر : العجوز تنقال للحريم يا الشايب..

ضحك عمر " 27 سنـة " .. لكنه سكت عن الضحك للحين مو مستوعب اللي شافه داخل شقته ، قال بتوتر : بندر !!
بندر وهو يلف راجع شال الأكياس بيدينه : هاه ...!!
عمر : أحد جا معك ؟؟
رفع بندر حاجب ، وحس من شكل عمر انه مو على بعضه وشك انه شاف شادن،، لكنه حب يلعب بأعصابه : لا محد جا .. ليش ؟؟
عقد عمر حواجبه : جاي لحالك ؟؟
بندر بسخرية وهو رايح للشقة : ايه لحالي ليه كنت تتمنى احد يجي معي... محد جا غيري ..

دخل الشقة وعمر تم عند الباب استرجع اللي شافه قبل شوي ،، تساءل هو كان يتخيل ولا صدق !!.. دخل ورا بندر وشافه يحط العشا عالطاولة بالصالة ، التفت يمين بسرعة وين ما شاف الملاك النايم قبل شوي بس ماااا لقــى أحد !!.. الكنبـة خالية!!
تلفت بسرعة لا يكون هالبنت سببت له هلوسـه!!

بندر : وش قاعد تدور ؟؟؟
عمر ابتسم : مادور شي..
بندر فاهمه ولا يمكن تطوف عليه : شفت أحد ؟؟
عمر يضيع السالفة : .... وش هالمفاجأة يا بندر ليش ما قلت لي ؟ حلوة كذا اجي وانصدم انك موجود ؟؟.. شلون دخلت ومن سمح لك ؟؟
بندر ببرود وهو يفتح كيسة الفول : وانت خليتنا نعرف نوصل لك يا عمر !!.. الحل الوحيد عشان نصيدك هو نجي لشقتك !!
عمر بشــك : تجون ؟؟؟
ابتسم بندر وبمكر : ايه انا وخطيبتـك المهووسة .... ( واجهه ).. انت شفتها ؟؟؟

سكت عمر لأن قلبه وقتها منع عليه كل شي حتى النفس حرمه منه وما باقي غير يحرمه نبض قلبه... شاف بندر يقوم وهو ماسك معه قطعة خبزة وهو ينادي : شدووووووون !!
التفت لـ عمر : وين راحت !!

عمر مكانه ما تحرك حس بصوت داخل المطبخ لكنه ما استرجى يلف ويشوف... سمع بندر الصوت بالمطبخ وراح وانصدم ان اخته جالسه هناك تبكي ،دموعها محبوسه بعيونها وكاتمه حتى صوتها..
قرب منها وهو حاس بالسبب : وش السالفة ؟؟؟
شادن هاللحظة ما فيها تسيطر على نفسها خايفه تطلع وتشوفه ، خايفه ما تتحمل هي بس سمعت صوته برا الشقة فزت من نومها مو عارفه وين تروح... مو كأنه الأول ، من سمعت صوته حست برعشة ، مو هو المفروض اللي تخاف منه هاللحظة لأنه هو عمر يظل عمر بالنسبة لها ما يتغير..
لكن فراق سنة كانت كثيرة عليها وماتبي تعاتبه أول ما تطلع ، يكفيها تطلع وتشوفه تشوف حاله ... لكن الحين مافيها قدرة تخطو هالخطوة..

بندر : اطلعي سلمي عليه ..
شادن بصوت مرتعش : م...مقدر.. مااقدر..
استغــرب : ليش وينها اللي كانت متحمسه تشوفه من الصبح الحين تبكين !!
شادن بنفس الخوف : ماقدر بندر... مقدر!!
بندر : وش سالفتك فهميني..

طبعا عمر كان مكانه واقف معطي باب المطبخ ظهره ما تحرك ولا انش الصدمة شالته ولأن صوت بندر عالي سمع كل كلامه .. لكنه ما قدر يسمع منها كلمة واضحه..!!

بندر حاول في اخته تقوم لكنه في الأخير لف رقبته لورا ونادى : عمـــر..!
تعلقت بذراعه ترجيه : لا بنــدر لا...
طالعها مو فاهم : ليش ؟؟
شادن بتعب ودموعها تذرف : مو مستعده أشوفه !!
بندر : خايفه ؟؟
ماردت : ..................
بندر : ما تسوى ترا من متى تخافين منه وتستحين

نزلت راسها للأرض صحيح لا عمرها لا خافت ولا استحت كانت من تشوفه تركض له لكن الحين هـالسنة الطويلة وش سوت فيها..

قام بندر وتركها طلع للصالة ما حصل عمر ،، راح لغرفته وشافه واقف مسند يديه عالطاولة ومنزل راسه للأرض.. كان مبين انه في حالة صعبة مثل شادن بالضبط.. دخل عليه وهو مبتسم : مصدوم بعد مثلها ؟؟
رفع عمر راسه لـ بندر وابتسم لكن ابتسامة تخفي وراها كثير من الألم : كل السالفة اني ما توقعت...
بندر : ما ودك تشوفها ؟؟
عمر وهو يعطيه ظهره حاول يكون طبيعي : ومين ما يبي يشوف خطيبته..
بندر بسخريه : اجل يا حنون ليش تاركها كل هالمدة!!
عمر : .......................
بندر : انا بروووح اتعشى هالمشاكل توجع الراس وانا توني صغير عالضغط والسكر ، تبيها رح لها بنفسك حل أي مشكلة بينكم .. والعشا ينتظركم
طلع بندر عنه مو مهتم .. جلس يتعشى ويقلب بالقنوات تناسى تماما الاثنين اللي معه واللي كل واحد مبين الصدمة عليه... خله يتعشى ويريح لا يهتم واجد وهم مصيرهم بيتصالحون لو فيه أي مشكلة... ويوم خلص عشا نط في راسه يطلع من الشقة وبشطانة راح لـ عمر لقاه منسدح في غرفته

عرف انه مو نايم قال وهو عند الباب : عمر انا بروح لمشوار ضروري انتبه لاختي تراها امانه برقبتك
وطلع من الشقه من غير لا يمر على اخته الجالسه بالمطبخ .. لف عمر لباب غرفته يناظره وقام جالس... مسك جواله وبدا يتفحص الرسايل اللي كانت توصله من شادن واللي ما قدر أبدا ولا حتى فكر يمسحهم من عنده .. كانت مثل الروح اللي تنبث فيه كل ما حس باليأس والتعب!!.. طووول عمرها كانت ملاذه الآآآمـن وبتظل كذا..!

حست شادن بالسكون يزداااد بالشقة بندر ماعاد له صوت وحتى عمر.. تذكرت انها سمعت باب الشقة قبل شوي معقولة يكونون طلعوا مع بعض... تنفست الصعداء بعد ما جففت دموعها وطلعت من المطبخ للصالة شافت بقايا العشا والساندويتشات اللي جابها بندر لها... وقفت بنص الصالة ودموعها تنذرف داخل عيونها من جديد يوم تذكرت صوت عمر قبل شوي.. كانت غافيه وفجأة حست بالباب ينفتح وينخبط وبعدها صوت بندر ومعه .. صوووته اللي لا يمكن تخطي فيه !!

لمحت وهي واقفه ظل شخص طووييل واقف بنهاية الممر على يسارها ،، التفتت وطاحت عينها عليه واقف مستند عالباب.. زااادت دموعها وهي تتأمله واقف بكل عافية وصحة مبتسم ويطالعها.. ترجع للمطبخ ولا تنهااار في مكانها ما تقدر تتحمل!!؟!

فتحت فمها وتكلمت اخيرا من بين دموعها : ...زعلان ؟؟
شافته يتقدم لها وهو على ذات الابتسامة حست انه مبتسم عشان يطيب خاطرها : .. ليش أزعل ؟؟
شادن وهي تطالع بالأرض قدامها : لأني جيت من غير رضاك .. واضح عليك الصدمة شكلك ما تمنيت تشوفني

وقف قدامها على بعد خطوتين : شخبارك ؟؟
رفعت عينها الغرقانه الأليمة : تعبـانه !
ناظرها من غير تعليق ،، نزلت عيونها وهي تكمل بألم : ما تحس انه سنـة قاسية كثير علي !!

وبعد ما رد ولا علق.. رفعت عينها له وهي تقول : ليش ساكت !!

ما نطق بحرف بس قاعد يناظرها ... ناظرته فـ عيونه بتعب : داااايم سااكت يا عمر دايم ما تحب تتكلم وتقول اللي بخاطرك..
نطق بهدوووء يناقض الجو المشحون : وش تبيني أقول !!
ابيك تقول الكثير يكفي اني تعبت عشان اشوفك وانت على طبعك ما تنطق الا بالزووور..

شادن : ما اشتقت لي..!!؟
كانت محتاجه تسمع " ايه" .. لكنه كان مبتسم وقال : أي جواب تبين تسمعينه ؟؟
شادن : أبي الصدق الحقيقة ..
عمر : الحقيقة يا شادن.. تعرفينها زين ما يحتاج اكررها دايم ، انتي تعرفين من سنين مين انتي بالنسبة لـ عمر..

عضت على شفتها وهي تشوفه يتحرك قدامها ويعطيها ظهره : بس بديت أحس بالعكس... انت وش صار معك ؟؟
لف عليها وجا لها بنبرة عادية هادية : ما صار شي تطمني كانت مشاغل كثيرة خذتني عنك..
شادن بدموع : وممكن تاخذك من جديد ؟؟

مارد ، عطاها ظهره من جديد ..خافت من صمته وش قاعد يفكر فيه ،، وقالت بألم : عمر !!... أنا شادن ترا لو ناسي..
لف عليها : ما نسيت شادن لا تفكرين هالأفكار..
شادن : أقووولك تعبانه !!

انهارت عالكرسي وغطت وجهها بيدينها تبكي ، حست فيه يجي ويجلس بهدوء جنبها جتها رغبة جامحة ترمي نفسها عليه وتكمل بكي ودموع ..
سمعته يقول : شادن !!
ماردت ..
عمر : شادن خلينا نتفاهم !!
شادن : عندك شي قوله..
عمر : قلت لك طول السنة عندي مشاغل خذتني عنك لا تفكرين بشي ثاني!!

شهقت ما عرفت تهدى .. يمكن شوفته بخير وسالم أخيرا خلتها تبكي وتزيد... حسته يمد مناديل لها

ما خذته منه قامت عنه وراحت للمطبخ تبي تغسل وجهها... مرت نص ساعة هناك لحالها تبي تهدى تحتاج لوقت تهدي نفسها فيه ،، مثل ماهو بعد يحتاج وقت يرجع على بعضه بعد هالمفاجأة الغير متوقعه ..!!

سمعت بندر يدخل بعد فترة ، وشكله عمر للحين جالس بالصالة ماراح .. لأنهم سمعتهم يتكلمون ..
بندر : الحين الساعة تعدت الـ 12.. وانا عقب هالفوول مالي خلق اسوق..
عمر : حبيبي مارح تمشون من هنا قبل بكرة..

فتحت عيونها وهي تسمع ..معقولة بتقضي هالليلة هنا...!!


::::

بالليل قريب الساعه 12 .. في بيت ابو محمد

دخل محمد فيلتهم وقبل لا يدخل داخل سمع صوت غنى جاي من ناحية الحديقة ، لف راسه يشوف لقاها مشاعل جالسه عالأرجوحه ببجامتها وتهز بخفة قدام وورا .. والملل واضح على وجهها...
ناداها : مشــاااعل !

رفعت راسها بعد ماكانت منزلته للأرض تراقب أصابع رجولها الحافية وهي تتحرك عالعشب :.... نعم ؟
البنت واضح انها طفشااااانه ، قرب منها : لحالك جالسه بهالليل وش عندك ؟؟

تنهدت وبملل دفعت نفسها لورا برجولها : انتظر شادن وبندر !!
طالع ساعته لأن الوقت متأخر : وشادن وبندر وين رايحين ؟
مشاعل : راحوا للشرقية وخلووني الخووووووووونـة !!

ابتسم على اخته آخر العنقود : وليش خلوك ؟
قالت تتمصخر وهي تتمرجح بقوة قدام وورا ومحمد واقف على جنب : الست شادن تقول مابيك ترزين وجهك عند رجلي !!

غصب عنه ضحك وطالعته بنص عيون شوي وترفس وجهه برجولها وهي طايره : عاجبتك حالتي رايحين يشوفون البحر ومخليني ..
محمد : ههههههههه والمناسبة ؟ عمر وش فيه ؟
مشاعل : مافيه شي مجرد زيارة ..
محمد : وانت عارفه متى بيرجعون ؟؟
مشاعل : شادن قالت لي بيرجعون بالليل بس تأأأخروا مدري شفيهم ..!
محمد : ادخلي داخل ما ظنيت بيرجعون الليلة
طالعته مرتاعه وحطت رجولها عالأرض توقف نفسها : ليش بندر كلمك ؟؟
محمد : لا ما كلمني ..
مشاعل : أجل وش دراك ؟
محمد : لأن ما أظن عمر بيخليهم يرجعون بهالليل !

نفخت وجهها بضيييق خلت محمد يبتسم على شكلها المضحك : وفري عصبيتك لين يرجعون بكرة
مشاعل : وش بيصبرني لبكرة هم قالوا بيرجعون الليلة عشان كذا سمحت لهم يروحون ، والله لو داريه انهم بيتمسيحون لبكرة كان لزقت فيهم
محمد : هههههههههه انا داخل تصبحين على خير !

راح عنها وهي جلست تهوجس ، بندر وشادن دايم يتفقون مع بعض يحارشونها ويضايقونها .. طييييب أورررريكم بكرة شوفوا مين بيدخلكم جوا البيت... يا خونـه !!

تركت الأرجوحة وراها تتمرجح ودخلت داخل لاحقه محمد وفي بالها نية خبيثـة ، شافته يطلع الدرج توه ما وصل فوق نااااااادته: محماااااااااد لحظة ..
وقف لها : وش تبين ؟؟
ركضت له وابتسامة شقية على وجهها : أبيك معي ضدهم !
ما فهم وش نيتها : وش تفكرين فيه ؟؟

مشاعل بفخر : شادن وبندوره دايم متلاحمين مع بعض ضدي عشان يضايقوني.. وانا ابيك معي ضدهم... محد يقدر يغلبني دام بصفي البيزنس مان محمد واخوووي الكبير..

تبي تكبر راسه بهالكلام وتكسبه بصفها.. لكن محمد ذكي فهمها وابتسم بخفة .. وقرر يجاريها ،، بالنهاية هو يحتاج لمرح بحياته وخصوصا هالأيام ، يحتاج يغير الروتين ولو مرة ومشاعل هي أسرع وسيلة ..
محمد : اوكي ..

بوناااسه مسكت يده : بس هاااا انا آمر وانت تنفذ !
كتم ضحكته : مين الأكبر ؟؟
مشاعل : انت الأكبر بس هالمرة انا اللي آمر وانت تنفذ.. وما تعترض على شي.. قول وعد !
حس انها ناويه على مصيبه وبلوى عليهم ..

يوم شافته ساكت رفعت صوتها : قووووووووول وعد ما تعتررض !
قال أخيرا : وعد ما أعترض !
فكت يده بنظرة ماااكرة : وانا اللي أقرر متى تنتهي الخطة ان شالله لو اسبوووووووع !

لا البنت ناوية تخرب بيتهم وش سالفة الأسبوع : وش ناوية عليه ؟؟؟
قربت منه عشان تقوله في إذنـه..... وابتسم عليهــا... لكنه فجأة فتح عيووونه وطالعها منصدم : وش قلتــي ؟؟؟

مشاعل ببراءة : تغير قفل البيت !
محمد : .. صاحيه ولا مجنونة !!
مشاعل تستقوي عليه : هاااا وين وعدك انك ما تعارض ماخبرتك تلعب بالوعود.. وبعدين انا قلت نغيره بشكل مؤقت ، مابيهم يدخلون البيت البيت محـــرمّ عليهم !!
محمد : وبعدين وين يروحون ؟
مشاعل : يروحون للي يروحونه.. بس يدخلون البيت ممنوع هيا الوكالة من غير بواب يا عمي !

انفجر ضحك على خبال هالانسانه : هههههههه طيب وغيرنا القفل ! ..وبعدين ؟
مشاعل : امممم ابد بس أبيهم يترجووووني عشان اسمح لهم....... ايه وأبي المفتاح يكون بيدي واذا تبي تدخل انت بأي وقت عادي دق لي رنة أجيك ركض.. شبيك لبيك تلقاني قدامك

محمد : طيب على أمرك بنغيره بكرة الصبح الحين الوقت متأخر...... وغيره ؟؟
مشاعل : خلاص بكرة أقولك الباااقي... تشاااااااو...
سبقته ركض لفوق ، وراح لغرفته وهو مبتسم ،... وش وراه خله يوسع صدره شوي وعفوية مشاعل وروحها بتساعده ..


::::

عالساعة 8 الصبح .. في الشرقيـة

فتحت شادن عيونها بكل بطء واسترخاء وطاحت على أشياء وزوايا غريبة... صحيح هي في شقـة عمر ونايمة بالغرفة المجاورة لغرفته... قامت قاعدة من غير لا توخر الغطا عنها وطاحت عينها على صورتها بالمراية المقابلة
.. لمة شعرها كانت غير مرتبة نص شعرها حول وجهها...
هالنومة كانت غريبة كون انها نايمة قريب من عمر ما يفصل بينها وبينه غير جدار .. هالاحساس بالأمان اللي فقدته من زمان..

تأملت شعرها المحيوس رغم انه كان يضفي عليها لمسة براءة وعفوية .. ما كان لها خلق ترتبه قامت وطلعت من الغرفة قاصده الحمام .. مدت يدها للباب وقبل لا تفتحه تفاجئت بالباب ينفتح وعمر يطلع منه ومنشفه بيضا على كتفه ، وواضح انه توه ماخذ شاور لأن شعره كان رطب ،، وش كثر فاتنها نزلت عيونها للأرض ومرت من جنبه عشان تغسل وجهها.. من غير لا تصير بينهم أي كلمة

حست فيه يوقف شوي يطالعها بعدها اختفى من عالباب... غسلت وجهها بسرعه وفكت شعرها ولمته من جديد بترتيب فوق كـ ذيل الحصان وقصتها خلتها طايحه على جبينها بشكل مايل..
حست بالنشاط بعد الموية الباردة والدم يجري بوجهها... طلعت من الحمام ولفت لا إراديا تناظر غرفة عمر المسكرة ...... أخيرا تحركت للصالة وشافت بندر نايم عالكنبة.. ابتسمت بحنان عليه وراحت بخفة للمطبخ .. وكإحساس بالمسؤوليـة قررت تهتم بوجبة الفطور .. وعشان ما تزعج بندر بقرقعة الصحون والدواليب سكرت باب المطبخ بخفة ..

هالموقف يذكرها بكثير مواقف صارت من قبل وهي صغيرة.. كانت كثير ما تصحى بدري وتلاقي عمر صاحي قبل كل البيت وجالس لحاله بالملحق.. وتروح له تقضي معه ساعات الصباح احيانا ساعتين وثلاث لحد ما يصحون باقي البيت...
كانت رغم صغرها بالسن تدخل المطبخ وتصلح له ولها ولو ساندويتشات بسيطة ما تاخذ منها وقت ولا جهد...
ورغم ان عمر كان دايم يعلق عليها على أساس ان الساندويتشات مو مرتبة ..

عمر .. 19 سنة وهي منقررررف : وش هالحووووووووووسة ؟؟؟
شادن بقهر 13 سنة : احمد رببببببببببك اني دخلت المطبخ وسويت لك !
عمر وهي يرجع الساندويتش للصحن : هذا شي ينوكل هذا..... مطاريس !
شادن بحنق وهي تطالعه يرفس النعمة : شفيك اليوم مو أول مرة تاكل من شي انا مسويته !!
عمر ببرود : تبين الصدق اكتشتفت اني مجنوون... كل مرة اكل فيها شي منك يمغصني بطني !!
شادن : حمااااااااااااااااااااااااااار...!

شالت الصحن وقامت بتطلع من الملحق معصبة خله يموووووووووت من الجوع ، الشرهه عاللي تعطيه بال واهتمام..... بس المشكلة انها ما تقدر تستمر بزعلها .. تتذكر وقتها ان عمر حتى ما لحقها ولا صالحها وخلاها تطلع من الملحق بهواها.... وبالنهاية هي بنفسها رجعت له ما تصبر عنه...

طلعت الصحن من الدولاب وهي تبتسم ،، ذاك اليوم كل الكلام اللي قاله عشان ينرفزها ،،على قوله يحب يعكر مزاجها يحب يشوفها معصبة ...

فتحت الثلاجة وطلعت كم بيضة ، قررت تسوي أكلة من الأكلات اللي يحبها وخصوصا انه ما يحب البيض لحاله .. طلعت الطماطم والبصل وباقي الأشياء اللي تحتاجها عشان تسوي شكشوكة ( بيض بالطماطم )...
ويوم قربت تنتهي ووقت ماكانت الشكشوكة تطبخ عالنار حست فـ باب المطبخ ينفتح لفت بسرعة تشوف... شافته عمر واقف عالباب لحظة يستوعب هي وش قاعدة تسوي ... أخيرا بصمت أزاح عيونه عنها راح وفتح باب الثلاجة أخذ علبة الموية اللي شربت منها أمس...
فتحها وهو يسألها : ... وش هالريحة ؟؟

شادن من غير لا تناظره : .... انت قول ؟

قرب منها لين وقف جنبها مباشرة ، حست بكتفها يلمس صدره .. ألقى نظرة على قلاية البيض وعلّق : ..شكشوكة !
ما تكلمت لأنها توتـرت من وقفته القريبة مرة... حس بتوترها وابتعد راجع للثلاجة يرجع الموية مكانها..

عمر : محد طلب منك تسوين شي وتتعبين ..
شادن : مافيها تعب...

جلس عالطاولة بالمطبخ وحل الصمت الطويل بينهم من جديد .. شادن لها وقت تحرك بهالبيض من غير لا تلتفت كأنها حاسه انه جالس يراقبها... عقب ما استوت الشكشوكة راحت تدور على صحن كبير تحطه فيه... لكنها ما عرفت حاست الأدراج مالقت شي... لين سمعت صوته أخيرا من بعد سبات طويل من الصمت : الدولاب الثاني عاليمين ..

من غير لا تلف له أو تقول كلمة فتحت الدولاب المقصود ولقت مرادها.. ابتسمت بالخفاء ليش انه فاهم هي وش كانت تبي ..!...
قررت تسأله سؤال هي عارفه جوابه لكنها حبت تقرب الذكريات منهم .. كانت دوم تسأله "تحب الشكشوكة بساندويتش أو بدون"

لفت له وهي ماسكه الصحن : تبيها بساندويتش أو بدون ؟؟
شافته بوضعية فتنـتها ،، كان مسند وجهه على يده وكوعه عالطاولة بهيئة ملل وانتظار وسرحان... وبابتساااامة خفيفة جدا بالكاد تبان : يعني ما تدرين ؟؟

شادن بقشارة : اوكي اظنه بساندويتش !!!

وتوها بتروح للثلاجة تطلع الخبز .. رفع حاجب عليها عارف انها تتلكع وقبل لا تفتح الثلاجة قال : ... احبه بدون... نسيتي؟؟

ابتسمت عليه هي عارفه انه يحبه بدون بس حبت تستهبل عليه... حطت البيض بالصحن وصخنت الخبز بالمايكرويف والصمت رجع سيد الموقف ... محد منهم عارف يكسره !

وهي تعصر العصير... محد حس فـ بندر الواقف على باب المطبخ يتأمل الحال... أخيرا قال بصوت عـالي كسر الصمت : صبـاااااااح الخير ..

لف له عمر مبتسم : صبـاح النور ..
بندر وهو يتقدم بيجلس معه : وش ملقفك وجالس مع اختي ..

سكت عمر ما علق.. وشادن ما علقت..

بندر : انا ما قومني الا هالريحة .. فجأة حسيتها دخلت راسي!!

صـمـت محد من الاثنين رد أو علق عليه.. وكأنه جا بوقت غلط

بندر : جوعتوني وانا متعشي فول !

محد تكلـم ، وحس بندر بالجو هاااادي لحد مزعج وممل..

بندر : عسى ما شر وش فيكم ساكتين...!!!

شادن ما ردت ما كانت على بعضها أصلا ،، وعمر التفت له : أبد مخلين لك الجو
بندر : وقسم احس اني اتكلم مع صمخان !.. مع جدران..

جت شادن وحطت صحن الشكشوكة قدامهم مع الخبز ،، وأخيرا جابت العصير .. وبالأخير قالت : صحة وعافية.

وتوها بتروح قال بندر مستغرب : على وين افطري ..
شادن : انا مابي شكرا .. افطروا انتوا

وطلعت من غير لا يتفوه عمر بأي كلمة...

جلست بالصالة لحالها مو قادره تسيطر علي عواطفها .. فيـه كثير كلام تبي تقوله لـه وفيـه كثير اشياء تبي تفصح عنها لكن أبــد مو قادره !!
حاسه بالبـروود فـ مشاعره ،، حاسه بحواجز غريبـة قايـمه بينهم ما كانت بيوم موجودة... حاسته صاير غريـب عنها ، انسان ثاني وكأنها أول مرة تلتقي فيه أو تتعرف عليه !!.... مو كأنه الانسان الوحيـد بالكون كله اللي تعرفه أكثر من نفسـها !!

ما تدري كم مرة من الوقت وعيونها متسمره بالفراغ.. يوم حست بشي باااارد صقيعي يلمس خدها.. شهقت ورفعت عينها شافته كاس عصير بيد عمر .. ماده لها وهو يقول : عالأقل اشربي ما يصير تمشون مشوار طويل من غير اكل ..

وخرت يدها عن خدها تبعد أثر البرودة وبصمت خذت الكاس منه ... راح عنها ناحية غرفته وهي تتابعه بعيونها لين اختفى ،، مع الوقت تحس الحاجز يزيد سمك أكثر وأكثر... مو من عادته مع شادن بالذات يرمي كلمة وكلمتين ويختفي... هي من وصلت امس ما تبادلوا سالفة كاملة وحدة على بعضها... وهذا شي غريب أول مرة يصير ،،!

كانت تتخيل هاليوم بيكون مختـلف ، بتقدر تسولف له مئات السوالف عن حياتها واللي صار معها خلال السنين الاربع اللي انفصلوا فيها عن بعض وبعدها محد درى عن أراضي الثاني..!.
لكنها ارتطمت بحاجز الحين منعها.... هالحاجز هو شخصية عمر الغريبة !!... ممكن يكون اللي سمعته عنه واللي شاكه فيه له علاقة ؟؟

هزت راسها نفي وهي تفرك جبينها ما تبي تتعمق بأفكار شؤم وتتعب نفسها... عمر مهما صار معه بيظل هو عمر... لأن ما عُمر مشكلة واجهته غيرت منه شعرة !!

- ما ودك نمشي ؟؟

رفعت راسها لبندر .. وماعرفت وش تقول... تحس انها تحتاج وقت للحين عشان تذوب هالبرد.. اللي خلقته سنة قاسية من الفراق..،،!
يوم ما ردت لف بندر وراح ناحية غرفة عمر يشوفه... دق الباب وفتحه .. واستغرب يوم شاف عمر لابس بدلة ونظارة سودا بيده ، وشكله ناوي يطلع !

بندر : بتطلع؟؟؟؟؟؟؟
عمر وهو يحط النظارة على جبينه : ايه عندي شغل!!
بندر : وتتركنا ؟؟

شاف عمر يسكت شوي وبعدها لف عليه : الشقة شقتكم بندر تصرفوا فيها على راحتكم..
بندر : اصبر طيب لما ننقلع للرياض وبعدها رح شف شغلك.. ما يصير تتركنا
عمر : ما اقدر..!... شغل ضروري ما يتحمل تأخير
بندر بنبرة مؤثرة : عشان خاطر اللي جالسه برا طيب... عمر!!...ما خبرتك تكسر بخاطرها أبد.. ولو على حساب موتك!!

شاف عمر يسكت ويهرب بعيونه عن بندر على أساس انه يرتب نفسه قبال المرايه .. أخيرا قال : ومتى بتمشون طيب ؟
بندر : مو مطولين... على بال ما تجهز شادن بنمشي.... انا بروح أشيك عالسيارة حسيت فيها مشكلة واحنا جايين.. ياليت تجلس معها لين ارجع مارح اطول..

عمر : وسيارتك شفيها ؟؟
بندر : مدري يمكن الفحمات ولا الزيت فيه مشكلة... خصوصا اني ما شيكت عليهم قبل لا نجي
طالع عمر ساعة معصمه وابتسم : خلنا ننزل الحين انا بشوفها لك.

بندر وكنه عارف انه بيتلقى هالعرض : ههههههههه كنت حاس انك بتقول ، يلله خلنا ننزل بس هااا مانيب دافع لك ولا ريال..
عمر : هههههههههههههه يالقعيط مابي منك شي.. خلاص بتصل تلفون للشغل بقول اني بتأخر... وانت انزل الحين بغير ملابسي وبجي.. حرام هالكشخة تروح على خرابة مثل خرابتك

بندر : يالعيااااار... تراها اكشخ من سيارتك اللي ولا تنفع حتى لإعادة تكرير ..
عمر : هههههههه هذاك أول... حبيبي

طلع بندر وشاف شادن ما قامت من مكانها غير انها كانت تناظر التلفزيون : شادن .. الحين بنزل انا وعمر نشيك عالسيارة تحت.. محنا رايحين بعيد ..

طلع عمر من الغرفة هاللحظة وهو يسحب بلوزته البيضا السادة عليه واللي مبينه تقاطيع جسمه الخطيرة..
شادن : اوكي..!
بندر : جهزي حالك بنخلص من تشييكها ونمشي على طول..
قالت وهي تناظر عمر : اوكي..!

طلعوا وتركوها .. نزل بندر تحت وأول ما طاحت عينه على سيارة عمر الكشخة فتح ثمه : هااااااااااااااااااااه...!!!!!
ابتسم عمر على جنب وهو يتوجه لسيارة بندر : اظن ردة هالفعل تحكي عن واقع صدمتك
بندر : وش هالسيارة اللقطة من وين جبتها
ناظره بسخرية : حلوة ذي من وين جبتها... جبتها من سوق الحمام شرايك !
بندر : اقصد وين سيارتك القديمة ؟؟
عمر : بعتهـا..!
بندر : اشووف تحسنت ظروفك كثير يا عمر...

ما رد عمر كان قد فتح كبوت سيارة بندر وانحنى لداخلها يلقي نظرة متفحصة بعين خبير محترف.. يعرف أدق الاشياء والتفاصيل عن الماكينات اللي قدامه غيره ما يعرفها...

عمر : المكينة سليمة .. روح شغل السيارة وادعس البنزين خلني اتأكد..
طلع بندر مفتاحه من جيبه وسوا مثل ما قال... انحنى عمر مرة ثانية داخل الكبوت يتفحص أشياء بندر نفسه يحس انه غبي فيها... واذا شاف عمر شلون يمد يده هنا وهنا يفحص هذا وهذا يحس بالاعجاب وماله الا يراقبه وهو مشدوه.... الشي الوحيد اللي فالح عمر فيه هو الميكانيك حتى الدراسة ما فلح فيها الا بالدز... وعقب مشااااكــل !!

أخيرا رفع راسه وهو يمسح على وجهه خلته يتلطخ بالمادة السودا : .. مافيها مشكلة .. بس يبيلها تغيير زيت ولا تنسى تشيك على ضغط التايرات ..وان شالله تمام... توصلون بالسلامة..

طالع بندر ساعته : باقي ساعتين عالصلاة .. بروح لأقرب ورشة عشان ألحق..
عمر : فيه ورشة بالشارع الثاني.. امش سيدا واطلع عالشارع بتلاقيها على يمينك..
بندر : مشكووور... بس هااا لا تطلع قبل لا أرجع.. شادن لحالها
عمر : لا يهمك ماني رايح لمكان..
بندر : وغسل وجهك زين هههههههه لا تروح لشغلك وانت بهاللوحة الفنية

مسح عمر أصبعه على خده ومسحه على خد بندر يلطخه ، خلا بندر يتراجع منقهههر : .. ياااااااا ثووووور .. بشرتي .. ( يستهبل )
عمر : هههههههه يلله روح انا بطلع اغسل وأبدل ملابسي وانتظرك..

تفارقوا .. دخل عمر الشقة وهو يمسح العرق عن وجهه وما شاف شادن بالصالة.. طل بالمطبخ ما لقاها..
شاف الغرفة اللي باتت فيها البارح مسكره عرف انها يمكن تتجهز وتستعد...
شي دفعه انه يروح للباب وجا بيدقـه... لكنه باللحظة الأخيرة تراجـع .. دخل غرفته وهو يشيل بلوزته البيضا اللي تحولت لقطعة ملطخة ببقع سودا ..


بعد ساعتين كانت شادن تلبس عبايتها .. وأخيرا طلعت من الغرفة شافت عمر وبندر بالصالة يتكلمون ..
بندر : شوف لازم تزورنا قريب.. ما يصير كذا..

ابتسم عمر والتفت لـ شادن الواقفه : ان شالله .. قريب بجي الرياض..
قام بندر واقف أخيرا : يله شادن .. توكلنـا
هزت راسها بصمت .. تحرك بندر للباب وقبل لا يطلع التفت شاف الاثنين بمكانهم ما تحركوا..

بندر : شفيكم ؟؟... مو ناوين تسلمون على بعض ؟؟

رفع حاجب يوم شاف كل واحد ما نطق ولا تحرك.. هز راسه بسخرية عليهم وطلع يخلي لهم الجو..

أخيرا رفعت راسها له : صحيح بتزورنا ؟
عمر : ان شالله.. قريب
شادن : صدق ولا بس كلاااام......

نغزته تعاتبه ليش انه انقطع عنها فجأة ولا سأل عنه.. وقطع زياراته اللي كان يقول انه بيزورهم فيها..
طالعها بعيونها بهدوء : قد مرة كذبت عليك؟؟

شادن بحزن : لا....
عمر : طيب ؟؟
شادن : لا تلومني اللي شفته السنة اللي راحت مو شوي...
عمر : قلت لك شادن السنة الأخيرة كنت فيها مشغول ..
شادن : لدرجة ما تسأل عني... ولا حتى تعطيني أرقامك

تقدم منها يغير الموضوع : خلينا ننزل لا نتأخر على بندر..

سكتت شوي ما تحركت ولا خطوة.. وأخيرا رفعت عيونها له بنظرة استعطاف : بنتظرك..

ناظرها مو فاهم :..........
شادن : بنتظرك تجي لا تقول مشغول..
ما نزل عيونه عنها : بجي بأقرب فرصة... بجي لا تفكرين كثير..

مشت قدامه لا تنهار ،، ودها تسأله ذاك السؤال اللي شاغلها بس ما تقدر..!...
نزلوا تحت مع بعض ،.. كانت تمشي وعمر على بعد خطوات وراها... شافوا بندر يرتب بعض الأغراض بشنطة السيارة الخلفية ،،!
وأول ما شافهم سكرها وجا : ها عمر مصمم ما تركب معنا وتفلها..
عمر : مرة ثانية بندر.. انا بنفسي بجي ..
بندر : ايه لا تسحبها لـ سنة كاملة ثانية..
عمر : هههههه ابشر..

ركب بندر ، ولف عمر لها : مع السلامة انتبهي لنفسك
اخيرا قدرت تبتسم : ان شالله... ( وبغصـة).. وانتبه لنفسك انت لا يصير فيك شي..

ابتسم لأنه حس انها تلمح للي كان يصير من زمان ..

ركبـت وقلبها معه ما تبي تتركه.. ومشوا وعمر يشيعهم بنظراته ..


:::::

{{.... ذم ــــا !! 05-08-08 12:55 AM


------------------------------

::


نزلت سحر الدرج وهي تضحك والجوال على اذنها : ههههههههههههههههههههههه وش قلتي ؟؟
مشاعل : اللي سمعتيه !!
سحر : ههههههههههههههههههههه وش هالخطة الغريبة ؟؟
مشاعل : هذا أقل عقاب ممكن أعطيهم اياه.. اجل يروحون ويخلوني على اساس يرجعون الليل.. وبعدين أكتشف انهم ناوين يقضونها ليلة كاملة هناك.. من غيري!!... وش هالظلم ؟؟؟
سحر : ههههههههههههههههه مشاعل انتي انسانه غريبة ..

دخلت الصالة لقت أبوها وأخوها جالسين يتقهوون مع بعض .. وصاروا يناظرونها وهي ميتة ضحك..
مشاعل : خلاص قريب اعطيك أخبار الآخبار... يا أنا ناويه عليهم نية قشرى..
سحر : هههههههههه ومين اللي بيساعدك؟؟
مشاعل : حبيبي اخوي حمووووووووودي..
سحر ما صدقت محمد يسويها : ههههههه تكذبين ؟؟؟؟
مشاعل : لا ما أكذب انا وياه أمس عقدنا اتفاق.. انا اللي آمر وهو ينفذ...
سحر بضحــك : طيب ما تخافين يخون فيك.. يكون ماخذك على قد عقلك
مشاعل استلجــت : كان أرميه وياهم برا... المفتاح معي يا حبيبتي .. بوكس واحد ورفسة رجل الا هو طاير بالحوش !!
سحر : ههههههههههههههههه طيب علميني بآخر الأخبار..
مشاعل : هههه ابشري بكون معك عالخط... والله لأخليهم يتشردووون
سحر : يمه صايره تخوفين ..
مشاعل : اجل انا يستغفلوني...والله محد يطلع منها سالم.. انا مو بسيـطة عمري انا الأنثى الأقووى بالعااالم خخخخخ...

قفلت منها وهي كاتمه ضحكتها ..
خالد : وش السالفة ؟؟ هزيتي الجدران من الضحك..
سحر : هههههههه ابد سالفة بيني وبين مشاعل.. هالبنت خطيرة فضيعة

ابو خالد بابتسامة : وش مسويه هالمرة ؟؟
سحر ماتت ضحك : ههههههههههههههههههههههههههههه بتجيكم الأخبار قريب..
خالد : أي مصيبة ناويتها هالبنت ؟؟
سحر بنظرة لأخوها : هالبنت اللي تقول عنها.. كل انسان يحتاج مثلها.. الحياة مو شغل وضغط وبس..... الحياة مرح ولعب ( ولفت لأبوها ) صح يابوي يا عمري ؟؟؟

ابو خالد بحكمة : اكيد كل واحد يحتاج يطلع من ضغوط الشغل... ولبدنك عليك حقـا..

لفت لأخوها بنظرة ماكرة : سمعــت يا سي خالد ؟؟
خالد يدعي الغباء : وش قصدك ؟؟..
سحر : ابد عارفتك ذكي وتفهمها عالطاير..

قال بجملة لها معنى : وانا اذا بغيت ألعب بلعب بس بطريقتي .. ماني محتاج ناس مخها فاضية ..
همست له عشان ابوها ما يسمع : والله مشاعل مخها مو فاضيه الا انت منقهر منها ليش انها عارفه تتمتع بحياتها على عكسك..

طالعها بنظرة : غلطانه عمري ما فكرت كذا..
سحر بهمس وخبث : تنكر يا خالد انك تحتاج لانسان مثلها يغير عليك روتين حياتك ؟؟

عصب على غير المتوقع وهالكلام استفزه .. آخر شي يبيه انه يحتاج لمثل هالانسانه ولا عمره تخيل حتى مجرد تخيل : سحر قفلي هالسالفة.. لمتى بتتكلمين فيها..

سحر ببراءة : انا بس اقولك .. بيوم بتكتشف ان مشاعل غير... ومو أي أحد يحصل كنز مثلها... بتتذكر كلامي هذا بيوم من الأيام يا خالد..

وقامت عنه وجلست جنب ابوها .. اللي لف لها : وشو كنزه ؟؟.. اسمع كنز ؟؟
ابتسمت بدلال : .. خخخ اتكلم عن نفسي... ولا أنا مو كنز !!
ابتسم بحنان : والله انك أغلى كنز عندي..

سحر وهي تضمه : ياا حبــي لك... الله يخلي لي اياك قول آمين



هناك قدام باب بيت ابو محمد ... وصلت سيارة بندر بعد مشوار طويل..
شادن تحسنت نفسيتها عقب الكلمات الأخيرة اللي دارت بينها وبين عمر.. عالأقل اكد لها انه بيجي قريب الرياض.. ومن يدري يمكن هالمرة اللي بيزورهم فيها ، بيتمون ويكملون اجراءات الزواج..

فتح بندر باب البيت الخارجي ودخل : ما تحسين بشي غريب؟؟

شادن وهي رايحه معه للمدخل : شي غريب؟؟؟
بندر : مشاعل من امس ما اتصلت تسأل عنا.. غريبة ساكته ما سألت عن تأخيرنا..
ابتسمت شادن على اختها : تلقاها نايمه مو داريه عن الدار وهواها...
بندر : هههههههههههههههه صدقتي ..

جا بيفتح باب المدخل لقاه مقفل !!... طلع كومة مفاتيحه من جيبه ودخل المفتاح بفتحة الباب.. حاول يفره يمين شمال لكن المفتاح عاااالق مو راضي ينفر..

بندر : وش السالفة ؟؟
حاول بمفتاح ثاني يمكن يكون مغلط بالمفتاح.. لكن النتيجة وحدة الباب مقفووول ولا مفتاح من مفاتيحه نفع..!
شادن : شفيك ؟..وين مفتاحك ؟
بندر : ما تفتح غريبة !! لا يكون القفل فيه مشكلة..

شادن : خلني أدق عالبيت لعل امي ولا مشاعل يردون..
اتصلت على تلفون البيت ردت عليها الخدامة : يس..

شادن : آني افتحي باب المدخل انا وبندر برا..
الخدامة : مافي مفتاح.. هذا مفتاح مع مشاءل..
شادن : ومشاعل وش دخلها..؟
الخدامة : مادري
شادن : طيب شكرا انا بسوي كلام مشاعل الحين

بندر : ها ؟؟
شادن : السالفة غريبة تقول المفتاح مع مشاعل...

بندر : مع مشاعل؟؟؟... مشاعل من متى تمسك المفاتيح!!!
شادن : مدري لا يكون انا فهمت غلط !

فجأة فتح عيونه منصدم من أفكاره : ... لا يكوون الشي اللي في بالي
شادن : ايش ؟؟
رفع جواله ودق على اخته الشقية .. السالفة من البداية فيها إن ... ردت عليه وهي تمثل النوم والنعاس : هااااه ...؟

بندر بتميلح : صباااااااااااااااااح الخير والورد...لأحلى وحده بالعالم

رفعت حاجب .. وببرود : خير أي خدمة ؟
بندر : مشاعل مارح تقولين لنا الحمدلله عالسلامة ؟!
مشاعل : ليش ؟... فكرتوا ترجعون للرياض حضرتكم ؟

عرف من صوتها وطريقة كلامها الساخرة انها معصبة عليهم : وش نسوي غصب تأخرنا..
مشاعل : طيب وش تبي مزعجني من نومي
بندر : احنا برا افتحي الباب..
مشاعل بلكاعه : ومفتاحك وينه؟.. لا يكون ضيعته !!
بندر : لا معي بس مو راضي يفتح الباب..

مشاعل بسخرية : وما عرفت ليش ما فتح الباب يا ذكي !!
ما فهم : لا....
مشاعل : أجل فكر فيها وتعرف ليش ما انفتح...

فتح عيونه منصدم : تعالي تعالي... انتي مسويه شي في القفل ياملكعه ؟؟؟
ابتسمت لا تنفجر ضحك : ايه حبيبي... القفل متغير بأوامري والمفتاح الوحيد معي.. ولعانة فيكم ماني فاتحه الباب لو تنطون للسما من الحين لين بكرة..

انصـدم : لا ما تسوينها فينا اكيد
مشاعل : وش هالثقة.. ترا ما عرفتوني زين .. خلك انت واختك ذا الرقيقة تنطقون بالشمس !
بندر : والحين وين نروح ..
مشاعل : دبروا عماركم.. يلله مع السلامة لا تزعجني ..

سكرت بوجهه وطالع الشاشة منصدم...

شادن منصدمة : وش السالفة وش مسويه هالمجنونة ؟؟
بندر : تقول مغيره القفل والمفتاح معها .. وماتبي تفتح...
شادن : وشلون غيرته ؟؟
بندر : مدري!!..... تعالي عن هالشمس نجلس بالملحق لما يلين راسها شوي ..

راح للملحق لكنه انصدم بعد انه مقفــل : الحماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااارة ...!
شادن : لا تقول ..!!
بندر : قافلته الملككككككككككككككعه !!... وش اسوي فيها الحين... والله لو هي بين يديني الحين لأنتف شعرها..

وصل مسج على جواله فتحه : " لا تحاول الملحق والبيت مفاتيحهم معي "

رفع عينه فوق للبيت وعرف انها تراقبهم ... مرت ربع ساعة وهم على حالهم بهالحر أخيرا التفت لأخته : خلينا نطلع بالسيارة عالأقل براد مو بهالحر ... مشيعل مو ناوية على خير ..

شادن رغم الموقف اللي هم فيه الا انه ودها تضحك تنفجر ضحك : ههههههههههه يلله..
بندر : مستانسه اشوف !
شادن : وش تبيني أسوي الموقف كله على بعضه يضحك
بندر : اختك اذا عزمت وصممت على شي لا يمكن تتراجع عنه... وشوفي الحين وش بيفك هالعناد من راسها..

ويوم ركبوا السيارة .. رفع بندر جواله واتصل على محمد : هلا محمد..!
محمد : هلا والله !!
بندر : وينك انت بالشغل ؟
محمد : لا بالبيت !!
بندر : بالبيت!!!!... تونا بالبيت ما شفناك وينك... لنا ساعة نطق الباب محد فتح لنا ..
محمد : ههههههههههههههههههههههه الحمدلله عالسلامة أول شي

بندر بشـك : ليش تضحك ؟؟.. عارف بشي ؟؟
محمد : ههههههه والله انا اسوي اللي قالت لي عليه..
بندر انصدم : انت اللي مغير القفل محيميد !؟
محمد : قلت لك مو فكرتي..
بندر : ومستانس حضرتك !!..
محمد : والله يا بندر انا عطيتها وعد وما اقدر اتراجع فيه... ما هان علي اشوفها زعلانه وتبيني اساعدها
بندر بقهر : يا حنون!!.. ومن متى انت تجاريها بتصرفاتها المجنونة... خابرك العاقل مو المراهق

محمد : الوعد وعد سواء كنت عاقل او مراهق
بندر : انتوا وش ناوين عليه !!... ترانا تعبانين نبي نرتاااااااااح
محمد : الحل مع اختك... انا مابيدي شي
بندر : وانا اللي داق ابيك تفزع لي... هين محيميد مالي الا ابوي خله يذبحها
محمد : هههههههههه وانت على بالك مغيرين قفل البيت من غير شوره... اختك قشرى تبكبكت عنده ووقف بصفها... وقالي سو اللي تبيه

بندر انصدم : من ججددك!!
محمد : ايه نعم مادام محـمد بالسالفة مارح يتدخل .. ( بغرور )

بندر : والحين وين نذلف وين نولي !!
محمد بضحك : دبر حالك انت رجال .. والحل مو بيدي لو المفتاح معي فتحت لكم...... يلله مع السلامة وراي مشوار لازم أطلع !

رمى بندر الجوال جنبه وهو منقههههر... وشادن جنبه ساااكته ومبتسمة الموضوع على غرابته الا انه ممتع.. ههههههههههههههه مشاعل يا حمارة ..،،!


نزلت مشاعل درج البيت وهي تلعب بالمفتاح اللي معلقته على رقبتها مثل القلادة.. شافت محمد بيطلع..

مشاعل : اذا ما خاب ظني اكيد اتصل عليك
قال وهو واقف قدام المراية يعدل شماغه الأحمر : ايه توه الحين

مشاعل بنظرة ماكرة : وان شالله ما التفيت وراي مثل الحية وخنتني..
ابتسم و من غير لا يناظرها : اذا كذا تفكيرك فيني .. فكري مثل ما تبين مارح أبرر شي..

ورفع يده لها : سلام !

وطلع من عندها .. مسكت المفتاح بين أصابعها وهي تلعب فيها بمكر .. اذا ما خانها قلبها ورحمتهم بتلطعهم برا البيت أسبوع!!..


:::::::

سحر تكلمها بالتلفون بعد " ثـلاث سـاعـات " : يا نذله وللحين مو راضية تلينين قلبك لهم ..
مشاعل : نجوم السما اقرب لهم من انهم يباتون باليت الليلة
سحر بسخرية : وان شالله وين ناوية تخلينهم يباتون
مشاعل : مايهمني.. ان شالله بفندق
سحر : حرام عليك بندر يتحمل بس شادن
مشاعل : مو شغلي مشكلتهم وحدة ..

هزت سحر راسها بفقدان الأمل منها... كانت متخيله بتسوي فيهم هالمقلب ساعة ، بالكثير ساعتين.. بس ناويه تبيتهم برا البيت...
سحر : اقول يا شريرة انا بطلع الحين... بروح اجيب أكل لـ سمك بيان .. لها يومين تحن عليه ازعجتني... تقول اذا مات سمكي انتي السبب... وانا مابيها تحقد علي هالسمك صاير عزيز مرة عليها.. خصوصا انه من بندر..
مشاعل : قولي للسواق يجيب ليش تروحين انتي
سحر : سواقنا للأسف غبي قبل اسبوع قلت له يجيب طعام سمك.. جاب لي طعام قطاوة !!.. مدري شلون يفهم!!
مشاعل : ههههههههههههههههههههههههههههه حلوة حلوة نكتة حلوة
سحر : يلله باي مابي اتأخر أبي ارجع بدري..


قفلت منها وطلعت لأختها الزعلانه منها ، ليش انها من يومين متجاهله طلبها : بيونه خلاص الحين اطلع واجيب لك..
طالعته اختها بنظرة زعل : متى ؟؟؟ كل يوم تقولين اليوم ؟؟
سحر : الحين بروح... تجين معي
بيان : لا أنا فيني نوم..
سحر : خلاص اروح الحين وأجيب لك..


::

طلعت سحر من المحل بعد ما شرت الطعام الخاص للسمك ، وطلبت من السواق يتحرك..
بالطريق حست ان السواق الخبل نعسان عيونه تقفل وتفتح.... هااااذااا اللي ناقصني يبي يوديني انا وياه بداهية .. مااااش هذا السواق الوحيد اللي جاهم فيه قلة دبرة تحسه دلخ وتصرفاته أحيانا غير مريحة ...

سحر بضيق : اصحى لا تناااام تبي تودينا بداهية..
فتح عيونه النص مقفله : مافي نووم انا ..

لا أجل انا عميانه : خل بالك من الطريق الدنيا ليل والشوارع مليانه سيارات ..

شافت ساعتها الساعة جاوزت الـ 10 والشباب بدوا يصحصحوون هالوقت ، كانت متعوده عالمضايقات من سيارات الشباب رغم ان السيارة مضللة .. استغفر الله متى أوصل للبيت اكره طلعة البيت بسبة هالمواقف ،،
المشكلة انها اذا كانت لحالها بهالوقت تبدا تخاف... وش الحل اذا كانت السيارة تلفت النظر ، والبلا انها ما ترتاح بغير هالسيارة ولا كان غيرتها ،،،

السواق قفلت عيونه هاللحظة لكنها كانت كافية ان سحر تصرخ عليه تحذره ، بنفس اللحظة اللي كانت فيها سيارة طالعه من موقف على جانب الشارع ...ما قدر السواق يتفاداها ضرب فرامل بقوة خلت سحر تشهق وهي تحس بالسيارة تهتز من الارتطام .... جت الضربة خفيفة بس سحر مااااااااتت خوف من الروعـة ..

وماااتت رعب أكثر يوم شافت اثنين شباب اصحاب السيارة المصدومة ينزلون وهم يرفعون أياديهم بصراخ .. ويجون للسواق يصرخون غاضبين... نزل سواقها يجادلهم لأنهم طلعوا للشارع بوقت غلط بدون ما ياخذون حساب ، والمسكينة سحر ما قدرت تحرك اصبع تجمدت بمكانها تسمع صراخهم وتهزيئهم اللي لم الناس حولهم وهي ميييييتة خوووف ...

واللي يخوّف ويزيدها رعب ان سيارات الشباب بدت تكثر حولهم ،، تعرفون فراغة البعض يصنعون من الحبة قبة.. شافت كثير شباب يهدون سياراتهم عشان يلقون نظرة ..
وعلى انه حادث خفيف لا يذكر الا ان الشاب صاحب السيارة معند يبـي تعويض.

سحر بهالمواقف فيها قلة خبرة ما تعرف تتصرف ، ما تعرف تختار التصرف الصحيح .. ومن الخووف الشديد اللي متملكها ما فكرت حتى ترفع التلفون وتتصل على أبوها أو خالد...
العقل توقف عن التفكيــــر ...!

بجنون وتهور فتحت الباب بعد ما غطت وجهها ونزلت يمكن لو شافوها بنت بيحترمون ويقدرون هالشي ، لكن شكلهم ما فيهم ذرة شهامة .. من طاحت عينهم عليها وهي تنزل وتوقف عند بابها وباين عليها انها بنت عـز ..زادوا بعنادهم ..صاحب السيارة قرب خطوتين يكلمها وهو معصصصب : هالسواق الكلب تسمونه سواااااق..

سحر راااحت فيها الدموع طلعت من عيووونها ، ما مرة مرت بمثل هالموقف ، ما مرة أحد صرخ عليها بهالشكل الهمجي والمشكلة كل اللي بالشارع شباب ...

وهي تستجمع شجاعتها : انت غلطان طلعت للشارع فجأة ما كأن الشارع طريق هاي وي وسريع...
الشاب وتعجب من لسانها : الغلطان هالدلخ كأن الطريق طريق أبوه .. اسمحيلنا نبي تعويض ومارح نتحرك من هنا لما ناخذ حقنا ..

وشوووو تعوووييييضه وش يبي هذا هو بعد غلطااان !!

قالت وهي ماتدري اللي تقوله صح ولا غلط : اذا تبي دق على الشرطة وخلها تجي تحدد منهو الغلطان ومنهو اللي على صواب...
ضحك رفيقه لأن البنت شكلها تدعي القوة ، رغم رجفة يدينها اللي تدل على خوفها ...

الشاب وهو متنرفز : حلـو وبعد تعرفين الأصول !!..... لا تطولينها وهي قصيرة نبي تعويض ولا بنطيح في هالهندي طق ما يكفي انه ضـرّ وخرب بوية سيارتي..

امتلت عيونها دمووع وش تسوي الحين موقفها لا تحسد عليه... وشكل هالحقير مو مراعي انها بنت لحالها ...


من عجائب الصدف ان الحادث قريب من الكوفي اللي يجتمعون فيه ثامر وتركي بـالعادة..
سمعوا الضجة والضوضاء الحاصله بالشارع وقاموا يشوفون وش السالفة ...

وقـف تركي على باب المحل وضيق زاوية عيونه وهو يناظر التجمع الحاصل.. لكنه
فتـح عيونه فجأة وهو مستغرب : سيـارة أبــو خالد؟؟

ثامر ناظره مو فاهـم : وشو ؟؟
راقب تركي الشاب اللي طايح في البنت تهزيء وكلمات بذيئة .. ومسك ثامر من ذراعه وناظره بعيونه : خلك هنا شوي وبعدها تعـااال كأنك ما تعرفني ...

وراح من غير ما يناقش أكثر ، وثامر ناداه يبيه يوضح له..

سحر وهي تصيح بخوف تناظر بهذا اللي يرمي عليها كلمات هي البريئة ما تدري وش معناها ... استسلمت اخيرا : خلاص بلا فضايح بتصل على الوالد...
الشاب : خلصينا ولا تماطلين لأن مالك مفر...

توها بتطلع جوالها بيدين مرتجفة ،،، سمعت صووت مـو غريب عليها رفعت راسها شافته هـو.... الفقير المزعج المتعنفق !

تركي وهو يمشي لهم ويد داخل جيب بنطلونه واليد الثانية ماسك فيها جواله : عسى ما شر أي مشكلة يا أخ..!
التفت له الشاب وناظره من فوق لتحت : تعرفها إنت ولا لا تدخل ..!

تركي وهو يوقف بينه وبين سحر .. خلا سحر ترجع خطوتين وترفع عيونها له ،، بان طوله الفارع بالنسبة لها ..

قال : اعرفها أو ما اعرفها هذا شي يخصني... والحين ليش كل هالضجة انا اشوف الموضوع ما يستاهل والحادث بسيط..
الشاب : أي بسيط وبوية السيارة محكوكة .. ابعد خلني أنا وياها نتفاهم ..

تركي ما تزحزح بالعكس قرب خطوة له يبين فيها انه مو متراجع : كذا الرجولة حاط قوتك على بنت ضعيفة .. تبي تتفاهم اتفاهم مع رجال مثلك مو كذا مسوي فضيحة عند الله وخلقه..
الشاب : هذا شي راجع لي هي صاحبة السيارة وانا اشوف انها راعية عز ما أظن بتبخل علينا بقرشين..

تركي ما طول نقاش مسك ذراع الشاب وسحبه بقوة لباب سيارته : لا يكثر اركب سيارتك وتوكل قبل لا أتصل على الشرطة..
الشاب : تهدد !!
تركي : اعتبره مثل ماتبي.. من شكل الحادث الواضح انك الغلطان !..الشارع هذا سريع ومزحوم سيارات لازم تكون منتبه اكثر لو تبي تطلع عليه...
الشاب : لا تعطيني محاضرات وخر انا قلت ماني رايح قبل لا آخذ حقي..
تركي : تبي تاخذ حقك بتاخذه لكن بحضور الشرطة ، والشرطة ما تلعب حبيبي بتوافقني لأن الحق للهاي وي مهما صار ومهما كان الحادث.. أجل كيف شايف الدنيا على كيفك أنت !!!!

بدا يعصب لأن النقاش طال عن حده ..وسحر قلبها يدق خوف وهي تشوفهم اثنينهم معصبين وكل واحد يصرخ عالثاني شوي وتقوم خناقة.. يااااربي وش سويت انا وش هالليلة النحيسة !!

وهم يتجادلون ، الا ثامـر يجي وعلى وجهه علامات المرح : وش السالفة شبــاب ؟؟.!!

محد بيشك ان ثامر له علاقة بتركي لأن الفرق بينهم واضح
التفت له تركي وهو يدعي عدم معرفته : ابد يخوي.. هذا مسوي مشكلة وفضيحة من غير سبب..
الشاب طلع من طوره : من غير سبب !!!.. أقولك بوية السيارة راحت فيها وتقول من غير سبب..
ثامر : وش المشكلة ليش هالفوضى ؟
تركي ناظر ثامر : ياليت تجاوب بس.. الحق لمين بالهاي وي؟

ثامر من غير تردد : أكيد للماشي بالسريع.. معروف ومافيها نقاش حتى المبتدئ بالسواقه يعرف هالشي..

التفت تركي للشاب يشوف رايه..!
الشاب ارتبك شوي لأن اثنين الحين مطلعينه مخطي..

ثامر ويبي ينهي الجدال : انا اشوف نطلب الشرطة بلا هالفضيحة اللي مالها معنى..
الشاب شكله تراجـع أخيرا ، الموضوع فيه شرطة وغرامة : بلا شرطة بلا بطيخ ..

تركي : يعني بتتوكل ؟؟
الشاب بنظرة حننق : بتوكل خلاص...

ركب سيارته وراح وبمجرد ما اختفى انفض التجمع والسيارات اللي كانت تمشي بمهل خذت طريقها ..

التفت تركي بيشوف البنت مـا لقاها ...
ثامر وهو يضحك : ههههههههه والله الموضوع يونس من كان يصدق ان احنا متفقين ، والسالفة تمثيلية أنا قررت أدخل هوليوود خلاص..!

مارد تركي راح لسيارة ابو خالد شاف باب سحر مفتوح وهي منحنيه على نفسها بالسيارة تشهق من البكي

وهو يوقف قريب من غير لا يناظر : لو سمحتي ..!
رفعت راسها وهي تمسح دموعها بخوف : نعم..!
تركي : فيك شي؟؟

فيني شي؟.. كنت بموت من الخوف وتسـأل فيني شي...
ماردت عليه الخووف للحين ماكلها وأعصابها تلفانة ..

تركي : خلاص روحي للبيت حصل خير...

وعطاها ظهره بيروح الا هي تناديه بصوتها الناعم المليان دموع : وليـد..!
وقف وهو يتذكر ان هذا اسمه الثاني ، والتفت لها : سمـي..

التقت نظراتهم لكنه بسرعة صد عنها .. أما هي ابتسمت على كلمته أكيد عرفها وعرف انها سحر ..
سحر : مشكوور ما قصرت ..
وهو معطيها جانب وجهه : هذا الواجب..

جـا ثامر يتميلح : اختي فيك شي ؟؟
سحر : لا انا بخير مشكورين..
ثامر : انا شفت السيارة ما تضررت ، الضربة جت عالصدام الحمدلله والأهم انك ما تعورتي
سحر : لا مافيني شي الصدمة خفيفة بس انتوا مشكورين الله يعافيكم ..

تركي وهو يناظر بعيد : تبيني أوصلك للبيت مافي مشكلة أضمن ما تصير مشكلة ثانية..
سحر وهي منحرجة منه ماتبي تتعبه اكثر : لا ان شالله الرجال وراح ، والبيت قريب من هنا دقيقتين الا انا هناك.

تركي ما ضغط عليها : على راحتك ..

راح عنها وليته ما رااااح ،... النظرة اللي خذته عنه بدت تتغير.. العنفقة اللي كانت تظن انها فيه اكتشفت انها ماخذه صورة غلط عنه .. صحيح كان يكلمها بأسلوب مو حلو رغم انها بنت ولي نعمته ، بس وقت الجد والشدة تظهر صورة الرجل الحقيقي..

طلبت من السواق ياخذها للبيت وهي تدعي عليه من كل قلبها ،، توبة تركب معه مرة ثانية توبة تخليه يسوق فيها ..

::

ثامر وتركي رجعوا للكوفي وجلسوا ..

ثامر : بنت ابو خالد هذي ها ؟؟
تركي وهو يشرب كوب الموية وبكل برود : ايه ..
ثامر : مسكينة والله شكلها كانت متورطة ..

تركي بنفس البرود : بريئة أكثر من اللازم ..!
ثامر ناظره : تعرفها ؟
تركي ببرود : كنت ..أعرفها ..
ثامر : بس وش هالحماس اللي جاك هناك .. انا ما فهمت عليك يوم قلت لي تعال كنك ما تعرفني ..كل هذا عشان ما تعرفك هي..
تركي : لا تخاف مارح تعرفني شكلها حتى ما تتذكر ..!..كله عشان أطير هالحيوان البزر ، وعشان أضمن صورتي عند ابو خالد بعد..
ثامر استغـرب : وش قصدك ؟؟

اعتـرف بسخرية : لا يروح فكرك بعيد أنا مـا سويت كل هذا عشانها في المقام الأول ... لا ، سويته لأني أعرف ان اللي صار بيوصل ابو خالد بما انها بنته ومدللته بتوصل له كل هالكلام..

وابتسم ابتسامة لها معنى .. وثامر ينتظره يكمل

تركي : وش تتوقع يصير ،، وش بتكون نظرة ابو خالد لي لو عرف اني ساعدت بنته في موقف مثل هذا..
ثامر بدهشة : ترووك ينخاف منك.. وكل شي تسويه له معنى وقصد عندك..؟؟؟
تركي وهو يضحك : انا ما اسوي شي الا ولـه ثمـن وانا ولد عمك..

وأخذ مكعب الثلج الباقي عقب الموية وقرمهـا مو مهتم لبرودتهـا ..وثامر يبتسم على ولد عمه طووول عمره ذكي ويجيبها من غير ما يتوقع أحد...!


×××

وصلت سحر البيت بسلام ودخلت وهي شايلة الكيس بيدها ، شافت ابوها توه منتهي عشى وشكله بيطلع ينام مثل عادته بهالوقت..

استغرب دخلتها المتأخرة وشكل وجهها المتغيـّر : سحر من وين جايه ؟؟
رفعت الكيس اللي بيدها توريه : كنت رايحه أشتري هذا لـ سمك بيان..
لاحظ عيونها الحمرا والخوف اللي للحين يشع من وجهها : سحر تعـاااالي وانا ابـوك ..

قربت منه وهي تتعبر ، ومن غير سبب دموعها سالـت يمكن لأنها حست بالأمان الحقيقي قريب من ابوها الحنون ..
طاحت عالكنبة وانهارت بكت دموع غزيرة وهي تشهق .. ابووها خااااااف عليها وقام جنبها : سحر بابا شفيك وش حصل معك ؟
ما ردت وهي تسترجع الموقف ! لو ما رحمها ربي وش كان ممكن يحصل ، لو ماكان ولـيد قريب من المكان وش كان بيصير لها ،، لمتى بتصير طايحة بذيك الورطة..

مادرت الا ابوها يلمها بحضنه : يعورك شي حصل معك شي برا ؟؟؟
سحر وهي تبكي : صار معي شي أول مرة يصير لي ماعرفت أتصرف وقتها.. بغيت أمووت من الخوووف
ابوها خاف من كلامها : وش صار وانا ابوك قولي لي ، وان كان أحد ضرك أو غلط عليك بشي تأكـدي ان حقك مارح يضيع وانا موجود ..

حكت له السالفة كلهــا وشكت له من السواق اللي ابد مو مريحها من جا وبدا يشتغل لها ، إلـى الحادث و أخيرا ظهور وليـد المفاجئ والغير متوقع واللي أنقذ الموقف كله !

ابوها وهو يمسح على شعرها مبتسم : بسيطة ان شالله كان اتصلتي علي أو على اخوك

سحر وهي منقهره من غبائها ودموعها تنزل : كنت غبية بس من الخوف عقلي وقف عن التفكير .. ماعرفت وش اسوي ولقيت نفسي نازله أكلمهم .. انا غبية دايم بمثل هالمواقف أزيد الطين بلة..

ابتسم عليها : ماهي غبـاء بقد ماهي قل خبرة.. والحمدلله الموقف عدا على خير شيليه من بالك كثير هالأمور تحصل.. والحوادث مثل هذي كثيرة لا تفكرين انه يصير معك بس ، لا ، يصير مع كثير ناس

ابتسمت وتطمنت والخوف بدا يخف : صدق؟ يعني انا مو غبية لحالـي..
ابوها : هههههههههههههه مهوب غباء قلت لك.. الحين كسبتي خبرة وعرفتي غلطك ، المرة الجاية لو حصل شي مشابه على طول ومن غير تردد اتصلي فيني او في اخوك وبتلقينا جنبك
سحر بابتسامة : طمنتني..

ابوها وهو يبتسم من طاري وليد بالموضوع : أجل وليد ما شاء الله عليه تفاهـم معهم..
تذكـرت وقفته بينها وبين الشاب وطوووله المهيب ، ووقف شعر جسمها يوم تذكرت ريحة عطـره : ايه انا انصدمت يوم شفته مدري من وين طلع..
ابوها : الله يجزاه خير ما قصر.. حقيقي انه رجـال ما عليه زود

سحر وهي تحط راسها على كتفه وتمسح خدها بكفها : يبه شـف لك حل مع هالسواق انا من بعد اليوووم ماني طايقته.. كل الورطة هذي بسبته
ابوها : يصير خير بشوف موضوعه... ومدامه مستهتـر بشغله انا نفسي مارح أتطمن عليك معه ، ابشري بالخير كم سحر عندي أنا ؟!

ابتسمت له داايم يفهمها ، حبت راسه وطلعت لغرفتها ..


:::

بالشركــة في الصباح ،،

وبعد ما جلس ابو خالد ورا مكتبه ضغط على زر بالتلفون يكلم السكرتير : لؤي..!
لؤي السكرتير : سم طال عمرك ..!
ابو خالد : وليد وصل الشركة ولا للحين ؟
السكرتير : لا للحين..
ابو خالد : خلاص أجل اذا جا عطه خبر يمر علي ضروري ..
السكرتير : ان شالله ابشر..

قفل التلفون وفتح الملف اللي قدامه .. الا الباب يندق عليه : تفضـل !
دخل عليه محمد وهو متأنق كعادته كل صباح : صباح الخير طال عمرك..

ابتسم له : هلا محمد صباح النوور... شلونك وانا عمك ؟
محمد : بخير عساك بخير..
ابو خالد : في مشكلة ؟
محمد : امممم بالنسبة للمراسلين اللي عندنا عددهم ما يوفي احتياجاتنا ..
ابو خالد : ليش هم كم عددهم ؟
محمد : خمسة ووليد سادسهم ..
ابو خالد : وهذولا ما يكفونا .. ؟
محمد : بهاليومين لا.. شغلنا زايد هاليومين والمراسلين مو قادرين يلحقون ..
ابو خالد : حتى مع وجوود وليد معهم ؟؟؟؟

استغرب محمد تخصيص ابو خالد اسم "وليـد" بالموضوع ، وهـز راسه نـفي : وليد حاله حالهم ما يقدر يخلص الأوراق كلها بوقت واحد..
ابو خالد وهو يهز راسه إيجاب : اوكي خل وليد برا الموضوع الحين لأنه احتمال ما يستمر بشغلته هذي..
محمد باستغراب : ليش ؟ عندك له وظيفة ثانية..
ابو خالد وهو يرجع لـ ملفـه : تقدر تقول ..

محمد : يعني شلون طال عمرك تبيني أنزل إعلان بوحدة من الجرايد طلب مراسلين لشركتنا ..
ابو خالد : يكون أحسن ..
محمد : اوكي ابشر الحين برسل الطلب
ابو خالد : الله يرضى عليك ..

طلع محمـد من مكتب عمه وهو مستغرب من وليد هذا اللي محصل اهتمام زاايد من المدير ، غير الموظفين الباقين واللي هم أعلى مستوى وكفاءة منه...

وهو طالع من مكتب السكرتير ضرب كتفه بكتف تركي اللي كان يتثاوب مو مهتم لطريقه..
تركي وهو يمسك كتفه من الضربة الخفيفة : آسف يا استاذ..
محمد ناظره من فوق لتحت بسرعة ولف رايح : حصل خير...

اختفى محمد وتركي يشيعه بنظراته ،.. رجع يتثاوب بكل برود شكله ما نام زين ، ودخل مكتب السكرتير وهو يصبح بابتسامة : صباح الخير..
بادله السكرتير الابتسامة وقال : جيت في وقتك يا وليد ..
تركي : خير ان شالله
السكرتير : ابو خالد طالبك ويقول يبيك ضروري..

ابتسم تركي وكأنه حاس بالموضوع ، ياترا أي كلام بيسَمّعه أبو خالد الحين... والله وصرت في عينه بطل يا تركي

تركي : طيب أقدر ادخل عليه الحين
السكرتير : ايه تفضل ..

دق تركي الباب ودخل ، ومن شافه ابو خالد ابتسم ابتسامة أبـويـة جداً ورحب فيه : هلا ومرحبــااا تو ما نووور المكتب وانا ابوك
تركي : النور نورك طال عمرك سم ،سمعت انك طالبني ..
ابو خالد : أول شي تفضل الحين واشرب لك فنجال قهوة يروقك
تركي : لا طال عمرك مايحتاج تبيني بشغلة قولي مابي اتأخر على شغلي..
ابو خالد : خلك من الشغل الحين الله يهديك ابيك بموضوع أهـم..!

جلس تركي وهو يبتسم ببشاشة ، وشاف ابو خالد يرفع سماعة التلفون ويطلب كوبين قهوة..

بعد ناظره وهو مبتسم بحنيـة : أول شي ماعرف شلون اشكرك..
تركي وسوى حاله مو فاهم : تشكرني ؟؟... على ايش تشكرني طال عمرك ؟
ابو خالد : عاللي سويته مع بنتي البارح وانا ابووك.. صحيح معدنك طيب وما يبين الرجال الا وقت الشدة

تركي وسوى حاله ناسي عقد حواجبه .. لكنه بعد لحظات تأوه متذكر : أهااا... عالحادث الغبي هذاك !.. لا طال عمرك ما سويت شي هذا حق وواجب وغيري كان بيسويه.. انا اصلا ما دريت انها بنتك الا بعد ما انحلت المشكلة..

ابو خالد ابتسم : قولي وانا ابوك يا وليد محتاج شي ، ناقصك شي ترا مهما سويت ما وفيت جميلك هذا
تركي : لا عمي لا تشيل هم هذا ماهو جميل هذا واجب كان لازم أسويه..
ابو خالد : حااالف عليك ما تردني .. انا مو مرتاح لما أرد لك هالجميل ، وبالمقابل لي طلب عندك لك الخيـار تقبله أو لا...
تركي بفضووول : اطلب طال عمرك وما عاش من يردك..
ابو خالد : ثقتي فيك الحين ما لها حدود.. ووجودك بوظيفة مراسل وبراتب قليل ما يعجبني ...
تركي حس انه قريب من هدفه من هالكلام : خير طال عمرك لإيش تبي توصل ؟

ابو خالد بلطف : شرايك يا ولدي تشتغل بشكل شخصي لي ولأهل بيتي .. وبراتب مضاعف خمس مرات عن راتب المراسل..
تركي وفهمها ، ابتسم مباشرة : سواق لك ولأهل بيتك قصدك؟؟

ابتسم ابو خالد على ذكاااءه يفهمها وهي طايرة : ايه نعم .. شرايك؟؟.. انا من بعد ما حكت لي بنتي سحر السالفة وانا ما أضمن السواق يكون أجنبي... إنت منا وفينا وبتخاف عليها مثل اختك، هذا غير اني أحتاج واحد يعرف يتصرف في المواقف الصعبة لو حصل شي..! وموقف البارح يخليني أثق فيك.. إذا كنت تخاف على الغريبة فأنت ما شاء الله مليان خير.. والا أنا غلطااان..

تركي وهو ينزل راسه : كلامك يحرج طال عمرك ماعرف وش أرد الحين...
ابو خالد : لك حرية مطلقة بالرد او الرفض... ولازم تعرف اني بحترم قرارك مهما كان
تركي : مايحق لي أرفض طال عمرك ، عرضك مغري يا عمي ويكفيني قربك هذا فخر لي..
ابو خالد : الله يرضى عليك
تركي : انا موافق بس بشرط مابي أترك شغلي بالشركة !
ابو خالد مستغرب : ليش وانا ابوك الراتب مو عاجبك ؟
تركي وهو يضحك داخل نفسه : لا طال عمرك مو كذا السالفة ، شغلي سايق مارح ياخذ وقتي كله .. يعني بتجيني أوقات بكوون فاضي وانا من بعد شغلي هنا ما تعودت أجلس بلا شغل... انا أقترح تخليني اشتغل بالشركة ووقت ما يحتاجوني أهل بيتك انا بالخدمة .. واذا حسيت اني ما اقدر اوفي الاثنين بقولك

ابو خالد : هههههههههههه ما تبي تضيع وقت وانا ابوك..
وهو يمثل انه منحرج : اقصد انه وظيفتي الرسمية هي سايق لبنتك بس بعد مابي أضيع وظيفتي بهالشركة مابي أندم بعدين يا عمي ، وانا بديت اتعلم الكثير تحت يديك ..

ابو خالد بحنان : لك اللي تبيه مادامك تشوف نفسك تقدر توفق بين الاثنين .. بس الأهم انك تتكفل بمشاوير اهل بيتي بالمقام الأول ،، والأهم بنتي سحر تعرفها تدرس بالجامعة ومشاويرها كثيرة الله يصلحها ، مابيها تحتاج لشي وانا ابووك..

تركي وهو يهز راسه موافقه على اساس انه راضي : ابشـرر طال عمرك مارح تحتاج لشي وانا موجود .. ومادامني معها تطمن ولا تخاف..
ابو خالد : الله يرضى عليك .. تقدر تشوف شغلك الحين وتبدا وظيفتك الجديدة من بكرة اذا تبي ..اما اليوم رتب امورك كان تبي تضبطها
تركي : مشكوور ما قصرت .. تامر بشي
ابو خالد : سلااااامتك..

طلع تركي وهو يتنفس الصعــداااء... اليوووم خطــا خطوووة كبيرة هي الأكبـر .. اليووم أخذ الخطوة اللي تقربه من ابو خالد أكثر وأكثر ، واليووم قدر يحط يـد داخل الشركة ، ويـد داخل بيت أبو خالد ..!!




يتبــع..!!

{{.... ذم ــــا !! 05-08-08 01:13 AM


الجــــــزء 12 ..
:::



بعد الكلام اللي حصل بين ابو خالد وتركي ..

ركب تركي سيارته المتواضعة ودق بسرعة على ثامر : هلا ثامر..
ثامر وهو يتثاوب شكله توه طالع لشغله : هلا تركي !!
تركي : وينك ؟؟
ثامر : طالع للشغل ومتأخر كله بسبتك يالأثول مسهرني البارحة.... شفيه صوتك غريب مروق بشكل مو طبيعي؟!
ابتسم تركي وهو يرفع حواجبه لنفسه بفخر في المرايه : اكيد بروق ما تدري وش صار؟.. والله ان محد منهم قد تركي..

عقد ثامر حواجبه حس ان صوت تركي ما يبـشر بخير : خير وش مسوي هالمرة ؟؟.. لا يكون هذاك اللي اسمه فايز من جديد !!
ضحك بسخرية : أي فايز هذاك لو ما انتبه لنفسه كان من زمان مطيره من مكانه.
ثامر : أجل؟
تركي : ابد اللي صار أمس جاب نتيجة.. مثل ما قلت لك

تذكر ثامر اللي صار امس مع بنت ابو خالد ..بس ما توقع ان اللي سعى له تركي يتحقق على أرض الواقع بهالسرعة .. وبصدمة : بربــــك؟؟؟
تركي : ياخي مو قلت لك ابو خالد هذا ماكلها من أولها لآخرها...
ثامر : زين يعني أعجبته؟!.. وش قال لك؟؟.. اعطاك وظيفة جديدة بالشركة ؟

ضحك تركي لأن خطته خذت منحى جديد ما كان متوقعه : لا... ( وبضحكه على نفسه ) صرت سايق لها تخيل!!
انصـدم ثامر وسكت : ...........!!
تركي : الو ؟
ثامر : سايق ايش انت وش قاعد تفكر فيه ؟؟
تركي : انا ما كنت متوقعها كذا بس جت من الله وبصراحة بصير غبي لو رفضت..
ثامر بصدمة : يعني قبلتها !!
تركي : شرايك...قلت لك ماني مضيع ولا فرصة اتقرب فيها منه.. كنت متوقع انه بيشكرني لكن الموضوع تعدى هالشي بكثير ..
ثامر مو مستوعب : وافقت حتى من غير لا تفكر !!
تركي : ما يبيلها تفكير يا غبي.. تدري.. فيه تغيير بسيط طرى على بالي
ثامر بقلق : ايش؟؟
تركي : اذا شفتك أقولك بسمع رايك..
ثامر : اوكي ..

سكر ورمى الجوال بالكرسي جنبه ، وما مرت لحظة الا رمى راسه ورا بضحكة عالية شيطانية.. ما هدى منها الا عقب دقيقتين.. تركي بهاللحظة وعقب ما أقنع ابو خالد بطبيعته الطيبة الشهمة والرجولية.. كان بيكتفي بهالشي ويتحرى الضربة القاضية بعد ما يسعى لمنصب عالي بالشركة بصفة ذكاءه وحبه للتعلم...
لكن الحين بدا يحس انها يطمع لأكثر وأكثر.. شيطانه بدا يغويه انه يسلك مسالك أكثر خبث وشر... ابو خالد صرح له انه صار مثل ولده وأكثر.. وشيطانه أقنعه انه يستغل هالأمر...

الأمر كله أصبـح مثل اللعبة وعشان يتونس فيها اكثر.. قرر ما ينهيها بسرعه بيلعب بهدوووء على الحبلين.. ومارح يستعجل الأمر حتى لو طالت المدة.. حلات اللعب على نار هادية وعشان يتغلغل بـ حياة ابو خالد وعـايلته أكثر لازم يااخذ وقته بالكامل.... هههههه وش ينتظرك يا تركي.. احلوووت بعيونك يا تركي .. ههههههههههههه
هو نفسه مو عارف كيف ينهيها .. لكن اللي يعرفه انه بيحطمـه بأي وسيلة تسنح له !!

وهو يضحـك ويناظر الطريق من المراية الجانبية رن جواله المرمي جنبه.. خذاه من غير لا يبعد نظره عن المرايه شاف الاتصال ..
تجهم وجهه ورد بسرعه : الوووو.......................

فجأة تغير وجهه : شفيه ابـووووي يمه !!

استرخت ملامح وجهه وزفــر بـراحه : على بالي طاح مرة ثانية وانا مو ناقص !!.. كنت ناسي موعد المستشفى أوكي الحين جاي اخذه.. سلام..


::::

بالمستشفــى بعد ســاعة..

كان تركي جالس بغرفة الانتظار ينتظر أبوه يطلع من غرفة الفحص.. متكتف وحاط رجل على رجل متملل.. ينزل رجل ويرفع الثانية لين طقت نفسه..
مو من عادتهم يتأخرون.. لا يكون ابوه صار فيه شي جديد.

قام وطلع لغرفة الفحص اللي هو فيها.. تجمدت خطوته عند الباب وعووره قلبه وهو يشوف هيئة ابوه وهو مستسلم للمرضين اللي يقلبونه ويحركونه يمين ويسار على هواهم !!... كل ماله يزيد ضـعف مع الأيام ، اللي ما رحمته وغدرت فيه ..

انتبـه أبوه على دخلته وناظر فيه بنظرة عتـاب وهو جالس عالسرير خلت تركي يمسك قلبه متأثر.. يكفيه الحمل اللي شايله ما يتحمل هالنظرات من ابوه أبد..!!

تقدم بهدوء وهو يناظر بالدكتور : شخباره يا دكتور ؟؟
الدكتور : دقايق وننتهي يا ليت تنتظر برا شوي..
حس تركي ان الممرضين يعاملون ابوه شوي بخشونة ..لأنه لاحظ ان ابوه يتألم ويتنهد ما بين لحظة والثانية من تحريكهم المستمر له ..
عصّـب من قلب عليهم : شوي شوي عليه انت وياه !

ناظروا الممرضين بعض مو فاهمين وطالعوا تركي اللي تقدم لهم بسرعة ودف واحد من الممرضين بعيد عن أبوه : stay away from him !.. ( وخخخر عنه )
الدكتور بعجب : اخ تركي اطلع خلنا نشوف شغلنا..
تركي : الرجال تعبان شوي شوي عليه..( التفت للمرضين الاثنين ) اطلع برا انت وياه

الدكتور مستغرب : اخ تركي شفيك ما تسوى تعصب لهالدرجة..
تركي : ابوي يتوجع وهم ولاهم هنا.. وأي دكتور إنت اخلص عليه لكم اكثر من ساعه ..تعذيب هذا مو فحص !!

هز الدكتور راسه لأنه عارف مزاج هالانسان ، كل ما جا مع ابوه هنا لازم يحتد كلامه معهم ، على قوله ما يعرفون يتعاملون بلطف مع ابوه المريض المسن !!

انتهى الفحص أخيرا وتركي ما فلت يد ابوه اللي تشد عليه كل ما حس بالألم.. وأخيرا جاب الكرسي المتحرك اللي يستخدمه ، وساعد ابوه يجلس فيه ..!!

الدكتور : تعال لمكتبي عشان تعرف تفاصيل تقرير الفحص

عقب ما طلع الدكتور بقى تركي مع ابوه اللي ما وقف عن نظرات العتاب لولده ..

تركي بهدوء ورجاء : يبه لا تناظرني كذا لا تخليني اروح انتحر !

غمض ابوه وصد للجهة الثانية بصمت.
تركي : يبه انا كل اللي اسويه علشانك ، انا لو تجرحك شوكة بس تشب نيراني !!

ناظره ابوه وحاول يتكلم لكن طلعت معاه كلمات مو واضحه وكأنه طفل توه يتعلم النطق : ل... لا.....ت...تر..كي..
ضم تركي يد ابوه بين كفوفه وهو جاثي عالارض : قول اللي بخاطرك وما عاش من يردك..

هز ابوه راسه نفي ، ما فهم تركي له : وش اللي مضايقك تكلم؟؟
ابوه : ل.....ل....لا... تر..وح!

فهم تركي وتنهد : مضطر اروح.. يبه برجع للبيت وقت ما أنهي اللي بديته ..

كانت نظرات العتاب هي سلاح أبوه الوحيد ، لسانه ثقيل عليه وكثرة الكلام تتعبه مايقدر يقول جملة كاملة على بعضها... شلل بيده اليسار صايبه ورجوله ضعيفة ما تتحمل الوقوف صايبها شبه شلل ما يحركها الا نادرا..

ابوه بـ تعب وعاطفة تغمر صوته مجرد ما نطق الاسم : مس....مس... مسا..مسا..عد !!

من سمع تركي الاسم قام واقف ومزاجه انقـلب: بس خلاص!!!... لا تنطق اسمه ما كفاك اللي جاك منه... خلنا نطلع نشوف الدكتور ..

دفع الكرسي قدامه ووداه لغرفة الانتظار ينتظر هناك لما ينتهي من نقاشه مع الطبيب ..

بعد ما جلس قدام الدكتور : ها بشر عسى حالته تحسنت؟؟
الدكتور : والدك "جاسر" حالته في تحسن .. لكن تحسن بطئئ جدا بالكاد ملحوظ.. من ناحية الشلل مثل ما علمتك قبل يبي له علاج طبيعي لين يرجع يقدر يوقف على رجوله مرة ثانية عالأقل لو باستعمال عكاز أو عصا.. اما الحين هو محتاج لاهتمام كامل من ناحية الغذا والراحة.. السكر عنده متحسن والانهيار الأخير اللي جاه ان شالله ما منه خطر الحين..

تركي : يعني مافي خوف ينهار من جديد؟؟
الدكتور : لا الحمدلله ، اذا ما حصل اللي يخليه ينهار من جديد .. اهم شي ابعدوا عنه أي شي يزعجه .. انا سمعت منك ان شي صار من زمان!
تركي : ايه.. بس للأسف للحين مو قادر أنسيه هالماضي.. ودايم يكرره ويحاول يتكلم عنه الشي اللي يتعبه..

الدكتور : حاول ما تخليه يتكلم فيه لأن فيه خطر انهيار.. ابوك مثل منت عارف تعرض للانهيار مرتين..المرة الاخيرة ما كملت الشهرين ..عليه خطر لو انهار مرة ثالثة... لازم تعرفون كيف تتعاملون معه وتبعدون عنه أي شي ممكن يؤدي له..

تركي : ان شالله بحاول..
الدكتور : طبعا يحتاج للفحص المستمر الشهر الجاي لازم تجيبه
تركي : يصير خير

طلع ومر على ابوه بغرفة الانتظار ، اللي كان مستسلم عالكرسي المتحرك يناظر بالفراغ بصمت وحزن..
جا تركي وراه ودفع الكرسي من غير أي كلام...
يفكر بهالحال كيف ان ابوه بالماضي كان مثال للقــووة والاعتزاز والصحة .. الحين انقلبت الأمور ، كل من يناظره يطالعه بشفقه .. اصبح مثال للضعف بكل ما تعنيه هالكلمة من معنى !!

حتى الناس بالمستشفى ، حتى الأطفال اللي يمشون مع أهاليهم بممرات المستشفى يأشرون عليه باستغراب ودهشة.

أخذ تركي نفس قوي وهو وده يقتل كل اللي يطالع بهالطريقة الكريهه !!.. مد يد وحدة لكتف ابوه وربت عليه يعني "لا تهتـم لكل هاللي يناظرون"..

همس : لا تشيل بخاطرك يا يبه اعتمد علي.. اعتبر قلبك برد من نيرانه.. ابتسم لا تضيق..
سمع ابوه يئـن عرف انه يبي يتكلم .. شد على كتفه وهو يقول : لا تتكلم محتاج راحه عشان ترجع مثل أول.. وصدقني مارح ارتاح لين ترتاح انت.

غمض ابوه عيونه ورفع يده السليمة يلمس فيها يد ولده وعزوته : ل... لا... تر...وح
ما رد تركي ما يقدر يقول "ان شالله" في هذي بالذات.

لكنه اكتفى بقوله : انا آخر واحد تخاف عليه أنا ذيـب ولدك لا تنسى.. إعرف اني ما اسوي شي الا انا متأكد من نتايجه..ورجاء لا تلح علي هالقرار يرجع لي يمسني مثل ماهو يمسك !!
تنهد ابوه مو قادر يتكلم أكثر.. مع انه وده يتكلم ويقول.. كثييير كلام في قلبه يبي يقوله... بس تعبه ومرضه يمنعه ، ولسـانه واقف ضـده ..

تركي وهم يطلعون من البوابة : بوصلك للبيت الحين وأروح اشوف شغلي.


::::

"اوفففف"...
حطت سحر يديها على شعرها ونفضته بضيق وفوضووية تبي تبعد الفكرة من راسها .. موقف ليلة البارح المرعب ابد مو راضي يروح من بالها حسبي الله عليك من هندي!!!.. ما عرفت انام الليل امس بسبتك بس جالسه اهوجس.. افكر بغبائي كيف ماعرفت اساعد نفسي !!.. ليش أخلي ذاك الفقير يحس ان له فضل علي..

فرررركت شعرها بخشونة وهي تصررخ بقههر وحمق ،، لو أحد حولها كان ظن انها وحدة مجنونة.. حتى الجامعة اليوم مضربه عنها لين يجيبون لها سايق جديد لأن السواق القديم زين منها ما ذبحته الحماار الغببي المتخللف ،، وبسببه حصلت على مضاربه صغيرة مع امها الصبح !!

انا شلون ما قلعته من زمان صدق اني غبية طيحت نفسي بموقف مع ذاك الفقير المزعج واكيد صار يحس ان له فضل علي..

انزعــجت لأنها على الرغم انها ما تستلطفه ، ما حبت يكون له فضل عليها لأنها عارفه انها مارح تقدر ترد له هالفضل اللي مـاا تقـدر تنــكره بحقه مهما بلغ عدم استلطافها له..!

بالأمس كانت تحمد ربها لـ ظهور وليد وتشكره داخل قلبها على مساعدته وفزعته الشهمة... لكن اليوم ومن كثر ما كانت تهوجس كرهت انها تشيل له هالفضل !!


اكيد بتنجن لو جلست لحالها أكثر... خلاص يا سحر انتي مو مجبورة تشيلين له أي فضل .. هو بنفسه عرض عمره للمساعدة مو ملزومة تشيلين له أي افضال..
ابتسمت وهي تعبر الحديقة راجعه لجوا مقتنعه بالفكرة اللي وصلت لها ..دخلت وهي شايله كتاب بيدها بعد ما قضت لها ساعة برا بـ محاولة يااااائسـة لـ قراءته لأنها ملزومة تكتب تلخيص عنه باللغة الإنجليزية..

شافت ابوها لابس وكاشخ وريحة العوود تفوووح منه ..
استغربت لأن الوقت الحين وقت غداء مو من عادته يطلع ..

سحر : على وين !!
أبو خالد : معزووم عالغدا !
سحر : خير يابو خالد على وين والغدا .. لا يكون عندك ديت ( موعد ) وانا مدري خرفت على آخر عمرك خخخخ..

طالعتها أمها اللي كانت موجودة بنظرة تحرق : ديت في عين العدوو..
ابو خالد : ههههههههه ابد بس معزوم عند واحد من الرجاجيل ..

ناظرته بفضووول حبت تعرف من غير سبب .. كذا لقافه : منهو هالواحد؟
ابو خالد : واحد ما تعرفينه !!
سحر : زييين منهوو !؟
ابو خالد : رجال اسمه ابو راهي !

مطت شفايفها بدون اهتمام ورمت روحها عالكنبة : ابو راهي !!.. مين ذا أول مرة أسمع اسمه
ابو خالد : واحد له شغل معنا..

من غير اهتمام : وليش عازمك؟
ناظرها من فوق النظارات بنظرة : وش هالأسئلة اللي مالها معنى !

طلعت لسانها بخجل : عادي سؤاااال..

وانطمــت !
ناظر ساعته ومسك الجريدة جنبه يقراها .. وسحر بدت تلعب بأظافرها وهي تدندن لين سمعت أبوها يقول بعد فترة : محمد تأخر !!.. بنتأخر عالرجال !

رفعت عينها بانتبــاه : وشو ؟!
طالعها من فوق النظارات مرة ثانية .. استحت على وجهها ورجعت تناظر باظافرها وهي تتمتم : محمد بيروح معك ؟؟
ابو خالد : ايه انا وياه معزومين..

سحر باستهبال : طيب يصير أجي معكم؟؟؟

رفع راسه ناظرها بهدوء ..يا هي ما تعرف تسكت ولا تعرف تهدى !!..
نزل راسه للجريدة مرة ثانية : يصيــر ليش لا..!

رفعت حاجب حست انه ياخذها على قد عقلها واستهبالها .. لكنه كمّل : أبو راهي عنده بنت مثلك بتصلح لك !!.. لو تبين ما أقدر أقول لا.. فرصة تصادقينها وتلقين لك صديقة !

كشرت وهي تنزل رجل وحدة من الكنبة للأرض : كنت أمزح !.. وبعدين انا ماعرف هذي عشان أروح أرز وجهي عندها ..
ابو خالد : روحي رزي وجهك تعرّفي عـالبنت ماهيب مشكلة عويصة.

كشرت مو عاجبتها الفكرة : انت تعرف اني ماعرف ادخل مع أي احد بسرعة.. يا دوب زميلات الجامعة..
ابو خالد : براااااااحتك..

طنشها وعيونه ما فارقت مقال الجريدة إلا جواله يدق... توه يمد يده بياخذه من الطاولة الا سحر خطفت الجوال قبـله تناظر المتصل... قلبها قال لها انه محمد !!

شافت أبوها يطالعها .. ابتسمت وهي تطلع لسانها تستهبـل : يصير أرد عليه ؟؟
ابوها : مين ؟ محمد ؟
سحر : ايه !
ابوها وهو يقفل الجريدة بسرعة ويحاول يرتبها بعجلة : ردي وقولي لي له طالع له الحين ..

تــرددت تسويهـااا أصلا قالت اللي قالته مزح مو جد !!... طالعت الاسم وهي تحرك اصبعها الابهام حول زر الرد بتوتر .. ناظرت بأبوها شافته قام وراح للمراية يعدل شماغه وهو مستعجل... خذت نفس وردت : الوو !

محمد مستغرب : الو !
شدت عضلات وجهها انا وش لقفني أكيد بيتنرفز مثل العادة : هلا محمد .. أبوي يقول طالع لك الحين..

سكرررت بسرعه ،، وما استوعبت انها سكرت بوجهه الا بعد ثواني.. عالأقل ما تحسسه انه متلهفه تكلمه ..
الزبدة وتسكر وهذا أحسن شي..



قعد محمد يطالع بالجواال لحظات ما توقع يسمع صوتها بذيك اللحظة،،
قطع عليه صوت فتحة الباب وركوب عمه جنبه وهو يسلم .. رد السلام وحرك السيارة بصمت بعد ما دخل الجوال بجيبه..
طول الطريق كان محمد ساكت ، يقود السيارة ناحية قصر ابو راهي اللي ما راح له غير مرة وحدة بحياته،،

تنهد من داااخل صدره بقوووة ، وما حس انه أصدر صوت عالي الا يوم التفت عليه عمه : عسى ما شر محمد .. تعبان؟؟

هز راسه بسررعه : لا لا أبد مافيني شي..
ابو خالد : زين انتبه عالطريق أحس انك مو معه..
ابتسم من ورا خاطره : ان شالله..

وحاول يفتح سالفة يلهي نفسه عن أفكاره المزعجه : الا عمي شخبار خالد ؟؟
ابوخالد : بخير .. ليه ما شفته ؟؟
محمد : لا والله لي اسبوعين عنه ..تعرف انا لي شغلي وهو له شغله كلن منا لاهي..

التفت ابو خالد للشباك يطالع باستغـراب : على وين وانا عمك تعديت اللفة!!!

تلفت محمد بسرعه قدام وورا ..واستوعب انه تعدى اللفة اللي تاخذ ناحية فيلا ابو راهي ..
ابتسم بتوتر : ما انتبهت !.. تعرف ما جيتها غير مرة وحدة ..

ضحك عمه وعلى سبيييل المــزح : أجل يبيلك تحفظه صم اذا حصل نصــيب بيكون هالطريق واحد من مشاويرك اليومية.

عوووره قلبه هاللحظة بس غصب الابتسامة تطلع وقال : ان .. ان شالله !

وصلوا للبوابة اللي كانت أوريدي مفتوحة تنتظرهم ودخلوا بالسيارة جواا.. ضرب محمد بوري مرتين متتاليتين اعلان عن وصولهم .. وما مرت دقيقة الا انفتح الباب وانطلق صوت ابو راهي الجهوري بحضوره الطاغي ..
نزل ابو خالد يسلم عليه..

ما نزل محمد على طول .. أخذ نفس في البداية وهي يناظر بالدركسون ..
فتح بابه ووقف مكانه وهو ماسك الباب يناظرهم من فوق سقف السيارة كيف يسلمون على بعض بحفااوة.. يحاول يخفف ألم قلبه ويحاول يستمر بالتمثيلية اللي هو مجبر يمثلها ..

رسم ابتسامة مزيفة يوم طاحت عين ابو راهي عليه وابتسم متهلل : هلا .. هلا وغلا بالنسيــب !

ليش هالكلمة تعوووره تخلي قلبه ينزف !... ليش ابو راهي يوم عن يوم يثبت له انه متعلق فيه لا يمكن يفرط فيه.. ليش يوم عن يوم يحاول يقنع نفسه بإنه يجب عليه يواجهه ويرفض عرضه لكنه بنهاية المطاف يقتنع باستحالة هالخطوة... ليه طاحوا في طريق هالرجل اللي بـ قد ماهم محتاجين له ومكرمهم ، بقد ماهو خطر عليهم ..!!

تقدم أخيرا : يخليك الله يسلمك شخبارك عساك بخير..
ابو راهي : بخير يحفظك الله .. تفضلوا ، اقلطـوووووووا ..

دخلوا واحد من المجالس الكبييييرة ريحة البخور تعج بالمكان .. وصينية القهوة الأنيقة مجهزة ومحطوطة على الطاولة السداسية الشكل الأنيقة المنتصفة المجلس كله ..

ابو خالد : أجل وينه راهـي تراني ما قد شفته .. لعل اليوم فرصة أشوفه..
ابتسم ابو راهي : راهي مسافر .. هالولد ما يقرّ في الديرة أبد..
ابو خالد : الله يصلحه ويخليه لك..

تقهووا ساعة وبعدها قلطوا عالغـدا... محمد أول واحد خلص بما ان ابو راهي وابو خالد كانوا مندمجين بالسوالف حتى اثناء الغدا.. انسحب بهدوء من السفرة وراح يغسل يديه .. رفع أكمام ثوبه لفوق الكوع وتوضا لصلاة العصر بما ان الغدا كان رز ولحم حاشي نقض وضوءه.

وهو يتمسح بالمناديل قدام المرايا..لاحظ من طرف عينه من غير لا يلتفت وجود ظلال سودا تراقبه بنهاية الممر الرخاااامي..
رفع حاجب وباغت هالظلال التفت بسـرعة غير متوقعه يناظر.. شاف ان الظلال اختفى بسرعة وشبه راس كان يطل انسحب بسرعة .. وكأنه هرب !!

عقد حواجبه من هالحركات الطفولية اللي خلت صورة سحر تمـر في باله.. هالبنت اللي ياما حس فيها أحيانا تراقبه من وراه.. ويضطر يتجاهلها وكأنه ماهو حاااس..

وقفت حركة المناديل على ذراعه وهو يسرح بهالأفكار... بعد وهله حرك المنديل بقوة وعصبية يحاول يشيل صورة هالبنت الرقيقة من باله... ما يبي يقتنع انها سرقت حتى جزء من عقله وعواطفه .. يكره انه قَد يضعف بيوم من الأيام.. يكره الضعف يكره حتى حروف هالكلمة..!


جا ابو خالد وبدا يغسل : توضيت وانا عمك ترا بنطلع نصلي..
ابتسم محمد ما يقدر أبدا يكشر بوجه عمه : ايه توضيت.. تبونا نطلع للمسجد بسيارتي؟

جـا ابو راهي : لا المسجد قريب خلنا نروح له مشي باقي ربع ساعة عالإقامة.. بيفيدك يابو خالد المشي على هالعمر..!

طلع محمد برا وهو يسمع ضحكهم .. ووقف أسفل الدرجات يتأمل المكان ينتظرهم لين يطلعون... محتاااج هوا نقي.
حس من جديد بنفس الاحساس اللي يعتريه لما يكون شخص مـا يراقبه.
بشكل طبيعي وكنه يتأمل المكان تلفت يمين ويسار ما شاف أحد ، وبشكل عفوي رفع راسه فوق انتبه ان وحدة من ستاير النوافذ تتحرك .. !!..

عقـد حواجبه وقبل لا يتعمق في أفكاره عن هوية الشخص اللي يراقبه.. طلع ابو خالد وهو شايل المسواك بفمه.. ووراه ابو راهي

ومشـوا مع بعض طالعين..!



::::

كانت سحر تحوس بأدراج كومدينتها تطلع المجلات القديمة اللي ملّت من امتلاكها .. الا باب الغرفة ينفتح بدون احم ولا دستور ..
سحر وهي معطيه الباب ظهرها جالسه عالأرض والدرج مخلوع من مكانه : بياااان كم مرة قلت لك لا تدخلين وبس.. نك ذا دور بيفور دو يو اندرستاند !!.. افرضي اني قاعدة ألبس ..!

صوت ناعم : ههههههه سوري..!

عقدت سحر حواجبها والتفتت بسرعه الا هي شااادن واقفه عالباب وهي ماسكه شنطته على كتفها.. نطت ورمت المجلة من يدها طيرتها للجهة الثانية من الغرفة من الونااااسة : شدوووووووون !!

ركضت لها ضمتها بقوة : كيفك يا وحشة !!
شادن : الوحشة انتي حتى ما سألتي عني .. على أني متأكدة انك عارفه بكل شي..

ادعت سحر الغباء : اعرف عن ايش؟؟
شادن وهي تدخل وتسكر الباب : تلعبين على مين يا حلوة انا عارفه ان مشاعل قايله لك كل شي.. ما تخبي عنك شي..
ماتت سحر ضحك : ههههههههههههههههههههه يا عمري وللحين مشاعل على عنادها.. على بالي قصرت الشر..
شادن وهي ترمي جسمها التعبان على السرير : أي قصرته الا شكلها مطولته ولا عندها نية..
حمقت سحر : الحمارة طيب أوريك فيها الحين أكلمها واعطيها كم كلمة تغسل شراعها.

مسكت شادن يدها قبل ما تشيل الجوال : لا خليها على مثل ماهي عليه.. انا عندك الحين كأني ببيتي.. لا تحسبيني ماخذه الموضوع جد .. مشاعل قاعده تلعب وانا ما وراي شي قاعده العب معها.. حتى بندر ماخذ الموضوع لعب في لعب..!
سحر : ههههههههههههههههههه من جدك !!
شادن : لا تخافين علي تراني سوسة !!.. أسوس منها .. على قولهم ما خفي أعظم
سحر : هههههههههههههههههه وين نمتوا أمس ؟؟
شادن : بالمزرعة.. ما رحنا بعيد
سحر : وليش ما جيتي عندي من أمس!!.. والله عيوني تشيلك

شادن بتعب لمت الدبدوب وغمضت عيونها : ما تفرق اصلا المزرعة شالتنا وكرمتنا .. كلنا ولعبنا وشبعنا ههههه ..
سحر : هههههههه هبله !!

لمّت حوسة المجلات بسرعة وحطتهم أي كلام فوق مكتبها قررت ترميهم وتتخلص منهم .. التفتت لـ شادن شافتها مغمضه عيونها ومخبيه راسها بحضن الدبدوب ..

سحر : شادن وش صار بالشرقية امس استانستي ؟؟
شادن من غير لا تتحرك : الحمدلله !
سحر : شفتي عمر ؟؟
شادن بصوت كل ماله يغيب : ايوه.. شفته
سحر : ها بشري بخير ؟؟
سمعت صوت همهمه عرفت ان البنت خلاص مو معاها .. ابتسمت غطتها بنص اللحاف وسكرت الأنوار وطلعت ..

نزلت تحت ويوم بقى كم درجة ركبت على الدرابزين بجسمها وتزحلقت للأخير.. نطت للأرض بشبشبها السماوي بكل رشاقة ولياقة مو متوقعه ان بندر جالس بالصالة ..

رفع بندر المخدة اللي جنبه وحطها على وجهه : الله الله على الرشاقة..

رفعت راسها للصووت وفتحت عيووووونها عالآخر .. وبخرررررشة سحبت القبعة تبع البودي حقها على راسها وظلت ماسكته بيديها الثنتين بقوة ما تبي تفلته من الروعة !!..
شادن ما قالت لها انه موجود...

ركضت لفوق بمسافة ما تسمح له يشوفها.. وتذكرت ان لها فترة ما كلمته عقب ذاك الموقف بالسوق ..

توها بتكمل طريقها لفوق سمعته يكلم بيان : بيان انا آســف !!.. لا تتوقعين اني بقعد اكرر اعتذاراتي ..

طالعته بيـان مفهيه .. وسحر عقدت حواجبها وهي تسمعه يقول كذا .. عرفت ان الكلام موجه لها !!
بندر : بيان انتي اختي في الله !!!
بيان : انااااا بنت عمممممممك يا غببببي ..
بندر : ههههههههههههههه لا انتي اختي في الله وزعلانه عشان سبب أتفه من التافه !!

رفعت سحر حاجب الحين هذاااك بنظرك تااافه.. والله انت التافه وغبي مثل اخوك ... كلكم نفس الطينة محد عارف يفهمني اوففففففف !!!
رجعت فوق وهي تضرب بشبشبها الرخاااام المتلألئ بالأنوار فوقها ... شيبي بندر مني ليش أحيانا أحس انه غير بندر اللي أعرفه.. وكأنه شخصيتين بإنسان واحد .. ليش يهتم يعتذر لي يعرفني ما اهتميت بكلمة آسف يوم قالها لي قبل كم يوم...
اوففف والله للحين بقلبي ذاك الموقف ولا أبيه يتكرر .. مابي الناس يحسون مابي أي شخص يحس.
عشان كذا أحسن لي أبتعد عنه .. بنـدر ذا ساحر يفاجئك انه كاشفك والله انه يخوف ، مابيه يتأكد ان الموضوع له علاقة بمحمد.. كافي احراجات يكفي اني منحرجه من نفسي بسبب تعلقي المجنون فيه..!


بعد ساعـة شافت باب غرفتها ينفتح طلعت منها شادن وهي تفرك عيونها ..
قصرت سحر التلفزيون وضحكت : صباح الليل !!
شادن : والله أحلى نومة .. ساعة ولا أحلى !!
سحر : ههههههههههههههه تبين كوفي يروقك ..

ابتسمت شادن وهي تروح للمطبخ الصغير بجنب الصالة العلوية فيها سخانة موية وثلاجة متوسطة الحجم وكاونتر مستطيل متوسط : انا بصلح لي.. احب اصلحه بطريقتي ..

راحت ورا الكاونتر وطلعت علبة موية صحة من الثلاجة وحطتها بـ غلاية الموية ، وشبكتها بالكهرباء وراحت جلست تنتظره يغلي..

شادن : بندر وصلني هنا وانا نمت ونسيته ما سمعتي صوته ؟؟
سحر : الا ..بس من ساعه ماله حس يمكن طلع..
شادن بضحك : تدرين لو مشاعل تدري اني عندك وش بتسوي !!
سحر : تطق راسها بالجدار !!.. بعد بتمنعني عنك هذا اللي ناقص تسويه بعد !!
شادن : ههههههههههههه .. انا بس ودي بطريقة أخليها تفتح الباب غصب عنها مو برضاها..
ابتسمت سحر بخبث : تبين مساعدتي ؟!
شادن : عندك فكرة ؟!... أنا اليوم داخله البيت برضاها أو بدون..
سحر : مو لازم تطلعين نامي عندي لو اسبوع أعرف عمووو مارح يخالف !!
شادن : ايوه مارح يخالف بس انا مابي أكون ثقيله

طقتها سحر بالمخدة على راسها : عن ثقالة الدم أي ثقيله والله أنك أخف من مشيعل البثره !!
شادن : هههههههههههههههههههه يعني انتي بصفي.. لا يصير تروحين تخونين فيني
سحر : أفا وانا بنت أبووووي...

انتبهت شادن للغلاية تصفر ضحكت وهي تقوم : ههههههههههه اشوى ريحتيني .. لأني أعرف مارح ألاقي نقاط ضعف مشاعل كلها الا عندك !!
سحر : ههههههه ابشري جيبي ورقة وقلم واسردها لك كلها ..

راحت شادن للغلاية وطلعت كوب من وحدة من الأدراج .. تصرفت وهي عارفه مكان كل شي بحكم انها كم مرة جت هنا ،وصار هالبوفيه وكأنه مطبخها الخاص متعوده عليها واستخدمته حتى أكثر من سحر نفسها ..

سوت كوبين قهوة وحطتهم عالطاولة .. لاحظت ان سحر تفكر بمكر وخبث والضحكة الشيطانية على وجهها ..

شادن : هالملامح شكلها بتبرد قلبي.. قولي تكلمي وش في بالك.
غرقت سحر بضحك عميييييق من الفكرة اللي في بالها ، والله بتطلع الشيب بشعر مشاعل من القهر !!

سحر : تبين تعرفين ؟!.. بس ترا اسم خالد اخوي بيدخل بالسالفة !!.. عادي؟؟
ما فهمت شادن : وش دخل خالد ؟
سحر : هههههههه يعني ما تدرين ان مشاعل طايره بـعجة اخوي الوسيم !

شادن : الا .. دايم أسمعها تتغزل فيه بس طول الوقت أحس انها فترة وتعدي.

سحر : ههههههه لا مع اختك لا يمكن تعدي.... تبونها ترضى عليكم قولوا لـ خالد أخوي ..
شادن : لا احراج!.. ندخل خالد بخرابيطها .
سحر : هههههه لا تخافين... وين جوالك ؟
شادن : وش ناويه عليه ؟
سحر : لا تطقيني.. كذبة بسيطة بتشعل نارها وتخليها ما تركد..

راحت وجابت جوال شادن ودقت على رقم مشاعل
وشادن تراقب مبتسمة .. وصلها صوت مشاعل : خير ؟!

سحر : خير بوجهك !
مشاعل استغربت على بالها شادن : سحر ؟!
سحر بحماااااااس مفتعل : مشاعل لا يفوتك اختك هنا ميتة من الاحراج !!
فتحت مشاااعل عيونها : شادن عندك ؟؟ من متى ؟؟
سحر : من الصبح .. ( وطلعت لسانها لشادن اللي حطت يدها على فمها تكتم الضحكة )
مشاعل وهي معصبــه : عشان كذا غايبه عن الجامعه اليوم يا حماره!!.. موسعين صدوركم من دوووني

سحر كذبت : ايه شدون تستاهل.. المهم ما تدرين وش صار لها مع خالد اخووووي .. فــاااااتك نص عمرك شوفي اختك تصيح يا ويل قلللبي.. اهدي فيها من الصبح ولاهي راضيه تهدى

مشاعل بس سمعت اسم خالد طلع براسها شياطين ، وحست انها بتسمع كلام ما يسر : ش صاااار قوووووووولي بسرعه .. شفيه خالد شفيها شادن ؟؟؟
سحر وهي تتكلم بسرعة وحماس جنن مشاعل : أول مررررة بحياتي أشوف خالد متأثر كذا... أول مرة مو مصدقه لو شفتي ملامح وجهه وقتها أنا نفسي ما صدقت !!

رمت شادن وجهها بين الوسادات تكركر ضحك وهي تسمع صوت أختها عااالي من الطرف الثاني صراخها مو طبيعي..

مشاعل بعصبية وهي تنطط في مكانها من القهر : يااااااااا كللللللللبة وشووو وشوو وشـــــــــو ؟؟
سحر : اليوم الصبح خالد دخل غرفتي بالغلط وكانت شادن موجودة لابسه فستاني الفوشي تجربه ..تعرفينه ؟؟؟

بققت مشاعل عيووونها وفمهااا عالآخر وهي تتخيل الموقف.. هذاك الفستان من أحلى فساتين سحر شلون بيطلع شكله على شادن الناعمة.. أكيييييييد روعة فوق الوصف...بتسحر اللي ما ينسحر
تخيلت شكل خالد وقتها لاااااااااااااااااااااااع مسسسسسسسسستحيل..

بهت لونها : وش صار ؟؟؟

سحر : حمر وجه خالد وحمر وجه شادن .. طلع بسرعه منحرج ولحقته اشوف وش يبي... سألني وهو مصدوم هذي شادن بنت عمي ؟؟ .. قلت له ايه... سمعته يكلم نفسه يقول والله احلوت مو مثل الغبية مشاعل ..

تحطمت مشاعل من الصدمة : هاااااااااااااااااااااااا !!.. وش قال عنهااااا ؟؟
سحر وهي تناظر شادن الميتة ضحك : ما تتخيلين.. شادن مرة عجبته حسيت انها نفس ستايل البنت اللي يبيها ..

مشاعل بغضضب : يا حيوووووووووووووواااااااانه شادن متزوووجه ولا نسى الأخ .. لا أكيد انهبل وش ناوي شادن متملكه الحين .. انجن الأخ انجن... الحمار !
سحر : هذا اللي صار.. ما كنت بقولك بس حسيت بتأنيب الضمير أعرفك تحبين تعرفين كل شي عنه..
مشاعل : كووووووووووووولي تراب انتي وياها حقيرات.. وش بينـومنـي الليـلة يا بقرة !!

سكرت الخط بوجهها ،،، رمت سحر الجوال من يدها وطاحت جنب شادن تكمل موجة الضحك الهستيرية..
شادن : والله ما دريت انها متعلقه فيه لهالحد هالخبلة.. توني أدري صدمتيني بصراحة كنت احسبه هبال من هبالها..
سحر : اختك تعدت هالمراحل كلها ههههههههههههههههه..

شادن : هههههه والله كسرت خاطري مهما كانت كبيرة يظل تفكيرها طفولي والله اني أرحمها أحيانا ..
سحر : هههههههههه هذي على قولتها امرأة حديدية ما تضعف..!

هدت شادن ومسكت كوب القهوة وقالت بنبرة حنية : مهما قالت انها قوية الا أني أحس احيانا انها عكس كذا !
سحر : لا تخافين عليها هذي ولا فيه أقوى منها ما شاء الله ..
شادن : لا تصدقينها في كل شي ، مشاعل مثلي ومثلك ماهي قوية بالطريقة اللي تدعيها..

سحر باهتمام : ليه حصل شي قالت شي ؟؟
شادن وهي تتنهد : لا ما قالت بس العيون تفضح.. الغبية حتى الدموع ما تحبها لدرجة أحس انها أحيانا لما تزعل تقوم تضحك..
سحر : ههههههههههههههههههههههههههه خلك منها .. خلينا نكمل اللي بديناه الحين..
شادن : وشو ؟؟
سحر : ما عندنا الا خالد الحين ؟.. صدقيني هو السلاح السري معها
شادن بضيق : لا سحور مابي أدخل خالد .. لا تنسين السالفة بالنهاية كلها لعبة وتحدي ..مابي أخليها جـد مشاعل تنفع معها المسايرة تراها مثل البزر انتي تعرفينها
سحر تكتفت بمكر : واحنا بعد قاعدين نلعب نفس اللعبة... إنتي لما تبين من البزر شي وش تسوين عشان ينفذ اللي تبينه؟؟

ابتسمت شادن وفهمتها : نعطيه شي يحبه ؟
سحر : رايت !... وخالد لعبـة مشاعل المفضلة !
شادن : ههههههههههههههههههههههه يا ويلك من خالد لو يسمعك .
سحر : ههههههههههههه ما عليك خالد بندخله باللعبة من غير لا يدري.. وبعدين انا راحمه مشيعل حسيت اني قسيت عليها قبل شوي بالتلفون.

سكتت شادن وسحر كملت : بكل بساطه يا شدون نطلب من خالد يكون هو المصلح بينكم...

وعلى طوول مسكت التلفون ودقت على المستشفى وطلبت خالد : هلا خالد..
خالد : هلا سحر ..
سحر : متى بترجع للبيت ؟!
خالد : كالعادة عالـ 9 ليش السؤال انتي تعرفين متى أرجع..
سحر : لا بس فيه مشكلة في بيت عمي ونبي مساعدتك !!

استغرب : بيت عمي ؟؟ وش مشكلته ؟
سحر : مشكلة بين عيال عمك .. بندر وشادن وبين مشاعل..

خالد ببرود : اهااااا..... جاني خبر
رفعت حواجبها مستغربة : جاك خبر ؟... مين خبرك ؟
خالد بلا اهتمام : بندر كان عندي قبل شوي وقالي.. مو المشكلة عن الطردة المحترمة من البيت ؟!!
سحر : ههههههههههه ايه هي..
خالد بسخرية : ماشوف الموضوع يضحك... الا هو ضرب من الجنون والخبال..فعلا عقلها فاضي !
انقهرت سحر : خاااااالد بس تراك قسيت عليها ..
خالد : والحين وش المطلوب مني تبيني يعني أنا اللي أروح وأحل المشكلة... هم اخوانها ويعرفون يحلون الموضوع .. ولو اني فهمت من كلام بندر ان الموضوع كله لعب.

سحر : حتى ولو نبي مساعدتك.. انت تقدر تنهيه اليوم .. ما يفرحك هالشي ان الحل بيدك ؟؟
خالد : انا مالي شغل ..
سحر : خااااااالد تكككفى.. عشاني ترا الموضوع بسيط مارح يتعبك..
خالد : سحر لا تحنين ..
سحر : خااااااااااااااااااالد

تنهد عرف انها مارح تتركه ..
سحر : شادن عندي تعبانه تبي ترجع للبيت ومشاعل راسها يابس هي لو تلعب مية سنة مارح تتعب.. هي بس تبيهم يراضونها..
خالد بحمق : تبيهم يراضونها ،، أروح أنا اللي أراضيها !!
سحر : خلووود ، أكيد بندر شكى لك يعني مارح تساعده..

خالد : اف !.. اوكي لما أرجع بشوف الموضوع...
سحر : وعد ؟!
تنهـد وعشان ينهي الكلام : اوكي اوكي وعد..

سكرت فرحاااااانه شافت شادن تنتظر بصمت : تمت المهمة !
شادن : بالغتي شوي انا مو تعبانه ولا شي ترا عادي..
سحر : هههههه لا بس عشان يحن قلبه شوي.. حتى بندر راح وشكى له..

::

بعد الساعة 9 دخل خالد ومعه بندر البيت راجعين مع بعض.. تعشوا مع بعض وعقب ما خلصوا قام بندر واقف يبي ينادي شادن ..

خالد : على وين ؟؟
بندر : خلاص بنطلع وش بقى..
خالد : على وين ؟
بندر : عالبيت ..
خالد : معك المفتاح !؟
بندر بسخرية : لا.. بنكلم مشاعل بحاول معها .. راسها يابس هذي لو تطرد العايله كلها برا البيت ما عندها مشاكل .. واللي يقهر ويعزز موقفها ان محمد العاقل معها بصفها !!... ابوي صاير يظن ان حنا سوينا شي نستاهل هالعقاب عليه بما ان محمد بصفها .. محمد هو العاااقل دايما وابدا وبما انه بصفها فأكيد الغلط راكبنا.. وانت تعرف عمك ما يسمح بالغلط ومحمد استغل الموقف لصالحه..

تذكر خالد كلام سحر بالتلفووون .. "ان البنت عنيدة مارح ترضخ بسهوولة "
ابتسم لولد عمـه : طيب واذا ما رضت وش بتسوي ؟؟
بندر : المزرعة موجودة بيتي الأول والاخير..

حز خالد بخاطره حالة ولد عمه ورفع يده وسحبه يجلسه : اجلس انا بحل الموضوع بنفسي..
بندر ما فهم : وش بتسوي.. والله انك واااااثق ترا مشيعل ما همها احد ، لا أنت ولا غيرك!!

رفع خالد حاجب : لا تستهين بقدرات ولد عمك..
بندر بسخرية : تككككفى لا تطيح علينا من الخقققققققة !!
خالد : هههههههههه .. دق عالبيت أشوف.. أو دق على تلفونها خلني أتفاهم معها..
بندر بهبالة : على كيفك تكلم اختي ..!
خالد : اقول انطم اللي يسمعك يقول بغازلها .. هذا جزاتي أبي احل الموضوع بدل المرمطة اللي متمرمطينها من أمس !

بندر : والله ما هقيت انك بتغير من الحال شي يا دكتور !

::

نزلت مشاعل درج البيت وراسها بالأرض من الإحباط... كلمات سحر تدور في بالها ، لأول مرة سمحت للضعف يتسلل لها ويظهر بشكل جلي على وجهها ..
البيت فاضي كئـيب عليها محمد ما رجع من الظهر ، وابوها مو موجود ، وأمها نامت.. وبندر وشادن طبعا من امس مطرودين بأوامرها ... ليه الحين فيها رغبة بالبكي شدييييييييييييدة ليش خالد يقول عنها " غبية " على كلام سحر... ليه يعتبرها هبله ومجنونة..

انتبهت لدمعة حارة سالت على خدها ،، مسحتها بظهر كفها بسرررعة... تكره الدموع تكرررررهها كره العمى... ناظرت الباب المغلق راحت جلست جنبه وهي تبكي بصمت .. خلاص تبيهم يرجعون ويطقـون الباب وبتفتح لهم ..!!.. ما تبي شادن تظل وقت أكثر في بيت عمها ..

دق الجوال بجيبها.. طلعته شافته رقم بندر .. ترددت ترد أولا

لكنها ردت بتشوف وش يبي ، اذا ترجاها تفتح الباب بتفـتح من غير تردد.. اللعبة صارت بايخة بعد ما سمعت اللي سمعته :.............

جاها صوت بالنسبة لها داااافي : الووو !
رفعت راسها فوق وقلبها يدق ، مو غرريب الصوت ..

ما حكت ولا تكلمت لأن الصوت مو صوت بندر ابد : ............
خالد بنبرة هادية تسلب القلب : مشاعل !

مسحت بيدها خشمها اللي سال بسبب الدموع ،، سمع خالد الصوت استغرب : انا خالد يا مشاعل !!
عضت على شفتها السفلى ، ليه يدق بالوقت اللي هي بأضعف حالاتها ولوحدها :... نعم ؟

حس صوتها مو طبيعي ، لكنه ابتسم : كيف حالك ؟
مشاعل باقتضاب : بخير !.. نعم ؟

مو طبيعية البنت حتى اسلوبها مو هو : اكيد مستغربة اتصالي..!!

مستغرربة مرة ولا توقعته أبد.. تحس نفسها تزيد ضعف وضعف مع الثواني كل ما تذكرت انه مو قادر يشووفها ويحس فيها : ايه مستغربة.. الـدكتور بنفسه متصل علي غريبة!!
خالد : ما يرضيني حال بندر عندي وأبيه يرجع البيت.... شرايك؟؟

مشاعل بقوة : وانت شدخلــك ؟؟؟

رفع حواجبه شوي من أسلوبها : عيب يا مشاعل!!
مشاعل : انا واخوي نصلح انت مالك علاقة.
خالد بعتــاب : كذا علمك عمي شلون تكلمين الناس !!

حاولت تمنع دمعة جديدة حست انها بتنزل.. مسحتها من خدها بقوة وهي تتأفف لأنها عاندتها لدرجة جرحت خدها من غير لا تحس..

سمع خالد تأففها استغرب حسبها تتأفف عليه : مشاعل وبعدين !!
حس صوتها تغير عن حالته الطبيعية وهي تقول : وانت تحسب انك اذا كلمتني بوافق !
ابتسم وبان على صوته : أتمنى..!

أول مرة تحس باللطف بصوووته شي غير اعتيادي بالنسبة لها.. مسحت خشمها اللي سال بيدها وبان الصوت..

خالد باهتمام : مريضة ؟؟
مشاعل بصوت يشبه الزكمة : لا..
خالد : ها شقلتي ؟
حبت تذله حست انه محتاجه يترجاها شوي : مو موافقه..

خالد :................
مشاعل بحنننق وعفوووية : هذا إستغــلال !

قالتها بطريقة طفوووولية جدا خلت خالد يبتسم غصب ..
خالد : محد استغلك بالعكس انا اطلب الصلح بشكل ودي.
مشاعل بسخرية : ما خبرتك ودي معي يا دكتور !

دقته دقة قوووية خلت خالد يسكت ..

مشاعل بهدوء : عالعموم قولهم يرجعون البيت ماعندي مشاكل من الحين.
ابتسم وبصوته الراااكد : ما خاب ظني كنت عارف انك بتقصرينها.

مشاعل بهدوووء يخااااالفها تماااااااااما بالأصل ، حتى خالد فقد ربشتها : ماله داعي هالكلام قول لبندر يرجع بخلي الباب مفتوح لهم.....و..... ( سكتت)

خالد : و ؟
كانت مشاعل تبي تقول له عن حقيقة شعورها بهالاتصال.. لكنها على غير العادة مسكت نفسها وربطت لسانها مو مصدقة اللطف اللي تحسه بصوته هالمرة.. تخاف اذا اعترفت له ينقلب ومو بعيدة يقفل بوجهها..

مشاعل ببرود : مو شي بس قولهم يرجعون.

وبكل بساطه سكرت الخط أنهت المكالمة بسرعة ، طالع خالد بالجوال لحظة .. ومده لـ بندر اللي قاعد يراقب المكالمة كلها بنظرة ساخرة !!
بندر : اللي يشوفك صراحة يقول قاعد تكلم بزر !
خالد : انت لو حاولت تدق عليها وتاخذها بالهداوه والكلمة الحلوة كان وافقت.. بس شكلك مطيووور حتى الكلمة الحلوة ما تعرف لها.

بندر بسخرية : تكفى عاااد لا تخق علي..
خالد : شوف عاد انا مالي شغل فيك هذي اختك وانت اخبر كيف تتعامل معها ، كلمة كلمتين حلوات وتحل المشكلة ، الموضوع حتى ما اخذ معي دقايق

بندر بقهر : ايه بلاها استحت منك قليلة الخااااتمة ..

خالد ابتسم يقهره : يجووز ليش لا...
بندر : يعني اروح متطمن ؟؟ اخاف بس تلعب عليك وانت صدقتها
خالد : ما اظن تكذب ..حسيت بالصدق بصوتها.. روح البيت واذا وصلت طمني.. واشتر لها بطريقـك أي شي يرضيهـا وصدقني الحطب بيطيح !
بندر بسخرية : يالحنون !
خالد بغرور : بعتبرها مدحه !
بندر باستهبال : وش اشتري لها مثلا.. عروسة فلة؟!

خالد : والله انك أغبى من الحمار !.. ما تعرف يعني هي وش تحب يا غبي !
سكت بندر ورفع عيونه فوق يتذكر : اممم.. على حسب علمي........... والله تدري هالبنت مـاعرف لها مدري وش تحب مو مثل باقـي البنات

خالد : اخوها وما تعرف؟؟
توه بندر بيطلع جواله : بسأل شادن..!
خالد : لا تسأل شادن ولا شي.. خلاص روح لأي محل رياضة واشتر له بدلة كراتيه !!

طالعه بندر مفهــي فتح ثمه مو فاهم : وش دراك انها تبي بدلة .. تصدق توني أتذكر انها كانت تطلب مني وحدة !!.. شلون عرفت يالشيطان هاااااااااااااااااااااا ؟؟

خالد وهو رافع حاجب : استح على وجهك اعرف عن اختك اكثر من ما تعرف انت..
بندر : تعال يالدب لا تغير الموضوع وش عرفك اعترررررررف يالسوسة..!

خالد ببرود : ابد عرفت من كثر ما تسولف سحر عن اختك ما يسكتون عن بعض !!
بندر بمكر : ايه اشووووووااا.. على بالي بعد ..

خالد : ههه والله انك أهبل..
بندر : يلله اجل فرصة اشتري لها وحدة أراضيها فيه !.. بس هذي وين نلاقي لها مقاس كله مقاسات رجالية
خالد : اللي هو.. أهم شي تحل المشكلة ياخي تصرف طالع ابوك انا وانا مدري..

بندر : هههه زين..

فوق سحر وشادن يتنصتـوون .. غمزت سحر لـ شادن : مو قلت لك خالد سلاح فعال خخخخخ
شادن : معقولة مشاعل رضت ما توقعت بهالسرعة.
سحر : اظن الكلام اللي قلناه لها بالتلفون اثر فيها .. تغار على خالد غيرة مو صاحية لا تستغربين اذا دخلتي البيت واستقبلتك بمسدس..

شادن بخوف : الله يستر ترا كله بسبتك
سحر : هههههههههههه.. عاد لا تخربينها ولا تعلمينها ان الكلام كذب.. انا بقولها اذا شفتها

شادن وهي توقف لأنها سمعت بندر يناديها : اوكي..يلله اشوفك.

باستها بخدها ونزلت بعد ما تغطت وطلعوا..


طلع خالد الدور الثاني وشاف سحر جالسة بالصالة العلوية تتفرج عالتلفزيون .. ابتسمت له : ها وش صار مع مشاعل ؟؟

ناظرها بطرف عينه : ما صار شي.. حلينا الموضوع بسهولة..
سحر : مو قلت لك لو ما اتصـلت كان مشاعل بتعاند.. بس عشـانك رضت ، ما يفرحك هالشي..

طالعها بنظرة حادة من جديد : قفلي هالموضوع!!
سحر طنشته وناظرت التلفزيون : بكيييييفــك.. بس بتتذكر كلامي بيوم من الأيام..

سفهها ودخل غرفته رمى البالطو عالكرسي كالعادة.. واستعد عشان ياخذ شاور وينام.. ومثل كل مرة تفتح فيها سحر السالفة لازم يشغل كلامها باله شوي.. لكن لما يستسلم للنوم يرمي كل شي وراه .. وما يجي الصباح الا هو مطنش السالفة كلها..

::::

{{.... ذم ــــا !! 05-08-08 01:33 AM


دخلوا شادن وبندر البيت ومن المفاجأة حصلوا الباب مفتوح.. دخلوا بهدوء وهم يناظرون بعض..
شافوا الصالة ظلممممى هادية تلفتوا يمين وشمال لعل مشاعل تكون فيه ، لكنها ما كانت..

التفت بندر لقفل الباب شاف المفتاح موجود تاركته مشاعل لهم... ابتسم وطالع بالكيس اللي بيده الحمدلله شادن كانت معه لأنها هي الوحيدة اللي تعرف مقاس اختها .. اما هو فاشل بهالأمور..

شادن : وينها توقعتها بتكون بوجهنا !
بندر : يمكن تتغلى !

تذكرت شادن كلام سحر ، وعورها قلبها عليها ، مشاعل ماهي قد مثل هالآلام العاطفية مشاعل مخلوقة للضحكة والبسمة ماهي قد هالنوع من الألم ،اللي هي حست فيه مع عمر بسبب غيابه الفترة اللي راحت..

تحركت للدرج بسررررعة ركض خلت بندر يرتاع : شفيك!!

ماردت كملت ركضها لغرفة اختها ، ما تتحمل تخليها تظن وتشك باللي قالته سحر لها... وصلت للغرفة وفتحتها شافتها ظلمى.. الستاير حاجبه أي خيط نووور ما قدرت تشوف شي ..
نطقت بهدوء : مشاعل!

صوت من وراها : بووووووووووووووووه !!

نقزت شادن مكانها والتفتت الا مشاعل واقفه ورا الباب : بدددددددددددري كان ما جيتوا احسن.. عجبتكم اللعبة أشوف !

نبرة صوت مشاعل ريحتها كثير ، ما كان يدل على أي حزن أو خيبة بالعكس ولا كأن شي صار وهذا ريحها مرة .. توقعت تدخل الغرفة تلاقي مشاعل تبكي على أقل تقدير.. بعد ما عرفت بمشاعرها لـ خالد..!!

حطت شادن يدها على قلبها : روعتيني وجع !
مشاعل : هههههههههههههههههههههههه مو معصبه على هالمقلب القوي !!

ابتسمت شادن على ضحكتها ..ايه اضحكي خوفتيني ما كنت بسامح نفسي : هههههه لا تبين الصدق كنت اعتبرها لعبة.. كنت عارفه انك حنينة مارح تتحملين تخلينا برا..

مشاعل بسخرية : ايه اشوى ان قلبي رهيف ولا كان عششتوا برا..
شادن ادعت الغباء : وش اللي خلاك ترضين؟.. أنبك ضميرك؟

مطت مشاعل شفايفها قدام : تبين الصدق...
شادن وهي حاسه انها مارح تقول الحقيقة : ايه الصدق..
مشاعل : الصدق الصدق..
شادن : ايوه؟

ابتسمــت مشاعل بهدوء : الصدق !!.. ان خالد اتصل يبي الصلح !
ابتسمت شادن على صراحتها ما توقعت انها بتقول : وش قال ؟
مشاعل : عادي اللي فهمته ان بندر كان عنده وهو دق يبي يصلح بينا.

شادن بابتسامة : بس عشان خالد ؟؟
طالعتها مشاعل بنظرة : عشان قلبي رهيف وبس.. احمدوا ربكم.. يلله اطلعي بنام كنت انتظركم عشان اتأكد انكم جيتوا.

ودفتها من كتفها برا وسكرت الباب بهدوء.. وشادن ودها تضحك الا بندر كان واقف برا يسمع : صوتها يقول انها مو زعلانه..

شادن بضحكه : لا تخاف مو زعلانه... على طاري الهدية شرايك تحطها عند بابها عشان اذا صحت الصبح بكرا تلقاها..

ابتسم بندر وحط الكيس عند الباب.. بهاللحظة سمعوا صوت جاي من ناحية الدرج.. التفتوا ثنينهم شافوا محمد طالع بتعب والشماغ على كتفه وحالته تقول مزرية !!

طالعوه بصمت ينتظرونه ينتبه لهم..
طاحت عينه عليهم أول ما وصل لـ فوق وابتســم وهو وده يضحك : ههه الحمدلله عالسلامة .. مبروك عالعفو الملكي ههه !!

بندر : تتطنز حضرتك يالخوان ياللئيم.
محمد : قلت لك انا أنفذ وعد وعدته.. المنافق منهو يخون الوعد !
بندر بسخرية : ما يمديني يابو الأخلاق والقيم والمبادئ.

محمد : خبزن خبزتيه يالرفلا كليه.. محد قالكم تخونون فيها

شادن : ههههههه خلاص تعلمنا الدرس وفهمناه... انا رايحه انام تصبحون على خير..
محمد : وانتي من أهله..

راحت شادن لغرفتها .. واستدار محمد بيروح لغرفته الا بندر يناديه : محمد !
لف محمد يناظره : هلا..
بندر : شفيك حالتك صعبة تقول احد عندك ميت
ابتســم وهو ينقل شماغه للكتف الثاني : مافي شي ، بس الشغل اليوم شوي غثيث وما نمت البارحة زين..
بندر : وغيره ؟؟
محمد : ايش ؟
بندر : مدري كأني سمعتك قلت لي ان ابو راهي عازمك انت وعمي اليوم .. ما أنسى بسهولة تراني... لا تقولي ان الموضوع يخصه !
محمد : نفسه الموضوع ما تغير.. لا تقلق حالك أعرف أتعامل معاه
بندر بسخرية : ما هقيت..حالتك تقول انك مو عارف تتعامل مع الموضوع برزانة.. بمعنى آخر مورط نفسك بالموضوع.

تغير وجه محمد .. وحاول يبتسم : الموضوع صار وانتهى.
بندر : تبيني أكلم عمي ينهي الموضوع ؟؟

بــ ردة فـعـل حااادة : لاااء..!! حسك عينك تسويها.. لا تتدخل اذا بغيت أكلمه أنا بكلمه بنفسي
بندر بجديــة : حالك مو عاجبني .. لا تستغرب اذا سويتها .. لأني اذا حسـيت إنك ما تقدر تستمر كذا يمكن أتهور وأروح أقوله.

محمد : لا تخاف قلت لك أعرف أتعامل مع الموضوع.. انت إطلع منها بس !...تصبح على خير.

ودخل غرفته.
تحرك بندر لغرفته اللي جنب غرفة محمد وهو يفكر .. محمد اخوه لازال يقاوم مشاعره ويعاندها لكن لمتى بيقدر يصمد..!!
مو عارف يتوقع شي.. هل بيستمر بهالخطوبة ولا بيجي يوم ينهيها..!


:::: ::::


صبــاح أنقى ما يكون ... قطرات الندى سالت بكل رقة على زجاج باب البلكون من رطوبة تكونت بهالفجر ..
وسحر تحت لحافها مو حاسه بالساعة اللي ترررن قريب راسها عالكمدينا ...
من غير شعور مسكت الدبدوب الفرو الأبيض وهوت به على الساعة.. خلتها تطيح بالأرض وتناثرت البطاريات منها .. اللي خلا رنينها العالي المزعج ينعدم !!

طلعت منها "أفففف" وهي تغطي راسها وما كانت بوعيها للحين..


تحت بغرفة الطعام الفخمـة ..!!
قام خالد من الطاولة وهو يسحب البالطو حقه معه : يلله انا استأذن الحين .. تامر بشي ابو خالد..؟
ابو خالد : سلامتك ..
ناظر خالد بأمه بابتسامة : تامرين بشي ام خالد ؟؟؟
امه : ابد سلامتك ولا تتأخر اليووم مثل العادة.. خف على نفسك شوي
خالد ابتسم بنقاء : احاااول بس ما أوعد... ولو انكم للحين ما استوعبتوا نظام شغلي شلون
امه : ههههه مستوعبينه .. الله معك حبيبي انتبه لنفسك
خالد : ان شالله ..

طلع خالد من عندهم .. وبعد ربع ساعة انتهى ابو خالد من فطوره وقام واقف... التفت لزوجته : وينها سحورة غريبة ما نزلت للحين ؟؟؟
هزت ام خالد راسها بضيق : تدري ان بنتك ما داومت بالجامعة امس... واليوم بعد يظهر لي ما عندها نية !!
رفع حواجبه ببساطة : ليش تعبانه فيها شي ؟؟؟
ام خالد : انا ادري عنها بنتك الدلع مخربها .. امس الصبح صحت فجأة وقالت ماني رايحه مادام " السواق الهندي الغبي " بيوديها حسب كلامها... وتقول ماهي رايحه دام مافي احد غيره يوديها...

ابتسم من غير تعليق ولاحظت زوجته الابتسامة .. وكملت : لا تضحك خذها ولو مرة بجد !!.. قلت لها تاخذ معها وحدة من الخدامات توصلها .. وعاندت ماتبي تروح معه ... قلت لها بروح معك وبرضو رافضه قلي وش الحل... بنتك عادي عندها تاخذ حرمان بس تظل على رايها وطلبها يُجاب !!

ابو خالد وهو على ابتسامته : خليها على راحتها .. والسواق مادامه مو مريحها مو مجبوره تروح معه وتحي .. اهم شي سلامة بنتنا والسواق هذا بيسبب لنا ولها مشاكل ... عالعمووم انا جبت لها سايق يهتم بمشاويرها غيره

فتحت ام خالد عيونها : مسـاعـد لا تجيب أي احد .. الهندي له سنتين عندنا وعارفين له... وخادمنا من فترة طويلة ..
ابتسم ابو خالد بحنية عارف مقصد زوجته : لا تخافين اللي جبته محل ثقة كبييييرة ... على ضمانتي..

توها ام خالد بتتكلم وتستفسر الا الجرس رررن .. ابتسم ابو خالد وناظر الساعة وليد جا عالموعد مثل ما قاله بالضبط ...
طلع للصالة ووقف عند الدرج ينادي سحر ... بس ما حصل رد يبدو انها ما صحت للحين !!... التفت لـ بيان الجالسه لحالها بالصالة تتفرج على ام بي سي 3 : بيونه عمري روحي صحي اختك..
بيان : ماااااابي الحين توم وجيري..

ابو خالد : اذا خلص روحي صحيها قولي بابا يقول لازم تروحين الجامعه ..

ناظر الساعة، صار وقت خروجه الحين... كان وده يعطي سحر خبر عن السايق الجديد بس خلا المهمة لأمها .. حط شماغه على راسه وتكشخ وطلــع..

ركب سيارته اللي تنتظره برا في الساحة الخارجية ..
طلعت السيارة من البوابة اللي انفتحت اتوماتيك.. وشاف "وليـد" مستند على باب سيارته يصـفر وهو معطي الفيلا ظهره ..

فتح الشباك وناداه : وليــد...

لف تركي رقبته وشاف ابو خالد يبتسم له .. غَصَب ابتسامة تطلع منه ... ياااا الله كل يوم عن يوووم يزيد كرهه لهالرجــل .. ليش يعامل الناس بهالطيبة بينما سجل حياته مليان سواد ونفااااق وغدر !!!.. رجل أبـو وجهين !!! .. أقرب تعبير ممكن يصفــه..!!

تركي بابتسامته " المصطنعة" : صباح الخير عمي ..
ابو خالد : صباح النور.. وصلت بدري مثل عادتك ..
تركي بخفة دم وطريقة كلام تجذب الطرف الثاني له : أول يوم لوظيفتي الثانية لازم اجي عالوقت... اصير لك غرينيتش لو تبي !!
ابو خالد : لا ما شاء الله دقيق.. خلاص اجل انتظر سحر شوي وتطلع...
تركي : ان شالله
ابو خالد : وصلك مفتاح السيارة اللي بتاخذها فيها ؟؟؟
تركي : ايه اخذته منك أمس..
ابو خالد : فمان الله اجل..
تركي وهو يسند جسمه على باب السيارة : مع السلامة ..

مشت السيارة قدامه وراسه التف من الشمال لليمين يراقبها وهي تمر وتبتعد ...
وهمس " الله لا يسلمك " ..

التف عقبها بنص جسمه ورا للفيلا يطالعها ... قال " لا يكون هذي بتلطعني بعد !! " ..
حس ان وظيفته هذي بتكون مملة واختبـار حقيقي للتحكم بأعصابه .. خصوصا عقب ما مرت نص ساعه وسحر مالها ظهور .. دخل يده بجيبه وطلع علكة واكلها يلهي نفسه فيها...


بغرفـــة سحر ...

حست سحر فـ بيان تصحيها بقهررر : سحرررررررر قووووووووووومي...
فتحت عيونها مو مستوعبه : وش السالفة وش تبين جايه ؟؟؟
بيان : بابا قال روحي قوميها .. خليها تروح الجامعه !
تذكرت سحر إضرابها عن الجامعة والخروج من البيت مرة وحدة دام ذاك الغبي الأحمق موجود : ماني رايحه قولي له ..!!
بيان : ماااادري هو قال لازم تروحين الجامعه..

حنننة بيان اذا ابتدت لا يمكن تنتهي ..
سحر : افف طيب كم الساعة ؟؟
بيان : الساااعه.................. !!.. مدري!!.. ماعرف!

سمعت صوووت امها يناديها .. وخرت الغطا وهي تفرك عيونها بملل.. نزلت نص الدرج ووقفت : نعم ماماتي ؟؟
امها : يلله عمري السواق ينتظرك من زمان
سحر بملل : Mama ماني رايحه مع هالهندي الغبي..... يكفي انه..............
امها قاطعتها : ابوك يقول جاب غيره.... ما يصير امس ما رحتي الجامعة و بعد اليوم منتي رايحه !!

طااااح اللي براس سحر يوم سمعت هالكلام وابتسمت من الخد للخد : صدق ؟؟؟... غيرتوووه ؟؟؟
أمهـا : غيره ابوك وش تبين اكثر من كذا... الحين يلله ما ارتاح اذا غبتي عن الجامعه..
سحر : ابشري وينه حبيبي ابووووي ... يبيله حبة راااس
امها : ابوك طلع من نص ساعه .. ناداك بيقولـك بس ما قمتي
سحر : ايه توني صحيت !!.. بس مين هالسواق الجديد؟ .. لا يكون هندي تراني كرهتهم !!
ام خالد : والله ما امداني اسأل ابوك تأخر عن الشغل وطلع مستعجل.. بس يقول انه كويس ويعرفه زين..
سحر : اشووووى أنا أثق باختيارات ابوي...
ام خالد : ايه بس مو تجين اليوم تقولين مابيه ما ريحيني ... وين نلاقي لك سواق بعدين.. نوديك شرق آسيا تنقين منهم على كيف كيفك عشان ترتاحين يا ست سحر..!؟؟
سحر : هههههههههههههههههههههههه لا مو لهالدرجة... وبعدين انا مالي شغل انتوا دلعتوووني مو ذنبي..

ويوم شافت نظرات أمها .. رمت بوسه بالهوا بضحكه شقية وركضت لفوق ببجامتها البرمودا، وشعرها الحريري الانسيابي مربوط على جنب ..

فتحت دولاب ملابسها العرييييض اللي فيه مالذ وطاب من الملابس والألوان .. فتشت فيه وهي تغني ويديها تسحب كل قطعة عشان تشوفها..

عقب ما اختارت وانتهت رمتهم عالسرير وناظرت ساعتها .. هي أورريدي متأخرة !!.. مو مشكلة نو بروبلم لو طنشت المحاضرة الأولى بما انها ساعتين ..
دقت سنترال عالمطبخ وقالت للخدامة تجيب لها فطور خفيف عالغرفة فيما هي تاخذ شاور ..
خذت روبها ودخلت الحمـام ..


عنـد تركـي ..
جالس جوا السيارة وتارك باب السيارة مفتوح ورجل وحدة برا .. مشغل الراديو يضيع الوقت .. ما كان يستقر على محطة كل شوي يقلّب في الموجات بملل لدرجة تطلع له محطات ما يدري وش هي .. مرة هندية مرة انجليزية غير لغات غريبة ما يعرفها..
ابتسم يعلق : وهندية بعد ؟؟.. مين الأهبل اللي بيسمع لها !!

طفش مد أصبعه وطفااااه واستقرت عيونه على ساعة السيارة الألكترونية .. له أكثر من ساعة ينتظر !!..
حط راسه عالمسند يفكر !!.. متى بتسنح لك الفرصة يا تركي متى ..
تذكر قراره ما يتسـرع ، وابتسـم !

طلعت سحر من الحمام وهي رابطة الروب على خصرها وشعرها اللي بطبيعته ستريت ناعم يقطر موية من البلل .. لفت عليه الفوطة وبدت تلبس على رااااحتها خذت كـامـل وقتها بالاستعداد .. لبس مرتب أنيق ولمسة ميك أب صباااحي راااايق.. حطت فرشة الشدو على التسريحة بعد ما انتهت..

رتبت شنطتها الكبيرة المربعة وحطت فيها أغراضها ببطء وروقااان وهي تغني وتجمع اشيائها ... ومو عارفه عن النـااار اللي شابه براس السايق الجديد المنطق من زمااااان عند بوابة الفيلا..

كلت فطورها بسرعه وشربت الكوفي ، ما كانت مهتمه بالوقت أبدا كان عارفه ان الوقت ملكها لكن بالمقابل النار قاعده تزيد لهب تحت ..!!

لبست عبايتها أخيرا ونزلت وهي تغني من الرواااق ..باست خد امها اللي كانت قاعده تتفرج على وحدة من البرامج الثقافية : يا حبك لهالبرامج !!
امها : اقول طسي عني لك ساعه ونص صاحيه وللحين ما طلعتي !!
سحر : هههههههه حاضر بطس .. لا تزعلين وهذي بوسه ثانية..
امها : الله يعين رجلك عليك..
سحر بغرور وهي تستقيم واقفه وتعدل شنطتها على كتفها : لا تخافين في هذي بطلع عليك ..
امها : ما هقيته..
سحر : هههههه الأيام بتثبت لك .. تشاو !

طلعت من الباب وهي تلبس نظارتها الشمسية وتضحك دايم تقول هالكلام بس ما تدري هي قده ولا لا !!...
اختفت ابتسامتها يوم طاحت عينها على الساحة الامامية خالية.. "وين السيارة؟؟؟" .. أوفففف جاها غبي ثانية لا تقولون ما دخلها انا خلقه متأخرة..

رجعت داخل وشافتها امها : ليش رجعتي؟
سحر : هالسواق ما دخل السيارة ..!!
امها : روحي لها طيب ؟؟؟
سحر : خير ان شالله أروح له...!!... خله يجي... ثانيا بتأخر اكثر لو خذتها مشي خله يدخل السيارة أسرع !!

هزت امها راسها عليها ونادت الخدامة : روحي كويكلي قولي للسايق برا يدخل السيارة .. بسرعة عشان سحر از فيري ليت !!

طلعت الخدامة بسرعة .. وراحت للبوابة بعجلة..


سمع تركي البوابة العريضة تنفتح تنهــد وأخيــراً شرفــت ! .. التفت شـاف الخدامة اللي قالت له بالانجليزي يدخل السيارة جوا ،وهو بحكم دراسته بالخارج فهم عليها وهز راسه بسخرية : اوكي.. آي ويل!!


طلعت سحر وشافت السيارة توقف قدام باب المدخل.. ما تسنى لها تناظر مين اللي جالس خلف الدركسون ولا اهتمت تشوف .... وكل اللي سوته وقفت أعلى الدرجات تنتظره ينزل !!

انتظرها تركي تركب بس ما ركبت !!... رفع حـاجب وش الساالفة ؟؟.. هذي تلعب معي ولا شلون!!

التفت للمراية اليمنى وشافها واقفه تنتظر شي معين .. وكأنها تنتظر تصرف معين منه ..!!بذكاءه فهم هي وش تبي ..

اللحظة اللي فهم فيها ناظر قدامه والضحكة الساااخره على وجهه... من جدك يا تركي بتوصل لهالموااااصيل.... ميل راسه على جنب بضحك وفتح الباب ونزل... وبخطوات واثقه دار حول السيارة لين وصل لبابها مد يده وفتحه لآخره .. عشان حضرة الأميرة سحر تركب !!

رفعت سحر نظرها له أخيرا من بعد ما كانت متجاهله تناظر بهالسايق الهندي الجديد ..!!... لكن ريحة العطر اللي شمتها بليلة الحادث من ذاك الفقير نفسها شمّتهـا الحين...

بكل هدوء طاحت عينها على وجهه ذو الملااامح القووية وفتحت عيونها وفمهاااا لآآآآآآآآخره من الصددمـة !!!!... شافته ما يطالعها كان يطالع قدام وملامح وجهه جامده !!

نزلت عينها بعد ما حست انها زودتها ومرت من قدامه وركبت بهدوء ولبااااقة الأميرات والصدمة متلبستها... سكر الباب بهدوء وثبات ورجع مكانه .

حرك السيارة بهدوووء وطلع من البوابة وسحر عيونها بالفراغ !!... معقوووله هذا السايق الجديد ولا ابوووها قاعد يلعب معها !!
رفعت عينها تناظر جانب وجهه تبي تتأكد من الموقف ... وصدمها اللي تشوفه، هــو نفسه !!... خيييييير!! ياربي وش جابه لا يكون ركبت معه بالغلط ومو هو السايق.!

خذتها الأفكار يمين وشمال مو مستوعبة شي ابد ، تحس عمرها بمقلب ولا شي،،
معذووورة آخر من كانت تتوقع يكون لها سايق هالفقير المزعج.. اللي انقذها قبل ليلتين !!
مو معقووول مهما كان شكله فقير وحالته رثة جدا... مهنة سايق أبد مو لايقه عليه.

وقفت عن هذي الأفكار فجأة...

وتذكرررت أخيرا انه ما سألها وين تبي تروح وأي جامعه ترتاد !!... بس اكتشفت انه عارف كل شي لأنها يوم ناظرت من الشباك لاحظت انه ماخذ طريق الجامعة المعتاد.
جت بتفتح فمها بتنطق بتسأله .. " انت السايق الجديد المرسول ؟ "... بس مات السؤال في لسانها.. حست انها اذا سألته هالسؤال الحين بتكون غبية بنظره ، وخبلة ومجنونة كون انها توها الحين بتسأله.

سكووون وصمت يعم السيارة سحر متوترة حدها .. على عكسه كااان هااادي ولا هااامه شي بس يناظر بالطريق ويسوق..
ميلت راسها لجنب وهي تعقد حواجبها من التفكير .. يجووووز يكون ابوها ارسل لها وليد مؤقتا لما يلاقي سايق جديد...

ايه أكيد ليه لا !!

أأأببببد فكرة انه يكون .. " وليد ".. هالفقير المزززعج سايق له مووو خااااشه مزاجها كلش!!!... هي للحين تكش منه كل ما شافته كيف بتتحمل يكون جنبها في كل طلعاتها ودخلاتها !!!


- وصلنــا !!

رفعت عينها لصوته اللي مر على سمعها بهدوء.. استوعبت انهم وقفوا قدام بوابة الجامعة وهي ولااااا هي هنا ... وقبل لا تستحضر كلمة تقولها شافته ينزل ويدور حول السيارة..

فتح الباب وبدون أي كلام مد يده وسحب الشنطة من حضنها !!.. بققت عيونها لااا ذا عايش الدور وبقوة !!... بلعت ريقها ونزلت ولثاني مرة يباااان طوله الفارع بالنسبة لها...
مد لها شنطتها بصمت وسكر الباب.. خذتها منه بسرعه وتمتمت : مشكور !

وبسرررررعه دخلت جواااا ما سمعت وش قال.. حتى كلمة " مشكور " ما كانت تقولها لسواقها الهندي الأول.. هالمرة الكلمة انسابت من بين شفاتها تلقائيا...


دخلت الجامعة وفصخت عبايتها بحركات متوترة .. لازم لما ترجع البيت تكلم ابوها تستفسر منه .. اكيد الموضووع فيه غلط !


وهي تمشي ما تدري وين تروح.. دق جوالها طلعته بسرعه وردت على بالها مشمش.. ما درت انه هو ..

ما عطاها فرصة تقول "الو" بادرها مباشرة أول ما رفعت الخط : ما قلتي لي متى أجي لك ؟؟
تصنمت خطواتها من الصوت ، توها كانت هربانه منه من غير سبب معروف..
ناظرت شاشة الجوال كم مرة مو مستوعبة شي..هذا شلووون عرف رقمي!!
قالت مفهيه : هاه ؟

ردد من جديد بهدوء : ما عطيتيني خبر متى أجي لك ؟.. أي ساعة ؟
ناظرت ساعتها بسرعة وربكة ،وتذكرت ان دوامها اليوم ينتهي عالـ 1 : الساعه وحدة..

تركي : وحدة ؟.. اوكي قبل الـ 1 بـ عشر دقايق أكون عندك !.... حلو؟
بلعت ريقها وهزت راسها : حلو !

تسكر الخط من عنده.. الحين هذا كيف جاب الرقم؟!
عصبت اكيد ابوها اعطاه اياه من غير ما يعطيها خبر..
أي خبر انتي حتى ما كنتي عارفه انه هو اللي بيوصلك... اصطفلي سحور وانقلعي لمحاضرتك مابقى شي!!

::::

في بيت ابو محمـد..

طلعت شادن من المطبخ وهي لابسه عبايتها وقطعة خبزة محشوة بـ مربى في يدها تستعد تطلع لجامعتها..
شافتها أمها : وينها اختك؟؟
شادن : صحيتها بس قالت لي انها تعبانه..

استغربت ام محمد ، مو من عادة مشاعل تتشكى بـ تعب عشان تغيب من الجامعة مثلا.. هي اذا بغت تغيب تقول بغيب من غير أعذار تصنعها..

قلقت عليها : ما قالت لك شفيها ؟
شادن : مدري تقول بطنها يوجعها.. اعطيتها بنادول عشان تاكله اذا كان صدقت تعبانه..
ام محمد : بطنها يوجعها ؟؟ وش منه ؟
شادن : مدري.. أمس بالليل يوم رجعنا ما كان فيها شي.. لا تشيلين في بالك شوي تطيب هذي مشاعل مو أي كلام..

نزل محمد وهو يرفع شماغه فوق عقاله بطريقة احترافية : يلله شادن جاهزه..
شادن : ايه مشينا..

ام محمد : وينه بندر ما شفته من يومين؟؟
شادن وهي تتذكر اللي صار أمس : هههههههههه اكيد نايم ما صحى للحين..
ام محمد : على ايش تضحكين مسوي شي هالولد وانا مدري؟؟؟

شادن : هههه لا ابدا.. ( حبت تلعب بعقل امها شوي ).. ولا تدرين روحي اسأليه اذا كان مسوي شي بيعترف..
أمها بـ شـك من كلامها : قولي لي وش مسوي..
شادن بـ خراط : هههه ناوي نيه مستنيله

محمد اللي كان واقف يشرب الكوفي بشكل سريع.. ما تحمل وضحك : هههههههههههههههههههه

ام محمد ما فهمت وش السالفة بس شكت ان بندر قاعد يلعب من وراها : قايل شي هو..

شادن عقب ما حاكت الشكوك حوله ، لفت لـ محمد هروب من امها : يلله حمودي نطلع.. بنتظرك براا..

وطلعت بسرعه وامها لفت لـ محمد : وش قاعدة تقول اختك منيله ونيه وماني عارفه وشو ؟؟
محمد : ابد.. مافي شي .. عن اذنك
وطلع وهو يبتسم عليها..


شوي وطلعت ام محمد فوق عشان تشوف بنتها هاللي تتشكى.. دخلت غرفتها وهزت راسها على الجو البارد المتجمد بالغرفة... دايم تقول لها خففي من درجة التكييف لا تمرضين ولا تفهم الكلمة..

شافت السرير خالي ، بس سمعت صوت من الحمام.. صوت مو طبيعي راحت بسرعه وشافت مشاعل منحنيه ماسكه بطنها وقاعد تكح تحاول ترجع !!

ام محمد : مشاعل ؟؟
حطت مشاعل يديها الثنتين على بطنها وضغطته من الألم مو حاسه باللي حولها : أي بطني !

قربت امها بسرعه لاحظت انها شبه دايخه : شفيك؟؟
ما ردت صارت تكح بخشونة ونوبات الغثيان تراودها ما بين لحظة والثانية... مسكتها امها تعينها وهي تسمي عليها وتعاتبها : شفيك وش يعورك ؟؟

مشاعل بصوت متعب : بطني.. بطني احسه بيتقطع!
مسكتها وودتها للسرير بهدوء.. وهي قلقانه علي بنتها لأن مشيتها كانت غير طبيعية دايخه وصوتها مو طبيعي..

حطتها بالسرير وغطتها وهي تقول بأمومة : تبين كمون تشربينه ؟؟
مشاعل وهي شبه غافية : مابي... ماحبه..
ام محمد : احسن لك يهدي بطنك..
مشاعل : ما اقدر.... ما اقدر اكل شي .. بطني يعورني يمه يعووورني بيذبحني!

خافت امها عليها .. بدت مشاعل تبكي بصوت منخفض من الألم .. مسكت يدها وضغطت عليها : تبين نوديك المستشفى ؟؟
مشاعل : ل..لا .... ماحب المستشفى... بنام وبطيب بعدها
ام محمد : ما نمتي بالليل اجل ؟؟

مشاعل بألم : لا... طول الليل بطني يعورني حاولت انام ما قدرت..
ام محمد بعتاب : وما دام يعورك من الليل ليش ما صحيتيني اشوف لك صرفه.. زين كذا زاد عليك؟
مشاعل: ما يحتاج يمه خلاص بنام الحين وبطيب..
ام محمد : زين بشوف لك موية زمزم..

مشاعل ووجهها يعرق رغم برودة المكان : يمه ما اقدر حتى ابلع الموية..احس بغثيان يعوووور..

بدت تئن وتتنفس بسرعه وبصوت عالي من الألم.. حاولت امها فيها لكنها عنيدة.. مقتنعه انها بتنام وبتخف وكلها نزلة برد وبتروح !!


:::

بعد ثلاث ساعات .. نزل بندر وهو يفرك عيونه توه صاحي وشعره حوووسه له فترة ما قصه..

أمه أول ما شافته : بسم الله سكنهم مساكنهم..
طالعها بندر مفهي.. وجا لعندها وهو يتثاااااوب : وين قهوتي؟؟
امه : الحين بتجيبها الخدامة..

ترنح بخطوته ورررمى روحه عالكنبة لدرجة انفعص خده عالمخدة الصغيرة ..
امه : شفيك تعبان انت بعد؟؟

بندر وقت ماهو نايم يكون مثل الطفل الصغير ، بشكله فـ برااءته وهو مستسلم للنوم .. شي يخليك تبتسم وانت تشوفه..
امه : مريض؟؟
بندر بـ عز النوم : لا بس ابي انام شووووي!
امه : قوم اشرب قهوتك وخل نشوف هالبنت وش سالفتها..

فتح عين وسكر عين : أي بنت؟؟
امه : اختك مشاعل..

تأفف وحرك راسه للجهة الثانية بشكل ما تقدر امه تشوف وجهه : شفيها بعد؟
ام محمد : مدري عنها دخلت عليها اليوم الصبح تعبانه... وتقول من الليل وهي كذا..

بندر بعدم اهتمام : هذي خراطه احنا راجعين امس بالليل وما كان فيها شي الا مثل الحصان..
ام محمد : زين قوم كل الحين.. وبعدين ودها للطبيب يشوفها

بندر بضيق وهو يحك وجهه : يصير خير.. خليني نايم الحين
ام محمد : يومك تبي تنام ليش نزلت عندي اجل.. انقلع لغرفتك.

بعد سـاعة عقب ما أكل بندر وروّق.. صار ينكت ويسولف ما كأنه الانسان اللي قبل شوي يبي ينام ..
طلع لغرفته يبي يلبس عشان يطلع .. لكن لفت نظره الكيس اللي حطه قدام باب غرفة أخته امس للحين في مكانه.. معناته ما اخذته واحتمال حتى ما شافته ولا درت عنه...

مو من عادتها تلتزم غرفتها ،راح دق الباب... ماسمــع رد دخل شاف السرير معفوس لكنه خالي !.. سمع صوتها داخل الحمام راح يستطلع وشاف نفس ما شافت امه..
لكن هالمرة كانت مشاعل تعتصر بطنها وتصيح بصوت منخفض تقاوم الألم مع نوبات الغثيان ..

هذي شفييييييها ؟؟؟

بندر : وش فيك يا هبله وش قاعدة تسوين ؟؟
طالعته مالها خلقه : الاهبل انت!.. وش تبي؟؟
بندر : ابي أتفرج عليك..!! ( يتتريق )
مشاعل : اطلع انا بنام.. برتاح..
بندر : وشو ذا بالضبط شفيك امي تقول من الليل وانتي كذا ؟
مشاعل : نزلة برد وتروح..

بندر : البسي عباتك يلله
وهي تكح وتعصر بطنها : مابي اروح الطبيب.. بنام وبطيب
بندر : يلللــه وخذي معاك كيسة لا تخيسين سيارتي

طالعته بقهر مو كافي انهم هم السبب : هذا اللي هامك... ماني رايحه ابي انام تعبانه ما نمت من الليل
بندر : اللي فيك مو طبيعي اجل من الليل وساكته
مشاعل بسخرية وكنها مو مريضة : تكفى عاد مسوي دكتور وتعرف !.. انقلع اقول بعد لك وجه تكلمني

بندر : وانا وش دخلني!!

ما ردت عليه رجعت تناظر بالكرسي وهي تحاول تسيطر على نوبة قاعدة تتلاعب بأحشائها... ضغطت عالكرسي بأصابعها النحيلة بقوة شديييدة وهي تحس بألم عمييييييق لا يحتمل يقطع بأمعااائها من دون رحمة... طلعت دموعها تحاول ما تبكي .. ما تبي تبكي قدام بندر .. إنتي أقوى أنثى هالألم مو شي موووو شي...

لاحظ بندر مقاومتها الغبية ودموعها المعصورة بعيونها... من دون كلام دخل الحمام وسحبها من ذراعها وخلاها تقوم على حيلها..

بندر وهي يسحبها برا الحمام : البسي عباتك يلله.. تحسبين ما وراي الا انتي !
مشاعل بقهر ووجها ينقبض من الألم : مابي اروح للطبيب اقولك..
بندر وهو واقف عند الباب : ليه بزر تخافين ؟؟

وطلع عنها .. دخلت امها بعده على طول : البسي عبايتك واطلعي خلينا نعرف وش فيك.. اخاف تتركينه ويزيد عليك
مشاعل : يمممه مو شي تراه كله نزلة برد.. بتدفى وانام وبصير كويسه
ام محمد : زين ما يخالف عشان نتطمن.. يلله بسرعه قدامي..

مشاعل وألمهـا صار قاتل بالنسبة لها : ان شالله..

انتبهت امها ان ألوان وجهها تتغير بسرعه : شفيك وجهك صاير مصفر بزيااادة
راحت لبست عبايتها.. الكلام بيزيدها ألم وهي حتى الوقوف ما عادت متحمله توقف.. رجولها ترتعش وراسها يدور فيها !!... انا وش هببــت !

::::::

كان خالد طالع من كافتيريا المستشفى وهو شايل معه كوب كوفي.. الا د. جمال يطلع بوجهه من المصعد ..

جمال : أشوفك تقهويت وانتهيت ..وين قهوتي ؟؟
تجاوزه خالد ودخل المصعد قبل لا يسكر : مو فاضي لقرقرتك قهوتك شفها بالكافتيريا..
جمال : صدق انك قليل خاتمة.. انقلع ماني بقايلك السالفة اللي جاي اقولها لك..

ابتسم خالد على جنب وهو رافع حاجب بالوقت اللي تسكر باب المصعد عليه ... رجف جمال باب المصعد برجله وهو يشوف السهم يطلع ! : يقالك بتستفزني ها ؟

واستدار بيروح الكافتيريا.. بس استوقفه صوت جدال التفت لمدخل المستشفى شاف ولد عم خالد اذا ما غلط ومعه بنت أقصر منه تترنح بمشيتها.. كل ما حاول بندر يمسكها تسحب يدها منه بعنف ..
يتكلمون بصوت عالي ويتجادلووون بشكل اشبه بالمنافخ بس أخف شوي..

ابتسم غصب عنه يوم سمع البنت تقول : طسس عني ورجعني البيت قلت لك مابي ذا المستشفى..
بندر بسخرية وهو يحاول يسندها بمشيتها الغير طبيعية لكن هي ترفض : ليش يا عمتي.. هذي أحسن مستشفى وبعدين كان لازم ناخذ موعد قبل ..بس هنا ان شالله بيمشونا..

مشاعل : وخر عني.. مانيب داخله هنا قلت لك ودني لأي مستشفى غير هذي..
قال يجاريها بعنادها : ليه وش فيها هذي ؟
مشاعل : بس ماااابي احد يعرفني.. وبعدين أبي دكتورة حرمة وهذولي شكل حريمهم خرررررررطي ( لأنها تذكرت الدكتورة الكريهه مع خالد بذاك اليوم )

جمال كتم ضحكته وهو واقف على مدخل الكافتيريا مستمتع بالحوار العفوي اللي يسمعه !
بندر وراح عن باله انها تقصد خالد : مين بيعرفك يا غبية .. انتي مريضة حالك حال الناس اللي يجون
مشاعل بمنافخ وناسيه انها بمكان عام : لا تعصب فيني يا حمار اللي فيني كافيني..

وتوها بتروح بس انكمشت على نفسها تمسك بطنها : آي !

خاف بندر عليها جا ومسكها وهي خلاص بدت تفقد الوعي .. كانت تقاوم من الصبح بس لكل انسان وله حد للاحتماال : مشيعل شفيك!!
مشاعل : بطني بطني بططططني بموت بندر ..!!

وغمضت عيونها ماعاد هي حاسه بأي شي... وغااااااابت طاحت بيدين بندر

::::


فتحت مشـاعل عيونها بهدوء وطاحت عالسقف... حركت عينها يمين وشماال مو عارفه هي وين... سمعت صوت يشبه تقليب الأوراق .. نزلت عينها تحت وشافت اللي ما توقعت انها تشوفه...

خالد جالس عندها على طرف السرير بنص جسمه رجل بالهوا ورجل بالأرض.. يطالع بالورق اللي بيده وهو شبه مقطب... كان قريب منها قريب بشكل ما حلمت فيه أبد...
مندمج باللي يقراه مو حاس انه وعت.. جالت عيونها عليه وهو لابس الأبيض تأملت ملامحه والسماعه الطبية المعلقة على رقبته...
كشرت مو مستوعبه أصلا ليش خالد هو اللي جنبها الحين !

حست بنغزة في ذراعها ..غصب عنها تأوهت بشكل منخفض بالكاد ينسمع : آي !

لكن خالد سمعه .. رفع عينه عن الورق وشافها مفتحه عيونها تناظره بخوف وريبة !
ابتسم ونزل الورق لحضنه : صحيتي أخيرا !

كشرت مو فاهمه بس ابتسامته جددت روحها..
قام من عالسرير واستقام واقف.. مسك يدها لكن مشاعل بعفووية سحبت يدها منه بعنف !!..
طالعها باستغراب .. ابتسم ومسك يدها من جديد وهو يقول بهدوء : انا هنا دكتور مشاعل..

فحص نبضها .. وحط يده الدافية على جبينها اللي خلاها تكتم انفاسها.. واستحت على وجهها من ردة فعلها العنيفة باقي شوي وتعطيه كف!!

يوم استوعبت وضعها شهقــت : ووووينه بندر ؟!!
خالد : الحين بيجي..
مشاعل بقهر كلمت نفسها بشويش : الحمار قلت له أبي دكتورة حرمة..

وحمر وجهها ما عمرها تخيلت بيصير لها هالموقف... لمحت خالد يخفي ابتسامة ويقول : ما تفرق دكتور او دكتورة..
مشاعل بحنق : لا اكيد تفرق

سكـت ما ناقشها بالموضوع ..وشافته يعدل انبوب المغذي الموصل لذراعها...
مشاعل بحرج من الأفكار اللي تراودها : وش سويت؟؟

لف براسه لها .. وبعدها استدار بكامل جسمه وهو يدخل يد وحدة بجيبه : وش سويت؟؟
مشاعل خايفه لا يعصب : ايه.. وانا نايمه!؟

خالد : وش معنى هالسؤال أنا مو فاهم !!
بعفوية غطت وجهها باللحاف : مو شي خلاص.. وين بندر قوله أبي ارجع البيت..

خالد : مو بهالسرعة !
فتحت وجهها تترجاه : ابي ارجع البيت مابي أجلس..

خالد : اول شي قولي لي وش مهببه أنتي.. ماكله شي غير صالح !
حمررر وجهها .. وكمّل : اللي معك يا مشاعل نزلة معوية حادة.. سببت لك جفاف..
مشاعل بحرج : ما أكلت شي..
خالد : انا دكتور مو غشيم

قررت تـعترف.. وبتوتر : امس اكلت خمس اكياس ليز.. بعدين اكتشفت ان صلاحيتهم منتهيه..

حسته بيضحك عليها بيموت ضحك .. لكن على العكس كان صامت ما علّق.. سرقت نظرة ناحيته شافته يطالعها وهو يهز راسه على تصرفها واهمالها..

قال بنبرة عتاب : ما اظنك لهالدرجة طفلة!
حاولت تدافع عن نفسها : ماكنت أدري ما انتبهت..
خالد : وش ينفع العذر !
مشاعل بضيق ما تبيه يعاتبها : قلت لك ما انتبهت اكلته وانا مو عارفه انه غير صالح..
خالد ببرود : عالعموم هذي صحتك ومحد بيتحمل النتيحة غيرك... انا طالع الحين بندر شوي وبيجي.. اذا بغيتي شي اطلبي النيرس.. وانا بمرك بعد ساعتين!

طلع من عندها وظلت لحالها تلوووم حظها.. حتى صحتها صارت مهملتها فـ نظره... وش تسوي أمس من القهر بس حطت حرتها بهالليز ناسيه ان شادن وصتها ترميهم لأن صلاحيتهم انتهت من كم شهر..

دفنت وجهها بالوسادة بضييييق.. لو يدري ان حتى هالنزلة المعوية بسببه وش بيقول .. عشان تنسى أفكارها عنه امس حطت طاقتها بهالليز الملعووون الله ياخذه وياخذ كل من صنعه.

حست بالباب ينفتح وخطوات احد داخل.. قررت اذا كان خالد ما ترد عليه .. تبي تطلع للبيت ،ما قدّر صحتها وقعد يعاتبها.. تقول ما كانت قاصده وهم يعاتبها ..

بندر : مشاعل يقولي خالد صحيتي ؟؟

من سمعت صوته انفجـرت قامت قاعده بسرعة مو مهتمه للمغص المفاجئ اللي نغز بطنها.. وصرخت : يا حمااااااااااار ليش حطيتني هنا... ومع مين مع خالد! يا حمار شلون تحطني عنده ما تدري يعني اني استحي يا سخييييييييييييييييييف

بندر وهو فاتح عيونه من هالهجوم : وش اسوي طحتي علينا وكل الدكتورات عندهم مواعيدهم ..
مشاعل : حتى لو ..انا الحين شلون بقابله وجع !
ابتسم عليها : عادي يا خبلة خالد دكتور حاله حال غيره !
مشاعل : كل تبن زين !

انسدحت والمغص رجع يزيد.. سمعت بندر يضحك بصوت منخفض عصبّـــت : ما أظن الموضوع يضحك!
مارد وكتم ضحكته لا تعصب أكثر من ماهي معصبة.
مشاعل : متى برجع للبيت .. أبي أرجع
بندر : الدكتور خالد يقول مو قبل ساعتين... لما يغذونك بالسوائل اللي فقدتيها..

مشاعل ووجهها احمر غمضت عيونها بقووة ودسّـته بالمخدة من الخجل !... ليه انا ليه !!




يتبــــع..!

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 01:21 AM

الجــــــزء 13 ...
::::




بعد ساعتين.... في المستشفى

طلع بندر من غرفة مشاعل بهدوء وخفة.. وهو نازل قابل خالد عند المصاعد وكان مستعد يطلع فوق..
خالد : ها بندر على وين؟؟
بندر وهو يأشر على جواله : بتصل على الوالدة قالت لي ادق أطمنها على مشاعل.. وبطلع أشتري لمشاعل ايس كريم طاقه في بالها تبي ايس كريم..

كتم خالد ضحكته ما عمره شاف مثل تركيبة هالانسانة .. آيس كريم هالوقت!!
خالد : مو المفروض تستشريني قبل لا تروح .. موب أنا دكتورها الحين ومسؤول عن حالتها.
بندر : ههههههههههه الله لا يوريك شوي وتشب فيني الغاز.. قلت يمكن الايس كريم يطفيها شوي !
خالد : ههه ليه ؟
بندر بــ لووم : انا قايلك بتكفخني بس ما سمعتني .. قلت لك بتصحى وتقوم الدنيا فوق راسي ليش انك انت اللي فحصتها !!

اكتفـى خالد بابتسامة ناعسـه من غير لا يعلق ، وبندر كمّل وهو يعطيه نظرة : خل الأمور عادية من ناحيتك لا تحسسها بشي ترا البنت مرة صايرة طماطم !!

زادت ابتسامته الناعسه وضحك بصوت واطي ، ما عمره تخيل يوم انه بيشوف وجهها أحمر دايم مخروووشة ورجة.. اللي يقهره أحيانا..!
خالد : انا طالع أشوفها الحين اذا صارت اوكي تقدر تطلعها.
بندر : خلاص بكلم الوالدة والحقك.

راح بندر من طريق وخالد طلع بالمصعد لفوق... وصل لغرفة مشاعل وفتح الباب شووي.. حاول يسمع لها حس ما سمع شي..
دخل بخطوات أوسع وشافها مغمضة عيوونها وأنفاسها ساكنه.. نايمة!

وقف مكانه شوي يتأملها ..لاحظ ان وجهها رجع لـ لونه الطبيعي بشكل مطمئن بس فيه شي لفت نظره وخلاه يعقد حواجبه !!
فيه شي يلمع تحت رموشها..... دمعة!!

قرب أكثر باللحظة اللي تحركت فيها وانقلبت للجهة الثانية... تأأوهت فجـأة : آه آي !!

قرب منها مستغرب لين صار يقدر يشوف وجهها : للحين بطنك يعورك ؟؟

فتحــت عيوونها بكبرها من صوته اللي وعّاااها.. وقاااامت قاعدة بسرررعة مو حاسه بالدمعة اللي برمشها..

خالد وعيونه تتابع حركاتها المتوترة : للحين تحسين بألم ؟
بلعت ريقها وحمرر وجهها وهي تفرك ذراعها : لا لا بس أبي أررجع البيت
خالد : وليه تبكين طيب؟

فتحت عيونها منصدمه من ملاحظته : أبكي؟؟.... من قااااااااااال ؟

ومسحت وجهها بيدينها كم مرررة .. من فوق لتحت ومن اليمين للشمال بقوة وخالد يطالعها مستغرب من تصرفااتها هذي بلاها ؟؟
خالد : اذا شي يعورك قولي لي عشان اساعدك !

ما تنكر رغبتها الشديييدة باهتمامه ، وهذا هي حصلته اليووم بوجودها هنا.. الاهتمام اللي ياما حلمت فيه انها تلقاه من خالد... خالد الدكتور الحنووون مع اخته لحد الدلااال !
بس ما تدري ليه تحس ان هالاهتمام اهتمام مـؤقت وبمجرد خروجها من المستشفى بيختفي كل شي حلو ، وهاللحظات الحلوة بتنتهي بسرعة !

بحرج : مافي شي يعورني ... بس.... شوي صداع!
ابتسم بنعوومة مثل أي دكتور يعامل مريضه بلطف : الصداع مع الراحة بيخف ويختفي..

ابتسامته الحلوووة انحفرت في عيونها .. ما قدرت تبعد عينها عنه كانت مثل الهبلة تناظر فيه !!
ليه تحس برغبة في البكي قوووية ، ليه ما تبي هاللحظات تنتهي ليش تتمنى تبقى على هالسرير للأبد ما دامه بيصير جنبها يراعيها ويهتم فيها.،!

لاحظ خالد دمعة جديدة بطرف رمشها شك انها تحس بألم بس ما تبي تعترف..!

خالد : تبيني أكشف عشان أتأكد..
حــمّر وجهها هي تبي تنسى هالسالفة .. لفت بجسمها وهي على قعدتها للجهة الثانية وعطته ظهرها وهي تقول : لا لا مو لاااازم.... بببس أبي أطلع للبيت

على العكس ما تبي تتحرك من مكانها بس الخجل وما يسوي... حسبي الله عليك يا بندر يالكرييييييييييييييييييييه!

سمعت صوت من الباب التفتت الا النيرس داخله.. أشر لها خالد براسه ..قربت وهي مبتسمة لـ مشاعل اللي مووو فاهمه شي..
نومتهـا عالسرير ومشاااعل رااااايحه فيييها !!

ابتسم خالد بنعومة من غير لا يناظرها : كشْف اخير وتطلعين للبيت ارتاحي بتفتكين من وجهي.. انا عارف انك تبين تقتليني الحين ..

ناظرته مبلمه وهو يحط السماعه على اذنه .. كمّل وهو يعطيها ابتسامة سريعة بعيونها : بس عشان نتأكد انك بخير !

ياااااااااااليته يغمى علللللللللي !!

:::::


بعد نص ساعه دخل بندر غرفة مشاعل شافها لوحدها واقفه عالشباك ، ولابسه عبايتها تنتظره ..
لاحظ انهم شالوا المغذي منها.
بندر : كل شي تمام؟

لفت له ومرت من قدامه من غير لا ترد... ابتسم عليها بخاطره كـان وده يضحك.. مووو لايق عليها الحيا أبد ههههههه..

لحقها ومشى وراها ناحية المصاعد.. ركبت قبله وهو بعدها من غير لا تقووول شي، وهو بعد ماله مزاج طوالة لسانها.

نزل بهم طابق واحد بس وانفتـح باب المصعـد لأحد طالبه..
دخل د.جمال وهو يبتسم بصمت لـ بندر وبندر بادله الابتسامة ،ومشاعل تناظره ساكته..

د.جمال : شخبارك بندر ؟
بندر : بخير يا دكتور انت وشعلومك؟
د. جمال : الحمدلله عايشين..

ناظر مشاعل بسرعة اللي كانت مثل الصنم واققه لا حس ولا صوت ، ورجع لـ بندر يستفسر : ها بشر ؟؟
بندر : لا الحمدلله .. الدكتور خالد ما قصر ساعتين مغذي وصارت بخير !

رفعت مشاعل حاجب وهي تستوعب انهم يتكلمون عنها .. ناظرت بهالشخص صاحب الصوت الملفت الرجولي ..
ياااا طووووله عملاااااااق.. شكله مو أقل من 30 سنة !!!

بشكل خاطف التقت عينها بعين جمـال اللي ابتسم بلطف مباشرة.. نزلت عينها للأرض بسرررعة ياااا فضيييحتي يوم اقوله مابي أحد يعرررفني..

د. جمال : دكتور خالد شاطر اللي معه ما يخاف !
بندر يتميلح : ايه مو بندر السُــكر ولد عمه..

د. جمال : ههههه وانا اشهد..

وسكتـووا .. استرق جمال النظر ناحية مشاعل شاافها قـمة بالهدوووء ما صدق انها نفسها اللي شافها قبل ساعتين تنفـخ عند مدخل المستشفى !

انفتـح باب المصعد أخيرا ، وتحرك بندر بيطلع بس مشاعل مسكت ذراعه بخشوونة وجررته بقوووة وراها.. وطلعت قبله رافعه خشمها !

بندر بغى يطيح على وجهه بنص المصعد، ناظرها مفهي وهي تبتعد مو مهتمه لـ شي! .. التفت لـ د.جمال شافه واقف والضحكة محبوسة على فمه.

ضحك بندر بهبل : ههههه لا تشره البنت مزاجيه بقوة !
د. جمال : هههه الله معك..

رفع بندر يده وسلم بالهوا ، وطلع يلحق اخته اللي بغت تطيحه...
و د.جمال أغلق على نفسه باب المصعد والضحكة تهز كتوفه وراسه.


ركبت مشاعل السيارة ووراها بندر اللي شغل السيارة بحنق : بغيت أصفط على وجهي بسبتك قدام الدكتور!!

مشاعل بكل بروود : أحسن !
بندر : والله انك قليلة ذوق الحين موديك للمستشفى من صباح الله وجالس معك وتكلميني كذا !
مشاعل : عشانك حمار وغبي..

بندر : ايه والله صدقتي انا حمار وغبي لأني رحمتك وجبتك هنا.. المفروض خليتك مثل ما انتي.. بس وش اسوي بقلبي الرهيف
طالعته بطرف عينها وما ردت ناظرت من الشباك بصمت ..


دخل د. جمال غرفة د. خالد وهو مبتسم.. لاحظ خالد ابتسامته وهو يقلب في بعض ملفات المرضى : شفيك تبتسم؟؟
د. جمال : شلونها اخت بندر ؟

رفع خالد عينه مستغرب من سؤاله : وانت شدراك انها كانت هنا؟؟
د. جمال : لأني شفتها داخله مع بندر ولد عمك قبل لا تطيح عليه..

د. خالد : ابد كانت تعبانه شوي.. اعطيتها مغذي وتحسنت
د. جمال ما قدر يقاوم فضووله : وش منه؟؟

رفع خالد عينه عن الملف بكل برود : وش سر اهتمامك؟
د . جمال وهو يحط رجـل على رجـل : بس استفسر.. اخت بندر وبنت عم الدكتور خالد لازم نسأل من الذوق !

رجع خالد لملفاته وهو يقول ببساطة : كانت معها نزلة معوية حادة.. وجفاف
د. جمال : أفـا !

مسك خالد قلمه الكشخة اللي دايم يشيله بجيب صدره وكتب شي في وحدة من الملفات وهو يكمل : صارت بخير الحين ومع الراحة بترجع مثل ما اعرفها... مشكوور على سؤالك


//

على طاولة الطعام في قصـر ابو خالد...

سحر تطالع في صحن الشوربة قدامها من غير لا تلمسها.. والخدم حولها يشيلون الصحون الوصخه اللي خلصوا منها... ما تدري تسأل ولا تسكت الافكار ما خلتها حتى تاكل.

ناظرتها امها وهي تقطع لـ بيان تفاحة قطع صغار : شفيك سحر ما تاكلين؟
لاحظت سحر ابوها يرفع راسه عن اكله ويبتسم.. ويقول : لا تقولين متغديه بالجامعه.

كذبت لا تغدت ولا شي بس مالها نفس : ايه تغديت شبعانه.
أمهــا : طيب كلي برتقاله ، تفاحة كلي فاكهه كلها فايتامين.

مدت سحر يدها بصمت وخذت عنقود عنب من صحن الفاكهه العميق المحطوط بالنص.. وقطعت حبة وحطتها بفمها وهي تسرح من جديد باللي صار اليوم!

وصارت تاكل العنب حبة حبة ببطء شديد... لاحظت بعد دقايق ان اهلها كلهم قاموا عن السفرة وخدامتين حولها يشيلون الصحون والملاعق.. التفتت ورا تناظر الصالة شافت ابوها يجلس ويقلب بقنوات الاخبار .. من غير تردد قامت واقفه بتروح تسأله يمكن ظنها يخيب وبكرة يجي سايق جديد..

تركت باقي عنقود العنب عالطاولة والخدم يشيلون من وراها... جلست وهي تعض ابهامها ، وقبل لا تسأل سألها يبي يتطمن.
ابو خالد : رحتي الجامعة اليوم !!

سحر : ايه رحت... بس...
ابو خالد : وكيف السايق عساه احسن من الأول؟

تغير وجهها من معنى كلامه ..اجل مثل ما توقعت وليـد صار ساااايقها الخاااص اللي بيرافقها في كل ايامها .. وش هالحظظ الانسان اللي ورطته معي بيوم الحادث يصير الحين سايق خاص لي!.

لاحظ سكوتها وعلق : تراا مافي غيره من اليوم وطالع مافيه سايق اجنبي..
ابتسمت بتوتر : مو لازم اجنبي.. بس.. يعني مافيه غيره ؟؟

طالعها باستغراب : ليش وليد شفيه ؟

سحر ما تدري وش هالشعور ! وليد هذا غريب.. داخلها احساس انها تعرفـه ، وبنفس الوقت ما تعرفه : مافيه شي.. بس ما اظن بيتحمل مشاويري انت تعرفه سعوودي!

ابتسم على تفكيرها : لا وانا ابوك تطمني هالولد غير بيسوي كل اللي أقوله عليه.. وبعدين انا قايل له من قبل لا يستلم هالوظيفة ان مشاوريك كثيرة ما تخلص.. هو عارف هالشي وما عارض بالعكس قبلها برحابة صدر.

هزت راسها وسكتت ما فيه سبب مقنع عندها عشان ترفض هالسايق.. تحمد ربها أصلا ان ابوها غير لها سواقها الغبي ذاك.. بعد بتطلب تغييره من جديد... تنطم احسن لها وتسكت!

ابو خالد : عسى ما تأخر عليك بالجامعة اليوم.

تذكرت انه كان غرينيتش بمواعيده.. قال لها انه بيكون عندها قبل بـ عشر دقايق من وقت خروجها وفعلا قبل عشر دقايق كان عند الجامعه ينتظرها.

قالت بحقانية : صراحة لا ، ما تأخر ولا ثانية.. جا للجامعة نفس الوقت اللي قلت له عليه!

ابو خالد برضا : اها زين.. هو من يومه وهو عالوقت.

حبت تستفسر عنه ما تدري ليش يمكن تبي تشبع فضولها : الا قلت لي انه ماعنده اهل !
ابو خالد وهو يطالع التلفزيون : ايه ما عنده غير عمه وكبير بالسن..

سحر : ووين سااكن ؟

التفت عليها يبي يجاوب .. لكنه تذكر واستوعب انه ما قد سأله هالسؤااال.. ولا عمره وليد تكلم عن مكان سكنه.. بس اللي يتوقعه الا متأكد منه انه بدون شك مكان فقير رث، ما يحتاج يسأل لأن خلفيته وكلامه عن نفسه يوحي بهالشي.

ابو خالد : تصدقين مدري وانا ابوك ما سألته !
سحر : وما عنده اخوان معقول عايش على باب الله ما عنده احد
ابو خالد : لا ما خبرت عنده اخوان يتيم من صغره.

يتيـــم !!..
والقساوة اللي تلاحظها بعيونه ، وبملامحه ! الشموخ الغريب
اللي تعرفه ان الفقر يخلي كثير من الناس عايشين بذل !.. لكن هذا مو فقيـر وبس.. الا حتى انه جاهــل!
معقولة اليتم والحياة القاسية قسـته معها عكس الكثير من الفقارى.

هزت راسها ما تبي تفكر فيه.. ولا عمرها اختلطت مع ناس فقارى ولا تبي.. طول حياتها تعايش ناس من مستواها هذا اذا كان لها صديقات حقيقيات..رغم ان صداقاتها شببه معدوومة مالها صديقات ، واذا كان لها في الجامعة ، فهم ما يتعدون زمااالة تنتهي مع انتهاء السنة الدراسية.

لاحظت انه ابوها لهى مع اللي يشوفه.. فطلعت بالمصعد لغرفتها تذكرت ان مشاعل مالها شوف اليوم بالجامعة.. مسكت جوالها واتصلت عليها بس مــا حصلت رد..

بعد كم ساعة دق تلفونها باسم شادن..

سحر : هلا..
شادن : هلا سحووورة... شفت اسمك بجوال مشاعل قلت اتصل عليك
سحر استغربت : ليه والبومة وينها ؟

ضحكت شادن وسحر مو فاهمه شي.
شادن : هههههه مشاعل الخبلة بغت تذبح نفسها !
سحر خااافت : لييييييييييه !
شادن : عندك خبر انها اليوم راحت للمستشفى

مسكت سحر قللبها هالهبلة وش مسسسويه بعمرها : ليه وش سوت بعمرها؟؟
شادن : اذا شفتي خالد اسأليه.
سحر : وخالد شدخله؟؟
شادن : اخوك الوسيم على قولها هو اللي تكفل فيها اليوم هههههههههههههههههه

سحر بصدمة : خالد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ما قدرت سحر تفهم شي .. بس استنتجت بشكل سريع ان مشاعل أذت نفسها قاصده عشان تشوف خالد.... خببببببببلة هذي تسويها ومليووووووووووون تسويها..!!

قالت سحر تكلم نفسها : الحمارة تسويها !

شادن وهي مو فاهمه : وش تسوي؟؟
سحر : مو تقولين بغت تذبح نفسها... وش سوت بالضبط؟؟
شادن بضحكة ما تقدر تكتمها : ماكله شيبس منتهي صلاحيته... لا ويا ليته واحد خمس اكياس تخيلي..

من الصدمة فتحت سحر عيوونها على وسعهــا .. مشيعل هالهبلة لا يمكن تفكر بعقلانية خمممس اكياس مرة وحدة.. ما تسووووووى علييييها... الله يهديك يا خالد شوف وين وصلت البنت معك.. ما قلنا لك حبها بس عالأقل عاملها بشوية لطف ورحمة.

شادن : هههههههههه هذا هي نايمة من جت من المستشفى وما أظن بتصحى قبل بكرة
سحر : زين.. وانا بسأل خالد عنها...

ناظرت ساعته وكمّلـت : الوقت تأخر الحين .. بكرة بجي اشوفها وأتفاهم معها هالدببببا..

شادن : زين.

سكرت وظلت بغرفتها لين الساعة 10 بالليل..

بعدها نزلت تحت وشافت خالد جالس بالصالة بتفرج عـ التلفزيون..حاط رجل على رجل وهو لابس بلوزة سودا كت بدون اكمام وبرمودا اسود... كان يختلف عن هيئة الدكتور بالأبيض والثوب..

واضح انه جاي من مدة مغير ملابسه ومرووق وقدامه صحن فاكهه.. ويبتسم على فلم كوميدي يناظره..

سحر وهي تنط عالكنبة وتجلس : جاي من زمان ؟؟
خالد وعينه ما تفارق الشاشة : يعني ايه !

على طول فتحت السالفة : شلووووونها شعولة؟

على اسمها التفت لها بهدووء : دريتي عنها؟؟
سحر : ايه وصلني خبر !.. كيفها شخبارها..

رجع يطالع الشاشة وهو يقول : بخير لا تخافين عليها
سحر : عسى ما تعبت كثييير ؟؟

ابتسم غصب عنه وهو يتذكر ردات أفعالها منه بالمستشفى.. لاحظت سحر ابتسامته وهو يناظر الشاشة : وش صااار ؟؟
خالد على ابتسامته : نزلة معوية وعدت على خييير

سحر تلقائيا بحسسرة : يا عممممممممررري بنت عموووو !
طالعها باستخفاف : بنت عموو هذي اذا ما انتبهت لنفسها بتصير دووم تأذي عمرها من غير لا تدري..

ناظرته بضيق وعتاب : لو ما انت جاف معها كان ما سوت اللي سوته !

مـا فـهم : سوت اللي سوته ؟!!
سحر مسكت لسانها .. شكله ما يدري انها سوت اللي سوته عشانه وهذا اللي هي استنتجته : موووو شي..

لكن خالد ذكي فهم شي ثاني ، استقعد جالس بعد ما كان غايص باسترخاء بالكنبة : لا تقوولين انها أذت عمرها قاصده !

سحر مسكت لسانها هي حتى مو متأكدة من هالشي : لالا مدرري..

عطاها نظرة صارمة : مشاعل سوت اللي سوته بقصد .. صح يا سحر؟؟
سحر : لالالالا .. مستحيل مشاعل تسويها مو لهالدرجة..

خرربت الدعوة يمكن ظلمت مشاعل.. مشاعل مهما كان فيها جنون اكيد مارح تأذي نفسها..
خالد : شكلك يوحي لي بالعكس..

سحر : لا تررااا ما اادري عن شي.

تجاهل كلامها ورجع يسند ظهره عالكنب.. شلوون ما فكر بهالاحتمال بالمستشفى.. كانت أول مرة بحياته يشوف ضعفها يشوفها متألمـة... يشوف هالجانب الرقيق منها، تعامل معها بلطف ورقة لأنها كانت مريضه تحتاج لعنايته واهتمامه كـ طبيب.... بس ما توقع انها تتحايل عليه !

سحر خاااافت من ملامحه المتقلبة لاااا يا ربي مو قصدي اخرب الصورة براسه اكثر من ماهي خربانه !.. كنت بس أبي أبين له انه هو جزء من السبب ويمكن كل السبب.

سحر : اذا كنت صدقت انها سوت هذا عشانك لازم تعرف انك انت السبب

ناظرها بدهششة : انا مالي علاقة بتصرفاتها الغير معقولة
سحر بحزن لحال بنت عمها اللي يشابه حاله : انت قاسي معها بزياادة عن اللزوم.. ترا الجفا يجرح يا خالد لو كنت ما تدري.. اذا كنت مو قادر تهتم فيها ما قلنا تحبها... عالأقل عاملها زيين ..انت تتصرف معها وكأنها حشرة مو مخلوق انسان يحس ويشعر !

خالد : انا ما عاملتها بأسلوب غلط.. انتي اللي ليش مصرة انها غلط... هذي تصرفاتي انا اشوفها صح بـ صح مو مستعد أغيرها..

وقام من عندها وهو مصدوم من اللي قالته والنتيجة والاستنتاج اللي براسه... معقووولة مشاعل توصل لهالحد من التهوور..
تأأأذي نفســها عشان تتحايل عليــه !!!!!!!!


سحر بمكانها شوي وتقطع شعرها هذااااا شلوووون فهم... ماكنت ابيه يفهم كذااااا..!!

؛؛؛

الصباااح ولأنه يوم خميس... صحت سحر ولقت خالد ما بعد طلــع توه منتهي فطوره.. صبحت عليه ورد عليها التحية.. ما فتحت الموضوع وحتى خالد ما فتحه والظاهر ان مزاجه متعكر... كلام أمس مأثر عليه للحين مو مستوعب الكلام!

يوم شافته بيطلع فوق قالت بهدوء : خالد اذا كنت بتطلع ابيك توصلني بيت عمي!
خالد : ليه وين السواق؟؟

تذكرت وليد وتوترت اعصابها : ماله داعي مادامك طالع بروح معك على طريقك

ما جادلها هز راسه وهو يطلع : اوكي عشر دقايق وانا طالع.

راحت وراه لغرفتها وغيرت بجامتها ، لبست بنطلون أسود وتي شيرت سبور ابيض مخلوط بفضي فضفااض.. ونزلت شافت بيان بكشتها توها مصحصحه ..

بيان : يا سلاااام وين بتروحين
سحر : بروح بيت عمي يام كشة !
بيان : وععع عند مشاعل!

على نزلة خالد اللي ابتسم على كلمتها .. سحر : ايه عند مشاعل
بيان : اجل خلاص مابي اروح
سحر : ابرك بعد !

خالد : يلله انا طالع..

مشى قدامها ولحقته وبيان لهت مع قنوات الكرتووون..

وصلت سيارة خالد بيت عمه... وأول ما فتحت سحر الباب وقبل لا تحط رجلها عالشارع قال خالد : سلميني عليها وشوفي أخبارها عقب النزلة اللي جتها..

ابتسمت ولفت له ، شافته يناظرها بهدوء وسخرية على افكارها اللي عارفها : لا تفكرين بشي... مهما صار ومهما سوت بظل انا الدكتور المسؤول عنها.. ومن واجبي اسأل عن صحتها... يلله انزلي

بخيبة نزلت وحرك السيارة من بعدها .. دخلت بيت عمها وهي متطمنة لأن سيارة محمد ما كانت موجودة معناته انه مو موجود...

دخلت الصالة وهي وتطلع جوالها من جيب بنطلونها .. وتدق على شادن لأنها عارفه انه صاحيه هالوقت..

شادن : هلا صباح الخير سحورة
ابتسمت ،، شادن دايم بلسم لمزاج الواحد .. وه بس الله لا يخليني : هلا شااادن صباح النور... انا تحت جيت
شادن : الله أووووكي نازله لك ركض..

ومن سكرت سمعت احد يركض من فوق .. وشافت شادن تركض على الدرج ببجامة نومها وشعرها الطويل الفاتن الواصل لنص ظهرها والمعتفس بشكل عشوائي يجنن يطير بحيوية من قفزاتها على الدرجات...

وهي تضحك : كننت أنتظرك والله ..عارفه انك بتجين بدري
سحر : قلبي والله يلووموني بحبك...

طلعووا مع بعض فوق وسحر تسأل : عسى البومة صحت لا تقولين للحين نايمة..
شادن : لا طليت عليها قبل شوي صاحيه بس بسريرها ما قامت..

ودخلوا غرفة مشاعل وفتحوا الأنوار.. ومشاعل كانت منسدحة ومعطيه الباب ظهرها

سحر : مشمشاااااااااايه قلبي... سلامتك يا حبي وتوأم روحي ما تشوفين شر..
لفت مشاعل للباب وهي منسدحه : بسم الله وش جااابك ؟؟

رفعت سحر حاجب : خايفه عليك يا وحشة جايه اشوفك
مشاعل : تخافين على مين ؟؟.. علي؟؟... هههههههههههههه ضحكتيني

سحر : ليه اضحكك ؟؟
مشاعل : انااا ما ينخاف علي بس مثل ما يقولون كبوة جواد !

ضحكت شادن غصب وسحر ناظرتها ببلاهه .. وششش دخل !!

سحر : الحمدلله.. وش دخل... المرض ما يعرف كبير وصغير هههههههههههههههههه وانت مثل كل الناس.
مشاعل : كلللله منك لو ما اتصلتي علي وقلتي لي عن خالد كان ما صار اللي صار..

عضت سحر شفايفها ، تذكرت الكذبة اللي قالتها لـ مشاعل وللحين ما اعترفت لها انها كلها لعبة... لا يكووون كل هذا بسبب ذيك الكذبة البريئة..

شادن وهي تروح للباب : برووح اجيب فطور .. "وبنبرة مختلفة" الدككتور خالد يقول تغذي زين هاليومين

انقلب وجه مشاعل من ذكرى أمس وسحر لاحظت وسكتت.

شادن : تبين سحر معنا ؟؟
سحر : مع اني كلت بس مو مشكلة

طلعت شادن عنهم.. وسحر ركضضت ونطت قدام مشاعل بآخر السرير وتربعت بعد ما فصخت عبايتها ورمتها بفوضوية على الكرسي ..

سحر : مشاااعل بعترف لك بشي بس أخاف تذبحيني
مشاعل بحيرة : وشوو ؟

سحر بعتاب : أول شي تدرين انك غبية ؟؟
عصبت مشااعل مو فاهمه : لا تغلطييين انا مريضة ترا بدعي عليك !!.. ترا دعاء المريض مستجاب..
سحر : ممكن تعلميني ليش سويتي اللي سويتيه ؟؟

بلمت مشاعل : وش سويت مـا سويت شي!!
سحر وهي متنرفزه : يعني تبين تفهميني انك ما سويتي اللي سويتيه عشان تشوفين خالد وتستحوذين على اهتمامه!!

مشاعل فهّــت : هاه ..!... عن وشو قاعدة تتكلمين ؟؟
سحر : انتي مو اكلتي الشيبس الخربان بس عشان تروحين المستشفى عند خالد.. اعترفي تراني فاهمتك

فتحت مشاعل عيووونها مو مستوعبة اللي تسمعه .. وصرخت بعصبية : تبيني أرجفك الحييييين وش شافيتني يا حمااارة مجنووونة بلا عقل!!؟

سحر : اعترفي احسن لك ليش سويتي كذا
مشاعل بقههر : اعترف ايش لا تخليني اقوووم عليك.. انا ما سويت اللي سويته قاصده وش تحسبيني... انا كلت الشيبس بالغلط مو قصدي... بغيت أموت امس من الألم... تحسبيني يعني بجيب لنفسي كل هذا..مستحيل أسويها..!

بلعت سحر ريقها من الفكرة الغلط اللي خذتها وخلت خالد بعد ياخذها : يعني ما سويتي اللي سويتيه بالعمد ؟؟

مشاعل كلمت نفسها بحنق : وش اسوي فيها هذي الحين...

ورجعت تناظر سحر بعيون معصبة : قلت لك اللي صار صار بالغلط ما انتبهت ان الشيبس منتهي... وبعدين كله بسببك يوم دريت عن اللي صار بين خالد وشادن رحت وحطيت حرتي بهالشيبس..

شافت دمووع تتكون بعيون سحر ،، استغربت : سحووور وجع لا تصيحين ترا ما فيني الا العافية..

وش تسوي سحر الحين عقدت المووضوع لازم تعترف ان الكلام كله كذب ومزح..

مشاعل : وجع سحر قلت لك انا طيبة الحين مافيني الا العافية يالدلوعة

ما كملت كلامها الا سحر ناااطه عليها وحضنتها بقوووة وهي تعتذر : اسفة مشااااعل كنت انا وشادن نلعب ونمزح ما كنت ادري انك......

ما استوعبت مشاعل شي وسحر حاضنتها شوي وتخنقها : سحر ووووش السالفة ؟؟

كملت سحر كلامها وهي تحس بالذنب.. عقدت الوضع من غير لا تقصد : الكلام اللي قلته لك عن شادن وخالد كذب ما صار شي ابد.. بس حبينا نلعب عليك شوي أناااا آآآسفة..

بللمت مشاعل سااااكته ما تحركت... لين ابتعدت عنها سحر وجلست وهي تمسح دموعها... قامت مشاعل بسرعة تجلس : وش قلتي ؟؟؟

سحر : والله آسفة كلها لعبة.

مشاعل : يعني خالد ما قال عني غبية بذاك اليوم؟؟

هزت سحر راسها نففي وهي خايفه من ردة فعلها..

مشاعل بحننق : وخليتيني امرض واتعب ببلااااااااااااااش!

ومسكت الوسادة وبووجه سحر على طول : احمدي ربك اني ما اقدر اراكض ولا كان ذبحتك !

سكتت سحر وش تسوي تتكلم ولا تسكت.. تعلمها بعد عن الكلام والظن اللي خذاه عنها انها قاصده تتعب عشان تشوفه ولا تنطم.. كويس ما ذبحتها على هالكذبة..

خلها تسكت احسسن.. فجأة تذكرت وصية خالد بالسيارة وابتسمت بسررعة
سحر : خالد يسللللم علييييييييييك !!

بلمت مشاعل وضحكت بسسسخرية : هه هه تبين تهربين وتكحلييينها
سحر : الااا يسلم ويقووولك اسأليها عن أخبارها

مشاعل مو مصدقه : ما تعرفيين تكذبيييين يالدلوعه !

دخلت عليهم شادن وهي شايله صينية بين يدينها وحطتها عالطاولة..

ناظرتها مشاعل بنظرة : شادن ياحمارة متفقه معهاااا ضددي!!

ناظرت شادن في سحر وابتسمت يوم فهمت : هههه اخيرا عرفتي كنت شايله همك
مشاعل : كلكم شريرااات وخبيثات

سحر : مشاااعل سااامحييييييييييني

مشاعل استنذلــت : مانيب مسامحتك ليووووم الديييييين
سحر : يلله عاااااااد والله آسفة
مشاعل : انقلعي مناك


:::


في الشـركـة..

دخل محمد مكتبه وجلس على كرسيه بكل هدووء... سحب وحدة من الملفات المكومة قدامه وبدا يشتغل عليها..
بعد دقايق اندق بابه قال من غير لا يرفع راسه عن الورق : تفضل !

سمع الباب ينفتح وواحد يدخل وويوقف قدامه ويقول : انا المراسل الجديد المدير ابو خالد ارسلني لك !

رفع محمد راسه عن ملفه مستغرب ، العادة وليـد هو اللي يمر عليه وينهي أشغاله.. شافه شاب يبدو عليه اصغر من وليد .. ومن نظرات عيونه يبين انه أقل ذكاء وكفاءة منه حتى..

هز محمد راسه وأشر بالقلم عالباب : اهاا شغلك اليوم حطيته عند موظف اسمه فايز.. ثاني مكتب في الممر على يدك اليسار !
هز راسه باحترام وطلع ومحمد الافكار ماخذته... وليد مختفي له فترة ما مر عليه !!.....تذكر ان عمه قال له انه بيعطي وليد وظيفة جديدة... وش هالوظيفة اللي بالشركة ووليـد له يومين مو مداوم ولا حتى شاف وجهه.

نسى هالافكار والهواجس وكمل شغله بسرعة ومهارة وكفاءة عاااالية... لين جا وقت الخرووج طلع من مكتبه وهو شايل معه حقيبة أوراقه اللي بيشوفهم ويطلّع عليهم بالبيت.

شاف الموظفين يستعدون للخروج اللي راااح ، واللي واقف يسولف مع غيره ..

مشى في الممر بكل هيبة وثبات والموظفين يبتعدون عن طريقه بكل احترام وهم يودعوونه.. سمع فايز واثنين معه اللي كانوا واقفين على باب مكتبهم يسولفون يتكلمون بسالفة فيها اسم " وليـد".. خلته غصب ينصت وهو يمر من جنبهم

حمد : تتوقع انطرد !!
فايز : ياليت مع اني ما اظن !
الموظف الثالث اللي معهم : سمعت انه اخذ وظيفة جديدة براتب اعلى... مو بعيدة يترقى مدامه بهالسرعة اخذ وظيفة براتب 3000 وهو منتف حتى شهادة جامعية ما لـه!

رفع محمد حاجب وهو يوقف عن المشي ، حسوا بمروره جنبهم وسكتوووا وفايز بسرعة رفع يده يحييه : مع السلامة طال عمرك !
محمد وهو ينقل حقيبته الجلدية السودا لليد الثانية : مو ناوين تطلعون... انتهى الدوام
فايز : ايه الحين طالعين بس خذتنا سالفة !

محمد وهو ينقل نظره ما بينهم : الاا ما شفتوا وليـد اليوم ؟؟
فايز : لا طال عمرك لنا يومين ما شفناه

هز راسه معناته انه ما مر عالشركة.. كان وده يسأل عمه ويستفسر لكنه تراااجع .. عمره ما تدخل بقرارات عمه وكان دايم يطيعه بكل قراراته... بس شي يحير وش هالوظيفة اللي بـ 3 الاف صراااحة عمه ابو خالد مكرمه زيادة عن اللزوم وليته يعرف السبب !

مشى للمصاعد وطلع لسيارته البي ام السودا رمى حقيبته جنبه ومشى للبيت..!!


//


00رؤى00 06-08-08 02:27 AM

مشكوووووووووووووووووووووره عززتي على اختيارك الموفق للقصه لانها

قصه رائعه وانا كنت متابعه القصه بألم بس للاسف اغلقت القصه من قبل المنتدى ماتدرين الحين الكاتبه وين بتكملها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ومشكوووووووووووووووره غلاتو على النقل

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 02:47 AM

شادن وسحر متربعين على سرير مشاعل اللي متمدده بالنص وهي مغطيه رجولها باللحاف يلعبوون اونو..

مشاعل بصرررخة : أونوووووووووووووو...

شادن : لاااااااااااه مانيب مخليتك تفوزين..
سحر : ههههههههههه شادن معك ام أربع !
شادن بمكر : ايه معي ثنتين..

شهقت مشاعل : وووجع مانيب مخليتكم تسحبوووني موب على كيفكم..
سحر : ههههه وانا بعد اونووووو !!

شادن فتحت عيونها : خيييررر تفوزون كلكم !!

وحطت ام الأربع.. ضحكت مشاعل بخبث وحطت اللي معها كانت ام الأربع نفس شادن

شهقت سحر من الصدمة : خيييييييييير تسحبووني ثمااانيه حرام عليكم!
مشاعل قامت تطق اصبع : انا فززززززززت .. يلله اختاري اللون اللي تبينه .. عشان ما تزعلين !!
سحر بحنق ناظرت شادن اللي ناويتها .. عرفت ان مافيه امل هي خسرانه خسرانه..

ضحكت شادن بشررر وحطت اللي معها وهي تغني : اونوووو حبيييييبي !!
سحر : افففف مافيه امل.. ( ولعبت بضعف حيلة )

حطت شادن ورقتها وفاازت .. من القهر سحر قامت تعفس الأوراق وطيرتهم بالهواااا..

سحر : شكلكممم مخططين من وراي!
مشاعل : ههههههه مثل ما خططتي انتي وشادن ضدي!

سحر : شدووون الوحشة تخطط مع كل الناس..

سمعت شادن امها تناديها قامت من مكانها وهي تضحك وطلعت ...

نزلت تحت شافت محمد جالس مع ابوها وشكله قبل دقايق واصل لأنه للحين بثوبه وحقيبة أوراقه عالأرض جنبه.. راحت لأمها بالمطبخ : يمه ناديتيني..

امها وهي مشغولة مع الخدامة بالطبخ : ايه صحي بندر كانه ما صحى عشان الغدا..
شادن : ان شالله.. بس ترا احنا بنتغدا فووق سحر فيه بتتغدا عندنا

ام محمد : زين روحي صحي اخوك وانا بقول للخدامة تجيب لكم غداكم فوق


طلعت شادن فوق تشوف بندر ... ومن وراها قام محمد واقف وهو يشيل حقيبته : انا استأذن يبه بروح اغير..
ابو محمد : ايه بس لا تنام عن الغدا لك يومين ما تغديت معنا

ابتسم محمد : ان شالله على هالخشم !

ومشى طالع لفوووق... اول ما وصل شاف شادن وهي طالعه من غرفة بندر... بنفس اللحظة سمع ازعاج وضجــة تصـدر من غرفة مشاااعل خلاه يلتفت يناظر بابها.

وقال يكلم شادن : الحين التعبان يصارخ كذا ؟!!

شادن : هههه لأن سحر معها !

بس قالت اسم "سحر" انقلب لون وجهه.. وقل الاكسجين حووله ،.. ليش مصرة تقرب منه وهو مضطر يبعد عنها..
لاحظته شادن : حموودي شفيه وجهك ؟؟
ابتسم وهو يكمل طريقه : مو شي بروح اغير وانزل اتغدى مع ابووي

شادن : ايه وقوله احنا محنا نازلين لأن سحر موجودة

محمد وهو داخل غرفته : زين !

//

بعد الغدا...

دق جوال سحر اللي حاطته على طاولة مشاعل .. نطت بسرعة لأن النغمة نغمة أمهـا... وعقب ما سكرت لفت لـ مشاعل وشادن وهي تقول : انا بطلع البيت الحين..

شادن : بدرري اجلسي شووي
سحر : امي تقول انها بتطلع معزوومة وبيان لحالها بالبيــت ولازم اروح اجلس معها... صايرة البيبي سيتر لهالبنت
شادن : يا حلوووها جيبيها وتعااالي

استصعبت الفكرة : صعبة لأن بيان ما ينعرف لها يمكن بأي لحظة تنام ولا تصيح لازم اكون جنبها اذا امي مو موجودة.
مشاعل وهي تاكل ايس كريم : ومين بيودييك ؟؟ انت قلتي خالد اللي جابك وخالد بدوامه الحين..

صدق ميين بيرجعها ؟!!!..
طقت سحر جبينها يوم تذككرت... وش تسوووي الحين مالها الا وليـد... ياربي وش هالحظظظ !!
مشاعل بسخرية : شفيه وجهك يتقلب !

ابتسمت تمحي الشكوك : مووو شي... بدق عالسواااق مو مشكلة..

ومسكت جوالها وراحت لشرفة مشاعل الصغيرة اللي مو قد شرفة غرفتها الواسعة الملكية.. طلعت وسكرت الباب وراها ،، وشادن ومشاعل يناظرون بعض باستغراب .. ليه راحت تكلم بعيييد!!!؟؟

دقت سحر وهي واقفة بآخر الشرفة... دقت الرقم اللي اتصل عليها امس بالجامعة... واللي حفظته باسم وليد واعصابها متوترة..

رد مباشرة بسرعة ما توقعتهااا.. بصوت ثااابت : سمــي ؟؟

سمي؟؟!!!!
ناظرت بالحديقة تحتها وهو تحاول تقول شي!.. ليش هي متوترة... هو مجرد سايق لها ينفذ أوامرها وبس المفروض ما تتوتر....

سحر : وليد !
تركي وهو يطالع ثامر جنبه بابتسامة ملتوية : سمي ؟!
سحر : أبيك... تجيني الحين !!

تركي : ابشري!... البيت؟؟
سحر بصوت أهدى من المعتاد : لا... في بيت عمي
تركي : اهااا... بيت الاستاذ محمد ؟

استغربت انه يعرف محمد بس سرعااان ما تذكرت انهم كانوا بالشركة مع بعض : ايه عمي ابو محمد..
تركي : اوكي ربع ساعة بالكثير وانا عندك..

سحر : اوكي لا تتأخر..
تركي : ان شالله ..

وسكر من عنده ، للمرة الثانية يسكر من عنده وتظل هي جامدة..

//

قام تركي واقف وثامر ما تحرك من الكرسي قدامه : انا طالع لها الحين..
ثامر : زين انا بطلع بعد وش يجلسني دامك بترووح

طلب تركي فاتورة القهوة اللي شربووها ودفع عنه وعن ثامر !!

ضحك ثامر بسخرية وهم يطلعون من الباب : من يصدق انك انت بهالشكل تدفع عني فاتورة قهوة..

ابتسم تركي وهو يروح للسيارة الكشخة المخصصة لسحر : المظااااهر خــداعة وانا اخوووك
ثامر وهو يركب سيارته ويضحك : صدقت المظاهر خداااعة وانت اكبر مثال ههههههههه

ضحك تركي وهو يركب وأشر لثامر يودعه وتحرك ..


في بيت ابو محمد .. اندق الجرس..

بهالوقت كانوا ابو محمد ومحمد ومعهم بندر يحتسون الشاهي عقب الغدا... محمد رفع التلفون يرد بما انه الأقرب.
سمع صووت مو غريب عليه خلاه يعقد حواجبه...

محمد : مين ؟؟

- انا وليـد..

سكر السماعة مـو فاهم شي "وليد؟"... وش جابه هنـا !.. قام واقف على باله ان وليد جاي يبيـه ..
بندر : على وين؟؟.. مين عالباب؟؟

محمد : واحد من الموظفين بطلع أشوف وش يبي!

وأول ما طلع من الباب .. كانت سحر تنزل بسرعه وشادن معهاا..

شادن : سلميني على عمي.. ومرة عمي
سحر بابتسامة : يوصل ان شالله .. بباي

ومرت عالصالة لاحظت عمها وبندر اللي ابتسم اول ما شافها : سلام عمووو اخبارك؟؟

ضحك ابو محمد على دلعها بطريقة كلامها " عموو" من عمرها سنتين وهي تناديه عمووو والسفر والغربة ما غيرت فيها شي حتى كلامها..
اضطرت تسلم على بندر قدام عمها ما يصير تتجاهله : شخبارك بندر

بندر وهو يقلد صوتها : بخير بنت عموووووو..
ما درا الا بضربة على راسه من ابووه..
ابو محمد : اصطلب لا اكسر راسك
بندر : ان شالله ..


طلع محمد من الباب .. وفتح عيوووونه مستغررب يوم شاف سيارة عمه واقفه - سيارة سحر الخاصة بمعنى ثاني- ، ووليـد واقف جنبها يدق بأصابعه على سقف السيارة ، وشكله ينتظر.

عقد حواجبه وهو يتقدم خطوة : وليـد ؟؟

ابتسم تركي وهو يتقدم يسلم.. مد يده يصافح محمد اللي بدت الشكوك تملا راسه.

صافحه محمد وهو يسأل بحيرة : تبي شي؟؟

تركي : أبد بس بنت ابو خالد دقت علي وجيت اخذها للبيت.

انقلــب وجه محمد مـوو فاهم شي : دقت عليك!!!!!

لاحظ تركي ان محمد منخبص مو فاهم شي.. وابتسم من غير داعي : ليه استاذ محمد ما دريت..
محمد : ادري عن ايش؟؟

وقبل لا يتكلم تركي اللي حاس بتغير وجه محمد... التفتوا ثنينهم للباب يوم حسوا بخرووج أحد..

كانت سحر طبعا اللي تصنمت واقفه وهي تشوفهم متصافحين ويتكلمون.. ونظرة محمد تتغير بشكل جذري.. خاااافت ورجعت لورا ... عدلت حجابها وغطت وجهها بسرعة مالها حيل تطيح عينه بعينها.

طلعت ومشـت للسيارة بصمت وقلبها لعب فيها لعب !.. مرت من قدامهم كأنها ما تعرفهم... فتحت الباب من غير لا تشوف وراها وركبت،، وتركي يوم شافها ركبت.. لف لمحمد بابتسامة : اشوفك على خير استاذ محمد.

هز محمد راسه يودعه بصمت.. والصدمة متلبسته لا يكون هذي الوظيفة الجديدة... سااااايق لـ سحـر!؟!؟!.. ليــه!!

كان مستعد يروح للسيارة ويسحب سحر منها بالقـووة... بس ما أمداه يتحرك خطوته الأولى الا السيارة تحركت ومشت ..وتركي يبتسم لـ محمد الواقف مكانه وهو مشدوووه !!


لاحظ تركي وهم يبتعدون عن البيت ان سحر كل شوي تلتفت تناظر من القزاز الخلفي للسيارة.. بشكل وتــّره هو بعد..

قال وهو يناظرها من المرايه : فيه مشكلة ؟؟

ناظرته بارتباااك وتعدلت بجلوسها : هاا !.. لا لا مافي شي..روح للبيت الحين

وسكتت ما عاد طلعت صوت ولا سوت أي حركة.. الخبلة بتفضح نفسها حتى قدام وليد !!

دخل تركي بالسيارة لمحطة بنزين ووقفها عشان يملاها... نزل من السيارة ودخل البقالة التابعة للمحطة .. وسحر سااكته تراقب من الشباك المظلل ما تدري حتى وين راح.

بعد خمس دقايق رجع وهو شايل كيس... دفع ثمن البنزين وركب السيارة .. وقبل لا يتحرك مد لها الكيس بصمت من غير لا يلتفت.

طالعته مستتغربة هي ما طلبت منه شي !

تركي : شكلك متوترة !

بهت لوووونها هذا شدرااااه !!

بسرعة سحبت منه الكيس من غير لا تقول شي... ابتسم عليها وهو يناظرها بالمراية ويشغل السيارة بنفس الوقت !

رفعت عينها شافته مبتسم ويناظر بالطريييق.. ما قدرت تاخذ اللي بالكيس خلته مثل ماهو... ما قدرت تقبل منه شي أصلا !!..عزة نفسها ما تسمح لها تقبل من هـ الفقير شي !.. فتركت الكيس مثل ماهو ، لييين وصلت للبيت.

نزل وفتح لها الباب بكل لباااقة ..ودخلت جوااا من غير لا تقوله كلمة !

قبل لا يسكر تركي الباب لاحظ الكيس اللي شراه لها في مكانه والبارد داخله... ابتسم بسخررية من تحسب نفسها هذي عشان ما تقبلهاا !!!

وبحنق سحب الكيس وطلّع البارد منها .. فتح العلبة بسرعة وبعصبية وهو يناظر الباب اللي دخلت منه سحر وكأنه يناظرها هي !

وشرب البارد بثلاث دفعات مو مهتم ان كان بيضره... وكان بيرمي العلبة عالأرض باهمال واستهتار ،،، ما يهمه لو تلطخت هالارض بـ نفاية يكفي انهم عايشين بقذاااارة نفوسهم ! لكنه تذكر انه لازم يحافظ على صورته مثل ماهي .. عفط العلبة الفارغة بين أصابعه ورماها بالكيس من جديد .. ورمى الكيس بالسيارة قبل لا يركبها،!


//

كان خالد يتمشى بحديقة المستشفى الواااسعة ، اللي كلها أشجار وأحواض ورد وعشب أخضر تريح نفسية اللي يمشي فيها...وبنفس الوقت يدور ويتطقس أحوال مرضاه اللي طالعين يغيرون جو .
كان منزعج صدق من الفكرة اللي براسه عن مشاعل ، مو مصدق ان تعلقها المجنون فيه يوصل لهالدرجة من التهور !!.. وش سويت يا خالد ؟؟... معقول سحر تكون على صواب وسبب صدك لها المستمر خلاها تتهور !،

كل يوم عن يوم تثبت له انها متهورة ولا يمكن تفكر بعقلها !
ما كان يتوقع ان لعبتها بتنطلي عليه وتخليه يلتـفت لها !،، واللي يخليه يقتنع بهالفكرة أكثر انه تذكر تخطيطها عشان تشوفه ذاك اليوم بغرف التبديل عند حوض السباحة !

- خااااالد.... خلووووود !

التفت خالد ورااا ووقف عن المشي ، شاف جمال جاي وبيده علبة عصير يشرب منها.. همس له خالد بحنق يوم وصل : خلود بعينك وش بيقولون المرضى عني .. بتهتز صورتي بعينهم !
د. جمال : هههههههههههه اللي ماخذ عقلك........

د. خالد : لا تكمل !... وبعدين لو سمحت نادني بـ الدكتور خالد ، اذا صرنا لحالنا نادني باللي تبي
د. جمال : ههههههههههه انا أكبر منك وأناديك بالطريقة الي تعجبني
د. خالد : مو عاد خلوووود قدام المرضى..
د. جمال : لا تخاف صورتك مارح تهتز الكل يشهد لك !
د. خالد : عاااارف ما يحتاج تعيد وتزيد طالع عليك يا دكتور.

مشوا جنب بعض في وحدة من ممرات الحديقة الأنيقة ، وجمال يسلم بصوت عالي على هذا وذاك ، داق صداقات مع ثلاث أرباع المرضى هنا... مع انه طبيب نفسي وعلاقاته محدودة مع مرضاه النفسيين ، لكنه يعرف اغلبهم وحديقة المستشفى كانت الباب انه يعرف الأغلبية..

د.جمال : شفيك خالد عسى ما شر؟؟
خالد : مدري يا جمال حاس اني غبي..
د. جمال : أفاا !!.. ما عاش من يقوله !

خالد يحاكي عمره : موووو عارف أفهمها خير شر...

د.جمال بحيرة : منهي هذي اللي منت فاهمها ؟!!

جاهم صوت من بعيــد : دكتوووور جمـااال !.. دكتور خالــد !

التفتوا مع بعض ، وشافوا الدكتور نايف أستاذهم ورئيسهم جاي من بعيد ، ومعــاه شخص يمشي جنبه ولاصق فيه..!

استداروا له وقربووا وكل واحد فيهم مبتسم... وخالد عقد حواجبه يوم تبيـّن ملامح البنت اللي تمشي جنب الدكتور نايف...

وقفوا متقابلين والبنت تبتسم للدكتور نايف !

د. جمال بعفوية وبلاهه : مو انتي اللي..............

نغزه خالد يسكته لأنه فهم نوع العلاقة بين الدكتور نايف والبنت من غير لحد يقوله ، بس حالهم يقوله... انهم ، بنـت وابووها !

الدكتور نايف بتساؤل يوم شاف وجه جمال : تعرفون ياسمين بنتي؟؟
ابتسم خالد للدكتور نايف وناظر بالبنت اللي نزلت عيونها بالارض : ايه تلاقينا من قبل بس...... ما كنا ندري انها تصير لك... مفاجأة !

ابتسم د.نايف وحط يده على كتف ياسمين : هذي بنتي خليفتي جت اليووم تبي تشوف المستشفى وتتعرف على أفضل الاطباء عندنا ، فجا في بالي انتوا ..

ابتسموا كل من خالد وجمال بحرج..

د.جمال : هذا من ذوقك يا دكتوور... ما زلنا تلاميذك
ابتسم د. نايف وناظر في بنته : وياسمين الحين بتصير وحدة من تلاميذي !

طالعوا خالد وجمال بعض مو فاهمين .. ورجعووا يناظرون ياسمين اللي ابتسمت لهم ابتسااامة تذوووب الصخر،

خالد كتم دهشته واعجابه وجمال المطفوووق طارت عيونه !!... خلت ياسمين تنزل عيونها بالأرض وتقول : تشرفنـــا !

وناظرت بـ خالد وكمّـلت : دكتور خالد سمعت عنك كثير من الدكتور نايف.. ابوي !

ناظر جمال بـ خالد بقههر دايم يسرق الأضواء منه ، كون ان تخصصه يشبه تخصص الدكتور نايف !

ابتسم خالد وحدة من ابتساماته البسيطة لكن الجذااابة : تشرفني سيرتي الحلوة بعيون الدكتور نايف.. ( والتفت لرئيسه ).. مازلت أتعلم على يديك يا دكتوور.

د. نايف : تستاهل يا د. خالد.... ( وشد على كتف بنته اللي من الخجل منزله عيونها بالأرض خصوصا من نظرات جمال اللي يسرقها ناحيتها كل شوي )... ياسمين تدرس الطب الحين .. وهي ومجموعة من صديقاتها بيجون يتدربون هنا !

استغرب خالد : بس هذي مستشفى أهلية !
د. نايف : مو مشكلة قروب ياسمين قدموا طلب انهم يتدربون هنا ، لا تنسى ان امكانياتنا هنا أفضل بكثير من امكانيات بعض المشافي الحكومية... وياسمين تبي تدرب قريب مني مع الدكاتره اللي دربتهم من قبل !

كمّلـت ياسمين بهدوء : وأكيد بنحتاج مساعدتكم وارشاداتكم بأي وقت!.. اعذرووونا يعني

خالد تلقائيا : احنا بالخدمة !


سلم د. نايف وراح هو وبنته يوريها كل شبر بالمستشفى ، وجمال وخالد بمكانهم يراقبون طيفهم ..

أخيرا لف جمال لـ خالد : ما توقعت ان هالبنت بتكون بنته !
خالد : ما شالله العائلة كلها شكلها دكاتره أبا عن جد !... الأبو وبنته !.. غريبة ما شفنا له ولد دكتور ؟

جمال وهو يمشي ، ومعه يتحرك خالد : سمعت ان ولده بعد مسافر يدرس الطب برا !
خالد : ما شالله !


::::


بهالوقت شادن كانت بغرفة عمر ... تغير فيها وتعدل وتنظف ،، كانت من رحل عمر عنهم وهي بعمر 17 سنة وهو 23 .. هي المسؤولة عن غرفتـه حتى انها تمنع الخدامة من دخولها.
وكأن هالغرفة مملكتها الخاصة ترتاح فيها حتى أكثر من غرفتها هي... ما تدري ليش جا في بالها اليوم تعدل الغرفة وتنظفها ،، يمكن من استعجالها لعودة عمر اللي وعدها فيها يوم كانت بالشرقية قبل ايام رغم انه ما حدد يوم معين وكل اللي قاله ان عودته بتكون بأقرب فرصة !!

بس داخلها احساس انه بيرجع قريب والأمل للحين في في قلبها ، على انها للحين عايشه الخوف من اكتشافها السر اللي بحياته واللي مأرق نومها !.. من الخوف والقلق !

الشي الوحيد اللي يخليها تبتسم هو ذكرياتها معه ،، حياتهم اللي انحصرت ما بينهم !
كانوا مثل أي اثنين .. يتضاربون ، يتزاعلون ، يتراضون ،... كانوا التناقض بحد ذاته !!

هو متهور ! ، وهي متحفظة وحذرة ...
هو محب للمشاكل ولفت الأنظار ، وهي مسااالمة..

هو الجرووح ، وهي الدواء !

كانوا مختلفين اختلاف الليل عن النهار،،.... ابتسمت شادن وهي تغير مكان برواز الصورة للزاوية الثانية من الطاولة... وترجع لورا كم خطوة تتأمل شكلها..

استدارت تناظر أرجاء الغرفة ،، تفكككر تبات هالليلة هنااا... وتفكر تكلمه بعد !... بس تخاف ما تحصل منه رد تخاف شغله يلهيه من جديد !

سمعت الباب يفتح لفت الا امها واقفه تناظرها : وش تسوين شادن ؟؟

احمر وجهها محد بيفهم وش قد اللي تشيله لـ عمر بقلبها : أنظف الغرفة يمه !
ام محمد : الغرفة نظيفة وش فيها !
شادن : لا بس اغير فيها اشياء تعرفيني ماحب أجلس بلااا شي !

ام محمد : لا تفكرين واجد يمه وتتعبين !!
شادن بحرج : وش قصدك يمه ؟
ام محمد : ما تشوفين وجهك شلون اهتمي بنفسك عمر هذا الله يصلحه ما جاب لك الا التعب !

هبت شادن تدافع عنه : يمممه لا تزعلين منه انا اللي ابي أتعب كذا... يستاهل عمر !

ام محمد : اشوفك تجلسين هنا واجد... كل ماروح غرفتك ما القاك حسبتك تركتي هالعادة .. الله يصلحك كنتي تتعبيني معه من كنتي صغيرة

عضت شفايفها بحرج وتذكرت... تمرد عمر ايام طفولتهم كان يجبرها احيانا تتمرد معه ، مو أيام طفولته بس حتى أيام مراهقته هو... ابتسمت لأمها : يمه هذيك أيام وانقضت كلهااا شقاوة طفولة..

ام محمد : زين انا رحت لمشاعل لقيتها نايمه.. لاتنسين تذكرينها بفيتاميناتها

شادن : ان شالله

طلعت امها وأغلقت الباب... وشادن تبتسم امها رغم انها ما تفتح هالمواضيع الا انها مابين فترة وفترة تذكرها ببلاويها اللي كان عمر يجبرها تسويها..

كانت فعلا تِتْعِب امها لما تقوم بالليل وتمر على غرف بناتها تتطمن عليهم... وتلاقي مشاعل هي اللي نايمه ، وشادن هي اللي مختفيه من سريرها بأنصاف الليالي..

ضحكت وهي ترمي عمرها على سرييره الوثييير... ياااربي وش كثر اشتاقت لذيك الأيام ... ما كانت راعية سهر وأمهم عودتهم ينامون من بدري...
بس لأن عمر كان مثل الخفاش اللي ما يمارس نشاطاته الا بالليل .. كانت تحب تشاركه اوقاته وتنسى النوووم وأهله اذا كانت معه ،، حتى لو اضطرت تروح للمدرسة وعيونها حمرا.


قبل 12 سنــة..... بنص الليــل

شادن بخوووف : عمرررر انززززل بتطيييييييييييييح

كان عمر واقف فوق سور البيت العالي... اللي يطل على بيت الجيران.. وشادن واقفه تحت ودها تطلع له بس تخااااف..

ابتسم لها وجلس على ركبته .. ومد يده لها : امسكي يدي !
شادن بخوف : عمممر الساعه 1 لو يصحى بابا بيعاااقبنا... اخاف نطيح ونتعور

قالها بسخرية : انتي ليه جبانة ؟
شادن بخوف : اخاف أنضرب !
عمر : امسكي يدي شادن وتسلقي الجدار تراه شي يونس..

كان وقتها عمر مراهق ما تجاوز الـ 15 سنة.. مدت شادن يدها ودها تسوي اللي هـو يسـويه تحس فيه متعة غير طبيعية من سواليفه ... وقبل لا تلمس أصابعها أصابعه رجعت يدها وضمتها لصدرها .. خايفة ومترددة..

عمر : اوهوووو انا بنط عالجيران لا تعلمين أحد.

فتحت عيوونها بخوف : بعدين يحسبونك حرامي ويودونك للشرطة..

ضحك على براءة تفكيرها وهو واقف بطوله عالسور وهي مثل القزمة عالأرض : ههههههه هذا اذا قدرووا !.. وش تبين من بيتهم مستعد أجيبه لك !

شادن : لااا تروووح وتخليني

عمر : سمعت ان عندهم شجرة فُل؟
ما فهمت قصده وناظرت الباب خافت لا أحد يطلع عليهم ... ورجعت تناظر بوجه عمر المبتسم... كان يناظرها بحنية وهو يقول : تبين فُل شادن ؟؟

شادن : لااا عمر ما تقدر تسويها !
ناظرها بتحدي : تبيني أثبت لك اني أقدر ...

وقـفز للجهة الثانية .. شادن شهقت ومسسكت قلبها وهي تسمعه يطيح عالأرض... مجنوووون الساعة 1 بعز الليل يطب عند الجيران .. كان فعلا انسان مزعج متهور مقدم على أي شي لا يمكن يثنيه أي رادع .. لو صمم على شي يسويه مهما كانت العواقب حتى لو انضرب حتى لو انطق.

همست شادن وهي تمسك الجدااار ودموعها بعيونها : عممممممممممر...
ما سمعت له رد .. مرت عـشر دقايـق وعمر مارجع الولد قاعد يتسكع في بيت الجيران ... لمحت نور غرفتها ينفتح .. عرفت ان امها الحين قاعدة تمر على غرف عيالها تتطمن عليهم... ياااا ويلها لو عرفت انها مع عمر الحين سهرانه .

رجعت تنادي عمر ودموعها بتطلع من عيونها كانت طفلة خوافة تخاف من العقاب .. على عكس عمر اللي كان متمرد على كل القيوود.

ما سمعت له رد شوي وتببببكي ... شافت من الشبابيك أنوار الصالة تنفتح مسكت على قلبها خلاااص راحت فيها واليوووم ما ماراح تنام من الضرب.


حست بأحد يلمـس كتفها لفت وراسها مرفووع ، شافت عمر منبطح على السوور وماد يده لها : انحاشي ولو مرة يا شادن... خلك مرة شجاعة مثلي

من دون تردد حطت يدها بيده كانت صدق تبي الـهرب.. سحبها عمر لفوووق لين صارت بحضنه .. تعلقت برقبته خايفه من الوقووع.

عمر : خنقتيني شادن.
شادن بخووف كنها تبي تحتمي فيه : أممممي بتضرررربنـي !

حاول يبعدها عنه كانت صدق ضامته بأقوى ما عندها .. قال بهمس وهو يحس بأحد يحاول يفتح الباب : شادن انتببببهي بنطيح... شـ.........

ماكمل كلمته الا زلّت رجله من السور... وانقلبوا على وراا.. طاحوا في بيت الجيران على حوض مزروع عمر على ظهره وشادن فوقـه ما فكته !

قام قاعد يفرك ذراعه وشادن بعدت عنه وهي خاااايفه ... سمعت صوت أمها من ورا السور يناديها : شاااااااادن.... عمر ؟!.. شاااااادن....

من الخوف كانت بترد وتقول "أحنا هنـا"... بس عمر حط يده على فمها قبل لا صوتها يطلع ... ناظرته بخوف مو مستوعبه انها الحين فـ بيت الجيران.

عمر بهمس : اششششش... انتي ما تبين تنضربين صح ؟
هزت راسها موافقه ودموعها تلمع.

عمر : لا تخافين دامك معي
هزت راسها .. وهي تسمع صوت امها يقـرب ويبـعد تبحث عنهم..

ظلوووا جالسين بالحوض بصممت لين حسووا ان امها راحت واختفى صوتها معها ... تلفتت شادن حولها وهي تحس نفسها وحدة من الحرااامية.... التفتت لـ عمر شافته يبتسم لها بين الظلام.

شادن : شلوون بنرجع للبيت !.. مابي أطلع السووور مرة ثانية أخاف
قام عمر واقف : مارح نرجع الحين .. تعالي شوفي مطبخ الجيران كله حلويات شكل عندهم حفلة

فتحت عيووونها مو فاهمه : وين بتروح... امي تدور عنا لازم نرجع
ناظرها باستخفاف : تبين ترجعين ارجعي لحالك أما أنا لا.

ومشى خطوة لكنه وقف... ورجع يناظرها وهو يدخل يده بجيبه : ايه نسيت !

وطلع من جيبه زهرة فُل ومدها لها بابتسامة : هذي جبتها لك

قرب منها وهي بلا حراك جالسه عالارض مو مستوعبه الوضع اللي هي فيه... دخل الزهرة بشعرها فوق اذنها وابتسمم : حلوووة !... يلله تعااالي بهدوووء لحد يحس فيك

ومشى عنها ... بخوف قامت من الحوض اللي هي فيه وركضت ببجامتها السماوية اللي كلها رسومات طفولية تلحقه ... حاولت تثنيه وهو يفتح باب المطبخ اللي كان بالأساس منسي مفتوح !

شادن وهي تناظر جانب وجهه وظلااام المطبخ الدامس : عمر !... مابي أدخل !

ما عطاها اعتبار سحبها من يدها وهو يدخل المطبخ المظلللم ... راح للثلاجة اللي نوّرت اول ما فتحها ... وشادن فتحت فمهااا بدهشة من اللي تشوفه !... انوااااع الحلوياااات يمممممي !.. كان شي مغررري لـ طفلة بعمر 9 سنين !

عمر ضحك بشطانة : شكل عندهم حفلة يستعدوون لها

شادن : وش بتسوي ؟؟

ناظرها بعيونها عرف وش بخاطرها : تبين تذوقين؟؟
شادن بتردد : مدري .. حق الناس !

عمر بكل جرأة وعدم تردد .. شال صحن داخله كيكة شوكولا... وحطها عالأرض وجلس عنده ... جلست شادن جنبه وهي سااااكته... بحق كانت الكيكة مغرررية لهم ..

عمر قطع قطعة بيده ومدها لـ شادن .. اللي خذته منه بصمت... أخذ بأصبعه من الكريمة البيضا اللي تغطي الكيكة ولعقها...

ضحكت شادن بنعووومة عليه .. خلته يطالعها مستغرب : ذوووقي ترا حلو
أشرت بأصبعها على وجهه : فمك صار كله أبيض ههههه !

قال يحارشها : تضحكين علي ؟!

شال من الكريمة بأصابعه الثلاثة .. وحطها على خدها وخشمها خلاها تشهق مصدومة... وبعدها تضححححك بفررررح.
حطت القطعة اللي ماسكتها بوجهه ومرغتتته فيه وهي تضحك بطفووولة ..
وماااتت ضحك يوم صار شكله ولا شبح من الأشباح... الوجه أبيض ما غير عيونه اللي تتحرك !

قامت بتنحاش الا هو اسرع منه مسكها وطيحها .. وجاب الكيكه بكبرها وعلــى راااسها ... ناظرته مصدوومه وهو ميت من الضحك على شكلها.

حطت يدها على راسها وامتلت يدها بالكريمة... امتلت عيونها دموووع يوم حست بالورطة اللي طيحت عمرها فيها ..

شاف دموعها وجلس على ركبه عندها ...مسح بأصبعه على خدها ولعق اللي علق فيها .. ضحك وهو يقول : لا تصيحين.

شادن : امي بتطقققني اذا شافتني
عمر : هههههههههههه شكلك حلوو... وطعمك بعد حلووو

طلعت شادن لسانها وكلت اللي حول فمها وتذوقته... وعجبها الطعم الحلووو وابتسمت بعد ما كانت على وشك تبكي : الله الكيكة حلوووة !

بحاسة سَمْع قوية .. سمع عمر صوت من ناحية الباب ، أحد يمكن جاي للمطبخ بعد ما أصدروا أزعاج وضجة... سحب شادن اللي كانت طايحه ولاهيه بأكل اللي بوجهها .. وطلعوا يركضووون وراحوا لنفس الحوض المزرووع ..

تسلق عمر الجدار قبـل ، وشادن تراقبه بخوووف... وتطالع وراها حست انهم قوموا البيت كله بضحكهم قبل شوي ولعبهم..
سحبها عمر لفوق بنفس الطريقة... وهالمرة كان حذر عشان ما يطيحون... نزل للجهة الثانية قبلها ..
وقال وهو يرفع يدينه لها : يلله نطي..

كانت متهورة بس خوفها خلاها تتشجع عن لا ينكشفون... غمضت عيونها ونطـت بين يدين عمر اللي مسكها بكل حيله..

فتحت عيونها بهدووء وببطء وطاحت على وجهه المبتسم القريب...
قال وهو يتأمل وجهها اللي كله كريمه وقطع بنية من الكيكة : شرايك ؟؟؟

قالت تعاند : يخووف !.. لا تسويها مرة ثانية.
عمر : ههههههه عجبتك ..

اعترفت وهي تتذوق الكريمة من جديد : ايه..

عمر : روحي الحين داخل انا بروح اغسل بالمحلق واجي..

سبقته لداخل بخوف وحذر لا احد يشوفها... وصلت لغرفتها وبسرعة قفلت الباب .. دخلت الحمام عشان تغسل شعرها عالأقل ، وبدلت ملابسها ببجامة ثانية الا باب غرفتها يندق !

كانت أمها... تناديها بقلق !.. تركت المنشفة من شعرها وراحت فتحت الباب

امها : شادن وين كنتي دورت عليك بهالليل ما لقيتك ؟
شادن : اناا هنـا !

تأملتها أمها وباستغراب : ليش شعرك رطب ؟
شادن : ها؟؟..... لا بس......حسيت بالحر وتسبحت
أمها : وين كنتي ؟؟
شادن بتوتر وهي تلمح عمر من ورا كتف امها رايح لغرفـته وهو يغمز لها : ما رحت ماما .. انا هنا كنت اتسبح
أمها وهي شاكه بالموضوع : طيب مرة ثانية لا تتسبحين بنص الليل... نامي الحين تأخرتي عالنوم كيف بتروحين للمدرسة بكرة..
شادن : خلاص بنوم الحيين


رجعت للواقع وهي ضاااامه وسادته لصدرها منسدحه على سريره وتضحك على هالذكرى...
اللي خلاها تفز وتمسك الجوال وهي تضحك على جنونها اللي تفجر بذيك الليلة... وعلى غمزته اللي شجعها فيها بكل شقاوة...

أرسلت له وهي خاطرها تكلمه وتسولف له عن ذاك اليوم.. أكيد يتذكر زي ما هي تتذكر..

قالوا لي بكرة بتكبرين وتفهمين
وتفكين الضفاير وتلبسين اللي تبين
‏قالوا لي بكرة بتجري بك السنين
وتعيشين الحياة وبدنيتك تفرحين
مافهموني إن الشقـا يحب البالغين
وإن الحـزن يمشي بدرب الراشدين
ولاعلموني إن الفرح يغيب
لـسنين
وإن البشرفي دنيتي متباينين
وإني بحن للضفاير لين يشكيني الحنين
بس العيون لازم تشوف مكتوب الجبين


::::

يتبـــع...

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 02:52 AM

أهليــــــــن حبيبتي رؤى ...

تسلمـــــــــــــــــي يا عســـــــل ...
أنا رح أكووون الناقل الرسمي لكم بالمنتدى ... <<< يا كبرهااا الناقل الرسمي
وإن شاء الله رح أنزل لكم البارتات أول بأول ......

لا تحـــــــــــــــــرميني طلتـــــــــــكـ

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 03:06 AM

الجــــــزء 14...
(1)
::::::::::::



في الشرقيـــة..


في يــخت متوسط الحجم... يسبح في وسط البحر ، تقدر تشوف من على متنه الشط بشكل ضبابي من بعيد !!

كان عمر منسدح على السطح ومغمض عيونه نايم ومغطي عيونه بشال أسود... ما درى الا بشي ينرمي على وجهه وصراخ رفيقه : قـــووووووم آخر زمن الزعيم هو اللي يخدم مساعده !!

فتح عمر عين وحدة وسحب اللي على وجهه .. وقال بهدوء بارد : عياف حل عني أحسن لك
عياف : شنوووو هذا قوم امسك السنارة وانتبه لها
انقلب عمر للجهة الثانية وهو حاط يده اليمين تحت راسه : ماحب الصيد تعرفني
عياف : انتبه لها بروح أجيب شي نشربه من تحت... بشوف الثلاجة شنو فيها

ونزل من الباب اللي يودي للدور الأسفل من اليخت.. دخل الغرفة اللي فيها سريرين مجهزين .. واتجه للثلاجة الموجودة بالركن فتحها ...بس لمح جوال عمر الموجود عالطاولة جنبه يأشر بالنوور .


عمر طنش وصايا عياف وغمض عيونه يكمل غفوته... وهوا البحر يلعب بالخصل السودا النازلة على عيونه.. كان لابس شورت أسود وبلوزة كت رماديه ... ومطنش كل الدنيا ورااااه

ما حس الا برجفة ترجفه قااام معصــب ، هو خلقه هالأياااام مو في مزاجه ويا ويله اللي بيقرب له..

وتو بينفخ على عياف.. بس ما أمداه يفتح ثمه الا عياف ماد جواله قبال وجه مباشرة : لك رسالة !

خطف الجوال وهو يعطيه نظرة .. وبس شاف أسم المرسل نزل الجوال ورماه جنبه .. من غير لا يفتحها ويقراها .

عياف وهو يجلس عالمقعد الأسفنجي المغطى بجلد أحمر .. وبيده كاس مليان : شفيك تضايقت اقراها

طالع عمر من زاوية عينه في عياف وتجاهل سؤاله : وش تشرب ؟؟؟
عياف بمرح وهو يرفع الكاس : ويسكي ... تبي كاس؟؟؟

طالعه عمر بنظرة : لا شكرا مخلي الخمرة لك !
عياف : انت الخسران

والتفت للسنارة اللي مثبتها من الجهة الثانية .. لاحظ انها تتحرك رمى الكاااس وقفز ركض لها : شششت !

ضحك عمر ضحكة وحدة سريعة وساخرة.. اكتفت بهز كتوفه وهو يراقب رفيقه.. أو بالأحرى زعيـمه

رجع عياف متنرفز ان السنارة طارت طاحت في البحر ، يبدو ان السمكة كانت كبيرة ما قدر يلحق عليها.. جلس وهو يصب له كاس ويسكي ثاني ويجلس : مو قلت لك راقبها ؟!

عمر وهو يمدد يدينه عالسور البارد وراه : وانا قلت لك ماني مراقبها..

وقــام وعياف قال : على وين؟؟

ما رد عمر ما يحب كثر الكلااام اصلا.. راح للباب الوحيد اللي يودي لتحت وهو يبعد الخصل عن جبينه بيده.

ونزل من الدرج الضيق وهو ينحني براسه بسبب السقف المنخفض .. فتح باب الغرفة بيد وباليد الثانية فتح المسج اللي وصله من شادن... قراه وقفله بسرعه وهو يملى صدره هـواا ، يمكن يرتاااح...

أخذ عصير بارد من الثلاجة .. صب له في كاس وطلع فوق من جديد والكاس ممتلي بيده..

عياف حس بملامحه المتغيره وهو يوقف على سور اليخت الواصل لـ خصره : شفيك يالليث !

عمر وهو يناظر بالمدى البعييييييييييد : عياف قلي اللي مثلي وش يقدر يقدم لزوجته ؟؟
استغرب عياف وناظره بسرعه : زوجتك ؟؟

ناظره ببرود ورجع للبحـر الأزرق : انا خاطب ولا نسيت !!

ناظر عياف بكاسته وهو يقول بهدوء : هذا اللي معكر مزاجك الفترة اللي راحت ، وما خليت أحد من الشباب يسلم من شرك..

ابتسم عمر وناظره : انا عصبي تعرفني
ابتسم عياف وكمل : بس فنان ، وداهيـه
عمر بحقد : اسكت لا اذبحك ترا ما طيحني فهالمصايب غيرك
عياف بلا مبالاة : لا تحطها فيني ما غصبتك تنضم لعصابتنا
عمر : بس استغليت حاجتي ذيك الفترة
عياف : لا تلوومني المفروض تشكرني ...انا ضفيتك مثل ما ضفيت غيرك ، لولاي كان محد منكم اكل وشرب

ناظر عمر في زرقــة البحر ، وطالع بالجوال بيده ، يكلمها ؟؟.. شعور الذنب بيقتله من طاحت عينه عليها وهي نايمه بشقته.
يعرف وش قد تعلقها فيه ..يعرف ذاك القلب وش قد يشيل ناحيته ..


رجــع عمر لصمتـه العميق اللي يعتبر طبع من اطباعه... ويخلي اللي جالس معه يفكر وش ممكن تدور من أفكار داخل هالشخص الصامت.

عياف : شوف الفلوس اللي جبتها ، ما ندري شنو بيحصل لو تركتنا
عمر بنظرة من زاوية عينه وهو يرفع الكاس الزجاجي لفمه : مشكلتي ان هالشغلة تجري بدمي..
ضحك عياف: ههههههههههههه والله ما غلطت يوم سميتك الليث.

لمح عمر الجو يتغير... ولف لـ عياف اللي لاحظ نفس الشي .. قام واقف : بنرجع الشمس بتغيب والجو بدا يتغير

راح عياف ورا مقود اليخت وشغله... ورجعـوا للشط المقابل شاليه عياف الخاص.

بدلوا ملابسهم ولبس عمر بنطلون وتي شيرت وطلعوا لسيارة عياف السبورت الحمرا المكشوفة... ركبوا وتحركوا لوجهة مجهولة.

وهم بالطريق وعياف يضحك ويسولف وعمر يسمع بصمت ، ويكتفي بابتسامة خفيفة على سخافة نكاته.. لمح عياف سيارات الشرطة واقفه من بعيد .. التفت لـ عمر ينبهه : الشرطة انتبه !

عمر بكل برود : خير يا طير ... اغبياء لا يهمونك
عياف : بس كاثرين اليوم .. تتوقع يتحرونا ؟؟
عمر : ما أظن

عياف : زين ابتسم بوجهه
عمر ببرود : الابتسامة ما تلبق لي
عياف : يا ملاقتك

ووقفت السيارة بنقطة التفتيش وعياف شاق الابتسامة بوجه الشرطي الواقف... التفت الشرطي لـ عمر اللي ما كان يناظره.. كان ملتفت للجهة المعاكسة ويناظر الشارع متجاهله بكل برود ، يكره الناس اللي يمثلون المثالية والاستقامة.. يمكن لأنه مو قادر يوصلها..

الشرطي : الرخصة لو سمحت
طلع عياف رخصته وعطاه اياه... ألقى الشرطي نظرة عليه ورجعها... وناظر بـ عمر مرة ثانية اللي كان ملتفت ومو معبره..

الشرطي : يالأخوو ؟؟

مارد عمر ، ولا كأنه يكلمه ..

الشرطي : لو سمحت ؟!
طقه عياف بكوعه ، هالمرة استجاب عمر وناظره ببرود أعصاب : نعم ؟!

الشرطي ضيق عيونه وهو يناظر وجهه : بطاقة الهوية لو سمحت ؟!

ناظر عمر في عيـاف اللي هز راسه ، وطلع بطاقة هويته وعطاه اياه..

عياف بـ مرح : الا اقول يا اخ وش سر تجمعكم هنا ؟؟؟؟
طالعه الشرطي وهو يرجع البطاقة لـ عمر : دواعي امنية ..

عياف : أهاااا.... لا تقول عشان عصابة السيارات ؟!!
ما رد الشرطي واكتفى انه مد يده يسمح له بالعبور : تفضل ..

عياف بمرح : امسكوهم لا تخلونهم
الشرطي : نسوي اللي نقدر عليه
عياف : الله يوفقكم ترا ننتظر خبر صيدتهم نعرف انكم قدها

الشرطي : ان شالله

تحرك عياف وهو يضحك وعمر مبتسم بجانبية... علق عياف بعد ما ابتعدوا : والله ما جابوا خبرنـا !!
عمر : قلت لك أغبياء يبحثون بالمكان الغلط

عياف : تبيني أوديك لشقتك..

عمر : ياليت.



::::::

بعد اسبـــوع ...

وقف تركي السيارة قدام قصر ابو خالد... ونزل وهو يتلفت بالشارع الخالي... المنطقة هااادية جدا مريحة للراس بعيدة عن الازعاج ومناطق الازدحااام.
ناظر بمدخل القصر المفتووح عادة ، والتفت لقزاز السيارة يطالع صورته المنعكسة وهو يفتح ياقته العلوية مثل العادة.. وبالأخير سحب البلوزة لتحت يعدلها وهو يبتسم لنفسه..
ناظر ساعته الوقت 8 الصبح ،، ما يدري ليش جا هنا بس فعلا من استلم هالوظيفة وعنده أوقات فراغ غير يوم كان بالشركة يدق بالمشاوير الطويلة والمتكررة.. جا هنا يمكن يحصل له يشوف ابو خالد ويسلم عليه ، ولو انه من داخله ما يبي حتى يقبل بوجهه !

الظاهر ان حارس القصر حس بوجوده طلع من غرفته الخارجية ، وابتسم لتركي اللي بالمقابل رد الابتسامة..

قرب تركي وهو يناظر جوا القصر عبر البوابة المفتوحة ،، باستفسار : ابو خالد ما طلع؟؟
الحارس السعودي : لا اليوم اجازة ولا ناسي؟
لا ما نسى بس يتناسى هههه : اشوف البوابة مفتوحة؟
الحارس : البستاني قاعد يشوف شغله... وبعدين ابو خالد يبي البوابة تكون مفتوحة الصبـاح يمكن أي أحد يمر عليه يبيه.

تركي وهو يتحرك للبوابة : أهااا زين انا بدخل داخل أشوف

الحارس ما عارض ، وتركي دخل جوا وهو يلتفــت يمين ويسار ، يتأمـل ، بالحدايق الخضرا .. شاف البستاني الباكستاني بجهة بعيدة يشتغل .. يقطع بالحشايش الزايدة.. وشكل التعب بادي عليه !

قرب بهدوء منه يشوف وش يسوي.. حس البستاني الكبير بالسن باقتراب احد.. لف وهو منحني شبه راكع.. وطاحت عينه بعين تركي بكل هدوء.. ورجع يكمل شغله بصمت من غير كلمة.

البستاني وهو يقطع بالحشايش والعرق يلمع بـ جبيـنه: مين انتا ؟؟
تركي عرف انه ما عرفه : انا صديق ابو خالد.
ناظره الباكستاني بريبة شكله ما يوحي بهالشي .. وتركي فهم عليه : انا يشتغل هنا مثل انتا.

الباكستاني فهم غلط ، على باله ان تركي جاي يشتغل بالحدايق.. يعني بستاني مثله !... ابتسم وهو يحس الفرج جا... استقام واقف وهو يمسك ظهره من التعب.. وتقدم لـ تركي بابتسامة

وعطاه المحش وهو يقول : اجل سوي هذا .. انتا في يشتغل هنا أكيد؟؟
تركي هز راسه ايجاب مو فاهم هذا شلون فهم.. بس الثاني ما عطاه فرصة يوضح : مافي بربلم سوي شغل.. هذا ايزي بس سوي كتتتت.

أي شغل يا عممممي ؟!!!!...
بس الباكستاني المسكين أجبر تركي يمسك المحش من يدها الخشبية ، وربت على كتفه يشجعه : انا مافي كويس تآبااان سوي انتا شغل اليوم اوكي!!... لازم سير أبو خالد مافي زعلان أوكي؟؟؟

وأشر على مكان يشبه الكوخ بآخر الحديقة : هدااا مخزن آني ثينغ يو نيد روح تيك ات !.
ومشى من قدامه وهو يمسد رقبته شكله صدق تعبان ، وكثر التحرك والانحناء هنا وهناك أثر عليه وهو بهالسن.

ناظر تركي بهالأدااة الحادة اللي بيده بحيرة ، هو ما يعرف شي ابدا عن أصول الاهتمام بالحدايق ! ، وهالباكساني ورطه ،، هذا شلون فهم يعني فوق اني سايق بعد بصير بستااانــي!!!

تحرك يمشي هنا وهناك والمحش الحاااد بيده ، لدرجة انه ما درى من وين يبدى !..
أوووكي يا تــركي !!

حط المحش عالأرض ، وفك أزرار أكمام قميصه الاثنين ...وبدا يرفعهم بسرعة لين كوعه.. ويوم انتهى حرك رقبته يمين ويسار يمرنها... وانحنى ياخذ المحش.
تأمل تحت رجوله يمين ويسار يناظر اذا في حشايش زايدة يقطعها ، مثل ما شاف الباكستاني يسوي من دقايق.

وعشان يجرب نفسه ... مسك حشيش طويل بين اصبعه السبابة والابهام ، وبحركة سريعة مرر المحش على أسفلها وقطعهـا ، استقام واقف وهو يبتسم لنفسه الموضوع سهل جدا ههههه.. ليش حسيت انه صعب !

ناظر حوله واتجه لمكان كاثره فيه الحشايش تحت وحدة من الأشجار.. وانحنى يسوي مثل ما سوى...
ابتسم وهو يراقب حركة المحش ، الظاهر يا تركي رح تاخذ من هالشغلة فايدة... بتجرب اشياء كثيرة ههه ما كنت بيوم تتخيل انك بتسويها.. هذاك صرت سايق للبنت اللي كنت تشوفها بصغرك مجرد كتلة دلال ماصخ ، ما لفتت نظـرك ولا إنت لفت نظرهـا .. كنتوا مثل الأعـداء ، أو انت ما كنت تستسيغها ولا هي كانـت تستسيغك بالمقابل.
انت اللي سافرت تدرس برا عشان تصير بيزنس مان ناجح تعوض اللي فات ابوك وتحيي اسمه الكبيــر باسمك اللي بيشل اسمه في السوق بالمستقبل.

كنت تبي يكون اسم "تـركـي بن جـاسـر" يكبر ويكبر مو عشانك بس... عشان اسم ابوك اللي يتبع اسمك ، عشان الناس يتذكرون ان جاسر مو مجرد اسم كبـــر وفجأة طاح واندفن.

جمع بيده حشايش كثيرة ويوم ما بقى في يده مساحة لأكثر ، تلفّت حوله يبحث عن شي يحطهم فيه ،، وطاحت عينه على كيس كبير كان الباكستاني يجمع فيهم.
راح وفرغ اللي بيده هناك داخل الكيس الكبير ، ويوم انتهى صفق يدينه في بعض ينفضهم.. ومسحهم في بنطلونه يشيل بقايا الأتربة.


داخــل القصر... الساعة 8ونص..
في غرفتها

رفعت سحر يدها فوق وتمطت وهي تتثااااوب... حركت راسها وهو عالمخدة ناحية الساعة... فتحت عين وحدة تشوفها والنوم مالي العين الثانية.
لساااا بدررري ارجعي ناااامي !!

انقلبت على جنبها اليمين وهي تلم الغطا لصدرها... لكن النوووم طار لأنها وبكل بساطة نومها خفيف.
تأففت وهي تغطي راسها تبي ترجع لعالم النيام... اليوووم إجاااااااااازة نااااااامي

بس لأن النوم عاندها ، قامت من السرير عقب ما يأست .. ونزلت الدرجة الصغيرة والوحيدة الموجودة بغرفتها... ويوم شافت ان ما عندها شي والكسل لاعب فيها.. دخلت الحمام تاخذ شاور طووووويل.. تبدا فيه اجازتها .


في الحديقة... تركي تبهذل وهو جالس على ركبة وحدة يقطع في الحشايش اللي عيت لا تنتهي... التراب صار يغطيه.. وبنطلونه تلطخ ببقع طين بسبب بعض البقع الرطبة ، ووجهه صار أغبر من الحشايش وذرات التراب المتطايرة ..

وهو مندمج والعصبية بدت تسيطر عليه من اللي هو فيه.. عطـــس غصب عنه من الذرات اللي دخلت خشمه.. " أتشوووو"

سمع من مكان قريب ضحكة تهبل : "ههههههههههه"

التفت تلقائي يشوف مين ضحك... شاف بيان واقفه على بعد أمتار منه تناظره وبيدها عروستها الغالية ، لابسه بجامتها القطنية البيـضا ، مرسوم على صدرها صورة باغز بوني وهو ماسك جزرة !

ابتسـم ، بيان تذكره بأخته ما يدري ليش ، .. رغم الفرق بالعمر بينهم بس البراءة والنظرات نفسها سبحان الخالق!
عصب من هالفكرة .. مهما كان لا تستلطفها ولا تسمح لنفسك تحبها حتى لو كانت مجرد طفلة... بيان تظل بنت أبو خالد اللي خدع أبوك وداس على مشاعره.

سفهها وكمل شغله .. يكره نفسه اللي خلته يذل عمره بهالشكل..

بيان بصوت طفوولي : وليـــد

ناقص انا هالبزر !

ابتسم والتف لها وهو جالس على ركبـة ، وحط المحش جنبه : تعالي سلمي
ناظرته وبشكله المتلطخ بكل مكان... و ضحكت : هههههههههههه شكلك يضحك !

احلفي انتي بس !

تركي : ليه ؟؟
بيان : ليش انت وصخ كذا؟؟
تركي : تعالي سلمي زين على عمو وليد !
بيان : انت ولللليد مو عمووو.

وقربت منه وهو كاره حتى استغلاله لـ مشاعر هالطفلة... تنــهد ،، حتى بيان مالها استثناء بما انها فرد من هالبيت... هو قرر يوصل لقلوبهم كلهم يعلمهم معنى الألم الحقيقي ومو ابو خالد بس !
وصلت عنده وقربت راسها من راسه ..وطبعت بوسة على خده.
بس مسرع ما بعدت عنها وهي تصرخ منقرفه : وعععععع وشووو هذا !!

وصارت تضرب فمها بحركات متكررة..

تركي : هذا تراب
ناظرته بطرف عينها : ليش انت دااايم وصخ كذا ؟!

سكت مارد ، يكفي الذل اللي معيش عمره فيه ، تعوّد طول عمره يعيش وراسه مرفوع.. ماله جواب لسؤال بيان هذا.. لسا بدري.. بـدري مــررة عالجواب الصريح.

قَلَب تجهُم وجهه لابتسامة وشال بيان بحركة خاطفة على كتفه... صرخت وهي تضحك.. وصار يدور فيها وهي تضرب ظهره مرة ، وتضحك مرة..


طلعت سحر من الحمام وهي لابسه فستان بسيط قصير لونه تفاحي ، لنص الساق بربع كم.. راحت للتسريحة ومسكت وحدة من كريمات البدي لوشن... وبدت تدهن على ذارعها ووجها ورقبتها.

الا تسمع ضحكات " بيـان" عااااالية.. بشكل مــو طبيعي .. بـ روعة وخوف لفت للساعة وشافتها 9 !!... رمت اللي بيدها عقب ما عرفت مصدر الصوت .. وأسرعت لبلكونها ودفعت البابين الزجاجيين مع بعض وضحكات بيان ترن براسهـا رررن... ركضت لدرابزين شرفتها بخووف لأن مو من عادة بيان يطلع لها صوت هالوقت ، حتى مو من عادتها تضحك كل هالضحك الغريب والمفجع !

وصلت للدرابزين وهي تتنفس وشعرها الرطـب طااار مع الهوا... رفعت حواجبها متعجبه من اللي شافته.. وهدى قلبها يوم شافت ان اختها بخير... وكل هالضحك عشان وليـد يلعب معها.

بيان برجا : ولللييييييييد نززززلني بطيح.. هههههههههههههه.. الله يخليك
وليـد : مين الوصخ ؟!!!
بيان : هههههههههههه..
وليد : اجل ماني منزلك

وسحر عقدت حواجبها وش جابه اليوم؟!

لكنها بصراحة ما اهتمت للجواب... لأنهــا بدت تقتنع بـ وليــد وبدت تتعود وجــوده.. أكثر من اسبوع مر وهو اللي كان يوديها ويجيبـها.. مشاويرها ذاك الأسبوع اقتصرت عالجامعة وبس.. وعقب ما كانت رافضه وجوده ، ورافضه كونه سايق لها ، صــاارت الحين متقبله الأمر كليـا.. هذا غير انه يؤدي وظيفته على اكمل وجه ومخليها مرتاحـه.

تأملته وهو يدور في بيان اللي شايلها على كتفه .. وهو يضحك...
يا الله وش كثر الضحك يغيـّر ملامحه ، ويخليه أقرب للقلب!!

ابتسمت على بيـان ، ما عمرهـا شافت أختها الصغير تضحك بهالشكل الهستيري ، بالعكـس وحيـدة مثلها بالضبط... أصدقائها الوحيدين هم ألعابها.
ابتسمت سحر بحزن وهي تراقب وليد وبيان... ما تبي بيان تعيش نفس المأساة .. نفس الوحدة اللي تحس فيها هذي الأيام.

وعشان كذا هي طلبت من أمها تدخل بيان في الروضة عالأقل تختلط مع أطفال بعمرها .. تتعلم تصنع صداقات من الحين.. تتعامل مع ناس غير ألعابها.

بس الموضوع انقبل بالرفض.. والسبب أن أمها مقتنعه ان دخول بيان الروضة لسا بدري عليه رغم ان بيان تمت الـ 5 سنين من فترة.. والسبب الأكبر اللي يخلي امها تشيل هالفكرة من راسها أن بيان نفسها رافضه الفكرة وكل ما طروها لها بكـت !
والسبب انها ما تعودت تختلط مع ناس غير القريبين منها.. وخروجها من البيت يقتصر على صحبة سحر بالعادة.

هذي المشكلة صايره تزعج سحر.. يكفي هي منحرمه من معنى الصداقه الحقيقية... يكفي عاشت أيام الابتدائي والمتوسط وحتى الثانوي بالمدارس الأجنبية برا... حتى ذكريات الروضة - المرحلة الوحيدة اللي درستها بالسعودية - نستها وما تذكر منها أحــد !!

ما تبي هالشي يصير لـ بيان.. بيكون صعب عليها تدخل المدرسة وهي بهالحال من غير إعداد نفسي عالأقل.. والمدرسة ما بقى عليها الا سنتين وبتدخلها.

ابتسمت وهي تشوف وليد ينـزل بيان عالأرض... وبقبضة يدها الصغيرة ضربت بطنه بقوة وانحاشت والعروسة بيدها الثانية.

مدام بيان آلفت وليد الغريب بهالسرعة وهي اللي ما تالف الأغراب فهذا الشي يبـشر بخير.. وبيخليها تفتح معها الموضوع مرة ومرتين وعشر... جلوسها الطويل بالبيت ومجالستها الخدم ما عاد يعجبها لازم تتعلم تختلط بالناس.

تراجعـت سحر للغرفة وسكرت باب البلكون وهي تسمع ضحكات بيان ما وقفـت...


عقب ما انتهـى تركي من قص الحشايش ، جمع المحش مع الأدوات الثانية وراح ناحية المخزن اللي يشابه الكوخ بتصميمـه... وبيان تمشي ورااه لها ساعة وهي تلعب حوله.

فتح الباب ودخل ، كان المكان مظلـم وكثير أدوات محطوطه هنا وهناك ، وكثير رفوف تشيل أدوات بستنه وأكياس سمـاد.
تقدم شوي وحط الأدوات اللي معه برف فاضي...

والتفت بيطلـع طاحـت عينه على بيان ماسكــه محش كبير حاد جدا وتتلمسه بيدها... رفع صوتها عليها وهو يروح لها : اتركيـــه من يدك !

رفعت عينها له وهي تفــز من نبرته ... وصل عندها وسحب المحش منها برفق وهو يرفعه بـ رف عالي : لا تمسكينه تعورين نفسك.

دمعــت عينها ، وناظرها باستغراب.

بيان بعبـرة : لااااا تصارخ عللللي.
تركي باستغراب : ما صرخت !

بس ما سمعت له ركضت برا بعيد عنه... الحمدلله انا ما صرخت رفعت صوتي بس ما صرخت !!
طلع وهو يسحب الباب وراه.. سكره.. ومشى للحديقة من جديد... لكن مزاجه تعكر عقب ما طاحت عينه على أبو خالد واااقف بعييييد عند النااافورة الأنيقة المقابلة للمدخل ، وبيان تركض له .. وتضمه..

شالها أبو خالد وهي متعلقه برقبته .. تكلم معها شوي وبيان ترد عليه... بعدها التفت ابو خالد لناحية تركي وابتســم.

قرب منه وبيان متعلقه بأبوها... صبح عليه : هلا وليد انت هنا ؟؟
تركي : صباح الخير طال عمرك
ابو خالد : صباح النور...

وتأمل حال تركي والتراب اللي مغطيه ومغطي بنطلونه ووجهه .. وكمّل باستغراب : وش تسوي يا وليد؟؟

ابتسم تركي وهو يحك راسه منحرج : اللي تشوفه..
ابو خالد : مين طلب منك تسوي هالشغلة ؟؟؟؟؟
تركي : محد أنا بنفسي ..

ابو خالد : وانت تعرف لشغل البستنه والحدايق ؟؟!
تركي بحرج : لا بس نتـعلم..

تلفت ابو خالد يمين ويسار..وناظر بـ وليد : وينه البستاني المفروض هو اللي يشتغل اليوم ؟!

تركي : شفته تعبــان.. وقلت له يرووح يرتاح أنا أشتغل عنه... ( أنواع الكذب >_< )

ابتسم أبو خالد ونزل بيان عالأرض : الله يجزاك خير بس لو ما تعبت نفسك.. مالك بالبستنه خلك باللي تعرفه
تركي : لا مافي مشكلة... ومن يوم وطالع انا بهتم فيها اذا تبي .. الشغلة سهلة وممتعة.. وتشغل الوقت.. ( بغى يقتل نفسه يوم قالها )

وبدا تركي ينزل كمومه وخلاها مفتوحة من غير لا يقفل أزراها ، بينما أبو خالد تلفت يتأمل الحديقة ونظافتها وتنظيمها... وأخيرا ناظر تركي اللي حالته حاله من التراب والغبار.

أبو خالد : لا شغلك حلوو ما عليه كلام بس لا تعيدها ... اقول يا وليد... أنـا لازم أروح الحين لمقر مشروع من مشاريعنا أشوفه.. أبيك توديني
تركي : ابشــر أوديك للي تبي... بس أروح للبيت أبدل ملابسي وأغسـل وأرجع لك..كلها نص ساعة بالكثير وانا عندك.

وتوه بيتحرك للبوابة الا ابو خالد مسكه من ذراعه قبل لا يكمل خطوتين .. ناظره تركي مستغرب.
أشر أبو خالد على ملحق من الملاحق الموجودة بالجهة المعاكسة من الحدايق : روح غسل وغيّر هناك... بقول لـ سحر تجيب لك من ملابس خالد ولدي !!

ناظره تركي بصمت شوي مستغرب... ابتسم بعدها : ماله داعي طال عمرك .. أروح نص ساعة أغير ملابسي وأتغسل وأرجع لك
ابو خالد : وشو له المشاوير... روح للملحق هناك .. فيه غرفة وحمااام تغسل ونظف وجهك والملابس بتوصلك.

ماله الا يرضخ.. عشان كذا راح للملحق اللي قال عليه.. وطول ماهو يمشي يلتفت ورا يناظر ابو خالد وهو راجع للفيلا وبيان جنبه..

رجع يناظر بطريقه منقهر ومعصب من حيرته هذي... يتمنى لو مرة يعامله ابو خالد بسوء عشان يمسكها عليه.. لكنه صاير يتعامل معه بطيبــة متناهية !!!... ليش هو الوحيد اللي يتعامل مع بهالطيبة اللا محدودة !!

يجوز يكون عارف بحقيقتك يا تركي... يجور يكون عارف انك تركي ومو وليد ؟!!! ويكون عارف وش تبي منه عشان كذا يتعامل معك بهالأسلوب عشان تتراجع !!..
لا مستحيــل... لو عارف كان ما أمني على بنته.!

طيب يجوز يكون نادم مثلا عاللي سواه من زمان!!.. ويبي يعوض ويكفر احساسه بالذنب ؟؟

لا يُمكن يكون ظالــم أبو خالد... ولا عمره فكر انه يكون ظالمه!!.. تدرون ليه ؟؟
لأن كلماته وتهديده لأبوه بذيك الليلة للحين راسخة في باله وكأنها صارت أمس... مازال يتذكر الخلاف الكبير اللي صار قبل 15 سنة وهو كان حاضره... ويتذكر كل كلمة قالها ابو خالد لأبوه بذاك اليوووم.

انقطعت أفكاره وهويفتح باب الملحق... سكر الباب وراه وعزيمته تزيد... لا تفكرون انه تراجع من طيبة ابو خالد الزايدة معه... بالعكس هو كل ما تذكر زاد اصراااار.

كان الملحق راااقي بألوانه الهادية البيج مع الأورنج الهادي.. رغم انه شبه فااارغ مافيه غير طاولة خشبية يبدو انها زايدة.. وسرير متوسط عاري ماعليه شي .. ومتبوع بحمام من الداخل.. نادرا ما يستخدم..

بدون تردد وكأن المكان غرفته الخاصة .. فصخ قميصه ورماااه بكل أهمال عالأرض.. وراااح للحمااام يحتاج شاور سريع يشيل هالقرف اللي يغطيه.


بدخوول ابو خالد الفيلاا كانت سحر بالمقابــل تنزل الدرج بفستانها القصير البيتوتي.. ورجولها يغطيهم شبشب أصفر.

سحر : غريبة ما طلعت ؟؟
ابو خالد : بطلع بس أنتظر وليد.... سحر
سحر وهي توصل لآخر درجة : سم ؟
ابو خالد : روحي لغرفة خالد جيبي أي بدلة من بدلاته النظيفـة

سحر باستغراب : ليـش؟؟ خالد يبيها ؟
ابو خالد : لا... لـ وليد يحتاجها
سحر : ليش شفيها ملابسه ؟؟
أبو خالد : يحتاج ملابس نظيفة وانا ابووك... ( بانزعاج ) هذا اللي يزعجني فيه يحب يتعب نفسه ويسوي اشياء محد يطلبها منه.. يشيل شغل غيره

سحر ابتسمت وهي تتذكر شكله المضحك قبل شوي.. هو ناااقص قذارة عشان يروح يشتغل بالبستنه.
ابو خالد : روحي بسرعه جيبي أي بدلة من بدل خالد

توها بتنادي الخدامة تقول لها.. بس احترمت نفسها لأن ابوها بيلح عليها.. فراحت فوق لغرفة خالد.

وفتحت دولابه.. فتشت بين بناطيله الجينز وقمصانه والتي شيرتات... وش تختار له ؟!.

تخيـلوووووا ذوقـــي ما يعجبه ؟!!!!

هالفكرة نطت براسها بشكل غريب ومفاجئ !!
عصبت أصلا خالد ما يلبس الا أحلى الأشياء... وأنا ذوووقي مافيه منه.

لاحظت في وليـد انه ما يلبس الا ستايل واحد.. قميص موضة قديمة.. وبنطلون جينز باهت ما تذكر انه غيّره !

بتختار له ستايل يختلف ههههههه كيف بيكون شكله... هو نفسه بيرتاع..

خذت جينز لونه غااامق يختلف عن السماوي الباهت اللي يلبسه واللي ما يعجبها أبدا.. وقميص فضي بياقة أنيقة وأزرار فضية .. ونزلت تحـت ركض..

::

طلع تركي من الحماام وهو لاف منشفة لقاها بالحمام على خصره ، ومنشفة أصغر راميها بكل أهمال على راسه..

طاحت عينه عالملابس المثنية بترتيب عالطاولة ، وابتسم بسخرية مين هاللي متحمس ومختار هالألوااان !!
قرب للطاولة وشال البنطلون بكل احتقار بطرف اصبعه.. قلبه يمين ويسار يناظره ويقيّمـه.. حق ولده الدكتــور أجل هه !!!

ترك البنطلون يطيح منه عالطاولة وناظر بالقميص المثني جنبه.. رفعه يناظره وابتسم ابتسامـة جانبية ملتوية... ولو انه مو من ذوقه بس مقبووول ،!

لبس البنطلوون ووقف قدام مراية الحمام وهو يقفل أزرار قميصه... تأمل نفسه بإعجـاب ، الحيـن يقدر يقول لنفسه انه تركـي القديم صاحب الأناقة والطلة المميزة... فقد نفسه بصراحة ، بس الحين ابتسم لـ عمره.

أخذ ملابسه القديمة الوصخه وثناهم وشالهم معه ، وطلع... راح لسيارته وحط الملابس فيها ورجــع بيدخل الفيلا ، الا أبو خالد بوجهه.. طالع من القصر.

أبو خالد بابتسامة رضى من هيئة وليد : خلصت يا وليد؟؟
تركي وهو يمسك طرف قميصه من تحت .. بحرج من تصنيعاته : ما يلبق لي طال عمرك

ضحك ابو خالد : ههههههههههههههه تصدق عاد انه أحلى عليك من خالد ولدي
تركي بابتسامة : لا يسمعك الدكتووور طال عمرك مابي مشاكل معه
ابو خالد : هههههههههههه الا خالد ولدي .. يتقبل الراي الآخر بكل رحابة صدر
تركي : مو هو ولدك طالع عليك أكيد

ابو خالد : زين خلنا نمشي... الاستاذ محمد ينتظرنا بمقر المشروع ومعه شريكنا
تركي : يلله مشينــا.


ركبوا السيارة ومشوا... ومن ورا ستار وحدة من نوافذ الصالة كانت سحر واقفه تراقبهم..
ضحكت على حسن اختياارها هههههه أتحداه اذا عرف نفسه.

لفت لورا لـ بيان الجالسه تتابع توم وجيري اللي تعرض الصباح.
ابتسمت وهي تجلس جنبها : بيان وش لعبتوا انتي ووليد اليوم ؟؟

ابتسمت بيان وناظرت بـ سحر : لعبنا شوي مو كثير
سحر : ما تخافين منه ؟؟
بيان : لا ما اخاف
سحر : طيب شرايك بالروضة؟

ناظرت بالتلفزيوون بسرعه وهي تبوز : مااابيهااااااااا
سحر : طيب ليه ؟؟.. كثير أطفال هناك تقدرين تلعبين معهم وتلقين لك أصدقااااء
بيان : ماااااااااابي أروح لحااالي... اذا بتجين معي بروح
سحر : بيان ما اقدر انا عندي جامعة... انا يومي مثلك كنت اروح الروضة
بيان بشك : صدق؟.. طيب وش اسمهم صديقاتك بالروضة

توهقت ما تذكر أحد منهم.. وبيان هزت راسها : شفتي انتي مارحتي الروضة ..اجل انا مابي اروح.
سحر : ليش انا كذابة يعني؟؟
بيان : انا صديقي بندر... وصديقي وليد... هذولا اصدقااائي

ياربي على هالبزر عنييييدة.. تركتها تناظر التلفزيوون... بترجع تفتح معها الموضوع ومع الوقت بيلين راسها وبتقتنع !

::

بـ مقر المشرووع .. اللي كان تحـت الإنشــاء.


كان محمد وأبو راهي واقفين بعيد شوي عن العمال وأجهزة وسيارات البناء الخاصة.. وصوت الإزعاج والضجيج مالي المكان الكبيـــر..

محمد بهاللحظة كان مندمج وهو يشرح لأبو راهي فكرته اللي طرت عليه عن المشروع..

أبو راهي : والله فكرتك حلوة وبتنفعنا
محمد : اذا موافق عليها بقترحها على عمي ابو خالد
ابو راهي : والله انا اشوفها زينة...... الا وينه ابو خالد تأخر ؟!!!

محمد طالع ساعته : أكيد بالطريق..

وما أمداه قال كلمته... الا شاف سيارة تدخل داخل الأرض الكبيرة وتثير التراب حولها وهي تقرب ، ووقفت على بعد أمتـار منهم..
طاحت عينه على ولـيد وهو ينزل مع عمه... ما يدري هاللحظة وش جاه... على طول تذكر وظيفته الجديدة اللي عطاه اياه عمه .. سايق لـسحر بنت عمه اللي غصب احتلت جزء منه... شد على قبضته ونــار غريبة أول مرة يحس فيها تشتعل بقلبـه.

تأمل محمد وليد وهو يقرب كان شكله جديد وغريب ..وش هالملابس الجديدة !!... ما عمره شافه يلبس مثلها ؟!!!.... إلهــي هالوجه مر عليه بس وين ؟!!

قطع عليه صوت ابو خالد... شال عينه عن وليـد والتفت لـ عمه اللي قال : ما شاء الله من متى وانتوا هنـا ؟؟
ابتسم محمد : من نص ساعة تقريبا

أبو راهي : تعال يابو خالد خلنا نشوف المشروع من قريب
ابو خالد : يلله مشينا..

تحركوا الكبار مع بعض... وظل محمد مع وليد اللي ارتــز جنبه... ونار قلبه تزييييد .. ما التفت لوليد ولا حاكاه.

بس تركي صفر وهو يتأمل المشروع بانبهار ، ويتأمل مئات العمال اللي يتحركون مثل النمل بكل نشاط.

التفت له محمد من تصفيرته... وتركي كمل : المشروع واضح انه كبير وحلووو
محمد بهدوء وهو يطالع المشروع عن بعد : قل لا اله الا لله..

ناظره تركي واستغرب ان محمد ما يناظره أو يتحاشى يناظره... ولأنه دقيق ملاحظة حس ان محمد أعصابه متوترة.. وابتسم : لا اله الا الله..... ( وناظر بأبو خالد والرجال اللي يمشي معه ).. مين هذا اللي مع ابو خالد؟؟؟

محمد ببرود : ابو راهي شريكنا بالمشروع !!

قطب تركي حواجبه باهتمام : مو هذا ملك السوق ورجل الأعمال الكبير والمشهور
محمد بنفس البرود : ايه هو نفسه ... ( وناظره بعيونه )... شكلك تعرف الكثير عنه... مو مثل ما يظهر لنا عنك انك ما تعرف شي.

ابتسم تركي وهو يحس وش كثر أقنعهم بشخصيته الجديدة... وتأمل بالعمال اللي يمرون من عندهم وهو يقول : لا يغرك شكلي .. أبو راهي أشهر من نار على علم.. مين ما يعرفه ويتمنى يكون مثله

محمد علق بشكل ســاخر بينـه وبين نفسـه : "طموحك كبير"

سكتوا وتركي يبدي اعجابه باللي يشوفه... ومحمد جنبه يتمنى منه يسكت وينطم ماله خلق يسمع صوته.

دار في باله سؤال ما قدر يحبسه : اقول وليد
تركي : سم استاذ ؟
محمد : شخبارك مع وظيفتك الجديدة؟؟
تركي ابتسم وهو يناظره : الحمدلله مرتاااح لا تشيل هم

محمد : مو متعبتــك؟؟
تركي : لا مدامني أخدم ابو خالد مافيها تعب
محمد : لا تكذب مافي اكثر من مشاوير البنات

ناظره تركي مستغرب من تعليقه .. وبعدهـا ضحك : صدقت لكن هذي وظيفتي ولازم أقوم فيها
محمد وهو يخفي غيضه ورا البرود : وما لقى أبو خالد غيرك ؟؟؟

تركي رفع حاجب من أسئلة وتعليقات محمد الغريبة... وكمل ضحكه .. وش يسوي ماله الا يضحك بهالحالة ولو ان الضحك مو في محله : نصيب يا أستاذ... وعلاقتي مع ابو خالد الحمدلله كل مالها تزيد قوة... وصارت علاقة ثقــة أكثر من أي شي ثاني

طالعـه محمد بنظرة عميقة وهو رافع حاجب : أتمنى تكون قد هالثقة..

وبتهديد مبطن : ولازم تسمع مني هالكلام...

ويوم حس ان وليـد ركز معه وانشد انتباهه له .. كمـل محمد بثقة وبدون خوف.. ثقة رجل الأعمال المسيطر : اذا اكتشفت ان هالثقة بغير ملحها...أنا اللي بشيلك من هالوظيفة... سامعني يا وليد ؟؟

قالها محمد بشكل ودي قد ما يقدر لكن قوة اللسان اللي تحدث فيه .. حسس تركي ان محمد جاد وان هالشخص أقوى وأكثر قدرة من ما يبدو عليه.

وابتسم يلطف الجو : شقصدك يا أستاذ ؟؟... انا مو قد الثقة ؟؟

شــرح محمد وهو يناظر بعمه وابو راهي اللي صاروا بعيييدين : ما اقول انك مو قد الثقة... لكن عمي عطاك ثقة ما يعطيها لأي احد ووظيفتك تتطلب محافظتك عالأمانة .. تخاف الله بهالأمانة... أتمنى تكون قدها.... هذا تذكير لك مو أكثر

وتحرك ماشي تارك وليــد وراه يفكر بكلامه.. ابتسم بسخرية وهو يتبعه بنظره..
تحب عمك بشكل كبير أكثر من ما كنت متصور..

بس للأســف أعترف لك أنا مو قد الثقة...


محمد وصل للمكان اللي فيه أبو راهي وعمه وهو يفكر بالكلام اللي قاله... أكيد سحر هي الأمانة اللي يخاف عليها... ولا يتمنـى لها أي أذى.

بس وش هالنار اللي مشتعلة بقلبه .. من شافها تطلع من بيتهم ذاك اليوم وتركب السيارة مع وليد وهالاحساس ملازمه.. وده يقتلعه من قلبه اقتلااااع !!.. لأي حد وصلت بمشاعرك يا محمد .. مشاعرك اللي كنت متجاهلها من سنتين... من لحظة رجوعهم من الغربة ؟؟؟

من شفتها بالمطار ذاك اليوم وهي تركض لـ خالد اللي كان واقف معك ينتظر اهله يوصلون من روسيا بالسلامة..

رجعت ذاكرته لـذاك اليوووم يوم اطلالتها بكل سحرها وحيويتها..


محمد وهو يتلفت : وين اهلك تأخروووا
خالد بحيرة وهو يناظر من بوابة الواصلين : مدري ابوي كلمني وقال ان وصولهم بيكون الساعة 4... يعني قبل ساعة..
محمد : تجوز رحلتهم تأخرت في موسكوو ؟؟
خالد : ما أظن لو تأخرت كان دقوا وقالوا لي..

صوت ناااعم وصـــل من بعييييد يناااادي : خاااااااااااااااااااااااالد..

لفوا ثنينهم يناظرون البوابة .. وطاحت عين محمد على سحر اللي كانت وقتها ام 18 سنة.. جاية تركض والدمعة بعييينها.. والشوق واللهفة ناحية خالد أخوها الوحيد

ضحك خالد وهو يشوفها مسفحه تركض تجاهه ما همها الناس ولا همها أحد...
قفز برشاقة من فوق الحاجز وراح لها وهو فاتح لها ذراعينه يضحك...

طاحت بحضنه وهي تصيييييح مو مصدقه ان رجلها وطت ارض الوطن من غير رحيل من جديد ... سنة كاملة ما شافت خالد اللي كان خلال سنوات دراسته الطب جالس بالسعودية ، السبب اللي زاد من وحدة سحر بالغربة من بعده ..

كان محمد واقف ورا الحاجز يتأمل اللقاء الأخوي الحميمي... كان وقتها من زمان ما شافها ... ثلاث سنين متواصله قضوها برا من غير زيارات للسعودية.. وهذا اللي زاد شوقها ولهفتها اللي تفجرت قدام كل الناس..

كان يتأمل البنت اللي فجأة كبرت وتغيرت... كان اخر علمه فيه لما كانت فالـ 15 من عمرها بوحدة من زياراتهم.. كانت مجرد مراهقه تشتاق لبنات عمها وتلهو معهم في زياراتهم القصيرة..

خالد : ههههههههه الحمدلله عالسلاااامة يالبزر
سحر بلوم وهي تشهق وتناظر وجهه : حرام عليك مخليني لحالي هناك ماعندي احد... ان شالله مااااااااااااااتنجح في كليتك

كتم محمد ضحكته... على عكس خالد اللي انفجر ضحكه... من هذيك اللحظة وسحر حاقدة على الطب واللي اخترع الطب .. اللي خلا خالد يتركها تغترب لحالها من غير ونيس لسنين وسنين... وفضل يرجع لوطنه بس عشان يدرس حلمه.

سحر بدموع وشهاق : اشتقت لك يا خالد
ضمها وهو يضحك ويتحمد لها بالسلامة .. وهي تصيح وتلومه... محد يلومها 12 سنة مو شوي.. وخالد ودع الغربة من 5 سنين... كيف 5 سنين عاشتهم برا فاقده أنيسها الوحيد.

قرب محمد منهم بيتحمد له بالسلامة.. وقال بابتسامة : الحمدلله عالسلامة سحر ..
رفعت سحر راسها من صدر خالد .. وناظرت في اللي نطق اسمها... كانت هذيك اللحظة أول لقاء ينكتب بين نظراتهم من بعد طووول غيــاب.

ابتسمت بعد ما استوعبت مين يكون هالشخص.. ابتسامة للحين راكزة في باله : الله يسلمك... محمد !

ومسحت دموعها وهي تكتم عبراتها ، تحاول ما تنفعل أكثر.. تركها خالد عقب ما طاحت عينه على أمه وأبوه مقبلين... وركض لهم بشوووق كبير..

يتذكر محمد انه التفت لها وقتها يكلمها... يبي يخفف عليها عقب ما لاحظ انها على وشك البكي بسبب منظر خالد مع ابوه وامه .. فقال : كيف الرحلة عسى ما تعبتوا ؟؟

وبالفعل شتت انتباهها عن المنظر المؤثر .. وخلاها تلتفت له تطالعه.. نزلت عينها وهي تمسح دمعة رمشها .. وقالت بصوت منخفض : الحمدلله ..كانت تعب .. بس كل شي يهون مدامنا وصلنا.

ابتسم لها يهون الأمر عليها... كانت بنظره ذيك اللحظة طفلة مثل ما كان يقول عنها خالد.. تدور الأمان ، وتبحث عن الاستقرار.

من ذيك اللحظة وشي داخل قلبه بدى يكبر...

::::

يتبـــع...

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 03:21 AM

،، الجــــــزء 14 ( الفصل الثاني ) ،، :::

دخل بندر البيت وهو شايل بيده قفص لونه أحمر مربوط بـ حلقة ذهبية من فوق كـ "علاق".. ابتسم على ردة الفعل اللي بتجيه لأن المفروض من زمان جايب هالقفص.. فتح باب المدخل وهو يطالع الطيور اللي تغني بأصوات عذبة.. سكر الباب وهو يناااااادي : شاااااااااااادن

راح يمين بالممر اللي يودي للصالة.. ودخل وهو يتلفت بهدوء : شادن؟؟

أم محمد : شادن ومشاعل بتلاقيهم برا جالسين....

وركـزت باللي في يده وفتحت عيونها : وش جايب معك؟؟؟؟
بندر وهو يحط القفص عالطاولة وأصوات الطيور الأثنين يغردون بعذوبة... ملت تغاريدهم العجيبة الصالة : بــلابل !

ام محمد مستنكـرة : وش تبي فيهم ؟؟
بندر : مو لي يمه ..هههههههههه انا وجهي وجه بلابل ؟؟
ام محمد : وش نوعهم ؟؟
بندر : والله مدري المهم انها بلابل... بروح أشوف شادن بتطير فيهم

ابتسمت عليه وهي تشوفه يوقف : جايبها لـ شادن أجل ؟؟
ضحــك : وش أسوي دين ولازم أوفي به... ما أنسى اني السبب بضياع طيورها قبل سنتين

ام محمد : ههههههههههههههههههه سنتين.. وش ذكرك بالسالفة ..شادن أكيد نستها
ابتسـم من قلبه : لا شادن ما تنسى... تسكت بس ما تنسى أنا عارفها... غير اني أبي اردها لها ، أكيد ما نسيتي يمه ان الطيور اللي ضاعت كانــت هديـة من عمر.. بغيت انذبح على يدها ذاك اليوم

ام محمد : بس شادن ما عاد هي صغيرة وما خذت بخاطرها منك ، ليش كلفت على عمرك
بندر : مو مشكلة عاد الطيور للكبار وللصغار... بطلع اشوفهم


طلع ناحية حديقتهم وهو يسمع اصوات ضحكهم وهيصتهم الغريبة ..، سمع شاادن تضحك بعمق وهي تعلق على مشاعل...
عقد حواجبـه !!.. غريبة شكل مشاعل صارت بخير عقب طيحتها الاسبوع الفايت ..طابت بهالسرعة !!.. ههههه أخت أخوووها.


عنــد شادن ومشاعل...

شادن وهي جالسه على العشب ممدده رجولها عالارض ويدينها مادتهم ورا بكل تراخي... وتضحك على مشاعل اللي منقلبه ولــــد ،، من الحركات اللي تسويها : هههههههههههه شوي شوي على عمرك الشجرة كلها بتطيح من ضرباتك !
مشاعل : خليني ما أحس اني قوية الا كذا..
شادن : يختي الشجرة تقولك ارحميـــني !

ولفت تطالع يمين وراسها مرتخي على كتفها .. شافت بندر يقرب وهو يشيل النظارة ويثبتها على جبينه ..مبتسم عاللي يشوفه... ولو ان وجهه يحكي معالم ضحك بينفجر في أي لحظة..

شادن تعدلت بجلستها وتربعت... وحطت يديها بحضنها وهي تقول : بندر تعال شوف وش سويت فيها ههههههه
بندر وهو يتأمل مشاعل ببدلة الكاراتيه : ها مشاعل كيف البدلة عليك..؟؟

لفت مشاعل له وهي تلهث من الحماس... ويديها تغطيهم قفاز خاص للملاكمة خذتهم من غرفة بندر.. وجسمها يلفه بدلة الكراتيه البيضا اللي شراها لها.. بحزام أحمر خاص يلف خصرها النحيف..
كانت كيوووووت بشكل ، ولأن البدلة رجالية كانت فضفاضة شوي بس لااايقه عليها مرة وجذابة..

قالت وهي تمد يد وترجع يد بهيئة استعداد : شرايك نتباااارى ؟!

رفع حواجبه من الحماس اللي بعيونها وضحك على شكلها الطفوولي وهو يتحداه : من جدك تبين تباريني ؟؟
مشاعل لفت لـ كيسة الرمل الاسطوانية الخاصة للملاكمة مثل اللي بالنوادي ، واللي معلقتها على جذع الشجرة العتيقة ببيتهم .. وضربتها بقبضتها بأقوى ما عندها : ليش بندوره... متساهلني؟؟

ضحك وتربع جنب شادن : هههههههه اضربي اضربي خليني اشوف اداءك

رفعت رجلها بكل لياقة عاليه.. وضربت بقووة خلت بندر ينفجع من مهارتها.. ما اهتمت مشاعل .. او بأحرى تجاهلت اندهاشه وهي تلعب بكل غرور... واستمرت تضرب بقبضاتها الثنتين.. مرة اليمين ، ومرة اليسار ومرة رجلها.. مااا عندها أي مشااااكل

بندر : الحين كاراتيه وبلعناها .. بس ملاكمة هذي كبيرة.. ليش أخذتيها من غرفتي؟؟؟
شادن : ههههههههههههه
مشاعل : وش تفرق ترا كلها من طينة وحدة... قوم علمني شلون اضرب
بندر بسخرية : ما يحتاج ماشية صح..

بفرح نطت مشاعل : صدق؟؟؟؟
بندر : مشاعل انتي متأكدة أنك بنت ..

عصبت مشاعل .. لحد يشككها بأنوثتها ولا يا ويله : وش قصدك ؟!
بندر : البنت المفروض تصير ناعمه مو ترافس وتخابط مثلك..
مشاعل رفعت حاجب ، وصدت بغرور وهي تمسك كيسة الرمل اللي تتأرجح يمين ويسار بفعل ضرباتها.. بيديها اللي تغطيهم قفازات حمرا كبيرة على كفها الصغيرة.. وقالت : انتوا ليش مستغربين؟؟... الدفاع عن النفس مو حكر عالشباب بس.. ليش انتوا عندكم هالأفكار المتخلفة

شادن بمرح : لا يهمونك شعولتي كملي وانا جنبك.. انا أشجعك
مشاعل نطت على اختها وباستها بقوووة : ياربي لا تخليني من هالأخت... خل العقل المتحجر جنبي يفهم
شادن : هههههههههههه سمعت يا العقل المتحجر؟؟

طالعهم بندر بطرف عينه : انا لو عقلي متحجر كان ما علمتك من البداية.. وكان ما جبت هالبدلة اللي انتي فرحانه فيها الحين
ابتسمت مشاعل وهي تشد الحزام بإحكام على خصرها : ايه صح نسيت أقولك شكرا بندوره.. بغيت اطييررررر يوم شفتها بغرفتي

قام وهو يمد يديه لها : عطيني القفاز خليني اعلمك الأصول شلون

فكتهم بسرعه وبحماس.. وعطتهم اياه.. عدل تي شيرته الأسود على جينزه الرمااادي الغامق.. ولبس القفاز بسرعه ومهارة.. وربط واحد على كفه ويوم جا يربط الثاني خلا مشاعل تربطه له... لا تستغربون بس بندر محترف وجسمه رياضي بحـت.

بالأخير تقدم للباغ الرملية ومشاعل تراقبه وهي تقول بصوت عالي.. كأنها تقدمه للجمهور : المدرب الأنيق بندوووووووووره... مدربي أنا أنا أنا شعووووله

طالعها بابتسامة غرور ، ولأنه طويل أطول من مستوى مشاعل بفارق.. رفع الباغ الرملية الثقيلة الأسطوانيه اللي مدري شلون مشاعل شالتها لـ برا !!.. عدل مستواها بشد حبلها من على جذع الشجرة.. ويوم جت في مستواه رجع خطوتين على ورا وهو يناظر نقطة معينه في منتصفها.

نطت مشاعل من الحماااس لها فترة ما شافته يلعب كاراتيه ، وهي أصلا ما حبت هالرياضة الا منه... ما كان لاعب عادي كان دايم الأول على بطولات المدارس .. ومو على مستوى الرياض بس !! حتى انه فاز بلقب البطولة اللي اقيمت على مستوى المملكة للمدراس.. كان لما يجي يلعب ينقلب مية وثمانين درجة... يصير هـادي مركز يربك اللي قدامـه.. أنيق بلعبه وحركاته لخفتـه ورشاقتـه... لـ درجة انه ترشـح يلعـب في بطولة على مستوى اقليمي أيام الجامعـة قبل سنتين.. بس أمه رفضــت وحلفت عليه ما يشارك ...والسبب خوفها عليه من عيون النـاس.

مشاعل شوشت عليه تركيزه وهي تحمسه : أجيب الكااااااميرا بندووووره

ناظر فوق بملل وطالعها بحنق : خليني أركز أربكتي جوّي !
مشاعل : ههههههههههههه طيب سوري يا مرعب الكاراتيه بالثانوي
شادن بضحك : انتبه لا يطيرك الكيس... مشاعل ما عرفت لها بالبداية.. كانت كل ما ضربت الكيس ارتدت لها وطيرتها عشرين متر وراااا ههههههههههههه

وغرقت بالضحك غصب عنها .. طالعتها مشاعل تدافع عن نفسها : ما زلت مبتدئة تراني مو مثله محترفة .. والـ bag ثقيلة قومي جربيها ( وطلعت لسانها )

ابتسم بندر وهو يقول : خلك عالكاراتيه مشاعل وراقبيـني

ابتسمت مشاعل وهي تراقب كل حركة وكل خطوة يسويها بحذافيرها .. تراقب كيف يقدم رجل ويأخر رجل.. يحط قبضين يدينه قدام وجهه لحمايته أو كـ دليل للأستعداد للهجوم.. كان يخلط بين اسلوب الملاكمة والكاراتيه بـ فن ..وأكثر شي يلفتها بأسلوب بندر.. نظرات عيونه الثابته .. كان لما يحط عينه على نقطة يجيبها بسرعة ساحقة .. يجيبها بيده ، برجله ، بكوعه ، بكل الأساليب والحركاااات.
شلووون وهاللعبة هي هوايته الأوولى ،، وأمنيته يوم برزت موهبته انه يكمل مشاركاتـه ويلعبها بس امه منعته..

مشاعل بانبهــااار : اللـــــه ،، لحظة أبي اسوي الحركة الأخيرة؟؟

وقف وهو يثبت الباغ بالقفاز لا تهتز.. وقال : أي حركة ؟؟
مشاعل : اللي بكوعك على ورا وفوق ؟؟
بندر : هههههههههههههههه تبين تكسرين خشم أحد من الناس... هالحركة خطيرة مشاعل
مشاعل : وانا وش قايله... بذبح الناس!!... لازم أتعلمها لوقت الحاجة بعد انت ما تضمن الدنيا..
بندر : ههههههههههههههه انتي وين عايشه ترا الدنيا آمان عندنا .. ترانا مو بفلــم !!

قاطعته شادن معارضه : بس الا ما يـمر يوم نحتاج لمثل هالمهارات.. يوم نكون لحالنا ومحد جنبنا لازم نتعلم ندافع عن نفسنا.

مشاعل : صــحح لسانك شدونتي هذا اللي أبي أفهمه الناس ومو راضين يفهمون.
ضحك على خواته ، جا وسحب مشاعل من يدها ووقفها قدام الباغ الرملية الثقيلة : الحين غمضي عيونك ، وتخيلي انك واقفة وهاجمك احد من وراك ..وما يمديك تلتفتين وتضربينه .. وش بتسويــن؟؟

التفتـوا بعجب لـ شادن اللي انطلق ضحكـها قبل لا مشاعل ترد.

شادن يوم لاحظت انهم ناظروها : ههههههههههههههه ويين فلم امريكي ههههههههههههه
مشاعل بقهر : وين اللي تقول تو الا ما نحتاج هالمهارات
شادن : هههههههههههههههه.. امزح امزح كملوا كملوا وانا براقبكم.

رجع بندر وسأل مشاعل نفس السؤال وهو واقف وراها، ويديه على كتفها ... وأردف : ها وش بتسوين لو صار مثل هالموقف؟؟

قالت مشاعل بعفوية بدون تفكير : أحاول اضربه من غير ما ألف كلي !؟

بندر : حلـو !.... زين شلون ؟؟؟

مشاعل عاشت الدور .. نست نفسها وقالت : كـــذا !!!

رفعت يدهااا فوووق ...وطـاااااااااخ كـوووع قوووي غرزته في بطنـه ، خلته يشهق ويطيح وهو ماسك بطنه... شادن فتحت عيونها مرتاااعه من قوة الضربة .. قامت بسرررعه.. زحفت على ركبها ويدينها له .. ومشاعل تجمدت من اللي سوته وهي واقفه مكانها مرتاعه!! ..استوعبت الموقف ونزلت له بخوووف وهي تمسك كتفه

وبخوف : بندوووره شفيك تعورت؟؟؟

بندر وهو جالس على ركبه ، مستند بيد وحده عالأرض واليد الثانية ماسك فيها بطنه.

مسكته شادن ورفعت وجهه بيدينها.. لاحظت الألم بتقاسيمه : بندر تعورت ؟؟؟

مــارد على نداءاتهم ، ما كان قادر على الرد اصلا ، صوته اختفـى والضربة كتمت أنفاسه عن رئته.

بعد دقيقتين.. مشاعل شوي وتبكي قالت : بندوره مرة آسفة ما قصدت !!

أخيرا رفع راسه للسما وأخذ نفس عميق .. وابتسم بألم وسخرية عليها : أبصم لك لو صار مرة ونفذتيها على احد... مارح يقوم منها صاحـي

مشاعل حسبته يهزأها.. الخوف أربكها : طيب أنت صاحي أهم شي؟؟... أسفة بندر يعني أخففها ؟
ضحك والألم يخف : ههههههه لا تخففينها خليك ذيبه !.. برافو ضربة حلوة

مشاعل بقلق : تعور مرررة ؟؟

قام واقف وهو يترنح .. يد وحدة مستنده على فخذه واليد الثانية تضغط على بطنه ، اخذ نفس عميق يقضي على آخر نغزة ألم : انا مافيني شي لا تخافين.. بس حركتك كذا أوكــي

ابتسمت بمرح توخر الخوف : لا يهمك كل شي تقوله انا حافظته..
قامت شادن وهي تنفض يدينها من آثار العشب .. وناظرتهم : انتوا مارح تحصلون من بعض الا الأصابات.. خلونا ندخل..

مشاعل : لا انا ما شبعت

بندر هاللحظة تذكر اللي كان جاي عشانه : يقلع ابليس نسيتوني انتي وياها

ناظروه ثنيناتهم بحيرة ..
ناظر فـ شادن : شادن فيه شي جبته لك موجود بالصالة..
شادن بحيرة : لي ؟؟؟.... ايش؟؟
بندر : روحي شوفيه بالصالة وتعالي عطيني رايك

تحمست .. وش ممكن بندر يكون جايب لها !! راحـت بسرعة عنهم .. ومشاعل لفت تكمل البراكتيس حقها .. على قولها لازم تتدرب حرام تروح الموهبة حقتها..

لف بندر لها شافها تلكم الكيس بأقصى قوتها مو مهتمة بشي.... دخل يديه بجيوب بنطلونه وهو يبتسم بسخرية : بشويش لا تعورين نفسك.. شوي وتتقطعين !
مشاعل : لا تخااااف انا قوية
بندر : يا هالقوة اللي كل مرة تقولين انا قوية... خلاص فكي بتخربين أشيائي
مشاعل : ما خربت منك عشان تخرب مني... الا تعال وش جايب لـ شادن ولا جبت لي ؟؟
بندر : شي مو لايق عليك
مشاعل وقفت عن الحركة ونزلت يدينها : ايش؟؟؟؟
بندر : مدري وش اللي ذكرني هالوقت بالذات.... قبل ساعة كنت في محل طيوور و..........
قاطعته بقرف : لا تقول ثعابين؟؟؟
بندر كمل وسفهها : شفت مجموعة طيور تشبه بالضبــط اللي كانت عندها قبل سنتين...تذكرت اني ما جبت لها بدالها

مشاعل ضحكت بخبث : اهاااا .. الطيور اللي هربت من القفص بسبتك ذاك اليوم... كانت من عمر وشادن حقدت عليك وقتها
ضحــك وهو يوقف قبالها من الجهة المعاكسة للباغ الاسطوانية الطويلة : ايه عشان كذا .. شفتها تذكرت ذاك اليوم وسيدا شريتها... بيني وبينك شادن هالفترة تحتاج اللي يلهيها عن الشرير عمر
مشاعل : هههههههههههههههههههه لا تسمعك تقول عنه شرير ترا ما تسامحك..

مد يده حول الاسطوانه وطق راسها : العبي العبي انا ليش مضيع وقتي وقاعد احكي معك
مشاعل بتهديد : هاااااااااااا لا تغلط ترا ما عرفتني للحين.. كوع ثاني يطيحك
بندر : انا مو من النوع اللي ينلدغ مرتين يا عيووووني
مشاعل : من زينك اصير عيونك وععععع

قرب منها بيوريها شغلها .. بس هي شهقت وهي ترتد لورا تهدد : هاه وش تبي ؟؟؟
بندر : وش ابي؟؟... ابي اكوفخك !
مشاعل : ترا بتتعور !!
رفع حاجب وتحول لهيئة جديـة : انا اللي بتعور ؟؟
مشاعل بدت تخاااف : خلاص وش تبي .. ما تقدر تعورني اصلا ماهون عليك
بندر : تدرين لي مدة ما كفخت احد .. أول كل يوم هازم لي واحد.. كانت حتى طريقة افرغ فيها عصبيتي .. واليوم مافي قدامي الا انتي.. اشتقت أكفخ احد واسدحه بالأرض
مشاعل : لاااااااااااااااااااا

سمعوا صوت شادن جاية تركض وتناديه " بنــدر"

ما أمداه يلف يطالعها .. الا هي تضمه بيد واليد الثانية شايله القفص..
شادن : بندر شكرا مرة حلوين

ابتسم ونسى مشاعل الواقفة بعيد : ترا هذي دين اذا تذكرين

تراجعـت خطوة عنه .. وقطبت حواجبها لحظة : دين؟؟؟
وبعدها تذكرت : ههههههههه على بالي نسيت !!

بندر : تبين الصدق ولا ولد عمه ؟؟
شادن : هههههههه اكيد الصدق
بندر : كنت ناسيها مرة وحدة.. وما تذكرت الا قبل ساعة بالمحل
شادن : ههههههههه تبي الصدق حتى انا نسيت السالفة
بندر : علينا يالشريرة ..
شادن : انا شريرة حرام عليك هههههههه
بندر : ايه يوم طاروا ما كلمتيني لأسبوع وتقولين نسيت
شادن : ههههههههههههههههههه ردة فعل عكسية لا اكثر
بندر : اعتبريها من عمــر

ابتسمــت وهو يكمل : واذا سألك عنهم قولي للحين عايشين لا تقولين انهم طاروا اخاف يذبحني
شادن : ليش خايف منه ... تدري عاد... من عطاني اياهم عمره ما سألني عنهم... أظنه ينسى اللي يعطيه !!

قالت الجملة الأخيرة بنبرة غريبة... وهي تنـزل نظرها للقفص باللي فيه.. شافت الطيرين ينقرون بعض بشوية خشونة.. وبعدها كل واحد ابتعد هـارب من الثاني... منظـر لفـت شادن وخلاها تتأملهم بنظرة طويلة وعميقة
::::::

بالليـل .. الساعـة 10..

تركي وأبو خـالد..!!

كانـوا في طريق رجعتهم من مـقر المشروع .. الوقـت ليــل شبه متأخر بحكم ان ابو خالد وابو راهي ظلوا هناك لساعات وساعات يتناقشون بالشغل ، وعن مستقبلهم مع بعض.. واضطر تركي انه يرافق ابو خالد طول هالمدة ..
محمد كان قد تركهم بعد ساعتين.. ورجع للشركة لأنه ما يقدر يتغيب عنها مادام ابو خالد مو فيها... فاستأذن من عمه ورجع للشركة عقب ما رمى ذيك الكلمات على وليـد بخصوص شغله الجديد ، وتنبيـهه عليه ، وتفكيــره اللي بدا يؤرقه عن سحر.

طول ذيك الساعات ظل تركي لحاله يتمشى بأنحـاء المشروع.. استغل انه كان لحاله.. وأخذ راحتـه وهو يعبر بين العمـال المشغووولين،، يتأمل ويتفـرج بإعجـاب صادق ..بينما ابو خالد وابو راهي كانوا جالسين على طاولة وكراسي خشبية كانت متوفرة بالموقع.. بعيـد شوي !!
طول مشوار العـودة ، ابو خالد ما سكـت يسولف مع وليـد اللي متولي القيادة أكيـد.. ويضحـك على تعليقاته على نفسه وانه واحد له أحلام أكبر منه وان المجنـون هو اللي يفكر بـ كذا أحلام !!

وهم يوصلون لبوابة القصـر التفت ابو خالد وهي يضحك.. وبقصد المزاح قال : اقلط يا وليـد ولا فيك النوم؟؟
تركي وهو يدخل السيارة عبـر البوابة اللي واقف جنبها الحارس : تسلم طال عمرك الوقت متأخر..
ابو خالد : مبكر ولا متأخر اترك عن الرسميات
تركي : مابي ازعجك انا عارف انك تعبان وتبي تنام ..

طــرى على بال ابو خالد السؤال اللي سألتـه سحر ..واللي هو نفسه فــاات عليه يسأل وليد عنه .. وناظر وليد بهدوء : الا على الطاري يا وليد فيه سؤال استغرب من نفسي انه فات علي وما سألتك اياه ولا مـرة !!

بصمــت التفت تركي بسرعـه ..ما يدري ليش تأهب يسمع هالسؤال.. وحسه ما رح يعجبـه
كمـل أبو خالد وهو يعقـد حواجبه ، ويناظر بعيون وليد نظرة المستفسر اللي يبي اجاابة : انت وين ساكن فيه؟؟

فاجأه السؤاااال وبـان على وجهـه الصدمة.. وللحظة مـالقـى اجابة .. ناظر بحضنـه وهو صامـت لأول مرة ما يلاقي اجابة سريعة ، ما كان يتوقع هالسؤال .. طول الفترة اللي راحت ومن بدى عمله ما سأله ابو خالد هالسؤال ولا عمره استفسر ... وش اللي يخليه يسأل وش اللي ذكره .. معقولة يكوون شك بهويّتـه الحقيقية!!

لاحظ أبو خالد المفاجأة مرسومة وهو يتأمل وجه وليـد ساكت ويناظر تحت.. ميل راسه باستفسار : شفيك مستغرب ....سؤالي محرج ؟؟!!

حاول تركي يستعيد طبيعته ويمحي التوتر ما يبي يصنع أي شكوك.. وناظر ابو خالد بعيونه : لا بس ليش تسألني الحين طال عمرك .. وش اللي يهمك وين ساكن انا !!
ابو خالد : من حقي اعرف كل شي عنك مدامك تشتغل لصالحي.. وانا تقريبا عارف كل شي ما عدا وين ساكن ..

تورط تركي وارتبـك شلووون راح عن باله هالشي.. ما عمره اهتم بهالنقطة لأنه كان مقتنع ان محد بـيسأله عن مكان سكنـه .. بس هذا هو ابو خالد يخالف توقعاته ويسأله بشكل مفاجئ عن مكان سكنه .. الظاهر الاهتمام الزايد اللي سعيت له يا تركي بـيرجع عليك عكسي وشوف وش استفدت.

ابتسم يطمنـه : صدقني ما يهم تعرف.. مستأجر لي بيت صغير على قد حالي
ابو خالد باهتمــاام هالمرة أزعج تركي : ووين هالبيـت !؟!
غصب عنه قام يلـف ويدوور يهرب من الجواب اللي ما أعد له من قبل : بمكـان ما يليــق بمقامك طال عمرك !
ابو خالد : زين شفيك مستحي قولي وين
تركي : خلهـا مستورة يا عمي... المهم انه مكاان فقير لله
ابو خالد بعطـف : افا يا وليـد كذا فكرتك عني.. الفقير والغني كلهم واحد وانا ابوك...

تركـي كـذب مثل عادتـه لكنه ما توقع عواقب كذبه اللي ممكن تصير : بـ الدخل طال عمرك
هز ابو خالد راسه بأسى من هالشاب اللي حياته تعتبر مأساوية ، عنده كل مقومات النجاح بس الظروف احيانا تكسر.. ما كان يتوقع أصلا جواب أحسن من كذا : الله يعينك .. يلله فمـان الله
تركي : مع السلامة .

نزل ابو خالد وسكر الباب.. ودخل من المدخل وتركي يراقب خطواته وهو يسترجع سؤاله.. عقب ما اختفى حرك السيارة وهو يزفــر من الموقف.. ما كان يتوقع هالسؤال ولا رتّـب له من قبل.. وش بيصير لو اكتشــف ابو خالد انه مو ساكن بالدخل مثل ما قال...

حرك يده بحركـة تطنيــش وهو يطلع بالسيارة من البوابة.. ويمشي تجـاه البيت ، مارح يـدري كذبه من صدقـه.. وش اللي بيخليه يدري وهو بس عايش بالرفاه والغنى !!
لكل حادث حديث يا تركي ولو اني ما أظن بيسألني هالسؤال ثاني...

استسهل الموضوع وما حسه يشكل أهمية ، لكن اللي أزعجه هو انه طيحـه من حساباته ، وحط نفسه بموقف قبل لحظات يمكن يخليه موضع شكوك...
وهو يبي يصير متغلـب عليهم بكل شي.
:::::

في الشرقيـــة..

في وسط البر .. في وسط السكوون وخلال ستار الليل الأسود .. بعيييد عن الناس ..
وصلــت السيارة السبورت الحمـرا لبوابة مغلقة بباب حديدي .. يوقف عليها شاب بمقتبل العمل رابط مثل العصابة على راسه وسيجارة مولعة بين أصابعـه.. أول ما شاف السيارة المميزة بشكلها ولونهـا فتح البوابة من غير كلااام.. حيا اللي داخلها بأصابعه اللي شايله السيجارة .. لين دخلت وأغلقها من عقبها ..

وقف عيـاف السيارة داخل الكراج الموجود بالجهة الخلفية من المكان المجهول اللي محد يدري عنه.. ويوم أطفأ محرك السيارة لـف لـ عمر اللي كان حاط راسه عالمسند ومغمض عيونه بسكوون.

عياف : قوم وصلنــا
فتح عيونه بصمـت .. وتعدل بجلسته وهو يفرك رقبته من ورا.. التفت للمرتبة الخلفية وشال منهـا جكيته المرمي باهمال هناك واللي يدفيه بهالمنطقة اللي تكون باردة بالليل.. حطه على ذراعه ونـزل وهو مكشر حواجبـه لأنه ما أخذ كفايته من الغفوة .. ومعه عياف اللي شال من دبة السيارة حقيبة ريـاضيـة عليها شعار نايك الله أعلم وش داخلها.
علقها على كتفه ومشى جنب عمر لبـاب مفتوح يودي لداخل.. المكان اللي يشبـه فيلا .. او بمعنى ثاني مظهرها الخارجي يوحي انها مجرد استراحة.. بس ما خفـي كان أعظم

راحوا لوحدة من الأبواب المسكرة واللي يوصلهم من داخلها أصوات ضجيج وسوالف وضحك .. فتح عيـاف الباب وهو يبتسـم .. ولحظة فتحه للبـاب الكل سكت والتفـت له .. ابتسموا يحييونه

واحد من الشباب بقلـق : تونـا نسأل عنكم ... وينكم تأخرتوا عسى ما صار شي ؟؟
عياف تحرك لداخل الغرفة وهو يرمي الحقيبة باهمال على واحد منهم .. الثاني تلقفها وحطها جنبه
وعياف يقول : أبد .. على ما رجعنا من البحر .. جينا على طـول..

وجلس في صدر الغرفة الي جلستها عربيـة "عالأرض" : ها بشروا وش صار معكم اليوم ؟؟
واحد منهم : انا ويزيـد جلسنا هنـا تدري يا زعيـم مالنا مكان وقلنا ننام اليوم كله راحة.. نخاف نطلع للناس كثير.
عياف : أفااا عليك رجالي انتوا من ايش تخافون .. انتوا ذيابة ما مثلكم أحد..

واحد بسخريـة : وينه الليث طل شوي واختفى ؟؟؟؟
تلفـت عياف باستغراب ما شاف عمر جلس معهم ، توه كان واقف جنبه عالبـاب!!!!.. ناظر في اللي سأل عنه وحرك له راسـه .. يعني روح نـاده

بملل قام الثاني وراح يـدوّره .. دخل الغرفة المجاورة متوقع انه بيلقاه هنـاك ،، وشـاف عمر يلبس بدلة العمل الخاصة فيه..
حس عمر بدخول أحد لكنه سوا نفسه مو حاس بشي.. والسبب انه الحين مايبي يكلم احد مزاجه متعكر .. واذا مزاجـه متعكر ماله الا الشغل يحط طاقته فيه ..
عادل : الزعيم يسأل عنك ؟؟
ناظره عمر بسرعة وهو يسكر أزرار البدلة الكحلية ونزل عينه يراقب اصابعه وهي تغلقهم : قلـه طلع لـ شغله
عادل : الزعيم قال اليوم اجازة وش تبي بالشغل

طالعه عمـر ببرود عقب ما انتهى من كل الأزرار : والمشكلة ؟؟.. تبي الاجازة خذها انت
عادل بعصبية : انت ليه كذا محد يعرف يتكلم معك مزاجك دايم نار
مشى عمر جنبه وطق كتفه بكتف الثاني : وكم مرة قلت لك لا تدخـل بأمور غيرك ..

ومشى وتركه .. الأجواء بين هالاثنين دايم متوترة .. عادل يكره شخصية عمر وما يحب القوة اللي بعيونه واللي تخلي عياف دايم يفضله ويستشيره .. وفوق كذا هـو الزعيم لما يكون عياف غير متواجد والساعد الأيمن لـه..
وعمر ما يفضل عادل لأنه يشوفه انسان ما تنعرف نيتــه ودايم مشاكل مع عياف اللي يحاول يدمجه ويجانسه مع الفريق.

رجع عادل للمجلس معصـب والكل لاحظ هالشي.. وجهه أحمر من العصبية ..

انتبـه عياف وباهتمام : وينه لقيـته ؟؟
عادل ما صدق أحد يسأل.. انفجر وصرخ .. ينافس عمـر بالدم الحار والعصبية : هالكلللللللب شايف نفسه على مين يعاملني مثل زبالة عنده .. انا كم مرة قلت لك طلعه ما جاب المشاكل بينا الا هو ..
قام عياف اللي عمره 29 سنة وقرب منه : شنو فيك شنو قلت له ؟؟؟؟

عادل بقهر : انا اللي شنو قلت له ؟؟؟؟ بتقول لي اني انا الغلطااان ..
عياف عصـب واذا عصـب ينقلب لانسـان مخيف : اقول انطــم وكل تبــن كم مرة قلت لك لا ترفع صوتك علي يا ابن اللذينا !!
وتوه بيمكسه من ياقته .. قام واحد من الشباب وفرق بينهـم .. قال عادل ووجهه أحمر : آسف يا زعيــم بس برضو عمر يحب المشاكل..

عياف : خلاص اجلس هنا ولا تتحرك .. انا بروح أشوفه ..

وطلع من المجلس وهو يسمع الشباب الـ 7 يحاولون يهدونــه .. طلع للكراج الخلفي شاف بابـه مسكر.. انحنى وسحب الباب على فوق بيد عضلية قوية.. طار نصه فوق واصدر ضجييج ... انحنى عياف من تحتـه لدااخل الكراج وهو يسمع صوت حديد ومفكـات تختـرق السكووون..

طاحـت عينه على عمر منحني داخل كبوت سيارة أنيقة يشتغل عليـها .. وقبل لا يوصـل كان عمر قد حـس بدخوله .. قال من غير ما يرفع راسه من داخل الكبوت : شفيها خطواتك ؟؟.. معصـب ؟؟

عياف وقف جنبه وهو يمسك الكبوت المفتوح : ارفع راسك شوي أبيك

بكل هدوء رفع عمر راسه وصلب ظهره..
وهو يمسح على خده بظهر كفه : وش عندك؟؟؟
عياف بهدوء لكن مبين عليه الضيق : كم مرة قلت لك يا عمر لا تحاول تستفز عادل.. حاول تكسبه احنا نحتاج لـ فريق متجانس عشان نوصل للي نبيه من غير مشاكل

قاطعه عمر وهو يلعب بالمفك بيده : مو أنــا اللي أحاول أكسب أحد... هالبزر اللي انت جايبه مو داخل مزاجي من أول قايلك بعده عنـا بس انت ما تسمع

عياف : عاد تدري انه أذكى واحد من الموجودين .. من بعدك طبعـا ، نحتاجه ولا تنسى أغلب العمليات اللي سويناها كان له دور كبير فيها

عمر ببرود وهو ينحني للسيارة : مو مشكلتي.. يظل واحد خبيـث

سحبه عياف من كتفه عشان يناظره : مشاكلك الشخصية معه مابيها تصير مرة ثانية .. ورايك فيه خله بينك وبين نفسك ماله داعي تسبب حساسيات بين البقية.. عادل احنـا نحتاجه وانا مو مستعـد أتخلى عنـه وخبثـه هو اللي فايدنـا.. فتحاشاه أفضل لك وله .. تفهمني يالليث ولا ما تفهمني؟؟؟

رمـى عمر المفك داخل السيارة وهو يناظر بعيون عياف بصمـت... شد عياف قبضته على كتـف عمر وهو يقول : اترك الشغل الحين وتعال معي داخـل الشباب ينتظرونك..

بصمت سكر عمر الكبوت وسحب معطف البدلة من كرسي خشبي موجود .. ومشى مع عيـاف لـ داخل..
دخـل عياف وهو راسـم ابتسامة ما كأنه معصب ومتضايق قبل شوي .. وعمر وراه بابتسامة هادية ... تحاشا يناظر بـ عادل وجلس جنب أصغر شاب من الموجودين 20 سنة ..

وبوســط الجلسة والسوالف الشبابيــة ..

عياف : عادل بالله جيـب البلوت وتعال ما يونســني بهاللعبة غيرك .. ( لف لـ عمر ) .. عمر تلعب؟؟
عمر : مالي مزاج..
عياف : يزيد تعال بداله بالله..

ابتسم يزيد وانضـم لهم .. وعيـاف يقول وهو يوزع الورق : شبـاب أنا افكر نوقف من نشاطاتنا هالفترة .. شرايكم؟؟

يزيد : ليه؟؟
عادل وهو عاقد حواجبه .. وألقى الملاحظة : الشرطة بكل مكان .. مو ملاحظين هالشي؟؟
عياف : ايه بزيادة .. هذا اللي كنت أبي أقوله الشرطة ناوية على شي هالمرة.. ما نبي نتهور نحتاج نهدى فترة ونركـد.. ونرجع بقوة بعد ما يهدون..

عمر وهو يناظر التلفزيون قال بهدوء : تبي رايي يا زعيم ؟؟
عياف ابتسم دايم ينتظر أفكار اللي سماه الليث : أكيد وانا اقدر أتخلى عن أفكارك يالليث !!
عادل بسخرية : قول يالليث أفكارك

عمر تجاهله وناظر بعيون عياف : انـا أقول لو نبعـد عن الشرقية مرة وحدة... نفترق كم أسبوع لين تهدى الأوضاع.. حال الشرطة ما يبشر بخير وانتشارهم يهدد بمصيبة علينـا اذا ما كنـا حذرين.. أنـا أشوف نبعد عن الشرقية احسن حل نهدي في الأوضاع..

باهتمام رمى عياف ورقه من يده وهو يقول : والله فكرة .. يا ذكااااااااءك يا شيخ ما غلطت يوم سميتك الليث
ابتسم عمر بفخر : أفاا عليك أعجبك.. خليفتك نسيت
عياف : هالفترة حصدنـا ثروة ماهي هينة .. تنعمـوا الحين باللي عندكم .. ( وغمز لـ عمر ).. ومرة وحدة كمـل زواجك يالليث اللي متوقف حتى اشعار آخر ولا تنسى تعزمنـا عليه..

انقلـب وجه عمـر للعصبية.. وقبل لا يقول كلمـة سمع عادل يقول وهو يناظره باستغراااب حتى الشباب اللي معه : ما شاء الله الليث بيتزوج .. ليش ما عندنـا خبر !!!

طالعه عمر بعصبية ، وعياف انقلب وجهه .. نسى ان عمر موصيـه ما يعلم احد من المجموعة بأمر زواجه.. وان الأمر يظل سر بينه وبين عياف.. بس الظاهر عياف نسى هالشي وزلت من لسانه

عياف وهو يحاول يكحلها : أوووه ولا هذا من زمان أكيد انت مطلق ألحين!!!
عادل باستغراب والكل يناظر عياف.. ما عمرهم توقعوا عمر تزوج من قبل أو بيتزوج... اللي يشوفونه منه وهالسنتين اللي معه رسمت لهم صورة انسان قاسي ما همه اللي قدامه ما في قلبه ذرة رحمـه اللي يغلط له العقاااب..

سكت عمر مو قادر يعلق عالموضوع .. وعياف حس انه بدل لا يكلحها خربها أكثر

عادل بخبث : ما شاءالله عمر متزوج ومطلق... شنو هالحظ اللي عليك عطنا شوي يمكن نلقى اللي ترضى فينا
عمر طالعه ببرود : واذا متزوج وش ناقصني ؟؟
عادل بخبث وقاصد المزح.. بس مزح ثقيل بنظر عمر : لا يكون قصة حب بس... لأني ما أظن وحدة بترضى فيك الا بهالطريقة ..

زاد برود عمر .. وقال وهو يناظرهم كلهم : قفل هالموضووع وإياني إيا واحد فيكم يسأل عنه أو يفتحه من جديــد .. خلوكم باللي انتوا فيه ..
عادل قاصد يستفزه بس بأسلوب مزح : أوه شكل الموضوع يأثر عليك .. ليش لا يكون تجربة حب فاشلة هي اللي خلتك كذا.. لأن أشوف هذا هو الجواب الوحيد .. اللي نعرفه عنك انك طالع من عائلة محترمة............

عمر وهو يرص على أسنانه قاطعه : عادل قلت لك قفل هالموضوع وحياتي الشخصية مالك شغل فيها مارح تفيدك بشي.. فانساها من بالك
عادل ببرود : اووه طيب طيب آسفين يالليث كنت أبي اشيل الحواجز بينا بس دايم عنيـد..

عياف اعتذر لـ عمر بنظراته ، وعمر ما قبل هالاعتذار لأنه ببساطة يوم ناظره عيـاف.. صد لجهة التلفزيون ما ناظره.

وعشان يرجّع الجو زي ما كان قال : ايوه يا شباب فكرة الليث عجيبة .. قررت نهدي اللعب شوي لأن الشرطة من يومين وهم ما هدوا.. وما أظن بيهدون قبل فترة
يزيد وبيده كاسة خمرة : طيب وين تبينا نروح .. تعرف مالنـا مكان.. ثلاث أرباعنا خريج سجون محد من أهله رضـى يستقبله .. وين تبينا نروح!!

عياف بابتسامة : انا عنـدي بيت في الجنوب.. فوق الجبال هناك .. بعد اسبوعين بروح هنـاك أريح اللي يبي يجي معي الباب مفتوح له.. ومنها نخطط ما تدرون يمكن هناك نلقى لنا كم صيدة..
الكـل أيد الفكرة .. الا عمر قال بهدوء وعيونه ما فارقت التلفزيون : أنا اعذروني ماني رايح .. هالفترة برجع الريـاض

طالعه عياف مستغرب : الرياض؟؟ وش تبي بالرياض... الرياض يا عمر خطيرة للي مثلنا .. ما تدري وش ممكن يصير لك هنـاك
عمر ببرود : لا تخاف علي.. لازم أرجع الرياض .. عندي شغله كان لازم أخلصها من فترة
عياف : أوكي على راحتك... انت الوحيد اللي أضمنك مافي خوف عليك لأني اعرفك

قام عمر أخيرا وهو يقول : انا راجع لشقتي تبي شي يا عياف؟؟

ويوم شاف عياف منشغل باللعب موب يمّـه .. طلع وتركهم ..
وقف برا عند سيارته الجيب اللي يستخدمها لما يجي هالمكان.. تأمل صورته المنعكسـة عـ الشبـاك بكل ألم... ومن مكـان حوله سمع صوت ضحكتهـا توصل لسمعه من حيث ما يدري... تلفت حوله مثل المجنوون.. ليش صوت ضحكها يوصله من عمق الظلااام اللي يحيطه هاللحظة.. ليش يحس فيها تفكر فيه ألحين..

يعرفها دايم تنام على خياله وتصحى على خياله... اعترفت له مرة من غير ما تحس...
اعترفت بكل براءة انه شي غير عادي في حياتها..
ويتذكر انه كان سبب مشاكل كثير في حياتها هو سببها... كانت تحتويه .. كانت تمسح دموعه .. تواسيـه ..
وهو الحين يجازيها بالعكس... رغم انها السبب باللي هو فيه الحين..

مو لاقــي اللي ينتشله من الحال اللي عايش فيها.. طاح في هالشرك بلحظة ضعف !!.. كان يبي يرجع لها بأسرع وقـت ،،
بس الأمور تطورت .. تطورت وتطورت لـ غير صالحه... لين صار عضو عصابة محترف... بعد ما كان انسان منعزل يعيش على ابتسامتها ..!!

قسى قلبه بهالسنين الأخيرة !!.. لين معد صار يفهم نفسه !!
::::::::

في الجامعة ..

طلعـت سحر من قاعة المحاضرة... ووقفت عند الجدار بالجهة الثانية من الممر..علقت شنطتها على كتفها الثاني وهي تدخل يدها بجيبها بتطلع جوالها..
دقت على مشاعل والضجيج يملا المكان من حولها.. زحممـة بناااات اللي داخله محاضرتها واللي طالعه منها.

استغربت وناظرت شاشة الجوال يوم ما حصلت رد .. وناظرت بالساعة وهي ماسكة الجوال تبي تتأكد ان هذا وقت بريك مشاعل.. غريبة أكيد طلعت من المحاضرة ليه ما ترد؟؟؟
اتصلت مرة ثانية ولا حصلت رد .. وبالنهاية حطت جوالها بجيبها ومشت للدرج نازلة للدور الأرضي .. ومنها لشارع الجامعة..

لبست نظارتها الشمسية وأبعدت خصلة شعرها البني الناااعم السايح عن عينها... وتحركت تروح للمكان اللي تجتمع فيه العادة مع مشمش..
وصلت للمكان اللي يحوي جلسات مظلية وما حصـلتها هناك مثل ما كانت تتوقع.. جلست وهي تطلع علبة عصير من جيب الشنطة كانت قد شرته الصبح من الكافتيريا وهي في طريقها للمحاضرة .. وجلست تشفط منه وهي تنتظر عالكرسي ..
ربع ساعة ما شافتها .. عصبــت لا تكون غايبه عن الجامعة مثل عادتها وما عطتها خبر!!!
توها بتطلع الجوال مرة ثانية بتتأكد ... الا لمحت بطرف عينها أحد جاي من بعيد.. رفعت راسها وابتسمت يوم شافت مشاعل جاية تمشي بسرعة وهي تسب وتلعن ..
رفعت حواجبها يوم استوعبت هيئة مشاعل الغريبة..أزرار قميصها العلوية مفتوحة وأكمامها مثنية لفوق الكوع
قامت سحر واقفه بسرعة ..وتوها بتسأل شفيها .. الا مشاعل رمت بشنطتها وأغراضها عالكرسي بعصبية .. ورمت بثقلها كلها عليه
سحر جلست بهدوء وهي مستغربة.

سحر : شفيك وش السالفة كأنك طالعه من هوشة ؟؟
مشاعل : أعوذ بالله وانتي الصادقة بغيت أتوطاها برجلي
سحر وهي مرتاعه لأنها عارفه مشاعل متهـوورة : ووووووش السالفة ؟؟؟
مشاعل : تحسبني من هالأشكال اللي مثلهم... زين اني مسكت أعصابي
سحر : مييييين هذي!!!!!؟؟

زفرت مشاعل وهي تحضن شنطتها من الملل : اليوم عطيتها كف على وجهها المرة الجاية مدري وش بسوي
شهقت سحر مرتااااعه : كـــــــــف ؟؟... مين هذي اللي مديتي يدك عليها يا حمارة؟؟
مشاعل : وحدة قليلة أدب مو راضيه تحل عني
سحر : مشاعل انا اعرف انك متهورة ولا تحسبين للأمور حساب وتفسرين الأمور على كيفك.. وش سوت البنت عشان تمدين يدك عليها؟؟؟
مشاعل بملل وهي ترفع رجل فوق رجل : استفزتني بكلامها الحقيرة قمت عطيتها كف عشان ما تسوي شي في المستقبل.. وتعرف أنا مين من ألحين
سحر عصبـــت وباستنكار : وين احنا ترانا بجامعة !!
مشاعل : والله زين مني مسكت نفسي كف واحد ما يكفيها الكلبة..
سحر : وهي وش سوت لك ؟؟
مشاعل : قفلي هالسالفة انا حتى مابي اتذكر خشتها... أبي عصير معك عصير..
طالعتها سحر مبهته .. وشافت مشاعل تاخذ شنطتها تبحث فيها بفوضوية
مشاعل : اوفففف أبي عصصصييير شنطتك فاضية مافيها شي... أبي ريال معك ريال ؟؟
سحر تطالع بنت عمها الغريبة : وبعد ما جبتي مصروفك ؟؟
مشاعل : خلصيني ابي ريال لا تخليني اروح اطر من البنات
تأففت سحر من مشيعل .. وسحبت شنطتها بقوة وطلعت بووكها .. وتوها بتطلع ريال منه.. الا مشاعل تسحب عشر ريال وهي توقف
مشاعل وهي ماسكة العشرة بأطراف اصابعها وتضحك : انتي كريمة وانا استااااهلل
وراحت بسرعة لأقرب كافتيريا وسحر تضحك على حركاتها.. وشوي رجعت وبيدها ببسي .. ورمت على سحر شيبس ليز : خذي ما هان اجيب لي ولا أجيب لك
سحر : انتي ما تبتي من هالليز اللي جاب لك نزلة ..
مشاعل ابتسمت وهي تتمدد عالكرسي وتحط راسها على رجل سحر : سحر تدرين ابي ارجع المستشفى عنده .. ما تصدقين ذيك اللحظات كيف كانت.. كانت غريبة مرة علينا .. كان رقيق بشكل اكبر من احتمالي ..يدينه رقيقة.. نظرته حنونة .. شي مووو معقول ما كنت اصدق اني كنت اشوف خالد ولد عمي... تدرين اني بكيت يا سحر بس هو ما فهم ليش كنت ابكي وقتها
ابتسمت سحر وهي تسمع .. وتتذكر اخوها .. عساها كانت تجربة تقربكم من بعض
مرت دقيقة .. ولفت سحر تناظر وجه مشاعل الراقدة على رجلها... وتذكرت الشكوك اللي دخلتها براس خالد من غير قصد.. يوم قالت له ان مشاعل ضرّت نفسها بالعمد عشان تروح له المستشفى..
تنهدت وهي تدعي هالشي ما يخرب بينهم.. ومشاعل مغمضة عيونها وهي على نفس الوضعية ..

بعد شوي قرب وقت الخروج ..
مشاعل : سحورة ابيك توصليني البيت .. بندر مارح يجيني اليوم
سحر : أكيد مرحب فيك بأي وقت
مشاعل : خلينا نطلع انتي خلصتي وانا خلصت..

ناظرت سحر ساعتها .. شافت انه باقي وقت على جية وليد... هي معطيته موعد محدد يوصل فيه لسا باقي اكثر من نص ساعة
مشاعل : شفيك تنحتي ؟؟
سحر : السواق يبيله اكثر من نص ساعة على ما يوصل ..
مشاعل : يؤ أي نص ساعة !! .. تكفين دقي عليه خليه يجي مافيني انتظر اكثر
سحر : خلاص بشووف وينه
وطلعت جوالها ومشاعل للحين حاطه راسها على رجلها وتاكل بالشبس اللي جابته لـ سحر ، هههه ما تحملت تشوفه وما تاكله ..
دقت على وليد اللي كالعادة ما يخليها تنتظر بشكل طويل..
وليد بنبرته الثابته : هــلا...!
سحر اللي تعودت على صوته كل يوم : أهلين ..!
رفعت مشاعل عينها لفوق تناظر سحر ..
وليد بابتسامة : هلا أي خدمة سحر ؟؟
أول مرة ينطق اسمها .. ابتسمت وهي تتمنى انها تكون ما أزعجته : وليد سوري بس أبيك تجي الحين عالجامعة..
وكالعـادة ما تذمـر : اوكي ابشري.. ثلث ساعة بالكثير وانا عندك.. تبين شي ثاني؟؟
سحر : لا مشكوور
سكرت منه والتفتت للشنطة بتدخل الجوال... الا مشاعل تقول وقطعة شيبس بين اسنانها : سواقك الجديد اسمه وليد ؟؟... سعووووودي؟؟
ابتسمت سحر .. مشاعل دايم آخر من يدري : ايه وينك فيه بدري !!
مشاعل : وش يدريني ... انتي من جدك تروحين وتجين معه؟؟؟؟
سحر ابتسمت : ههههههههههههه وش فيه حاله حال أي سواق
مشاعل : ما تخافين؟؟
سحر : لا وليد ما يخوف... مرة محترم وابوي مرة يحبه.. فرق كبير بينه وبين الهندي الأخير
مشاعل : ليش انا توني ادري عنه
سحر : انتي اللي فاهيه من طحتي مريضة وانتي بس تعيشين على خيال خالد ولحظاتكم الرومنسية بالمستشفى هههههههههه

وبعد نص ساعة .. قاموا للبوابة بيطلعوون ..
طلعت مشاعل ورا سحر .. اللي لقت السيارة واقفة على بعد مسافة من البوابة... أشر لها وليد تنتظر لما يقرب السيارة لهم بدل ما يمشون بين زحمة السيارات..
مشاعل : وينه وينه وينه ... لمين قاعدة تأشرين؟؟؟
سحر : صبر راح يقرب السيارة..
وأخيرا قربت السيارة الفااارهه لهم ... ونزل تركي من مكانه ولف حول السيارة عشان يفتح لهم ... مشاعل طاااارت عيونها فيه وهو يجي لهم بابتسامة مؤدبـة .. ويفتح لهم الباب... معقققققولة ذي كشرة سواق !!؟؟
ركبت سحر أول ... ولحقتها مشاعل .. أغلق الباب عقبهم ورجع مكاانـه.. حرّك ومشاعل انصدمت من اللي شافته..
سحر حست باللي في خاطرها.. وهمست عشان وليد ما يسمعهم : مشاعل اكسري النظرة .. ولا تقولين شي الحين لا تفضحينا عنده
مشاعل بهمممس : وانت يا حمارة كل يوووم طالعه وداخله مع ذا القمر ؟؟؟؟؟ وما تقولين
ضحكت سحر بصوت مسمووع.. اللي خلا تركي يرفع نظره للمراية يناظرهم باستغراب .. انحرجت سحر وحبست باقي الضحكة وهي تقول : مشاعل اسكتي الله يخليك خلي تعليقاتك للبيت..
مشاعل : هين هين يا حمارة ولا تقولين لي ان واحد مثل ذا يشتغل عند عمي..
سحر بقهر : مشاعل وبعدييييييييييييين معك قلت لك هالكلام خليه بالبيت مو هنا عند الرجال!!

لاحظ تركي انهم يتجادلون بصوت منخفض من غير ما يقدر يسمع .. قال وهو يرفع نظره للمرايه : فيه مشكلة ؟؟؟
سحر بهدوء : لا ما فيه... بس وليد روح لبيت عمي قبل عشان نوصل مشاعل
تركي : اوكي

سحر بهمس : وبعدين لا تقولين انك بتحولين عن اخووي وبتتركينه
مشاعل بهمس : ما اقدر حتى لو قلت اني بتركه ماني قادره ..
سحر : اجل نزلي عيونك لا تفضحينا عنده

وصلوا مشاعل للبيت .. وبعدين وصل سحر اللي كانت تعبانه وفيها نوووم ..
دخل مع البوابة .. ونزل عشان يفتح لها بابهـا.. نزلت وهي ما صدقت توصل.. وقبل لا تروح سمعت وليد يقول من وراها ..
تركي وهي يدفع الباب عشان يتسكر : تبين مني شي اليوم ؟؟
وقفت ..والتفتت له : مدري حاليا ما عندي شي .. اذا فيه شي بقولك
تركي : مافي مشكلة

راحت وتركتـه داخل... تسند على باب السيااارة بجسمه .. وفرك رقبته .. نظرات البنتين له في السيارة كانت غريبة !! لاحظها وهو اللي كان يتجاهلها ..
ابتسم بغروور ذوبتهم بوسامتك يا تركي ههههه
تعدل بوقفته وركب.. وحرررك يبي يريح ..

:::::

يتبــــع ..!!

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 05:34 AM

::
،، الـ جـــــزء 15 ،،
::


::
في الليـل..

دخل خالد البيت وهو يسمع سحر تكلم أمها بالصالة بكل حماس : يمه شوفي لـ بيان صرفة سنتين وتدخل المدرسة ما ينفع كذا..
أم خالد بضيق : انتي عارفه اننا حاولنا معها من قبل وهي رافضه .. دخلناها قبل سنتين أول ما رجعنا وسوت كارثة من الصياح والصراخ..
سحر : طيب والحل .. ؟.. اذا جت بتدخل المدرسة بتكون أعقد واصعب
ام خالد : طيب وش بيدي أبوك يقول خلوها بكيفها .. تحسبين مو مضايقني وضعها انا ابيها تدخل الروضة اليوم قبل بكرة

قرب خالد وهو يجلس : وش فيكم ؟؟
ناظرته سحر تترجاه : بيان ما تبي تدخل الروضة
رفع حواجبه من طاري هالموضوع بهالوقت : طيب وين الغرابة من زمان وهي ما تبي مو الحين بس
سحر : ولمتى بتظل كذا؟؟
خالد : انتي ليش مهتمه عليها الحين؟؟
سحر : البنت لحالها طول الوقت.. الصبح محد فاضي لها انت بدوامك وانا بالجامعة بس مع خدامتها والعابها يعني ما يعورك قلبك عليها يا خالد؟؟
ابتسم خالد لها : طيب حاولتي تفتحين معها الموضوع؟؟
سحر بضيق: فتحته وبظل افتحه معها بس للحين هي رافضه
ام خالد : انا كلمتها من قبل وهي رافضه انتي حاولي معها واذا رضت بشريني
سحر بضيق : بحاااول بس شوفوا وش الشي الي ممكن يقنعها بيان راسها يابس تقول اذا بتجين معي بروح وغيره مابي
خالد : هههههههه والله هالبنت ما عندها ..
سحر : كلمها يا خالد يمكن تسمع منك
خالد : بحاول ولو اني ما اظن تسمع مني مثل ما تسمع منك
سحر : انت حاول وش بتخسر

قام خالد بيطلع وسحر تقول : اجلس شوي لا تنام
خالد بضحكة وهو ماشي للدرج : انا صاحي من صباح ربي مو مثلك.. تصبحون على خير

ما تركته سحر .. بعد دقيقتين راحت لغرفته تشوفه ..من زمان ما خذت وعطت معه عن اخبار المستشفى.. الصراحة هي ما تهتم بهالموضوع لكنه عالأقل موضوع هو يحب ياخذ ويعطي فيه ..
دقت الباب وما سمعت منه رد .. الا ضحكة حلوة ،، شكله يتكلم تلفون .. فتحت الباب وطلت براسها شافته ماسك جواله بين اذنه وكتفه .. ويديه الثنتين قاعدة تغلق ازرار قميص بجامته ..والابتسامة الخاملة على شفاته
دخلت بهدوء بعد ما عطاها نظرة ورجع للتلفون : ابشر طال عمرك انا تحت أمرك.. اذا تبيني أشرف عليهم ما عندي أي مشكلة ..
تركت الباب مردود وراها .. وراحت جلست على كرسي مكتبه وهو واقف أنهى كل أزراره ومسك الجوال بيده : ان شالله يا دكتور بس ترا ما نستغني عن ارشاداتك اكيد وانا ما زلت وبظل تلميذك وقدامي الكثير عشان أتعلمه ..
قلبت سحر وجهها وهي تلف وتدور بكرسيه الدوار تنتظره ينتهي .. وطاحت عينها على كتاب كبير على مكتبه .. فتحته بشكل عشوائي وقلبت الصفحات بسرعة وملل يوم اكتشفت انه كتاب علمي بحــت!!... يا ربي على هالمثقف ليته يعطيني نص اهتمامه !! تركت الكتاب ورفعت عينها لـ خالد اللي ابتسم ابتسامة أظهرت غمازاته العميقة بسبب شي يسمعه
خالد : ان شالله دكتور انا على أمرك ومتى ما يبدا تدريبهم انا حاضر...... أكيد مارح أهمل شغلي بس يسعدني أساعدك
قفل التلفون بعد ما سلم وأنهى المكالمة .. رمى الجوال عالمكتب قدامها وتخوصر بيد وحدة بوقفة مايله وهو متسند عالمكتب بيده الثانية.. وعطاها نص نظرة : جاية لعندي وش تبين؟؟
ابتسمت سحر بسذاجة خلاه يضحك : ههههههه أبي انوم خلي سواليفك البطالية لبعدين
لمت ابتسامتها واستبدلتها بكشرة : سواليف بطالية !!.. وانا جايه اسألك عن المستشفى وشغلك هاللي ما تقولنا عنه شي!!
راح لتسريحته وفصخ ساعته الروليكس وهي تقوله : مين هذا الدكتور اللي كلمك قبل شوي وانت بس تتضاحك معه؟؟.. وضحكة وحدة ابيها منك ما تعطيني كل ما جيت من الدوام تعبان
خالد بابتسامة وهو يعدل ياقة بجامته قبال المرايا : هذا غير هذا الدكتور اللي صرت دكتور عشانه وبسببه
استغربت سحر واحتارت : وش دخله هو انا اعرفك تحب الطب والتشريح من وانت صغير..
خالد : صحيح كانت ميولي من وانا صغير... بس الدكتور نايف هو اللي خلاني أتمسك بهالطموح ..
سحر : مو هذا مالك المستشفى ؟؟ وش يبي منك؟؟
خالد : شي خاص بالشغل... بيجون متدربين عندنا ويبيني أساعده بالاشراف عليهم
سحر : بس انت توك صغير ويبي لك من يشرف عليك خخخخخخخخ
ضحك على هبالتها : ههههههه مارح أكون المشرف الرئيسي رح أكون مساعد ثانوي بس.. يعني من بعيد لـ بعيد
سحر : وهالمتدربين ليه يجون عندكم بالذات المشافي الحكومية ماليه البلد
خالد مسك ريموت التكييف المركزي وزاد درجة برودته شوي وهو يقول ببساطة : مو متدربين متدربات

واتجه لمكتبته الخاصة اللي مصنوعة من خشب التيك البني والأنيق.. فتح بابها وبنظرة سريعة انتقى كتاب خاص كان قد بدأه من مدة وما كمله أسلوبه علمي ويعجب خالد مرة .. وراح يتمدد على سريره .. وسحر ساكته تناظره وقالت اخيرا : بتشرف على بنات يا خالد؟؟؟؟
كان توه بيقرا الكلمة الأولى ...تنهد وحط الكتاب على صدره وهو منسدح.. وناظرها بقل صبر : قلت لك مو مشرف رئيسي ثانوي ما تعرفين معنى ثانوي ؟؟... الدكتور نايف هو اللي بيشرف بشكل خاص عليهم وانا بس بتابع وبساعده اذا احتاج لأي شي... وبعدين وش الغريب بالموضوع هاه نظرتك هذي غريبة انا دكتور لا تنسين يا آنسة
سحر وهي مستغربه : تحبه مرة يا خالد !!
خالد وهو يطالع بالكتاب : لأني أحترمه وأحترم شخصيته... ممكن تطلعين لأني بقرا شوي وبنوم..
قامت من الكرسي وهو من خلفها عيونه بدت تاكل الحروف .. ما تستغرب ، القراءة هواية من هواياته ومصدر ثقافته وفكره العالي..
:::

تراني ما عرفت ألقى لـ حبك حل أو معنى
تخيل كثر ما احبك .. انا صاحي واحلم فيك

بعد يوميــن..
في مكتب محمد الفخم الوسيع .. كوب القهوة الساخنة محطوطة عالمكتب وتطلق بخار في جو التكييف البارد..
كان محمد واقف قبال نافذة مكتبه الطويلة والعريضة اللي تاخذ عرض المكتب كامل.. يتأمل المنظر برا .. والشوارع المزحومة والحياة اللي ما توقف.. معطي المكتب ظهره والقهوة الساخنة ماله خلق يشربها ..
صداع صداااع يضرب براسه .. ارهاق من كثر التفكير.. غير الشغل اللي زايد هاليومين على راسه.. وفوقهم موضوع سحر ووليد هالانسان اللي دخل حياتهم فجأة ..
هذي مو غيرة يا محمد .. مو غيرة ولا تفكر انها غيرة .. اكثر منها خوف على بنت عمك مثل ما تخاف على خواتك
تسند بكوعه عالجدار .. وصار ينفخ في قبضته وهو يسرح بالمنظر قدامه .. يحتاااج لـ فترة راحة من الشغل اللي صاير يرهقه ذي الايام.. يحتاج فترة يصفي فيها افكاره وينسى فيها سحر... اللي حتى وهو يكتب بملفاته تنط في باله بشكل مفاجئ..
ضرب عالنافذة بيده بهدوء.. والتفت للمكتب يشوف وش عنده لليوم ..
قرر يخلص بدري علشان يرجع قبل الوقت .. وانتهى مثل ما تمنى ..ركز عاللي قدامه وأنهاهم بفترة قصيرة
ما صدق قفل الملف بقوة وهو يزفر .. وقام واقف وهو يسحب الشماغ من جنبه بعد ما خلعه عشان يمسد رقبته ..
ركب سيارته البي ام وطلع للبيت .. شاف ساعته كانت 1 كويس خلص قبل ما تزيد زحمة الشوارع..

وصل لبيتهم .. وفتح الباب ودخل ومن المفاجأة شافها بعبايتها واقفة بالحوش تضحك مع مشاعل .. حتى مشاعل بعبايتها شكلهم توهم راجعين من الجامعة..
ليته كل يوم يدخل ويلقاها يمكن تطفى النار اللي داخله..
مشاعل بضحكة : هلا حمودي جاااي بدري
عدل وضعية شماغه ورفعها فوق عقاله : توكم جايين
مشاعل : ايه تونا داخلين..
سحر بارتباك استأذنت : بطلع مشاعل اشوفك بعدين

عرف محمد انها تبي تهرب منه كالعادة .. والمشكلة انه هو اللي عوّدها هالهروب... عمره ما كان لطيف معها
قال قبل ما تروح .. لأنه اليوم مو على بعضه : سحر خلك مع مشاعل
وقفت وناظرته مستغربة !! .. ومشاعل ابتسمت : ايه خلللك تغدي معنا
سحر بقلق : مو ضروري
محمد كان هالمرة يبيها تجلس ما يبيها تبعد .. كان حاس بدقات قلبها وارتباكها اللي ما يخفى عليه : خلك ودقي عالبيت قولي انك بتتغدين هنا..
طالعته سحر وقلبها متبعثثثثثر ، طالت نظراتها له مو مصدقة مو محمد هذا .. حاله غريب والارهاق باين على وجهه .. شي هي لاحظته ومشاعل ما لاحظته
سحر بقلق : تعبان ؟؟؟
انصدم من ملاحظتها .. والرقة النااابعة بصوتها وهي تقولها ..
لبس نظارته الشمسية يقاله عن الشمس وهو اصلا عنها .. رغم انه بيدخل داخل البيت بعد لحظات..
ما يحس بقلب الحبيب الا حبيبه .. أثبتت له سحر هالشي وهي تظهر القلق بوجهها عليه وكنها تدري انه تعبان ويدور عن الراحة..
ابتسم عاللي اكتشفه عنها... انها قلب رقيق يحس باللي حواليه .. ابتسامه ناااااعمة هزّت سحر من غير رحمة
محمد : تعب شغل مو اكثر لا تخافين علي
ما أخاف عليك؟؟... ما استوعبت اللطف هذا
انت محمد القاسي اللي احبه .. ولا !!؟
تحرك من قدامهم وهو يقول لـ مشاعل : مشاعل اعزميها عالغدا لا تخلينها تطلع ..
مشاعل : ما يحتاج حمودي انت عزمتها .. ومارح تقدر تروح ما دام العزيمة منك انت بالذات
حمر وجه سحر وهي للحين مو مستوعبة اللطف والابتسامة .. ومحمد مر من قدامهم وهو مبتسم .

دخل وهو عارف ان التغير هذا اثار استغرابها .. ما يدري وش صاير له.. اللي يعرفه انه معد يقدر يكمل التمثيلية ..
سحر مكانها سااااكتة وعيونها على نقطة بالارض .. مو عارفه وش صار قبل لحظات يوم دخل فز قلبها بخوف ..بس لجمتها الابتسامة اللي كان على شفايفه الحلوة وقتها !!
سحر وشو هذا ؟؟ .. حلم ؟؟.. انتي تحلمين ؟؟.. محمد من فترة طويلة ما ابتسم لي كذا ...
قلبها ما هدى..نبضاته عنيفة ..الدم يجري بكل جزء بجسمها .. تحببببه ومعد تقدر تتحمل بعده.. وش سويت يا محمد ؟؟ انت سويت هذا عشان تزيد من ظماااااااي !!
- ها بتجلسين تتغدين اكيد .. العزيمة من محمد نفسه بعد وش تبين ؟؟
سحر بتعب وهي تحس بخنقة العبرة .. معد صارت تفهم مشاعره
وقالت بصدق : مشاعل انا تعبانة
مشاعل : ليه؟؟... سحووور شفيك؟؟.. لا تتحججين عشان تروحين البيت
سحر : اخوك اليوم شفيه؟؟
مشاعل بقلق من صوتها المرتجف : مافيه شي .. مستانس انه شافك
سحر بشكل متبعثر : مشاعل قولي لي الصدق ..هذا محمد ؟؟
مشاعل باستغراب من الخنقة بصوتها : ايه هذا محمد شفيك
سحر : وش صاير له؟؟.. ليه تعبان ؟؟
مشاعل : مو تعبان ولا شي.. قالك من الشغل
سحر تبي جواب واضح ومن حقها : ليه كان يبتسم ؟؟
مشاعل : وش تبينه يسوي... يوم كان يطنشك كنتي تبكين .. الحين يوم ابتسم بعد ما يرضيك
سحر بصوت مرتجف حست انها كانت عايشه بحلم : اخاف اجلس واضايقه مشاعل .. اخوك ما يطيقني اصير قريبه منه.. ارجع للبيت احسن اخاف اجلس ويجرحني مثل العادة وانا عقب قبـل شوي ما عاد اقدر اتحمل
قربت مشاعل وهي تحس ان سحر شوي وتنهار وتنزل دموعها .. ضمتها بهدوء وسحر حست انها سببت كل هالشي لنفسها .. يوم انها حبتـه لهذي الدرجة اللي محد قادر يتصورها .. يوم انها حبته لين صارت تنتظر اليوم اللي تكون فيه قريبة منه وفـ حضنه... آآآآه محمد ليش انت؟؟.. ليش؟؟
مشاعل : الحين انا مو فاهمه ليش انتي زعلانه ودموعك بعيونك ؟؟..
سحر : لأني أحس ورا محمد سر كبيييير... ليش يجي الحين ويبتسم هو اصلا ما يحبني ولا يطيقني ليش يبتسم ويعذبني .. انا مو لعبة بيدينه
مشاعل : خلي عنك الكلام الفارغ وخلينا ندخل داخل .. ومحمد انسيه شوي
سحر فضلت تبتعد بهاللحظات : مشاعل اعتذري له قولي له انا رايحه البيت ..
وبسرعة طلعت من الباب تاركه مشاعل واقفه لحالها.. كان قد مر ربع ساعة من رجوع محمد .. دخلت مشاعل داخل وشافت محمد مبدل ملابسه وجالس بالصالة يفرفر بالتلفزيون... حانت التفاته منه وشاف مشاعل لحالها : وين بنت عمك؟؟
مشاعل بملل: طلعت ..
سكت محمد ورجع للتلفزيون بصمت.. هربت منه مثل العاااادة لمتى بيخليها تهرب منه ويجمد قلبها ناحيته !!
::

نزلت سحر من السيارة بسرعة من غير ما تنتظر وليد ينزل يفتح لها الباب.. ضربت بالباب من خلفها وهرولت تصعد الدرجات الأمامية اللي على يمينها وشمالها تمثالين غريبين يفخم المدخل..
تركي داخل السيارة مستغرب من لخبطتها من دخلت السيارة كانت غير طبيعية رغم انها ما بينت لكن هذا اللي حسه هو.. من طلعت من بيت عمها وهي مو على بعضها .. حتى انه شاف محمد يدخل البيت قبل خروجها بدقايق وحالته غريبة لدرجة ان محمد ما انتبه له وهو جالس جوا السيارة !!
ليش يحس ان فيه شي غريب بين هالاثنين ؟؟.. ولا خيالاته توحي له اشياء مو موجودة؟؟.. أكثر من موقف حسسه بهالشي..
وعاه من هالأفكار تلفونه اللي رن.. رمش عينه ونسى هالفكرة الغبية وهو يفتح الخط : هلا ثامر ؟
ثامر : هلا تركي .. تراني ببيتكم تعال
تركي بروعة : ببيتنا؟؟ ليه ابوي فيه شي؟
ثامر ابتسم : وانت يالمطيور مارح اجي الا اذا عمي فيه شي.. أنا جيت اسلم عليه وهو سأل عنك قلت بدق عليه خلك تتقهوى معنا .. اللي أعرفه انك من زمان ما جلست مع ابوك وهو فاقدك ..
ابتسم تركي وقلبه يوجعه على ابوه اللي صدق فاقده وفاقد جلسته وسواليفه المرحة معه : قوله يبشر انا جاي له طيران الحين ..
ثامر ابتسم : استعجل يا ولد ابوك..
تركي : هههههههه خلاص مسافة الطريق لا تطلع لين اجيك
:::

في بيت أبو محمد ..
العايلة جالسة بالصالة يتقهوون .. ومشاعل منبطحة عالكنبة تتأمل القفص اللي جابه بندر لـ شادن..
مشاعل : الله اصواتهم تجيب العافية ودك تغمضين وبس وتجلسين تسمعينهم
شادن ابتسمت : يشبهون اللي كانوا عندي ولا؟؟
مشاعل : الا مرة يشبهون لهم لدرجة شكيت انهم نفسهم.. نفس الألوان

ابو محمد وهو يطالع ولده محمد اللي كان فاتح اللابتوب حقه وجنبه كم ورقة يشتغل عليهم .. هز راسه وهو يقول : محمد خف على نفسك وانا ابوك تبي تجيب يومك انت؟؟
ابتسم محمد من غير ما يبعد نظره عن الشاشة : لا تخاف علي هالأوراق لازم اخلصها بسرعة.. تعودت يابو محمد
ام محمد اللي تدخلت : بس انت هاليومين ما تعجبني احسك تضغط على نفسك بزيادة يا حبيبي خف على نفسك وارتاح الشغل ما يخلص
محمد : ان شالله احاول بس ما اوعد
ابو محمد : شرايك تاخذ اجازة وانا ابوك تريح راسك فيها وعمك موب معارض هو لو شافك كذا هالك نفسك بالبيت وبالشركة ووين ما تروح .. هو بيزعل .. ما يصير
تنهد وقفل الشاشة وحطها على جنب : هذانا حطيناه على جنب.. وش تامرون غيره؟؟
ام محمد بصيغة امر : بكرة تجيني وانت مقدم اجازة .. هالأسبوع عالاقل مابيك تطلع من البيت .. وجهك ما عاد يعجبني شفيك وانا امك
طالع محمد في أبوه اللي انشغل بالجريدة .. ورجع يطالع في امه اللي ما تدري عن خطبته واللي يمر فيه .. حتى أبوه ما يدري انه ذي الأيام صاير يرفضها بعد ما كان بالبداية راضي فيها ومقتنع بالخطوة اللي سواها ..
ام محمد : شفيك محمد تعبان ؟؟
محمد : مو شي يمه قلتيها تعب شغل... بكرة باخذ اجازة ولا يهمك انتي تامرين..
والتفت لـلبنات يبي ينسى أفكاره اللي مرهقته : من وين هالعصافير؟
مشاعل بضحكة : مو عصافير هذي بلابل بندر جايبها لـ شادن بدال اللي طاروا
محمد : ههههههههه وبندر عليه طلعات وبأوقات غريبة
شادن : هههههه والله سوى فيني خير هالبلابل سووا جـو عندي بالغرفة .. يكفي تصحى الصبح على اصواتهم الحلوة
محمد : تسلفيني اياهم اجرب
شادن : هههههه انقلع مناك عشان تطيرهم مثل ما سوا اخوك
محمد : هههه خلاص مابيهم اعوذ بالله

:::

بعد كـم يوم ... محمد له يومين ماخذ إجازة من الدوام .. كان من داخله يبيها ومن فترة وهو يخطط ياخذها... وابو خالد عطاه اياه من أي اعتراض بالعكس وافق لأنه شاف ان محمد الشهور اللي فاتت اشتغل بجد ويحتاج يسترخي ويرتاح عشان يرجع بقوة من جديد..

يوووم الخميس .. نهاية اسبووع كان الجوو فيها حلو مو حر مثل العادة .. أحوال الطقس تعلن ان هالفترة احتمال تكون فترة مطر وبرودة خفيفة وحلوة تزين جوو الرياااض ..
لفـت مشاعل لـ محمد اللي كان جالس ومعاه الكونترول .. ورجل فوق رجل : الله الجووو هالفترة بيطلع يجنننننن ... نبي رحلة وش رايك محمد ؟؟
محمد ويد ماسكه الكنترول واليد الثانية تمسح على شعره من فوق باسترخاااء : رحلة بنص الدوامات ؟؟
مشاعل : الله واكبر.. انت الحين بإجازة .. ثاني شي نروح اربعاء وخميس وجمعة واذا بغينا نشبكها مع السبت وش المشكلة
محمد : قولي لأبوي وابوي يكلم عمي .. انا مالي علاقة
مشاعل : تكففففى محمد عالأقل اقترح عليهم
محمد : ولسانك وينه مقصوص .. مافيه اطول من لسانك قولي لهم انتي بالحنة تاخذين شهادة امتياز
برطمت .. لكن الكشرة راحت وهي تشوف شادن مع ابوها طالعين من المطبخ .. شادن شايله صحن كبير فيه قطع لحم .. وابو محمد شايل صحن ثاني فيه الخضار وأدوات الباربيكيو
فتحت عيونها وهي تشوف ابوها شايل هالأغراض.. شافت محمد يقوم بسرعة عشان يساعده .. شال الأدوات عنه وهو يقول : عنك يبه !!
مشاعل : يا سلااام وش قاعدين تسوون ؟؟
طالعها محمد وناظر شادن بابتسامة اللي قالت : اوووه انتي ما تدرين !!!
مشاعل بحيرة : ادري عن ايش؟؟
شادن : محمد وابوي امس قرروا يشرفوون على حفلة باربيكيو معنا اليوم .. انتي كنتي نايمة بالعسل كالعادة مو داريه عن شي
نطت بقهر : وليش ما تقولون لي؟؟؟؟؟
ابو محمد وهو يتحرك للباب وشادن ومحمد وراه وأياديهم مليانه : تونا ما سوينا شي .. تعالي ساعدينا ..
مشاعل لحقتهم برا .. ليييين راحوا لوين ما الطاولة الكبيرة مركونة بالحديقة.. وتأملت محمد اللي ركع بركبة وحدة عالأرض يركب شواية الباربيكيو المتوسطة الحجم .. وشادن اللي كانت لابسة برمودا سودا وتي شيرت ابيض سادة .. اعطته الفحم والكبريت .. وقربت له الدفعة الأولى من حلقات البصل والطماطم واللحم ... لأن الواضح ان محمد قايل لهم انه بيتكفل بكل شي وبيشوي لهم من يدينه ..
تحمست مشاعل وهي تشوفهم .. تفاجأت من حماس محمد وهو يضبط كل شي .. وحماس شادن اللي كانت واقفه فوق راسه تعطيه كل شي يطلبه.
مشاعل بحمااااس ومن غير شعووور لفت راااكضه للبيت : بروح أدق على سحوووووووووووووووووووووورة تجي
وقفت حركة يدين محمد .. ووقف رمش عينه وهو يسمع صرااخ مشاعل من الحماس..
شادن : محمد اجيب لك المنفاخ يمكن تحتاجه
رجع يكمل شغله ولا كأن شي صار له : لا خلينا نشوف يمكن ما نحتاجه..

لفت شادن جسمها وشافت ابوها يقطع باقي الخضار اللي ما كمله بالمطبخ .. ضحكت وهي تروح له : حبيبي ابوي انتبه لأصابعك.. تبي نظارتك اروح اجيبها
ابو محمد بضحك لبنته العذبة : ما يحتاج قطعت كل هذا جوا يعني منيب قادر اكمل الباقي
شادن : ههههههه ابوي قلبي مو لايق عليك شغل المطبخ
ابو محمد : ليش وانا ابووك ؟؟
شادن بضحك : ههههههههههههه لحظة بروح اجيب كاميرا الديجيتال حقتي صراحة لحظات ما تتفوت .. لازم اوريها عيالي وعيال عيالي
راحت بسرعة ..ووراها ضحك ابوها اللي ما رفع راسه عن السكين والبصل.. ومحمد من الجهة الثانية كان يعد الشواية ويثبتها زين..

قبل ما ترقى شادن الدرج .. سمعت صوت حماس مشاعل فوق وهي تكلم تلفون ..
صرخت لها : مشااااااعل جييييييبي كاميرتي بتلقينها بغرفتي فوق مكتبي
مشاعل : زييييييييييييييين الحين جايبتها

نزلت مشاعل بوناسة وجوالها بيدها ..والكاميرا بيدها الثانية : الله فلة سحر بتجي بعد شوي .. قلت لها لازم تجي تحمست يوم قلت لها ابوي بيشوي لنا
شادن : مو ابوي اللي بيشوي .. محمد هو اللي اقترح الفكرة امس وهو اللي بيشوي أما ابوي متكرم يقطع واحنا نرتاح ...خلينا نطلع لا يفوتك ابوي شكله روعة وهي مركز مع البصل والطماااااااط خخخخ
مشاعل : ههههههههههههههههههههه الله وناسة ما قد شفت ابوي كذا
ركضوا مع بعض عشان يلحقون يلتقطون اللحظات واللقطات الحلوة ..
وقفت شادن قدام ابوها .. ومشاعل من الشقاوة وقفت ورا ابوها .. وحطت أصابعها على شكل مقص فوق راس ابوها اللي مدنق يقطع
شادن : ههههههههههههههههههههههههه مشاعل يا حمارة عيب عليك
التفت ابو محمد لـ مشاعل يشوف وش سوت .. ومشاعل باست خده بسرعة وهي تضحك بهبل واصابعها الاثنين فوق راسه للحين .. وهو ولاهو داري !!
شادن : هههههههههههههههههههههه بابا شوف العدسة .. تشييييييييييييييييز
ابتسم للكاميرا والسكين بيده..والطماطة بيده الثانية .. ومشاعل على حركتها ..
راحوا لمحمد يصورونه ... وسوت مشاعل نفس الحركة فيه .. بس محمد لاحظها ولا سمح لها تستغفله ..
محمد : مشيعل روحي عني
مشاعل : هههههههه صورة بس صورة وحدددة
محمد : نزلي يدك لأكسرها لك
شادن : يلااا صووووووووووووووورة
ابتسم محمد وهو جالس على ركبة ويده مرتاحة عليها .. ومشاعل واقفة جنبه محترمة نفسها..
اخيرا قربت شادن بحماس لـ مشاعل وهي تعطيها الكاميرا : الحين دوووري صورة مع حمودي حبيبي
محمد : تعالي انتي تستاهلين احطك فوق راسي
طلعت شادن لسانها لأختها .. وقربت وجلست جنب محمد .. اللي حوط كتوفها بيده وقرب راسه جنب راسها .. وابتسموووا و " تشـــــك ".. صووورة مرة حلوة
راحت شادن لأبوها وصورت معه ... الا ام محمد جايه تنضم لهم وهي مبتسمة عالجوو اللي صاير.. والربشة وصوت التقطيع وحدايد الباربيكيو يمتزج مع ضحك شادن ومشاعل ..

:::

لبست سحر تنورة سودا ماسكة على جسمها .. وبلوزه نارية وهي متحممسة للشوي اللي قالته مشاعل .. ما كانت تدري ان محمد هو اللي متوكل فيها لأن مشاعل قالت لها ان عمها هو اللي بيشوي لهم .. حتى انها ما تدري ان محمد هالفترة ماخذ اجازة يرتاح فيها من الشغل وضغطه .. وما تتوقع حتى وجوده .. ولو كانت عارفه ان محمد هو اللي بيتكفل بالشوي تتوقعون بتوافق تروح؟؟... ما أظن!
كلام مشاعل حممسها وهي ولا مرة حضرت باربيكيو ولا قد مرة سووا في البيت ... اصلا ابدا ما كان فيه فرصة انهم يسوون .. كانوا مسافرين .. ثانيا محد حولها يساعد .. ابوها مشغول .. وخالد طبعا استحالة بسبب شغله .. وامها ما تهتم لهالأمور... اصلا مو حلو يسوونها اذا ما كانت كل العائلة مجتمعة !!
أسرعت لـ غرفة بيان ودخلت وهي تقوول : بيان بسرعة البسي بنروح لبيت عمو
بيان : ليه ؟؟؟
سحر : بنروح نشوي عندهم
بيان : نشووي؟؟؟؟
سحر : ايه نشووي ..
بيان : الله ابي ارووح
سحر : كويكلي انا بروح اقول لـ ماما وأجي .. بنادي لك ناني تساعدك
بسرعة نادت على الخدامة من السنترال وقالت لها تجي تساعد بيان بتلبيسها .. وبعدها راحت لأمها وقالت لها انها بتطلع لـ بيت عمها عندهم حفلة شوي عائلية .. وطبعا امها ما عارضت
:::

دق الجرس في بيت ابو محمد ... نطت مشاعل اللي كانت تساعد محمد المنزعج من قرقتها
مشاعل : أكيييييييييييييييييييييييييييد بنت السفير !!
ابو محمد : زين انك عزمتيها
رككككككض للباب ... فتحت وهي كلها لهفة وحماس للريحة اللي بدت تملا المكان .. دخلت بيان أول وسحر وراها
مشاعل على غير العادة ضمت بيان بقووة : بيووووووووونة في بيتنا هلاااا والله
بيان : وع وخري عني يالدبية عورتيني
مشاعل : انا دبا يالبطة ؟؟؟
سحر بضحكة : ههههههه ما سويتي فينا خير مشاعل .. خرشتيني
مشاعل : تعااالي شوفي وخلينا نصورك... يوم ما يتفوت .. احنا من متى نسوي حفلات باربيكيو ياااربي من زمان .. اذكر كنت كبر هالمفعوصة ( وهي تأشر لـ بيان ) يوم نسوي أخر حفلة شوي !!
سحر : وش صاير لـ عمي هالمرة عشان يشوي ؟؟
مشاعل وهي ترجع للحديقة وسحر تمشي وراها : اكيد لأن الاقتراح اقتراح محمد .. وبما ان محمد بيتكفل بكل شي فأكيد مارح يعارض... حتى بندر دقت عليه شادن قبل شوي وقال بيجي طيراااااان ... ما صدق ان محمد هو اللي بيشوي .. محمد اللي يهتم للبرستيج حقه قرر يتنازل ويشوي وتخيسه الريحة
ناظرت سحر قدااام تبي تصدق الكلام اللي قالته مشاعل ... وفعلا شافته مو منتبه لها ..مركز باللي يشتغله ... جالس على ركبة وحدة .. يضبط بأعواد الشوي وينسقهم بيدين وكأنها خبيرة.. لابس برمودا أسود .. وبلوزة كت بيج تبين عضلات يدينه ..
كانت تراقب وهو ولاهو حاس فيها .. عطاهم ظهره عشان يبدا يحط الأعواد بالشواية .. وصارت تتأمل ظهره وهو يشتغل بعملية متعودها .. انسان عملي جدا أي شي يطيح في يدينه يتقنـه ..
وصلت أخيرا للطاولة اللي فيها عمها .. ومحمد جالس على بعد خطوات من الطاولة
قال ابو محمد وهو شكله مستمتع باللي يسويه : هلا ببنت اخوووي هلا سحر
سحر وهي تناظر محمد ..اللي ما أبدى أي ردة فعل ..حتى يوم انقال اسمها : هلا عمو شخباركم ؟؟
راحت وباست راسه بحكم ان يدينه متوصخه ما تقدر تصافحه .. وبيان قلدتها راحت وحبت راسه ..
ابو محمد : هههههه شخبار بيان حبيبة عمها ؟؟
بيان وهي مستانسة : انا طيبة
ابو محمد : تساعدينا بالشوي يا بيان ؟؟
بيان بوناسة : ايه اقدر؟؟
ابو محمد: افا اكيد تقدرين .. انت خذي هاللي أقطعه ووديه لمحمد يدخله بالأعواد
بيان تحمست وجلست جننننب عمها : طييييييب

ابتسمت سحر ورجعت تناظر في محمد اللي للحين مندمج بشغله .. وظهره لهم
تبغى التفاته .. بس التفاته ... الأمل داخلها قام يتجدد .. محمد ناحيتها متغير مرة .. مخليها تزيد حب... تزيد ولع .. تزيد شغف ..
شالت بيان الصحن اللي انتهى منه ابو محمد .. وطمرت من الكرسي لأن رجولها اقصر من انها توصل للأرض... وراحت لـ محمد عشان تعطيه الصحن ... وقفت بصمت جنبه بطولها القصير.. التفت محمد وابتسم وهو يناظر اللي بيدها ويناظرها ..
وسحر تراقب هالابتسامة الجذابة لـ بيان .. حتى وهو ياخذ منها الصحن شكرها على مساعدتها ..
ابتسمت لهم وهي تتمنى لو كانت مثل هالابتسامة لها ... لازم تساعده مثل ما بيان مستمتعة بالمساعدة ..
شادن بخبث : سحر تساعديني ؟؟
سحر بحماس ونست محمد بهاللحظة .. الحال ما يسمح انها تتقرب له : اكييييد وش تبيني اسوي؟؟
شادن بمكر : تعالي دخلي هاللحم بالأعواد ..
طلب غيـر متوقع ... تقززت سحر وبان على وجهها .. خلا شادن تضحك : ههههههههههههههههه تعالي بلا دلع .. انتي جيتي يعني تشاركين معنا بكل شي
شافت محمد يلتفت براسه من غير جسمه .. من فوق كتفه يشوف وش يسوون .. ورجع مرة ثانية لشغله عادي..
حرارة جسمها مو طبيعية بوجوده .. وقربه ... وهيئته وشكله ... كان روعة .. فوق الروعة .. جاذبيته فوق الاحتمال !!.. طريقة شغله وعمليته تثير الاعجاب ..
شادن : تعالي محمد لو بيسويها لحاله موب خالص ولا عقب ساعتين .. ابوي وبيان عليهم تقطيع الخضار والبصل واحنا علينا هذا الشي !!
ترددت تسويها .. تلمس خضار عادي .. بس لحم نيء ما تقدر !..
مشاعل : اهم شي بهرتوا اللحم شادن ؟؟
شادن : أيه وهذي فيها كلام .. أهم شي البهارات ..سويت البهارات اللي قالت لي عليها امي .. أول مرة اسويها وعساها تضبط ..
قربت سحر بتردد وهي تشوف شادن متربعه عالعشب الأخضر الندي ..وصحن اللحم الكبير قدامها ..والغطا مفتوح ..
جلست قدامها وشادن تبتسم لها بخبث : مرررحبا سحر اليوم بتكسر البرستيج حقها ..مثل ما كسر محمد البرستيج حقه ..
ابتسمت سحر غصب وطالعت محمد بزاوية عينها ... شافته على حاله ..حتى ما علق على الكلام .. صدق من قال محمد اذا غاص واندمج بشي.. فهو ينسى حتى عمره !!
مشاعل : وانا وش ممكن أسوي .. لا تقولين لي لحم ترا انا ما اقدر تجيني دوخة !!
شادن : هههههه انتي يالبومة روحي شوفي سالفة العصير والكوك .. والثلج اذا تجهزوا ولا لسا !
راحت مشاعل ركض تنفذ اللي انقال لها ... وشادن باحترافية مسكت قطعة لحم بأصابعها الرقيقة .. ومدتها لـ سحر بكل ثقة .. خلت سحر تفـز لورا ..مو متجرأة..
شادن : ههههههه تراني كنت مثلك ماحب المس الاشياء النية .. بس عرفت انها واقع مفروض علي.. وصارت عادي عندي
سحر بصوت مرتبك خايفة حتى من نظرة محمد لها : شدون بليز ما ودي

التفتت شادن يمين للأرض .. وأخذت عود من كومة الأعواد الخاصة للشوي .. ومدتها لـ سحر بيدها الثانية : خذي وسمي بالله ودخليها .. تراها عملية مافيه اسهل منها .. وانا باخذ لك صورة
بلعت سحر ريقها وهي تسترق النظر لـ محمد .. غمضت عيونها بقووة ومدت يدها للقطعة الوردية .. حاولت بالبداية ما قدرت ... حاولت من جديد... تحسست هالشي بعيون مغمضة .. كانت لينة .. لينة بشكل مقزز !!.. كتمت صرخة وهي تطيحها من اصابعها اللي ما أمداها حتى تمسكها !!
شادن : هههههههههه يبيلك وقت تتعودين
احمر وجه سحر بحرج .. حست نفسها ولا شي قدام شادن .. وخبرتها..ومعرفتها..ومسؤوليتها .. رغم ان فارق العمر بينهم سنة وحدة بس لكن سحر شافت نفسها ولا شي قدااام شادن بنت العم الحنون .. واللي صايرة اخت كبيرة اكثر من انها بنت عم ..
شالت شادن اللي طيحته سحر وحطته على جنب.. وخذت قطعة جديدة ومدتها لها
استحت سحر .. هالمرة لازم تنجح يكفي خكاره !!.. مسكتها هالمرة بأطراف أصابعها .. بكل قوة ... عيونها ما فتحتها مغمممضتها بكل قواها ... شادن تحمست وهي تشوف سحر متماسكة .. خذت الكاميرا بسرعة وصورتها وهي تضحك : ههههههههههههههههههههه سحر تتجنين
سحر وهي شادة عيونها وشفايفها في آن واحد : بسرعة شدووون وين العود ؟؟
عطتها العود بيدها .. فتحت سحر عيونها ومن غير ما تشوف القطعة الوردية بيدها .. دخلتها بسررررعة .. وشادن ما فوتت هالفرصة التقطت الصورة بسرعة
شادن : هههههههههههههههه كشخة سحر فيه تطور والله
حطت العود من يدها وهي تتنفس : اوفف اول مرة بحياتي المس هالشي !
شادن : ههههههههههه شدي الهمة عالأقل سوي 10 اعواد .. مارح اطلب أكثر هههه
سحر بقهر : ناويه على موتي
شادن : هههههههه حبيبي ترا عشرة ما تعتبر شي...
وأشارت شادن لـ محمد بأصبعها السبابة .. التفتت سحر تشوف .. شافته يدخل اللحم .. والفلفل.. والطماطم وحتى البصل ورا بعض بتنااااااااااسق ويد خفيفة سريعة ... ويحط الأعواد بالتوالي في الشواية ...
تعلقت عيونها باندهاش بيدينه ووعيونه اللي يتحركون بسلاسة ... أثار اعجابها بشكل ما تتصورونه .. تشكر ربها اللي سنحت لها الفرصة وتشوفه بهالوضعية اليوم ... كان غير كل يوم .. وأحلى من كل يوم .. وهي تزيد حب اكثر عن كل يوم عاشت فيه ..!!
ما كانت تحس من ناحيته أي رفض .. ولا أصدر أي تصرف من تصرفاته المعتادة عشان ينفرها منه .. كان هادي هالمرة .. يشتغل بهدوووء ، حتى رغم وجودها كان واضح عليه القبوول ..!
فجأة قال محمد وهو معطيهم ظهره : شادن ممكن كاس موية بارد ..
شادن : ان شالله ..
جت بتقووم .. بس سحر همست لها : خلك مع اللحم انا بروح ..
ضحكت شادن بمكر : كل هذا هرب ..
ضحكت سحر وقاامت رايحه داخل البيت .. ناويه المطبخ ... بالعكس مو هرب من اللحم ولا شي... هي لو تقدر كان أسقتــه بيدينها.
دخلت المطبخ وشافت مشاعل تطلع مكعبات الثلج من القوالب الملونة اللي عندها ، قوااالب اشكالها مرة روعة تجنن .. قوالب على شكل قلوب .. نجووم .. غيووم .. أشكال مرة طفولية مشاعل مرة شافتها بالسوق وشرتها ..
سحر : ههههههههههه مررررة كيوووت ... مشاعل أبي من هالقلوب قلبين
ناظرتها مشاعل وهي تقلب القالب بوسط الدلو الصغير الخاص للثلج : ليه بتاكلينهم ؟؟
سحر : ههه خبلة لا ..
راحت للثلاجة وصبت موية باردة بكاس زجاجي كبيرة .. وراحت لـ مشاعل سرقت منها قلبين شفافين قطرات الموية تلمع على سطحهم .. بشكل مغري ... ورمتهم بشويش بالكاس اللي في يدها
مشاعل : تعالي اعترفي لمين هالكااااس ؟؟؟
سحر سفهتها وطلعت من المطبخ بسرعة ..

وصلت للحديقة .. وقربت من محمد بخجل !!.. اللي كان يقلب بالأعواد عشان يحمر الجزء العلوي منها وهو مو حاس باقترابها..
تأملت وجهه وهي تقرب.. كان هالمرة واقف .. حواجبه السودا معقودة لأنه مركز كل اهتمامه بتقليب اللحم .. وصلت له ويدها ترتعش... جاذبيته اليوم موووب صاحية !!
بيرمي الكاس بوجهها ؟؟؟ .. ولا بيرفضه ؟؟؟
ما سمحت لأفكارها تحبطها .. كملت مشيها له لين بقا خطوتين بينهم ..
سحر بصوت هادي.. عرفت هالمرة كيف تتحكم بمشاعرها مو مثل كل مرة : محمد هذي الموية ..
قال من غير لا يرفع راسه او حتى يناظرها : حطيها عالطاولة واني بجي أخذها ..
عضت شفتها من رده .. لا تفكرين انه ما يبي ياخذه من يدك ... وخري عنك هالأفكار السودا..

تحركت من عنده بصمت وهي شاده بيدها على عبايتها اللي ما فصختها.. وسمعته يقول من وراها من غير لا يلتفت : مشكورة !
ابتسمت من غير لا توقف عن المشي.. وعرفت انه يبي ينتهي من اللي في يدينه أول ... كلمة شكر وحدة كانت لها أعمق الأثر.. بدت تحس انه يقدرها ..عالأقل !
حطت الكاس عالطاولة مثل ما قال .. وجلست عالأرض جنب الطاولة بالضبط وين ما شادن جالسة ومندمجة هي بعد باللي تسويه ..
سحر بابتسامة : شادن كل هذا سويتيه بدقايق
شادن بفخر : ايه وش على بالك !.. يلله ترا هروبك ما ينفع !
سوت سحر أول عود بعد جهد .. وحست بمتعة غير طبيعية باللي انجزته ...
أخيرا قرب محمد تارك الشواية تشوي اللي عليها .. ومر من وراها وهي متحمسة ولا حاسة فيه ... ابتسم وهو يسمع ضحكها مع شادن..ورفع كاس الموية بيشربه ...بس وقفـه شكل الثلج اللي قاعد يطفح فيه .. تجمدت عيونه عاللي يشوفه
قلبيـن !!.. يعومون مع بعض !
غصب عنه راحت عيونه لها ..هي اللي حطتهم ؟؟..
رسالة واضحة له !!... تأملها وقلبه الثلجي اللي داخل جسده بدا يذوب .. والثلج اللي داخل الكاس بدا يذوب معااااه..
طالعها والكاس البارد بيده للحظاات غريبة .. جالسه عالأرض مثل طفلة تتعلم شي جديد عليها .. تسأل أسئلة .. تحاول تنجح .. مو عارفه عن التأثير اللي خلقته داخل محمد بهالتصرف ..
أسلوب مع انه طفولي .. الا انه خلاه يبتسم ويترك الكاس مكانه من غير ما يشرب منه قطرة .. جلس عالكرسي يتأمل الثلجين وهم يتناقصون ويتقلصون مع الثواني .. مو قادر يشرب مدام هالقلبين جوا الكاس..
ضحك على نفسه وعلى الغباااء اللي قاعد يسويه !!... ضحكة مسموعة
رفعت شادن راسها باستغراب : محمد مع مين تضحك ؟؟
رفعت سحر راسها بعد ما كانت مقربته بتركيز للعود بين يدينها .. وناظرت فيه باستغراب ..
ناظر محمد في سحر ورجع لـ شادن وهو يقول : شفت شي بالكاس خلاني أضحك !
سحر فهمته واحمر وجهها .. وشادن بحيرة : وشو حشرة ؟؟
محمد بهدوء وهو يراقب سحر اللي كملت شغلها بارتباك : لا مو حشرة .. شي أغرب من الحشرة ..
شادن : ورني أشووف
محمد : كملي شغلك بسرعة عشان أشويه لا تضيعين وقت
صدق صدق بينجن من تصرفاتهـا وردات أفعالها البريئة.. كان بالأول يصدها لكن الحين مو قادر يستمر على كذا ...
حط كوعه عالطاولة .. وسند وجهه على يده وجلس يناظرهم وهم يشتغلون .. ويراقبها وشلون تحاول تتقن اللي تسويه حذرة انها ما تغلط !!
لاحظ انها مرتبكه ..وحركات يدينها مو ثابته.. عرف انها متوترة بسبب مراقبته لها .. ابتسم وقام من مكانه بعد ما لقى ان القلبين ذابوا ومعد صار لهم وجود .. شرب الكاس على جرعتين .. ردت له الروح بعد العطش اللي مر فيه بسبب الشوي والحرارة..
قام مبتعد عنها عشان يريحها .. ورجع يقلب باللحم يشويه ..
وسحر بلعت ريقها وهو يروح مو قادره تسيطر على قلبها ... ضحكته عالأقل طمنتها

دخل بندر أخيرا عليهم وهو يصففففففففففففففر من الريحة اللي واصله لآخر الحاااارة ..
بندر : يا سلام ما اقدر انا !! محمد يشوي لنا !!.. والله سابقه مالها مثييييييل..
طاحت عينه على سحر وهي غايصه بحوسة اللحم .. وضحك : وسحر بعد ههههههههههههههه
بحضوره صار المكان كله صوت وازعاااج بعد ما كانوا عايشين بهدووء كل واحد مستمتع باللي يسويه..
سحر احمرّ وجهها حست شكلها غلط من تعليقه ..
بندر : اللــه بيان مشتركة بالجرييييييمة !!.. ليش انا اخر الواصلين
محمد وهو يحك رقبته : اسأل عمرك يا فالح ..
بيان بضحك .. وكل طفووولة : بندااار تعال شووف انا أقطع مع عمووو
بندر وهو يروح لها : قلـب بندر وعمو ومحيميد وكل الناس.. وانا اقول ريحة الشوي حلوة أتاري بيان مشاركه
بيان بضحكة : ههههههههههه انا فنانة
بندر : احد يقدر ينكر .. وريني وريني وش سويتي
راح لها بسرعة ووقف جنبها .. شافها ترتب اللي يقطعه أبوه وتحط كل شي لحاله .. عشان توديهم لمحمد وهي مرتبة

بندر : يا شيخة وش هالفـن اللي عليك !
بيان طارت بالجو حست انها شييييييييييي : ههههه شكرا
حط يده على راسها .. وهزه على خفيف وهو يضحك على برائتها.. وهي تضحك له ..
ابو محمد وهو يبتسم بحنية لها : والله انها احسن منهم كلهم .. ذكية وسوت اللي قلت لها عليه
بيان ما عاد شالتها الأرض.. شلون والكل حولها يقدرون اللي سوته .. اللي حمسها زيادة وخلاها تكمل شغلها بكل متتتتعة..

راح بندر لـ شادن وسحر يشوف وش يسوون : وانتوا يا طباخات الغفلة وش تسوون ؟؟.. البنت هذي وينها ووين اللحم ههههههه ..
يقصد سحر اللي عضت شفايفها بقهر من تعليقه ..
شادن رمته بقطعة طماطم على وجهه : قل خير والا انقلع عن وجيهنا
مسك بندر وجهه اللي تلطخ بالطماطم .. ومسك الطماطة من الأرض ورماها بوجهها .. صقعت بجبهتها
شادن : آح
سحر : ههههههههههههههههه..
ابو محمد : وش قاعدين تسوون بالنعمة
بندر : ما شفت بنتك الشريرة ضربتني كف بها
شادن : ههههههه طيب طيب بعلم عليك عمر
بندر : اعوذ بالله صاير الملاك الحارس بتاعك
شادن بغروور وكيف ما تغتر فيه : اكيد فيها كلام

تركهم وراح لـ محمد يساعده.. وشمّر عن يدينه وأكمامه : حمود تبي مساعدة .. ما يصير اجلس اتفرج ..
محمد أشار بعيونه للأرض .. للأعواد واللحم والخضار : اذا فيك خير ساعدني بهذا
ضحك بندر وتربع عالأرض مثل سحر وشادن : ابشر .. لأضبطها لك بطريقة ما صارت ولا استوت

بعد شوي ..
شادن : هههههههههههههه شوفي بندر وش قاعد يسوي
التفتت سحر لجهة محمد وبندر ... شافت بندر متربع مثل طفل .. وحايس الدعوة على محمد ، اللي جالس جلسة القرفصاء قدام بندر ويطقه بعود على راسه يهزأه ..
سحر : هههههههههههه كأنهم بزر ومدرس !!
شادن : من جد شكلهم روووعة جيبي الكاميرا بسرعة والله لحظة ما تتفوت
مسكت الكاميرا وعلى نور الفلاش القوي..التفتوا بندر ومحمد لها باستغراب من فراغتها ... وشادن تضحك : هههههههههههههههه ولا أحلى ... يلله يا حلوين تشيييز
بشكل عفوي ابتسموا ..وهم على نفس الوضعية .. وولع الفلاش من جديد وشادن تضحك على ردة فعلهم السريعة وتفاعلهم معها..
قام محمد على حيله من جلسة القرفصاء وقرب للشواية .. وبندر رجع لشغله يسويه بطريقته الخاصة اللي ما أعجبت محمد أبدا ..!

جت أخيرا مشاعل اللي كانت لابسة شيال جينز مع بلوزة صفرا .. منفك من كتفها اليمين وطايح عن صدرها .. شايله صينية الكاسات وأمها وراها بالعصيرات ..
ام محمد : ما شاء الله خلصت يا محمد ؟؟
محمد : قريب بخلص يالغالية .. تعالي ذوقي وعطيني رايك
حطت اللي معها عالطاولة قبال زوجها اللي واضح عليه الاستمتاع مع بيان وسوالفها .. وراحت لمحمد اللي فتح لها حافظة طعام كانت حارة .. عطاها وحدة توه منتهي منها وحرارتها تفتح الشهية ..
محمد : سمي ..
ام محمد : والله مدام الشغل منك أكيد بيضبط
بندر يقاله غاير : انتي جربي الحين وخلك صريحة لا تتكلمين زووووور ..
ام محمد : زور في عينك ياللي ما تستحي من الله
بندر : ههههههههه يا ساتر
محمد : ههه اعطيك وحدة بنيدر .
بندر : ايه عطني تراني جوعان
محمد : قول انك تبي تاكل ..
ام محمد وهي تاكل قطعة صغيرة : سلمت هاليديييييين محمد
محمد : يسلمك ربي ارتاحي مع ابوي بجيبهم الحين

جاب محمد الحافظة وحطها عالطاولة وبندر ساعده وجاب الحافظة الثانية .. سحر ومشاعل جلسوا عالعشب الندي بعيد شوي عشان ياخذون راحتهم .. شادن خذت لهم في صحن وجت جلست معهم وبدوا ياكلون مع بعض باستمتاع ..
وام محمد وبندر ومحمد وابو محمد ومعهم بيان على الطاولة يستمتعون بالجو ونكهة الشوي اللذييييييييذة ..

من ناحية سحر كاااااانت مستمتعة بهالجلسة وهاللمة بشكل موووووو طبيعي .. وقررت بيوم من الأيام تسوي مثل هالحفلة العائلية في بيتهم .. وبتعزم عمها وعياله عندهم
تحول جلوس البنات وضحكهم لـ لعب وصراخ .. وفجأة ركض .. مشاعل حارشت سحر بقطع الطماط والبصل المشوي .. وسحر انقهرت منها وعصبت .. انحاشت مشاعل وسحر ركضت وراها من القهر ..

ابو محمد : ههههههه وش فيهم ذولا ؟؟
محمد وهو يناظرهم من بعيد : مشاعل فيها حرش اكيد ما تترك احد بحاله ..
بندر : مشاااااااااااااااااعل يا مال الـ.................
فجأة جت مشاعل تركض لهم تبي تحتمي في واحد من اخوانها ... اقرب واحد لها بندر ... احتمت وراه لأنها عارفه سحر مو متجرأة تقرب منها بسبب بندر.
سحر انحرجت ما تقدر تقرب اكثر ..لمت عبايتها عليها اللي انفتحت بسبب الركض .. وصدت بترجع يوم حست ان محمد يطالعها بنظراته العميقة... مناعتها ضد هالنظرة ضعيفة رجعت لـ شادن

شادن : ههههههه اقولك اسفهيها وبتتركك في حالك
سحر : تقهرر .. أكبر جبااانة

بندر : مشيعل وخري ..
مشاعل : ياربي على ذي البنت لين قامت تركض ما اجاريها بالركض
بندر : يكفي حرش خلي البنت تتهنى بأكلها
مشاعل : ههههههههههههه وانتوا جالسين تراقبونا
التفت بندر يطالع بسحر .. شافها تجلس جنب شادن وهي تسحب خصلة من شعرها تحت طرحتها .. تعدل حجابها اللي ارتخى عقب الركض.. يااا ربي على ذي البنت معذذذذذذبته !!.. ليت منها اثنين كان اكيد هو مرتاح الحين !!
همست مشاعل بإذنه بخبث : وش قاعد تطالع بنيدر ؟!
صد بسرعة ما يبيها تشك : افكر يا حمارة
مشاعل بمكر وهي تهمس : تراني قمت اشك فيك ..
طالعها بعصبية مصطنعة : تشكين في وشو يا ام الحرش !
مشاعل : امممممممم تبي تعرف وش اشك فيه بندر ..
بندر : خلي شكوكك لك .. ووخري عني خليني اكل براحتي

محمد وهو يحط اعواد لحم مشوي بصحن : خذي هالصحن ووديه لـ سحر وشادن كان يبون زيادة
مشاعل : اووووككككي

خذت الصحن وراحت تركض للبنات .. جلست متربعة وهي تقول : هذا من محمد يقول زيادة كان تبووون...
شادن : حرام عليه وش ناوي اكلنا اللي يكفينا اسبوع..
سحر : يممممي لذيذ
مشاعل : ما دريت ان محمد يعرف يشوي كذا..
شادن : الجو اليووم بصالحنا مرررة روعة وبراد يرد الروح
سحر : الله لو بس نطلع للبر.. ذي الايام..
مشاعل : يا حبي لك تقرين افكاااري.. هذا بالضبط اللي قلته لمحمد قبل ساعتين
سحر ابتسمت : فتحت على ابوي الموضوع .. وتسوين خير لو تفتحين الموضوع مع عمي عشان يفكرون بالموضوع قبل ما يفوت علينا هالجوو ..
شادن : خلاااص انا بقووله .. وبقول لمحمد ما دام عنده اجازة .. محمد بهالطلعات لازم وجوده معنا
تنهدت شادن وهي تقول : عندي شعور ان عمر بيرجع قريب مدري ليه !!
مشاعل : كلمك؟؟؟
شادن : لا .. ما كلمني بس شعور غريب..
سحر : لا تفكرين كثير بعدين يخيب ظنك..
ابتسمت شادن وكملت سحر : انتوا قولي لـ عمي وانا بقول لأبوي على سالفة التخييم

تحمسوووا كلهم للفكرة ..ورجعوا للمحارش .. وتحول الركض والملاحق للجهة الثانية من البيت بعيد عن عيون محمد وبندر ... حيث سحر خذت راحتها بالركض ومطارد مشاعل اللي كانت ميتة ضحك ... شادن اللي انضمت معهم بالركض .. وعاونت سحر على مشاعل اللي بغت تنهبل من محاصراتهم لها ..
قدرت تشرد منهم ... وتختفي في مكان مجهول ..
سحر وصلت للملحق وهي تتلفت وتلهث : وجع وين اندست الحمارة
شادن وهي ماسكه صدرها وتلهث : مدري .. فجأة تخبت..
سحر بقهر : والله ما اتركها لين ألقاها ..
شادن : هههههههه اجل دوري عليها لين يطلع الفجر بكرة !
سحر : بنلاقيها بس خلينا نفترق وبنلاقيها .. ( رفعت الطماطة المشوية اللي بيدها ) ان ما دسيت هالطماطة بخشمها ماكون سحر..
شادن : ههههههههههههههههه تعالي نبعد شوي ونهدى .. لين تحس اننا هدينا عشان تطلع ونرجع نوريها شغل الله

راحوا مع بعض للحديقة اللي العايلة مجتمعة فيها .. ام محمد وابو محمد ومعهم بيان لا يزالون حول الطاولة يستمتعون بشرب العصير الفريش... بس محمد وبندر اختفوا ما لهم وجـود ..

طالعت سحر ساعتها يوم ما شافت الاخوان .. لقت ان لهم ساعة يلعبون ورا مشاعل مو حاسين بالوقت... وقفت بنص الحديقة متكتفه بقهر .. مارح تتحرك لين تنتقم من مشااااعل ... بلاقيك مشيعل يعني بلاقيك لو انك بالقمر بجي لك !!

عند حوض السباحة .. بندر ومحمد يتمشون عقب ما قاموا من الطاولة ..
بندر : محمد مو من عادتك تاخذ اجازات .. وش السبب؟؟
محمد : ابد الواحد يتعب من الضغط ويحتاج كم يوم راحة بال .. انا انسان يا بندر مو مكينة حالي حال أي انسان
بندر : محمد هاليومين انت متغير .. واليوم بالذات متغير حالك
ابتسم محمد عارف قصده : قصدك البنت اللي اسمها سحر

ابتسم بندر على ذكر اسمها ..ورفع عينه لمحمد اللي كان يمشي وعينه على حوض السباحة يمينه .. مو داري عن نظرات اخوه ..
تنهههد بندر بقوة ما يبي للغيرة تدخل قلبه .. يكره انه يشيل هالشعور خصوصا لأخوه الوحيد والكبير.. يغار من أي شخص لكن الا من محمد..
لكن بطريقة ما .. الغيرة قامت تتسلل لقلبه الملهوف .. وهو يشوف سحر اليوم تسترق النظر لـ محمد من غير ما يلاحظ احد ... الا من ملاحظته هو .. كيف ما يلاحظ وهو كان يسترق النظر لها ..!
وش الطريقة اللي بتنقذه من هالشعور المؤلم .. ؟؟

محمد وهو يمشي بندر متراجع عنه مسافة خطوة : بندر معاملتي لها اليوم احسها بتكون في غير صالحها .. عالأقل بسبب ظروفي الحالية..
وقف بندر ورفع راسه لمحمد يسمع له ...

سحر بقهر وصراخ : مشااااااااااااااااعل اطلعي يا حمارة ..
شادن : روحي من هنا وانا بروح من هناك ... نروح بجهتين متعاكسة عشان ما يكون لها أمل تهرب
سحر : أأأووووككككي..

ركضت كل وحدة بجهة ... سحر مشت ناحية حوض السباااحة وهي معصبة من مشاعل .. اللي رااافضه انها تستسلم وتظهر !
سمعت وهي تقرب صوت بندر ومحمد يتكلمون ... وكل ما قربت زاد صوتهم وضوح ... استحت تطلع عليهم وهم لحالهم يتناقشون بشي غريب شكل مالها أي اهتمام فيه ..
جت بتتراجع عن اللفة اللي تودي للحوض .. بس سمعت بندر يقول بقلق واهتمام : محمد ياخي انت معقد الموضوع وهو مافيه أسهل منه !
محمد بضيق : بندر قلت لك الموضوع اصعب من انك تتخيله ..
قاطعه بندر : ياخي لا تدور عن اعذار .. محمد لا تتحجج انت انسان وقرارك بيدك من يكون هالانسان عشان يرسم لك طريقك بنفسه
محمد بحزن : بندر كلامك هذا يضغط علي وانا مو ناقص !
بندر بقهر والغيرة تقتله ، بلحظات يتمنى زواج محمد يتم .. لكنه تعوذ من الشيطان في هاللحظة ،، ما يبي الشيطان يدخل بينهم محمد الحين في حاجة له .. قال بقهر : قلت لك محمد لا تدور اعذار انت لو تبي تنهي وضعك كان وقفت وقفة رجال وأنهيته قبل لا يبدا
محمد بألم : بندر ابيك عون صرت لي فرعون... الله يخليك لا تحط اللوم علي.. انا مو ناقص
- سححححححححححححححححححححححر...
شهقت سحر من الخرعة .. ومعها التفتوا محمد وبندر ناحية الصوت .. وسمعوا مشاعل تضحك وتكلم سحر ..
مشاعل : ليش واقفه هنا كنك وحدة من الحرامية .. على بالك بتخبى بمكان مكشوف مثل هذا

انقلب لون محمد ومعه لون بندر .. طالعوا في بعض بصدمة يوم استوعبوا وجودها..خصوصا محمد اللي طفح القلق بعينه وهو يتحرى جواب من سحر يثبت له انها ما سمعت ولا كلمة .. أو شكت مجرد شك... هي آخر انسان بالوجود يبيها تدري عن هالموضوع ..

بندر بعصبية : سحر مشااااااااااعل

طلت مشاعل عليهم باستغراب وسحر متوترة .. ما فهمت شي من كلامهم رغم الجدية..

بندر بعصبية : تتسمعون علينا يالحمارات ؟؟؟
محمد مسك ذراع بندر يبي يهديه .. عرف انه يبي يبعدهم من هنا ... ناظره بندر بتساؤل ، ومحمد هز له راسه يعني اهدى عصبيتك بتزيدها شكوك .. هذا ان شكت بشي مع انه يتمنى انها ما سمعت شي..
محمد بهدوء قرر يكون واضح عشان ما تشك ..بس وضوح بعيد عن الحقيقة ..
تنهـد وهو يقول : بندر ما قلت لي وش الحل ... هالعميل اللي اسمه عبدالله بالذات ما نبي نخسره .. كم مرة جا وهددني بسبب مشكلة بيني وبينه .. وان خسرته عمي بيغضب علي.. هالعميل من أهم عملائه وان خسره يمكن انا اخسر وظيفتي عنده .. وش رايك وش اسوي انا صدق متورط وحيران ..
طالعه بندر باستغراب من طريقته بتغيير مسار الموضوع ... سحر اللي كانت عند الزاوية سمعت كلامه بقلق .. هذا اللي كان مقلقه من دقاااايق ؟!... ابتسمت بحنية وهي عارفه انه بيلاقي حل لورطته لأنه وبكل بساطة يصير محمد بن عبداللطيف .. فارس الأحلام والحب الأول ..!
بندر توهق .. وقال اللي طرى على لسانه : انا اقول تسافر هالمدة برى لما يهدى الموضوع
ضحك محمد غصب عنه من رد بندر الغبي والغير عملي اطلااااقا .. رغم ان المشكلة وهمية اخترعها من وحي اللحظة : هههههههههههههه يا حليلك هروب يعني .. ما ينفع.. انا بكلم عمي بموضوعه الأحسن أتغدا عليه قبل لا يتعشا علي ولا شرايك ؟
بندر عاااش الدور : كفوووو هذا اخو بندر ..
محمد : ههههههههههههههه كل تبن زين

ضحكت سحر على ضحكته أشوووى طااااااح قلبي .. خفت من الموضوع اللي يخلي محمد بهالجدية والإكتئاااب اللي كان عليها قبل شوي..
مدري ليش حسته موضوع كبير بس ارتاح قلبها يوم عرفت انه مجرد مشكلة صغيرة بالشغل .. تعرفه محمد حريص على رضا ابوها وما يرضى يضايقه بأي شي...
ويلوووومووووني بحبك يا محمد !!
مشاعل تنكت على سحر : توني ادري انك غبية لو بيان كان لقتني وانتي من ساعة تحوسين !!
سحر بقهر : انا دورتك بكل مكان لا تحطينها فيني انتي اللي عرفتي تتخبين
مشاعل : هههههههههههههههه
جت شادن بخفة من ورا مشاعل .. على أطراف أصابعها .. وهي فاصخه شبشبها عشان ما يصدر صوت... لاحظتها سحر وسكتت وناظرت في مشاعل : مبروك انتي اللي فزتي
مشاعل : هع ادددري
شادن قبضتها بكل قوووتها : مسكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك
صرخت مشاعل مرتاعه .. وسحر على طول دست الطماطة بخشم مشاعل اللي تصرررررررررررخ
شادن : ههههههههههههههههههه وهذي البصلة بعد
ودست البصلة بخشمها جنب الطماطة
مشاعل : وووججججع ناوين على يومي انتوا.. بندوووووره تعال شف وش قاعدين يسوون فيني
راح بندر يستطلع من صراخهم .. ومحمد ظل واقف يساءل نفسه اذا صدقت الكذبة أو لا.. يتساءل اذا كانت ذكية وفهمت الموضوع اللي كانوا يحكون عنه

شهق بندر يوم شاف خشمها .. وهي تستنجده بنظراتها ..
غصب ضحك : ههههههههههههههههههههههههههههه محمد لا يفوتك
مشاعل شوي وتبكي : حرام عليك ساعدني وخره من خشمي بموووت

سحبها بندر وجرها من يدينها لـ عند محمد... اللي ابتسم على شكلها المضحك !!
محمد : تستاهلين اللي صار لك
مشاعل : اكرهككككككككم .. فككككني بندر بوخر هاللي في خشمي
بندر : هههههههههههههههههه صوتك يضحك !! ههههههههههههههههههههههههه

كانت لما تتكلم الصوت يطلع من خشمها بنغمممة تموت ضحك .. مثل اللي ساد خشمه بأصابعه ويتكلم
محمـد : هههههههه تكفين لا تتكلمين أسبوع ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مشاعل بقهر بنفس النغمة : وخخخخروووووا بروح انتقب
" الميم" عندها تطلع " باء" .. غصب عنها "انتقم" طلعت "انتقـب" ... خلا بندر يفطس ضحك
انتزعت نفسها من يدينه .. ونزعت اللي بخشمها وهي تتنفس بقوة .. وبكل قهر ركضت لبندر الواقف على حافة المسبح .. وصرخت تدفعه بالحووض وهي مقهووووورة .. لين طار بالجو من غير أي مقاومة لأنه ما توقع هجومها
محمد بضحك : هههههههههههه كل واحد أخذ جزاه ههههههههه
بندر بقهر وهو يشهق من الموية اللي كانت باردة بسبب الجو اليوم : محيميد يالمناااافق !!

لفت مشاعل بنظرة غاضبة تشتعل لذيك الزاوية .. وهي تتوعد البنات بعيونها .. صرخت وهي تروح تررركض بتنتقم منهم عالعملة السودا اللي عملوها ..
وقفت عالزاوية لقتها خالية عرفت انهم هربوا عقب ما شافوا قوتها بانتقامها من بندر ..
مشاعل : يالنعامات اطلعوا انتوا ثنتين وانا وحدة .. جبانات لو فيكم خير اطلعوا

قرب محمد من الحوض وهو يضحك انحنى وهو يمد يد المساعدة لـ بندر .. وسحبه عشان يطلع عالحافة وهو يضحك..
بندر : وجع هالبنت عليها قوة غريبة
محمد : ههههههههه بعد انت زدت عليها حبتين خليتها مصخرة !!

رجعوا لموضوعهم الأول .. قال محمد بقلق : الله يستر يا بندر
بندر ابتسم يطمنه : لا تخاف ما شكت شفت وجهها قبل شوي .. ابصم لك بالمليون ما عرفت وش كنا نتكلم عنه..
ابتسم محمد وارتاااااح : بندر المرة الجاية انتبه لا تفتح الموضوع بمثل هالأوقات ..
بندر بسخرية : ياربي عليك .. موضوعك حبيبي اذا تم بينعلن عاجلا أو آجلا ... هروبك منه مارح يفيدك

انتهت حفلة الشوي العائلية .. ورجعت سحر للبيت وهي حدها مستااااانسه بأحداث اليوم .. يوم مميز من حياتها .. ذكرياته بتظل في بالها .. بدت تحس ان علاقتها بـ محمد في تقدم ،، وتحسن ... لحظاتها اللي قضتها وياه ولو أنهم ما تبادلوا كثير كلام .. الا انها تعني لها الكثير... سعادتها اليوم فوق الوصف ...!!

:::::::


يتبـــع..!!

{{.... ذم ــــا !! 06-08-08 06:51 AM

:::
الـ جـــــزء [ 16 ] ..
:::


بعد يومين من اللي صار في بيت ابو محمد .. وحفلة الباربيكو اللي كانت عائلية ومميزة بذكرياتها ..

دخلت سحر الصالة وهي تفك طرحتها عن راسها ، توها جايه من الجامعة.. وبدخلتها شافت امها جالسة تكلم التلفون بابتسامة.. سلمت عالماشي وهي رايحة للدرج الكبير العريض اللي يتوسط الصالة الفسيحة .. عقب ما وصلت للغرفة نزلت الشنطة عالأرض وهي تمسك رقبتها وتحركها يمين ويسااار من التعب... دخلت الحمام عشان تتوضى وتصلي وبعد ما غيرت ملابسها سمعت امها تناديها وهي تستعد للنوم ..

نزلت تحت وهي مستغربه ابتسامة أمها : نعم يمه ..؟!
امها : الليلة في اجتماع تجهزي تراك بتروحين معي ..
تغير وجه سحر : اجتماع ؟... مع مين ؟
امها : مناسبة اجتماعية مثل العادة ... وضروري تجين .. الحريم وصديقاتي يسألون عنك .. لهم فترة ما شافوك..
سحر : مالي خلق..

امها : مالي خلق هذي ملينا منها يا سحر... لازم تروحين وتقابلين العالم انتي الحين بنت السفير أبو خالد ولازم تحترمين هالشي وتقدرين العالم .. صايرين يسألون عنك من كم سنة ما شافوك ..
سحر : يمه تعرفين اني ماحب هالاجتماعات..ما استانس مملة لحد المووووت..
امها بلطف : هالمرة كل بناتهم بيجون عشان يدمجونهم بهالمجتمع.. انتي كبرتي الحين ماعادك صغيرة تهربين من هالمناسبات الاجتماعية.. بتلقين لك احد تجلسين معه كثير بنات بيجون اليوم..
حاولت سحر في أمها تثنيها بس هالمرة مارح تفلت ... وش فايدة هالاجتماعات اللي مالها فايدة عالأقل في نظر سحر..
امها وهي تقوم وتقرب لها : تصلحي خليك عروووس هالحريم لهم سنين ماشافووك...
سحر وهي تلف وتطلع الدرج : ليش لا يكون تخططين تزوجيني ؟؟

ضحكت امها وغيرت الجو : هههههههههههه والوحدة ما تتصلح وتتزين الا اذا كانت تبي تنخطب... قلت لك هالاجتماع غير بناتهم كلهم بيكونون موجودين .. باختصار اعتبريها حفلة من الدرجة الأولى وأبيك تكونين أحلاهم..
سحر بطفولة وهي تطالع فوق بالسقف والثريات المتلألأة فيه : اخاف اتحمس والبس واتصلح ويقولون ذي شايفه نفسها .. وإنتي تعرفيني يمه ماحب أحد يطالعني بذيك النظرة ..احسهم يفهموني غلط
ابتسمت لها امها بحنية وعلى طريقة تفكيرها : محد يناظرك غلط .. مو ذنب ان الواحد يهتم بنفسه وربه خالقه أحسن خلق.. أهم شي أخلاقك العالية وانا أمك...

تنهدت سحر والتفتت لأمها وهالمرة ماحبت تنكد عليها .. ابتسمت وهي تهز راسها موافقة : ان شالله يمه.. هالمرة بمشي على شورك.. بس اذا صار الاجتماع ممل مثل كل مرة لا تجبريني المرة الجاية اروح..
امها وراعت قرارها : ان شالله ... بس انا اشوف هالمرة بتكون غير المرات اللي راحت
سحر قالت يوم وصلت فوق : أووكي أجل... الساعة 7 مثل العادة ؟؟؟؟
امها : ايه عالـ 7 مثل العادة.


هزت سحر راسها وهي تدخل الغرفة ... السااااعة 7 ؟؟.. يا ترى عند مين الاجتماع هالمرة ؟؟؟... صديقااات أمي وحريم الناس الكباار كثيرين .. رغم ان سحر شافتهم كثير بس لها سنتين الحين ما راحت معها لهالاجتماعات المتكررة.. من كثرهم ما فكرت حتى تسأل أو تحاول تحفظ اسماءهم ....

على الساعة سبع.. في غرفتها
كانت سحر واقفة قدام المراية المستطيلة الطولية تتأمل نفسها ... لبست فستان أصفر لنص ساقها ، شبه كت ،، مع صندل ذهبي ربط بكعب مرتفع شوي.. ومكياااجها جدا خفيفة شدو ذهبي يبرز عيونها العسلية .. وشعرها لأنه نااعم سااايح بلوون الشوكليت ، خلته طايح على وجهها ورفعت بس قصتها اللي على جبينها لورا ...
تأكدت ان كل شي تم ببساطة ومن غير مبالغة ...

نزلت تحت وقابلت امها جاهزة بكامل زينتها ورونقها اللي ما قدر الزمن يطفيه ..وتكلم ابوها بالتلفون .. راحت هي للمراية المعلقة عالجدار تلف طرحتها بطريقتها المعتادة ... الا امها تسكر السماعة وتلتفت لها : معك رقم وليد يا سحر..!
سحر : ايه بجوالي.. مو موجود عندك؟؟
امها : لا مو عندي كلميه وشوفي وينه انا قلت لأبوك اننا بنروح اليوم ومدري اذا عطاه خبر ..
سحر : ان شالله الحين أدق أشوف

مشت سحر لوسط الصالة وهي تطلع جوالها من شنطتها .. وفتشت بالأسماء اللي كلمتها مؤخرا لأن وليد صار من الأسماء الموجودة بالقائمة اليومية...
اتصلت وهي تتحرى رده وكلمة "سمي" اللي تعودتها منه ...
جاها صوته : سمي ؟
ابتسمت لأن ما أمداها تفكر كذا : وليد وينك ؟
وليد : أنا براا انتظر ..
سحر : أوكي خلاص طالعين الحين

سكرت وهزت راسها ايجاب لأمها : برا موجود
أمها : اجل يلله نطلع لا نتأخر .. المفروض هناك من نص ساعة ..

سحر بسرعة غطت وجهها ولحقت امها .. ركبت السيارة بجنب أمها اللي ركبت ورا تركي ، وخلت الغطا على وجهها بما أنها متزينه ..
تركي : وين تبون تروحون ؟
ام خالد : نبي نروح بيت ابو محسن... قريب من السفارات
تركي : اوكي ابشروا

كان المشوار طويل نوعا ما .. وسحر لها فترة تناظر بالشارع بصمت تتذكر اللي صار لها مع محمد آخر مرة ... ابتسمت من غير شعور وهي تحس بالتفاؤل محمد بنظراته وتصرفاته ذاك اليوم كأنه يقولها لا تبعدين عني ... كان لطيف معها لطافة خلتها تتعلق فيه أكثر من قبل.. ومو مستعدة تخسره لو وش ما سوى !! اليومين هذي عاشتها بمليون حلم وحلم وصورته كانت تنط في بالها حتى بالمحاضرة وبوسط الشرح .. قبل النوم وأول ما تفتح عيونها منه... وهي تذاكر وتكتب واجباتها.. بكل لحظة لدرجة حست انها مو تحب بس الا انها عاشقته..
اللحظات اللي كانت معه كانت مجنونة وما تدري وشلون بتعيدها ..

لفت لأمها لكن صدمت عيونها بعيون بالمراية كانت تتابع الطريق... كشرت وعقدت حواجبها باستغراب .. فلاشات قامت تطلع لها مسكت راسها بحيرة .. تأملت عيونه اللي تناظر قدام بصمت لعلها تلاقي شي هي ما تدري وش حقيقته !!.. رفع عيونه بطريقة مباغتة وبشكل عفوي اللي خلاها ترمش عيونها تحت بارتباااااك رغم انها متغطية.
وشو هالشعوور ؟؟.. عيونه غريبة أحس اني شفتها من قبل..

ليش هالشعور يرجع لها الحين عقب ما نسته من أول مرة شافته فيه... شي من داخل أعماق راسها يصور لها أمور غريبة .. هي متأكدة أنها أول مرة تشوفه لكن ليش فيه شي غلط بالموضوع.. مو عارفة تلاحقي الحلقة الضايعة أو كذا يتهيأ لها

لفت لأمها شافتها هادية وتطالع من الشباك مو مبين عليها شي من اللي هي تحس فيه ..
ليش هي الوحيدة اللي تحس انها مو أول مرة تقابله .. وليش هو نفسه مو مبين عليه انه يعرفني من قبل اذا كنت قابلته بمكان...
هزت راسها بضياع لو كنت قابلته او شفته برا .. يمكن هو بيتذكر .. بس وليد هذا المسافة بيني وبينه بعيدة مستحيل قابلته .. يمكن بشارع !!.. بمحل !! ... بمكان او زاوية غبية أو أي بقعة !!..

تنهدت وهي تصد للنافذة وتشيل هالفكرة من بالها .. التفكير فيه أصلا غباااااء يعني وين بكون شايفته الناس تتشابه..

سمعت امها تناديها : سحر...!
بنعومة عفوية التفتت لها : .. همممم ؟؟
ما حست بتركي اللي رفع عينه بالمراية لحظة ونزلها..
امها : شفيك ساكتة ؟؟... لا تكون نفسك منسدة للحين ؟
سحر : ها ؟!... لا لا أبد بالعكس..
امها بابتسامة : دوم ان شالله ..


وصلووا للبيت أو القصر اللي ما يقل مستوى عنهم ...

نزلت أمها من بابها وسحر قبل لا تنزل طلعت مرايتها الصغيرة من شنطتها وشافت نفسها كـ نظرة أخيرة ... عقب ما انتهت فتحت الباب بتنزل الا أمها قد وصلت لباب الفيلا والتفتت لها : سحـر...!
سحر وهي فاتحة الباب قبل لا تنزل : .. سمي ؟؟
امها : قولي لوليد عالساعة 11 يرجع ...
سحر صدت لتركي اللي كان ملتفت للشباك يطالع الشارع .. ونادته بهدوء : وليـد..!
التفت بجانب وجهه لها من غير لا يناظرها : ... هلا ..!

صوته فيها جاذبية عجيبة ما تنفع لمثله !!.. قالت بهدوء وهي تشيل هالفكرة من بالها : الساعة 11 تكون هنا..!
شافت جانب وجهه يبتسم وهز راسه : ...ابشري..!

نزلت وضربت بالباب بقوووة ما تستاهل.. حتى تركي استغرب وشافها وهي تروح لأمها بخطوات سريعة واضح انها مو بحالة طبيعية ..

أمها شافت بنتها وهي جاية تتحلطم بكلام بصوت منخفض ما فهمت منه شي ... امها : هاه شفيك تتحلطمين ؟؟
سحر وقفت جنبها وبهدوء : مافيني شي ..
دخلت امها من الباب المفتوح من الأساس عشان الضيوف .. وسحر دخلت وراها وهي تكلم نفسها.. كانت معصبة لأنها مو عارفه وش الاجابة اللي تدور عليها حوله..

قررت تنسى الموضوع برمته لأن التفكير فيه ماله معنى بالنسبة لها


كانت فيه نااافورة على شكل بجعة تدفع الموية من فمها عند مدخل البيت الأنيق ... أضواءها ملونة والجوو لطييييف مرة...وقفوا قبل لا يطلعون الدرجات الرخامية ،، فصخت سحر عبايتها ولفتها بسرعة
الا طلعة حرمة أنيقة من الباب : أم خالد ؟.... هلا توووو ما نور البيت هلا والله ...!
ام خالد ابتسمت وهي تتقدم : هلا ام محسـن ..
سحر وقفت بصمت وبطولها وأناقتها تراقب السلام بين أمها وصديقتها.. وعقب ما انتهوا الا ام محسن تلتفت لسحر وابتسامتها تزيد : .. هذي سحر ؟؟... هلا ما شاء الله من زمااان عنها سنتين والله كنها خمس سنين ...
ما درت الا الحرمة تقرب منها تبوسها وتسلم..
سحر بابتسامة عذبة : الله يسلمك خالتي أنا بخير...
ام محسن : كبرتي واحلويتي .. وينك من زماان عنك ما شاء الله..
سحر حطتها بالدراسة : سامحيني خالتي بس الدراسة ماخذه وقتي ..

دخلوا للصالة اللي تضم باقي الصديقات والمعارف.. أغلبهم زوجات رجال أعمال أو وزراء أو سفراء مثل ابو خالد ... سحر انصدمت ياربي وش كثرهم ما كانوا كذا وش كثرهم ..!!!...
ولا 11 حرمة كل وحدة شكل ، اناقة غير ، رزة غير ... كانت تحس بالعيون اللي تتأملها وهي تسلم .. خصوصا ما فيه بنات ما عداها هي ...

خذت نفس عميق من غير لا تلفت النظر وهي تجلس جنب أمها .. وترد السلام والأحوال وهم يسألونها.


فجأة قالت لها أم محسن : ترا البنات بالمجلس الثاني كان تبينهم ..كلهم هناك مسوين جو لهم لحاالهم .. روحي سحر بدل الجلسة هنا بتملين من سوالفنا عجايز حنا...
ابتسمت سحر غصب لها.. شكلها أم محسن لطيفة واستلطفتها سحر ... صدت لأمها تاخذ منها الإذن..
ام خالد : روحي ماما روحي تونسي ...


قامت سحر من مكانها وبحركة عفوية دفعت بشعرها الناعم لورا ..ارتبكت من هالعيون وحست بأمها تسمي عليها من وراها.. نعومتها لا توووصف تغطي على الجماال ... نعومة جذابة بعيدة عن الجمال الصارخ اللي تمل العين منه !!
طلعت من الصالة وشافت أكثر من باب ... المشكلة ان البيبان كلها مسكرة وين المجلس ، هي اذا كانت جت لهالبيت فجت له وهي صغيرة وما تذكر شي..
سمعت ضحك بنات وأغاااني ماعرفت وين مصدره ..تورطت تخاف تدخل مكااان غلط وتتوهق..!..بالنهاية قررت ترجع للصالة تسأل ..

التفتت بترووح الا صوت باب ينفتح من وراها والضجة تعلا معه.. وصوت بنت غريب : أوه !... مين ؟؟؟

التفتت لها والتف شعرها الناعم معها .. شافت بنت أنيقه تشبه أم محسن بملامحها لكنها أنعم ، لابسه بنطلون برمودا أسود وتوب ذهبي مع بلوفر أسود قصير على موضة هالايام ..

ماعرفت سحر وش تقول .. الا البنت قربت منها وهي تبتسم وتضحك.. وبميانة شكلها تطيحها مع أي أحد : ههههههه ضيفة جديدة يا هلا... شكلك مضيعه ..

ابتسمت سحر بحرج : لا مو مضيعه..
البنت : لا تنحرجين ولا شي خذي راحتك ..تعالي البنات كلهم داخل..
سحر ارتاحت لها على طول.. ما تدري من لسانها الحلو وذرابتها أو شخصيتها الاجتماعية هذي .. وعرفت انها بنت ام محسن لأنها واضح انها ماخذه راحتها وتستضيف البنات..
مسكت البنت يدها بتاخذها : الا تعالي عرفينا عليك..
سحر ابتسمت : سحر مساعد ..
البنت ابتسمت : اهاااااا .. بنت ابو خالد السفير .. صح ؟؟
سحر : ايوه..!
البنت وهي تصافحها : أنا اسمي أروى عبدالسلام... راعية البيت اليوم هههههه

ضحكت سحر .. مادرت الا أروى تسحبها من يدها وتدخل فيها المجلس الكبير اللي كان يضم البنات .. سحر طااارت بوهتها من الشلة الكبيرة الموجودة ،، هم أكثر من الحريم حتى ..
شافت نفسها تلفت الأنظار وهي تدخل واللي كانت تسولف واللي كانت تضحك الكل وقف وسكت يوم سمعوا اروى : رنا سكري المسجل شوي...

بلعت سحر ريقها وهي تبتسم : مرحبـا بنات...!
الكل بأصوات متداخلة : أهلين ...!
أروى : هذي سحر مساعد .. بنت ابو خالد طبعا تعرفونه سفير ( التفتت لوحدة من البنات ) .. مثل باباكي يا أثير...
أثير بابتسامة : هلا فيك ..

عقب ما سلمت وتعارفوا خذت لها مكااان بينهم.. صراحة بالبداية حست بالغربة.. ما شاء الله ولا 12 بنت ..!... حست نفسها لازم تتداخل مع هالمجتمع .. المجتمع اللي لازم تكون متكلفة فيه ومجاملة دايما حتى لو ما عجبها.. المجتمع اللي هو عكس اللي تبيه دايم وهي انها تكون على طبيعتها .. عفوية وتسوي اللي تبيه من غير لا تهتم للنظرات.


التفتت لأروى وابتسمت .. أروى شكلها من هالنوع عفوية ، والمجتمع الراقي اللي هي فيه ما أثر عليها بالعكس .. شكلها ما تلاقي صعوبة تكون على طبيعتها .. أنيقة بلبسها رغم بساطته ، مندمجة مع كل البنات هنا رغم اختلاف شخصياتهم ...
تأملت البنات وحدة وحدة .. كلهم من نفس طبقتها وواضح عليهم العز والرفاهية لكن الشخصيات تختلف .. شافت الغرور ، شافت البساطة ، شافت التكلف ، شافت المجاملة ، شافت الهدوء والانطوائية.


وسط الربشة والضحك حست في بنت تجلس جنبها تكلمها : سحر...!

التفتت سحر لها وهي توسع لها مكان جنبها وتضف فستانها النااعم : هلا... ( وهي تتذكر الاسم اللي قالته يوم يتعارفون ).... اممم رهف !!

جلست البنت وهي تبتسم : ايوه رهف .. ما عرفتيني التقينا من قبل ؟؟
سحر انحرجت : سامحيني بس شكلي ما أتذكر..
رهف : اما انتي ما تغيرتي أبد ..بس صراحة احلويتي ما شاء الله

انحرجت وابتسمت : كلك ذوق بس شلون تعرفيني ؟؟
رهف : انا وانت كنا نروح الروضة نفسها... ما تذكرين كنا صديقات فصل واحد

سحر ما تتذكر... أيام الروضة والتمهيدي انمحت من بالها نهااااااائي .. بس شكلها هذي تتذكر اسمها عالأقل : ما شاء لله للحين تذكريني.

رهف بابتسامة : تدرين ليه ؟؟... لنا صورة اخذناها انا وانتي في وحدة من حفلات الروضة.. ماكنا انا وياك صديقات ذاك الزود بالعكس كنا كثير نتخاصم بس كان الفصل يجمعنا ... ولولا الصورة كان نسيتك.

سحر ضحكت غصب : هههههههه تذكرين ليه كنا نتخاصم ؟؟
رهف : ما اذكر بالضبط بس تعرفين ضرابات بزران ههههههههه.. مرة فرحت يوم شفتك اليوم قلت يمكن تتذكريني
سحر : أجل فرصة سعيدة اجتمعنا اليوم.

رهف : ايه والله من يصدق... كنا بالروضة وما اجتمعنا الا ايام الجامعة .... الا صح اخبار دراستك ؟؟
سحر : ماشية الحمدلله
رهف : اكيد درستي برا مادام الوالد سفير صح ؟.. اخبار الدراسة هناك ..

سحر وهي تتذكر طفولتها اللي ضاعت برا من كان عمرها 6 سنين : كانت حلوة ما أخفي عليك ..
رهف : تبين الصراحة ما توقعت اشوفك اليوم ... ما جيتي على بالي انك سحر نفسها الا يوم قالت أروى انك بنت مساعد أبو خالد السفير..
سحر ابتسمت وهي تحس ان اسم ابوها صاير يلفت الانظار لها ... على انه شي حلو انك تكون محط الانظار.. لكن احيانا تقيد حريتك وكأنك تحت المجهر.. ومو كل مرة يكون بصالحك

بابتسامة ما تدري وش تقول : الدنيا صغيرة يا رهف

من وسط ربشة وسوالف البنات .. جت أروى لهم : سحر ما كلتي من الحلى ؟؟
سحر ناظرت الطاولة اللي موجود عليها أنواع الحلويات الغالية : لا شكرا أخذت لي قبل شوي..

شوي الا خدامتين داخلين كل وحدة معها صينية عصير .. داروا بها حول البنات وطلعوا .. رهف ما راحت عن سحر ، وأروى جلست معهم تسولف ..

سحر : ما توقعت ان البنات بيكونون كثار كذا..

مادرت الا اروى تضحك : ههههههههههه مصدومة .. لأنك جاية آخر وحدة والكل موجود .. على فكرة لا تحسبيني اعرف الكل.. اعرف البعض وكم وحدة اول مرة اشوفها .. أول مرة يجون مع امهاتهم مثلك تمااامااا..
انحرجت سحر وكملت أروى : الا ليش ما تجين مع خالتي ام خالد..؟؟

سحر ماعرفت وش تقول .. وبالنهاية ملت من المجاملة : تبين الصدق... كثر التجمعات هذي تتعبني ..
اروى استغربت : ليش ؟؟؟ ما تحبين هالجمعات؟
سحر : مو عن شي بس تكرارها يتعب...
أروى هزت راسها وهي متكتفه : امممم شكلك مثل هالخبلة رهف ما تحب الاجتماعات الرسمية مثل هذي... تراها ما جت اليوم الا بالغصب..
رهف انقهرت : انطمي لا تفضحيني... وبعدين انا غيرك ، انا بنت عادية. ..انتي هي بنت ابو محسن مو أنا...

سحر استغربت .. وأروى جاوبت وهي تضحك : رهف هذي بنت خالي وانا اللي عازمتها اليوم وقلت لها ان فيه بنااات كثير بيجون..
سحر وهي مو محصله أي تشابه بينهم : ما تتشابهون!!
أروى المخروشة : ههههههههههههههه أدري..
رهف : تدرين اروى سحر هذي صارت وحدة من البنات معي بالروضة !!
رفعت أروى حواجبها : الله !!... وشلون عرفتيها
رهف بغرووور : ذاكرتي قوية مو مثل بعض الناااس..

طقتها أروى على راسها وهي تقووم ورااحت عنهم .. شافوها تجلس مع ثلاث بنات بالجهة الثانية من المجلس والظاهر انها فتحت سالفة معهم وتسألهم عن أحوالهم ... مسكت سحر ابتسامتها .. من جــد مضيفة ذووووق!!

شوي وصارت سحر لحالها ،، رهف قامت عنها وراحت تسولف مع بعض البنات ،، بعض البنات طلعوا وراحوا للصالة اللي فيها الحرييييم ... اللي حولها من البنات واضح ان شخصياتهم صعبة .. وحدة من نظراتها واضح انه شايفة نفسها.. وغيرها هااادية قليلة الكلام مع اللي جنبها...

ملت سحر وطلعت من المجلس .. دخلت للصالة الوضع مثل ماهو الحريم لهم جو لحااالهم .. حتى أمها واضح انها نست انها جايبة معها سحر اصلا.. تضحك مع ام محسن وأم.............. ما تذكر ولا اهتمت ..

لفتـها من الجهة الثانية للصالة باب زجاجي...راحت بهدوء له .. ووقفت عنده تشوف اللي يخفي وراه...
شافت جلسـة تشبه الشرفة تطل عالحديقة .. عندهم في البيت واحد مثله لكن هذا شكله أوسع أو أن أهل هالبيت يحبون الأماكن المكشوفة عشان كذا كانت كبيرة وتاخذ مساحة لا يستهان فيها...

مسكت مقبض الباب البارد بيدها اللي تلفها اسواره من اللولو تجمل يدها الناعمة النحيفة ، ودفعت الباب بهدوء وخفة ، اكتشفـت انه مفتوح مو مقفل .. دفعت الباقي منه وطلعت مع هبة هوااا طيرت شعرها على وجهها.... سحبت الخصلة عن فمها وريحة العشب الأخضر مع موية النافورة الملونة روووعة..!

فيه جلسة عربية مع مراكي ومساند ماخذة زاوية من المكاان.. الظاهر رغم الطراز الحضاري والغربي في بعض اجزاء هالبيت الا ان الجلسة العربية تظل شي أساسي عند البعض..!!.. مثل ابوووها بالضبط!!

التفتت يسار عن الجلسة العربية شافت طاولة بكراسي مع مظلة ... راحت قدااام وهي تناظر النافورة على يمين الشرفة ،، والحديقة الخضرااا قدامها وعلى يسارها ممتدة !!

مرت عشر دقااايق وهي تتأمل في اللي قدامها ،، وبشكل غير شعوري رجع محمد ينط في بالها .. بهاللحظة الشاعرية بالنسبة لها شي طبيعي محمد هو اللي ينور ذهنها وخواطرها ..
تنهدت وتحولت أفكارها لـ وليـد الفقير.. ليش صاير لغز ليش طلع في حياتها كذا !!!.. ليش تحس انها تعرفه من زمان وهي في الحقيقة المرة الأولى اللي تشوف واحد مثله.. أووففف صايره تكرر هالكلام على نفسها ملت من هالأفكار.. خلاص اذا كذا ليش ما تسأليييينه وتفتكين ؟؟؟

هو آخرته مجرد موظف فقير لأبوها صار سواق لها ... بيشتغل فترة من الزمن وبيوم من الأيام بيتركهم .. واحد مثله مارح يستمر بوظيفة سواق.. وأكيد بيجي اليوم اللي تتحسن فيه ظروفه ويلاقيه له شغل أرقى..!

خذتها خطواتها للطاولة الموجودة وجلست على الكرسي وهي تتنهد.. حطت يدينها عالطاولة وحطت راسها عليها ما يطلع الا عيونها .. تناااظر قدااام بسرحاااان تااام تفكر بحياتها اللي تحس انها بتتغير لكنه تغير بطئ مو ملحوظ،،... مع نمو مشاعرها ناحية رجل الأعمال محمد بن عبداللطيف..

روعها احد يضرب بيدينه عالطاولة ، فززت مرتاعة وشافت أروى ووراها رهف يناظروها والضحكة على وجيههم ... احمررر وجهها وخصوصا ان علاقتها معهم سطحية للحين !!

أروى : خالتي ام خالد تسأل عنك؟؟.. وما لقيتك بالمجلس مع البنات قلنا البنت أكيد ضااااعت...
سحر تلفتت حولها وانحرجت انها جت هالمكان ، وتجولت في البيت بكل حرية وكأنها وحده منهم : آسفة أروى بس طلعت ابي أغير جو..

اروى : على ايش تعتذرين ؟؟
سحر بحرج : عارفه اني قليلة أدب قاعدة اتمشى على كيفي ..!
أروى وهي تحاول تخلي الوضع عادي عليها.. لأن شكل سحر حساسة : هههههههه لا تنحرجين يا بنت السفير عاادي وسعي صدرك.. البيت بيتك من دخلتي

زاااااد احراجها .. مازالت تتصرف مثل الملكة أو الأميرة بأي مكان تروح له ، وتنسى الأصووول... لو طلع واحد من الرجال في وجهها وهي بلا حجاب يغطي راسها وش بتسوي...

تحركت عنهم ودخلت تشوف أمها ،، ورهف التفتت لأروى مستغربة : شفيها شكلها مستهمة ؟؟
أروى : لا يكون وحدة من البنات ضايقتها ؟؟
رهف : مدري انا تركتها عقب ما تركتينا ..
أروى : عاد انا راعية البيت وش اسوي لو تطلع زعلانة وش اسوي .. يا ويلي ما ارضضضضضى ابد
رهف ضحكت : ههههههههههههههه طالعه على عمتي ام محسن ابد نفس الكلااام مارحتي بعيد ..

دخلت سحر داخل ومالقت احد بالصالة شكلهم دخلوا للعشاء .. الا اروى جت من وراها : تعااالي غرفة طعااام الضيوف من هنا..
راحت ورا رهف واروى لغرفة خاااصة لضيافة الضيوف.. الا طاولة طوووويلة وعليها سفرة فيها ما لذ وطااااب .. والكل مجتمع هناك ..

أشرت لها أمها وراحت تجلس جنبها

أمها من بين ضجة الصحون والأشواك والملاعق : وينك سحر ؟؟
سحر بحرج : طلعت شوي برا أشم هوا ..
امها بحنية : ليش تعبانة ..؟
سحر : لا بس رحت أغير جو وأشم هوا شوي
امها : طيب تعشي الحين..


قريب الساعة 12 .. كانت سحر واقفة عند الباب وهي لابسة عباتها تسلم على البنات اللي تعرفت عليهم واللي شكلها ماراح تنساهم .. خلوا الوقت اليوم متعة ، حبتهم والظاهر انهم حبوها بالمقابل ... قليل ما تلاقي مثل هالناس اللي تعاملك بصدق وعفوية ،، لأن سحر تعاااني من الناس اللي يعاملونها على اساس اسم أبوها... بس أروى وبنت خالها رهف الظاهر غيروا نظرتها شوي ..

اروى : عطينا رقمك والحفلة الجاية تعالي اوكي ؟؟
سحر : ان شالله ..

طلعت سحر وهي تعبااااانة مهدوودة الحيل ناظرت الساعة الا هي 12 الا عشر ... ركبت السيارة وأول ما سكرت الباب حطت راسها عالمسند وغمضت عيونها ... وبالطريق خذاها النوووم من التعب..

وصلوا للبيت ودخل تركي بالسيارة مع البوابة لين باب البيت .. وأمها بشكل تلقائي نزلت وهي تحسب ان بنتها صاحية وبتنزل، لكن سحر كانت غافية غفوة عميقة ... مو حاسه بشي..

سكون بالسيارة ، تركي انتبه ان سحر سااكنة ومالها حركة ... مرت ثواني ما تحركت..
التفت لأم خالد شافها تطلع درجات المدخل العريض من غير لا تناظر وراها اذا بنتها نزلت او لا..
شفيها راحت وخلت بنتها ... تورط ما عرف وش يسوي..

يناديها ؟؟ ولا يتركها ؟؟

غمض عيونه وخذ نفس عميق..

وناداها بهدوووء : ... سحر ..!
مالقى منها جواب .. وحاول يعلي صوته : سحــر...

بالنسبة لها هالصوت صاير مثل النسمة .. وشلون أجل اذا كنت تصحى عليه وش بيكون شعورك ... فتحت عيونها بهدووء الا تسمع اسمها بنبرته : سحـر.. وصلنا ..

اخترعت وهي تسمعه يكلمها .. اصطلبت جالسة والتفتت يسارها لمكان امها ما شافتها ..

ناظرت عيونه بخرعه ، شافت هالعيوون منعكسه بالمراية تطالعها بهدوء خلاااها تخاااف... فلاشات غريبة قامت تنور بعيونها ..
شي في رسمة هالعيون القوية .. خلاها تتذكر ذكريات مليانه دموع .. طييييف ولد صغير كان يهينها وهي صغيرة .. صوت ولد مو واضح كأنه يقووول

" انتي أغبى وحدة بالعالم تدرين "

وهي ترد وتقول " انااااااااااا ماحبك ما حبك "
" انا ماحب البنت الدلوعة وانتي أغبى وحدة شفتها بحيااتي"
بصوت كله بكككي " لا عاد تجي لبيتنا بعلم عليك عمو جاسر "
بسخرية " أنا ماحب البنت اللي ما منها فايدة "
تلاها صوت بكيها الطفووولي بكل ألم ..

شهقت وهالذكريات تنقطع .. الصور ضبابية ما تبينت شي منها .. رفعت راسها لـ وليد شافته يناظرها باستغراب.. التفتت للشباك شافت امها تفتح الباب وبتدخل .. جتها الصيحة ما تدري ليش..

فتحت الباب وصوتها مخنوق واضح انه بتبكي : يمـه ..!

لاحظ تركي نبرة الدموع بصوتها وشافها تنزل بسرعة ... تلاها صوت خبطة طيحتها بالأرض..من غير شعور فتح عيونه هذي شفيها ،، نزل من السيارة بسرعة باللحظة اللي شاف ام خالد ترجع لبنتها الطايحة بالأرض .. وقف عند مقدمة السيارة وهو يشوف سحر منزلة راسها ماسكة رجلها ، والغطا اللي كانت مغطيه فيه وجهها طاح وظل الحجاب مرخي عليها ، وخصلة أو خصلتين من شعرها طالعه لبرا .. دموعها تنزل من عيونها ،،
ما فهم وش فيها توها نايمة ، صحت مخترعة والحين تصيح ...

راقب ام خالد وهي تنزل لها ، وتقومها وهي خايفة عليها : سحر وش فيييك ؟؟
سحر بخووف .. لكن مو الخوف المعروف كانت خايفه من اللي في هالفلاشات الضبابية اللي تذكرتها ولا تعرف وش هي : يمه لا تخليني ...
امها مو فاهمه : اخليك وين ...
سحر : يمه صحيت ما لقيتك جنبي .. لا تخليني
امها : مادريت انك نايمة وبعدين ليش الخوف يمه..

تسأل نفسها هالسؤال بس ما فيه جواب واضح ... ليش الخوف يا سحر ؟؟.. من وشو خايفة هذا انتي بأحضان أحلى وأدفى مخلوق بالكون .. ليش خايفة وش اللي يخليك مو متطمنة...
حست في وليد واقف يناظرهم .. ضمت امها بقوة وهي تبكي كأنها تبي تحتمي فيها.. ليش تحس بالخطر ليش هالانسان البسيط يخليها تتذكر أشياء ما تبي تتذكرها..

تركي نفسه ارتبك هذي شفيها مو طبيعية... كانت هادية ونايمة صحت فجأة وانقلب حالها !!.. لا يكون عرفتني بس ؟؟

قبل لا يكمل أفكاره التفتت له أم خالد وهي تقول : خلاص روح يا وليد لا توقف
تنحنح واستدار عنهم .. ورجع للسيارة عشان يعطيهم حريتهم وطلع... وام خالد شالت الغطا عن وجهها ومسكت وجه بنتها الغريب
ام خالد : سحر روعيتني شفيك ؟؟
حاولت تمشيها وسحر تعرج .. شكلها لوت رجلها وهي تنزل من السيارة بذيك السرعة وناسية انها لابسه كعب عالي...
دخلوا داخل وسحر عيونها شاخصة على نقطة بالفراغ...
ام خالد بقلق خافت لا يكون جا لبنتها عين ولا شي : سحر وش تحسين فيه ؟؟
سحر بهدوء وهي تمسح دمعتها بكف يدها : رجلي تعورني شوي
ام خالد : وش فيك ليش تصيحين
سحر والسؤال يجيب لها الدموع لأنها مو لاقيه جواب واضح : مدري يمه.. انا بطلع بنووم

وراحت وهي تعرج بخطوات بطيئة مو موزونة.. طلعت الدرجات وهي تتعنز على الدربزين، تناظر مكان خطواتها وهي تكشر من ألم كاحلها الخفيف ..

دخلت الغرفة وعلى طول نزلت فستانها عالأرض .. وخذت لها أي بيجامة عشان تلبسها ، ورمت عمرها عالسرير .. كانت أصلا مرهقة لأنها من جت من الجامعة ما نامت... والذكريات الغريبة اللي تذكرتها ما تدري وش هي..
وليش تذكرتها اليوم بالذات !!

:::::

في اليوم الثاني ..
في بيت أبو محمد ..

شادن ومشاعل برا بالحديقة .. كل وحدة منهم جالسه على المرجيحة العتيقة ببيتهم واللي موجودة من كانوا صغااار .. ومن الجهة الثانية محمد وبندر جالسين عالطاولة يسولفون ..

مشاعل بطفووولة : بنداااار تعال دفني
التفت لها بندر بعد ما كان يسولف على محمد سالفة : أدفك ليش بزر ؟؟
مشاعل : بندااار تعال دفني محد كان يدفني وشادن كانت تلاقي اللي يدفها وش ذا القهر
محمد ابتسم : اذا صار عندك عمر زي عمر شادن بتلاقين اللي يدفك
مشاعل بقهر : وليش عمر كان يدلعها وانا لاااااا

ضحكت شادن وبصوت هامس ما يسمعه محمد وبندر اللي كانوا يطالعونهم : انتي اللي لسانك كان يلوط اذانك ..
تنهدت مشاعل بقهر : ان شالله بيجي اليوم اللي بخلي فيه خالد يدفني وهي يضحححك لي..
شادن : ههههههههههههههههه أحلامك على قدك يا مشاعل
مشاعل : وش حلوه من حلم تخيلي بس خالد واقف جنبي هنا ويدفني وهو يضحك لي .. أظني بدوخ وبيطيح مغمى علي
شادن : ههههههههههههههههههههههههه مدري وش اللي في خالد من سِحر اللي يخليك كذا تتعلقين فيه

مشاعل بنظرة لـ شادن : نفس السحر اللي يخليك تتعلقين بـ عمر
ابتسمت شادن ودفعت نفسها بالهوا برغبة بالطيراااان : الله يرجعه بالسلااااامة..

لفت مشاعل لـ بندر اللي رجع يسولف مع محمد شكلها سالفة عادية : بنداااااااار بتجي ولا شلوووون ؟؟؟؟

بندر لف لها ويديه متكتفه عالطاولة : ماني جاي يالبزر واقصري لسانك لا أقصه لك !
برطمت مشاعل : افففف ليش دايم كذا يناقرني
شادن : خليهم بحالهم شكلهم مندمجين بسالفة .. انا بروح داخل
مشاعل : وين بتروحين اجلسي معي مالي خلق أدخل ملل
شادن : انا تعبت بروح ألبس بلوفر المغرب قريب بيدخل والجو برد ..
مشاعل : جيبي بلوفري معك بتلقينه على سريري

راحت شادن داخل .. وبدخلتها كان التلفون يرن .. ما كان بالصالة احد راحت بترد وأول ما رفعت السماعة جاها صوت انثوي غريب : الووو..
شادن : هلا..
.... : هذا بيت أبو محمد ؟؟
شادن حست انه تعرف هالصوت أو مر عليها : ايه نعم.. هلا آمري؟؟
.... : ممكن شادن ؟؟
احتارت وقالت : معك شادن ..
.... : اهلين شادن كيفك؟
شادن بحيرة : الحمدلله مين معي ؟
.... : ما عرفتيني .. أنا نهى !
شادن : نهى ؟؟؟
نهى : ايه نسيتيني ؟؟
شادن : لا معقوول انسى بس ما جا على بالي..

نهى بنت عمة عمر!! .. اللي قابلتها بالشرقية يوم راحت تزوره.. واللي كانت غريبة يومها..

نهى : شخبارك؟؟
شادن : انا بخير انتي شخبارك؟؟
نهى : انا تمام..

صمت قصيـر.. وشادن تتحرى تسمع سبب اتصالها .. قطعته شادن أخيرا

شادن : شخبار عهد وعمتي ام سعد ؟
نهى بنبرة عادية ما حست فيها أي غرابة : كلهم بخير وعافية..

لكن الغرابة بدت يوم قالت نهى : ما شفتي عمر ؟؟

قبضها قلبها ما تدري ليه : لا ما شفته ليه؟.. ما جا من الشرقية للحين
قالت نهى بطريقة هااادية وترت شادن : غريبة !!
شادن بحيرة : وين الغرابة ؟؟

سكتت نهى بعدين قالت..

نهى : تدرين انه ما زارنا من أسبوعين؟؟
شادن :................

استجمعت شادن قوتها ونست مخاوفها وقالت : يمكن مشغول ..
وبدافع الفضول كملت : ليش هو دايما عندكم ؟؟؟

نهى بنبرة غرريبة ما ريحت شادن : دايم لدرجة صرنا نفقده اذا ما جا ..
شادن وكأنها تبي تعرف وش يصير له هناك ومع عايلته الثانية اللي هي بيت عمته : كل يوم يجيكم؟؟

نهى : كل يوم لدرجة احيانا مرتين باليوم... واحيانا يتغدى ويتعشى عندنا .. واذا أصرت عليه أمي ينام في بيتنا
ما تدري ليش هالكلام أزعج شادن بطريقة ما قد حست فيها ..

شادن : بس هو عنده شقة !!
نهى بنفس طريقتها الجريئة اللي الظاهر من عادتها : بس هو يحتاج عايلة ولا شرايك ..

ما درت شادن المغزى من هالمكالمة لأن نهى للحين ما قالت وش تبي منها ..
حبت تقفل موضوع عمر .. اللي الظاهر ان فيه أشياء كثير حصلت له مع بيت عمته وهي ولا هي داريه عنها .. نغزها قلبها ما تدري ليه جاها هاجس .. ان من الأسباب اللي غيرت عمر تجاهها تكون نهى ..

احتمال كبير ووارد خوّفها ولعب بقلبها ..

قالت شادن وهالأفكار تلعب فيها : ما قلتي نهى ليه متصله وتبيني ؟؟
نهى ببرودها الهادي : بس حبيت أسئلك عنه أمي صايره تسأل عنه وهو هالفترة ما زارنا مو من عادته.. وقالت لي أتصل فيكم يمكن عندكم خبر... لأن من أربع سنين هذي أول مرة يسويها .. مستحيل يمر أسبوع الا يجينا ثلاث او اربع مرات بالاسبوع

شادن بحيادية : أكيد عمته ولازم عليه يزورها
نهى بنبرة غريبة يمكن ثقة يمكن غرور ما تدري : .. يمكن ليش لا !

نبرتها خلت شادن تحس ان فيه سبب ثاني يخلي عمر يزورهم ...

تجاهلت شادن هالكلام وقالت : طيب نهى وش تامرين فيه ؟؟
نهى : شكلي أزعجتك وانتي مستغربة من اتصالي هذا وبهالوقت .. وليش قاعدة اقولك كل هالكلام..
شادن بصراحة : ما أزعجتيني بس انا مستغربة لأنك اكيد تدرين ان علاقتنا سطحية
نهى : انا داقه عشان أسأل عنه مثل ما قالت أمي ...والأهم عشان اقولك كلام يمكن ما تعرفينه.. من خوفي على ولد خالي

نبرة هالبنت ما تريح أبد ... ما زالت شادن تتذكر اللي صار بينها وبين نهى لما راحت الشرقية ووشلون كانت صريحة لحد مقلق !!.. هالنوع يخوف لأنه يكتسب قوته من صراحته وشاادن عكس هالشي تماما .. ما تقدر تجاريها ..

قالت نهى يوم شافت ان شادن صامته : ما تبين تعرفين ؟

خافت وش اللي نهى تعرفه وهي ما تعرفه : وش اللي تعرفينه ؟؟

سكتت نهى شوي .. لين حست شادن ان صوتها تغير بطريقة مقلقة ..
نهى بصوت مخنوق : عمر ولد خالي مو الانسان اللي انتي تعرفينه او كنتي تعرفينه !!

هالجملة ألجمت شادن وهزت السماعة بيدها .. مرت ثانية واربع وست .. لين قالت أخيرا : نهى لو سمحت موضوعي انا وعمر أكبر من انك تتخيلينه.. ما رح تقدرين تفهمين حتى لو شرحت لك من اليوم إلى بكرة

نهى : شادن انا متصله عليك اليوم لأن ضميري هو اللي يحركني..

شادن وهي منزعجه : وليش ضميرك يزعجك لا تخافين يا نهى عمر ان شالله اذا رجع بيتم زواجنا ما رح يوقف بطريقنا شي وعمر محد يعرفه كثري

ضحكت نهى ضحكة ساخرة استغربت منها شادن ..
نهى : انتي من جد نايمة بالعسل وما تدرين باللي يخطط له عمر عندنا !!

هزتها الكلمات وبلعت ريقها وتجاهلت الكلمة : لو سمحتي نهى ..عمر وأنا موضوعنا بينا وانا للحين مو فاهمه سبب اتصالك ومو فاهمة وين تبين توصلين من هذا كله.. ما فهمت شي يا نهى

نهى بصراحة : تبينها عالبلاطة يعني ؟؟

شادن : اللي أبيه انك تقولين سيدا وش السبب اللي يخليك تتصلين
نهى : اوكي خذيها على بلاطة وان شالله ما تنزعجين لأن كلنا بنات ونعرف ان قلوبنا مو بيدنا ..

قلقت شادن وكملت نهى .. الكلمة اللي دمرت حصون شادن عالأخير: أنا أعشق عمر يا شادن أعشق حتى حروف اسمه.. من أربع سنين من أول يوم دخل فيه بيتنا ... وقبل لا يتملك عليك حتى

وقف رمش شادن وعيونها تيبست ..ما كان فيه سلاح غير الصمت المطبق.. وعيونها بالفراغ من قو الصدمة ..

كملت نهى : شادن انا مو من النوع اللي يطعن بالظهر.. عشان كذا بغيتك تكونين فاهمه اللي يدور حولك وليش انا كلمتك بذاك الأسلوب يوم جيتي عندنا .. من مدة وانا أبيك تعرفين عمر وش بالنسبة لي عشان ما تنصدمين بعدين لو صار شي..

الكلام كله فوق طاقتها .. مرت عشر ثواني لين استجمعت صوتها وقالت : يصير شي؟.. مثل... أي..ايش؟

نهى بصراحتها المعهودة : عمر من فترة جا لنا وقال لأمي أنه يبي يفسخ خطوبته منك.

طاحت شادن عالكنبة والسماعة على إذنها : انتي وش.. قاعدة تقولين؟؟

نهى ببرودها اللا مبالي : ليه معقولة ما قالك؟؟
شادن : ل....لا..
نهى : أجل أكيد بيقولك قريب... آسفة شادن اذا كنت السبب بإنهاء علاقتكم مع بعض

شادن بصدمة مو مستوعبه : ان.... انتي؟
نهى : قلت لك يا شادن انا صريحة واللي بقلبي أقوله .. وأخلاقي ما تسمح لي أخدعك من وراك أبيك تكونين عارفه وتسامحيني .. القلوب من بيدنا صح؟

شادن ودمعتها برمشها مو مصدقه ولا كلمه : ممكن تقفلين ما بي أسمع تفاهات أكثر.

نهى بصوتها الثابت الواثق : ممكن تسامحيني؟
شادن بانهيار : اسامحك على ايش ها انا مو مصدقه ولا كلمة ويا ليت تبعدين عني وعنه .. مو عيب عليك تدقين كذا وتقولين هالكلااام ؟؟

نهى ببرود : لا تنفعلين اسمعيني قبل
شادن وهي تحاول تتمالك أعصابها وتقنع نفسها ان كل اللي يصير مو حقيقة

كملت نهى : شادن فكري فيها.. انتي ما تدرين وش في بال عمر الحين .. سمعته بالصدفة يقول لأمي انه ناوي يرجع للرياض عشان ينهي ارتباطه فيك.. قلت أكيد ما تدرين فدقيت عليك عشان يكون عندك خبر... علميني وش الأحسن لك ..انك تعرفين وش اللي صاير فيه وهو شلون عايش .. ولا تنصدمين فيه اذا رجع ... ترا عمر مو نفسه اللي تعرفينه تغير كثير بهالأربع سنين الأخيرة وانا ملاحظه هالشي... واكيد انتي عارفه وحاسه

تمالكت شادن وقالت بصوت مخنوق من القهر والعصبية اللي حاولت تحبسها وما تظهرها : نهى كلامك هذا ما يغير من الواقع شي... اذا انتي تحبينه ما اقدر امنعك لأن عمر رجال وينحب مهما كانت عيوبه.. وانا أفتخر فيه هو ما سافر وراح عني الا عشاني .. ( هدا صوتها بألم ) ومارح يرجع الا عشاني فأرجوك انا مو من النوع اللي يدخل بهالنوع من الصراعات.. انا كل اللي أبيه اعيش بسلام .. انا مو قدك أبد ومضطره احترمك وأحبك لأنك بنت عمة عمر.. هالكلام اللي انتي تقولينه مارح يغير من شعوري شي ناحيته واذا انتي تحاولين تدخلين الشك فيني مارح ألومك .. بس انا انسانه ما أعيش الا عشانه فـ الله يخليك هالكلام ما ودي أسمعه مرة ثانية..

صمت عميييييق جا من جهة نهى .. يمكن بسبب كلام شادن والحب العميق اللي تكنه لـ عمر

قالت نهى أخيرا بنفس نبرتها الباردة : أوكي شادن .. لا تصدقيني مارح أجبرك تصدقيني .. بس ان شالله تعرفين الحقيقة قريب.. وان شالله تكونين قوية لأني صدق مابيك تتعبين بحياتك..

شادن : اذا انتي جادة ما تبيني أتعب.. ابعدي عنه اذا انتي صدق كنتي جادة بكلامك اللي قلتيه

نهى : طلبك صعب يا شادن لأن قلبي بين يديه الحين


غمضت شادن عيونها بألم وش تبي هذي منها : نهى اذا صدق ما تبيني أتعب ممكن تخلين حبك بينك وبين نفسك..وعمر ما يدري عنه..
نهى بضحكة خفيفة شكلها مستانسة صدق بشي حصل لها معه : للأسف كان ودي.. لكن عمر درى وخلص !!

مو قادرة تستوعب اللي قاعدة تسمعه الحين .. السماعة ترتعش تحت اذنها .. وظلت تردد ان نهى مو جادة بكلامها وان كل هذا نابع من وحدة طاحت بحب واحد وجالسه تتصرف بطريقة لا منطقية..

شادن : نهى تامرين بشي انا بقفل ؟؟
نهى : لا شادن ... وآسفة عالكلام اللي قلته لك .. بس من مصلحتك صدقيني

شادن بنبرة متألمة : تتأسفين على ايش يا نهى كلامك يذبح اذا ما تدرين.. ان شالله ترجعين لعقلك لأن كلامك كله ما يدخل مخ عاقل..

قفلت وحطت السماعة مكانها وهي تنتفض من اللي سمعته .. حبست دموعها وهي تناظر بالسماعة مو قادرة تفهم ولا كلمة ..

نهى ؟؟
نهى تحب عمر ؟؟
وعمر ؟؟... يدري!!

معقول يكون هذا اللي غيّره ؟؟...مسحت على عيونها ووجهها وهي تطرد هالأفكار وتسترجع كل الحوار اللي صار... نهى وش تبي منها ظهورها فجأة اليوم يبعث عالقلق !!.. ليش تقول اللي قالته ؟؟

معقووول هالأربع سنين اللي غاب فيها صارت أشياء وأشياء بحياته وهي مو عارفه عنها... كانت تعيش على ذكراه وتحلم برجوعه .. وهو مو جهة كان يعيش حياة غامضة مع بيت عمته بالنسبة لها.

كانت تتخبط بمليووون فكرة وفكرة .. وتقنع نفسها ان كل اللي قالته نهى كذب بـ كذب ..

ما لاحظت دخول مشاعل اللي لاحظت تأخيرها ودخلت تدورها وتشوف وينها : شااااادن؟؟

شافت شادن حاطه راسها على مسند اليد حق الكنبة وشعرها المتموج طايح من ربطته .. قربت منها باستغراب وهي تقول : شادن شفيك؟

كانت شادن محتاجه لأحد تتكلم معه وان كانت تتمناه عمر بهاللحظة... عمر مستحيييييييييل يسوي فيها اللي قالت نهى عنه..

مشاعل : شادن؟
شادن وهي على وضعها ..راسها عالمسند ونظراتها تايهه بالأرض : نهى دقت !
مشاعل بحيرة : مين نهى؟

شادن : نهى بنت عمة عمر..
مشاعل : نهى اللي شفتيها بالشرقيية؟
شادن : ايه ..
مشاعل : وش تبي منك؟؟.. ووشلون عرفت رقم بيتنا انتي عطيتيها الرقم؟؟

شادن ودمعتها تنزل : لا.. بس أكيد عمر هو اللي عطاها اياه
مشاعل : وش تبي منك طيب؟
شادن بصوت مخذوول واطي : مدري يا مشاعل ما فهمت للحين هي وش تبي مني؟؟

مشاعل توقعت انها قالت شي عن عمر لأن شادن ما تصير بهالحالة من الضعف والحيوية المقتولة الا بسببه : قالت لك شي عن عمر؟.. عمر صاير له شي؟
شادن بألم : متتى يرجع يا مشاعل مليت..

مشاعل عصبت من ضعفها : شادن وبعدين معك ؟؟.. ترا بتخليني أكرهه ما صارت اللي تسوينه بنفسك.. كأنه بيكذب عليك يعني .. هو قالك بيرجع يعني بيرجع وتعرفينه مستحيل يكذب انتي لا تصيرين ضعيفة وتخلين الشيطان يوسوس فيك... هو بيرجع يوم بيكون مستعد وانتي وعدتيه تنتظرين .. انتظـرتي اربع سنين مارح تنتظرين شهر ولا سنة..

غمضت شادن عيونها من غير رد.. كلام مشاعل صدق .. انا وعدته أنتظر وبنتظر..
لكن نهى .. اللي طلعت لي اليوم.. بكلامها وثقة صوتها خلاني أعيش في بدايـة شك !!

مشاعل : شادن قولي أعوذ بالله من الشيطان وقومي .. بندر ومحمد برا بيلعبون أونو وقالوا لي أناديك .. بروح أجيب الأونو من غرفتي

قامت واقفه وهي تقنع نفسها ان ولا شي انقال صدق... عمر حبه لها مافيه ذرة شك ومستحيل بهالطريقة يتلاعب فيها !!
كانت تحاول بشتى الطرق تنفي كل الكلام وتكذبه..

::::

في المستشفى ...

دخل د. جمال مكتب الدكتور خالد بعجلة : خالد.. !!
خالد من غير لا يرفع نظره عن الملف : هممم؟؟
د. جمال : ياخي قلبي ذااااااااااااااب راح فيها !!

بهاللحظة رفع خالد راسه باستغراب : شفيك يا مخبول؟
د.جمال : مخبووول في عينك انت ما شفت اللي أنا شفته
خالد فهم انه شاف وحدة من الجنس الناعم وذاب كعادته .. هالانسان كل بنت في عينه حلوة لو أنها أشيف الشيف .. ( يعني شينة وقبيحة )
خالد : والله انك مطيور مين شفت هالمرة... انت حتى العجوز ام ثمانين سنة بتطلع في عينك ملكة جمال
د.جمال : هههههههههههههه تعال شوف المتدربات وصلوا .. وهذاهم قاعدين يتعرفون على المستشفى بتجهيزاته مع الدكتور نايف

ابتسم خالد ورجع لملفه بهدوء وهو يقول : طيب انا عارف انهم بيوصلون اليوم.. ما جبت شي جديد يا مخبول
د.جمال : مارح تروح تساعد وتعرفهم على نفسك يا دكتور

د. خالد : انا مشغول الحين عندي مرضى بيجون... وبعدين اذا الدكتور نايف معهم يعني انا مالي حاجة..
جلس جمال وهو يرثي حظه بقهر : آآآآخ يالقهر... ليتني مكانك

قاطعه خالد بقل صبر : ياخي اذا انت شفقان لذا الدرجة ليش ما تتزوج وتفكنا ..
د. جمال : ودي ياخوك بس للحين مو لاقي اللي تستاهلني
د. خالد : ما عليك زود دكتور ومنصب وجمال اسم على مسمى .. ولا تبيني أقول للوالدة تخطب لك
د.جمال : المشكلة مو قادر أنقي يا خوك كل ما جيت اختار وحدة لقيت اللي أحلى منها

ضحك خالد على خبال هالمجنوون ..
خالد : لااا انت شغلك النفسي لاعب فيك لعب لدرجة صرت احس انك على قولتهم على شفا حفرة من الجنون

د.جمال : هههههههههههههه انت تشوفني كذا هنا لكن جوا العيادة شي ثاني

اندق الباب ومحد منهم رد كانوا يضحكون وهم يناظرون بعض بالأحرى ما سمعوا الدقة من علو ضحكة جمال ومعه خالد ..
انفتح الباب وسكتوا ثنينهم .. وروسهم تلف للباب لأن هيبة الدكتور نايف حضرت معه .. ووراه مجموعة البنات واقفين وقدامهم ياسمين برأس المجموعة ..

وقف خالد ومعه وقف جمال : هلا دكتور..
الدكتور نايف وهو يلف للبنات الخمسة وياسمين سادستهم : هذولا دكاترة من أفضل الدكاترة الموجودين .. الدكتور جمال من أفضل الدكاترة النفسيين عندنا .. والدكتور خالد من أشطر الدكاترة وأصغرهم ..

د. جمال بابتسامته الجذابة : هلااا فيكم نورتوا المستشفى..
البنات : هلا فيك..

ياسمين بصوت هادي : شخباركم دكتور خالد ، دكتور جمال ؟

خالد + جمال : بخير وعافية

الدكتور نايف : شوفوا يا بناتي .. بتبدون التدريب ان شالله من بكرة اليوم أبي اعرفكم على كل شي هنا .. واي شي محتاجينه اسألوني أو اسألوا الدكتور خالد وهو ان شالله ما رح يقصر..

ابتسمت ياسمين لـ خالد بنعومة : اكيد يا دكتور ما رح يقصر .. وان شالله ما نزعجه بالأسئلة
خالد ابتسم ابتسامة تشجيعية وغمازاته العميقة بااانت وقلبت ملامحه بشكل خطير : مافي ازعاج بالعكس انا بالخدمة ..

التفت نايف لـ بنته وبعدها بقية البنات : نكمل ؟
ياسمين : يلله احنا وراك

تسكر الباب وابتعدت اصواتهم ... جلسوا عالكراسي وجمال يتنهد : كذا انا اتعذب !!
ضحك خالد على هبالة هالرجال اللي مو كأنه جاوز الـ 30 من عمره وللحين يتصرف تصرف المراهقين.. بس الحق ينقال اذا جا داخل غرفة العيادة فهو مافيه أثقل وأمهر منه بالتعامل مع المرضى النفسيين اللي يحتاجون تعامل خاص.. وهو أتقن هالمهمة بكل جدارة ..

جت الساعة 9 وانتهى دوام خالد .. قفل ملف آخر مريض عنده وعطاه الممرضة وهو يقول : Keep it until tomorrow ..
اخذت الملف وهي تهز راسها بانصياع وطلعت من عنده..

دفع الكرسي لورا وقام واقف وهو يحرك رقبته يمين يسار مثل ما يسوي يوميا لما ينتهي الدوام ..
فصخ البالطو حقه وعلقه على يده وطلع من مكتبه نازل لتحت ..

مر من عند الكافتيريا قاصد البوابة .. سمع صوت ناعم من وراه يناديه .. وقف عن المشي والتفت ..وابتسم ابتسامة خفيفة .. رغم خفة الابتسامة الا ان غمازته انرسمت بشكل واضح ..

خالد : هلا تامريني بشي؟

ياسمين وجنبها وحدة من صديقاتها : دكتور خالد مابي أزعجك ..
خالد : مافي ازعاج ... تبين تسألين عن شي ؟
ياسمين : دكتور أنا اعرف انك مشغول وابوي قالي انه بيخليك تساعده .. قلت له مو لازم اذا انت مشغول ما نبي نغثك فإذا فيه أي ازعاج صارحني وانا بكلم ابوي شخصيا .. مابي جيتنا لهالمستشفى تكون مزعجة للدكاترة اللي لهم شغلهم ومرضاهم ..

خالد بابتسامة وبنبرة راكدة : مافي مشكلة لو عندي مشكلة قلت للدكتور نايف بنفسي.. تأكدي ماحد يقدر يجبرني بالعكس مجرد اختيار الدكتور نايف لي من بد كل الدكاترة الموجودين عشان أكون مساعده يشرفني

ياسمين بابتسامة هادية : دكتور لا تجامل ابوي على حساب نفسك ..

ضحك غصب عليه ضحكته الخاملة اللي خلا ياسمين تنحرج وتناظر صديقتها اللي كانت ساكته ومنحرجه هي الثانية.. وقال وهو معجب بأسلوبها وذوقها بالكلام : يا آنســة... لو ما أبـي قلتها للدكتور نايف بوجهه ... الدكتور نايف علمنا عالصراحة والمجاملة مو موجودة بقاموس الدكتور خالد.

هزت راسها وقالت عشان ما تطول عليه : خلاص اجل شكرا وان شالله ما نغثك

اكتفى بهزة راسه ورفعة يده للسلام بالهوا.. واستدار مكمل طريقه للبوابة اللي انفتحت اتوماتيك ..

::::::

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 12:00 AM

بعد كم يوووم .. نهاية الأسبوع ..
يوم الجمعة ..

طلعت سحر من غرفتها عالعصر .. ونزلت تحت ما حصلت احد سألت الخدامة اللي طلعت وهي شايله ملابس متسخه لـ بيان شكلها تبي تغسلهم ..
سحر : مافي احد بالبيت ؟؟
آني اللي تصير مربية بيان والخدامة المسؤولة عن كل شي يخصها : مس بيان وذ مستر خالد ان ذا بووول ؟؟
سحر باستغراب : مع خالد بالمسبح ؟؟
آني : يس ذي آر سويمينغ ..!

طلعت سحر بسرعة لبرا تشوفهم وش عندهم يسبحوون ..
وش طاري على خالد ؟..
قطعت الحدايق الواسعة اللي تشابه حدايق قصور أوروبا بتصميمها .. والجسور اللي تربط من جزء لـ جزء وكل جزء يختلف عن الثاني بأحواضه وأشجاره ..
قطعت الجسر المصمم من حجر بيجي .. لين وصلت لـ منطقة حوض السباحة وسمعت صوت بيان اختها تضحك شكلها مستانسه .. وصوت خالد بعد .. تذكرت ان اليوم جمعة يعني الاخ بإجازة ...

تعدت منطقة الحمامات الأنيقة الخاصة وطلعت لساحة المسبح .. قربت منهم وهم مو حاسين بوجودها ما لاحظوا..
شافت خالد يعوم بمنطقة العميق .. وماسك يدين بيان اللي كانت مو لابسة طوق او حتى جاكيت يحميها من الغرق... بيان خايفه وخالد يساعدها تتوازن عشان تتعلم.. وشعرها اللي مربوط بقمة راسها عشان ما يبهذلها متبلل عالأخير..

سكتت سحر وما اصدرت أي صوت ، لقت خالد يضحك على تشنج بيان الخايفة واللي حتى بالموت تحرك رجولها تحت الموية..
خالد : حركي رجولك عشان تعومين
بيان بخوووف : مااابي أخااااف خالد رجعني مااابي ماماا ..
خالد : ههههههههههههههه

سمع ضحكة سحر من مكان .. التفت وهو ماسك يدين بيان شاف سحر متسندة عالحاجز المحطوط للأمان ومايلة بوقفتها لقدام ..
خالد : انتي هنا من متى ؟؟
سحر : تو الحين... خالد وش عندك معها ؟؟
خالد : كنت اسبح جت قالت ابي اسبح معك ..
بيان بخوف : سحر خذيني .. ماما بغرق
سحر : هههههههه بيان يا خوافه عادي .. خلي خالد يعلمك
خالد : يله يا قلبي شوي شوي حركي رجولك
بيان وهي ترتعش لأن البرد بدا يدخلها والسبب لها فترة راكدة تحت الموية .. مو راضيه تتحرك وتدفى ..

خالد بحنية ورقة : يلا بيان لازم تتعلمين.. انا معك لا تخافين
بيان : اخاف تخليني اغرق.. ابي جكيتي البسه عشان ما اغرق
خالد بحنان وسحر تراقبهم : الجكيت ماله فايدة اذا تبين تعرفين كيف تسبحين.. يلا قلبي بشويش بشويش

سحر ابتسمت وهي تشوف خالد وتراقب حركاته .. طوووول عمره حنون حتى لو مثّل وادعى غير كذا فهو الحنية والحنان تجري فيه ... على انه كان صغير لكنه علمها السباحة وهي صغيرة مثل ماهو قاعد يسوي مع بيان الحين..

راحت سحر وسحبت لها كرسي من الكراسي الوثيرة الموجودة للجلسات بجانب المسبح .. وحطته بجنب حافة المسبح عشان تراقبهم عن قرب وهي مستانسه عاللي تشوفه.. عالأقل خالد لقى وقت اليوم يسوي شي غير ويمارس رياضة السباحة..
تشجعت بيان وبدت تحرك رجولها الصغيرة .. وهي متسمكة بأصبع خالد بيدينها الصغيرة البيضا .. وخالد من غير لا يقرب منها ماد يدينه لها ..

مرت ثواني وبيان تحاول.. وعشان يشجعها ويخليها تهزم خوفها ...فلت خالد يدينها بسرعه عشان تعوم لكنها صرررخت بخوف وهي تطرطش .. ويدينها ورجولها قامت تتحرك بعشوائية.. بدت تفقد تواازنها وهي تصرخ.. قرب خالد منها بهدوء عشان يرفعها تعلقت برقبته وهي خايفة شوي وتبكي ..

خالد حضنها لصدره العاري وهو يضحك : هههههههههههههه حلو سويتي حلو
بيان وهي تبكي.. وتكح من الموية اللي دخلتها : تبي تغرقني لا تتركننننننننننني
خالد حاول يفكها صارت معنده مستحيل تتركه ..
بيان تصيح من الخوف وهي ترتجف : لا لااااااااااااااااااااااااااااااااا...
فك يدينها من رقبته بالقوة وهي ترفض وتصرخ شوي وتنهبل...
خالد : اهدي خلاص اهـــدي .. بيان خلاص

تمسكت بذراعه وهي تصيح بجنون.. وهو بدا يضحك .. ناظر بـ سحر اللي كانت تضحك على جبن اختها ...
سحر : بيونه خالد جنبك مارح يتركك تغرقين .. سوي مثل ما يقولك
بيان ودموعها اختلطت بقطرات الموية بوجهها : مابي أغرق بيتركني
ضحك والتفت لوجهها لأنها تعلقت بكتفه من ورا .. ويحلم تفكه : تركتك عشان تتعلمين بس مارح اخليك تغرقين انا اخاف عليك
بيان : خلاص رجعني ابي جكيتي ..

هز راسه على خوفها وهو يضحك .. وسبح للجهة الثانية وهي فوق ظهره متمسكه بكتفه ورقبته شوي وتخنقه ... قامت سحر وخذت جكيتها عشان تلبسها اياه ..
شال خالد جسمها الصغير بيدين قوية فوق حافة الحوض ..وجلسها وهي ترتعش..

سحر يوم شافت رجفتها : تبين تسبحين ولا أجيب منشفتك
بيان : أبي جكيتي عشان ما اغرق
خالد ناظر بـ سحر : شفيها حاقده علي تحسبني بموتها ؟؟؟؟
سحر : ههههههههههه مشغول عنها ما قد حست انك خايف عليها اعذرها خالد
خالد : والله مشكلة الحين وش بيفهمها العكس
طالعته بيان بعيون حاقدة وهو يضحك لبراءتها .. لبستها سحر جكيت السباحة الخاص فيها .. وقفلته بإحكام ..
خالد وهو يمد يده عشان تمسكه : يله تعالي

نزلت بهدوء وتعلقت بـ خالد اللي خذاها للعميق من جديد .. وسحر رجعت عبر الحدايق عشان تقول لوحدة من الخدم تجيب شي يشربونه برا .. ويستمتعون بالجو الحلوو وهي الحين فارغه ما عندها شي يشغلها ..

رجعت سحر والخدامة تمشي وراها شايله صينية أنيقة أطرافها فضية .. وفيها أبريق أنيق وثلاث فناجين... حطتهم عالطاولة المظللة وراحت .. جلست سحر وفتحت كتاب وحدة من الروايات العالمية عشان تقرا .. وأصوات ضحك خالد وصراخ بيان يخليها تبتسم وهي تقرا ..

بعد شوي ..
خالد وهو يلهث : سحر تعالي خذي بيان أتعبتني ترتجف من البرد
سكرت الكتاب وقالت : بيان تعالي اشربي شاهي يدفيك
ساعدها خالد تطلع فوق الحافة .. وجت بسرعة وهي لابسة شورت يقطر ولامه يدينها حولها من البرد .. حطت سحر الفوطة على كتوفها وهي تجلس عالكرسي..
وسكبت لها شاهي يدفيها ..

سحر وهي ترفع عينها لـ خالد اللي راح يعوم لحاله : خااااالد ترا فيه شاهي هنا اذا تبي
مارد عليها .. كان قد غاص تحت الموية وهي رجعت تقرا بكتابها.. وبيان تتنعم بكوب الشاهي الساخن اللي رد لها الدفا ..

اندمجت مع الأحداث الرومنسية ..
فجأة .. خطف خالد كتابها من يدينها .. رفعت راسها تناظره باستغراب ...
قلب الكتاب بأصابعه وابتسم بـ سخرية يوم قرا العنوااان وشعره يقطر والفوطة على كتفه ..

خالد وهو يجلس : هذا اللي انتي فالحه فيه حب وخرابيط
سحر : انت وش عليك يا دكتور الغفلة
خالد : اقري لك شي يفيدك تثقفي خليني ألاقي احد في البيت اقدر أتحاور معه
سحر : ليش وش قالولك مغفلة وجاهلة ماعرف اتحاور ؟؟.. عطني الكتاب لو سمحت

بأصابعه الاثنين رمى خالد الكتاب بالموية من ورا كتفه.. وهي تشهق : وش سوووووووووويت ؟؟ .. مو حقي يا حمار حق مشاعل معطيتني اياه

خالد ضحك بسخرية مو مستغرب انه يخصها : قوليلها خالد رماه بالموية ويقولك اقري شي مفيد يفيدك بحياتك بدل هالخرابيط اللي انتوا تقرونها واللي ما توكل عيش ولا حتى تراب .. وعساها تسمع كلامي وتفهم النصيحة من ولد عمها اللي يبي لها الخير !!
سحر : انت وش فيك خلها تقرا اللي هي تبيه عالأقل نلاقي الحب اللي احنا مو قادرين نلقاه بالواقع

خالد : ليش واحنا وش مقصرين معكم فيه عايشين ماكلين شاربين وأحسن من كثير ناس ..الحب اللي تقولين عنه واللي هي تدور عليه حولي موب موكلها عيش خلها تلتفت لمستقبلها لا تضيع وقتها بتفاهة مثل هذي لأنها ما رح تلقى اللي تبيه عندي ..
سحر انخرس لسانها وهي تشوفه يتكلم بهالأسلوب ويسكب له شاهي ... فتحت فمها وهي تشوف الهدوووء على وجهه وعرفت ان فيه سبب خلاه يثير هالموضوع .. رغم هدوء كلماته الا ان العصبية تشع من معانيها..
نست الكتاب اللي تبلل واخترب...

سحر : شفيك تقول كذا مين جاب طاري الموضوع الحين؟؟
وهو يرتشف الشاهي بهدوء ما رد : ..............
سحر شكت انه بسبب ذاك الموضوع : خالد انت للحين معصب من اللي صار معها بالمستشفى؟؟؟

طالعها وهو رافع حاجب.. وبهدوءه المعتاد : كويس متذكره هي وش سوت ؟؟ واللعبة اللي لعبتها علي
بلعت ريقها وهي مقهورة انه فاهم غلط : خالد والله العظيييييم ان مشاعل ما سوت اللي سوته قاصدة احلف لك بالله عشر بس صدقني
طالعها بصمت وهي تترجاه

كملت برجا : والله الكلام اللي قلته كان من عندي حتى اني ما قصدت اقوله لك... فهمت من مشاعل انها تعبت صدق هي ما قصدت تمرض وتتعب عشان تشوفك والله العظيم خالد صدقني.. مشاعل صحيح متهورة بس مو لدرجة انها تأذي عمرها بشكل يوصلها للمستشفى
خالد بعين هادية : كذبت عليك بهالموضوع بعد؟؟؟

سحر : لا والله خالد .. لا تخليني اندم أنا غلطانة يوم قلت لك شي انا مو متأكدة منه .. تكفى خالد انسى الموضوع لا تحطه ببالك مشاعل مالها ذنب
قال بعد لحظة يوم شاف رجاها : بصدقك لأني اتذكر انها كانت بجد تعبانة.. خجلها بذاك اليوم يشفع لها عالأقل البنت تحس على دمها شوي
شوي ارتاحت وقالت : يعني بتنسى هالموضوع من بالك وما تشيل بخاطرك منها
قال وهي يسكب له فنجان ثاني بيد خفيفة : بنساه هالمرة
ابتسمت بارتيااااح وأخيرا أنهته بسلام : دايم متفهم خالد وهذا اللي محببني فيك
ابتسم بهدوء وهو يحط الابريق المزخرف مكانه ويرفع الفنجان بهدووء..

:::::::


في بيت أبو محمد ..

صرخت مشاعل بفررررح بوسط الصالة : احللللللللللف يبه يعني عمي وافق ؟؟؟
ابو محمد بابتسامة : هههههههههه ايه ان شالله على آخر الأسبوع بنطلع وش تبين بعد افرحي !!
مشاعل : وناااااااااااااسة يا حبي له عمي والله انه أحلى عم بالعااااالم..
ابو محمد : وش يعني انا اللي قايل له يعني مارح يوافق؟
راحت مشاعل وضمته وحبت راسه : وانت أحلى أبو بالدنيا يا قلبي علييييك والله انك فنتكة
ابو محمد : ههههههههههههههه صدقتي انتي وشادن الجو حلو وحرام يتفوت .. لا هو برد ولا حر ..
مشاعل ابتسمت ولفت لـ شادن اللي تراقب الموقف بابتسامة : يا حبي لك يا شاااادن قلتي بقول لأبوي وكنتي قدها

لف أبو محمد لـ محمد اللي كان يتابع التلفزيون بس من جهة ثانية يستمع للكلام اللي يدور : محمد ولدي أبيك تشوف وش ناقصنا لهالطلعة وتشوف لنا مخيم زين ..

محمد : ان شالله بسأل وبشوف ..
ابو محمد : واذا يتعبك قولي ادق على عمك اذا يعرف واحد منا ولا منا يأجر ..
محمد ابتسم : ما يحتاج تأجر يبه انا بتصرف وبسوي اتصالاتي وأنهي الموضوع .. انت تامر وبشوف عمي وأساله وش وده ..
ابو محمد : الله يرضى عليك واذا تحتاج لشي قولي
ام محمد : وكلم أخوك بندر يساعدك
محمد بابتسامة : ان شالله بزعجه وبقلق راسه هالـ بندر

راحت مشاعل للصالة اللي فوق عشان تستخدم التلفون بعيد عن أهلها والأزعاج.. تبي تكلم سحر تبشرها وتشوف اذا عندها خبر..
دقت على بيت عمها وهي مبسووطة مو مصدقه ، والحماس من الحين بداااا بشتعلللل...

انرفع التلفون وما عطت فرصة للمتحدث ، صرخت بحمااااااااااااس : سحووووووووووووووووورة ما تدرين وش آخر خبر ؟؟

جاها صوته هادي : لا ما دريت وش آخر خبر يا وكالة رويترز ؟

انلخمت منصدمة ان صوت خالد اللي وصلها .. ما توقعت وجووده : خالد ؟؟
خالد بهدوء : معك خالد ..

ابتسمت ومن داخلها طايره من زمان ما سمعت صوته .. آخر مرة تلاقوا فيها بالمستشفى من تعبت ، ومن بعدها ما سأل عنها ولا هي شافته ..

خالد بطريقة غريبة وكنه يجاري خبالها المعهود : ما قلتي وش آخر خبر أثرتي فضولي ؟؟
مشاعل بضحكة وبعفوووية : هههههههههههه بنطلع للتخييييييييييييييم وش رايك ؟
خالد بهدوء : بس ؟
مشاعل : ايه مو خبر حلو ..

خالد : حلو أجل استانسووا ..

خافت من معنى كلامه انه موب جاي : مارح تجي معنا ؟؟
خالد : ما أظن شغلي يمنعني

تأففت من غير قصد وهو استغرب ..

قال بهدوء يعذذذبها : بنادي لك سحر ..


ونزل السماعة وهي تتحلطم .. وش ذا القهرررررر .. اذا خالد مارح يجي يعني كل الطلعة مارح يكون لها حلاوة ..

جتها سحر بعد دقيقتين : هلا مشاعل يقول خالد تبيني عالتلفون
مشاعل بحمااااس : اييييييه بقولك شي بيفرحك..
سحر : ايش بشري؟
مشاعل : البابا تو قال خلاص بنطلع نخيم على نهاية هالأسبوع تخيييييييييييييلي

صرخت سحر صرخة هزت البيت .. خلا خالد اللي كان ناوي يطلع يلتفت لها باستغراب ..

سحر : احلفي احلفي.. ابوي ما قالي شي مع اني فتحت عليه الموضوع
مشاعل : ههههههههههههههههه تو تو الحين قال خلاص تم الموضوع وعمي وافق
سحر : ههههههه وما تعرفين كم بنجلس هناك ؟

مشاعل : اممممم ثلاث اربع ايام .. وحولها
سحر : حماااااااااااااس

مشاعل : ههههههههههههه من جد يللا انا بسكر بروح اشوف من الحين وش ممكن أخذ
سحر : ههههه خلاص اجل مشكورة على هالخبرية الحلوة


سكرت وناظرت خالد : ههههههههههههه خلوووود بنخيم نهاية هالأسبوع
قال وهو يفتح الباب بلا مبالاة : زين استانسوا

وطلع وسكر الباب وراه وهي مستغربة .. توقعت انه بيتحمس .. ياربي على هالولد بيذبح عمره لا تقولون لي انه مارح يطلع معنا عشان شغله !!!

::::

بداية الأسبوع .. الصباح..

طلع تركي من بيته وهو يطلع من جيبه مفاتيح سيارته الأصلية " أودي" .. لابس ثوب ابيض وشماغ احمر متكشخ على غير العادة ناوي يروح لولد عمه ثامر بشركة عايلتهم واللي ثامر ماسك كل صغيرة وكبيرة فيها ..

وتوه راكب السيارة الا دق تلفونه وكان ثامر : هلا ثامر صباح الخير
ثامر بتوتر : صباح النور تركي انا داق اقولك عن ابو سالم الشايب..
تركي بهت : شفيه ابو سالم ؟؟
ثامر : زوجته دقت على الشركة مدري شلون عرفت الرقم.. وقالت لي ان زوجها بالمستشفى طاح عليهم وهي قاعدة تدور عليك
تركي : لا حول ولا قوة الا بالله... وينه بأي مستشفى الحين؟
ثامر : تصدق نسيت أسألها
تركي : والله انك فالح وهي أهبل منك تكلمك وما تقول زوجها وينه فيه هالعجوز !
ثامر : شفيك عليها ياخي قلتها عجوز كانت مضطربه وخايفه على رجلها
تركي : لا تكثر حكي كلمها بسرعة بنتظر اتصالك .. بسرعة قلقتني عليه
ثامر : دقايق وارد لك خبر

حرك السيارة وطلع من الحي دقيقتين ودق تلفونه ..
عطاه اسم المستشفى وتوجه له على طول .. ناسي موضوع وظيفته الجزئية بالشركة واللي ياخذهـا ساعتين الصبح وقت ما تكون سحر بالجامعة ..
وصل للمستشفى ودخل بهيبته وعنفوانه وسأل عن الاسم .. تحرك للجناح اللي انقال له عليه ومن بعيد شاف حرمة عجوز قصيرة هدها الزمن جالسة عالكرسي بالسيب الطويل .. مو عارفه شلون تتصرف لحالها بهالمستشفى...

انتبهت العجوز لـ شـاب بنهاية العشرينات مقبل عليها بخطوات ثابتة بطولها..
عرفته على طول وعرفت من ملامحه الصلبة انه نفس الولد اللي كان يزورهم مع ابوه بالبيت قبل 15 سنة ... ملامحه وهو صبي ما تغيرت كثير الا انه زااااد رجولة واشتداد عود..

ام سالم العجوز : انت.... انت تركي يا ولدي؟؟
ابتسم تركي ما شاء الله عليها ذاكرة قوية : ايه يا خالة انا تركي تذكريني ما شاء الله
ام سالم العجوز : شلون ما اذكرك يا ولدي وانت ولد الرجال اللي ساعدنا بأحوج اوقاتنا..
تركي : خلك من هالكلام يا خالة وين العم ابو سالم ؟؟
العجوز بخوف : مدري وانا امك دخلوه من ساعة وانا قلبي مو مرتاح تكفى ناخيتك يا ولدي روح شوفه لا يسوون فيه شي
تركي : ارتاحي انا بدخل اشوفه الحين

توه بيدخل طلع الدكتور بوجهه وهو يعدل نظارته على خشمه..

الدكتور : حضرتك مين ؟؟؟
تركي اختصر الطريق : انا ولد اخوه شخباره؟؟
طالعه الدكتور من فوق لـ تحت ... ما صدق لأن تركي الحين بكامل أناقته عكس الشايب الفقير جوا

تركي بحدة : كني ما عجبتك أشوف..
الدكتور باستغراب من طبعه النااري : هوّا أنا أولت حاقه !!.. عمك دلوئتي كويس اللي معاه ارتفاع ضغط وبدايات ارتفاع سوكر دا كل شيئ
تركي : وشخباره الحين
الدكتور : سبناه يرتاح وان شاء الله هيبأى زي الفل
الحرمة من وراهم : وعساه مهوب بيجلس عندكم ؟؟
الدكتور : لأ كولها ساعة بالكتير وحيخرج معاكي يا حجة
الحرمة : زين أقدر اشوفه يا ولدي؟؟
الدكتور : طبعا اتفضلي

انزاح عن طريقها ودخلت بقصر قامتها وعرجتها الخفيفة ... طالع تركي بـ عيون الدكتور : ما عليه خطر ؟؟
الدكتور : لأ ما تخافش لازموه راحة .. بيتهيألي انو فوّت موعد ابرتوه بئا كده هوّا تِعب
تركي : زين انا بتكفل بالحساب ..
الدكتور : موش مشكلة تعالَ معايا
::

بعد ساعة طلع تركي ومعه ابو سالم وزوجته الوقور تمشي جنبه
ابو سالم بإحساس الجميل : مشكور يا ولدي تعبتك معي
تركي : مافيها تعب عمي تفضلوا عالسيارة
ابو سالم : لا يابوك لـ هنا وخلاص .. بناخذ لنا اجرة ونرجع لبيتنا
تركي : عن الكلام الفاضي سيارتي موجودة ابوي ما يرضاها عليك أكيد
ابو سالم : وانا ما تعبني الا ابوك وجمايله .. ماني بعارف شلون اردها يا تركي
تركي : مانبيك تردها والحين عالسيارة انت والخالة

تحرك هو وزوجته وركبهم سيارته الأودي .. ابو سالم جنبه والعجوز ورا تدعي له ولأبوه بـ صمت داخل قلبها ... نفس الطيبة اللي كان عليها وهو صغير ... ونفس أخلاق أبوه وكأنه نسخة طبق الأصل منه ..

دخل الحي الفقيييير بسيارته ومشى عبر الشوارع الضيقة ... وقف السيارة قبال باب البيت لين نزلوا ومشى ..

ناظر ساعته كانت قد مرت ساعتين ونص من كلم ثامر تلفوون ...شاف تلفوونه وانصدم يوم شاف 10 مكالمات من اللي مسميها " أميرة قصر ابوها ".. طبعا قصده السخرية منها بهالاسم ..
فتح القائمة عشان يشوف أوقاتها ... من الساعة 12 لين 1 ونص وسحر تحاول تكلمه بس هو كان ناسي تلفونه بالسيارة يوم دخل المستشفى ..

ناظر الساعة من جديد الساعة 2 ونص الحين .. تذكر انها تطلع من الجامعة اليوم على 12 ونص ... ضرب راسه كيف نسى ولا روحته لأبو سالم نسته هالموضوع وما حس بالوقت وهو يمشي.
ما يبي يكلمها لأنه عارف انها بتعطيه كلمتين .. وهي ان غلطت عليه اكيد مارح يقدر يمسك نفسه عزته فوق كل شي..

عالعموم ما يتوقع انها بتنتظر في الجامعة لين هالوقت أميرة قصر ابوها بتلقى لها طريقة ترجع لقصرها ولـ برجها العاجي.. حتى بدونه

دق على جوال ثامر متناسي بلا مبالاة موضوع هالبنت لأن الوقت صار وقت خروجه من دوامه : هلا ثامر
ثامر : هلا بشر كيف ابو سالم
تركي : لا تطمن صار بخير نوبة سكر وضغط وعدت
ثامر : مسكين الله يكون بعونه ... انت وينك الحين؟
تركي : انا داير بالشوارع ابيك تغديني
ثامر : هههههههههههههه تامر امر كم عندي من ولد عم اسمه تركي
تركي : اخلص علي الحب مو قول الحب فعل !
ثامر : اعوذ بالله رح للمكان اللي تبيه وانا بجيك .. الا اذا تبي تجي للبيت اخلي الوالدة تأكلك من طباخها
تركي : مهيب شينة تصدق..
ثامر : ههههههههههههه يلا انا طالع للبيت بلاقيك هناك .. تعال سيدا لا تتأخر وانا بكلم الوالدة الحين
تركي : صار

:::::

دخلت سحر البيت وهي معصصصبة فايرة من هالانسان اللي اسمه وليد ... رمت شنطتها عالكنب وهي تتنفس بقهر .. أول مرة تصير فيها .. ساعة ونص تدق عليه ولا يرفعه ولا يشيله .. ساعة ونص وهي منطقة هناك لو داريه كان طلعت مع مشاعل اللي قالت لها تطلع معها ... لكنها رفضت على اساس وليد بيجي لها بأي لحظة .. لكنه سحب عليها لسبب مجهول .. حتى انه ما كلم وقالها .. اذا عنده ظرف بتعذره لكنه حتى ما دق ولا اعتذر ... من يحسب نفسه هالمغرووووووووووووووووور ؟؟؟.. المتعنفق !!!

كلمت أبوها يوم لاحظت تأخره .. واستغرب انه ماراح لها حتى ما داوم بالشركة هالصباح ..
وأخيرا أرسل لها واحد من سايقين الشركة يوصلها للبيت..

بعد ساعة وصل أبوها للغدا .. ولقاها جالسة بالصالة تناظر التلفزيون والعصبية واضحة على شكلها
ابو خالد : شفيك وانا ابوك معصبة ؟؟
سحر بقهر : من هالسواق اللي تركني اليوم انتظره ساعتين حتى ما اتصل يعتذر لي ويقول ما اقدر يجي.. خلاني انتظر مثل الغبية
ابتسم ابوها يهديها : ماعليه عمري اكيد عنده ظرف اعذريه.. تدرين انه حتى ما جا الشركة اليوم
ناظرته بقهر : ما عنده تلفون ويـد يدق فيها .. جعل يده الكسر !
ابو خالد : استغفري ربك قلت لك ما غاب عن الشركة وتركك الا هو عنده ظرف والله أعلم وشو هالظرف

استغفرت ربها لأنها ما ودها تدعي عليها وهو فقير.. وحاولت تهدى وتنسى السالفة من أساسها.
ابو خالد : لا تصيرين كبريت خلي عندك حلم وأنا ابوك هالطبع وقلة الصبر ترا ما تنفع .. الحياة تحتاج صبر وحلم

تركها وطلع فوق وهي شوي هدت لكنها تبي تعرررف وش السبب اللي خلاه ينساها .. هذا اذا كان نساها وما سحب عليها..

::

بعد ساعتين قريب المغرب...
ابو خالد جالس يتقهوى مع زوجته وسحر جالسه معهم ما عندها شي تسويه ..

دق تلفون أبو خالد وكان سكرتيره اللي موصيه يشوف أخبار وليد واللي غاب من غير سبب اليوم : هلا لؤي شخبارك ؟؟
لؤي : هلا طال عمرك... ترا وليد اتصل فيني يعتذر عن غيابه يقول صابه ظرف اليوم وما قدر يجي ويعتذر لـ بنتك سحر على اهماله اليوم
ابتسم ابو خالد كان عارف ان وليد بيجي ويعتذر : ها بشر عساه مافيه شي ؟؟
لؤي : وليد مافيه شي بس... عمـه !!
ابو خالد باهتمام وتذكر العم الكبير بالسن ..اللي جا له ذاك اليوم يتوسط لـ وليد انه يشغله بشركته : عساه خير شفيه عمه يا لؤي ؟؟

لؤي : دخل المستشفى اليوم ووليد يقول كان عنده ما قدر يتركه .. أول ما عرف بالخبر طار لـ هناك
ابو خالد : وعساه بخير ما صابه شر ..
لؤي : يقول انه طلع وهو الحين في بيته
ابو خالد : زين .. لؤي تقدر تجيني عالبيت الحين ؟؟
لؤي : ايه اقدر بس ليش طال عمرك ؟؟
ابو خالد : بنروح لـ بيت وليـد فـ الدخل أنا أحس ان عمه مو بخير ووليد ما يبي يخرعنا .. هذا غير أني ابي أزوره في بيته من مدة
لؤي : تم .. نص ساعة وانا عندك

سكر ولاحظ ان سحر تناظره .. تنتظر منه اجابة
ابتسم : شفتي وانا ابوك .. عمه اللي ماله غيره بالدنيا كان طايح بالمستشفى وش تبين منه يجيلك يركض ؟!

سكتت ما ردت ، وحست نفسها غصب بتعذره
ابو خالد : السكرتير يقول انه دق يعتذر لك على اهماله اليوم .. وان شالله قبلتي اعتذاره
سحر برطمت ولفت للتلفزيون وهي تلم ركبتها لصدرها : هو لو دق واعتذر بعذره .. لكنه خلاني انتظر مثل الغبية من غير تلفون واحد
ابو خالد : مرتاع على عمه معذووور انا مانيب لايمه

:::

تركي بالكوفي مع ثامر مستانس ومروق ..ما يدري ليه..
ثامر : ليه تضحك لهالدرجة نكتتي مو لذيك الدرجة !!
تركي : مدري ياخي .. بس كل ما تذكرت اني صافط بنت ابو خالد اليوم اضحك
ثامر باستغراب : وش فيها بنت ابو خالد ؟؟
تركي : اقولك ناسيها ساعتين .. ما دريت الا 10 مكالمات بجوالي على مدار ساعتين كاملة ههههههههه .. خلها تحس باللطعة والوقفة اللي معيشتني فيها
ثامر : ههههه انتقام هذا ولا وشوو ؟؟
تركي : انتقام بسيط ونغزة لها على لطعاتها لي
ثامر : لا تخليني اضحك تركي انت اخترت هالشغلة بنفسك هههههههههههههههه شر البلية ما يضحك
تركي : عاد من ذوق وليد الزايد دقيت عالشركة وعطيت السكرتير خبر يعتذر لأبو خالد .. ولو اني مابي أعتذر لها بس مجبور.. لزوم اكون قدامها الرجال الذوق والمحترم
ثامر : تركي مدري لوين بتوصل ماني قادر اتخيل نهاية ذا الشي... أحاول اتخيل بس ماني قادر
تركي : صبرك علي انا مابي انهي هالشي الحين.. لأني بكل بساطة مستمتع بكل شي يصير وأبيه يمتد ويطوول .. كل ماطالت المدة ثامر كل ما كان احسن لي... انا لو اعيش بينهم 10 سنين ما أخالف... وآآآخ لو ألقى طريقة أدخل فيها بيت ابو خالد واعيش هناك مرة وحدة.. لو أخدمهم عادي

ناظره ثامر باستغراب : بعد بتعيش هناك؟؟
تركي : قلت لك ابي اصير منهم وفيهم ولو أصير مثل البستاني اللي عندهم ما عندي مشكلة
ضحك ثامر بسخخخرية : هه .. ضحكتني خططك وصلت لـ بعيد .. خلك باللي انت فيه

تركي بتحدي واصرااااار : لا تتحداني ثامر انت تعرف تركي من يكون وتعرف ان التحدي عشقه وهوايته والانتقام صاير لعبته ذي الأيام .. ومحد كان ما يكون يقدر يوقف بطريقه واذا أبي اوصل لشي اوصله لو أحطم اللي حولي .. الرحمة ما عاد تنفعني والقلب الرهيف داخلي لازم يكون حجر .. وانت لازم تكون مثلي عشان تعرف تعيش بين الذيابة سامعني يا ولد عمي
ثامر بلع ريقه : شكرا انا ابي اصير الحال اللي انا عليه .. وانت تبي تصير كذا محد رادك بس يا خوفي يجي يوم تقول ثامر ابعد ما عرفك
ضحك تركي : الا هذي مستحيل يا ثامر ..

رن تلفون تركي شاله الا "ابو خالد" على الشاشة
تركي : هلا طال عمرك
ابو خالد : هلا وليد شخبار عمك بشرني عن علومه ؟؟
تركي بحزن مصطنع : عمي تعبان حيل يا عمي خايف لا افقده ..وانا مالي غيره اذا راح انا بموت
ابو خالد بحنية : لا تشيل هم يا ولدي .. قلت لك اعتبرني ابوك الله يرحمه .. انت الحين مثل خالد ولدي أي شي تحتاجه بس انت لا تتردد
تركي : الله يسلمك ما تقصر انا عارف مارح تقصر
ابو خالد : الا اقول وليد وين بيتك فيه انا الحين جايـك بالطريق

فتح تركي عيووونه على وسعهااااا من الصدمة اللي نزلت على راسه ..

وقال يبي يتأكد من اللي سمعه : نعم؟؟؟

ابو خالد : انا قريب من الدخل جاي لك البيت .. أبي اشوفك


يتبــع ..!!

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 12:55 AM

الـجـــــزء 17 ...
:::

( الفصل الأول )



رن تلفون تركي شاله الا "ابو خالد" على الشاشة

تركي : هلا طال عمرك
ابو خالد : هلا وليد شخبار عمك بشرني عن علومه ؟؟

تركي بحزن مصطنع : عمي تعبان حيل يا عمي خايف لا افقده ..وانا مالي غيره اذا راح انا بموت
ابو خالد بحنية : لا تشيل هم يا ولدي .. قلت لك اعتبرني ابوك الله يرحمه .. انت الحين مثل خالد ولدي أي شي تحتاجه بس انت لا تتردد

تركي : الله يسلمك ما تقصر انا عارف مارح تقصر
ابو خالد : الا اقول وليد وين بيتك فيه انا الحين جايـك بالطريق

فتح تركي عيووونه على وسعهااااا من الصدمة اللي نزلت على راسه ..

وقال يبي يتأكد من اللي سمعه : نعم؟؟؟

ابو خالد : انا قريب من الدخل جاي لك البيت .. أبي اشوفك


ضحك من الصدمة وهو يتلفت.. يدور كلمة يقولها مو لاقي وعيونه ترمش بدهشة من الموقف اللي طاح فيه... ناظر ثامر الصامت واللي قاعد يحرك فنجاله بشكل دائري بين يدينه لعله يلاقي كلمة يقولها ... عز الله رااااح فيها الله يقلعك انت وش وداك هناك..

قال تركي بعد ما استعاد هدوءه : أي بيت يا عمي ليش تروح وما قلت لي ؟؟
ابو خالد : هذاني اقولك... تراني ماني راجع لبيتي لين اشوفك انت بس قولي وين بيتك فيه بالضبط

تركي : يا عمي الله يهديك تبيني بجيك الشركة بس ماله داعي تجيني البيت الله يهديك بس
ابو خالد : لا وانا عمك من فترة وانا افكر اجي لك البيت وأشوفك كان تحتاج شي لأنك عايش لحالك... قلت لك انت صرت مثل خالد ولدي ومسؤول عنك..

تركي ناظر ثامر بذهوول من الورطة اللي طاح فيها .. وش بيقوله ؟ يقوله ان ماله بيت هناك... وانه كذب عليه !!

ثامر ارتاع من ملامح تركي المصدومة والرد اللي مو راضي يطلع على لسانه..
همس له بصوت خااافت : تركي وش فيك وش حاصل؟؟

تركي كان يفكر بطريقة سريعة يطلع من الورطة ... اذا عرف ابو خالد كذبته أكيد بيشك فيه وعن السبب اللي خلاه يكذب.

ابو خالد مستغرب من سكوووته الطويل : وليد وينك فيه ؟؟
تركي :..................
ابو خالد : يله انا دخلت الدخل اوصفلي أبي اشوفك وعشان مرة وحدة نروح نزور عمك في بيته انا وياك...ونشوف شخباره

تركي متوهق يفكر بحل سريع ...مو قادر يفكر ..عقله متوقف من خطوة ابو خالد الكبيرة هذي والغير متوقعه انه يزوره بالبيت.. خطوة ما عطاها حساب.. من وين بيجيب له بيت ألحين..

تركي ناظر ثامر يبيه ينقذه .. وقال ابو خالد : الوو.. وليد معي ؟؟

تركي بسرعة قفل الخط بوجهه ومرة وحدة أغلق الجهاز .. وناظر ثامر المصدوووم : ثامر ابو خالد يقول انه جاي لبيتي الحين.. وش اقوله انا ما عندي بيت !!

ثامر : والله انك جرئ قفلت بوجهه الخط ..انت شلون تفكر .. فعلتك هذي بتدفعك الثمن غالي
تركي : ماعليك انا بتصرف.. دبرني الحين وش ممكن أقوله

ثامر باستغراب : كيف جاي لبيتك ؟؟؟... انت يالخبل علمته عن بيتك الحقيقي
تركي : لا يا غبي انا قلت له مرة اني ساكن بالدخل لحالي بعيد عن عمي.. بس عشان يسكت وما يسألني اكثر لأنه صاير يحقق معي عن حياتي واجد هالأيام.. والحين هو داق مشوار للدخل يبي يشوفني ويشوف بيتي.. وانت مثل ما انت عارف انا قدامك وما عندي أي بيت هناك..

سكت ثامر وهو يتأمل تركي اللي يدق بأصابعه عالطاولة يفكر بحل سريع.... يعرفه تركي ذكي.. وبيلاقي حل

ثامر : انت اللي كذبت وانت اللي حلها .. قلت لك من قبل كذبك المتواصل ممكن يطيحك بمشاكل انت بغنى عنها

عصب تركي..مو وقته هالكلام : وقته هالكلام صدق مامنك رجا


دقيقة مرت.. قال ثامر بكل برود كـ حل عشوائي : قل انك ساكن مع عمك هالفترة

رفع تركي راسه مثل اللي قرصه شي فجأة..ونظرة عينه تبـرق بلمعة غريبة .. هاللمعة معناها ان فيه حل خطر على باله ... ارتسمت ابتسامة بططططيئة على ثغره عرف ثامر من خلالها ان تركي توصل لـ حل خطير .. ويمكن خبيث !!
الفكرة تبلورت في باله.. وتوقع النتيجة قبل لا تصير.. الشي اللي بيحقق مراده.. لأنه عارف حنية ابو خالد وخوفه عليه

رفع تركي جواله وفتحه .. ودق على ابو خالد اللي رد باستغراب : شفيه فصل يا وليد؟؟

تركي بخجل مصطنع وهو مستانس بالحل اللي لقاه : آآآسف طال عمرك ماكان فيه شحن وقفل علي..
ابو خالد : زين ما قلت لي وين مو عارف وين اروح

تركي وهو يناظر في ولد عمه بامتنان .. وثامر يطالعه باستغراب مو عارف وش قد انقذه : عمي آسف انا مو موجود في البيت حاليا

ابو خالد : أفا وينك أجل بعيد ؟؟؟
تركي : انا ساكن في بيت عمي حاليـا لين ألاقي لي بيت ثاني
ابو خالد باستغراب : بيت ثاني؟؟؟؟... وبيتك شفيه؟؟

تركي : مشاكل الإيجار .. انت تعرف ان هالفترة فترة غلاء بالأسعار .. تمشكلت مع صاحب البيت وطردني ..رحت لبيت عمي اسكن كم يوم لين ألاقي لي بيت جديد.. وما أقدر أطول عنده تدري عنده بنات يالله شايل حملهم !

ابو خالد بزعــل : افا وانا ابو خالد... وانا وين رحت ما قلت لك من قبل أي شي تحتاجه تجيني؟؟..وأي مشكلة تصير تعال عندي؟؟.. ما وعدتني هالوعــد يا وليد.. ؟؟ ليش تكذب علي يوم سألتك وين بيتك ..ليش ما قلت لي ان مالك بيت.

اتسعت ابتسامته لأنه حس بالحل قبل لا يقوله أو حتى يلمح له.. كان أصلا من داخله يضحك.. بغرور لـ نفسه.. يا حبي لك يا ثامر عطيتني فكرة ولا في الأحلااام ..

تركي : بس يا عمي......
قاطعه ابو خالد بحزم : ولا بس... انت وينك الحين .. لي حساب ثاني معك..
تركي (أوفف عصب الشايب) : آسف يا عمي
ابو خالد : أسفك مهوب مقبول لأنك ثاني مرة تسويها ... قلت لك من قبل أي مشكلة تواجهك تعال وقل لي سيدا لكنك الظاهر ما تفهم اللي اقوله..

( وبعصبية كمل ) : كم لك الحين بمشكلة السكن ؟؟
قال تركي عشوائيا : ثلاث اسابيع تقريبا

ابو خالد : ثلاث اسابيع وساكت ؟!.. كذا خيبت ظني فيك ما توقعتك تكذب علي

تركي : آسف كل اللي ابيه اني ما اضايقك
ابو خالد : تضايقني ؟!

سكــت تركي

ابو خالد : انا راجع لبيتي الحين.. وبكرة تعال للشغل بتفاهم معك !
تركي : ان شالله على خشمي

سكر تركي وهو مبهوت من عصبية ابو خالد.. اول مرة يعصب عليه لكن شعور الوناسة غمره
ثامر : اعوذ بالله والله انك انسان متقلب وبشكل غريب ما يصدقه بشر !
تركي : هههههه سلامتك يبيلك حبة راااس عطني راسك

::

من بكرة..
في الشركة .. وفي مكتب أبو خالد ..

تركي جالس قبال المدير بصمت وأبو خالد يلومه بعصبية شديدة ..تركي نفسه ما توقع ردة هالفعل القوية ..

قال يحاول يبرر له موقفه : يا عمي افهمني بس انا رجال ولي مشاكلي ومابي أحد يحلها لي .. حياتي عودتني على كذا وصدقني بلاقي لي مكان بأسرع وقت ..

أبو خالد : تقول لك ثلاث اسابيع من غير بيت ياويك غير بيت عمك وين اللي بيحلها بأسرع وقت!!.. شوف يا وليد مهوب انت بس اللي اساعده ..هذي سياستي هنا.. كثير شباب يشتغلون هنا بالشركة وتواجههم مشاكل أحاول دايما أحلها لهم عشان يكونون خالين البال وينفذون شغلهم هنا على أتم وجه.. مابي أي شي يعكر صفوهم ،، الشركة الحين بمرحلة حرجة انا توقفت عن الشغل 12 سنة .. ورجعت ومادريت ان الأمور ساءت .. وانت مدامك تشتغل هنا حالك حالهم !!

تركي بابتسامة سخرية على نفسه : بس انا كمالة عدد..شغلي ما يقدم ولا يأخر ..!.. لا تقارنني بالمتعلمين اللي عندك يا عمي أرجوك !

أبو خالد : انت ليش حارق نفسك كذا اذا ما كنت متعلم نعلمك.. لسا العمر قدامك..محد طلع من بطن امه متعلم

تركي ما فهم وش قصده : وش تقصد عمي ؟؟

تنهد أبو خالد وكمل : اسمعني الحين .. انا محتاجك هالفترة قلت لك الشركة بمرحلة صعبة وتمر بشوية مطبات ومشاكل..

ضاقت عيون تركي وهو يحاول يلاقي تفسير صريح لهالكلام : تحتاجني ؟؟؟

أبو خالد : ايه محتاجك ليش الاستغراب على وجهك

ضحك تركي ما يدري هالشايب غبي ولا يستغبي : ههههههههههههههههههههههه

ابو خالد ابتسم : اضحك يا ولدي لكن محد بيصقلك غيري

تركي مووووو فاهم شي : هههههههههاي عمي ارجوك خل عنك هالكلام انا صحيح طموح مثل ما قلت لك.. لكن مابي اناظر فوق زيادة عن اللزوم


زفر أبو خالد هوا ساخن من عمق صدره : خلنا من هالحكي لسا شوي بدري عليه .. خلنا الحين نحل سالفة سكنك ..انت قلت لي عمك عنده بنات وانت مو قادر تطول بالسكن عنده.

تركي : ايه هالفترة مالي الا بيت عمي ..


ابتسم أبو خالد وهو يلمح في ملامح وليد وضحكته... طيف ملامح شخص قديم من سنين : طيب هالفترة انا عازمك على قصري لين نشوف لك حل !!

فتح تركي عيونه ما كان متوقع جديته : لا لا لا يا عمي الا هذي

ابو خالد حسمــها بكلمة : تردني يا وليد ..والعمالة اللي ساكنين بقصري والخدم والحشم انـت أولى منهم..

سكت ترركي.. لأنه زيادة جداال الحين مو في صالحه..

ابو خالد : خلاص من اليوم تجيب اغراضك وتجي عندي انت ما ينفع معك الكلام والأخذ والعطى ..كذبة ثانية مابي... الليلة تعال اسكن عندي فترة.. لين نلاقي لك مكان يناسبك ومو أي مكان !!

سكت تركي حقيقة اللي قاعد يصيــر!!.. ولا حلم ولا أيش بالضبط !!


ابو خالد بحزم : مابي "لا" فاهمني ؟!

تركي طايره بوهته كان من فترة يخطط يلاقي طريقة والحين تحققت ههههههههههاي... أصلا حتى لو ما عرض عليه ابو خالد كان بيلاقي مليون طريقة وطريقة وصارت هذي أحسن وأسرع طريقة .. هههههههههه ثامر يبيلك كف !!


ابو خالد لفته الابتسامة اللي نورت وجه تركي..ما كانت ابتسامة عادية.. "غريبة".. بس تركي محاها بسرعة ورجع لابتسامته الوديعة : عمي تأكد ان اللي تسويه جميل رح أشيله طول عمري.. ومستعد أسوي اللي تبيه عشان أرده لك.. انت بس أطلب ، اللي تسويه شي كبير ما سويته لأحد من قبلي ..


اندق الباب.. دقتين ..

ودخل محمد مباشرة..وهم يناظرونه ..

تقدم محمد بثبات ..وعيونه الصلبة اللي القوة والشخصية القوية تشع منها على تركي..اللي بالمقابل كان يناظره بوداعة الخادم لـسيده ..

مرت لحظتين محد منهم نزل نظره عن الثاني.. وكأن كل واحد ينتظر اللي قباله ينزل عينه قبل.

ما طالت هاللحظة لأن أبو خالد قطعها بينهم أول ما وصل محمد للمكتب : هلا محمد ؟

محمد من غير ما يرمش نقل نظره ببطء من تركي لـ عمه : عمي تقرير المشروع وصل.. ومعه فاكس من الشركة المنفذه يبون توقيعك شخصيا على استلام المواد الخام اللازمة ..

ابو خالد : انت المشرف المسؤول ما يحتاج توقيعي انت وقع لهم

محمد : وقعت لكنهم يحتاجون توقيعك انت بعد .. يقولون أبو راهي كان مشغول هاليومين وما وقع لهم ويبون توقيعك ما دامك شريكه

ابو خالد : خلاص اجل عطني الورقة خل نخلص من هالشغلة

تقدم محمد وحط الورقة قدام عمه .. اللي فتح قلمه الذهبي ورسم توقيعه ..


قال تركي بعد صمته : ما شاء الله طال عمرك أتوقع للمشروع النجاح !

ابو خالد بابتسامة وهو يرجع القلم لجيب ثوبه : ان شالله يكون حل لـ مشاكلنا ..ومع شراكة ابو راهي مابه خسارة بإذن الله


أتاري عندك مشاكل تعاني منها؟؟ مو مبين عليك يابو خالد؟؟

هز تركي راسه بإعجاب ومحمد يتأمله بصمت بعد ما شال الورقة .. قال تركي بصراحة : أبو راهي ملك السوق سمعت عنه كثير وما توقعت أقابله شخصيا

ابو خالد بابتسامة : اذا وافقت عاللي أفكر فيه ان شالله.. بتتغير حياتك للأفضل.. ويمكن تحصل لك فرص تقابل من هو أحسن مني ..و بيعينك الله ان شالله .. الحين سو اللي قلت لك عليه

تركي بحيــرة (ابو خالد قاعد يلمح لشي هو ما يدري وشو) : وش تقصد طال عمرك ؟

ابو خالد : نأجل الكلام بهالموضوع لبعدين.. اهتم بحالك الحين

محمد وهو ينصرف : انا استأذن طال عمرك..


طلع محمد ومن هنا قام تركي واقف : انا ماشي عمي تامرني بشي

أبو خالد : اليوم بالليل ألاقيك في قصري فاهم

تركي بابتسامة وديـعة وراها مكر وخبث على مستوى عالي : ان شااااااالله على خشمي .. استاذن


مشى تركي للباب وهو ما يدري يكتم ضحكته ولا يفجرها ..وش هالدنيا الغريبة مصالحته من فترة ..وكل شي يمشي على حسب ما يبيه ويخطط له..
سمع وهو يفتح الباب البني العريض السكرتير يقول : ابو خالد مكالمة لك من أبو راهي

قال ابو خالد من وراه : حوله علي !

ابتعد عن المكتب بابتسامته الغريبة اللي محد يقدر يترجمها .. وهو يسمع صوت أبو خالد الجهوري يهلل ويرحب بشريكه الملقب بالوحش ..اللي لا يرحم لين جا للسوق والتجارة.

اليومين اللي راحت ومن قابل أبو راهي لأول مرة بحياته بمقر المشروع .. وهو بادي يقرا ويبحث عنه بكثرة ..يمكن بعدين يخطط ويخلي ابو راهي خصمه في يوم من الأيام ههههههههاي .. ما يدري وش هالحماس اللي نازل عليه ..لكنه من شافه وجه لوجه بمقر المشروع..وهو يبي يعرف قصة هالرجال ووشلون وصل للي وصله وصار رجل الأعمال الأول واللي ينحسب له ألف حساب.

وابتسم بسخرية يوم اكتشف ان ابو راهي يمثل الطريق اللي هو يمشي عليه الحين .. الشي اللي أكد له ان منطقه وقناعاته الجديدة صحيحة، لأن ابو راهي يمثل القسوة والوحشية بعالم الأعمال والتجارة .. ملقب بالوحش ، الملك ، الهامور .. كان يدمر كل من يوقف في طريقه أو ينافسه.. الأسلوب الأناني البحت.. اللي مايرضى من يشاركه عـ العرش...كان دايما يتربع على العرش لحاله .. يخسف الأرض من تحت أقدام أي انسان ممكن يشكل أي خطر عليه أو حتى يفكر يعارضه !!

فعلا وهذا اللي تركي مقتنع فيه.. الطيبة والصفاء ما عاد تنفع خصوصا بهالزمن.. لازم تكون وحش تفترس فريستك باللحظة المناسبة وابو راهي أكبر مثال !!

اذا دخل بمنافسة مع ابو راهي بيوم من الأيام معناته انه وصل لمستوى رجل الأعمال اللي يطمح له .. رغم انه بدري على هالكلام لأن حاليا له هدف واحد ويبي يوصل له.

حرك سيارته وهو يشغل المسجل على صوت عالي ويدق بيديه على الدركسون من الرواق .. أهدافه الجاية بدت توووضح أكثر واكثر.. ومن الحين قرر يكون رجل الأعمال الأول ويحطم كل من ينافسه وأولهم أبو راهي وأبو خالد .. حتى لو حده الأمر على الحيلة والمكر والخبث.. لازم تعرف السلاح اللي بتحارب فيه عدوك !

:::


دخل ابو خالد البيت ولقى زوجته لحالها وتوه بيجلس الا يسمع صوت بنته تغني وهي تنزل الدرج ..

قاطعها وهي يجلس : تعالي ياللي تغنين

ابتسمت وجت له وهي تغني له بحـب : راضي أعيش ايام عمري كلها عندك .. لو اكون دموع تتمايل على خددك
المهم تبقى معاي ما تفارقني .. ما تسمعني حبييييييبي سالفة بُعدك

ضمته وحبت راسه وهو يضحك على حركاتها..

ابو خالد : الله لا يجيب الدمووع..
سحر : ههههههههه لا تروح بعيد يا حبي على فكرة .. انتا عندي غير هذا العالم بأسره.....

قاطعها أبو خالد : هههههههههههههه اقول اجلسي وخلني عنك هالهبل

سحر : هههه مو استهباال الحين تعبيري عن مشاعري لأبوي صار استهبال

أبو خالد : ايه العبي علي بكم كلمة هذا اللي انتي فالحه فيه.. من صغرك الكلام الحلو عشان تبين شي

سحر : هههه لا بس عشانك قلت أوكي على كشتتنا نهاية هالأسبوع


ابتسم وناظر بزوجته : ها ناقصكم شي للرحلة ؟

ام خالد : لا كل شي موجود بس لقيتوا مكان زين؟؟

ابو خالد : محمد يتكفل بالموضوع حاليا..

سحر بحماس : ونااااااااااااااااااسة ماني مصدقه للحين.. من زمان ما عشت جو البر والكشتة .. كنت صغيرة آخر مرة صح؟

ابو خالد : ايه ما تذكرين كنتي يمكن كبر بيان او أصغر شوي

سحر بحسررة : مسكينة أنا وش بيذكرني !!


ابــو خالد : وخالد شلونه قلتوا له ؟؟


سحر بقهررر : يقول مارح يروووح

ابو خالد ما استغرب : الله يهديه بس .. ويحفظه من نفسه

سحر : هالولد تاليتها بيمرض علينا وماعاد هو قايم..!


ام خالد : اسم الله على ولدي !!

سحر : بابايا كلمه اقنعه يجي والله هالولد مووب صاحي.. ما يرضى يضيع يوم شغل واحد

ابو خالد : ماني قايل له شي هو يبي كذا بكيفه.. يعرف مصلحته وين


انقهرت اذا أبوها مارح يكلمه يعني مافيه أمل !!


أبو خالد وهو ينزل شماغه ويحطه جنبه : كلمني أبو راهي اليوم ودرى عن الرحلة نهاية هالأسبوع..
ام خالد : وش يبي منك ؟؟
ابو خالد : أبد شغل ومرة وحدة قلت له اني طالع مع العايله هالأسبوع للبر .. وعزمته خل الجمعة تكبر ..
ابتسمت ام خالد : وان شالله بيجي ؟؟


ابو خالد : ايه استانس واستبشر خير.. قالي انه من كم يوم يفكر يطلع بهالجو ومرة وحدة بيجيب عايلته وعيالـه معه !!
ام خالد : ايه الله يحييه كل ما كثر عددنا كل ما حلى الجو.. حتى أم محسن تقول إنهم طالعين هالأسبوع.. لمكان مدري وش قالت اسمه ... بس اشوف العالم كلها طالعه للبر هالفترة..

ابو خالد : زين خلنا ننسى الشغل وغثاه شوي.. ومافي أحسن من جو وهوا البر ..


قامت سحر بعد ما خذت جولة سريعة عالقنوات..وقاطعتهم بصوت عالي : انا طالعه انووووم تبون شي؟

ابو خالد : سلامتك تغديتي ؟
سحر : اكلت قبل شوي يلله بروح انام لي ساعتين


طلعت سحر الدرج وكل فكرها..للأيام الجاية.. بنفسيـة كااانت عالية

ومن وراها التفت ابو خالد لزوجته : هيفاء جهزي وحدة من هالملاحق اللي برا ..
ام خالد : ليه يابو خالد؟

ابو خالد : وليد بيسكن عندنا هالفترة لين تتسهل أموره .. الولد عنده مشكلة سكن ماعنده مكان ينام فيه
ام خالد بأسى : يا ساتر وصل حاله لهالدرجة؟؟
ابو خالد : غلاء الاسعار مو راحمه الناس .. والولد على ذكاءه لكن حظه مو معه...وأنا أبيه هالفترة عندي ..مابيه يحس بأي صعوبة في الحياة ..
ام خالد باستغراب حست من صوت رجلها انه ناوي على شي : ليش يابو خالد ناوي على شي ؟

ابو خالد : الموضوع يتقلب في بالي من فترة مابي هالولد يروح لغيري أبي استفيد منه.. لأني احس إنه اللي بيطلع وراه شي مو سهل... بس........

سكت.. وهو يصب لنفسه قهوة..
ام خالد باستغراب : ما فهمت عليك يابو خالد؟؟

ابو خالد بابتسامة مرهقة بسبب الشغل اللي زايد هاليومين : بعدين أقولك أهم شي الحين جهزي الملحق بيجي الليلة عندنا

::::


بالليل عالساعة 8 ..

نزل تركي من سيارته وقفلها من وراه بالكنترول .. فتح باب فيلاتهم الراقيـة ، واللي ما تساوي أكيد القصر اللي يشتغل له ..

دخل المجلس.. وابتسم يوم شاف ثامر جالس لحاله : انت هنا ؟؟
رفع ثامر راسه بعد ما كان سرحان : ايه من عشر دقايق ، جاي اشوف وش عندك اتصلت تبيني أجيك طوالي تقول عندك مفاجأة ..
تركي : دقيقة بس بروح أجيب أغراضي وشنطتي واجي لك ..

ثامر باستغــراب : أي أغراض انت مسافر ؟؟
ضحك تركي الموضوع يضحك من الأساس : ههههههههههههه لا بس بروح لبيتي الجديد... احم قصدي قصري المستقبــلي
طارت بوهة ثامر مو فاهم : وشو قصره وش السالفة؟؟؟

قرب تركي وهو يلعب بمفتاحه بأصبعه بطريقة الواثق : السالفة وما فيها اني رايح أسكن عند أبو خالد ، لأن وليد ماله بيت حاليا وابو خالد مو قادر يتركه ينام بالشارع

ثامر ببلاهه : هاه ؟؟؟؟؟؟؟؟


ابتسم الثاني بغرور ..

ثامر بصدمــة : سويتها يالحقير !!!!

ضحك تركي ومسك ولد عمه من ياقته وسحبه بكل قوة عشان يوقف : هههههههههههههههه بقبلها منك لأنك ولد عمي والأهم انك انت اللي وصلتني لهالمرحلة بذكاءك البارح !!

ثامر : وش دخلني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تركي : هههههههههههههه انت يبي لك جلسة عشان تفهم انا رايح اجيب اغراضي.. شكلي مارح ارجع لهالبيت لفترة طويلة !!

ثامر وعيونه على باب المجلس : عمــي ؟؟؟؟؟؟؟؟

على نظرة ثامر التفت تركي من فوق كتفه... وشاف أبوه جالس عالكرسي المتحرك ويطالعه ..وذات النظرة المكسورة على وجهه..
ترك ياقة ثامر وتقدم لأبوه بهدوء : شخبارك يبه اليوم ؟؟؟

ابوه بصوت مختفي : ب..ب... بخير

ابتسم تركي.. وانحنى وطبع قبلة على راسه : ارتاح يبه لا عاد تفكر بشي..ووعد مني ترجع مثل ما كنت
ابوه اللي يلاقي صعوبة قاتلة بالكلام وبالموت يطلع منه حرف وحرفين : و...وين... بتر..وح؟

ابتسم تركي : رايح أصفي حسابي معه يبه... تراني ما نسيت إهانته لك للحين .. ما نسيت ذاك اليوم يا يبه ما نسيت !!.. شي صار قدام عيني كيف تبيني أكذبه !!


دمعت عيون أبوه ومعه تأثر ثامر الواقف وراهم : تر...تركي ..
تركي : سم يبه قول اللي بخاطرك

أبــوه : يابوي... خلك.. هنا
تركي : يبه ما أقدر انا وعدت نفسي ووعدتك ما اقدر اخلف خصوصا هالوقت .. بخاطرك

طلع من المجلس وقابلته أمه بالصالة ودموعها بعيونها .. اللي انهكها الزمن ورسم تجاعيد بوجهها

ام تركي : تركي يمه انت جاد يوم قلت لي انك رايح تسكن عنده ؟..يمه خلك هنا وش لك بالمشاكل

تنفس تركي وهو مغمض عيونه من كثر ما يزنون فوق راسه يتراجع : يمه الله يخليك هالكلام بالذات مو وقته.. بدل لا تشجعيني اكمل اللي بديته وأخذ بثار ابوي من الرجال اللي طيحه مريض كل هالسنين جايه تقولين لي وش تبي فيهم ابعد عنهم..

ام تركي بدموعها اللي ما وقفت لا على رجلها المنهار ولا على ولدها اللي تبدل لـ شخص ثاني من عرف باللي صار وتذكر الماضي لأنه من النوع اللي ما ينسى ، شلون والحال يخص أبوه..

تركي : يمه ارجوك دموعك مارح تمنعني.. انا رايح اليوم وما ادري متى راح ارجع ..أوكي اهتمي باختي لين أرجع

ام تركي : مصر يعني يا ولدي انا خايفه عليك منه.. وابوك يطلبك ما تروح ليش ما تسمع كلامه؟؟

ناظرها بعيوونه القويــة : يمه انا ما ينخاف علي المفروض تخافين على ابو خالد مني والله والله لأطين عيشته هو وعايلته كلهم ..والله ما أخلي فيهم واحد صاحي وكل سنين الهم اللي عشناها لأردها له دبل..لأطلع الـ15 سنة من عيونه لأخليه يموت وهو مقهور

ومشى من عندها بخطواته الوسيعة ومنها قفز الدرجات بالثنتين لفوق ووجهه يحكي عن تصميمه وعزمه.. مارح يتراجع أبد.. هو ما وصل لهالمرحلة عشان يتراجع.


دخل غرفته الكبيرة والمصبوغه بالبني ، معطيها ستايل كلاسيكي.. وأخذ كل شي يحتاجه ، دفتر تخطيطه اللي يحوي كل افكاره لمستقبله .. وخرابيشه.. وكتبه المختصة بالبيزنس واللي بعضها كتب نصايح تعلمه شلون ينجح في تجارة الأعمال.. هالكتب فادته من قبل وفتحت آفاااق عقله عشان يفهم شلون الواحد يمشي بهالنوع من العالم ، وبتفيده الحين ... لازم يستغل كل شي ويخلي ابو خالد يقتنع فيه.

غير ملابسه الأنيقه ولبس أشياء عادية .. وقف قدام المراية وقلب وجهه يمين يسار.. ابتسم بعدها ... وبأصابعه عفس شعره اللي كان مرتبه بالجل وخلاه فوضوي ..

ضحك لعمره بالمرايا.. أهدافه كل مالها تزيد لمستوى عالي وكل ماله التحدي يصعب ويصعب... وهذا اللي يعجبه في حياته

انحني وشال شنطته السودا على كتفه.. وطلع من الغرفة .. وكان بيروح لولا لفت نظره ..وقفتها وهي لابسه بيجامتها الوردية عند باب غرفتها ودموعها بعيونها...

وقف مكانه وهو يناظرها


وقال بحنية : جنا

جنا بدموع : بتروح؟؟

ترك شنطته من يده وراح لها .. وقف قدامها وشاف الألم بعيونها ... جزء من انتقامه عشان هالبنت اللي ما جاوزت الـ 15 سنة وبراءة العالم كله بعيونها..عايشه بألم عشان أبوها المريض اللي من صحت على الدنيا وهو مشلول.. ما حست بيوم إن لها أبو !!

تركي : بس راجع
جنا : وبتتركني؟؟
تركي : امي معك

تمسكت بقميصه ورفعت راسها له : بس انا أبيك انت..
ابتسم ورفع يده يمسح دموعها : لازم اروح يا جنا انتي صغيرة ومارح تفهمين ليش انا اسوي كل هذا.. بس تأكدي انه عشانا كلنا.. عشان أبوي وعشانك

بكت وصوتها يتقطع : امي تقول بتروح وتطول.. ليش يا تركي ، كنت مسافر وبعيد عنا الحين بتبعد ثاني ، مين بيهتم فيني مين

نزلت راسها للأرض تبكي بضعف حيلة ... عض على شفايفه وتقدم منها وضمها لصدره : جنا .. مارح أبعد كثير ، بزورك دايم اذا بغيتي وبجيبك من المدرسة اذا ودك ..وبدق عليك اشوف اخبارك كل فترة بس الحين لازم اروح..

حط يديه على كتوفها وأبعدها برقة : جنا دموعك هذي لا عاد تنزل انا ما أسوي اللي أسويه الا عشاننا ..لازم تصبرين هالفترة ..

جنا بألم : بس انا لي شهووور طوويلة الحين ما شوفك ما اسمع صوتك..ناوي تروح وتخليني
تركي : خلاص وقفي بكي الحين.. انا لازم اطلع تأخرت ومثل ما وعدت مارح أنساك كل فترة بكلم عليكم واذا جتني فرصة بزوركم

جنا بألم : أخاف بالأخير تنسانا وتلهى بحياتك
ابتسم وقرص خشمها الصغير : انسى نفسي ولا انساك يا جنا

يوم شاف صمتها وتوقف دموعها ابتسم وباس خدها بسرعه : انا طالع الحين اهتمي بنفسك ..

وراح شال شطنته على كتفه ونزل تاركهـا واقفه مكانها بصمت ..

::

ثامر ينتظر برا في الشارع متووتر مو عارف يهدى من قرارات تركي والمرحلة اللي وصل لها ... المووضوع صار جــدي مرة..وفاااق كل تصوراته ...تركي ما يلعب .. تركي ما يشوف قدامه غير انتقامه..والحين ناوي يعيش هناك مو مهتم لأي شي ممكن يصير من تهوره.

سمع صوت باب الشارع ينفتح.. التفت بسرعة .. وشاف تركي يسكر الباب بهدوووء.. عكس عواصف التوتر اللي فيه وشنطته على كتفه ..
التفت تركي ينزل الدرجات لكنه وقف بثبات ..يوم طاحت عينه على ثامر.. وابتسـم : انت هنا؟؟... على بالي رحت ، دخلت المجلس ما حصلتك

ثامر ( لك بال تبتسم يا تركي !!) : انتظرك قلت يمكن تبيني أوصلك
ضحك وهو يرمي مفتاحه بالهوا ويمسكه : لا .. لا تخاف رايح لحالي ما يحتاج

راح لسيارته الخرابه ورمى الشنطة جواها عبر النافذة .. وصد لـ ثامر وهو يفتح الباب : ادع لي انا داخل مرحلة جديدة الليلة
ثامر بقهـر : ادعي لك على ايش على تهبيـبتك ؟؟!!

مرت ثانية صمت وهم يناظرون بعض .. ضحك بعدها تركي وهو يركب : أي تهبيب لا تخاف مو انا اللي أهبب انا ملك السوق بالمستقبل ، انا تركي بن جاسر ..

ثامر : ياخي والله خاااايف عليك ما تدري شلون انا متوتر الحين ، خطوتك ذي كبيرة شلون وافقت عليها !!

تركي : اللي يبي النجاح بأهدافه لازم يختار الطريق الصعب.. وانا اخترت الأصعب وماني متراجع..

ثامر : يا تركي يا ولد عمي وش لك انت.. عندك اللي يكفيك وزيادة ليش مصر؟! ، كل يوم اقول بيتراجع لكني كل يوم اشوفك تختار خطوة جديدة وتمشيهـا... والمشكلة إني مو فاهمك ولا فاهم اللي تبي توصله

هدأ تركي ورفع عينه للفيلا اللي ساكن فيها ... لحظات وثواني وهو يتأملها ..نوافذها ..بابها ..لونها وكل شي فيها ... ورجع بعيونه لـ ثامر ..وقال بهدوء قلب وتيرته : قلت لك ثامر جا الوقت اللي نوقف فيه نعيش بـ عز غيرنا.. وأنا اللي برد عز ابوي وعزنا بيدنا ومحد غيري بيسويها ...وبخلي أبو خالد بنفسه يسلمني كل شي.. إذا مو بالطيب ..بالقوووة

ثامر : يا تركي قلت لك من قبل واكيد تذكر ان عزنا وعزكم واحد واحنا اهل مافي بيننا هالكلام ، أرجوك تراجع لأني الحين ماعاد صرت اعرف شلون تفكر .. كنت افهمك بالماضي يا تركي كنت افهم من عيونك كل شي لكن الحين استسلمت لأني ماعاد قادر افهمك..

ضرب تركي يده على الدركسون بهدوء.. وعشان ينهي الموضوع : أريح لك يا ثامر عشان ما أوجع راسك معي .. انا ماشي سلام

حرك السيارة ينهي النقاش وترك ثامر واقف يتأمل غبرته بعد اختفاءه ...ما يدري خوفه في محله .. ولا تركي ما ينخاف عليه لأن ثقته بنفسه تدعمه.

:::

وصل تركي لعند القصر ووقف سيارته .. وهو يفكر بكلام ولد عمه ثامر .. يمكن يعتبر ثامر ان انتقاله للعيش مع ابو خالد مارح يفيده لكن بنظر تركي تعني له الكثير ، تعتبر أول خطوة عشان.. يستولي عليه... ويسترد كل شي..

دخوله لهالقصر ولأهله معناها بيصير منهم وفيهم ..ولــد لهــم ...ويقدر يملك أبو خالد كيف ما يبي وبأي طريقه يبيها..ويصير ولد له مثل ما هو يكرر عليه مؤخرا ...واذا صار منهم وفيهم ، ودخل هالقصر بإرادتهم هم.. فهذا معناه إنهم يعطونه الثقة كاملة .. وإذا عطوه الثقة الكاملة فهو وصل.. ويقدر يتصرف بحرية وكيف ما يبي.. وجا الوقت انه ينفذ المرحلة الثانية من خطته ... إنه يستحوذ علي كل شي ، ويسيطر على كل شي... والأهم من هذا كله واللي هو يبي يوصله ، إنه يحسس أبو خالد بشعور الخيانة ، والطعن بالظهر .. ما همته الفلوس قد ما همه إنه يخلي ذاك الإنسان وأهله يذوقون مرارة ذاك الشعور .. حتى لو حده الوضع إنه يستخدم أخس الاساليب

الأيام تمشي ، كل يوم يمر، فهم يعيشونه بسعادة بينما ابوه طايح على ذاك الكرسي يتحسر على شبابه والـ 15 سنة اللي عاشها بمرض ..والانسان اللي اسمه أبو خالد ولا هامه .. ولا حتى فكر يسأل عنه !!

هو عارف الحين وبهالمرحلة وش يبي.. وليش وافق يجي هنا... سكنه هنا بيسهل عليه الكثير من الأشياء.. بينسى اسمه وكل اللي وراه ودونه... وبيعيش باسم وليـد وبس... الانسان الفقير الطموح اللي يحلم بمركز عالي.. ونجاح في الحياة ... بيبني مستقبله هنا ، ويرفع اسمه واسم أبوه من جديد من هالمكان ... وبيصعد على أكتافهم

مارح يترك اللي سواه للحين من غير لا يستغله .. المرحلة الثانية لازم تبدا قريب.. لازم يبدا المرحلة التمثيلية الثانية ..

ابتسم تركي وهو ينزل من السيارة ويتأمل القصر الشامخ بأنوااره المتلألأة... الوقت ملكي الحين .. وأيامكم بهالقصر صارت محسووووبة !!


- وليــد..!
قطع حبل افكاره.. وتفكيره العميق .. صوت الرجال اللي صاير يكن له كره اسود من اعماق قلبه... هو وكل انسان له علاقة فيه.. هو وكل عايلتــه وكل شي يخصه

التفت تركي بجموود واضح على وجهه : ............


طلع أبو خالد من البوابة : توني طالع اسأل عنك..شفيك تأخرت ؟؟

تركي بذات الجمووود وهو يتأمله من فوق لتحت.. ومن غير ما يتزحزح عن وقفته اللي وقفها من ساعة : ما تأخرت عمي على بال ما رحت آخذ أغراضي من بيت عمي..

قرب ابو خالد بهدوء .. وتغيرت نظرته للاستغراب يوم شاف وجه وليد اللي ما ينتفسر ونظراته الجامدة : عسى ما شر يا وليد؟؟

تنهد واستدار للسيارة وهي يشتم نفسه ، سيطر على مشاعرك لا تفضحك ..
قال وهو يدخل يده من الشباك ويسحب الشنطة : ما شر يا عمي... بس منحرج منك

أبو خالد بابتسامة : لا تنحرج يا ولدي... تعال انت ألحين بحسبة ولدي ولو أني أدري انك ما رح ترضى ولا كان طلبت منك تناديني "يبه"
..

تركي ( تخسي )

أبو خالد : تعال ادخل... الحارس بيدلك على الملحق اللي بتسكن فيه.. هو بعيد عن الفيلا عشان تاخذ راحتك بالطلعة والدخلة...

دخل تركي ، والشنطة معلقة على كتفه العريض... نادى ابو خالد على الحارس وقاله يدله على الملحق المجهز مخصوص له...

مشى تركي مع الحارس ، وأشار له على المكان... ابتسم تركي له وهو يهز راسه كإشارة شكر ، ومشى ناحية الملحق اللي قد مرة دخله وأخذ فيه شاور يوم يبهذل نفسه ذاك الصبح..

وقف قدام الباب الأنيق من غير ما يفتحه ، يطالع نقطة معينة فيه وهو يبتسم بسرحان... على بالهم فقير ما قد شفت العز بيووم لكن أنا اللي بأنسيكم هالأيام..

فتح الباب وقابله هوا بااارد .. من المكيف اللي كان شغال... سكر الباب من ورا ظهره ببطء وعيونه تتنقل بالغرفة...
نزل الشنطة بيده اليمين... ونقلها ليده اليسار وهو يتقدم.. ورماها بخفة على الأرض.

يذكر إن الغرفة كانت خالية ما فيها شي يذكر ، لكن الحين مأثثه بشكل أنيق ، ومنظفه... سرير بمفرش شكله جديد ووثير ، ودولاب للملابس ما كان موجود ... و... تلفزيون !!... ابتسم على جنب..كل شي متوفر..

فتح باب الحمام ..وزادت ابتسامته الجانبية .. حتى الحمام مجهز بشكل كااامل.. ما ينقصه شي

مارح ينتظر ، بياخذ دش وينااااام ..

فك أزرار قميصه ورماه من وراااه وهو يدخل الحمااام..

::::

الصبح .. الساعة 7 ونص..

فتحت سحر عيونها وهي تتثاااوب وتلم دبدوبها لصدرها... ابتسمت بنعومة وهي مغمضة على حلم حلمته.... بينها ..وبين محمد ..

الله ما أحلاه من حلم ... ما دريت ان حبي لك يا محمد بيعيشني مثل هالأحلام الخيالية... تنهدت وهي تفتح عيونها ..والحلم مو راضي يروح من بالها.

توردت خدودها ودست عمرها بالوسادة من الخجل.. معقول ممكن هالشي يصير بيني وبين محمد بيوم !!
يوووووه والله إني قليلة ادب !!

ضحكت غصب ..ورفعت وجهها عن الوسادة ، وخصل شعرها طايره بعشوائية وحوسة.. بقمة البراءة


نزلت من السرير بقميصها الأبيض الحريري القصير.. ما يتعدى نص ساقها... وراحت للحمام غسلت وجهها والحلم راكز في بالها .. ناظرت عمرها بالمرايه وهي تضحك... بابتسامتها الصافية... لو تدري يا محمد .. عن الحلم .. وش ممكن تسوي.

نظفت أسنانها ويوم انتهت طلعت للغرفة ..وتوها بتغير ملابسها بس سمعت "بوري" سيارة غريب.. فـز قلبها لأن هالبوري بوري سيارته الـ بي ام ... معقول أحلامها جابته لين عندها ولا كل هذا خيال.

سمعت صوت ضحكته "العذبة".. لااا مووووو معقووووول لين الحين تحلم !

"أقول ما سنعكم إلا أنا ، انت اذلف على شغلك يا رزين زمانك.... وينه عمي ؟؟ انا ماجيت عشان سواد عيونك جيت عشان عمي "

صوته جاي من برا... واصل لغرفتها مثل نسمة هوا ترد الروح.
من غير شعور لقت نفسها تركض بقميصها للبلكون..وتطييير مثل العصفوور لبرا ..

وقفت وهي تلهث وتناظر ... لا يمكن الحلم يرسمه لها... شافتـه..
اليوم جاي بطلته وحضوره لقصرهم ... ليه؟؟؟ عشانها ؟؟؟... معقول التغيير الأخير عليه ناحيتها وصل لهالحد !!

شافته واقف تحت بالساحة جنب سيارته اللي مدخلها جوا... يكلم خالد وهو لابس نظارة عاكسة ، وابتسامته اللي غير هالخلق كلهم تنور وجهه بطريقة ذباحة.

كانت تناظره ووجهها يحمر ويتورد من غير شعور .. من صورته وذكرى الحلم اللي جاها..
بربشه لقت نفسها تحط يدينها على خدودها بصرخة خفيفة ..خجولة..

وجع خلاااص شيليه من بالك !!

الشي الوحيد اللي ما قدرت تسويه انها تتحرك من مكانها ، رغم إن محمد واضح عليه مو حاس بوجودها ..

محمد : ترا قلقتني ياخوي ماحب تراني الثرثرة على الصبح... طس لشغلك ولا ناد لي عمي الله لا يهينك
خالد : انت على مين طالع ، كل شي عندك حار بحار ... اعوذ بالله موظفينك شلون متحملينك

محمد : بتذلف عني ولا شلون ترا قلقت راسي وربي
خالد : هههههههههههههههههه اعوذ بالله انا ماشي ان مارحت الحين تأخرت

محمد : فارق خلصني
خالد وهو رايح : ههههههه انا ماشي سلام ..

ابتسمت سحر وهي تشوف محمد متعنز على سقف السيارة بكوعه.. وجسمه مايل على السيارة ينتظر وهو يعلك... كانت هذي وضعيته من الأول حتى وهو يكلم خالد بملل...

تنهدت ليته يتم واقف كذا طول اليوم على الأقل ما تشتاق له..

بلحظة عفوية... رفع محمد عينه لفوق من غير ما يرفع راسه... وشاف اللي ما توقع يشوفه على هالصبح الرايق... شافها واقفه بسرحان تناظره وشعرها الغير مرتب حول وجهها .. كانت جذابة آسرة .. بفوضويتها وطلتها .. فديت هالوجه ..هذا اللي هو يحتاجه بأوقات التعب.

مرت ثواني وهي تناظره ولا داريه لأن النظارة كانت تغطي عيونه
ابتسم بشكل مفاجئ اللي خلاها تنصدم ... وانصدمت أكثر يوم رفع نظارته فوق..

قرت "صباح الخير" بعيونه

تراجعت بلمح البصر وصدرها يطلع وينزل..
وحست إن اللي صار هو جزء من الحلم اللي حلمته ... لأن محمد مستحيل تطلع منه هالحركااات ولا عمره عبر وجودها أو حس إنها موجودة حتى..

حست بالفشيلة مسكت خدودها اللي صارت مثل الجمر.. وسألت نفسها متى درى عن وقفتها وساكت؟!!
صرت واضحة له أكثر من قبل بمليوون مرة ، أنا وش سوووووويت!!

ما تنكر .. إن ابتسامته .. زادتها تفاؤل وإن محمد.. صدق بدا يتغير..
ضحكت بخجل وخدودها تزيد اشتعال... دخلت الغرفة.. وخلت باب البلكون مفتوح لعلها تسمع صوته إذا طلع ابوها ...


اللي ما وعى عليه محمد .. ولا حتى سحر ... هو وجود طرف ثالث...شاهد عالموقف!

وجود وليد قريب منهم ... أو تركي اللي كان واقف بعييد يتأمل المنظر أوالمشهد المسرحي اللي صار قدامه... كان يراقب ابتسامة محمد بدقة.. ونظرات عيونه اللي مرتفعه لفوق... رفع راسه بدوره .. وارتفعت حوااجبه دهشة يوم شافها تبادله النظرات بالمثل.

مرت ثواني ولحظاااات صمت... وهو يراقب متى ينتهي هالمشهد الدرامي الرومنسي.

وأخيرا ما قدر إلا إنه يبتسم بسخرية بااااااااااااااالغة ... أتاري شعورك وأحاسيسك يا تركي واللي اعتبرتها تفاهه ..في محلها !
هالاثنين الأخوان بينهم شي... والسالفة صارت قصة حب مالها أول ولا تاااالي.

راح بعيد وهو يضحك .. ودخل غرفته وكتوفه تهتز من المصخرة اللي شافها.. لطالما حس إن بينهم شي ..عالأقل من ناحية سحر .. لأن محمد ما كان باين عليه شي ... لكن هالساذجة ياما حسسته بشي وكانت دايما غير عادية لما ياخذها من بيت عمها خصوصا بوجود هاللي صار الحين عدو من أعدائه..

ضحك بعمق وهو يدور بالغرفة .. له 6 شهور الحين من دخل حياتهم وتوه يستوعب هالشي... لقى نفسه وهو يضحك ينقلب حاله ويرمي اللي يطيح بيده فالارض... على غباءه.. وعدم فطنته المبكرة.


سمعت سحر من الغرفة صوت أبوها وهو يطلع ويسلم على محمد .. رنت في اذنها ضحكته مرة ثانية آآآآآآه ياضحكته..

فهمت ان محمد جاي اليوم من بدري وقبل حتى وقت الدوام.. عشان ياخذ ابوها ويطلعون للمشروع... يوم اختفى حس سيارته... راحت للبلكون بخطى محبطة بسبب الفراغ اللي حسته من رحيله.

شعور يعور لما تكون عايش لحظات غير بقرب أحد... وبرحيله ترحل معه اللحظات ويحل مكانها فرااااغ غريب.

تنهدت وابتسمت تتغلب على هالشعور... كل يوم عن يوم يثبت لي إنه عكس ما كنت متصورة.. رفعت عيونها للسما بنشوة.. ما كانت متوقعه.. انها اليوم بتصبح على ضحكته.

::

جت الساعة ثمان .. ورجعت لحالتها الطبيعية...
لبست ملابس الرياضة حقتها لأنها ناويه اليوم تمارس رياضة الصبح، الجو يساعد... وقبل لا تنزل دقت على المطبخ وقالت للخدامة تجهز لها الفطور بعد نص ساعة.

نزلت التلفون وركبت سماعات الآي بود بإذنها.. وعلقت فوطة صغيرة على رقبتها ونزلت تحت وهي تدندن ...
ماكان فيه أحد .. فطلعت على طول برا..

كانت رابطه شعرها فووق ذيل الحصان ، وملابسها عبارة عن تي شيرت نايك سماوي ، وبرمودا من نفس اللون بس على جنب خطين أبيض بنفس العلامة... وكوتش أبيض بشراب أبيض.. بدت تهرول ناسيه الدنيا والعالم..وتطلع الطاقات المكبوتة داخلها.

ولأن مساحة القصر كبيرة استغرقت وقت مو قصير حتى تاخذ لفة كاملة حوله... وصلت لمنطقة المسبح وهدت سرعتها عشان تاخذ نفس... مسحت وجهها ورقبتها بالفوطة ، وكملت هرولتها.

يوم وصلت منطقة الملاحق نال منها التعب وهدت سرعتها وهي تلهث... وصارت تمشي مشي وهي منزله راسها تقلب بالآي بود..
طفته ونزلت السماعات من إذنها وخلتهم معلقين على رقبتها ... وتوها بتروح للساحة عشان تدخل ..بس استوقفها صوت غنى غريب... بصوت.. مثل النسيم !!

وقفت مستغربة تنصت... بس الصوت اختفى ..حست انها تتوهم.
لفت انتباهها باب وحدة من الملاحق الثلاثة مفتوح مو مسكر، كان مردود والنور مشتعل... استغربت مين اللي خلاه مفتوح... ومين اللي بيدخله في هالوقت أصلاً.
راحت بهدوء وهي متوقعه احد الخدم داخل ينظف ، وجا في بالها إن أمها موصيتهم..

حطت يدها عالباب ودفته بكل خفة.. ودخلت... وليتها ما دخلت !!!

وقفت مكانهاا بصدمة يوم شافت ملابس رجولية مرميه عالارض بإهمال... وصوت الدش جاي من الحمام اللي ما كان مسكر.
رجع صوت الغنى يختلط بصوت الدش.. طااااح قلبها بمكانه .. صوت رجال!!

ركبها بدت تتصاقع ، مين الغريب اللي فيه؟!... قامت ترجع خطوات على ورا ببطء شديييد وعينها تراقب الحمام اللي ما تقدر تشوف اللي داخله .. مدري وش جاها رجعت عيونها تناظر الغرفة .. وش الساااااااااالفة ومين هذا؟؟؟

حسته جاااي لأن لمحت كتفه العاري يبين من الباب وهو واقف مدري وش يسوي... شالت عمرها واستدااارت صاروووخ لبرااا...

بنفس اللحظة اللي كان فيها تركي طالع من الحمام والفوطة تلف خصره.. تجمد يوم لمح الجسم اللي ركض برا... عقد حواجبه ..ونزل عينه للأرض يشوف الشي اللي كان طايح..

منشفة صغيرة!!

راح لها وشالها من الأرض... وطل من الباب شافها تركض...

ضحك بسخرية
::

دخلت سحر جوا وهي تلهث شوي وتمووت... يا مصيبتي يا مصيبتي مين هذا؟؟... ووش بيقول عني رايحه له بالغرفة ياااااااااااا مصيبتي ..
طلعت الخدامة وراحت لها بسرعة تستفسر : تعالي تعالي ... ليه في مان برا في ملحق؟؟

الخدامة : وت؟؟
سحر : ذير از أَ مان إن ذا روم أوت سايد

ابتسمت الخدامة يوم فهمت : he is waleed
انصدمــت : وليد؟؟؟... شدخله؟؟

الخدامة : your father told me yasterday to prepare the room for him
سحر : ابوي قالك جهزوا الغرفة له ؟؟.. ما تعرفين ليه؟؟
الخدامة : آي دونت نو ..

رجعت سحر للصالة وهي مرعوبة.. يا ربي عسى ما فهمني غلط والله موب قصدي كنت أحسبهم خدم..
حال الغرفة يقول ان الأخ ساكن فيها ، والخدامة تقول من أمس.... وأنا ؟؟ ليش ما عندي خبر؟؟؟

جتها الصيحة ما تعرف ليه... الموقف لا تحسد عليه عسى ما شافها بس .. يارب سترك ..

كتمت غصتها بالقوة ،، على إن وليد كان محترم معها من أول ما جا لين الحين رغم رفعة الخشم اللي فيه ، وما تعرض لها بشي بالعكس كان خير خادم لها... إلا إنها لين الحين ملتزمة الحذر معه .. وشعور خوف غريب يطغى عليها كل ما طاحت عينها بـ عيونه القوية.

قوته تقهرها ما تدري ليش ، ترتبك دايما قدامه ..وترتبك كل ما جت تفتح فمها بكلمة له.

::

رمى تركي الفوطة اللي لقاها فوق الطاولة بلا اهتمااام... وراح عشان يلبس بلوزته...
وكل اللي يفكر فيه المشهد اللي شافه اليوم الصبح ... بسخرية لاذعه ابتسم... ما كنت أدري إن الأستاذ محمد الشديد واللي الكل يحسب ألف حسب قبل لا يغلط بحضوره.. يعيش مثل هالمشاعر والعواطف!!
رمى المشط عالطاولة وهو يضحك بسخرية .. صدق مهزلة..

عقب ما انتهى وخلص... طلع من الغرفة وهو شايل المنشفة الصغيرة معه.. قطع الحديقة اللي تودي ناحية الساحة ويوم وصل.. وقف..
ضحك بمكر... ليه ما يحرجها؟؟؟


شافته سحر من الشباك واقف في الساحة بصمت وشئ أبيض مألوف بيده.. شهقققققت بخوووف وهي تتحسس رقبتها بيدينها.. تتفقد منشفتها.. يمه منشفتي شلون وصلت ليده... يا فضييييييييييحتي!!

هو ما جا لعند الباب إلا إنه عارف انها تخصها ..يعني شاافهااا.. بغى يغمى عليها
طلعت دموعها والله موووب قصدي عسا ما فهم غلط...شلون بفهمه ألحين ياربي ساعدني..

شافته يقرب من باب المدخل... ويدقه بيده ..طااااح قلبها للقااااع ..


بلحظة عزيمة قررت تروح له وتصحح سوء الظن والفهم ، هذا اذا كان أساء الظن... بخطوات بطيئة راحت ورا الباب وفتحته شوي وهي تقول من وراه : نعم؟؟

ابتسم تركي لأن الارتباك كان واضح على صوتها .. قال بجرأة وهو يمد يده : خذي يا آنستي طيحتي هذي وراك ..

بلعت غصتها ودموعها بعيونها شلون يتجرأ يقول كذا عيني عينك
قالت : مشكوور... بس....

كان بيروح بس وقف يوم سمعها تقول "بس"... وقال بهدوء ورقة ملعوبة : آمريني؟؟

سحر من ورا الباب بربكة : و... وليد..
كان مستمتع بنبرة التوتر والربكة والخوف بصوتها : سمي ؟
سحر بندم : أنا ... آ...آسفة والله... ما كان عندي خبر .. بوجودك

عضت على شفاتها يوم انتهت وانتظرته يعلق بكلمة..

سكت تركي شوي وهو يضحك من جواته على خوفها .. قال بهدوء مناقض : أفا عليك لا تشيلين هم... إنتي بنت عمي ابو خالد وادري انك مو قاصده.. معذورة يا "سحر"..

انشل لسانهااا... لكن ما منع ان فيه زي الجبل وانزاح عن قلبها..

تركي : عن اذنك

سمعت خطواته تروح ..سكرت الباب وتنهدت... مو مصدقه اللي سمعته .. غيره كان بيفهم غلط ويمكن يتطاول عليها على أساس انها هي اللي رمت نفسها عليه..

تأففت من أبووها ..
هذي ثاني مرة تطيح في موقف محرج معه.. وهي ولا داريه باللي يصير حولها مثل الطرشا .. أولها يوم يصير سايق لها من غير علمها ، وثانيها سكنه عندهم وهي ولا داريه عن شي... بس تعالووا!!... هو ليش ساكن عندنا؟؟؟؟


طلع تركي ناحية البوابة وهو يضحك من داخله بقوة... كان ومازال فنان باختيار الكلمات اللبقة ، وحس ان كلماته الشهمة قبل شوي بتسوي اثر قوي مارح يروح مفعولها بسهولة..

وقف برا البووابة وهو يتنهد... رفع عينه للسما وهو يهممس بضحكة ساخرة :

"...سحـــر... ومحمـــد..... اللي بينكـــم ...صدمنـــي"

:::

في بيت أبو محمد ..

بالليــل..

دخل بندر ومسك الباب وهو يقول للي وراه : ادخل يا دكتووور..

دخل خالد وهو يضحك على ولد عمه اللي أصر يطلع معه عقب انتهاء دوامه بالمستشفى : وش تبي فيني خلني اطلع للبيت ارتاح.. تراني مو عاطل مثل بعض خلق الله

بندر وهو عارف انه يقصده : خل خلق الله في حالهم..
خالد وهو يوقف في نص الحوش : الحين وش تبي بالضبط؟؟ ليش جايبني هنا؟
بندر : انا طفشان قلت اجيبك تتعشى معي .. من زمان ما عزمتك
خالد : والله انك فاااااااااااضي
بندر : تعال اقول وين تبينا نجلس.. بالمجلس ولا برا ..

خالد بملل : لا ياخوي اذا دخلت المجلس معدني طالع.. خلنا برا عشان اقدر انحاش إذا لهيت عني
بندر : مدام نواياك كذا ...شوف مين اللي بيشيل عينه عنك
خالد : هههههههههه بنيدر تراني والله دااااااايخ مافيني حيل عليك

قرب بندر منه .. وعطاه ذاك البكس على كتفه.. ولأن خالد كان تعبااان ودايخ ترنح بوقفته ..
خالد : عسى ماشر لا تخليني اسدحك بأرضك

بندر بضحكة .. اكتشف ان خالد تعبان صدق وما يكذب مثل ما تهيأ له عشان يهرب : ههههههههههه والله إنك برئ
طالعه خالد مو فاهم .. وبندر راح للباب الداخلي : اجلس وين ما تبي .. وانا بروح داخل وبرجع لك.. يبي لك شاهي يصحيك قبل العشا


التفت خالد حوله .. وابتسم... له فترة ما جا لبيت عمه .. كم سنة الحين؟؟
شاف طاولة العايلة البسيطة بوسط الحديقة الصغيرة، وراح يجلس عليها..ينتظر بندر .. اللي دق عليه اليوم وهو بالدوام ولزم عليه يتعشى معه .. وكان بيسفهه ويرجع البيت هربان ..لولا انه وهو طالع من بوابة المستشفى لقى بندر واقف عند سيارته ينتظره .. ضحك ذيك اللحظة لأن بندر كان فاهم نواياه ..


دخل بندر الصالة ولقى أمه مع شادن ..

بندر : ترا خالد جا معي بيتعشى .. نبي شاهي
أمه : الحين نقول للخدامة تصلح .. ( التفتت لشادن ).. شادن دقي عالمطبخ

رفعت شادن السماعة وكلمت المطبخ وقالت للخدامة .. إلا بنزلة مشاعل اللي كانت تقفز الدرجات بكل حيوية ..وشكلها لا تعلييق !!
مفرقه شعرها القصييير لأجزاء كثيرة .. ورابطتهم بربطااات ملوونة بالموت ماسكتهم من قصرهم.. كانت مستانسة بشعرها لأنها أول مرة تسويها ..وضبطتها

شادن انفجرت : ههههههههههههههههههه عسى ما شر
مشاعل دارت حول نفسها : وش رااايك؟؟

شادن : لا تعليق...
أمها : وراك قطعتي شعرك .. وش مسويه؟؟

مشاعل : هههههههههههههههه يمه هذا لوك دايما يسوونه البنات

أمها : ايه عاد كنك وحدة من هالأفارقة
مشاعل : يمممممممممه !!
شادن : هههههههههههههههههه لو سووتها بيان يمكن.. بس انتي؟؟

مشاعل : وينه بندر بس هو اللي بيطيب خاطري.. وينه توني سامعه صوته؟؟؟
شادن : بندر عنده ضييف طلع له

دخل بندر عليهم مرة ثانية .. ومشى للدرج مباشرة من غيير لا يلتفت يمين ولا شمال.. كان واضح انه مستعجل عشان يرجع لضيفه
انقهرت مشاعل لأنه ما التفت ولا عطاها تعليق على اللوك : بندوره وين رايح؟؟

قال وهو فووق : بروح أغير ملابسي ونااااازل

قامت ام محمد عشان تشوف العشا بما إن خالد موجود ... والتفتت مشاعل لأختها اللي مندمجه بالفلم : افففف طفشانه.. كل ما تذكرت ان خالد مو جاي معنا المخيم أنقهر ..

ابتسمت شادن ابتسامة خفيفة وهي تناظر : ما تقدرين تجبرينـه!!

نط عرق في راس مشاعل ..وكلمة أختها لمس وتر عندها.. وقالت بسخرية : مو مشاعل اللي يصعب عليها شي يا عمري!!

شادن بنفس الابتسامة وعيونها ما زاحت عن الشاشة : وش بتسوين يعني؟؟... بتروحين تترجينه يجي؟؟... اذا بتسوينها روحي شوفيه جالس برا ..
كانت شادن تتمصخر .. لكن قالت اللي قالته أو ما قالته نطت مشاعل من مكااانها متفاجئة من اللي سمعته

مشاعل : خالد عندنا؟؟؟؟؟؟

واخيرا ناظرت شادن في اختها بسخرية على سبيل المزح : ايه عندنا... هاا وش قررتي ياللي ما يصعب عليك شي.. بتروحين تقولين له روح معنا لأخليك تروح غصب..

ضحكت مشاعل بشطاااانة.. وقالت بثقة : ايه طبعاً..

رفعت شادن حواجبها : الكلام سهل يا ماما
مشاعل : صح .. ومشاعل دايم قول وفعل
طنشت شادن اختها ورجعت للتلفزيون : انتي وحدة منتهيه .. طسي عني بتابع الفلم

شافت مشاعل الخدامة طالعه من المطبخ وصينية الشاهي بيدها... ورفضت إلى انها تكسب فرصة شوفته .. لو من بعيد ..فراحت بسرعة للخدامة..

مشاعل : عطيني عطيني أنا بوديه..
شادن باستغراب : هيه على وين بتودينه اشوفك صدقتي عمرك اشوف..
مشاعل : هههههههه انتي اصبري لا يروح فكرك بعيد..

ولأن بندر ما بعد نزل.. شالت الصينية وطلعت برا.. تبي تكسب فرصة لمحته حتى لو بسرعة.. وقفت بعيد ..وشافته جالس على طاولة الحديقة... معطيها جانب وجهه وشكله لاهي في جواله..
تنهدت من قلبهااا... يا حي هالوجه... حتى وهو معقد حواجبه يطير عقلها.

انحنت عشان تحط الصينية على الأرض بهدووء.. عشان تنسحب بهدوء مثل ما جت.. وتفكر بهدوء شلون تخليه يغير قراره.. ويجي معهم ..
لكن ثقل الصينية ما عطاها فرصة .. فكانت جهة أثقل من جهة أفقدها التواازن.. مالت الصينية غصب عنها اللي خلا البيالات الزجاجية تتمايل وتصدم في بعض.. ارتبكـتت وهي تحاول تتلاحق على عمرها..

سمع الصووت..
والتفت لجهتها وعقدة حواجبه هي نفسها.. فزت وفز قلبها معها .. وركضت وقبعة بلوفرها يغطي راسها..والبلاوي اللي مسويتها بشعرها.

قااام واقف يوم شاف الصينية عالأرض.. وهو مستغرب وين بندر؟؟... وليش هي اللي طلعت؟؟
تعووذ من الشيطان يا خالد .. لا تخلي ابليس يلعب بعقلك كل مرة وتظلمها مثل ما ظلمتها بسالفة المستشفى..

قطع الحديقة الصغيرة ..وراح بهدوء للصينية الموضوعة على أرض الحوش الباردة... وشالها.. وقبل لا يمشي.. لمح كتفها متخبي ورا الجدااار..


هز راسه على حركاتها..وقال بهدووء : اعقلي يا مشاعل

ارتااااعت من توجيهه الكلام لها ...كانت بوقوفها هنا تبي تستعيد هدوءها عقب لمحته لها .. بس انصدمت انه شافها هنا بعد !!
قالت وهي تخفي كتفها عنها.. بكل هدوء : أنا عاقله.. قالولك مجنونة

خالد وهو معطيها ظهره ووجهه للحديقة : لا أبد العقل يقطر منك ما شاء الله
عرفت انه يتمصخر..فقالت بقصد عشان تستفزه : ايه توك تدري

غمض عيونه وهو يزفر... وعرف قصدها الطفولي منه : مرة ثانية خلي بندر اللي يطلع الشاهي
مشاعل بكل وثوق : اصلا بندر هو اللي قالي طلعي الشاهي.. وحطيه عالأرض لين أجي..

مارد عليها.. ومشى خطوة..لولا إنها استوقفته وقالت.. بكل ثباااات : غــرورك هذا ما ينفع معي يا ولد عمي

تجمدت خطوته .. وعيونه تسمرت قدامه مو مصدق اللي سمعه...مرت ثانية.. وثانيتيـن... وبهدوووء وثقة استدار للزاوية ...وقال رغم انه ما يشوفها : وش قلتي؟؟؟

مشاعل قررت ترميها بوجهه : أقول غرورك ما يفيدك ..لا تشوف نفسك علي.. مين انت عشاان ترفض تطلع معنا ؟!!
رفع حاجب .. وقال : مين انتي اللي تفرضين علي أفعالي؟؟.. واذا كنتي تشوفينها غرور سميها اللي تبين

مشاعل : أجل تعاليك على أهلك وش تسميه؟؟؟
انصدم خااالد.. وش قاعده تهبب وتخربط ..

قال يوم استعاد هدوءه : ثمني كلامك يا مشاعل قبل لا ترمينه
وكمل يوم شاف سكوتها : انتي طالعه الحين عشان تسمعيني هالكلام؟؟

سكتت ..
وكمل مرة ثانية : ادخلي داخل واتركي حركات البزران عنك... واذا جايه تسأليني عن روحتي معكم فارتاحي لأني ماني رايح..
فاهمها وفاهم هي وش تبي... طوووول عمرك ذكي يا خالد وفطين !!

مشاعل ببروود : الظاهر ما لقيت من يجبـرك يا خالد..
كانت كلمة كفيلة تحسسه بنبرة تهديد و تحدي ..بصوتها الجرئ...وقف وهو متنرفز.. بأي حق تجبره ..أو حتى تنطق بهالكلمة..
وقال ببرود عشان ينهي الوقفة اللي طالت عن حدها.. واللي هو عطاها بعد أكبر من حجمها : اللي تقدرين عليه ...سويــه ..

أخيرا ..خذت هالكلمة منه.. اللي اشعلت حماسها عشان تكسب تحديها..
ضحكت غصب وهي تدخل داخل ... كانت عملية استفزازه ممتعة لها لأقصى الحدود ..


مشى خالد للطاولة وهو رافع حاجب من اللي سمعه .. نسى نرفزته ..وضحك بسخرية على تهديدها..أو تحديها.. بزر وعطيتها فوق حجمها !!.. ما بعد جابتها أمها اللي تمشي خالد على هواها !

دخلت مشاعل الصالة وهي تضحك من داااخلهاااا... يا حبي لك وانت متنرفزز.. مستصغرني يا خالد؟؟..ومستصغر قدراتي؟؟.. بعدك ما عرفتني يا دكتور.. وبعدك ما عرفت مشاعل وما عرفت وش ممكن تسوي؟؟... أنت عنيد وأنا أعند وشوف مين اللي بيخليك على هواك ..

طلعت لغرفتها وقابلها بندر نازل... كلمها بس سفهته وكملت لغرفتها وهي تبتسم...
صحيح هي ملت من تجاهل خالد لها... لكنها اكتشفــت اليوم إن أفضل طريقة للفت أنظاره لها ... هي استفزازه .. !!

ولسا هــذي البداية... !!... إن ما بهذلت لك حياتك يا خالد ، ماكون مشاعل.. إن ما خليتك تهذي باسمي من غير ما تحس بعمرك .. ماكون بنت جابها أبوها !
::

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 03:08 AM

(الفصل الثاني)
:::


قبل الرحلــة... بليلــة..

في غرفة سحر ..

كانت تجهز أغراضها وتعدها .. لبكرة .. لأنهم ناوين يطلعون بعد الفجر مباشرة.. ويااااااااا كثر هي متحمسة ..

مسكت بنطلون برمودا جينز أسود .. وحطته على خصرها وهي تناظر عمرها بالمرايه الطولية... ابتسمت برضا يوم حست انه مناسب لها للحين.. لأن هالبنطلون عملي أكثر وينفع لها..
رتبت كل ملابسها بوسط الشنطة السبور.. مع الحاجات الأساسية ..
عقب ما انتهت ابتسمت.. متى يجي بكرة.. قلبها يقول لها بتكون رحلة مراح تنساها بحياتها.. ما تدري ليش يجيها هالشعور ان اللحظات اللي بتقضيها هناك بتكون مختلفة..
من زمان عن هالجو.. جو البر والصحراء والسما الصافية والهوا النقي..


كانت الساعة عشر.. بالصدفة وهي ترتب باقي أغراضها وترجعهم مكانها.. طاحت عينها عالألبوم اللي أخذته مرة من مكتبة أبوها يوم تنظفها مع مشاعل ... قربت منه ببطء ..وشالته ومسحت عليها بيدها.. ابتسمت..
أظن لازم ترجعه لمكتبة أبوها ، وجوده ما منه فايدة وبيضيق عليها بلاش..خصوصا إنه ضخم وياخذ مساااحة كبيرة.. ما لقت فيه شي يدعو للاهتمام لأنها اخذته اصلا وهي متوقعه بتلاقي فيه صور كثيرة لها ولأهلها .. لكن العكس ..

طلعت من الغرفة رايحة للمكتبة.. ومرت جنب مكتب أبوها..وسمعت صوته يسولف مع أمها بسالفة

أبو خـالد : مدري يا أم خالد .. صرت افكر بهالموضوع بشكل جدي... أنا ما فكرت كذا إلا إني داري ان الموضوع بيطلع من وراه فايدة.. بس المشكلة فيه ..
أم خالد : وليش متردد..مدامك عارف انه بيطلع من وراه فايدة... بس يابو خالد.. انت اكيد تعرف ان المشوار طويل عليه .. يعني بتقدر تصبر عليه..؟
ابو خالد : المشكلة مو اني اقدر اصبر عليه.. المشكلة فيه هو.. الولد مو مثل ما انتي متصوره ..كنت اظنه انسان عادي.. لكن كل يوم والثاني أكتشف اني غلطان... هالولد يحيرني يا هيفاء... يحيرنـي فوق ما تتصورين !!

ام خالد : لهالدرجة الولد مو عااادي؟؟؟
ابو خالد تنهد واستسلم : لو كيف ما قلت لك انه ذكي.. ويفهم بسرعة.. ويستوعب بسرعة.. مارح تقدرين تتخيلين؟؟.. هالولد مدااركه واسعة ربك حط فيه هبة مو عند غيره..

ابتسمت ام خالد على شكل زوجها اللي يتكلم وكأنه يحاول يحل لغز : طيب يابو خالد وش قررت ؟؟
ابو خالد : قلت لك أفكر أسفره يدرس برا لو دبلوم بأي معهد متخصص... أتوقع بيحطم كل توقعاتي.. بس المشكلة فيه... تتوقعين يوافق... هو وهو يشتغل عندي يحس انه مثقل علي .. بعد بيروح على حسابي... وفوق هذا يروح وعمه التعبان .. هنا..

أم خالد بهدوء يوم حست ان زوجها ممكن يستعجل : يابو خالد لا تتسرع .. كل هذا انت لاحظته.. لكن هو ما عنده اللي يثبت لك.. يعني لا شهادة تثبت انه ممكن يمشي بهالنوع من الشغل... اذا مو شهادة عالأقل ثقافة .. يعني ما اختبرت ثقافته لا تتسرع بعدين يطيح بكبدك ..

ابتسم لزوجته : وتهقين شلون أتأكد عشان ما يطيح بكبدي
ابتسمت : كلمه وسولف معه بمواضيع الحياة.. شوف شلون نظرته .. أكيد ما تبي بعد واحد نظرته محدودة وتقتصر عالمادة وبس
ابو خالد تنهد وسكت .. ورفع كاس العصير اللي جابته زوجته له..

ام خالد وهي تناظر زوجها اللي هالفترة منشغل كثير بسبب مشاكل الشركة : المهم يابو خالد.. لا تفكر بهالموضوع كثير .. خلك بمشاكلك .. ربك مثل ما خلق وليد خلق مليون غيره.. وانت ما ينخاف عليك
ابو خالد : يصير خير .. بأجل هالموضوع لبعدين

اندق الباب اللي قباله مباشرة .. ورفع راسه .. وشاف سحر حاضنه كتاب أسود لصدرها بيد.. واليد الثانية مرفوعة للباب.. والابتسامة على وجهها البرئ
عقد حواجبه باستغراب.. يوم شاف هالشي الأسود بيدينها .. قربت سحر بضحكة : وش هالسالفة الخطيرة.. وليش متخبين هنا بالمكتب فيه سر؟؟
ابوها : لو كان سر كان ما شفتي الباب مفتوح يا فضولية
سحر : ههههههههههه سامحوني بس ترا كنت واقفه من دقيقتين أسمع ..فضولي شديد... بس لا تخافون ما فهمت شي
ابوهــا : الله يصلحك افرضي ان احنا نتكلم بشي ما نبي احد يسمعه

تقدمت وهي ترفع كتوفها بدلع والكتاب بين يدينها : مو مشكلتي لو شي مهم سكروا الباب.. محد طقكم وقال خلوه مفتوح
أمهــا : ولو نسيناه مفتوح بعد بتجلسين واقفه تسمعين كل كلمة

سحر بدلع ممطوووط : هههههه مووووووب مشكلتي المكتب مفتوح وهو جنب غرفة بيان يعني لو بروح غرفة بيان بسمع كل كلمة
أبوهـا : وش تبين جايه؟

جت له بابتسامة وهي تحط الألبوم الأسود الغريب بالنسبة له..قدامه .. وجلست بنص جسمها على مسند اليد حق الكرسي الجلدي اللي جالس عليه .. وقالت : جيت أرجع هذااا اخذته من مكتبتك مرة عشان اتفرج عليه .. ونسيته عندي

عقد أبوها حواجبه بطريقة غريبة ..
ابتسمت وفتحت الألبوم على صفحة : تذكر صورتنا هذي يبه ؟

لكنها غلطت بالصفحة ..وفتحت صفحة غير.. اللي خلا أبوها يتشنج بشكل مفاااجئ ، وكل أطرافه تجمــد ..حتى رمشه ما قام يرمش..
أم خالد حست ان ملامح زوجها تغيرت لـ جمود مخيف ، وقالت : مساعد وش فيك ؟؟

نبرة أبوها تحولت لـ غضضب مفاجئ ومخيـف : من ووين جبتي هالشي يااا سحر ؟؟

سحر باستغراب : قلت لك اخذته من مكتبتك يبه كنت ابي اتفرج عالصور ..
ونزلت نظرها للصورة ..شافت صورة رجال غريب مع ولد.. تهيأ لها انها تعرفهم.. واقفين جنب بعض بابتسامة.. عقدت حواجبها..وخطف أبوها الألبوم من قدام عيونها بشكل يخرررع وصوته يرررعد بشكل أول مرة تشوفه : ومن متى أنا ربيتك وعلمتك تنبشين بأغراضي من غيـــر أذني هااااا يا سحر ردي ..

قام واقف وهو غاضب وعيونه على بنته .. وقفت سحر معه وهي منصدمة..أول مرة أبوها يصرخ عليها بهالشكل.. كانت عيونه غريبــة..الشـر الأحمرر بعيونه.. أول مرة تشوف أبوها كذا الطيبـة كلها اختفت !!

قالت بتوتر وهي تبلع ريقها لأن أبوها انقلب فوق تحت : .. ي..به!
أبوها بصوت مزمجرر : ولا كلمــة !! هذا اللي علمتك انا عليه شلون تاخذين أشياء تخصني بدون أذني ها يالعاقلــة !!!

ناظرت سحر أمها بحيرة والعبرة تخنقها..شافت أمها ساكتة وتناظر زوجها المعصب ..
ناظرت بأبوها بعبررة ونظرته الغاضبة خووفتها حد الصميم : .. أن.. أنا آسفة.... أنا آسفة يبه ما دريت ان هالشي... ممكن.. يضايقك

أم خالد بهدوء : هد حالك يابو خالد..سحر ما قصدت
ناظر زوجته بعصبيـة : شلون تخلينها تاخذ أشياء من مكتبتي

ام خالد تحاول تهدي نوبة الغضب الغريبـة على سحر : سحر يوم تدخل مكتبتك كان قصدها تفرحك ما قصدت يابو خالد هد أعصابك

سكت وجلس عالكرسي يتنفس وهو يمسـد جبينه بتوتر .. وسحر يدينها ترتعش..شوفة أبوها بهالمنظر المخيف والعصبية أخرستها ألجمتهـا .. أول مرة يرفع صوته عليها بهالشكل ..
سحر بخنقة والدموع بعيونها : يبه... ما.. ما قصدت انا اسفة و.. ان شالله الحين برجعه مكانه

تقدمت بارتباك وهي تنقل بصرها بين أبوها والألبوم بسرعة وتوتر.. ومدت يدها بتشيله من قدامه .. لكن أبوها ضـرب براحة يده عالألبوم يعني لا تلمسينـــه بشكل هز المكتب.. وتهيأ لـ سحر ان المكتب بينقسم نصين من قوته ..
سحب الألبوم بعنننف ممكن يقطعه.. وعيونه الغاضبة ما تزحزت عن عيون بنته اللي تطالع بالأرض ..وقام واقف .. ما توقع منها هالتصرف ..وما توقع اليوم انه بيتذكر شي صار.. واندفن من سنين : آخر مرة تاخذين شي يخصني بدون أذني فاهمه يا سحر ؟؟

ومر من جنبها والألبوم معه وهي متجمدة عيونها بالأرض..ويديها ترتعش..

ما قدرت تتحرك من مكانها ..ما استوعبت اصلا شي ،، عيونها بالأرض ما استرجت ترفعها ..حست في أمها تقوم وتطلع من الغرفة بصمت ..
وظلت هي لحالها... تطالع بنقطة بالأرض ..نزلت دمعاتها من غير ارادتها..المشكلة ما تدري هي وش سوت بالضبط ..وش الذنب الكبير الي ارتكبته؟!.. وما درت ان اللي سوته غلط لا يغتفر.. اللي يخلي ابوها يعصب كذا..
عورها قلبها ..لأن هذي المرة الأولى اللي يصير لها موقف مثل هذا ومع ابوها مدللها.. !!

بعد دقايق قدرت تملك الطاقة انها ترفع راسها وتستدير وهي بحالة حيرة وبعثرة.. والعبرة للحين غاصة في بلعومها.. طلعت من المكتب وما لقت أحد ..بس سمعت صوت ابوها من غرفتهم غاااضب ويلوم أمها .. كان صوته يدوي مثل رعـد خلا سحر تخااااف ، وتركض بسرعة لغرفتها ودموعها تنززل.. مو فاهمه ليش ابوها معصب عليها وصرخ عليها بذيك الطريقة ،، ومو فاهمه أصلا ذنبها الا أنه الألبوم !!

أول مرة في حياتها تشوف أبوها بذي الطريقة ... لا لا هذي مو أول مرة تشوفه غاضب بهالشكل المخيف ..
مر عليها هالموقف من قبل ،، عاشت موقف يشابه هالموقف من قبل.. وكان أبوها بهالعصبية لكن ما تذكر بالضبط المكان ولا الزمان !!
ذاكرتها ما تسعفها .. اللي تعرفه انها كانت واقفة وعيونها تمطر دموع الخوف .. وهي تشوف وتسمع عصبية أبوها المخيفة ذاك اليوم.. نزاعااات وصراخ غريب هو اللي خلا ضبابيات من ذاك اليوم تتشبث بذاكرتها .. لكنها ما تذكر... تتذكر أصوات وصراخ .. تتذكر فلاشات غريبة .. تتذكر وجود ولد كان يناظرهم نظرة شريرة ،، وتذكر ان جزء من هالنظرة كان موجه لها قبل لا يختفي بين الضباب !!

مسكت راسها.. لأول مرة بحياتها كلها تمر في خيالها هالصوور الغريبة..
بكت غصب عنها ،، الموقف اللي صار مع أبوها قبل شوي مو سهل عليها
::


وابــتدت استعدادااات الرحلـــة،،

في السووبـر ماركت..

مشاعل وشادن يلفون ويدورون في سكشن الحلويات وياخذون كل شي يخطر على بالهم.. مشاعل هي اللي تدفع العربية..وشادن قدامها تنتقي على ذوقها.. وتلتقط الأشياء بيدها اليمين بينما شنطتها الصغيرة معلقتها على معصمها اليسار ..

مشاعل : شوفي شوفي هذااا خذيه
شادن ناظرتها : أي واحد ؟؟

مشاعل : هذا البسكووت تقول سحر حلو
شادن : اخذنا بساكيت لين قلنا آمين خلينا نشوف غيره
مشاعل : هههههههههههههه الله وناسة بكرة الصبح احنا هناك .. خلينا ناخذ اللي نبي حنا بنقعد هناك كم يوم خلينا نسلي عمرنا

ابتسمت شادن وخذت اللي تبيه مشاعل..ورمتها بعفوية في العربية المليانه..
مشاعل : لو بندر جايبنا كان شاب راسه أشوى انه ما جا كان قعد فوق روسنا
شادن : بندر مع محمد راحوا يكملون سالفة المخيم والأغراض الأساسية.. مو جاي عشان خبال بنات وحلويات
مشاعل : هههههه أحلى خبال انا مرة متحمسة

ناظرت شادن في مشاعل ومسكت العربية وهي تسحبها لوحدة من الرفوف : تعاااالي هذاك شكله حلوو
دفت مشاعل العربية بسرعة وهرولة.. من رجتها وطت طرف عباية شادن .. اللي صرخت بهمس

شادن: آآآي مشاعل عبايتي وجع يالمخفوعة
مشاعل : هههههههه سوري من الحماس
شادن : وجع عبايتي بتنقطع ابعدي... دايم تسوين فيني هالحركة.. متى بتركدين أبي اعرف!!
مشاعل : ههههههه من حووووبي لكي..
شادن : حبتك القرااادة ..

جاهم أبوهم اللي جايبهم وهو مبتسم على مجادلهم : شفيكم...ها خلصتوا ؟
شادن : ايه خلاص كل شي
مشاعل : يا حبي لك يبه من غيرك وش كنا بنسوي

ابو محمد بابتسامة : كم عندي من بنات أنا ... يلله أجل خلونا نروح نحاسب خمس دقايق ويقفلون لصلاة العشاء

بعد خمس دقايق طلعوا من السوبر ماركت.. وشادن ومشاعل أياديهم مليانه أكياس.. أبوهم سبقهم للسيارة عشان يفتح الشنطة ويرتبها حتى تاخذ الأكياس الكثيرة..
سلموه الاكياس بالتوالي وهو حطها بسرعة وقفل الشنطة .. ركبت شادن قدام ومشاعل ورا وهي مستاااانسة ومتحمسة بشكل محد يتصوره .. مو ناويه على خير بهالرحلة بتسوي اللي العاقل مارح يسويه وبتشوفون ،، وان ما خلت خالد يجي غصب عنه مارح تكون مشاعل ..
::

دخلوا البنات البيت وكل وحدة معها خمس ست أكياس .. بسرعة راحوا للمطبخ وحطوا الأكياس فوق الطاولة .. لأن بعض الأغراض كانت أمهم موصيتهم يجيبونها لبكرة..

لفت شادن للخدامة : شوفي هذا حلاو خلي على جنب انا او مشاعل بكرة بياخذ.. بس أغراض ثاني مثل زعفران وصابون خلي مع السلة والأغراض .. اوكي؟
الخدامة : أوكي..

مشاعل وقفت عالباب والتفتت لها : بروح أشوف سالفة السليب باغز مدري وين امي حاطتهم ؟
شادن ابتسمت ولحقتها : انا اعرف بغرفة المستودع اللي فوق ..

طلعوا مع بعض فوق .. واتجهت شادن لغرفة مخلينها مثل المستودع موجودة بجهة لحالها .. فتحت الباب اللي نادرا ما ينفتح الا لما يحتاجون منها شي.. موجود فيها أغراض ما تستخدم عادة الا للمناسبات مثل هالرحلة.. زيادة على الأشياء الزايدة اللي مالها مكان.. فمكانها هنـا.

فتحت النور ، وابتسمت شادن وهي تشوف الرف العالي موجود فيه السليب باغز مصفوفة فوق بعض بترتيب متقن ... لفت لـ مشاعل وهي تقول : جيبي كرسي يبيلنا نطلع له..

راحت مشاعل وبسرعة جابت كرسي.. حطته شادن تحت الرف وطلعت فوقه بحذر .. سحبت كيس النوم الأول والملفوف ببلاستيك يحميه من الغبار.. وابتسمت ..يوم قرت الاسم اللي عليه .."عمر" .. ظلت تتأمله فترة هذي الأكياس من زمان وهي عندهم ..واستخدموها لما طلعوا للبر بـ يوم..

هالكيس البسيط جمعهم مرة .. ابتسمت والخجل يتورد بوجهها.. ما تدري شلون أصرت عليه تنام معه ذيك الليلة .. كانت طفلة وخايفة لأنها أول مرة تنام بالصحرا ..

ومثل الـعادة.. غلبتها الذكرى.. وخذتها لبعييييد ...قبل سنين .. أيام ما كان عمرها 7 سنين .. كان أول تخييم يسوونه وينامون في البر بالنسبة لها .. كانت تجربة فريدة لها كطفلة ما اعتادت على نومة الصحرا

الساعة كانت تقارب 2 ونص بالليل ، والكل نايم بالخيمة أمها وأختها مشاعل اللي كان عمرها 5 سنين .. قامت واقفه وهي خايفه.. لأن بذيك الليلة كان يتهيأ لها انها تسمع أصوات وحشرات .. خصوصا ان بندر أخوها بنفس الليلة كان مسبب لها رعب ، وكان يحكي لها هي ومشاعل قصص عن العقارب والحيايا اللي يطلعون بنص الليل عشان يخطفون البنات .. ههههه شوفوا السذاجة كانوا صغار وصدقت كذبة بندر وقصته المرعبة بذيك الليلة .. تهيأ لها انها سمعت صوت يخوف.. وتصورت انها ثعبان عملاقة ولا عقرب جايه بتقتلها ولا تخطفها..

قامت من السليب باغ حقها وهي تنتفض.. تدور الأمان الوحيد بالنسبة لها ... مشت بهدوء لباب الخيمة وفتحته بصعووبة لأن أمها قفلته بإحكام... بلعت ريقها وهي تطلع راسها من الباب تتأكد من خلو المكان .. وان مافيه ثعبان ولاعقرب... ويوم شافت المكان خالي ركضت صارووووخ لخيمة الرجال المخصصة لأبوها واخوانها وعمر... كانت خايفة من الظلام لأن النار اللي كانوا شابينها استحالت لرماد يشع احمرار...

قربت من باب الخيمة ولقته مفتوح.. سحبته على جنب وشعرها المفكوك مشعث حول وجهها .. دخلت وهي تدور راس عمر من الرؤوس الأربعة النايمة .. كان ظلام بس النور الخفيف الجاي من برا عقب ما فتحت الباب بسبة القمر اللي كان مكتمل.. ساعدها

لمحت وجه عمر بالجهة اليمين من الخيمة بعيد عن الكل .. ابتسمت بخوف..وراحت له بارتبااك .. طاحت على ركبتها عند راسه وهي تناديه بهمممس :.. ع.. عمر ؟
مدت يدها وفكت سحاب السليب باغ وهزته من صدره : ع..عمر ؟

فتح عيونه الحادة..لأنه أصلا ما نام ..كان عارف انها بتجيه بأي لحظة ، خصوصا انه كان حاضر ومستمع لـ قصص بندر المرعبة لخواته وهو يضحك بصمت... وكان ملاحظ رعبها من القصة من البداية

شادن بخووف : عمر مابي أنام
رجع غمض عيونه بهدوء ولا مبالاة : روحي نامي أنا عارف صدقتي بندر الأهبل

شادن بعبرة .. وصوت واطي خايفه لا اخوانها يصحون : والله عمر سمعت صوووت عند خيمتنا مابي أنوم هناك
عمر : وين تنامين مافي مكان.. روحي نامي شادن وما عليك شر..

وانقلب للجهة الثانية . معطيها ظهره.. وهي مالها الا تناظر قفاه بخوف.. تبيه يعبرها ، ويعبر خوفها... مرت ثواني وهو فاتح عيونه يناظر بالظلام ينتظرها ترووح.. لكنها ما تزحزت ولا راحت
غمض عيونه بعد دقيقتين ..ماله الا يسفهها ..

بدون سابق انذار ..حس فيها تدس جسمها الصغير جنبه .. وتلف يدينها حول بطنه وهي تبتسم ..بارتياااح.. وراسها على ظهره !
فتح عيوونه وهو يطالع بالفراغ المظلم قدامه..

عمر بهمس : شادن ؟
شادن بخمول : ابي اناااااام
عمر بهمس : شادن وش تسوووييين ؟

وانقلب لجهتها عشان يقدر يشوف وجهها .. رفعت راسها وحطته على صدره وغمضت عيونها بكل براءة.. كان أسرع وسيلة عشان تحس بالأمااان .. حاول عمر يمنعها لكنه ما قدر وبالنهاية استسلم وحط راسه عالوسادة وهو يناظر فوق .. وأنفاس هالطفلة البريئة سكنت فوق صدره ..

كان هالشي عادي بالنسبة لها أول .. لكن ألحين الذكرى خلاها تنصبغ بالأحمر.. صدق كانت جريئة وما تفكر .. شلون سوت اللي سوته ما تدري ، اللي ترغب فيه كانت تسويه.

رمت السليب باغ على مشاعل اللي كانت سرحانه وضربت بوجهها من غير لا تدري

مشاعل : اح وجعه عورتيني
شادن : هههههههههههه احسبك حاطه بالك معي .. امسكي وهذي حقة بندر !!
عطتها حق بندر وبالتوالي نزلوا البقية .. 7 أكياس نوم بما فيهم حق امهم وابوهم ..

مشاعل وهي تعدهم بأصبعها السبابة : هذولي سبعة ما يحتاج رجعي واحد.. احنا ستة .. ما نبي زيادة حمل ..
شادن : الزايد حق عمر.. مارح أرجعه بناخذه معنا للاحتياط ما تدرين وش بيصير هناك ..يمكن أحد يحتاجه..

شالوهم وحطوهم بالسيب برا الغرفة .. وسكروا الباب وشادن تقول : وش باقي بعد ؟؟.. فيه شي ناقصنا ؟؟
مشاعل : برتب شنطتي رتبتي شنطتك ؟
شادن : تقريبا باقي حاجات بسيطة ..
وناظرت ساعتها وكملت : يلله الساعة 9 انا بنام عشان اصحى بدري ورانا قومة من الفجر ..

راحت لغرفتها ومشاعل نزلت تحت تشوف أمها وأبوها ..
ام محمد : خلصتوا أغراضكم يا مشاعل ؟
مشاعل : ايه كل شي تقريبا جاهز
ام محمد : طلعتوا أكياس النوم لا تنسونها
مشاعل : ايه ماماتي تونا انا وشادن طلعناها .. فيه شي غيره ؟
ام محمد : ما أظن هذا المهم .. وشنطتك رتبتيها خذي الأشياء الأساسية لا تبهذلينا بأشياء مالها حاجة ولزمة
مشاعل : ههههههههههه لا تخافين شنتطي صغيرة وباخذ الأهم ...انا بطلع لغرفتي بس جيت أشوف كان تحتاجون شي أو ناسين شي ترا انا بالخدمة
ام محمد : خلاص اهم شي تاخذين اغراضك وما تنسين شي مهم
مشاعل : أجل تصبحون على خير..
::

دخلت مشاعل غرفتها وهي تبتسم بخبث.. ماكون مشاعل ان خليتك على هواك يا خالد..
مسكت التلفون ودقت على المستشفى..على حسب مخططها ... وبكل جراءة الدنيا قالت : ألووو .. معك اخت الدكتور خالد.. ممكن المدير ؟

ابتسمت بمكر على ذكائها ودهائها يوم حولها الموظف على غرفة الدكتور نايف ..
طالعت عمرها بالمراية وهي تبتسم لنفسها يوم جاها صوت رجال كبير من الطرف الثاني : ايوه يا هلا ؟

استدارت مشاعل بسرعة معطيه المرايه ظهرها ...استعداد للكلام : السلام عليكم .. الدكتور نايف ...مدير المستشفى؟؟
د. نايف : هلا معك الدكتور نايف..أي اوامر يا اختي.. قالوا لي انك من طرف اهل الدكتور خالد ..
مشاعل : ايه معك اخته ..أبي أطلب منك طلب يا دكتور وان شالله ما تردني .. لمصلحة اخوي وراحته لأني ملاحظه انه ينهك روحه بالشغل وما يرجع للبيت الا وهو صاكه صداع واخلاقه خربانه !!

رفع الدكتور نايف حواجبه مستغرب ، مو متخيل الدكتور خالد بأخلاق خربانه ولا نفس مو زينه ولا حتى كشرة بالوجه ..
الدكتور نايف : معقول؟

مشاعل كانت ناويه تخربها أهم شي انها ما تخسر رفقته في هالرحلة ... والشغل لاحق عليه ..كانت حتى راحمته من هالطموح والشغل اللي بيذبحه أعوذ بالله ..
قالت بحزن مصطنع : يا دكتور ممكن بس تساعد اخوي خالد وتعينه على نفسه.. هو مو لاقي اللي يوقفه من هالهوس اللي فيه

سمعت ضحكته الحانية كانت أبوية جدا : وش تبيني أسوي يا بنتي ؟
مشاعل بقلق مصطنع : انا خايفه على خالد.. دايم يرجع للبيت مرهق والشغل ما يخلص ،، ممكن بس تعطيه اجازة كم يوم يريح فيها.. أغصبه هو والله مارح يسويها من نفسه اخوي واعرفه زين !!

د. نايف بضحكة : بس احنا ما نستغني عن الدكتور خالد يا بنتي ..
مشاعل : اذا كان يهمك الدكتور خالد اكيد بتهمك صحته... تدري انه الأسبوع اللي فات جاته انفلونزا شديدة حتى ما نام الليل منها.. ومع كذا كان يصحى ويروح للشغل مو مهتم لصحته .. يرضيك هالشي يا دكتور..انا اخته الوحيدة ومالي غيره وتهمني مصلحته ..

د. نايف اللي استغرب من الكلام اللي يسمعه : دكتور خالد كان تعبان ؟؟.. ما كان ظاهر عليه هالشي !!
مشاعل لكل سؤال مجهزلته الاجابة : ادري اخوي مررة عنيد.. ولا يمكن يبين للي قدامه انه تعبان أو مريض.. كان يصحى الصبح وياكل من هالحبوب المسكنة والفيتامينات ويشرب من هالبايسن السم.. بس عشان ما يفوت شغله ..

د. نايف بحيرة ما كان يدري ان الدكتور خالد هالك نفسه لهالحد .. وزين من اخته الحين جت وعطته خبر : لهالحد يا بنتي الدكتور خالد مسوي بعمره ؟؟
اصطنعت القلق بصوتها : دكتور نايف ابيك تعطيه اجازة يرتاح فيها .. تدري ان بكرة العايله كلها بتطلع تخيم برحلة استجمام وهو مو راضي يروح بسبب شغله.. يرضيك يعني يفوت طلعة اهله والجلسة معهم عشان الشغل اللي ما يخلص .. ارجوك يا دكتور أمي معورها قلبها على هالولد وترجته يطلع معنا لكنه تعذر بالشغل .. الله يعطيك العافية انت الحل الوحيد له أجبره ياخذ اجازة عشان يريح ..ترا اخوي مو مكينة هو بعد انسان ومن حقه يرتاح ولا شرايك يا دكتور ؟؟

ابتسم د. نايف من الأسلوب المندفـع لهالبنت هذي ، وكيف هي خايفه على الدكتور خالد من قلبها .. وما هان عليه يردها وقال ببساطة : ابشري الحين أوقع له اجازة واعطيها اياه من غير ما اشاوره... عشان يريح ويرجع لنا نشيط ومنها ترضى الوالدة وترضين عليه ..

ابتسمت مشاااعل بفرررررح ما صدقت ان خطتها نجحت خخخخخ : مشكووور يا دكتور وصدقني بيخلي هالشي خالد يرجع غير هو بس يحتاج لفترة نقاهه ..
د. نايف : الحين اشوف موضوعه ولا يهمك يا بنتي
مشاعل : مشكووور يا دكتور انتظر اخوي يرجع البيت بورقة اجازته اوكي؟
د. نايف بأبوووية : خلاص اعتبري الموضوع منتهي

سكرت وهي تعض على ياقة بلووزتها شوي وتقطعها من الفرحة .. كانت كاتمة صرخة بتطلع من أعماقها .. ركضت لسريرها وقفززت بالهوا لين طاحت على وجهها وهي تكركر ضحك..
يا أنا .. يا أنت يا خالد !!
:::

في المستشفـى..

دخل الدكتور نايف مكتب الدكتور خالد .. وكان جمال موجود يسولف معه وكلهم يستعدون للخروج بعد ما انتهى وقت الدوام ..
رمى د. نايف ورقة مثنية قدام خالد.. اللي كان جالس ورا المكتب قدام عيون جمال المستغرب

ناظر خالد الورقة ثم رفع نظره للدكتور باستغراب : وش هذي يا دكتور ؟؟
د. نايف بابتسامة : افتحها وبتعرف

مد خالد أصابعه القوية والطويلة للورقة ومسكها من غير أي فكرة عن سالفتها أو وش اللي مكتوب فيها .. فتحها على حركتين.. وارتفعت حواجبه استغرااااااااب يوم قرا المكتوب مع توقيع الدكتور نايف

قال وهو يرفع نظره للدكتور نايف : اجازة؟؟؟؟؟؟؟؟
د. نايف : ايه يا دكتور اجازة لاحظت انك محتاج اجازة وقلت لازم تاخذها
خالد بحيرة بعد ما ناظر جمال المستغرب واللي مو فاهم شي : بس أنا ما طلبت اجازة يا دكتور ولا أفكر حتى آخذ اجازة !!
د. نايف : بس انا بعد ما يرضيني تحط حيلك بالشغل على حساب اهلك وامك واختك !!.. راحتك واهلك لهم عليك حق وانا ابوك

خالد مو فاهم شي.. رفع حاجب بحيرة : امي واختي ؟؟؟.. امي واختي مقدرين ظروف شغلي يا دكتور ليش الحين جاي تقولي كذا ..
د. نايف : الحين انت خذ هالاجازة اسبوع وريح فيها وروح مع اهلك للرحلة اللي يبون يسوونها.. مالك حق تعتذر بسبب شغلك.. لك الحين فترة طويلة تشتغل من غير يوم اجازة واحد وانا اشوف من حقك انك ترتاح هالكم يوم ..

طالع خالد جمال الساكت .. مستغرب وشلون درا ان اهله ناوين على رحلة هو ما قال لأحد غير جمال .. قال بهدوء وعيونه على جمال لكن كلامه موجه للدكتور نايف : مين قالك ان اهلي بيطلعون لرحلة يا دكتور..مين عطاك هالخبر ؟؟

ابتسم الدكتور نايف وهو يشوف نظرات خالد : جمال ما قالي شي يا دكتور خالد لا تناظره كذا... قبل شوي جاني اتصال من اختك تترجاني اعطيك اجازة عشان ترافقهم بالرحلة.. يبدو لي يا ولدي ان اختك فاقدتك وانت شكلك مهملها مع شغلك..

ابتعدت نظرات خالد عن جمال واستقرت على الدكتور نايف بدهشة واستغرااااب !!... معقولة سحر كلمته مثل ما يقول ..

وقبل لا ينطق بكلمة قال الدكتور نايف : يا ولدي انا وعدتها ولا تعارضني وحالف عليك تروح مع اهلك بهالرحلة.. لا تخاف على شغلك بدال الدكتور عشر ..وانا بصراحة عتبت عليك يوم دريت انك مرضت الاسبوع الفايت بأنفلونزا ومع ذلك مستمر ، ومصر انك تجي للشغل برغم مرضك !!
ارتسمت تعابير غباااء على خالد لأنه مو فاهم شي.. وطالع جمال اللي الحيرة كلته !!.. أي انفلونزا ؟.. خالد الاسبوع الفايت كان بأفضل حالاته الصحية ومن فترة طويلة ما تعرض لأنفلونزا.. مين اللي نشر هالإشاعة !!

ابو نايف وهو يلف للباب : أشوفك ان شالله بعد اسبوع يا دكتور .. روح وريح راسك هالكم يوم من تعب المستشفى وغثاه

خالد بحيرة للحين : ان شالله

تسكر الباب والصمت حل بينهم .. جمال يناظر بخالد.. وخالد يقلب فالورقة بصمت والاستغراب على وجهه ..
قال بدهشة اخيرا من غير ما يرفع عينه عن توقيع الدكتور نايف : مستحيل سحر تسويها !!

أخيرا ضحك جمال بعد هالصمت : ههههههههههههههههه عرفت اختك شلون تلوي ذراعك
خالد بقهر : انا بس أبي اعرف شلون جتها الجرأة كذا !!
جمال : هههههههههههههههههه مافي مفر خلاص روح مع اهلك .. بعدين مين اللي تجيه كشتة بر ويرفضها والله انك نكدي ووجهك مو وجه سعة صدر !!
ابتسم خالد : يا ربي منك خلاص شكلي بروح ..انا اوريها هالبنت.. يوم قلت لها اني ماني رايح كانت ساكته ولا عارضت.. اتاريها تخطط تغصبني والله لأكسر راسها على هالحركة.. ما أعديها لها على خير..
جمال : ههههههههههههههههه أحييها على ذكائها والله انت ما يفيد معك الا كذا .. شرايك بس تنطق هنا وانا اروح اكشت مكانك صدق ما منك رجا

:::


في غرفة سحر .. الساعة 5 ونص الفجر ..

طلعت سحر من الحمام والروب مربوط على خصرها والفوطة تلف شعرها .. راحت لتسريحتها وهي حاسه بانتعااااش.. مخلوط بـ حماس.. شعور إن هالرحلة بتحمل الكثير والكثير.. يراودها من يومين.
حطت كريم بودي لوشن على يدينها.. وبعدها حطت سن بلوك تحميها من الشمس.. وما نست تحط واقي الشمس بشنطتها عقب ما انتهت منه ..فكت الفوطة عن شعرها الرطب اللي تناثرت خصله على كتفها .. مع دقة الباب ..

ابتسمت وعرفت مين : ادخلي بيان ..
دخلت بيان وهي لابسه ومنتهيه ..ضحكت سحر .. أم النوم هذي اللي ما تعودت تصحى من الفجر اليوم صاحيه ومستعده بعد
سحر : لبستي وسبقتيني

بيان : ايه أبي بسرعة نروح للبر انا ما قد شفت البر .. وشو شكله سحر؟
ضحكت سحر وراحت لدولابها وهي تقول : البر ترااب كبير .. وشجر وجبال.. على حسب
بيان : الله بروح أجيب ألعابي عشان ألعب بالطين هناك ..

قالت كذا واختفت.. لبست سحر بنطلون جينز برمودا فاتح.. ولبست معه تيشيرت أبيض مقلم بأخضر سبوور.. وأخيرا وعقب ما نشفت شعرها ربطته ذيل حصان ولبست كااب أخضر ..وسحبت ذيل الحصان من الفتحة الخلفية .. بهالمناسبات ترتاح أكثر لما تكون سبور ..وخاصة انها مقرره تلعب وتفلها لين تقول آمين ..

شالت شنطتها السبور .. وطلعت
كانت الساعة قريب 6 .. ونزلت لتحت وهي تسمع أمها توجه الخدامات عشان يطلعون كل الأغراض برا..
سحر وهي ترمي شنطتها بين فوضى الأغراض المرمية : صبااح الخير ماما
ام خالد : صباح النوور.. عسى نمتي زين لا تتعبين لين رحنا هناك
سحر : أكيد لا توصين

أم خالد : أخذتي أشياء تدفيك؟.. تعرفين جو الليل في البر كيف يكوون برد ..وما تدرين الجو وشلون بيصير.. ما ينعرف له يقولون احتمال تمطر

سحر بوناااسة : الله مططر هذا عز الطلــب
ام خالد باستنكار : الله لا يورينا ما نكره
سحر : هههههههههههههه شفيك يمه المطر رحمة
ام خالد : رحمة الحمدلله المهم ما قومتي خالد ؟؟
سحر بقهررر : لا يعني ما تدرين انه مارح يرووح..

جاهم صوتـه عاااالي من أعلى الدرج : انا صاحي يمه صباح الخير..
التفتت سحر لقمة الدرج وفتحت ثمهااا من هالطلـة .. نزل بخطواته الواثقة وميلانه المعتاد لليمين خصوصا لما ينزل الدرج ..
لابس بدلة رياضية ماركة اديداس لها بلوفر لكنه كان فاصخه ومعلقه على سطح شنطته اللي من نفس الماركة .. والكاب بالمقلوب على راسه .. كان شكله سبووور حيوي وحماسي ..عكس هيئة الدكتوور المتزن ..رسم اختلاااف تام وشكله كان ناوي يفلها مثل سحر بالضبط.

سحر بصدمة : خالد؟؟... انت بتروح ؟؟

وصل لتحت وقرب لين صار قدامها.. وقال بسخرية : كنك ما تدرين يعني ؟؟
استغربت وناظرت هيئته مرة ثانية ، مو مصدقة انه تنازل عن قراره ..اصلا ما كانت مأمله انه بيجي : أدري عن إيش خالد ؟؟؟

نزل حزام الشنطة من كتفه لكوعه ومن كوعه للأرض بالتوالي .. وطالعها بسخرية ومكر : على مين تلعبين يا سحر ها.. انت وش مسويه من وراي ؟؟؟

ما فهمت شي وكانت نظرات الغباء على وجهها من نظرات الاستجواب بعيونه : وش مسويه خالد ما سويت شي !!

رفع يده ومعط لها اذنها .. شهقت وهي تمسك يده بيديها الثنتين : آآآآي شفيك آي !!
خالد : انتي شلون جتك الجرأة أمس وتتصلين على المستشفى ؟؟
سحر بقهر : أي مستشفى حلمااان انت ولا وش سالفتك

خالد بقهر من حركتها اللي سوتها فيه.. لأنها عرفت شلون تجبره وتسوي اللي براسها : حركات الاستهبال هذي يا سحر خليها عنك ..اعترفي وش هالحركة اللي سويتيها ووشلون جت على بالك يالمشاغبة

سحر شوي وتبكي : يمممممممممه تعالي انقذيني ..انت هيــه وش قاعد تخربط تراني ما جبت خبرك
خالد : مستمره عالكذب والتمثيل يعني يالشيطانه..ما عرفت أربيك زين
سحر : يمامي آي هيـه.. خويلد وش قاعد تهبب وش السالفة !!

نزل يده عنها وهي تفرك اذنها بحقد ..
سحر بقههر ولا تدري عن وشو يتكلم : وش السالفة وش مسويتلك ؟؟

مارد عليها وقعد يناظرها .. نظرات البراءة بعيونها تقول مستحيل انها سوتها، أو هذي نظرات وحدة تمثل ..
دخل أبوهم عليهم وقطع تفكيره .. ابتسم وهو يشيل حقيبته من جديد : صبحك الله بالخير..

أبو خالد بابتسامة : صبحك الله بالنور ما شاء الله بتجي معنا.. أجل غيرت رايك وخليت عنك الشغل
خالد بضحكة : اخذت إجــــازة يابو خالد.. .

هنا سحر قامت تناظره بصدمة ما صدقت انه سواها واخذ اجازة.. أصلا هالولد بينه وبين الاجازات عداوة .. وخالد كمل على نفس الوتيرة من الابتسامة : ما يصير انت تاخذ وانا لا..

ابو خالد : ما أظن السالفة انك اخذت اجازة عشاني خذتها ..انت كنت رافض تاخذها من البداية مع انك داري اني بعطي نفسي اجازة
خالد وهو يطلع من الباب بضحكة خفيفة : غلبتني يابو خالد ..

طلع خالد ..والتفت أبو خالد لبنته اللي التزمت الصمت .. ونزلت عيونها بالأرض ، وقالت بهدوء مو من طبعها مع أبوها : صباح الخير
ابو خالد بابتسامة : صباح النور.. ها جاهزة

قالت بهدوء : ايه كل شي تمام..
ابو خالد : زين.. روحي لسيارة خالد انا هالساعتين بروح للشركة عشان شغلة بسيطة وبعدها بلحقكم ..

ومر من قدامها بيروح وهي ابتسمت .. عالأقل ابتسامته طمنتها انه مو زعلان على تصرفها أمس ..
لفت للدرج ونادت بأعلى صوتها : بيااااااااااااااااااان يلله انا رايحه اركب بسرعة

نزلت بيان وهي شايله صندوق مليان أدوات الحفر الملونة وهي مستانسه : رحت أجمعهم..
سحر بابتسامة : ولقيتيهم كلهم ؟؟
بيان : ايه شوفي
سحر : زين يلله ..خالد بالسيارة خلينا نروح نركب..

طلعت سحر متحمسه وهي لابسه عبايتها والطرحة على اكتافها ما بعد لبستها ..
طلعت من الباب وشافت وليد يتكلم مع خااالد.. شهقت ورجعت على ورااااا ... نست انه موجود معهم في القصر ..ونست إنها لازم تكون حذرة كل ما جت تطلع وتدخل لا يكون بالأنحاء .. بسرعة شالت الكاب وحطته بالشنطة .. ولفت الطرحة بإحكام على راسها..

حانت من تركي التفاته للي واقفين عالباب .. وابتسـم بوسع وجهه ابتسامة خطيرة ..سحر بلمت وطارت عيوونها وش قاعد يسوي قليل الأدب.
ركضت بيان قدامها وصندوقها معها : ولييييييييييييد..
وليد بابتسامة لبيان : هلا بيان..

زفرت سحر من غير صوت ..والله هي اللي قليلة أدب الابتسامة كانت لـبيان !!... نزلت بصمت وتوجهت لسيارة خالد وهي تحاول تتناسى هالتوتر الغامض اللي ، يتلاعب بقلبها مثل ماس كهربائي.. ويخليها ما تركد.. كل ما طاحت عينها عليه..

تذكرت اللي صار قبل يومين .. يوم دخلت غرفته بالغلط من غير علم انه موجود... وحمر وجهها يوم تذكرت كلامه..
بعصبية رمت شنطتها بكل قوة على الدبة .. أصدر صوت عالي.. التفت خالد اللي كان يوصي وليد ، لأخته لأن حركتها قوية زيادة عن اللزوم : شوي شوي عالسيارة!!

ناظرها تركي .. وكملت سحر : افتح الدبة بحط شنطتي..

بادرها اللي مسمي نفسه وليد وهو يتقدم لها : عطيني أحطها بالسيارة معي..
طالعته باستغراااب مو فاهمه ..وقالت بهدوء وعفوية : وانت شدخلك ؟
رفع حاجب.. لكنه ابتسم بوداعة وقال : انا رايح معكم !
سحر بدهشة : هاه ليه مين قال ؟
تركي جاوب على سؤالها لأنه حس ان حضوره مو معجبها : عمي أبو خالد اللي قال..

سكتـت.. وقال وهو يمد يده لها : عطيني احطها.. الأغراض كلها معي..
قالت بهدوء وهي تشيح وجهها عنه .. وتناظر أخوها : لا.... أبي شنطتي معي
وليد : أخف عليكم..
ناظرته بنظرة قوية.. وقالت : قلت لك لا... شنطتي أبيها معي.

سكت تركي وناظرها ..وهي تشيح وجهها عنه .. وتعطيه ظهرها وهي تفتح باب السيارة..
جا خالد وطل عليها : عطيني شنطتك بتضيق عليك انتي وبيان..
سحر : حطها بسيارتك أبيها قريبة مني !
خالد بسخرية : ليه لا يكون فيها ذهب وألماس وانا مدري... وش خايفه عليه؟؟

سحر : مو خايفه على شي .. بس أبيها قريبة مني
خالد بسخرية : أجل عطيها وليد خله يركبها معه ، أحنا معنا الأغراض اللي تكفينا.. لا تخافين مو مضيعها!
سحر : لاااا خلاص أبيها معي .. مارح تضيق ..بس خله يروح يشوف شغله ..

تنهد خالد باستغراب من اصرار اخته الغريب.. وكأنها شايله شي ضد وليد... رفع راسه من فوق السيارة وابتسم لوليد اللي كان واقف.. وسامع كل اللي قالته..
خالد : خلاص وليد كلها شنطة مارح تضرها.. روح شوف باقي الأغراض..
تركي بابتسامة : لا يهمك ..

ومن استدار.. وعطاهم ظهره العريض .. مشى والابتسامة الوديعة .. تنقلب ببطء لـ جموووود مو مفهوم .. على انها مجرد شنطة لكنه لمس انعدااام ثقة من ناحيتها.. وش هالتغيير اللي طرا عليها !!.. تصرفات هالبنت بدت تقلقه .. مو أول مرة تصدر ردات أفعال غريبة تجاهه ... قبل أيام بالسيارة .. كانت غريبة يوم بكت بشكل غير متوقع !!

والله لو تكون حاسه بشي.. لـ ينهيها قبل لا تعرف !!

وفيما سحر تنتظر جوا السيارة رن جوالها .. ويوم طلعته كانت مشاعل : هلااا مشاااعل
مشاعل بحيووووووية : هلا سحورة هلا
سحر : ههههههههههه لا المزاج عال العال ما أغلبك فيه
مشاعل : هههههههههههههههه أكيد مو السالفة فيها كشتة .. ها مشيتوا ولا لسا ؟
سحر : ايه الحين بنمشي انا بالسيارة

مشاعل بمكر يغلفه ترقب : كل عايلة عمي الكريمة ؟؟
سحر ابتسمت وقالت : ما تصدقين لو أقولك
مشاعل بضحكة كاتمتها : ايش؟

سحر : حضرة الدكتور متنازل اليوم وصدمني انه ماخذ اجازة وبيرافقنا.. لا وهو اللي بيمسك الدفة وبيسوق بنا لأن أبوي بيتأخر كم ساعة............
ما كملت سحر الا تجيها ضحكة تنفجر من الطرف الثاني : ههههههههههههههههههههههههههههههههه كلاها أجل من أولها لآخرها .. ههههههههههههههههههههههههه

سحر باستغراب : مشيعل شفيك قلت شي يضحك ؟؟
مشاعل بهبل : هههههههههههه لا مافي شي قاعدة أضحك على بندر خخخخخخخخخخخخخخخ
سحر : هبله وش دخل بندر !!
مشاعل : موووو شي خلاص احنا بنمشي بعد شوي بس ننتظر بندر يوصل ما بعد جا ..
سحر : وتقووول قاعده اضحك على بندر !!

استوعبت مشاعل غبائها : هههههههههههههههههههه قصدي اضحك على محمد
سحر : ايه استهبلي علي.. والله انك غريبة واحيانا مدري وش تفكرين فيه
مشاعل : كللل خير يا بنت عمو لا تخافين ههههههه

سحر : مشيعل
مشاعل : هاه
سحر : ليه ما تقلبين وجهك
مشاعل : هههههههه مقلوب خلقه
سحر : بااااااااايخه
مشاعل : ههههههههه مقبوله منك يلله انا بسكر عشان بطلع للسيارة..

قفلت ..وطالعت من الشباك تشوف سالفة خالد ليش ما جا... كان واقف مع وليد عند سيارته.. يرتبون الأغراض بالدبة عشان توسع العفش الكثييييييير..

::

بعد ربع ساعة .. في بيت أبو محمد ..

ضرابة وجدال صايرة بين بندر ومشاعل ، ...

كانت مشاعل واقفة برا بالحوش ..عند سيارة بندر اللي توه جاي وشايل ثعبانه "مشاعل" فوق اكتافه ويلاعبه ويداعبه وهو متسند على سيارته من قدام ، ومشاعل شااابة نار منه وهي واقفة بعيد.. مو قادرة تقترب من السيارة ..

مشاعل بصراااااااخ : والله مااااااااااااااااا أركب سيارتك يا بو الحيايا
بندر من غير مبالاة : لا تركبين ابركها ساعة انا من غير حيتي ماني رايح .. ويكون بعلمك لها الحق تركب السيارة اكثر منك
مشاعل طالعت بالأرض تدور شي تاخذه ترجمه فيه من القهر .. بس الأرض نظيفة ..احترقت.. مو قادرة ترد له الحركة : بنيدر حيتك ذي مهيب رايحة حطها بقفصها واذكر ربك.
بندر وهو يبوس راس الحية ومشاعل من هالمنظر ماااااااااااتت قرف : قلت لك مو مجبورة .. ماتبين.. سيارة محمد توسع بعير ..

مشاعل بقهر : انت انسان تبط الكبد ياااخي هالمقرفة ذي وين ناوي تحطها والله لأدفنها هناك لأخلي قبرها هناك وبتشوف.. انسااااان مجنووووووووون
بندر ضحك : هههههههههههههههه وانتي وحدة مخبوووولة ماعرفت العقل بيوم .. جاك العلم ماتبين تركبين معي اجلسي بالبيت ..

شوي وتصيح ضربت رجلها بالأرض ..الا أبوها طالع من الباب ..
راحت له وصوتها فيه الصيحة : يببببببببببببببببببه شوف ولدددددددددددددددددك ..

ابوها اللي كان طالع وبيده مجموعة أغراض : شفيكم ؟؟؟؟
مر من جنب ولده وهو يلاعب حيته : بسك من هالحيوان .. لا يقرصك ..
بندر بثقة : هههههههاي يقرصني ؟.. لا يبه أليفة ومربية وما منها شر ..

مشاعل من مكانها البعيد : انت اذا مت ناقص عمر فهو من حيواناتك.

رفع عيونه بنظرة ثاقبة ، وبصمت نزل حيته عالأرض .. وعطاها إشارة غريبة ما فهمتها مشاعل .. لكن يوم تحركت الحية ناحيتها مااااااااتت خوف وصرخت وراحت جوا البيت والصياح مالي صوتها..

ضحك بندر وبإشارة ثانية رجعت له حيته وطلعت فوق كتفه..
باسها يلاعبها : برافوو كل يوم تتحسنين وتفهميني أكثر..

سكر ابوه شنطة السيارة بعد ما حط الاغراض : لمتى مع ثعابينك ؟
بندر : يبه الثعابين عشقي اللا منتهي ..
ابوه : الله يصلحك .. انت ما تشوف البرامج اللي يموت فيها مربين الحيوانات بسبب التهور الزايد..
بندر : لا تخاف ولدك ذيب وماخذ كل احتياطاته ..

بعد عشر دقايق... طلع محمد وهو لابس بدله سودا وكاب أبيض على راسه ونظارة شمسية بنية عاكسة على عيونه .. ومشاعل متمسكه بذراااعه ..وراسها يطل بحذر من وراه..

ابتسم بندر على شكلها
محمد : وش سالفتك ؟؟
بندر : اختك ماتبي تركب معي تبي تركب معك ..
مشاعل : ايه ماني راكبه مع ثعبانه لو يموت .. آخر عمري انا وهالحيوان المقرف بسيارة وحدة!!

ابتسم بندر وظل يداعب حيته متجاهل نظراتها المقهوورة .. ومحمد التفت لمشاعل : خلاص اركبي معي.
مشاعل : فكة من المذلة .. وخل حيتك تنفعك ، .. تخسرني عشان حية مااااااااااالت عليك وعلى اللي يبيك ويبي سيارتك..
ابو محمد لـ مشاعل : خلاص انا بركب مع بندر .. واذا اختك تبي تركب معنا قولي لها ..
مشاعل بصدمة : يبه بتركب مع حيته ..

ابتسم ابو محمد وقرب من حية ولده يلمسها : ايه وش منه خوف..
مشاعل : يبه بتقرصك !!!
ابو محمد وهو يبتسم على خوف بنته المبااالغ : لا مابه شر ان شالله ..

طلعت شادن اللي كانت أنيقة بلبسها السبوور.. بنطلون برمودا اسود ، وتي شيرت أبيض عليه كتابات بالفضي عالصدر بحروف كبيرة ...وشعرها الأسود اللي كانت مسويته جديلة فرنسية ..وقبعة فرنسية من الستايل القديم شوي.

هنا بندر هتــف : أذووووووووووووووووووووب أنا !!

مشاعل بفضول لفت وشافت أختها ..وضحكت : ههههههههههههههههههه وين ترانا مو بباريس
شادن : خخخخخخخ بس اليوم الجو باريسي وأحلى من باريس ..
مشاعل : ما جبتي معاك كاب أو أي شي أصغر ؟؟!
شادن : الا جبت كل شي معي بس هالقبعة عندي من زمان وما جت مناسبة..قلت أحللها اليوم
مشاعل : ههههههههههههههههههه
شادن : ساعتين وبمل منها ...هو تغيير لا أكثر

بندر : تكفين صورة يا مدموزيل !!
شادن : هههههههههههه بونجوووور بندغ
بندر : بندغ !!.. تلاااعب صرييييييييييح

شادن : خخخخ بندوغه طيب
مشاعل اللي كانت رابطه بندانه ععلى شعرها القصير: هههههههههههههههه وقسم أحلى

بندر بغيــض : ما طلعت بندوغه الا من تحت راس ام البلاوي والمصايب مشيعل
مشاعل : اناااااا مالي دخخخل.. انا اقول بندوره
بندر بسخرية : ومين اللي اخترع هالاسم الخكوره ..؟
مشاعل : خخخخخ خكوره بس يناسبك
شادن : هههههههههههه مشاعل ما غلطت لأن الاسم راكب عليك

ضحك على مشاغبات خواته وهم يرمونه بالكلام .. رن جواله بجيبه الجينز الرمادي .. نزل ثعبانه الساكن للأرض..
وطلع الجوال وهو يرووح بعيييد عشان يرد ..

مشاعل بخبث وهي تنغز أختها : خيـر بندر مو من عادته اذا دق تلفونه ينحاش بعيد... انا اشك فيه
شادن : ههههه والله الابتسامة اللي عليه يقول شخص غالي.. يمكن حبيبته
مشاعل بسخرية : هالأهبل وين بيلقى له حبيبه الله يخلف عليه... اصلا انا اللي بنحش حبيبته منه أجل يستاثم في بنت الناس بسبب هواياته الغريبة .. مو بعيدة ينوم ثعبانه معهم بالفراش
شادن : ههههههههههههه ان شالله تجيه وحدة زيه نفس الهواية عشان ينفعون لبعض
مشاعل باعتراااض : وتحسبيني بخليه يتزوج هبلة زيه ... عندنا أهبل واحد ويالله متحملينه بعد بيبلانا بثاني..
شادن : ههههههههههههههههه والله انتي الهبلة وهو أركد منك
مشاعل : لا تغلطييييين

جاهم ابو محمد وهو يشوف حماس بناته من الصبح : يلله اركبوا ما عاد الا الخير.. بيت عمكم أكيد تحرك ..
شادن : يلله أمي دقيقة وجايه بس راحت تتأكد من الغاز وان كل الأغراض الضرورية اخذناها.

رجع بندر مبتسم بعد شوي وهو يحط جواله بجيبه... فتح باب السايق حق سيارته ودخل راسه جوا يكلم أبوه اللي ركب وقاعد ينتظره ..
مشاعل بسيارة محمد.. نطت بين الكرسيين عند محمد اللي قاعد يعدل كرسيه : محممد بالله عليك حرك السيارة ودوس ثعبانه هاللي بس اربع وعشرين ساعة نايم ..

ابتسم وهو يرفع عينه للثعبان الملتوي .. ووجه بندر اللي قاعد يضحك لأبوه : تبينه يذبحني ويدوسني بسيارته
مشاعل : تكككفي سوها ودي أشوف وجه بندر بعد ما يموت ثعبانه..

محمد : ههههههههههههه انتي ناويه على موتي !.. هذي مشاعل حبيبته نسيتي
مشاعل بقهرر : حبه برص ياربي كان هالمعفنة المنقطة القروية سميتي .. شوف لونها بالله وععع

ضحك وفتح شباكه ..ونادى على بندر : بنيــدر تعال شوف المؤامرة اللي عندي

رفع بندر راسه باستغراب .. وصرخت مشاعل : اوصصص من متى انت فضيحة !!
محمد باعها .. وضحك وهو يثير الفتنة : بنــدر مشاعل ودها تدوس على ثعبانك النايم بالسيارة ..شرايك الفكرة مو بطالة

سكر بابه بقوة يقاله معصب .. وقرب من ثعبانه وشاله بيدينه .. ومشى ناحية سيارة محمد اللي قاعد يضحك ويتخيل اللي بيصير بعد لحظة.
مشاعل بس شافت بندر يقرب بثعبانه المتوحش صرررخت صرخة هزت السيارة ونقزت للباب بتنزل لكن محمد وبنذالــة مد يده للقفل بسرعة وقفل الأقفال كلها ..

مشاعل : افتتتتتتتتتتتح تكفى افتح يممممممممممممممماه
وبندر يقرب وهو مبتسم بمكر .. جا عند شباك محمد اللي كاتم ضحكته عالزوبعة والصراخ اللي ما وقف ..
بندر وهو يطل من شباك محمد : وينها مشيعل ؟؟

مشاعل وهي تحاول تفتح الباب ما قدرت صارت تضرب الشباك بيدينها وشادن جنبها منفجرة ضحك عمييييييييق..
طلعت دموعها وهي تتلفت للثعبان وللباب اللي عيا لا ينفتح والنذل محمد اللي قاعد يستغل نقطة ضعفها ..
مشاعل : يمممممممممممممممممممممممممممممااااه
بندر : بالله محمد خذ الثعبان ودخله يسلم عليها وخلها تبوس راسه
مشاعل شافت انهم جادين ومحمد صدق بياخذها ويدخلها السيارة .. صرخت بخووف : لا لا لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااا

بندر يوم شافها رايحه وطي : هههههههههههههههههههههههه خلاص سماح هالمرة بس المرة الجاية ان دريت انك ناويه على حبيبتي بنومها معاك بنفس الغرفة مفهووم يالملسونة

وراح عشان يحط ثعبانه بقفصه اللي موجود بسيارته ..

شادن : هههههههههههههههه وش هالفلم اللي سويتيه والله ما يسوى عليك
مشاعل ما تبي تصيح : هين مردوده له ماني مخليتها بقلبي لأردها اليوم قبل بكرة..
شادن : ههههههههه من حقك تردينها انا أشجعك

محمد وهو رافع نظره للمرايه : وشادن تشجع الكل ما عمرنا شفناك بجنب طرف على حساب طرف ثاني
شادن : ههههه انا حيادية مع الكل ..
محمد : هههه الا دبلوماسية

جت ام محمد وركبت مع محمد وبناتها .. وابو محمد وبندر بسيارة ..
بالطريق الطويل ، مشاعل فكت الطرحة اللي تلف راسها وحطت راسها على رجل شاادن وناااااامت .. وشادن معها مجلة أزياء شرتها أمس مخصوص عشان تونسها بالطريق.
::


في سيارة خـالد..
سحر ابتسمت يوم شافت قطيع من الجمال ترعى على جنب الطريق... منظر خيالي .. رمال ذهبية .. سحاب أبيض... وصبح بارد ما بعد طلعت الشمس لفوق.. وقطيع من هالحيوانات العجيبة بخلقتها .. سبحان الله..!!
كانت السيارة صمت في صمت.. خالد ساند يد وحدة على الدركسون.. واليد الثانية على الباب.. وعيونه تغطيها نظارات شمسية سودا.. وأمها كانت تكلم أبوها تلفون.. وسكرت من مدة..
التفتت لـ بيان اللي بدورها كانت حاطه راسها على رجل اختها.. ونااايمة بكل براءة الدنيا..

قطع الصمت يوم قالت ام خالد : بيان مالها حس؟؟
سحر : نايمة يمه.. صاحيه من بدري..احسن لها تنوم عشان تكون نشيطة اذا وصلنا
ام خالد : بعد عمري.. مافيه أطفال على قدها بتروح الحين وتلعب لحالها قلبي بنيتي
ابتسمت سحر : أهم شي تغير جو الحين.. ما دام فيه تراب على قولها احسن شي.. بتغوص فيه كل الأيام اللي بنجلسها هناك
ام خالد بحنية لطفلتها الصغيرة : حبيبتي..

تذكرت سحر أبوها ورفعت عينها : الا أبوي ليش ما جا معنا؟؟
ام خالد : توه مكلمني.. يقول ساعتين بالكثير وبيجي مع احد هالسواقين.. عنده شغله مع ابو راهي بيخلصونها وبيجي
تذكرت "ابو راهي".. اسم قاله ابوها قدامها مرة : وما قدر يأجل هالشغلة؟؟
ام خالد : والله انا ما افهم بسالفة شغله كل اللي قاله مارح يتأخر..

سكتت... ورجعت تناظر الرماااال الممتدة قدامهم الى ماله نهاية..
تذكرت مشاعل.. وقررت تتصل فيها تسألهم هم وين؟!


في سيــارة محمـد،،
دق الجوال بشنطة مشاعل ولأنها كانت نايمة ..مدت شادن يدها وسحبت الشنطة من الطرف الثاني وطلعته.. شافت اسم " سحوره" .. ابتسمت وهي ترد : أهلا بسحوووورة ..
رفع محمد عينه بالمراية..
سحر : هلا بك شدون .. وينها البومة ليش ما ردت؟
شادن وهي تناظر وجه اختها النايم.. اللي اذا نامت تصير وديعة وبريئة عكس الشيطانة اللي تخطط وتمكر : هذي هي نايمة العمة ماخذة رجولي وسادة

سحر : ليش اجل سهرانة ؟؟؟
شادن : تعرفينها بنت عمك ما تنام الليل أكيد انها نايمة متأخر
سحر : حمارة هذا وانا قايلة لها نامي عشان نستغل الوقت هناك .. الحين بتروح هناك تنام وتضيع وقتها كله بالنوم..
شادن : خليها تنام وتصحى تساهر الحيايا والعقارب
سحر : هههههههههههههه طيب نشوفكم هناك كنت بس بسأل وينكم ؟؟
شادن : لنا ساعة ماشين ..
سحر : اوكي نشوفكم

سكرت شادن وهي تبتسم... وناظرت من الشبااك.. وشافت نفس ما شافت سحر .. قطيع من الجمال.. بمختلف الأحجام...
زادت ابتسامتها النقية..خلف روح تتمزق..

تنتظر.. ويا صعب كلمة "تنتظر".. تنتظر.. كلمة منه... تجدد اللي كان بينهم!!
كان يقولها... افرحي.. ولا تخلين ابتعادنـا.. حاجز يمنع ابتسامتك..

وهي رغم كل قلقها.. وكل الضغوط.. والكوابيس اللي تعيشها... وزادت فوقها مكالمة البنت "نهى"... بتحاااول اليوم.. تعيش وتبتسم.. وتنسى كل همومها.. من حقها تنسى اللي شاغلها فترة.. وتعيش حاضرها..
وهالرحلة يمكن تكووون فرصة لتجديد النفسية.. والاحساس بالحياة واللعب.

00رؤى00 07-08-08 03:19 AM

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووره عزيزتي انتظر الاجزاء الجدييييييييييده بشغف


الله لا يحرمنا طلتك


تقبلي شكررررررررررررررررررررري وتقدييييييييييييييييييييييييييييير لجهودك

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 04:40 AM

-------------------------------------------------------------------------------

::

بعد ساعتين وعالساعة 8 الصبح ،،..

في سيـارة خالد ... بدت ارض معسكر التخييم تظهر لهم واضحة للعيان ،، كل شي من بعيد يشير انه مرتب ..الخيام منصوبة.. الأرض ندية مخضرة في بعض البقع خلال هالفترة من السنة ،،،..

وهم يمشون وسط التراااب ناحية المخيم البعيد .. فتحت سحر الشباك وطلعت راسها تخلي الهوا يلاعب خصل شعرها ..تنفست بعمق وهي تطلع يديها برا وتضحك مثل طفلة ...
خالد : هههههههههههههههه عن البزارة..
سحر لأنها وراه ناظرت انعكاس وجهه بالمراية الجانبية.. وقالت وهي تصرخ عشان يسمعها : ياخي الجووو نقي ليت جو الرياض كذاااااااا ..
خالد : بأحلامك ان شالله ..
سحر : نقول يارب ليش التحطيم

وصلوا أخيرا ... وهدت السيارة من سرعتها ..
سحر استغربت .. كل شي مرتب وبإتقان بفعل فاعــل.. لكن المخيم هااااادي مرة ما يشير لـوجود أحد !!

لكن يوم طفى خالد محرك السيارة ... طلع شخص غريب من أحد الخيام وهو مبتسم .. لابس جينز ازرق غامق.. وتي شيرت رمادي .. ونظارة شمسية على جبينه ..
التفت خالد وهو بينزل من السيارة... وانصدم من اللي شافه ..
سحر تنحت لأنها أول من شافه يطلع.. وما عرفت منهو.. بس كانت تحس انها شافته من قبل !!

خالد بصدمة : عمر ؟؟؟؟؟؟
عمر وهو يقرب : هلا بالدكتور..
نزل خالد بسرعة وراااح له وهو يضحك : ههههههههههههه وش هالمفاجأة ما عندي خبر انك بتجي

كل واحد رمى كفه بكف الثاني بكل قوة ..وطريقة شبابية .. وضموا بعض
عمر : هههههه انا مكلم بندر وقلت له لا تقول لأحد
خالد : يا بن اللذينا ... أجل انت اللي اشرفت على كل شي
عمر : ايه وصلت من الشرقية اليوم الفجر ، وعرفت من بندر انكم طالعين قلت اسبقكم... ووصاني ان فيه رجال بيجون يرتبون كل شي وقالي شوف شغلك معهم.. ولا أنا ماني فاضي
خالد : هههههه أجل وهقك بندر
عمر : بردها له بس اصبر ..

سحر استاااانست على طول مسكت التلفون ودقت على جوال شادن : الوو
شادن وهو تتثاوب.. وبكسل : هلا سحورة ..
سحر : خبر بمليون ألف ريال..

شادن : يا ساتر !!.. ما عندي حافية منتفة من وين اجيب لك مليون ألف ..
سحر وهي تضحك : لا جد مين تتوقعين شفنا بالمخيم ..
شادن بصدمة : انتوا وصلتووووا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سحر : ايه بالسلامة ولله الحمد ..
شادن : هب عليكم سبقتونا..
سحر : وجع هب عليك انتي الله يحفظنا..
شادن : ههههههههههههه يلله قولي
سحر : .. شفنا واحد بالمخيم ..

شادن باستغراب : مين؟
سحر نفسها مو مصدقه : ...حزري!

ابتسمت شادن بسخرية .. وطردت اللي في بالها.. كان فقدانها للأمل بالحال الغريب اللي وصلوا له هي وعمر..كفيل انه يفقدها الأمل حتى بالفكرة العابرة اللي خطرت عليها .. وإن اللي تقصده سحر... هو عمر !

قالت بهزل : سخافة !
استغربت سحر : سخافة؟؟؟.. وش اللي سخافة؟؟؟
ابتسمت شادن بأسى على نفسها : سخافة اللي أفكر فيه... صرت أفكر بأشياء مفقود منها الأمل..

ابتسمت سحر وقالت بكل قوة ووضووح : لا يا شادن مو سخافة... عمر قدام عيوني الحين..

..دايم... حروف اسمه.. لها أكبر تأثير .. وسماعها لصوت سحر الواضح .. خلا كيانها يتبعثر.. ويفقد كل احساس متوازن...
غمضت عيونها بعد ما حست انها بتفقد السيطرة على عواطفها : لا يا سحر.. الله يخليك هالألعاب ما تضحك

حنت سحر على صوت شادن الهامس .. والألم بصوتها .. وقالت وقوة صوتها ووضوحها يزيد : ورب السما... يا شادن.. ان عمر قدامي الحين.. ويضحك بعد..

آآآآآآه يا ضحكته...
رنت في ذاكرتها .. صدى ضحكاته .. ترجع لها من الماضي... ضحكاته اللي يضحكها من قلب... لأن عمر..عمره ما افتعل الضحك.. وعلى الحزن والوحدة اللي عاشها ... إلا ان الضحكة اذا طلعت منه... فهي ضحكة القلب بعفويتها..اذا ضحك.. ينعكس هالشي على عيونه.. وسواد عيونه ..
اذا ضحك..كانت اللحظة خياليـة بعيونها... اذا ضحك ..سلبت ذيك الضحكة كل شي باقي فيها..
هو ..أحلى ضحكة .. عاشتها .. وبتعيشها بحياتها الفانيـة..

مسكتها غصة.. وقالت بخنقة وهي تنفض هالذكرى : لي...ش... ما قالي؟؟
سحر باستغراب ما سمعت زين ، لأن الصوت بدا يقطع : وش قلتي شادن؟؟
شادن بابتسامة مغصوبة : خلاص.. مشكورة... احنا شوي وواصلين
سكرت.. وهي تحاول تستوعب .. مفاجأة وجوده

راحت سحر لمخيم الحريم وشافت هناك امها ترتبها وتعدها بمساعدة الخدامة،، اللي تنفذ كل شي ينقال لها
بيان اللي وقفت لفترة مو قصيرة مشدوهة بهالمساحات الخيااالية من الرمال قدامها.. ركضت على طول لبقعة من الرمل الندي ، وبدت تلعب فيها بسعااادة لا توصف .. سحر انقلبت طفلة بريئة.. جلست معها وخلعت كوتشها.. ودست أصابع رجلها بالرمل الباااااارد وضحكت وهي تحسه يتخلل اصابعها باستمتاااع .. رفعت يدينها بالهوااا مثل الطير.. وهي تضحك وتنثر الرمل من اصابعها .. مع هبة الريح اللي طيرها لبعيد..

وصلت سيارة وليد ..وسحر ناسية عالمها انقلبت طفلة من جديد.. طفلة بريئة تشوف العالم من نظرة طفولية .. تبتسم للسما الزرقا الواااسعه ،.. تبتسم للشمس الدافية .. للسحاب اللي يمر من فوقهم.
بيان شافت وليد ..قامت تركض وهي تناديه.. وسحر مو حاسه باللي حولها مغمضة عيونها والهو ينعشها..

بيان : ولييييييييييييييييد ...
كان وليد أو "تركي" واقف عند شنطة سيارته وبدا ينزل الأغراض .. التفت لها وقال بجمـود : هلا بيان !
جت عنده تلهث وبسعادة : هناك في رمل كثير ..

تركي وهو ينزل صندوق عالأرض : وين؟
بيان وهي تأشر : هناك عند سحر..

رفع عينه لذاك المكان ... واختفت ابتسامته اللي غصبها عشان بيان ... ليه هالبراءة ما تمثلت الا فيها؟؟.. وليه طفولتها لا زالت تستفزه... وتذكره بعداوته معها!!
نزل عيونه للأرض وهو يعض شفته .. بكل قوة.. كلهم ذنبهم واحد.. وكلهم لازم يتعاقبون !!
رفع عينه لسحر .. ونزلها مرة ثانية وهو يلف للسيارة .. يشيل باقي الأغراض
وقال وهو يدخل يدينه داخل الدبة : روحي عني انا مشغول الحين

لاحظت بيان انشغااله فـ رجعت لأختها .. وتوها تلاحظ سحر ان بيان قامت وتركتها : وين رحتي ؟؟
بيان : رحت لوليد

رفعت راسها بسرعة هناااااك.. وناظرته وهو يشيل الأغراض ويحطهم عالأرض بيدين قوية.. رغم ثقلها .. إلا أنه مو مبين عليه أي تعب او ارهاق..
جسمه .. مو جسم ضعيف أبد.. واضح انه في صحة ممتازة !!.. وقوته البدنية تثبت هالشي.. ياربي..
وش سالفة هالفقير؟؟؟

شافت سيارة واحد من عيال عمها توصل ،، وبسرعة قامت تركض حافية... لكنها تذكرت كوتشها.. رجعت تلبسهم وهي واقفة .. وقفت على رجل وحدة وهي تحاول تدخل رجلها الثانية بالكوتش.. ويوم ما قدرت ..
استخدمت يدينها وهي واقفه .. اللي خلاها تنطط في مكانها بشكل مضحك تبي تتوزان

بيان ضحكت عليها وهي تشوفها تنطط على رجل وحدة ..والرجل الثانية عالقة بالكوتش

تركي رفع عينه بلحظة عفوية وهو ينزل كرتون من الأغراض.. شافها تنطط ومتورطة بجزمتها اللي ماسكتها بيدينها .. كتم ضحكة على شكلها الغبي.. ونزل راسه يكمل شغله..
أخيرا مشى معها الوضع.. راحت للخيمة ركض تنتظر محمد يروح عشان تروح لبنات عمها .. بس الكل نزل إلا مشاعل مالها شوف.

جت شادن بسرعة وسحبت سحر ورا الخيمة .. وبصوت مرتعش : سح..ر ..انتي من جدك ؟؟؟
سحر ابتسمت على تعابير شادن... واصطنعت الغباء : بإيش؟؟
نزلت دموعها .. وهي تقول : عمر...هنـا ؟

تغيرت ملامح سحر .. لملامح عطف..وحنية... أي قلب فيك.. يخليك تصبرين كل هالصبر..يا شادن؟؟
قالت تشجعها : ايه زوجك هنا.. سابقنا كلنا.. سمعته يقول انه معطي بندر خبر انه جاي وانه موصيه لا يقول لأحد... كان يبيها مفاجأة لك يا شادن..

شادن بضحكة تخترق دموعها : صدق..؟... جد هالكلام؟.. سحر؟
سحر بضحكة تخفي تأثرها.. مين ما يشوف دموع شادن وما يتأثر : ايه والله... سمعته يقول هالكلام لخالد..

ضحكت شادن وسط دموعها .. وهي تحاول تصدق هالكلام... لعله يكون بلسم.. لكل شي عايشته..في بروده...الفترة الأخيرة..
سحر تلفتت يمين ويسار.. وقالت عشان تهرب من دموع شادن.. لأنها لو بقت هنا يمكن تبكي معها : انا برووح اشوف مشاعل !!

وركضت بعيد.. تاركه شادن لحالها واقفه... مثل الضايعه.. التايهه .. اللي ما تدري وش تسوي..
سمعت ضحكته تجيها من مكان مجهوول.. غمضت عيوونها وهي تسند ظهرها للخيمة..

وبكل خوف.. وبكل شوق يغمرها.. ويدمرها.. ويرجع يعمّرها... تحركت لزاوية الخيمة عشان تطل.. وتسرق نظرة لوجهه الحبيب.. اشتاقت وإن قالت اشتاقت.. فما رح تعرفون وش كثر اشتاقت.
قربت وهي تسمع ضحكاته العذبة ترد لها الروح.. وتنعش نفسها.... ليش أنا ؟؟... اللي يصير معي كل هذا؟؟
ليش انت اللي مكتوب لي.. حياة.. ومصير؟؟

طلت ..وليتها ما طلت..
شوفته.. وشوفة قامته وحضوره اللي ما تغير فيه شي... كان..مثل ما تركته بالضبط.. ما ضره شي!!
شافته يضحك من جديد وهو يتقدم لـ محمد .. اللي جا بسرعة وعانقه بقوووة وهو يسلم عليه..

وهي؟؟.. مالها حق تسلم عليه؟؟
رجـع!!... وكانت شوفته بعيونها الثنتين .. أكبــر تأكييــــد على رجوعه ..!!
يعني خلاص.. مارح يتركها مرة ثانية؟؟

ابتسمت من جديد وسط دموع الفرح... لأنه وعدها ، إن رجوعه مارح يكون من بعده فراق... وهذا موعد رجوعه حل .. وكانت أقوى من مفاجأة عادية.. هدت حيلها وخلتها تبتسم.. وسط الدموع.

دخلت سحر الخيمة تدور مشاعل .. وما لقتها ..
سلمت على مرة عمها وسألتها : خالتي وينها مشاعل ؟؟
ام محمد باستغراب : ما نزلت ؟؟؟؟.. مدري اللي اعرفه انها كانت نايمة بالسيارة ..ما صحتها شادن ؟؟؟

تنهدت سحر...شادن يبي لها من يصحيها الحين..
سحر : أنا بروح أشوفها..

وصلت سحر لسيارة محمد بحذر ..يوم تأكدت ان الشباب بعيدين..
طلت على الشباك المظلل وشافت ، ظلال جسم نايم داخل السيارة .. ابتسمت ودقت الشباك عليها .. لكن مشاعل كانت غرقانة ..
فتحت الباب اللي عند راسها ونادتها : مشمش !! مشاااعل قومي... شوفي الصبح هنا جناان

تحركت مشاعل بثقــل.. وفتحت عيونها بصعووبة والنووم ماخذهاااا : سحر !.. وين انا ؟
سحر: انتي بالسيارة قومي وصلتوا من ساعة..

قامت قاعدة بكسل وهي تتنهد من النوم .. مسحت وجهها بيدها وبعدت خصل الشعر الصغيرة المنثورة على وجهها ..
مشاعل : متى وصلنا .. ووينها شادن وامي ؟؟
سحر : كلهم نزلووا.. قومي عمتي تسأل عنك.. قومي غسلي وجهك احنا ما جينا هنا عشان ننام

ابتسمت مشاعل.. وسحبت عمرهااا لين نزلت من السيارة... ومن وطت رجلها الرمل.. تمططت بكلل قوووة وهي تصرخ ..
مشاعل : الجوو خيالي

وصلت سيارة بندر وهي تضررب بواااري مرحة من بعيد.. يعلن فيها وصوله
نـزل بندر وهو يلتفت لأبوه : يبه انزل.. عندنا ضيف ما شفته من زمان !!
ابو محمد باستغراب : مين ؟؟

جاهم صوت رجولي من ورا السيارة : صباح الخير يبه !
التفت أبو محمد وراه... وارتفعت حوااااجبه من المفاجأة اللي ما توقعها : ...عمر؟؟؟؟

ابتسم عمر وقرب من اللي مربيه عقب أمه اللي ما يذكرها : وحشتني يالغالي
ابتسم ابو محمد وناظره من فوق لتحت : على بالي نسيتنا... وينك كل هذي غيبات

تقدم عمر بصمت وباس راسه : مشاغل الحياة يبه..
ابو محمد : لو داري ان هالمشاغل بتقطعك عنا كل هالفترة كان ما خليتك تطلع من بيتي من الأساس ..
عمر بابتسامة : طلعتي كان لابد منها يبه
همس ابو محمد لـ عمر بينهم : الله يصلحك.. لو تدري شادن وش سوت من عقبك... والا كل هذا عشان تبيض وجهي وتثبت لي انك رجال وقادر تبني نفسك بنفسك

من جاب طاري شادن كان ساكت... لكن بعد الجملة الأخيرة ابتسم وهو يقول : لا تنسى يبه إنك ما رضيت تعطيني اياها الا بعد ما أبني نفسي.. وأنا ما ابتعدت إلا عشان أغير النظرة اللي كنت ماخذها عني..
ابتسم أبو محمد : يا ولدي كنت مراهق صحيح وشيبت راسي معك وبهذلتني... لكن الحين.. انت ناضج.. وتفهم بالحياة مو زي قبل..

سكت عمر...والألم ينهش قلبه... احساسه بالفشل ..يزيد مع الأيام.. واحساسه بـ نبـذ نفسه يتصاعد ..ويخنقه
لو تدري يا بو محمد.. عن حاضر اللي قدامك الحين... ولو تدري إنه ما قدر يغير من حاله شي !!.. وكل ابتعاده .. وانقطاعه ...كانت مو في صالحه... كانت كاااابووووس وإلى هاليوم.. كابووس ما يقدر يهرب منه.

ابو محمد بحنية : بشرني عن علومك.. اشتقنا لك يا ولدي
ابتسم عمر : علومي بخير... بشرني عن صحتك
ابو محمد : والله بشوفتك اليوم يا عمر.. انا بخير.. المهم انت شخبارك

جا بندر بعد ما خذا لفة سريعة عالمخيم : لا لا يا عمر المخيم منظظم.. اتاريك مو سهل
عطاه عمر نظرة : أنا كنت ناوي أردها لك.. بس بمشيها لك هالمرة

جا بندر وضمه : ههههههههه الحمدلله عالسلااااااااامة وأخيرا رجعت .. ياخي ما بغيت.. فوق السنة ونص ما طبيت الرياض.. من ملكتك انت وشادن !!

عمر ببرود : ظروف شغل يا بندر.. مو بكيفي
بندر بنظرة ماكرة : متأكد انه مو بكيفك... لأن ما أظن أحد يقدر يمشيك على كيفه
شاح عمر وجهه بملل عن بندر : ما تترك فراغتك ..

ابتسم بندر ومسكه من ذراعه.. وتلفت يمين وشمال : ما شفت شادن؟؟
وقف عمر وسحب ذراعه بهدوء وهو يقول : لا ما شفتها.. ما بعد حصلت فرصة
بندر بابتسامة : أناديها لك..

مشى عمر وهو يقول ببرود : لا خلها على راحتها... تلقاها مستانسة مع البنات..

بندر باستغراب: عمر؟؟
ما رد عمر وانضم للشباب .. وبندر لحقه من غير تعليق
::

يتبـــع..!
[/SIZE][/COLOR][/CENTER]

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 06:17 AM

::
الجــــــزء 18 ..
::


عند البنـات..

مشاعل بصدمة : عمر معهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سحر بابتسامة وهي تناظر شادن الساكتة : ايه .. تخيلي سابقنا كلنا وهو اللي منظم المخيم..
مشاعل : معقووول وشلون درى عن المخيم؟؟؟
سحر : أكيد بندر اللي قاله... وهم اثنينهم اتفقوا يكون حضور عمر مفاجأة..
مشاعل ضحكت وهي تناظر اختها : وأخيرا جابــه الشووق لين عندك يا شادن..

ابتسمت شادن وقالت بضحك هي أبعد ما تكونه في الحقيقة : ونعم الشوق اللي مخليه ناسيني للحين ..

فكرة وحيـدة تعكر صفوها ومو مكملة فرحتها...
غمزت مشاعل تغير جوها : أكيييد ينتظر الجو يخلاله ..عشان يخطفك بعيد من غير محد يحس ويكون السلام على اصوله..

هنا حمررر وجه شااادن واشتعل ... ومشاعل ضحكت وسحر معها بشكل قووي..
شادن : قليلة أدب!... عيب يا حمارة توك على هالحركات
مشاعل : ليش ان شالله اذا كنت انا صغيرة انتي وش تصيرين.. ترا ما بيني وبينك الا سنتين يا دوبه
شادن : بس انا متزوجة واستحي اتكلم كذا .. وانتي بايعتها

سحر يوم شافت انهم مطولين : ههههههه خلاص شادن قومي نطلع نشم هوا وننسى همومنا ولو ساعات

ابتسمت شادن لبنت عمها والقريبة لقلبها.. وقامت واقفه .. لازم تنسى هالهم وهو متى ما بغاها..بيطلبها ... و بتطير لــه..

طلعوا مع بعض... وتنفسوووا هوا الصبح النقي تحت السما الزرقا..
مشاعل : يلله سباااق
سحر : ههههه يلله مشاعل انا وياك
مشاعل : لا عمري انا بتسابق مع شادن انتي صاروخ محد يغلبك

شادن عرفت ان مشاعل تبي تتسابق معها .. عشانها سهلة الهزيمة : لا قلبي ...أنا بتسابق مع أبطأكم...

ناظروها ببلاهه...
وعقبها ضحكوا..وقالوا مع بعض : كلنا بطيئين

شادن : تلعبون على مين ..لا أبي أبطئكم عشان ما اخسر
سحر : مشاعل يلله لين هذيك الشجرة ونرجع

شادن : وانا الحكم..بصفر لكم..

ناظروا سحر ومشاعل بعض بتحــدي... وتقدموا للخط اللي رسمته شادن برجلها في الرمــل.. ورفعوا أطراف بناطيلهم..وطرحهم على أكتافهم
شادن وهي تمثل دور الحكم البثر : لحد يتعدى الخط ولا بيعتبر خاسر... هيي مشيعل ارجعي ورا... سحر رجعي رجلك.. يا ويل اللي يغش ترا بطرده

مشاعل : اففف لا تنشبين يلله صفري..

حطت شادن أصابعها بفمها .. وصفررت تصفيرة حااادة ررن صداااها في الطبيعة حولهم.. ووصلت حتى للشباب.. عقبها ما شافت الا غبرتهم.. ضحكت من قلبها وهي تشوفهم طااايرين وماخذين المنافسة جديـة..

صارت تضحك وتصفق.. تشجع مرة سحر.. ومرة مشاعل ..
كانت الشجرة بعيدة.. عشان كذا خذوا وقت على ما يوصلونها.. جت بيان تركض يوم سمعت صرخات شادن وتشجيعها ...
شافت اختها سحر تركض مع مشاعل.. صرخت عفويا وهي تناديها وتشجعها..عشان تسبق مشاعل ..

بيان : سحررررررررررررر بتفوز
شادن : ههههههههههههههه والله عنيدات كلهم
بيان وهي تصرخ بكل حماس طفووولي : سحررررررررررر فوزي عليها

شادن ناظرتها بنص عيوون : ليه ما تشجعين اختي؟؟؟
بيان : عشانها تقهرني .. مابيها تفوز
شادن : هههههههههههههه طيب انا بشجع مشاعل ..

ناظرتها بيان بنظرة.. يعني لا تحاولين سحر بتفوز : سحرر بتفووز سحر سريعة لما تركض
شادن بغرور والنقاش مع بيان أعجبها : ومشاعل بعد سريعة لما تركض.. ( وناظرتهم وهم جايين لجهتهم والمنافسة حاااامية) .. يلله ميشو يلله فووووووزي على اخت بيونه

بيان : لااااااااااااااااااااااااا سحر لا تخلييييييينها

قربوا وهم يركضون .. وكل وحدة شوي وتطيح على وجهها من التعب... مشاعل تعثرت وحاولت تمسك قميص سحر عشان تطيحها .. بس سحر ما خلتها ووصلت قبلها بلحظاااات..
بيان انجنت من الفرح .. قامت تنطط : سحررر انتي اسرع..انتي اسرع..

جت سحر وهي تلهث من قلبها .. وضمت اختها وهي تضحك.. وتترنح..

شادن : واخزياااه عليك مشيعل فشلتيني !!.. توبة أشجعك مرة ثانية
قامت مشاعل من الأرض وهي تلهث لهااااث واصل لآخر الدنيا : وجع تعبت كل ما قلت بوصل لقيتكم تبعدوون... الشجرة بعيدة والرجعة منها أكثر تعب...سحر ليش ما اخترتي شي اقرب
سحر : مافيه معالم واضحة قريبة لنا إلا هالشجرة..

ناظـرت شادن في بيان : بيان تسابقيني
بيان بدهشة : أنا؟؟

شادن بطفولية : أيه ابي اهزمك
مشاعـل بحررة : ايه تكفين بردي حرتي في هالبزر ودي أشوفها تصيح لين انهزمت

ناظرتها بيان نظرة : انا ما اصيح... اصلا انا بفوز
مشاعل بسخرية : نشوف يا واثقة زمانك

سحر : يلله استعدوا... واحد.. اثنين .. ثلااااااااثة

ركضت بيان ومعها شادن.. اللي ما خذت كل حيلها بالركض

مشاعل وهي تناظرهم : وش هالغش شادن متساهله معها ..
ضحكت سحر : ههههههههههههه وش تبين انتي؟؟.. تراها بزر تبينها تاخذ حيلها معها..
مشاعل بنذالــة : تبين الجد ايه.. أبي اشوف هالملسونة وهي تصيح
سحر : حرام عليك اختي مو ناقصها..

جت بيان ترركض واستقبلتها سحر بحضنها .. ووصلت بعدها شادن وهي مبوزه مثل الأطفال : بيان ليش انتي سريعة

رفعت بيان حواجبها بغروور طفولي .. وناظرت بمشاعل .. يعني شوفي..واسمعي يا جارة...
مشاعل : عشتووووا..

:::

عند الشبــاب .. اللي جلسوا لهم جلسة برا الخيمة مع ابو محمد.. بعد ما حطوا لهم بساط ..

محمد بنظرة لأخوه : بندر ليه ما عطيتنا خبر عن جية عمر؟؟
ابتسم بندر وناظر عمر اللي جالس جنب أبو محمد : والله هو اللي قالي لا تعطيهم خبر ..خلها مفاجأة..
عمر بزعل بزران : ليه يا محمد.. ما عجبتك المفاجأة ولا كيف؟؟

محمد ابتسم : كيف ازعل صاحي انت... بس شايل عليك لأنك ما عطيتني خبر
عمر ابتسم : المرة الجاية اعطيك خبر وما اعطي بندر .. رضيت الحين؟؟

بندر بحنق : تسولف مع بزران يا حضرة محبوب الجماهير..
عمر : ههههههههههه ما يهون علي زعل محمد..

التفت بندر هالمرة لـ خالد : وانت يا حضرة المثقف وش جابك .. مو قلت لي امس انك مارح تجي وش اللي رز وجهك معنا دامك تتغلى

تذكر خالد الحركة اللي سوته فيه اخته..
وابتسم : قاعد على قلبك وش عندك!!
بندر : يا شينك لا تلزقت فيني.. ياخي قول تحبني

خالد : كتب ربك وجيت... عندك أي اعتراض... اصلا ما يحلى البر الا فيني ولا شرايك محمد
ابتسم محمد : مافيها كلام..

رفع أبــو محمد راسه عن الجريدة.. وناظر في خالد : خالد وين ابوك ليش ما جا؟؟
خالد : ابوي يا عمي يقول ان عنده شغلة في الشركة بيخلصها ويجي على طول... مارح يطول
ابو محمد : زين !


تلفت خالد حوله مستغرب.... لأن وليد من ساعة ما وصل ، ما شافه..
انتبـه له من بعيد..وهو يرتب الأغراض وينقلهم.. لخيمة الأغراض ..

ناداه : وليـــــد !!
التفت له وليد بصمت وهو يثبت كرتون لا يطيح .. وناداه خالد : تعااااال ارتاح .. خل الباقي الخدم يرتبونـه..

التفت محمد بهدوء وناظره...وراقبه وهو يمشي ناحيتهم.. ما يكذب اذا قال انه استغرب يوم شافه مرافقهم بهالرحلة ..وما كان متوقع وجوده من البداية ..

جا تركي وهو ينفض يدينه... وسلم بالهوا : سلام عليكم..


الكل : وعليكم السلاااام..

أبو محمد ابتسم بأبوية : انت وليـد يا ولدي؟؟؟
تركي باستغراب : ايه يا عمي انا وليد

ابو محمد وهو يقيمــه بعيونه : ما شاء الله... كلمني عنك ابو خالد كثير .. فرصة سعيدة اللي شفتك اليوم
تركي بابتسامة : ما تقصر طال عمرك

ابـو محمد وهو يأشر على مكان جنب خالد : تفضل تقهوى معنا...

جلس تركي وتربع بجلسته .. وقال : تسلم طال عمرك ما تقصر ..
خالد ناظره بعتاب : وليد الله يهديك .. ليش قمت تنقل الأغراض الخدم بياخذونه ويرتبونه.. المفروض نزلتهم وجيت ترتاح
تركي : مو مشكلة يا دكتور حصل خير..

بندر باهتمام مفاجئ لأنه بالنسبة له أول مرة يشوفه : إلا يا وليد وش تشتغل؟؟
تركي : اشتغل عند ابو خالد...
بندر : ادري.. لكن وش شغلتك بالضبط؟؟

تركي وهو ياخذ الفنجال اللي مده لـه خالد : كنت اشتغل بالشركة ... بس حاليا اشتغل سايق طال عمرك..

ضحك بندر : هههههههههههههه تكفى ترا "طال عمرك" ما تلبق لي... نادني بندر..
تركي وهو يلتفت لـ محمد : أهاا... أجل انت اخو الاستاذ محمد..؟

بندر : ايه أنا اخوووه... شكلك يا محمد مسوي الهوايل بموظفينك ..اسمك مخوفهم

قال تركي يـرد : تبي الصدق ايه اسمه لاعب دوره بالشركة.. شخصيته قوية وقيادية ما شاء الله والكل يحسب له حساب.. ( ابتسم بغرابة وهو يناظر محمد) ..حتى أنا..

ابتسم محمد بصمت لوليد... وعلق بندر بضحكة : لا يا عمي بديت أغار... شكلي بطلب من عمي يوظفني عنده محمد مهوب أحسن مني

أبو محمد باهتمـام : كم عمرك يا وليد؟؟
تركي : 27 طال عمرك .. وداخل الـ 28 قريب..
ابو محمد : ما شاء الله العمر كله .. انت كبر عمـر ولدي أجل..

وناظر عمر جنبه .. اللي ابتسم وهو يقول : ايه يبه ..بعمري..
تركي : ما شاء الله ... هذا بعد ولدك طال عمرك؟؟

ابتسم ابو محمد بحنية.. وناظر عمر اللي متركي عالمركى.. وقبضة يده تحت خده : ايه ولدي اللي ما جبته..

ابتسم عمر لأبوه... وبندر علق : عمر أكثر واحد حصل اهتمااام من ابوي اكثر منا احنا ..
علق عمر بروح رياضية : اهتمام وضرب قصدك ..

ضحك ابو محمد : هههههههههه للحين بقلبك وانا ابوك
ابتسم عمر.. ابتسامة كأنه يقول لا تشيل همي..

بندر طفش من الجلسة.. وقال : ما ودكم تتحركون؟؟
خالد : خله بعد الفطور... جوعانين طلعنا من البيت من غير فطوور وفوق هذا سواقة السيارة ساعتين
::

دخلوا البنات خيمة الأغراض يشوفون ام خالد وام محمد وش يسوون ... لقوهم يجهزون الفطوور مع الخدامتين الموجودات ... ومافيه فطور أحلى من الفطور بالطبيعة وبهالجوو..

شادن : يمه ما تبون نساعدكم؟؟
ام محمد : الا هذا حق الرجال.. وديه برا عشان ما ينخلط مع حقنا..
شادن : ان شالله..

والتفتت ام خالد لـ سحر ومشاعل : وانتوا خلوكم ساعدونا... تعلموا

شالت شادن حق الرجال وطلعت فيه لبرا.. حطته عالأرض.. وطلعت من بلوفرها الطويل الزيتي جوالها ..ودقت على بندر عشان يجي ياخذه..

بندر : هلا
شادن : تعال خذ فطوركم خلصووه
بندر : جا بوقته... يلله جاي..


قام بندر من الجلسة ..وهو يلتفت لـ عمر المتمدد عالأرض بنظرة : عمر قوم معي..
عمر : وش تبي؟؟
بندر : تعال نجيب الفطور.. اجيبه لحالي يعني..

عمر طنشــه : خذ محمد معك انا بجلس مع ابوي
بندر : ابوك موب طاير قوم يلله

ابو محمد لـ عمر بضحكة.. لأنه عارف بندر وعمر وعنادهم لبعض : قوم معه هذا عنيد.. وانا بمكاني ماني رايح
ابتسم عمر وقام واقف .. وهو يتوعد بندر بنظراته..

مشوا مع بعض على الرمل ناحية الحريم .. وبندر يصفر بألحااان عذبة مثل الناي.. وعمر ساكت جنبه ..

يوم وصلوووا للخيمة.. لقوا فطورهم عالارض عند باب خيمة الأغـراض..
بندر : وين راحت؟؟
ناظره عمر باستفهام ..

شال بندر نص الأغراض... وعمر شال النص الثاني ...وسبقه راجع ..
كان بندر بيمشي لولا خرووج شادن من الخيمة بسرعة..وهي تهتف : لحظة بندر ... نسيت هذا ..

التفت لها باستغراب.. ولقاها تناظر اللي ورا كتفه.. بصمت ... وعيونها يفيض منها الشوق..
بندر : وش تبين ؟؟
شالت عيونها عن عمر ... وابتسمت لـ بندر وهي تقرب : خذ ترمس الشاهي ..
بندر : دقيقة يديني مليانه .. برجع له حطيه عالأرض ..

راح عنها يلحق عمر .. اللي مشى مسافة بعيدة من غير لا يلتفت وراه ..ومن غير لا يدري عن اللي تناظره..
رفعت راسها للسما.. وهي تزفر من فمها...
الفرص الجاية أكثر ..أكيد ..

ودخلت جوا ..

::

بعد الفطـووور ..

طلع عمر من خيمة الرجال.. لبقعة خالية يختلي بنفسه.. ويوم صار لحاله دخل يده بجيبه.. وطلع باكيت سجااير ! .. سحب وحده بفمه .. وثبتها بين أسناانه.. وأشعلها بالولااااعة..
تصاعدت سحابة دخااان فوق راسه.. وعكرت نقاء الجو من حووله ..

هو نفسه .. ما عاد صار نفسه... يحس ببرود في مشاعره .. وتغير في شخصيته .. ويمكن اللي يفكر فيه... هو اللي خلق هالبرود أو أجبره إنه يصطنعه
بأصابعه الاثنين .. حط السيجارة بفمه وهو يناظر نقطة بالأرض... بصمت وسكووون ... متى ؟؟.. بينتهي من اللي جا عشانه؟؟... ومتى بينتهي.. من عقدة الذنب !!

طلع بندر من الخيمة ، وتلفت يمين وشماال... وشاف عمر واقف بعيد..وهو حاط وحدة من يدينه بجيبه...وسيجارة بيده الثانية ..

انصدم وراااح له بسرعة ..
بندر : عمر ؟؟

التفت عمر من فوق كتفه بهدوء .. ورمى السيجارة تحت رجله بأكثر هدوء .. وهو يقول : هلا بندر ..

بندر باستغراب : وش تسوي يالخبل؟؟؟؟
داس عمر عالسيجارة برجله... بشكل اقوى واقوى..وكأنه يحط طاقته فيها : تبي شي؟؟

بندر بتقزز : سيجارة يا عمر؟؟؟؟... تبي تبلي عمرك؟؟؟
غمض عمر عيونه من كلامه اللي ضرب عنده أوتار مو وتر... واستدار بكل جسمه له : تبي شي؟؟
بندر : لا تطلع من الموضوع... من متى مع هالسم؟؟

ابتســم عمر : لا تعصب عاد ..
بندر : من متى قولي؟؟؟؟
عمر ضحك : مو من زمان.... وبعدين ما ادمنت عليها هي بس اذا تضايقت

بندر بقهر : وانت على بالك اذا تضايقت هذي بتونسك !!.. ما كنت أدري انك مخفة يا عمر ..

رفع عمر يده .. وحك فيها شعره وهو يقول : ولا يهمك خلاص نتركها... بس لا تزعل
بندر : زين ..تعال الشباب ينااادونك..

راحوا راجعين مع بعض ..
دخلوا خيمة الرجال من جهة ..ومن الجهة الثانية.....

طلعوا البنات عقب ما انتهوا فطور .. والحيوية والنشاط يرجع لهم .. تمشوا في المخيم اللي كان كبير ومجهز بكل شي يحتاجونه.. حتى دورات المياه كانت موجودة.. واحد للحريم والثاني للرجال... وكل واحد منهم موصول بخزانات موية تكفي أيام.. يعني حتى اللي يبي الدش فهو متوفر ..

مشاعل بإعجاب : صراحة المخيم روعة ومجهز بكل شي... ما توقعت انه بيكون كذا... كنت احسب انه خيام بينصبونها وخلاص
شادن : الخيام للي بيجلس يوم ويروح... أما اللي بيجلس ايام مثلنا .. لازم كل شي يكون موجود ..

سحر وهي تتأمل الطبيعة الخلابة : لا وأحلى شي.. ان المكااان شبه فاااضي مافيه ناس... يعني بتاخذين راحتك


وهم يتمشووون ويشمون ريحة الأرض المندية ... ابتعدوا عن المخيم شوي لعل سِحر الطبيعة ياخذهم ..ويحلي لحظاتهم..
وصلوا عند الشجرة اللي تسابقوا سحر ومشاعل عندها ... وجلسوا تحت ظلالها ... كانت الشجرة وحيدة ما حولها شجر ..كبيرة نوعا ما .. وعتيقة... وظلالها زاد الجو برودة..
جلسوا وكل وحدة اسندت ظهرها لجذعها الكبير.. ومدت رجولها قدامها ..

شادن اللي جلست بالنص بينهم : المنظر من هنا خيالي !!
ابتسمت سحر : خيالي مرة ... بكرة نفطر هنا تحتها..

مشاعل : سموها شجرة مشاعل !
شادن بسخرية : ليه ان شالله مستحلية اسمك انتي ووجهك !!.. انتي كفوك ثعبان بندر ويخب عليك

انقهرت مشاعل لأنها تذكرت موقف اليوم الصبح... يوم أرعبوها بندر ومحمد بالثعبان لين طلعت دموع عيونها من الخوف ... وما زالت على وعدها إنها ترد لبندر الحركة ..
شادن عرفت وش تفكر فيه يوم شافت وجهها المنقهر .. وضحكت وخصله من شعرها تطير مع هبة هوا : هههههههههههه كنتي جبانة يا مشاعل مع احترامي ههههههههههههه

سحر باستغراب : وشو وش السالفة؟؟؟

حكت لها شادن السالفة وسحر ضحكت..وهي تقول : مشاعل ترا بندر يسوي كذا لأنه يعرف انك تخافين منها.. لو سفهتيه وعطيتيه طاف وأوهمتيه انها ما تخوفك.. بيتركك في حالك..

مشاعل بقهر : وهو بكيفي ... انا لين شفتها تزحف وتتلوى حول عمرها حامت كبدي وقامت تقلب... وشلون لا شالها وجابها عندي...
سحر : هههههههههههههههههه وربي انك سالفة
مشاعل بوعيــد : هين يحسبني بسكت ..انا من البيت وانا ناويه ارد الحركة له بس اصبروا.. ما عاش من يدوس لي على طرف وانا شعول..
شادن : هههههههههههههههههههههههه ورينا قدراتك الدفينة ..

ضحكت سحر يوم شافت اللي يمشي ناحيتهم : جبنا سيرة القوط .. جانا ينوط !!

رفعت مشاعل عينها ..وتغير وجهها وتبعثر قلبها ...يوم شافت بندر يمشي مبتسم ...والحبيب الجافي يمشي جنبه .. مبتسم بنعومة من غير لا تظهر اسنانه وكأنه يبتسم لسالفة قاعد يقولها بندر..
تعدلوا بجلسوهم .. كل وحدة لمت رجولها تحتها .. شادن ومشاعل رفعوا طرحهم عن اكتافهم وتغطوا عشان خالد.. وسحر تحجبت عشان بندر ..

بندر اللي لفته جلوسهم بهالمكان : وش عندكم يالشيخات ؟؟ متسطحين تحت الشجرة !!
شـادن بهدوء : قلتها متسطحين ..وبعدين خلنا من تعليقاتك ..
بندر : ههههههه كنا ماشين بطريقنا .. بس لفتت نظري جلستكم مع بعض...المرة الجاية اعزموني معكم ...
( ناظر سحر... وهدت نبرة صوته ) ..شخبارك سحر ؟؟

ابتسمت سحر بهدوء.. وهي ما تدري ان بابتسامتها ... تظلم قلب.. ماله أي ذنب : بخير بندر .. انت شلونك؟؟

ابتسم وعيونه تحـن من ورا نظارته السودا : انا تمام

خالد وهو يسلم بالهوا : شخبار بنات عمي ..؟
شادن ومشاعل بهدوء : الحمدلله..

خالد : ازعجكم هالخبل اجل؟؟... ترا هو اللي سحبني معه يوم شافكم
بندر استنكر : أجل أغازل لحاااالي؟؟

مشاعل بحنـق : تغازل خواتك يالخبل؟؟
ناظرها بندر .. وعرف من صوتها انها معصبة عليه...
وضحك : هههههههههههههههههههههههه الظاهر موقف الصبح مأثر للحين... تبيني أجيب مشعولتي لك..

مشاعل بقهر : جيبها والله مــاااا أسكت هالمرة إن تشوفها جثة ميتة
بندر وهو يمسك ذراع خالد : هههههههههههههههه مشينا خالد.. بعض الناس ما يتشطرون الا بالكلام ..لا نضيع وقتنا معهم ..

عرفت مشاعل انه يقصدها .. وانه يقصد انها مو قد كلامها.. وانها فالحه بالحكي وتطلق التهديدات لكن ما تنفذها ..
ابتسم خالد بصمت ومشى وهو يعطيها نظرة أخيرة... نظرة استخفاف !!

طق عرق مشاعل من ذيك النظرة... وكانت بتصرخ وتقوله موووو أنا اللي تستخف فيني .. لكنها مسكت نفسها ، بجننك يا خالد.. بجننك على هالنظرات والنغزات اللي ترميها ... بجننك وبتشووووووووووووووف !!

نزلت شادن طرحتها على كتفها وهي تقول : ههههههه مشاعل ترا عصبيتك تزيد استفزازيته لك
مشاعل بحنـق : الحماااار مدري ليه يفرح اذا عصبت
سحر : هههههههه هذا دليل المحبة يا مشاعل.. شي معروف !
مشاعل : ما دام هذي طريقته بتعبير محبته .. أجل أنا بستخدم نفس الأسلوب ..

شادن : ههههههههههههههه مشكلتك ما تعرفين تتحكمين بأعصابك ..
مشاعل سندت ظهرها للشجرة .. ومدت رجولها وهي تتحلطم : هو خلا فيني اعصاب بثعبانه المنقط الغبي !

سحر : ههههههههههه.. خلاص ترا بندر والله عسل وما يستاهل ..
ناظرتها مشاعل بنظرة غريبة.. وقالت بهدوء : عسل مع ناس... بس ناس.. لا ..

استغربت سحر النظرة : وش قصدك ؟؟
مشاعل بنبرة مبطنة : انتي لو ذكية.. كان فهمتيه من زمان !!

مــا فهمت بس نبرة مشااااعل .. أبد ما ريحتها : أفهم ايش؟؟؟
مشاعل وهي تناظر خالد وبندر اللي أبعدوا يمشون : مو شي.. ما أقصد شي..

سكتت سحر... وناظرت بندر وخالد تلقائيا.. تحاول تلاقي جواب... لـ سـؤال ما تعرفـه..

مر الوقـت.. وتحولوا من السوالف للصمت...

وهم جالسين بصمت..كل وحدة تناظر الأميال الرملية الممتدة قدامها .. شافت سحر وليد يمشي بعيد رايح لسيارته.. وقلبت وجهها لا أراديـاً..وهي تبحث عن شي تناظره غيره..

فجأة قالت مشاعل : الحين سواقك ذا وش جابه معنا؟؟؟
غمضت سحر عيونها وهي مسنده راسها للشجرة : والله مو أنا اللي قلت له تعال معنا !
مشاعل : لا جد وش دخله راز وجهه معنا؟؟
سحر : ابوي اللي قاله ولا لو علي كـااان قلت له يجلس بالرياض..

ناظرتها مشاعل باستغراب : ليه وش فيك؟؟.. ليش تتكلمين عنه كذا؟؟

تنهدت سحر من قلبها... ولقـت نفسها تقول تلقائيا : سؤال مشاعل... انتي ما تحسين انك شفيته من قبل؟؟... ولا بس أنا الوحيدة اللي أحس كذا؟؟
مشاعل استنكرت : وش بيعرفني فيه؟؟
سحر : يعني تهقين اني مشبهه عليه؟؟؟
مشاعل : وانا شدراني عنك... وش اللي يهمك أصلا اللي اعرفه انه واحد جاي يترزق عند عمي...

سكتت سحر .. وهي حيــرانــه..

التفتت لهم شادن اللي كانت من ساعة مغمضة عيونها اللي يشوفها يقول كانت غافية : منهو هذا اللي تتكلمون عنه؟؟
مشاعل : سواق عمي ..

شادن : شفيه؟؟؟
مشاعل باستهبال : مافيه شي بس سحر معجبة فيه...

فتحت سحر عيونها .. وشادن مثلها ناظرتهم منصدمــة ..
شادن : وشووو ؟؟!!

سحر منقهره : وجع والله كذابة..
مشاعل : لا منيب كذابة ..
سحر : وأكبر كذااااااااابة .. ما أدري مين بغت تصكه بعين أول ما شافته..

ناظرت شادن أختها بنص عييين .. وعرفت ان هذي حركات مشاعل..
شادن : مشيعل لا يكون فضحتينا عند الرجال أنا اعرفك لسانك متبري منك..
سحر : هي فضحتنا وبس !!.. أدبيها كانت تبحلق فيه من غير حيا..

مشاعل تصطنع البراءة : وش اسوي اذا كان ربي خالقه قمر !!
شادن : اذا كان ربك خالقه قمر احشمي نفسك ولأنك اختي واعرفك فأنا ادري ان لسانك هالطويل وصل له..
مشاعل : يوووه خلاص توبة ما اعيدها

شادن : تبين تسكتينا انتي ووجهك؟؟
مشاعل : ههههههههههههه خلاص عاد بتأدب بس لا تقرقون فوق راسي..


بعد ساعتين ..

وصل أبو خالد مع أحد سواقين الشركة .. اللي حطه ورجع..
قرب من الجلسة اللي جالسينها الشباب وهو مبتسم.. وبصوت عالي : ما شاء الله الجلسة تفتح النفس..

قام محمد واقف احترام وهو مبتسم ومعه الشباب وقفوا : هلا عمي .. والله الجلسة من غيرك كانت ناقصه ..

سلم ابو خالد على اخوه بعد الشباب .. وجلس جنبه وهو يبتسم لـ عمر : ما شاء الله ورجل حبيبتي شادن فيه؟؟... شخبارك يا عمر عساك بخير... عاش من شافك..

عمر : عاشت ايامك عمي.. شلونك عساك طيب؟؟
ابو خالد : بخير عساك بخير..

أبو محمد بعتاب : وينك فيه وراك تأخرت... أقرقوني هالشباب بسواليفهم صدع راسي منهم ..
بندر : هههههههههههههه أفا يا بو محمد... أجل جا أبو خالد... يعني نضف وجيهنا معد لنا مكان..

ابو خالد مازح : زين انك فهمتها وهي طايره..
بندر : أفااااااااا والله... مدام كذا انا بطس..

وقام واقف وسحب خالد من بلوزته من ورا .. بشكل مضحك..

خالد : ياخي وراك متسلط علي؟؟
محمد اللي كان نص جسمه عالبساط والنص الثاني عالرمل .. ويلعب بالرمل بيده : هههههههههههههه معطيه وجه بزيادة عن اللزوم يا دكتور..

بندر ما همه سحبه لين عفس بلوزته وخنقه : قوم يالمثقف حسابك عندي محد بيخربك غيري..
خالد وهو متبهذل من هالعلة : فكني وخلني بحالي لا اشوف لك تصرف ثاني
بندر : أقول قم معي أنا ذا اليومين فيني طاقة ودي افجرها..

خالد بقهر : أحد ماسكك؟؟

قام عمر واقف وهو مبتسم .. شافه بندر وترك خالد اللي سحب بلوزته يعدلها ..
بندر : ههههههه حبيب قلبي محد يفهمني غيرك.. تعال وخل نشوف وليد وينه له ساعة ما شفناه... كود يكون راعي سعة صدر

لاحظ ابو خالد غيابه .. وباهتمام : ايه صحيح وينه نسيته مرة وحدة !!.. ما شفته بينكم..
محمد وهو يناظر عمه : له قايم من عندنا ساعة يا عمي وما عاد شفناه.. تلقاه يتمشى


في سيارة تركي...

كان منوم الكرسي ومنسدح ، وهو حاط يده على عيونه ونايم.. ومسكر الأبواب والشبابيك حتى ما يسمع الازعاج والضحك اللي برا...
كان مستغرق بغفوته ومستررخي تمااااام.. يوم سمع تخبيط عالقزاز خلاه يفز من النوم مرتااااااع...

التفت بسرعة وشاف بندر يضحك برا ووراه عمر ... ضحكت من سرك يا بن الـ........
شتم بندر في نفسه وشاح بوجهه للجهة الثانية ..وهو يقلب ملامح وجهه بقرف...
زفر بطفش وفتح الشباك يوم شاف ان وقوف بندر طوّل ..

قال بجمود .. وما تردد انه يخفي ضيقه أو حتى قرفه : نعم ؟؟

بندر استغرب .. ثم ابتسم : آسف اذا كنت ازعجتك..
تركي ( حلو عارف نفسك ) : ... حصل خير ..

بندر : ليه نايم انزل معنا... عمي ابو خالد سأل عنك..
تركي ( سأل عنه الموت ) : تعبان شوي وقلت أريح كم ساعة..
بندر : أفا سلامتك
تركي : الله يسلمك

بندر : انزل عمي ابو خالد يبيك.. وبعدها تعال وخلك من النوم..

تلقائيا لقى تركي نفسه.. يفتح الباب ويحط رجله ويطلع.. ويسكر الباب وهو رافع حاجب بملل : وش ناوين تسوون؟؟

انتبه تركي ..إن عمر يقيمه بصمت... من غير ما يعلق بكلمة وحدة من أول ما جا...وعيونه فيها حـدة رهيبة يخيل لك إنها تنبع دهاء ..يمكن تنافسه..
شاح عيونه عن عمر الصامت الغريب.. وناظر في بندر : بروح لأبو خالد وبجي لكم..

مشى وهو يسحب بلوزته على صدره لأنها انعفست مع النوم... تحت أنظار بندر ، وأنظار عمر...
بندر مبتسم : يا حليله حسيته شوي ويكفخني..
قال عمر.. بنبرة واطية : غريب !

ناظره بندر باستغراب : وش اللي غريب؟؟؟
عمر بهدوء يلازمه : هاللي اسمه وليد... ما حسيت انه مو طبيعي هالرجال؟؟؟
بندر : وشلون يعني مجنوون؟؟؟

رفع عمر حاجب على سخافة تعليقه : يالغبي... ما حسيت بانطباع عنه أول ما شفته؟؟
هز بندر كتوفه وهو يقول : انطباعي انه واحد مسكين .. لا تنسى اني أول مرة اشوفه ما بعد عاشرته ولا تعاملت معه أي انطباع تبيني أخذه عنه ؟؟

مشى عمر خطوتين لباب سيارة وليد.. وأسند جسمه عليه ويدينه بجيوب جينزه.. وهو يقول : عشان تعرف اللي قدامك ما يحتاج تتعامل معه .. يا بندر.. لازم تعرف هالشي زين

ناظره بندر مستغرب مو فاهم اصلا وش قصده : وش هالكلام اللي تقوله.. صاير محاضر وانا مدري ..
ابتسم عمر لأن شغلته علمته هالقاعدة : الحياة تعلم يا بندر .. صرت أعرف معدن اللي قدامي من عيونه

رفع بندر حاجبه باستخفاف : وانا وشو معدني يا فيلسوف زمانك ؟؟
عمر بابتسامة جانبية .. تزيده جاذبية : انت مافيه أطيب من قلبك يا بندر..
بندر غصب ابتسم .. وبمرح : يا عيني أول مرة تعترف لي وش طاري عليك

عمر بابتسامة : ما يحتاج أعترف انت تدري ان هذا رايي فيك من زمان..
بندر : المهم خلك من هالحكي تعال خلنا نشوف لنا لعبة نلعبها.. جبت كورة طائرة وشبك اللي وصيتك عليهم؟؟
عمر : جبت وانا اقدر عليك .. تلقاهم بالسيارة


جا خالد.. ووراه محمد للساحة الخلفية من مخيم الرجال ..يشوفون بندر وش قاعد يسووي.. لقوه جالس عالأرض على ركبة وحدة ، يثبت عامود الشبك مثل الوتد ..
محمد : لا إله الا الله وش ذا بعد ؟؟؟
خالد باستغراب : بندر وش قاعد تسوي؟؟

ناظرهم بندر باستخفاف من فوق كتفه.. ثم ناظر العامود وهو يتثبت : بدل لا توقفون فوق راسي مثل الشيوخ... ساعدوني ولا ترا مافيه لعب !

ضحك محمد على بزارة أخوه : وليه ان شالله ممنوع عنا اللعب؟؟
بندر : ايه ممنوع اذا بتوقفون فوق راسي كذا مثل الشيوخ .. وأنا اللي اشتغل ..

استوعب خالد بسرعة حقيقة العامودين اللي قاعد يثبتهم.. والشبك اللي مفكوك ومرمي بالأرض.. وضحك على حماس ولد عمه الغير منتهي واللي يميزه عن الناس : وملعب كرة طائرة بعد؟؟... بندر وش ناوي انت؟؟؟
بندر بغرور : أنا يا حبيبي رياضي ما تعودت أجلس بالأيام من غير حركة..
( رمى عليه الشبك من غير ما يشاوره ).. خذ الله لا يهينك واربطها..

مسك خالد الشبكة بحيرة وش يسووي فيها : وشلون تبيني أربطها يا ذكي؟؟

بندر وهو مشغول بدفن العامود عشان يثبت : دبر نفسك ورنا طولك.. ولا اطلع على كتف محمد !

فتح محمد عيونه منصدم.. لأن خالد التفت عليه بنظرة وعيد.. وكن الاقتراح راق له..
محمد وهو يتراجع : لا يا عمي تبيه يطحني؟؟
خالد ببرود : وش قصدك تراني أخف منك
محمد باعتراض وأشكالهم مضحكة : وأنا اللي أكلها حبيبي... عطني أنا اطلع فوقك واربطهم ..

بندر طفش : خلصونا يا هوووه واحد منكم يتبرع..

اتفقوا .. كل واحد مسك طرف وراح يربطه على حسب استطاعته... جا عمر وبيده كورة الطائرة الخفيفة .. ورماها على بندر بخفة من بعيد..
بندر : حلو !
خالد وهو يفحص الأرضية اللي كانت أقسى من اللي حولها : الأرض تساعد خطير يا بندر ..

بندر بغرور : احم يلله انت وياه استعدوا للهزيمة ..

ناظر محمد وخالد بعضهم بغباء لأنه كان يقصدهم.. وكمل بندر وهو يحط يده على كتف عمر المبتسم.. وهو يقول بغرور : أنا وهالأطخم بفريق وانتوا بفريق... وما نمانع اذا جا وليد معكم..

محمد بسخرية : وش هالثقة الزايدة... انا وخالد ما نتفق!!
ناظره خالد بحنق : ليش ما نتفق ما عجبتك يابو الشباب؟؟

بندر مسك الكورة وقام يضربها بوعيد : يلله أول نقطة مضمونة لنا..

خالد وهو واقف من الجهة الثانية من الشبكة.. أول مرة يلعبها : ارفق علينا عاد اعرف يدك قوية
بندر : ههههههه تراها سهلة كل اللي عليك تلحقها وما تخليها تلمس الأرض.. فهمت يا شطور
خالد : ايه اطرد وراها مثل المهبوول..
بندر : هههههههههههههههههههه
عمر اللي تدخل بضحكـة : لا تقولنا انك ما تعرف قوانينها؟؟

خالد : الا أعرف قوانينها بس ما قد لعبتها..
بندر : يعني أنا اللي محترفها ... يلله هذي لك يابو الشباب..

رماها وضربها بكل خفة... وخالد انحاش عنها يستهبل .. الشي اللي قهر محمد لأنه ما يرضى بالهزيمة مهما كانت..
محمـد : دلوع امك يالجبان
خالد : ههههههههههههههههههه لا عاد هالمرة جد..

بندر صفر : واحد زيرووووووووووو
::

كانوا البنــات راجعين للمخيم اللي ما ابتعدوا عنه كثير... بعد ما تمشوا بالطبيعة شوي ..
شادن باستغراب : الشباب صراخهم واصل لآخر الدنيا وش قاعدين يسوون؟؟
سحر اللي لفتها ضحكاتهم العالية رغم انهم بعيدين : مدري أكيد يلعبون..

سمعت شادن صرخة بندر وهو يقول "قووول"... ابتسمت تلقائيا : شكلها كورة !
مشاعل : والله انهم موسعين صدورهم..

سحر : أسمع صوت أبوي يشجع شكله رجع !
شادن : هههههههههههههه لا تقولين عمي يلعب معهم؟؟
سحر : ما اتوقع هو يشجع بس ما يلعب..

وقفت مشاعل فجأة وهي تناظر يسار... لمحت بعيونها من بعيد... سيارات وناس في منطقة قريبة من منطقتهم .. يخيمون..
أشرت عليهم بحماس : شوفووا فيه ناس مخيمين مثلنا !

انتبهت سحر للزحمة اللي صايره : عووااايل زينا !
ابتسمت مشاعل بحماس : وناسة لو عندهم بنات

شادن باستغراب : واذا عندهم بنات ؟؟؟
مشاعل : ندق صداقة معهم ... بعد احنا بنصير جيرانهم كم يوم لازم نتعرف عليهم..
سحر ضحكت : اخاف يقولون ذولي يتلزقون ..
مشاعل : ههههههههه اذا هم راعين سعة صدر مثلنا... كان أبيها .. وغير كذا لا احنا نعرفهم ولا هم يعرفونا ..

شادن : لا تتحمسين ..يمكن أهاليهم ما يرضون... تعالوا نجلس شوي مع امي وخالتي ام خالد...


راحوا وجلسوا عالبساط اللي جالسين عليه الحريم ..خارج الخيمة

أم خالد للبنات : ها عسى عجبكم المكان؟؟
شادن : والله يا خالتي المكان ياخذ العقل وجوه مريح..
مشاعل : يسلم قلب ابوي وعمي ...

ام محمد وهي تناظر العوايـل البعيدة : هالناس توهم واصلين أجل؟؟؟
سحر : ايه خالتي... شكلهم ناوين يخيمون مثلنا ..

ام خـالد : ما شاء الله العالم كلهم برا بيوتهم... أغلب اللي اعرفهم طالعين هالأيام يخيموون..

ابتسمت ام محمد وهي تسمع صراخ الشباب وضحكهم العاااالي : الحين هالشباب الله يصلحهم وش يصارخون عليه؟؟؟
شادن : هههههه يمه شكلها كووورة..
ام محمد : الله لا يبارك فيها هبلت بعيالنا..
شادن : ههههههههه يمه أحسن لهم يشغلون وقتهم بكورة ولا يشغلونه بشي ثاني..

قامت مشاعل وسحبت سحر معها : شكل المباراة عالحامي تعالي نسرق لنا نظرة !
سحر : وين ؟؟
مشاعل : تعالي ناخذ نظرة من بعيد..

قامت سحر معها بقل حيلة .. تجاوزوا مخيمهم لين وصلوا لخيمة الرجال اللي كانت فاضية .. وبعد الخيمة كان بساط الرجال موجود ..
طلت مشاعل من عند زاوية الخيمة عشان تتأكد اذا مافيه أحد ..

مشاعل : مافيه الا ابوي وعمي جالسين...

انتبه أبو خالد لهم ..وابتسم وهو يناديهم : مشاعل مافيه احد تعالي كل الشباب بعيدين..
طلعت مشاعل وهي تعدل طرحتها على كتفها .. وسحر وراها.. وقربوا منهم وهم يتقهوون..

ابو خالد : هلا والله..
حبت مشاعل راسه وجلست جنب ابوها .. وسحر سلمت على عمها .. بابتسامة..

ابو محمد : شلونك سحر؟؟
سحر : بخير عمي ..
مشاعل بفضول : عمي وش هالصراخ اللي عندكم؟؟؟؟

ضحك ابو خالد وهو يأشر وراه بيده : هالشباب قاعدين يلعبون طائرة والحماس ماخذهم ..
مشاعل باستغراب : ووشلون قاعدين يلعبون ؟؟
ابو خالد : مدري عنهم جايبين ملعب وشبك مدري عن خرابيطهم هالشباب..

مشاعل بقهر : حركات بندر أكيد !.. ولا عطانا خبر ولا عبرنا !!... احنا نبي مثلهم نبي نستانس
ابو خالد : ما يخالف اذا خلصوا منه العبوا فيه..

مشاعل ناظرت ابوها : يبه نبي مثلهم !!
ابو محمد : من وين أجيب لك أخلق لك !... قالك عمك اذا خلصوا منه العبوا فيه..

برطمت مشاعل... وسحر سحبتها وهي توقف..
وهمست : قومي لا يطلع لنا أحد الحين واحنا جالسين

مشاعل بلا مبالاة : جالسة مع عمي وابوي وين العيب؟؟
سحر : مو عيب بس خلينا نرجع لشادن ونشوف لنا شي نسويه..

انسحبوا من الجلسة .. لكن ما رجعوا لمخيمهم ...
راحوا ورا وحدة من السيارات عشان يشوفون المباراة اللي مخليه الشباب متقطعين من الصراخ ..

سحر باعجاب : بندر لعبه خطير !!
مشاعل بقهر : جعله يخسر !
سحر : هههههههههههه وش هالنصب عمر وبندر فنانين... ليه مع بعض وخالد ومحمد مع بعض

مشاعل انتبهت لـ وليد جالس عالارض يراقب من غير مشاركة : وليش الأخ العزيز ما يلعب معهم !!
سحر باستهبال : يمكن احتياط !

طاح خالد على وجهه من كثر ما أتعبه بندر بضرباته .. وانهد مستسلم ويدينه مستنده عالأرض : خلاص انا انسحب... بدلوا وليد بيدخل بدالي..

وطلع وهو يزحف من التعب.. وسحب وليد وهو يقول : وليد الله لا يهينك قوم بدالي لأن اذا انهزمنا بيذبحني محمد..
رفع تركي عينه لـ محمد من كلام خالد..
واضح انه ما يرضى بأي هزيمة.. أعرف هالشخصيات زين وأعرف إنها من النوع الصعب ..

خالد : وليد قوم خذ مكاني مافيني حيل
تركي بابتسامة : عاد انا اللي بصير احسن منك !
خالد : ما عليه عالأقل تسد فراغ .. لين أرتاح


استسلم تركي وقام واقف من الأرض ، وهو ينفض ملابسه... وبهدوء وخطا ثابته ..تقدم لداخل الملعب المرسوم بخط عالرمل ... ووقف جنب محمد اللي كان ماسك الكورة ..

همس له محمد : نقطتين ونعادلهم .. تقدر؟
ابتسم تركي لا إراديا.. لاحساسه بالمتعة فجأة : بحاول !

سحر بفضول..من ورا السيارة : تتوقعين بيعرف؟؟
مشاعل : مدري خلينا نشوف !

سحر وهي تناظر أخوها المنسدح عالأرض وهو مغمض : يا عمري ياخوي !
ضحكت مشاعل بوناسة : يستاهل ما جاه

ناظرتها سحر بصدممة : وش فيك على اخووووي ؟؟
مشاعل وشكله هذا كان يخطفها من عالمها : سؤال يقهرني سحير اخوك ليش بكل حالاته يسحرني .. حتى وهو معرق وحالته استغفر الله الا اني ما أتوب عنه !
سحر بضحكة على خبالها : هذا سؤال تسألينه نفسك مو تسأليني اياه..

مشاعل بوعيد من غير ما تحس بنفسها : ما بعد شاف شي مني اخوك..مثل ما خليته يجي غصب عنه ببهذل له عيشته مثل ما بهذل عيشتي..!

ناظرتها سحر وكل الصدمة بعيونها من الاعتراف الغريب اللي قالته مشاعل... ومشاعل ما حست باللي قالته للحين...
سحر : وش قلتي يا هبلة؟؟
مشاعل كنها حست باللي قالته... قالت وهي تناظر الشباب من غير لا تلتفت لـ سحر : ما قلت شي انسي اللي قلته
سحر : لا والله مانيب ناسيته انتي مسويه شي يا حمارة من وراي ولا قلتي لي..؟
مشاعل : افففف قلت لك ما سويت شي لا تنشبين

جاهم همس من وراهم .. "وش تسوون يا حمارات"..

التفتوا مع بعض بسرعة لدرجة صقعت روسهم في بعض ..
شادن اللي كانت جايه بالدس : ههههههه شايفين جنية ..

سحر وهي تفرك راسها بألم : شادن شلون عرفتي ان احنا هنا ؟؟؟

شادن : ما لقيتكم توقعتكم رحتوا تراقبون المباراة ؟؟ ( بحماس )... ها مين فاز ؟؟
سحر : ما ندري بس قاعدين نشوف؟؟
ابتسمت شادن يوم شافت عمر معهم .. يلعب بكل قوة وندية .. وما تنكر إنه كان أفضلهم باللعب رغم هدوء أعصابه وسيطرته..

بالصدفة طارت الكورة لناحيتهم وصقعت براس مشاعل اللي كانت منحنيه .. صرخوا صرخة خفيفة وهم ينزلون للأرض عشان يسترون أنفسهم ..
سحر بهمس : رجعيها يا دبه قبل لا يجي واحد منهم يدورها ويشوفنا ..
مشاعل بشقاوة الأطفال.. قامت ورمتها ناحية الشباب بكل قوة... وتحديدا ناحية خالد المنسدح واللي ما يدري عن شي..

ضربت بوجهه ضربة معتبرة !

مسك وجهه بقوة وهو يرفع راسه يحسبه واحد من الشباب : مين هالتبن؟؟؟
بندر : ههههههههههههههههههه فيه مدافع ورا السيارة...

البنات بس سمعوه كذا انحاشوا عشان ما ينكشفون... دخلوا خيمتهم وهم يضحكون على حركة مشاعل اللي يحسبونها كانت عفوية.. بس الحقيقة كانت متعمدتها ، خله مـا يذوق الراحة اللي انا مو ذايقتها !!
::

صار الضحى .. ووقت الظهر ... أذن ابو محمد فيهم وأقام ..وصلوا جماعة..
والبنات بعد ما صلوا الظهر داخل الخيمة ... جلسوووا يتمددون لأن فترة الصباح كاملة قضوها بالحركة والروحة والجية واللعب .. فانسدحوا يسترخون شوي ، وهم يفكرون وش يسوون بفترة العصر .. بعد الغداء..

طلعت سحر من الخيمة يوم استعادت نشاطها .. وتركت شادن ومشاعل اللي خذتهم غفوة من النوم بسبب قومتهم المبكرة من الفجر..
ابتسمت للجو اللي اعتدل ودفى اكثر من برودة الصبح .. طاحت عينها على بيان تلعب.. لحالها ..
قربت منها وهي تبتسم : ها بيان وش سويتي ؟؟
بيان : ابغى اسوي بيت بس ما عرفت..
سحر : البيت صعب سوي كيكة بدالها..

ابتسمت بيان وعجبتها الفكرة : كيكة بالشوكولا..
سحر : هههههه وبالفانيلا بعد ..

راحت لأمها ومرة عمها وجلست معهم... لقتهم عالبساط مبسطين لأن مسؤولية الغدا على الشباب ..
ام محمد : مدري هالشباب بيغدونا ولا بنموت جوع
سحر : هههههههه ليه؟؟
ام محمد : مدري عنهم قالوا هم اللي بيهتمون بالغدا ..
سحر : أحسن لنا.. وأريح يا خالتي

ام محمد : ايه عاد محد فيهم طباخ..
سحر : هههههههههه ما ينخاف عليهم خالتي..عمي معهم !

شوي قالت ام محمد وهي تبحث في شنطتها : وين تلفوني بدق على ابو محمد ولا محمد اشوف حالهم... مهيب مريحتني سالفة هالغدا؟؟
سحر :...يمكن بالخيمة أروح أشوفه لك؟؟
ام محمد يوم ما حصلته جوا الشنطة : لا ماذكر حطيت شنطتي بالخيمة ابد !

سحر : وينه أروح ادوره لك؟؟
ام محمد: أهقى اني ناسيته بسيارة محمد ..

ابتسمت سحر وهي تقوم واقفه : بروح أجيبه ارتاحي..
ام محمد ابتسمت لها وهي تروح : تسلمين ما تقصرين..


راحت سحر بهدوء للسيارات وهي تعدل طرحتها على راسها ، وبلوفرها الطويل حول جسمها يحميها من الجو المتقلب اللي ما ينعرف له... ابتسمت وهي توصل لسيارة محمد السودا.. الموقفة جنب سيارة بندر.. وبعدها سيارة وليد..

دعت ربها وهي تتقدم للباب الأمامي انه يكون مفتووح ... حطت يدها عالباب وجربت تفتحه بحذر... وانفتح.... ابتسمت وفتحته بشكل أكبر وهي تطل داخل السيارة ..قابلتها ريحة عطـره القوية تفووح بالمكااان.. كتمت على انفاسها وخلت عواطفها تتبعثر ، لأن هالريحة دايما تصاحبه كل ما مر من عنده وتسحرها !!

ما لقت الجوال على الكرسي... فخذاها الفضول انها تشوف سيارته من داخل ..مدت يدها بتفتح الدرج.. بس طاحت عينها على نظارته الشمسية مخليها بالسيارة..موضوعة بالنص بين الكرسيين... ابتسمت وبجنوون مسكتها وهي تجلس عالكرسي ناسيه عمرها والمكان اللي هي فيه .. فتحت المراية العلوية ..ولبست نظارته العاكسة على عيوونها وهي تبتسم بحبووور... ضحكت لأن النظارة ما طلعت حلوة عليها مثل ما تطلع ساحرة عليه... كانت عريضة وتناسب وجهه العريض مو مثل وجهها الصغير..
نزلت النظارة قبل لا يكشفها أحد..وحطتها مكانها .. وجنب النظارة لقت عطره... رفعت حواجبها وهي تزم شفايفها مثل اللي لقى شي ثمين... فتحت العطر وحطته عند خشمها وهي تغمض عيونها من ريحته الخطيرة ... ذوقك حلو بالعطورات محمد !
لقت نفسها من غير شعور تبخ كم بخة من العطر على رقبتها وكتوفها ..

رجعته مثل ما كان وبحثت عن الجوال داخل الدرج وما حصلته... قررت ترجع وتسألها وين حاطته بالضبط ..
حطت رجلها خارج السيارة وطلعت وهي تلقي نظرة أخيرة داخل السيارة ..

الا صوته المهيب وراها : وش تسوين؟؟؟؟

فزت على ورا مرتااااااعه وروحها بغت تطلع... ناظرته وهي ترمش مرتبكة.. وش تقوله الحين؟؟..بيصدقها ؟؟
كان الهدوء على ملامحه ..شي طمنها عالأقل..

قالت بربكة : ك..كنت أدور... جوال خالتي؟؟
قال بهدوء : خالتك اللي قالت لك دوريه بسيارتي؟؟

سحر قررت تروووح وقفتها معه اصلا غلط.. زيادة عليه خوفها : ايه انا آسفة بروح أقولها ما حصلته ..
ومشت بسرعة تجاوزته وهو واقف بثبات... مرورها السريع من عنده خلاه يشم ريحة عطره !!..فيها وتتبعها !!

غمض عيونه بقوة ..وقال من غير ما يلتفت لها : لحظة أشوفه لك..

وقفت لا إرادياً...ولقت نفسها تنصاع له !..
التفتت له وشافته رايح للسيارة... فتح الباب اللي كانت عنده وانحنى داخل السيارة..يبحث عنه..
قلبها يدق بجنووون.. الدم تحسه ينضخ داخل راسها بقووة كبيرة..

فيه عيووون ثالثة كانت تراقبهم... من داخل سيارة وليد.. اللي أزعجته أصواتهم فجأة وصحته من غفوته ..

مرت دقايق ولاحظت انه طوّل وهو يدور عليه.. وفكرت تنسحب وقوفها هنا يأثر عليها كثيييير... ويوجع قلبها أكثر..
كانت بتلف وتنسحب لولا انه تراجع وهو يخرج راسه من السيارة ... والجوال بيده !!!

فتحت عيونها منصدمة من وين طلع؟؟... ناظرته منحرجة وبان على وجهها ..
محمد فهمها.. وقال بهدوء : حصلته تحت المرتبة .. طايح..
سحر بربكة : مشككور..

ما قدرت تتقدم وتاخذه من يده .. خله هو اللي يتقدم !!
لاحظ انحراجها وفهمها للمرة الثانية.. وتقدم خطوة كانت كفيلة إنها تبعثر الباقي منها ... وقف يوم صارت المساحة تسمح له انه يعطيها اياه من غير لا يكون قريب منها ..

محمد : خذي...
مدت يدها ومسكت طرفه من تحت وهي تحاول تكون طبيعية من غير لا يبين أي تأثير عليها... ويوم مسكته بسلام استدااارت ومشت .. لولا انه قال : هالعطر اللي عليك غالي.. استأذني قبل لا تستخدمينه ثاني مرة..

صوته وهو يقولها فيها نبرة ضحك مخفية ..خلا وجهها يولع ..وانحاشت تركض قبل لا يغمى عليها..


رجع للسيارة عشان ياخذ نظارته الشمسية اللي جا أصلا عشان ياخذها بسبب الشمس اللي زادت بهالوقت... ورجع لخالد وبندر اللي ناوين يتولون الغدا .. وابوه كلفه يراقبهم لأنه ما يضمن ولده بندر وتهبيباته..
جلس محمد جنب بندر اللي كان يحاول يشعل النار .. ولاحظ بندر ابتسامة محمد الغريبة.. يعرف بندر هالابتسامة زين ويعرف أكثر وش معناها..
خصوصا اذا طلعت من محمد!!

بندر ببرود : وش سر هالابتسامة؟؟
محمد وهو يعدل الحطب : أي ابتسامة؟؟
بندر : هالابتسامة اللي على وجهك...
محمد بلا اهتمام : وش فيها ؟؟
بندر وهو رافع حاجب ، محمد ما يبي يتكلم... يوم يقولكم يعرف زين وش معناة هالابتسامة الحانية : يعني ما ودك تقول؟؟؟

ناظره محمد ببرود : مافيه شي ينقال بندر... اخلص اشعل النار ..

سكت بندر ومسك الكبريت.. وألقى نظرة أخيرة على محمد اللي مو قادر يخفي ابتسامته.. هالابتسامة الرقيقة فيها سحر يا محمد لا تنكر !!
شي حصل لك معها..يوم تتركنا قبل شوي..

غمض عيونه يقتل شعور الغيرة داخله ..لا تكبر.. لا تكبر .. خلني مثل ما أنا..

ولع الكبريت بعصبية ورمااااه وسط الحطب وهو ماسك عمره.. مشاعره صعبة الوصف النار الشابة داخله مين يطفيها.. الألم اللي ينهشه مين يقدر ينهيه.. حياته المرة مين يحليها؟؟
شاف ان الكبريت طفى من غير فايدة.. ولع ثاني وهو يسيطر على أعصابه .. يسأل نفسه؟؟... لو محمد يدري عن مشاعره لـ سحر.. بيتغير الوضع..ولا بيضل مثل ما هو؟؟؟
محمد باستغراب وهو يراقب تصرفات اخوه الغير مفهومة وكأنه أول مرة يشعل نار : وشفيك قمت تولع وتطفي... حطها عالمادة البيضا وريح نفسك

ناظره نظرة سريعة..ورجع يحط الكبريت مثل ما قال.. من غير لا يعلق بكلمة... لو قلت لك يا محمد إن ودي أشعل فيك الحين... بتعذرني؟؟؟؟



طلعت شادن من الخيمة لأن سحر جت وقومتها هي ومشاعل للغدا !!
شادن بابتسامة وهي تجلس ، لأن الغدا كان يفتح الشهية .. رز بالخضراوات أشبه بالمقلوبة : يممي مين الطباخ اللي سواه ؟؟

ام محمد بابتسامة: يقولون بندر وخالد.. بإشراف من محمد..

شادن بإحباط : وعمر ما شارك فيه؟؟
جلست مشاعل وهي تعلق : ما تدرين يعني ان عمر فاشل بالطبخ ..
شادن بحنق : مين قال؟؟... مدام بندر ومحمد قدروا يسوون هذا.. فهو يقدر ذكي ومو ناقصه شي..
ضحكت مشاعل لأنها عرفت ان الكلام اللي قالته بيستفز شادن : هههههههههههه وانتي طرتي بالعجة على طول..
شادن : أحسب بعد !

ام محمد بابتسامة وهي تناظر بنتها المتعلقة بـ عمر من طفولتها : توه عمر جايني قبل شوي يسلم.. وسألني عن أحوالك ...

ما صدقت شااادن على طول قالت بلهفة : سأل عني؟؟؟؟
ام محمد بابتسامة : ايه سأل وارتاح يوم درى انك بخير، وكنت بناديك له بس قلت له انك نايمه... قال خلوها على راحتها

انحبطت من قلبها .. يعني ما تدري يا عمر.. ان راحتي هي انت ، ولا متناسي هالشي؟؟.. وما تدري اني اعيف النوم اذا دريت بوجودك!!

خلصوا غداء .. وعقب ما غسلوا وصلوا العصر ..
طلعوا سحر ومشاعل يتمشوون من جديد ..لأن جو العصر يختلف تبدا البرودة ترجع.. والشمس تخف والأهم السحاب رجع يتكوم في السما..
، وشادن جلست مع امها ومرة عمها تشاركهم السوالف ، لعل وعسى يمر عمر ويسأل عنها... وتكون قريبة !


ناظرت مشاعل الناس اللي خيموا اليوم الصبح قريب منهم .. وابتسمت..
مشاعل : تتوقعين بيجلسون مثلنا ؟؟
سحر : مدري بس من مخيمهم شكلهم مطولين !
مشاعل باستهبال : شرايك نقلط عندهم نتقهوى ونعزمهم عندنا
سحر : هههههههههه من جدك خليهم في حالهم ما تدرين عن طينتهم


التفتت سحر للشرق.. حيث جبال بعيييدة شوي غريبة الشكل ومو مألوفة... ومعطيه الطبيعة حولهم جمال مو عادي
سحر : الشي اللي يلفت صدق اللي هناك!!.. شكلها غريب لفتت نظري من الصبح !
مشاعل : مو بعيدة مرة.. نقدر نروح لها..
سحر : مدري أخاف يكون عندها ناس أو شي..

جاهم صوت بنت .. تصرخ بعصبية وهي تنادي اسم أحد..
التفتوا وشافوا بنت بعمرهم.. تركض ورا ولد شكله من النوع الشقي والمزعج جدا.. وهي تناديه بعصبية وهو مهبل فيها يركض يمين وشمال ..
" رياااااااااااااانوه ارجع يا كلب"

سحر : هههههههههههه شكلهم من ذاك المخيم..
مشاعل انقهرت : اكره البزران اللي كذا أنا أوريه ..

رااحت مشاعل يقالها فزعة.. وركضت عشان تحاصر الولد اللي كان جاي ناحيتهم مباشرة والبنت تناديه بقهر.. شافها الولد جايه حاول يفحط ويغير مساره.. بس مشاعل مسكته بقوة بكل طاقتها... وابتدت المصارعة ..
هو يصرخ ويسبها ويشتمها قبل لا توصل اخته.. وهي مقيده يديه وهو يرافس بيدينه ورجلينه

مشاعل : عيييييييييييب عليك
الولد تفل بوجهها : وش دخلك !
مشاعل انصدمت : وجع يا حمار ..
جت البنت تركض وهي معصبة : رياااااااان وين رايح.. اتركيه لو سمحتي

ناظرت سحر في وجه البنت ، لأن الصوت مألوف.... وشهقت بصدمة : .....أروى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رفعت اروى عينها ...وانصدمت : سحر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نست أخوها وجت تضحك تضمها وتسلم عليها .. بكل ميانه طايحة ..

ومشاعل مثل الطرشا ما تدري وش السالفة .. تناظرهم بغباء..

أروى : ههههههههههه كيفك شخبارك؟؟
سحر بابتسامة مو مصدقه هالصدفة : الحمدلله انتي كيفك... وش هالصدفة العجيبة؟؟
اروى : من جد صدفة عجيبة .. أتاريكم انتم اللي جنبنا؟؟
سحر : ايه احنا...

تقدمت مشاعل داخله خط.. تبي تعرف السالفة..
ابتسمت سحر : أروى هذي بنت عمي مشاعل..
اروى ابتسمت لمشاعل : هلا عاش من شافك..
مشاعل للحين ما تدري وشلون عرفوا بعض... لأن سحر ما عندها صديقات طايحه بينهم الميانة مثل ما شافت من أروى قبل شوي..
قالت : عاشت ايامك...

ثم ناظرتهم اثنينهم : من متى تعرفون بعض؟؟

اروى ضحكت يوم شافت نظرات الاستفسار عليها : مو من فترة طويلة... من اسبوعين تقريبا كانت سحر معزومة عندنا في البيت مع خالتي ام خالد..
مشاعل : أهااااا صدمتوني بصراحة
سحر بفرح غريب حل عليها : ههههههههههههه والله فرحت يوم شفتك
اروى : حبيبتي وانا اكثر... ( تلفتت تدور أخوها .. شافته يركض راجع لمخيمهم ).. اففف من هالولد ما جنني الا هو...
(وبفرح).. لا تروحون بعيد السهرة صباحي الليلة... بروح اقول لـ رهف عنكم يا سحر.. بتفرح اكيد..

انصدمت سحر : ورهف بعد جاااايه؟؟؟؟؟
اروى ضحكت : هههههههههههههه أيه ما استغني عنها .. شوي وراجعه ..( غيرت رايها ) .. ولا أقولكم تعالوا معي أمي اكيد بتفرح بشوفتكم..

وافقوا وراحوا مع بعض للمخيم اللي كانوا يتسائلون عنه.. كان كبيير مو صغير أغلبه أولاد بعمر 10 سنين وحولها

أروى وهي تلتفت لهم عشان تدلهم : تعالووا امي داخل الخيمة..
دخلت أروى وابتسمت لأمها اللي كانت جالسه توها منتهيه صلاة العصر : يمه موووفاااجأة..

التفتت ام محسن باستغراب... وارتفعت حواجبها يوم طاحت عينها على سحر داخله والخجل على وجهها ..
ام محسن : سحر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سحر : هلا خالة ..
ام محسن بابتسامة وسيعة : هلاا حبيبتي وش هالمفاجأة..من وين جايبتهم يا أروى؟؟

تقدمت سحر وسلمت على صديقة أمها .. وأروى ضحكت : هههههههههههه جايبتهم من المخيم اللي جنبنا... شفتهم صدفة وانا اركض ورا ريانوووه القلق
ام محسن : هذي السااااااااعة المباااركة..اتاريكم اللي جنبنا والله ما درينا
سحر بابتسامة : ولا احنا... الله يكثر خير ريان..

ضحكت اروى ، لأن اخوها الصغير ابو 6 سنين هذي الحسنة الوحيدة اللي تكرم وسواها..
ام محسن : تفضلوووا والله فرحت بشوفتك يا سحر ..
سحر : تسلمين خالتي..

ام محسن وهي تناظر مشاعل : وهالحلوة ما تعرفنا عليها؟؟

ردت مشاعل بكل جرأة : أنا بنت عمها مشاعل ..
ام محسن : ما شاء الله ارتاحووا ..
سحر : لازم نرجع عالأقل عشان نعطي اهلنا خبر لا يقلقون علينا..

أروى : دقيقة بروح أنادي رهوف مدري وين غاطسه.. بتنصدم شر صدمة مثل ما انصدمت !!

طلعوا ورا أروى اللي راحت تمتر المخيم تدور رهف...
أروى : رهااااااااااااااااااااااف تعالي بسرعة..

جت رهف تمشي وهي تعدل شعرها : وشفيك تنابحين؟؟
ضحكت أروى وأشرت على البنتين اللي وراها... انصدمت رهف يوم طاحت عينها على سحر خصوصا اللي واقفه وهي مبتسمة...

اروى : هههههههه وجهك يحكي !
رهف بصدمة : مين؟.. سحر؟؟؟
اروى : لا جنيتها ههههههههه

جت رهف بسرعة .. وضحكت سحر لأن صدمتها عيت لا تخف ..
راحت بنفسها وسلمت عليها وهي تقول : ههههههههه شفتي الصدف شلون تلعب دورها بالحياة..

رهف : وشلووون؟؟؟؟
اروى : هههههه هذولي جيراننا يا رهف... اللي كنتي تسألين وتقولين مين الناس اللي جنبنا؟؟
ابتسمت رهف .. صدفة أحلى من الحلى نفسه : ههههههه أحلى ناس والله..

عرفتهم سحر على مشاعل اللي كانت مستغربة من متى سحر تعرفهم وبهالسرعة علاقتهم صارت حلوة .. وكأنهم يعرفون بعض من زمااااان..
اروى : صراحة بوجودكم بيحلى المكااان... جيران بنشوف بعض كل يوم وش نبي احلى من كذا
سحر : معزووومين عندنا أروى.. انتي ورهف تعاالوا.. معكم بيحلى الجو..

رهف : حبيبتي كنت طفشانه من مقابل اروى وفجأة طلعتوا لنا... وقسم بالله احساس حلوووو

سحر : هههههههههههه انتي ما شفتي وجهي يوم شفت اروى .. ما استوعبت انها هي حسبت اني مشبهه عليها
اروى : ريااااانوه القلق أول مرة يسوي شي مفيد بالحياة .. لو ما خلاني ألحقه كان ما شفتكم
رهف : هههههههههههههههه وينه يبي له بوسة

تحركت سحر وهي ماسكه يد مشاعل .. وهي تقول : بنرجع للمخيم الحين عشان نطمنهم علينا... وبنشوفكم بعد شوي.. تعالوا طيب؟
اروى : من عيووووووووووني

سحر : ههههههههههه تسلم عيونك لا تتأخرون..

رجعوا سحر ومشاعل للمخيم ..ومشاااعل مصدومة .. قالت وهي تنغز ذراع سحر بدفاشة : انتي هييييه وش سر هالعلاقة اللي بينكم؟؟
سحر : مافيه سر يا هبلة... تعرفت عليهم ودخلوا قلبي بسرعة ..
مشاعل : تبين الصدق دخلوا قلبي بعد...خصوصا اروى حسيتها تشبهني !!

ضحكت سحر : تبين الجد رهف واروى من نفس الطينة كلهم راعين ضحك وسعة صدر..

دخلوا للمخيم وعلى طووول راحت سحر تقول لأمها عن هالخبر الحلوووو
:::

بعيد عن أجواء الفرح..

طلعت شادن من الخيمة ووجهها يعبر عن حزن وشوووق عميقين... ناظرت السما وهي تبحث عن شي تخفي دموعها فيه ... صعبة تطلع لهم ودموعها بعيوونها وهي اللي كانت دايما تستمد قوتها وصبرها منه...صعبة وهم يقولون عنها انها دايما قوية.. صعبة تطلع عليهم وتبين لهم وش قد جارحها !!
ساعة ورا ساعة ورا ساعة .. يمرون ببطء وهي تعدهم وكل ساعة تقول الحين بيجيها... لو تقدر راحت له برجولها وما عليها من احد... لكن المؤلم انها تنتظر منه اهو يجيها ...تنتظر منه هو اللي يبدا بهالخطوة ويعفيها عنها.

ليه صاير كذا ؟؟.. ليه متناسيها وهو عارف ومتأكد انها هاللحظات تفكر فيه !!

مشت وراسها بالأرض ودموعها تغمر عيونها... ولقت ان رجولها تقودها لا إراديا لسيارته... بأمل انها تلقاه هناك... وصلت بخطواتها البطيئة لسيارته المركونة بعيد شوي عن سيارة خالد .. وبلعت ريقها وهي تقترب ببطء..
دموعها فقدت سيطرتها ونزلت متدافعة بسيل على خدها...وهي تلمس سيارته بأصابع مرتجفة...
وصلت لباب مقعده واستندت عليه وهي تكتم دموعها وآهاتها... لشووق دمرها مليون مرة..


بهالوقت .. كان عمر متجه لسيارته وهو يلعب بالمفتاح بيده... كان بيتجاوز سيارة خالد عشان يروح لسيارته.. لولا ان خطواته لصقت بالارض يوم طاحت عينه عليها واقفه عند سيارته .. تبكيــه وكنها تشكي لها عن صاحبها !!

ضغط عالمفتاح بين أصابعه .. وبهدوء وخفة تراجع خطوتين ورا .. وأخفى نفسى ورا سيارة خالد.. وأسند جسمه عليها وهو يستمع بإنصات لنحيبها الواطي...
وغمض عيونه !
بكل ثانية يتمنى انها تهدى... لكنها بكل ثانية كانت تزيد!
يعترف... إنه ما كان قد وعوده !!

غمض عيونه وصوت دموعها أزعجه فوق ما كان يتصور... لو يطلع عليها ألحين؟؟.. أي كلام بيقوله لها؟؟؟
وأي تبرير ممكن يعطيه على كل هالانقطاع... والأهم البرود!!
فيه أسئلة كثيرة رح تسألها... هو ما يقدر يعطيها الإجابة عليها..

فضل إنه ينسحب مثل ما جا.. من غير ما تدري...
وحالها عند سيارته..ما فارقه بسهووولة


ريحة عطره وصل لها وهي تبكي... رفعت راسها عن قزاز السيارة اللي غسلته دموعها... وتلفتت حولها مثل المجنونة لعلها تلقااااه.. لا يمكن خيالها خيل لها ريحته.. التفتت يمين ويسار ودموعها ما وقفت ...وانهار عالمها يوم اكتشفت انه ماشي مبتعد عنها .. معطيها ظهره..

عرفت .. إنه شافها !!
وعرفت... إنه سمعها !!
وعرفت.. إنه حس فيها !!

لكن ما عرفت ..ليش أقفى وخلاها... وهو عارف انها تنتظره..
مو هذا عمر !!
مو هذا اللي اعرفه !!
لما كنت أبكي كان يجيني أول انسان.. كان يخفف عني قبل الكل.. بس الحين مو هذا زوجي... مو هذا حبيبي..

كانت بتصرخ .. وتناديه ..
لكن صوتها أختفى..أنهكته دموعها الغزيرة ..

همست وكان هذا أقصى طاقتها : عمر

ومثل ماتوقعت ..ما سمعها.. ولا حس بصوتها المذبوح..
مخااااوفها تأكدت... عمر تغير مية وثمانين درجة !!


مشاعل وسحر استضافوا رهف وأروى داخل الخيمة .. وجلسوا يسولفون...
قامت مشاعل واقفه يوم شافت شادن داخله : شدوووون تعالي عندنا ضيوف ..

رفعت شادن عيون ذبلانه.. وابتسمت ابتسامة هادية ميتة : مين عندنا؟؟
قربت مشاعل لأختها.. وهمست : وشفيك وجهك مخطوف لونه ؟؟ تعبانة؟؟

شادن كذبت : ايه شوي راسي مصدع مدري شفيه.. شكلي اخذت برد
مشاعل : عاد الجو ما برد ذيك الدرجة
شادن : مدري صداع شوي وبيخف

وقربت تسلم عالبنات اللي عرفتهم عليها سحر ..
شادن : انتوا اللي جنبنا؟.. وتعرفون سحر؟
ابتسمت رهف : ايه

ضحكت شادن لهالصدفة : صدفة ما تصير كل يوم !
سحر : ههههههههههه والله فرحت بشوفتهم ما تصدقين...

أروى : قلبي وانا أكثر والله يا سحر..
سحر : سمعت امي مرة تقول ان بيت خالتي ام محسن ناوين يطلعون يخيمون مثلنا بس ما توقعت جنبنا عااد !!
اروى : هههههههههههه ولا أنا..

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 06:27 AM

--------------------------------------------------------------------------------
عند الشباب...
عالبساط .. الكل جالس ما عدا عمر وخالد..

ابو خالد يسولف مع اخوه ابو محمد عن الشغل ، وعن جية ابو راهي .. بحضور بندر ، ووليد .. والأهم محمد اللي انصدم ، ولقى نفسه يناظر عمه بصمممت مطبق !
كل ما نسى ..لقى شي يذكره !!
حتى هالرحلة كان يبيها فرصة..عشان ينسى المسؤوليات اللي عليه..والالتزاام اللي يجب عليه مع ابو راهي..الشخص المخيف! ، جت عكسية..

لاحظ بندر تغير ملامح أخوه.. وضااااااق قلبه وش هالورطة ، ابو راهي بيلحق محمد لين هنا !!!؟

ابو محمد : ما شالله .. ومتى بيجي شريكك؟؟
ابو خالد : يقول مهوب متأخر يومين بالكثير وبيجي مع عايلته.. يا بو محمد كل جلساتنا مع بعض عن الشغل فـ قلت هالمرة نخليها غير..
ابو محمد : الله يحييه ..بأي وقت..

تركي ابتسم وهو يسمع ان ابو راهي بيجي.. الرجال اللي بيصير خصمه بيوم من الأيام... فرصة يعدل أوضاعه معه من الحين !!
التفت عفويا لـ محمد ، ولاحظ شي غريب كان يدور في ملامح وجهه... ان ما غلط تركي فهو ضيق وألم...

السالفة أزعجت راحة محمد فوق ما يتصور .. ولقى نفسه يقووم من الجلسة يدور الهدووء ..والهروب من هالاسم اللي خرب عليه عيشته..

وقف لحاله عند ملعب الطائرة اللي كان خالي... ما يبي يسمع أكثر ... المشكلة انه مو قادر يعلن رفضه !!
كان راضي..
كان مقتنع ..
بس بسببها... انقلبت رغباته !

ليش ضعف لقلبه ؟؟..ليش ما استمر على قساوته وأبعدها عنه من غير تردد !!

"محمد"

التفت محمد وشاف بندر جاي بهدوء.. وصل .. وابتسم وهي يمسك كتفه : شفيك ياخي ترا حلك بسيط !
ابتسم محمد لأخوه ابتسامة باهتة : هلا بندر... سمعت اللي قاله عمك؟؟

بندر بضحكة لعلها تغير الجو : سمعت .. تراها مهيب مشكلة يا محمد... بالعكس تراها فرصة لك عشان تنهي الوضع اللي ما ينطاق ذا..
ناظره محمد بهدوء .. وسكت..

كمل بندر بجدية : محمد كلم الوالد وخله يكلم ابو راهي.. أو كلم عمي وقوله عن رفضك ..وخله يتصرف اذا انت مو قادر تنهيها
محمد : يا بندر شفت انك مو فاهم الموضوع بكل جوانبه... ياخي ليش ما تفهم ان الرفض بهالحالة مستحيل... اصلا الرفض ما كان وارد من البداية... اذا رفضت وش بيصير في عمي ؟؟؟

ناظره بندر باستغراب : وش بيصير يعني؟؟
محمد بسخرية : شفت انك تتكلم من هوا وما تدري وش خطورة الموقف اللي أنا فيه... محد يعرف ابو راهي كثر ما اللي يتعاملون معه يعرفونه... بندر ابو راهي له قصص تخوف ترعب... ناس انقلب حالهم بين ليلة وضحاها والسبب ابو راهي..

تغير وجه بندر للجد ..
وكمل محمد : وأنا حاليا مو مستعد أرفض .. ومو مستعد أوافق... انا ضايع يا بندر ضايع

حن وجه بندر وقرب وهو يضغط على كتفه : محمد... لكل مشكلة ولها حل.. لو انا مكانك ومهما كان ابو راهي ذا.. بسوي اللي أنا أبيه محد له حق يحدد مصيري.. بوقف في وجهه وأرفض وبعدين ما أتوقع ابو راهي بذاك السوء اللي انت تقول عليه .. اكيد بتجي لحظة ويتفهم موقفك .. انت حاااول وش بتخسر.. مشكلتك ما تبي تحاول يا محمد وكن الوضع هذا عاجبك

غمض محمد عيونه.. وناظر بعيون بندر مباشرة : أخاف اتهور.. بعدين أندم..

ابتسم بندر ودقه كتف بكتف : تبي الجد جية ابو راهي يمكن تكون في صالحك.. وبعدين انا من زمان ودي اشوف هالرجال العظيم (بسخرية)...
..لو تبيني أكلمه بنفسي انا حاضر..

محمد غصب ضحك.. ضحكة خفيفة : هههه عشان تعفس ابو جد حياتي..
بندر : أفا أنا اخوك أخرب حياتك ..ما عرفتني زين ياخوي الكبير

ابتسم محمد بحنية.. ولقى نفسه من غير شعور.. يحوط رقبة بندر بذراعه ويضمه بقووة.. بندر استسلم لحركة اخوه وهو يبتسم ابتسامة خفيفة تخفي ألم... مشكلتي إنك أخوي..يا محمد!

ما منع يده انه يرفعها .. ويربتها على ظهر محمد لثواااني ، والصمت بينهم ..

شوي بضحكة خفيفة قال بندر : خنقتني ابعد..
تراجع محمد بشويش ويده على كتف بندر ما نزلها...وطـاحت عينه بـ عيون بندر الساكت .. بندر اخوه من حينه وهو عااااطفي.. يعرف هالشي مو غريب عليه ودايم يشيل هم غيره..
لكن الغريب هالنظرة الغير مفهومة بعيونه..

محمد بعيون ضيقة : شفيك بندر؟؟... مخبي علي شي؟؟
ناظره بندر ولمعة ارتسمت بعيونه... انصدم محمد لأن هاللمعة كانت دموع يحاول يخفيها : ...بندر!

ابتسم بندر وهو يبعثر نظره بالأرض بعيد عن أخوه : مافيني شي..
ضاقت عيونه أكثر.. ومسك كتفه وهو يهزه بقوة عشان يشوفه بصرامة : ناظرني !

ناظره بندر بقل حيلة.. وحس محمد ان بندر يخفي شي : شفيك؟؟
نزل يد محمد من كتفه وهو يحاول يبتسم.. لكن الابتسامة كانت كذابة : مافيني شي وش شايف؟؟

محمد وهو رافع حاجب من هروب اخوه : شايف اللي محد غيري يقدر يشوفه يا بندر... تكلم وش مخبي؟؟

عطاه ظهره بـ آآآه في قلبه... وش تبيني أقولك؟؟.. وش تبيني أصرح أقول وأنا عارف ان اللي في قلبي بـ يصدمك بيدمـرك... بيشتتك أكثر مارح يرحمك..

محمد يراقبه وهو يروح للكورة اللي كانت مرميه عالأرض : بندر لا تهرب .. أنا ما أحزر أنا متأكد ان عندك شي وكاتمه في نفسك..
ضرب بندر الكورة بقدمه ورفعها بالهوا .. وقال بصوت طبيعي بس وجهه عكس الطبيعي تماما : أنا ما أهرب من شي محمد.. لو عندي شي بقول ليش بخبي ؟؟.. انا شايل همك لا اكثر ولا أقل..

رفع محمد حاجب واحد وهو يراقب حركات اخوه.. بصمت..
بندر طول ما هو يداعب الكورة ما التفت ، كان عارف نظرات اخوه المتفحصة زين... محمد صحيح من النوع الجدي واللي ما يظهر عواطفه بسهولة.. لكنه يشيل هم غيره يمكن أكثر منه هو.. بس ما يصرح!

شات الكورة ناحية محمد وهو يبتسم : تعال نلعب ..

تدحرجت الكورة لين رجل محمد واستقرت عنده بسكون.. ومحمد ما حرك ساكن..
رفع بندر عينه لوجه اخوه ولقاه يطالعه بصممت مطبق... بلع ريقه ، محمد بهالنظرات يخوف ذكي وما تفوت عليه هالحركات بسهولة...

بندر بهدوء مرح : شوتها يلله..

لكن محمد ما شاتها.. تحرك من جنبها لناحية بندر وترك الكورة..
وقف قدامه وبهدوء : بندر انت فيك شي وما تبي تتكلم
تغير وجه بندر ، ولاحظه محمد بدقة ..

محمد بقووة تهز اللي قدامه بالعادة : وجهك هاللي تغير الحين يثبت هالشي..
بندر بهدوء مصطنع : وش فيك انت ، قلت لك شايل همك قلقان عليك بس..
محمد بنبرة منخفضة تأكد ظنونه : بندر تقدر تخبي عالناس كلها إلا مني أنا... فاهمني؟؟

رجع بندر على ورا وهو يضحك لكن ضحكة بغير مكانها : هههههههه والله انك موسوس.. وش تبيني اقول أحلف لك ان مافيني شي؟.. الا غصب بيصير فيني شي !

وانتبه بندر لـ خالد وعمر يمشوون ناحيتهم.. ورفع يده يناديهم بسرعة غريبة : تعالووووا يا هوه..
رفع محمد حاجب من حركة اخوه اللي تثبت انه يتهرب من شي !.. شي ما يدري وشو!!

راح لهم بندر بسرعة تارك محمد وراه .. كانوا بهاللحظة المنقذ اللي انقذوه من تحقيق محمد.. اللي اذا حط احد براسه ما يفكه بسهولة !!
بندر : جيتوووا بوقتكم !

عمر رفع حواجبه : شفيك؟؟
بندر : مو شي تعالوا نلعب ..

خالد : اذا طائرة ماني لاعب !
بندر : اللي تبي بس تعال..

راحوا لمحمد اللي كان واقف وساكت .. يطالع بأخووه..

بندر وهو يحاول يشيل الجدية من وجه محمد : ها محمد بتلعب؟؟
محمد بنظرة ، وهدوء : سكوتي الحين مو معناته اني بخليك في حالك ..

ناظروا عمر وخالد بعض باستغراب... ثم ناظروا محمد باستفسار ..
بندر بهاللحظة ما لقى الا انه يضحك.. ضحكة ما غطت على مخاوفه : ههههههههه طيب يالعنيد بس الحين خلونا نلعب..
::

بعد ساعة ..
الفترة بين العصر والمغرب ..
رجعوا أروى ورهف من فترة لمخيمهم... باتفاق انهم يجتمعون بعد صلاة العشاء عشان يسهرون سهرة حلوة..

داخل الخيمة ..
التفتت أم خالد لـ سحر وهي منسدحه : سحر روحي شوفي اختك.. من ساعة ما شفتها للحين تلعب؟؟
سحر : ايه يمه تلعب
ام خالد : روحي شوفي تأكدي..

قامت سحر من غير حيلة تشوف هالبنت اللي مالها صووت حالها في حالها : ان شالله...

طلعت برا ..وناظرت الشمس اللي كانت نازله... باقي نص ساعة عالمغرب ..مشت وهي تاخذ يمين ناحية بيان... واشفقت عليها وهي تناظرها وحيدة تلعب بالرمل وتحاكي نفسها ... ضحكت سحر ، لأنها اذا حاكت نفسها معناته انها بعز اندماجها بلعبها..

قربت وهي تبتسم :ها بيوونه وش تسوين ما تعبتي؟؟
رفعت نظرها لأختها.. وقالت بزعل : انا طفشانه... ابي احد يلعب معي محد يبغى !

يا عمري عورها قلبببها على حالها... ابتسمت وهي مصرة من داخل قلبها انهم أول ما يرجعون الرياض بتكمل سالفة الروضة..

سحر : انا بلعب معك بس وش نلعب؟؟
بيان استانست وقااامت واقفة بيدينها المتسخة بالتراب : انا بروح اتخبى وانتي تدوريني
سحر ما عجبتها اللعبة بس قالت باستسلام : طيب اوكي بعد لـ عشرة !!

عطتها ظهرها وغطت عيونها وهي تعد... وبيان ركضت بسرررررعة تتخبى ورا وحدة من السيارات القريبة..
سحر : اوكييي تسعة..عشرة... جيييييييييييتك

تحركت وهي تتلفت بخبث : بياااان جيييييتك انا اشووووفك

الا تسمع ضحكة تجنن جاية من مكان.. ابتسمت بخبث يوم عرفت انها ورا وحدة من السيارات وشكلها سيارة خالد..
قربت بهدوء على أطراف اصابعها وطلت من ورا السيارة .. شافت بيان جالسة عند الكفر الأمامي وتطل ..

سحر : شففففففففففتك

صرخة بيان الحادة علت.. واندمج مع ضحكها الهستيري وهي تركض هربااانة.. ناحية الجبال الغريبة..
ضحكت سحر وهي توقف عشان تعطيها مجال... لكنها قررت تلحقها يوم شافت انها تركض من غير هوااادة مبتعدة عن المخيم ناحية الجبال الغريبة.. واللي أثارت فضولها من الصبح..
سحر : انتظررررررري وين رايحه.. لا تروووحين هناااااك بياااااااااان..

بس بيان ما سمعتها كان تركض بحمااااس من غير حتى لا تلتفت وراها... سحر لقت نفسها تركض وراها خايفـه عليها ، وهي تناديها ترجع..

وبعد ركض متواااصل أتعبها ..ابتعدت عن المخيم بمسـافة مو قصيرة... ووصلت للجبال الغريبة الشكل والتركيب..
سحر : بيان اطلعي خلاص !

ولقت ان عيونها تتجول بالمكان ..كان شكل الجبال عن قرب يختلف كثثييير عن شكلها من بعيد.. بانت أعلى.. وأغرب...وساااااكنة بشكل يبعث عالرهبة.. ما حولها أحد ..
الصخور اللي حولها كانت ملساء وألوانها مختلفة متدرجة بين درجات البني والأحمر ..
الجبال ممتدة لمئات الأمتار.. وكأنها حاجز يخفي شي وراها ، ارتفاعها متوسط بس تعتبر عالية ..يعني اللي بيصعد بيقدر يوصل لفوق بس بيتعب ، لكن المشكلة انها زلقة وأرضيتها كلها حصا صغير زلق...

ابتسمت لقتها فرصة تشوفها عن قرب.. وخصوصا ان ارتفاعها المعقول خدعها..

حطت رجلها على أول الاحجار الصغيرة الثابتة بالأرض.. وبحذر شالت نفسها وطلعت أول خطوة.. وكل خطوة كانت تصعدها ما كانت ثابتة لأن الحصى زلق تحت اقدامها بشكل رهيب.. وكم مرة كانت بتطيح على وجهها..

يوم وصلت للنص.. سمعت ضحكة بيان من ورا... ناظرت تحت شافت بيان تطلع من ورا وحدة من الصخور وتركض راجعة وهي ميتة ضحك ..

سحر بقهر : بياااان يا حمارة انتظري..

ما ردت وركضت ناحية المخيم البعييييد مباشرة .. هالهبلة وش بينزلني ألحين؟؟؟..
تنهدت سحر وهي ترفع راسها لفووق ما بقى الا القليل.. تلقي نظرة سريعة وترجع !
ركعت وهي تصعد عشان تتمسك في بعض الأحجار الثابتة مع ان المنحدر مو شديد بس الحصا ما يساعد ..


راحت بيان تركض من غير ما تلتفت وهي تضحك... وقابلت بنص الطريق ، تركي اللي كان يتمشى لحاله : ولييييييييد هههههههههههه
وقف تركي مستغرب من ركضها السريع اللي يشوفها يقول هربانه من شي : هلا بيان

بيان وقفت وهي تلهث : اذا جت سحر من هناك لا تعلمها انا وين طيييييييييب
تركي مو فاهم : ليش؟؟
بيان : قاعدين نلعب.. انا اهرب وهي تلحقني..
تركي باستغراب : وهي وين الحين؟؟

بيان تركته ، وركضت : بتجي تلحقني الحين لا تعلمها انا وين رحت.. هي هناك
( وأشارت بيدها الصغيرة وهي تروح )
عقد حواجبه مستغرب وش ودا هالبنتين هناك ... كان قد راح قبل ساعتين هناك ..وألقى نظرة.. جبال خطيرة وزلقة واذا الشخص طاح مارح يوقفه شي غير الأرض..

التفت لـ بيان اللي ابعدت : بياااااااان تعالي ناديها..
لكن بيان ما سمعته كملت وهي عااايشه جو اللعبة... ناظر قدام محتار يروح ، ولا يخليها ..يمكن يكون معطي الموضوع ..اكبر من حجمه !!
لكنه بالأخير كمل طريقه مشي لهالجبال.. لأن مقصده كان لها من البداية

وقفت سحر فوووق ورفعت يديها بالجو مثل الطيووور .. تتنفــس وهي تطالع المنظر قدااامها .. ابدااااااااع سبحان الله... أرض منبسطه رمل أحمر بالمدى البعيد... وأسفل الجبل أشجار وخضرة غريبة.. يمكن مع المطر الموية تنزل من هالجبل للقاع ..السبب اللي خلا الزرع والخضرة تنبت وتزيد بهالمنطقة اكثر من غيرها..

وقفت عالحافة المنحدرة ..وناظرت تحت عند رجولها..ونزل بقلبها رهــبة قوووية ، الجبل مو مثل ما توقعت الجهة هذي غير اللي طلعت معها ...الانحدار كان شديد لو تزلق رجلها بهالحصى بتروح فيها ... فكرت بجنون انها تنزل لكنها تراجعت تخاف تنزل ..ومعد تعرف تطلع ، زااوية الانحدار حاااادة والمجنون اللي بينزل من هالجهة !

تراجعت بحذر وهي تبتسم ..المكان روعة ..لازم تقول للبنات عنه ويقررون يفطرون هنا بكرة !!.. مشت على الحصى الصغير الزلق بحذر للجهة الثانية وهي مبتسمة .. الله لو تقدر توقف مع محمد هنا .. جنبـه.. الله لو تقول له عن هالمكان الابداعي..
طردت هالحلم المستحيل.. ، وبيدها فكت ربطة شعرها السايح ، من نعومته انسدل على كتفها .. تبي تحس بالهوا يتخلله ويطير روحها معه .. الجو روعة ومهما قالت روعة مارح احد يتخيل ! المنظر يبعث عالارتيااح بشكل سحري..

هاللحظة اللي اختلت فيها بنفسها خلتها مثل ملكة ملكت الكون وهي تناظر المنظر قدامها.. بدت تغني اغنية تايتنك بصوت عالي..وصوتها اللي ينتشر بالكون بصدى خفيف ويرجع لها كان معجبها..

- وش تسوين هنا ؟؟؟
شهقت من صوت الرجال اللي وراها .. والتفتت بخرعة ومن حظها ما انتبهت انها واقفه على كومة حصى زلق قريب من الحافة... زلت رجلها والحصى ما رحمها زلقت قدمها اليمنى لتحت ..تلتها صرخة وهي تحاول تتسمك بأي شي .. تركي انصدم من ردة فعلها وبدون شعور لقى نفسه يركض لها.

قدرت سحر تثبت رجولها عالأرض بواسطة أصابع رجلها ..اللي وقفها عن الانزلاق قبل ما تجذبها الجاذبية اكثر.. لكن وضعيتها ما تساااعد ابدا .. هي لو حركت رجولها بأي طريقة بتزلق اكثر.. غير ألم يدينها اللي تجرحت بسبب الأحجار الخشنة المتمسكة فيهم...
طلعت دموعها بعيونها وهي تشوف وليد يحط رجوله بهدوء ويحاول ينزل بتوازن..
ناظرت فيه تستنجده ودموعها بتنزل .. مدري وش اللي خلاها تناظر تحت هاللحظة ، الشي اللي خلاها تغمض عيونها بقوة وتناديه بخوف : ولييييد ..
تركي كان معصب وهو يحط رجوله بهدوء.. ويحاول ينزل : انتي وش جابك هنا؟؟؟

ما لقت رد ، كانت بس تبي يده تنمد لها عشان تطلع وتنقذ روحها !!.. هي ان زلقت بتدحرج عالحصى الزلق..واكيد بتموت
صارت ترتعش ما تدري وش بيصير لها باللحظة اللي عقبها .. قرب تركي منها بحذر وخطواته تهتز بسبب الانحدار وطبيعة الارض اللي كانت بغير صالحه وصالحها .
مد يده القوية لها وهو يحاول يتمسك بأي شي لكن للأسف مافي شي.. اعتمد على قوته الجسمانية اللي الظاهر بتخذله بعد..
مدت سحر يدها له .. بس هالشي كان بغير صالحها..لأنها من رفعت يدها عن الحجر زلقت رجولها مو متحمله ثقلها .. وطاحت على بطنـها ويدها ترجع لنفس المكان بشكل تلقائي..

صرخت مو عارفه وش تسوي حتى رجولها مو قادره ترفعها !!.. كل ما حطتها عالأرض بتثبتها زلقت وجرّت ثقلها معها... وتركي فوق بعيد عنها شاف وضعها ، عرف ان قدامه خيار واحد مافيه له ثاني .. يا ينفذه ولا البنت بتروح فيها

جلس عالأرض الزلقة بعد ما كان واقف ... واستخدم رجوله عشان تثبته .. وبدا ينزل بالانزلاق عالحصى..وكل ما حس انه بدا يفقد السيطرة حط رجوله عشان يوقف..
سحر كانت تبحث عن أي شي ينقذها .. جسمها يخونها ..ورجولها ويدينها وكل أطرافها كانت تخونها.. الجاذبية كانت اقوى من قدرتها ..طاقتها كل ما لها تضعف
ناظرت في وليد ودموعها تغشي عيونها .. تبي تتمسك فيه هو أملها الحين..
وصل لها ما بينه وبينها غير مسافة بسيطة .. مد يده لها وهو على نفس وضعه رجوله مثبتها بالأرض

قالت سحر بدموع يوم شافت يده الممدودة ، وهي مو قادرة ترفع يدها وتمسكها : ما ..اقدر..
تركي بعصبية : امسكي يدي بسرعة
قالت ودموعها تسيل بانهيار : ما اقدر بطيح ..وليد

شاف حالتها الصعبة .. قرب أكثر ماله الا يمسكها بنفسه..وصل جنبها وهي تبكي بصمت لأنها حتى مو قادرة تعتدل بوضعها.. تنتظر منه ينقذها بطريقته لأنها الحين مثل المشلولة ، ان حركت اصبع بتنهار قواها..

غمضت عيونها يوم حست بيده القوية تلتف على خصرها عشان يعدل جلستها..
سحر بضعف وخوف ، وهي مستسلمه : ول...يد... وليد
تركي بعصبية من الحالة الصعبة : اششش ولا كلمــة !

انطمت مثل ما يبي ..الوضع ما يسمح تقول كلمة ..زمام الأمور بيدينه الحين مالها سلطة تقول شي..

سحبها من الأرض لأنها كانت طايحة على بطنها.. ولفها بقوة عشان تصير جالسه من غير ما تتركها يده..
صارت لازقه فيه وهي ترتجف ..، بلعت سحر ريقها وهي تشوف الانحدار اللي قدامهم..

انفاس وليد جنبها تزيد ، ويده مو راضيه تتركها .. دموعها زااادت وش هالموقف اللي هم فيه..لا ومع مين مع وليد!!..
بكت غصب عنها يوم شافت انهم عاجزين ما يتحركون

التفت عليها ولأول مرة كانت بهالقرب منه.. اجسادهم متلاحمة من غير ارادتهم ..
قال بعصبية : قومي واقفة وبهدوء اطلعي

ناظرته ودموعها تنهمر.. واصطدمت نظراتهم بلحظة سريعة ما كملت الثانية في ظل الخوف اللي تعيشه سحر .. والعصبية والتعب اللي يواجهه تركي..
قالت سحر وهي تصد عنه وتناظر الانحدار ناسيه العالم وناسيه وضعهم : ما اقدر وليد بطيح ساعدني
كانت يده الملتفه على خصرها من قدام موفره عليها تعب كبير ، لكن على حسابه هو... تركها للحظة عشان يعدل وضعه الشي اللي دفعها الثمن غالي..

زلقت من جديد بغمضة عين .. تركي ما لحق منها الا يدها.. لكن اندفاعها الكبير خلا مقاومته تنهار والثمن انه طااار وياها للقاااااااااااع..

ثوااااني تمر.. بصمت وسكووون..
أثار التراب والغبار متناثرة بالجوو.. والحصى الصغير لا زال يتدحرج من غير توقف بسبب وقوعهم العنيف...
لحظات مرت كان الوضع هااادي سكووون عجيب ... محد منهم أصدر صوت .. أحياء ولا موتى محد يدري !!

ثواني.. وفتحت سحر عيونها بهدوء ..ما تدري وين وصلت بأي قاع... حية ولا ميتة ؟؟...
حست بأنفاس حارة تلفح جبينها ، خلاها تفتح عيونها بقوة على وسعها...ومن غير ما تتحرك شافت انها طايحه على صدره ..
بفززززع قامت قاعدة مرعووووبة ، وشافته ساكن ومغمض عيونه.. ما قدرت تستوعب اللي صار قبل لحظة.. ولا تستوعب اللي صار لهم الحين..

استقرت عيونها على وجهه تناظره..وقلبها يررجف.. تنتظره يفتح عيونه.. تنتظره يصدر ردة فعل..
لكنه كان جامد وساااكن من غير حراك ،،

بالأخير وبصوت باكي حطت يدها على صدره وهزته : ولييييييد
ما رد عليها ...
نزلت دموعها وش فيه ..
هزته بخوف تبيه يرد : وليييييد رد علي
ما حصلت رد ..
نزلت دموعها وش تسوي.. حاولت توقف لكن ألم ولّع برجلها خلاها تنهد عالأرض بإنهااااك ،،
الظاهر لوت رجلها من غير ما تدري !!

رجعت لوليد الطايح من غير حراك .. وانهمرت دموعها وش سوت هالمجنونة : وليييييييييييييد
شافت شي أحمر يسيل من راسه .. وينزل بهدوء لين اذنه ..طارت عيونها بصدمة وهي تشوف هالأحمر القاني يرسم خط من غير توقف !!

دم؟؟ ...دم؟؟... دم يا سحر!!!

فجأة ...فتح عيونه بهدووء وبطء... وبصمت قااام قاعد بهدووء وهي تناااظره مفزوعة ..مو قادرة تنطق..
مسد رقبته وهو مكشر !!.. وهي تراقبه مو مصدقه ... قربها له بهالشكل خلا وجهها يحمررر رغم خوفها ..

اخيرا رفع راسه والتقت نظراتهم.. لقاها تناظر بصمت والخوف يطفح بعيونها...
بلعت ريقها طرحتها فقدتها يوم تطيح ما تدري وين .. ووضعها الحين لا تحسد عليه

طالت نظرته لها ما كأنه واحد مصاب او فيه شي .. سحر نزلت عيونها بالأرض والدموع بعيونها ..
قال اخيرا : تعورتي؟؟

ما عرفت ترد .. ورغم ألم رجلها هزت راسها نفي..
بدا ينفض يدينه وذراعينه وهو جالس..وكأنه واحد ما تعود عالقرف والوصاخة... شكت سحر ان هالبشر عنده احساس او شعور ..لأن الدم ينزل منه وهو ولا داري..

قالت بقلق : دم !
رفع راسه باستغراب : دم؟؟
أشرت على راسه وهي شوي وتنهار : راسك... ينزف !!

مسح على جبينه وناظر في يده.. تلوثت بالدم.. رفع عينه لـ سحر شافها متأثرة والخوف ماكلها.. ببرود قام واقف وهو ينفض ملابسه ..
سحر ما صدقت يوم شافته يوقف ويتحرك مافيه شي... شي من الارتياح نزل بقلبها ..كانت ممكن تكون سبب بأذيته ويمكن موته.

مشى تركي بصمت يبي يطلع من هالمكان ، لأن وجوده معها شي ما يحتمله... ويوم ابتعد كم خطوة التفت وراه يشوفها... لقاها على نفس وضعها جالسه مثل طفلة وتناظره بطريقة تذوب الصخر "نظرة خوف" !

تركي بهدوء واستغراب : لمتى بتجلسين هنا؟؟
سحر كانت خايفة.. لو عرف انها ما تقدر تتحرك وش بيسوي.. كانت خايفه خااااايفه ..

ناظرها بصمت.. وبلحظة دخل الشيطان بعقله !
وقام يوسوس له بمليون شي وشي..
تغير وجهه من الأفكار اللي تدور براسه..

سحر بغت تموت يوم شافت تقلب غريب على وجهه.. رفع عينه والتقت نظراتهم من جديد ، وضرب قلبها خوووف نظرة عيونه مألوفة... بس الحين الشر زايد فيها؟؟.. ولا هي تتخيل!!
قرب منها من جديد وقلبها بدا يرتععععد..

وقف بنص الطريق وملامح وجهه غير مقروءة....
سحر ضربات قلبها وصلت للمليون بالثانية ما تدري وش مصييييرها.. ووجهه ما يبشر بخيير..

قال وهو في مكانه ، يعاند خطوته : بتقومين ولا اروح واتركك

طالعته ودموعها بعيونها.. مو قادرة تقول كلمة.. احتار وش بلاها ذي ..
راسه بدا يعووره.. قرب اكثر وهي بيغمى علييييييييها..
شك تركي ان فيها شي وقال وهو معقد حواجبه : متعوره؟؟

اخيرا حس على قلبه .. هزت راسها ايجاب ودموعها تنزل ما تدري خوف رهبة رعب ولا شي ثاني !!
تركي : وش اللي يعورك ؟؟
سحر بتردد : رج..رجلي لويتها
قرب ..وجلس على ركبة قدامها وهي تمنت بهاللحظة تموووووووت تفقد روحها ... وقبل ما يلمس رجلها قالت بسرعة ، وبصوت مرتعش : أظن لازم تنادي خالد هو بيعرف يتصرف

رفع عينه لوجهها وهو عارف سبب خوفها.. وابتسم بسخريـة هزّتهـا وهو يقول : اتركي هالخوف انتي آخر وحدة ممكن أفكر فيها..!

طالعته بصدمة ووجهها راااااااااح تناثر بالأرض..احتررق .. أولا من جرأتـه ، ثانيا سخريته الغريبة ، ثالثا ذيك النظرة اللي ماراح تفهمها ابدا واللي استفزتها لأنها دايما تخلق توتر ما تفهمه وعجزت تتذكره
دايما تحس انه مو متقبلها ويمكن يكرهها بس دايما تكذب نفسها.. وش بينها وبينه عشان يطالعها بذي النظرة .. وهذي السخرية وأخيرا هالجرأة ..
انقهرت منه ومن جرائته اللي اعتبرتها وقاحة ، وقالت بقهر من غير ما تحس بعمرها : تدري ان الشعوور متبادل !!

طالعها باستغراب ، وبعدها بعصبية : الحين هذا جزى اللي جالس معك وكان بيموت بسبتك .. ولا هذي اخلاقك اللي دايما معتزه فيها ومارح تغيرينها !!

طالعته بذهول.. هذا من متى يعرفها عشان يحكم عليها بهالطريقة .. وقالت بقهر وعزة : محد قالك تستفرد عضلاتك وتجي تساعدني محد طلب مساعدتك
انقهر منها ومن وقاحتها ... قام واقف وهو معصب : مدام كذا يا انسة اجل انا راجع وانتي دبري نفسك بنفسك

راح من قدامها وهو منقهر .. وهي بمكانها مصنمة تتابع طيفه اللي ابتعد واختفى .. من جده رااااح وتركها..
نزلت دموعها وش تسوي الحين ، حاولت تقوم لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.

ناظرت فوووق ..للجبل اللي طاحوا منه.. مدري شلون ربي حفظهم وما جاهم شي.. وطاحوا بالبقعة اللي تقل فيها الصخور ويكثر فيها الزرع !!
نور الشمس اختفى من فترة ، والظلام بدا يغمر المكان من حولها ..
مرت دقايـق مثل دهـوور وهي لحاااالها ، والوحشة بدت تسكن قلبها..المشكلة ان جوالها مو معاها تاركته بالمخيم..

حست بأحد يوقف قدامها ..رفعت راسها بحيرة ..شافته وليد.. رجع لـ هدوءه المعروف
تركي : قومي معي لا تنسين انك أمانة برقبتي
ناظرت بوجهه القوي من غير ما ترد ، ودموعها خذت مجرى بعيونها .. ما تدري يمكن لأنها بهالوقت بحاجة له

تركي كمل بنفس الهدوء : عمي ابو خالد موصيني عليك .. قومي معي ولا تبيني اساعدك؟

ما ردت وشلون تقوله ايه مافيه غيرك يساعدني .. نزلت راسها للأرض تحاول تقوم من نفسها..
بس.. حست بيده تنمد لها ..

بصمت ناظرت وجهه بضعف.. وكل همها انها تطلع من هنا سالمة...
حطت يدها بيده وبكل سهولة سحبها لين وقفت على حيلها

بدت تحس ان الدم صار يجري برجلها .. الشي اللي أشعرها بتحسن اكثر من يوم كانت جالسه عليها .. حاولت تمشي لقت انها تقدر تمشي بس بعرج.. اهم شي انه مو كسر !!

تركي : تقدرين تمشين؟؟
هزت راسها ايجاب وقالت بصووت وااااطي : ايه

تحرك بعدها وهي بشكل غريزي تبعته ..

بعد لف ودوران قدروا انهم يتجاوزون الجبل ويرجعون للمخيم.. سحر كانت تمشي وتناظر قفا وليد وهو يمشي قدامها.. الغريب انه ما التفت ولا مرة يتطمن انها وراه..
جوا بينفصلون بنص الطريق..هو بيروح لجهة مخيم الرجال وهي الحريم..
قالت بهدوء : وليد

وقف بصمت من غير ما يلتفت ..

قالت بهدوء :مشكور على مساعدتك مارح أنساها لك
ومشت للمخيم وهي تعرج على خفيف ما انتظرت رده..

وتركي من شكرته ظل واقف مكانه .. استوعب وصولها ووصوله سالمين ..
الشيطان دخل قلبه وخلاه يسأل نفسه .. ليش ما خلاها تموت هناك يمكن يحرق قلب ابو خالد.. وسوس له إنها فرصة ذهبية والغبي هو اللي يضيعها منه !
عصب تركي وصداع راسه زاد عليه..
هز راسه ينفض هالأفكار ماله خلقها الحين راسه يوجعه ، بيروح للدكتور خالد يمكن يلاقي عنده شي..


وصلت سحر للخيمة بعرج ، الا بطلعة مشاعل من الخيمة : سحررر وجعة من ساعة أدورك وينك؟؟
سحر بهدوء : كنت مع بيان ألعب معها!!
مشاعل ما صدقتها : عن الخراط بيان من زمان وهي هنا انتي وين كنتي؟؟
سحر : كنت العب معها حتى اسأليها...

دخلت الخيمة وهي تحاول تكون طبيعية .. لو يدرون باللي صار لها هناك ومع مين ؟؟ بيصدقوون؟؟..
دورت جوالها .. ويوم حصلته اتصلت على خالد .. اللي رد على طول : هلا سحر

سحر بابتسامة هادية من داخلها هي ترتعش : خالد... ألاقي عندك شي لرجلي؟
بحيرة قال : شفيها رجلك؟؟
سحر : كنت العب مع بيان والتوت علي.. توجعني شوي
خالد : تقدرين تمشين عليها؟؟
سحر : ايه اقدر امشي بس احتاج لشي يخفف الألم تعرف قدامنا كم يوم هنا..ومستحيل اجلس كذا عشان رجلي ..
خالد : اوكي تعالي لـ سيارتي بتلاقيني هناك خليني اشوفها لك
سحر :اوكي جايه

سكرت وقامت بتروح الا مشاعل تقول: شفيها رجلك ؟؟
سحر : سمعتي وش قلت ..كنت اركض ورا بيان والتوت وطحت ..وعشان كذا انا تأخرت.. بروح اشوف خالد
مشاعل : طيب لا تتأخرين البنات بيجون الحين... وبنجلس هنا تعالي
سحر : مارح اتأخر بشوف رجلي وارجع

طلعت من الخيمة وراحت لسيارته الموقفة بعيد والأقرب لـ مخيمهم من مخيم الرجال..

وصلت لـ سيارته شافته قاعد يحوس بالدبة مو حاس فيها
قالت بنعومة وكأنها تدور الأمان : خالد ؟
رفع راسه وابتسم : هلا اجلسي ارتاحي لين اجيب شنطة الاسعافات

فتحت باب السواق ، وجلست ورجولها لـ برا .. ابتسمت لأن خالد دايما محتاط لهالأمور ..

جا لها وهو شايل حقيبة متوسطة الحجم ومليااانه أشياء ما تفهم فيها.. وركع على ركبة وحدة قدامها عشان يشوف رجلها.. ومن جلس قدامها وقريب منها..حست باطمئنان وأمااان.. دموعها تدافعت بعيونها وحاولت تخفيها لا يشوفها خالد..

خالد من غير ما يرفع عيونه من الشنطة : وش هالطفاقة اللي عليك ..أمداك تجين تلعبين وتلوين رجلك
ابتسمت وهي تحاول تنسى اللي صار : شوف لي صرفة.. مارح اجلس كذا وراي لعب انا
ضحك وهو يرفع راسه : مطفووقة

واختفت ابتسامته يوم شاف دموعها.. والخووف يشع بوجهها.. ما عرفت كيف تخفيه
قال بسرعة وبجدية : سحر وش فيك ؟؟

بلعت ريقها وهي تبتسم : مافيني شي.. بس الألم عيا يخف
قال بجدية : لدرجة انك تبكين؟؟؟

سحر : وش اسوي مو أنا دلوعة على كلامك؟؟؟
ابتسم رغم انه قلق عليها..
لمس رجلها بيد خبيرة وضغط عليها على خفيف : تألمك؟؟
سحر : شوي..
خالد : مدامك تقدرين تمشين عليها يعني الوضع يطمن .. بحط لك هالكريم عالأقل ثلاث ساعات لا تمشين عليها لين ترتاح وتخف الكدمة
سحر : ان شالله يا دكتور

ابتسم بحب لها ونزل راسه يشوف شغله...
لف رجلها بمثل الرباط الخاص للكدماات.. وأخيرا وقف وهو يمسك يدينها
خالد : وقفي اشوف

وقفت بحذر ويدينها تضغط على يده كل ما حست بألم ..
خالد : تألمك؟؟
سحر : شوي .. بس ان شالله بتخف
خالد : اذا تبينها تخف وتلعبين بكرة وبعده .. ريحيها الليلة لا تسوين شي الأحسن تجلسين.. عشان بكرة الصبح تكون خفت ..
ابتسمت بروعة وحبوور : مشكور خالد
خالد : العفو يا دلوعة اخوها .. انا لو افتك من هالدلع بس كان انا بخير
سحر : ههههههههه حبيبي اخوي ..

- يا دكتووور !!
التفت خالد ومعه سحر .. وشافت وليد مقبل لهم وهو حاط على جبينه كيس ثلج... عورها قلبها حست بتأنيب الضمير.. مع شوي خووف من الذكرى
بان على خالد الأستغراب : هلا وليد عسى ما شر....لحظة..
ولف لـ سحر : ارجعي الحين

راحت .. وهي تمشي سمعت خالد يقول لـ وليد : هلا وليد تبي شي؟؟
وليد : والله اخاف تضحك علي بس طحت على راسي ونزفت دم !!

ضغطت على قلبها لو قال الصدق وش ممكن يصير...
خالد باااانت الجدية بصوته وهو يقرب : نزيف براسك ؟؟... وشلون طحت؟؟
تركي : كنت امشي بذيك المنطقة والأرض زلقة .. ما انتهبت وطحت .. بس ابشرك الجرح مو كبير لكن ابي شي احطه عليه
خالد : تعال خلني أشوفك

جلس تركي وخالد وقف يشوف الجرح الموجود بزاوية جبينه اليسرى..
خالد : ما حسيت بدوخة أول ما طحت؟؟
تركي : دوخة بسيطة بعدها راحت وألم خفيف براسي... الضربة ما جت قوية شكلي ضربت بحصاة صغيرة..
خالد : يبي لها تعقيم تقدر تصبر يا وليد؟
تركي بابتسامة : شوف شغلك يا دكتور

عقم خالد الجرح وحط عليه قطنه وأخيرا لف الشاش حول راسه مثل الدائرة .. ويوم انتهى قال : الجرح سطحي مو عميق .. والأهم انك صاحي وواعي ما فقدت الوعي هذا يطمن
تركي : يعني ما يحتاج مستشفى ؟
خالد : ما طلع عليك اعراض تستوجب المستشفى والجرح خفيف حتى ما يحتاج خياطة
تركي : تسلم ما قصرت
خالد : بس ارتاح هالكم ساعة لا تجهد نفسك .. ( وباستغرااب ) مدري شفيكم .. اظن بيجيني محمد بعد شوي ولا بندر واحد منهم مصاب
ادعى تركي الغباء : ليه عسى ما شر؟؟
خالد : سحر اختي توها جايتني لاويه رجلها
تركي بعبط : افاا سلامتها

خالد : ما عليك هالبنت كم ساعة وبترجع حصان يركض هنا وهناك
لقى تركي نفسه يقوم واقف : مشكور يا دكتور
خالد : العفو ما سويت الا الواجب..

زفر تركي بنفسه وراقب خالد وهو يرتب الأغراض داخل الشنطة ويقفلها بسرعة..
ابتسم بسخرية على الدنيا الغريبة... هالدكتور ما يستاهل يكون ولد ابوه المخادع !!
حرام تصير هالأخلاق والرجولة اللي في خالد... في انسان مثل خالد !!
::

دخل خالد الخيمة عند الشباب..
محمد اللي كان متمدد : وين رحت ترانا قطعنا اللعبة عشانك؟؟
ابتسم خالد وهو يجلس لأنهم كانوا يلعبون ورقة قبل اتصال سحر : رحت اشوف سحر واشوف رجلها..

رفع محمد حواجبه باهتمام : ليه عسى ما شر؟؟
خالد : ابد جتني لاويه رجلها تقول طايحه !
والتفت لـ بندر الساكت واللي ما علق..وهو يقوله : يلله وزع الورق اللعبة الأخيرة كانت خطيرة ..

التفت محمد لـ وليد اللي دخل عليهم مصاب من ساعة : شلون راسك يا وليد؟؟
تركي وهو يلمس جرحه : بخير عالجه الدكتور وطهره..


التفت بندر بهدوء لـ عمر اللي كان منسدح وحاط يده على عيونه.. بجهة لحاله بعيد عنهم..
بندر : عمر تلعب؟؟
عمر ببرود : العبوا انتم..

سكت بندر لأن عمر من كم ساعة وهو ساكت ومزاااجه متعكر.. واذا تعكر يعني لا أحد يقرب له !
وزع الورق بيد خفيفة.. ولمح بزاوية عينه وهو يوزع الورق.. عمر يقوم وهو يتأفف ويسحب شاله معه ويطلع !..

خالد استغرب : وشفيه انقلب حاله؟؟
ابتسم بندر : ماعليك .. هذا عمر تلقا شي في باله مضايقه
خالد باستغراب : ليش ما يتكلم اذا فيه شي مضايقه .. مو زين اللي يكتم في قلبه مو صحي ابدا..
بندر بابتسامة : يعني ما عرفت عمر؟؟... لو تنط للسما وترجع مارح يقول شي... هو انسان واحد يقدر يسحب منه الكلام اذا بغى..

رفع خالد حاجب : ومين هالانسان الحنون؟؟

ابتسم بندر وقال بفخر وهو يتأمل أوراقه : هو فعلا انسان حنون مافي أحن منه... وهو الوحيد اللي يقدر يتعامل مع عمر بحرفنة رغم شخصيته الصعبة..
خالد ضحك : ما يمديني يا حرفنة

رفع بندر حاجب : هو فعلا حرفنة... وذكاء ما يتقنه غيرها....انت وش يعرفك العب العب خلصني


طلع عمر من الخيمة ومزاااجه مو رااايق.. كان يبحث عن الهدووء بعيد عن الخيمة واللي فيها... لعب طول النهار وضحك واستانس.. لكنه بالنهاية يرجع لـ همه..وتفكيره بالشي اللي شاغل باله..

كانت الدنيا ظلاااام أنوار قليلة كانت مشتغلة بماطور خاص.. راااح بعيد عن المخيم وسط الظلمة... وطلع سيجارة وأشعلها ..
نفخ دخان من فمه وهو يناظر السما يدور القمر... ما لقاه !
أزعج سكوونه رنين تلفووونه.. اففف موب وقته ابد !

طلعه واستغرب اتصال من "عياف"... كان بيصفطه لأنه مو رايق.. لكن الحاحه بالاتصال خلاه يرد
عمر ببرود : هلا..

عياف : هلااااا بالليث شعلومك يابو الشباب؟؟
عمر بنفس البرود : خير؟

عياف باستغراب : الخير بوجهك وش هالأسلوب؟؟
عمر : هذا أسلوبي من عرفتني... تبي شي؟
عياف ابتسم : بشرني عنك...
عمر بهدوء : بخير .. وش سبب اتصالك عطني اللي عندك من غير هالمقدمات..

عياف : ههههههههه طول عمرك دمك حار... ابد دقيت اشوف احوالك وصلت الرياض بالسلامة؟
عمر بسخرية : يهمك هالشي؟
عياف باستغراب : طبعا يهمني مو انت ذراعي اليمين..

سكت عمر وهو يحط السيجارة بفمه..
وقال عياف : من صوتك باين انك بخير.. ما ينخاف عليك يا عمر بالعكس الغير يخاف علي نفسه منك
ما علق عمر .. وكل اللي قاله : عطني الزبدة وش مناسبة هالكلام؟؟
ضحك عياف : مافي مناسبة... دقيت اشوف اذا انت بخير دامني وصلت للجنوب بخير مع الشباب .. قلت ادق اشوف اخبارك

عمر ببرود ساااخر : مشكور هذي من أخلاقك العالية
عياف بلع سخريته وتغاضا عنها : طيب ما ودك تسأل عن الشباب؟؟

عمر بلا مبالاة : لا وما يهمني ..
عياف : والله انك قليل أصل.. اخوياك ذولي اللي معاك من سنتين عالحلوة والمرة وما تسأل عنهم

اعترف عمر وهو يدوس عالسيجارة برجله : ايه انا قليل أصل.. عندك شي ثاني؟؟
عياف عرف ان عمر مو في مزاااجه المعتاد : المهم عادل مو معنا.. حاولت ادق عليه ما يرد ، حاول انت يمكن يرد..

عمر : ولعنـه وش أبي فيه؟؟
عياف باستغراب.. وانقلب للعصبية لأن اسلوب عمر تمادى : عمر حسن ألفاظك..
عمر بكل قوة : عادل هذا مالي شغل فيه من اليوم ورايح سامعني...انا ما جيت الرياض عشان تقلق راسي بمشاكلك مع رجالك .. انا جاي هنا ارتاح فلا تخليني استخدم اسلوب ثاني معك يا عياف واغير ارقامي كلها وأخلي الأرض تنشق وتبلعني فاهمني..

عصب عياف : انت شفييييك هذا جزى اللي كان يساعدك؟؟
عمر : مساعدة ايش تلعب على مين انت؟؟
عياف : بديت تتنكر يا عمر اشوفك... اسلوبك هالايام مو معجبني
عمر : أنا ما تنكرت لأحد.. ممكن تخليني الحين انا تعبان وأبي ارتاح ..

هدا عياف وراعى شعوره : أوكي اذا اتصل عليك عادل او شي.. قوله اني حاولت اتصل عليه ولازم يجينا بالجنوب..
عمر : قلعة تاخذه هالملعون..
عياف : المهم هو قالي انه رايح للرياض بس ما قالي ليش... وقال انه بيلحقنا للجنوب فقلت اتصل عليك وعليه اشوف وصلتوا بالسلامة او لا..
عمر : وجاي تغثني بسيرته الحين..

عياف عرف ان عمر خلاص قفلت معه : انا بسكر مزاجك مو رايق..
عمر وهو متنرفز : دامك عارف انه مو رايق ليه مزودها... آخر مرة تدق علي عشان سالفة مالها معنى..

وقفل بوجهه..
وبكل قرف استدار راجع للخيمة .. الله لا يعيده من يوم اللي قابلتك فيه يا عياف !
::

مــرت فترة الليل سريعة..

عند باب الخيمة .. وقفوا سحر ومشاعل وشادن ..يودعون اروى ورهف .. اللي مشوا وهم يلوحون لهم بأياديهم ..
سحر اللي حاولت بهالجلسة تنسى اللي صار : بكرة من الصبح من بدري نفطر مع بعض... تراكم معزومين
رهف من بعيد : ولا يهمك... يلله تصبحوون على خير..

راحوا رهف واروى... والتفتت مشاعل لـ شادن وهي تفرك ذراعينها من البرد : بررررررررررد ، وين الدفا اللي كان بالنهار..
ضحكت شادن وهي تناظر ساعتها : الساعة تعدت الـ 1 .. نص الليل اكيد بيبرد الجو.. اجل وش بتقولين اذا دخل الفجر..
طارت مشاعل لـ جوا تدور بلوفرها العريض عشان يدفيها ..

دخلوا شادن وسحر بحذر .. لأن امهاتهم انسدحوا ينامون من فترة..
همست شادن بشويش : مشاعل بشويش امي ومرة عمي نايمين..
مشاعل ناظرت سحر وشادن وهم يستعدون للنوم.. باستغراب : بتناموون الحين يا دجاجات؟؟

سحر وهي تتثاوب لأنها على قومتها من الفجر .. شوي وتكمل 24 ساعة ، زاد عليها رجلها المصابة : انا تعبااااانة حدي ما اقدر اكثر من كذا.. تصبحون على خير..

واندست بكيسها جنب بيان اللي نايمة.. وتغطت ..
مشاعل وهي تناظر شادن : وانتي شادن بتخلوني لحالي؟؟
شادن اللي كانت تعبانة نفسيا وجسديا : نامي مشاعل عشان نصحى كلنا من الصبح... نامي حتى انتي صاحية من بدري..

استسلمت مشاعل وقررت تنام معهم ، رغم انها كانت تتمنى سهرة أطول جنب النار..
كلاها البررد.. وراحت تبحث عن شنطتها عشان تاخذ شي يدفيها .. بس اكتشفت انها ما نزلت شنطتها من السيارة !!..

طقت راسها بقههرر... وزحفت على ركبها بين الظلام..لين وصلت لـ راس شادن وهمست : شاادن نسيت شنطتي بالسيارة..
شادن وهي مغمضة عيونها : روحي خذيها..
مشاعل بهمس : وش بيوديني سيارة محمد بعيدة..
شادن بنفس الهمس : روحي خذيها تلقين الشباب نايمين الحين..

برطمت مشاعل .. وما لقت لها حيل الا انها تقوم وتروح تجيبها بنفسها ..

طلعت من الخيمة وسكرت بابها وراها .. وضمت نفسها من البرررد الجامد ..بلوفرها خفيف وما يحميها...رفعت شالها الأحمر القاني ، والملفوف حول رقبتها ..لراسها وتلثمت فيه عن البرد.. وسكرت أزرار بلوفرها عليها..

مشت ناحية مخيم الشباب اللي يفصله عن مخيمهم ساحة طولها حوالي 20 متر... تجاوزت هالعشرين متر بالظلام لين وصلت لمخيمهم.. ولقت انه هاااادي رماد النار من عقبهم ساكن..
ناظرت خيمة الشباب وسمعت أصوات واطية .. وهمس ومعها ضحك واطي.. عرفت انهم ناموا أو يستعدون للنوم..

كملت مسيرتها لسيارة محمد وهي بتتجمد من البرد... وش هالغباء اللي عليها ليش توها تتذكر انها ناسيه شنطة ملابسها بسيارة محمد...

وصلت لملعب الطائرة وجنبه سيارة محمد مركونة... لمحت شي معلق على عامود الشبك.. بس ما ميزته من الظلام ولا اهتمت.. يمكن واحد منهم ناسي جكيته..
راحت لسيارة محمد وهي تتعوذ بالله من الحشرات اللي ممكن تطلع لها بهالليل..

حاولت تفتح الدبة ماعرفت.. انقهررت وارتفع ضغطها..هذا وقته؟؟... تقفل السيارة يا محمد..

بقبضة يدها ضربت عالدبة بكل قوة من القهر.. وش تسوي ..
حاولت تفتحها من جديد لعلها ترحمها وتنفتح... ومن القهر شاتت السيارة برجلها مو رايقه لأي مقلب وهي بهالتعب... بموووووووووووت من البرد..

سمعت صوته يوصلها .. رفعت راسها باستغراب ومن بعيد شافت طيفه وهو يطلع من الخيمة.. ويطل براسه جوا وهو يضحك..
ويقول : بروح اجيب جكيتي ماني قادر انوم في هالبرد..
شافته يلبس جزمته اللي قدام باب الخيمة وهو واقف .. ومشى ناحيتها مباشرة... تخبت بسرعة ورا السيارة وهي تفرك يدينها من البرد..

راح خالد ناحية الملعب عشان ياخذ جكيته اللي ناسيه معلق عالعامود... سحبه وهو يتنحنح من البرد .. وحطه على كتوفه من غير لا يدخل يدينه فيه..

مشى راجع بس حس بحركة غريبة ..وقف وحواجبه معقودة... وميل رقبته يمين وشمال وهو يشوف طيف واقف ورا سيارة محمد ..
من غير تردد مشى لهناك..بخطا ثابتة... واستغرب يوم شاف الطيف يركض بالجهة المعاكسة عشان يدور حول السيارة ..

عرفها هذي حركاتها ..وقال بهدوء : مشاعل عارف هالشي .. محد غيرك

وقفت مكانها وهي تبلع ريقها..

خالد وهو يسحب بيده اليمين طرف جكيته اليسار على كتفه : وش تسوين هنا بهالوقت ؟؟

قربت خطوتين وهي لافه الشال على وجهها ما يشوف منها الا عيونها ..وبان عليها انها مترددة..
رفعت عينها له ونزلتها بسرعة من شكله الساحر بهالليلة.. ومن وضعية جكيته الموضوع على كتوفه بكل بساطة مع هالليل..

وقالت بتردد : أنا.. أبغى شنطتي... نسيتها بسيارة محمد..
رفع حواجبه : طيب ليش ما طلعتيها واخذتيها..

مشاعل : ما..عرفت افتحها.. شكلها مقفولة..

تحرك قدامها من غير لا يقول شي.. وغريزيا ابتعدت عن طريقه كم خطوة .. لأنه راح لباب محمد الأمامي وفتحه بكل بساطة.. وركب

مرت ثانيتن وسمعت شي ينفتح ورا ...نزل بعدها وهو يجذب الجكيت على كتوفه
ويقول : فتحتها لك خذي اللي تبينه وارجعي عن البرد..

فتحت الدبة وشالت شنطتها بصمت .. ورفعت زاوية عينها لأنه وقف على جنب السيارة ويده على الدبة.. وشكله كان يفكر بشي، وابتسامة واثقة كانت على فمه.. واثقة ، لكن غريبة !!

من غير أي كلمة مشت بهدوء ..لكنه صدمها يوم قال : الاتصال اللي جا للمستشفى... منك يا مشاعل؟؟؟
طلعت عيوونها بصدممة قووية.. وارتعدت شفايفها وهي ترمش بسرعة.. تبي تستوعب اللي قاله !!
فكرت تهرب وتركض.. بس اذا هربت بتكون بنظره... جبانة!!

بلعت ريقها وهي تصطنع البرود : أي اتصال؟؟

ضحك ضحكة ساخرة على الموقف اللي ما استوعبه الا متأخر.. وقال وهو رافع حاجب : انتي تعرفين أي اتصال.... غلبتيني هالمرة يا مشاعل !

اقراره ونسها .. ولا ردت وهي معطيته ظهرها لأنها عارفه انها غلبته هالمرة ما يحتاج انه يثبت هو هالشي..

خالد بهدوء قهر مشاعل لأنها توقعت ان اللي سوته بيعصب فيه : مشاعل انتي اكيد تعرفيني زين ما زين.. مو انا اللي تمشي علي هالحركات مثل الغشيم... بس هالمرة مشيتها بمزاجي لأن مالي بالمشاكل ولا وجع الراس..

فهمت معنى خفي من ورا كلامه.. مثل التحذير
وقالت تنكر رغم ان الانكار صعب : ما عرف أي اتصال تتكلم عنه..

ابتسم وهو يحك شعره.. ومشى وتجاوزها من غير ما يطالعها قاصد الخيمة : الزبـدة حركة مثل هالحركات مرة ثانية..مارح يصير لك طيب..

ودخل الخيمة .. وعم السكوووون مرة ثانية..
وقفت مكانها ثواني .. كان هادي بالنقاش..مثل عادته.. لكن الوعيد كان بصوته..
خالد مو من النوع اللي يستفز بسهولة..

ابتسمت بنعومة والبرد ياكلها .. بأي طريقة تبيني اتعامل معك ، وكل الطرق استنفدتها ؟؟!!
تدري يا خالد بكل المشاعر اللي اشيلها لك..وتدري انها من حجمها بتغطي هالكوون .. بس متجاهلها .. ومستصغرها.. وشايفهها تافهه..
ما تدري.. ان هالمشاعر تدمر قلوب.. وتحيي قلوب

لمت شنطتها لصدرها ومشت راجعه وهي متضايقة... ما بغت انه يعرف انها هي ، لكن خالد ذكي وفطين وهالحركات الملعوبة ما تمر عليه بالساهل..
تنهدت من قلبها وهي توقف قدام باب الخيمة المسكر..
ودخلت عشان تناااام..
::

مرت ساعتين ..
ومع مرور الوقت زاااد الليل ظلمة ..وبروودة .. القمر هلال ونوره ضعيف عالأرض ..
الساعة جاوزت 3 بعد منتصف الليل .. والكل نام وهنى بنومه من عقب اللعب اللي لعبوه..

ما عدا وحدة.. ما زارها النوم من التفكير والاحتمالات اللي براسها... شادن !... منسدحة في السليب باغ حقها وعيونها مفتحه ... الألم ينهشها من تجاهلات عمر لها... كانت تنتظره بفارغ الصبر.. لكنها صدمت بحواجز غريبة بينهم..عمر متغير!!... متغير كثير !!.. والسبب للحين مو واضح!
شالت مكالمة نهى من بالها ..
وش تسوي ؟؟ وش المفروض اللي تسويه؟؟... تواجهه؟.. تسأله ؟؟ تستفسر؟؟

تنهدت وقامت من فراشها ... وقررت تطلع شوي برا تشم هوا..

مدت يدها في الظلام تتحسس شالها العريض.. ولقته... قامت واقفه وهي تلفه حول كتوفها وجسمها ..تحمي نفسها..
مرت بحذر بين مشاعل وسحر النايمات ولقت طريقها أخيرا لبرا... طلعت وسكرت باب الخيمة وراها ..

رفعت عيونها للسما الظلمى .. ونجومها البراقة الكثيرة والمنتشرة بشكل لا يحصى.. المنظر روعة يخلي القلب يبتسم رغم حزنه..
استنشقت الهوا البارد وهي تسرح... فيه... وفي اللي ممكن يفكر فيه..
كان يحبها ...ما تنكر ..
كان يعزها ...ما تنكر..
كان يغليها... ما تنكر..

لكن سنين اربع مرت... ما تدري وش سوت بحاله وكيف غيرته!!

تحركت شوي وهي تتنهد قلبها الضعيف... ووقفت يوم سمعت صوت طرطعة الحطب جايه من جهة الشباب.. تعكر هدوء السكون...
ناظرت بذيك الجهة بتساؤل ..وركزت بعيونها عليه.. شافت طيف لهيب النار ينعكس على الأرض بتراقص...لهيب نار شابه وجنبها ظلال انسان جالس.

قادتها خطواتها لـ هناك بتساؤول مين اللي صاحي هالوقت... ومسرع ما جاوبها قلبها وعرفت مين يكون... هو الوحيد اللي يحب يختلي بنفسه في الليل وبهالوقت المتأخر ..بيعد عن العالم والناس.

ابتسمت بحنان .. ما ترك عادته هذي أبد ،، دايم يسرق عمره من الناس ويجلس لحاله يناجي حاله !

وصلت عند ذيك الجهة وكل ظنونها في محلها ... كان هو... معطيها ظهره وجالس قبال النار المشتعلة... ولاف يدينه حول رجوله والسكون عليه .. سرحان بشي تتمنى تعرف وشو... وبإيش يفكر بهاللحظات.
رغبة كبيرة اكتسحتها إنها تروح وتجلس جنبه... تشاركه همومه ..

نست نفسها وهدوءها.. وتحركت ببطء ناحيته .. وقلبها ينزف ألم ،، ينزف حب... ما تقدر تعيش من دونه ..ما تقدر تتحمل غيابه أكثر.

اقتربت كثير منه ..وقفت وراه بصمت.. وكل شعور يكتسح قلبها ويهزها..من غير رحمة...
عمر قدامها... قدامها الحين..
طاحت على ركبها ودموعها غزت عيونها بقسوة... وما لقت نفسها إلا تلمه من ورا ..بكل قوووة ملكتها ..


انصدم من اليدين اللي التفت حوله... تعصره عصرر بكل قوة تملكها ... وأنفاسها اللاهثة قريبة..أشعلت كل شي فيه...
ريحتها العطرية نبهته بوجودها قبل لا توصل... لكنه للحق... ما توقع هالحركة منها!!
حركة... خلته جاااااامد..
ما أصدر ردة فعل.. كل اللي سواه..عيونه المفتوحة على وسعها..ووضعية جلوسه اللي ما تغيرت..
كان مثل الصنم بين يدينها..

نزلت دمعتها وهي مغمضة عيونها وطاحت على كتفه..
قالت بهمس : وح...شتني عمر..

وكأن همسها وعاه ،، من لحظة كانت من أصعب لحظات عمره.. صوتها اللي هز.. كل كيانه...
رفع يده القوية.. ومسك يدينها اللي عند صدره... وبكل قوة فكها عنه قبل لا تتمادى أكثر.
وعاها عمر من الحلم الجميل اللي ما استمر ثواني.. بمسكته الخشنة ليدها ، التفت لها بنظرة ذبحتها ..

والتقـت عيونهم ..
عيونها المتألمة.. بعيونه الباردة..

عمر بهدوء : وش تبين؟
زادت لمعة عيونها بسبب تأثير شعلة النار.. وقالت تقاوم دموعها : ع...مر... أنا..

شافته يغمض عيونه بهدوء وقل صبر... وعطاها ظهره يواجه النار...حطت يدها على قلبها وهي جالسه وراه مثل الجريحة بطريقة تعور القلب... ليه .. ليه... ليه كل ردود افعاله تقول إنه ما يبيها ؟!!! ليه يعطيها ظهره ؟؟.. وهو عارف ان هاللحظة تحتاجه اكثر من أي وقت ثاني

عمر غمض عيونه بقووة وهو يشد على اسنانه.. ونطق بهدوء : تكلمي يا شادن؟... ليش صاحيه الحين؟؟.. فيه شي مزعجك؟؟
سؤاله صحيح عنها،، لكن ما حست فيه ذرة شعور... ما قدرت ترد... دفنت يدها وقبضتها وسط التراب ودموعها تموج .. من مشاعر.. هي ابد مو قدها .
حاولت تتكلم.. تنطق ... تعبر ... تصرح بكل شي وكل ألم يخلقه بتصرفاته.
ليته يلتفت ويشوف دموعها .. يمكن يحن... يمكن تلين قلبه اللي صار صخر.

قال وهو يناظر النار : إذا مافيه شي... روحي نامي .
ما قدرت تتحرك.. كيف تتحرك وتبعد عنه.. وهي انتظرت هاللحظة من اربع سنين..
شي يضغط على صدرها ... من متى يعطيها ظهره كذا؟؟ ... من متى... كان بمثل هالقساوة..معها؟؟

قالت بألم وهي تحاول توقف.. مثل الطير الجريح ..اللي ماعاد فيه حيل عالوقوف : جي....جيت أشوف... أخبارك... أنا...آسفة على إزعاجك

نبرة الدموع تفيض من كلماتها فيض...
غمض عمر عيوونه بقوووة وهو يحس فيها تمشي وتروح... وما بقى عنده... غير بقايا عطرها اللي علق..في ملابسه ..

وصلت شادن للخيمة بس ما دخلت.. تعلقت فيها وهي تبكي بألم.. وصمت.. من شعور الرفض اللي لاقته منه.
وين اللي كان يقول... غيابي ما يغير من واقع حياتنا شي... إنتي حياتي اللي أعيشها ..يا شادن!!
وغيابي مارح ينقص من غلاك وحبك ..شعرة!!... إنتي بس..انتظري رجعتي!!

طاحت عالأرض جنب الخيمة والتراب تبلل من دموعها ... وش الشي الكبير اللي يخليه يصدها كذا..ويبعد عنها ..

تذكر يوم جيتك برد.. أبي حضنك يدفيني
رجعت وخاطري منك.. صقيع البرد في جوفه
تذكر ثورة اشواااقي.. ولهفه قلبي وعيني
على شوفك تسابقني.. خطاوي الشوق ملهوفة
تذكر حرقة غيابك ..ونار البعد تكويني
تذكر من على همه.. حمل همك على كتوفه
تذكر كم دعيت الله.. يحفظ خطاك وتجيني
بعيد انته وأنا مدري.. وهمي يصفق كفوفه
تذكر كم سهر طرفي.. وحار الدمع في عيني
وكم لجلك وهن حالي ..وزهري شانت وصوفه
أنا من كثر ما أحبك.. جهلت اللي يناديني
ومن زود الغلا قلبي.. عشق زلاتك العوفه
أخبي لك بعض شوقي.. وادس الورد بيديني
لجل ما اخترع عالم.. تحير العين من شوفه
أمـــوت بداخلي واضحك.. إذا في يوم تلفيني
أبين لك فرح وجهي.. واداري عنك ظروفه
جعلت القلب له روضة ..زهرها أجمل سنيني
سقيت ترابها بدمعي.. رعاها صدري بخوفه
غربيه كيف ما هزه.. وداع النور من عيني
غربيه كيف ما زلزل.. بكايه أرض تحوفه
جمد قلبي على بابه ..ووردي مات بيديني
رحلت وخاطري منه ..صقيع البرد في جوفه

::



يتبــع..

{{.... ذم ــــا !! 07-08-08 07:58 AM


‘ الجـــــزء 19 ‘




فتحت سحر عيونها وهي تتثااااوب.. وناظرت حوولها بعيون مكشره ..ما كانت تعرف الساعة كم لأن الجو حولها ظلام ولاحظت ان الكل نايم ولا واحد منهم صاحي.. مسكت جوالها اللي جنبها وبعيون نص مفتحه ونص مغمضه شافت ان ساعة جوالها تشير لـ 5 وربع الفجر ..
رمت راسها عالوسادة وهي تتنهد .. الفجر دخل من فترة قصيرة..

بصعووبة قامت من الباغ حقها .. وبهدوء نطت من فوق بيان الغرقانة.. ووصلت لباب الخيمة وطلعت وهي تبتسم لأن الشمس ما بعد طلعت.. ولا اراديا لقت نفسها تغطي خشمها وفمها بيدها ..يا الله وش هالبررررررررررررررررررد..

برودة فضيعة اشد واشد من الليل بس صراحة الجو خيال... ابتسمت لأن السما كانت توها في بدايات الشروق والظلمة منقشعة شوي...
حست نفسها تبي تروح للحمام لأن البرد عمل عماااايله ههههه.. لفت شالها الطويل على راسها يغطي اذنها ورقبتها ..ومشت بسرعة للحمام المجهز القريب وهي تفرك ذراعينها من البرد.. وعقب راحت عشان تتوضا وتصلي... ثم تصحي الباقي
فتحت الحنفية وشههههقت من قلبها اول ما لمست الموية يدينها.. الموية ثلللللللللج مو صاحي !!

حاولت وحاولت لكن ما قدرت ، كل ما حطت يدها تحت الموية..ثانيتين وتسحبها من ثلجيتها !!.. انها تتوضا بهالموية الصاقعة شي مستحيل!!.. وش العمل؟؟

ناظرت يدينها لقت اصابعها مزرقه من البرودة.. فركتتهم .. والتفتت لـ مخيم الشباب اللي كان ساااااكن من غير صوت أو حياة ..
فكرت تروح تجرب مويتهم يمكن تكون أدفى .. وعلى طول راحت لهناك وكان هااااادي مرة ، ابتسمت بارتياح شكلهم ما صحوا لسا..
شافت خزانهم قبالها ابتسمت وراحت له بهدوء .. بس من سوء حظها جربتها ولقت ان البرووودة وحدة !!
ضحكت رغم الورطة لأن الموقف والجو شي غير اعتيااادي... صحوتها بهالفجر.. الرمال والطبيعة حولها بهالوقت والسكون الحلو كل شي خلق احساس جديد داخلها ، وخلق انسانه ثانية غير الدلوعة سحر..
حاولت تغسل وما قدررت .. وش تسوي ؟؟.. تنتظر الشمس تطلع عشان تدفى الموية.. بس كذا بتفوتها صلاة الفجر ..

استدارت عشان ترجع لمخيمهم وتغسل بالموجوود... بس بطريقها ومرورها من قبال خيمة الشباب... طلع بندر من الخيمة وهو يترنح ويفرك شعره المحيوس... رفع راسه ويده على شعره ، وفتح عين وغمض عين وهو يناظر الآدمية اللي قدامه.. والكشرة على وجهه من النوم

سحر كتمت ضحكتها من شكله لأن النوم شكله لاعب فيه.. وكملت خطواتها راجعه من غير كلام لأن شكله مو مستوعب اللي قدامه حتى..
هي راحت من قدامه.. وهو الغريب انه ما كلمها ولا حاكاها .. العادة يرمي كلمة وكلمتين حتى ما سألها وش جايبها هنا..
هالمرة مشى لخزان الموية بصمت من غير كلمة..

سحر كانت رايحه وهي متهيئة تلقائيا انها بتسمع كلمة منه .. كذا هو عودها
لكن العكس صار ما قال لها شي ،،استغربت صمته.. وبتلقائية التفتت وراها وهي تمشي شافته مقفي ورايح للخزان بصمت ..
حيرة غريبة أول مرة تنزل عليها .. لأنه شي مخالف للعادة مع بندر !!

لقت نفسها توقف وتناظره وهو يفتح الحنفية .. وينحني شبه راكع عشان يغسل..
تأملته بصمت وهو يتوضا ..ويتبع خطوات الوضوء بحذافيرها من غير لا يبدو عليه أي تأثير من برودة الموية... وكأنه بذيك اللحظة كان فاقد احساس.

انتهى.. وقفل الحنفية وهو يمسح يدينه على اجناب بنطلونه ، ومسح وجهه بكتفه... ثم لف بيمشي ، لكنه وقف يوم شافها واقفه تناظره..
نزل عينه وتحرك للخيمة راجع من غير لا يقول شي.

كانت مترددة تقوله عن الموية لأنها متأكدة انه بيساعدها ويدبرها... بس سكوته وصده عنها شي استغربته مرة !
شافته يمشي للخيمة من غير لا يناظرها .. ويوم جا يدخل لقت نفسها تناديه : بندر !

وقف ويده على باب الخيمة .. وناظرها بصمت من غير لا يرد..
عقدت حواجبها وحست بتوتر من نوع جديد.. شكل بندر متباعد بشكل غريب ومو بالعادة يكون ساكت.
لقت انه يناظرها بصمت ينتظرها تتكلم ... تقدمت خطوة ووقفت والمسافة بينهم للحين بعيدة ، وبتردد : بندر.. الموية... باردة..

رفع حواجبه وبعيونه سأل "وش فيها"...
حاولت تبتسم بس ابتسامتها خفييييفة بالكاد واضحة : ما... قدرت اغسل..
اخيرا تخلى عن صمته الغريب وقال بصوت مبحوح لأنه توه صاحي : باردة شوي .. ما تقدرين تغسلين فيها الحين؟؟

قالت وهي خجلانه لأنها تطلب منه : ايه.. عندنا باردة مثل الثلج... مدري ليه اقولك.. بس.......
فهم طلبها رغم انها ما صرحت ..وقال وهو مستسلم لأنه جرب برودتها : خلاص بشوف لك مويه دافيه بس بصلي أول..

ما تدري وشلون بيشوف لها بس عرفت انه بيدبرها .. قال كذا ودخل الخيمة ، وهي كملت طريقها راااجعه .. دخلت الخيمة عشان تبدل بلوفرها الخفيف بجاكيت ثقيل يدفيها لين ما تطلع الشمس..

دقاااايق وسمعت صوت برا الخيمة .. طلعت بسرعة تشوف ..ولقت بندر واقف ومعه ابريق موية ..
فتحت ثمها ما توقعت انه بيحلها كذا... قربت بتاخذه منه ..بس هو حطه عالأرض قبل لا تجي..
وقال بهدوء من غير لا يناظرها : هذي مويه حارة غليتها على الحطب ، زودي عليه مويه باردة وبتصير اوكي..
ابتسمت بامتنان : مشكور بندر.. ما قصرت انقذتني..

رفع عينه ولاحظت نظرة غريبة عمرها ما شافتها على بندر بالذات .. ما قدرت تترجمها..... هالصبح ..بندر لابس قناع مو قناعه !!
وقال وهو يروح : العفوو..

حتى هالكلمة كانت هااادية وميتة بشكل.. عجيب!!... مشى عنها وهو يعدل ملابسه ورجع لمخيمهم وهي واقفه تناظره... نزلت عينها تطرد هاللي تفكر فيه.. وانحنت تشيل الابريق الساخن اللي من حرارته تحس بالبخار يضرب بيدها..

ابتسمت وهي تروح للخزان عشان تزوده شوي موية باردة تعدل حرارته.. وهي ممتنة من قلبها لـ بندر..دايما راعي فزعات ..
توضت وانتهت وخلت باقي الموية للبنات عشان يتوضون.. ودخلت عشان تصحيهم وتصحي أمها ..

يوم صلت وانتهت لقت الكل صحى ما عدا شادن ومشاعل.. حتى بيان من سمعت الأصوات والحركة صحت بفرح وطارت لبرا..
بعد ما قومتهم طلعت تاركه امها ومرة عمها يصلون عشان تعيش جو الشروق اللي يختلف عن أي لحظة ثانية... تكتفت وهي تلم نفسها وتروح للرماد الباقي من الليلة الفايتة... وجلست قريب منها وهي تناظر فوووق للسما ونجومها... وكوكب الزهرة اللي يلتمع بوضوح قبل الشروق دايما.

مسكت جوالها بسرعة وحاولت تلتقط المنظر ولو انه ما كان بذاك الوضوح.. بس عجبتها الآلئ اللي فوق...
ويوم انتهت لمست رجلها الملفوفة وابتسمت امتنان لخالد.. الألم خف كثييير لدرجة انها ما تحس فيه.. بس انكمش جلدها يوم تذكرت اللي صار لها أمس مع وليد وبسررررررعة نفضت راسهاااا.. ما تبي تتذكر هالموقف ولا مرة بحياااتها..

أخيرا جت مشاعل وهي تصبح .. وجلست وهي تفرك يدينها .. على أنها ما شبعت نوووم بس ما دام فيها فجرية بهالمكان تعاف النوم..
سحر : شبعتي نوم؟؟
مشاعل : ما نمت كثير بس مع ذلك نشيطة
سحر : ههههههههه ما ينعرف لك لو اننا بالرياض رفضتي تقومين ..
مشاعل : أتكيف مع أي جووو تبيني افوت الفطووور مستحيل
سحر : وينها شادن؟؟.. امي ومرة عمي صحوا ما بقى الا هي!!

مشاعل تغير وجهها : مدري شفيها وجهها مدري شفيه.. صحيتها قبل شوي قامت تصلي ورجعت تنام.. تقول قوموني بعدين مابي اقوم الحين
سحر بقلق : ليه لا يكون مرضت ولا جاها برد؟؟؟
مشاعل : والله يمكن لأن وجهها غريييب.. تقولين ما نامت طول الليل !

شوي قالت مشاعل وهي تعدل شالها على راسها : توضيت بالموية ثلللج بغيت أموت بمكاني وقسم بالله ..
ضحكت سحر من قلبها : ههههههههههههههههههه والابريق يا غبية !
مشاعل بغباء : أي ابريق !؟
سحر : الابريق اللي جنب الخزان حطيته لكم عشان تتوضون.. فيه موية دافية

انقهرت مشاعل لأنها ما انتبهت له كانت نعسانة ودايخه : وجعع وخليتي اغسل بالثلج.. وقسم بالله بغى يغمى علي قمت اررررتعش
سحر : هههههههههههههههه تراني قلت لك وانتي نايمه بس شكلك ما سمعتيني.. بس تدرين رب ضارة نافعة الموية الباردة هي اللي مخليتك الحين بهالنشاط..
مشاعل : كنت دايخه وما سمعت ... الا تعالي من وين جبتيها ووشلون غليتيها؟؟
ابتسمت سحر بنعووومة.. وبرقة : مو أنا اللي غليتها ، بندر تكرم علي وساعدني

طارت عيون مشاااعل بطريقة خوفت سحر : بندر غلاها؟؟.. ومين قاله؟؟
سحر بخجل : انا اللي قلت له !.. كنت عارفه انه بيساعدني ولقيت نفسي اقوله

تغيرت نظرة مشاعل من الصدمة لـ اللوم.. ورفعت حاجب : تستغلين اخوي حرام عليك!!

ما حست سحر ان ورا هالكلام شي ... مثل ما حست ان نظرة مشاعل كانت لووووم لها.. وقالت باستغراب : وش استغله انتي بعد... قلت له الموية باردة ما اقدر اغسل فيها قال بشوف لك موية دافية.... وش استغلاله ما فهمت عليك!؟
شاحت مشاعل وجهها تناظر الجبال البعيدة اللي كانت رمادية بهالفجر.. ونظرة طفش على وجهها من تناحة هالبنت.. اللي ما تدري وش يصير حولها..

سحر باستغراب من سكوت مشاعل : وش استغلاله مشاعل وش تقصدين؟
هزت مشاعل راسها وقالت بنفاخ عشان تغطي عالموضوع : مو شي كنت استهبل عليك وانتي طرتي بالعجة..
سحر وهي ماده يدها لاحمرار الرماد الساكن : وش يدريني.. احيانا ترمين كلام ما يندرى هو كذبك من جدك
مشاعل : وانتي كل كلمة نقولها تاخذينها جد
:::

عند الشباب..
بعد ما صحوا وصلوا جماعة مع ابو محمد... فيه منهم اللي رجع نام وأولهم عمر..
محمد التفت لـ بندر اللي حط راسه هو الثاني بيرجع ينام : بندر شفيك ؟؟
بندر وهو معطيهم ظهره ومتلحف : مافيني شي اطلعوا ابي انام

خالد اللي توه مغير ملابسه ولابس بدلة بنية مع بلوفر من نفس اللون وتي شيرت بيج : بندر قوم وش بعد تنام؟؟... وانت عمر شفيكم؟؟
عمر وهو حاط يده على عيونه : انا ما نمت الليل خلوني
خالد : وانت بندر وش عذرك؟؟...عمي سأل عنكم يقول وراهم ما طلعوا...
بندر بصوت نااااعس : قوله شوي وجاي..

طلع محمد وخالد وصبحوا على ابو خالد وابو محمد.. وعلى وليد اللي سبقهم لبرا..
ابو خالد : خالد دق على سحر ولا على امك قل لهم نبي القهوة
ابتسم محمد : ولا يهمك يا عمي ليش ننتظر القهوة من هناك... انا أسويها لك على نارنا قهوة لا صارت ولا استوت
ضحك خالد بسخرية : يا وااااثق.. انت كل شي تعرفه مافيه شي ما تعرفه؟؟

ناظره محمد من زاوية عينه بغرور : تربية الصحرا يا ولد عمي... وانت الحين بالصحرا ليه ما تطلع مهاراتك ولا شطارتك بس بغرفة العمليات..
خالد : افا وانا الدكتور خالد... وخر وخر انا اللي بسويها وانت انقلع ولا اشوفك قايم و مقبل علي..
محمد : ههههههههههههههههههههه كنت عارف ان الكلام بيسوي فيك كذا... خلاص بشيل يدي من القهوة انت اللي سوها انا ماني مسويها
خالد : حقييييييييييييرررر

ابو خالد وهو يتابعهم : هههههههههههه نبي قهوتك يا خالد ، بسرعة الصباح ما يكمل من غير قهوة
خالد : تامر امر يابو خالد..

داخل الخيمة..
قام بندر جالس وهو يفرك رقبته.. والتفت لـ عمر النايم ..وابتسم وهو يرجفه برجله : قووووم عن النوم نامت عليك حيطه
عمر بملل ويده على عيونه : بنيدر تراني مو رايق لك
بندر : ما تقولي وش مسهرك !! ليش ما نمت؟؟
عمر بصوته الثقيل النعسان : ماجاني نوم وطلعت برا شوي .. ويوم جت الساعة 4 دخلت انام
بندر : قوم الحين الساعة 6 ساعتين تكفيك

وقام واقف وهو يسحب الغطا من عليه : قوم انا ماني طالع من غيرك

شال يده عن عيونه وناظره نظرة : توك قبل شوي تقول بنام!!.. وش صحاااك عشان تغثني
ضحك بندر ، لأن الضحكة هي الطريقة الوحيدة عشان ينسى : قوم يا عمر .. قوم انا ان رقدت بجلس افكر بهمي قوم النوم ترا ما ينفع..

ناظره عمر وهو معقد حواجبه : شفيك وش مضايقك؟؟
ابتسم بندر : مافيني شي بس صراحة غبي اللي يجي هنا وينام.. لين رجعنا الرياض نام على كيفك.. أما الحين قوم معي حتى ابوي بيسألني عنك..جاي أمس وما تجلس معنا ما يصير..

ابتسم عمر ابتسامة ناعمة ، وقام قاعد لأنه عارف مهما رقد ورقد وأوهمهم انه نايم ، مارح يقدر يناام... كيف ينام عقب أمس؟؟.. كيف ينام ويغمض له جفن بعد ما شاف ذاك الوجه الحنون ، يبكي؟؟؟

عمر : خلاص ببدل ملابسي وبطلع لك..
بندر بابتساامة صباحية : بنتظرك برا..
طلع بندر من هنا.. وعمر غير لبسه من هنا.. ولبس بنطلون أبيض وتي شيرت مخطط ابيض وأسود بشكل عامودي.. وحط النظارة على جبينه وطلع لهم بابتسامة..

انضم للجلسة والسوالف والتعليقات على خالد اللي كان جالس عند النار القريبة منهم يطبخ القهوة..
بندر : هههههههههههههه مو لايق عليك يا دكتور.. تبي مساعدتي؟؟

التفت ابو خالد لـ وليد اللي كان جالس مبتسم ، وباهتمام : سلامتك يا وليد شفيه راسك؟؟؟
تلقائي حط تركي يده على مكان الجرح وهو يتذكر حادث أمس.. وابتسم : حادث بسيط يا عمي ؟؟
ابو خالد : راسك ملفوف عسى ما تعورت؟؟
تركي : جرح صغير وعالجه الدكتور لا تخاف شوي ويبرا..

قال ابو خالد بتلقااائية وهو يتأمل وجه وليـد : تدري يا وليد انك تشبه واحد كنت اعرفه !
انقلب وجه تركي فوق تحت لأنه ما توقع هالملاحظة في يوم من الأيام وما أمداه يسيطر على روحه الا ابو خالد لاحظه... ويوم شاف تغير نظرة ابو خالد للاستغراب ابتسم بسرعة يتلاحق على عمره : صدق يا عمي؟؟ عاااد كثيرين يشبهون علي مو أنت اول واحد تقوله

ابو خالد : انت ما تشبهه كثير لكن اذا ابتسمت يتهيأ لي هالشي
ابتسم تركي : يخلق من الشبه اربعين يا عمي

دق تلفوونه بجيبه ، ويوم شاف الاسم قام واقف وهو يستأذن : استأذن يا عمي
ابو خالد : اجلس و رد هنا وشو له تقوم
تركي وهو يشوف ان "ثامر" هو اللي متصل ، خاف لا يكون الموضوع يتعلق بأبوه فقال مستعجل : عن الازعاج طال عمرك.. هذا عمي متصل بشوف وش يبي..

رفع عينه بيمشي وانتبه لـ عمر اللي كان ساكت يناظره بطريقة غريبة ، أو يتفحصه بعيونه بمعنى أوضح ..!
وش يبي ذا؟؟

لقى نفسه لا إراديا يبتسم بوداعة لـ عمر لعله يمحي هالجمود عن وجهه ، وبالمقابل رد له عمر الابتسامة

وراح عنهم عند سيارته البعيدة ورد : هلا ثامر..
ثامر : صباح الخير تركي..
تركي : صباح النوور .. شفيك ثامر ليش متصل؟؟
ثامر ضحك : متصل أشوف احوالك
تركي : الله يخسك على بالي موضوع كبير ..

ثامر بسخرية : يعني ما اتصل عليك الا الموضوع يخص عمي.. ما يصير مثلا أتصل عليك عشان اسولف معك ولا أشوف أخبارك..
ابتسم تركي وهو يستند على سيارته : والله راح بالي لشي ثاني... يعني الوقت بدري لسا ما جت الساعة 7 .. ومتصل علي اكيد بفكر بتشاؤمية

ثامر : مو هالتشاؤمية انت اللي خليتها تملك تفكيرك.. ما تبي تسمع كلامي كنت اقولك كمل حياتك عااادي وعش وتزوج مثل الآوادم وبتقدر تعوض اللي فات.. لكنك الله يهديك مصر تمشي الطريق العوج ..

رفع تركي حاجب : انا مو انت يا ثامر!!.. قل لي بصراحة لو ابوك اللي صاير له كذا وش كنت بتسوي؟؟.. بتوقف ساكت ومكتف من غير لا تتصرف..
قال ثامر بصراحة : الصراحة اللي ما تعجبك واللي قلتها لك... اني لو كنت مكانك يا تركي.. انسان درست برا وحصلت الدراسة بأفضل الجامعات العالمية واللي غيري ما قدر يحصلها.. وكل فرص الحياة الجاية تقول اني بصير انسان ناجح يشار له بالبنان وعقليته وذكائه تفوق غيره... ما كنت بختار هالطريق العوج اللي اخترته... اذا برد الثار برده لكن بالطرق المعقولة والمنافسة الشريفة...........
قاطعه تركي بملل : قلت هالكلام لي قبل هالمرة لا تعيد وتزيده حافظه... شفت يا ثامر انك مو حاس بشي لأن اللي يده في النار مو زي اللي يده في الموية.......
قاطعه ثامر هالمرة : غلطان يا تركي انا حاس فيك وفي عمي مثل ما انت حاس بالضبط ويمكن أكثر.. وأدري ان اللي صار صعب ويعور... لكن السنين مرت وانطوت ليش ما تبدا صفحة جديدة وترفع راس ابوك فيك.. بدل الذل اللي انت فيه..

تركي : انا برفع راس ابوي فيني بس قبل كل هذا لازم أدمرهم ، عشان اعيش حياتي متهني..
تنهد ثامر وقال بهدوء : متأكد يا تركي ان هالشي بيهنيك؟؟
تركي بثقة : ولا غيره بيريحني... ثامر أنا قربت من هالعايله كثير وصرت اعرف كل واحد منهم.. ومارح يطول الوقت قبل لا أدمر ابو خالد وعياله وكل من يصير له !
ثامر : تدري يا تركي انك من تركت بيتك ورحت تسكن عنده وانا افكر فيك وقلقان ، صرت حتى اخاف عليك من نفسك
ضحك تركي بصوت عاااالي وهو يرفع راسه : هههههههههههههههههههه يا حليلك تخاف علي من نفسي!!.. ثامر انت صاحي ولا مجنون.. تراك بديت تعصب فيني متصل علي اليوم عشان تسمعني كل هالكلام !!
ثامر : أنا متصل اشوف احوالك وش سويت انكشفت ولا ما بعد ..
تركي : هههههههههههههههههههههه نكتة الموسم مين ولد أمه اللي بيكشفني ،،
ثامر : مدري عنك بس أنا احذرك ان انكشفت وانت ما تدري فبترووح فيها ، فانتبه على نفسك
تركي بابتسامة جانبية جعدت خده : صاير أمي يا ثامر.. ياخي قلت لك مارح أنكشف هم مصدقين اني وليد ، اللي بيكشف الموضوع هو أنا وبالوقت المناسب ومحد غيري بيصيدني قبل ذيك اللحظة

تنهد ثامر من قلبه : تدري ؟.. على اني خايف عليك لكن كل ما سمعت هالثقة بصوتك يجيني اطمئنان غريب..
ضحك : هههههههههههه مشكلتك ما تسمع كلامي.. قلت لك كم مرة لا تشغل بالك فيني وخلك بشغلك وزواجك الجـاي
ابتسم ثامر : متى يجي الدور عليك يا تركي؟؟... متى اشوفك عريس يا ولد عمي؟؟
ضحك تركي وقال وهو يحرك رجله عالرمل وهو متسند عالسيارة من قدام : لا تنتظر زواجي يمكن ما أتزوج بحياتي .. الزواج لك ولأمثالك يا ثامر أما أنا الزواج شايله من قائمة اهتماماتي الوقت الحالي

ثامر : ما ينعرف لك انت كل يوم لك حال .. اخاف صدقت بس انك واحد غلبان وعلى باب الله
تركي : هههههههههههههههههه تبي الجد أحيانا اعيش الدور بحذافيره أنسى اسمي حتى وأصدق اني وليد التعبان !!
ثامر قال بجدية هادية : يا خوفي اللي تسويه ينسيك أصلك الطيب يا تركي!

تأفف تركي لأن ثامر رجع لنفس الموضوع اللي ماله طايل : وبعدين معك خلاص قفل الموضوع!!
وحس بنغزات براااسه .. خلاه يرفع يده ويلمس الجرح الملفوف وهو منقرف من ذكرى أمس : يقلع ابليسها... وش جنيت انا غير هالصداع اللي ما وقف من الليل ( يكلم نفسه)

استغرب ثامر وهو يسمع : شفيك شفيه راسك؟؟
ابتسم تركي بسخرية : لو اقولك ما تصدق ( قال له السالفة .. وكمل )... كنت المفروض أخليها هناك لكني لقيت نفسي أساعدها.. وقسم بالله كنت ناوي على شر هناك لكن مدري شلون مسكت نفسي عنها..
انصدم ثامر صدمــة وقال بسرعة : وش سويت يا تركي؟؟؟.. تكلم منهي هذي يالمجنون؟؟؟
ضحك تركي بسخرية : بنت ابو خالد يا ثامر.. كنت ناوي لها على شر بس مدري وش اللي مسكني بذيك اللحظة.. بلحظة لقيت اني اتحول لأنسان ثاني وباللحظة اللي بعدها لقيت اني أرجع لتركي..

ثامر بعصبية استفزت اعصابه : صاحي يا تركي باللي تقوله... مجنون انت كيف تسمح لنفسك حتى تفكر بمثل هالشي.....
قاطعه تركي بقوة وغضب : ثامر شفيييييك مرة معي ومرة ضدي.. تراني ما عرفت لك! ، لا تخليني اسكت وما اقولك شي وقتها بتعرف بلاويي على أصولها
انصدم ثامر وسككككت ما لقى اللي يقوله..
كمل تركي ببرود وبقوة : تحمد ربها ما صار لها شي مني وانا اللي كنت بموت بسبتها ، وربي اني ندمان الحين ليش ما خليتها هناك تموت وتتعفن..

ثامر ابتسم بأسى : تبي الجواب يا ولد عمي... الجواب ان أصلك الطيب يا تركي ما فارقك
تنرفز ترركي ووصلت معه : يلعن هالأصل الطيب اللي بيخليني اخسر فرصي ويمنعني من اللي أبيه عشان ابوي وامي واختي.. اذا هالأصل الطيب اللي تقول عليه بيردني مـــابيه!

تنهد ثامر وحس انه بهالمكالمة زادوا بالموضوع والزيادة فيه تشحن تركي أكثر وأكثر .. فقال : أظن يا تركي اني بقفل الكلام بهالموضوع يزيدك وانا مابي أكون السبب
ابتسم تركي ورجع لهدوءه : لا تتضايق ثامر ولا تشيل همي... خلك الحين بتجهيزات زواجك
ابتسم الثاني : انا بطلع للشغل الحين.. وبعدها بروح اشوف حجز القاعة وأكدها

تركي بابتسامة : تقرر الزواج خلاص؟؟ متى موعده؟؟
ثامر : امممم يعني قول شهرين من الحين... انا طالع الحين تامر بشي؟؟
تركي : سلااامتك..

قفل ورجع للجلسة.. ولقاهم يتقهوون وخالد انتهى من طبخ القهوة من وقت ..
قال خالد وهو يصب له : ذوق يا وليد وعطني رايك!.. محمد طايح فيني انتقادات ..
ذاقها تركي بهدوء وابتسم : ماعليها كلام أفا عليك

رفع محمد حاجب وقال لـ خالد اللي مصر انه قهوته لا يعلى عليها : ناقصها شوووي زعفران.. ما تشوف لونها كيف؟؟
خالد : اتركك من اللون أهم شي الطعم.. يعني لازم التدقيق على امور ما تستاهل!
محمد : ههههههههههههههه المشكلة انك دكتور وتقول كذا... اجل غيرك وش بيقول

خالد بمنطقية المثقفين : ما علمتك الحياة يا استاذ محمد ان الشكل الخارجي مو مقياس ابدا......
قاطعه محمد : ما شاء الله عليك يقالك الحين قلت حكمة خطيرة
ابتسم خالد وهو يتطعم بقهوته عشان يقهره : أذكرك يمكن نسيت..

ضحك بندر وتدخل : القهوة رغم شكلها اللي ما يشجع بس الطعم يعوض.. يعني خدعتنا يا خالد بشكلها
خزه خالد بنظرة ، وقال يعلق : أكيد بتصير بصف اخوك ... انا واخوي على ولد عمي مقولة قديمة

تدخل ابو خالد وهو يشوف تعليقاتهم على بعض ، خصوصا خالد ومحمد اللي متخلين هاليومين عن ركادتهم المعروفة : هههههههههههههه ألحين شفيكم؟ ما نمتوا على هالليل؟ ، وانت خالد من زمان ما شفتك على هالحال نكت وسوالف زين سويت بعمرك يوم اخذت اجازة..

بندر : ههههههههههههههه ايه يا عمي دقه دقه خله يحس
ضحك خالد بسخرية وسكت يوم تذكر سالفة الإجازة.. وجت على باله مشاعل !!

زادت السخرية بعيونه وهو يناظر بالأرض والفنجال بيده... يسرح ويتخيل كل الكلام والأكاذيب اللي قالته للدكتور نايف!!.. أجل خليتيني مريض بأنفلونزا وانا بصحة وعافية ،!!..

جرأتها صدمته يوم اكتشف انها هي اللي سوت الاتصال ، لأن سحر مهما سوت ومها جرأت مارح توصل انها تسوي هالشي من وراه... أما مشاعل كل يوم تفاجئه بتقليعة ولا حركة جديدة ما تخطر على بال ،
يتوقع منها اللي ما يفكر فيه عاقل!!
جبرتيني صحيح يا مشاعل.. وكسبتي كلمتك .. لكنها المرة الأولى والأخيرة!

هزه بندر وهو يقول : يلله قووم الفطور بيتأخر خلونا نتحرك.. نلعب لنا شوط طائرة ونهزمكم الهزيمة الثانية عقب هزيمة أمس..

نزل خالد فنجاله وابتسم : لو سمحت هالمرة بلعب مع عمر وانت العب مع اخوك ، أنا وياه ما نصلح ..
محمد : غلطتي اني لعبت معك من البداية.. حتى وليد امس لعبه أفضل منك بمليون مرة وكنا بنهزمهم بس الصلاة أنقذتهم
بندر : هههههههههههاي تهزموني والله انكم شيييياااب اجل انا انهزم

ضحك عمر وهو يقووم واقف : خلاص فضوها سيرة انا وخالد هالمرة ..
عطاه بندر نظرة : تستغني عن ثنائيك صدق انك ابو وجهين

قرب عمر وطقه على راسه وهو ماشي ناحية الملعب .. وسبقهم كلهم.. ولحقوه بعد شوي..
::

تحت الشجرة الشامخة قريب من المخيم... كانت الجلسة غيييييير شكل..
سحر ومشاعل جابوا فطورهم بعد ما جوا رهف وأروى .. وجلسوا تحتها يفطرون مع بعض ساندويشات جبن مع كاسات شاهي... وما في أطعم من هالوجبة الخفيفة بهالبرد الصباحي المعتدل ، على جوع يقرصهم..

رهف بابتسامة : كثثثثر الله خيركم ..
سحر : هههههه خيرنا وخيركم ترا ما يعتبر شي..

قالت أروى وهي تاكل : بصراحة لذيذ أحلى من فطورنا بالمخيم... كانت امي تجهز الفطور وقلنا لها مارح نفطر معكم بنروح نفطر مع جيراننا..وجيناكم سيدا
رهف بضحكة : صحينا من النوم غسلنا وصلينا وجينا ، خلاص المخيم هذاك كلها مبزره وأولاد مافي بنات غيري انا وأروى شوفوا الحظ والباقي شباب وأولاد..

مشاعل : يا حبي لنا أنقذناكم أجل حبوا راسنا يلله..
اروى : هههههههههههههههه وجهك مغسول يا مشاعل انتي دايم كذا؟؟

سحر نغزت مشاعل ، وابتسمت لأروى تلطف الجو : ما عليك منها ترا لسانها دايم كذا مفلوووت منها... يعني عادي لو رمت كلمة جافة من هنا ولا من هنا ترا عادي خلي الحياة تمشي...
ضحكت اروى من كلام سحر اللي اخذته بجدية : هههههههههههههههههههههههههههه وشفيك انتي بعد ترا ما قلت شي امزح.. مشاعل صحيح شكلها لسانها مفلوت منها والقشارة بعيونها بس...... ( وضحكت يوم شافت نظرات مشاعل ) هههههههههههههههههههههه بس لا تخافين مو شريرة يعني ترمين الكلام بحسن نية..

مشاعل بصراحة : كنت احسبك بتسبيني توني بقوم عليك وربي...

علقت رهف : ههههههههههههههههههه وافق شنن طبقة..
قالت أروى فجأة : الا وينها شادن؟؟.. وينها عروستنا ؟؟.. هي متزوجة صح؟؟
ابتسمت سحر : ايه متزوجة..متملكة بس... يعني الزواج ما بعد صار..

أروى باهتمااام لأنها شافت في شادن أمس انسانة مميزة : مين متزوجة؟؟؟
مشاعل بابتسامة : عمر .. موجود مع الشباب!!
أروى باهتمام : من متى ؟؟
مشاعل : امممم... متملكين الحين من سنة ونص... بعدين سافر عمر للشرقية من يومها وما رجع الا أمس..
رهف باهتمام : سنة ونص مسافر عنكم؟؟.. ولد مين هو؟؟
مشاعل : هههههههه مو ولد أحد ولدنا..

ناظروا رهف وأروى بعض مو فاهمين... وكملت مشاعل عشان يفهمون : أبوي قبل لا يتزوج أمي ، كان متزوج أم عمر .. يومها كان عمر توه صغير فالأشهر .. أبوه توفى وأمه حامل فيه توها في الأشهر الأولى.... تزوجها أبوي بعد ما ولدت عمر... وتوفت أمه وهو توه ما كمل السنة ، وقتها ما كملت مع ابوي الست شهور... صار عند أبوي الحين ولد مو من صلبه ومسؤول عنه ماله أهل قراااب أبدا ولا أحد سأل عنه ، الأقرب له عمته اللي ساكنه بالشرقية.. عقبها تزوج أبوي أمي وجابنا حنا...وعشنا معه على أساس اننا اخوان

رهف بحنية : الحلو انه لقى عايله تحتويه مو مثل ما يصير مع كثير من الناس
ابتسمت مشاعل : ابوي حلف ما يربيه غيره لأن وصية امه كانت له انه يحتوي ولدها قبل لا تموت...ما أخبي عليك عمر جاب لأبوي الكثير من المشاكل في مراهقته كان صعب صعب التعاااامل كنت دايم أسمع صراخ ابوي وتهزيئه له كل ما رجع من المدرسة وهو جار وراه مشكلة... ولا راجع من الشارع وهو جايب معه مصيبة لأنه بذيك الفترة كان عدواني عدواااااااني على انه هادي بس كان عصبي... سبحان اللي غيره الحين !

ابتسمت سحر بحنية : الغريب انه كان متوافق هو وشاادن .. على انهم يختلفون عن بعض اختلاف الليل عن النهار.. بس محد كان يعرف له غير شادن كانت تحميه حتى لو كان غلطان..

ضحكت أروى وحست ان قصة شادن وعمر فيها متعة تعجبها : اذا ما فيه ازعاج يعني قولي لي وشلون بدت علاقتهم ووصلت للزواج تراني أحب هالسوالف..
ضحكت مشاعل .. لكنها تنهههدت : وآآآآه بس عمير ما كان يحبني كثر شادن كان دايم صافطني..
سحر : هههههههههههههههههههههههههههه عمر ما يحب الملاسين وانتي ما شاء الله عليك كنتي ملسونة درجة أولى..

أروى : هههههههه لا الدعوة فيها كثييير.. احكي تكفين..
مشاعل : بقولكم بس مو تروحون تنشرون القصة خخخخخ... بيني وبينكم خلوا المستور مستور
اروى : هههههههههههه ولا يهمك

مشاعل : أختي العزيزة البطلة المغوواااارة ، من وعت على الدنيا وعمر قدام عيونها... مع وجود محمد وبندر حولها وهي صغيرة الا ان عمر كان غير.. عاد كيف صار غير اسألوها... مع السنين كانت تعزه حتى اكثر من محمد وبندر.. تنام وتصحى بغرفته وعنده لين ابتدت مراهقته وبدا يدخل بعالمه الخاص ويبتعد عنها ، كانت بذيك اللحظة طفلة يمكن عمرها 8 سنين وحولها .. عمر مع السنين كان يبتعد عنا .. يبتعد ويبتعد ما كأنه كان عايش معنا كعايلة.. تغيرت تصرفاته وبدا ينطوي على نفسه ويبتعد حتى عن شادن... مشاكله زادت وأبوي زاد بتصرفاته معه كان يعاقبه أشد عقاب واستخدم معه كل الأساليب .. كانت شادن الوحيدة اللي تراعيه وتخفف عنه مع انها صغيرة..وتصيح اذا صار له شي وتوقف بوجه ابوي عشانه ، كانت مجنووووونة كل عقلها وهدوءها يروح والسبب عمر هاللي ساحر اختي... ومع انه ما كان يحب احد يتدخل في مشاكله أو حتى يناقشه الا انه مع شادن يصير انسان غييييير ينزل عليه هدوء غريب عجيب ورررقة مدري من وين يجيبها..

علقت رهف بابتسامة : ما أخفي عليك مبين من عيونها يوم شفتها أمس انها غير عادية.. أحسها مسؤولة بشكل ما شفته في أحد..
مشاعل بفخر : طالعها علييييي خيتو..
سحر بسخرية : غلطتي في هذي .. مافيه بينكم وجه شبه واحد..

تجاهلتها مشاعل وكملت : ووووبببس... مع السنين كبرت شادن وكبر عمر وابتعدوا عن بعض بحكم العادات ... بس ظل عايش معنا في البيت لما صار عمره 23 سنة .. وقتها كان عمر شادن 17 ، قرر عمر يترك البيت ويشوف حياته لأن الأخ تقدم لـ شادن بذاك العمر.. بس ابوي رفض زواجهم ذاك الوقت وقاااال "هي لك" لكن تبني حياتك أول وتجيني مستعد وجاهز تتحمل مسؤوليتها ، وقتها أعطيك اياها... اللي خلا عمر يعزم يطلع من البيت ويعيش معتمد على نفسه.. ذاك اليوم كان مأساوي لنا ولـ شادن خصوصا لأنها قلبت الأجواااء فوق تحت يوم درت انه بيتركها ، وهي اللي ما توقعت انها بيتركها بيوم من الأيام... كلمها عمر بهدوء وواساها انه بيرجع بيوم.. كان يوم خروجه من البيت يوم دموعها المشهوور ، لأن عمر بذاك اليوم طلع وهو مودعنا كلنا الا هـي لأنه عارف صعوبة اللحظة عليها .. صبرت وصبرت واللي خلاها تصبر هي كلمته انه بيرجع... ثلاث سنين عاشها بعيد عنا ، درينا انه سافر للشرقية يبدا حياته من هناك بحكم ان عمته تبيه يصير قريب منها ولو أن علاقتهم ما كانت ذاك الزود.. بس اللي عرفته من شادن ان عمر استغل تواجد احد من اهله هناك عشان يروح ، على ان علاقته معهم تعتبر رسمية لأنه ما عرفهم الا خلال ذيك الثلاث سنين... وقبل سنة ونص رجع انسااااان ثاااني انصدمنا منه كلنا... كان رجال وقتها كان أهدى من أول ، تصرفاته تغيرت بشكل يحير... بس شلنا هالاستفهامات يوم اكتشفنا ان هالتغير هو نضج فيه... جيته كانت عشان خطبته لـ شادن وملكته عليها...

رهف باهتمام : وليه ما تزوجوا وقتها مادامهم تملكوا؟؟؟
ابتسمت مشاعل : عمر طلب انها تكون ملكة... لأنه بيرجع للشرقية بسبب شغله وأول ما يفضى يرجع ويرتب الزواج ... كنا نتوقع رجعته بتكون سريعة ، لكن بعد الملكة راح وتــأخر... هالتأخر استمر سنة ونص .. ومارجع الا أمس.......

وسكتت وكأن القصة وقفت لحد هالنقطة.. مالها تكملة...
وتلقائيا التفتوا لجهة المخيم ..يوم لاحظوا جية أحد... كانت شادن تمشي وهي متكتفة وشالها الكبير المثلث عليها ..
ابتسمت سحر : صباح الخير.. اخيرا صحيتي؟؟
شادن بابتسامة وبهدوء : صباح النور... اهلين رهف وأروى شخباركم؟؟
اروى ورهف : بخير ..

شادن لاحظت أن انظار رهف واروى لها متعمقة .. عقدت حواجبها وهي مبتسمة باستغراب : ليه تناظروني كذا؟؟.... كنتوا تقولون سالفة عني..؟؟
سحر : ههههههههههههههههههه صدتينا.. ايوه كنا نتكلم عنك انتي وعمر..

تغير وجهها وانخطف لونه ..بس بسرعة ابتسمت وهي تجلس قدامهم : وش كنتوا تقولون؟؟
اروى بحرج : لا تزعلين شادن... بس طلبت من مشاعل تقولي عنك وعن عمر..
ضحكت شادن تلقائيا : هههههههه وش تبين في قصتنا... تراها مو شي..
اروى : لا بس حبيت أعرف عنك أكثر لأني بصراحة حبيتك
شادن : هههههههههههههه قلبي والله تحبك العافية.. وش قالت لكم مشاعل ..
ابتسمت رهف بنعومة : قالت السالفة كلها.. ان شالله يتمم زواجكم على خير ونحضر زواجك هالفترة

لقت شادن نفسها تبتسم ومن داخلها متألمة : ان شالله ..

لاحظت مشاعل وجه اختها الغريب : شادن شفيك مو عادتك تنامين وتصحين أخر الناس؟؟
شادن : مافيني شي... نمت متأخر قبل الفجر بشوي وعشان كذا ما قدرت أصحى..
مشاعل : طيب افطرتي؟؟
شادن : مو مشتهيه مشاعل..
مشاعل : لا تقولين انك مو جوعانه
شادن : جوعانه بس مو مشتهيه ..

قامت مشاعل واقفه : بروح اجيب لك ساندويتش مثلنا احد يجلس بهالجو وما تنفتح نفسه..

ابتسمت شادن وهي تشوف اختها تررركض ناحية المخيم .. ذكرى اللي صار امس طعنها بشكل ما تقدر توصفه.. شعورها انها صارت تجهل اللي كانت تعرفه أكثر من نفسها شعور يحطمها ويحطم عواطفها.. ويطعنها بالصميم
عمر كان غريب ، نظرة عيونه أمس مو هي نظرة عيونه.. عمر ، مو هو الشخص اللي تركها قبل سنة ونص !!

مسكت راسها بقوووة ما تبي الصورة الحلوة اللي في بالها عنه تتحطم وتتهشم مثل الزجاج !!.. ما تبي تتذكر المكالمة اللي سمعتها بليلة ملكتهم واللي عيشتها بشك وخووف وقلق إلى هاليوووم !!
إلى متى بتكتم هالسر عنهم..؟؟.. إلى متى بتقدر تداري خوفها عليه!

والأهم... ليه كان قاسي البارح !!


"شادن...
شادن...
شادن..."

التفتت بسرعة ووجهها متغيـر لقت سحر تناديها بقلق : شفيك شادن خوفتيني عليك اناديك من سنة ..
ابتسمت بسرعة وهي تقوم واقفه : تعبانة سحر شكلي اخذت برد... بروح أكل بنادول.. وأفطر لعله يخف..

وراحت عنهم ما أمداها تجيهم... فتحت شنطتها اللي داخل الخيمة وطلعت مسكن جايبته معها احتياط .. وكلت حبة وشربت من علبة الموية اللي حاطتها مع شنطتها ..
وطلعت لقت مشاعل تدورها
مشاعل : وينك؟؟.. رحت للبنات ما حصلتك... خذي كلي

ابتسمت شادن وهي تمسك الساندويتش وكوب الشاهي : مشكوورة .. تعالوا هنا مافيني حيل امشي لهناك
مشاعل : اوكي بنادي البنات.. حتى خالتي ام خالد تقول ناديهم يجلسون معنا..
::

راح بندر للشباب وهو شايل ثعبانه على كتفه... وأطلقها بالجو بدل القفص اللي كان حابسها فيه..
خالد اللي كان جالس وهو ماد يديه ورجليه عالرمل ، يرتاح عقب اللعب : وش تحس فيه يا بندر يومك تجيبها معك؟؟

ابتسم بندر بهدوء وجلس بدون ما يرد..
ابتسم عمر وهو يراقب بندر وتعابيره... اللي ما كانت بندر أبدا !!.. بندر من الصبح قل ضحكه حتى لعبه قبل شوي كان شوي عنيف.. وكأنه يحاول يفرغ طاقات كانت مكبوتة داخله ..!!
حتى محمد لاحظ .. وهمس لـ عمر وهو جالس جنبه ، وهو يراقب بندر من بعيد : بندر غريب !
ناظره عمر وهز راسه ايجاب.. بدون كلام..
وقال بهدوء وعيونه الحادة على بندر : أمس كان شكل... واليوم شكل ثاني..

سكت محمد وهو يراقب أخوه... اذا قالوا الكل ان بندر ما تغير ولا يلاحظون عليه شي... محمد غيرهم يقول لا ، حيوية بندر مقتولة ، رغم محاولاته انه يضحك وينكت مثل عادته.. إلا ان حيوية عيونه مقتولة ومنطفية اليووم..
لا يكون تعبان؟؟؟

قال محمد : بنــدر !
التفت بندر بهدوء .. وقال محمد : تعبان ؟؟

رفع بندر حااااجب وعرف ان محمد بيرجع لتحقيقه : لا مو تعباااااان قوي وأقوى منك
محمد : ههههههههههههههه ما امداني اقول كلمة خلااااااص بسكت بعد هاللسان مافيك الا العافية

رمى بندر على محمد نظرة غريبة حركت في محمد شي ما يدري وشو !!.. لا والله بندر ماهوووب طبيعي... صاير غريب أطوااار مرة!!
ورجع لثعبانه النايم بحضنه... وبعد شوي قام وتركهم وهو شايله..

راح لسيارته... وحط ثعبانه بالقفص وخلا القفص جنب السيارة .. وجا بيرجع بس سمع مشاعل تنااااديه وهي تركض..

التفت لها بهدوء وشافها جايه ركض ووراها سحر تمشي..
بس شافها نزل عينه ومشى ، مو مهتم لنداءات مشاعل اللي شكلها تبي شي مهم...

مشاعل : بنداااااااااااااار .. بندووووووووووووره ياهوه..
ما رد وكمل طريقه ناحية الملعب من غير لا يعطيهم وجه .. ومشاعل وقفت مصدوومة وناظرت سحر بحيرة : وراااااه راح وسفهني؟؟

لاحظت ان سحر واقفه بصمت هي الثانية ، وتراقب بندر اللي اختفى ..
مشاعل : وش فيه أول مرة يسفهني كذا؟؟

ناظرتها سحر بحيرة أشد من حيرتها ، لأن بندر أكد لها انه غريب والدليل أو ما التقت نظراتهم صـد ومشى..
مشاعل : مستغربة مثلي؟؟
سحر بحيرة وبراءة : مو كأنه منزعج مني؟؟؟

مشاعل : ليش ان شالله وش مسويه له يالظالمة؟؟
سحر ببراءة : وش بسوي يعني بطقه؟؟.. من الصبح وأنا حاسه انه مو طبيعي.. لا يكون تعبان بس
مشاعل بخبث : تهتمين له يا سحوورة؟؟

سحر اعترفت من غير شعور : طبعا أهتــــم له !

وانقلب وجهها يوم شافت نظرات مشاعل ، وقالت بسرعة : وجع وش هالنظرات..
مشاعل بخبث : شكلك مو عارفه تحددين مشاعرك... اخلصي اختاري واحد... بندر أو محمد...
انصدمت سحر ، ووقعت بحيرة لأنها لو بيوم طاحت بهالاختيار... فبيكون بالغ الصعوبة..

انقهرت من هالموضوع اللي انفتح من غير مناسبة : وجع مشاعل وش هالكلااام... انتي عارفه وش نظرتي لمحمد ، ونظرتي لـ بندر..

رفعت مشاعل حواجبها فوق وقالت : طيب بقولك شي بس لا تاخذينه بجد.. هو مجرد افترااااض افترضه ودايم افكر فيه!
سحر بترقب لافتراضاتها المجنووونة اكيد بتطلع مجنونة : قولي...

ضحكت مشاعل بمكر : شوفي مثلا مثلا.... مع اني ادري انك تحبين محمد ، ومحمد مو مبين مشاعره لذيك الدرجة... بس لو يعني لوووو... فجأة كذا جا يوم ولقيتي نفسك بين اختيارين.. مثلا مثلا جا اليوم اللي تختارين فيه بين بندر ومحمد وش بتسوين..؟

تغييير وجه سحر من هالافتراض اللي أقل ما تقول عنه مجنوون ، وما يطلع الا من مشاعل ... ما استوعبت لأنه لقته غيييير منطقي أبد أبد..
ولقت نفسها ترتبك وتهب فيها : وجععع وش هالكلام.. هالكلام مو منطقي أبدا

ناظرتها مشاعل بنظرة جانبية : ما عرفتي تردين أشوف... أثر عليك الكلام؟؟؟
سحر ووجهها محمر : شلون ما يأثر هالكلااام مستحيل يصير اصلا مو منطقي ..
ضحكت مشاعل على وجهها : ههههههههههههه يا عمري يا بنت عمو .. ما جاوبتيني .. أنا افترض فلا تصرخين فيني.. مثلا مثلا ما حصلك نصيب مع محمد.. ولقيتي بندر قدامك ممكن يحل مكانه.. وش بتسوين؟؟؟

حمرررر وجهها وتوها بتكفخها من هالافترااضاااات المجنونة .. لأن مجرد التفكير فيها يوتر ..
مشاعل بملل: ياااااررربي... سحوور انا افترض وانتي تخيلي ... محمد ما ينعرف له كل يوم له مزاج.. فرضاً فرضاً ما صار بينكم نصيب... تضيعين بندوره من يدك؟؟؟

حمرت خدووودها ، ومجرد التفكير ان النصيب بينها وبين بندر .. يلخبببببطهااااااا..
مشاعل : هههههههههههههههه لا صراحة انتي وبندر ممكن يمشي وضعك !!

صرخت سحر وهي تحسب ان كل هالكلام اللي تقوله عشان تنرفزها وتتلاعب فيها مثل عادتها... ما درت ان مشاعل تحوووم حول شي هي ما تدري عنه ولا توقعته بحياتها..
قالت بعصبية : بندر أعتبره أخووووووي اكيد عارفه

رفعت حاجب وقالت تقلد صوتها : بس هو مو أخووووك حطي هالشي زين في راسك

سكتت سحر ..
وكملت مشاعل وهي تحط اصبعها على خدها تفكر : طيب سؤاااال يثير فضوووولي يا سحورة؟؟.. لو محمد مو موجود؟؟.. بتتحول مشاعرك لبندوره؟؟

هالمرة صــدق سكتت سحر وما لقت جواااااااااااب... سؤال أثار فيها الكثير والكثير.. صدق يا سحر هالسؤال يحتاج اجابة منك!!
ما لقت اللي تقوله ، ومن فراغة هالبنت اللي تتكلم عن مواضيع مالها معنى قالت : اسكتي اقول ماله داعي نفتح هالموضوع
مشاعل بضحكة شريرة : خخخخخخخخ هالسؤال فكري فيه زين... أبي أعرف الجواااب تراني

سحر بعصبية : وأنا ما عندي له جوااااب
مشاعل : الحين ما تلقين جواب.. لكن اذا فكرتي فيه اكيد بتلاقين جواب..

سحر بقهر : انتي وش تبين توصلين له أبي اعرف!!
ضحكت : ههههههههههههه شي أبي اعرفه وبس سميه فضول سميه اللي تبين... يلله خلينا نرجع للبنات بندر ما عطانا وجه.. كنت ابي سيارته

وراحت راجعه للبنات.. وسحر واقفه مصنمه ، مشاعل بجنونها أثارت فيها اشياء ساكنه وساكنه!! ، الله يقلع شيطااااانك قوووولي آآآآمين..
::

طلعوا البنات يتمشووون بعيد عن المخيم ويسوون سباقات ما بينهم.. تاركين المخيم فاضي لأن ام خالد وام محمد عزمتهم ام محسن عالمخيم وراحوا هناك عشان جمعة الحريم... وخلا المخيم للبنااات..

اروى طاحت جنب رهف وهي تلهث من الركض ..جلست سحر وهي تضحك : ههههههههههههههه مافيه لياقة ابدا؟؟
اروى : هههههههه انا مو راعية ركض ترا .. انتي اركضي مكاني
سحر : انا مصابة رجلي ما تساعد ..اخاف اركض تستلعن علي واجلس طايحه ما اتحرك..

رهف : ما خفّت؟؟
سحر : الا خفت ما قمت احس بأي ألم بس خالد اخوي قالي لا تركضين عليها كثير..
ابتسمت أروى : احساس حلووو عندك أخو دكتور..
رهف : هههههه ايه والله اخطبيني له ، ( تستهبل)

بس ما درت ان هالكلمة بتشوش مشاعل وتخليها تهجم عليها : نعم نعم انتي وياها .. رهفووووه ترا عند هالموضوع ماعرف صديق من عدو فاهمتني
ناظرتها رهف باستغراب وسحر ماتت ضحك : ههههههههههه مشاعل وجع لا تكلمين صديقتي كذا

قالت شادن بابتسامة : خالد يا رهف فارس الأحلام يعني لا تشرهين على هالبزر اللي قدامك
ابتسمت رهف بهدوء : والله خفت حسيتها شوي وتذبحني !
شادن : ههههههههه ما تقدر ، هي صح ترمي الحكي بس ما تعرف تنفذ..

طق عرق مشاعل ، وقالت وهي تناظر بزاوية عينها : انتوا ليش محتقرين قدراتي... تراكم ما تعرفوني مساكين أرحمكم
شادن : والله انتي اللي تنرحمين يا مشاعل..

طنشت مشاعل الموضووع ، ولا حبت تتناقش فيه..


انتبهت سحر لـ وليد يطلع من مخيم الشباب ويمشي لحاله ناحية سيارته.. تذكرت لا شعوريا اللي صار أمس وانكمش جلدها للمرة الثانية !!
مدري كانت تتخيل ولا لا... بس بلحظة لاحظت نظرات شر ما استمرت ثواني... اختفت بعدها وظهرت شهامته يوم ساعدها رغم النقاش الغريب اللي صار بينهم أمس..
شاحت وجهها عنه ما تبي تفكر باللي صار ، ولا تبي تتذكره.. او حتى تتذكر وجهه البارح...

قالت أروى فجأة : مين هذا يا سحر؟؟؟
ناظرتها سحر ، ولاحظت انها تقصد وليد : هذا وليد .. يشتغل عندنا..

رفعت أروى حواجبها وقالت بعد فترة : يشتغل عندكم؟؟
سحر : ايه سواق عندنا من فترة..

أروى : مر علي وجهه من قبل !
فزت سحر فجأة ، أخيرا لقت اللي يوافقها .. وقالت بسرعة وهي تمسك ذراع أروى اللي ارتاعت من هالحركة : صدق يا أروى؟؟؟
اروى باستغراب : ايه .. ماعرف مين يشبه بس سبحان الله أحس انه يشبه انسان شفته من قبل !
سحر : مين هالانسان؟؟
اروى وهي تهز كتوفها : مدري والله... بس يشبه لأحد مر علي من قبل !

قالت رهف باهتمام : يمكن مجرد تشابه... تعرفون يخلق من الشبه اربعين..
اروى لـ رهف : ما تحسين مثلي رهوف؟

رهف ناظرته ثم ناظرت بنت عمتها : لا بالنسبة لي أول مرة أشوفه ... يمكن يشبه أحد ، الناس تتشابه
هزت أروى راسها باقتناع : ايه شكله مجرد تشابه بس مو قادره استحضر مين يشبه

زفرت سحر بإحباط ، ونغزتها مشاعل بسخرية : الحمدلله والشكر ابي اعرف وين تبين توصلين ، من امس وانتي تقولين مين يشبه... وش فيك على الرجال واحد واسمه وليـد لا تصيرين موسوسه !!
سكتت سحر ، وحست نفسها صدق موسوسة وانها تبحث عن شي ماله معنى ..

رجعوا للمخيم بعد شوي ، بعد ما قالت لهم شادن عشان يجلسون عالبساط الخالي بدل الرمل..


قبل الغداء بساعة .. الساعة 12 الظهر

اتصلت أم خالد وقالت لـ سحر تجي هي والبنات لمخيم أم محسن لأنها عازمتهم هناك..
قفلت سحر وناظرت اروى اللي توها داخله الخيمة : اروى خالتي ام محسن تبينا نجيها هناك
اروى ابتسمت : ايه توها اتصلت فيني تقول جيبي البنات وتعالوا... وين بنت خالي رهف؟؟

سحر : يمكن برا مع مشاعل وشادن..

طلعوا وقالت أروى : مشاعل شادن امي تقول تعالوا هناك..
رهف : وش تبي عمتي؟؟
أروى : مدري تقول تعالوا عندنا ، حتى خالتي ام خالد دقت..

ابتسمت شادن وقامت واقفه : انا بروح أغير ملابسي وأجيكم..
أروى : مدام كذا بنتظرك .. سحر ومشاعل اسبقونا مع رهف.. انا بنتظر مع شادن لما تغير وأجي معها

قاموا سحر ورهف ومشاعل مع بعض... عدلوا طرحهم على أكتافهم ، وسحر لأنها فقدت طرحتها من حادث أمس فعوضته بشال عريض يستر ويدفي بنفس الوقت
ومشوا ناحية المخيم البعيييد ، اللي يفصلهم عن المخيم مسيرة خمس دقايق.

يوم أبعدوا عن مخيمهم وصاروا بنص الطريق ..رهف لاحظت سيارة شباب تقرب منهم : شوفي ذا المطعسه وش يبون؟؟؟
عدلوا طرحهم وتلثموا.. ومشوا بحذر ما يلتفتون لا يمين ولا يسار .. لكن السيارة اللي توقعوها بتمر من عندهم وتكمل طريقها بسلام.. سوت العكس وأول ما قربت منهم هدت سرعتها... واعترضت طريقهم..

طاااااح قلب سحر ، والتفتت ورا لمخيمهم كان بعيد... ومخيم جيرانهم كمان بعيد!!
رهف وهي تشوف ثلاث شباب بسيارة ونيت ينزلون شبابيكهم ويرمون عليهم من الحكي اللي ما ينقال..

سحر وهي ترتعش مسكت يد مشاعل اللي كانت متقدمتهم وسحبتها : مشاعل خلينا نرجع محد درى عنا
مشاعل باحتقار لهالأشكال : لا والله ما أرجع ..واذا واحد منهم ولد ابوه يقرب بس..

صوتها كان عالي شوي.. وسحر ورهف شهههقوا من تصرفها وعرفوا ان القيامة بتقوووم..
الشباب سمعوها وواحد منهم رفع حاجب .. وبصمت فتح بابه ونزل .. ونزلوا الاثنين وراه وأشكالهم ما تبشر بخييير... لاحظت مشاعل ان أولهم نحيييف وقصير وعلى ايش يستقوي ما تدري!!

تراجعت مشاعل ورا بنظرة احتقار للي قدامها وهي تغطي رهف وسحر بيدينها...
الشاب تعجب من هالنظرة بعيونها ، اللي خلاه يرفع حاجب وبقلة شهامة غمز لها ... وحاول يقرب لكن مشاعل قالت : صدقني بتندم اركب سيارتك وتوكل ..

ناظروا سحر ورهف بعضهم بخووووف ، ومشاعل ما تزحزحت من مكاااانها ... كانت سحر تبي تصرخ يمكن أحد يسمعهم ويجي.. بس الخوف شـلّ كل شي فيها .

الشاب الأول بابتسامه كريهه : يا عيني ما شفت من قبل وحدة قوية مثلك .. تعجبين ليه ما تركبين معنا..؟
كانت ردة فعل مشاعل انها تفلت بوجهه احتقار له : اركب مع مطعسة مثل أشكالك ، روح دور اللي يضفك انت واللي معك .. احنا بنات ناس مو مثل اللي في بالك يالطعس.. روح لا والله لا تشوف شي ما يعجبك

حطت سحر يدها على فمها ، ونفس الشي رهف اللي انصدممت وقلبها بأي لحظة بيوقف..

الشاب انصدم بكل كلمة قالتها ، ..والتمعت عيونه الذئبية بشرررر وكلامها مس رجولته مع اني ما اظن في رجولة في مثل هالناس...

ضحكت مشاعل بسخرية وهي تشوف الصدمة بعيون الثلاثة : ليه ما عجبك كلامي ولا مس رجولتك مع ان اللي بأشكالكم ما يعرفون معنى الرجولة احنا أرجل منكم يالكلاب..

فقد أعصابه وقال بضحكة ماكرة وهو يتقدم ببطء ومشاعل تتراجع : تركبين بإرادتك ولا نركبك غصب ، على هالكلام صراحة انتي بنت ما تتفوت..

جا بيمسكها من ياقتها ، بصرررخة من رهف وسحر اللي مسكوا بعض... لكن وين مشاااعل ما تعلمت الا لمثل هالمواقف عشان تحمي نفسها وشرفها وتحمي اللي تحبهم...بلمح البصر وبردة فعل سريعة ما استوعبها الشاب الا متأخر عفطت يده بقوة قبل لا تلمسها لدرجة سمعت سحر صوت طقطقة عظاامه ، وعرفت انها بلا شك كسرت يد الرجال... وبحركة سريعة مسكت كتوفه بينما وهو حاضن يده يصرخ بألم ، وغرزت ركبة عنيفة بأسفل بطنه حطت فيها كل قوتها ، وخلته يطيح وهو يتلوى بشدة ما يقوى حتى يتنفس ، من ألم بطنه ومن ألم يده اللي انكسرت..

تراجعت وهي ترمي نظرة للاثنين اللي واقفين : ليه واقفين ما تتقدمون اذا انتم رجاجيل؟؟

الصدمة والدهشة كانت عنواااان يتراقص فوق روسهم ...
واحد منهم رااح لها وهو غاااااضب وعيوونه حمررا بشكل يخوف ، والثاني طاح عند رفيقه القصير اللي يصرخ ويأأأن من ألم ما يحتمله ، لأن مشااعل هشمت يده من المفصل..


عند الشباب في المخيم ..
لاحظ خالد وهو رايح للملعب السيارة الغريبة اللي موقفه بين المخيمين .. وبنات مألوفات واقفات هناك..
انصدم ورمى اللي فيده والتفت لـ بندر اللي كان قريب منه : بندر الحق البنات..

التفت له بندر ومعه التفت محمد وعمر .. وانصدم يوم شاف البنات متوهقين مع شباب ما يدري وش طينتهم ...
بندر : بناتنا ذولي؟؟؟
خالد وهو يركض لأن هيئة سحر اخته واضحة معهم : سحر معهم!

تأكد بندر انهم خواته بعد .. طار ورا خالد وسبقه لأنه سرييييع جدا بالركض لو شارك بسباق عدو فاز !


سحر صرررررخت بحدة وهي تبكي ورهف طاحت عالارض من الخوف : مشاااااعل لااااااااااااااااااا..
طاحت مشاعل عالأرض من كف جاها على وجهها طيرها.. وناظرته بحقد .. هالشاب أعرض من اللي قبله ، لكن ما تكون بنت أبوها إن ما خلته يتوب عقب هاليوم.

جا بيمسكها وهي طايحه ما أمداها تقوم ، من ياقتها بيكمل الطق... وسحر ورهف يناظرون بفززززع ودموعهم تنززل برعب... وينادون باسمها
الشاب بابتسامة كريهة : قلنا تعالي بالطيب ما رضيتي ..

مشاعل والدم ينزل من فمها : تراك ما بعد شفت الجد الحركة اللي سويتها في خويك كانت تحذير لا أكثر بس الظاهر انك ثوووووور ما تفهم الإشارة

غطت سحر أذانييييها وهي تطيح عالأرض لأن مشاعل ناوية على موتها، ليش ما تقصر الشر... بس كيف تقصر الشر وهو مو تاركها..

الشاب بضحكة كريهة في وجهها اللي طاحت الطرحة منه : ثقتك مالها حدود..تعجبيني!
مشاعل مسكت يده اللي ماسكه ياقتها ، لأن مسكته لها أقرفتها وهي عطته جوه بزيااادة ،
مسكت ذراعه.. يد عند معصمه ، واليد الثانية على مرفقه ..ثم استدارت بقوة لين صار ظهرها لبطنه .. وبكل قوتها غرزت كوووع في بطنه خلته ينكمش مااسك بطنه ، وبرجلها عطته رفسة في نفس المنطقة.. وأخيرا بكس حطم فكه وخلاه يتلوى ما يدري وش يسوي..

سحر بخوف وهي تناظر اللي وراها : لااااااااااااااااااااااا يا مشاعل !!

التفتت مشاعل للثالث وهي تتنفس بسرعة ..وطلعت عيونها يوم شافته ماسك مثل السلسلة... حشا وربي مجرمين ذولي موب آوادم ..

مشاعل بسخرية رغم الرضوض اللي جتها ، وبجرأة : وين عايش فيه انت.. على بالك يعني! ، ترا ما تخوفني !!

رهف ضمت سحر ما تبي تشوووف اكثر وصياحهم وصراااخهم واصل لآخر الدنياااا... مشاعل تراجعت لأن الأخير شكله باعها يا ذابح يا مذبووح ..

مسحت فمها اللي ينزف وهي تتنفس بسررعة ، وهو يتقدم والشر يزييييد بعيونه ومنظر أخويااااه طايحين يتلوون ويتوعدوون يزيده شر..

قال الثالث : منتي سهلة وربي..
مشاعل بغرور رغم نزيفها : تراجع احسن لك تراك مارح تصير أحسن منهم..

عرفت سحر ان مشاعل مستحيل تتغلب على هالجثة ، وزيادة على كذا السلسلة المخيفة اللي معه واللي شكله ناوي يخنق مشاعل فيها ، ويمكن يجرها للسيارة فيها !!
قال وعيونه محمررررة اللي يشوفه يقول مجنون : بنت تسوي فينا كذا ما أرضاها على نفسي وانا رجال

مشاعل : قال رجال قال هههههههههههههه

ضحكتها استفزته وبالسلسلة ضربها ، خلاها تطيح غصب عنها وهي تصيح ..

قرب منها بيذبحها وسحر انهااااارت من اللي تشوفه ، لقت نفسها تركض له بتطقه ... بس بدفعة بسيطة من هالجثة طااااارت من غير أي مقاومة .. مسك مشاعل اللي ما تقارن فيه بالحجم وعطاها كم كف حاامي لأن مجرد بنت تسوي فيهم كذا خلاه ينجننن ..وتوه بيكمل عليها بالسلسلة ، بس جاه هالمرة رجال يعرف يتصرف.. اللي هو بندر تدخل بينهم مثل عاصفة غاااااااااااااضبة.. ودفعــه عن اخته لين طار مثل الصخرة للأرض.. وطاح في هالجثة جلد وطق ما قد سواه في أحد قبله... سدحه بالأرض وجلس عليه وهو طايح فيه لكم وبوكسات وعيون تلللللمع غضضب ولسانه يطلق أعنف الشتايم.. كان غاااااااااااضب واللي زاده انه شاف اخته بين يدين هالقذر... كان ناوي يذبحه لولا تدخل خالد وسحبه قبل لا ينهي حياته

خالد وهو يتنفس من الركض ومن الخوف ، ومشاعل طايحه ما يدرون حية ولا ميتة : بس ياااااااااا بندر بس لا تذبحه..
بندر وصدره يطلع وينزل بعنف ، دف خالد عنه وطاح فيه من جديد .. كان فاااااير .. يديه كان تطلع وتنزل على وجه ذاك ..وبنفس السلسلة اللي طق فيها مشاعل ، جلده فيها بكل مكان بجسمه لين صار يتلوووى مثل الحية ، شوي ويموت من الألم

بندر تفل عليه وهو يقوم عنه والسلسلة بيده : يا ابن الكلب لو أموتك حلال علي يالحقيييييييييييييييييييرررر..

هالمرة راح للشاب الثاني اول واحد شافه يتضارب ويا مشاعل... وما اكتفى باللي سوته فيه مشاعل.. ومسكه وسوا فيه نفس رفيقه جلــده جلده لين قال ربي العافية

خالد ركض لـ بندر ومسكه لأن بندر كان فاقد نفسه ، جسمه وغضبه هم اللي يحركونه : خلااااص يا بندر خلاص اللي سويته يكفي

التفت بندر لـ مشاعل اللي كانت طايحه وسحر تبكي عندها : مشاااااااااااعل ردي علي..!
ركض لها بخوووف ، ولمس وجهها والدم اللي كان ينزل من فمها... ابتسم رغم عصبيته : اخت اخوها والله..

فتحت مشاعل عيونها بهدوء وهي تكشر من ألم جسمها .. ونزلت دموعها من شوفة بندر ، ما تنكر انها كانت خاااااايفة بتموت خوف وإنها كانت لحظااااات صعببببببة..
قالت بخنقة : جسمي... يعورني بندر..

بندر بحنية وهو مسندها بيديه : تبيني أذبحه لك ذبحته ما يردني عنه شي..
ضحكت رغم آلام الرضوض والطراقات اللي خذتها : ادري ما قصرت فيهم..

سكتت شوي .. بس عيونها غرررقت وهي تنتفض ..وبكت فجأة وبصوت عالي وهي بحضن بندر..

جت سحر عند خالد وهي تصيييح مشاعل موتتها خوووف ..
خالد : هدي سحر حصل خير !
وصل عمر ومحمد أخيرا... ويوم شاف عمر الأشكال اللي طايحه واللي سيماهم في وجوههم ، راح لهم وسحبهم واحد ورا الثاني وركبهم سيارتهم وهو يتوعد : ان لمحتكم بهالمكان أو حوله وربي ما يردنا عنكم شي ، وجربوني اذا تبون تصدقون.

النحيف خاف من نظرة عمر ، لأن نظرات عمر معبررررة جدا وتعكس اللي داخله من شر ووعيد..

بندر وهو يحس ان مشاعل مو في وعيها : وش تحسين فيه؟؟
مشاعل بقوى منهارة : رجعني ..بندر للمخيم

غمضت عيوونها ومعد صار لها صوت.. شك بندر انه أغمى عليها لأن وجهها المتألم يقول ان اللي حصلته مو شوي..

التفت لـ خالد بسرعة : خــالد !
جا خالد بسرعة ومن شاف وجهها المخطوف..ضربها كف خفيف على وجهها : مشاعل تسمعيني؟؟

فتحت عيونها بهدوء.. ورجعت سكرتها بصمت..
ابتسم خالد وناظر بندر : واعيه ..ودها الحين وانا بجي أشوفها ..


كانت شادن بتطلع من المخيم مع أروى يوم قابلها بندر شايل مشاعل ، وفمها ينزف دم... شهقت وهي تصرخ بخووف : مشااااااااااعل؟؟؟
دخل بندر الخيمة وجلسها بهدوء .. وهي مكشرة ومغمضة عيونها ..
شادن بخووووف : شفيها بندر وش صار؟؟؟

بندر : خلك معها خالد بيجي يشوفها لا تصير جروحها كبيرة ..

ابتسمت مشاعل وقالت بصوت متقطع : لا تخاف..بندر... رضوض عادية ..أصلا ما سمحت لهم يتمادون وكله كم كف خذته
ضحك بندر بعد الخوف اللي عاشه : ههههههههههههه طلع تعليمك بفايدة اجل... ما كنت اتوقع انك بتصيرين قوية اذا واجهك موقف مثل هذا ..
ابتسمت وهي تبلع ريقها ، وكتفها يألمها بقوة : كنت خايفه ..بندر... بس لقيت نفسي اوقف قدامهم.. ادري اني غبية.. ومتهورة ..

بندر : وين منجرحه بعد؟؟
مشاعل : فمي بس اللي ينزف.. وكتفي شوي يعورني..

ومن غير كلام حطت راسها عالأرض وغمضت عيووونها ..
بندر : خالد بيجي يشوفك يا مشاعل ..
ما لقت صوتها لأن أنفاسها زادت بسبب الخوف .. كانت خايفه للحين ، وقواها منهااااارة : لا يا بندر ..لا قوله لا..
بندر : لازم يشوفك مشاعل لا يصير فيك شي

دمعت مشاعل ، مو عشان خالد بيدخل لا ، عشان الموقف بكبره اللي صار ، يرعشها للحين وما صدقت انها طلعت سليمة : انا طيبة... بندر.. ابي انااام وبس..
بندر باستغراب : تناااامين؟؟؟؟؟

وصدق غمضت عيونها وما ردت... سمعوا صوت خالد من برا .. بسرعة شادن لفت طرحتها وتغطت وبندر ناداه..

دخل خالد ، وقرب باهتمام وهو يشوفها ساكنه ومغمضه ..
وقال : شخبارها ؟؟... واعيـه؟؟
بندر : مدري فجأة قالت أبي أنام... ثم سكنت..

جلس على ركبة جنب بندر.. وتأمل وجهها الملون بكدمة صغيرة زرقا عند زاوية شفتها بنظرة سريعة... ومسك يدها أول شي.. ثم حط اصبعه الوسطى والسبابة بأعلى رقبتها وهو يشوف ساعته .. لقى النبض شوي سريع ، ونزل عينه ليدها ولاحظ بدقة رعشة خفيفة يالله تبان..

ناظر وجهها مرة ثانية ، لقى عقدة حواجبها تنفرد بهدوء ، وابتسم لأن وضح انها بخير ..وناداها يتأكد : مشاعل؟

فتحت نص عيونها بردة فعل تلقائية.. وطاحت بـ عينه بلحظة سريعة..
ثم غمضت من جديد وهي مو حاسه بنفسها ..ابتسم وهو يناظر بندر : ما قالت لك وين متعوره ؟؟
بندر : تقول بس فمها اللي نزف وكتفها شوي تعورها..

خالد تأمل الكدمة بوجهها.. وبيد الطبيب حط اصابعه تحت دقنها وبأصبعه الابهام تحسس الكدمة الزرقاء وهو يراقب بتركيز ردة فعلها اللي تظهر على وجهها.. لقاها تكشر وهي مغمضة ، ظهرت له انها كدمة عادية بتروح بسرعة : ما عليه مو مشكلة ، معي كريم الكدمات تقدرين يا شادن تدهنين اللي يعورها .. وبتصير طيبة ، هي بس متأثرة خلوها ترتاح هالكم ساعة ..

شادن لـ بندر : انا بس ابي اعرف اللي صار!!
ابتسم بندر وغصب ضحك : اختك هالبزر تهورت بس تهورها طلع بنتيجة لأنها سدحت اثنين بالأرض ، بس للأسف ما كانت عارفه احتمالية انها تنضر وتتعور واردة جدا

شادن : وش السالفة؟؟؟.. مين هذولي اللي تعرضوا لها؟؟
بندر : بعدين تدرين ، أهم شي الحين اهتمي فيها وشوفي اللي يعورها وأنا بكلم أمي .. تجي عندها لعل مشاعل تتطمن وترتاح..
راح بندر مع خالد لسيارته .. وجاب الكريم وشادن جلست عندها .. تدهن لها كتفها وتدلكها ، وتغطي جرها ببلاستر.
:::

{{.... ذم ــــا !! 08-08-08 12:30 PM

بعد ساعتين ..

البنات كانوا حول مشاعل اللي كانت جالسه وهي سااااكته.. هم يرمون عليها التعليقات وهي ساكتة ما ترد... أول مرة تمر بهالنوع من المواقف.. مو مصدقه انها قدرت تسوي اللي سوته.
ام محمد بحنية وهي جالسه جنب بنتها : يمه مشاعل شلونك الحين .. حسبي الله عليهم الله لا يوفقهم زين ان اخوك بندر كان قريب

ام خالد بابتسامة : عيني عليك باردة يا مشاعل الله يحفظك ، خفت يوم دريت بس يوم شفت ان مافيك شي ما شاء الله تبارك الله الله يحفظك.. لا يأثر عليك اللي صار الأهم انك عطيتي درس مهم وان البنت مهما كانت ضعيفة تقدر تدافع عن نفسها

ضحكت سحر بعد ما تجاوزت مشاعر الخوف والصياح اللي مرت فيه الساعتين اللي مضت : ايه والله مشاعل كنت خايفه عليك، بس اكتشتفت انك رجاله ما ينخاف عليك كبرررتي بعيني

ابتسمت مشاعل ، وهي تحس انها حققت انجاز بحق نفسها ..
مشاعل بقهرر رجعت لطبيعتها : وقسم بالله الأخير ياني كنت ناويه عليه نية قشرى

الكل انفجر بالضحك لأن اللي قاهرها انها ما قدرت عالأخير..
سحر : ههههههههههههههههههههه الأخير جثة زين من بندر انه ذبحه ضرررب وجَلْد ، ما اتوقع عقب اللي حصله من بندر يفكر يعيد اللي سواه
شادن : مارح ينسونك يا مشاعل انا متأكدة ههههههههههه

مشاعل : بس والله اني ما عرفت نفسي ..حسيت اني انسانه ثانية مو أنا ، كان بيغمى علي بمكاااني بس مدري وش اللي قواني وقتها
شادن بمرح وهي تناظر أمها بزاوية عينها : الحييين يا شعووولة ، امي بعد ما كانت معارضه فكرة تدريبك على الدفاع عن النفس.. ما اعتقد الحين عندها نفس الفكرة!

ابتسمت ام محمد : والله يوم دريت عن اللي صار حمدت ربي مليون مرة ان ربي سخر لها بندر يعلمها ، الحمدلله نفعت نفسها واحنا مو جنبها
ابتسمت مشاعل وضمت أمها ، واللي يوم درت .. رجعت من مخيم جيرااانهم طيرااان ودمعتها برمشها متخيله أي شي صار لـ بنتها آخر العنقود..
سحر : خالتي ما نفعت نفسها وبس نفعتنا حتى احنا ، لو ما كانت معنا كان رحنا فيها


عند الشباب..
ابو محمد وهو يناظر بندر اللي كان يلف يده برباط ، لأنه من كثر ما طقهم بيده حتى يده عورته : شلونها اختك يا بندر؟؟
ابتسم بندر وهو وده يضحك : مشاعل طيبة يبه وماعليها الا العااافية.. ما ينخاف عليها يبه هذي بنتك
ابو محمد لقى نفسه يضحك على بنتـه اللي صدمتهم كلهم ،.. بعد ما عاش خوف وقلق أول ما عرف بالخبر : ههههههههه حسبي الله على شيطاانها كل هذا يطلع منها... وينهم العيال ليتكم جبتوهم لي..

ابتسم خالد : عمي واضح انهم شباب ضااايع مالهم بالمرجلة ، ولدك بندر ما قصر خلاهم يعضون الأرض.
محمد مو لاقي غير يبتسم : الحين هالسالفة خلت مشاعل بطلة !!... هههههههههههه وربي هالبنت مدري شقول عنها..

بندر احساسه بالفخر بإخته تملكه ذيك اللحظات ولما ألحين : ما كنت أتوقعها بيوم من الأيام بتتشجع وتطبقها بحياتها ، كنت أعلمها لمجرد اني أفتك منها وأنا من داخلي ما كنت حاط أمل عليها.. بس اليوم انصدمت من قلبي!

ابو محمد اللي ما كان له راي محدد بمسألة ميول مشاعل لهالنوع من الرياضات ، الحين صار له راي واضح عقب ما انصدم بالواقع وان مثل هالحوادث والتحرشات ممكن تصير لأي بنت ، اللي خلاه يقتنع : خلاص من اليوم ورايح تراك مسؤول عنها يا بندر.. خلها تنفع نفسها

بندر : هههههههههههههههههههههه يبه من قبل لا تقول هي مسويه اللي براسها.. يعني كلامكم ما يشكل أي جديد عندها
ابو محمد : دق عليها .. خلني أكلمها أشوف شخبارها ..
بندر وهو يطلع جواله : ان شالله..


عند البنات..

كانت سحر عند مشاعل بعد ما قاموا عنها الكل وتطمنوا عليها... والكل قام يصلي الظهر..
ررن تلفون مشاعل اللي كانت منسدحه وتدندن عشان تريح جسمها اللي خف خلال هالساعتين وهي تناظر السقف... ابتسمت سحر على شكلها السرحااان وعودتها لطبيعتها بهالسرعة ..

مشاعل وهي مغمضة عيونها بكسل : سحر شوفي تلفوني مالي خلق أتحرك
زحفت سحر للتلفون بالزاوية البعيدة وشالته.. شافته بندر .. ناظرت مشاعل لقتها مغمضة عيونها قررت ترد تشوف وش يبغى
سحر : الو..

بندر : مشاعل؟؟
سحر بهدوء : انا سحر..

سكــت بندر شوي.. وسحر استغربت..
ثم قال بهدوء مو من طبعه : وينها مشاعل؟؟
سحر هدوءه خلاها تهدى أكثر منه وهي تقول : لحظة..

وعطتها التلفون وهي تجلس : بندر يبيك!
مسكت مشاعل التلفون وردت وهي راقده : هلا بندر

ابتسم بندر : هلا بالبطلة
مشاعل : أي بطلة وانا بغيت أموت .. المفروض ما خليتوهم وديتوهم للشرطة الحقيرين
بندر : هههههههههههههه دمهم طلع وش تبين أكثر من كذا
مشاعل : طيب ليه متصل؟؟
بندر : أبوي يبيك يشوف شخبارك
مشاعل : يا حظي ابوي دررررى !!
بندر : ههههههههههههههه خذي كلميه أنا أشك ان عندك احساس ، اللي يسمع صوتك يقول ما جاك شي

مشاعل : وليش يعني .. تبيني أجلس بزاوية وابكي اللي صار لي.. وانا الحمدلله ما صار لي شي ، ولا لازم حركات الدلع والحساسية.. ولا عشاني رجعت أضحك وأبي أنسى اللي صار بسرعة صرت عديمة احساس !

بندر : ههههههههههههه يا ساتر ما قلنا شي خلاص ، المهم خذي أبوي وطمنيه عليك

عطا أبوه التلفون اللي ابتسم وهو يقول : مشاعل شخبارك يبه؟؟
ابتسمت مشاعل : بخير يبه ما صار لي شي لا تخاف ، وبعد شوي بتلاقيني اركض وألعب
ابو محمد : يبه عسى ما تعورتي.. اذا متعورة قولي لي

ضحكت بعذوبة : يبه ماااافيني الا العافية.. كان كتفي يعورني شوي بس خالد عطاني مرهم مسكن لا تشيل همي.. نمت ساعتين ورجعت تمام..

سكرت مشاعل وهي تبتسم وناظرت سحر .. اللي كانت ساكته وتسمع

مشاعل : كيفها رهف؟؟
ابتسمت سحر : رهف بخير .. وبتجي بعد شوي مع أروى عشان تشوفك !
مشاعل : كم الساعة الحين؟؟

سحر وهي تناظر ساعتها : اممم 2 وربع ،، ليه السؤال؟
مشاعل ابتسمت : مابي النهار يفوت علينا.. وانتوا اشوفكم مكبرين الموضوع مرة ..
سحر : ههههههه خالتي ام محمد تقولك لا تتحركين
مشاعل : مافيني شي ليش اجلس.. امي تحسب فيني كسور ولا شي وانا مافيني شي
سحر : ههههههههههه طيب خلي البنات يجون بعدين نطلع نغير جو..
::

رجع الوضــع طبيعي ولا كأن شي صار ، ومشاعل رجعت لحالتها العاااادية رجعت لشقاوتها ومشاكساتها ، غير ان ثقتها بنفسها زاااادت ودعمتها والأهم حست بافتخار أهلها وأمها واخوانها فيها ..
ابتسمت وهي جالسه تشرب كوفي تحت الشجرة ، وتفكر عن ردة فعل خالد ، ورايه فيها..
ما التمست منه للحين أي شي ، بعكس البقية اللي دعموها وأشادوا فيها ..

اللي تعرفه انه كان جنب بندر يوم تحس نفسها خائرة القوى بعد الجهد البدني والنفسي مع الخوف اللي عاشته..
سحر قالت لها انها وهي تشوفها تضارب ما كانت مصدقه انها خايفه لأن اللي كان يناظر مشاعل بذيك الحال بيقول ان هالبنت ما تخاف من شي ، لكن هي بلحظة كانت خااااايفة ، وباللحظة اللي عقبها لقت نفسها في موقع انها لازم تدافع عن نفسها .. ومافي مفر من هالشي..

شادن جت وهي مبتسمة : امي تناديك مشاعل!
مشاعل : ليه؟؟
شادن وهي تضحك : ههههههههه تقول خليها تجي تجلس تحت عيني

ضحكوا اروى ورهف ومعهم سحر ..
وقالت رهف : من ايش تخاف اسم الله عليها مشاعل ما ينخاف عليها.. عقب اللي شفته عين الله تحرسها
شادن : ههههه قلت لها بس تقول ناديها..
قامت مشاعل وكوبها معها ، بكل نشااااط : بروح أركض لها عشان تتأكد

وفعلا ركضت قدامهم مثل الأراااانب .. وابتسمت شادن وهي تراقبها ، لأن مشاعل أثبتت انها بخير وماجاها شي ابدا..

وجلست جنب سحر بصمت.. وراقبتهم وهم يرسمون وجوه ضاحكه عالرمل.. وينسبون كل وجه لوحدة منهم

نزلت عينها لحضنها وهي تلعب بأصابعها ، من جا عمر ما حست بطعم المتعة الحقيقية مثلهم !!
صح تبتسم وتضحك.. لكن فيه فجوة في قلبها تنغص عليها..من عقب أمس وهي تعبانه ومافي أحد يحس فيها..
ما يدرون باللي تمر فيه.. كيف بيحسون إذا عمر نفسه ما حس!

حطت يدها على قلبها ، ألم ما تدري كيف تفسره... تأملت يدينها اللي لمسته أمس..
رفعت عيونها للسما .. وظلت تفكر..
تفكر
تفكر..
تفكر

خمس دقايق وهي تحوم حول نقطة وحدة..
هالنقطة وصلت فيها ...إنها تكلمه وجه لـ وجه.. بإرادته أو بدون

كل ساعة تمر تفكر باللي صار مية مرررة.. وهالحال بيجننها..
نزلت عينها وناظرت المخيم بنظرة غريبة.. نظرة تصميم ، وعزيمة.. المفروض اتخذتها من زمان

قامت واقفه بكل تصميم ، وناظرتها سحر باستغراب لأنها قامت فجأة : شادن على وين؟؟؟
ابتسمت شادن : راجعه انا .. اذا بغيتوني دقوا علي
وتركتهم وهي تمشي بسرعة..

وصلت لسيارته .. ووقفت لحظات تناظرها..
تفكر باللي مصممة عليه ... ملت صدرها هوا وزفرته وهي تقرب للسيارة ..
جلست على دبتها ، تنتظره !

صحيح ما تدري اذا كان بيجي لسيارته.. لكنه كان افضل حل توصلت له.. عالأقل تحس انها سوت شي ..
تدري ان انتظارها يمكن يطول على ما يجي... ويمكن ما يجي أساساً
لكنها تعودت الانتظار

واذا كلفها انها تنام بمكانها... بتنام!!


بعـد ساعــة وشووي!

الشباب كانوا يلعبون طائرة اللي خذت وقتهم كله.. وحماسهم كله..
هالمرة محمد كان متفرج .. وتركي يلعب مع بندر .. وعمر وخالد مع بعض..

انسحب عمر وطلع من الملعب وهو معرق.. ورمى جسمه جنب محمد اللي كان جالس على جانب الملعب..
محمد : بندر ضدك مستواه غير !!

عمر ضحك ، وهو ياخذ جكيته المرمي جنبه ويطلع جواله من جيبه : لا يسمعك الله يخليك

جا بندر والعرق بوجهه ، ورمى نفسه جنب عمر : سمعتكم بس بمشيها.. انا اللي ما خذت حيلي كله هالمرة ..

ابتسم عمر لبندر اللي انسدح وغمض عيونه.. ثم ناظر جواله اللي ناسيه بجيبه من كم ساااعة.. ولقى 2 مكالمة لم يرد عليها

فتحها يشوفها .. وابتسامته هدت يوم شاف الأسم... وبهدوء قفل الجوال وحطه داخل جيبه.. كان نفس الرقم اللي يتصل عليه من أمس وهو سافهه

وما أمداه يحطه الا يرن .. عرف مين يكون لكنه مارد ..
التفت بندر له مستغرب : ليه ما ترد؟؟

عمر وهو يعدل قميصه وازراره : بعدين أرد ، شي مو ضروري
لكن تلفونه رجع يرن مرة ثانية.. وثالثة !

بندر : رد وفك نفسك من المتصل..

ناظره عمر بهدوء.. ثم طلع جواله وقام واقف !
بندر وهو راقد : على وين؟

عمر وهو ماشي : بروح أرد
بندر استغرب لكنه ما قال شي وخلاه يروح ، لأنه يعرفه يحب الهدوء..


شادن على حالها جالسه بنفس المكان.. رفعت معصمها قدام عيون تشوف الساعة ، وتنهــدت!
لها فـوق الساعـة ونص وهي جالسه هنا وعمر ما بين !!
قلبت عيونها حولها لعلها تلاقي شي تلهى فيه .. لكنها ما تلقى .. وتجبر نفسها تظل مكانها ولا تتحرك من عنده!

سمعت صوت خطوات جاية ، نزلت من الدبة بسرعة وطلت من ورا السيارة .. وشافت عمر جاي وهو يناظر جواله اللي كان يررن بالحاح بيده !

ألم يزيد مع كل خطوة يقربها .. بـ قامته العريضة ومشيته المميزة ..
نزلت راسها تحت عشان ما يلاحظها .. وقلبها متبعثررر

وقف عمر عند باب سيارته ، ورد وهو يطلع مفتاح السيارة من جيبه ، وبهدوء : هلا نهى !

عند هاللحظة ..حست بالرووح تنسـاب بسلاسة وتهرب منها..
ارتعشت أطرافها ..وركبها فقدت قوتها ..طاحت ورا السيارة وهي تسمع ذاك الإسم على لسان عمر !

نهــى!

دخل عمر السيارة وسكر الباب.. وما عادت قادرة تسمع أكثر..
جلست عالرمل ورا السيارة ، وعيونها ما ترمش.. وفمها شبه مفتوح !
وأنفاسها متسارعة وكأنها ما تنفست من سنة... ألم قلبها الغريب يزيد يزيد يزييييد!!

انتي أكيد تتخيلين !!
عمر مو من هالنوع !
عمر ما يسوي فيها كذا !

مرت دقايق ..وهي فاقدة للشعور بالزمان والمكان.. تناظر بالفراغ وهدوء غريب مسيطر على ملامحها..
الغريب انها ما بكت ولا دمعت ، ولا قدرت حتى !!
شي داخلها أكبر من الدموع ..

صدمة تحطمها ..وتحول أحاسيسها لأشلاء..
غصة واقفه.. منعتها ورجعتها مكانها..

ما بكت يمكن ، لأنها عارفه عمر ومتيقنه انه مو من هالنوع
ما بكت .. لأنها رافضه مثل هالحقيقة ..
فليش تبكي وهي تعرف نوعه زين.. هي اللي ربته ورباها ، وصنعت منه انسان!

حتى لو كانت غلطانه بهالحكم... شي متيقنه فيه ومصدقته لا يمكن تغيره بسهولة!!

لكن... اسم نهى !
ليش دخل حياتها كذا؟؟
لا يمكن تكون نهى تقصد هالشي

يــارب..!
هي نست..
نست.. وما حطت الموضوع في بالها
ما تبي تنصدم بهالطريقة !
ما تبي تنصدم بنفسها... عمر هو نفسها !
ما تبي تنصدم فيه.. أكثــر من ماهي مصدومة!

مر الوقت وهي ما تحس بنفسها..ولا بمكانها وزمانها ..جالسه عالرمل بلا شعور مثل الصنم الجامد ما تصدر أي حركة..

بس أخيرا قدرت ترمش كم رمشة وهي تتلفت بالمكان حولها.. بمرحلة رجوع للواقع

وبهدوء يزيـد قامت واقفه وهي تنفض ملابسها..
عمر مو في وعيه اكيد عشان كذا يتصرف كذا !!

تحركت راجعه بخطوات متباينه بطولها.. تبي تبتعد عن هالمكان وتنسى ان عمر يكلم نهى الحين !!
مشت بعيد عن السيارة بخطوات مو موزونة كانت تبي تركض بس ما تقدر.. رجولها مسمرة ، بالموت تقدر ترفعها من الأرض الرميلة عشان تمشي..

ابتعدت عن السيارة كم خطوة ولا حاولت حتى تلتفت وراها.. وشفاهها ترتعش وهي تناظر فراغ قدامها..

سماعها لـ صوت باب السيارة ينفتح من وراها ، فتح معه جرح كان يقاوم حتى ما ينزف.. قاومت عشان ما تلتفت ودموعها بدت تتدافع لعيونها..

مـــاتبي عينها تطيح بعينه !

طلع عمر من السيارة وهو يناظر الجوال .. ثم رفع راسه وهو يدخل الجوال بجيبه عشان يروح.. بس جمدت حركته ، ويده وقفت بالهوا يوم شافها تمشي مقفيه !..بطريقة غريبة !

لانت نظرته وهو يتأملها..
بس مسرع ما ضاقت ملامحه لأن الشكوك ملت راسه!!.. واسأله تجمعت عن سبب وجودها قريب من سيارته ..

معقول تكون سمعت !!؟

ضغط عالجوال بيده بأصابع قوية من هالخاطر ..وعيونه تراقبها وهي تمشي وتترنح بالأرض الرملية.. فـ عرف انها مو بحالة طبيعية..والسبب اكيد هو !

شاح نظره ونزله للأرض وهو يغمض عيونه المتألمة .. وبلع ريقه..
وفجأة استدار للسيارة وهو يمرر يدينه بشعره ، ويشبكهم على رقبته وهو ينزل راسه!
ليـه.. وصل الحال.. لـ هنا؟

دخلت شادن الخيمة الخالية والصمت متلبسها..
مستغربة من نفسها ، لأن ردة فعلها كانت أهدى من العادي..،
أي عواصف تواجهها.. مع عمر؟؟؟

عمر متغير ما تنكر ..
وتصرفاته صايره غير مفهومة.. بعد ما تنكر
والألم يعصرها الحين عصررر.. ما تنكرر

لكن مارح تبكي ألحين.. رح تبكي إذا كلمت عمر نفسه..اذا حصلت لها الفرصة
مارح تبكي الحين وتعذب نفسها بالأفكار
تعبت من التفكير..
تعبت من الاحتمالات

ومارح تصبر على التفكير أكثر... بتأجل دموعها لين تسنح لها الفرصة وتواجهه..

كل هالشي يدور في بالها عشان ما تبكي ..
مسكت شنطتها وهي تضغط عليها بأصابعها.. بس هالشي ما منع ان دموعها تطلع بصمت وتسيل.. وقلبها يرجف داخلها

لا تبكين ..
لا تبكين..
عمر كان دايم يقولك انتي قوية..
انتي قوية..
وبتقدرين تصبرين لما تكلمينه.. قلبك بيقدر يصبر.. صبرتي كثير وبيصبر أكثر !

فتحت فمها وخذت نفس عميق منه وزفررته تقضي على غصة تتلاعب فيها..
انسي اللي شفتيه
مشكلتك تفكرين كثير
انسي ، انسي ، انسي..
انت عزمتي تكلمينه فخلي عندك باقي طاقة ..لذيك اللحظة


رجع عمر ورمى جواله على جكيته بكل عصبية.. جنب بندر
بندر لاحظ مزاجه المتعكر وسأله : مين المتصل؟؟

جلس وهو يتأفف ومـارد .. ما أمداه جلس الا قام وهو يسحب جكيته بعشوائية من الرمل..
عمر : انا بروح انوم شوي

وراح على طول.. دخل الخيمة وضرب بالجكيت فـ الأرض.. وتخوصر وهو يرفع راسه فووق يزفر هوا ساخن..
كان يحسب انه لحاله بس سمع صوت احد معه بالخيمة.. التفت وشافه وليد متمدد

تركي بهدوء : شفيك متضايق؟؟
ناظره عمر وهو رافع حاجب بهدوء .. وصد عنه بصمت وهو يجلس : تعبان شوي..
عدل الجكيت أي كلام عشان تصير وسادة.. وحط رااااسه..

رفع تركي حواجبه من عمر هذا اللي يختلف عن كل الناس هنا ، يختلف عن محمد ، يختلف عن بندر ، يختلف عن خالد..يختلف عن هالعايلة كلها..
لأول مرة ..يحس انه يواجه صعوبة بفهم شخصية قدامه..


..خارج الخيمة عالبساط..
نزل أبو خالد الجوال بعد ما سكر من ابو راهي وهو مبتسم .. وقال : ابو راهي ان شالله بكرة بيصير هنا..

ناظروا محمد وبندر بعض.. وما قالوا شي
ابو محمد : ما قال متى بيجي ؟؟
ابو خالد : يقول بيجي يجلس معنا اليومين الأخيرة.. يقول متى ما خلص شغل بكرة بيجي مع عياله.. احتمال بعد الظهر.
ابو محمد : الله يسهل
::

بعد ساعة ..

دخلت سحر الخيمة تدور جوالها ، عشان تكلم خالد عن سالفة رجلها..
ويوم حصلته دقت : الوو... هلا خالد
خالد : هلا..
سحر : خالد أبيك تشوف رجلي ، صارت تعورني فجأة!
خالد : شفيها؟؟.. مو تقولين خفت؟؟
سحر : إلا... بس مدري شفيها

خالد بسخرية خفيفة : اكيد لعبتي بقوة وحطيتي حيلك فيها
عضت شفتها واعترفت : لعبت شوي بس ، وبعدين شلون تبيني اشوفهم كلهم يلعبون وانا جالسه..
خالد : خلاص خلاص تعالي ناحية الملعب بقابلك هناك مافيني حيل أجي عندكم

سحر : ومافيه أحد عندك؟؟
خالد : الكل جالس يا فالخيمة يا عالبساط ، تعالي وما عليك شر
سحر استسلمت : طيب جايه

سكرت وقامت وهي تعرج عرج خفيف.. الألم خفيف بس عشان ما يزيد تحاول ما تحط ثقلها عليه..
سكرت بلوفرها الطويل عليها وعدلت شالها على راسها بإحكام... ومشت للملعب عشان تشوف خالد... ويوم وصلت لقت الملعب خالي مافيه احد ، خالد ما بعد جا ..

تنهدت من تأخيره وجلست عالرمل وهي ترخي الرباط عن رجلها بهدوء.. وتأملت لون الكدمة اللي خفت كثير عن أمس..
مرت دقيقتين وهي تتلمس الكدمة وكل ما ضغطتها تكشر بألم خفيف..

ما حست بالاثنين اللي كانوا جايين الملعب وهم يسولفون بشكل هامس عن موضوع ..
رفعت راسها ببراءة وهي ماسكه رجلها على بالها خالد.. بس شافتهم بندر ومحمد ..وقفوا قبال بعض وهم يسولفون ، كانت تسمع أصواتهم بس ما تميز وش يقولون..

انحرجت وجت بتقووم ..لأن واضح عليهم انهم جوا هنا يبون خصوصية.. بس هي سرقت خصوصيتهم..
لو يدرون بوجودها بيطيح وجهها..

رفع محمد عينه من فوق كتف بندر وشاف اللي كانت جالسه وراهم على بعد مسافة وهي ماسكه رجلها ..ورباط سكري مفكوك طايح عالأرض عندها

همس محمد وهو يأشر بعيونه : بندر !
التفت بندر بهدوء ، وشافها ... والتقت نظراته بنظرات سحر اللي نزلت عيونها .. لأنهم اكتشفوها..

بندر بهدوء : ليش جالسه هنا؟؟
ناظرت محمد الساكت ونزلت عيونها : انتظر خالد.. قالي تعالي هنا

وقامت واقفه تقاوم ألمها... ما توقعت احد بيجي هنا لأنه يظل مكان بعيد عن مخيم الشباب وعلى حسب كلام خالد محد بيجيه..
مشت وهي تعرج بس ما قدرت تكمل .. وقفت لأن الرباط ما كان لازم تفكه..

لاحظ محمد ألم وجهها وقال بصوت واضح : سلامات!
رفعت راسها بسرعة من صوته... وتورد وجهها من الاهتمام النااابع بوجهه ... عضت شفتها ونزلت راسها بخجل وهي تهمس : الله يسلمك..

وبندر مكتوب عليه يشهد هالموقف.. ويشهد على التأثير الواضح اللي يخلقه محمد على ملامحها
ليش يا سحر؟؟
ليش إنتي بالذات؟؟
وليش مو أنا اللي مكان محمد ؟؟

بجمود شاح بوجهه وهو يغمض عيونه عشان ما يعيش الموقف أكثر..

سمعها تقول : آسفة أزعجتكم..بس كنت احسب خالد هنا..
محمد : حصل خير..

توقعت بندر اللي بيقول هالكلمة ..بس محمد اللي صاير لطيف هو من قالها.

غصـب عنها ناظرت بندر الواقف جنبه..وعيونها تنضح تساؤل.. كان صاد بوجهه بعيد عنها وكأنه ما يبي يشوفها..
نزلت عينها ومشت ببطء وعرج وهي تناظر مواضع خطواتها.. وجودهم مع بعض أصلا بهالطريقة يربك!
زاد عليها حضور محمد الطاغي اللي يربكها ، وحال بندر الغريب والمتباعد !!

قابلها خالد جاي بسرعة .. وحقدت عليه : خويلد وش هالحركة؟؟؟
ابتسم لأنه عارف تأخره عليها : قلتي رجلي توجعني تذكرت الكريم.. رحت اجيبه من السيارة.. ليش ما انتظرتيني عند الملعب

ورفع عينه بحركة تلقائية شاف عيال عمه واقفين جنب بعض يتكلمون ، وابتسم لها : معليش يوم كلمتيني كانوا بالخيمة متسدحين ما توقعت انهم بيطلعون ويجون هنا بالذات

ابتسمت وببساطة : مو مشكلة

جلست عالأرض وشاف رجلها ودهنها من الكريم.. ورجع يربطها لها..

خالد تخلى عن الرقة شوي : لا عاد تجيني تشتكين منها.. ولا كسرتها لك مرة وحدة
سحر بعصبية : يا ساتر ليش اخوي دكتور ببلاش... ما سمعت البنات اليوم وش يقولون ..

خالد بابتسامة مغترة وهو حاط يده على ركبته ، والركبة الثانية جالس عليها : وش يقولون يا اخت حضرة الدكتور خالد؟
رفعت حاجب من اسلوبه المغرور واللي يستخدمه عشان يرفع ضغطها : يقولون حلو الشعور يكون عندك اخو دكتور..

ضحك خالد وقال تلقائيا : مين يقوله مشاعل؟؟؟
رفعت حواجبها من ملاحظته.. وابتسمت بمكر : لا مو مشاعل... ليش خالد تبيها مشاعل؟؟

رجع راسه لورا وهو يرفع حاجب واحد من قصدها الواضح : وانتي على طول فهمتيها غلط؟؟
ابتسمت سحر بمكر : بس خوفك عليها اليوم يوم تعورت يقول انك.......

قاطعها لأنها فهمت غلط وشبكت الأمور غلط كالعادة : على طول ربطتيه بهالموضوع !... سحر مشاعل بالنسبة لي مثل ما انتي بالنسبة لي بالضبط.. ووصلي لها هالكلام لا تحلم وتطير بأحلامها لأكثر من كذا..أنا مابيها تنضر بسببي.. ويوم طاحت اليوم تصرفت معها مثل أخوها اللي يخاف عليها لا أكثر ولا أقل..

سكتت سحر وهي تناظر عيون خالد..المسلطة على عيونها مباشرة
وقالت بصوت واطي وهي متأثرة : ليش خالد؟... حرام عليك ليش ما تخاف على مشاعرها؟
تنهد وعيونه ما نزلت عن عيونها : لو مو خايف على مشاعرها يا سحر.. كان ما شفتيني متحملها لما الحين ومتحمل تصرفاتها و ساكت... لو مو خايف على مشاعرها كان شفتيني متخذ تصرف ثاني معها من البداية..

سكتت وهي تناظر بعيونه الثابتة عليها..
وابتسم بعيونها وهو يشوف تعابير وجهها : لا تفكرينني قاسي يا سحر.. ادري انك تحبين مشاعل وتغلينها وتخافين على مشاعرها.. بس أنا ... مو قادر لما ألحين غير اني أعتبرها اخت مثلك بالضبط... حاولت يا سحر من قبل.. لا تفكرين اني ما حاولت .. حاولت اني أميل لها عالأقل لكن ما قدرت !

وضح الإحباط والحزن على وجهها ونزلت عيونها عنه..
ابتسم خالد وهو يحط يده على راسها : لا تتضايقين ، مشاعل بيوم من الأيام بتفهم هالشي ..
تنهدت وتمتمت بصوت واطي : ما أظن يا خالد..

سمعها بس ما علق ، وقال وهو مبتسم : روحي الحين وريحي رجلك عقب اللعب اللي لعبتيه .. ولا تفكين الرباط قبل يومين..
قالت بصوت خافت وهي تروح : ان شالله..
::

مرت الساعات..

وغااااابت الشمس..

داخل الخيمة ، كان الضجيج قايم والسوالف مشتغلة... قامت سحر تصلي وهي تضحك عالبنات اللي يلعبون مع مشاعل كوتشينة .. ومجننينها بالغش.. لأن أروى ورهف عرفوا كيف يتلاعبون فيها..

وبعد ما صلت تذكرت بيان اللي وصتها عليها أمها قبل لا تروح عند ام محسن عشان تاكل لأنها ما تغدت زين..
وهزت راسها من هالبنت كانت ناسيتها بالمرة.. اللي حتى لو تنخطف مارح يحسون فيها..

طلعت برا تدورها.. لأن الدنيا أظلمت تماما.. وهي ما شافتها من العصر..
راحت للبقعة اللي كانت بيان جالسه فيها .. ما لقتها..!

لقت بس ألعابها منتثره بكل اهمال..
خافت هذي وين راحت ..

نادتها وهي تروح ورا المخيم : بياااااااان ..

ما حصلت جواب ..

قامت تتلفت بهدوء لعلها تلقاها .. ونادتها ثاني : بيااااااان..
ما سمعت رد ..

يمكن عند احد هالسيارات لأنها تحب تندس بأماكن صادة احياناً وتلعب..
فـ مشت ناحية السيارات يمكن تلقاها هنـاك...بس... اللي شافته شي ثاني..
وقفت مكانها بصمت... يوم شافت باب سيارة بندر.. مفتوح..!

قربت بهدوء مستغربة... ووقفت مرة ثانية..يوم شافت بندر بهيئة غريبة..
جالس جوا السيارة ..وحاط راسه ، ويدينه على الدركسون..

وقفت تتأمله ثواني.. لأن حاله ..كان غصب..يبعث عالوجع بالنفس..

تلفتت يمين ويسار .. لأنها جت تدور على بيان..ويوم ما شافتها... نوت ترجع مثل ما جت.. بس بندر رفع راسه عن الدركسوون بهدوء وهو يناظر قدامه بجمود..

انهز بدنها.. لأنها لمحت.. دمعة كانت متعلقة بخده... أو كذا تهيأ لها !

المنظر خلاها ترتبك.. والتفتت بسرعة عشان ترجع .. لكن ما أمداها لأن بندر..التفت.. وشافها قبل ما تهرب..

ناداهــا بجمود : سحــر !!

بلعت ريقها ، ووقفت وهي مغمضة عيونها ..
ما استرجت تلف..لأن المنظر كان غريب عليها.. وبندر صاير غريب!
حتى يوم نطق باسمها كانت نبرته .. ترربك !

وارتبكت ، لأنها ازعجت عليه لحظات خلوته بنفسه

بندر وهو مسند ظهره للكرسي .. ويناظرها من غير ما يتحرك : ليه جايه ؟

سحر : ك... كنت أدور بيان !
سمعته من وراها .. ينزل .. ويضرب بالباب وهو يقول : بيان مو عندي..ما شفتها

لفت له .. وشافت وجهه طبيعـي ، مثل ما تعرفه..
بس.. لمعة حزن مميزة بعيونه..كان يجاهد عشان يخفيها بس ما قدر

وقالت بسرعة : طيب شكرا...

وركضت بعيييد وهي مرتبكــة

بندر واقف مكانه.. يناظر طيفها اللي اختفى.. ونظرة عيونها الخايفة ، والمرتبكة.. اختفت معها..
عض شفايفه قهر.. وألم من الحالة اللي وصل لها..
غمض عيونه .. وبهالحركة كان يحاول يسيطر على روحه... رفع راسه للسما..يناظر ليلها

شي على خدي يسيل ..؟!!

مدري مطر !
مدري بحر !
يمكن دموعي بهالقدر ؟؟؟!
تبي تجي على جرح العمر
وبذوق أنا موت الصبر
تكتب " دموعي " كلمتين .!
الحزن مامنه مفر ..؟

رحله طويله والحزن .... كسر مجاديفي خلااااص
كل المواني اتحطمت .... تعبت يادنيا خلااااص

أبكي جحود ( الأوفياء )
وأبكي طعون ( الأصدقاء )
والمشكله لامن طعنت !!؟؟
مايبكي إلا ( الأبرياء ) !

ممكن تخليني بهدوء ؟
( أنا بسئلك أسهل سؤال )
ممكن تخليني بهدوء ؟
بنام مــره مبتسم
بحس جرحي ملتئم
ابي وساده كـ البشر !
وسادتي كلها ألم !!
في جنبها الايمن وهم
في جنبها الايسر ندم
وأحيان أنا بوجودها ... أحسها صارت عدم !
ممكن تخليني بهدوء ؟
بنام مــره مبتسم ..
بنام مــره مبتسم ..

دخيلك ياحزن بسئل .. !!

أمانه لاتلف وتدور
كل هالناس أنا أغليهم
وأعاملهم بصدق شعور
أخاف أنك علي تجور
وأزعلهم بدون شعور
أحس الطعنه في ظهري
أنا أكتم آآآآهتي مقهور
لا ألاقي خنجرك فيهم
عليهم خاطري مجبور

دخيلك لا تأذيهم
دخيلك لاتأذيهم
ياحزن دامك بحر ... مجبور أني أبحرك
تسكني وإلا أسكنك
نهايتك
بعرف أنا نهايتك
مليت موت الأمنيات
تجرحني كل الذكريات

دمعة ألم بكيتها لأني من ألمي بكيت
وهذه مسافات الحزن في ذمتي كلها مشيت
أنا بديت من الوهم !
وكانت نهاياتي وهم!
أنا الألم
والمستحيل
والوجود
والعدم

أنا الندم ؟! لأني أنا كنت أحسب الطيبه وفا
كنت أحسب الطيبه "حلم" في داخله طفلٍ
غفى..

لا مارجيت منهم عطى !
ماكنت أبي منهم عطى ؟
كنت أرتجي لامن بكيت
الاقي حضن ٍ به دفا
وهلت دموعي وأنتهيت
(منقولة)


رجعت سحر بسرعة وهي متوترة... وقابلت بيان بوجهها جايه ما تدري من وين..
سحر : بيااان ويــن كنتي؟؟؟
بيان ببراءة : كنت مع وليد !

سحر بحنق : لا تبعدين اذا بتروحين قولي لي أو قولي لماما.. عشان ما اجلس ادورك
بيان : بس وليد هو اللي ناداني..
سحر : حتى لو... وليد مو اخوك ولا ابوك فاهمتني؟؟؟

بيان زعلت وبان على وجهها ..
لاحظت سحر ..وكملت : لا تبرطمين علي افهمي كلامي... اذا بتروحين معه عطيني خبر قبل فاهمه؟؟
بيان بزعل : طيب لا تصرخين

سحر : يلله ادخلي داخل والبسي شي يدفيك
تأففت بيان ودخلت قدامها .. وسحر وراها .. وهيئة بندر قبل شوي ما فارقتها !!



يتبـــع..!!

{{.... ذم ــــا !! 08-08-08 01:22 PM

هذا أخر بـــــــــــــــــــارت نزلته الكاتبة .... // عيون القمر


وإن شاء الله اول ما ينزل البارت الجديد رح يكون عندكم ...

الناقل الرسمي لكـــــم ^_*
{{.... ذم ــــا !!

سنيو 04-08-09 04:54 PM

مشكووووووووووووره عيوني ذم ـا ...

مره تحمس الروايه

من زمان ادوووووووور عليها بس شفت بالمنتديات الثانيه

ان الروايه متوقفه ما كملتها .. :(

يارررررررررررب بسرعه تتكمل

ἤǿǿ∂ẻ-179 01-08-10 09:57 AM

×
الجـــــزء 20 ..

-------------------------


بعد حلول الليل ..!
زاد هبوب الهوا ،، الغيم تكدس بالسما بشكل متفرق.. وزادها سواد ماكانت السما ناقصته بنص الصحرا..
غياب سحر من جلسة البنات كان غريب.. نبّه مشاعل عليها..
سرقت نظرة بسرعة على اروى ورهف وشادن..اللي كانوا يلعبون كوتشينه بحماااس ونقاااش وصل لحد الصرااخ من الاستمتاع اللي هم عليه.. وتعمدت تخسّر نفسها في اللعبة ، حتى تلاقي فرصة انها تروح تشوف وينها.. لأنها قد لاحظت من ساعتين ان حالة سحر غريبة .. وغيابها عن الجلسة أكد هالأمر !
مشاعل بتصنع : يوووه خسرت !!
رمقتها شادن بنظرة .. ورفعت حاجب .. وسكتت .. عرفت ان مشاعل خسّرت نفسها متعمده.. بس ما علقت خصوصا انها تعرف اختها زين ..لا يمكن ترضى تخسر بهاللعبة بسهولة.. الا اذا كان فيه سبب.
قامت وهي ساكتة متجاهله نظرات شادن اللي فاهمتها .. وخلتهم يكملون اللعب اللي حتى بيان مشاركتهم فيه.. سحبت شال مرمي ما يخصها، مالها خلق تدور شالها الغايص بين حوستهم... ولفته على جسمها وطلعت من باب الخيمة بسرعة... طلعت من جو دااافي .. لجو يتكسر برودة !
"برررر" .. ما تحملت البرد.. وشلون أجل سحر متحملته وهي مختفيه ..
راحت للنار الشابة الوحيدة..
جمر النار الأحمر ! ، ما كان حوله أحد .. كانت تتوقع ان سحر جالسه عند دفاها ،، لكن خاب ظنها لأن المكان بكل بساطة كان خالي !
دارت بالمخيم ، وحول الحدود المضيئة اللي منورتها الكشافات هنا وهناك.. وما حصلت لها أي أثر !
غريبة!!
من جد غريبة!!
وش صاير معها هالبنت؟!!
شمت ريحة شَوِي شقت خشمها شششق ... ووقفت محتاره ..
تدق على رقم سحر..لكن ما ترد..
لين صدق ملت الريحة راسها وما قدرت تصبـر.. وبسرعة دقت على بندر اللي أكيد عنده خبر عن سبب ريحة هالشوي !
أول ما رد عليها... هتفت
مشاعل : بنييييدر .. الريحة تجنن !!
ضحك وهو مشغول باللي في يدينه : أعوذ بالله !!.. مافيه سلام مافيه كلام.. على الطول الريحة تجنن.. قطوة مب آدمية !!
مشاعل : قطوة ولا مو قطوة.. الريحة تجنن وش تسوون !!؟؟؟ فضولي بيذبحني
قال يقهرها : مالتس دخل !.. حفلة شباب مالكم شي منها..
مشاعل انقهرت ..حرام شوِي يفوتهم : بنيييدر لا تخليني أحلف وأجي عندكم ترا محد يقدر يردني ..
بندر بسخرية : يلله سويها اذا تقدرين.. مع اني عارف ما تقدرين ، كالعادة حكي حكي على غير سنع ..
ضربت رجلها بالأرض وثورت التراب.. رجع ينغزها بسالفة الثعبان وعجزها عن اثبات كلامها على ارض الواقع : بنيييييييدررررر وقسم بالله اذا فتحت الموضوع ثاني مرة مارح تتخيل وش بسسسوي .. وقسم بالله ما أفوتها لك .. تراني للحين ماسكه اعصابي وأفوتها لك ، لكن انت الظاهر ما تبيها تعدي على خير !!
ضحك بصوووووت عالي وهو يرفع راسه .. من قلب.. خلا خالد اللي ماسك عود مغروس بـ ذرة جنبه يقوم يناظره : ههههههههههههههههههاااااي .. ومن قال اني أبيك تفوتينها.. أبي أعرف اللي بتسوينه .. لأنك بصراحة كل مرة تفاجئيني بتهبيبتك ..
مشاعل صرخت بحدة وهي تمط كلماتها : بنننننننننندر لا تجنني كل ما نسيت ذكرتني .. بس الظاهر انت اللي ما تبيها تعدي على خير.. ما دام كذا ابشر تامر أمر.. طيييب (تهدد) !.. لحظات وبتلقى ثعبانك غرقان بدمه وبتشووووووووووففففف... قل لها باي لأني ذابحتها ذابحتها ( بصراخ تصميم)
سكرت التلفووون من غير لحظة تفكير.. غير انها اطلقت كلمه ولازم تسويها..ركضت ناحية سيارة بندر بكل سرعتها.. بلحظة بداية سباق بينهم .. وبداية تحدي..
فز بندر ونط من مكانه وهو منصدم : تستهبل ذي !!
خالد بهدوء وهو يطالع الذرة اللي يشويها : وش بتسوي هالمرة؟؟
حس بندر ان الموضوع مختلف هالمرة.. تذكر ان ثعبانه عند سيارته .. بسرعة رمى الجوال بالهوا على خالد اللي التقطه بأصابعه بكل مهارة.. وهو يحط رجله راااكض : لا تقولي بتسووووووووويها..
ورركض لسيارته...
يحاول يوصل قبلها...
وهي تحاول توصل قبله..
ابتسامة هادية ارتسمت بسخرية على فم خالد : اختك !.. مين يتوقع تصرفاتها !
وصل بندر وهو يلهث .. وانصدم يوم لقى مشاعل .. سبقته فعلا ووصلت قبله.. ما يدري من متى!
لقاها واقفه ..عند قفص ثعبانه المحطوط عالأرض.. عند الكفر..
نزل عينه للقفص .. يبي يتطمن على ثعبانه..من غير لا يحاكيها
وشهــق يوم لقى القفص مفتوح.. ومشاعل شايله بيدها ساطورة ! .."سكين اللحم الحادة جدا"..
طلعت عيونه من مكانها وهو مفجووووع.. وقال بصوت مصدووم مو مصدق اللي يشوفه : مشاعل !
رفعت الساطورة قدام وجهها وهي رافعه حاجب.. بشكل تحذيري : حذرتك من قبل.. لا تمتحن قدراتي اللي أقدر أسويها..
ناظر بالقفص مرة ثانية يبي يصدق..يبي يلقى أي اشارة ان مشاعل ..فعلا ذبحت مشاعل ثعبانه حبيبته !!
مالقى الثعبان.. ورفع نظره لـ مشاعل وهو مصدوم من هيئتها ..
أثرك استفزيتها أكثر من اللزوم يا بندر .. واللي سوته اليوم بالشباب الخايس.. تبي تكمله على ثعبانك..
بـلّم يوم قالت بعصبيـة : طلّعها لأذبحك بدالها !
قال ببلاهه : هاه..!
قالت : من قال هاه سمع..!.. طلعها أقولك.. يا أنا يا هي اليوم..
كان يناظرها ببلاهه ...وتوه بيروح يكفخها على التهيئات اللي خلته يتخيلها.. وعلى غباءها انها ما استوعبت انه يحسبها ذبحت الحية وخلصت..
تغيرت ردة فعله الخايفة بلحظة .. لهيئة استفـزاااز ..
رفعت حاجب وهي تناظر ملامحه بتحدي ..
تكتف ومال بوقفته بسخرية : يا زين الحكي ..مرررررررة سهل ..
قالت وهي تشد على الساطورة بإصبعها : بندررررررررررررر... لا تستفز أعصابي .. تراها واصله معي منك !
بندر : هههههههههههههههههههههههههه
وبخفة مالاحظتها مشاعل... نزل بصره يوم لمح ظل أسود يزحف عالأرض ويطلع من ورا السيارة .. ناحية رجل مشاعل ..
رفع بصره لعيون مشاعل اخته .. اللي ما لاحظت حركة عيون بندر بسب الإضاءة الخافتة بهالجزء من المخيم ..واللي ما تساعد..
كتم ضحكة .. وسكت ..
ومشاعل تطالعه بقهر !..
وبحركة غريبة قام يصفر .. ألحان لها معنى !
تصلبت مشاعل .. وتصلب جسمها عن الحركة مثل الحيوان المحنط !.. عيونها ثبتت على نفس المستوى اللي هي تناظر فيه وهي عيون بندر..
كانت تحس بشي أملس يلف على ساقها ويتمسح فيه !
نزلت بؤبؤ عيونها من غير ما تحرك راسها ..وهو الشي الوحيد اللي قدرت تحركه.. لكنها ما قدرت تكتشف وش حقيقة هالشي ، لأن رقبتها كانت غير قابلة للحركة من التشنج !
الشي اللي قدرت تسويه .. انها رفعت مستوى بصرها لبندر من جديد.. تبيه يكذبها .. وان هالخايسه المنقطه مو هي اللي تحت رجولها !!
بس زمة شفايف بندر.. وضحكته "المكتومة" الواضحه على وجهه.. خلتها تبلع ريقها وصرخة قاعدة تتصاعد ببطء يعذب من حنجرتها .. لما وصلت لفمها .. أطلقتـــهااا من أعماقها أخيرا والساطورة تطيح بشكل عامودي عالأرض تلتها صرخة وصرخة وصرخه كل وحدة أعلى من الثاااانية ..
ما لقت نفسها الا بحضن بندر.. بحكم انه الوحيد حولها رغم انه هو اللي متلاعب فيها.. ضمته وهي تصيح بصراخ وتردد "وخرها وخرها وخرها " من غير ما تحس.. هو حتى ما كلف نفسه يفك تكتيفة يدينه عن صدره عشان يخفف عنها ..
كان يضحك.. ميت ضحك من قلبه.. وهي متعلقة بصدرره..
سمعته يصفر مرة ثانية من فوق راسها.. ينادي ثعبانه ناحيته.. انهبلت لأنه ما رحم صرخاتها..
صرخت " لالالالالالالالالالالالالالالالالالا وخرها بعدها وخرها لااااااااااااااااااااااااااااااا"
صياح ، صراخ ، شهاق كله على بعضه كان يطلع منها ...
حقدت عليه ودفته من صدره وهي تركض بعيد..وتقول : والله اوريك والله اوريك والله اوريك والله اوريك..
طاح عالأرض غايص بموجة ضحك هستيرية كأنه واحد مو صاحي أو مجنوون !!.. مسك بطنه وهو منسدح مو قادر ياخذ نفس... لين جاه خالد ومحمد يركضوون .. يوم سمعوا صرخااات مو طبيعية..
وكأن أحد ميت !!
جا خالد وناظر بندر مستغرب.. رفع عينه للثعبان يشوف هو حي ولا ميت.. وارتفع حاااجبه دهشة.. يوم طاحت نظرته على "ساطورة كبيرة" مرمية عالأرض..جنبها !..
بلللم ..
لأن الدعوة كانت ذبح وذبيح !!..
ناظر في بندر اللي غطى عيونه بيديه وهو منسدح على ظهره .. وأنفاسه بدت تهدى.. وقال مندهش : ساطورة!
على كلمة خالد ، انتبه محمد للساطورة المقصودة.. وانصدم من قلب: وش جاب هالساطورة هنا !.. هاه !!
بندر : ههههههههههههههه مشاعل كانت بتذبح مشاعل فيها ..
محمد حاول يستوعب ، الدعوة جدية من ناحية مشاعل ما تمزح... ناظر في اخوه : لا تستفزها بزيادة.. ترا مشاعل مهما هددت وهددت الا ما يجي يوم وبتشوف فيه وجهها الحقيقي..!
بندر : ههههههههههههههههههه يا زين وجهها الحقيقي والله .. وهو فيه وجه حقيقي أكثر من اللي شفته الحين !
سحب نفس يهدى .. وكمل : أرعبتني يقلع بليسها..وقسم بالله قمت أدور الدم بالأرض يوم شفت الساطور بيدها !..
قال خالد بهدوء وهو يتقدم وياخذ الساطورة بحذر من الأرض : بالهدااااوة يا بندر .. البنت مو ناقصها جنون..!
بندر : هههههههههههه خالد ياخي جنانها والله يونس .. يوسع الصدر فوق ما تتصور !!
كشر خالد من قلب.. وقال : وكأن مو ناقصني غير جنون من نوع ثاني .. يكفيني جنونك انت يالله متحمله.. احمد ربك اني متحملك..
ضحك بندر ، ودعى من قلب على تهزيئته : انت يبيلك وحدة مجنووونة أصلا تدري ولا ما تدري.. عشان تأكشن حياتك المملة ذي .... جعلي أشوف فيك يوم تذوق هالجنون بحياتك..قول آمين يا محمد...
قال محمد ما وراه شي : آمين ههههههه
رفع خالد حاجب من تعليقه السخيف "هذا اللي ناقصه!" : حياتي المملة بنظرك ممتعتني... وبعدين عليك دعوة زي وجهك وجع !
بندر : ههههههههههههههههههههه ما عجبته الدعوة أشوف يا محمد ..
قال محمد : نشوف فيه يوم هالخاااالد..
بندر : ههههههه من جد متى يجي هاليووم..
عصب خاااالد ورمى الساطورة .. وقال وهو راجع : وجعع انطم انت وياااه فالكم ما قبلنناااه ..
بندر + محمد : هههههههههههههههههههههههههه...
هدت ضحكة محمد ، وسكت ! ، بعكس بندر اللي ظل على وضعه الجالس عالأرض وهو يحك شعره وضحكته عيت تفارقه أو حتى توقف..
ما قدر محمد غير انه يتأمل أخوه وضحكاته .. "الغريبة !" .. كان يتفحصه وبندر مو حاس فيه وبنظراته !
بندر هالمرة ززاااد من حدة مزاحه.. وضحكه بعد غريب... مو من عادته يزيد العيار لهالدرجة مع مشاعل بشكل متهور.. كلهم متهورين.. بس بندر الا ما يعرف الحدود ، ولو زاد بها مرات !
غرابته اليوم تزداد هالولد !!..
شفيه اخوك يا محمد !..
مهما أخفى بندر شي... الا ما تبين تصرفاته انه فيه شي مخفي !
تصلبت ملامح محمد بعد ما كانت مسترخيه.. وسلط كل اهتمامه وهو على وقفته على بندر يوم شاف عيونه تدمع !
كان يضحك من قلب بدموع الضحك ..
لكن .. فيه نوع ثاني من الدموع.. خذت طريقها مع ضحكه...
الضحكة .. جالسه تتحول لضحكة حزن مع مرور الثواني...
ليه يا بندر !!..
ما تبي تتكلم !!؟
طلع محمد يده من جيبه وهو بيفتح فمه بيقول شي.. بيستفسر !!.. لازم يعرف !!
بس سبقه بندر وهو يفرك عيونه ويزفر من قلب وكأنه يبي يهدا
سكت وارتدت الكلمة لمكانها بصدره.. وقرر يكمل تأملات بأخوه..لعله يلقى اجابة
رفع بندر راسه يبي يهدا من ضحكه اللي ماهو عارف..هو ضحك عاللي صار..ولا ضحك على حاله اللي مهما هرب منه .. ما يقدر ! .. وقال : بموت محمد !
عقد محمد بين حواجبه المرسومة .. بطريقة استفسار..لكلمته الغريبة..
كمل بندر وهو ياخذ نفس عمييييييق: بموت من الضحك اختك بتذبحني..
قال محمد بشك : من الضحك ها ؟
انتبه بندر لـ ملامح محمد الصامتة وردوده اللي قلّت.. ومحمد اذا رجع لهالحالة.. معناها انه يفكر بشي وأكيد شكوكه حول بندر رجعت له..
قرر يمحيها وقام واقف وهو مبتسم : الله يقطع بليسها مدري متى بتعقل.. انا بروح للشوي شكله احترق ..
دخل ثعبانه داخل القفص..وهروول راجع..عشان يهرب من محمد .. اللي شكله جاد بتحقيقاته !
:::
كانت مشاعل تمشي راجعه للخيمة بخطوات سريعة .."غاضبة" .. وهي تتحلطم !
والله والله والله .. ما اسكت لك !!... من يومنا في البيت وانا متناسيه اللي سويته فيني .. بس طيييب يا بندر !
قبل لا تدخل من باب الخيمة .. انتبهت لـ طيف أسود جاي من مكان مجهول.. تظهر من الظلمة.. من العدم !
نست بندر وثعبانه.. وقالت بعصبية : سحر !!.. أدورك من سنة!..وطحت في موقف مع بندر بسبتك ..
ناظرتها سحر .. بعيون "تايهه"... مو فاهمه شي.. وبهدوووء معتريها من أولها لآخرها قالت : وش صاير ؟
مشاعل بقهر : بغيت اموت قبل شوي.. كانت بتجيني جلطة !
سحر بشرووود .. ما ردت .. انتبهت مشاعل لـ شرودها الغريب
وقالت باهتمام : سحر وش فيك؟؟.. من المغرب اليوم وانتي مو طبيعية !
ابتسمت سحر بذات الشرود .. وكأنها مو قادره تركز بكلمة : مافيني شي !
مشاعل : علي أنا ..؟؟
حاولت سحر تنسى .. فقالت : مافيني شي..صدقيني
سكتت مشاعل .. وما قالت شي... بس سحر ماهي طبيعية... شاردة ، بشكل غريب.. !
حاولت سحر تطرد أفكارها.. فـ دخلت جوا الخيمة .. لقت البنات لازالوا يلعبون بحماس .. نادوها تلعب معهم.. فاستجابت مباشرة لعلها تلقى اللي يطرد .. صورة بندر من بالها !! ,, وحاله الغريب اليوم!
××
وهم يلعبووون .. خسرت سحر هالمرة .. بسبب عدم تركيزها .. وظلت جالسه تتأملهم وهم يلعبون ويصرخون على بعض ويضحكون .. طال لعبهم وهي بس تسمع استمتاعهم وأصواتهم المرتفعة.. حتى بيان الطفلة كانت فاهمه اللعبة ، وصامدة فيها ! ..عكسها هي .. اللي ما استمر لعبها معهم خمس دقايق على بعضها.. وخسرت بوقت قياسي !
ابتسمت سخرية على نفسها !!
وش صار لها ؟!!
ليش مو قادرة تتخلص من هالشرود !!.. ساعتين من شافت بندر على ذيك الحالة "الغريبة" بسيارته .. ولا هي قادرة تنزعـه من ذهنها !!.. حاسة بتوتر من نوع ثاني !.. أول مرة تحس فيه !
سمعوا تخبيط على الخيمة من الخارج .. وصوت واحد من الشباب ينادي..
قالت مشاعل اللي كانت متحمسة حدها ، ما رفعت عيونها عن الورق : سححر شوووفي من برا
وعت سحر من شرودها الجديد .. وانتبهت للتخبيط والنداءات اللي برا .. لاحظت ان البنات كلهم .. بداية من شادن لـ بيان .. وكأنهم بعالم ثاني من الحماس .. محد منهم مستعد يقوم
قالت مشاعل مرة ثانية وعيونها عاللعبة : سحووور ما تسمعين .. شوفي وش يبون !!
أخيرا قامت وهي تعدل الشال على راسها .. وفوقه الكاب الأسود .. توجهت لـ باب الخيمة بصمت حتى تشوف مين اللي ينادي..
فتحت الباب القماشي.. وطلعت وهي تعدل الكاب على راسها .. والمفاجأة انه كان بندر واقف وهو شايل كرتون متوسط الحجم داخله قصدير .. ما تدري وش داخله ،!
كان في البداية منزل راسه للكرتون .. وهو مدخل يده فيه يحوس فيه .. رفع راسه على باله أحد من خواته ..
لكنه لقاها "تعب قلبه" اللي مو قادر ينساه ..
بصمت جلس يناظرها .. بنظرة .. اخترقت قلبها من الوريد للوريد ...
ارتبكت.. تبعثرت .. تناثرت ..
تأكدت للمرة المليوون .. أن بندر هذا ! .. اللي واقف قدامها الحين !.. شخصية ثانية غير اللي تعرفها !!
كان يناظرها بصممت مطبق .. وكأنه مو قادر يحكي كلمة وحدة معها ، بعد كل المعاناة اللي مر فيها .. مو قادر يحكي معها لأنها هي سبب معاناته !!
هاليومين كان يعااني أشياء كثيرة !
مشاعره المبعثرة ، يعاني محاولاته اليائسة انه يخفيها .. عنها ، وعن محمد خصوصا !!..
يعاني محاولاته يقتل الغيرة اللي قامت تتفاقم بشويش ناحية محمد !
يعاني محاولاته انه يبتسم ويضحك ! ، وينسى لأن سبب وجوده أساساً بهالمكان .. هو عشان ينسى همومه !
لكنه اليوم .. ماعاد هو قادر يكون على طبيعته .. وخصوصا معها ..
جرب ينسى مشاعره ويكون نفسه لما يشوفها .. لكنه يوم عن يوم يكتشف انه أخطأ !
وإنه بهالطريقة يجرف نفسه بمشاعره..، اكتشف انه أخطأ بتصرفه على طبيعته لما يكون معها !
لأنه بهالأسلوب.. يعطي نفسه المجال أنه ينجرف مع التيار ...وهذا اللي للأسف أزّزمه وخلاه يوصل لـ هالمرحلة !
قالت بارتباك .. تحاول تبدد الغموض والريبة.. اللي لفت خيوطها حول بندر..من صباح هاليوم : بندر !
شتت نظره عنها .. ناحية الكرتون اللي بيده .. وبهدوء ماهو من طبعه .. مده لها : هذي ذُرة مشوية.. جبتها لكم !
تجاهلت الكرتون الممدود ! .. وناظرته تسترجي سبب لغرابته .. بندر مو هو بندر اللي تعرفه.. مو اهو بندر الحبوب .. بندر من الصبح كان متباعد.. وهالاحساس كل ماله يزيد داخلها .. بندر اللي تعتبره عزوة أخو .. بمثابة خالد ! صاير مختلف !
ما تحملت هالتساؤلات اللي في راسها خصوصا بعد منظره "الموجع للنفس" يوم شافته بسيارته.. وقالت وهي تحاول تكون مسترخية بعيدة عن التوتر .. بس ما قدرت لأن جمود بندر قدامها كان مُربك : بندر ..
نطقت باسمه مو عارفه وش تقول.. ورفع عينه عن الكرتون اللي هي ما رضت تاخذه .. ناحية عيونها الحيرانة ! المتوترة ! .. بطريقة استفسار "صامت" !
قالت بحزن .. يوم شافته مصر على قناعه الغريب : بندر... شفيك علي؟؟؟
رفع حواجبه فوق بدهشة .. ولا نطق...مستغرب من كلمتها !!
كملت وهي تحاول تغلب حيرتها منه .. اللي مالها جواب .. بنبرة حزن : ليش كل ما شفتني تحاول تصد !؟


ἤǿǿ∂ẻ-179 01-08-10 09:59 AM

كان الكرتون بيطيح من يده لولا انه مسكه زين قبل لا يتناثر اللي فيه !

ما لقى جواب ! .. أو بالأحرى .. منصدم من مصارحتها له بهالكلمات !!
ابتسم بنعوومة .. يحاول يجمع توازنه : مين لاعب عليك ؟!
ناظرت ابتسامته اللي ما تدري ليش حست .. انه يغالب نفسه عشان يرسمها على وجهه .. وقالت بتوتر : محد لاعب علي.. انت اليوم .. منت طبيعي معي !
عقد حواجبه وارتبك .. وقال بطريقة عفوية : الله يخليك .. لا تمثلين معي دور الدلع اللي تمثلينه مع خالد !
انصدمت من كلمته وقالت بسرعة تحاول ترمم شي بينهم .. ما تدري وشو .. لكنها كانت تحس ان اللي بينها وبين بندر .. ماهو شي متين مثل أول ! : أي دلع؟؟
مد لها الكرتوون يبيها تاخذه عشان ينسحب .. لا يتبعثر أكثر من ماهو متبعثر .. وقال : لا تتوهمين امور ماهي موجودة يا سحر .. أي صد وأي خرابيط تتكلمين عنها !!
قالت ودمعة طفرت من عيونها ما تدري ليش : بندر انت اليوم منت طبيعي .. ومدري ليش حاسة اني مو طبيعية بسبتك !
ضحك بسخرية يبي يغير الجو للمزح : قلت لك لا تمثلين معي الدور اللي تمثلينه مع خالد .. وخذي بسرعة انا مستعجل !
لكنها رفضت تاخذه قبل لا تفهم .. ساعات عاشتها مشووشة وشاردة .. وماهي قادرة تتحمل الوضع !
ناظرها يوم ما استجابت .. لقاها تطالعه "بنظرة" يائسة مباشرة فـ عيونه على غير عادتها ،!
قال من غير وعي .. وهو يحس انها بنظراتها تطلعه من طوره اللي هو بالموت قدر يضبط روحه : لا تطالعيني بهالنظرات !
وعت على العصبية اللي كانت بعيونه .. خافت من العتاب اللي كانت تشوفه ينضح بعيونه السودا ..
قالت لا إراديا وكأن قلبها اللي نطق مو لسانها : بندر .. فيه شي مخبيه عني ؟
هالمرة الكرتون كان بيطيح صدق.. مال من يدين بندر اللي تخدرت أطرافه من هالكلمة !!!
سنين وهو يحاول.. يخبي .. ويغطي .. ويواري .. مشاعره بكل طريقة كان يملكها .. بالمزح ، باللعب ، بالجد !!
تجي هي وبلحظة ... بكلمة تنسف كل هالتعب !!
لقت سحر نفسها تركض خطوتين للكرتون المليان تحاول تمنعه من السقوط .. لأن بندر .. كانت ردة فعله متأخرة !!
قدرت تمسكه .. لكنها مسكت يدينه معه .. حاولت تثبت الكرتون بوضعية توازن لأن بندر كان خارج الخدمة !!
حاولت تساعده انه يوازن الكرتون "الثقيل" لا يطيح .. لكنها انصدمت يوم سحب يدينه من يدينها .. بطريقة "شبه عنيفة " .. وقال من غير لا يحس وكأن ألمـه اللي نطق : لا تلمسيني !
انصدمت من ردة فعله وهو يتراجع عنها .. وكأنه "كارهها " ، بطريقة حزت في نفسها
قالت بوجع : بندر !
رفع عينه لها شاف عينها تدمع ..عصب من نفسه ، ومنها أكثر ..
وقال : إنا لله ! .. قلت لك دور الدلع هذا مو معي يا سحر .. هالدموع خليها مع خالد هو اكثر واحد يقدر يكففها ! مو أنا !
قالت منقهره من اسلوبه "الجديد" : بس انت وخالد واحد بالنسبة لي !!.. بندر انت اخوي الغالي اللي أعزه مثل خالد بالضبط .. يهمني أعرف شفيك .. يهمني اذا كنت غلطانه بحقك
ما توقع بيوم من الايام انه بيسمع "هالكلمة" منها ... "اخوي" !! ،، كانت ترددها قدام مشاعل باستمرار .. لكن بالنسبة لـ بندر .. أول مرة يسمعها بلسانها !!
هالكلمة .. خلقت في داخله .. شعور "الاهانة "..وكأن مشاعره انهانت انذلت على يدها !! ،
قال من غير شعور يرد لها "السوط"..اللي توها آلمتـه فيه : بس أنا ماني أخوك !!
ناظرته مندهشة !!
كمل بنبرة أشبه بـ "الساخرة" : انا ولد عمك ! ، فلا تحمليني مسؤولية أخوّة أنا مو قدها !! ، يكفيني أختين !
تألمت من كلمته .. وقبل لا ترد ... نزّل هو الكرتون على الأرض يبي ينسحب ..
لكن ألم كلمته الأخيرة .. جرحتها وقالت : انت شفيك اليوووم !!!! ... بندر شفيك علي اليوم !!
ثبت الكرتون على الأرض .. ولعن نفسه على "اندفاعه" بالكلام .. وقام واقف يحاول يكون طبيعي .. فقال يرد : مافيني شي لا تتوهمين اشياء ماهي موجودة ..
قالت باصرار : أنا منيب أتوهم !!
قال : سحر وبعدين ؟!
سحر بقهر : أبي أفهم بس ! .. ليش زعلان مني ؟!
استغرب من اصرارها .. وقال : ومن قال اني زعلان منك ؟؟!
وقبل لا تنطق .. قاطعها وهو يقول : عن اذنك تأخرت على الشباب !
وراح من أمامها وهي تطالعه يبتعد .. بضيقة صدر ، وحزن ، وقهر .. ما تدري ليش !
بندر أول مرة يكون بهالأسلوب معها .. بندر زعلان من شي .. زعلان من شي .. !!


رجع بندر لمخيمهم .. وهو متعجب منها .. ساخر منها ومن الحال اللي وصل لها ! همس لـ عمره منصدم منها ، ومن سذاجتها !! .. اللي كانت فيما مضى خصلة من الخصال اللي تجذبه فيها .. بس الحين ..صار يكره سذاجتها ! .. ليش وهي سبب ألمه ! ..
"أخوي "!!!!!!!!!
همس : "غبيـة" !
××
دخلت سحر داخل بالكرتون اللي يفوح منه ريحة الذرة المشوية !
شادن : وش هذا ؟؟
سحر وهي تحطه بالنص بينهم : ذُرة مشوية جابها بندر ..
نطت مشاعل بفررح : أششوى ما نسونا !!
حاولت بيان تاخذ وحده .. لكنها كانت ساخنة .. قالت شادن : انتبهي بيونة تراها حارة .. اصبري شوي لما تبرد !
بدوا يلتهمونها بـ جوع !
كانت الذرة مغروسة بأعواد .. كل وحدة اخذت عود وبدت تلتهم رغم حرارتها .. لكن البرد خلا من هالوجبة شي لذيذ..
سحر انسدت نفسها ... ما عاد لها رغبة تاكل ،!
راحت وجلست بعيد عنهم .. تبي تختلي بنفسها .. تفكر بكل الكلام اللي قاله "بندر" قبل شوي..متأكدة إن بندر ماهو طبيعي .. حتى وإنْ أنكر هو هالشي !
ردود أفعاله قبل شوي .. أكدت لها إن فيه ..سبب ما تدري عنه
لكنها تبي تعرف ... ومصرة تعرف ، !
بندر هو آخر انسان ..تتمنى علاقتها معه تتوتر ..يكفيها محمد اللي تحس انها متأرجحة معه ! ،
لكن بندر .. تخسر الناس كلها ، ومـاا تخسره !!
ما تحملت تجلس بهالمكان المغلق .. حاسة بضيييق فضيع !!
سحبت نفسها من البنات .. وطلعت برا في الفضاء المفتوح .. لعلها تلاقي اللي يخفف عنها حيرتها .. والتشويش ، والرؤية الغير واضحة اللي تحس فيها !
راحت تمشي من غير هدى .. ولقت نفسها تاخذ الطريق اللي يودي للشجرة الوحيدة .. البقعة هناك كانت شديدة الظلام .. ومنظر الشجرة من بعيد بعز الليل يصبح مخيف .. أشبه بالوحش العملاق في عز الظلام ، بجذعها العريض.. وأغصانها الكثيرة ، المتشابكة والمتفرعة !!
كانت هالبقعة بعيدة جدا عن مدى الإنارة .. عشان كذا هي بقعة في غاية الظلمة.. تٌغري بالوحـدة اللي تحتاجها سحر الحين !
وهي تخطو لـ هناك .. ما كانت منتبهه للشخص اللي محتل ذاك المكان .. لأن الظلام كان ساتر للاثنين .. محد منهم كان يميز الثاني .. ما عدا ان سحر سمعت صوته "الرخيم" الواطي ..
كان "وليد" .. يتكلم مع أحد !
" وبعدين معك؟؟.. كم مرة قلت لك ما احبك لما تصيحين "
طلعت عيونها من مكانها .. دهشة ! وهي تسمع هالجملة !
ووقفت خطواتها وهي تتنصت ! ، لا إراديا لقت نفسها توجّه كل سمعها وجوراحها ناحية الصوت .. اللي كان قريب ..، لمحت جسمه اللي كان متمدد على الأرض ، وظهره مستند على جذع الشجرة .. رافع ركبة ، وممدد الثانية .. وهو ماسك الجوال بإذنه .. مو منتبه لوقوفها القريب لأنه باختصار كان مركز مع المكالمة ..
رغبتها انها تعرف عنه اي شي.. خلتها تجمد مكانها لعلها تلاقي شي يشفي تساؤلاتها عنه !
كمل تركي وهو يتنهد .. ويسند راسه على الجذع وراه : "خلاص يكفي بكي .. قسم بالله تزيدين من اللي فيني "
بتهور .. ولأنها كانت تبي تسمع بأكثر وضوح .. قربت خطوتين مو منتبهه أن هالحركة يمكن تنبه "وليد" عليها ،!
قال تركي " انا ما أكذب عليك .. لما أخلص شغلي برجع .. كم مرة قلت لك !! "
سمع تركي بعد هالجملة .. صوت اعواد يابسة من اللي منتشرة حولهم ..تتكسر تحت مواطي أقدام شخص مجهول ،،!
بانتبااااه .. وريبة ... أبعد الجوال عن اذنه ! .. وهو يقلب عيونه يمين وشمال متأكد من وجود شخص حوله !
لكنه بذيك اللحظة .. ما توقع انها هي .. وما توقع انها بهالجرأة حتى تتنصت عليه !!
لمح هيئة انسان قريبة !.. طيف أسود بالظلام على بعد أمتار عدة .. واقف بجمود .. فعلا كان يتنصت !
رفع حاجب واحد .. من اللي اكتشفه !
مين هالجرئ اللي يتنصت !
رجع للتلفون بشك.. وعيونه ما فارقت هالخيال اللي واقف .. وكمل بحذر محسوب وهو يوطي من صوته : " ايوه وش أخبارك بعد ؟ "
سحر من السذاجة .. قربت زيادة لأنه وطى من صوته .. تبي تسمع !
تبي تكتشف عنه !! ، مو قادرة كل ما شافته تنسى.. تنسى انه يذكرها بأشياء مو قادره تسترجعها !
قربت أكثر .. وعرفها تركي وهي تقرب.. من خطواتها .. من هيئتها .. من "عرجتها" الخفيفة !
ابتسم بسخرية ما يدري ليش ..!!
تتنصتين علي ؟!!!
علي أنا ؟؟؟
هالبنت مو مثل ما توقع !!.. ماهي سهلة !!
يحس انها شاكة فيه !
تصرفاتها الأخيرة ما تبشر .. رغم انه حاول طول الفترة السابقة انه يكسبها مثل ما كسب بيان .. لكنها في بعض الفترات تصدر ردود أفعال .. ماهي طبيعية ناحيته .. مقتنع انه لحد الآن .. ما كسب ثقتها كاملة !!.. صحيح اعتادت عليه .. وعلى صحبته في مشاوير الجامعة والمشاوير القصيرة الأخرى .. لكنه لحد الآن .. حلقة الثقة ما اكتملت !
حتى بعد ما خاطرت بحياتي أمس.. وبغيت أموت بسبتك !!!.. برضوو تشكين فيني !!!
منتي سهلة يا سحر ،،!!!
لكن مو أنا اللي تتنصتين علي !
تنحنح : "احم .. الا أقول شخبار عمي ابو سالم "
قالها هالمرة بصوت عالي .. عشان تسمع .. ولكنه غصب ضحك لأن اخته الصغيرة على الطرف الثاني .. عصبت عليه !!
كمل وهو ناوي على سحر .. : "اول ما تشوفينه بلغيه سلامي"
شكت سحر في اللي تسمعه ..
مين يكلم ؟؟؟...
زوجته؟؟؟.... ها !!
بس هو مو متزوج ..!!
نفضت الأفكار وهي تحاول تركز باللي تسمعه .. لأن تركي وطى من صوته جدا .. لدرجة مو عارفه تميز كلمة !
وش قاعد يقول ؟!!! أبي اسمع اوففف !!
ابتسم تركي بسخرية وهو يودع اخته بهمس .. لأن عيونه ما فارقت طيفها اللي ما تزحزح ..
سكر الخط .. وبابتسامة ماكرة ارتسمت على وجهه .. حلف يأدبها وما يخليها تكررها !
تحول اصبعه .. لقائمة الأسماء .. واختار اسمها اللي يحتل أولويات القائمة .. وضغط على الزر الأخضر وهو يرفع حاجب ... بنشوف كيف بتطلعين منها الحين ؟!
جنون سحر وفضولها اللي بيذبحها .. خلاها تتقدم خطوة زيادة تبي تسمع شي !!
كان الجو ساكن .. صامت .. هادي ..
تخيلوا صوت عالي يقتحم هالصمت .. واهتزاز عنيييف يصدر من جيب بنطلونها.. خلاها تصرخ من غير شورها .. مفزوعة !
سدت فمها بيديها بحركة لا شعورية .. وكأنها تمنع الصوت لا يوصل له !
لكنها بسرعة ورببببكة طلعت الجوال من جيبها تبي تكتمه .. وقلبها يرررقع ..
كل هذا أخذ منها ثواااني .. ولما ضغطت على زر الرفض .. اكتشفت ان الاسم المكتوب .. "وليد" !!!!!!!
شعور مثل الحجر اللي يهوي على راسك .. رفعت راسها بصدمة ناحيته .. والصدمة الأقوى .. أنه كان واقف قدامها مباشرة .. تفصلهم خطوتين قصار !
قالت بصدمة : أنت !
ابتسم باستمتاع من اللي حطها فيه : الآنسة العزيزة .. تبي مني شي؟؟
بلّمت : هـا ؟!
قال تركي وهو يرسم الوجه الوديع : شفتك واقفه .. قلت اكيد تبين شي .. بس مستحية ومو قادرة تقربين.. فـقلت اتصل فيك !!
وكأن احد كاب عليها موية باردة !! ، من تفسيره لوقوفها ..
ابتسمت بتوتر تبي تغطي فضيحتها ، لأنه لو اكتشف انها جايه تتنصت عليه بيطيح وجهها .. وقامت تألف أعذار : ها.. اييه ... حاولت اتصل عليك.. كان الخط مشغول ... قلت ادورك .. كنت ابي شي من السيارة ..بس الحين خلاص سوري عالازعاج ..
قالت كل هالكلام بتخبط !.. وتركي عارف انها كذابة .. ما دقت ولا هم يحزنون لأنها لو دقت.. كان ظهر عنده عالشاشة !!
قال بلكاعة : وش دراك اني جالس هنا والمكان أظلم ؟؟
ارتبكت من سؤاله .. بيفهم الحين اني أراقبه.. فقالت توضح الصورة : ها !!... كنت اتمشى صدفة وشفتك .. ما دريت انك هنا !
قال يحرجها وهي مو ناقصه : توك تقولين قمت ادورك !
وش يحسس فيه !!
قالت سحر باحراج : اسفه ما كنت اقصد.. كنت اتمشى وبالصدفة شفتك .. مو قصدي !
قال بابتسامة عذبة : لا تعتذرين .. حصل خير !
واستدرك قبل لا تمشي : الا ما قلتي لي.. شخبارك عقب أمس ؟!
هالسؤال .. خلا كل الاحداث.. والحوارات.. اللي حصلت امس عند الجبل.. ترجع قدام عيونها .. رعشة الموقف سكنت جسمها من جديد !
ما قدرت تكون طبيعية .. لأنه وضح على صوتها المتوتر : بخير..
سأل وهو يناظر رجلها الملفوفة برباط : ورجلك شخبارها الحين ؟
قالت باقتضاب : الحمدلله
سؤاله عنها .. أجبرها تسأله بالمقابل .. وهي تشوف راسه الملفوفة بشاش.. خلا شكله أحلى بنظرها .. فقالت : شلونه راسك ؟
تلقائيا حط يده على راسه وهو يقول : أحسن من أول .. ما قمت أحس بألم
قالت بندم من غير ما تحس : آسفة !
ابتسم على سذاجتها .. ومشى من قدامها وهو يقول : تعالي معي عـ السيارة عشان تاخذين اللي تبينه

ἤǿǿ∂ẻ-179 01-08-10 10:01 AM

وما عطاها فرصة تقول شي او تعترض ..كمل مشي للسيارة .. لحقته مجبورة رغم ان مافيه شي تبيه..لكن ملزومة تقنعه انها جت تبي شي.. وما جت تتنصت عليه !
وصل تركي للسيارة وهو يبتسم عـ "الساذجة" اللي وراه .. عارف انها ما تبي شي.. وانها على بالها تستغفله .. لكنه قرر يخليها تعيش الدور .. ويمثل هو دور الغبي اللي ما يدري عن اللي حوله ..
قرر يخليها تتمنى الأرض تنشق وتبلعها .. عشان تحرم مرة ثانية تشك فيه ، أو تفكر مجرد تفكير انها تتجسس عليه !
سألها : وش كنتي تبين ؟؟
ما عرفت وش ترد .. فقالت بلا شعور : شي خاص !
رفع حاجب على باله فهم ! ، وهي من جد تمنت الارض تنشق وتبلعها على لسانها اللي يبيله قطع !
قالت بسرعة : خلاص تقدر تروح .. تعبتك معي شكرا
هز كتوفه : على راحتك ..
وقبل لا يروح .. التفت لها وقال والضحكة مزمومة على شفاته : بس على فكرة .. ترا السيارة مفتوحة أصلا.. ما كان له داعي تعنّين نفسك وتدوريني بكل مكان !
وعشان يأكد لها ..فتح الباب الأمامي .. وسكره وهو يراقب تعابير وجهها الملونة .. صادها بكذبتها !
لهاللحظة وما عرفت وش تقول .. حست انه كان يتعمد يحرجها لأنها بحياتها ما مرت بكذا موقف !.. كان يطالعها بنظرة "مستمتعة" .. حست انه فعلا كان مستمتع باحراجها ..
ما عرفت وش تقول .. غير انها تنطق بلهجـة "آمرة" : قلت لك شكراً ... تفضل الحين !
غادر المكان تاركها .. وهو كاتم ضحكة بصدرره على تعابيرها .. مووووته ولا أحد يستغبيه ! ولا بيشوف بحياته شي عمره ما شافه !
:
×


عند الشباب ..
حول النار المشتعلة ..
كان خالد جالس على ركبة وحدة يشوي مع محمد اللي يساعده .. اشتد البرد مع ساعات الليل فـ قام محمد بيجيب فروته عن البرد .. ودخل الخيمة المليانه فوضى من عفستهم.. كانت خالية إلا من .. بنـدر !
شاف اخوه جالس بزاوية وهو ممدد يدينه على رُكبه اللي رافعهم .. ومنزل راسه بينهم بهيئة غريبة.. وساااااكن سكون عجيب ماله لا حس ولا حركة !
قرب منه وهو مستغرب : بندر !
رفع بندر راسه وعيونه لازالت بالفراغ مو طايق يشوف وجه أخوه : نعم ؟
استغرب محمد هالنبرة : خير شفيك؟ .. مريض؟
سكت مـارد .. ايه نعم مريض بسبتك يا محمد .. مريض بسبة أخوي !! بدا يكره حياته والحال اللي وصل لها ..
شكوك محمد زادت.. راح وجلس جنبه ناوي يعرف وش اللي فيه : تكلم شفيك؟
مسح بندر بيده على شعره من جنب على ورا.. وهو يصد بنظراته بالجهة المعاكسة .. ما يبي ينطق ولا يتكلم .. وخصوصا مع محمد !
محمد وجديته تزيد : بندر انت فيك شي ،، مو طبيعي اليومين هذي ابد !
بندر ببرود : اتركني محمد مابي أتكلم !
كلمته أكدت لـ محمد شكوكه : لا والله ماني متحرك لين اعرف !
أخيراً حط نظره بعيون محمد ولأول مرة .. بس بنظرة هي الأولى من نوعها من ناحية بندر .. تجاه محمد ..نظرة غريبة مالها معاني واضحه " في نظر محمد " : بتخليني ؟.. ولا أقوم واترك لك المكان أنا !؟
محمد استغرب .. وبنبرة مستفسرة : انت فيك بلا ؟
بصمت حط بندر يده عالأرض وقام واقف .. وسحب شاله الأسود .. ومن غير ما يرد طلع تارك محمد لحاله يسأل روحه !! محمد طاح في موجة من الحيرة ،، بندر ماهو على طبيعته وكل مالها الشكوك تزداد حوله !!
طلع بسرعة يلحقه .. وتلفت يمين وشمال بس اختفـى .. راح لـ خالد والشباب حول النار .. وسأل : شفتوا بندر ؟
رفع عمر راسه من جواله اللي كان يلعب فيه : بندر ؟؟.. شفته يدخل الخيمة قبل شوي
محمد بقلق يغمره من أوله لآخره : لا توه طلع .. وين راح شفتوه؟
رد خالد وهو يشوي اللي بيده : لا ما شفناه .. يمكن راح يتمشى لا تخاف عليه
كان قلق ! ..شلون ما أخاف عليه ؟!
والولد غريب ماهو على طبيعته ..!!
أقبل تركـي عليهم ومن شافه محمد .. راح له بسرعة وبخطوات سريعة ، حتى تركي وقف مكانه يوم شاف محمد يقبل عليه بشكل سريع ..
محمد : وليـد !
تركي باهتمام : هلا ..
محمد : شفت بندر ؟
تركي : بندر ؟؟
محمد : ايه ما شفته ؟؟
تركي لفت انتباهه القلق اللي بعيون محمد.. وعقد بين حواجبه وهو يرفع اصبعه الابهام من فوق كتفه : شفته ياخذ سيارته ويمشي بعيد ..
محمد باستغراب : طلع بسيارته؟؟
تركي : ايه كان شكله متضايق .. ليه عسى ما شر ؟؟
محمد وهو يبتسم بشكل قلق : لا ما شر..
جاهم صوت خالد وهو ينادي على "وليـد" : ولييييييييييييد تعال انت ما كلت من الشوي..
ابتسم تركي وحدة من ابتساماته المصطنعة وراح له : ما شاء الله وش مسووين ؟
خالد بابتسامته الجميلة : ذرة وأبو فروة كان تبي ..
تربع تركي جنب عمر اللي كان منزل راسه يلعب بجواله وهو متمدد على جنبه ومتركي : وش هالخير كله؟؟
خالد : ههههههه نتسلى .. تعرف النار في البر وسيلة من وسائل التسلية !
تركي : هههه أجل وين عمي ابو خالد ؟؟ ( وهو يتلفت يدوره)
خالد : ابوي وعمي قاموا يتمشون .. شوي ويرجعون ما راحوا بعيد .. تعرف الشياب يحبون البر والليل
ابتسم تركي بألم .. صحيح يتذكر زييين أن أبووه من عشاق البـر .. ومن الناس اللي يقدسونه .. لكن من طاح طيحته ذيك واللي ما عاد قام منها .. انقطع عن اشياء كثيرة والتزم البيت .. وكل مشاويره طول ذيك الفترة كانت محصورة بين البيت والمستشفى !!
راح محمد بعيد عشان يتصل على بندر .. غمره القلق ما يدري ليش !!.. هو يدري ان بندر معاه فقر دم وشك انه تعبان ومكتئب لأنه حاس بتعب !!
حاول يتصل عليه لـكن بندر .. ما كان يرد على اتصالاته ،!
×
:


عند البنات ..
سهرة حول النار .. امتدت للساعة 1 والكل بدا يتعب ..
سحر ، مشاعل ، وشادن ،
ورهف وأروى ..
لوحـدهم جالسين الحريم الكبار قاموا من وقت يناموون..
كان البرررد شدييييد .. وسوالفهم الهادية ترتعش من البرررد ..
قالت مشاعل وفكها يررجف ، وهي لافه نفسها ببطانيه ما طلع منها الا راسها : جاااني نوووم من البرد ..!
شادن وهي تطالع في وجيه البنات اللي كانت النار تعكس لهيبها الأحمر على وجيههم ،، وكل وحدة منهم واضح التعب على وجهها : انا جاني نوم .. والدخان دممع بعيني..
أروى اللي نعسست وتخدرت من الدفا والنار .. ماعاد فيها حيل تتحرك .. حطت راسها على ركبها وقالت بصوت منهد : انا طفييييت.. رهف شيليني معاك .. مافيني أمشي..
رهف اللي ما يقل حالها عن الباقين .. لافه نفسها بـ فرووة صوف.. وكاب صوف على راسها .. ويديها ممدوده للنار .. قالت بصوت خدرران : مافيني يا اروى.. بنام عليكم الحين يلله خلينا نمشي..
دق جوال أروى .. ويوم شافته قالت : هذي أمي.. يللللله رهيف قومي اكيد تقول تعالوا
ويوم ردت ،، فعلا كانت أمها تأمرهم بالرجوع لأن الليل زاااد والمشوار بين المخيمين ماهو قصير .. وما يدرون وش بيطلع لهم في هالظلمة خصوصا عقب حادث الشباب الخايسين اللي صار اليوم ،!
قاموا سوى وهم يعدلون فرواتهم عليهم.. وسلموا عالبنات.. ومشوا وهم يترنحوون ..
مشاعل بنذاله : هههههههههه أأأششششوى ان خيمتنا جنبنا.. من جد أأشووى
سمعتها أروى ولفت لها بتهديد : لا تخليني احلف انام بمكانك يا حقيره .. وقت تعليقاتك البايخه
ضحكت مشاعل لأن باين ان التعب لاعب فيهم اثنينهم : هههههههههههههههههههههههه أما اللي بخليك ..!
شادن بضحكة : شوفوا عاد.. اذا طلع لكم شي منا ولا مناك .. لا يردكم الا الجوال.. ترا عندنا هنا سوبر وومن !! أطلق من سووبر مان !!
ناظرتها مشاعل بثقة : يخسي سوبر مان .. يجي لظفر مني..
شادن : هههههههههههههههههه ( وناظرت البنات ).. انتبهوا بنات لطريقكم ترا ظلااام..
اختفوا البنات ..
وقامت مشاعل وهي تسحب بطانيتها اللي امتلت ريحة نـآآر معها .. ومشت للخيمة عشان تنام !
شادن قامت وهي تسكر جكيتها الثقيل زيين حول جسمها .. وانتبهت أخيراً لـ سحر اللي كانت جالسه من غير حركة.. على وضعها نفسه من ساعتين .. لاافه يديها حول رجولها .. وتناظر النار بشروود ، وسرحان !.. كانت على هالحال الصااامت من فترة ،!
شادن : سحر ؟
رفعت سحر عينها لـ بنت عمها بنظرة صامتة ..
بادرتها شادن : قومي ننام .. لمتى بتجلسين؟؟
سحر بهدوء غريب وهي لافه رجولها بيديها : بجلس شوي.. مافيني نوم الحين..
شادن : شلون ما فيك.. ترانا كلنا على قومتنا من الفجر.. قومي نامي شكلك تعبااانه مثلنا..
ردت على ذات الهدووء : اوكي.. بس عشر دقايق وجايه.. روحوا اسبقووني..
شادن بحيرة من حالة سحر .. الغريبة !!.. من جلسوا ، كانت تستمع لـ سواليفهم بـ سكات.. ما شاركت بحرف واحد على غير العادة!! ..
قالت شاادن : شفييك مو طبيعية ؟؟
سحر ابتسمت ابتسااامة باااردة ممزوجة بتعب : مافيني شي.. الحين بجي شادن والله.. اسبقيني..
استسلمت شادن .. وسبقتها .. راحت ورا مشاعل اللي ركضت لفراشها.. وجلست سحر وحيدة تتأمل بالنار اللي ترقص يمين ويسار.. وصوت طرطعة الحطب المحترق يخترق السكون ،!
مدت يديها ذات الأصابع الطويلة النحيلة ناحية النار تطلب دفا يلمها ويحميها من برد الليل .. ظلت على نفس السكووت والشرود .. المستمر معها لـ ساعتين ! اللي بدا من سهرتهم هنا.
حالة بندر .. احتلت تفكيرها بالكاااامل.. بشكل مربــك .. جدا جدا !!.. ما قدرت تفسره لـ نفسها ؟!
بشكل غريب.. لقت نفسها طول الليلة تتذكر وجهه .. وملامحه تسرقها من سهرتهم الحلوة ، اللي ما حست بطعمها مثل باقي البنات ،، حاولت تنساه .. مرة ومرتين وثلاث .. بس لقت صعوبة غريبة !!
كل ما نسته لـ دقيقة!!.. تذكرته لـ ساعة ، ليه ما تدري !!
سواليف البنات المتنوعة بأغلب الموضوعات.. ما فادت ولقت نفسها سرحانه أغلب الوقت
مشوشة.. مربووكة.. منعفسة... كل هذا تحس فيه من شافته بذيك الحالة اليائسة .. ما تدري ليه تحس بشعور غير جيد.. واحساس غير مألوف.. ما عجبها بتاتا !
فركت أصابعها فوق وتحت على ذراعيها لعلها تدفى .. كانت متوووترة مرة .. متووترة من طاحت نظرتــه عليها ..اليوم!!.. نظرة عيونـه ذيك .. كانت موضة جديدة عليـه ،، وعليها !!
يوم واحد بس ، كان فيه بندر مختلف... النتيجة انها اختلفت فيه معه.. رغم انكاره يوم كلمته وسألته.. لكنها ما قدرت تطمئن !
ماهوب بندر الحبوب الواضح الخفيف الدم.. اللي تعرفه وقريب منها ومن روحها..
اليوم كان مختلف.. جدا جدا.. بشكل مزززعج
"شعور مو حلو ... مو حلو اللي حسستني فيه يا بندر !!"
بنظرة وحدة .. حسيت نفسي فـ موضع لوووم !!... منك؟؟؟؟
هبـت رياح قوية بهذي اللحظة.. هبت بقسووة .. طيـّر دخان النار ناحيتها..وهجم عليها بقوة ..وعت من أفكارها ووجهها مبلل بالدموع ، اللي أثارها الدخان بثواني!
حكّت عيونها ومسحت دمعاتها.. وقامت لا تزيد الحساسية بعيونها ..
تركت النار شااابة.. ومشت للخيمة وهي تحس بتععب وانهاك ..من اليوم كله بما فيه..
::
:
/


بالليل ... الساعة 2 ...
وبعد ما هدأ المخيم .. وكـلٍ راح يناااام ..
البنات في خيمتهم هجدوا وناااموا عقب اللعب .. والشباب نفس الـحالة ناااموا ما عدا بـندر اللي من اختفى بسيارته ،
للحين ما رجـع ..!
محّد قَلَق عليه كثر محمد اللي ما قدر ينـام .. كان راقد بفراشه وشخير الشباب حوله مسوي ازعاج خفيف .. مفتح عيونه ويطالع بالسقف المظلم فوووق.. وفراش بندر على يسااره خااالي !
مسك جواله اللي كان مرمي جنبه .. ورفعه فوق عيونه وفتحه عشان يشوف الساعة .. أضاء الجوال وهو يطالع الساعة .. 2:15 بعد منتصف الليل ..
بندر ماهو صااااحي له ساعات مختفي !! ولا هو يرد على تلفوناته وش قصته ؟؟؟؟؟
قرر يتصل فيه .. لكن قبل لا يضغط الأرقام سمع صوت سيااارة توصل من الخارج .. وصوت انطفاء محركها يوصل لسمعه .. عرف ان بندر وصل !!.. قاااام من فراشه وهو معصصب وترك شاله وجكيته الثقيل .. وطلع بسرعة من باب الخيمة مو مهتم للبرد .. أول ما طلع شاف بندر توه يسكر باب سيارته وهو يرمي طرف شاله على كتفه ..
محمد بعصبية : بندر ؟
التفت بندر عليه وهو يقبل .. وباستغراب وهو يدخل مفتاحه بجيبه : محمد ؟.. ما نمت للحين ؟
كان وجه بندر طبيعي .. ما كان نفسه بندر اللي طلع وهو مهموووم وحالته صعبة .. كان في هاللحظة بندر البشوش المعروف !
محمد باستغراب وعصبية : ويين كنننت ؟؟ قلقتني عليك وين طسيت ؟؟
ابتسم بندر ابتسامته المرحة : قلقت علي ؟؟.. انا اخر واحد تقلق عليه .. (باستغراب) لا تقولي يا عمي انك ما نمت للحين لأنك كنت خايف علي ؟!
محمد بقهر : غايب لك اربع ساعات وكل ما اتصل ما ترد .. وما تبيني أقلق؟؟
تحرك بندر من قدامه وهو مبتسم : جوالي كان سايلنت .. وبعدين رحت اتمشى وهذاني رجعت
مشى محمد جنبه وهو يبحث في وجهه ، عن بندر الغريب اللي طلع بصمت : احد يتمشى اربع سااعات وما يرجع الا الفجر !؟
وقف بندر وناظره .. وهو يقول : ياخي ترانا بالبر .. انا جيت استانس وأغير جوو شفيييك يالله بس خلنا ننام عشان نصحى بدري ..
وما عطا محمد مجال للنقاش .. دخل ورمى عمره مباشرة بفرااااشه وانخمد .. ومحمد رقد والأسئلة تحيّره عن حالة بندر المتناقضة ..ساعة يكون طبيعي ولا يشكي شي ،! وساعة يكون غريب والشكوك تحوم حوله ، وكأنه يخفي شي ما يبي أحد يدري عنه ،،!
غمض عيونه وهو يطمّن عمره ويقول لـ نفسه ؛ الصباح رباح !

ἤǿǿ∂ẻ-179 01-08-10 10:04 AM

الصبـاح ،!
الساعة 6 ... بدايات الشرووق ..
فتحت مشاعل عيونها وسط الصمت اللي كان سايد ..والهدوء المسيطر على جو الخيمة.. كانوا الباقين لسا نيااام هي أول وحدة فتحت عيونها .. فكت السليب باغ حقها ووخرت البطانية عن جسدها .. شالت عمرها بتقوم واقفة بهدوء وحذر لا تسوي ازعاج .. لكن شنّجها ألم مفاجئ بكتفها .. خلاها تتقلص شوي وهي تحط كفها اليمين على كتفها اليسار ..
مع النوم والاسترخاء رجع الألم يراودها .. تحتاااج لـ مسكن !

طلعت من الخيمة وهي تسكر جكيتها الصوف الطويل اللي يوصل لين ركبها عليها .. وهي تدلك كتفها بكفها بكل رفق ..مشت للحمام المخصص تبي تغسل وتتوضى عشان تصلي بعدين تصحي الباقين.. وهي رايحه بطريقها سمعت من بعيد قرقعة ادوات جاية من جهة الشباب .. وصوت اثنين يتكلموون واحد منهم ميّزت انه صوت بندر ..
كملت خطواتها وهي تكشر ملامحها .. من ألم كتفها اللي ما تدري شفيه ثار هالمرة رغم انه امس كااان خفيف وما حست فيه الا ما ندر !
دخلت الحمام وعقب ما غسلت طلعت وهي مغسلة يديها ووجهها اللي كان يقطر .. والشال ملفوف على راسها من البرد.
راحت مباشرة ناحية موقع نارهم عشان تتدفى برمادها ..وتجفف نفسها .. تفاجئت يوم وصلت ان النار شابه وشكلها جديدة .. توّه احد يشتغل عليها لأن الحطب المحطوط توه ما احترق وباين جديد .. شافت ايضا الابريق المخصص للغلي على الحطب.. محطوط عليه ..وداخله مويه توها ما غلت ..!

استغربت .. لكنها ما سألت نفسها ..جلست على مركى قاسية كانت موجودة .. ومدت يديها الرطبة ناحية النار عشان تجففها.. وتجفف وجهها اللي يقطر شوي ويثلّج من برودة الجوو الفجري !
حست بوخزة ألم بكتفها من جديد .. ولا إراديا حطت كفها عليه لعلها تقتلع الألم .. وانكمشت شوي على عمرها وهي تدلكه ..
جاها صوته المبحوح من مكان .. جدااا قريب: " سلامات .. تحسين بألم؟ "

رفعت راسها منصدمة من ظهوره المفاجئ .. طاحت عينها عليه واقف على بعد مترين يطالعها وبيده الأولى حزمة حطب.. وبيده الثانية حديدة مثل الكماشة مخصصه للنار وتحريك الرماد ..
بسرعة عدلت شالها ولثمتها .. ما طلع منها الا عيونها .. اللي كانت هالمرة عميقة مع هالظلمة الخفيفة اللي ما انقشعت بالكااامل ..
نزل خالد عيونه عنها متجاهل هالجاذبية الغريبة اللي انخلقت فيها فجأة مع هالفجر .. وتقدم وهو يجلس على ركبة امام النار .. ومقابـل مشاعل تماما ..

قال وهو يفك ربطة الحزمة : كتفك يعورك ؟؟
نزلت يدها عن كتفها وبشوويش قالت : شوي ... تراه مو شي !
ابتسم وعينه عاللي يسويه : اذا يعورك عطيني خبر !
نزلت عينها بعيد عن وجهه .. ومسيطرة على مشاعرها : ما يعور..

لكن وخزة مفاجئة خلتها تحط يدها بصمت على كتفها وتحبس الونة داخل جسدها .. خالد صحيح ما سمع لها صوت لكنه لاحظ بعين الخبير حركة يدها .. قال وهو رافع حاجب والكماشة بيده .. وعينه عالنار : يا حبك للكذب !
رفعت نظرها لوجهه القمر اللي كان متوهج بسبب قربه للنار.. وكتمت عبرتها بحلقها : يعني لازم يعورني شي !
قال وهو منشغل : اذا يعورك .. قولي لي مستعد اساعدك
خجلت منه : لا شكرا اللي سويته يكفي ..
ابتسم من حياها اللي ما يليق على وحدة مثلها وهو يحط يده اللي ماسكه الكماشة على ركبته : تراني دكتور .. لا تنسين .. تبيني أكشف عليك مستعد ؟!

حمررر وجهها وهي تنزل نظرها للنار .. هو يقولها من غير خجل من منطق انه طبيب لكنه ابد ما يراعي شعورها خصوصا انه مُدرك ومتيقن لـ حقيقة مشاعرها تجاهه ! ،، ومع كذا يتصرف متناسي هالأمور !
دمعت عيونها غصب عنها ، من تجاهله !..ولاحظها خالد اللي التزم الصمت : مابي منننك شي !
قال متناسي عقدة الذنب اللي بدا يحسها : انا ابي اساعدك يا مشاعل .. اللي صار لك امس مو بسيط ! ، والالم اللي تحسين فيه يحتاج فترة على ما يخف ويختفي..
قالت وهي تبلع غصتها : انا بخييير حبة مسكن ويرووح الوجع

سكت ورجع لشغله اللي بداه .. رتب الحطب حتى يزيد من شعلة النار .. والابريق اللي كان مثبته عليه بدا يصفّر دليل على غليان الموية .. فقام وشاله .. وحطه على الرمل ومشاعل قريب منه ومقابلته تراقبه بدقة وهو يشتغل.. مو قادره تتحرك من مكانها حاااسه بضعف هالمرة على غير العااااادة .. ودها ترمي عليه كلام ، ودها تستفزززه ، ودها تطلّعه من طوووره ودها تتخااانق وياااه .. رغباتها بخلق المشاكل معه جاااااااااامحة !
قال فجأة : هذي موية حااارة اذا تبون تتوضون وتغسلون بدل الباردة.. زودوها بارد شوي وتتعدل حرارتها
قالت وما تدري ليش قالت .. كانت بس تبي تستفزززه : ومين طلب منك تغلي ؟!!
ناظرها باستغراب من تبدل نبرتها : بندر اللي قالي.. يقول البنات هناك يشكون من البارد الفجر .. فتكرمت انا وقلت اقدم يد المساعدة ..
مشاعل بقهر : خذ ابريقك معك مانبي شي وش قالوا لكم بنموت لو ما لقينا موية حارة !
استغرب منها .. وقال بهدووء كثير ما يقهررررها : ان كانك ما تبينه فتراه مهوب لك !
مشاعل بانفعال : خذه ما نبيه !
خالد وهو رافع حاجب وباستفزااز : مانيب ماخذه .. وبخليه لغيرك ان كانك ما تبينه ، مهوب غصب تبينه انتي !

ناظرررته بقهههر.. وهو يرجع يحوس في النار بلا مبالاة من اللي يسببه داخل نفسها من اضطرابات ..لييش كل ما ابتعد كل ما هي تعلقت فيه أكثر ؟ .. ليش كل ما صدّ كل ما ذابت معه أكثر وأكثر ؟ .. ليييش ما يحس ليييش ما يحنن قلبببه ؟!
تدري ومؤمنة إنه مُدرك بهاللحظة لكل اللي تحس فيه بسببه لكنه وبشكل غريب "مطنش" ! ، مُدرك لضعفها وارتباكها لكن ما يصدر منه أي ردة فعل ..! ،، وكأنه ما يبي يعطيها خيط أمل واحد ويتمنى منها بس تقطع هالخيط وتنساه.. وتنسى التفكير فيه !!
سالت دموعها واختبأت خلف لثمتها .. ومشاعل كرهت ضعفها لأن طول عمرها تكره الدمووع ولا تحب تكون بهالضعف الكريه .. صحيح تحبه وتموت فيه .. تعشقه بس تكره هالدموع بسببه ..
هالكتف ما رحمها أبد .. حطت يدها على كتفها المتوجع بسبب آثار ضرب السلسلة اللي امس.. ومسكت نفسها وحاولت تكون بنفس البرود اللي هو عليه الحين ،.

تعررررف تستفزززني يا خالد !
تعررررف شلون تطلعني عن طوووري !
ليييش ما تحبني ؟! ليييييييش وش اللي ما يعجبك فيييني ؟!

صحيح ماني ذكيـّة مثلك!
ماني طموحـة مثلك!
ماني مثقفـة ومطّلعة مثلك !
لكن أقصى طموحى هو ..انــت!
انت بس ،

تفـوقني بكل شي يا خالـد .. بكل شي إنت فيه أفضل مني وعشان كذا أنا أحبك.. لأنك مختللف !
رفعت عينها اللي كانت مركزه بالنار ناحيته يوم قاام واقف وهو شايل أدواته معه .. وواضح انه انتهى من اللي جا علشانه ..
قال بنبرة عطووفة هزّتهـا من غير رحمة : برسل لك مرهم ومسكن مع بندر عشان ترتاحين من هالألم ..

واستدار ماشي لمخيمهـم المنفصـل .. ورجعت هي تنزل راسها للأرض بحززن .. نبرته العطوفة شي طبيعي تراها ما تعني شي خاص !
تذكرت معاملته لها بالمستشفى يوم طاحت مريضة .. كان حنوون ورقيييق وعطووف بشكل ما تحملته هي.. كان مختلف بطريقة مؤؤلمة اللي خلاها تتعلق فيه اكثر من قبل ،، وتحلم فيه اكثر من قبل ،!
تقلّبات تصرفاته معها لما تكون مريضة او تعبانه تررربكها وتخليها مضطربة اكثر .. تفهم ان هذا جزء من طبعه كـ طبيب .. يكون رقيق وعطوف معها لما تتعب او يصيبها عاارض !
تنهدت وهي تتمنى تكووون طول عمرها مريضة اذا كان هالشي بيخليه جنبها ويهتم فيها .. ليتها تطيح مريضة طول العمممر !

قامت وصلت عقب ما جففت نفسها متناسيه خالد .. وعقبها صحّت البنات سحر وشادن عشان يقومون يفطرون .. ثُم يفكرون وش ممكن يسوون حتى يستغلون الوقت والايام الباقية لهم في اللعب والاستمتاع والهيصة ،.
/
:

رجع خـالد لمخيمهم ورمى الأدوات اللي معه جنب النار .. ما يدري ليش عقدة الذنب صايره تتفاقم داخله.. وتزززعجه ! ،
ما يـحبها .. ولا هي تجذبه .. ما يحبهـا ،.. ولا هي تلفت نظره ،!..
لكنه ببساطة .. يشفق عليها ! يعطف عليها لأنها تحبه ولاهو قادر يبادلها بالمقابل ..

قالها لـ سحر البارح .. حاول مرارا بينه وبين نفسه .. انه يحبها ويبادلها الشعور .. لكنه للحين .. ما قدر ،.
عشان كذا كان يتعمد التجاااهل والتطنيش لعلها .. تحل عنه وتنساه .. وتفقد الأمل .. لكن عيونها تفصح في كل مرة .. "مستحيـل يا خالد" ..
ماله الا التنطيش ومع الوقت بتمـل ، وبتفكه وتخليه بحاله .. بكذا أقنع حاله !

جا بندر اللي ما نام غير ساعات معدودة .. بابتسامة : شبّيت النار عندهم ؟
قال وهو يطلع مفتاح سيارته : ايه .. تعاااال عط اختك المرهم شكل كتفها توجعها
استغرب بندر : مشاعل ؟ .. وش دراك عنها ؟
خالد : شفتها وانا رايح هناك حسيتها مو على بعضها ..

راحوا سوى لـ سيارة خالد.. وطلّع حقيبة الأدوية والاسعافات اللي جايبها معه .. ومد له المرهم مع شريحة أقراص مسكن .. راح بندر هنـاك وتنحنح من بعيد وهو يتقدم للنار الشابة .. واللي كانوا حولها شادن وسحر .. ومعهم مشاعل ..
بندر بابتسامة متجاهل النظر لـ سحر اللي كانت جالسه بصمت تطالعه : مشاعل سلامات شفيه كتفك ؟

خزززته مشاعل بنظرة ناااريـه : مالك شغل إنت !
استغررب.. بس ما طال استغرابه ضحك مباشرة : هههههههههههه .. أووه اتاري مقلب امس للحين لاعب دووره.. يختي نمزح معاااك ورا قروون ابليس طالعه فوق راسك ..
مشاعل : ابليس ياخذك .. مـا أبي اشوووف رقعة وجهك .. ومقالبك ذي مردوده بحول الله لا تستانس على عمرك
بندر بغرور : وليش ما استانس.. عندي اخت هبلة تونس اللي ما يتونس ما تبيني اوسع صدري واضحك شوي
مشاعل بقهررر : تراني منيب مضحكة عندك.. وش تبي خلصنااااا ؟؟؟؟
ضحك على عصبيتها الحلووة ورمى عليها من بعيد المرهم والأقراااص .. طاحت عند رجولها .. ناظرته باستفسار : مين قالك أبي دوا ؟

بندر : الدكتور يقول ان كتفك متعبك ..
انقهررت : رجعه مابي منه شي
بندر باستغراب : اعصابك .. مارح تقدرين تراكضين وتدابجين وكتفك يعورك
مشاعل : مالك شغل فيني .. كتفي ولا كتفك ؟!

لف بندر على شادن اللي كانت منشغلة تصلح لهم شاهي على النار عشان يفطرون ، وتسمع لسوالفهم : اقول شدين دبري اختك ان ما كلت المسكن تراه بيزيد عليها
شادن : ان زاد عليها بتاكله من نفسها لا تخاف عليها

قالت مشاعل : وش دخلك انت .. يقالك خايف علي ؟؟؟... لو خايف علي كان خفت علي أمس لا انهبل بسبتك وبسبة ثعبانك المنقط الغبي ..
بندر ما تحمل : هههههههههههههههههههههه يختي انتي من وشو مخلوقة ابي اعرف
مسكت مشاعل طرف حطبة بارزة من النار ، وهي تهدد : بتذلف والا بالنار قسماً بالله .. كرررررييييه !

ما تحملت سحر تجاهل بندر لها .. العادة يسلم ولو شافها باليوم عشرين مرة .. بهالوضع اللي هم فيه كان المفروض يقولها "صباح الخير ووشلونك ".. لكنه مـا وجّه لها ، لا كلمة ، ولا حتى نظرة !
قررت تكسر هالحاجز .. وقالت بابتسامة رقيقة : صباح الخير بندر ... تبي شاهي ؟
جبرتـه إنه يطالعها بمجرد ما وجّهت له الكلام .. كانت نقية بنقاء هالصباح .. اصطنع ابتسامة ناعمة لعله يخفف شكوكها اللي واجهته فيها أمس : صباح النور .. شلونك ؟

ما تدري ليش هالابتسامة .. وهالكلمة .. خلقت داخلها شعور بالراحة .. ولو مؤقتة !
سحر وابتسامتها الناعمة تزيد : بخير .. عسى نمتوا زين ؟
بندر ويديه بجيوب الجينز : الحمدلله..

قالت شادن : ما قلت بندر تبي شاهي ؟؟ بسرعة عشان بحط الليبتون
بندر : اييه مادامك مصلحه سوي لي معك واحد بالطريق.. الشباب للحين ما صحصحوا وانا منيب فاضي انتظرهم .. جايع
لا شعوريا مسكت سحر كيس الخبز اللي جنبها وقالت : خلاااص انا اسوي لك ساندووويتش

حماسها المفاجئ هذا ما تدري وش سببه.. غير انه شي مجهول دفعها لـخدمته
التزم بندر الصمممت .. وتم يتأملها وهو واقف مكانه ... ما ينكر .. غيابه عن المخيم البارحة كان بسبب رغبته انه يختلي بنفسه .. كان يحتاج انه يغيب هالاربع ساعات بعيد عن مكان يتواجد فيه كلٍ من .. سحر .. ومحمد ..
لهالسبب اخذ سيارته وراح بعيد يراجع نفسه بتصرفاته اللي بدت تنكشف... لـ محمد خصوصا !
ما ينكر فـادته هالأربع ساعات .. فادته إنه يهدى ويسيطر على نفسه .. وانه يرجع عالأقل ولو جزء كـ بندر اللي يعرفونه..
ما ينكر انه عقب ابتعاده أمس .. يحس انه أفضل اليووم بكثييير.. ولازم يحافظ على هالمزاج ما يخترب.. وعشان ما يخترب لازم يتبع الحدود الجديدة اللي رسمها بينه وبين سحر .. حتى لو كانت هالحدود ما تعجبه او ما تعجبها ،!
كلمة " أخوي" .. اللي أطلقتها بوجهه أمس.. رسمت له المسار اللي من اليوم ورايح لازم يتبعه..عشان يرتاح من الهم الجاثم على صدره ،.

دامها اليوم .. تعني لك "كل شي"..
بكرة تخليها بحياتك .."ولا شــي" !

ابتسم لنفسه من هالنقطة اللي وصل لها .. انتبه لشادن تقوم بكاس الشاهي الساخن .. وتقدمه له مع الساندويتش اللي توها سحر سوتها : هذا فطووورك ..
اخذه منها وهو يشكررها : شكككرا شدين ..

كانت سحر تنتظر "شُكره" لها على الساندويتش اللي حاولت تسويه بعناية.. لكنه بغرابة استدااار وراح لمخيمهم تاركهم ..
ضاااق صدرها ما تدري ليش.. وبان على وجهها ، كان يحب التعليق على اي شي تسويييه .. بس هالمرة خالف عادتـه ،!

مشاعل : اخسس سحيّر سوي لي ابغى مثل بندر تراني جايعه
ناظرتهـا ببرووود : يدك مقطوعة ؟
مشاعل : ابيها من يدك طيب.. انا كتفي يعورني ما اقدر احرك يدي كثير
سحر : افففف.. ما ينفع عليك الدلع .. كلي دواك ذا وبتطيبين
مشاعل بانفعال : شي من اخوووك ما أبيه..

قالت شادن وهي تصب الموية الحارة بالكاسات الورق اللي فيها اكياس الليبتون : هذا جزاااه كل ما طحتي علينا هو اللي يقوم فيك..ومتحمل بلاويك !!
مشاعل ووجهها احمررر : ومن قال اني كنت ابيه يعالجني.. آخر انسان ابغاه يعالجني هو خالد .. يكفي مرتين وان صارت الثالثة بموت مدري وش بيصير فيني
شادن : ههههههههههههههههههههههههه الحيا موب لايق عليك
سحر : ههههه من جد ..

:
×


بعد الفطووور ..
داخل الخيمة .. كانت سحر جالسة عالأرض .. ممددة رجلها المصابة والثانية مثنية .. تربطها بعد ما دهنتها بالمرهم اللي اعطاه لها خالد .. تستعد ليوم حافل من النشاط وما تبي شي يعيقها ،!
عقب ما خلصت وتوها تسكر المرهم .. دخلت عليها بيان اللي كانت ترتدي لبس شتوي .. بس مو ثقيل مرة ! ، جسمها نحيل ما يتحمل البرد ..
بيان : سحححر ..بابا يبغاك
رفعت راسها وهي تلبس الكوتش : ابوي... وش يبي؟
هزت الطفلة كتوفها : مدري .. بس يقول انه يبغغغى يشووفك..
استغربت ،، من حضروا هنا ما استدعاها ابوها .. لكنها ما اهتمت يمكن تكون وحشته .. خصوصا ان لهم يومين بالمخيم .. ما جلسوا مع بعض وهي ناسيه ولاهيه مع البنات والوناسة..
قامت وهي تضرب رجلها بالأرض على خفيف.. وابتسمت يوم حست الألم كل ماله ويتحسن .. الم خفيف لكنه تقريبا لا يُذكر !
سحر : انتظريني بجي معك ..
طلعت مع بيان وهي ما تدري بالشخص الكامن وجوده مع ابوها .. تبعت بيان اللي تمشي بدون هواده عارفه وين هي رايحه .. تجاوزوا حدود المخييم لمسافة وابتسمت بياااان ..ثم ركضت وهي تنااادي ابوووها ..
انتبهت سحر ان ابوها كان يتمشى قريب من المخيم .. بالعربي "يطلّق رجوله" .. وابتسمت لكن ما امداها اختفت ابتسامتها يوم اكتشفت ان محمد كان معه يتمشى ..
بلعت ريقها ونزلت راسها يوم عاودتها نفس المشاااعر .. ما تقدر تحزر وش بتكون ردة فعل محمد هالمرة ! لأنه بكل مررة يفاجئها .. وبكل مرة يكون له "وجه" مختلف ! ... آخرها موقف العطر الغالي ههه ! ، لممت بلوفرها حول جسدها وهي تشم ريحة نفس العطر باقي فيه .. رغم انها سرقت هالريحة من يومين !
وصلت وهي ترمي بنظرها بعيد عن محمد ..مستحيل تقدر تحط عينها بعينه .. يبعثررها هالانسااان يشتت شملها بكل احتراف وحرفنة !
ابتسمت بوجه ابوها الابتسامة اللي يحبها ، متناسيه وجوده وهو اللي تراجع خطوتين عن مستوى عمه لكنه كان يتأمل بعاطفة ما تجاوزت حدود عيونه : هلا حبيبي ابوي طلبتني ؟
ابتسم بوجهها وهو ينزل بيان عالأرض اللي رمت عمرها بحضنه : سلامتك يابوي عسى ما شر ؟؟
استغربت سؤال ابوها : ما شر قلبي مافيني شي.. ليش السؤال ؟؟
ابو خالد بقلق خفييف : توني قبل شوي كنت اسولف مع خالد عالفطور .. وقال لي انك طايحه على رجلك وتعورتي
ابتسمت متناسيه "الارتباك" والسبب اللي انصابت عشانه .. وحقيقة الانسان الغريب اللي انصابت معه : طيحة بسيطة والحين خفت..
ما قدرت ما تسـرق نظره بجانب عيونها لـ محمد وهي تتكلم .. عطش عيونها أرغمها انها تحيد ببصرها ناحيته واللي كان واقف خلف كتف ابوها يتأمل ويسمع الحوااار.. عيونه مسلطة عليها .. توقعت انه رح يشتت نظره يوم طاحت عليه متلبّس في تأملاته "العميقة" .. لكنه صدمها يوم .."ابتسم" بعذوبة من التقت نظراتهم ، وكأنه ما يخجل ، أو ما يهمه انها صادته بالجرم المشهود !
صدمتها حرركته ..واررررتبكت وناظرت ابوها بسررعة .. ومشاعرها ترتعش ! ،، دائما وأبدا نظراته المباشرة تجردها من كل غطاء معنوي هي تحتمي فيه كل ما وُجدت في مكان هو موجود فيه .. يسلبها أسلحتها الدفاعية وان كان اصلا ما عندها أسلحة بوجوده .. يعرف الطريقة الفعالة اللي يربكها فيها .. محمد ما يرحمها من هالناحية وان كان هو عارف هالشي ، وَ يستمتع فيـه باستبداد !!
كان ابوها يسولف ويسألها وهي مثل الهبلة تهز راسها ايجاب .. حتى مو عارفه هي وش قاعده تهزه عليه !
ابو خالد : بابا ريحي رجلك اشوفها منتفخه ؟
قدرت تستجمع ادراكها ولو جزئيا ،، وابتسمت وهي تتمناه يختفي لأنه بيغمى عليها بسببه .. وبسبب سلطته وأفعاله اللي يحب يثيرها داخل نفسها : مو منتفخه بس لأني رابطه رجلي تحسها منفوخه ..
ابو خالد : تقدرين تمشين عليها زين؟
وهي متجاهله محمد بصعوبة : اييه يومين مريحتها ومخففه الضغط عليها .. طيبه الحين
ابو خالد عقب ما قلق على بنته لأنه يعرف تعبها .. مهوب "سهل" .. ولا طاحت ... فهي "طاحـت" بكل ما تحمل كلمة السقوط من معنى ،! ،،
قال بارتياح : زين .. خذي اختك وارجعوا .. انا بروح امشي مع محمد .. نخفف هالفطور اللي كليناه..
وناظر محمد اللي كان صامت .. ولكن مبتسم من خلف النظارة العاكسة اللي يرتديها .. كان مُرهق بالنسبة لها ..
ابو خالد : مشينا محمد... هالمرة بغلبك .. (يمزح)
ضحك محمد ولأول مرة من جت : مافيك شدة يا عمي هههههه
ابو خالد بعصبية مصطنعة : تتحداني ؟
محمد : ههههه لا بس خايف على مشاعرك
ابو خالد : هههههههه يصير خيييير
وتوهم بيتحركوون .. انفرجت شفاتها وهي تمسك يد بياااان : ابوووي .. يصير اجي معكم .. انا بعد أبي امشي والبنات مافيهم حييييل الحين .. ( بعض الكذب بنظرها حلو )


ἤǿǿ∂ẻ-179 01-08-10 10:06 AM

التفتوا عليها .. ابو خالد ابتسم .. ومحمد التزم الصمت ولو انه أدرك السبب .. ما كتم ابتسامته اللي أرسلها لها يعني "تراني فاهمك" ..!
تجاهلت ابتسامته وسوّت حالها مو مهتمة له.. ولو انه تعشقه حتى الثمآآآلة !
سحر : يصير اجي معكم ؟
ابو خالد ما ردهـا : يصير ورا ما يصير .. بس اخاف على رجلك تتعبك ..
سحر : رجلي طيبة ما قمت أحس فيها .. وبعدين ودي امشي معك فرصة ما تتعوض
تدخّل بيان السريع ساعدها : واناااا بعد ابي اجي معك بابااا ..
وه بس لبى بنيّاته : على راحتكم .. مشينا محمد
محمد عطاها ظهره .. ومشى : مشينا
ما كانت تتوقع انها بهالخطوة اللي رمت عمرها فيها .. بترهق نفسها عاطفيا من محمد أكثر .. وما كانت تتوقع ان خلال رحلة المشي البسيطة هذي.. بتتكشف وبتتجلى مشاعر محمد ناحيتها أكثر من قبل.. ما ندمت على اندفاعها لأنها من النوع اللي يتبع "عواطفها" لا عقلها ..والمنطقية احيااانا ممسوحة من قاموسها .. كل اللي كان يهمها انها تعيش لحظات "مختلفة" قُرب محمد.. لحظات ما قد عاشتها معـه الا مرة وحدة ... هالمرة كانت بـ حفلة الباربيكيو ببيت عمها وأكيد تذكرونها لأنها كانت لا تنسى بالنسبة لها !! .. وتبي تعيدها بتهوور وطيييش ! << دققوا على كلمة.."بتهــور" !!
مشوا وابتعدوا عن المخيييم ... لين اختفى المخيم عن مجال النظر .. التفتت سحر تبحث عن المخيم لأن آخر مرة شافته كان مجرد نُقط صغيرة ! ،، ابتسمت يوم شافت انه اختفى وانهم ابتعدوا عنه بكثييير.. رجعت تصد لأبوها ومحمد اللي كانوا يمشون أمامها وسوالفهم تشغلهم .. كانت تحس بالمتعة لمجرد انها تطالع محمد من قفاه .. وتراقب طريقة مشيه الواثقة وخطواته المتقاربة من بعضها .. كان لابس بنطلون جينز.. وفوقه بلوفر Gap كحلي مايل للأسود ومكتوبه الكلمة بالأحمر .. ومدخل يديه بجيب البلوفر وهو يمشي !
بيااان كانت تنطط قدامهم مثل الفراشة .. وتوقف تتأمل شي بالأرض كل ما استرعى اهتمامها .. لكنها مسرع ما تلحقهم ، وتسبقهم بحيويتها !
ابو خالد يسولف ويّا محمد : سمعت ان هالمنطقة .. قد نزل عندها مطر وخير قبل اسبوع ؟
محمد وهو يمشي جنبه : اييه بس ما وصل الرياض شي منها ..(وهو يتأمل الأرض حولهم ) الأرض طرية هنا تحس انها ارتوت والخضار الخفيف منتشر
ابو خالد : الله يجيب الخير للرياض.. الشتا على وصول وان شاء الله الامطار واصله معه
كانت تتأمل سحر المكان حولها وهي تمشي وراهم .. منطقة جميلة .. لهم فوق النص ساعة وهم يمشون يعني شي طبيعي انهم دخلوا منطقة جديدة تختلف عن مكان معسكر التخييم .. ابتسمت وهي تشوف الأرض وآثار المطر واااضحة .. كانت تنبعث منها ريحة مختلفة .. عبقة وأريجية !
سمعت بيااان تنادي وهي واقفة بعييييد عنهم وتأشر لـ سحر تججي بسررررعة .. انحرفت سحر يمين عن المسار اللي كانت تمشي فيه ورا ابوها وولد عمها .. ودخلت وسط الخضار أكثـر ناحية بيان اللي ما قرّت بمكانها ..
وهي تمشي بحذر لأن الأرض كانت تنبت نبات اول مرة تشوفه بحياتها .. قالت بصوت عااالي تاركه ابوها ومحمد يستمرون بمشيهم لأنهم مندمجين بالسوالف : لا تروووحين بعيييد وش عندك ؟؟؟
بيان من بعييد وصوتها يضيع بالفضاء : تعالي شوفي ريحته حلوووووة !
اخيرا انتبه محمد لأصواتهم اللي كانت تبعد.. والتفت ورا بينما عمه يسولف .. لقاهم انشغلوا بشي
وقف ابو خالد يوم انتبه ان بناته انحرفوا عن الطريق وواضح عليهم لفت انتباههم شي !
ناداهم : يلله يا بناااااااااات..
ما ردوا عليه !
ابو خالد : الله يصلحهم !
ابتسم محمد بنعومة وتحرك لهم : دقايق وجايبهم .. كمل طريقك يا عمي اذا تبي لا تروح اللياقة هههه
ابو خالد : هههه نادهم لا يبعدون
انحنت سحر وجلست على ركبها قدام النبات اللي قدامها .. وبيااان بالقووة تحاول تقطع لها زهرة .. كان عشب صغيير بس غزييير ومتفررع .. اوراقه ريشية نحيفة يظهر منها بعض الأزهار على لونين .. منها الابيض المايل للاصفرار ومنها الاصفر الغني ..واضح عليه نبات صحراوي .. لكن لجهلها بهالامور وفقر معلوماتها ما عرفت وش يكون ! .. غرقت بتأملاتها !
قرب بخطواته المتقاربه ..ويديه داخل جيوب بلوفره .. وقف خلفها ولاحظ النبات اللي هي غارقه فيه !
قال بهدوء نسيمي : قرقاص !
التفتت بسرررعة لأنها ما حست بوجوده .. رمت عليه نظرة وردت تناظر بالنبات ..
ابتسم على هدوءها المتماسك : ما تعرفينه ؟؟
قالت : لا !
قال مستمتع ولأول مرة يطلق لعمره العنان انه يستمتع بوجودها معه ..قريبة لـ روحه : عشب صحراوي معروف .. وخصوصا عندنا ..
هي ما عاشت هنا واستقرت الا السنتين الأخيرة.. كيف بتلقى الفرصة انها تعرف !
سحر : أها !
يحب ارتباكها ما يدري ليش .. يستبد فيها من هالناحية .. قال بطريقة مفاجئة : شعرك فيه مشكلة ؟؟؟
التفتت عليه مستغربة ومنصدمة من طبيعة سؤاله : وشووو ؟؟؟؟؟؟؟
كتم ضحكته : اقول شعرك فيه مشكلة ؟؟... يور هير ؟؟
أحرجها السؤال رغم انها ما فهمت المغزى ..
ردت تطالع بالنبات وهي ساااكته ..
قال باستمتاع هادي : كنت ابي اقولك بس ان اوراق القرقاص يستخدمونه لتطويل الشعر كان تبين ..
والله معلومة جديدة !
ابتسمت من هالمعلومة القيّمة اللي أثراها فيها !
انتبه انهم تأخروا على عمه فقال : يلله عمي ينتظر ..
قامت واقفه وتحركت اول وحدة من قدامه من غير ما تقول كلمة .. انتبه لـ بيان للحين تحاول تقطع لها زهرة لأنها عاجبتها
محمد : بيان وش تسوين؟؟
بيان منقهررره : ابي وحححدة عيّت تنقططع !
ضحك عليها .. ونزل للأرض وبيد خفيفة قطع لها اللي تبيه .. وحط يده على راسها ومشى معها راجعين لمسار طريقهم الأول.. وبطريقه قطف زهره ثانية وحطها بجيبه من غير لحد يشوفه !
وصلت سحر لأبوها : وراكم ؟؟
ابتسمت بمتعة أول مرة تحس فيها : أبد بس شفنا هناك قرقاااص .. جلسنا نشوفه شوي
ابتسم : اييه قرقااااص... أجل تعالي شوفي الحميض !
تنّحت : حميض؟؟؟؟؟؟
مشى قدامها وهو يضحك : ههههه تعالي اوريك اياه
لحقت ابوها وهي مستنكره هالاسم اللي اول مرة تسمعه .. مشوا ثلاثين متر قداام لين وصلوا لـ نوع ثاني من النبات ..غير الأول
ابو خالد : هذا يسمونه الحميض !
قطع له غصن صغييير مخضضر وطرري .. تنتشر عليه الأوراق الخضرا ... وبشكل مفاجئ حطه في ثمـه وكلاه !
شهقت سحر : وش تااااااكل ؟؟؟
ضحك : نبات ينوكل وانا ابوك
سحر : مليان ترااااب وحشرات !
ابو خالد : ما علينا شر ... خذي لك واحد ذوقيه
رفضت في البداية... على وصول محمد وبيان لهم ..
قال محمد : ما شاء الله طلع الحميض هنا
ابو خالد : مدامها امطرت هنا تحرّى له
قطع محمد كمية له وقام ياكلها باستمتاع .. سحر استنكرت وش هاللي ياكلونه .. مجرد نبات اخضر ولاهو مغري !!
لكنها حست انه جد لذيذ من التهامهم "الغريب" له !.. قطعت لها غصن اخضر صغييير مليان اوراق ..
قال ابوها : كلي أوراقه ..
قطعت وحطته بثمها .. بس ما امداها تتهنى ... حطت يدها على فمها ودمووعها بعيووونها من طعمه اللاذع !
محمد ما تحمل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ابوها فطس ضحك : هههههههههه بشري
كان حاااامض ليموووني .. ما قدرت تكمله !
رمته على الأرض وتراجعت بعيد.. معطيتهم ظهرها من وجهها اللي تحووول أحمر !.. خصوصا قدام محمد اللي كان مختلف مختلف مختلف .. ولاهوب محمد اللي تعرفه !.. راااخي الحبل مرررة... متناسي انه بهالمرحلة وبهالوقت بالذات.. لازم يمسك رباطة جأشه أكثر من أي وقت مضى.. هذا اذا كان فعلا خايف عليها ولا يبيها تنجرح.. من المجهول القادم !
لكنه وعلى العكس.. اختار الوقت الخطأ .. اللي يتقرب فيه منها .. متناسي انها من النوع اللي ينجرح بسهولة وانه اعطاءها خيط أمل واحد بهالوقت الحساس .. ما رح يؤلم أحد غيرها !
تجاهل محمد كل هالأمور رغم انه أول واحد يدركها .. وخايف منها .. بس لأنه كان يتمنى لحظة سعادة وحدة معها تجاااهل كل شي بلحظة ضعف !
رجعوا يكملون مشيهم .. وهي ساكته .. وراهم .. قلبها ينبض وطيشها وتهورها .. قاموا يخاطبونها .. خذي الخطوة .. خذي الخطوة .. خذي الخطوة ! ، بهالحالة محمد رح يتقبل أي شي منك !
طلعت جوالها بيد ترتعش .. مترددة .. فتحت صفحة الرسايل .. ودورت اسمه .. يوم اقولكم تراها من النوع اللي كثير ما يتبع قلبه و"ليس" عقله .. وهالمرة اتخذت من "التهور" طريق !
أمامهـا بـ عشر امتار ..
كان محمد حاط عود يابس بين شفاته ومثبتهم بين اسنانه يلعب فيه .. وهو مدخل يديه بجيوب بلوفره ..
رن جواله داخل جيب البلوفر .. بنغمة رسالة !
طلعه بيد وحده واليد الثانية لازالت داخل البلوفر .. فتح الرسالة اللي كانت من رقم غير مخزن عنده !
تعرف إنك
بقلبي
وأدري
انك لشوفتي /~ ولهـان
حبيبـي ليـه
تقتـل حبنـا
مادمـت
تغلينـي
تخفي لوعتك
عنـي
تصـد
وتبـدي النسيـان
وتفضح نظرتك
خافي حنينـك
لـو تراعينـي

توقفـت خطواته .. وسكت طاح العود من فمه.. والجوال جامد بـ كفه.. ما اقول انه انصدم !
لكنه كان .. مذهووول ! ، مشتت ! ، موجووووع !
عرف انها هي .. من غير اسم !
التفت ورا وهو يمشي ..لقاها تدخل جوالها بجيب بلوفرها الطويل وعيونها مبعثره .. ما كانت قادره تطالعه !
نظرته الغامضة .. أربكتها ، ووتّرتها .. ما فهمت مغزاها ..صد عنها وكمل مشيه جنب عمه عشان لا يحس بشي.. أكذب اذا قلت ان الرسالة ما أثّرت فيه .. لا هي أثّرت ولمست الوتر الحساااس ووجعته .. كانت الكلمات تصف حالته معها بالضبط .. سحر صحيح تتصف بالسذاجة في بعض الاحيان ، لكنها ما هي غبية بل ذكية وتفهم حالات محمد.. وتفهم لما يكون ضايق او مرتاح جنبها ..
رجّع الجوال بجيب بلوفره وهو يكتم اللي داخل صدره .. اللي بالقلب خليه بالقلب !
:
×
في مكـان آخر ..
تركي كان يتمشى بروحه .. بمنطقة بعيدة جدا عن المخيم ... اخذ مشوار لما يقارب الـ ساعة الا ربع مشي على رجوله والتلفون بإذنه .. كان هو الآخر يبغى يبتعد عن المخيم اللي اختفى عن مجال نظره .. يستمتع بالجو والخضرة.. يفضل قضاء الوقت مع نفسه بعيد عن الشباب قد ما يقدر .. كان يفضل انه ينطووي عنهم ولا يبالغ بالاحتكاك فيهم ! ، أمر آخر .. اختار مكان بعيد عن المخيم وهو يكلم تلفون عشان يضمن محد يسمعه وخصوصا ان سحر فاجئته بحركتها ليلة البارح !
وهو يكلم ثامر عن أمر صاير يزعجه !
تركي : ماني مرتاح يا ثامر .. البنت صايره ماهي طبيعية !
ثامر بملل وهو بفراشه .. لأن تركي دق عليه من الصبح .. والحين الساعة 7 ونص صباحا : طيب وبعدين ؟.. المطلوب مني ؟
تركي : اقولك البنت وراها شي ..
ثامر وهو يتثاوب : وبعدين ؟ المطلوب من حضرتي وشو ؟
تركي عصصب : تكلم معي عدل
ثامر بملل : الحين باللهِ عليك !.. داق علي من الساعة 7.. ومقوّمني من نومي بالعافية.. عشان تقولي ان هالبنت اللي باطه كبدك من عمرها خمس سنين .. تخطط علي شي ضدك !
تركي : ياخي انا ماني مرتاح من ناحيتها .. كل ما قلت كسبتها ألقى شي استجد !
ثامر بنعاس وهو يحك شعر راسه المعفوس : اقول لا تحطها براسك تراها ماهيب قدك !.. وإسفه الموضوع ولا توسوس واجد .. تراك اذا وسوست مدري وش يصير فيك..
تركي بقهر : البنت وصلت فيها المواصيل تتجسس علي يا ثامر .. تراقبني وين اروح ووين اجلس .. امس سمعتني وانا اكلم اختي جنا تخيل وين وصلت فيها الجرأة !!!
سكت ثامر شوي وهو وده يبكس ولد عمه.. ثم قال : يااااخي بنت مثل هذي مهيب كاشفتك لا تخاف .. تكفى سككر ابي انوووم .. قدامي ساعة قبل الدوام !
تركي بعصبية : اقولك تراقبني ..
ثامر ببرود يبي يسكته : ياخي يمكن معجبة فيك ولا عرفت تقول لك ههههه
ضحك من سخافة اللي قاله .. وتركي ابتسم بسخرية : فكرت فيها ..بس لا البنت .. عاشقه ولد عمها .. الاستاذ محمد بن عبداللطيف.. هه !
ثامر طفششش من جد .. رغم انه ما يعرف هالعائلة ولا يربطه فيها أي علاقة قراابـة الا انه صاير يعرفهم كلهم واحد واحد وبالأسامي.. وكله من سوالف تركي اللي ما تخلص : محمد اللي خليته الخصم لك !
ابتسم تركي بتحدي : ايه نعم .. يا كرهي لي يا شيخ شايف نفسه !.. إن ما طيرته من الكرسي اللي هو جالس عليه يا ثامر .. إن ما قلبت عمه عليه وقوّمت المشاكل بينهم ..ما أكون تركي وانا ولد ابوي !
ثامر : طيب تسمح اسكر لأني والله عارف كل الكلام اللي بتقوله .. اذا عندك موضوع ثاني دق علي بعد ساعتين اكون بمكتبي ..
ابتسم تركي .. ورحمـه : خلاص رحمتك.. واسف اني ازعجتك
ثامر منقهررر : بدري مالت عليك.. وش عقبه عقب ما طيرت النوم اللي جاهدت عشان يجيني
تركي : ههههههه اقول اقلب وجهك..
سكر وهو مبتسم على ولد عمه اللي متحمله .. ثامر يمتاز بطوولة بااال عجيبة وحِلْم ما شافه في أحد من قبله ولو احد غيره ما تحمله ! .. كان ناوي يكلم اخته الصغيرة لأنه قطع المكالمة امس بسبب سحر اللي قامت تتصرف تصرفات غير مفهومة أحياانا ..!.. لكنه لاحظ ان الساعة ما بعد وصلت الـ 8 الصبح فتراجع لأن الوقت لا زال مبكر وهي أكيد لازالت نايمة !
عقد حواجبه ورفع راسه يوم سمع اصووات ناس قررريبة .. بمكان قريب !.. ضحك طفوولي .. وصوت مألووف.. وكأنه صوت أبو خالد !
تحرك ناحية الصوت .. ولأن المكان كان خضضرة .. اشجار وشجيرااات منتشرة بكل مكان ، ما كان قادر يشوفهم او يشوفونه ! .. تحرك بحذر وصمت وهو يسأل عمره وش جابهم هنا..
اقترربت الأصوات وهو يتجاوز الشجيرات لين وقف خلف شجرة ماهي كبيرة لكنها كانت كافية انها تستره .. طل من خلفها وشاااف ابو خالد ، وبيان ، ومحمد ، وسحر ؟؟؟
عجيييييب أمرهم !... طالعين مع بعض ؟!
كان الوضع عند ابو خالد وبيان .. عادي جدا !
لكن الوضع عند .. محمد ، وسحر .. ابد ما هو عادي !
لغة العيوون بينهم كانت واضضحة .. بالنسبة لشخص شديد الملاحظة مثل تركي.. ما كان صعب عليه ينتبه وبكل سهولة .. ان فيه لغة من نوع ثاني بينهم ..!
ابتسم بسخرية .. وخبببث ! ،، هالاثنين عايشين عالم ثاني محد يدري عنه .. لكن هو درى عنه .. شي ضحكه ما يدري ليش !
قرر يطلع عليهم .. ويخلي الموضووع وكأنه صدفة ! .. وهو فعلا صدفة لو فكر فيها لأنه بالأساس ما كان يدري بوجودهم بهالمكان !

عندهم ..
انتبهت بيان لـ "وليد" .. يظهر من بين الشجيرات المنتشررة .. وصرخت وهي تركض : ولللليييييييد !
التفتوا كلهم باستغرراب...
ابتسم ابو خالد : وليد من وين جاي ؟؟
"وليد" او تركي اللي شال بيان وقعّدها على كتوفه : انتوا هنا يا عمي ؟
ابو خالد : من وين ظهرت؟
تركي : كنت اتمشى من وقت ..
سحر ارتبكت ، وتذكرت موقف البارح اللي حطت عمرها فيه.. اخفت نفسها خلف ابوها .. وما تدري ليه "نظرته" يوم طاحوا سوى من الجبل كانت راسخه بذهنها .. كانت نظرة "شريرة" بكل معنى الكلمة.. رغم انه الحين وديييع وكل مرة تشوفه يكوون وديييع .. بس ما تدري ليش ذيك النظرة أثرت فيها .. وبدت تخاطب نفسها انك كنتي "تتوهمين" .. لكن.. وليد فيه وداعة عجيبة .. ما استساغتها !
محمد من جهة ما يدري ليش حس ان ظهووره بهالشكل .. ماهو صدفة !
وتم يناظره وهو يمازح بيان اللي كانت جالسه على كتوفه ومتمسكه بشعرره بمتعة وضحك !
سحر قامت تطالع بوجهه اللي الوداعة تشع من زواياه .. خذتها موجة من الحيرة بشكل مفاجئ وهي تتأمله يمازح بيان بوداعة "مزعجة"! ايه نعم مزعجة !.. ولا تدري ليش هي منزعجة ! كثير مواقف محرجة طاحت معه فيها ،، لكنها ما تحس انها أثرت فيه مثل ما أثرت فيها !!.. دايما ردات فعله كانت وديعة بشكل غريب ! .. ما عدا سالفة الجبل طبعا لأنه أثارت اعصابه بذيك المرة يوم رمت الكلمات بوجهه من غير لا تحسب لها حساب..
لكن..
أمس .. يوم طاحت عليه يكلم !..
وردة فعله يوم اكتشفها !!..
ما تدري ما تدري... فيه شي مزعجها للحين ولا تدري وش حقيقته !
مسكت راسها كالعادة تحاول تتذكر شي ما تدري وش مكنونه.. مو قادرة تمسك طرف خيييط !
الفترة الأخيرة .. ما قامت تفهم نفسها كلش ! وليش وليد بالذات يهيج ذاكرتها المعطوبة نحو شي مو قادره تسترجعه !
تنهدت من قلبها .. وزفرت هوا حااار من صدرها وهي تشوفه يناقز بخفة وبيان فوقه.. ولاهو داري هي وش تحس به بسبـّته !
انتبه محمد لشرووودها ومسكة راسها .. وكأنها مرهقة .. نطق وهو واقف بعيد عنها : تبينا نرجع؟؟
التفت لها ابوها ولاحظ وقفتها .. ردت لطبيعتها وابتسمت : لا بالعكس ..
ابو خالد : ما تعبتي ؟؟
سحر بابتسامة تموووت وما ترجع ما دامها احرزت تقدم مع محمد : ابدن.. ما تعبت
كملوا مشيهم وسحر للحين تمشي بالخلف ..
ابو خالد ، ومحمد بالأمام ..
تركي وبيان على كتفه .. وراهم ..
وسحر ورا تركي ..
بين كل شخص والثاني مسافة أمتار !
تركي وهو يمشي .. حس بـ سحر تتأمله من وراه .. بما انها شاكة فيه حسب ظنه !
التفت بوداعة يتقنها .. ناحيتها وهو ماسك رجول بيان اللي مستمتعة بموقعها .. ولقاها فعلا تطااالع فيه بتركييييز صدمه ! أو خل نقوول "وّتره" .. ما انتبهت انه لاحظها لأنها في الواقع كانت تعصر مخها بهاللحظات .. لكن بلا فايدة ! ..
لازم يأدبها ذي.. مارح تتوب .. كل مرة يستقصد يحرجها لعلها تترك حركاتها الغريبة هذي !..لكنها تزيد بكل مرة !
وقف خطواته وهو حاط عينه بعينها .. لعلها تنتبه للي قاعدة تسويه !
كانت عايشة عالم ثاني من الذكريات الضبابية .. تحاول تلقط شي .. مو عارفه ان تركي يطالعها ينتظرها تشيل عينها عنه
وقوفه عن المشي .. واقترابها منه وهي تمشي خلاها تصحى من الهواجس اللي هي فيها .. كان يطالعها بجرأأأة خلاها تقفط .. احمررر وجهها وهي تنزل عيوونها .. تبي تتجاوزه بصمت
لكنه ما عدّاها لها .. يوم قال وهي تمر من جنبه بهدوء ما ينسمع : بقلبك شي؟؟
انصدمت وهي توقف : نعم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تركي بهدوء دوّخهااااا : فيه شي تبين تقولينه لي ؟؟
بلعت ريقها : ل..لا مافي شي .. كنت افكر ما كان قصدي شي
قرر يسألها يمكن يعرف هي وش قاعده تفكر فيه : حاس ودك تقولين شي؟!
عصصبت : قلت لك مابي شي.. ما تفهم.. يوه !


ἤǿǿ∂ẻ-179 01-08-10 10:08 AM

وتركته معصبة من الأسئلة اللي براسها ..والتوتر اللي عايشته ذا اليومين ، بسبب كثير اشياء ..مشاعرها لمحمد اللي شوي شوي تقضي عليها.. وبندر اللي من غير سابق انذار قام يستحوذ على اهتمامها بشكل غير مفهوم .. وآخرهم وليد اللي .. ودها تفهمه !
ركضت لأبوها ومن غير ما تنطق بكلمة شبكت يدها بيده لعلها تلاقي أمـان فقدته الثواني اللي طافت!
طالعها ابوها باستغراب.. وابتسمت بوجهه ثم كملت تناظر طريقها ..
تركي تحرك بعد ما تركته وهو رافع حاجب .. وساكت !
وش يسوي ؟؟؟
البنت أكّدت له انها ماهي طبيعية ؟؟
وش الحل ؟؟
يتقرب لها ؟؟
عشان يعرف هي وش تبي بالضبط؟؟
بعد دقايق ..
ابو خالد لف لـ سحر اللي كانت ساكتة : نرجع ؟
هزت راسها وهي ترمق وليد وهو يضحك لبيان .. ببراءة وجهه الوديييع : اييه بديت اتعب !
ابو خالد : زين يلله .. لنا فوق الساعة نمشي.. ويبيلنا بعد نص ساعة عشان نوصل للمخيم ( لف لـ وليد) بنرجع يا وليد ..
وليد/تركي مشى وبيان فوقه : انا راجع معكم ..
/
:
في المخيـم ؛
عند شادن اللي كانت جالسه جنب النار .. مع أمها ومرة عمها .. يطبخوون قهوتهم بنفسهم
جت مشاعل وهي معصصبة : وين راااااااااااااااااااااحت ؟؟؟
طالعتها شادن باستغراب بينما ام خالد ، وام محمد مندمجين بسالفة : منهي؟
مشاعل : سحييييير لها ساعة مختفية .. والبنات بيجون الحين !
شادن : يمكن تتمشى
مشاعل : تتمشى لحالها ؟!.. البنت ذي ميب طبيعية من امس !
لمحت أروى ورهف مقبلين من بعيييد.. نست عصبيتها من سحر .. وركضت لهم تصارخ بخررررررشة ..
قامت شادن تبدل ملابسها .. كفاية تفكير فيه !
وكفاية تفكير فيها ، "نهى" !
هي جت هنا عشان تستانس .. وقررت أمس انها تواجهه !.. فلذلك لازم عليها تنسى الحزن لين تحين اللحظة اللي تجبره فيها انها تواجهه .. لازم تتلبس لباس القوة اللي يااما اعترف لها فيه.. كان دايما يقول لها انتي قوية رغم قناع "المسالمة" اللي ترتديه !
ابتسمت بقووة وهي تتوعد عمر.. لازم ترجع الطفلة العنيدة.. تجبره يسوي اللي في راسها "هي" .. مو اللي في راسه هو ! ، لازم ترجع جزء من ذيك الطفلة العنيدة والقوية عشان تبادر بالخطوة اللي ناويه عليها !
دخلت شادن الخيمة وبدلت ملابسها وهي مقتنعه باللي راح تسويه.. (باختصار ناويـه على خطوة جريئة) بس شوفوا متى بتتصادف هي وعمر !
رجعت طلعت من الخيمة وهي ترررركض بحيوية أول مرة تكونها من جت هنا .. ناحية البنات اللي تجمعوا تحت الشجرة وشكلهم يخططون على مغامرات جديدة !
:
×
وصلووا للمخيم بعد مشوااار مشي طووويل .. سحر نست وليد طول المشووار.. وعيونها ما فارقت محمد اللي كل لحظة والثانية كان يبادلها بابتسامات خاطفة تهدّ حيلها .. وتخطف أنفاسها ..
محمد ما كان قادر يلملم نفسه طول هالمشوار .. كان واصل لأقصى مراحل الضعف وجية أبو راهي اللي تأكد وصوله اليووم كان هاد حيله وسالب كل قوة له.. قلبه معوّره من هالجية اللي ما يدري وش بيصير فيها.. كان يبي ينساه .. وينسى ارتباطه معه .. وينسى خطيبته اللي ما يعرفها ،!
وعشان ينسى .. ما لقى الا سحر .. "حبيبته" تنسّيه .. وترسم البسمة الدافية على ثغره ! وترد له المشاعر اللي يحسّها من تطيح عينه عليها ..
يتمناها لكنه للآن .. مو قادر ياخذ هالخطوووة ! ، عراقيييل تمنعه !..وأكبر هالعراقيل هو .. أبـو راهي !
سحر ابتسمت لأبوها وهي ناوية ترجع لمخيمهم : تسلم يبه من زمان ما مشيت معاك
ابو خالد : ريحي رجلك لك اكثر من ساعتين تمشين عليها
سحر : ما عليها شر.. ادهنها بمرهم وبتصير كويسة
تركت المكان وعيونها معلقة على محمد اللي كان سارح بعيييد.. ويناظر شي بالأرض وواضح ان باله مو معاه !
حست بالاحباط لأنه مو معطيها بال.. وتركت المكان بخطوات هادية ناحية مخيم البنات ..
تحرك ابو خالد .. ومعه تركي ناحية مخيم الرجال ..
لكن محمد وقف .. وكأنه تذكر .. نادى على بيان اللي مشت تلحق اختها ..
رجعت له بيان ونزل لمستواها وهو يطلع الوردة اللي قطفها بالـ سر !
محمد بهمس واطي ما يسمعه الا هو وهي : عطيها لـ سحر !
بيان ابتسمت: الله ..مثلي حقتي !
ابتسم بنعومة : خذيها وعطيها اياه ..
خذتها منه وراحت ركض ورا اختها .. اللي دخلت للخيمة الخالية ..
قام محمد واقف.. وتوه بيتحرك طاحت عينه على ولـيد واقف يناظره .. تجاهله وكأنه ما سوا شي وكمل طريقه للمخيم بصمت..
رفع تركي حاجب وواحد ولحقه وهو فاهم بالضبط اللي صار هناك !.. لكنه كالعادة مثّل دور .."الأبله" !
دخلت بيان للخيمة لقت سحر جالسة عالأرض ومطلعه المرهم !
بيان : هذي لك !
رفعت راسها وشافت الوردة الصفرا : لي؟؟
ابتسمت واخذتها : شكرا
بيان : عطاني اياها محمد وقال عطيها سحر ..
طاحت الوردة من يدها .. من الصدمة .. من الخجل !
سحر مو مصدقه : متأكدة؟؟
هزت راسها ايجاااب ..وركضت برا بحيوية..
اخذت الوردة وهي تطالعها .. مو مستوعبة اللي يصير ..
محمد !
خلال ساعتين !
ساعتين بس !
هد حيلــها ..
وسلب كل قواها ،
سوّا اللي مـا سواااه خلال سنتين من العذاب والمشاعر !
حست بالخدر !
تخدددرررت ..
اطرافها .. وروحها .. وقلبها كلهم تخدررروا !
لقت نفسها منسدحه عالأرض فاااقده كل قوووة ! ،
باختصار .. اليومين هذي واللي صار فيها.. مع محمد.. مع بندر .. مع وليد... ما كان شي سهل !.. وما تدري اذا بيكون فيها باقي طااقـة للأيام القليلة الباقية !
طاقتها المتناقصة خلا النووم يخطفها بلحظة ..!
:
×
بعد ثـلاث ساعات !
تركت شادن جلسة البنات عند الشجرة الوحيدة .. وراحت ناحية بساط الحريم .. لقت امها تكلم تلفون وقبل لا تجلس بادرتها بعد ما سكرت : شااادن قبل لا تجلسين روحي شوفي الساطور بخيمة الأغراض ..
شادن باستغراب : وش ساطوووره ؟؟؟؟
أم محمد : ساطور اللحم .. أبووك يبغااه ..
شادن : ههههههههههههه ساطور عاااد !!
أم محمد : أبوك هناك قاعد يذبح ذبيحة ويبي السااطوور..
استغربت ،، ما درت ان فيه ذبيحة اليوم .. فـ قالت باستغراب : ذبيحة ؟؟؟؟؟؟.. ليييه؟
أم محمد : بيجون لنا ضيوووف هاليوميين وبيجلسون معنا
شادن استرسلت بالاسئلة بفضوول شديد : ضيوف مين.. غريبة ليه توكم تقولون ؟!
ام محمد : ابوك توه يقولنا ..بسرعة أبوك ينتظر ومحمد دق يبيها ..روحي شوفيها واتركي عنك الأسئلة.. اخوك من ساعة ينتظر
قامت شادن لا تجيها زفة .. وراحت ناحية خيمة العفش .. وبين السلال وصناديق الأغراض .. بحثت لين طلعت ساااطور كبر راسها .. ارتاعت من منظره العرييض وثقله المختلف عن السكين العادية ،، شالته من الطرف وهي مبعدته عن جسمها بشكل مضحك ..
طلعت من الخيمة بسرعة متهوورة.. وصادفت محمد مقابل الخيمة بحالة انتظار .. اللي ارتاع من اندفاعها
محمد : علللى هووووووونك على هووونك ...!!!!!
سلمته الساطور بأطراف أصابعها .. وهي تقول : وش تبون بالساطور.. وليه مرة وحدة ذبيحة.. ليه تعابلون على انفسكم !!.. سووا غدا مثل أمس رز بالخضار يالله لك الحمد..
ضحك عليها .. وبحركة أرعبت شادن وخلت عيونها تطيير .. حط الساطور على كتفه بيد وحدة .. مثل شيلة السيف.. وقال : مهيب برغبتنا.. تحسبين الشباب يبون يتورطون بـ ذبيحة .. ابوي وعمي.. يبونها مفطح .. فيه ضيف بيشرف !
شادن بفضول اجتاحها ، ما كان عندهم خبر هي او احد من البنات بحضور احد غريب : مين الضيف؟؟
قال محمد يوضح : واحد ينقال له أبو راهي.. بيجي هو وعايلته .. تلقينه على وصوول الحين..
أول مرة تسمع بالاسم : أبو راهي؟؟؟؟
قال : شريك عمل .. لا أكثر..
استوعبت ، "شريك عمل أجل!" .. حست ان الاسم ونبرة الأسم ماهو عادي.. وحتى الحفاوة هذي اللي تصاحبها ذبيحة كاملة ، ومفاطيح .. أكيد لـ شخص ، مو عادي!!
كمل محمد وهو يأشر على عمره من فوق لـ تحت : ما تشوفيني خاااايس بالدم .. كاااره عمري..
انتبهت شادن برعب .. لـ منظر ثوبه الأبيض الملوث ببقع حمرااء في كل مكان ،! ، حست بدوخة ، وغثياااااان!
ملامح وجهها خلت محمد يتذكر موقفها من الدم.. وبخبـث ومكر ، انرسم على وجهه : أوووه !! ، تذكرت!!... انتي موتك ولا تشوفين الدم !
حطت يدها على فمها وجت بتنحاااش... إلا يطلع بندر على الساحة فجأة ، وهو ينادي من بعييد
"محمممماااد.. بسرعة وين الساطور خلنا نقطع اللحم ونخلص من ذي الوهقة"
التفت محمد وهو مثبت الساطور على كتفه.. ومعه اتجهت عيون شادن لأخوها الثاني .. اللي لابس برضو ثوب أبيض .. ملووث بالأحمر بكل مكان .. وحاله ما يقل عن محمد ..
انتبـه بندر لـوجه شادن يعتفس يمين ويساااار .. فهم حالتها لأنها تكـره منظر الدددم بشكل..لا يوصف !
هتف بندر بشطانة : "امسسسكككها محمد"
طلعت عيون شادن برعـب ..وهي تستوعب معنى كلمته .. ومن غير لا تترك يدها اليمنى فمها .. حطت رجلها كـ بداية هروب.. بس لقت ان قبضة محمد القوية تمسكها بكل برود من ذراعها اليمنى اللي مغطيه فيها فمها،
ما قدرت تقاوم يد محمد اللي مسكها بيد وحدة ينتظر بندر اللي كان يهروول ناحيتهم وهو يبتسم ..على منظر شاادن اللي كانت تضرب ذراع محمد بقبضتها بكل قووتها !
محمد ما قدر غير يضحك : ههههههههههههههههههههههههههه .. الله يهدي أبوي بس.. تحسبين كان ودي.. هههههه
شادن حايمه كبدها : بنننننييييدر .. خللللك بعييييييييييييييد
بندر : ههههههههههههههه .. والله ما كان ودي أشارك بالذبيحة ..بس تعرفين أوامر المجلس الأعلى .. الوالد .. لازم تذبح الخروف عشان تصير رجال .. ههههههههه
شادن وهي تنقل عيونها مـا بين هيئتهم الدموية..اثنينهم .. بدهششة وقرف بـ نفس الوقت ، وعيونها طااايره فيهم ،!
أول مرة تشوف أخوانها بهالحال.. حتى أضاحي العيد ..من عمرها وهم يودونها للمسلخ ..
بحياتها أخوانها ما شاركوا بذبح خروف.. ، بشكل عملي عالأقل!! أول مرة .. تشوفهم متلطخين بالدم.. بهالشكل المفجع بالنسبـة لها "هي" !!.. وكأنهم طالعين من جريمة !
حاااامت كبدها وما قدرت تكتم اللي بصدرها .. فقاالت : رييييحتكم خياااااااااااس وخر عني وجع !
سحبت يدها عن محمد .. وتراجعت كم خطوة على ورا تضمن لها مجال للهرب.. لو فجأة استنذلوا..
قالت وهي بعييدة : ليه لابسين الثووب عاجبكم المنظر..
بندر : ههههههه أجل تبينا نذبح بجينز .. والله جينزاتي غالية علي.. عالأقل الثوب إرميه وبداله مليون ثوب.. بس جينزاتي بالدم وش بيغسلها هذي..
كمل محمد : هههههههههههههه ثاني شي.. الثوب تقدرين تتعاملين معه بالذبح .. خفيف وظريف..
شادن بسخرية : هه هه يا ظرفكم .. وعع ما اصدق انكم اخوواااني.. وش بينظفكم بالله قولوا لي..
بندر : هههههههههههههههههههههههههههههه حلوة وش بينظفنا.. حماااام سريع .. مع بختين عطر وترجعين تماااام
انقلبت ملامح شادن مو مقتنعه .. لأن منظرهم بصراحة مفججع
فهمها بندر .. وضحك وهو يكمل : ترا عمر ..الحبيب... ما يقل حالا عنا .. وش بتسوين ؟؟..بتعيفينه هو بعد ههههههههه ..
تغيييرت ملامحها مو مصدقه .. < ما تبي تصدق
شادن : عمر برستيج مو مثلكم وع عليكم ..
بندر ناظر بـ محمد ..ساخر : طالع ذي.. مو مصدقه .. ههههههههههههههه ولا يهمك .. الحين أروح اصوره بالجوال ..وأرسله لك ..
ما ردت عليه .. وهي ساده خشمها بأصابعها من ريحتهم !
كمل بندر عشان يعطيها مجال تتخيل فيه ، وده يضحك : هههههه تبين الصدق عمر غرقان بالدم أكثر مني ومن محمد .. هو اللي معاااون أبوي..محد تجرأ على هالمهمة الصعبة غيره .. ابد متسبح سباااااااااااح بالدم
فهمت شادن قصده ودخلت داخل الخيمة وهي تصرخ : اوووصصصصصص مابي اسمع ..

ضحك محمد وهو يطالع أخوه : ههههههههههههههههههه تعمقت بالوصف الصراحة ..
بندر : ههههههههه اصبر شوي .. لازم الصورة نرسلها لها.. قال برستيج قال (بسخرية) !
راحوا بسرعة يوم سمعوا نداءات ابوهم لهم وهو معصب من بطئهم.. وسلموه الساطور عشان تقطيع اللحم اللي محد منهم قادر يتنازل عن برستيجه ويعااابله ..
اتجه بندر ناحيه عمر .. اللي كان يستعد يخلع قميصه والكشرة على وجهه ،
قال بسرعة " لحظة لحظة لحظة ..."
التفت عمر ويديه على طرف القميص من تحت .. إلا بندر.. فاتح عدسة الجوال ومسوي زووم عليه..
عمر باستغراب .. بنظررة باااردة : وشش تحس فيه بالله !!
بندر وهو كاتم الضحكة : صورة للذكرى !
عمر : وش ذكرى فاضي لك !!.. تسمي الخياس ذا ذكرى !!؟
بندر : اصص احسن لك .. تشيز يلله..
بدال التشيز .. رفع عمر حاجب واحد كـ "رد" .. من حركات ذا السبهه قدامه ..
بندر : هههه يـ عيني عالحاجب.. بتسيّح البنت
عمر بانتباااه : أي بنت؟؟
بندر بسخرية بعد ما طلع صوت الـ "تشك" من الكاميرا .. وهو يقول : كم فيه من بنت مرتبط فيها حضرة جنابك ؟؟
عمر : وش تبي بالصورة .. لا تقول بترسلها لها يالهيس؟؟
بندر : ههههههههههههههههه بالضبط .. حضرتها مكذبتني.. تقول عمر برستيج ما يلمس الـ "خرررروف" < بترقيق الراء .. ( يستهبل)
عمر عصب : لا ترسلها !!
بندر : هههههههههههه كني بشاورك أصلا..
عمر ركض له بس بندر انحاش وهو يضغط "ارسال" .. سحب عمر الجوال..
لقى .. "تم ارسال الصورة" ..
عمر : يالهيس الاربد !
بندر : هههههههههههههههههههههههههههه خايف تطيح من عينها ويا وجهك ..
رمى عمر الجوال عليه من غير لا يعلق.. وراح وهو يشيل القميص الوسخ من على صدره العضلي؛
وقال : أردها لك بيووم
بندر شافه ناوي الحماام : هههههههه لحظة .. أبي الحمام قبلك ..
عمر بسخرية : هههااي.. اقوول انثبر محد ماخذ الحمام قبلي.. أنا أشنعكم
بندر ركض بيسبقه : ههههههههههههههه لحظة ..
الا عمر طار قبله .. ودخل الحمام وسكره بالقفل
بندر : ههههههههههههههههههه ،، هيييين
::
عند البنااات .. تحت الشجرة
شادن + مشاعل + أروى .. ثلاثتهم جالسين من غير البقية
مشاعل وأرووى ..ضحك ×ضحك ، وهم يناظرون الصورة بـ جوال شادن المطنقققرره ..من أخوها بندر،!
مشاعل : ههههههههههههههههههههههههههه ورااااه رايح فييييها !!
شادن بقهرر : بنييييدر.. أحسبه يستهبل يوم يقول برسلك الصورة.. يقهررررررر
مشاعل : هههههههه بس والله هو هو ..عمر .. مافيه شي متغير ..
سحبت شادن الجوال منهم .. بسبب غيرة اقتحمت قلبها فجأة .. يوم شافت أروى تتأمل الصورة بصمت.. وعمق.. كان طبيعي بس شادن ما حسته طبيعي ؛
فهمت أروى الحركة ، وضحكت : ههههههه يا حبي لك يا شادن تغارين.. لا تخافين تراني مخطوبة .. بس قاعدة أقارن بينه وبين خطيبي ههههههه !!
ناظروها شادن ومشاعل بـ دهشة .. فهمت أروى نظراتهم وابتسمت : ههههه عسى ما شر روعتوني !!
قالت مشاعل : ليييه توك تقولين مع هالوجه ؟
اروى تغطي ارتباكها : ههههههه ما جت فرصة ..
ابتسمت شادن بـ خجل غصب عنها : سوري مو قصدي والله.. بس ما حبيت تشوفينه بهالشكل.. أنا ما قدرت اشوفه أكثر من ثانية.. الدم ما اقدر أشوفه يمرضني
أروى : ههههههههههههه بس والله ما شاء الله وسيم .. تراني اقولها بحسن نية يعني لا تذبحيني ..
شادن ضحكت غصب : هههههه .. أقولك مقدر اشوف الدم تقولين أذبحك..
ضحكت اروى : ههههههههههههههههه يعني اتغزل فيه عادي؟
ردت شادن : ههههههههههههههه ترا بيوصل هـ الكلام لـ خطيبك .. يعني اعقلي
اروى وهي تحرك يدها من فوق لـ تحت بطريقة "الغير مهتم" : وييييييييييييه خطيبي عساه يفضى لي.. كل ما بغيت أكلمه حصلته مشغوول
الجملة الأخيرة .. حست فيها شادن نبرة حزن .. خفييييفة مخفية ..ماهي حزن بمعنى حزن.. بقد ماهي .. "احبــاط"
جت شادن بتسأل .. بتستفسر لا إرادياً عن سبب الإحباط الخفيف اللي لمسته ..
إلا بـ جية رهف ..اللي كانت تاركتهم عشان تبدل ملابسها بشي أثقل .. قالت وهي ترمي نفسها عـ الرمل وتتربع قدامهم ..وهم متحلقين تحت الشجرة : وين وصلت سوالفكم؟؟
قالت مشاعل بدهششة وفضووول : وصلنا لـ خطيب أروى .. اللي تونا ندري عنه... عالبررركة لا يكون ما تبين تعزميناا عليه!؟
ضحكت رهـف فجـأأة : هههههههههه .. أجل خطييييب أأررروى هههههههههههههههههههههههههههه!!!
شادن ومشاعل باستغررراب : ليه تضحــكين؟!
كملت رهف : ههههههههههههههههههههههههههههههه معليش بس ذي مهيب كفو خطيب هههههههه
ردت أروى بقهر : رهييييييف كافي تهزييييييئ فيني.. أنا طبعي كذا ما اعرف أرركد!!
مشاعل بحيرة .. فيه سالفة .. بالموضوووع..
شادن ابتسمت وهي كاتمة ضحكتها : متى الزواج يا أروى ؟؟
هدت أروى وهي تسند بظهرها للشجرة بإحباط : حوول الشهرين .. حسب آخر "مسج" وصلني منه..
بدهشة قالت مشاعل : من كلامك.. كأنه اهـو اللي مقرر هذا الشي..
ابتسمت وهزت راسها ايجاب : اييه .. هو ..
شافت رهف سكوتهم .. وابتسمت وهي تكمل : وش فيكم مستغربين؟؟؟
مشاعل : ليه أهـو اللي يقرر؟.. مو إنتـي؟.. او عـالأقل أنتم سـوى؟!
رهف ضحكـت : ههههههههه لأن الاخت ذي مسلمته الخيط والمخيط .. غاااسله يدها من الموضوع كلله.. ههههههه.. بالله عليكم قد شفتوا بحياتكم أكثر من كذا هباااالة !!
أروى : رهيييف اووصص أحسن لك ، هو مرتاح كذا بكيفه..
رهف : هههههههههههههههههه
شادن وهي تناظر أروى : ومين سعيد الحظ اللي يحصل له مثلك ؟؟
اروى وهي تلعب بأصابعها : "ولد عمتي.."
شادن بابتساااامة : اهااا.. ما شاء الله مو بعيد.. تدرين أحسن عشان يعزك ويكرمك ..إنتي منه وفيه..
ابتسمت أروى لـ شادن..ابتسامة امتنان.. على هالكلمات المداوية الرافعة للمعنويات!
شادن فهمت مغزى الابتسامة .. وقالت : ليه مستغربة من كلامي.. ولد عمتك من لحمك ودمك ،، وش بتتوقعين منه غير كذا ؟!
ضحكت أروى بإحبـاط : هههههه .. أنا دفشــة يا شادن .. بعطيك إياها على بلاطة ..
عقدت حواجبها شادن باستغراب تبي تفهم.. ومشاعل فهمت المغزى عقب لحظة .. وبعدها غصصب غرقت بنوبة ضحك .. غرقتها معها رهف ، اللي فاهمه أساساً القصة كاملة.
رهف ومشاعل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه!!
كملت أروى وهي تناظر شادن بعيونها ، متجاهله اللي يضحكون جنبها كأنها ما تسمعهم : وحرركة وفوضوية وحيوية فوق الحد الطبيعي .. عكسه اهـو !
قبل لا ترد شاادن .. فصخت شبشبها .. ورجمت كل وحدة فيهم بـ فردة الشبشب .. وهي معصبة : هوووووووووص انتي وياها .. انطططمووووا
اروى بضحكة : ههههههههه خليهم يضحكون ..
قطع عليهم رنة جوال شادن .. ويوم سكرت رفعت راسها للبنات : ماما تنادينا .. تقول الضيوف بيوصلون الحين لازم نرجع !
مشاعل باستغراب : ضيوف مين؟؟
شادن : والله مدري بس شكل ابوي وعمي يعرفونهم..
مشاعل لـفت لأروى : أنقذوك الضيووف هالمرة هههه
قاموا راجعين للجلسة اللي جالسينها ام خالد ، وام محمد ينتظرون الضيوف ..
وكلها لحـظات .. وتقبل عليهم من بعيد .. سيارة راقيـة موديل 2010 منعكس على سوادها أشعة الشمس الساطعة ..، قاموا لها أبو خالد ، وأبو محمد عشان يرحبون فيهم !
وقفت مشاعل جنب البساط وهي تسمع أصوات عمها وأبوها واصل لهم .. يرحبون ويهلّون بحفااااوة بالغة !
دقايق ،!
وأقبلت عليهم حرمة .. ووراها وحدة أصغر منها !
فهمت من هيئتهم إنهم أم وبنتها .. لأنها سمعت ان الضيوف اللي جايين عايله كاملة ،!
ام خـالد التفتت لـ مشاعل وهمست لها بسرعة : مشاعل حبيبتي .. روحي صحي سحر لها أكثر من ساعتين نايمة .. قومي خليها تصحى وتجي تسلم عالضيووف يكفي نووم..
مشاعل : ان شالله

نوف بنت نايف 02-08-10 01:47 PM




×
/

الـ جـــــزء 21 :smilies_016:
(1)
-----------------------------------------


وحانت اللحظة ..
وصوول ابو راهي وعايلته ..

ام خـالد التفتت لـ مشاعل وهمست لها بسرعة : مشاعل حبيبتي .. روحي صحي سحر لها أكثر من ساعة نايمة .. قومي خليها تصحى وتجي تسلم عالضيووف يكفي نووم..
مشاعل : ان شالله

:

دخلت للخيمة .. وعلى طول ناحية سحر المتغطية ببطانية تصحيها..
هزتها : سحووور قومي.. جوا ناس برااا قوووومي..

فتحت عيونها "المرهقة".. اللي الهالات السودا بدت تتضح تحتها : وشو مشاعل كم الساعة ؟؟
مشاعل بعجلة : قومي الساعة وحدة .. وانتي من 11 نايمة.. قومي فيه ضيووووف برا ..

فركت عيونها .. وبتقطيبة نعسانة .. باهتمااام : ضيوف مين ؟؟
مشاعل : ما أدري..ابوي وابوك يعرفونهم زيين .. قومي غسلي وتعدلي لا تطلعين عليهم بهالوجه المنفوخ ... شكلهم ناس كشخة مرة .. بسرعة أمك قالت لي اقومك..
سحر باستغراب.. وهـدّة حييل : طيب طيب الحين جايه ..

قامت وهي تتمطط والنعاس في جفوونها .. هالنوومة البسيطة أحلى من نومة الليل اللي ما نامتها أمس مثل الناس. والسبب بندر !
طاحت عينها عالوردة الصفرا .. جنب المخدة ! .. ابتسمت بنعووومة وهي تشيلها وتدخلها بجيبها
:

خذت لها جينز أزرق من الشنطة .. وتي شيرت أصفر بيـاقة ماركة لاكوست .. وعلى طول على دورة المياااه .. تغسل وجهها وتبدل ملابسها المنعفسة من النوم..
عقب ما لبست .. لمت شعرها ذيل الحصان ورتبت قصتها على جبينها بشكل مايل .. كحلت عيونها .. ولونت شفاتها الوردية بـ قلوس زهرري لامع .. نهااري ..
حطت النظارة الشمسية على جبينها .. وطلعت وهي تسأل نفسها مين هالضيوف اللي شكلهم .. من كلام مشاعل.. مهمّيـن !!

وصلت للبساط وهي تتخيل فـ راسها ..إنها بتلقى عدد كبير من الضيوف .. ما يقلوون عن خمسة .. لكن اللي صادفها .. حرمة وحدة .. جالسه مع أمها ، ومرة عمها ، وأم محسن "أم أروى" اللي شكلها توها جايه ..

ليه تخيلت ان الضيوف بيكونوون كثااار ؟؟.. ههههههههههههههه.. مشيعل كالعادة وأسلوبها اللي يلف راس الواااحد !

تقدمت بهدوء ..وقدمها توطي عالبساط .. ماشية ناحية "الحرمة" .. اللي شكلها أكبر من أمها.. بمنتصف الأربعينات .. لا .. بآخر الاربعينات .. مو نحيفة ، .. بس ماهي سمينة .. يعني مكتنزه !!
هاديـة الملامح .. بس صوتها واضح .. وواااثق..

وصلت وهي تاخذ هالانطباع الأولي عن هالمرأة .. وقالت بصوتها الناعم : السلام عليكم.. يا خالة
ارتفع عينها لـ سحر.. وابتسمت ترد التحية .. صافحتها وسلمت عليها وخذت أحوالها ..

قالت أم خالد بابتسامة : وهذي عاد .. سحر بنت أبو خالد..
أم راهي وهي تقيّمها : ما شاء الله تبارك الله .. هذي بنـت الشريك .. الله يحفظها .. مبين عليها كبر بنتي .. كم عمرها ؟
أم خالد : 20 سنة
أم راهي : ايييه ما شاء الله .. أبد حوول بنتي تقريبا ..

تلفتت سحر يمين ويسار ما شافت أحد ..
قالت أم خالد : البنات توهم قايمين من عندنا .. مدري وين راحوا
سحر بهدووء : بروح أدورهم ..

تجاااوزت المخيم للخلااا المفتووح .. ما لهم حس .. راحت عند الشجرة .. ما لقتهم ..
فـ دقت على جوال شادن : شدون !

ردت شادن بصوت مرررح : هههههههههههه هلا سحر.. ما شاء الله صحيتي
سحر وهي تحك راسها تبي تصحصح من النوم اللي مثقل جفونها : اييييه وينكم لفيت المخيم ما لقيت أحد ..
شادن : ههههههههههه يا عوومري رحنا عنك .. وينك انتي ؟؟
سحر : انا عند الشجرة ! ، انتوا وين؟
شادن : اتركي الشجرة وتعااالي سيدا ..
سحر وهي تتلفت بحيرة .. وماسكه الجوال : وين سيدا فيه .. ما اشووفكم..

شادن : احنا تركنا المخيم ورااانا .. رحنا بجولة استكشافية صغيرة..
سحر تنشطت : مااالكووم دااااااااااااااااااااااااااااعي.. مصآآخة

شادن : بتجين والا طسسي
سحر : هين شدين اوريكم .. أهم شي وقفوووا .. انتوا النقط الصغيرة اللي هناك < لمحتهم صغاااار مرة من بعيد

شادن : ههههههههههههههههههههههههههههه ايه احنا النووقط الصغيرة .. يلله اركضي.. لك دقيقتين فقط لا غيييير ، بسرعة عشان نعرفك عالـ بنوووتة الجديدة

سحر باستغراب : بنوووتة مييين بعد..لا تقولين لقيتوها بالصحرا مثل الخبلتين اروى ورهف ؟!!
شادن : هههههه بنوتة الضيوف .. بتجين ولا شلووون؟؟
:
/
لبست الكاب والنظارة الشمسية.. وطااارت تركض ناحيتهم .. ناحية النُقط الصغيرة البعيدة ..


عند البنات .. اللي وصلوا لمكان بعيييد
رهف اللي وقفت مع شادن تنتظر والبقية كملوا طريقهم : هههههههههههه وراها طايره ؟؟
شادن بضحكة : هههههه أنا قلت لها استعجلي ولا بنختفي عنك هههههه خليها تتنشط


وصلت لهم سحر وهي تللللهث .. انحنت وهي حاطه يدينها على فخوذها وأنفاسها بتتقطع من الركض !
قربت شادن اللي كانت جادله شعرها جديلة فرنسية على جنب بشكل جذاب وخصل قليلة متطايره حول وجهها .. وهي تضحك : هههههههههههههه وش هالنووووم بغينا نروح عنك
سحر بقهر وهي تستقيم واقفه عقب ما هدت انفاسها : ليه ما انتظرتوووني ولا حتى فكرتوا تدقون علي !
شادن : هههههه تعاااالي بس البنات سبقوووونا ..

رفعت سحر عينها ناحية أروى ، ومشاعل ، وبنت ثالثة ! كانت يمشوون بعيد وسابقينهم !
سحر بفضوول : مين هي البنت ؟؟؟

قالت رهف وهم يمشون عشان يلحقونهم : تراك شفتيها من قبل يا سحر !
ناظرتها باستغراب : أنا شفتها ؟؟؟؟ متى ؟؟؟ (تحمست)
رهف : ههههه الحين بتتذكرين .. بس مدري ان كانها بتعرفك ..
سحر بحماااس : تراني تحممممست !

لحقووا البنات اللي وقفوا يتأملون شي بالأرض ..
قالت شادن بصووت عالي : انتوا هيييييييييييييييه لحظة شوووي ..

التفتوا لهم ثلاثتهم بلحظة وحدة .. وطاحت عين سحر على البنت اللي كانت تطالعهم بنظرات .."هاديـة" .. من غير أي تعابير على الوجه !... حست بـ هالة مجهولة تحيط فيها ..
ابتسمت سحر بوجهها وهي تقرب لكن كان ردة فعلها انها نزلت عيونها بالأرض ..ورجعت تطالع باللي كانت تطالعه من غير اي ردة فعل !
ما استغربت ... زادت ابتسامة سحر .. البنت منحرجة يمكن !!

وصلوووا ..
قالت أروى : وينك يا شييييخة !!
ابتسمت سحر بنعومة : كنت نايمه توني صحيت ولحقتكم على طووول
أروى بضحكة وهي تأشر على البنت الواقفه بصمت : سحر تتذكرييينها ؟؟؟
ناظرت سحر في البنت اللي كانت تطالع فيها "بهدووء وبرودة أعصاب" .. وتفحصتها بسررعة ثم قالت يوم حست انها شافتها قبل هالمرة : اييييه صح أحس شفتها من قبل !
أروى بضحكة : كانت حاضره للعزيمة اللي في بيتنا .. تتذكرين؟؟؟
رجعت سحر باستغراب تناظر فيها .. وضحكت باحراج : هههه يمكن .. مع اني مو قادره استرجع اشكال كل اللي حضروا ..
اروى بابتسامة : سحر .. هذي بسمة .. أكبر مني ومنك بـ سنة.. تو كنا نقول انها كبر شادن بنت عمك !
قربت شادن بوناسة : خخخخ أخيرا لقيت وحدة بعمري.. خلاص انتوا بزرران مابيني وبينكم أي شي !
ابتسمت سحر وهي تتأملها .. وقالت : تششرفناااا بسمة !
أخيرا ابتسمت بسمة.. ابتسااامة احراج وارتباك : شكرا ! تشر..تشرفت أكثر !

/
:

عند الشباب ..
داخل الخييييمة.. وعقب التراااحيب اللي ما وقـفت ! ، والحفااااوة اللي كانت حااارة جدا !
أبو خـالد بتررررحيب مستمر .. وهم يجلسون : حيا الله من جانا .. تو ما اسفرررت يا ابو راهي !
ابو راهي بابتسامة عرريضة وصووت جهوووري وهو يسند ظهره للمسند ، وسبحته بيده ، بالنسبة له ما يتوقع أقل من هالحفاوة لانسان مثله : الله يسلمك ويخليك .. مسفره فيكم يا ابو خالد ..
ابو خالد : ما بغيت تجي الله يهديك.. ليتك معنا من الأول والله ما تحلى الجلسة الا بوجودك الله يطولنا بعمرك!
ابو راهي ضحك : هههههههه مشاغل يا ابو خالد.. زين اني قدرت اجي.. المهم بشرنا عن الجو والله سنين ما طلعت مثل هالطلعة الزينة !
ابو خالد : الجوو يرد الروح .. وان شاء الله هاليومين تمطر ودنا نشوف المطر من زمان عنه

والتفت للشاب اللي كان جالس جنب أبوه وابتسم : شلونك يا راهي عساك بخير
رد الشاب اللي كان على مشارف نهاية العشرينات : بخير طال عمرك بشرنا عنك
ابو خالد : بخير .. وينك الله يصلحك ؟؟ من عرفت ابوك ما شفتك الا اليوم..

ابتسم ابو راهي بـ زهو من طبعه ، وكمل عن ولده : قايلك هالولد ما يقر بالديرة أبد .. من ديرة لـ ديرة .. توه راجع قبل يومين وحلفت عليه يجي دامك تبي تشوفه
أبو خالد : ههههههههه الله يصلحه.. مسافر لـ دراسة؟
ابو راهي : ليته لدراسة .. كل يوم في ديرة تسميها دراسة..هههههه خلها على الله

كان محمد مشغول بتقديم القهوة للضيووف .. قام بندر يساعده وهو كاره من جوا نفسه وجود هالانسان اللي اسمه ابو راهي !.. ما توقع يكون شكله كذا !.. واضحة عليه القوووة والسلللطة والشخصية الحديدية ! ، ما ينكر انه أوول مرة بـ حياته يشوف رجل مثله بهالهالة من العظمة اللي تحيط فيه ! ، توه ألحين يعذر محمد .. وتوه يفهم شعوره يوم كان يقول ان الوضع صعب جدا..
لكن؟؟
ابتسم بندر لـ نفسه .. والشيطان لقا له طريق !
يمكن ..يا بندر !.. تكون هذي فرصتك !
عشان تزيح محمد عن طريقك !
محمد
اللي واقف حجر عثرة بينك وبينها !
محمد
اللي حاجب مشاعرك عن سحر
وحاجب عيونها عنك !

وعى على عمره وهو يلعن الشيطاااان... الله يلعنك الله يلعنك.. الله يلعنك
بدا يكره نفسه على هالشي اللي بدا يحسه .. ناحية محمد !
الغيرة ليش قامت تقتله!
ليش قامت تتلاعب فيييه !
ليش يحس انه بدا يتغير ؟؟
ناحية محمد؟؟
ما يبي ولا يتمنى هالشعور ! ، شعور كرررييييه ان حالة محمد هذي .. بدت تروق له !

استغفر رببببه ! ، ثلاث مرات
وتذكر وعده لـ نفسه !
وعده انه ينساها ..
وهو فعلا بدا هالخطوة .. ولا يمكن يتراجع فيها .. أخذ خطووة كان يخاف ياخذها من زمان.. وهذا هو خذاها بعد ما تعب .. وبدا يحس ان سحر لا يمكن تحس فيه.. اخذ الخطوة انها ينساها ويقسي قلبه ناحيتها ..

انتبه لـ محمد يحط الدلة على جنب .. ويطلع من الخيمة بصمت ... بملامح ضييق وحزن !
نسى بندر مشاعره "الكريهه".. وعشان يحافظ على مشاعر الأخوّة "المتزعزعة" داخله .. اتخذ الخطوة وقااام يلحقه .. ما يهم مشاعره .. ما يهم الألم .. اللي يهمه انه يظل مثل ما هو .. يحافظ على الباقي داخله ناحية محمد .. مهما كان!

هروول لـ برا .. لناحية ملعب الطائرة .. لقى محمد جالس تحت العموود ومسند ظهره عليه .. وحالته يُرثى لها ! .. كان عايش مع سحر هاليوم أحلى لحظات عمره ، عاش بسعادة لا تضاهى ذيك الساعات .. لكن جية أبو راهي زادت الألم لأنه يحس بالعجز والضعف ... وده يعللللن رفضه .. وده يتراجع ..لكن مين بيساعده ؟!!

حس في بندر .. يجلس ويتربع بكل حنية قباله : محمد ؟
ما رد .. ووجهه للأرض بصمممت مطبق
بندر بمرح حزين : حمودي !
رفع محمد راسه أخيرا .. وعيونه تلمع من الحزن : شفته ؟؟
ابتسم بندر : شفته ... وتبي الجد .. تراه ما يخوووف .. أقدر بنفسي أروووح الحين واقوله ترا حمودي اخوي ما يبي بنتك دوّر لها أحد غيره .. ياخي العالم مليانه مافيه الا انت اللي بتضف بنته..
ابتسم محمد بشكل ساخر ممزوج بالحزن : أحيان يا بندر اقول لنفسي ليتني كنت واحد فاشل عالأقل ما تطيح عين ابو راهي علي ويختارني !
بندر وهو ويلكمه على خفيف بصدره : هووونها وتهووون .. ليتك تجرب وتحاول تصارحه .. قلت لك من قبل كلمه يمكن يفهمك .. حاول هالمرة لا تكون ضعيييف

قال محمد وهو يتنهد : قلت لي.. وقلت لك اني متوتر من هالخطوة !.. مدري وش بيصير من وراها !
بندر بأللم (وهو يتجاهل مشاعره الشخصية) : توكل على الله.. وصدقني اذا حسيت انك ما تقدر قووولي انا بفجججرها ولا علي من احد
ضحك محمد يغالب قلقه : هههههه عارفك وعارف تهوورك... وعارف انك تخفي شي ما تبيني أدري عنه !!!! ( قالها بشكل مفاجئ)

انصدم بندر من كلامه المفاجئ.. وتوترت ملامحه.. ولا قدر يخفيها رغم انه حاول ،.
محمد بحزن : من متى تخفي عني شي يا بندر.. من متى بس أبي اعرف !
بندر بنبرة أكثر حزن .. وهو يبعثر نظره بيديه اللي في حضنه..وببراءة طفل : لا تسألني يا محمد لأن اللي فيك مكفيك.. اللي فيني بيزيدك صدقني.. عشان كذا افضل لك ما تعرف
ضاقت عيون محمد .. وقال بصوت واطي : وعلى بالك بكلامك هذا انا برتاااح.. انت زدتني قلق الحين
ضحك بندر يقاله بيغطي على شي بدا ينفضح من داخله .. شي بدا يظهر لـ محمد : ههههه ياخي ارتاح وخلنا بمشكلتك ..انساني الحين تكفى ولا عاد تسأل
محمد باصرار : انت مقلقني ذا اليومين منيب مرتاح من ناحيتك ابد.. عشان كذا اذا عندك مصيبة طلعها وخلني اعرفها من الحين

مصيبة!
مصيييبة !!
بالنسبة لي هي أكبر من مصيبة !!!
دايم اسأل نفسي يا محمد ؟؟
دايم أتخيل ؟؟
وش راح تكون ردة فعلك؟؟.. اذا عرفت عن اللي أحسه ناحية البنت اللي تتمناها انت..مثلي !
دايم اتخيل..
عجزت اتخيل طبيعة ردة فعلك
ولا أدري وش بتسوي اذا دريت !!

محمد : بندددر !!
رفع عينه لأخوه بصمت .. وكمل محمد : تكلم علمني !
ابتسم بندر : واذا قلت لك ما عندي شي اقوله
محمد : وتحسبني بخليك ؟؟؟؟
بندر : مصيرك بتمل لأني مارح أقول شي...

وقام واقف : وقووم الحين صحصح واضحك ومشكلتك مصيرها بتنحل .. كلمة من عمي لأبو راهي ذا وكل شي بيصير تمام
تنهد وقام محمد واقف معه : قلت لك عمي خله برا الموضوع.. الوضع حساس الحين مابـي اي شي يوتر العلاقة بينهم فاهمني ؟؟
بندر : هههه طيب طيب خلاص انا عطيتك نصيحتي وانت تصرف

محمد وفكرة كلامه مع ابو راهي بدت تسيطر عليه لأنها هي الحل المتوفر قدامه ، هذا غير حنة بندر عليه على هالحل : يصير خير .. بفكر هاليومين .. ويمكن اكلمه
بندر صفففر : هذا محمد القوي اللي اعررررفه .. ياخي مو لايق عليك الضعف انت ما يلبق عليك الا الشخصية القوووية
محمد مشى وهو يضحك : ههههههههههههههههههههههههههه لا تكبر راسي
بندر لحقه وهو وده يززززنطه .. مشكلتي انك اخوووي هذا بلااااي ولا من زمان قالعك من طريقي ..
:
×

في الخيمة .. عند الرجال ؛
الشباب طلعوا ما عدا تركي !

تركي كان جالس بصمت وهو يتأمل أبو راهي اللي كان يسولف... منصدم من الشخصية اللي جالسه قدامه .. نفس الشخص ونفس هالته اللي تتبعه.. ثاني مرة يشوفه على الطبيعة.. لكن هالمرة عن قرب ... يعرفه بالاسم.. وقرا له مقابلات في مجلات وصحف أجنبية لما كان يدرس برا .. كان يهتم باقتناء المجلات المتخصصة بمجال التجارة والأعمال .. وقرا كثير مقابلات تمت مع هالشخص اللي اسمه أبو راهي.. مجلات اقتناها ولا زال يملكها للآن ! ، بس ما صدق انه جالس قباله الحين وقررريب !
أبو راهي شخصية فولاذيـة ..نادرة .. وفريدة !
ثقة !
سطوة !
صوت جهووري !
عقلية تجارية .. واستراتيجية خارقة للعادة !
عشان كذا له اسمه بالدول الغربية قبل العربية !

ابتسم تركي بخبث ..واستمتااااع... وهو يتأمل ابو راهي بـ جلسته ووضعيته وسواليفه .. غروره وسطووته والعظمة اللي هو عايش فيها !!
خصصم ماهو سهل !!.. صعب صعب يعترررف بهالشي .. لكنه قرر ياخذ الطريق الصعب وأبو راهي رح يكون له أصعب اختبار.. طبعا بعد ما يتخلص من أبو خالد !.. ويرجّع أمجاد أبوه وأمجادهم.. يكفي الفترة اللي عاشها بعز عمّه وأهل أبوه .. 15 سنة عاشوها بعز صحيح !.. لكن ماهو عزه وعز أبوه ، بل عز عمّه اللي وقف معهم ولا زال طول ذيك الفترة !!

رجعت الحررررة تملا قلب تركي وهو يشوف ابو راهي وابو خالد يتبادلون السواليف وضحكهم وااااصل لآخر الدنيييا .. حرررررة كل يوم تزيد وهو يشوف ابتسامته .. ضحكته.. سعادته... وأبوه طايح هناك نسى طعم الفرح بالدنيا ..
أكررررررررررررررهك يابو خالد
أكرررررررررررررهك ونفسي أقتلك اليوم قبل بكرة !
أكرررررهك وودي أنهيييييك هالساعة .. هالدقيقة !!

انتبه تركي من هواجيسه على أبو راهي يأشر عليه بيده.. وهو يشاور ابو خالد : مين هالزين ؟؟؟
محى ملامحه المحتقنة بالكره والغضب .. ورجع لوداعة صار يتقنها بجدارة .. وابتسم
ابو خالد بابتسامة : هالزييين ماهو مثل غيييره !
ابو راهي : ما شاء الله ما تعرفنا ..

رد تركي بثثثثقة جاااااامحة عرف انها رح تلفت نظر الهامور "ابو راهي" ، وهذا اللي يبغاه : معك ولييييد يا عم .. واحد من معجبينك
رفع ابو راهي حواجبه باستمتاااع : معجب ؟؟ ههههههههه لا يكون تبي توقيعي ههههههه

صحيح هامور وداهية.. بس فيه ثقالة طينة شوي .. ضحك تركي وهو وده يوطاه برجله : هههههههه ليش لا.. طال عمرك قريت عنك كثيييييير
استانس ابو راهي وعجبه الموضوع : وين قريت عني ؟؟

طبعا لا يمكن يقول مجلات اجنبية.. لكنه استغل الفرصة عشان يحسن صورته في نظر ابو خالد ويلمح له انه ماهو مجرد واحد على باب الله بالعكس صحيح فقير لكنه عنده خطط لمستقبله .. بس يبي الفرصة !
قال : من المجلات والجرايد ..
قال ابو راهي باستغراب : انا اغلب مقابلاتي بالمجلات الاجنبية ..قريتها ؟؟

ضحك تركي واستدرك قبل ينتبه ابو خالد : ههههه لا وين... قريتها بوحدة من مجلاتنا.. يترجمون لك مقابلاتك طال عمرك..
ابو راهي قام يقيّمه بصمممت .. وقال بهدوء بعد لحظات وكأن وليد بدا يسترعي اهتمامه : اها ... الا ما قلت لي يالشيخ.. وين تشتغل ؟؟؟

جاوب ابو خالد هالمرة : يشتغل عندي هالفترة ...
تركي كمممل : بس مو شي كبييير .. يعني سايق على قد الحال هههه.. وقبلها مراسل ههه
وضحك شوي يقال منحرج .. وابو راهي قام يهز راسه من الكلام.. وناظر بأبو خالد : الحين هالولد يشتغل عندك سايق !!؟
ابو خالد : اييييه مبدئيا ..

"مبدئيا".. تراها كلمة وراها شي ؟؟؟
تركي ركز في أبو خالد اللي قام يناظره وهو مبتسم : انا قايله قبل نجي هنا..اذا وافقت عالشي اللي بقوله لك .. بتتحسن أحوالك.. أبيه عندي بالشركة.. لكن قبل يجي لي بالشركة وراه مشوار طويل !!
رفع تركي حاااجب لأن ابو خالد لـ ثاني مرة يلمح له مثل هالكلام ... وابتسم وهو يحس ان فيه بشاير خير من ورا هالكلام ..

قال ابو راهي وهو يختبر هالولد اللي قدامه .. كجزء من طبعه .. وحركة اعتادها اذا لفت شخص اهتمامه : الا يا وليد .. مدامك تقول انك تقرا مجلات الاعمال وتطلع عليها .. اكيد عندك معرفة بهالعالم ولو كنت على قد حالك..

بدا الموضوع يحلو بدا هههههههه..
قال بثقة ونبرة مبطنة : اعرررف اللي يمكن ما تتوقعه انت طال عمرك !
رفع ابو راهي حواجبه ورمى على ابو خالد نظرة استعجاب.. ورجع يناظره بتحدي خفيف : هههه متأكد ؟؟؟
تركي وهو كاتم الضحكة ومستمتع بهالحوار : جربني طال عمرك .. اسأل اللي تبي رح أقدر أجاوبك.. انا صحيح غلبان .. بس فيه كثيييييييير أشياء عمي ابو خالد ما يعرفها عني ( ورمى نظرة على ابو خالد )

تقدرون تقولون اختار الوقت الأنسب عشان يتّخذ هالخطوووة اللي كان يبيها من زمان !! .. صحيح في نظرهم فقير وغلبان .. لكنه بالنسبة لنفسه شخص مليان مفاجآت... وكل اللي يبيه يستخدم أسلوب المفاجأة مع أبو خالد عشان يمشي الخطوة التالية ! ، ابو خالد اللي كان يظنه شخص غير متعلم ومحدود الفكر.. لكن لا.. هو كان يبي يفاجئ ابو خالد ويعكس توقعاته .. ويخليه يكتشف ان وليد رغم فقره .. الا انه شخص مطّلع .. وعدم دراسته كل المراحل الدراسية.. ما منعه من القراءة والاطلاع.. وتوسيع أفاق عقله ! ، رح يفاجئه رح يخليه مستحيل يفكر يستغني عنه !!

أبو راهي بصوته الجهووري المسيطر : واثق من نفسك يا وليد
ضحك تركي ضحكته العذبة اللي تلفت كل من يشوفها : هههههه نقاشي معك يزيدني ثقة بنفسي يطولي بعمرك .. من حقي ولا شرايك

كلمات المديح تنفع مع ابو راهي كثييير .. اللي ضحك وكمل : هههههه زيييين بعطيك سؤال بسيط .. يعني من اساسيات ادارة الاعمال.. بشوف وين ثقافتك وصلت مدام تقول انك تقرا ؟؟؟

تركي بثقة لفتت نظر ابو خالد .. تغيّر وليد ..الثقة هذي حولته لانسان ثاني : واسأل ولك اللي يجاووبك طال عمررك !

ابو راهي ابتسم : طيب يا وليد ... وش الفرق بين المركزية واللا مركزية بأي شركة ؟؟

ههههههههههههههههههه .. من جدك انت ؟؟؟.. سؤاااال سهل يا ابو راهي توقعت شي اصعب هههههه ما أصدق اني أجاوب على سؤال سخيف مثل ذا !!
بس ابو خالد عجبه السؤال لأنه بيطلعه على مدى ثقافة وليد اللي الظاهر يخفي كثير اشياء ما اظهرها للحين ..و بتعتمد على اجابته.. أمر يفكر يسويه مع وليد لما يرجع الرياض ويعتمد قراره على وليد نفسه !!

رفع تركي عيونه فوق يقاله يتذكر.. رغم ان الجواب في مخه !!
قال بعد ثواني وهو يناظر ابو راهي : طال عمرك كلهم يعتمدون على الهيكلة التنظيمية .. يعني اللي اعرفه ان المركزية معناها تركيز السلطة بأي شركة على مستوى معين وأي قرار يتم مهما كان.. يتم عن طريق مركز السلطة مثل رئيس الشركة مثلا او المدير التنفيذي.. أما اللامركزية.. تكون المهام موزعة بشكل أشمل مافيه سلطة مركّزة على مستوى واحد.. الكل يشارك باتخاذ القرار كلن على حسب مجاله .......

قالها باسترسااااال وسلاسة غير معقولة بالنسبة لشخص مثله .. كان عارف اللي يقوله ..وقاله بثقة غاااامرة خلت ابو خالد يطالعه مو مصدق ...
ابتسم تركي وحك راسه يقال منحرج لأن ابو خالد نظراته مبهوته : هههههه هذا اللي قريته... ايه ترا عندي ذاكرة قوية عشان كذا اذا قريت شي احبه مستحيل انساه بسهولة او يطير من مخي ببساطة

ابو راهي ضحك : ههههه جوااابك مثالي ! .. اجل قلت لي تحب الادارة ؟؟؟
ابتسم وهو يرمي على ابو خالد نظرة اللي ابتسم غصب عنه : اييه و"أتمنى".. اصير مثلك ومثل "أبو خالد" بيوم من الأيام ..
ابو خالد فهم تلميحه : بتصير ان شاء الله توك العمر قدامك
تركي استانس : يعني بتساعدني يا عمي ؟؟
ابو خالد : اييييه مو قلت لك انت صرت مثل ولدي خالد... ودي اساعدك ومنها انت بعد تساعدني

قال ابو راهي باستمتاع : طيب سؤااال ثاني .. عشان نتأكد ههههه ؟؟
تركي بونااااسة لأن ابو خالد كان مشدود له لآخر حد.. وهذا اللي يبيه ويشكر الله ان ابو راهي جا اليوم واختصر عليه الطريق.. وساعده بالخطوة الجديدة اللي كان يحتري الفرصة عشان يوصلها : اسأل وبعصر مخي عشانك ههههه !!
ابو راهي : هو أصعب من اللي قبله يعني يبيله تفكير وثقافة أشمل بهالمجال..

هههههههههههه .. يا حليلك يابو راهي.. تراك ما عرفت منهو اللي قدامك
ابتسم : بحاول !
ابو راهي بخبرررته الوااااسعة بدا يتحدث : لكل شركة لازم لها نظام محدد تمشي عليه أمورها.. هالأنظمة الحديثة تختلف عن بعضها والمدير الذكي اللي بيعرف يختار الأنسب لمؤسسته.. عشان كذا وانا ابو راهي فيه امور اساسية تعتمد عليها اختيار النظام .. وش هي حسب وجهك نظرك ؟؟

سكت تركي..
ضحك ابو راهي بصوته الجهوري والمرتفع : تبيني ابسط لك السؤال كان ما فهمته..

جواااابه السريع على هالسؤال يمكن يثير الشكوك حووله هههههههه... بس وش وراك يا وليد.. قولها هم اصلا مصدقين انك غلبااان وفقير ..
قال بهدووء مفاجئ .. وثقة : تبيني أقولك وش هي الأنظمة قبل ؟؟؟؟
ابتسم ابو راهي على ثقته : قول !

تركي وهو يحك دقنه يقال يتذكر : اللي اعرفه انهم ثلاثة.. الوظيفي .. والقطاعي ...و........نسيت الثالث..

هههههه ما نساااه كذاب بس لازم يخليهم يحسون انه مكتسب هالمعلومات وما درسها !!

كمل باستمتاع وأسلوب شرح وجهة نظر ..وهو يناظر ابو خالد اللي كان مرككز معه : اللي انا فاهمه ان اختيار اي نظام منها ..يعتمد على اربعة اشياء لها تأثير مباشر على المؤسسة ..اذا ما خاب ظني الأولى البيئة والمتغيرات حول الشركة أو المنظمة لأن اللي افهمه انا ..ان هالشي له تأثير مباشر على الاستراتيجية وكيفية التعامل مع هالمتغيرات ، الثانية امممم..... الاستراتيجية أتوقع لأنها تلعب دور مهم وهي اللي ترسم سير خط العمل ! أما الثالثة أظنها ... حجم المؤسسة وبرضو تلعب دور اساسي !!... الرابعة اممممممممممممممممممم ............ ( ما نساها بس تناساها ) ..
وناظر ابو راهي وهو يقول بحرج مصطنع : هذا اللي اذكرهم الرابعة نسيتها هههههه !! ، طبعا قلتها حسب اللي انا مستوعبها

كمل ابو راهي باعجاب : والله ثقافتك جيدة بالنسبة للي مثلك .. الرابعة من وجهة نظري هي الـ Technology .. بالعربي التكنولوجيا اللي تشملها الشركة .. لأن عشان ابسط لك اياها .. التقنية تلعب تأثير قوي وهذا اللي يخليني اركز عليها في بعض شركاتي .. فهمت؟؟؟

تركي ببلاهة مصطنعة : ايييه صح ههههه .. كلمة صعبة عشان كذا ما ثبتت براسي !

قال ابو خالد فجأة : وتعرف شي عن الاستراتيجيات يا وليد ؟؟؟؟
ابتسم تركي وقال بنية مقصوودة .. يعرف هو وش يبي من وراها : ايييه طال عمرك .. ما تصدق اذا قلت لك اني من الحين مجهز لاستراتيجية خاصة فيني اذا كتب الله وتحسنت ظروفي .. ولقيت لي الوظيفة الزينة اللي بتساعدني ابدا بشغلي الخاص ! ، كانت لي استراتيجيتي البسيطة بسوق الخضار لما كنت اشتغل وابيع مع عمي .. بس الحين طورت من طموحي ههههه << هالحقيقة مزيفة اختلقها من وحي اللحظة سالفة سوق الخضار !!
ابو خالد بمفاجآة : أقدر اشوووفها ؟؟؟؟

ضحك تركي : عمي كل اللي عندي شخابيط .. وكلها معتمد فيها من قراءاتي واطلاعي على الكتب والمجلات المتخصصة بهالمجال ,, ومن مقابلات الناس الناجحة مثل ابو راهي .. استفدت كثييير
ابو خالد بابتسامة : ايييه زين اقدر اشوفها يمكن اساعدك
هز راسه ايجاب موافقة..... وطبعا هذا اللي يبييييييييه.... ما قلت لكم انه يعتمد على المفاجآة وبيخلي ابو خالد يعكس كل توقعاته من شخص مثله !!.. واللي محد كان يتوقع منه شي ! ،، أما أبو راهي ذا ..... لازم يستفيد منه !!!

/
:


عند البنات اللي كانوا يتمشوون بعيد ..

قالت مشاعل فجأة : بنااات ودي ألعب كووورة
ردت شادن : من ويييين بنلقالك كووورة في هالتربان هههههههه ؟؟

مشاعل بحماس : الشباب اكيد عندهم ؟؟؟ ولا شرايكم نحتل ملعب الطائرة حقهم شوووي .. من يومين وانا نفسي فيه
قالت شادن : يا حليلنا وانا طابين عليهم ... افرضي جوا لقونا نلعب
مشاعل : ههههههههههههههههه عادي خلهم يتفرجون على رشاقتنا

اروى ورهف مع بعض : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه اخاف يخقووون
مشاعل : ههههههههههههه مالي دخل خلوا بنيييييدر الززززفت يتأدب عشان مرة ثانية يفكر فينا...

قالت اروى باهتمام : اخوووك اللي كفخ الخايسين أمس ؟؟؟؟
مشاعل بفخر : اييييييه بندوره أحسسسن لاعب كراتيه بالسعودية هههههه

أروى بحماس : أوخسسس توني أدري !!... قهر فاتني ما شفته أمس وهو يضارب ..

ضحكت شادن من قلب : ما انصحك !!
ناظرتها أروى باهتمام : هههه ليه؟؟

كملت شادن : بندر حبييييب .. بس اذا دخل بمضاربة مافيه أشرررس منه... مع اني ما شفته امس وهو يضارب بس مجرد اني سمعت انه تضارب مع احد خلاني أتخيل وش قد الدم اللي طلع ههههههه
أروى بخررشة وحماااس : هههههه يوووه قهر خليتوني أتحمس ... أبي أتزوووووجه !!!! ( بعفوووية قالتها )

شادن ومشاعل ماتوا ضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه وخطيييييييييب الغفلة هههههههههههههه

تذكرت أروى وحمرر وجهها .. وضحكت : هههههه الله يخس العدو .. يختي من كثر ماهو ناسيني ومعطيني طاااف نسيت اني خطيبته ماااااااااالت علييييه .. هووونت خلاص انا ابي بندر الشجاع !

شادن : هههههههههههههههههههههههههههه
كملت مشاعل : ههههههههههههه من الحين بخطبك بس خطيبك وش نسوي به !!


سحر كانت تسمع بصمت سوالفهم .. وتسمع اسم "بندر" اللي يخليهم يضحكوون ..
حست من غير سابق انذار بالانزعاااااج... والضيييق .. تمنّت يسكتوووون ... وأروى اللي قامت تتغزل في بندر بكل براءة ومزح.. تمنّت انها تسكت ولا تطري اسمه ..

لفت أروى لـ رهف بحمااس : رهوووف وشلون كان يضارب علميني ؟؟؟
رهف من خبال بنت عمتها : قلت لك مليون مرة ما كنت مركزة في شي كنت اناظر مشاعل حية ولا ميتة.. ما اتذكر شي من الخووف
أروى : هههههههههههههههه ليتني كنت معكم والله كان فزعت مع بندر ذا هههههه
رهف بسخرية : أبصم لك انك بتكونين اول وحدة تنحااااش
أروى بحالمية واستهبااال : ههههههه وشلون انحاش وبندر الشجاع جنبي ..

رهف : اقوووول اركدي لا يوصل الموضووع لـ ثامر ترا أعلمه !!
أروى ضحكت من الاحباااط : ههههههههههههههههههههههههههههههههه مالت عليييييييييييييييييه ثمرمر !! ، تبون الجد شكلي بسحب عليه اجل انا يطنشني شهر ولا يسمعني صوووته.. أبي بندر الشجاع خلاص !!

مشاعر الانزعاج وصلت حدّهاا مع سحر ولا تقدر تسمع اسم بندر بلسانهم وتسكت .. وش هالشعووور اللي أول مرة تحس فييه؟؟؟!!!
وش هالضيييق .. ليش تحس بنار من مجرد ذكر أروى لاسمه !!

قالت بابتسامة وهي متضااايقة حيييل من جوا ، وما عجبها هالشعور : قفلوا الموضوع بالموت نسيناه ترانا..
قفلوا المووضوع حسب رغبتها ،، وفتحوا موضوع نقاش جديد ..
جلسوا عالأرض المنبسطة .. كل وحدة بوضعية جلوس مختلفة.. شادن مددت رجولها ويديها وراها .. ومشاعل بلا مبالاة انسدحت عالأرض المغبررة وحطت راسها على رجل شادن الممدودة.. رهف متربعة... اروى بنفس وضعية شادن..
وسحر سرحت بكل شي صار معها هاليومين .. وبسمة الهادية معهم !

لفت شادن لـ بسمة اللي كانت جالسه جنبها بصمت : بسسمة أول مرة تطلعين للبر ؟؟؟
بسمة بابتسامة هادية .. وبارتباك كونها للحين ما اندمجت معاهم : اييه اول مرة..

شادن : وحبيتيه ؟؟
بسمة انحرجت لأن البنات كانوا يناظرونها : يعني .. أحسه حووسة !
ضحكت مشاعل بصوت عااالي أحرج بسمة : هههههههههههههههه حلاته بحوسته.. لبى قلبببه ليتني اعيش فيه للأبد يختي راحة غريبة فيه ..


سحر نست أفكارها ومن غير شعووور طلعت الوردة الصفرا من جيبها وتمت تتأملها .. كانت بدت تذبل لكن ما فقدت جمالها .. شمتها بابتسامة ناعمة إلا مشاعل اللي كانت تناظر السما لاحظتها .. وبخبببث : سححححححححححححححر !!!
فززت سحر وناظرتها بخووووف .. : ه.. ها؟؟؟

غمزت مشاعل وحطت يدها جنب فمها عشان محد يشوف .. وحركت فمها من غير صوووت وسحر قرت حركة شفاتها ..

عصصصبت : سخييييييييفة لا يروح فكرك بعيد
مشاعل بلكااااعه : ما راح بعيد لا تخافين.. ( همست وهي جنبها ) شوفي وجهك تكفين عشان تعرفين ان فكري فاهم الموضوع هههههه

انتبهت رهـف وبسمة اللي كانت جنبها : وش فيييكم أسرار ؟؟؟؟؟
سحر سكتت ومشاعل غمضت عيونها بابتسامة لكاعة : هههه مافيه اسرار لا تطيرين بالعجة انتي بعد

شادن انتبهت للوردة : الله سححر .. وردة قرقاااااص
استغربت سحر : تعرفينها ؟؟؟؟؟؟
شادن بضحكة : شلون ما اعرفها .. مميزة تراها (وبفضول) وين لقيتيها ؟؟؟

سحر توهقت : هاه ؟؟... ك..نت امشي مع ابوي الصباااح شفتها وقطعت لي وحدة..
شادن بحماس : وينها ؟؟؟؟؟
سحر : هههههههههه بعيدة تراها ... اركدي مارح تقدرين توصلين لها
شادن : لا جد خلينا نمشي وش ورانا ... بنات فيكم حيييل ؟؟؟

قالت أروى وهي تتثاوب : تبين الجد مافيني حيل الحين... وبعدين الساعة 1 والغدا على وشك

وما أمداها تقووول .. الا رن جوال شادن .. كانت أمها تدق تسأل عن مكانهم وتقول لها عن الغدا اللي حطوه ..
قاموا أول شي شادن واروى ورهف .. وسبقوهم ..
قاموا وراهم سحر ومشاعل اللي مسكتها عشان تفهم الموضوع..
آخرهم بسمة اللي كانت تمشي بصمت في الصف الأخيير ..


مشاعل وهي ماسكه سحر من ذراعها .. وبسمة وراهم مباشرة : سحييير اعترفي !!
سحر بحمرة لونت خدها : وش اعتررررف وخررري !!
مشاعل بضحكة "شريرة" : نياهاهااهاهي مهيب علي يا بنت عمووو .. هالوررردة من محمد اخوووووووووي صوووووووووح !!!

سحر تبلعمت : هاه !!.. لا غلط !!
مشاعل بلكاااااعه تتميز فيها لحالها : أجل غيبتك الصباح يالملكعه كنتي مع محمد يالخبيييييييييييييييييثة يالعقررربة !!
وصلت معها وعصصصصصصبت من مشاعل وفضايحها اللي ما تنتهي : اوششششششششششش يا كلبة فضحتينا ..

سكتوا غريزياً ..يوم مرت بسمة من جنبهم بصمت وعيونها بالأرض .. واااااضح انها سمعت كل شي !!!

سحر انقهرررررت وماعرفت وش تسوي .. وش ممكن تفهم البنت الحين عن اخلاقها : عجبك الحين يا تبن ما تعرفين تمسكين لسانك شوووي

مشاعل : ههههه ما كان صوتي عالي ..
سحر بارتباااك : تخيلي تكون سمعت !!
ضحكت مشاعل : هههههههههه تراها ما تعرف محمد اصلا... يمكن اخوك او خطيبك وش بيدريها... المهم لا تكبرين الموضوع تعالي نتغدا بعدين قولي لي السالفة.. ما اصدق ان هالوردة من حموتشي !

ما راااق لـ سحر اللي صار .. ودايم مشاعل فضيحة بعينها !!!!!

لحقت البنات عشان يتغدوون بعد ما راحت ودست الوردة بشنطتها .. تفكر تجففها وتحتفظ فيها !!

/
:
×


بعد الغـدا ..
عند الشباب ...

بعد ما غسل عمر يديه ووجهه عقب الغدا .. سكر الصنبوور باللحظة اللي جا بندر وهو رفع أكمامه يبي يغسل يديه عقب هالمفطح اللذيذ ..

قام عمر يمسح وجهه الرطب بكتفه يوم رن تلفونه بجيبه ... سفهه وهو ينزل أكمامه اللي رفعهم عشان يغسل.. قال بندر وهو يفرك الصابون بيديه وعمر واقف جنبه مطننش : كاثره تلفووناتك اشووف !!

رمى عليه نظرة باردة لا مبالية ورجع يطالع بأكمامه : المعجبين بكل مكان ( يستهبل )

بندر : ههههههههههههههههههههههه وانا أشهد !!
عمر : طالع علييك !!
بندر تذكر : هههههههههههههههههههه إلا على طاري المعجبين... حبيبتك شرشحتني يوم أرسلت لها الصورة.. كسسرت جوالي من رسايلها وشتايمها ههههههه

ما رف له رمش وأشغل عمره وهو يسكر زرار كُم قميصه الأنيق اللي لبسه عشان الضيوف المهمين .. وكمل بندر وهو يطلع الجوال عقب ما غسل وخلص : طااالع .. كحححل عيونك شوفها الشيخة وصلت فيها المواصيل تسبّني وتشتمني عشان حضرة محبوب الجماهير اللي هو انت !

مسك الجوال بنظرة باردة.. ولقا نفسه يقراهاااا.. ولا إراديا يبتسم وعيونه تناظر حروفها ،!

" يالخاااايس يالمعففففن يا قلييييل الأدب عمر أحلى منك ومن طوايفك ولو وش ما سوووى تراه أحلى منك بمليووون مرررة وراضيه فييييه لو طلع من مزبببلة فاااااااااااهم لا تحاول مرة ثانية تهز صورته فعيني لانه بيظل أحلى منك بمليون مرررة يالغيووووووووووووووووووور .. كشششششششششش عليييييييك !!!.. لا تعوووودها لا أكسر راسك .. يالخايس"

فلتت منننه ضحكة غصب عننه غيّرت ملامحه لوسااامة جذابة.. رفع عينه لـ بندر وهو رافع حاااجب بغرور وبندر يطالعه منقهر ... وقال : سمعت ؟ تقولك لا تعودها يالغيووور !!
بندر منقهر : مدري وش عاجبها فييييك يااااخي أبي أفهمم بسسس وجع .. مسحت فيني البلاط بسبتك

ضحك عمر من قلبه هالمررة .. دايما وأبدا ترسم البسمة الصادقة على ثغره ومحد غيرها يقدر يسويها : تستاااهل أجل انا تصورني بذاك المنظر .. أبصم لك انها خقققت علي
ضحك بندر : هههههههههههههههه يا ثقتك ياخي.. من وين جاايبها
عمر بابتسامة ناعمة وهو يسكر زرار كُم قميصه الثاني : اسأل اختك وهي تعلمك .. ان كانك ما تعرف حجم اللي بيننا للحين فـ ذي مصيبة ( بعاطفة غلبت نبرته )
ضحك بندر : ادري ادري هههههههه لا تاكلني انت الثاني... ( وهو يتنهد ) متى يتم هالزواج يا عمر اللي مو راضي يتم للحين هههههه

سكت لحظااات..
ثم قال بعد ما أنهى اغلاق الكُم ..بكل هدووء : اذا كتب الله

قاااطعهم رنييين جوال عمر من جديد ..
طلعه ..وناظر شاشته وتحرك ماااشي .. قال بندر بغييض : اقولك تلفوناتك كاثره هاليومين
كمل عمر طريقه وهو يقول : شغل !


راح بعيييد لين سيارته اللي ما كان عندها أحد .. ورد وهو يكتم دمه اللي على وشك يفوووور : نعم؟!
وصله صووت عياااف رفيقه : سلااام يالشيخ ..

عمر في نفسه (الله لا يسلللمك يالحقير) : نعم يا عيااف .. وش عندك هالمررة ؟؟؟
عياف بمرح : اشتقت لك وبغيت اسمع صووتك خلك ريلااكس
عمر ببرود.. يخفي تحته بركااان ثاير متمرررد : كم مرة قلت لك هالكلام ما ابي اسسمعه عندك شي قووله سيدا .. ولو اني طلبت منك دامني بالرياض ما ابي اسمع صوتك او استقبل مكالمات من طرفك.. اظن كلامي كان واضح يا عياف بس الظاهر انت بتخليني اخذ خطوة مارح تعجبببك

عياف طنقققر من أسلوبه : انت ليش ما تفهم اني خايف علليييك ساعدي اليمين انت ولا ناااسي
عمر ببرود مستفز ، وصرااحة مُزعجة : تلعب على مين... تراك ما تخاف الا على نفسك.. بلاش الدرااما ذي !

تنهد عياااف من هالصلابة اللي في عمرر واللي عجز يكسرها طول معرفته فيه : انا خايف عليك وابي لك الخير ليش مصر تخليني أكره اليوم اللي ساعدتك فيه !!
عمر تنرررفز من هالطاري : أي مساعدة وأي خير واللي يرحم أبوك .. هههههه (ساخر) ههههه ما أقول يا عياف إلا ..اللي مافيه خير لأبووه .. مافيه خيير لأحد وانت عارف هالشي زين

عياف هالمررة وصل لـ مرحلة العصبية والنرررفزة لأن عمر دق وتر حساس : شوف مين يتكلم ... لا تشوف عيوب غيرك يالشيخ سامعني .. تراك مليان عيوب وانت اكثر واحد فاهم ومستوعب ذا الشي ..

عمر بألم .. غطاه ببرودة أعصابه المعروفة عنه : أنا عارف عيوبي وقابلها .. بس كل اللي ابيه منك تفكني من حنتك هالفتررة.. انا جيت هنا عشان ارتاح وانسى شووي ليش مُصر تذكرني بعلاقتي فيك !!

تنهد عياااف .. وهدأ من نبرة صووته لأن نرفزة عمر الحين بغير صالحه لأنه باختصار يحتاجه : يا ابن الحلال آآآسف وحقك علي وكل كلمة قلتها أسحبها ... هد اعصابك انا دقيت عشان سؤال واحد.. وبعدها بسكر .. بس محد غيرك الحين يقدر يرد لي خبر ..

عمر قرر يسمعه.. وببرود : خير ؟؟
قال عياف بهدووء : عادل !

طق في راسه عرررق : انا لله رجعنا على طير ياللي...
قال عياف بالهدواة عشان يمتص عصبيته : انت بالرياض يا عمر ومالي غيرك .. عادل من تركنا لا هو اللي رد على اتصالاتي ولا هو اللي كلمني ... ليش ما تحاول تكلمه يمكن اذا شاف رقمك يرد

ضحك بسخرية : لا أطيقه ولا هو يطيقني بتفهمني انه متوله على اتصالي..ههههههه
عياف بابتسامة : اووكي... روح للمكان اللي خبرك ، يمكن يكون مر عليه !

قال عمر ببرود قاطع : ماني رايح !
قال عياف يحاول يقنعه : ترا سلامـة عادل من سلامتنا وانت فاهم هالشي !... هذا.. ان كانك تبي تعيش براحة ومن غير قلق !

سكت عمر وهو يغلللي من الداخل بس غطاه بغلاف من البروود... من عرفتك يالحقير وانا عايش بقلق وهم وندم.. الله ياخذك وليتني مت قبل لا أشوفك ..
قال أخيرا : يصير خيير !

عياف بابتسامة معناها اقتنع : اعتمد ؟؟؟
عمر وهو مُكرره : اعتمد خلاص...قلت لك يصير خير .. عطني يوووم وارد لك خبر ..

سككررر وقفل جهاااازه ورماااه داخل سيارته ومزااااجه معفوووس فوق تحت !!

لقى نفسه من الضيقة .. يدخل يده بجيب بنطلونه الخلفي ويطلع الباكيت... ويثبت سيجارة بين أسنانه ويشعلها وهو مستند بجسمه على باب السيارة .. ما كان يعرف السيجارة .. ولاهو من هواة التدخين !.. لكنه طاح فيها لعله يلاقي اللي ينسيه من الحالة اللي يعيشها .. ومن المأزق اللي طاح فيه من تركها !! ، فقدانه لها كانت نقطة تحول بحياته وللحين وهو عايش في تبعاتها !!


مرت في ذهنه وميض ذكررى .. رجعه 11 سنة ورا .. وابتسم والسيجارة بين اصابعه وهو يتذكر هالذكرى بالذات.. كانت لا تزال تعيش مرحلة طفولتها على عكسه اللي دخل مرحلة المراهقة وغلاها يزيد يوم عن يوم !!


كان منسدح على الصوفا الموجودة بـ الملحق ملاذه ايام تعبه .. ياخذ قيلولته عقب مضاربة عاشها اليوم في المدرسة كونه كان يدرس بالصف الاول ثانوي وقتها وعمره ما يتجاوز الـ 16.. وسير دراسته ما يبشر بخييير لأنه يروح للمدرسة من أجل المشاكل ولا غيرها ،، كان رامي بالدراسة عرض الحائط..!
كان مغمض عيووونه ويديه عليهم .. ينعم براحة بال لو قليلة.. يوم حس بثقل جسمها الصغير صاحب الـ 10 سنين يطييح على بطنه بحرركة تعودت تسويها عشان تروووعه ..

عمر معصصب : يا لييييييييييييييييييييييييييييييل البثرة !!
شادن بضحكها الطفولي ووجهها قريب من وجهه بكل براءة : هههههههههههههههههههههههههههههههه المفرووض ما تنووم .. عمرر بقووولك شي !
دفها عنه بدفااشة.. لين طاحت عالأرض وهي ميتة ضحك مستمتعة بعصبيته الحااارة : ههههههههههههههههههههههه عوووومر بقوولك شي

قام قاعد بعد ما كان منسدح.. وهو ماسك بطنه اللي ما رحمته من ثقلها : ما تتوبيييين تبيني أموت ؟؟؟ وش تبيني اسوي فيييك عشان تعقلين ؟؟
قالت شادن وهي جالسه عالأرض .. بشقااوة طفوولة غابت عنها يوم كبررت : هههههههه وش أسوي أحبك وانت معصب.. ما احبك وانت ساااكت واذا كلمتك ما ترد علي ..

رفع حاجب وهو يشوفها مطلعه لسانها بكل براءة تذبحححه... ورمى راسه على الصوفا من جديد مطنشها يقال انه ما انقهر ..
قامت واقفه وقربت منه .. حطت يدها على كتفه وهززته وهو مغمض : عووووووومر قوم ابي اقوولك شي

سفهها .. وانقلب على جنبه معطيها ظهره بكل تطنيييش !!

عصصبت : هيييييييييييييييييييييه !!!
عمر وسلاح التطنيش : .............................!

قامت ومسكت شعره تعكككشه .. بكل قوة تملكها وهي تصرخ عند راسه... هاللحظة كانت من لحظات المضاربات الكثيرة اللي عاشوها .. مثل ما عاشوا لحظات حب وسلام غيرها !!
عمر عصصب لأنها تعرف تفوّرر أعصابه اللي كل من يشوفه يقول انها مخلوقة من جلييييد : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ .. يالشيطااااانة اطلعي من راااااااااااااااااااااااسي
شادن بعناد طفوولي : ماااااااااااااااااااااااا أأببببببببببببببببببببببببببغى ..

دفّها بعيد عنه .. لين طاحت على ذراااعها بشكل آلمهااا ... قامت تناظره ودموعها بعيونها من ألم ذراااعها ..

ناظرها ببرود يقهرها : تستاهلين !
انقهههرت : يالخاااايس !!
وفصخت جزمتها ورمتها بوجهه.. صدها بيده بآخر لحظة.. وحط الجزمة جنبه !
عمر : يلله اقلبي وجهك انا تعبان وابغى انام ..
شادن بعناد : عطني جزمتي
عمر : لا ! ... روحي حافيه خلي امك توريك شغلك يالملسووووونة!!

تراها مهيب ملسونة بس بشكل غريب لسانها يطول معه وعشانه بس !!

شادن بقههر : عووومر انا جيت عشان اقولك شي وانت ما تسمعني ..
تنهد مستسلم .. ورقد .. وقال وهو يغمض : قوووولي اسمعك ؟؟

ابتسمت بوناسة وقامت واقفه ..وراحت جلست جنبه وهي تمسك يده ببراااءة .. كانت تقتله بحركاتها وهو يحس ان هالآدمية يوم عن يوم تملكه بمشاعرها الصادقة واهتمامها وولهها عليه واللي ما حصله بأحد غيرها !!
قالت بفرح : أخذت الأووولى عالفصل
فتح عين وحدة وناظرها ... وابتسم من قلبه وحدة من ابتساماته النادرة .. واللي ما تظهر الا معها : من يومك شاطرة !
شادن بوناسة : وانت متى تصيييييير مثلي ؟؟

ضحك من قلبه لأنه بلا منازع المنافس الوحيد على الترتيب الأخير بالصف كله مهوب الفصل بس : ههههههههههههههههههههههههههه

هدأ وهي تنتظر جوابه ... ناظرها بعاطفة ما كانت تستوعبها بسبب صغر سنها.. عاطفة كان يحبسها داخل نفسه وقال بنبرة ناعمة : " يكفيني انك جنبي ! "

فررحت من كلماته اللي فهمت منها انه يحبها أكثثثر شي في العالم مثل ما تحبببه وتمووت عليه ..
وقالت من غير حوااجز .. بقلب بررئ : تحبني عووومر ؟؟

ابتسم وغمض عيونه وكانت جواااب كافي له ولها ،!

رجع للواقع والسيجارة بيده احتررقت !! .. ، ببساطة... حياته مجرد ذكريات !! ،
شوف وين وصلت حاااالك... ليش رضيت تتركها من الأساس لييييييييش !!!!


:
×
:

طلع تركي من الخيمة وهو مبسوووووط على التقدم اللي أحرزه بعلاقته مع ابو راهي وابو خالد اللي شكل النقاش الـ "العلمي" ههه والثقافي جاب نتيجة ولو قليلة !!.. متحممس ..متى يرجع للرياض عشان تتطور الأموور ويفكر وش بيسوي .. وجوووده بهالمكان هالأسبوع عرقله كم يوم ..بس هههههههه ما ينكر انها فادته برضو ..عرف العائلة كلهم واحد واحد .. قرب منهم .. عاش معهم بطريقة ما كان رح يقدر يعيشها لو ظل بالرياض من غير لا يجي !
في باله كثير أمووور ...
اكتشف أشياء عنهم من خلال هاليومين .. عن هالعائلة اللي قام يكرهها ويحقد عليها بطريقة ما قد حس فيها لأحد بعمره !
قهرته العلاقات الحلوة اللي بينهم
القرب والمحبة .. الواضحة بتعاملهم مع بعض

كان يتابع هالشي بعيونه طول اليومين من خلال معاشرته معهم.. ومتابعته لأدق تفاصيلهم .. كان يسجل كل اللي يشوفه بمخه ويفهم أموور العادي مارح يفهمها

استوعب ..
عمق العلاقة بين محمد... وأميرة قصر أبوها اللي ما يطيقها "سحر" ..
استوعب الحب اللي يعيشونه...

استوعب..
قوة العلاقة بين ابو خالد.. وأخوه أبو محمد ..

استوعب ..
عمق علاقة الأخوّة بين بندر... ومحمد ..
واللي يحس انها تختلف عن اي اثنين اخوان يعرفهم

استوعب..
علاقة الدكتور خالد بعيال عمه العميقة رغم انه رجل مشغوول وحياته ماهي له ، بل لمرضاه وعمله..

واستوعب .. اليوم .. شي جديد !!
علاقة ابو راهي "الهامور" وابو خالد .. هي علاقة عمل.. علاقة جديدة !.. لسا في طور البناء !!


ضحك لنفسه .. بخبث واستمتاع !!
علاقاتهم ذي ما يكون تركي ان بقت على حالها !!!

رح يسترد كل شي بطريقته الخاصة.. ومعها رح يدمر كل شي حلو يشوفهم عايشينه !!
رح يتغلغل ..
رح يستغل ..
رح يشتت ..
رح يترك كل واحد منهم مقهووور !!

كبرررت هالأفكار في مخه بلحظااات .. التقدم اللي أحرزه اليوم .. خلاه يطمع بأكثر ... وصار يفكر يتحرك باتجاهات عدة !!

كمل طريقه وهو مبتسم من هالأفكار ... وصل لملعب الطائرة لقا الاخوان اللي لاحظ ان اجتماعاتهم لحالهم هاليومين كاثره .. بندرو محمد .. واقفين قبال بعض يتناقشوون .. من غير لا ينتبهون لوجوده لأن النقاش كااان حامي !!
ليش؟؟؟

لأن ابو راهي صدم محمد بعد الغدا يوم طلب منه بشكل شخصي بينهم... انه يصررح عن خطبته عشان يتممون الملكة .. طلب ... كان على وشك.. ينهي محمد !!... اللي ما توقع مثل هالطلب بهالوقت بالذات.. لأنه ببساطة كان عايش مع قلبه !!

أخفى تركي نفسه خلف الخيمة .. يوم علا صوتهم من الحماس... وسمع كلمات شدته عالأخيييير .. من بندر : مهوب على كيفه !!... القرار قرارك واللي عرفته منك ان الملكة مارح تتم قبل 8 او 9 شهوور لين يستقر المشروع ..

ارتفعت حواااجب تركي فووق.. يوم سمع هالحقيقة !!... ملكة ؟؟؟؟.... محمد خاطب؟؟؟؟؟

محمد بحيرة وهدووء : تهقى أقنعه عشان يأجلها... انا ماني مستعد يا بندر ماني مستعد لهالشي وبهالوقت بالذات
زفررر بندر من العصبية : اقوول يابو الشباب ... فجرها بوجهه واللي يصير يصير .. زواج من بنته مارح يتم ورح قله هالكلام بالحرف الوااااااحد .. وان كان في راسه حبٍ ما طحن يطحنه .. مهيب موقفه الدنيا عليه !!

محمد ابتسم على عصبية بندر اللي من جد فقد اعصابه أكثر منه هو حتى : هد طيب لا تفضحنا هههههه اللي يشوفك يقول انت اللي بتتزوج... خلها على الله .. بحاول اكلمه نأجل الملكة لين اشوف حل !

تحررك محمد ماشي .. ابتعد تركي عن طريقه عشان ما يكشفه .. ودار على الخيمة من الجهة الثانية.. بينما بندر واقف مكانه ويتنففس بقهههر وعصبية ... !!! وقبضته تشتد وترتخي !!.. صدره يرتفع وينزل من نار شابه فيييه من كل الجهات !!
يدري انه يناقض نفسه..
يدري انه يقاوم رغبته..

يقول بلسانه عكس اللي يبيه قلبه !!
بس هو عايش هالأيام بين المطرقة والسندان ... مطرقة مشاعره.. وسندان أخوه وصديقه !!

انت قررت تنساها بلاش هالأفكار اللي تشحنك !! ،

سمع صوت وليد قريب منه .. رفع راسه وعقدة بين حواجبه ..
تركي بابتسامة : انت هنا ؟؟

محى الضيق وابتسم : اييه نتحرك شوي عقب الغدا ..
تركي بعقدة بين حواجبه : شفيك متضايق حاسك مو على بعضك ؟؟ ( يحاول يتقرب منه )
بندر ابتسم لأن وليد من جا ..هذي "أول مرة" يحسه يحاول يسولف معه : أبد .. هموم الله يبعدك عنها

تركي : أفا !

سكت بندر شوي... ثم قال يبي يهرب من المكان : انا بروح امشي شوي تجي معي ... ؟
تركي ما صدق خبببر : مشينا .. ودي اخفف شوي

ضحك بندر يحاول يزيل الكآبة : رشيق ما شاء الله عليييك ما تحتاج تخفف !
ضحك تركي بعفوية : مارح نكون أحسن منك .. ما شاء الله شكلك رياضي درجة أولى

بندر بابتسامة : رياضي مع مرتبة الشررف هههههههه


وهم يمشووون بدت الحواجز بينهم تطيح ، كون انها المرة الاولى اللي يجتمع فيها بندر و"وليد" بهالطريقة.. قال بندر بعفوية وصراحة : اقولك شي يا وليد ..بس ما تزعل مني؟؟؟
تأهب تركي للكلام .. وقال بهدوء "حذِر" : خير يا بندر ؟؟

ناظره بندر.. ورجع يطالع قدامه ، وقال : شكلي خذت عنك فكرة غلط !... طول اليومين اللي راحت كنت أحسك كارهني .. هههههه اعذرني يعني
ما تغيّرت تعابير تركي.. ولا تأثر ... غير انه قال بهدووء : وش اللي خلاك تحس كذا ؟؟
بندر بعفوية : مدري يا شيخ .. كل ما جيت اكلمك ما تعطي وتاخذ حسيت كأنك جاي مغصوووب هههههه لا يكون عمي ابو خالد غاصبك
ضحك تركي ما بقى الا هي : ههههههه لا ..جيت بإرادتي.. وبعدين ابو خالد صاير مثل أبوي الحين (قالها بغصة..وكره انه قالها )


سكتوا شووي .. وبندر رجع لكل الأشياء اللي تشغل باله ..
شوي قال تركي.. بشوي احراج : بندر !

ناظره وهو شارد : هلا !

تركي بودااااعة وارتباك "ماهو حقيقي" : تحسني أنفع صديق؟؟؟
بان الاهتمام على وجهه.. وبابتسامة وهو وده يضضحك : صديق؟؟؟.. ههههههههههههه سؤال غريب!!
قال تركي بابتسامة جذابة : أحسك صديق مع كل الناس !!... ينفع تصير صديقي ..؟

ضحك بندر من قلبه : هههههههههههههههههههههههههههه يا حليلك يا وليد .. أحسك ولد أبو عشر سنين .. وليش تبيني اصير صديقك ؟!
تركي : تبي الجد يا بندر .. (بحزن مُخترع)... انا واحد يعيش بلا اصدقاء.. بلا اهل.. بلا عايله .. انتم عايلتي الحين.. وحبيتكم من قلبي ..

بندر بمواساااة : ما تقصر وتأكد ان عمي ابو خالد مارح يقصر معك.. واضح انه مهتم فيك كان تبي الجد.. يعني لا يضيق صدرك .. ولك مني اصير صديقك .. أحب الناس الطيبة تدخل مزاجي ههههه..

تركي ناظره من فوق لتحت.. وقال بـ "صدق " هالمرة : أحد قالك انك متواااااضع جدا ..
قال باعتراف حزين : وطيب جدا وهذا اللي مكرهني بنفسي.. لا تزيد المواجع يا وليد الله يخليك

تركي باهتمام : أفااا !!.. لا تقول عن نفسك كذا... فيك ميزة يا بندر تدري وش هي؟؟؟
بندر مبتسم : أمداك تلاحظ اشياء فيني ؟؟؟
ضحك تركي : مو هذي الميزة اللي فيك ... أنك واضح !!.. بشكل منت متخيله
ضحك : ههههههههههههههههه اسميه عيييب موب ميزة !!
تركي : اشوفها ميزة.. واضح مع الكل .. يبيّن عليك.. اذا كنت ضايق..زعلان فرحان .. يبيّن عليك جدا
ضحك بندر منحرج : يا لييييل غبائي !!.. حتى أنت ملاحظ... الله يستر ..

وسكت شوووي ..
قال تركي يوم حس بهدوووءه الغريب : أحسك حزين يا بندر !!
رفع راسه وهو يحك شعرره : ومين منا ما ذاق الحزن بيووم... عادي يا صديقي عادي خل القلب وسيع

ابتسم تركي على كلمة.."صديقي".. ما خاب ظنه يوم "اختار" بندر .. قبل الكل : هههههه وش افهم منها هذي.. افهم اننا أصدقاء خلاص ؟؟؟
بندر بابتسامة : ما أقدر اقووول لا ... صرت منا وفينا .. انت الحين صديقي مثل عمر وخالد.. ومحمد أخووي
ضحك تركي وحك خده من هالمعنى : انا برضو ما عندي اخوان .. تنفع تصير اخوي !

ضحك بندر .. على براءة هالكلمات اللي ما كان ظاهرها مثل باطنها ، لأن مقصد تركي خبيث جدا وان كانت البراءة غلاف : هههههههههههههههههههههههههههه عاد لا تطمع
تركي (باحراج مزيف) : آآسف اجل خلنا على صداقة
كمل بندر ضحكه من هالشخصية الخفيفة لـ وليد... ما توقع انه بهالاجتماعية لأن اللي ظهر له انه منعزل ولا يحب يندمج مع احد ما يعرفه : ههههههههههههههههههههههههههه لا تاخذها جد لا أسدحك بالارض الحيين
تركي بابتسامة : اللي يريحك يخووي

بندر : خلنا نرجع والله انك وسعت صدري عقب ذيك الضيقة.. كل ما زعلت بجيك توسع خاطري هههههههههه الله يعييينك
تركي : أفا وانا وليد !... بخاطرك شي قووله تراني مستمع جيد ومستعد اساعدك ان كان عندك مشاكل
بندر بابتسامة وهم راجعين : ما تقصر... شكلك بتفيد خاطري كثيييير هههههههههههه

:
×
:

عند البنات ..
بعد الغـدا بـ ساعة ..

طلعت شادن تاركه البنات بالخيمة .. تبي تخفف لأنها تحس نفسها مثقله أكل .. جلست جنب الحريم ( ام محمد + ام خالد + ام محسن + ام راهي ) اللي كانوا جايبين الشاهي والفصفص والمكسرات .. يعني جلسة حلوووة بالهواء الطلق
شافتها أمها : وين البنات ؟؟
شادن : بالخيمة يبون يريحون شوي عشان بعد شوي بيطلعون يشوفون لهم شي يسوونه..

أمها : ناديهم خلهم يشربون لهم شاهي .. صايرين ما نشوفكم.. انتم بوادي واحنا بوادي.. من تجتمعون كلكم بالبنيات تطيرون ما ندري وين تروحوون
ضحكت شادن وخلتهم يبتسمون كلهم لأنها .. "جذابة" بشكل مختلف لين قامت تضحك : ههههههه يمه نحب الحركة احنا ..

كملت ام محسن بابتسامة : صحيح في الحركة بركة .. انا توني اقول لازم احنا الحريم نمشي لنا شوي.. القعدة مو زينة لنا ..
شادن بابتسامة : يا ليت لأن المكان صراحة يجنن ويشجع على الحركة ..
قالت أمها من جديد : روحي نادي البنات قولي لهم يجوون يشربون شاهي معنا ..
قامت من جديد : ان شاء الله..

دخلت للخيمة اللي كانوا متبطحين فيها وأنواااع العفسة ..

شادن : تعالوا الجلسة برا حلوة مكسرات وفصفص وشاهي وروقان ..
قاموا أربعتهم ما عدا ..بسمة اللي ما كانت موجوودة ..
شادن باستغراب : وينها بسمة... ؟؟

قالت سحر باستغراب : مدري طلعت وراك على طول.. حاولت اناديها لكن شكلها ما سمعتني ماردت ..
شادن : برووح اشوووفها .. أمي تناديكم .. ينتظرونكم برا ..

طلعت مشاعل من باب الخيمة وهي تتمغط بكسل : اقول هالمفطح ما جاب لنا خير... طاقتي كلها راحت !
أروى : هههههههههههههه كاسة شاهي وبتكوونين أوووككي..


راحت شادن تبحث عن بسمة .. اللي حاولت شادن طول ساعتين تدمجها مع المجموعة من غير فايدة ..لأن البنات ماكانوا معطينها وجه .. أو بالأحرى ما عطوها اهتمام كافي من الانتباه والسواليف.. باختصار لأنها كانت اهدى من العادي.. ومنعزلة أكثر من اللازم !!

دارت في المخيم .. تحاول تلقاااها ..

طاحت عينها عليها تمشي بعيييد عن حدود المخييم .. وواضح انها مع نفسها عايشة ..
ابتسمت ومشت لها عشان تناديها ..

بعد شوي وصلت لها ... وبنعوومة : بسوووم !

شهقت بسمة اللي كانت معطيتها قفاها والتفتت وهي تنزل الجوال من يدها بارتباك : ش..شادن !
انتبهت شادن للجوال اللي كانت ماسكته واللي كانت مندمجه فيه... سكرت بسمة الجوال بسرعة يوم لاحظت نظرات شادن المستفسرة !
شادن : ليش تمشين لحالك ؟؟
بسمة بارتباك .. استغربته شادن : ولا...ولاشي... حسيت نفسي ابغى امشي شوي... والبنات مكسلين... ع..عشان كذا
شادن : طيب قولي لي أمشي معك... انا نشيطة مثلك ههههههه !!
بسمة بقلق : خفت ..م...ما يكون ودك !
شادن بضحكة : وش دعووة .. ليش مين قالك اني مزاجية... تراني من النوع البسيط واذا على البنات الخبلان اللي هناك تراني أعقلهم ههههههههه (بغرور)

بسمة "بابتسامة قلقة" : ايه.. حسيت ..

وسكتت وهي ترجع الجوال بجيبها ..
شادن باهتمام بهالبنت... اللي لافه حولها هالة من الغموض من جت : بسمة !
رفعت عينها : نعم ؟
شادن : انتي عندك صديقات ؟؟

ارتبكت : ل..ليش تسألين؟؟
شادن بابتسامة : وليش مستغربة... حابه اعرف لأنك هاااااادية كثييييييير

ما علّقت .. مشت من قدامها .. وشادن لحقتها منحرجة خافت لا تكون جرحتها : بسمة مو قصدي شي ..
بسمة من غير لا تطالعها : عادي ..
شادن : بسمة ترا البنات مو قصدهم شي ..

وقفت وناظرتها ..بنبرة غريبة : محد شكى يا شادن..
ابتسمت شادن : طيب ما أحب اتركك لحالك انتي ضيفتنا اليوم ولا ابغى اشوفك جالسه لحالك

اخيرا ابتسمت بسمة بـ مجاملة : لا تشيلين همي تراني متعوده
شادن : مدامك معنا لازم تدخلين معنا..

ابتسمت بسمة باحراج وهي تسحب خصلة طارت مع الهوا ورا اذنها .. كانت مملوحة ناعمة .. شعرها يميل للشقار لكن الانطوائية والغموض مخرب هالطلة ... طبعا هالانطباع كان يدور في ذهن شادن اللي لقت فرصة انها تاخذ وتعطي اكثر من قبل .. لأنه قبل ساعتين ما قدرت تتواصل ..والبنات ما كانوا معطين بسمة فرصة ولا أعاروها اهتمام كافي .. ويمكن بسمة كانت مرتاحة بهالوضع !!

وهم راجعين .. تكلمت بسمة بصوتها الهااااااادي المبحوح : شادن..
ابتسمت شادن وهي تمشي جنبها : عنونهااااا ...!!!!!
بسمة وهي تلعب بيديها : ممكن ... تعرفيني.. على عايلتكم أكث..ر !

ناظرتها شادن باستغراااب : عرفتينا يا بسمة... عرفتي مشاعل اختي .. وامي.... وسحر بنت عمي ... والبنات اروى ورهف هذول ما يقربوون لنا بس .. تعرفنا عليهم قبل يومين يخيمون جنبنا .. بس مرة عمي تعرف ام أروى يعني معارف وصديقات...

انحرررجت بسمة واررتبكت.. وقالت بطريقة غريبة : امممم... سحر.. بنت عمك ... هي مخطوبة ؟؟؟
استغربت شادن هالسؤال .. بس جاوبتها : سحر ؟؟... لا هههههه... لا مو مخطوبة توه ما حصل نصيب..

ابتسمت بسمة هالمرة بطريقة غرريبة "غامضة" : مدري ليش حسيت انها مخطوبة... ( بارتباك ).. شادن... لا تستغربين اسئلتي...بس انا حبيتك (ابتسمت).. وبغيت اتعرف عليك اكثر.. واعرف اهلك مع اني مو كويسة مع الناس مثلك
ضحكت شادن وما خالفت : هههههههههههههههههههه طيب رح اقولك مدامك تبين تعرفين... مشاعل اختي الوحيدة.. بس عندي اخوان اثنين محمد ، وبندر (وهي تأشر على أصابعها كأنها تشرح لطفل) ... وعمر خطيبي الحين (ابتسمت) وقريب الزواج .. امي وابوي الحمدلله ربي منعم عليهم بالصحة والعافية..

بسمة وصلت للنقطة اللي كانت تبيها من كل هاللف : امممم.. اعذريني بس كأني سمعت ان سحر عندها اخو اسمه محمد..بعد ؟؟ صح علي؟؟ ولا انا سمعت غلط ؟؟

ضحكت شادن على ارتباكها : ههههههههههههههههه لا يمكن سمعتي غلط .. سحر ما عندها الا اخو واحد اللي هو خالد واخت صغيرة بيان اظنك شفتيها... ما عندنا الا محمد واحد نعرفه اللي هو اخووي الكبير ههههههههههههههههه !!

تغيرت نظرة بسمة وسكننننت بطريقة غريبة !!
ووضح الانزعاااج على وجهها خلا شادن تستغرب !!
قالت فجأة تبي تقفل الموضوع وهي تكمل طريقها : مو كأننا تأخرنا...

لحقتها شادن وهي تحس ان هالبنت مزيج من غرابة ! ، لحظة تبتسم .. لحظة تكشر .. لحظة ترتبك...
ابتسمت شادن وهي تحس انها اول مرة تشوف وحدة مثلها ..

مشت معها لوين جالسين الحريم مع البنات يحتسون الشاهي مع المكسرات...

استقبلتهم سحر بابتسامة وعينها تلتقي بعين بسمة وهي جاية : اهلن بسمة تعالي هنا ... ( وهي تأشر لـ مكان جنبها )
سوت نفسها ما سمعت .. راحت وجلست جنب مشاعل من الجهة الثانية ... جت شادن وراها وجلست بالمكان اللي جنب سحر ..
ما أثارت الحركة اي غرابة بنفس سحر باختصار البنت تختار وين بتجلس.. ابتسمت لـ شادن وهي تجلس بالمكان الخالي جنبها : تأخرتووا؟؟؟
شادن بمرح : خذتنا سوالف ..
سحر : هههههه دقيتي صداقة معها بهالسرعة..

همست شادن : البنت على نياتها ومن جت وهي مع نفسها ..
سحر بهمس : تبين الجد نفس شعوري.. حاولت اتكلم معها يومنا بالخيمة لكن حسيتها ما تبي تسولف مع احد
شادن : طبعا بتفتح قلبها لي وش تبي بوحدة فاشلة مثلتس هههههههههه
سحر : هههههههههههههههههههه تلايطي محد فاشل مثلتس ( تقلدها بنفس النبرة )

:
×


نوف بنت نايف 02-08-10 01:59 PM


×
:

بخيمة الشباب اللي كانت خالية .. إلا من بندر ..!
دخل خالد وهو ماسك جواله بيده والابتسامة على وجهه ... لقا بندر منسدح ورامي بالشال على وجهه ..ما يظهر منه ولا شي !
قرب خالد وهو يدخل جواله بجيبه .. وبصوت واطي على باله بندر نايم : بندر ! ، فيك شي ؟

سمع زفرة من صدره من غير اي حركة : مصدع !

خالد باهتمام : من ايش؟؟
بندر والشال متجمع على وجهه : من ولا شي .. صداع يا خالد ابي أريح شووي
خالد بتقطيبة : أكلت أدويتك؟؟؟
بندر بطفشش ونعاس : مالي خلق أدوية طفشت منهااا

ضحك: ههههههههه أوم الدلع اللي انت فيه يا شيخ... كل فيتاميناتك ولا تبيني أوكلك اياها !!

حط بندر يده عالشال ورفعه شوي عن عينه.. لين صار قادر يناظر بـ خالد وبتكشيرة : كلت بنادول لأني ادويتي خلصت أمس ..
خالد : مشكلة المهملين اللي مثلك ! ، تبيني اروح اشوف شنطة الاسعافات اللي معي كان فيها مع اني ما اظن !
بندر بابتسامة تجنن : لا تروح ولا تتعب نفسك... عارف نفسي... بريّح جسمي شوي كله صداع ساعة ويرووح...

خالد : على راحتك ..
بندر بادره : الا اشوفك قبل شوي تكلم برا والضحكة شااااقه الحلق ... مين لا يكون حبيبة ولا شي ههههههههههه ؟؟؟
ضحك خالد من شطحات هالولد : حبيبة مين والناس نايمين ... هههههههههههههههه هذا الدكتور نايف يكلم يسأل عن الأحوال... اظنك شفته من قبل ؟؟
بندر وهو ينخمد : ايييه بس عرفته شفته مرة بالمستشفى ... الحين قوم اقلب وجهك بنام لي نص ساعة


قام خالد... وتركه ينوم شوي... راح لشنطة ملابسه وبدل ملابسه لبدلة رياضية لأن الشباب برا كانوا ناوين يلعبون كوورة..
لبس بنطلون رياضي أزرق من نايك... وتي شيرت من نفس الخامة بس بلون أبيض عليها نفس العلامة .. خذاله كاااب أسوود وحطه على راسه بالمقلوووب .. ثبت الشنطة على فخذه ودخل ملابسه اللي خلعهم بعجله ... باختصار كان لوك مختلف !.. ما يظهر فيه عادةً !!.. يبدو فيه أصغر.. أكثر حيوية... أكثر خفة ... يعني يجسد معنى التناقض بشخصية الدكتور !! ،
حط النظارة الشمسية على جبينه وهروول بحيووية لـلخاررج ..

كان رح يصير حادث اصطدام بينه ...وبين مشاعل اللي كانت جايه بالدسسس..
فحط مكانه وهي نقززت على ورا من الخرعه..قبل لا يصيير احتضااان لا ارادي.. ناظرها مرتاع من ظهورها اللي ما توقعه ، وهي تطالعه من ورا لثمة الشال رايحه فيها ..
هالبنت غريبة عجيبة تظهر له دايما بأكثر الأوقات اللي يكون ناسيها فيها ولا داري عن هوا دارها.. وكنها مُصرة تذكره !!

ارررتبكت يا ربيييييييه .. وش ناوي عليه هالحماااار ليييش يلبس كذا !!
ناوي على انتحاري؟!!!

رجع خالد لحالته الطبيعية .. وقال وهو يثبت يده على الخيمة بنظرة تحقييق : ترا مخيمكم في مكانه ما تحرك ؟؟.. وش جااابك؟؟؟
بلعت ريقها ورغبة المشاكل تجددت داخلها .. استجمعت القوة المعروفة عنها : والله بتحرك على كيفي ..وتراني ما جيت عشان سواد عيوونك

رفع حاجب من جرأتها اللي ما تتركها .. وابتسم بجانبية... حركة خلت الغمازات تنرسم على وجهه : زين فيه تقدم !! ، دوم ان شاء الله ما تجين عشان سواد عيوني ..

انقهررت : جيت عشان ابغى بنندر .. حاولت اكلمه قبل شوي بس تلفونه مغلق !... وجيت عشان اشوفه يمكن القاه
نزل يده عن الخيمة ..وهو يأشر لـ داخل : بندر راسه مصدع وعشان كذا نايم شوي.. انتظري ساعة وارجعي دقي عليه..

رجعت تطالعه من فوق لتحت وهيئته الغير عادية ..وكنه يحب يلعب بأعصااابها بهاللوك.. انتبه لنظراتها وقال بهدوء : شلونه كتفك الحين؟؟؟
قالت من غير لا تطالع بعيونه : بخير !
خالد : طيب ارجعي الحين ما يصير يجي احد ويشوفك واقفه هنا ..
قالت وهي ناويه على مشاااكل : تراك انت اللي واقف معي .. وكيفي منيب متحركه الا اذا بغيت اتحرك انا

ناظرها بدهشة للحظة.. بس اختفت الدهشة ورجعت علامات الاستخفاف والضحك على وجهه .. طنقررت رجع يستخف فيها : انا منيب متحركه ومالك دخل فيني .. لو أعسكر هنا مالك علاقة ..
خالد بضحكة مكتومة : بالعدال لا تطيرين.. تراني منيب مهتم سوي اللي تبين .. اعصابك يا صغنون ( نبرة استخفاف)

كتمت غيضها من اللامبالاة اللي تشوفها بعيونه : خالد انت واحد سخييييف
ضحك من قلبه من قالتها .. ناظرته ما تدري وش تسوي قامت ترمي حكي ما تقيسه .. وقال بجدية تلبّسته بلحظة وحوّلته لانسان جدددي غير قبل ثواني : كم مرة قلت لك ثمني كلامك قبل لا ترمينه.. فكري بـ عقلك مررة ، الهبال ذا مارح يجي من وراه خير ..
عصصبت : وش قصدك انا مجنوووووووونة ؟!!!

رفع حاجب.. وقال بهدوء نبرته ..بطريقة تفوور دممها : ليش توك تدرين؟؟؟

ردّها الوحيد ان دموعها غرقت بعيونها... ولأول مرررة !!
بانت ردة الفعل على وجه خالد اللي ما توقع .. بس مشاعل مو من النوع اللي يسمح للدموع تنزل بهالسهولة.. ردتها مكانها ولا كأنها موجودة وغطت هيئتها بالعصبية : تراك بعدك ما تعرفني يا دكتور !! منيب سهلة سامعني منيب سهلة ان كانك ما تدري

هدأ خالد .. ورجع لرزانته وهدوءه اللي طلعته مشاعل منها قبل لحظات .. وقال بهدااوة وكأنه يحاكي طفلته : يا بنت العم ما بيني وبينك شي عشان تطلقين هالتهديدات والتحديات لأني برميها ورا ظهري كالعادة.. فريحي راسك لأني ابيك ترتاحين مثل ما انا أبي ارتاح... اوكي ماما ؟؟

واستدار ماشي .. للشباب بمثل الهدوء اللي انهى فيه كلماااته... راح عنها رامي كل اللي صار ورا ظهره !!

ناظرته لين انحرف يسار واختفى عن مداها ... استدااارت راجعه وهي منقهههههههههررررررره من أسلوبه اللي ما يستعمله الا معها !!! ، استسلام مارح استسلم يا خاااالد وبتشووف ومو أنا اللي تعلن الهزيمة والراية البيضا .... عنادك ذا بيجي يوم واكسره !!

حست بضيييقه .. وحشرجه في صدرها .. حست انها ودها تبكي عشان ترتاح.. وفعلا ما عاقت معها لأنها مشاعل ... راحت لحالها خلف الشجرة العريضة... اخفت نفسها وراها وظهرها للمخيم.. ووجهها للأرض المنبسطة ... بكت وطلعت اللي بخاطرها ... ويوم انتهت خذت نفس عمييييييييق... ورجعت تبتسم وتركض للبنات بالخيييمة ..

:
×

في الخيمة ..

دخلت مشاعل بحيوية الا سحر في وجهها : ها ..وش صار ؟؟ كل هذا عشان تطلبين منه ياخذنا في سيارته بلفه..
مشاعل : حاولت ادق عليه مقفل جواله... رحت بالدس لخيمتهم يمكن القاه بس قال اخوك انه نايم ومصدع... يعني مافي امل!
سحر بفضول : شفتي خالد؟؟

مشاعل بشقاوة : ايييه وفوّرت له دمه بعد !!
سحر : ما ودك تعقلينها معه شوي !!
مشاعل بلا مبالاة : لا !
سحر : والله انتي بايعتها ...!
تحركت مشاعل للجلسة اللي مسوينها رهف واروى ومعهم شادن وهو تقول بصوت ما يسمعه الا سحر : توك تدرين !؟

وجلست الا شادن تقووول : وينها بسسسمة؟؟؟
سحر بحيرة : مدري احد شافها ؟؟
شادن : شوفيها ان كانها برا ..


طلعت سحر من الخيمة وهي ترمي طرف شالها على كتفها بحركة تلقائية.. مشت شوي بعييد تبحث عنها .. يوم أبعدت عن الخيام شوي .. شافتها واقفه بروحها .. على بعد خطوات منها ..

بسمة..
البنت الغريبة..! اللي ما كانت منتبهه لها.. واللي كانت تناظر بانغماس ناحية الشباب اللي كانوا يلعبون كوورة بعيد عن المخيم بمسافة بعييدة..
قربت سحر .. بتردد .. وهي وتربط اصابعها ببعض .. يقالها تبي تتقرب منها.. أو تبي تفتح سالفة... من غير سبب تعرفه..

جت ورا بسمة اللي ما كانت حاسه فيها ..ولا بخطواتها.. ساااهيـه وسرحاااانه..
وقالت بنبرة عادية "بسمة"..
النتيجة ان بسمة شهقت من قلبها.. واستدارت بكل قوة ما كانت مطلوبة ولا مبررة !!.. وناظرت سحر وبؤرة عيونها بتطلع من محلها.. وعلامات الروعة على وجهها وااضحة..

ارتبكت سحر من حركتها..وتوترت زيااادة.. وقالت : آ..سفة ..روعتك .. حسبتك حاسه فيني..
نزلت يدها من قلبها .. وقالت بارتباك وهي تبسط يدينها على بنطلونها : ك..كنت سرحانه.. خوفتيني..!

وشالت عيونها عنها وعطتها ظهرها.. لنفس وضعها الأول... وبحركتها قفلت كل باب كانت سحر تبي تدخل منه عشان تسولف.. او تتبادل معها الكلام..
استغلت سحر الصمت هذا ...وجت بتفتح فمها رغم ان الثانية كانت معطيتها قفاها.. ما تدري سحر وش تناظر لأن مافيه شي يستدعي الانغماس في التأمل "حسب وجهة نظرها" .. بس اللي منع الحروف انها تطلع .. ان بسمة تحركت من مكانها .. ومشت من قدام سحر بكل صمت تاركتها بالمكان لحالها..

استجمعت سحر شجاعتها ونادتها يوم وصلت للخيمة تقريبا : "بسمة ؟!"
لفت بسمة وهي ساكته.. تناظرها .. وعيونها تقول "وش تبين"..
ابتسمت سحر وهي متوترة ..من نظرات الثلج بعيون هالانسانة الغريبة "البنات ينتظرونا... تجين تلعبين معانا؟"
قالت باقتضاب..وبملل " لأ ! "

وراحت وين ما كانت تبي تروح.. وسحر واقفه حيرانه من مزاجها !!
جذبت طرف شالها ورمته مرة ثانية على كتفها .. وهي تستدير بتمشي..
بس طاحت عيونها عالشباب البعيدين .. اللي كانوا يلعبون بذمة وضمير...
كانوا الشي الوحيد الملفت للنظر من هالمكان اللي هي واقفه فيه !.. ناظرتهم وعرفت اخوها خالد من بينهم .. وعرفت محمد ... ووليد اللي كان يلعب حارس !!.. كانوا خمسة يلعبون !!

فقدت بندر بينهم .. ما كان موجود ... مكانه كان شاغر !! صوته مفقود !!
ليش تحس انه تغيّـر ؟؟؟؟
وليش تحس انها مهتمه أكثر ؟؟؟



يتبــع ... مع بقية الجزء 21...

:
:

للتذكير .. هالبارت المفروض كان يحتوي على احداث اكثر..
لكن التتمة عما قريب .. ولأني وعدتكم يكون خلال يومين انزنقت اليوم هههه :smilies_079: وقلت بنزله باللي هو به ***67***

لا تبخلون على بالردود... التواجد رائع لكن المردود ما يعكس هالشي أبداً ***105***



انتظركم :S_033:

.,. صرقوعه .,. 02-08-10 07:16 PM

السلام عليكم ..

انا سمعت ان الكاتبه عيون القمر ماكملت روايتها هذي ..

بسألك :هي عندكـ كامله ..
لاني تعقدت اذا تحمست مع روايه اكتشف انها ماتكملت ..

=)

سلام

نوف بنت نايف 02-08-10 07:22 PM

اهلين صرقوعه منوره القسم
الجزء هاذا نزل اليوم الفجر بمنتداها الاصلي
وعلطول نقلته
وهي واعده تكملها
وان شاء الله تكون الكاتبه عند وعدها

نوف بنت نايف 06-08-10 07:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر (المشاركة 6353445)
:S_032::
/

صباح الخير ..

امممم .. بالنسبة لـ تتمة الجزء 21 .. انا جيت عشان اقول لكم قراري حولها

قررت انزلها مع البارت 22 .. لأن التتمة رح تكون قصيرة .. فبدال ما تجيني ردود تقول ان البارت قصير قررت أأجلها مع الجزء الجديد.. فعشان كذا باخذ شوية وقت وخصوصا ان رمضان على الأبواب وهاليومين ماني فاضيه تماما...
التتمة مع البارت مع بداية رمضان .. أول أو ثاني يوم على حسب

:smilies_028::smilies_016:

ورمضاااان كريم مقدما

هذا رد الكاتبه في منتداها الاصلي
وراح ننزل البارت اول ماينزل هناك
باذن الله

5dooj 21-09-10 05:48 AM

الكاتبة محا تكمل القصة ولا كيف :( ؟؟

حرير وردي 12-10-10 10:30 PM

من سنة 2008 وانا انتظر اكمال الروايه
هي صحيح روايه جميله جدددددا وتستحق القراءه
ولكن الكاتبه توعد وتخلف بوعدهاكثييييرا
يعطيك العافيه

♫ معزوفة حنين ♫ 23-11-10 01:31 AM

اقتباس:


؛؛؛

صبــآآح اللهفـة أعزائي ..
صباح الحب المنتثر بين أسطر هـ الرواية ، المختلفة بالنسبة لي !
كل عام وانتم بخير وينعاد علينا وعليكم بالفرح

امممم !! ، رح أبدأ بعذر التأخير .. دام اني وعدت كثير من اللي أرسلوا لي بتفسير لـ سبب تأخيري
رغم إني أتذكر زين إني قلت لكم البارت رح يكون بداية رمضان <- عُمر !!!

عالعموم .. بتلك الفترة ..
كنت أمر بعارض صحي .. وخضعت لعملية جراحية بعيوني وهالشي أبعدني عن اللاب لفترة !
وانقطعت عن الكتابة رغم إن الأفكار كانت ولا زالت براسي عايشة

بعدها جت الدوامات .. وانشغلت ببعض الأمور ..
رغم اني كنت افتح القصة واكتب من فترة لفترة .. حتى لما ارجع يكون عندي كمية مناسبة للبارت ونصف البارت اللي وعدتكم فيه .. يكون مليان أحداث.. وتطورات جديدة !

بحق اشتقت لكم .. وحاسة فعلا بالتقصير وكل ما جيت أقدم جزء كنت أفكر شلون يكون مثال للتعويض ولا زلت أحاول !
رغم ان المنتدى ما عاد هو مثل أولــ .. من رجعت وأنا حاسة إنه مو هو ألم اللي أعرفه والقراء ليسوا هم القراء !!
هناك قرار بشأن هالموضوع .. ما قررته للحين لازلت أفكر فيه بجدية.. لكني رح أقولكم إياه بعد ما ينزل البارت القادم وأشوف الوضع كيف رح يكون !


بجد بجد وحشتوني واعتذاراتي أعتقد ماعاد صارت كافية
الأهم اني أحبكم ولا زلت
شكرا لكل اللي تواصل وسأل .. وغمرني برسايله الكثيرة .. ممتنة كثيير

اممم

جينا للمهم .. والهاجس بالنسبة لكم ههههه

البارت !

تتمة البارت 21 جاهزة..
لكن مثل ما قلت لكم من قبل .. هي مجرد تتمة بسيطة قد لا تكون مليانه أحداث

البارت 22 .. على وشك النهاية لكنه ما رح ينزل قبل بكرة

اذا تبونهم سوى بكرة .. على عيني وراسي

اذا تبون تتمة 21 اليوم .. و 22 بكرة
برضو ما عندي مانع ^_^..

لكم الحرية المطلقة


اللي ودكم انا جاهزة
قدامكم ساعة للاختيار قبل ما انام

وآخر شي
شكرا لتحملكم وصبركم
وحشتوني وقسماً






شوي وبـ آنزل لكم البـــآإرت بما ان نووفـا مو موجودة ..
ولما ترجع بالسلالالامة هي بـ تكمل اكيد ^^ ..




♫ معزوفة حنين ♫ 23-11-10 01:33 AM

؛؛
الجــــزء 21
( الفصل الثاني ::تتمة:: )
------------------------------

عادت سحر أدراجها ناحية الخيمة اللي دخلتها بسمة ،،
دخلت وهي تفك الشال الملفوف حول رقبتها بطريقة أنيقة ، وعينها تطيح على بسمة وهي جالسه جنب شادن ، تسولف بصوت هادي وهي تضحك مرة ، وتبتسم مرة بنعومة راقية.. كان من الواضح انها بدت تتعود على شادن وتاخذ وتعطي معها هي بالذات ! .. ابتسمت سحر من فكرة ان شادن شخصية يألفها الصغير قبل الكبير والظاهر انها حاولت تدمج بسمة شوي ونجحت ولو بنسبة قليلة !!
مشت لهم وهي تسحب الشال المرخي من رقبتها وترميه بعفوية عالأرض جنبهم ..وجلست معهم وهم يتبادلون أطراف الحديث .. وشادن كانت تسأل بسمة تحاول تتعرف عليها أكثر : ما عندك خوات بسمة؟؟
بسمة بابتسامة هادية : لا مافي الا أنا وأخوي راهي ..ما عندي خوات
شادن : تخرجتي من الجامعة؟؟
بسمة : لا للحين باقي سنة على وشك
شادن بأريحية مريحة : يا حليلك مررررة هادية وذووق
ضحكت بسمة لكلمة شادن ، ولأول مرة ضحكة حلّت من ملامحها .. وسحر تراقبها وهي تسولف بلباقة اكتسبتها يوم بدت تندمج مع شادن خصوصا : ادري اني هادية... وصعب ادخل مع الناس بس شادن انتي غير ههههه ( وضحكت بحرج)
ابتسمت شادن .. ولفت على سحر اللي كانت سرحانه وتفكر.. تطالع بالأرض بشرود وهي متربعة جنبهم ! .. والهالات السودا تحت عيونها للحين واضحه ..قالت باهتمام : سححر وشفيك من صحيتي اليوم وشكلك مو عاجبني؟؟
ابتسمت سحر وهي ما تدري ليش صايره متشوشة هاليومين : مو شي بس لأني ما نمت امس زين كنت اتقلب كثييير..

قالت بسمة فجأة بنبرة هادية وهي تناظر وجهها : سلامتك !
انتبهت سحر ان بسمة وجهت لها الكلام.. وابتسمت لأنها حست انها خذت فكرة غلط عن هالبنت : الله يسلمك..
لكن ما أمداها تحس انها عدّلت الصورة عنها إلا وقامت بسمة تناظرها بنظرات غريبة من خلال عيونها الناعسة ..وكأنها تحاول تقيّم شي فيها .. أو تلاقي "ميزة" فـ سحر بمعنى أصح !!
سحر توتّرت من هالنظرات اللي مالها "معنى" واضح... ولا خطر على بالها ان تعامل بسمة بـ "غرابة" معها هي بالذات من دون غيرها من البنات..له ارتباط مباشر باللي سمعته بين (مشاعل وسحر) اليوم الظهرعن سالفة "تواجدها" مع محمد .. الخطيب المنتظر !! اللي يبدو انه رح يسبب لـ سحر مشاكل ما تدري انها تقترب منها !!

تضايقت سحر من هالنظرات لأنها ما لقت لـها تفسير ، بسمة ردت لـ شادن تسولف بأريحية تاركه سحر بغمرة افكارها وحيرتها .. سحر ما كانت ناقصة زيادة حيرة لأنها هاليومين ضايعة بموجة من الحيرة والتوهان .. المواقف اللي صارت اليومين الأخيرة كانت كفيلة انها تشتت انتباهها وتخليها مو عارفه تركز بشي .. أو تستوعب شي !!
:
×

عند الـ رجال ..
طلع أبو راهي من الخيمة مع ابو خالد.. وابو محمد .. وهم يسولفوون
تجاوزوا الخيام .. ناحية الشباب اللي كانوا يلعبون طائرة بعد ما خلصوا من الكورة !! ، وصراخ الحماااس شايل الدنيا !!
كان بندر قد صحا ، بعد ما استرد شوي من قوته بعد الصداع اللي ألّم فيه .. وهو يلعب معهم الحين .. كان عنيف !!
عصبي في لعبه !!
ويوم طاحت عينه على أبو راهي وهو يناظرهم يلعبون..واقف على جانب الملعب وهو يحرك سبحته بيده اليمين.. زاد من عنفه أتوماتيكيا وكأن منظر هالرجال يستفز أعصابه !!
وضعه موب مفهووم .. بندر صاير متقلب ، ساعة مستريح ومرتاح البال ، وساعة ينقلب فوق تحت ..
تركي اللي كان في فريقه حس بحالته اللي ما كانت بوضعها الطبيعي .. لأن بندر كان يلهث ويتنفس بعصبية .. ويعرق بكثرة وهو يستقبل ويرسل الكرات !!.. قرب منه بعد ما أحرز نقطة حط فيها كل قووته البدنية من قهررر يحس فيه !! ،
واستقام واقف وهو يشهق ويزفر بقوة وقسووة على نفسه والعرق صار يقطر من وجهه .. حط تركي يده على كتف بندر اللي كان معطيه ظهره .. يبي يهديه !!
لكن بندر ما التفت ولا نطق !! ..كل اللي سواه مسح وجهه بفنيلته متجاهل تركي اللي يكلمه : بندر هد شوي بتذبح نفسك !
قال بنبرة جامدة غير مفهومة : ما ارتاح الا كذا
تركي صحيح ما فهم حالة بندر الغريبة ..لكنه ضحك : هههههههه بتهزمهم لو كنت لحالك بس ريح جسمك شوي هلكت نفسك
تحرك بندر طالع من الملعب مو متحمل وجود ابو راهي على بعد امتار منه : كمل لحالك انا طالع ..

تركهم وهو يسمع خالد ومحمد ومعهم عمر بالفريق الثاني ينادونه مستغربين من انسحابه المفاجئ .. ببساطة ما قدر يشوف ابو راهي واقف بابتسامة واريحية ، ويتم ساكت !.. وهو يحس بالتناقض فـ مشاعره !!..
مو قادر يحدد موقفه !!
مع محمد او ضده ..مو عارف يقرر!!
وهالشي صاير يتلاعب بأعصاابه .. ويتلف هدوءه وتركيزه !!

سمعوا ابو راهي يقول للشباب اللي وقفوا لعب تلقائي : ما شاء الله عليكم !! مين القوي فيكم وغلب الثاني
ابتسم محمد اجباري متناسي الهم الجاثم على صدره : تعااادل للأسف

قال ابو محمد بعد ما لمح ولده بندر رايح بسكات : وينه اخوك بندر يا محمد ؟؟ .. وش فيه وجهه ؟؟
ارتبك محمد لأن بندر مصر ما ينطق بحرف ولا هو عارف شفيه ، وياخووفه يكون شي كبيير وبندر مخبيه : مافيه الا العافية ...
قال ابو خالد هالمرة : بنروح نمشي لنا ساعة كذا .. احد منكم وده يجي يخاوينا ؟!

ببساطة محد قال بروح لأنهم كانوا مهلوكين من اللعب .. تركوهم وراحوا يمشون اربعتهم ابو راهي ، وولده .. وابو خالد وابو محمد !!

راح تركي بعد ما غسل وجهه عقب اللعب.. للخيمة اللي كان جالس فيها بندر .. دخل وهو مبتسم بعذوبة.. لقى بندر جالس بآخر الخيمة ..ممدد رجل والثانية مثنية على فوق.. شبه مستند على ذراعه على جنب ..ساند كتوفه على جدار الخيمة القماشي ..وبين يديه جواله يلعب.. وعيونه مركزه عليه ..
تقدم تركي بهدوء له وجلس قدامه متربع .. بندر ما اصدر ردة فعل ولا أي حركة.. عيونه ما رفعهم !!
تركي : مو تقول الصداع خف ؟؟
كان يسمع صوت اللعبة والموسيقى تصدر من الجوال..وبندر صااامت!!
تركي بصوت هادي: بندر؟
رد بندر وهو يلعب : نعم ؟
تركي : وش مضايقك ؟
سكر اللعبة ورمى الجوال جنبه بكل ملل : مو مضايقني شي يا وليد.. لا تقلق حالك
قال تركي بهدوء : أنـا من النوع اللي احس فـ الناس.. لا تسألني شلون.. لكني اعرف واحس فيهم.. وانت من الناس اللي حسيت فيهم.. قولي يمكن اقدر اساعدك
بندر ابتسم وهو كارهـ عمره : مافيه شي يستاهل.. لا تشيل هم
تركي باهتمااام : الهم بعيونك يا بندر وشلون تقولي لا تشيل هم وانت صديقي واخوي... ولا الكلام اللي بيننا اليوم طار بالهوا ؟؟
ابتسم بندر لأن وليد مااخذ موضوع الصداقة جد ، وشكله يتمناها ! .. قال وهو يحك راسه : لا أفا عليك.. مهوب بندر اللي يقول كلمة وتطير بالهوا ههههه.. انا بخير ومافيني الا العافية (بابتسامة )
تركي وما حب يضغط عليه : بندر اذا في خاطرك شي قوله تراني لك بير اسرار .. ومستعد اساعدك اذا بغيت..
ابتسم بندر من كلمته : تساعدني ؟؟؟
حس تركي ان بندر مو مأمل كثير على هالكلمة.. فضحك : جربني ! .. بحاول اساعدك اذا عندك مشكلة..
ضحك بندر بعذوبة : ههههههههه ما انصحك يا وليد.. واحد مثلك تكفيه مشاكله.. انا خل مشاكلي لي بيني وبين نفسي
تركي باحباط .. : أفا ! .. (تنهد.. وقرر يستخدم ورقتـه الجديدة ) .. عالعموووم.. تراني موجود..تذكر هالشي زين.. موجود اذا ما لقيت احد تكلمه

رمى الكلمات وقام واقف .. ومشى طالع تارك بندر اللي حط راسه على الجدار القماشي من وراه وهو مغمض عيونه !! ..
يعيش التناقض!
يعيش الحيرة !
يتمنى يبتعد !!.. يسافر !!.. يرحل !!
لكن وين !!

بعز الصمت والهدوء داخل الخيمة ،!
دخل خالد عليه بيروح لحقيبة أغراضه عشان يبدل ملابسه عقب العرق اللي يغطي جسمه .. له فترة طويلة ما بذل مجهود بهالشكل ، اقصى شي كان يسويه عادةً نص ساعة جري صباحية..!
مسك حقيبته والتفت لـ بندر تلقائيا وهو يفتح جيب جانبي.. وقام يناظره ..
حس بحالته الغير مستقرة..
بدون كلام او همس.. حط الشنطة وراح له.. وجلس جنبه بصمت.. وبندر مغمض عيونه بعالم آخر !! مو حاس فيه .. ما حس الا بيد الطبيب تلمس جبينه
فتح بندر عيونه مرتاع : بسسسم الله !!
ضحك خالد بعذوبة والغمازات بوجهه : هههههههههه يا دلعك !
بندر : متى جيت خضيتني الله ياخذ عدوك؟
خالد : قم يالهيس ما فيك الا العافية..اشوفك خامل قلت يمكن صادته فلو بهالجو.. بس ما فيك شي.. كيف الصداع؟
بندر : خف بس ما اضمن ما يرجع
خالد: طيب قوم .. الجو مخنوق هنا وشلون متحمل
ابتسم بندر وهو يقوم ساكت.. ما يدري خالد ان الخنقة هنا ، أو برا !!.. كلها واحد !!

:
×

مخيم البنات ..
طلعوا مشاعل وسحر سوى لحالهم يمشون !! وتركوا الباقين بالمخيم لأن سحر كانت تتمنى تمشي وتبتعد ، تبي تتنفس .. تعيد توازنها !!.. تبي تسترجع وضوح الرؤية اللي فاقدتها ..
فـ خذت مشاعل معها .. اللي كانت شايله بيدها كيسة فستق صغيرة.. تاكل وترمي بلا اهتمام ..
سحر من جهة مشوشة ، مُتعبَة ، ما تدري ليه متوترة وكأنها تحتري شي جاي بالطريق..
اللي صار اليومين اللي راحت كفيل انه يسلب كل قوة تركيز تتمتع فيها .. حااااسة بضعف كبير.. وهالضعف يزداد مع الساعات .. ليش؟؟... لأنها ببساطة ضايعة !!
جت هنا وهي قوية !!.. متحمسة ومنتعشة !!
لكن خلال يومين.. شعور يداهمها الحين انها فقدت توازنها .. !!
فيه مشاعر داخلها ما قامت تفهمها !! .. مشاعر مضايقتها !!.. احاسيس غريبة !!
تعرفون الشعور .. اللي يصيب الانسان انه ما عاد صاير يفهم نفسه !!.. هذي النقطة اللي وصلت لها سحر .. هذي المرحلة اللي تطورت لها.. سحر وصلت لشعور "انها ما قامت تفهم نفسها".. وهالشعور تراه متعب لأنها ما قامت تعرف وش تبي او وش تحس فيه بالتحديد!!
كانت سااارحه وهموم الدنيا فوق راسها .. يوم سمعت مشاعل تغني : وشفيه بالك بعيد وجالس تفكر
بدري على الحزن توك في بداياتك
لا تحسب الوقت لي فاتك وتتذكر
عمر الندم ما يرد الوقت لي فاتك

سحر بضييق وحززن.. وكأن مشاعل ضربت على وتر حساس : مششااعل وربي مب وقتك !
ناظرتها مشاعل باستغرراب : سحر؟ من جدك ؟
ناظرتها سحر بألم ثم ردت تناظر الأرض وهي تمشي ..
مشاعل باستغراب لأن سحر ببساطة فقدت رونقها : تبين الصدق على بالي بشوفك فرحااانة وطايره من الفرحة عقب اللي صار اليوم الصبح مع محمد.. بس انتي غريبة عقب كل ذاك الصبر مع محمد.. واللي صار اليوم.. يضيق صدرك.. المفروض تعيشين اليوم بطوله فرحانه وتنسين الهم لأن محمد عطاك اللي تبينه... عطاك اهتمامه ! ..صح ولا انا غلطانه ؟
سحر وهي تحس بحشرجة في صدرها مو فاهمه مصدرها غير ان فيها رغبة بكي قووية.. كتمتها : مدري يا مشاعل مدررري !!
ردت غصة داخل صدرها ومشاعل ساكته.. وكملت بتردد وحيرة : حاسه ...حاسه بخوف من هالتغير... مشاعل.. حاسه بكثير اشياء اول مرة احس فيها... اشياء ما قمت افهمها .. وكأني أول مرة أعرف نفسي....
ناظرتها مشاعل لقتها تحكي ودموعها تموج بوسط عيونها ... وقفت مشاعل تناظرها باستغراب
سحر حاربت خنقة الدموع اللي تسيطر عليها من غير سبب.. وقالت بهدة حيييل بصوتها : مشاعل والله العظيييييم ما قمت افهم شي .. حاسه اني بوسط معمعة ماعرف موقعي فيها ..
مشاعل رحمتها وهي ما تدري ليش سحر بهالحالة.. بس قالت لعلها تخفف عنها : سحر وش صار؟؟ وش اللي يخليك تحسين كذا ؟
سحر بحزن لأن الاجابة تضايقها : مدري .. والله مدري !
ابتسمت مشاعل : سحر وسعي صدرك .. اذا عشان محمد .. قدامك الوقت عشان تفهمين ..يمكن لأن محمد خالف عادته معك تحسين انك مو على بعضك
سكتت سحر وهي تحاول تبتسم .. بس ما تدري ليش .. تحس ..ان بندر له دور كبير باللي تحس فيه.. شعور ما قامت تفهمه.. بندر يستحل جزء من تفكيرها ..وهي ما تبي !!

فجأة ..قالت مشاعل وهي تناظر بعيييد بوناسة التمعت بعيونها الواسعة : بندووووره هنااااك... اشششوى صحى !!
رفعت سحر راسها لا ارادي ناحية المكان اللي تأشر له.. لمحت بندر اللي توه نط في بالها ، مع اخوها خالد يمشون بروحهم بعيد عن المخيم .. بندر لابس كاب اسود ونظارة سودا على عيونه .. وخالد مثله لكنه كان فاصخ الكاب ..
ليش؟؟..ليييش؟؟؟... تحس انه فاتنها... بندر... بهاللحظة كان سارق منها كل ارادتها .. يبتسم ويسولف مع خالد بأريحية وهو يحك خده.. يضحك وهو يطق خالد بكتفه..
طول عمره كان قدامها .. لكن ما عمرها اتعبت عمرها وتأملت فيه من قلب.. ما كان لافتها أبداً بس من بدت تحس انه تغير ..بدت تلاحظ اشياء ما عمرها لاحظتها.. طويل !.. شعره اسود ودايم مموج مع طوله الطبيعي اللي ما يتعدى نص رقبته .. رقبة قوية واكتاف عريضة.. رشاقة.. وخفة بالحركة ..كاريزما مختلفة بحركاته ونظراته.. وحتى ردات أفعاله ولفتاته لما احد يناديه..!!
سحر سكنت وكل هالأشياء تبلورت براسها بثواني.. خااااافت من هالتغير اللي طرأ بأفكارها !!!

مشاااعل بكل عفووييية .. نااادت بكل صوتها اللي ضااااع بالكون : بآآآآآآآآآآآآآنداااااااااررررررررر ..!
ضاعت علوم سحر .. يوم وقفوا عن المشي.. والتفت عليهم بندر خصوصا بالكاريزما اللي توها استوعبتها فيه.. وعلى وجهه علامات الاستفسار ..
مشاعل عدلت لثمة شالها ..وبدون كلام مسكت يد سحر وسحبتها من غير لا تشاورها
سحر مشت معها من غير مقاومة .. عيونها على بندر اللي وقف يحتري ، مع خالد.. تناظره بعين الملهوفة لشي فقدته .. لشي ما تبي تخسره.. لشي تحس انها تهتم فيه أكثر من أول !!

وصلت مشاعل وهي ماسكه يد سحر .. وقفت وهي تناظر بندر متجاهله خالد اللي كان صامت : بندر ليه جوالك مقفل؟
قال بندر من غير لا يطالع سحر بصوت جامد : كنت نايم ..قفلته عشان انتي ما تزعجيني !
مشاعل فهمت محارشه : وبعدين معك يعني لازم تستفز لي اعصابي كل ما جيت اكلمك ؟!
تحول جمود بندر لابتسامة جانبية من تحت النظارة ، خقّت معها سحر وكأنها تشوفه لأول مرة : انتي ما تتوبين؟ مصرة يعني تجين تدوريني كل ما بغيت الفكة منك ..والتهزئ ما ينفع معك < (سحر كانت تتابع كل كلمة )
مشاعل : قليل ادب انت وقسما ..
ضحك بندر ..وخالد ابتسم ..ببساطة مين اللي يشوف مسرحيات بندر ومشاعل وما يقدر يبتسم : هاتي اللي عندك من الآخر
مشاعل بحماااس طفلة هو جزء من طبعها : نبي تاخذنا بسيااارتك الجميلة بجووولة صحراوية

تحول بندر لوجه ساااخر من اللي سمعه : معليش ما سمعتك.. عيدي بس بالبطئ
مشاعل تجاهلت مسخرته وقالت بتأكيييد مليان حماس : نبيك تاخذنا احنا والبنات بجولة في سيارتك.. نبي مشوار حلو معك
رفع حاجب من ورا النظارة ، وبابتسامة ساخرة : وش بيشيلكم ان شاء الله كلكم بسيارتي!!
مشاعل : عادي نجلس فوق بعض..
بندر : مصدقه نفسك انتي.. منيب فاضي لكم قولي لمحمد
مشاعل : يعني من جدك محمد بيوافق..؟!
بندر وهو يحس بنظرات سحر تخترقه من الوريد للوريد لكنه ثابت ولابس القناع البارد الغير مبالي : إنسي ! .. انا واحد معه صداع وماني ناقص زيادة قلق.. مهوب لازم تروحون
مشاعل بقهر : بندرر !
بندر من غير اهتمام : قلت لك لا.. خلاص لا تحنين ..
مشاعل : كنت بسامحك على حركاتك معي انت وثعبانك اذا وافقت...وما رح اردها لك .. بس شكلك منت بكفو احد يسامحك يالخااايسس
ناظرها بلا مبالاة .. رافع حاجب من خلف النظارة وهو ناوي يمشي : احد قالك ابي سماحك.. روحي سوي اللي تقدرين عليه.. لا والله لا أنادي مشاعل الحين تراها تتمشى قريب
ضحك خالد من اسلوب بندر الساخر ومشاعل اللي قامت تتلفت بخوف لأنها تصدق ان بندر يسويها
بندر : شفتي انك من جنبها .. لا عاد تهددين... (التفت لـ خالد ) ... مشينا خالد..
وسحر مو قادره تنطق بكلمة وحدة.. حالة من الصمت متلبستها .. بندر ما عاد يعيرها أي اهتماااام !!.. يتصرف وكأنها غير موجودة.. أو غير مرئية بمعنى أصح !!
بلعت غصة ألم .. لأنها قامت تحس برهبة قدامه.. وماهي قادره تتصرف طبيعي !
قبل لا يمشون..التفت خالد لها يبي يتطمن يوم شاف وجهها ماهو طبيعي : سحر !
رفعت راسها لـ خالد وهي تحاول تبتسم : هلا
خالد : شخبارها رجلك .. وجهك مو طبيعي ..تألمك؟
الألم معنوي أكثر منه عضوي.. ابتسمت وهي تشوف بندر يناظر في جواله ،ويحوس فيه وكأنه يبحث عن شي يناظره : ألم بسيط على وشك يزول
خالد باهتمام غططى على صوته لأنه حس ان اخته ماهي على طبيعتها : تعبااانه ؟
أنكررت .. وتمنت تقوله.. خالد اخوها القريييب .. لكنه الفترة الأخيرة كان مبتعد عنها وهالابتعاد جرّ معه ابتعاد روحي بينهم.. تمنت تقوله عن كل اللي تحس فيه من ضياع وتوهان لعلها تلاقي اللي يرشدها.. بس بهالوضع أنكرت بابتسامة وهي خانقه عبرتها بصدرها ما تبيها تطلع للعلن وخصوصا قدام بندر : مافيني شي
بندر اللي صاير يطنشها التفت على خالد يقاطعهم.. قبل لا يتكلم خالد : مشينا وش تبي فيهم ..تراهم قلق وقسم بالله قلق!
ناظره خالد باستغراب، ثم ابتسم ..ومشوا من قدامهم متوجهين لمخيمهم اللي ابتعدوا عنه ..
مشااعل انقهرت من اسلوب بندر..
وسحر ما تدري ليش حزت بخاطرها كلمته.. صار يبخل عليها بكلمة.. أسلوبه مرة تغير !!
حاولت تكذب نفسها ان بندر هو بندر.. لكنه يثبت كل مرة انه متغير ناحيتها ..
خوفها من خسارة سيطر عليها ما تدري ليش... حست بالتهديد.. حست بالرهبة.. هالخسارة بالذات ما تتمناها وبندر بتصرفاته قام يرعبها ..ويثير أعصابها !!
قالت مشاعل بصوت مليان غييض : اجل احنا قلق !!.. هييييين بنيدر كل حركاتك السخيفة انت وثعبانك بردها لك اليوم !
سكتت سحر ما عندها اللي تقوله !
مشاعل : مشينا.. والله لا أورريييه السخيييف ..
تحركت سحر معها وهي مهمومة !
ودها تتكلم معه.. تسأله.. تصارحه ..
بس مع شخصية بندر المتباعده هذي... بتكون خطوة صعبة .. لأن بندر السهل ..صار الحين صعب حيل وكأن شخصية أخرى سكنت جسده ، وكرهت هالتغير المفاجئ !
:
×

مخيم الشباب
كان تركي متوجه لسيارته يبي ياخذ غرض .. ومرة وحدة يكلم اخته الصغيرة اللي اضطر يقطع المكالمة عنها بسبب تطفّل سحر البارح.. ما كان يدري عن الشخص اللي واقف عند السيارات يدخن إلا يوم قرب !
عمر من جهة ثانية كان مستند على باب سيارته بموجة تفكير عميق يفكر بمكالمة عياف اللي صارت قبل ساعتين ..
رفع عينه الحااادة ناحية اللي كان يقرب بخطواته.. وليد !
ابتسم تركي يبي يتودد له عشان يكسبه "مثل ما أحرز تقدم مع بندر" : انت هنا ؟
شال عمر ثقله من السيارة .. ورمى السيجارة تحت رجله وهو كاره انه طاح فيها : وش تشوف ؟
ابتسم تركي يحاول يكسر هالحاجز اللي بانيه عمر حول نفسه : سمعت محمد يناديك قبل شوي
عمر وهو يناظره بتقييم من فوق لـ تحت بطريقته الخاصة فيه : وش يبغى ؟
تركي "لاحظ طريقة نظراته" : مدري لكنه جالس لحاله هناك عند النار.. وقال اذا شفت عمر على طريقك ناده
تحرك عمر من موقعه بيترك المكان .. وتركي واقف بابتسامة وديعة يحتريه يغادر المكان بهدوء كالعادة من غير اي نقاش بينهم .. لكن ولأن عمر من نوع الأشخاص اللي ردات أفعالهم غير متوقعة بتاتاً !!
انصدم تركي يوم وقف عمر قدامه مباشرة ! ، بعيون حااادة وشخصية هادية لكنها متمررردة !
عمر بهدوء وعيونه بعيون تركي : ممكن اسألك سؤال ؟
تأهب تركي وعيونه بعيون عمر اللي كان يناظره بطريقة حس تركي انه مكشووف .. يمكن لأن طريقة عمر ونظراته تختلف ونادرة .. عمر دايم يناظر بعيون اللي قدامه لما يتكلم ، ما يرمش ، ويواجه بجراءة ، صلابة وجهه والتمرد في ملامحه عطاه هذا الانطباع الخاص فيه ..
لكن تركي حافظ على هدوءه وابتسامته ..غير انه عقد حواجبه : اسأل ؟
عمر مباشرة : كم لك بهالعايلة ؟
استغرب تركي هالسؤال.. لكنه بوداعه قال : غريب سؤالك.. ليش؟
عمر ابتسم ومسح الجمود : استفسر .. من غير سبب.. لاحظت وجودك الجديد بالنسبة لي ..وعلاقتك مع العم ابو خالد لافته نظري
تركي بثقة غلفت صوته : يعني تقدر تقول ابتديت اشتغل عنده من 6 الى 7 شهور !
عمر وعينه تمر على تركي من فوق لتحت : واضح عليه يثق فيك
تركي ضحك يحاول يذوب الجليد بينهم.. ويتقرب منه !
لكن ان فكر تركي ان هالشي سهل ..وان عمر .. يشبه بندر !!.. فهو ما حسبها صح !
عمر مو من النوع اللي يحكم رايه ضحكة شخص او سواليفه.. عمر له فلسفته الخاصة بالحكم عالأشخاص !
وتركي من ضمن الناس اللي لفتوا نظر عمر.. وطاحوا تحت مجهر تقييمه ، وللأسف عمر بالذات يمثّل ذاك النوع من الاشخاص اللي المفروض تركي يبتعد عنهم ! ، ولا يحاول يراوغ حولهم ،!
لأن هالنوعية خطر ..وعمر حط العين عليه ! ، وتركي ما يدري !

قال تركي بوداعة : العم ابو خالد مثل ابوي الحين.. فضله كبير علي
هز عمر راسه بطريقة الفاهم : اها ! .. الله يعين.. انا رايح لـ محمد .. وين بتروح ؟
تركي وهو يأشر على سيارته : باخذ غرض وجاي

مشى عمر من غير تعليق تارك تركي واقف مكانه يطالعه .. يفكر بعمق !
عمر بالذات مختلف عن الكل.. وكأنه مو منهم ولا فيهم !!.. الهالة اللي حوله مو مطمئنة !!.. فيه ميزة لما يجي يتكلم.. ويناظر باللي قدامه.. طريقة كلامه يخلي اللي قباله يتشكك بنفسه
ليش تركي مو مطمن من ناحيته .. من أول ما شافه !؟
نظراته غريبة.. ودايماً أقل الأشخاص كلام.. هم أكثرهم خطر ! ، وهالشي ينطبق على عمر !!

راح لسيارته عشان ياخذ الغرض ويكلم اخته عالسريع..قبل لا يفقدونه !!
:
×

رجعوا سحر ومشاعل للمخيم .. وقابلوا رهف وأروى توّهم راجعين من مخيمهم !! وشايلين معهم كيسة ..
سحر باستغراب : وين رحتوا ؟
ابتسمت رهف بمتعة : رحنا للمخيم نجيب شي !
كملت أروى بحماس : تعالوا عند الشجرة جبنا لعبة نمشّي فيها الوقت .. طفشنا من الأونو والورقة..
سحر : وش جايبين؟
ضحكت رهف : هذي مونوبولي كنا جايبينها انا واروى في حالة الطفش والازمات !
مشاعل بحماس : زماااان عنها !!.. اوكي يلله يا أنا بخليكم تطفررووون
اروى : هههههه تحدي من الحين !!!..
قالت سحر : خلاص روحوا انا بروح للمخيم انادي الباقين وجاية ..

انفصلوا .. ثلاثة راحوا ناحية الشجرة يجهزون للجلسة والتحدي.. وسحر مشت ناحية المخيم .. وقابلت شادن اللي كانت توها تاركه جلسة الأمهات والسوالف .. جاية ناحيتها
سحر : البنات ينتظرونك عند الشجرة
شادن اللي كانت ماسكه بيدها كوب شاهي ساخن : وش عندهم هالمرة ؟؟
سحر بابتسامة لأنها عارفه عشق شادن لهاللعبة : مونوبولي !
شادن بحماس : أممما !!
سحر : كنت عارفه بتتحمسين اكثر وحدة
ضحكت بعذوبة : هههههههه عز الطططلب .. زمان عنها .. يا ويلكم مني هههههه
ضحكت سحر معها لأن شادن ببساطة تغيّرت نفسيتها .. صايره أكثر ضحك ومرح وانفتاح .. وكأنها ناسيه عمر او
انمحى من بالها هالفترة وما صارت تفكر فيه!!
فعلا شادن كانت قد قرارها يوم قررت تمرح وتفرح وتضحك.. وتنسى ضيقها ، لين تحين اللحظة اللي تحتريها !!

سحر باستفسار : وين بسمة ؟؟
شادن وهي تلتفت للخلف ناحية الخيمة : كنا جالسين سوا بالخيمة يوم رحتوا كلكم .. بروح اناديها
سحر : لا خليك انا بروح .. اصلا بروح اخذ غرض من شنطتي وبناديها على طريقي
شادن : اووككي.. لا تجين الا وهي معك !!.. لا أوصيك (بأسلوب تحذير وحرص)

مشت سحر للخيمة ، وشادن خذت طريقها للشجرة اللي كانت خارج حدود المخيم..
دخلت سحر للخيمة اللي كانت قمة بالهدوء والسكون.. وطاحت عينها على بسمة جالسه عند زاويه وهي ماسكه جوالها وتناظر فيه .. ما كانت حاسه بدخولها لأن بسمة كانت مندمجة بالنظر لشاشة الجوال بتعمق كبير !!
قالت سحر ببراءة وحسن نية : بسمة !
ما امداها قالت آخر حرف.. الا بسمة تنتفض من كتوفها لرجولها وهي ترفع عينها لسحر بروعة ..
جت سحر بتعتذر بس بسمة سبقتها وهي تنطق بقهر حاولت تخفيه : بسم الله ! ناويه على موتي
ابتسمت سحر بحرج : اسفة مو قصدي بسمة
بسمة بحنق مخفي : ثاني مرة تسوينها.. قلبي طاح !
وبسرعة قفلت جوالها وسحر تقرب منها .. ودخلته بجيبها الضيق .. وسحر تقرب منحرجة من حركتها : اسفة بسوم مو قصدي والله
رفعت بسمة عينها الناعسة بنظرة ثلجية : اسمي بسمة مو بسوم
زاد الاحراج .. شفيها ذي عاد !!
قالت سحر : ندلعك ولا ماتبين ؟؟
بسمة وهي تتكتف وتطالعها بذات النظرة الباردة : مابي تدلعيني .. اسمي بسمة لا تناديني بسوم بليز !
تنهدت سحر جوا نفسها .. وقطعت جو التوتر ومشت لشنطة يدها المرمية بالجهة الثانية من الخيمة وهي تقول : على راحتك !
راحت هناك وفتشت جوا شنطتها اللي كانت مليااااانه اغراض مسويه زحمة !.. وعشان تلقى غرضها الغايص في الأعماق .. قامت تطلع كل الأشياء اللي كانت زاحمه شنطتها ومو مخليها فيه ملليمتر خالي .. ومن ضمن الاشياء اللي أخرجتها "الوردة الصفراء" .. هدية محمد الصباحية لليووم !
ما درت عن نظرات بسمة !! ، لحظات مرت وهي تحوس بالأغراض اللي نثرتها .. ما حست باقتراب بسمة من وراها اللي بالتأكيد شافت الوردة وعرفت صاحبها !!
سمعت سحر صوت بسمة من وراها وهي تقول بأدب ما درت انه مصطنع : تبين اساعدك ؟
ابتسمت سحر من تقلبات البنت .. وقالت وهي تلتفت لها ويدها للحين داخل الشنطة : شكرا ما يحتاج

وجت بتناظر داخل الشنطة من جديد لكن ، لفت انتباهها الوردة اللي انهرست تحت موطى رجل بسمة اللي كانت واقفة ببرود اعصاب تعرض مساعدتها !!
بصدمة وقهر وغبنة ملت قلبها قالت من غير شعور : بسمة ما تشوفيييين ؟!!!

رفعت بسمة جزمتها الكوتش الأبيض عن الوردة اللي انهرست تماما وتقطعت أوراقها الصفرا اللي كانت جميلة .. ويبدو ان بسمة طحنتها بعمد وقوة ..
بسمة بأسف ملا صوتها ما درت سحر هو من قلب ولا مو من قلب : سوووووري سحور ما انتبهت اسفة
شالت سحر غصن الوردة اللي صار أصلع ما عاد تقدر تسميها وردة .. بغبنة وهي شوي وتصيح ، لأن أول هدية من محمد في حياتها فسدت للأبد : وش اسوي فيها الحين ؟!
بسمة وهي تجلس جنبها وتمسك كتفها : سوري سحر والله سوري ما انتبهت لها

ناظرت سحر بوجه بسمة.. لقت الاعتذار بعيونها .. خذت نفس عميق وزفرته تحاول تهدي من غبنتها ، وهديتها اللي كانت طايره فيها اليوم !! ما رح تقدر تحتفظ فيها للابد مثل ما خططت !
سحر وهي تلملم حسرتها : حصل خير .. ترا البنات عند الشجرة ينتظرونك
بسمة بابتسامة انرسمت على وجهها الناعم بعد ما كان جامد : بساعدك اول شكلك منحاسة
ابتسمت سحر وهي تقاوم حزنها : ما يحتاج ارتاحي هذاني لقيته
لمت أغراضها وبسمة أصرّت الا تساعدها .. شالت الأغراض الكثيرة معها ودخلوها الشنطة .. وبسمة ما انتبهت لجوالها اللي طاح من جيبها وهي تقوم واقفه ..
سحر وهي تلف شالها على رقبتها : يلله البنات ينتظرونا تأخرنا ..

طلعوا سوى ناحية البنات اللي جهزوا الجلسة وكانوا بس ينتظرونهم !


×

عند الشباب ..
خالد وبندر كانوا يمشون سوى ..راجعين من ملعب الطائرة ناحية جلسة الشباب حول النار اللي كانت تطبخ قهوتهم الخاصة الشبابية ..
حول النار كانوا جالسين ثلاثة ، عمر ، محمد ، وليد/تركي سوى.. لكن الجلسة كانت هادية جدا كل واحد منهم لاهي بشي في يده ..الصمت والسكون بينهم ..
عمر منسدح على ظهره ..يد خلف راسه واليد الثانية مبسوطة على بطنه .. وعيونه الحادة ثابتة على سحابة بيضاء بالسما الزرقا تمر من فوقه .. يعيش حالة من السرحان التام ، ويفكر بمكالمة عياف وتنفيذه اللي وعد فيه حول عادل !!
تركي من جهة كان يقلب لعبة الورق بين يدينه ويلعب لعبة مع نفسه وهو يوزعهم عالأرض قباله من غير ما ينطق بكلمة مع احد ..!
أما محمد .. حاله مختلف ! ، لأنه كان متربع عالأرض ويديه ماسكه الجوال باحكام.. وحاطهم بحضنه وعيونه تقرى رسالة سحر مرة ورى مرة ورى مرة !! بمشاعر حنين تملأ روحه من غير ما يحس بالثواني تمر .. ولا حس بقدوم بندر وخالد اللي سوالفهم كسرت الصمت الكئيب اللي يعيشونه ثلاثتهم ..

قال خالد أول ما وصل : سلامااات .. شفيكم ؟ احد حالف عليكم ما تتكلمون ؟
ردوا وليد ، وعمر عكس محمد اللي فاصل عنهم ..
بندر الساكت انتبه لـ محمد .. اللي ما نطق بكلمة وهيئته تعبّر على العالم اللي هو مسافر له .. بشكّ ملا روحه ونفسه اقترب من محمد وهو محتار من اللي يخلي وجه محمد يمتلي بمثل ملامح الحنين هذي !!
جا من ورى محمد..وانحنى عند راسه لعله يلمح وش يناظر ..
انتبه عمر لحركة بندر اللي ما كان ناقصه غير عمر بهاللحظة : ههههه بنييدر بتذبحك لقافتك !!
هالكلمة نبّهت محمد على وجود شخص فضولي يتنفس من وراه .. التفت ببلاهة للخلف.. مو مستوعب وجود بندر .. والتقت نظراتهم اللي كل واحد أبله من الثاني على شكلهم المضحك وطبيعة الموقف.. فضولية بندر العجيبة ، ومحمد اللي كان بلحظة فاصل وادراكه الكامل مو معاه !!
ابتسم بندر بوسع وجهه.. ببلاهه مضححكة عشان يمتص غضب محمد لو فجأة عصب .. لكن محمد بأصبعه قفل الصفحة بسرعة ونطق وعيونه على وجه اخوه : شتبي ؟
بندر اللي شكوكه ملت راااسه ، محمد ماهو طبيعي بهاللحظة بالذات : اعترف؟
رفع محمد حواجبه المرسومة كـ رد !
كمل بندر : اعترف وش كنت تشوف ؟
محمد ببرود : أحد قالك ان لقافتك بتذبحك ؟!
بندر بهمس : والله من شاف وجهك.. الله لا يلومه لو ذبحه الفضول
محمد ببرود : شي خاص ..وخر عني !
لكن بندر بشقاااوة وقلبه ناااغزه .. خطف جوال محمد بسرعة خارقة .. وقااام منحااااش ..
محمد بصدمة قام ورااه وهو يهدد " بنييييييييييييييييدر وصمممه"
ضحك خالد لأن بندر طااار لأبعد مكااان هربان : ما ابي احبطك يا محمد بس بندر ما ينمسك !

راح له محمد معصب وبندر واقف بعيد
بندر بشقاوة : فضولي بيذبحني سامحني عاللي بسويه !
محمد : خل اللقافة للحريم وعطني الجوال
ما سمع بندر الكلام.. وفتح اخر رسالة كان محمد حاط عليها .. قرأ الرسالة كلمة كلمة .. وحرف حرف.. ما درى محمد ان ذيك اللحظة بالذات هي اللحظة اللي بتقصم ظهر البعير ..أو بمعنى ثاني .. "ظهر بندر" .. وهي اللحظة اللي على وشك تكشف كل شي للاثنين !!
تعرف انك بقلبي
وادري انك لشوفتي ولهـان
حبيبـي ليـه تقتـل حبنـا
مادمـت تغلينـي
تخفي لوعتك عنـي
تصـد وتبـدي النسيـان
وتفضح نظرتك خافي حنينـك
لـو تراعينـي

بندر رفع عينه لقمّة الرسالة .. ناحية الاسم لعله يعرف صاحب الرسالة..
لكنه شاف رقم !!.. وعرف الرقم من بداياته !
كيف ما يعرفه .. وهو رقمها وحافظه عن ظهر قلب !!
بصمت وألم عصر خلايا قلبه.. ولعب فيه لآخر درجة.. سكر الجوال والتفت لمحمد اللي توه يوصل مقهور !
وتغيرت هيئته ونظرة عيونه وهو يطالع محمد يقرب بخطوات سريعة .. وبهاللحظة بالذات !!
مشاعر مختلفة تسربت لقلبه !!
غير الأخوة اللي كان يفتخر فيها مع محمد!!
غير الحب اللي يشيله ناحيته
غير الفخر ..
الغيرة ..
الغيرة اذا تسربت لقلب انسان.. لها وجهين مالها ثالث !
إما انها تكون ايجابية ..
أو سلبيــة.. وتجتر معها مشاعر أقسى وأكثر سوداوية .. وهذا اللي قد يكون بندر وصل له !
بعد كل محاولاته انه يحافظ على الباقي داخله ناحية محمد .. وصل لمرحلة الفشل !..
اللي قراه الحين.. حطم آخر ذرة احترام ! ، حب ، أخوية !
انعكست مفاهيم الأخوية داخله الحين ..
تحمّل الكثير !!.. وشال الكثير !! .. أخفى الكثير طوال أكثر من سنتين .. لكنه بالنهاية بشر ... والبشر كقاعدة معروفة !!.. قـابل للتغيـّـر !!
وبندر مهوب "استثناء" !

مرحلة جديدة ممكن تدخلها علاقة بندر مع محمد !!
مرحلة غير متوقعة !!
وانتكاسة على الأبواب !!

وصل محمد وهو يلهث من الركض ..قال بنبرة كلها عصبية : بنيدر هات الجوال !
بنظرة ثلجية مو ستايل بندر أبد .. وهيئة استفزازية قلبت بندر فوق تحت لـ شخص آخر : هذي آخرتها يا محمد.. تطيح من عيني بهالطريقة !!
انصدم محمد من شكل بندر ونبرة صوته المختلفة.. وآخرها نظرة عيونه اللي قلبت ملامحه بشكل مخيف : شفييييك؟ < سؤال استفز بندر على غير العادة
قرب بندر ورمى الجوال عليه .. وكمل بنبرة غررريبة وهو يطالع محمد من فوق لـ تحت.. باحتقارية : أتمنى من اليوم وطالع تفهم اللي فيني ! ، عارفك أذكى يا "بسخرية" أخوي الكبير ! ، تسألني دوم وش اللي فيني .. ليش ما تفهمها من نفسك يا ذهين وتبطل الاستغباء اللي انت عايش فيه ! (ابتسامة ساخرة)

مشى بندر بعد ما رمى هالكلمات..اللي استفزت أعصاب محمد النايمة بكل أنحاء جسمه ..واللي ما خلى بندر يمر من عنده مرور الكرام .. مسكه وهو يمر من جنبه ، بقبضة حديدية من ذراعه وجررره بكل قسوة لين ارتد على ورا كم خطوة.. ونظرته الغريبة "الجديدة" لازالت على وجهه ما انمحت!
وقف محمد قدامه وبصلابة ..وهيئة بندر استفزت كل شي فيه : انت تستهبل معي !!؟
قال بندر بطريقة باردة غريبة : محد يستهبل هنا غيرك !.. وخر يا محمد تراني استحملتك واجد
محمد بصدمة ، شك ان بندر يسوّي فيه مقلب ! ، بس بندر فعلا تحوّل لـ بندر آخر .. قال : تستعبط انت ؟!
بندر بسخرية : انت ليه صاير غبي ؟
محمد بصدمة : متأكد انك طبيعي ؟
بندر قرر يفجرها وبلحظة تخلّى عن كل حذره وحرصـه .. أعلنهـا : اللي ماهو طبيعي اني أتم ساكت وانا اشوفك تذبحني كل يوم .. ما فكرت يوم بسعادة اخوك كل اللي همك نفسك وبس.. ما شكيت بيوم ليش انا تعبان ونفسيتي واصلة معي.. ما فكرت ليش قررت ابتعد عن البيت واتركه .. ما فكرت ليش قررت اعيش بالمزرعة لحالي.. فاتك كثير يا محمد فاتك كثير !.. فاتتك كثير من التفاصيل اللي ما كنت اتوقع انها بتفوت عليك.. تفوت على كل الناس بس ما تفوت عليك ..لكن للأسف اكتشفت اني غلطان وانك أغبى من انك تفهم ليش انا بعيد عنكم .. كنت افهمك يا محمد لكن انت فشلت تفهم اخوك بشهادة امتياز !!
تحرك من جديد بعد ما رمى قنابله اللي استفزت كثير أشياء داخل محمد .. صحيح ما اعلنها بندر بشكل صريح .. لكنه أثار اشياء ما رح تهدى داخل محمد بسهولة لحين ما يكتشف اللي ما كان عارفه !!
مسكه محمد بنفس الطريقة من ذراعه .. وهالمرة هو اللي تحول لـجدية طغت على ملامحه وجسمه ، وكل شي فيه !
محمد بشخصية قووية : انت مستوعب اللي قلته ؟
بندر ناظره.. ووجهه قريب من وجه محمد اللي كان قابض على ذراعه .. وقال ساخر : وفاهم كل كلمة قلتها ..سألتني مليون مرة عن اللي فيني .. اللي ابيك تعرفه انك جنيت علي !
التمعت عيون محمد بصدمة كبيرة.. من نظرات بندر القاسية .. وكلماته اللي تفوح أكبر معاني القسوة ؟!
تتهمني اني جنيت عليك يا بندر !.. تتهمني أنا ؟؟؟؟

محمد بنبرة قوية : بقلبك شي قوله .. ابي اسمعه منك ألحين !
ضحك بسخرية : هه !.. أخلي حل اللغز الخطير لك .. فكر فيه يمكن تلقى الجواب.. ما عندي لك جواب يا .."بسخرية" أخوي !
نفض يده بقوة .. ومشى تاركه .. بعد ما سبّب زوبعة ضخمة داخل نفس محمد اللي ما كان ناقص يجي بندر ويزودها عليه ! ، دخل مرحلة قلق جديدة !! والسبب لا زال .. هو بندر !!

×
:

انتبه تركي اللي كان يلعب مع خالد ورقة ..لـ بندر جاي بخطوات سريعة ووجهه أسود ما ينتفسر .. مر من جنبهم من غير ما يطالع أحد .. وتعدّاهم واختفى ..
تركي انتبه للحال اللي كان عليها بندر .. بحكم انه كان جالس مقابل للجهة اللي كان جاي منها
عكس خالد اللي كان معطي الجهة ظهره .. ولا انتبه لـبندر الا يوم مر.. لكنه ما حس بوجود شي غريب .. غير تركي اللي لمح وقرأ أشياء كثيرة بوجه بندر !
سكت .. ما علق ! ، لكنه من جديد انتبه لـ محمد هالمرة يقبل عليهم ..
ووجهه هو الثاني .. قد يكون أسوء من بندر .. أسود مكفهر ، ما ينتفسر !!
عقد تركي حواجبه بفضول وهي يناظر أوراقه من اللي حسه .. وجود أمر غير طبيعي استوعبه تركي بثواني من هيئة كل واحد فيهم ! ، قد تكون العلاقة .. ماهي مستقرة !!
اللي تأكد منه ..ان فيه شي غير طبيعي صار بينهم قبل شوي !
قال خالد وهو يشوف محمد يجلس ويصب قهوة .. ووجهه ضايق من الهم : حمود ودك بشوط ؟
قال محمد وهو يفرك جبهته بقلق.. ويحاول يبتسم : مالي خلق العبوا انتم !
:
×

يتبع..


غدا .. مع البارت 22
لكن قبلها .. أتمنى اشوف تفاعل على تتمة هالبارت
حتى لو كان نوعا ما قصير
لكن سجلوا تواجدكم .. ما اتمنى اشوف برود

بانتظاركم http://www.alamuae.com/vb/images/smilies/smile.gif
http://www.alamuae.com/vb/images/smilies/icon26.gif



♫ معزوفة حنين ♫ 23-11-10 01:34 AM


‘‘
الـجــــزء
22

--------------------------------

صررخت مشاعل بقهر بصوت انتشر بالكوون من الغبنة .. بطريقة خلت البنات كلهم يفطسون ضحك لأن .. "شادن" المسالمة في الحياة والواقع .. كانت قاسية وصارمة باللعبة وطفررررتها عالأخييير.. بكل نذاااالة !
مشاعل بحرقة : ووجججعاه يالطماااعععة ! .. طفففرت ما بقى معي غييير 10 دولارات .. وكل شي مرهون أراضيي ومحطاتي ما بقيتي شي أسترزق فيه !
شادن بمتعة وضحكة رغم نعومتها الا أنها "شيطانية" : اهوووفه طحتي على فندقي يالمتطفلة .. ادفعي 3000 دولار !
ومدت كف يدها من فوق اللعبة تطالب مشاعل بالدفع : عطيني فلوسي.. مارح أتنازل عن دولار واحد والكلام يمشي عالجميع ! (وهي تدور بأصبعها عليهم)
أروى خزتها بنظرة متوعدة لأنها مُهددة بالافلاس هي الثانية ، والسبب استراتيجيات شادن الغريبة باللعبة .. واللي ما قدروا يجارونها فيها ..قالت بحنق : أول مرة العب مع احد مثلك ؟.. وش مسويه انتي ..ساحرة ؟؟ كل أراضيك من العيار الثقيل !! رغم قلتها !!
رفعت شادن حاجب وهي تسحب فلوسها من مشاعل اللي اضطرت إنها ترهن آخر ارض حتى تقدر تدفع القيمة : هذي اسمها استراتيجيات .. منيب غبية حتى اكشف اسراري !
ناظرتها مشاعل وهي رافعه حاجب واحد : اسرارك !!.. أنا أعرف انسان واحد بالدنيا يلعب بطريقتك .. وأظنك سرقتي الطريقة منه
ناظرتها شادن بغرور من طرف عينها .. وهي تعد فلوسها كنها خايفه يغشونها .. وقالت بنبرة ثقة يوم تطمنت عالمبلغ : مب عاجبك انسحبي !
انقهرت مشاعل لأنها على وشك الخسارة .. ناظرتها رهف : والله شادن انتي دايم كذا فنانة ؟؟؟
قالت مشاعل بحنق : لا تعطونها أكبر من حجمها ... طريقتها باللعب نفس طريقة عمر بالضبط.. نفس الأسلوب .. اسلوب تطفيييير وحقااارة !!
ضحكت شادن من قلب وكملت بثقة : وليش قاهرك عمر ؟.. قاهرك لأنه كان يعرف يطفرك انتي واخوانك الفشلة !
مشاعل : يختي على قلة أراضيكم الا انكم تسيطرون عاللعبة
ضحكت شادن بمررح : هذا سر من أسرار عمر باللعبة .. مو شرط تملك الكثير حتى تضرب الخصم.. هذي قاعدة اساسية شرحها لي
مشاعل بغبنـة : ليش يعلمك وما يعلمني .. انتي وياه تمثلون الحقارة بكل معانيها بهاللعبة
شادن بمتعة ماتت ضحك ..لأنها رجعتها لحظات ماضية ..عاشتها يوم ما كانوا يجتمعون خمستهم على اللعبة زمااان..هي وعمر ..محمد ، وبندر ، ومشاعل ..
شادن وهي توجه الكلام للكل : اي احد رح يطيح على ارضي ما رح اتنازل عن دولار واحد .. ما عدا طبعا بسوم "وهي تناظر بسمة الجالسة جنبها بابتسامة".. بما انها ضيفة لازم اكون ذوق.. بسمة انا اعفيك عن اي مطالبات مالية .. العبي على كييييف كييييفك
ضحكت بسمة اللي كانت معجبة بـ شادن جدا وبشخصيتها ،، من جهة ثانية البنات طنقرروا من اسلوب شادن اللي فعلا حقيير باللعبة ههههههه

أروى بقهر : خيييير .. الدعوة تمييز وتعصب وظلم.. المفروض تدفع مثلنا ..
سحر دخلت عرض : من جد شادن كذا تخربين اللعبة هذا ظلم
ناظرتهم شادن بغرور استفزهم لأنهم من بداية اللعبة .. ما قدروا يجارونها رغم انهم مجتمعين ضدها ..
شادن : انا صاحبة الحلال وكيفي اعفي اللي أبي.. يلله بس مين الضحية الجاية ؟.. ههههههه من زماااان ما استمتعت كذا حلو التعذيب صراحة ههههههههههه

أول ضحاياها كانت مشاعل اللي طفرررت عالأخير.. وخسرت .. طلعت من اللعبة وهي تهدد شادن اللي كانت تبني ثروة مب هينة ههههه !!
شادن وهي تضحك على مشاعل بنذالة : هههههههههههه انقلعي غير مأسوفاً عليكِ ..يا فاشلة لا عاد تتحدين !
قامت مشاعل بقهر وغبنة وهي تضرب خطواتها بالأرض.. ومسكت جوالها .. وعلى طول كتبت رسالة وأرسلتها لـ جوال بندر ..
" قول لـ عمر ما رح أسامحه طول حياتي .. كرامتي انهانت اليوووم بسبب حبيبته الزفت ! "

ثواني .. ووصلت لها رسالة ..فتحتها وكانت استفسار
"ليش؟.. شفيكم؟"

كتبت بينما البنات لازالوا يلعبون :
" طفرررتني بالمنوبولي الكلبة.. تلعب بنفس أسلوب عمر الحقير.. قوله مارح أسامحه لأنه ما علمني.. شدين التبن كلت حلالي والسبب اهو ..اهئ اهئ "

وصلها الرد بعد ثواني :
" هههههههههههههه .. طيب بقوله "

لحظاات .. وجت لها رسالة ثانية ..
" عمر يضحك ويقول هاتي صورة للعبة .. بسرعة "

ردت عليه بغبنة
" يحلــم خل حقارته تنفعه .. انا اللي مسكينه كنت اترجاه يعلمني
يصطفل هو والتبن اللي عندي قسم بالله حقارة تكمل بعضها "

رد بندر بعد شوي
" هههههههه .. يقولك عمر هارد لك .. فاتت عليك "

كتبت :
" مارح اسامحه لأنه علّم اختي البريئة عالحقارة "

شوي .. ووصلتها رسالة .. لكن هالمرة .. كانت مكتوبة من عمر ..
" هلا مشاعل .. أنا عمر
سوري عالهزيمة القووية ههههه ..أدري شلون لعبتها شادن دامها ماخذتها مني ..
المهم شخبارك ما حصل لي فرصة أسلم عليك يا اختي الصغيرونة
أحوالك؟ "

ابتسمت ناسيه قهرها يوم شافت سلامه .. كتبت :
" انا بخير الحمدلله .. بس الحين بموت من القهر
الله يسامحك كذا تخلي اختي تسوي فيني
انت شخبارك اخيرا رجعت ما بغيت "

دقيقة .. ووصلها الرد :
" كسرتي خاطري والله
المهم بندر معصب له ساعة ويبي جواله .. ومزاجه مش رايق
هارد لك مرة ثانية "

من قرت اسم بندر معصب ومب رايق.. نطت في بالها فكرررة خبيثة وهي تتذكر انتقامها منه.. فررصة تفششش خلقها على قولتهم فيه من كل المقالب اللي صارت لها ..
كتبت بسررعة :
" عمر لحظة "

رد عليها :
" هلا
بسرعة اخوك بيذبحني والله مش طبيعي "

كتبت :
" انت اخوي ومهما قهرتني بتصرفاتك انت وشادن الا انك ما ترضى زعلي "

جاها الرد :
" ههههههههه اكيد
أمري وابشري "

كتبت :
" بليز عمر
اسرقلي مفتاح سيارة بندر من غير لا يدري "

جاها الرد سريييع :
" هههههههههه.. بس كذا ؟
ابشري .. عشر دقايق ويوصلك "

سكرت وهي منتششششيـــه !!.. أتاريه كذا الشعور ان عمر يوقف بصفك !! والله وناسة ونشوة !
ابتسمت بمكر ،، هييين بنيييدر .. والله لأطلع حرتي اليوم كلها بسيارتك الغالية !!

:
×
بعد ساعة تقريبا ..
كانوا فيها البنات ( سحر + رهف + أروى ) جالسين داخل الخيمة بعد ما صلوا العصر .. يتمددون ويرتاحون شوي .. شادن وبسمة اللي كوّنوا صحبة جديدة.. راحوا يجلسون مع الامهات بعد ما خذتهم سوالف مع بعض .. ما عدا مشاعل اللي خذت بيان الطفلة معها وطلبت منها تروح تاخذ من عمر الشي اللي وعدها فيه .. اللي هو" مفتاح سيارة بندر" !

بعد دقايق .. دخلت مشاعل الخيمة بسررررررعة وهي تهتف : بناااات بسرعة تعالوا ..
سحر اللي كانت ماسكه غلوس بيد ، ومراية صغيرة باليد الثانية قالت : ليش؟؟
مشاعل بضحكة شريرة وهي شايله بين اصبعها الابهام والسبابة.. "مفتاح" ..لونه اسود .. معلّق فيه ميدالية ذهبية بحرف "B" : بنسوووق سيارة بسرعة قبل لا يكشفونا ..
وقفت سحر مرتاعة .. ووقفوا معها أروى ورهف ..
قالت سحر بخرررعة : من جدك سيارة ميييين ؟؟

ركضت مشاعل لـ برا بكل سرعة .. وتبعوها أروى ، ورهف.. وهم يضحكون .. ومن وراهم سحر اللي ما تدري وش السالفة ..
وصلوا للسيارة البيضا.. مشاعل تلثمت بشالها يقالها مثل الحرامية .. ودخّلت المفتاح بفتحة الباب وهي ترفع راسها لجهة الشباب اللي كانوا ساهين ! ، وفتحتها بسرررعة !
دخلت مشاعل السيارة بإقدام .. وسكرت الباب بكل عزيمة ... وسحر ركبت بالمقعد جنبها ..وهي تراقب الشباب بارتباك ، وتوتر لا يلاحظون !
رهف ، وأروى كل وحدة استلمت باب خلفي .. فتحوا البابين سوى ..وركبوا في وقت واحد.. بحماس يتشابهون فيه !

سحر وهي تقوم وتقعد مواجهة لمشاعل اللي قامت تقلّب المفتاح بيدها عشان توجهه على الفتحة المخصصة..وهي تلهث من الركض ..تقول ملحوقين ولا فيه رزق وبيطير..!!

اروى قامت تضحك من أول ما طلعوا من الخيمة : هههههههههههههههههههه مشاعل تعرفين .؟؟؟
مشاعل بابتسامة جانبية وهي تفر المفتاااح بأصابع قوية جريئة : أفاااا عليك.. الحين أوريك التطعيس على أصوووله
رهف طااارت عيونها وتوها تحس بكبر التهور : تطعيس والله منتي هينة..

سحر بلعت ريقها ،، يا ترا وش بتسوي مشاعل بهاللحظة ،، هي يالله تدعس بنزين وما قد خبرتها ساقت سيارة : ما قلتي سيارة ميييييييييين؟؟
ضحكت مشاعل بصوت عالي "شيطاني" وهي ترفع راسها فوق .. وتحط رجلها عالبنزين حطة بنت كلب : بننننـدر !!

من جهة الشباب ..
خالد ضحك فجأة : بندر الحق !
بندر اللي كان مزاجه مش رايق ورجع يداهمه الصداع بسبب النفسية وبسبب اللي حصل مع محمد ..كان يتحاذف ويا عمر الكورة .. التفت باستغراب : على ايش؟؟

خالد اللي انتبه فجأة لصوت دعسة سيارة قوووية كأنها بـ سباق ، وشافها : ههههههههههه سيارتك !!
التف لليمين شوي.. وشاف سيارته تتخبط بمشيها .. مرة توقف.. ومرة تدعس.. مرة تفرمل .. بشكل متكرر ..، بطريقة تبيّن ان راعيها مهبب !!
فتح عيونه على وسعها بصدمة.. وقذف الكورة بالأرض بكل قوة وتحــددي ، وعصبييية : أكيد هالبنت والله ما أخليها ..
رمى الكورة من هنا .. وقلب كابه لورا .. وبخطوة وحدة ركض لجهتهم بشكل خلا بقية الشباب يفتحون عيووونهم بصدمة.. كان سريع جداَ بشكل مدهش وملفت !
عمر ابتسم مع خالد : يا يحلق يا ما يلحق..!


التفتت سحر للخلف بشكل عفوي ، فيما كانت مشاعل تهبب بالسيارة ، مو عارفه تمشي فيها بتوازن.. وشافت "انسان" يقرب منهم بسرعة رهييبة ، والسيارة لازالت تتخبط ..ما عرفت مشاعل توازنها !
صرخت صرخة رجّت السيارة : يممممممممممه مشيعل !!

رهف وأروى التفتوا للزجاج الخلفي بوقت واحد باستغراب من خوف سحر .. وشافوا واحد طويل يسابق الريح ناحيتهم ..
رفعت مشاعل عينها للمرايه وشافت اخوها يركض.... باستنكار : بسم الله شلون عرف !!
لكنها ابتسمت بخبث .. وزادت على البنزين لكن الطريق الوعر خلا السيارة ترتج والبنات رؤوسهم تطلع وتنزل

رهف وهي تناظر أروى الضاحكة .. وبصوت عالي مررتبك : ليش تضحكيييييين !!!! النحشة يا مشاعل تكفيـن
اروى بضحححك عمييييق : هههههههههههههههههههههه مشاعل أسرع لا نروح فيها ..
سحر بخوف : يمااااااامي أخوك صاروخ مب آآآآآآدمي بسرعة يا كلبة والله نروح فيها حطي رجلك ..

حطت مشاعل رجلها بعد ما استوت الأرض ، بنفس اللحظة اللي وصل فيها بندر للسيارة وبليااااقة عالية قفز على دبة السيارة الخلفية على رجليه ..ومن دبة السيارة طلع لسقف السيارة وهو يجلس ويتمسك زين لأن مشاعل باعتها طاااااارت بالسيارة ..

مشاعل يوم سمعت صوت خبطة فوق روسهم.. قالت بوعيد : والله ما أخليك يا أنا يا أنت..
فتحت الشباك شوي بس ، وحطت ثمها عنده وهي تقول : بندووووره انززززل مارح تقدر..
سحر بخووف وهي تناظر الطريق ومشاعل بتوالي : وش ناويه تسوين رحناااااااااا فيها..
مشاعل : هههههههههههههههههههه بأحلامه .. الحين أوريــه

الحقيرة قامت تلفلف بالسيارة يمين وشمال بقوة عشان تتخلص منه لكن ويـن ما عرفت بندر .. كان منبطح وهو متمسك بيديه ورجليه وعيونه تلمع بالتحدي من أخته ..

مرت خمس دقايق ومشاعل تعبت وهي تحرك الدركسون يمين ويسار.. لفت براسها على رهف وأروى بالخلف : ها وينه .. ما طاح ؟؟؟؟؟؟؟؟
اروى التفتت ورا عشان تتأكد .. ورهف اللي كان شباكها مفتوح طلعت راسها لعلها تقدر تشوف ، لكن مـا قدرت تلمح شي..وقالت : وينه معد له صووووت !!
سحر بقلـق : لا يكون طاح وتعور والله تروحين فيها يا مجرمة ..
مشاعل : لا تخافين هذا قطو مارح يصير له شي... وبعدين خله يتأدب أنا قايلتـله حركته اللي سواها معي ويا ثعبانه الخايس مارح أفوّتها له .. خل الضحية سيارته أحسن !

عند الشباب اللي كانوا يراقبون الموقف المغبر من بعيييد ،!
محمد وهو قاعد يشوف التفيحط الغريب ودوامة التراب من بعيد.. اللي حجبت عنهم الرؤية : وش هالتهبيب؟؟
خالد : هههههههههههه شوف بندر بالله ..

داخل السيارة !
مشاعل شكّـت بعمرها ، : وينه الحمار ماعاد له صوت ..؟
سحر بخوف : مشاااااااااعل شوي شوي لا ننقلب .. معك أربع أرواح ياحماااااااارة
اروى ما وقفت ضحك : ههههههههههههههههههه قصدك خمسة ،، الروح الخامسة فوقنا شكلها !!

رهفت سحر سمعها ..لعلها تسمع صوت يدل على وجوده فوقهم ، لأن زوبعة التراب الثايرة من لفلفة مشاعل.. ما خلتهم يعرفون بندر نزل أو لا...

شهقت رهف بصرخة حاااادة.. يوم دخلت عليها "يـد" من الشباك ومسكت ياقتها بكل قوووة ..
التفتت أروى بسرعة.. وانصدمت صدمة يوم شافت يد رجولية داخله عليهم من فوق بلحظة مباغتة ، وماسكه بنت خالها اللي قامت تصرخ من غير شورها ..
التفت مشاعل وهي ماسكه الدركسون بكل يدينها تشوف وش فيهم..وطارت عيونها يوم طاحت على يد أخوها على البنت !!... قامت الهبلة تلفلف من جديد بقوة وسحر تطير يمين ويسار ..
رهف من غير شورها قامت تضرب يده بكل قوة ..تحاول تفكها من ياقتها ، لكن تهيأ لها انها مهمة مستحيلة وهي تقول : فكككككككككني اتركني لااااا...

بندر كان عاض على ياقته .. يد متشبث بالسيارة فيها..واليد الثانية ماسكة وحدة منهم ، والله ما يخليهم .. ما فكر ولا اهتم باللي مسكها توقعها شادن لأن اللي يسوق السيارة اكيد مشاعل هذا تهورها..
قام يبادلهم التهور بتهور ثاني ..ومثل ما مشاعل تحاول تطيحه بيرد لهم الحركة .. وبيده العضلية القوية اللي ما يأثر فيها الطق والضرب لأنه متعود من بعد الكراتيه .. شلون والضربات اللي تجيه ضربة بنت ما تأثر عليه ولا تحسسه حتى بأدنى ألم ..
قام يسحبها من ياقتها وهي صراخها يزيد ، أروى يوم شافت ان البنت بتطير منهم .. نطت عليها ومسكتها من خصرها وهي ميتة ضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههه رهف تمسكي لا تكونين مثل الريشة ..

بدت رهف تبكي أولا من الموقف ، ثانيا هاليد اللي مو راضيه ترحمها وشكلها ناويتها صدق ، صرخت لعله يسمعها : أنا والله مالي دخلللل فكننننني ..
بندر كان يسحب ومشاعل ما رحمته من اللفلفة .. كان يسمع صراخ بنات ممزوج بضحك ، مع صوت السيارة ، والتراب وأنفاسه اللي قاعدة تجاهد .. ما كان قادر يسمع شي بوضوح ، وكل اللي كان يعرفه ان يده صادت وحدة منهم وكان متيقن انها شادن بذيك اللحظة !!
سحر بصرااااااخ : مشيعل هدي خلاص البنت بتطير لا تمووووت
مشاعل قالت بصوت عالي ، بحماس يزييد : هههههههههههههههههه رهف خلصي نفسك لأني بدعس ..خلي الصخرة اللي فوقنا تطيح .. يتحداني والله ما أخليه يفوووز وانا شعولة..
أروى اللي كان مستمتعة بشكل غريب.. وضحكها يزييد من التحدي اللي واضح بين مشاعل وبندر : هههههههههههههههههههههههههههههه يقلع ام الفلة والتحدي هذا
رهف وهي تضرب هاليد الحديدية الممزوجة بعطر مميز ..صرخت بصياح ودمووع : موووووووووو وقته الضحك فكوني منه والله الأخ جاد يبي يطيرني من الشباك..اهئئئئئئئئئئئئ الله يخليييييييييكم ( بدت تبكي)

أخيرا جاهم صوته البعيد ..بنبرة عالية.. صرخ وهو منبطح عالسقف : مشاااااااااااااااعل وقفي السيارة لا والله لا أرميكم وحدة ورا الثانية وقققفيــهااااااااااا
مشاعل بضحكة عاااااااالية وصلت له : سووووووووووها اذا تقدر يا حبيب أمك..

وحطت رجلها مرة ثانية وهي متونسة.. وسحر ما تدري تضحك ولا تصرخ.. حال رهف وراهم صعب ، وأروى مو قادرة تساعدها حيلها كله بالضحك ..

بندر طفح الكيل معه ووصلت لأقصاها ..واتخذ ردة فعل ثانية يوم شاف ان السيارة ما هدت : أجل قولوا لهاللي ماسكها مع السلامة ..
سحر بصدمة شكت انها تسمعه : وش قاااااااعد يقول ؟؟
رهف بصوت مخنوق واليد تجذبها من الشباك ومقاومتها انهارت : ساعدوووووووووني ياهوو مشاعل وقفي السيارة ما عاد فيني اتنفس والله ( بدت تشهق بكي ، وخوف )

قام بندر قاعد من غير ما يتركها ..وثنى ركبة وحدة عالسقف والثانية قايمة.. وقال بصرااااخ ممزوج مع ضجة السيارة : اطيح أنا.. لازم وحدة منكم تطيح معي.. ولا وقفوا السياااااااارة ..
مشاعل بااايعتها : بأحلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا مك
رهف بصرررخـة عرفت انه جااااد.. ومحد حاس بجدّيته غيرها : لا مشاعل لا تتحدينه !

بندر في وسط الضوضاء والازعاج وصوت التراب اللي يطير حول السيارة مسموع..قال جااااد : آخر انذار وما عندي غيره وقفوا السيارة !!
رهف حست نهايتها قرربت .. دموعها وصللت لحافة عينها : الله يخليك اتركني انا مالي دخللللللللللللل

بندر بوسط الضجة كان يسمع اصوات مختلطة ، سمع صوت سحر قدام .. فتأكد ان اللي ورا هي "شادن".... وبحركة سريعة انبطح على السقف بجراءة.. نزل يده الثانية وفتح الباب من برا ..شهقت مشاعل ومعها سحر من الحركة المفاجئة.. واروى اللي تصمنت من حركته .. الغير متوقعة .. ولا في الأفلام !
بندر : هدوا السيارة لأني رايح وباخذها معي !
سحر : بنداااااااااااااااار لا البنت مو اخت...........

ضربت مشاعل فرامل يوم شافت البنت تختفي من السيارة.. وبندر ينط جاذب البنت معه قبل لا يسمع لبقية كلام سحر..
صرخت أروى مفجوووعة وهي تناظر من القزاز الخلفي : بنت خاااااااااااااااااااااااااااااااالي وين راحت وش سوى المجنون !

طبعا بندر ما كان من الجنون انه يرمي نفسه على ارض قاسية واخته الغالية معه .. فيوم حس ان السيارة بدت تهدي من سرعتها كثيير غصب عن مشاعل المجنونة.. رمى عمره على بقعة رمل مروا من جنبها عشان ما يتعور وعشان يبين لأخته انه جاد وما جا يلعب..

بعد سقوطهـم مع بعض ... حط كوعه عالأرض وهي يكح.. وقام جالس على حيله ببطء والغبرة اللي اثارها بسبب سقطتهم غطت ملابسه..ووجهه ....هدت زوبعة التراب .. والبنت اللي ظنها شادن كانت طايحه جنبه ..ومعطيته ظهرها..

بندر وهو جالس.. قام ينفض يدينه من التراب وهو حده غاضب : عااااجبكم اللي سويتوه؟؟؟

حطت رهف يدينها عالأرض عشان تعينها عالجلوس.. وعيونها بتطلـع من محاجرها !..مو مصدقه اللي صار قبل لحظة.. ومو مصدقه الانسان اللي يكلمها .. ومو مصدقه تصرفه وتهوره وهالمغامرة الخطيرة اللي سواها ، وكتب عليها تسويها معه.. معقووولة !! ، يكون هو ؟؟؟
تهوّورت ..وغامرت مراااات في حياتها لكن في حدود المعقول .. بس مثل هالتهور والمغامرة ما شافت ولا عاشت رغم انها انسانة مغامرة من الدرجة الأولى !
قلبها يدق خوف ورعب .. حنين الذكرى اجتاحها !!

حست براحة يدينها تطعنها من ذرات التراب العالقة فيها .. قامت تمسح عليهم وهي تنتفض.. ترتجف.. ومو مسترجيه تلف وتناظر هالبشر اللي بغى يذبحها معه ..
صرخ بندر بغضب مخيييف خلا كتوفها تفـزّ من فوق لتحت وهي معطيته ظهرها : خااااااااابرك العاقلة مو المتهورة وش صار لك الحين هااااه؟؟؟؟؟
بلعت ريقها وما ردت .. بتنذبح اليوم بتنذبح !!

هدى صوته لكن للحين فيه عصبية : تعورتي ؟؟؟
ماردت ..وحاولت تعدّل من جلوسها ..وبشكل عفوي التفتت عليه بسرعة ووجهها مكشوف.. وحطت عيونها بالأرض.. مو قادرة تناظر بوجهه لأنها أيقنت بلحظة انها ماتقدر .. باللحظة اللي كانت السيارة تقرب لهم ..
قالت بسررعه قبل لا تشوف ردة فعله : مالي دخل !

استوعب بندر غلطته ..وان البنت مو اخته ولا شي.. إلا أول مرة يشوفها بحياته .. استوعبها وهو منصدم ..لكن ما كان كافي ان عصبيته تنطفي .. أو حتى تحسسه بأدنى شعور بالذنب !
نسى صدمته يوم وقفت السيارة قريب منهم ونزلت مشاعل تركض وهي تضرب الباب : بندااااااااااااار .. وش سوووويت.. بتذبح بنت الناس يالمجنووووون !!!!
نزلت سحر بسرعة .. وعينها تطيح على بندر جالس.. ورهف جالسه جنبه !!.. رهف عيونها بالأرض.. وبندر يناظرها والعصبية تطفح بعيونه !
وقفت ساكتة وهي تناظرهم .. بعد ما تطمنت على سلامتهم.. انتهى شعور الخوف وتحول لـ شعور مختلف .. مززعج !!
جمدت مكانها وهي تناظر بندر !

بندر كان معصب جد هالمرة ولا همه غلط في البنت ولا ما غلط ،، كان محذرهم ..قام واقف وهو معصب من قلبه غضب يشع بعيوونه .. وراح لمشاعل بسرعة .. كان بيطقها لكن مسك نفسه قبل لا يوصل وهو يشوف سحر وبنت ثالثة متلثمه تنزل وهي تعتذر .. قالت " اسفة" عالسريع ..و ركضت للبنت اللي للحين طايحه والدموع بعيووونها من الموقف والطيحة والخرعة ..

كل اللي سواه انه مسك مشاعل من ذراعها بقبضة قوية .. ودفهـا على جنب لأنها كانت واقفه بطريقه وهو يهـدد بطريقة جااادة : اذا كررتيها ثاني مرة لا تلومين الا نفسك .. وعقاب لك وللي معك ارجعوا للمخيم على رجولكم..
لقت سحر نفسها تلحقه ركض.. وتناديه باسمه "بنننندر" ... وقف مكانه ويده على باب السيارة .. التفت ناحيتها بنظرة غاضبة لأنه باختصار ماهو في مزاج يسمح .. يشوفها أو يتكلم معها هي بالذات !
سحر بارتباك من نظرته : بندر ..
بندر من غير لا يناظرها ، وهو رافع حاجب : خير؟
سحر عرفت انه معصب وهي "أوول" مرة تشوفه بهالحالة من الغضب والعصبية : آآ...آسفين .. عسى .. ما تعورت؟

كانت خايفة عليه بجد !! .. ولا فهم شعورها هذا للأسف !!
رفع حاجب وهالمرة تنازل .. وحط عينه بعينها : يهمك؟
سحر سكتت ومو فاهمه سبب تعامله معها بهالطريقة :.........
قال بنبرة واضحة وهو يفتح الباب .. بداها بـ محمد ويبي يكملها بـ سحر : ماني ناقصك تراني ،، خليني في حالي ..!
ركب السيارة وضرب الباب بقوة قدام عيونها .. حط رجله عالبنزين وفحطها بقووة من غير ما يناظرها .. ثوّر التراب على البنات بحركة مقصودة !..وغبررهم أكثر من ماهم مغبرين !!

بلعت سحر الغصة من أسلوبه اللي آلمها.. وراقبت سيارته اللي انطلقت بسرعة خارقة ، بوجع ! .. حاولت تنساه ..وراحت بسرعة لرهف السااااااكته اللي مو مستوعبه شي للحين : رهووووفه تعورتي؟؟
اروى غصب ضحكت يوم استوعبت سلامتها : ههههههههههههههههههههههههه فلة يا رهف شكلك وانتي تطيرين برا السيارة كان بطـل ..يليتني صورتك ههههههههههههههه
سحر بخوف : اهم شي ما تعورتي؟؟
ابتسمت رهف اللي كانت جالسة عالأرض..بصممت تطمنهم ..لأنها للحق ما حست بألم من الطيحة لأن الانسان هذاك كان حريص رغم تهوره ،، طاح قبـلها وهي بعده وغير هذا بقعة الرمل الناااعم والغزير حماهم..
اروى : اشوى شكل مافيك شي.. والله طار عقلي معك هههههههههههههههههه .. (وناظرت مشاعل وهي تكمل) مشاعل ههههههههه اخوك دايم كذا مطيور؟! والله ما فكر الأخ ولا همه مين مسك ..نط وبس وسحب بنت الناس معه !!

ضحكت سحر متناسيه الألم الغريب اللي زرعه بندر وسقاه بأسلوبه : هههههه لو فكرت فيها ثاني بلقى الموضوع كله يضحك..
مشاعل اخيرا ضحكت : هههههههههههههههههههههههه رهف انا آسفة ورطتك مع اخوي بس محد قالك خلي الشباك مفتوح هههههه

رهف ابتسمت وهي توقف ببطء ..وأروى ماسكتها رغم ان مافيها شي سليمة ..ولا جرح ولا خدش : الشباك كان مفتوح من الأساس وبعدين وش دراني ان يده بتدخل علي من الشباك والله حركة ما توقعتها ولا بأحلامي بتوقعها
مشاعل : هههههههههههههههههههههه يليتني مكانك والله وناسة
ضحكت رهف غصب رغم رجفتها للحين : هههههههههههههههه على ايش.. تدرين لو ما جيتوا كان بيعطيني كف على وجهي.. حتى يوم عرف اني مو اخته

قالت أروى بجنوون : ههههههههههههههههههههههههه ياليته سواها .. قسم بالله تكمل ويصير فللم !!
قالت رهف بحقد : وانتي كلبة خليتي اطير معه حتى ما حاولتي تمسكيني
أروى : حاولت لكن انتي بلمح البصر طرررتي واستوعبت متأخر ان هالانسان ما كان يلعب

قالت مشاعل وهي ميتة ضحك : ههههههههههههه أخوي اذا تحداه أحد لا يمكن يسكت ، دايما رقم واحد ..بس يستاهل اللي سويته فيه

قاطعتهم سحر بقلق .. وهي تتأمل رهف من فوق لتحت : رهف اكيد انتي بخير ما يحتاج نشيلك؟؟
رهف ابتسمت لـ سحر : لا انا بخير مافيني ولا شي.. احد بيطيح على هالرمل وبيتعور.. غير كذا (باحراج.. وتردد) .. هو ... مسكني !
ضحكت مشاعل : ههههههههههههه مب سهل بندر !
قالت أروى بحنق على مشاعل..وهي ماسكه رهف بيدينها : الحين يا آنسة مشاعل وشلون بنرجع وسيارة مافيه...؟!

مشاعل بكل بساطة .. هزت كتوفها ما عندها مشكلة : مشي !
سحر بقهر : ايه انتي اطبخيها واحنا ناكلها..
ضحكت مشاعل : هههههههه يلله تعالوا وخلوا رهف ترتاااح مسكينة اللي حصلته مب شوي .. شوفوا المخيم هناك مو بعيد ..

رهف بهدوء اعصاب غريب : ما يحتاج انا بخير بس اللهم قلبي يدق من الخوف للحين
مشاعل باعتذاااار : هههه معاليش امسحيها بوجهي
أروى : ههههههههههه وقسم الموقف مافي منه هههههههههههههههههههههه

::

وصل بندر بسيارته ووقفها بكل قوة ثورت سحابة من التراب... نزل وهو يخبط الباب بعصبية ! ..الا خالد اللي كان ياكل مكسرات جاي ناحيته : هااا بشر ان شالله السيارة سليمة مافي خدش منا منااك ؟؟

ناظره بندر بنظرة ناااريـة ..كان من جد معصب ، ومفوّل للآآآآخر وباين عليه وعلى مشيته ..
خالد : يا ساااتر وشفيك شاب ناار !! مين اللي كان بالسيارة بالله ؟؟
بندر وهو يفصخ تيشيرته الرمادي وظهرت عضلات صدره ويدينه البارزة : البنات بعد مين ..حرامية ؟!!

خالد : ههههههههههههه لا الأخ خلاص محترق..
أشار بندر على شكله وثيابه بأصبعه.. وحط بلوزته على كتفه : ما تشوف شلون شكلي بالله .. ان شالله يسوون هالحركة فيك عشان تعرف
خالد : ههههه طيب وش اللي مسوي فيك ذا كله.. اللي يشوفك يقول متسدح بالتراب ليلة كاملة !
بندر بلا مبالاة وهو يمشي ويمر من جنب خالد من غير لا يناظره : أبد بعتها ..كنت بذبح عمري وبذبح بنت الناس معي

خالد مشى وراه : ههههههههههههههه خير لا يكون اختي بس؟.. ترا أكسر رقبتك
بندر بقمة العصبية والغضب.. وقف عن المشي.. والتفت عليه بأعصاب مفلوتة : لا تضحك خويلد ترااااااااها وااااصله لأقصاها ( وهو حاط اصبعه على طرف خشمه )
خالد جد خااااف : أووفف خلاص بسكت ..
بندر بـ شررانية : وقسم بالله بغيت أذبحهم وحدة وحدة لكني مسكت نفسي بآخر شي

قال كذا وهو يمشي باتجاه الحمام المتوفر.. وضرب بالباب وراااااااااااه ..
::

وصلوا البنات أخيرا للمخيم من بعد مشي 10 دقايق متواصل ..
رهف وهي توقف وتحاول تتماسك قدامهم : بروح لمخيمنا بغير ملابسي التراب دخل بكل جسمي ..
سحر : لا تطووولين ترا ما نستغني
أروى وهي تمسك يد رهف : وأنـا بروح معها اخاف يغمى عليها
رهف تحاول تطمنهم : لا تكبرين الموضوع مافيني الا العافية انتي اجلسي.. بروح أبدل وانظف نفسي وراجعه
أروى : لا يا عمري مارح أخليك ما تدرين هالمجرم وش سوى فيك.. يمكن تجيك دوخة
رهف ضحكت بهدوء : هههههههه لا تخافين راسي ما جاه شي.. يلله رايحه انا

راحت تمشي بهدوء وبطء .. شي طبيعي عقب اللي صار ، جسمها صار ضعيف من الصراخ والروعة اللي عاشتها .. تحتاج فترة تسترد قوتها !!
أروى يوم لاحظت هالشي : لا بالله بنت خالي مو طبيعية بلحقها..

راحت أروى ورا رهف .. ومشاعل وسحر دخلوا للخيمة يريّحون ويحكون لـ شادن عن السالفة ..

شادن : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه.. باللهِ ؟!!
سحر : والله والله هذا اللي صار
شادن وهي حيل متفاجئة : هههههههههههههههه ما أصدق بندر سواها ههههههههه !!
مشاعل : تخيلي الحمااار ما فكر ولا عطى اعتبار ان البنت مو وحدة منا
سحر : ههههه ليتك جيتي معنا

شادن باستنكار ، كان انهبلت : لا والله أشششششوى اني ما جيت اجل تقولون كان ناويني أنا .. كان انهبل.. والله رهف مسكينة ان شالله ما تضررت بس
مشاعل : ههههه لا البنت كانت مصدومة من اللي صار بس الحين طيبة رجعت عادي
شادن : ههههههههههههههه بروح أكفخه أجل كان ناوي يطيرني أنا معه؟! .. يبي عقلي يطير !!
::

طلع بندر من الحمام وهو لابس بنطلون بس ..وعاري الصدر وفوطة صغيرة بيده .. يمسح بها وجهه المبلل..وشعره اللي يلمع من البلل
نزل الدرجة وسكر باب الحمام وراه وهو يتنفس انتعاش عقب طبقة التراب اللي غطته ..
حط الفوطة على كتفه العضلي ومشى ناحية الخيمة ..

بس وقفه صوت جاي من بعييد "بنيييييييييييييييييييدر يالشيطااااااااااان ؟؟؟"

وقف بنص الطريق ، والتفت بصمـت .. شاف شادن جايته والطرحة السودا على اكتافها : بنيدر ؟؟
بندر ببرود وهو ينقل الفوطة للكتف الثاني : هلا ؟
جت عنده وتخوصرت بصدمة : وش هالجنون اللي سويته اليوم ؟؟
زفر بملل عرف وش تقصد : وش سويت.. ما سويت شي..حددي !
شادن : الحين اللي صادمني اكثر شي.. انك كنت ناويني انا !! وانا بريييييييييييئة !!
بندر بملل : وزين انك ما كنتي معهم ولا زاغ عقلك...لأني وقتها كنت ناويك ناويك
شادن بصدمة : وتعترررف بعد ؟؟
بندر ببرود غريب : وجت في غيرك احمدي ربك

شادن وهي تناظره مستغربة من اسلوبه : وش ذنبها بنت الناااس السالفة كلها من تخطيط اختك
بندر بسخرية غريبة : والله انا ما همني وقتها اختي ولا بنت الناس.. همني ان سيارتي ترجع لي.. ووخري عن طريقي منيب رايق لتحقيق ! ( أزاحها عن طريقه)
ومشى من قداامها وهي مستغربة .. بندر شكله معصّب جد هالمرة .. شافته يدخل خيمة الشباب ، فـ رجعت أدراجها ..
::

عمر بابتسامة ناعمة وهو منسدح ..وحاط يده تحت راسه على دخلة بندر عليه : ها بندر بشر؟؟
بندر راح لشنطته يطلع له تي شيرت نظيف من غير لا يناظره : كل خير..
عمر بضحكة : يقولون الشباب انك بعتها مع انك ما قلت وش سويت..
بندر وهو يحوس : ما يحتاج تعرف عشان ما تنصدم
عمر باهتماااام : أووه ! انت ما تسوي مصايب بالعادة ،.. لكن اذا طلعت منك مصيبة ..فهي مصيبـة !
بندر وهو يقفل شنطته ويلبس تي شيرته الأبيض واللي تبين تقاسيم جسمه الرياضي : قفل السالفة ترا للحين شابة نيراني..

فلتت من عمر ضحكة خفيفة وغمض عيونه يرجع لغفوته بعد ما صحوه خالد ومحمد .. احسن له يسكت ولا يعترف لـ بندر انه هو اللي سرق مفتاح السيارة دام عصبيته وصلت لهالحد !
::
×
كانوا شادن ومشاعل وسحر .. جالسين عالبساط ينتظرون اروى ورهف .. يغلون موية عالحطب حتى يضبطون جلسة جديدة مع الشاهي وتحلا السوالف ..
جت بسمة اللي كان واضح عليها الارتباك.. وسألت شادن اللي كانت تحاول تفك حزمة حطب جديدة حتى تضيفها للنار : شادن ما شفتي جوالي ؟؟
ناظرتها شادن باهتمام : لا .. متى كان معك اخر مرة ؟
بسمة : كان بجيبي يوم نجتمع عند الشجرة ونلعب المنوبولي..بس فقدته
حكّت شادن خدها باهتمام : يمكن طاح هناك .. دورتي عليه؟

هزت راسها نفي : ما حصلته .. محد شافه منكم ؟
هزوا راسهم نفي.. وبقلق وارتباك .. تركتهم ورجعت تدوّر عليه عند الشجرة من جديد لعلها تحصله هالمرة

سحر تذكرت حوستهم عند شنطتها .. وبنية بريييئة .. قالت وهي تقوم واقفه : بروح أغيّر شالي .. ومرة وحدة اشوف شنطتي يمكن طاح مع عفستي ودخلته بالغلط !
ابتسمت شادن وهي تطلّع جوالها من جيب بنطلونها : حلو .. بخليها تدق عليه يمكن نسمعه يرن ! .. (التفتت لـ مشاعل اللي كانت تحوس الشاهي على طريقتها ) ناديها مشاعل
مشاعل : أوكي ... (حطت كفوفها حول فمها وناااادت بأعلى صوتها ) بسمااااااااااااااااااااااااااة ..
جت بسمة بسرعة .. بينما سحر دخلت الخيمة تبدل شالها .. بشي أدفى.. فتحت الشنطة وسحبت شي صوفي يناسب الجو ..وسكرت الشنطة .. وقفت وهي تلف الصوف حول رقبتها الطويلة الأنيقة .. ولحظة اللي عقدت العقدة بحرفنة متعودتها وبطريقتها المعتادة.. سمعت صوت اهتزاز.. صادر من تحت الشنطة !.. باستغراب رفعت شنطتها لفوق شوي .. ولقت الجوال يررن باهتزاز برقم شادن ..
ابتسمت لأنها حصلته .. وانحنت تاخذه من الأرض .. لكن اختفت ابتسامتها وهي تشيله ..وعيونها تتمعن بالصورة الموجودة على الوول !
بدخول بسمة اللي كانت ماسكه جوال شادن عند اذنها تتبع مصدر الصوت !.. طاحت عينها على سحر .. وهي ماسكه جوالها.. وتتمعن بالصورة باستغراب ، وشك ، وريبة ..!
جت بسرعة وسحبت الجوال من يد سحر وهي متنرفزة ! : وش تناظرين ؟؟؟
ارتبكت سحر وهي تحاول تجمّع ادراكها والصورة اللي شافتها : توني حصلته !
قطعت بسمة الاتصال وهي تدخل جوالها بجيبها : وين لقيتيه ؟؟؟ ( وهي تناظرها من فوق لتحت بملامح منزعجة )
سحر وهي شاكّه بعيونها واللي شافته : طايح هنا ..عند الأغراض
هزت بسمة راسها بتفهم.. يوم ارتاحت وحصّلت جوالها سليم .. جت بتمشي بس فاجئتها سحر بحركتها ..يوم مسكت ذراع بسمة قبل لا تبعد : "بسمة!"
ناظرتها بسمة باستفسار .. وقالت سحر بارتباك وحيرة تبي تتأكد ،، لأنها للحين مو متأكدة من اللي شافته.. ويمكن تكون مشبّهه : ممكن.. اشوف... الصورة ؟! (بتوتر)
رفعت بسمة حواجبها من طلبها .. وقالت : وش تبين فيها ؟؟
سحر : بس ابغى اتأكد
بسمة بسخرية خفيفة بنبرة صوتها : تتأكدين من ايش ؟؟.. هذي خصوصيات !!
سحر باحراج : آسفة بسمة.. بس حسيته يشبه............ (سكتت)
ما تقدر تقول ، ولا عرفت شلون تقول !!.. كمّلت بسمة الجملة وبنظرتها تشفّي غريب : هذا خطيبي ما تعرفينه .. وما اقدر أوريك صورته لأني بصراحة أغار عليه !
ومشت مو مهتمه.. وطلعت !

وسحر واقفه مكانها.. تستذكر الصورة بتوتر ! .. معقولة اللي شافته !! ، لا يكون عقلها يصّور أشياء مستحيلة !!
مستحيل يكون اهو !!، انسان شبيه !.. يشبه له فقط لا غير !!
ضحكت بوسط السكون .. على نفسها من افكارها .. ضحكة بددت الشكوك أو هي اللي كانت تبي تبددها !!
المشكلة ان الصورة ما كانت واضحة وضوح تام حتى تقدر تتأكد.. وبسمة ما عطتها فرصة تتمعن لوقت كافي .. كل اللي شافته شاب يافع .. متأنق بالثوب والشماغ ..لابس نظارة شمسية .. وواضح ان الصورة ملتقطه من بعيد لكن معمول لها زووم !!
الهيئة العامة والوقفة.. والابتسامة .. كلها ترسم شخصية وملامح .. الحبيب "محمد"!!
لكن مع وجود النظارة وعدم الوضوح الكافي للصورة .. جعل هالشي محل شكووك .. أو يمكن شكوكها قادتها لـ محمد مباشرة من كثر ما تفكر فيه !!
الصورة ملتقطه في مكان فخم ..واضح انه قصر او ساحة قصر .. وملتقطه من مكان عالي من نافذه أو ما شابه !
هزت راسها تنفض راسها ههههههه غبية انتي .. انسيه ما بقى الا تفكرين .. بخطيب انسانة غريبة أطوار مثل "بسمة" !!

طلعت متناسيه أفكارها أو أجبرت نفسها تنسى ..ما تبي تخرب مزاجها بقلق غبي من هالنوع لمجرد انها شافت صورة غير مكتملة المعالم !!
وبعدين........ !!
ابتسمت وخدودها تتورد.. خجل..وفرح..وعذوبة ! ، محمد صار لها .. محمد اختصر مسافات بينهم .. اللي سواه لها اليوم الصبح ، وهديته الرقيقة "الوردة".. كلها امور تمحي القلق ناحيته .. محمد يحبها ويبادلها الشعور .. وهذا هو اللي فهمته خلال صبحيتهم سوى.. وهو الصباح اللي مارح تنساه للأبد لأنه غيّر كثير مشاعر ناحيته ، وخلق تفاؤل كبير كبيييير ..!!

:
×

راح خالد لـ محمد اللي كان جالس بروحه عند ملعب الطائرة بما انهم كانوا فارشين بساط هناك.. ما يجلسون عليه الا وقت اللعب بفترات الراحة بين الأشواط ،،.. محمد اختار المكان بعيد عن الشباب حتى يفكر بكل مشاكله ..محمد كان الهم بوجهه وله ساعة جالس لحاله هنا.. والقلق واضح على هيئته وتفكيره اللي مجننه عن بندر اللي زاد همومه بكلامه القاسي اليوم !!
جلس خالد وهو يمدد ذراعه على ركبته اليمين .. وتسند على كف اليد الثانية .. قام يتأمل محمد باهتمام.. لأن محمد ما ناظره : شفيك جالس لحالك .. أحد مزاعلك ؟؟
تنهيدة طلعت من محمد .. وقال بهمّ : الواحد يبي هدوء شوي مع نفسه !
خالد باستغراب : لا تقولي انك تعبان ؟ .. من جدكم انتم؟.. كل شوي واحد منكم نفسيته توصل معه .. ما بقى الا انا ووليد صامدين وموسعين الصدر !... امس عمر ! ، وبندر له يومين ساعة مروق و ساعة منعفس .. وانت اليوم؟؟؟.. بالله ؟.. شفيك اذا فيك بلا ..تكلم .. وبلاش جالس بروحك تقول الدنيا كلها على راسك !
ابتسم محمد لعله يعدل المزاج : بندر ؟ ، ليتك تفهم شفيه .. وتعلمني
خالد بحيرة : وش صاير ؟؟.. صاير شي بينكم ؟؟
محمد وهو يحك راسه : بسألك خالد انت حاس ان بندر طبيعي ؟؟.. لأنه أذا هو طبيعي فأنا اللي منيب طبيعي .. أول مرة بحياتي ما افهمه ولا أدري وش اللي منكّس حاله !!
خالد باهتمام : شفيه وش صاير بينكم ؟؟
محمد بقلق : مدري يا خالد مدري.. من ساعتين وبندر ما يكلمني ولا يطالع فيني ..صحيح نجلس سوى بس من وقتها ما حط عينه بعيني .. وان حاولت اتكلم صد ..
خالد ابتسم يطمنه : بندر هاليومين فقر الدم لاعب فيه .. يعني لا تلومه اذا النفسية مختلة .. شوي ويرجع مثل ماكان لا تكبر ولا تاخذ بخاطرك ان كانه غلط عليك .. هذا بندر كلنا نعرف قلبه أبيض .. وان كنت تتخيل انه زعل من شي.. بيرجع مثل ما كان وسع صدرك ..(ضحك من قلبه) انا قبل شوي خذيت منه زفة محترمة .. ( ربت على كتفه ) .. قووم بس.. اذا السالفة كذا اجل يبيلنا نسوي اكشن سوى.. من جينا واحنا جالسين مكاننا .. تغيير الجو بيفيدنا .. وبيعدل الوضع بينكم .. انا كنت ملاحظ ان الوضع بينكم من ساعة ماهو طبيعي .. ولاحظت بندر زايد بالدلع فلا تشيل هم وعطه طاف.. وقوم نروح للشباب
ابتسم محمد بـ "هم ممزوج بقلق" .. دلع؟؟ بندر مو من عادته يتعامل بهالاسلوب.. حتى وان زعل.. عادةً ما يكون زعله يتخلله مزح لكن انها توصل للاستفزازات والتطنيش والصد.. هذي جديدة على بندر !!.. ولاهوب أسلوبه !!
كثير أفكار ماخذته عن بندر !! ،، وش اللي فيه بس ؟؟.. لييييته يفهم وش اللي فيه ، ويخليه يقول اللي قاله !!!
المشكلة انه بندر.. اتهمه بجريمة هو ما يدري عنها ولا يعرف تفاصيلها !! ، ومتى أساء بحقه !!؟
اللي قاله بندر.. ماهو عبث ولا شي ينتسى بسهولة ... بندر شايل بقلبه الكثير.. واللي قاله اليوم واضح إنها اشياء مكبوتة داخل نفسه وتفجّرت بهالطريقة المؤلمة !!!!

:
×

رجعوا الرجال الكبار من رحلة المشي اللي خذوها أكثر من ساعتين .. ( ابو خالد + أبو محمد + أبو راهي + راهي ولده )
جلسوا جنب الشباب حول النار وابتدت الاسئلة عن اللي صار برحلة مشيهم والسوالف الشبابية ..وبوسط الضحك كان محمد جنب خالد ينكتون..وقباله جالس ابو راهي .. اللي أعلن بطريقة مفاجئة .. وهو يمسك يد ابو خالد شريكه والضحكة شاقه حلقه من الوفاق والتفاهم اللي يعيشونه سوى ! .. قال وهو يناظر محمد : أقووووول يا النسيب !
سكت محمد ونقل نظره .. من خالد اللي كان يسولف وياه ...لـ أبو راهي اللي كان مبتسم .. ولقى الكل يناظره لأن مثل ما انتم عارفين محد يعرف عن هالخطبة غير محمد ، وابوه وعمه .. وبندر لاحقا .... والأهم ( تركي/وليد) اللي اكتشفها اليوم بالصدفة.. واللي قام يناظر محمد باستغراب ..وصدمته اللي تكونت الحين بسبب استيعابه حقيقة البنت اللي خاطبها .. ويا كبر صدمته يوم فهم الحين ان العروس هي بنت ابو راهي !!
ابو راهي بصوته الجهوري المسيطر : يالنسيب .. نبي نتممها .. وتراني ناقشت الموضوع مع عمك وابوك يومنا نمشي ..
الحيلة الوحيدة لـ محمد انه ابتسم غصب من ورا قلبه ..
ناظره خالد بدهشششة ، وهمس : محمد ؟؟ جد اللي قاعد يقوله ابو راهي ؟؟
ما رد محمد على سؤاله المؤلم.. ولا حتى ناظره .. عينه بوجه ابو راهي ..!! كره هالطاري وكره عمره يوم انه اجبر نفسه على خطوة كان يتوقع إنه قدها !! ،
محمد بنبرة واثقة خدعت الجميع ما عدا بندر : مناسبك يشرفني يا عمي ، بس ما ودي استعجل الأمور أبيها بالهداوة
ابو راهي وهو يراقب أقل تعابير محمد : خطبتك لبنتي بتكمل سنة ..ما عاد الا الخير.. نبيها قريب ما رح ألقى لها أحسن منك وانت عارف اني قلت لك هالشي من قبل !!
الحيرة والتوتر اللي يعيشهم محمد من كلمات ابو راهي "المسيطرة" .. واللي واضح منها ان ابو راهي مستحيل يتنازل عنه !! خلّت محمد يلتفت لـ "بندر" بسكات .. واللي أيقن انه رح يكون "المنقذ" له.. وان بندر كرر له أكثر من مرة ، أنه مستعد بنفسه يعلن الرفض لأبو راهي ويخلّص محمد من اللي هو فيه!!.. محمد كان يرفض هالتصرف لكنه ما يدري ليش جاته رغبة قووية وبهاللحظة بالذات..أن بندر يساعده ..وينفذ هالخطوة .. واللي فيها فيها !!
لكن الصدمة .. إنه يوم التفت ناحية بندر الجالس بصمت من غير تعليق.. يبي يستنجده ويطلب فزعته ..كان بندر يختلف... يختلف عن بندر الأخوي !
بندر كان يناظر محمد ..بنظرات مغلفة بالبرود .. صد بنظرته عنّه ..وكأن الموضوع ما يهمه ،، ولا يعني له أي اهتمام !!
أزعجته ملامح بندر الغريبة .. ورجع لأبو راهي وهو يقول بثقة حاول يتلبّسها : ان شاء الله.. احتاج أفكر واشوف وضعي هالفترة .. وأرد لك خبر وان شاء الله ما يكون الا كل خير ..
ابو راهي بثقته المسيطرة : الله يتمم ..
رجع محمد يناظر في بندر بانزعاج .. لقاه يلعب في جواله من غير اهتمام .. ووجهه ما يلقي أي بال للموضوع اللي انطرح.. واللي كان بالأمس..يهمّه !!

:
×

عند البنات ..
قالت مشاعل باستغراب وهم يحتسون الشاهي.. جنب النار : تأخروا رهف وأروى؟؟.. لهم ساعة رايحين عشان تبدل رهف ملابسها ولا رجعوا !!
ناظرت سحر ساعتها .. ثم رفعت جوالها باهتمام : ندق عليهم نشوف وش صار عليهم ؟؟
قالت شادن : انا بكلمهم !!

مسكت الجوال بعد ما نزلت كوب الشاهي الورقي عالأرض .. واتصلت على رقم أروى اللي تأخروا وكان المفروض يرجعون من زمان !!
المرة الأولى ما ردت أروى .. فـ اختارت رقم "رهف".. ولا ردت هي الثانية !
شادن قالت باستغراب : ما يردون !

وصلها مسج بعد دقيقة .. من أروى ..
" شادن لا تنتظروننا .. شوي وبنجي "

سكرت المسج وهي ترفع عيونها للبنات : اروى تقول لا تحترون ..شوي وبنجي
مشاعل : بيفوتهم شاهي الحطب .. صراحة لذييذ !
قالت سحر بقلق : لا يكون رهف فيها شي !
قالت شادن : لا ما فيها اروى تقول شوي وبيجون لا ننتظر ..

مرت نص ساعة ،،
وأقبلوا اروى ورهف سوى .. وهم مغيرين ملابسهم ويمشون جنب بعض..
ابتسمت شادن : ما يسوى تغيرون ملابسكم !!
ابتسمت أروى وقالت بينما رهف الحيوية كانت ساكتة على غير العادة ما عدا ابتسامة خفيفة على وجهها : بالنسبة لي ريانوو اخوي عطلني شوي
ناظرت شادن بـ رهف بابتسامة : وانتي رهوف اخبارك .. ههههههه آسفة على حركة اخوي السخيفة فيك !
ابتسمت رهف وقالت وهي منحرجة انهم كلهم مستوعبين الموقف اللي صار لها : مو مشكلة.. تصير في الحياة !
جلست وهي تلم بلوفرها حول جسمها بقوة .. واروى جنبها يستعدون يحتسون الشاهي اللي كان ينتظرهم من زمان .. ومحد حاس باللي في رهف وفاهمها..غير أروى !!


♫ معزوفة حنين ♫ 23-11-10 01:36 AM



بنص السوالف .. دق جوال اروى بنغمة رسالة ..
فتحتها وهي ماسكه كوب الشاهي بيدها...ثواني وسكررت الجوال بكبره وهي تتأفف .. وقطعت سوالف البنات اللي ناظروها "أوففففف"
مشاعل باستغراب وهي تناظر ملامح وجه أروى المنعفسة : هاو !!.. عسى ما شر !!
حكّت أروى خدها وهي منقهره ومحبطه : يا شينه اذا صار بارد .. مو لاااايييق عليه ابببد !!
ابتسمت شادن وفهمتها من نبرتها : هههه خطيبك وش مسوي هالمرة !!
أشارت بأصبعها عالجوال اللي رمته عالأرض قدامها : كالعادة رسالة مافيها الا كلمة وردّ غطاها .. شهر أنتظره يغيّر أسلوبه وهو مطننشش !
ابتسمت رهف وعلّقت بعد ما رجعت لطبيعتها : ما ألوومه صراحة !!
ناظرت أروى فـ رهف بناارية ،، وقالت شادن بعيون مستفسرة : وش قايل هالمرة ؟؟
قالت اروى وهي تناظر شادن باحباط : مرسل رسالة مافيها غير كلمتين .. "قاعة الزواج تأكدت بعد شهرين" .. مالت عليه ثامر ما تسوى علي والله.. كل رسايله صايره من هالنمط يعطيني المستجدات من غير ما يسأل شخباري .. حتى رسايله الحلوة والعاطفية حارمني اياها من شهر !
ضحكوا البنات من شكلها ونبرتها المقهورة حتى رهف اللي مثل ما قلت عارفه السالفة وحافظتها ماتت ضحك.. الا شادن اللي ما تخلّت عن ابتسامتها وهي تقول : وش المشكلة بينكم !!

قاطعتها رهف وهي تضحك : البنت ذي مو كفو زواج وزين من ثامر انه متحمل ووصل زعله لهالحد !!هههههههههه
احترررقت اروى وناظرت شادن باحباط .. لأن البقية كانوا يضحكون من قلب ..غير شادن اللي حاسه فيها
مشاعل عجبتها السالفة : ههههههههههههه قولي قولي نبي نفهم السالفة .. انا الصراحة انصدمت اصلا يوم دريت ان اروى مخطوبة .. من شفتها أول مرة حسيت انها مو راعية زواج ههههههههههههههه
اروى انحبطـت من كلام مشاعل وقالت : بتسكتين ولا بالجزمة يا تبن ! ، ( ثم ناظرت رهف ) وانتي هيه ! ،، دايما دايما صايره لي فرعون اذا جا الموضوع لـ ثامر .. لا يكون تبينه ترا اكلمه الحين واكنسسسل الموضوع كله تراني بديت أبيع السالفة
ماتت رهف ضحك : هههههههههههههههههههه للأسف أقولك ان ثامر بالذات هو الوحيد اللي عرف يتعامل مع وحدة مثلك .. وبيمشّيك عالصراط المستقيم هههههههه
مشاعل تحمست : ههههههههههههههههههههه ياخي احكي لنا السالفة بالتفصيل شكل السالفة فيها كوميديا ههههههههههه

ناظرت شادن بوجه أروى المحبـط.. من أول مرة حكت لهم عن ثامر "اليوم الصبح".. وهي حاسه ان الموضوع مسبب لها احباط
وقالت بعذوبة : اروى .. قولي لنا السالفة يمكن نقدر نساعدك ! ، احنا البنات مالنا الا بعض
ناظرت اروى في شادن وقالت : ادري بتضحكوووون.. قلت لكم اليوم الصبح اني عكس ثامر بكل شي.. شادن انا وحدة مخروشة من وراه وقدامه.. بالذات قدامه احاول اغير نظرته بس ما اعجبه .. ثامر رجال وثقل مو طبيعي واقعي ومنطقي وراكز وكل هالاشياء حلوة فيه.. بس هو يقهررررني !!
ضحكت شادن : ههههه طيب ايش المشكلة ؟
ردت رهف بضحكة : خطيبها منهبل منها مررة .. هو يا جبل ما يهزك ريح..ركادة وثقل وهي دفشة ومصرقعة .. نقيضه تماما هههه
اروى وهي ماسكه اعصابها : رهيف اسكتي ..! محد طلب رايك بالموضوع

مشاعل بضحكة طنشوها ..وناظرت رهف : كملي وبعدين ؟
ضحكت رهف من قلب : ما تصدقون وش قال لها آخر مرة لما زارها بالبيت هههههههههههههه ؟؟
اروى الذكرى تحبطها لأنه من ذاك اليوم وثامر مقاطعها : رهييييييييييييييييييييييف الشرهه عاللي تقولك كل شي

شادن بضحكة مكتومة : وش قال يا اروى ؟
اروى باحبباط وهي تلعب بجوالها : لا تضحكون !
مشاعل : هههه مدام فيها لا تضحكون يعني السالفة جميلة هههه هاتيها
اروى وهي ما تناظرهم : "اذا صرتي بنت زي الناس وعقلتي وعطيتيني اعتبار ذيك الساعة كلميني ، تراني ماخذ بنية ماخذت صبي !!"
ما وصلت لآخر كلمة الا انطلقت ضحكة كبيرة من رهف ومشاعل خصوصا .. رهف اللي سمعتها للمرة العشرين ضحكت كأنها أول مرة لعلمها بالتفاصيل !!

أروى انقهرت : اييييه اضحكككوا ... ما تنلااااامون صايره في عينه مو بنــت.. صايره ولــد .. من يومها مقااااطعني مااااالت عليييييه ..
شادن ضحكت ما قدرت تمسك نفسها : هههههههههههه يا حليلك والله سوالف انتي يا أروى .. اجل السالفة من شهر ؟!!
أروى وهي تقلب جوالها بين يديها..بإحباط : تقريبا !
قالت مشاعل : وش اللي مو عاجبه فيك مالت عليه .. ليه يقولك كذا !!
جاوبت رهف عنها : بكل بساطة .. كل شي فيها غلط .. كلامها معه غلط بغلط .. سوالفها معه غلط بغلط .. هههههههههههههههههه .. حتى اللبس ما تعرف تلبس لـه !!
(كملت ) : تخيلوووا آخر مرة .. زارها البيت ومعه هدية خاتم ألماس عشانها ، متكشخ ومتأنق أحلى أناقه لـ عيونها.. نزلت عليه بعيوون منفوخة من النوم.. وكشة طااايره .. وقميص العجااايز حق الأولييين.. قلّت الملابس يعني يا أروى هههههه
أروى بقهر : سالفة قميص العجايز مالك دخل فيه كم مرة قلت لك .. أحب ألبسهم لأنهم باردين خصوصا وقت النوم .. هففف..
رهف : ههههه ما ألومه اجل يوم قال اللي قاله ..

مشاعل انسدحـت عالترررراب ..وجعها بطنها من الضحك .. حتى شادن اللي حاولت ما تضحك عشان شعور أروى .. ما قدرت تستحمل .. انسدحت ميتة ضحك .. وهي تتخيل المنظظر..
كملت رهف : وقبلها .. نزلت عليه ببنطلون البجامة وتي شيرت سااااده مافيه ملح ولا قبله..بدون ميك أب ولا حتى زينة... هو يجي آآخر أناقة وشياكة .. وهي ولا هامها .. زين انه للحين صااابر !!
اروى بحنق : اووص بس اووصص.. هو يوم يختارني كان عارفني بكل مافيني .. وانا بغيت أكون معه على طبيعتي .. هذي السالفة
رهف : ههههههههههه المشكلة يا أروى وقت الجمعات والعزايم ما فيه أحلى منك ..تعرفين تسرقين الأضواء !... بس معـه مدري وش يصير لك ههههههههههههه

أروى بقهر واحساس بالذنب : رهييييييف .. بس خلاص !!... ان شاء الله اشوووف فيك يووووم
رهف اللي كانت دايم تحاول تنصحها .. كملت : هههههه أجل فستااان واااحد عشانه ما عندك ... تستهبلين انتي كله بناطيل ف بناطيل ، مع انك أروى بنت الشيخ عبدالسلام .. بس هالشيخة ماعندها فستان واحد تنزل فيه على خطيبها.. أو خل نقول زوجها مع وقف التنفيذ ههههه
أروى بقهر : أقول طيييري بس.. ترا قهرتيني ..

قالت شادن تواسيها : هههههههههههه ما عليك من كلامها.. واضح عليه ما يحكي من قلبه ..
ابتسمت أروى على كلمات شادن اللي تبي تخفف عليها.. وقالت بـ روح حلووة ممزوجة بـ إحبااط : الحين .. كل ما اتصل عليه بالشغل .. أحصله مشغوول.. وفـ البيت .. ناااايم .. من وقتها ما قدرت أكلمه .. و "إذا" ..أقول إذا .. بغى يقولي شي عن تجهيزات الزواج .. أرسل مسج من كلمتين.. جاامدات ...يقهررررني ثامــر !! صاير غليييس على غير طبعه !!

قالت مشاعل وهي تشرب من كوب الشاهي باهتمام : والله اسمه حلو ومو مكرر ولايق على اسمك
ابتسمت أروى وهي تاخذ كوبها من شادن عقب ما صبّت لها : يا حبي لك رفعتي من معنوياتي .. مو ذي العفنة اللي طايحه فيني تهزييئ وهواش من يومها < تأشر على رهف
قالت رهف بهدوء : أهزئك عشان أسنعك .. أجل الرجال ماخذله بنت ولا صبي على قولته ؟!.. يبي وحدة ناااعمة وراااكدة مو مثلك صرقعة ..ومصرقعة الرجااال معك
أروى بقهر : رهيييف لا تضيقين صدري .. هذا اسلوبي ..من يومي حرركة وحيوية بزيادة..وش تبيني اسووي !!.. أرربط عمممري يعني ..عشان ترضين ..

ضحكت شادن بعذوبة .. وقالت بصوت واضح بعد ما خطرت في بالها فكرة : ولا فكرتي تراضينه حتى الحين ؟؟؟
ناظرتها اروى ببلاهه .. وتلخبطت تعابير وجهها ولا عرفت ترد..
ابتسمت رهف اللي فاهمه ادق تفاصيل بنت عمتها .. وقالت يوم شافت ان اروى ما عرفت ترد : لا !.. ولا حاولت للأسف !

بدهشة ناظرتها شادن ،.. ثم ابتسمت بعد ثواني ...يوم فهمت الرد من شكل اروى المنحاس والمتردد : ليه ما حاولتي يا اروى ؟.. يمكن كان يبي منك خطوة حلوة !
اروى قامت ترمش بسرعة ..لأنها بهالموضوع .. فاشلة مع درجة امتياز .. ضحكت تحاول ما تبكي من الاحراج : ههه شادن سؤالك محرج..أنا أدري ان ثامر ينتظر مني اتجرأ واسوي الخطوة.. بس انا ما اعرف !
ضحكت شادن وتبلورت الفكرة براسها : شلون يعني ما تعرفين ؟
اروى ما تناظرهم : يختي ما اعرف اسوي حركات المسلسلات واناديه حبيبي وقلبي وعمري .. هههه احسني غبية .. حدي ادلعه ثمرمر وهذا اقصى شي اقوله
رهف ومشاعل رجعوا للضحك .. نغزتهم شادن بعصبية لأن الوضع بالنسبة لها ما يضحك..

شادن بابتسامة : تبين نساعدك ؟
ناظرتها اروى بغباء : شلون تساعديني ؟؟
شادن بثقة وهي تمسك جوال أروى : الحين تكلمينه !
انهبلت اروى : هاه !!!! لالالالالا... اقولك ما يطيق يسمع صوتي بعتذر له برسالة وخلاص .. هذا الشي اللي فكرت فيه
شادن بضحكة من خجلها اللي ظهر فجأة ولأول مرة من جمعتهم مع بعض تشوف اروى بهالحالة ، كانت دوم ضحوكة ولعوبة ومزوحة وجررريييئة ..
قالت : اممم تبين نصيحتي .. كلميه الحين .. واستدرجيه بالكلام ..

مشاعل وهي تخش عرض : ههههههه ايه وحطي سبيكر لو سمحتي ، ودنا نعيش المشهد
ناظرتها اروى بتردد ..وشادن فتحت الجوال تدوّر رقمه وهي تقول : وش اسمه بالجوال ؟

قالت اروى بتردد : .... ثمرمر .. الغبي !
مشاعل وسحر ضحكوا من اللقب : هههههههههههههههههه ثمرمر الغبي
قالت مشاعل : بالله ما قد قرا اسمه بالجوال عشان يحوس حياتك من جد !؟

اروى بارتباك : وش اسووي هو مو معطيني وجه كتبت الغبي عشان افرغ حرتي
شادن بضحكة وهي ماسكه الجوال بيد ، وكوب الشاهي باليد الثانية : هههههههههههههههههههههههه يا حلوك ! ( طلعت الرقم من القائمة .. وعطتها الجوال ) والحين اتصلي .. وانا بعلمك وش بتقولين .. دامك ما تعرفين احنا معااااك قلبا وقالبا
ناظرتها اروى بامتنان والاحباط اللي بوجهها بدا يخف .. ابتسمت بتوتر : بيسكر بوجهي اعرفه ! ، صاير عنيد ..
شادن بابتسامة : مو مشكلة .. تعالي له باللين .. تدلعي .. الرجال يحبون الدلع

ماتت رهف ضحك لأن اروى مثال للصرقعة وليس الدلع !..
وكملت اروى بحيرة : ما اعرف اتدلع اقولك ..انا وحدة على طبيعتها ماعرف اغير اسلوبي وأتصنع.. وهذا اللي مجننه !
شادن : ههههههه مو مشكلة.. غيري اسلوبك معاه من الحين .. قولي له انه وحشك صدقيني بيلين قلبه بذيك اللحظة

اروى انتكس حالها ..وقبّ وجهها.. ناظرت شادن برجا : شادن وقسم بالله ما قد سويتها .. ماعرف اتليوق مثل باقي البنات وثامر عارف هالشي فيني
شادن اللي كانت تتكلم والبنات يسمعون ويتعلمون منها ههههه : معناها راضي فيك بكلك ولا ما كان اختارك.. دامه يبيك تتصرفين مثل البنات عادي اتصرفي مثل البنات.. انتي حلوة وجريئة ومو ناقصك شي ..ولو حاولتي بتقدرين لأنك بالأول والاخيرة بنووتة
بلعت اروى ريقها .. وضغطت الزر الأخضر .. والبنات يترقبوون ..

رفعت عينها لـ شادن بضعف : شدون بخليه سبيكر لأني ماعرف وش اقوله.. انتي ساعديني
ابتسمت شادن وبحماس : من عيوني .. بس خليه يحس انك ندامه ومشتاقه له ..
حطت سبيكر .. والبنات تحلّقوا حول اروى وشادن اللي بيديرون الدفة .. يبون يسمعون بث حي ومباشر .. اروى كانت متوترة حدها ولأول مرررة .. كان التلفون يرن .. "طوووط...طوووط...طووووط " وهم ينتظرون الرد .. مرت دقيقة والخط يرن.. محد شاله !
ناظرت اروى بـ شادن بكل احباط..وهي ماسكه الجوال بيديها الثنتين بقوة : مايبي يرد علي !
شادن بحماس غريب : الحين يرد .. !
اروى عصبت : صاير يطنششششش ..أورريييه

شادن مسكتها : شششش لا تحوسين الدعو....ة !
انفتح الخط وهم يتناقشوون على آخر كلمة .. سكتوا وألجمهم الصمت ...يوم حسوا ان المجال انفتح من الطرف الثاني .. سمعوا صوت حركة وخرفشة ..وأنفاس انسان متثاقلة....تلاها صوت كسول رجولي يوصلهم .. "نعم"
ابتسمت شادن ..ورفعت عينها لأروى تشجعها ..اروى بلعت ريقها من نبرة صوته المميزة .. وارتبكت لأنها عرفت من صوته .. انه كان نايم !
قالت بركاادة ونبرة راكزة " ثـامر"
سمعت صوت حركة قعدته عـ السرير لأنه كان راقد.. ونحنحته عشان يستجمع صوته .. قال بطريقته الهادية "وينها ثمرمر بصوتك ! "
حمرر وجهها لأن البنات كتموا ضحكتهم (رهف ومشاعل وسحر )
قالت بتوتر لأن شادن كانت تدفعها تسوي شي ما تعوّدته : انت قلت لي ما تحب ادلعك كذا
جاهم صوته الكسول " اللي اعرفه انك ما تهتمين للي احبه.. مطنشتني مع الدنيا .. وش تبين ابي ارجع انوم! ، لو داري إنه إنتي ما رديت "
انقهرت ..وابتسمت شادن وهي تنغزها .. وتتكلم معها بحركة الشفايف من غير صوت

قالت اروى بحزن لعلها تستميله : ليه ما ترد علي؟
سمعته يتنهد بأنفاس متثاقلة.. والكسل بصوته يزييد ،، واضح ان ماله اي اهتمام بالنقاش وهو يحك شعره
"من متى يهمك ؟؟ أخبار زواجنا توصلك اول بأول وش تبين اكثر من كذا ؟؟ "

اروى : من جدك ؟ ثامر لك شهر كل ما اتصل بشغلك ينقال لي انك مشغول وبالبيت نايم !!.. لمتى يعني ؟؟
قال بصوت مبحوح مليان نوم .. " ويعني ؟؟ أنا اللي علي عطيته الباقي عليك يا اروى .. اذا متصله تسألين عن قاعة الزواج تراها بعد شهرين والموعد ثابت "
اروى انقهرررت صاير بليييييييييد : لا تسوي نفسك الانسان صعب الوصوول تراني طفشت مو لاااايق عليييييييك < اسلوبها الطبيعي معاه ^_^!!!
فتحوا عيونهم من اسلوبها .. مسكتها شادن بخررعة عشان تمسك لسانها
همست "هدي الاسلوب ذا ما ينفع"

جاهم صوته بعد ثواني .. وهو يتثاوب واضح ماله اهتمام : اروى !
انشدت له يوم ناداها : نعم ؟
قال بصوته الرجولي : ابي انام ! ، مالي اهتمام باللي عندك ان كانك ما فهمتي اللي قلته لك آخر مرة

انحبطت ولسانها انشل .. ناظرت شادن تستمد منها القوة .. حركت شادن فمها بدون صوت "قوليها"
خذت نفس من الأعماااق.. وقالت بنبرة مترددة : ثامر ! ابي اقولك شي
قال وهو يتحرك بالسرير واضح انه كان يبي يرجع ينام : قوليها برسالة
اروى بلعت ريقها : ثامر... أنا .. آسفة !

"......."

سكوت.. وصمت من ناحيته ..
والبنات يترقبون..
والحقيقة انه ابتسم .. وبان على صوته يوم قال : مستوعبة تقصيرك !
ابتسمت شادن.. وناظرت اروى اللي لمست الارتخاء بصوته .. وابتسمت يوم حست بابتسامته
اروى وهي متوترة ومرتبكة : انت .. تدري ان كل اللي اسويه ..مو قصدي.. هذي انا يا ثامر وانت عارفني من يومني طفلة ..لا تحاسبني على شي متطبع فيني
قال بأريحية غلبت صوته الرجولي " وعاجبتني من يومك ! ، لكن الاشياء السلبية اللي فيك ابي اغيرها وأولهم مكانتي عندك "
حمممرررت وحاولت تقوم عن البنات .. وتنحاااش.. لأن واضح ان ثامر بيدخل ضمن الخطوط الحمرا واللي هي دايما ما تحاول تتجنب تخوض فيها كل ما حاول ثامر يفتحه معها.. وهذا من اللي خلاه يجافيها هالفترة لأنها كانت متصلبة ومتساهله بطريقة تعاملها معاه !!
اروى : ثامر انت تعرف مكانتك عندي
: " ما أحس فيها أغلب الأحيان للأسف"
قالت يوم نغزتها شادن..بشجااعة مرتبكة : ثامر ..تبيني احلف... انك وحشتني طول هالمدة !
صفقت شادن بحماس بدون صوت يوم طلعت منها.. واروى تبخرررت يوم راحوا البنات يضحكون بعيد ..عشان ما ينسمع لهم صوت

ما رد ..
الا عقب ثواني : "وش هالنغمة الجديدة؟"
اروى انقهرت : ما عرفت لك .. ايه ايه وحشتني ومن ذاك اليوم وانا متضايقه من تطنيشك < رجعت لأسلوبها ههه !
سمعت ضحكته الحلوة الكسولة .. اشوى ان البنات بعيد .. قدرت تاخذ راحتها وما معها غير شادن : يعني انت دايم تقول اني وحشتك.. هالمرة ليش احسك بليد ؟!
قال بكلمات مرتخية دليل ابتسامته " محد جاب هالبلادة فيني غيرك "
اروى بخجل قررت تقوله : ثامر.. اشتقت ..لصوتك.. تدري!..
سكت .. وما صدر منه صوت !
"..........."

واستغلت صمته وكملت ، ما درت انه سكت يعطيها المجال : واشتقت.. أصحى من نومي وأنزل ألقاك بالصالة ..اشتقت لزياراتك.. اتصاالاتك .. روقانك .. محد يتحملني ويتحمل حركاتي الهبلة غيرك
وصلها الرد مباشرة وهي قابّة خجل ، ببساطة لأنها اول مرة تعترف له بكلمات من هالنوع.. دايما ما كان تعبيرها له بمشاعرها بطريقة دفشة واسلوب عبيط وأهبل ! ،
قال " وش ماكله انتي اليوم ؟ "

ضحكت بخجل مع انها المفروض تعصب .. بس اسلوبه معها يظل فريد من نوعه : هذا ردك ؟
قال بابتسامة " يعني انتي جاية تعتذرين من قلبك ؟"
اروى ناظرت شادن اللي كانت تتابع بنظرة رضا ، وقالت : ايه وبحاول اكون مثل ما تبي
قال بضحكة نحيسة " حركات صبيان قدامي ما نبي.. من وراي بكيفك بس قدامي راعي شعوري"
ضحكت من كلمته الاخيرة ورجعت لرجتها وجرئتها : ههههههههههه ثاااممررررر I am in lovvvvv with u
قالتها بالانجليزي لأنها كانت اسهل من العربي ، بحمرة لونت وجهها يوم وعى من كسله على هالكلمة
" الله !!!!!!!!!! ذي كبيرة !!! "
رجعوا البنات بهاللحظة بعد ما عطوها المجال .. وسمعوها تقول : اعترافي الأول لك كذا ترد
ضحك " ما قلتي كيف البر ؟ "
ابتسمت يوم حست انه رجع لأسلوبه الطبيعي : حلو .. ناقصينك .. ليتك جيت
قال " شغل يالحبيبة ! < كلمته المعتادة "
اروى بابتسامة رضا : مدام قلت الحبيبة كذا تأكدت انك رضيت
قال بنبرة حنونة " تبين الجد ما توقعت تتصلين كنت أتخيلك تلعبين هنا وهناك وناسيه الغبي ثامر وراك "
اروى انصدمت : غبي؟؟؟؟؟
ضحك " ايه ثمرمر الغبي اللي يقهرك وتحسبين انه ما يفهم لك "
استحت لأنه فاهم : سووري اكتشفت الحين انك مو غبي الا ذكي ههههههه

سكت شوي .. وكأن لفت انتباهه شي ..
ثم قال "يالحبيبة تركي ولد عمي يتصل شكله يبي شي"
اروى مطّت فمها لـ قدام بهيئة ملل : طنشه .. دايم دايم معه ما يمل منك.. اوففف !! خلك معي شوي ابي احكي لك عن البنات اللي تعرفت عليهم
قال كأنه ما سمعها "اكلمك بعدين وقولي لي عنهم"

سكر بسرعة.. ناظرت البنات اللي واضح انهم كانوا ميتين من الضحك في بداية المكالمة
ناظرت بـ شادن بامتنان : ههه شدووون مرررررررة شووكررن اتاريه من جد يحتريني ابادر .. بس ما كنت عارفه شلون
ضحكت شادن وغمزت لها باستمتاع ..
نطت مشاعل بضحكة : صوته خقققق.. من جدك ملعوزته شكله عسل
اروى ضحكت بخجل : هههه تبين الجد لأنه ولد عمتي ودايم حولي ما حسيت بهالجاذبية الا يوم صار بلييد ههههههه
رهف بضحكة : على فكرة .. تركي هذا اللي خرب المكالمة..هو منافس أروى على ثامر هههههههه

قالت اروى بقهر : يختي ولد عمه ذا ما شفته غير مرة او مرتين وبالصدفة بعد.. مغرووور وما بلعته .. مدري وش اللي مخلي ثامر متعلق فيه !
مشاعل بفضول : ان كانه خقق مثل خطيبك ضبطيني تكفين هههههههه
اروى : ههههه خلك على الدكتور اقولك.. ذاك شفته مرة .. عصبي ومغرور عكس ثامر الروقان ..ثامر دايما يكون معاه اغلب اوقات فراغه.. ولا مرة اتصلت عليه يكون فاضي الا هو جالس مع ولد عمه

ضحكت شادن : وانتي ليش منقهره ؟؟
أروى بحنق : لأن مثل ما شفتي ثامر يهتم بـ تركي كثيير ، سكّر المكالمة معي بس عشان يرد عليه !

قالت سحر بابتسامة وهي جاهله ان تركي هذا ، هو نفسه وليد القريب منها واللي يسبب لـ ذاكرتها استفزاز وارتباك مجهول السبب : لا يضيق صدرك.. الصداقة بالنسبة للرجال شي يحترمونه كثير.. يعني لا تقارنين نفسك بصديقه الفكرة اصلا سخيفة
ابتسمت اروى : ايه بس ولد عمه هذا كان مسافر له سنين.. ما رجع الا من كم شهر .. وكنت انا وثامر سمن على عسل دايم معي بأوقات فراغه ..على اني اقهره احيانا.. بس من رجع ولد عمه قبل 7 شهور تقريبا .. صرت اشوفه يلهى معاه كثير ..غير شغله.. صار ولد عمه ياخذ اغلب وقت فراغه .. مو من زينه عاد هالمغرور.. يقول ثامر.. إن تركي هذا اخذ الثاني على دفعة جامعته بـ كندا .. مع مرتبة الشرف .. لا وحصل على عروض مقدمة من شركات كندية كبيرة في مجال تطوير الاستراتيجيات ومجالات ثانية ادارية ما افهم لها ..وبمناصب كبيرة ! ، (ضحكت من غباءه) ههههههههه بس الغبي تخيلوا رجع للسعودية ولا قبل شي منها !!!

السالفة كانت طبيعيا تشد الانتباه .. عن هالشخص المدعو "تركي" !!
مشاعل باهتمام : ابي اقابله !
ضحكت اروى : هههههههههههههه اللي يسمعك يقول اينشتاين .. انا حتى ما اذكر شكله زين .. بس علاقته القوية مع ثامر تنرفزني احيانا
ابتسمت رهف وقالت : لا يكون الغيرة بس.. لأنها لو غيرة فبتصيرين سخيفة بجد
اروى بانكآر : من قال أغار انا بس مستغربة من علاقة الصداقة بينهم .. وتركي هذا صاير يسرق ثامر مني كثير !
مشاعل طقها فضولها وجنونها كالعادة : عندك له صورة نبي نشوفه ؟؟
اروى بدهشة مضحكة : مين لا يكون ثامر ؟؟
مشاعل : ههههههههه وش ابي برجلك يختي .. ابي اشوف هذا اللي اسمه تركي حسيته واحد ما يجيب راسه احد ههههههه
ناظرت شادن باختها : انتي وش سالفتك .. الخبال ذا اتركيه
ردت اروى : للأسف ما عندي ولا اهتم اصلا ههههه !!
:
×

عند سيارة تركي ..
كان يتكلم تلفون !
تركي وهو يسكر باب سيارته وراه عشان يكلم على راحته : وش عندك ..ساعة اتصل وخطك مشغول ، ما بغيت ترد !
ثامر ابتسم : الخطيبة خذتني سوالفها
تركي باهتمام : عطيتها وجه اخيرا (ضحك على رقة ولد عمه ) هههههه قلبك رهيف زين منك قسّيت قلبك كل هالفترة.. ما توقعتها من واحد مثلك يصبر عـ القسوة شهر !
ثامر بابتسامة : الرحمة زينة وانا اخوك.. كنت نايم يوم تتصل .. مستغرب من حركتها اروى ما تفكر تجي تراضيني بهالطريقة .. ههههه الموضوع غريب مو طبعها !
تركي : ههههههه لا الحين تقدر تتزوج وانت مرتاح .. ضبطت البنت على هواك !؟
ضحك ثامر : هههههههههه بس تبي الجد عجبتني السالفة.. حسيت بقيمتي الحين
ضحك تركي : هههههههههههههههههههههههه .. مشكلتك معطي البنت وجه!!.. ورّها العين الحمرا وانا اخوك ترا بعضهم ما يجون الا بهالطريقة .. قوّ قلبك يا ثامر واقسى ترا القسوة تفيدك
ضحك بسخرية : هه ! ، نصايحك ذي خلها لنفسك.. طريقتي بالتعامل معها معجبتني المهم انت وش مسوي !! صوتك مسفهل ورايق ..عطنا آخر الاخبار !
ابتسم تركي وهي يطالع الشباب من شباك السيارة ، من بعيد : تذكر ابو راهي اللي حكيت لك عنه مرة ؟
تذكر ثامر هالسالفة : ايه .. معروف انا اعرفه.. ومين ما يعرفه هالرجال !
تركي : تصدق انه مجتمع معنا بالمخيم .. وأخيرا يا ثامر حصل لي اعرفه شخصيا .. تتوقع يفيدني ؟
ثامر بفضول ممزوج بدهشة : وش هالصدف كيف عرفته؟
تركي : قلت لك مرة انه شريك ابو خالد بوحدة من المشاريع الكبيرة .. وعلاقتهم جديدة .. الرجال يصدمك يا ثامر عمري ما قابلت احد مثله
جلسوا يسولفون ربع ساعة وتركي يحكي عن ابو راهي لين قال ثامر أخيرا
ثامر : تركي متى بترجع؟؟.. طوّلت السالفة ترا
ضحك : بعد باقي يومين .. لا تقول انك اشتقت
ثامر ابتسم : ياخي العالم كلها مخيمة .. حتى الخطيبة مخيمة وموسعه الصدر.. كرهت الرياض هالفترة تحسها فاضية والعالم طالعه
تركي بابتسامة : عندي لك فكرة .. رح الحق الخطيبة وفاجئها ..شكلك عقب الرضاوة مشتاق لها الله يخلف على امك ( اخرها قالها بسخرية)
ضحك ثامر : ههههههههههههههههه لا يالحبيب بجلس مكاني واحتريها .. كلها شهرين ويتم الزواج والله يتمم على خير
ابتسم تركي يوم شاف بندر يمشي ناحية سيارته .. ولا انتبه لوجوده.. رجع لثامر بسرعة : يلله اتركك الحين .. تذكرت شي مع السلامة
قفل الخط ..وبسرعة فتح الباب ونزل .. ونادى على بندر اللي كان متوجه لسيارته .. مشى له بسرعة وبندر التفت باستغراب

بندر وهو يبتسم : وينك لك ساعة ما تنشاف ؟
ابتسم تركي : رحت اكلم الاهل شوي اطمنهم
بندر : عمك؟؟
تذكّر تركي "كذبة عمه" : ايه عمي يستفسر عن الجو

فتح بندر باب السيارة بياخذ غرض .. ويوم سكر الباب التفت لقى تركي واقف يتأمله بعمق
بندر باستغراب : شفيك؟
ابتسم تركي : تبي الصراحة.. شايل همك !
بدهشة غطت ملامح بندر قال : ليه وشفيني ؟

قال تركي بنبرة ثقة يتقنها : وضعك ما يعجبني .. لا انت .. ولا الاستاذ محمد

تغيّر وجه بندر لأن تركي حسسه انه فاهم الموضوع .. حاول يبتسم : وش دخل محمد ؟؟
تركي بأدب وهدوء : لا تفهمني غلط بس وجهك اليوم مو معجبني مقلقني يا بندر..
ابتسم بندر وهو يتحرك راجع للشباب : مافيني الا العافية ..
تحرك تركي جنب بندر.. وهو يتابع ادق تفاصيل وجهه .. قال وما توقع ان اللي بيقوله بيأثر على بندر ..كان قصده من باب نقاش عادي : ما شاء الله اتاري الاستاذ محمد خاطب بنت ابو راهي .. فاجأنا الموضوع صراحة الله يتمم على خير
سكت بندر شوي .. ثم وقف والألم يعصر ملامح وجه وهيئته .. شد قبضته ورخّاها وهو يعاند خطواته.. مو قادر يمشي ..
وقف معه تركي يوم حس ان هالموضوع أثّر على شكل بندر وهيئته ..
تركي باهتمام وتركيز : بندر ؟
التفت بندر لـ تركي ..والألم فاااض فيه ! ، بهاللحظة بالذات محتاج لأحد يحكي له .. محتاج أحد غير محمد الأخ ، غير خالد ولد العم ، غير عمر الأخو والصديق .. أحد يختلف عنهم .. احد ما يصير اخوه ! ، وهالشرط تمثل بتركي اللي طاح على بندر بأعز لحظاته ضعف وتعب !

قال : بقولك شي
رفع تركي حواجبه باهتمام : ...........
قال بندر بابتسامة متعبة : بس يظل بيني وبينك يا وليد.. اعتبر هالشي سر من اسراري .. ابي احكيه لأحد وارتاح وماعندي غيرك يا وليد
ناظره تركي وهو ساكت .. وبعد ثواني .. ابتسم ابتسامة حلوووووة طمنت بندر .. اللي اختار الشخص الخطأ !!
بندر : تعال معي ماني ناقص احد يسمعنا

مشوا سوى وتركي منتبه لكل نبرة تعب وألم بوجه بندر وهيئته .. ابتعدوا عن المخيم مشي.. وتركي يحتري بندر يتكلم
قال تركي : بندر! ،، اعذرني عاللي بقوله !!..بس ليش احس ان فيه مشكلة بينك وبين الاستاذ محمد !! < يجس النبض
ابتسم بندر بسخرية... ولا ناظره ، كان يناظر الدنيا قدامه : شلون حسيت بس!!؟
ابتسم تركي : قلت لك من قبل احس باللي قدامي وافهم نفسيته من وجهه.. اليوم وجهك ما كان طبيعي لا انت ولا الاستاذ محمد.. علمني مستعد اصلح بينكم !
تنهد بندر : .....................
ما كان عارف اي وجهة يمشيها .. ، حط تركي يده على كتفه يشجعه : تكلم ! ، مستعد اساعدك .. لا تستهين فيني
ابتسم بندر ووقف.. ثم رجع يناظر الدنيا حوله بضيقة صدر : وليد ! ، خطبة محمد اللي اعلنت اليوم.. كلها مخطط من ابو راهي ! ، ومحمد ما يبيها !!
تركي باهتمام انشد للموضوع : طيب؟
بندر : واللي حارق قلبي اني ابيها تتم ! ، بعد ما كنت ابيها تتكنسل ويخترب الموضوع !

ضاقت عيون تركي ومخه بدا يشتغل : ممكن افهم يا بندر !! ، اذا السالفة كذا بلغ ابو راهي ويتكنسل.. السالفة بسيطة
ابتسم بندر بسخرية هو يقول : اكيد ما تدري.. محمد ما يبيها .. محمد في باله سحر بنت عمي !

ببساطة ما تغيّرت تعابير تركي اللي ظلت مثل ما هي ، لأنه باختصار عارف هالمعلومة وشهد عليها بعيونه .. التمعت عيونه بنظرة بندر ما انتبه لها !
كمل بندر : هالشي يخص محمد.. لكن اللي يخصني ابيك تحافظ عليه وما تقوله لأي احد !

حك راسه وهو يمشي خطوة .. ثم قال بضييق وحزن : وليد بحياتك تمنيت احد ؟؟
رفع تركي حاجب باهتمام .. وبدا يربط الموضوع لأنها باختصار ذكي .. ويقدر يفهم اللمحات ويربط بينها
حالة بندر .. اللي صرح انه يبي زواجة محمد تتم !!
ورفض محمد لهالزواج ..
و.... سحر !!
الساذجة .. داخله بالموضوع !!
ابتسم بسخرية بااااااااااالغة وهو يلتفت معطي بندر ظهره .. عشان ما ينتبه للتغيرات بوجهه .. اها !!
السالفة جاية بهالطريقة ههههه!!

قال تركي بلباقة وذوق : تحب سحر يا بندر ؟؟؟
ناظره بندر مصدوم انه لقطها بهالسرعة .. وقالها بهالطريقة البالغة الصراحة !!
بندر بدهشة : شلون فهمتها ؟؟
ابتسم تركي برقة : قلت لك اقدر افهمك دامك تهمني

حك بندر خدّه بحرج : ادري ان السالفة كلها غبية ومسخرة ..اني انا واخوي حلمنا واحد هههه ! ، أفكر اتركها له يا وليد افكر اني انسحب
ابتسم تركي ومشى قدامه وهو يدخل يديه بجيوب بنطلونه الجينز : امممم .. ( دخل بموجة تفكير سريعة )
بندر اللي كان يمشي خطواته وراه مباشرة : ماعاد صرت عارف اخذ موقف .. احترت ووضعي ما عاد يعجبني .. مليت من نفسي ودي أكرهها ..أكره هالبنت بس ماني عارف شلون !!
وقف تركي.. واستدار ناحية بندر .. وهو يطلع كف يده من جيب البنطلون.. ويحك بها خده الديرتي .. وملامحه ترسم موجة التفكير على وجهه
ابتسم بندر على ملامحه المستغرقة بشكل ما توقعه من وليد : هههههه اشوفك اهتميت واخذت الموضوع جد..
نزل تركي يده وابتسم ابتسامة ساااحرة زادته وسامة عجيبة ..
هالملامح تجذب أي أحد ..وهالشي اللي خلا بندر يبتسم بارتياح لأنه حس ان وليد .. كان متفاعل معه بجد واضح انه يبي يساعده !
بندر : كلامي معك اليوم مجرد تفريغ ..اللي صار اليوم مع محمد كان فوق طاقتي وملّيت أبقى ساكت ..أبي احد يسمعني وانت أكثر واحد أقدر أقوله اليوم

عض تركي على شفته السفلية بتفكير .. وبلحظة استقرت عيونه على بندر.. اللي كان واقف بصمت.. منزل راسه ويلعب برجله عالرمل ، يرسم بعشوائية .. طافت عيونه عليه من فوق لتحت بسرعة .. ثم قال وهو رافع حاجب واحد .. بسؤال يبي يلقاله جوااب واضح ،، وفي الحال : ليه تحبها ؟؟؟؟

سؤال جذب انتباه بندر ،، اللي رفع راسه من رسوماته ناحية وليد اللي كان يطالعه بنظرة مستفسرة وملحّة ..
ما قدر يرد .. ما عنده جواب
حك تركي خده من جديد وهو يكرر استفساره : أقصد .. ليه ما تقدر تكرهها ؟؟ .. لاقي فيها شي مميز مثلا؟؟..
انحرج بندر ..وحك رقبته من جنب وهي يمشي قدام شوي : تحبطني بسؤالك يا وليد.. اخترت أصعب سؤال أواجهه هالفترة !!.. اللي اعرفه اني أغليها وبس .. حقيقة شعوري ناحيتها كان صدمة لي بيوم من الأيام !! ، كنت أعزها مثل خواتي ما تتخيل الرعب اللي عشته يوم اكتشفت ان هالشعور ماهي معزة طبيعية !! كان شي ثاني !! احباط يا وليد احباط هالشعور!! ما كنت اهتم لحب ومشاعر كنت عايش حياتي ما افكر بتفاهات مثل ذي .. لكن .. سنتين من رجعتها .. قلبت حياتي فوق تحت !!
ابتسامة جانبية جعدت خد تركي .. وهو يقول : برضو !.. أكرر سؤالي واقول ليش طحت من البداية ؟؟
بلع بندر ريقه وهو يفرك شفايفه بتوتر ..وخطواته البطيئة تاخذه : ان فكرت بهالسؤال ؟.. يمكن أقولك .. ولا شئ .. استقرار حياتنا مع بعض كان السبب يمكن.. قرّبنا من بعض أكثر.. عرفتها أكثر .. فهمتها أكثر .. دخلت بحياتي أكثر .. ودخلت أنا بحياتها أكثر ...بالنسبة لي... بنت عمي ما انوجدت بحياتي كـ بندر الا من سنتين .. قبلها ما أعرفها الا بالاسم !

علّق تركي بعد ما كان مستمع بإنصات : اعذرني عاللي بقوله...وافهم كلامي من وجهة نظر حيادية .. بس تعتقد يا بندر.. ان انسانة بهالغباء تستاهل هالتعب ؟؟
ناظره بندر باستغراب ..
ابتسم تركي بلطافة : تبي رايي لا تزعل من كلماتي .. صحيح بنت عمك معزّبتي لكني بنسى هالشي الحين وانا اتكلم معك.. واقولك رايي بكل صراحة.. سألتك اذا كان فيها ذاك الشي المميز اللي يخليك تتعب وتوصل لهالمرحلة .. اذا فيها ذاك الشي الملفت والمميز وقتها بعذرك لكن ... ( قال بحرج مزيف ) .. لا تفهمني غلط لكن من شغلتي عند ابو خالد كسايق .. واحتكاكي المباشر فيها .. اعذرني اقولك اياها .. وبصراحة لا تزعل ولا تفهمني غلط .. ما اشوف انها ذاك النوع من البنات .. او عالاقل النوع اللي تتحسف بخسارته.. أمثالها كثار يا بندر.. وان كان تبي تجربتي .. تراني مريت بهالمشاعر قبلك .. ومع انسانة تطابق بنت عمك بكل شي !!
انصدم بندر .. وتركي رسم الابتسامة الجانبية على وجهه .. وهو يدخل يديه بجيوب بنطلونه ..
وكمل بنبرة هادية رنّت للماضي : مشاعر طفولية انتهت من سنين !

انتهت دهشة بندر بضحكة : ههههههههههه .. تقارن اللي يصير معي .. بشي صار معك وانت بزر !
ابتسم تركي : ما يهم دام الفكرة وحدة .. بالأخير اللي يصير معك شي طفولي وانت عطيته أكبر من حجمه ( كان بندر بيحكي ويعارض على كلمة طفولي ..بس تركي كمل) .. ما أقصد أهين مشاعرك... ما انتقد مشاعرك يا بندر بالعكس احترمها بس الوضع اللي انت فيه هو الطفولي ..كنت تقدر تنهيه .. أو تصارح وتخليها هي اللي تعاني مو أنت !
رفع بندر حاجب .. ولفتت انتباهه الكلمات الأخيرة !..وشدت كل أطرافه !
كمل تركي وهو يحك رقبته من قدام .. باصبعه السبابة : تتوقع لو تكلمت من الأساس ..بتوصل لهالمررحلة ... ( بنبرة ماكرة.. وخبث مبطن لا يرى الا من أمثال تركي ) .. ليش ما تقول .. إن سحر عارفه بشعورك .. لكنها تهينك يمكن !
رفع بندر راسه بدهشة .. وحواجبه طايره فوق .. لقى تركي يناظره ببراءه .. وما سكت الا كمل يوم انشد انتباه بندر بالكامل : انا اعطيك الاحتمالات يا بندر .. وانت تأمل فيهم !... ليش ما تقول ان سحر .. تعرف ... بس ما تبي تبادلك.. ليش ما تقول انها تعرف.. بس مستكثره نفسها عليك !! ، ليه ما تقول انها تعرف .. وملاحظه مشاعرك طول هالسنتين .. بس ما تبي تعطيك لأنك أقل من المستوى.. ليه ما تقول انها من النوع اللي يحب يكون مركز الاهتمام .. المركز اللي ياخذ بس ما يعطي ... البنت ..السامجة.. المغرورة ..الدلوعة الي لما تكره شخص!، تستفزه بطرق انت تشوفها بريئة وعفوية ! بالنسبة لي مريت فيها مثلك واعرف هالنوع ..

بندر كان بحالة غريبة من الذهول والاستيعاب البطئ لأن كلمات تركي وأسلوبه السلس بالكلام .. كان منجذب لتفاصيل الكلمات .. ومضامينها ما عجبته أبدا ... سكت !!... تم ساكت وهو ما يدري وش يقول
شوي .. وضحك بندر ضحكة غريبة !!.. ضحكة بملامح مبهوتة .. وعيون منزعجة ...
قال وهو يضحك نفس الضحكة ويحاول يرجع طبيعي بس تركي بطريقة غريبة استفز شي من اعصابه : وليد!.. انت مستوعب اللي قلته ... هذي بنـــت عمــــي!!!!!!!!
انتبه تركي للعصبية بنبرة بندر.. وحاول يهدي النقطة اللي أثارها بطريقة لؤم كبيرة !!
تركي : بندر !... قلت لك.. اللي قلته ما اقصد فيه سحر انا احترمها واحترم عمي ابو خالد لكن انا حكيت من واقع تجربتي وحكيت عن نوع معين من البنات وانت عليك حسبتها صح ... انا اعطيك الاحتمالات حتى تفكر بوضعيتك مضبوط ولا تتحسف على شي لمجرد انك مو قادر توصله ! .. افهم وضعك معها قبل لا تتحسف وتضيع عمرك ووقتك بالنكد والهم... انا اكلمك من واقع تجربة !! < يتلاعب بالكلمات !
سكت بندر وهو يناظره مبهوت !!..
بندر ... تفكيره بالناس.... قمة ...قمة ... قمة البراءة ... والنوايا الحسنة !! ، ما يعرف للطرق الملتوية ..عفوي .. وحيوي!!
بس ليه ... الحين ...تركي النذل !!
بدا يعلمه دناءة التفكير .. والنوايا السودا ... ليه يا تركي ..ليه ... تحاول تتلاعب بمشاعره بهالطريقة !!
قام بندر يناظر بالطبيعة ..وهو متوتر .. واعصابه اللي كانت راخيه .. ومستسلمة للحب المخفي !!.. بدت تتوتر .. كلمات تركي اللي صرّح انه يبي يريّحه فيها .. ما كان هدفها كذا أبداً!!
معقول ،، يكون كذا ؟؟... سحر تحب اللعب كذا !!! ، ومستمتعة بإهانته !!

حركة عفوية صدرت من بندر تحت ناظر تركي .. بندر تأفف من فمه بقوة وهي يغمض عيونه ويفرك جبهته من الصراع اللي انخلق الحين !!
أفكار مزعجة !!.. واحتمالات لا تُطاق !!
كان العذر من تركي انه بندر .. يحسبها صح ..ويفهم الوضع قبل لا يغمس روحه بالحزن !!
لكن هدف تركي يختلف !.. . هههههه.. يدري .. إن سحر ، ماهي من هالنوع اللي قاله الحين !..
صحيح هي .. مزعجة !
مُستفزة !
بريئة !
وساذجة !
و غبية ، رغم ذكائها .. !!
وتستاهل اللي بيجيها !!..

تنحنح تركي يوم شاف بندر انغمس بالاحتمالات بعمق وانزعااااج .. وقال بطيبة : انا اقول تصالح مع محمد .. ما يسوى عليك تراه اخوك ! < يتلاعب بطيبة من جهة ثانية
رفع بندر عينه .. وبنبرة مستفسرة.. ما محت كل الانزعاج من وجهه : محمد؟؟
تركي ببرااءة ويديه بجيوبه : صارحه بمشاعرك شرايك
باستفزاز مفاجئ لأن بندر مو ناقص : لااااء !!

ناظره تركي بدهشة .. من ردة فعله !!
ناظره بندر بانزعاج : بالنسبة لي كنت مستعد افضح نفسي اليوم وأعلنها .. بس هالشي قبل لا يعلن ابو راهي رغبته
ناظره تركي باهتمام يبي يفهم ..
كمل بندر : محمد ترا ما يقل حالا عني .. كلنا لنا همومنا.. ما ودي ازيده وأتسبب عليه .. ما أحب تأنيب الضمير مهما كنت أكره الشخص !!

رفع تركي حواجبه يوم فهم ... وابتسم بسخرية لاذعة من ورا ظهر بندر !!
من جدك أنت !!!!
ليه صاير غبي !!.. ما أحب الشخص المضحي !!.. ينرفزني .. ويستفز أعصابي !!! ، طيبتك الزايدة ذي بتكرهني فيك أكثر من ما أنا كارهك وكاره أهلك !!!
ابتسم سخرية وشماتة على ضيق تفكيره ..
ما فكرت .. يا بندر .. ان محمد لو درى عن شعورك... ممكن يتركها لك ؟؟؟؟
قال بندر وهو معطيه ظهره بنبرة منزعجة : انا راجع !

مشى بندر بخطوات سريعة ...وسبقه للمخيم .. وحالته النفسية ماهي مستقرة ..
أفكاره مو صافية .. والاحتمالات اللي زرعها تركي براسه .. بدت تلعب لعبتها !!

وقف تركي مكانه وهو ماط شفايفه لقدام .. بطريقة المستمتع ...كان فعلاً مستمتع بالدور اللي أخذه قبل شوي .. دور الصديق النصوح !!.. اللي يفيد صديقه من واقع تجربته الخاصة !!
ضحك بسخرية .. لكن هالمرة على نفسه .. يوم تذكّر ... ان البنت اللي حكى عنها بتجربته الشخصية !!... كانت هي !!... ســحر.. ما غيرها !!
حب الطفولة الغبي !!
واللي انتهى بوقته !!.. وكرهه من حينه وللحين وهو كارهه !!

:
×

♫ معزوفة حنين ♫ 23-11-10 01:38 AM



×

بعد ساعة ..
نسى بندر الأفكار اللي ما عجبته بتاتا .. وراح يدوّر عن شي يشغله ..
دخل عالشباب بالخيمة اللي كل واحد رامي جسمه بزاوية وبادي الكسل والنوم على هيئتهم ..
بندر : ما ودكم تسوون شي ؟؟
خالد اللي كان منسدح.. ومغطي عينه بطرف شال أسود.. والطرف الثاني مرمي على عيون عمر اللي كان راسه جنب راس خالد .. قال بنبرة مبحوحة.. بطيئة.. بشفايف شبه مسكرة : وش ودك؟
بندر : انا بطلع امشي ..الجبال اللي في الشرق تستاهل اللي يروح يشوفها من قريب..
عمر والشال على عيونه ، وبصوت ناعس نفس حال خالد : ياحبك.. للحورفة
ابتسم بندر وراح يسحب الشال : محد يفهمني غيرك قوم معي..

ابتسم عمر..وقام قاعد على حيله وهو متسند على يد وحده بالأرض : بجي معك.. بس جبت وياك دربيل؟..ما ينفع شغل البر الا فيه..
بندر طقه الحماس من نبرة عمر : أفا عليك ترا كل قراشيعنا هذيك جبتها اليوم..ما استغني انا
عمر بحيوية..لأن شغل المراهقة القديم رجعت تطل من جديد بسبب بندر وحماسه : أجل مشينا.. يلله شباب.. خالد.. محمد ... ( والتفت لـ وليد ) .. وليد ؟
ابتسم تركي وهو راقد بزاوية الخيمة.. باعتذار : روحوا لحالكم.. انا رحت لها الصبح... انتبهوا بطريقكم .. المكان هناك مختلف
بندر بحماسة ( يحاول يغطي على قلقه بهالطريقة http://www.alamuae.com/vb/images/smilies/frown.gif ) : وش فيه يختلف؟؟
تركي وهو منسدح ، وحاط يده تحت رقبته : أظني.. شفت هناك مثل المغارة الغريبة.. وطبيعة الأرض تختلف زلقة ومب مستقرة..

بندر صفّـر ، وعمر ابتسم على حماسه : مغااارة !!... هذااا عز الطلب.. شباب كنز علي بابا هناك يحترينا من يدري!!
عمر لف الشال الرمادي على رقبته بطريقة سريعة .. حلت شكله وهو لابس جاكيت شتوي طويل لحد ركبته .. ومشى ناحية مدخل الخيمة وهو يضحك على شطحات بندر الخيالية : هههههههههه يمكن مين عارف.. ويمكن فيها ........ (شطح مع بندر)
بندر لحقه بخطوات سريعة : هههههههههه لا تفكر خلنا نروح ونعرف وش اللي هناك..
محمد قام معهم ..وفي باله قرر يتقرب لـ بندر من جديد..دامهم بيطلعون سوى ..وده يفهم لأن الشكوك كثرت والأسباب المحتملة لا تطااق !! بندر باختصار ما عاد صار واضح ..
مع هالأفكار ..سحب جكيته الأسود الشامواه.. والتفت لخالد وهو يعدل ياقة الجاكيت بحركات سريعة : الظاهر بننتهي الليلة مع الأربعين حرامي.. ( ناظر وليد اللي كان يسمع لهم بابتسامة صامتة ).. متأكد وليد ما تبي تجي؟

ابتسم تركي بوادعه تختلف عن مشاعره المناقضة تجاه محمد : متأكد يا استاذ ..اهم شي انتبه لنفسك.. المكان خطير..
طلعوا الأربعة مع بعض... كان الوقت تجاوز فترة العصر ..وقرص الشمس البرتقالي المتوهج نااازل بمسافة كبيرة لخط الأفق .. الغروب قريب بيحل ..
خالد وهو يلف شاله الأسود حول رقبته من لفحة الهوا : ما ودكم تأجلونها للصبح .. الليل قرب ما يمدينا نوصل الا الليل نازل..

ابتسم بندر بخبث ورفع الشي اللي بيده : حلاوتها بالليل.. !
خالد استغرب ، لأن بندر مستعد على طول.. وقال وهو يشوف اللي بيده : من وين لك هالكشاف ؟؟
رمى عمر الكشاف اللي معه بالهوا ..ولقفه بطريقة احترافية وواثقة.. كمل وهو يبتسم لـ بندر ابتسامة مفهومة : هالأشياء ما ننساها خصوصا بهاللحظات..
خالد باستغراب : وانت بعد ؟؟؟ < يكلم عمر !
ضحك محمد لأن حركات بندر وعمر ما تغيرت .. دايما فاهمين بعض ومتهورين : وين الدربيل عساه ينفعنا ..

رمى بندر شنطة الدربيل الصغيرة على محمد بخفة..وبصمت... اللي التقطها قبل لا تضرب بصدره .. وعلق الدربيل اللي كان مربوط بحزام دقيق على رقبته ..ما يستغنون عنه..
خالد بهبل يوم شافهم كلهم مستعدين : وانا مالي رب؟؟؟

ضحك بندر : ههههههه انت الله يسلمك علّق شنطة الاسعافات الأولية على صدرك هذا اللي تقدر عليه..والا غيره خرطي
رفع خالد قبضة يده بالهوا بيطقه، وبندر ركض كم خطوة وهو يضحك .. ووقف مكانه وهو يأشر على عمر باستغراب اللي قام يفتح الكشاف ويطفيه بتواصل بتكرار : هيـه يابو الشباب لا تحرقه ..ترا ماعندي بطاريات غير الموجود فيه..

عمر بابتسامة : أتأكد من صلاحيته
بندر : تتأكد من ايش..ترا راس ماله بريالين ههههههه.. لا تخربه ترا مافيه غيره ..
محمد وهو معلق جكيته على كتفه بيد ، وماسك الجوال بيد : يلله مشينا ..


بالصدفــة ،،!
ولأن الشباب كانوا يتكلمون وهم يمشون قريب من مخيم البنات ..
مشاعل كانت رايحه لخيمة البنات وهي شايله كيسة الحلويات ، وقفت مكانها يوم سمعت أصواتهم...وتمسكت بزاوية خيمتهم..وهي تطل وتختلس النظر.. ناحية الشباب اللي كانوا ماشين وسوالفهم وضحكهم ماليه الدنيا..
فهمت من كلامهم وين رايحين ،!

رجعت بسرعة لداخل الخيمة وهي تهتف : سحاااار شاااااااااادن .. الشباب رايحين للجبال اللي قدااام وشكلهم ناوين على شي.. مغامرة استكشافية شكلها .. معهم كشافات ودرااااابيل !!!!!
ما صدّقت سحر قامت واقفه بسرررعة : من جدك.. فلة ليش ما ياخذونا معهم .. ؟!
شادن وهي جالسة عالأرض تاكل اصبع كتكات : قوليلهم والله يسحبون عليك.. بنات عاد هههه ما يطيقون وجودنا نخرب عليهم جوهم..

أروى اللي عجبتها السالفة : ههههه انا لو منكم ما أخليهم وراهم وراهم ..
مشاعل وهي تصفق بيدها تستعجلهم : قوموا يالسلقلق مادامهم بيروحون ..خلونا نلحقهم ، أنا بعد ابي اشوف وش اللي في ذاك المكان
شادن من قلب : ودي تصدقين.. لكن من يضمن ما يعطونا كم كلمة حلوة.. ( تقصد يزفونهم )

سحر بحماس مفااجئ اجتاحها ..سحبت شادن من يديها عشان توقف ..وهي تقول : يقولون اللي يقولون انا شفت مغارة هناك !!

طالعوها باستغراب و"استفسار" ..وهي توترت من نظراتهم...المستجوبة !!
وسألوا : كيف عرفتي ؟؟
استدركت سحر نفسها وهي تتناسى الحادث اللي صار هناك : ها... بيان قالت لي .. تعرفون بيان صايره تجلس مع وليد كثير.. وهي راحت معه وجت قالت لي..
تذكرت انها لمحت مثل المغارة بطريق رجعتهم لكنها بذيك اللحظة ما كانت مهتمة ..لأن كان فيه ماهو أهـم وقتها.. وهو رجوعها سالمة حتى تعالج الألم اللي كان برجلها واللي كان يزيد مع كل خطوة !
زاااد حماس مشاااعل وقالت : اللااااااي مدام فيها مغارة علي بااابــا ..انسوووا نجلسسس!!
قامت اروى اللي توازي حماس مشاعل : أناااا معك ..
شادن اللي قررت تترأس مجموعة البنات : اوووكي اللي فيها فيها خلونا نمشي قبل لا نضيعهم ..

طلعوا كلهم ما عدا بسمة اللي رفضت .. بحجة انها تعبت من المشي طول النهار .. وتحتاج ترتاح .. خصوصا انها المرة الاولى لها بالبر ولا تعودت على الهجولة طول الساعات ..
لمت شادن شالها المثلث الرمادي حول جسدها بقوة أول ما طلعت من باب الخيمة.. والبنات بالطابور وراها ... وقفوا على شكل قوس.. الا شادن كانت واقفه قدامهم في النص.. بنتين على يمينها .. وثنتين على يسارها .. ينتظرونها تبت بالقرار خخخخ !

ضاقت عيونها يوم لمحت مجموعة الشباب ..معطينهم مقفاهم .. ويمشون بعيييد عنهم بمسااافة مو قصيرة.. قالت بحكم انها الرئيسة ولأنها عاااشت الدور ههههه : شوفوا عاد ما معنا لا كشافات ولا شي مثلهم.. اللهم جوالاتنا.. خلوكم جنب بعض وياويل وحدة تبعد عني .. الليل بينزل وانتوا ناوين تخربونها وتخربوني معكم..

مشاعل : ههههههههههههههههه مافي أحلى منها اذا خربتها شاااادن ..
شادن عصبت : اص بس اص..
سحر : هههههههههههههههه شادن ..مو المفروض نمشي ومعنا شي يحمينا؟؟.. بعد ما تدرين وش يطلع لنا بهالوقت!.. سفرة المغرب !
شادن وهي تناظر البنات بتشكيك : انتوا متأكدين ما رح نحصل زفة منهم ؟؟
أروى اللي ما تخاف من شي : ما عليك يعطونك زفة الحين ..وبعد ساعة ينسون.. يلله تراني تحمست معكم
رهف وهي تطالع الشباب اللي صاروا الحين بعاد عن المخيم : ههههههههههه بسرعة بنااات تراهم أبعدوا أخاف نضيعهم ..

تحركوا البنات بعزيمة مع بعض وهم حريصين إن الشباب ما ينتبهون لهم .. لأن الشمس لسا متربعه في السما جزء بسيط منها بدا يختفي ورا خط الأفق... غرب السما صارت أورنجية ..وجهة الشرق اللي يمشون لها كانت بنفسجية بلون خلاب.. ابتسمت سحر لـ شادن اللي كانت تمشي بعزيمة وهي لامه شالها حولها..

أروى بهمس ضحكت : هههههههههههههه أشكالنا غلط بنات..
رهف علقت وهي تراقب الشباب اللي ما وقفوا عن المشي ولا لحظة..بضحكة : ههههههه ولاااا حاسين فينا ..

نزّلت شادن نظرها .. ناحية قدم سحر اللي كانت تمشي بلا هوادة وبطريقة عادية.. وقالت تتطمن : كيفها رجلك الحين؟؟
سحر ابتسمت لـ شادن من غير لا تناظرها .. وعينها على الشباب ومن بينهم بندر اللي كان يحارش خالد بمرح : بخير الحين.. تمام ماعاد صرت احس بألم ..لكن اهم شي ما أزيد جهدي عليها !
أروى وهي تعلق عاللي تشووفه : ههههههههههههههه مين هذا اللي شايل الثاني؟؟
شافتهم مشاعل..وضحكت وهي تقول : خخخخخ بندر مو مخلي خالد في حاله..


عند الشباب .. اللي قطعوا مسافات كبيييرة ناحية وجهتهم ..
بندر وهو متعلق برقبة خالد : خويلد يالخسييييييييييس ظهري لا يروح فيها
خالد وهو يحاول ينفك من يدين بندر اللي لافه على رقبته : انزل يابو كرش زنقت رقبتي

طمر بندر عن كتف خالد.. اللي انتصب واقف وهو ماسك كتفه بأصابعه..يفركه بتعب : هلكتني.. المفروض انا اللي انشال مو انت..
وقفوا كل واحد يهدد الثاني بقبضة من يده ..

محمد اللي هز راسه وهو يضحك ومر من بينهم وهم واقفين : انا بلحق عمر .. انتوا خيسوا هنا..

ركض هرولة لين وصل لـ عمر اللي من البداية ما وقف ،كمل خطواااته وهو يبتسم على شقاوتهم من غير ما يلتفت لهم..


شادن بخبصــة : يوووه بسرعة توزوووووووا ..
ركضت لكومة شجر يابس.. ونزلت على الأرض بسرعة ..ولحقوها البنااات بخرشة واندفاع..
مشاعل مرتاعه وهم مزنوقين خلف كتلة صغيرة من الشجر بالموت تغطيهم كلهم : وجع شفيكم؟؟
سحر بهمس وعصبية : عمى مشاعل وخري كوعك !
أروى مثل حالتهم : سحر لا تطقين.. آآآآآآي

شادن بهمسس وأنفاسهم مختلطة .. تناظر الشباب من ورا الشجيرة : أوصصص اصواتكم عاليه لا يسمعون..فضحتونا
رهف بربكة وهو تطالع بتركيز واحد منهم : يمه .. لا يكون انتبه !!
مشاعل بخوف وهي مفعوصة بين ثنتين منهم : مين؟؟؟

قبلها بلحـظة ..
التفـت بندر بهدوء وملامح الضحك تختفي .. وهو يتأمل الطبيعة وراهم بصمت وتعمق !!
خالد بهدوء : شفيك تغير وجهك؟؟
بندر من غير ما يناظره وعيونه تتعمق بالفضاء الواسع خلفهم : كأني سمعت أصوات غريبة !!
التفت خالد معه .. وهبة رييح حركت الأعواد والرمال اللي تتواجد في بقع غير عن بقع.. انسمع معها صفير الريح الخفيف..

رهف بصوت هامس مبحووح : مووو قلت لكم شكله حس ! ، وجهه يخوف..تقولون يسمع حتى صوت النملة !!
ضحكت مشاعل غصب عنها على تعليق رهف.. اللي تطلق تعليقات عن بندر مبالغ فيها : ههههههههههههههههه لا تبالغين..
شادن بتركيز وهي تناظر بندر ، وخالد الواقفين قراب من بعض مو راضين يتزحزحون : صادقه رهف وجه بندر تغير ، منقلب جدي وهالشي معناه حس بوجود شي غير عادي..

بندر وعيونه ما ترمش..ثاقبة : أحس بشي غير عادي .. كأني سمعت اصوات ورانا .. (ابتسم بخالد بهبل ) جن ؟؟؟
ربت خالد على كتفه وهو يضحك ويسمي .. ومشى يوم شاف ان محمد وعمر ابتعدوا ومافي مجال للنقاش : قل بسم الله مب وقتك سفرة المغرب تجيب طواريهم .. بسرعة تراهم ابتعدوا..
تحرك خالد بسرعة وهو يرمي طرف شاله الرمادي على كتفه ... ولحقه بندر وهو يدخل يديه بجيوب البلوفر حقه.. وصار يمشي آخر واحد ..وراهم !

طلعوا البنات بحذر من خلف الشجيرة اليابسة ..
مشاعل واصبعها الابهام في فمها : وجع دخلت فيني شوكة.. شادن ما لقيتي غير هالمكااان
شادن بحنق : احمدي ربك انا موب صاروخ ..كانوا بينتبهون وبعدها بنرجع بزفة محترمة.. وبتخرب المتعة
سحر باستهبال : ليييييييييش زفة ! عمر معهم مين يقدر يزفك !!

سكتت شادن وكملت خطواتها بصمت .. تقدموا رهف وأروى وراها .. ووقفت سحر ساكتة ومشاعل تعضعض اصبعها تبي الشوكة تطلع ..
وبعد صراع سريع طلعت ، ووراها تكونت نقطة دم صغيرة ..

رفعت مشاعل اصبعها المجروح لفمها وهي تناظر سحر : يلله بسرعة الظلام بدا ينزل لا نضيع ..
تبعتها سحر وهي حاسه ان الكلام اللي قالته لـ شادن أثر عليها .. وانها كانت مزحة بغير مكانها !!

ركضوا بطريقة الحرامية وبخطوات مضحكة ، وبطرق ملتوية غير مستقيمة .. عشان يظلون قراب من الشباب اللي قربوا للجبال الغريبة الشكل والتركيب.. صخورها منزلقه .. شكلها جذاااااب بلونها الاحمر المتدرج مع البني .. لا زالت هالجبال كما هي تبعث عالرهبة بمنظرها الغريب .. وصخورها المتناثرة !!

بندر بفضوول يوم وصلوا .. وهو يفتح الكشاف اللي معه : وينها المغارة ؟؟

مشاعل من مسافة سمعتـهم..قااالت : شكلهم ناوين على مغارة علي بابا وناااااااسة..
شادن وهي ترفع اصبعها السبابة قدام شفايفها : اششششش خلينا نسمع

عمر اللي هو أكبرهم بالعمر .. وقف قدامهم وهو متخصر بيد ، واليد الثانية تلعب بالكشاف .. وهو يدوره بمهارة فيده بحركات سريعة من غير ما يطيح .. يفكر بالاتجاه اللي بياخذونه !
أخيرا ثبت الكشاف بين اصابعه وشغله وهو يناظرهم من فوق كتفه : من هنـا ..
تحركوا الشباب ورااااه ،،

مشاعل بهمس وهي تشوفهم يختفوون بين الصخور الغريبة : عمر مو هين شكله يعرف المكان زين
سحر بضحكة : عمر قائدهم هناك .. وشادن قائدتنا هنا... لا يكون جيتوا لهالمكان مع بعض بالدس؟؟ (توجه الكلام لـ شادن)

ابتسمت شادن بهدوء وبحزن : ياليت !
أروى : أقول لمتى بنجلس هنا... اذا ما طلعنا الحين.. بنضيعهم
مشاعل وهي تلف شالها على وجهها بطريقة سريعة : تلثموااا لا يعرفونكم
سحر بسخرية : بيعرفونا سواء باللثمة او بدوون

لفوا أروى ورهف اللثمة أول شي .. ، ومشاعل سوت مثلهم .. وبالأخير شادن وسحر "الموت مع الجماعة" ..
طلعووا من ورا الصخرة الوحيدة اللي كانوا وراها ..

اقتربوا بشويش بشوويش وخطواااتهم بالموت تلمس الأرض .. وصلوا للصخرة اللي كانوا الشباب واقفين عندها..يتناقشون ...
وشادن بما أنها أولهم.. طلّت من وراها بهدوووء وحذر.. وجديلتها الفرنسية تطيح على كتفها ... ناظرت يمين وشمال.. تشوف الشباب وينهم !

ناظرت البنات باستغراب ..وهمست بحيرة : موووو موجودين !!
مشاعل وهي تدفها على جنب بدفاشة : وشووو وين طسوا ؟؟

رهف : ههههههه أكيد لمغارة علي بابا .. بس هذي وين بنلاقيها الحين؟
أروى : خلوكم جحا ...ودوروا حول الجبال مشي لين تلاقوونها.. أكيد بنلاقيها اذا هي كبيرة وعميقة..

تدخلت سحر بحمق .. ومشت بسرعة من أمامهم : قال جحا قال ... تعالوا أنا اعرف وين ..!
ومن غير ما يستفسرون ويسألون .. تبعوها بهدوووء وخفة الفراشات لين انتقلوا للصخرة الثانية .. .. ومن الصخرة الثانية للي بعدها .. ومن اللي بعدها للي بعدها...تفادي لا ينكشفون

قالت مشاعل همـس لسحر اللي واقفه أولهم : اقول انتي هييييه تعرفين ولا بتضيعينا معك؟! .. بس تخلينا نطامر وراك ..وينهم ما نشوفهم؟؟
سحر وهي تركض للصخرة المقابلة عشان تتخبى ورااها : يا مال اللي....... شرايك تسكتين شوي ، إن انفضحنا فهو بسبتك
اروى وهي تناظر السما فووق : نزل الليل ، الشمس ما عاد لها شوف ، متأكدة يا سحر انهم راحوا من هنا ؟
سحر : ان شالله صح.. الحين بنلاقي المغارة ..

شادن ناظرت البنات بهدوء لأن الظلمة بدت تزيد : بنات المعوذات.. لا يطلع عليكم شي من تحت هالصخر..
مشاعل بدت تبلع ريقها : اعووذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..
كرروها بهدووء وكل وحدة بدت تخاف يطلع من تحت أقدامها شي.. أخيرا سمعووا ضحكة حلللوة كثير ما تجذب اللي يسمعووونها .. "ضحكة بندر".. كان صوته يتردد بصدى عمييييق ..

- لحظة ياهووووو... ظـلام !.. خويلد يالحرامي وين كشافي ؟.. عمرررر اصبر..

اختفت أصواتهم وهم يسمعون صوت خالد الرخيم.. يهزأ بندر ..ويختفي صوته مع صدى غريب !!.. جاي من مكان قريب !
مشاعل تطمنت..وقالت : اشوى هذا هم قريبين !!
سحر وهي تلتفت للبنات وراها .. بسرعة .. وتنطلق ركض من خلف الصخرة : بسرعة شكلهم دخلوا اسمع صداهم يبعد !

ركضوووا بحمااااس ونسوا حذرهـم بلحظة طيش ! .. وصلوا لمغاااارة .. ووقفوا خمستهم قبالها .. مبهوتين !!..
فتحتها دائرية متعرجة ..مدخلها متوسط الحجم ،، داخلها ظلــمة شديدة تبعث عالرهبـة والتردد ..ما تتنبأ باللي ممكن يقابلك بعد متر من دخولها .. اصوات الشباب تبعد وتبعد ، لكن صداهم يوصلك بـ رنين حلو !
مغااارة غريبة مو بالعادة تنشاف وهذا اللي زاد حماسهم !!

ضحكت سحر على هالخيال اللي تخيلته !! وهي تناظر هالفتحة الكبيرة والعميقة !!
قالت شادن وكأنها بفريق كشافة : بناااات جا وقت الجوااالااات ... < الجوالات كانت سلاحهم الوحيد هههه
كل وحدة طلعت جوالها من جيبها وهم يبتسمون لـ بعض بزهووو ..

قالت مشاعل بلكاعـه : شدون يلله انتي كبش الفداااء..امشي قدامنا
شادن بحنق : خير ان شالله أصغرهم خادمهم انتي قبلي
رمشت مشاعل عيونها ببراءة : انا اللي مفروض تحموني عشاني الصغيرة ..!

تقدمت رهف بتطوع وشجاعة : خلاص انا بسبقكم .. بس هااا خلوكم وراي لا تجحدوني
صفقت أروى يديها : عاشت بنت خالووو الشوجاااعة

رهف بنظرة تهديد وهي تمشي : انتي اوص.. اذا فيك خير امشي جنبي
أروى : لا عووومري انا خطييييبي ينتظرني وراي زواج وحيااااة مو مستعدة أموت
رهف بسخرية : لو يدري هالخطيب عن اللي قاعدة تسوينه !
أروى : ههههههههههه يدري ومخلص لا تخافين..

مشت رهف بهدوووء ..أول خطواتها ... والبنات تحركوا وراها.. بطريقة مضحكة وجبانة... أروى متمسكه في بلوزة رهف من ورا بقبضة شدييييدة.. وسحر متمسكة في أروى بنفس الطريقة.. وشادن ورا سحر ، وبالنهاية مشاعل اللي متمسكه بشال شادن بيديها الثنتين .. < أجبن وحدة !

سحر يوم خطت أول خطوتين داخل .. غرقت بالظلاام لدرجة ان أروى اللي قبالها مباشرة ما تشوفها ، وقالت : بسم الله بسم الله بسم الله... بنات ..سمعت ان الخفافيش تكثر بهالأماكن..مدري صدق ولا اشاعة ..
رهف اللي في الوجه ..بلعت ريقها وهي ترجف : وجع سحر مو وقته والله..

سحر : وقسم بالله يحبون الأماااكن المظلمة ..
أروى برعشة..من الظلمة الدامسة.. والرطوبة ..خافت ! ، الحين بدوا يحسون بالخوف الحقيقي يوم تعمقوا بالظلمة..والجوالات بالموت تضئ لهم موضع خطواتهم ... قالت برعشة : إلا صح على سحر.. ويقوولون العقارب بعد !!

شهقت مشاعل بخوووف .. شهقة عااالية ، لأن كلامهم بدا يهيء لها أشياء تمشي تحت رجليها .... بسرعة خاطفة سدت شادن فمها بيدها وهي تهمس : اشششش تبين تفضحينا .. والله يذبحونا لو دروا..

رهف بخوف وهي تطالع قدام.. ومو قادره تشوف شي : حتى أنوار كشافاتهم اختفت.. قبل شوي كنت اشوفهم !
سحر وهي تتحسس طريقها بيدينها.. وكل اللي كانت تلمسه صخور خشنة جداً : شدووون وش نسوي والله دخلنا كثيييير أخاف نضيع !
شادن بقلق : انا أقول نرجع أحسن ..لا نبات طول عمرنا هنا..

مشاعل كانت لازقه بأختها وهي تتلفت مثل المجنونة كل ما مشت خطوة..رغم انها ما تقدر تشوف شي... فجأة.. حست بشي رطب ينزل على كتفهـا ، وبعدها ..على رقبتهـا .. تلااااها صرررررخة فجرتها... تردد صداها الحاااد والقوي بين الصخووور السودا اللي حولهم واللي حتى ما يدرون شلون شكلها من الظلااام..
شادن شهقت يوم سمعت أصوات غريبة تتبع صرخة مشاعل...تصدر من الظلمة حولهم ...صرخت وهي تتراجع وترفع جوالها فوق لعلها تلمح مصدر هالصوت .. أصوات أشياء تطير ومعها اصوات حادة ..والهوا حولهم يتحرررك ..

صرررخت رهف : ارررررررووى خفافيييييييييييشششش.. !!
صرخت اروى بدورها : تستهبليييييييييييييييييييييييييين ..

كل كلامهم كان صرااااخ ركضوا رهف وأروى قدام ناسين ان المفروض عليهم يرجعون ورا .. مشاعل ركضت من غير وعي للطريق اللي جوا معه وسحر لحقتها وهي تصرخ من غير شعور ،، غير شادن اللي كان طايحة بسبب تدافعهم .. قامت واقفة وركضت وهي ساده اذانيها من الخوف حتى صراخ ما كانت تعرف تصرخ .. ركضت بنفس الطريق اللي خذوه اروى ورهف من غير شعورها.. ما تدري وين بياخذها..

طلعت سحر ركض من المغارة ما تشوف قدامهاااا ..والنتيحة انها صدمت بجسم عررييض رياضي.. أخلّ بتوزانها وكانت على وشك السقوط ..لكنه مسكها قبل بذراعه ،، بطررريقة حرررقت وجهها .. يوم استوعبت انه ما كان خالد .. !
طاحت عينها بعين بنـدر اللي كان مستغرب ، ويدينه تلف خصرها يد من تحت بطنها والثانية من فوق ظهرها عشان يساعدها..
كانت ملتحمه فيه .. قريبة جداً... جداً !!

سحر وهي تلهث ..ووجهها كله رعب : بن..در !!

كان بندر يطالعها بجمود .. غريب ! ، ونظرة عيونه .. كانت غير عادية .. باختصار بندر كان يطالعها وكلام وليد يتردد فـ باله ! ، وهالشي خلاه يناظر سحر بنظرات فيها شوي من الاحتقار !!!
حطت يدينها على يديه القوية وشالتها بارتباك من خصرها .. انتبه لابتعادها عنه... ونسى مشاعره وهو مو مستوعب القدر اللي خلاها توصل بين يدينه .. بهالطريقة مع ريحة عطرها الخفيفة ..
سحر تراجعت خطوة على ورا وهي ترتجف من الخوف أولا .. ومن الموقف ثانيا .. وهيئة بندر الغريبة ثالثا .. ارتبكت من صمته وعدم تعليقه بكلمة !!
كسر نظرته عن عيونها وتنحنح وهو يتراجع خطوة.. بينما مشاعل من جهة ثانية .. كانت متمسكة بذراااع خالد.. وواقفه ورااه والخوف ماليها.. تشهق والدمعة بعينها.. وهي مغمضة ..!
ناظرها بندر باستغراب لأن الواضح على مشاعل انها مو مستوعبة شي.. ومو ملاحظه انها متسمكه بخالد.. اللي كان واقف بصمت وسكووون ..من غير كلمة.. يناظرها بملامح اعتراها الهدووء !

مشاعل بخوف وهي مغمضة عيونهااا بقوة ..وكأنها تبي تمحي الخيال اللي في مخها : خ... خ..........خف......
عقد خالد حواجبه بتساؤل.. وقال بهدوءه الرقيق اللي يذبح : خف..... ايش يا مشاعل؟؟
مشاعل وهي تغرز اظافرها في ذراعه برجفة : شي يط....يييير !!
ابتسم خااالد على شكلها وما سطى قلبه يقولها أبعدي.. ناظر في بندر اللي كان يناظر اخته باستغراب..لأن خوفها كان شديد لدرجة انها مو عارفه هي وين.. ولا وين واقفه !!

تقدم بندر لمشاعل وهو يقول : مشااااعل وش شفتي ؟
فتحت عيونها أخيرا من غير ما ترفعها.. وطاحت على أصابعها المغروزة بذراااع مجهوول..لابس بلوفر رمادي !!؟... مع ريحة عطر يكتم على انفاسها بالعادة.. رفعت بصرها بهدووء..وببطء شديد ..
لكتفه ..
لرقبته ..
لابتسامة حلوة مرسومة على فم حلو.. لغمازات تذبح !
وأخيرا وصلت لعيونه اللي تناظرها بكل هدوووء... من على جنب

نفضت يدينها بسررعة عن ذراعه ... وطمرت خطوة لورا .. وهي مرتبكة من تصرفها.. ومن شكله الروعة.. وألوان وجهها تغيرت لكل لون موجود على الكرة الأرضية.. ركضت لبندر ولا شعوري ضمته وهو جاي لها وهي تنتفض خوف واحراج وكل شي...
بندر بقهر وعصبية : هبلة انتي وياهااا !!!.. ليش تدخلون كذا..؟؟

محد رد ، سحر كانت لامه نفسها بيدينها من الخوف.. أول مرة تحس بمثل هالكائنات.. وما كانت تصدق وجودهم هنا ..وما قالت اللي قالته الا عبث.. بس طلع الموضوع جدي وحقيقي !
مشاعل ما رضت تبعد عن بندر اللي كان معصب عليهم..
بندر وهو يناظر سحر ويرجع لـ مشاعل : ما أظنكم لحالكم...وين باقي البنات ؟؟

سحر بصدمة.. ناظرت مدخل المغارة المظلم.. توها تستوعب : ما طلعوووا؟؟؟؟؟
ناظرها بندر بهدوء متناسي مشاعره اللي فارت بلحظة من أصعب اللحظات عليه.. وقال : لا ما طلع غيرك انتي ومشاعل..
مشاعل بخووف : يا ويلي وينها شاااااااااااادن؟؟؟

بندر بعصبية : اسألوا انفسكم يا فالحه..
خالد بهدووء : محمد وعمر من الجهة الثانية اكيد طلعوا عليهم ..

ناظرتهم سحر باستغراااب من وجود بندر وخالد هنا ، ومحمد وعمر بـ الجهة الثانية ..
معقول كانوا عارفين بوجوودنـا.. !!

بندر : بروح أشوف هالبنت اذا كانت طلعت
مشاعل بخوف : بسرعة رووووح شوفها.. لا تضيع بهالرعب !!

محمد وعمر كانوا واقفين على المدخل الثاني ..وهم يسمعون صرخات رعب... تقرب....وتقرب....وتقرب
عمر بابتسامة قال : بندر مو سهل طلع صادق!
قال محمد : حس فيهم من الأول والله يخوف هالآدمي ..

تراجعوا بخطوات خلفية وعيونهم عالمدخل يوم شافوا بنتين يطلعون ركضض .. ووقفوا ركض عالمدخل.. يوم حسوا بالأمان.. وركعوا وهم يلهثون يلتقطون أنفاسهم ..
رهف بأنفاااس لاااهثه مرعوووبة : متأكدة.. مافي... شي... لحقنا..؟
أروى من الخوف ضحكت : هههههههه يا حلو الحرية .. < ضحكة خوف
رهف ناظرتها : حماااااارة .. ( ناظرت ورا للمدخـل ).. وينهم باقي البنات بسم الله عليهم..؟!
أروى : اللي أعرفه مشاعل وسحر راحوا عكسنا ..

رهف بسرعة وبقلق : وشادن؟؟؟
أروى : مدري عنها ..

محمد باستغراب واهتمام ..التفت لـ عمر يسأله : كأنهم قالوا شادن؟؟
عمر بصمت.. وانتبااه مشدووود ... توه بيتقدم لهم ..بس وقف بعد خطوتين .. يوم طاحت عينه على بندر جاي بسرعة..
أول ما شافته رهف ..خافت مسكت يد أروى وراحت بعيد ..

بندر وهو يلحقهم : انتوا ياهو أكلمكم ؟!
اروى اللي ردت بعد ما تلثمت بشالها : نعم ؟
بندر بقلق : وينها شادن؟؟
اروى : ما طلعت معنا يمكن مع مشاعل وسحر..
بندر : مو معاهم ....ما شفتوها ؟؟
أروى خافت : لا كانت معانا جوا !

التفتوا لـ مدخل المغارة العميق والمظلم بقلق .. علّها تظهر ! .. لكنها تأخرت كثير.. !! ومرت دقيقة وهم يحترون لعلهم يسمعون صوتها..
عمر كان واقف بصمت وتحفّز لظهورها .. ما يبي يتحرك من مكانه .. يحاول يقنع نفسه أنها بخير ، والحين رح تظهر !!
لكن الدقايق مرت .. وشادن ما طلعت !!



يتبع ..

لازالت مشاعرهم متقلبة .. بين مد وجزر !
ألقاكم بالجزء 23 ..

أتمنى ما ألقى برود منكم .. أتمنى ألقى مردود حلو يستاهل




احلى بنوتة 24-11-10 01:32 PM

مسائكم حلو..
انا من متابعين الرواية وكنت انتظر تنزلي البارت واشتركت بس عشان ارد عليك يعطيك الف عافية ونحن في انتظار جديدك..

احب الليل 24-11-10 02:39 PM

حنووووون.. مااااروعك من فتاااة

ممتنه لحد السمـــــــــــــــاء

سلمت اناملك على الاختيار والنقل الرائع

ومن جد يبيلي ارجع اقراها من اول وعشآن ترجع الذاكره خخخخخ

شكر عميق للكاتبه ..
وآلف سلامه عليهآ .. مقدرين تعبها ومجهودها والله
ويارب نشووف نهايه الروايه سوى


ود واكثــــــــــــــر

5dooj 26-11-10 01:30 PM

روووعة مرررة
من زماان و انا انتضرك يا عسل
ننتضرك من جديد مع بارت اروع من كدا
:) ما قصرتي يا حلوة
بس ياريت تقوليلنا متى البارت الجي ؟؟؟

مخملية الورد 04-12-10 12:54 PM

سلامآ من الله عليكم

صباحكم مسائكم كما تحبون ...

شكرآ لكم بحجم السماء على نقلكم لـ الرواية فـ كنا ننتظر بفارغ الصبر, شكرآ وشكرآ لا تجزيكم حقكم

نحن من المتابعين خلف الستار وكانت فرحتنا كبيرة عندما علمنا منكم بتكملتها..

واصلو ولكم منا الود والتقدير





اختكم المخملية .


ملاحظة: ولا نريد ان نثقل عليكم إذا كانت الكاتبة ( عيون القمر ) حددت في المنتدى الذي تكتب فية ايام لـ انزال باقي الاجزاء حبذا ان تونيروننا انتم بـ ايام انزل الاجزاء هنا ..!!




لكم الود ممتد

♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-10 01:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلى بنوتة (المشاركة 2537698)
مسائكم حلو..
انا من متابعين الرواية وكنت انتظر تنزلي البارت واشتركت بس عشان ارد عليك يعطيك الف عافية ونحن في انتظار جديدك..







مسسـآإك آحلللى ..

يعـــآإفيك ربي يا عسسسل ..
نوو^_^وورتي ..




♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-10 01:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احب الليل (المشاركة 2537793)
حنووووون.. مااااروعك من فتاااة

ممتنه لحد السمـــــــــــــــاء

سلمت اناملك على الاختيار والنقل الرائع

ومن جد يبيلي ارجع اقراها من اول وعشآن ترجع الذاكره خخخخخ

شكر عميق للكاتبه ..
وآلف سلامه عليهآ .. مقدرين تعبها ومجهودها والله
ويارب نشووف نهايه الروايه سوى


ود واكثــــــــــــــر






>> فيس مبسووط :lol: ..

يسسسلللمك ربي شموووسة ..
نوو^_^وورتي ..




♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-10 01:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 5dooj (المشاركة 2540704)
روووعة مرررة
من زماان و انا انتضرك يا عسل
ننتضرك من جديد مع بارت اروع من كدا
:) ما قصرتي يا حلوة
بس ياريت تقوليلنا متى البارت الجي ؟؟؟







سوري لكن التآخيــــر كان لـ ظروف الكاتبة ..
شوي وآنزله لكم ..

نوو^_^وورتي ..




♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-10 01:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخملية الورد (المشاركة 2549032)
سلامآ من الله عليكم

صباحكم مسائكم كما تحبون ...

شكرآ لكم بحجم السماء على نقلكم لـ الرواية فـ كنا ننتظر بفارغ الصبر, شكرآ وشكرآ لا تجزيكم حقكم

نحن من المتابعين خلف الستار وكانت فرحتنا كبيرة عندما علمنا منكم بتكملتها..

واصلو ولكم منا الود والتقدير





اختكم المخملية .


ملاحظة: ولا نريد ان نثقل عليكم إذا كانت الكاتبة ( عيون القمر ) حددت في المنتدى الذي تكتب فية ايام لـ انزال باقي الاجزاء حبذا ان تونيروننا انتم بـ ايام انزل الاجزاء هنا ..!!




لكم الود ممتد







وعليكـم السلآإم ورحمـة الله ..

العفـو حبيبتي ..
نوو^_^وورتي ..




♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-10 01:51 PM



الجــــزء 23 ..
-------------------------


شادن مفقووودة !!
لا زالت داخل !
مرت ربـع ساعة من خروج البنات .. وشادن مالها ظهور !!

نـزل الليل الحالك والدنيا أظلمت تماماً .. والنجوم التمعت بوضوح !
عند المكان اللي كانوا عمر ، ومحمد ، وبندر واقفين فيه قبال مدخل المغارة ..
أقبلوا مشاعل وسحر وهم يمشون جنب بعض .. وخالد اللي كان يرافقهم .. يمشي وراهم بفارق خطوتين ويديه داخل جيوب بلوفره.. جايين من الناحية الثانية!

التفت محمد لـ بندر وهو يحاول يتصل من جواله : بندر حاول تتصل عليها جوالي مو راضي يلقط الاشارة!
فتح بندر جواله بسرعة وحاول يتصل على رقمها .. لكن نفس المشكلة واجهته .. الشبكة مو راضية تمسك الخط معه
بندر وهو يسكر الجوال : صعبة يمسك جوالها الإشارة وهي في مكان معزول !
وصل خالد وهو يسمعهم ..وقال يطمنهم بهدوء : لا تشيلون هم ترا المغارة ماهي بذيك الخطورة .. شادن كبيرة وبتلاقي طريقها
الوحيد الساكت فيهم .. اللي كان يفكر فيها بانغماس.. ومية صورة وصورة تمر بخياله .. باختصار ، لأنه كان يعرف طبيعة شادن الرقيقة لما تمر بمثل هالمواقف... يعرفها زين !.. وعاش تفاصيلها ولا زال يتذكرها ..
بمثل هالمواقف... دايما ما يكون هو حصنها العالي اللي يحميها.. ومهما تجاهل ..صعب عليه يتخلى عن هالدور !!

راحت مشاعل بسرعة للناحية البعيدة اللي كانوا رهف وأروى واقفين فيها بروحهم.. ولحقتها سحر بسرعة وهي ملهوفة
مشاعل بسرعة : متى طلعتوا؟؟
أروى وهي تعدل لثمتها : من ربع ساعة .. المغااارة من جوا ترروووع !!.. داخلها مفترق طرق بالموت لاحظناه .. بس من حسن حظنا خذنا الطرق المستقيمة وقادتنا للمخرج الثاني هههه < ضحكة خوف !
رهف بقلق : كنت أتوقع ان شادن لحقتكم !
سحر وهي تفرك يدينها بتوتر : من الخوف تصاقعنا ما دريت إلا أنا لاحقه مشاعل !

مشاعل التفتت ناحية الشباب اللي كانوا واقفين سوى وهم يتناقشون .. ومكونين دائرة صغيرة للنقاش..
رفعت حاجبها بدهشة يوم شافت عمر .. ينسلّ من تجمّعهم بسرعة .. وبحركة سريعة فتح حقيبة الدربيل اللي كانت بيده وهو يمشي باتجاه مدخل المغارة بخطوات واسعة ..أخذ الدربيل بيد.. ورمى الحقيبة باهمال قوي باليد الثانية.. وبملامح جريئة اختفى جوا الظلام !!!
مشاعل بخرعة : الخبل يبي يضيييع !!!
ناظروها البنات باستغراب ..
تلفت بندر حوله وهو يقطع نقاشهم.. ومعه خالد ومحمد .. لقوا عمر مختفي ..لأنه انسلّ منهم بخفة وسرعة عجيبة !!
بندر وهو منصدم : لا تقولي إنه دخل !!!
ابتسم محمد ..بدون ما يعلّق بكلمة لأنه فهم الحالة العصبية اللي دخلها عمر الحين.. وهالحالة ما يدخلها إلا نادراً ..
اليوم دخلها واُستفزّت أعصابه !!
بندر وهو يناظر حقيبة الدربيل الفارغة .. والمرمية على الأرض بدهشة : أخذ الدربيل الليلي معاه !!
ضحك محمد : ههههههه ماخذ احتياطاته لا تخاف عليه !
كمل خالد عقب ما تفقد باقي أغراضهم : الكشاف الثاني مفقود برضو !
بندر انقهر : متى يبطل حركاته ذي ! .. ندخل سوى أفضل !
خالد بابتسامة : ما يحتاج عمر لحاله عن 20 رجال ولك مني ما يمر 10 دقايق الا هو لاقيها

قربوا الشباب من فتحة المغارة يحتروون .. وبندر وقف قريب من المدخل وهو فاتح الكشاف الثاني بيده .. ومتكّي على صخرة جنب المدخل بيده الثانية !
مشاعل اللي كانت واقفة مع البنات على بعد أمتار .. عن الشباب : تهقون بيلقاها !! ، يا خوفي تكون انهبلت ولا جاها شي .. اختي رقيقة وأعرفها ..
ابتسمت سحر وما تدري ليش تطمنت.. يوم درت إن عمر دخل عشانها : بالعكس تراها اشجع منك.. بنت عمي وأثق فيها شادن مو ضعيفة !!
ناظرتها مشاعل بسخرية : المكان داخل يروووع شكلك ما استوعبتي الموقف اللي مرينا فيه للحين !
ضحكت سحر لأنها بدت تستوعب ان الموقف بكبره يضحك وهم اللي تسببوا على نفسهم بهالموقف : يرووع لأننا تفاجئنا بسبتك ! ، لو مسكتي لسانك هالطويل كانوا ما صحوا الخفافيش وسببوا لنا قلق !..شوفي الشباب دخلوا وطلعوا وما صار لهم شي !
ابتسمت رهف بعد ما جلست عالأرض جنب أروى ، وقالت : شادن مو ضعيفة أثق فيها ..
اروى الجالسة عالأرض ..وهي حاطه يدها تحت خدها بحالة انتظار : صحيح تراها اشجع منك يا مشاعل .. يمكن لو انتي جوا بتنهبلين لأنك جبانة
مشاعل رفعت حاجب : تتريقين .. مع انها اختي يارب ما تكون منهارة !!!
سحر بابتسامة : مدري ليه جاني احساس فجأة إنها بخير !
مشاعل بقلق وهي تجلس معهم بحالة انتظار : ياااارب الله يسمع منك !
:


داخل المغـارة المظلمة ..
ظلام داامس .. ورطوووبة غريبة !
لبس عمر الدربيل بعد ما حطه على وضعية المنظار الليلي..واللي يستخدم الأشعة (تحت الحمراء) .. وثبّتها على عيونه وهو يعقد حواجبه بتركيز يحاول يلمح جسمها أو حركتها !
لكن السكون كان بالأنحاء .. كل اللي كان يشوفه من خلال الأشعة تحت الحمراء هو الصخور ولا غيرها !
تقدم داخل .. وتعمق بالمشي وهو ما يدري المسافة اللي قطعها ..كان يقدر يستخدم الكشاف لكن المنظار بالنسبة له أكثر فائدة لأنه يسوي لي مسح وتقريب الصورة لخمسين متر قدام ! عكس الكشاف اللي ما يضيئ له أكثر من 10 أمتار !
مرت خمس دقايق وهو يمشي وينادي على اسمها بصوته الفخم.. كان يسمع صداه يرجع له ..من غير اجابة منها !
كمل مشي وهو يتفحص المكان حوله .. لكن صبره قليل ..طفش وفلتت أعصابه .. وبحركة سريعة سحب المنظار المثبت على راسه مثل الطوق بطريقة عفست شعره .. تأفف بضيق وهو يفتح الكشاف اللي أضاء نوره المكان اللي هو متواجد فيه .. حرّك الكشاف في جميع الاتجاهات لعله يلمح أشارة تريّح أعصابه !

وقفت خطواته عند مكان مليان صخور بأحجام مختلفة.. الممر فيه واسع .. أوسع من الطريق اللي جا منه !
ضوء الكشاف الأبيض لفت نظره لشي صغير في الأرض..عند أقدامه ! ..عقد حواجبه..وضاقت عيونه يوم شاف ربطة شعرها اللي كانت تلم جديلتها الفرنسة..طايحة بالأرض... انحنى راكع ..وقلبه يقرصه .. عشان ياخذه !
استقام واقف وهو يتأمل الربطة الزرقا بين اصبعه الابهام والسبابة.. لقا نفسه يلبسها مثل الاسوارة على معصمه ! ..بنفس اللحظة اللي لقطت إذنه ..ضحكة بغااااية النعومة ..جايه من وراه !
ما أمداه يصدر ردة فعل لأنه تجمّد مثل الصنم.. يوم التفّت يدينها حول خصره .. وحضنته بشووق من ظهره !
انصدم !!!! .. صدمة عمره !!
وكملت ضحكتها العفوية : نجحت بالاختبار !
طلعت عيونه من محاجرها .. لأنه فهم كلماتها !
كملت بابتسامة هيمانة وراسها على ظهره : كنت أختبرك يا عمر ! .. فجأة لقيتها فرصة .. سامحني !
سكت !!
انخرس !!
وهو واقف على نفس الوضعية .. مشاااعره متلخبطة ومو مستقرة ..
شدت يدينها على بطنه وقلبها يدق بعنف مو مصدقة انها سوّت هذا فيه .. ما تدري شلون جتها الفكرة أصلاً !!!
شادن بنبرة شبه غايبة عن الوعي : كنت أعشّم نفسي انك أول واحد بتظهر لي هنا .. (ابتسمت ودموعها بعيونها من التأثر) ما كنت غلطانة يا عمر .. انت تخاف علي..مهما مثّلت العكس إنت أكثر انسان تخاف علي صح ؟
مواجهتها ونبرتها اللي فضحت خوفه عليها.. خلته يفوووق من السكرة اللي هو عايش فيها .. بلع ريقه بسرعة .. وحط يده على يدها وفكها بقوة..وهو يلف لوجهها بسرعة وعصبية !
قال : مجنونة انتي !!
ناظرته وجه لوجه ..ويدها بيده ما فكها : تعلّمت الجنون ذا منك !
ناظرها مستغرب وأعصابه متفلته : مني ؟؟ قد علّمتك أنا إنك تضيّعين نفسك بأماكن مثل ذي !!.. هبلة انتي ما تفكرين !؟
رفعت راسها هالمرة بقووة وحاربت دموعها لا تظهر : ايه ما افكر .. انا مجنونة ما افكر .. وعشاني ما افكر سويت هالمقلب فيك حتى اشوف انت وش راح تسوي .. ممكن تشرح لي ليش انت اللي داخل جوا تدوّرني .. ليش إنت مو محمد أو بندر.. ممكن تشرح لي ولا للحين فيك شدة تصد؟؟؟؟
ناظرها وعيونه تتطاير منها الشرار .. منصدم.. منصفق ..
قال بنبرة عصبية وهو يضغط أسنانه : هالأمور ما ينلعب فيها اخوانك برا قلقانين عليك وانتي هنا تلعبين مقالبك السخيفة !
ابتسمت ابتسامة مُستمتعة..لأقصى درجة !.. صدمته هالابتسامة .. وفاجئته .. كانت تقابل أعصابه الحارة والمفلوتة بأعصاب أبرد من الثلج .. وابتسامة .. أعذب من الورد !! .. وهي تقول : مصر يعني تجيب طاري اخواني وتنكر انك جيت لأنك أكثر واحد خايف علي !؟
نبرة الثقة بكلامها استفزت أعصابه وهو يطالعها بعيون متفاجئة ..لأنها بشكل أو بآخر أصابت الحقيقة !! ، ويدري إنه ما يقدر ينكر .. ما يقدر ينكر بينه وبين نفسه !
نفض راسه بسرعة كنه يبي يطيّر كلامها من مخه.. وهو يقطع حوارهم..مشى بيترك المكان ويده تسحب يدها اللي ما فكتها أساساً من البداية ..
قاومت شادن ما تبي تمشي معاه..وفيها عناد ركب راسها فجأة ..
ناظرها وهي واقفه مكانها ما تبي تتزحزح .. وقال : اخوانك برا يحترون !
ناظرت وجهه الحلو ..بملامحه الحااادة.. والعصبية الشابة بنظرات الصقر بعيونه ..
وقالت بنظرة ثعلبية طفولية كان ستايلها معاه : ليه جيت تدورني ؟
ناظرها مستغرب وهو يرفع الكشاف بيده الثانية ويسلطه على وجهها العذب.. يبي يشوفها زين.. لقا وجه الثعلب بملامحها .. رفع حاجب لأنه فهم أسلوبها والمشكلة ما يبي يرجع لـ عمر القديم معها .. له حساباته معاها .. واتخذ قراره من زمان !!
عمر وهو رافع حاجب وبنذالة سلّط النور على عيونها لدرجة رفعت كفها ..تغطي عيونها من النور القوي وهي تكشر وهو يقول : بتجين ؟ ولا بتخليني أمشي عنك .. تعرفيني أسويها من غير ضمير
شادن وهي تناظر ملامحه الغاضبة .. ما ردت ..وهي تبلع ريقها من هالملامح اللي يتزايد الغضب فيها..كانت تمثل عليه الثبات والسيطرة على مشاعرها .. بينما هي في الحقيقة كانت ترتعش من هاللقا من البداية...من لحظة ضمته ! تنتفض وترتجف !.. كانت تحاول تمثل القوة والجرأة..وتحاول تكون شادن القديمة معاه .. لعلّ هالشي يستدرج عمر الحنون المحب معها .. وشكلها فشلت لأنه كان يناظرها بامتعاض وعيون صقرية حادة ممتلئة بالحنق !!
سكتت ما جاوبت عليه ...وبحركة مفاجئة تقدم عمر لها .. مسك يدها .. وحط الكشاف بين أصابعها بقوة .. وقال وهو قريب منها بنبرته اللي تنهي الموضوع : واضح عليك ما وقفتي هنا الا انتي عارفه الطريق زين ... ارجعي بنفسك .. يا قوية !

مشى عنها وأعصابه مفلووته على غير العادة .. وحاجب نازل وحاجب طاير فوق .. حمقان وغاضب من الموقف اللي سوته فيه شادن.. وعلى عدم سيطرته على نفسه !!
ماهي شي غريب ان شادن تستفز أعصابه.. ويحس إن نقطة ضعفه مكشوفة.. شادن اكثر وحدة تفهم له من هو طفل ! ، وهالموقف بينهم ماهو شي جديد ! ، سوى إنه فصل جديد من مواقفهم القديمة !
نادته وهي ماسكه الكشاف بألم : عوووممممر !!
ما رد عليها .. مشت وراه بسرعة والكشاف يضيء لها طريقها .. سبقها بمسافة وتبعته لين وصلت للمخرج .. ولقت اخوانها ينتظرونها والبنات ركضوا لها أول ما شافوها ...
ما اهتمت لفرحتهم بشوفتها .. قد ما اهتمت تلتفت يمين ويسار تبحث عنه .. لأنه ما كان بينهم !!
كان قلبها يدق .. يدق .. يدق .. وهي مرتبكة من نتايج اللي سوته !!
يدينها اللي لمّته للحين ترتعش وأنفاسها ملخبطة .. ما تدري شلون جتها القوة وسوّت هذا فيه !!
بس ما تنكر .. إن وجهه الخايف والغاضب منها..يدل على أهميتها له !!!

بندر وهو يقرب بسرعة أول ما شافها ظاهره من الظلمة : وش صاااار لك سليمة ما فيك شي؟؟؟
شادن وهي تبلع غصة : ايه ما فيني شي ...(بلهفة).. وينه؟؟؟
فهم بندر على طول : عمر ؟؟... (همس بسرعة) .. طلع معصب نادينـاه وما رد.. وش سويتي فيه؟؟؟
ابتسمت بألم يوم لمحت طيفه بوسط ظلمة الليل..وهو يمشي بعيييد راجع باتجاه المخيم
طفرت دمعة من عينها ويدها ترتعش : ولا شي ..
ناظر وجهها اللي كان فيه خدش تحت عينها : فيك جرح هنا ؟؟
حطت يدها على خدها وتحسست خدش صغير بخدها الصافي .. وسكتت
بندر : شلون جرحتي نفسك
شادن بصوت مخنوق : مدري جرحت نفسي وانا مو حاسه ..

قرب محمد وبوجهه علامات الاهتمام البالغ : شادن سليمة ما جاك شي؟
ابتسمت لاخوها الكبير وهي تحاول تبيّن طبيعية رغم إن ألم الصد والانكار من عمر .. على وشك يقتلها ! .. قالت بابتسامة مهزوزة : شفيكم تراني سليمة ما صار لي شي.. عمر لقاني وبعدين تراني مو خوافة وضعيفة لذيك الدرجة .. طايحه من عيونكم أنا ؟!
ضحك محمد .. وابتسم بندر رغم إن صورة وجه عمر الغاضب وهو طالع من المغارة..استقر في باله !
تحركوا الشباب راجعين مع خالد اللي كان واقف بعيد طول ما كانوا يكلمون شادن .. وتحركوا البنات وراهم وهم يسألون ويستفسرون بقلق من شادن اللي كانت ترد بكلمات مقتضبة وابتسامات مرحة توزعها على الكل.. تغطي فيها الوجع والارتعاش الساكن فيها من الموقف اللي نفذته بجرأة ما تدري شلون استجمعتها !!
×
؛
قبـل عودة الشباب .. بفترة قصيرة !
استغل تركي .. عدم تواجد بقية الشباب ..
وطلع من الخيمة يدوّر فريسته !! ،، عدّل ملابسه وضبطها عقب ما اخذ قيلولة سريعة داخل الخيمة.. وطلع بعد ما نزل الليل ..
كان يفكر بفريسته ..وفريسته هالمرة !!... أبـو راهي !!
أول ما وطت رجليه خارج الخيمة ..صادت عيونه راهي ،! ،، واقف على مقربة وهو ماسك جواله.. عقدة بين حواجبه وشكله كان يحاول يتصل.. باندماج !
ابتسم تركي واقترب منه : مرحبا ..! (بـ ود)
رفع راهي راسه عن شاشة الجوال.. وزادت عقدة حواجبه بهدوء وكنه مستغرب من هالبشر ونبرته "الودية" المفاجئة
قال بصوت شبه واطي ، مو مركز وهو يرجع باهتمامه للجوال الفخم بيده : هلا !
تركي وهو يقرب : وين الوالد ما اشوفه !

أول سالفة تنفتح بينهم .. أو ببساطة أول حوار يحدث ، وبداه تركي..
رفع راهي راسه ..وناظره.. من فوق لـ تحت بتأمل وهو معطيه جنبه والجوال للحين بيده ما نزله.. ولاحظ تركي هالنظرة المتفحصة والعميقة..
قال أخيرا وهو يرجع اهتمامه للجوال وعقدة بين حواجبه بنبرة هادية.. لكنها واضحة وواثقة وهالشي من طبعه : تلقاه هناك ! (وهو يأشر وراه )
بس تركي ما تزحزح .. ابتسم بوداعة وهو وده يعرف وش وراه : من جيت وأنا حاس انك مو مرتاح بالجلسة .. عسى ما شر !؟
رفع راهي راسه من جديد .. وناظر تركي بنفس النظرة المسيطرة اللي يمتلكها أبوه .. لكنها تمتاز بالهدوء الغريب ورفعة الحاجب الواحد : انت مين بالضبط ؟؟
تركي بابتسامة تزيد كان يظن إنها رح تجذب استلطاف راهي .. لكن راهي ببساطة ما استلطفه .. والدليل إن تعابير وجهه الهادية والمتفحصة لـ تركي ما تغيّرت ! : أنا وليد .. معجب بالوالد وأحبه كثير !
تغيّرت تعابير راهي لابتسامة شبه ساخرة وهو ينزل جواله بعد ما كان رافعه يناظره..ببساطة أدرك الموضوع وهو يقول : تبي تتقرب من الوالد .. رح له سيدا ..ترا ما تحتاج تحط عينك علي لأني مارح أعطيك وجه !
ببساطة ..
راهي .. كان يمثل
نوع من الغرور ..الفريد من نوعه .. وبعض من اللامبالاة !!
أدرك تركي هالمزايا بهاللحظة وهو يطالعه ويطالع وقفته ، وعدم اهتمامه بالناس من حوله .. أو اهتمامه بالمكان اللي هو فيه !
وراهي .. من اللمحة الأولى ..فـهم نوايا تركي ، أو وليـد البسيط .. بالتقرب من ابوه !!
شي أعجب تركي بالبداية إن راهي .. فاهم طبيعة الناس اللي مثل وليد.. احـتك بأمثاله كثير كونه .. راهي.. ولد أبو راهي !!! وأبوه .. هدف الكثير من الناس !! معلومة ما تغيب عن باله !
تركي وهو يضحك من رده الصريـح : هههههههه لا تفهمني غلط .. بس الوالد لي زمن وأنا اتمنى ألتقي فيه .. وفوق كذا حظي حلو إني التقيت بولده الوحيد بعد .. تشرفت يخوي ( مد كف يده بيصافحه)
لف راهي عليه وهو يدخل الجوال بمخباه .. ومن جديد قال وهو يتأمل تركي من فوق لـ تحت.. ويتأمل كف يده الممدودة : اذا تبي مصلحة دوّرها عند الوالد.. سلام المصالح ذا مو من اهتمامامتي يخوي
ضحك تركي .. وحك راسه وهو ماد يده يقال منحرج
وقال : أفا عليك ترا مو كل الناس نيتهم مصالح .. أنا معجب لا أكثر ولا أقل والوالد قدوة..عالعموم بناديك راهي دامنا كلنا شباب وشكلنا قراب لبعض بالعمر .. تسمح لي؟
رد راهي إنه رفع حاجب واحد وهو يطالع فـ تركي بصمت.. وباين عليه للحين ما بلع هالمدعو .. "وليد".. راعي المصالح !
ابتسم تركي : عالعموم يا راهي .. شرفت المكان .. وباين عليك جد مو مرتاح .. اذا محتاج شي كلمني تراني هنا لخدمة الكل ( ما زال ماد يده ينتظره يصافحه)
تحرك راهي وهو يلتفت يمين وشمال للطبيعة من حوله.. ثم حوّل نظره لتركي بعد ما تنهد تنهيدة سريعة ..تنمّ عن عدم الارتياح اللي هو فيه ..وأخيرا طلع يده من مخباه وصافح يد تركي .. وهو يبتسم ابتسامة خفيفة للمجاملة !
تركي وهو يترك يده بعد ما لمح أبو راهي يمشي قريب من عندهم : اعذرني .. ودي أجلس معك دامك مو مرتاح لكن من ساعة وانا ودي أكلم الوالد .. اذا احتجت شي كلمني وابشر !
اهتمام راهي رجع للجوال ..مو مهتم أساساً بالموضوع .. هالمشهد يتكرر بحياته كثير أبوه بالنسبة له أشهر من نار على علم .. ومعجيبنه عمرهم ما شكلوا له أي اهتمام !!
راح تركي بسرعة وهو يرمي طرف شاله على كتفه يعدله.. ومشى بخطواته خلف ابو راهي اللي توه تارك الجلسة يمرّن رجوله شوي ..وواضح إنه لهى بتأمل الطبيعة من حوله !

تركي وهو يقرب قال بنبرة عالية : عممي أبو راهي !
وقف ابو راهي .. واستدار للخلف وبوجهه علامات الاستفسار .. من الصوت الغريب اللي ناداه بـ "عمي" !
ابتسم يوم تذكر إنه وليد .. "المعجب" ..
ابو راهي : هلا وليد
وصل تركي ووقف قباله بابتسامة عذبة : كنت أدورك
تفاجئ ابو راهي من كلمته وأسلوبه المندفع اللي قاله فيها : تدوّرني؟.. عسى ما شر يا وليد محتاج شي؟
تركي بـ ود : ولا شي طال عمرك بس ودي أسولف وياك.. ما حصلت لي فرصة من قبل .. (ضيّق عيونه ) عسى ما أزعجتك؟
ناظره ابو راهي من فوق لـ تحت .. ثم ابتسم بملامحه القوية والمسيطرة : مافيه ازعاج... لكن وش الموضوع اللي واحد مثلك يبيني فيه؟
تركي فاجئــه يوم قااال من غير تردد : زواج الاستاذ محمد من بنتـك !
؛
×

وصلوا البنات للمخيم وانفصلوا عن الشباب كل واحد راح لـ مخيّمه ..
دخلوا للخيمة وصلّوا المغرب وبدلوا ملابسهم لأن البرد هالمرة اشتد بشكل فضيييع !
أروى ورهف استأذنوا يرجعون لمخيّمهم عشان يبدلون ويصلون .. وراحوا سوى !
عقب الصلاة جلست مشاعل قباال شادن اللي كانت تجدل شعرها اللي انفك داخل المغارة ..بالطريقة الفرنسية اللي لايقة على شكلها وستايلها !!
قالت مشاعل بحمااس : وش صار لك جوا بالضبط اشرحي ؟ .. وليش عمر طلع معصب كذا ؟؟
ابتسمت شادن بمرح تغطي ارتباكها : ما سويت شي يستاهل تعرفينه ..
مشاعل بحماس : لا جد عمر يوم طلع ما التفت على أحد مع إن محمد وبندر كانوا ينادونه ! .. ما كان طبيعي وبعدين فجأة انتي طلعتي وراه ..
شادن : ولا شي اقولك مو لازم تعرفين !!!
مشاعل بحنق : يعني انتي ما اغمى عليك ولا طحتي في حفرة !!؟
ضحكت شادن من خيالات هالخبلة : هههههههههه .. ما فيني الا العافية .. كنت اركض ورا أروى ورهف وأتبع صوتهم بس مدري شلون ضعت عنهم فجأة .. ( كذبت بآخر كلمتين )
مشاعل :ايه وبعدين؟.. وش صار؟؟
شادن : وبعدين طال عمرك سمعت صوت عمر يناديني .. وطلعنا سوى ..
مشاعل بمكر : أي سوى الله يخلف ؟.. أقولك الولد طلع ما يناظر أحد وتركنا فجأة ورجع المخيم !
شادن عقب ما ربطت الجديلة الفرنسية بطريقة مرخية جذابة..وخصل متمردة منتثرة على وجهها بعشوائية مغرية .. حطت يدها عالأرض وقامت وهي تقول : عاد هالجزئية بالذات مو لازم تعرفينها
طارت حواجب مشاعل فوق بصدمة : هييييييييييه لا تقولين انك سويتي وحدة من أفلامك !
قبّت شادن مصدومة وهي تناظر مشاعل اللي كاتمه ضحكة ماكرة : افلامي ولا مسلسلاتي قلت لك هالجزئية مب لازم تعرفينها.. (بحنق) .. يا حبك للتفاصيل !!
راحت بسرعة وطلعت من الخيمة بسرعة الصاروخ .. ومشاعل ماتت ضحك من وجهها ..

مشت شادن لجلسة الأمهات وهي تنتفض من اللي صار بينها وبين عمر للحين .. حاولت تنساه عقب ما صلت لـكن استجواب مشاعل ذكّرها بالتفاصيل الدقيقة .. لمسته وكلماته وعصبيته ونظرة عيونه الحادة الغاضبة من استدراجها له .. وحتى كلماتها له كلها رجعت في بالها !!
كانت تظن إنه فقدت ذيك الشخصية الجريئة معه .. عقب ابتعاده عنها وغيابه لأربع سنين .. كانت تعتقد إنها تغيّرت سلبياً مثل ما هو تغيّر .. لكن اللي سوّته اليوم عطاها قوة فقدتها من زمان .. وشجاعة اختفت من روحها بعد غيابه !.. وردّت اليوم تسكن جوارحها!!
ابتسمت متناسبه ارتباكها .. بذيك اللحظة.. كانت تركض خلف أروى ورهف بالظلمة وجوالها كان بالموت يضيء الطريق قبالها .. كانت تتبع صرخاتهم رغم انها ما كانت تصرخ مثلهم ! .. علمها بتواجد عمر وتفكيرها عنه والمسيطر عليها .. كانت على وشك الخروج مع البنات يوم وصلت للمخرج خلفهم تماما .. ما يفصلها عن المخرج سوى أمتار .. أدركت إنها فرصة .. وفكرة مجنونة استقرت في بالها وبلحظات مجنونة .. ولأنها عاشت الجنون من صغرها معه ..تعلّمت على يديه الغير عادي .. والتهور يسيطر عليها بسبّته لأن عاشت تهوره وتمرده بالماضي !!

وصلت لجلسة الأمهات اللي كانوا مبسيطن جنب النار ..ويقضون وقتهم بمتعة وسوالف حلوة تستهويهم... كانت ام محسن تتكلم بموضوع يوم اقتربت لهم .. ويوم أقبلت انقطع نقاشهم وهي تلتفت لها بعد ما انتبهت لحضور أحد.. ابتسمت شادن وهي تسلّم عليهم كلهم ( أمها ، مرة عمها ام خالد ، ام محسن ، ام راهي )
ناظرتها ام محسن/ أم أروى .. وابتسمت بلطف وهي تقدم لها علبة الرطب لأنهم كانوا يحتسون قهوة مع بعض
ام محسن : ارتاحي ما تنشافون انتوا يالبنات
ابتسمت شادن وهي تجلس جنبها بذوق وهي تشكرها : تسلمين يا خالة
ام محسن باهتمام : شادن صح؟
ابتسمت شادن : ايه آسفين يا خالة ما جلسنا معكم البنات انشغلوا بالروحة والجية واللعب هههههه
ابتسمت ام محسن الشابة : ما يخالف .. اعرف اروى بنتي ما تترك عنها الروحة والجية .. ما تعرف تقرّ بمكانها الله يهديها ..مدري وش بتسوي اذا اعرست !
ضحكت شادن لا ارادي يوم تذكرت المكالمة والخطيب المتورط بانسانة مجنونة مثلها : هههههه حكت لي يا حبي لها .. لا تخافين عليها يا خالة ..أروى عسل.
ابتسمت ام محسن ،، وتأملت ملامح شادن ثواني .. ثم قالت باهتمام : توني دريت من امك انك مملكة .. (بنظرة متفحصة معجبة ) .. كنت بخطبك لولدي بسم الله عليه.. الله يحفظك ويوفقك..
صخت شادن فجأة .. وسكنت وهجدت.. حافظت على ابتسامتها الودودة.. رغم تورّد الخجل اللي ظهر بخدودها .. ما تدري كان شعور غريب يجتاحها .. لأول مرة تنخطب من تمت ملكتها عليه ! .. محد تقدم لها لأن الكل عرف من البداية ..إن عمر لـ شادن.. وشادن لـ عمر !!.. بس سماعها لهالشي أحرجها وزرع شعور غريب داخلها.. ببساطة ما تتخيل نفسها لـ غيره !!
ضحكت بعذوبة : الله يرزقه يا خالة ..
لفت ام محسن لـ صديقتها المقربة أم خالد "هيفاء".. وهي مبتسمة قالت : فكّرت بـ سحر يا هيفاء .. والله إنها مثل الفراشة يوم شفتها بالعزيمة وفزّ قلبي لها !
ضحكت ام خالد : سحر بنتك يا غالية ما تغلى عليك ..
ام محسن : محسن الله يحفظه ما يبي من الأقارب .. يبي من بعيد وعجزت أدور له يبي مواصفات خاصة .. (ناظرت شادن بابتسامة ودودة.. وفهمت شادن النظرة وارتبكت ! ).. بناتكم مشاء الله زين ودلال..تدرين يا ام محمد (ناظرت ام محمد ) .. سحر وشادن حسبتهم خوات ولولا إني اعرف سحر من صغرها كان قلت انهم خوات.. ما شاء الله يتشابهون يا حظ من بياخذهم الله ينول لهم.
غصب عن شادن ملاها الخجل وهي تناظر اصابع يدها وخصلة ناعمة تطيح على وجهها .. تدري انها هي وسحر يتشابهون بالهيئة العامة ..بغض النظر عن تفاصيل الملامح لأن سحر تغلبها النعومة .. عكس شادن اللي تمتاز بالأنوثة الجذابة الممزوجة بالجمال الهادي ! .. خجلت غصب لأنها ما قد عاشت اجواء خطبة علنية ..ولأن ارتباطها مع عمر كان مثل المصير المحتوم !
ام محمد وهي تبتسم يوم شافت ملامح بنتها الخجلى : بنات عم من لحم ودم .. شادن وسحر مثل الخوات الله يحفظهم ويخليهم لبعض ..
ام محسن وهي تبتسم ..وترجع لصديقتها هيفاء/ ام خالد : ها يا هيفاء وش رايك بالسالفة ..شوفة سحر هاليومين وهي تروح وتجي تخليني أبيها لولدي !
ام خالد بحب لصديقتها : قلت لك يا غالية بالنسبة لي أتمناها لرجال مثل ولدك مهندس ورجال ومسؤول عن نفسه لكن هالأمور يبيلها شور مع البنت وأبوها ،!
ابتسمت ام محسن بتفهم : قدامكم الوقت كله يا هيفاء والله يكتبها من نصيبنا ..

هاللحظة ..ابتسمت ام راهي بعد ما كانت مستمعة وهي تناظر شادن اللي كانت تلعب بأصابعها وخصلة شعرها تغطي وجهها : ما شاء الله شادن ماخذه ولد مين ؟
ردت ام محمد بابتسامة : ماخذه ولدنا عمر .. الله يتمم على خير
ام راهي بفضول : عمر من ولده ؟
ام محمد : ولدنا مربيه ابو محمد بعد وفاة امه الله يرحمها ..
تغيرت ملامح ام راهي وكن خاطرها انكسر عليه : ياحياتي .. ووش يصير لكم ؟
ام محمد : ابو محمد كان متزوج امه بعد ابوه .. (بنبرة حنية وشفقة ) ابوه توفي وامه حامل فيه وخذاها ابو محمد بعد ما جابت عمر على طول لكن امه كانت مريضة توفت وعمر ما كمل السنة من عمره !
ام راهي بشفقة : يا حياتي .. و قدرتوا تشيلون مسؤوليته بعد مسؤولية اليتيم بهالزمن ماهي سهلة !
ام محمد بابتسامة ما أخفت المعاناة اللي مروا فيها معه وبسببه : عمر وصية امه لأبو محمد .. الحمدلله عاش وكبر وما ضرنا شي..
ام راهي وفضولها يزيد : وزوجتوه بنتكم عشان الاحراج يعني ؟

هاللحظة.. رفعت شادن راسها .. وناظرتها باستغراب والاستنتاج اللي وصلت له..
ام محمد وهي تناظر بنتها ثم ترجع لـ ام راهي بابتسامة : لا هي رغبة عمر .. وبعدين اذا عالاحراج فعندنا بنتنا مشاعل المسألة مهيب على شادن بس.. عمر اختار بنتنا واحنا ما رديناه..ويكفي اننا عارفينه وتربيتنا ..
هاللحظة نزلت شادن عينها بألم .. وما قالت شي لأن كلمة أمها الأخيرة ضربت وتر حساس .. صحيح تربيتهم لكن عمر شذّ عن هالتربية وشادن تدرك هالشي تقريبا .. وأخفتها وكتمتها عن الكل وعن حتى عمر نفسه ! ، وكل اللي تعيشه الحين الأمل إنها تكون غلطانه !!
ام راهي بفضول يزيد : وما شاء الله عايش عندكم للحين؟؟
ام محمد : لا عمر استقر هالوقت في الشرقية يشتغل وله اربع سنين تاركنا الله يحفظه
ام راهي بتعليق عفوي من طبعها ما درت انه بيزعج شادن : انتبهوا له ترا بعض الرجال لين قابلوا المرة طول حياتهم حسوا انهم يبونها ثم لا طلعوا للدنيا وعاشوا اكتشفوا ان اللي كانوا يبونه الحين ما يريدونه !
ببساطة انصدمت شادن من التعليق اللي طلع من هالمرأة .. قامت تناظرها بحيرة ..انزعجت وتضايقت من أسلوبها اللي الظاهر هو جزء من طبعها الفضولي.. حاولت شادن تبتسم يوم التقت عينها بعين ام راهي المبتسمة ..رغم ان معنى كلامها قد يلامس الحقيقة .. وان ام راهي ما قالت شي غلط .. لأن فعلا فيه رجال من هالنوع بالضبط !!.. النوع اللي يمل بسرعة .. ويبحث عن التجديد!! ..خااااافــت ان عمر يصير ..من هالنوع !
عاش معاها الماضي بكل تفاصيله ..
لكنه بالحاضر ..انطلق للحياة وعاش تفاصيل مغيّبة وغامضة هي مو متأكدة منها للحين !
مين قابل ..؟
ومع مين عاش ..؟
اللي متأكدة منه للحين .. إن .. نهى بنت عمته.. تحتل جزء من حياته المغيّبه عنها !
استأذنت وجت بتقوم إلا مرة عمها .. أم خالد تقول : نادي البنات يجون يكفي هجولة .. تعالوا ارتاحوا
هزت راسها بابتسامة طاعة : ان شاء الله ..

دخلت على سحر اللي كانت جالسة لحالها بزاوية الخيمة ..بالمكان اللي تنام فيه.. وهي حاطه شنطتها تحت راسها مثل الوسادة .. ومنسدحه على جنبها الأيمن وعيونها تطالع بالأرض بـ خدر ، وسرحان وسكوووون عميق .. وشعرها المفلول طايح على كتفها بعشوائية!
شادن وهي تقرب : سحر امك تناديك
رفعت عينها المتعبة وطاحت على شادن بارهاق : ما فيني شادن طفيت مافيني حيل
شادن باستغراب : شفيك ؟؟
سحر بصوت متخدر : حاسه إني تعبانه .. وابي انام !
شادن : الحين ؟؟؟؟ تونا ما جت 7 المغرب حتى ..
سحر وهي تبتسم ابتسامة خفييفة وتغمض عيونها بشوييش : عالأقل ساعة .. ابي انام لو ساعة ..
غمضت عيونها وما عاد ردت .. سكنت أنفاسها المرهقة .. تركتها شادن وطلعت وقابلت مشاعل وراحوا سوى لجلسة الأمهات اللي سألوا عنهم ..
:
×
مخيم الشبـاب..
اتخذ محمد قراره .. أخيرا بعد صراع ! وبعد تفكير عميييق وشد وجذب مع روحه .. لقى نفسه يوقف قدام الخيار الوحيد المتوفر أمامه.. لقى عمره يستقر على القرار .. والقرار هو إنه يدوس على مصالح الغير.. ويفكر براحته الشخصية ولا غيرها.. يتمنى يتخلص من هالخطبة اليوم قبل بكرة .. وهالقرار لازم يتعامل معه بحذر !
نزل من سيارته ..اللي كان جالس فيها بروحه يناقش نفسه عشان يعرف يفكر ويتخذ القرار النهائي، خصوصا بعد ما صدمه ابو راهي اليوم برغبته بتعجيل الملكة والزواج !
سكر الباب واتجه لجلسة الشباب المجتمعين حول النار .. بينما الرجال الكبار فضلوا الجلوس داخل الخيمة .. لمح بندر جالس جنب خالد وهو ينكت .. ونصاه مباشرة من غير مقدمات ..
وقف قدامهم وكان الجميع جالس بما فيهم تركي ، وراهي اللي كان جالس معهم ولكنه غير مهتم ..وملامح وجهه تمتلي لا مبالاة بالحديث الداير.. كان منشغل بالاي فون حقه والسماعات على اذنه ..
قال محمد بوضوح قاطع عليهم نقاشهم : بندر !
رفعوا روسهم بما فيهم بندر.. اللي ناظر اخوه .. بنظرة باردة وهو ساكت !
محمد مباشرة وهو رافع حاجب واحد وبقوة شخصيته المعهودة عنه : تعال أبيك بكلمة !
نزل بندر راسه ناحية النار وهو يشوي ذرة بيده : قوله هنا محد غريب !
نظرة الوعيد بعين محمد زادت .. انتبه خالد للجو المشحون بين الاثنين وتذكر اللي قاله محمد ان بندر مب طبيعي ..ابتسم وهو يدف بندر من كتفه : قم مع أخوك يبيك بكلمة راس !
رمى بندر على خالد نظرة وخالد بادره : بتقوم ولا أطردك من الجلسة .. قم اشوف
قال محمد ما انتظر : قم ابيك بموضوع مهم

ترك بندر الذرة من يده .. وقام واقف وهو يمس بلوزته الثقيلة على جسمه .. وبصمت ترك الجلسة ومشى بعيد.. ومحمد تحرك وراه بصمت ..
وصلوا لملعب الطائرة اللي يمتاز بالبعد عن الجلسة.. وصعب أحد يقدر يسمع نقاشهم دامه ماهو معهم ..

استدار بندر وهو يواجه محمد ويعقد يديه على صدره : خير ؟ .. وش موضوعك هالمرة ؟
قرب محمد ..وابتسم يبي يذوب الصقيع اللي نشأ بينهم فجأة : لأنك الوحيد العارف برفضي للموضوع .. قررت اسمع نصيحتك وابيك تساعدني !
ناظره بندر بنظرة مستفسرة : اساعدك؟؟؟
محمد بابتسامة حلوة : بندر .. مو انت قلت لي واجهه .. وقول له عن رغبتك .. فكرت بهالشي كثير وقلبته براسي لايام وايام .. اقتنعت اخيرا اني ابي أكلمه.. ومحتاجك جنبي ومن غيرك ترا ما رح أقدر اتقدم خطوة !
نزل بندر يديه عن صدره.. وهو يناظر اخوه بملامح مو مستوعبة بالبداية .. ثم تغيّرت نظرته للسخرية الواضحة
استغرب محمد من هالنظرة ..
وقال بندر وهو رافع حاجب واحد ..وبتحدي : واذا ما ساعدتك؟؟؟
عقد محمد حواجبه وهالنبرة من بندر.. صايره تزعجه زود زود ..وتستفزه !
بندر كمل : واذا قلت لك إني أبي أطلع منها .. المشكلة مشكلتك..إنت اللي دخلت نفسك فيها ليش تبلشني فيها وانت المسؤول عن كل اللي إنت فيه
بندر بهالأسلوب يستثير محمد .. اللي غضبه ممكن يفجّر كون بأكمله لو ما راعي بندر هالشي..وهو أكثر واحد عارفه !
اتقلبت تعابير محمد لجدية بالغة ومخيفة .. وعيونه التمعت بتحذير واضح وهو يقول : تعرفني أكثر من غيرك يا بندر .. أنا أكثر انسان بالوجود أكره التلميحات والاشارات اتكلم بوضوح عشان نتفاهم لو فيه مشكلة بيننا !!
ضحك بندر ضحكة سريعة وهو يحك جبينه .. تلفت حوله ثم طالع في محمد وهو يقرب : انت لو تراجع اللي قلته لك يمكن تفهم !
محمد : ولو تراجع اللي انت قلته بتفهم أن اللي قلته انت رموز وطلاسم .. تتهجم علي غير سبب واضح يا بندر .. صارحني وقول اللي فيك.. انت من يومين وانت منت طبيعي صاير تنكر وتكذب علي وانا اكثر واحد حاس وعارف ان عندك شي ما ودك تقوله !
تغيّرت تعابير بندر .. وهو يتراجع ويلتفت بوجهه عن نظرات محمد..
محمد بنبرة واضحة وقوية.. وفيها لمسة من الحنيـّة : من وشو خايف بالضبط؟.. بندر أنا أكثر واحد تقدر تامنه على اسرارك .. مهما كان اللي فيك محد رح يفهمك كثري.. مهما كان اللي ما تبي تقوله .. قوله مستعد أسمعك.. مهما كانت غلطتي بحقك.. قوله ان كنت غلطت بشي يخليك تعاملني بهالاسلوب وترمي علي ذاك الكلام الغريب العجيب مستعد اسمعه ..
غمض بندر عيونه وفتحها يحبس ألمه والصراع المستمر داخله ! ، عطا محمد ظهره ما يبي يشوف ملامحه المفضوحة..
ورغم إنه بلحظات تمنى زواج محمد يتم .. ما يدري وش اللي خلاه يلتفت ويطالع محمد الساكت واللي يناظره بتفحص
وقال : متى بتكلمه؟
ابتسم محمد : افكر بكرة .. أهم شي قبل ما نترك المخيم أكون تفاهمت معاه ..
بندر وهو ياخذ نفس عميق ويزفره.. حاول يبتسم..وابتسم وهو يتغلّب على الصراع بلحظة خاطفة : تبيني أكلمه عنك؟
ابتسم محمد يوم شاف بندر كنه رجع لطبيعته : أبيك تكون جنبي .. هذا اللي أبيه تدعمني لو كبر الموضوع
غصب بندر ابتسااامة ما كانت من قلب .. لكنه مجبور يرسمها والألم والصراع داخله مستمر .. بس عالأقل قدر يبتسم بوجه محمد ..بعد ما كان كارهه هالساعات اللي طافت .. ولا يدري اللي يسويه صح أو غلط !
قرب محمد من بندر وقال بحنية : بندر .. حالك مو مريحني .. تكلم بالله عليك انت فيك شي متعبك ؟
ابتسم بندر لكن هالمرة سخرية على نفسه .. وما يدري شلون طلعت منه يوم قال : عالعموم بوقف معك هالمرة.. بس لأنــي كارههــااا (يقصدها).. وغيره لا تطلب مني شي .. مابي أتعب ضميري بعدين لأني رفضت اساعدك ولا تتوقع إني بسوي لك شي غيره ..خصوصا بهالموضوع.. يكفي اللي جاني !
وتحرك من قباله ومشى.. وهو أهدى من المرة اللي طافت .. بس ما يمنع ان ملامحه الحزينة وبوضوح استقرت في خاطر محمد .. اللي وقف مثل الصنم وشكوووكه زادت وكلمة "كارهها".. خلقت الاحتمالات والشكوك الكثيرة والمتزايدة براسه..
؛
×
اليوم قبـل الأخير .. من رحلة المخيّم ..
الصباح الباكر .. الساعة 6 .. الكل نايم.. بعد ما صلوا الفجر رجعوا ينامون.. وياخذون ساعة نوم قبل الفطور خصوصا البنات والأمهات..
ما عدا سحر .. اللي ظلت صاحيه من بعد صلاة الفجر معاندها النوم.. كان نومها بالليل متقطع وهذا امتداد متكرر لليومين الاخيرة اللي ما كانت تقدر تنام فيها بالليل براحة..
وهالشي أثر على نفسيتها وشكلها والارهاق الواضح على وجهها ..
بدّلت ملابسها.. وحطت ميك أب خفيف صباحي يخفي الهالات السودا المتزايدة.. وطلعت تمشي بالمخيم بروحها .بينما الباقين كانوا نيام.. كشرت وجهها وهي تتوجه لرماد النار من رجلها اللي رجعت آلامها عقب الركض اللي ركضته أمس داخل المغارة وحطت جهد زايد عليها سبّب لها ألم يروح ويجي ..
جلست جنب رماد النار بصمت وهي تلف رجلها المصابة .. وتفكيرها كله استرجع لحظة اصطدامها فيه أمس .. ونظرة عيونه الأولى من نوعها ... نفضت راسها تبي تنتزع طيف بندر اللي مو راضي يتركها بحالها .. رغم إنه من المفروض بهاللحظة الصباحية الجميلة تفكيرها يروح للي سالب منها كل مشاعرها محمد.. ولكن لسبب غير معروف . بندر صار ياخذ مساحة من تفكيرها ..مساحة ماهي له وخصوصا باليومين الأخيرة !
بعز الصمت والوحدة الكئيبة اللي كانت جالسة فيها ..
حست بجسم صغير يقترب منها .. رفعت راسها وشافت بيان تمشي ناحيتها ويدها تفرك عينها بكسل متمكن منها ..
ابتسمت لعلها تنسى قلقها والمشاعر المرتبكة والمتوترة اللي تحس فيها ..واللي مو راضيه تستقر على برّ !
سحر : صباح الخير بيونة
جلست بيان وهي تنزل يدها عن عينها : جوعاااناااا !
سحر : ما تعشيتي أمس ؟
بيان : بس خبزة ما تشبعني
سحر : روحي لناني شوفيها بالخيمة هناك أكيد صاحية.. خلها تسوي لك ساندويتش وانا بسوي لك شاهي على النار يدفيك ..
استانست بيان ونطت وراحت لخيمة الأغراض والخدامات .. تدوّر على خدامتها ..
قامت سحر وهي تبحث عن ابريق الحطب .. ولقت فيه مويه باقية من أمس وفّرت عليها التعب.. راحت تبحث عن الحطب حتى تشعل النار بدل الرماد الساكن والباقي من أمس .. تذكّرت اللي كانت تسويه شادن أمس لأن هذي بالنسبة لها أول مرة تشعل نار .. ابتسمت لنفسها يوم نجحت .. وثبتت الابريق على النار ..وانتظرته يغلي ..
جلست تقابله وهي رابطه يديها حول رجولها..بحالة انتظار وحيدة..البنات محد صحى حتى الامهات.. ويبدو انهم سهروا هالمرة أكثر من المعتاد ..
وهي عايشه مع نفسها .. لمحت كائن يقترب من بعيد ..رفعت راسها على بالها بيان ..
لكنها كانت .. رهـف !
لحالها من غير أروى !
على غير العادة !

ابتسمت سحر بنعومة يوم شافتها مقبلة وقالت : صباح الخير
رهف اللي كانت لابسة جينز .. مع بلوزة بيج اكمامها طويلة وثقيلة .. وعليها جكيت باللون البني المحروق وعلى راسها كاب صوف بيج يغطي حتي أذانيها..
وصلت وهي تلتفت يمين ويسار مستغربة : صباح النور .. غريبة وين الناس؟
سحر بضحكة : نايمين محد صحى .. عداي !
ابتسمت رهف وهي تتربع جنبها : حتى هناك اروى رافضه تصحى .. سهرنا أمس كثير مع شادن ومشاعل.. بس انتي وينك نمتي بدري !؟
ابتسمت سحر بـ هم وقلق : يليت كنت نايمة.. كنت أحس بتعب طول الليل.. بس عجزت انوم نومة صاحية ..شوفي وجهي كيف صاير مدري شفيني
رهف باهتمام : جد وجهك تعبان .. ليه عسى ما شر ؟
سحر وهي تناظر النار : مدري رهف عجزت اعرف اللي فيني .. احس اني قلقانة من يومين ..
رهف : افا.. ليه صاير معك شي !؟
ناظرتها سحر وهي تنفض صورته من ذهنها .. غريبة صاير يسرق منها النوم حتى !
وقالت متناسيه : ولا شي أهم شي ودك بشاهي؟؟ .. شرايك نفطر سوى ماله داعي ننتظر لخياش النوم !
ضحكت رهف : يلله قدام .. انا صراحة جوعانه وبررردانه
سحر وهي تصب الموية المغلية بالكاس ..وبمززح وضحك : بششري عسى ما زارتك كوابيس عقب مغارة أمس هههه
ضحكت رهف من الذكرى : ههههههههههه يا شيخة قولي الحمدلله طلعنا سليمين ..(تذكرت شي).. بس تعالي غريبة الشباب ما زفونا أمس .. مر الموضوع بسلااام هههه !!
ضحكت سحر : ههههههههههه من جدك تتوقعين اننا خدعناهم ؟!.. شكلهم كانوا عارفين بوجودنا بس كانوا يسلّكون والدليل يوم طلعنا انا ومشاعل لقيت اخوي خالد وبندر اخوها ينتظروننا عند المدخل .. وعمر ومحمد ينتظرونكم من الجهة الثانية .. هههههههههههههه كانوا عارفين وشكلهم خافوا علينا أو كانوا يبون يصدمونا ويحطونا بموقف محرج !
رهف ضحكت : ههههههههههههههههههههههههههه الا قولي الحمدلله ما كفخونا .. والله أحس نفسي متهورة بعض الأحيان أحب لحظة المغامرات والتهور فيها أحس إني أتحرر من شخصيتي .. ( ابتسمت وتغيرت نظرتها للحنين .. وهي تناظر بوسط كاسها اللي يصدر البخار )
انتبهت سحر لنظرتها اللي تغيرت لمعنى ثاني .. ما فهمته .. وقالت : رهف شكلك ما نمتي مثلي .. وجهك ما يحكي انه وجه وحدة نايمة هههه !
ناظرتها رهف واعترفت : ما نمت الا ساعتين .. وبقيت اتقلب ساعتين ثانية .. ثم يوم شفت مافي أمل أنام لبست وجيت على طول قلت يمكن ألقى البنات صاحين ..
ضحكت سحر : حتى انتي ما نمتي هههههه.. شفينا بالله ؟
رهف بابتسامة : انا هالحالة طبيعية تجيني مب شي غريب.. لما أستنكر المكان ما أنام كويس نمت ساعتين تكفيني وزيادة ! ،، (غيّرت الموضوع).. ألا أقول انتوا متى بترجعون الرياض ؟
سحر : امممم أتوقع بكرة ..مدري ان كان غيروا !
رهف بحززن : قهر .. احنا بنمشي اليوم المسا !!
سحر بخيبة أمل : لاااا.. لا تقولين ..
رهف : عمتي غالية/ أم أروى تقول رجالنا قرروا .. كنا بنجلس لبكرة بس طرالهم شي وعندنا بزارين مرضوا من هالبرد ههههه !
سحر : لازم نشوفكم عاد بالرياض
رهف بابتسامة وهي تحتسي الشاهي الساخن : ان شاء الله ..
سحر انتبهت لبيان جاية ومعها فطورها .. ابتسمت وهي تناديها : بيااان تعالي ..
جت بيان وهي تجلس جنب اختها .. وتطالع رهف وما تطالعها من الحيا .. ابتسمت رهف بحنية لهالطفلة وهي تقول : أخبارك بيونة ؟؟ أحد قالك إنك حلوة وتهبلين مثل العرايس !؟
ناظرتها بيان وابتسمت ثم ناظرت اختها من غير لا تعلق ..
استغلت سحر الفرصة وقالت بسرعة : بيان .. تدرين هذي مين ؟
هزت بيان راسها نفي .. وهي تناظر رهف بتمعن ..
ابتسمت رهف .. وسحر قالت : مو إنتي قلتي من قبل وين اصدقاءك من الروضة ؟.. هذي صديقتي من الروضة كنا نلعب سوى
طالعتها بيان باستغراب .. ورهف ناظرت سحر مو فاهمه
غمزت لها سحر وهي .. تخاطب بيان : بيوونة اذا رحتي للروضة بتلاقين اصدقاااء كثاااااار وألعاب .. ورمل مثل اللي هنا .. تقدرين تلعبين فيه كل يوم
بيان طالعت رهف باهتمام.. ورهف فهمت المشكلة : هذي صديقتك؟؟
ردت رهف : ايه انا وسحر كنا نروح سوى الروضة ونلعب سووى دايما .. ليه بيونة انتي ما تروحين الروضة ؟؟
هزت راسها نفي
رهف : ليش يا سكر ..ما تبين ؟؟
هزت راسها نفي
ضحكت رهف : ليش كثير أطفال يروحون ويلعبون الروضة مرة حلوة
بيان كشرت : ما أبغى
رهف وهي ترفع راسها لـ سحر باستغراب : كم عمرها سحر ؟
سحر : 5 سنين
رهف : اوف .. المفروض داخله من سنتين ..ليه وين المشكلة؟
سحر بضيق : ما تبي بيان مب من النوع اللي يحب يختلط بغرباء ما تعودت .. لي فترة احاول اقنعها بس للحين راسها يابس
رهف وهي ترجع لبيان : بيونة لازم تروحين عشان بعدين بتدخلين للمدرسة
بيان بتكشيرة : اذا سحر بتروح معي .. بروح
ضحكت سحر : ماقدر بيان عندي جامعة أنا..
بيان بعناد : أجل ما أبغىى ارووح

رهف تأملت فـ بيان اللي بدت تاكل الساندويتش...و تذكرت شي.. ثم قالت بحماس : بيونة .. تبين تشوفين الأطفال اللي يروحون الروضة ؟
ناظرتها بيان مو فاهمه
قالت رهف بابتسامة لسحر : اقول سحر خل ناخذها لمخيمنا .. تراه كله بزارين وبعمرها وأغلبهم راعين روضة .. لاحظت انها تلعب بروحها هنا مسكينة .. خل ناخذها هناك بتستانس وبتآلف الجو
عجبتها سحر الفكرة وقالت بحماس : والله فكرة شلون ما فكرت فيها وهي يا حياتي لها يومين تلعب لحالها
رهف : خلها تجرب تختلط معهم يمكن تتغير نفسيتها
سحر بحماس : والله انتي خطيييرة.. يارب يعجبها الجو معهم !
ثم التفت سحر تتأمل بيان اللي كانت تاكل ومو فاهمه وش يقصدون لأنها باختصار كانت جوعانه ولا تبيهم يجيبون طاري الروضة !
؛
×


♫ معزوفة حنين ♫ 05-12-10 01:52 PM

؛
بعد ما أفطروا سحر ، ورهف سوى وانتهوا
قاموا مع بعض ..وسحر تنادي بيان اللي طارت لمكانها المعتاد ..حيث ألعابها منتثره عند الطين والرمل : بياااان تعالي
راحت ومسكتها من يدها .. ومشوا طالعين من المخيم سوى.. باتجاه المخيم الثاني واللي يقدرون يشوفونه صغير على مد النظر .. وياخذ مشوار مشي من 5 لـ 7 دقايق متواصله !
سحر وهي تناظر الساعة : تونا 6 ونص .. بزارينكم صحوا ؟
ضحكت رهف بمتعة : بزاريننا من الفجر يصحووون عكس الكبار.. احيانا نصحى من اصوت ركضهم وصجتهم ولعبهم !
ناظرت سحر .. لـ بيان اللي كانت ماسكه يدها : بيان بتشوفين الأطفال يلعبون سوى الحين..
بعد دقايق ..
وصلوا للمخيم اللي كان كبيير.. وكان عامر بالأطفال والأصوات العالية المرحة..عكس المخيم الثاني اللي مافيه غير بيان طفلة!
وقفت بيان جنب سحر وهي مصدومة ..تشوف قدامها حوالي 12 بزر بعمرها يلعبون سوى باستمتاع بالغ وبقمة البراءة .. هذا غير الأطفال الآخرين من الأعمار المختلفة 8-9-10 سنين !
التفتت سحر لـ بيان بابتسامة : بيان تبين تلعبين معاهم ؟؟
سكتت بيان وهي تتأمل ..بنات وأولاد سوى يلعبون بالرمل .. والكورة .. يركضون ويضحكون ويروحون ويجون
رهف قربت منها ومسكت يدها : بيان تعالي العبي معهم.. هم حلوين زيك تعالي خليني أوريك اياهم
مشت بيان معها ..وسحر تمشي وراهم وهي تدعي يارب يلين راسها.. مع ان دهشتها بمنظر الأطفال مجتمعين واضح ان لفت نظرها وان شاء الله تكون بداية خير !
قرّبت رهف من مجموعة بنات بعمر بيان .. ونادت وحدة منهم : لمووو حبيبتي تعالي شوفي بنوتة تبي تلعب معاكم
قامت وحدة من الـ 3 بنات .. اللي كانوا يلعبون بالطين ويبنون أشكال خيالية ..وقربت باستغراب من الضيف الجديد..
ابتسمت رهف : لمى يا قمر هذي الحلوة تبي تلعب معاكم .. تسمحون لها ؟؟
قامت لمى صاحبة الـ 5 سنين ..تناظر بيان شوي.. ثم ناظرت رهف وابتسمت بطفوولة خيالية : خالة رهف مين هذي؟؟
رهف : هذي بيان صديقتكم الجديدة جاية تبي تلعب معكم لأن ما معها احد..
جوا البنات الباقين وهم مستغربين..
ردت لمى اللي يبدو ان رهف ما اختارتها الا لسبب..وهو جرأتها وذرابتها الطفولية : اييييه عااادي .. أحسن عشان الأولاد هنا أكثر من البنات.. عادي خالة رهف خليها تلعب معنا
ضحكت رهف ..وانحنت على لمى وباستها على خدها كـ امتنان.. ثم قرصت خدها بأصابعها وهي تقول : لمووو خلوكم كويسين معها طيب .. ؟
ومن غير نقاش .. نطت لمى .. لين صارت واقفه قبال بيان البريئة.. ثم قالت : تعااالي عندنا ألعاب كثييرة ..
ناظرت بيان بـ سحر ..بتردد ..
فهمتها سحر .. ونزلت بمستواها وهي تمسك يدينها تطمنها : بيونة اجلسي العبي معاهم .. وانا بنادي ناني تجي معك وما تخليك.. واذا تعبتي ارجعي معاها .. الحين العبي معاهم شوفي كلهم أطفال مثلك يلعبون سوى .. العبي معاهم بالرمل مو انتي تحبين الرمل؟
كأنها بدت تتقبل الموضوع.. وكأن منظر الأطفال وهم مجتمعين ..ومستمتعين ..رسخ في خاطرها وحرك رغبتها إنها تشاركهم !
هزت راسها ايجاب بعد ما اطمأنت من كلمات أختها .. الا لمى تقرب وهي تمسك يدها وتقول بطفوولة : يلله نلعب سوى !
انطلقوا الـ 3 بنات وبيان رابعتهم سوى .. وقفت سحر تتأمل بيان وهي تتعامل مع الأطفال بعمرها .. وكيف إن الأطفال تجمعوا حولهم لأن لعبة لمى على ما يبدو انها ممتعة !

رهف وهي تلف لـسحر : ما عليها خوف الحين بتنسى نفسها معاهم وسالفة الروضة بتنحل ههههه
ضحكت سحر : يشيخة وينك من زمااان
رهف بفخر وهي ترفع حواجبها : أي مشكلة تعالي انا برسم الخدمة هههه صارت لي خبرة بحل المشاكل من كثر مشاكل أروى (تستهبل)
سحر يوم تذكرت : الا اقول وين أروى خل نصحيها
رهف : خليها اذا ما قامت من نفسها مارح تقوم .. تعالي أوريك مخيمنا .. تراه أحلى من مخيمكم (بغرور)
سحر : ههههههههه والله تبين الجد هالمبزرة معطينه جو ..ومن غيرهم ما يسوى
؛

تركوا الأطفال اللي انغمسوا باللعب..ومشوا سوى بأنحاء المخيم ..يتمشون بأرجاءه وهم ويسولفوون ونسوا نفسهم من السالفة اللي كانوا يقولونها..
انتبهت رهف بينما كانت سحر تحكي.. لـ شاب مقبل وهو شايل بين يديه غرض .. واضح انه كان جاي من جهة الرجال يبي يوصّـل هالغرض لعندهم..
قالت بسرعة وربكـة مفاااجئة : يـوه هذا محسن !
باستغراب التفتت سحر تناظره وهي مو مستوعبة شي.. باللحظة اللي كان قريب طاحت عيونه عليها وعلى رهف اللي بسرعة ركضت منحاشة بطريقة غريبة .. وتركت سحر لحالها تواجه الموقف !!
ما كان بينها وبينه .. إلا عدة أمتار.. اضطرت تواجه هالرجال لحالها واللي كان طوبل.. مو سمين ولا نحيف..متوسط الوزن ولابس أسود بأسود.. من بنطلونه لـ جكيته لكابه الصوف اللي يغطي راسه ..كل شي كان لونه أسود ومعطيه فخامة بهيئته ..مرت لحظات وهي مو مستوعبة إن رهف راحت وتركتها..
بسرعة رفعت شالها على راسها .. ونزلت عينها بخجل واستدارت تبي تركض من نظراته المصدومة اللي ما عرفت تفسرها .. حاولت تركض لكن ما قدرت وكل اللي قدرت عليه إنها تسرع خطواتها ..
سمعت وهي تبعد صوته الرجولي ..وشكله كان معصصب ينااادي "رهــفففف"!!
أدركت انه أخو أروى ، وولد عمة رهف .. لأن شبه أروى واضح بملامحه ولكن على رجولية !
كرر نداءاته لرهف اللي اختفت فجأة .. ومن غير سابق انذار وبطريقة عجيبة !
سحر بربكة وخجل ابتعدت بعيد ثم نزلت شالها وهي منعفسة.. بينما لازالت تسمع صوته ينادي رهف بنبرة حست فيها شوي من النرفزة والعصبية..
وقفت سحر قدام الخيمة.. إلا بطلعة ام محسن من الخيمة باستغراب : وش يبي محسن يا رهف ؟
لكنها لقت سحر .. واقفه قبالها بأناقة ونعومة .. وابتسامة رسمتها على وجهها الصبوحي .. رحبت فيها بحفاوة : هلا سحر صباااح الخير
سحر : صباح النور يا خالة..
ام محسن: ما شاء الله جايه تبين البنات؟؟
سحر بارتباك : لا جيت مع رهف .. كانت معي قبل شوي مدري وين راحت

بهاللحظة..طلعت رهف من اللامكان وهي تعدل ملابسها .. ولمحت سحر بوجهها بقايا ارتباك تحاول تخفيه !
ام محسن وهي تناظرها باستفسار : وش يبي محسن ؟
رهف: محسن؟؟
ام محسن: ايه كني سمعت صوته يناديك !
رهف : ها.. لا ما سمعته أخافه ينادي احد من الصغار..
تحركت ام محسن .. وراحت بالجهة الثانية من المخيم تشوف ولدها وش يبي..

لفت سحر باستغراب لـ رهف اللي سكتت ولمحة حزن التمعت بعينها : شفيك رحتي وخليتيني كذا ؟ انحرجت مرة !!
ابتسمت رهف بمرح ..تخفي التغيّر اللي طرأ عليه : ههههه سوري ما قدرت أتحمل تطيح عيني بعينه .. وانتي كان استيعابك متأخر هههههه
سحر قربت يوم حست بأمر غريب .. وهمست بصوت واطي عشان محد يسمع : كان يناديك باسمك؟.. كان معصب منك !
رهف وهي تناظرها وتسوي نفسها ما سمعت : جد ؟ ..ما سمعته زين
سحر ولأنها ذكية أدركت ان رهف فيها شي مو طبيعي : رهوف ..إنتي سمعتيه .. بس ما رديتي عليه.. شفيك؟؟
رهف ابتسمت : مو شي.. ولد عمتي شلون تبيني اشوفه جاي وأبقى مكاني..
سحر : بس ليش كان معصب؟؟
رهف وهي تناظر سحر : مدري عنه أقولك !
سحر بصدق : رهف فيك شي؟؟؟

تغيّرت ملامح رهف وحاولت.. تبقى طبيعية ..بس ما قدرت لأن سحر لمحت اشياء واشياء بوجهها ..
سحر بصراحة : رهف ؟... محسن هذا يعني لك شي؟؟؟

انقلبت تعابير رهف ونزلت بصرها .. واستدارت معطيه سحر ظهرها .. وراحت ناحية الأطفال اللي كانوا يلعبون ببراءة وحماس واصواتهم ماليه الدنيا..
لحقتها سحر باهتمام... إلا رهف تقول وهي تبتسم بألم ممزوج بحنين : كان !
ناظرتها سحر باستفهام : كان ؟ ..شلون يعني ؟؟

ناظرتها رهف.. وقالت بنبرة واضحة وهي ترجع لابتسامتها المعهودة : كان ...خطيبي...انفصلنا قبل الزواج بشهر !
سحر بدهشة : متى هالشي؟
رهف بابتسامة : قبل سنتين .. شي طويته وأحاول أنساه !
سحر باهتمام : رهف انتي كنتي بتتزوجين ؟؟؟
رهف وهي تضحك من قلب : ههههههههه ايه ليه طايحه من عينك
ضحكت سحر معها وارتاحت لضحكتها اللي عادت بسرعة ..

قالت رهف بمرح رجع لها بسرعة : يلله نرجع اكيد البنات صحوا الحين .. الساعة تعدت الـ 7 !
مشوا سوى راجعين للمخيم .. وسحر ما راحت الا يوم طلّت على بيان وابتسمت براحة يوم شافتها اندمجت مع الأطفال ولا اشتكت من شي !
×
؛

بعد ما صلوا البنات الظهر .. وقبل الغدا بساعة ..
شادن اقترحت على بسمة يطلعون يمشون شوي .. لأن شادن فيه نشاط هالمرة عكس البنات اللي من البرد كل وحدة ضامة فروتها حول جسمها وجالسه قدام النار المشتعلة ..
راحوا سوى .. الا سحر تلحقهم وهي تنادي : لحظة انا بجي معكم !
مشاعل اللي كانت مكسله وهي ضامة نفسها بفروتها : وين بتروحين والله اليوم بررررد مو صاحي مافيني حيل امشي البرد دخل بعظامي من الصبح !
ناظرت السما اللي كانت مغيمة .. وكنها تنذرهم بـ مطر جاي بالطريق !
مشاعل وهي تبتسم بحبور من شكل السما الملبدة بغيوم رمادية : السما اليوم رووعة مع انه بررد بس زمان عن المنظر !
ابتسمت رهف اللي كانت جالسه جنب أروى ولافين نفسهم بفروة وحدة مقاسها رجااالي هههه !
رهف : متوقع هالفترة رح ينزل مطر .. بس الله يستر مانبي سيل هههه
مشاعل بمتعة : اومما سيل ! .. ههههه المنطقة آمنة ما فيها مجرى سيول .. يارب تمطر ..جد نبي مطر.. أبي أحس نفسي مبللة موية بالهوا الطلق
أروى بخرررعة : يا خبلة إنتي الحين ميتة برد شلون لا جا مطر وتسبحتي فيه ! بتموتين صدقيني
مشاعل : ههههههه والله اذا نزل مطر مارح أفوت هالفرصة .. وان مرضت فترا الدكتور موجود ههههه ( انتبهت لنظراتهم المصدومة .. وهبت فيهم ).. لا تصدقون تراني استهبل... ما بقى الا هي يفحصني ثالث مرة !
ضحكت اروى من قلب : هههههههههههههههه ليه هو قد فحصك أصلا !؟
انتبهت مشاعل وقبّ وجهها رغم إنها من النوع اللي مـا يخجل بسهولة وقالت : لا تحققين خلاص مارح أقول شي !


عند شادن ، وسحر ، وبسمة .. اللي كانوا يمشون وكل وحدة لابسة جكيت ثقيل مع كاب صوفي يحمي راسهم من البرد اللي زاد بدرجة موو طبيعية .. زادها الغيوم الملبدة اللي قللت من كمية أشعة الشمس ودفاها !
لاحظت سحر وهي تسولف مع شادن وبسمة .. إن بسمة تتجاهلها .. وإن حاولت تتكلم ما تعيرها اهتمام.. وإن تكلمت شادن فهي تصير لها آذان صاغية ..
حتى شادن نفسها حست إن فيه شي مو طبيعي بين سحر وبسمة ..خصوصا من ناحية بسمة اللي متجاهله سحر تجاهل تام .. وكل سواليفها مع شادن وان علقت على سوالف سحر فهي تعلق بـ تعليقات أقرب للوقاحة المبطنة !
زادت هالمرة يتعليقاتها المبطنة بالاستفزازات.. وسحر تحمّلت بالبداية وحاولت تنسى مواقفها الغريبة من أمس !
لكن بسمة ما عندها نية تقصر الشر
كل ما تكلمت سحر مع شادن .. لقت بسمة تعلق بأشياء سخيفة !

بدت سحر تتنرفز من جد .. لأن تعامل بسمة من جت كان يثير الأعصاب..وسحر من امس كـ بداية ما كانت تعير هالتصرفات أكبر من حجمها وأقنعت نفسها بأن البنت طبيعتها كذا ..وما تقدر تحاسبها على طبيعتها !
لكن تعاملها المختلف والذوق مع شادن .. يطرح مليون سؤال وسؤال !

بعد استفزت أعصاب سحر بتعليقاتها السخيفة .. تقدمت سحر خطوة ووقفت قبالها وهي تعترض طريقها .. وقالت بقوة : ممكن أعرف وش سالفتك بالضبط؟
ناظرتها بسمة بنظراتها الثلجية ذاتها ..وقالت : أي سالفة ؟
سحر وهي ترفع حاجب واحد : ان كنتي تظنين اني بسكت كل مرة على اسلوبك معي فانتي غلطانة ترا..
بسمة بابتسامة ودودة مفاجئة ..فاجئت سحر : ليه سحوور غلطت انا بحقك .. ؟
سحر : اسلوبك وش تسمينه بالله .. ؟
تدخلت شادن يوم لاحظت ان سحر كانت مستفزة ومنزعجة لأقصى حد.. بالمقابل كانت بسمة تقابلها ببرود اعصاب غريب يزيد استفزاز أي احد ! .. وقالت : سحور وش فيك ؟
سحر وهي تناظر شادن بحنق : اسأليها شادن .. الغريب انك حتى انتي ما لاحظتي طريقة تعاملها معي من امس !
شادن سكتت .. وغمزت لها تحاول تهديها ..
لكن سحر ما تدري ليه ركب راسها تفهم وش سالفة أمها هالغريبة أطوار هذي
سحر وهي ترجع لبسمة بانزعاج : تكلمي لو سمحتي !
بسمة وهي ترفع حاجب واحد.. قررت ترميها بوجهها وبجرأة مغيضة قالت : من حقي أدافع عن شي ملكي لما اشوف وحدة مثلك تبي تسرقه مني !
انصدمت سحر..واتسعت بؤرة عيونها بعد هالكلمة..
وشادن بدهشة ناظرت فـ بسمة اللي قالت كلمتها وملامحها الباردة ما تغيّرت !
سحر وهي تضيّق عيونها وابتسامة ساخرة ارتسمت على فمها : انتي مجنونة على فكرة !.. ههههه (ضحكة غير تصديق)
بسمة بنفس النظرة الباردة ، كمّلت تبي تطلع اللي في خاطرها من أمس وهي تناظر سحر من فوق لـ تحت وكأنها تعيد تقييمها : انا مو مصدقه اصلا ...انتي وحدة سامجة ودلوعة وانا احلى منك !!!!
ناظرتها سحر وهي فاتحه فمها .. بدهشة وعدم تصديق .. لا بالله بدت تصدق جد يوم قالت لنفسها ان هالغريبة أطوار ماهي الا مجنونة !!!
شادن ما لقت نفسها الا تسكت ولا تعلّق عالموقف وردة فعل بسمة الغريبة ..والغير طبيعية !
سحر بعد لحظة..لقت نفسها تغرق بموجة ضحك .. أقرب للهستيرية .. رفعت ضغط بسمة اللي قامت تشوف سحر ماسكه بطنها بيديها وتضحك.. تضحك...تضحك !
رفعت سحر راسها وهي تحاول تهدى .. وقالت : ههههه هذا اللي قاهرك... تبين تصيرين أحلى مني ! .. هههههه يشيخة انتي أحلى وحدة بالكون وأنا قدامك ولا شي..
بسمة بمقت زاد بملامحها .. قالت بقوة : انتي سخيييييفة وغبيييية ! (كانت تبي تقهرها )
ناظرتها سحر بدهشة وأعصابها استفزت لأقصى درجة.. خلاص ما فيها صبر ! .. هالمرة قررت توقف بوجهها هي تحترم الناس اللي يحترمونها وبعمرها ما دخلت بـ حرب مع أحد..ولا تعرف للمشاكل مع الناس ..لكن الظاهر إن بسمة هالمرة بتدخلها حرب أول مرة تدخلها مع بشر !
سحر وهي تقرّب وبشخصية قوية وجّهت عيونها لـ عيون بسمة مباشرة..بشكل صدم شادن لأنها أول مرة تشوف سحر بهالهيئة والتحدي ضد أحد : قد الكلمة اللي قلتيها يا بسمة ؟
نزلت بسمة عينها عن عين سحر مو قادرة تستمر تواصلها بالعيون مباشرة .. لأن بسمة يظل عندها قصور بالشخصية مهما كانت مستفزّة وباردة !
سحر يوم شافت سكوتها : ردي يالقوية ! .. قد كلمتك اللي قلتيها.. فعلا مجنونة مجد قالك هالشي من قبل !؟
طالعتها بسمة بحقققد طفح بعيونها ..
سحر بجرأة ما تدري من وين جابتها قالت بصيغة آمر متعودة عليها : اعتذري !
ناظرتها بسمة بمقت وااضح ..
سحر بسخرية يوم لاحظت هالنظرات : عرفنا انك تكرهيني ترا وما يهمني.. من أمس وانا حاسه انك مو متقبلتني ومو معنى إنك تغلطين علي أسكت لك ...(بأمر وهي ترفع خشمها ) .. اعتذري !
بسمة بتحدي : واذا ما اعتذرت !
سحر : تحملي ردودي عليك قدام البنات والكل .. لأني من اليوم لين بكرة لما نترك المخيم .. مارح تسلمين من لساني بعاملك بنفس الأسلوب وتصدقين اكتشفت الحين اني اقدر ارد عليك.. مدري ليش كنت أحس اني مقدر أرد على امثالك... (ولثالث مرة أمرتها بتحدي ) .. اعتذري !
تدخلت شادن اللي كانت تتابع بدهشة ولسانها معقود .. من التتش والتوتر اللي توه اكتشفتها بينهم !
شادن : شفييييكم هدوا اذكروا الله
طالعتها بسمة من فوق لـ تحت .. وتمتمت بشي مو واضح ثم استدارت ومشت تاركتهم راجعه للمخيم بروحها.. ما قدرت سحر تسمع اللي قالته لكنها أدركت إنها كلمة سب أو شتم فيها ..!
رفعت حاجب واحد وهي تتابع مشيتها السريعة الراجعة للمخيم !.. وجد ما اهتمت هالمرة .. ولا حست أنها غلطت بالعكس ما تدري ليش يوم ردّت عليها ملاها شعور ايجابي عكس أمس لما كنت تنغز بالكلمات والنظرات وتسكت لها بحسن نيـة !!

لفت شادن بدهشة لـ سحر اللي تعاملت مع البنت بأسلوب مو أسلوبها : سحر شفيك الله يهديك أول مرة أشوفك كذا ؟
سحر ابتسمت برضا : وش تبيني اسوي أظل ساكتة كل مرة ؟!.. أنا لأني سكتْ لها المرة الأولى والثانية حسبت الأخت إني ضعيفة وتقدر تدونسي على هواها كل ما بغت.. البنت وقحة يا شادن لا يغرك هدوءها ووجهها البرئ !
شادن بضيق : البنت مسكينة يا سحر !
سحر بحنق : أي مسكينة والله إنها عقرربة .. أنا مثلك يوم شفتها أول مرة حسيتها مسكينة وعلى نياتها.. وحاولت أتقرب منها بحسن نية عشان ندمجها معنا..بس طلعت غلطانة وليتني تجاهلتها من البداية !
شادن بضيق : سحر البنت مو قصدها ليتك طنشتي
سحر بقهر : شادن المشكلة انك سمعتي اللي قالته وتقولين كذا !..هالأشكال ما ينفع معها التطنيش ..وربي لو كررت قلة أدبها معي مارح أخليها تمر بالساهل ..
شادن باستغراب : سحر ما خبرتك جريئة كذا ؟؟؟؟

سحر وهي تتنهد : انا خلقه قلقانة هاليومين وأعصابي متوترة تجي ذي تكملها علي بأسلوبها.. والواحد له طاقة حِلم وأظن ان بسمة خلتني اوصل لهالمرحلة.. (بحنق).. وجع والله قهرتني !
تنهدت شادن ومسكت يدها : خلينا نرجع نشوفها.. والله تكسر الخاطر تحسينها مع نفسها
رفضت سحر وهي تفك يدها : ما بقى الا اروح لها ، تبين تروحين انتي روحي ..
؛
×
مشاعل ورهف وأروى.. لازالوا حول النار وكل وحدة تنعم بفروتها ودفا النار اللي يحميهم من البرد المتزايد.. مع لفحة رطوبة تزيد مع الوقت بسبب ريحة المطر والغيم !
شافوا بسمة تمر من جنبهم ..وشكلها ما كان طبيعي ..ما ناظرتهم مرت وتعدّتهم ..ونصت الخيمة ودخلت !
ما اهتموا لأن شكلها كانت مستعجلة ..
بعد دقايق وبعز سوالفهم .. قالت مشاعل يوم تذكرت باقي حلوياتهم من أمس
ابتسمت : اقووول وش رايكم نشوي مارشميلوو..كل العدة معي ترا تجربة حلوة ما قد جربتوها ؟؟؟
اروى : جدد؟؟.. جيبي بديت اجوع وشكل الغدا بيتأخر !!!
نطت مشاعل من مكانها وهي تلم جكيتها اللي مبطن بصووف .. واتجهت للخيمة اللي كانت خالية لأن الأمهات تركوهم من دقايق وراحوا يمشون حول المخيم يستمتعون بالجو قبل الغدا ..
الغريب انها يوم قربت من الخيمة .. سمعت صوت بسمة .. تتكلم مع أحد .. بصوت مو طبيعي وشكلها كانت تبكي !!
غصب عن مشاعل وقفت عن الباب ما دخلت .. وهي تسمع بانصات
"مالي شغللل أبي الخطبة تنعلن اليوم على أهله مليت اصبر بكمل السنة يا بابا وانت تقول انه يبي ينتظر .. لمتى يعني تراني ماسكه نفسي ما قلت لهم ، لأنك قلت لي إنها رغبته "
عقدت مشاعل حواجبها وهي تستمع بانتباه يزيد..واستغرابها يزييد !
بسمة "بابا ابيهم يعرفون وخصوصا هالزفت ..تعبت أنتظر مابي وحدة ثانية تسرقه مني وياخوفي انه يماطل ما يبيني (تبكي) "
سكتت شوي تسمع لأبوها ..ثم قالت بقهر وحقققد
"والله والله ترا أعلمهم وأبيع السالفة مليت اصبر وانت تقولي انتظري خلاص مو يكفي انه ما شافني حتى طول هالمدة (لا زالت تبكي) "
مشاعل من جد ركّزت وهي مو فااهمه شي.. وش السالفة شفيها هالبنت الغريبة ؟؟؟
بسمة بتهديد "بابا تفاهم معه أبيهم يعرفون اليوم قبل بكرررة ولا أنا اللي بقولهم وأحرق قلبها الزفت"

انتبهت لـ دخول مشاعل اللي اتجهت مباشرة للمكان اللي تحتفظ فيه بحلوياتهم والتشوكليت .. وملامح وجهها عادية وكأنها ما سمعت شي.. رجعت لأبوها بسرعة وربكة : خلاص بابا اكلمك بعدين !
نزلت جوالها وعلى طول راحت تدوّر كلينكس بشنطتها .. مسحت دموعها وهي تتجاهل تناظر فـ مشاعل اللي اخذت الكيس.. ولفت على بسمة بابتسامة وملامح عادية ولا كأنها سمعت شي : بسمة تعالي لجلستنا برا
بسمة وهي ما تناظرها : طيب دقايق وبجي
طلعت مشاعل اللي ما درت ليش طقها الفضووول وحست إن هالبنت وراها سر.. ترديدها لجملة .. "يعرفوون اليوم !" ما تدري ليش شكّت انها تقصدهم.. أصلا خير ليش كانت تبكي !!
×
؛

طلعت وهي شايله الكيس راجعه للبنات .. شافت سحر جالسه معهم وشادن جايه جهتها بسرعة .. تعدّتها ودخلت الخيمة وشكلها تدوّر بسمة ..
وصلت للبنات ورمت الكيس وهي تجلس
وقالت بعفوية : الحين تأكدت ان هالبنت مب طبيعية !
ناظروها البنات باستغراب
اروى : مين؟؟
مشاعل : بسمة... غريبة البنت أحسها ما تقبّلت أحد مننا كثر شادن ..
سحر وهي تبتسم بسخرية : ولا كرهت أحد مننا كثري !
جلسوا يتسلوون بالتشوكليت والمارشميلوو .. لين وقت الغدا ..
؛
:
بعز جلوسهم ومتعتهم ..
حست سحر.. بقطرة رطبة تطيح على يدها الممدودة للنار ! ، رفعت راسها للسما باستغراب واكتشفت انه مطر.. لأن القطرات طاحت بكل مكان حولهم
صرررخت مشاعل من الفرررحة والجنون اللي ركبها يوم حست إن أمنيتها تحققت : مططططططططططططر
رهف وأروى اللي كانوا مربوطين ببعض بالفروة.. قاموا بسرعة وركضوا للخيمة مو مستعدين إنهم يتبللون لأنهم ينتفضون من البرررد ..
سحر وهي حاطه يدينها الثنتين على راسها .. ومكشره من هطول المطر على عيونها واللي كل ماله يقوى : مشششاعل خل ندخل بسسسرعاااااه..
شافت برق يلمع بالسما.. تلاها صاعقة تضرب بالأفق وبعدها صوت رعد مدووي
صرخت وهي تنحاااش : ادخلي يا خببللللة لا تضربنا صاعقة !
مشاعل ما اهتمت ظلت واقفه لدقايق .. تحت المطر بوناسة واستمتاع .. البرد نفض عظامها بس مع ذلك عرفت إنها لحظة ما تتكرر ولا تبي تفوّتها !!
ما دخلت إلا يوم جتها تهزيئة من أمها .. اللي رجعت مع باقي الأمهات وشكلهم قطعوا جولة المشي حقتهم وهربوا للخيمة من المطر اللي تزايد بقوته !
مشاعل : دقيقة يمااااه مطططر زمان عنه
ام محمد وهي واقفه بعصبية عند مدخل الخيمة تحتمي من المطر :مشييعل وصمممه تبين تمرضين دخلي قدامي اششوووف !!

بسبب الجو بالخارج ..
حطوا الغدا داخل الخيمة .. وكان ممتع ذيك اللحظات .. لحظات الأكل وانت تسمع ضربات المطر على الخيمة من الخارج والهوا اللي كان ثاير ..
:
×

مخيم الشباب ..
الكل دخل الخيمة بعد ما اشتد المطر عليهم .. حطوا غداهم وبدوا ياكلون ما عدا عمر وبندر سرقوا اللحظات ووقفوا على باب الخيمة يتأملون المطر اللي كان جميييل .. ويسلب العقل بكل ما للكلمة من معنى !
عمر وهو متسند بيد وحده على المدخل.. ومتخصر بيده الثانية : روعة الجو !
بندر وهو يتأمل المنظر .. وما يدري ليش كان يحس إن المطر بروحانيته كان يغسل روحه معاااه .. تنشق ريحته اللي سيطرت على الأرض.. الرمل صار طين والنار برا انخمدت !
قال : ليته يبقى كذا لين نرجع !
ناظره عمر بابتسامة : صحيح انت تعشق المطر .. خابرك بهاللحظات يطلع جنونك لازم تتسبح فيه .. وش فيك هالمرة ؟؟
بندر وهو يضحك : هههههه تبي ينفضني البرد !.. ودي وبموت عشان اسويها بس أنا خلقه اليوم مصددع وراسي الحين يعورني وهالحركة ممكن تمرضني وتزيده علي..
عمر باهتمام : ريّح طيب واضح وجهك أصفر !
بندر استدار ومشى ياخذ مكانه على سفرة الغدا : بتغدا وبنام لي ساعة وبرجع تمام..هي كله لأن لي يومين ما اخذت فيتاميناتي خلصت وما خذت حسابي قبل لا أجي
رجع عمر يتأمل بالمطر .. المنهمر واللي يغسل الأرض قدامه!! .. ليته يلاقي اللي يغسل روحه بهالبساطة والسرعة .. لعله يرتاح !
لاحظ ان المطر قد ياخذ فترة على ما يوقف ... فكر بينه وبين نفسه ...إن استمر المطر بانهماره فترة طويلة .. فما رح يقدر يوفي بوعده لعياف اللي وعده فيه أمس بالمكالمة !
تنهد من قلبه واستدار .. وانضم لسفرة الغدا
×
؛
لكن المطر ما استمر فترة طويلة ..
كلها ساعة أو أقل.. وخفت قوته ..ثم توقف نهائياً ..
رغم ان الغيم لازالت ساكن السما وما يمنع احتمالية هطوله من جديد... تجددت متعتهم لأن الجو عقب المطر كان جنان وشي خيااااالي !
قرروا الأمهات مع البنات فجأة .. إنهم ياخذون رحلة مشي يبتعدون فيها عن المخيم ويتأملون آثار المطر بالمنطقة ..
الوحيدة اللي اعتذرت فيهم .. كانت سحر اللي فجأة حست بآلام رجلها المصابة ..ترجع تثور عليه ..
ناظرتها أمها اللي كانت تستعد للخروج : ماما متأكدة ما تبين تجين ؟؟؟
سحر بابتسامة وهي جالسه بتعب : ايه يمه روحوا انا بريّح رجلي أحسها شوي تعورني مقدر أمشي عليها لفترة طويلة .. وراسي شي مصدع لأني ما نمت كويس أمس.. اخاف يدخلني برد وأتعب زيادة
امها : خلاص شوي البندول بشنطة بيان عند الخدامة اذا احتجتيه
سحر : ان شاء الله

طلعت أمها .. وشوي طلت عليها مشاعل اللي كانت مثقله لبس ومليون قطعه وقطعه لابستها من كثر ماهو برد ولفحة هوا صاقعه !
مشاعل : ما رح تجين معنا ؟.. قومي ما في أحلى من المشي عقب مطرة قوية !
ابتسمت سحر : روحي مشمش انا مقدر امشي معكم رجلي ثايره علي مدري شفيها !
مشاعل راعتها لأن واضح على سحر إنها مرهقه ..ورجلها مو مقصره فيها
مشاعل وهي تطلع كاميرتها الدجيتال من جيبها : ولا يهممممك بوريك الصور الخطيرة اللي بصورها ..
سحر بضحكة : هههههه وربي انتي فلتة.. روحي اقول شكلهم مشوا وخلوك ما اسمع حسهم
انتبهت مشاعل وركضت برا ..وفعلا لقتهم مشوا الأمهات والبنات سوى وسبقوها !
:
×
عند الشباب ..
الحال نفسه ..
الكل سكنهم الحماس انهم يطلعون يمشون بالمنطقة بعيد عن المخيم يعيشون الأجواء الخيالية اللي ما تتكرر كثير..
ما عدا اللي كان مصدع .. وتعبان ..واللي فضل انه يجلس وينام شوي ويرتاح

داخل الخيمة
خالد ناظر فيي بندر المنسدح وهو يلف شال ثقيل حول رقبته : بندر ما ودك تطلع معنا الجو خيالي؟
بندر وهو مغمض عيونه وهو حاط يده على عيونه : مالي خلق... روحو انتوا
خالد باستغراب : شفيك بندر؟؟...تعبان؟؟
بندر : شوي... يبي لي أريح شوي
خالد : وش تحس فيه؟؟؟
بندر : أبد .. راسي يعورني... وأذني تطن!
خالد باهتمام : أعراض فقر دم .. اكلت فيتاميناتك؟؟
بندر : نسيت إني قلت لك إنهم خلصوا.. ان شاء الله اذا رجعت الرياض شريت جديدة كلها فترة راحة وبرجع زين.. هو بس صداع وتعب لأني من أمس ما وقفت عن الركض فحسيت بارهاق
خالد : متأكد بتجلس لحالك .. ترا محد بيدري عنك لو جاك شي.. حتى الحريم طلعوا يمشون توها امي اتصلت فيني .. بتجلس لحالك وانت تعبان؟؟
ابتسم بندر يطمنه وهو مغمض : مب أول مرة ابقى لحالي يا خالد .. أعرف اتحمل مسؤوليتي !
خالد باهتمام : زين أجل ارتاح وريّح جسمك هالساعتين
بندر وهو متخددرر : ولا يهمك رح استانس انت بس

طلع خالد ولحق الشباب اللي بدوا مشيهم مع الرجال الكبار تحت السما بالمغيمة بمنظر خيالي ..
وظـل بندر لحاله يحاول ينام ويتخلص من التعب اللي متمكن منه .. والنفسية الزفت اللي مو راضيه تخليه بحاله مهما مثّل العكس !
؛
×
فتحت عيونها بعد ما خذت غفوة قصيرة ما استمرت 10 دقايق ... واستغربت الهدوء بالمخيم..هي تدري ان البنات راحوا بس الغريب حتى الشباب ما عاد لهم صوت !
قامت قاعدة وهي تتثاوب... وقفت ولبست جكيتها الثقيل الطووويل.. اللي يوصل لحد ركبتها.. وقررت تتمشى عالأقل بالمخيم بعد ما ضيعت على فرصة الاستمتاع بالمناظر مع البنات ..
لفت شال كبير على راسها يحمي اذنها من البرد اللي يزداد مع الوقت..

طلعت والتفتت لخيمة الخدم.. وسمعت سواليفهم داخلها... لكن من ناحية ثانية المخيم هالساعة كان هاااااااادي وساكن بشكل عجيب وكأنه انهجر للأبد ! ..المخيم من غير صوت كئييييييييب وما تدري ليش جاها هالأحساس .. من الهدوء العامر بالمخيم فهمت إن الشباب من جهة ثانية غادروه وشكلهم راحوا يتمشون مثل البنات بالضبط !!
تحركت ومشت شوي .. لكن استوقفها الصوت اللي سمعته !
سمعت صوت شي يطيح عالأرض.. ومعها صوت ونّة... التفتت للمصدر....واتسعت بؤرة عيونها ... يوم شافت بندر متسند على عامود خيمة الأغراض بيد...واليد الثانية على راسه ... وكاس معدني طايح عند رجوله..
كان شكله بذيك اللحظة.. مو طبيعي !!
رقع قلبها يوم شافته يترنح .. كأنه بيطيح!!... ويتعنز على العامود بيده الثانية... والواضح عليه انه مو قادر يشيل ثقل نفسه..

كان رغم قوته الجسمانية إلا ان التعب واضح عليه... حست إن وقوفه مو متوازن... لأن فجأة مسك راسه وطاح على ركبته ..
صرخت من غير شعور وهي تركض له : بننننننننننننننننننندر..

طاحت جنبه من الخوف.. وهي ما تدري وش تسوي ، .. وقالت بخوف : بندر شفيك؟؟
قال من غير ما يفتح عيونه.. بصوت واااططي : مافيني...شي...
قالت وصوتها الناعم ..يهتزز ، ويرتعش : شلون ما فيك شي؟؟.. انت تعبان؟؟

كملت يوم ما رد.... وهي تناظر الكاس المكبوب..والبقعة المبتلة بالموية عقبه : تبي مويه؟؟
بندر والدوخة ماسكه راسه.. بضعف : لا... بس ...أبي أر..وح للخيمة...
وبهدة حيل قال : ساعديني !

اهتز قلبها من نبرته الضعيفة .. تلفتت وهي توقف يمين وشمال.. لعلها تلمح أحد من الشباب موجود... لكن الصمت يعم المكان.. ما عدا لهاث بندر..
وينهم.. ليش محد موجود بهالوقت .. ليش راحوا ؟؟؟
رجعت تنزل عنده... ومن غير شعور لقت نفسها تحط يد ورا ظهره .. واليد الثانية تمسك يده... وبصعوبة أسندتـه.. وقف وهو يترنح.. بغى يطيح عليها لولا حطت رجلها عالأرض.. وقالت برجى وخوف : امسك نفسك بندر..
فتح عيونه المرهقه... وطاحت على وجهها اللي يناظره بخوف... كانت أقصر منه ، وأضعف بالنسبة لبدنه العريض... وقريبة ! .. قريبة جداً !!.. بشكل يتعبـه أكثر.. ويتعب قلبه!!

قال برجى وألمه العاطفي يزيد : خليني أروح لحالي سحر.. أقدر..
حاول يفكها ويحرر نفسه من يدينها اللي لامه ظهره... لكن ما سطى قلبها تتركه وهو حتى التوزان عنده مختل : لاااا.. خلني أوديك معليش بندر..

طالعها بنظرة .. هزت كيانها !!..
باختصار
في هاللحظة
هاللحظة بالذات ...ومع ذيك الملامح
بدت تفهم مشاعر بندر.. اجتاحها طوفااااان خذاها يمين وشمال من غير رحمة
كانت نظراته عتاب... عتــاب صريح...
غمض عيونه وشاح وجهه... وكمل مشيه الأعرج وهي تساعده..
دخلت الخيمة الخاصة للشباب وهي تساعده... وحمله كان فوق طاقتهااا لأن بندر كان رامي ثلاث أرباع حمله عليها... وصلته للمكان اللي ينام فيه.. ورمى عمره بكل تعب.. ما صدق يتحرر من يدينها

طلعت دموعها بعيووونها .. بندر يهمها يهمها يهمها ، كيف ما تخاف عليه : بندر....بندر... شفيك قولي.. وش تحس فيه؟؟... تبي المستشفى؟؟؟
ما رد عليها... وزاااادت روعة وخررعة عليه... شافت العِرق اللي برقبته ينبض بوضوح وسرعة شديدة... بغت تنجن لأن وجه بندر كان أصفرر ، مخطوف !
طلعت جوالها وحاااولت تتصل على خالد.. لكن الارسال كان معدوم بذاك الوقت ، وكان بحالة تذبذب ضعيف ما ساعدها..
دست الجوال بجيبها ورجعت لـ بندر .. جلست جنبه برعب ،، وطلت على وجهه وهي خاااااااااااااايفه : بندر ..رد علي.. بندر

مارد عليها... كان مغمض عيونه بشكل أثيري وعقدة بين حواجبه..
شهقت بقووووة مثل المكتومة.. وصاااااحت وهي تمسك ذراعه : بنــدر رررررررررررررد عللللي...

فتح عيونه... والمفاجأة.. إنه ابتسم.. ابتسامة جانبية خفيفة..

توقفت شهقتها بنص الطريق... بس دمعة سالت وهي تقول : شفيك ؟.. وش تحس فيه؟؟؟
قال بهدوء ما يبي يخوفها : صداع.. وتنميل بيديني... ودوخة... عادي... شوي وتروح

قالت بعفووووية : فقر دم؟؟؟
ابتسم وكمل وهو يغمض عيونه بصوت هاامس ، مليان بحة : ايه... شوي ويخف
بكت لأن وجهه أصفر : متأأكد؟؟؟
فتح عيونه .. وناظر دموعها اللي تسيل سيلان على وجهها... حلم ولا علم.. سحر تبكي قدامه... كانت حلوة بدموعها... ومبعثرة ، ومرتبكة ، وحالتها مو طبيعية... لدرجة انها قامت تتصرف بعشوائية..
ارتعشت شفاة سحر وهي تشوفه صاااااامت لكن اصفرار وجهه ما خـف... وانهـز بدنها يوم شافت من جديد.. نفس نظرة العتاب الغريبة .. قبل لا يغمض عيونه.

شهقت خافت لا يكون اغمي عليه : لحظظظة لا تنوووووووووم خلك وااااااعي....
وقالت وهي تقوم واقفه والصياح مالي صوتها.. لأنها ما تعرف تتصرف بهالموااااقف.. ولا عندها خبرة في مواجهة المواقف الصعبة : دقيقة بندر بشوف لك عسل !!...يقويييك..
وركضت مثل الملحوووقة برا ...وهي تشهق ما تدري وش تسوي... تلفتت عالبر حولهم لعلها تلمح رجوعهم... بس البر حولها فاااضي.. مافي صوت يدل على قرب عودتهم..
كملت للخيمة المخصصة للخدم والأغراااض ودخلت وهي تصيح .. شافتها خدامة عمها وسألت بخررعة : سحر ايش فيه؟؟؟
صاحت وهي واقفه بدون حيله : أبغىىىىى عسل... وين العسل؟؟؟
الخدامة بسرعة طلعت لها علبة عسل طبيعي .. وسألت وهي تحضنه لصدرها مثل اللي خايفه تضيع كنز ثمين : وووين حبة اسود .. فيه حبة اسود؟؟؟
الخدامة بحيرة : حبة اسود؟؟؟
بكت سحر وصاحت وهي تشاهق... خايفه من اللحظة الجاية : ووووووووين حبة اسود بسرعه.................. (وصاحت وهي واقفه)
الخدامة اختبصت.. وطلعت علبة صغيرة فيها حبة البركة .. وبسرعة خطفتها سحر لحضنها ورجعت تركض وهي تشهق..

دخلت الخيمة.. لقت بندر مثل ماهو ساااااكن من غير حراااك .. عيونه مسكره ..ومنظره يوحي انه مغمى عليه !! ما تدري اذا واعي أو لا...
ما تدري وش اللي خلاها بهاللحظة..تتذكر كلام خالد مرة ..ومحاضرته المملة لها عن فقر الدم.. وكيف طريقة علاجه ، بأكل العسل ممزوج بحبة البركة...كانت تظن انها نست هالمعلومات اللي ما منها فايدة.. لكن اليوم ذكرتها من غير قصد.. وشكلها بتفيدها !
جلست عند بندر ويديها ترتعش... وحاولت تفتح اللي بيدينها وهي تنوح من قلب مو عارفه تهدى.. ودموعها متعلقه بخدودها بسيلان مستمر

فجأة سمعت شي ما توقعت تسمعه ...
ضحكته !!
رفعت عيونها مصدومة...
كان يبتسم .. وهو حاط يده على جبينه ..
قال وهو مغمض : كبرتي السالفة وهي صغيرة... يا سحر..
ارتجفت شفاتها .. وما قدرت تتكلم..

قال بهدوء من غير لا يفتح عيونه : انا بخير .. مافيني الا العافية
صاحت بوجهه : كنت بتطيح من الدوخة وتقول ما فيك شي... خذ كل هذا بسرعة
شالت ملعقة عسل بالحبة السودا.. ومدت الملعقة له وهي مرعوبة : بسرعة كلها!

لقى نفسه يمد يده بهدوء ..وياخذ الملعقة... وياكلها مرة وحدة..
ويوم شافت ان اللون رجع لوجهه ... قامت واقفه وهي تبكي : يا سخخخخخخخخخخخخخييييف...

وطلعت من عنده وهي تصيح.. ويدها اليمنى على خدها الأيمن !!
استجمع حيله الباقي .. وجلس منصدم من ردة فعلها... هو صحيح كان تعبان ودايخ ومو قادر يشيل نفسه... بس من انسدح وريح راسه .. بدا يحس بتحسن خفيف...
ابتسم بحنيـة.. فديت قلبـــها !


ما تدري ليش قالت له هالكلمة... بس الخوف اللي عاشته مو هين لأنها فجأة حست بالمسؤولية بوجودها لحالها هنا .. وكان لازم تتصرف بسرعة..
وما تدري ليش بابتسامته حست إنه يتلاعب بأعصابها !!
::

جلست نص ساعة برا لحالها..تمسح دموعها... وكل ما مسحت دمعة هلت بدالها عشر.. وش حقيقة هالمشاعر !!
اللي حست فيها ناحيته !!
واللي شافتها تنبع بعيونه !!

وقفت عند سيارة خالد تبكي.. لأنها أقرب سيارة لمخيم البنات... وابعد مكان عن مخيم الشباب..
وهي كانت بهاللحظة... تبي تبعـد عنه..
لعلها تفهم ..!! وتستوعب !
لو رايحه مع امها والبنات .. كان ما مرت في هالموقف اللي يختبر درجة تحملها ، وقوتها ... وهي عارفه انها ضعيفة بهالمواقف.. حتى بندر خلته يضحك عليها وهو كله فقر دم !!
رفعت جوالها بتدق على أمها .. مـا لقت الارسال.. حاولت تدق على مشاعل لعل وعسى... بس برضو ما كان فيه غير اشارة وحدة ما ساعدتها !

حست بخطوات ثابتة تقرب.. من وراها ... ولا التفتت... عيونها للحين محمرة من الموقف اللي طيّحها بندر فيه..
جاها صوته.. متعااافي وكأنه رجع مثل ما كان وأفضل : كنت أدورك .. خفت لا يكون انحشتي من المخيم كله !
سكتت... وتحفظ غريـب سيطر عليها .. ما تدري ليه !!... بدت تخاف... منــه ...لسبب ما تعرفه..

ضحك : هههههه ..آسف سحر... خوفتك
قالت من غير لا تلف : شخبارك الحين؟؟
قال : لا الحين عاااال العال... مفعول العسل والحبة كان خطير .. أحسن من الفايتامينات اللي اخذها..
لفت ومشت عشان تتجاوزه : زين ..
مرت من غير لا ترفع عينها له... شعور غريب اجتاحها اليوم من تصرفات بندر ... أو ... نظراته بمعنى أصح...
هالشرارات خلقت نوع غير مألوف من التوتر..
بندر من غير لا يلف : وين رايحه؟؟
وقفت وناظرته : بروح للخيمة... تبي شي؟؟
ابتسم من غير لا يلف.. وبنبرة غريبة صعقتها : ليش مصررة تتجاهليني .. وتخليني مثل الغبي يا سحر ؟؟؟؟



يتبـع ..
بانتظاركم يا قمامير ..




5dooj 06-12-10 04:26 PM

في انتضااااااااااااااار البارت الجي بفاااااااااااارغ الصبببر و على احر من الجمر

00رؤى00 10-12-10 12:24 PM

الجزء رووووووووووووووووووعه ومتابعينها بشوق انا متابعه الروايه من اول قبل سنتين او اكثر وفرحت ان الكاتبه رجعت تكملها

مشكورين على النقل وننتظر التكمله بكل شووق

#قنوع# 10-12-10 11:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بجد الكاتبه كملة الروايه ولا اشاعه؟؟؟؟؟؟؟

بليزززززز انا لي اكثر من سنه ويمكن سنتين وانا كل يوم انتظرها ولكن بدون فايدة..

بليز ابي خبر صدق يكوووووون

هل الكاتبه رجعت تكمله الروايه ولا لا؟

انتظر الرد باسرع وقت

♫ معزوفة حنين ♫ 11-12-10 12:46 AM





تسسللللمون عالمرور كلكم ^_^ ..
ايوة ..
الكـــآإتبة رجعت تكملها ان ششاااء الله ..




♫ معزوفة حنين ♫ 11-12-10 12:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر (المشاركة 6430155)

:

صباح الخير
عذرا للتأخير الخارج عن الارادة ..
بالنسبة للبارت .. فما كتبت منه الا الربع .. لكني رح أنزله الحين على شكل فصل
هالفصل ما كتبته إلا اليوم وهو جزئية صغيرة جدا
هالفترة أمر بفترة اختبارات مثل الكل..فما أملك الوقت لكتابة جزء كامل !
اللي كتبته اليوم جزئية صغيرة تجمع أربع شخصيات فقط كأحداث اساسية
ورح تلاحظون قصره !
لكن تقديرا لانتظاركم قررت أنزله مع صغره ..

ارجو محد يشكي من قصره مع اني متوقعة ان بعضكم رح يتجاهل طلبي هذا ويردد ان البارت قصير
اتمنى تراعون عذري.. وتقبلون البارت أيّا كان من غير تذمر
هالبارت كان من المفروض ينختم فيه رحلة البر لكن بضطر أأجله للفصل الباقي

دعواتكم هالأسبوع مرة مشغولة







هذا كـــآإن إعتذار الكـــآإتبة عن تآخر بارت هالآسبوووع ..!




♫ معزوفة حنين ♫ 11-12-10 11:15 PM



الجـــزء 24 ..
(الفصل الأول) ..
--------------------------


جلست نص ساعة برا لحالها..تمسح دموعها... وكل ما مسحت دمعة هلت بدالها عشر.. وش حقيقة هالمشاعر !!
اللي حست فيها ناحيته !!
واللي شافتها تنبع بعيونه !!

وقفت عند سيارة خالد تبكي.. لأنها أقرب سيارة لمخيم البنات... وابعد مكان عن مخيم الشباب..
وهي كانت بهاللحظة... تبي تبعـد عنه..
لعلها تفهم ..!! وتستوعب !
لو رايحه مع امها والبنات .. كان ما مرت في هالموقف اللي يختبر درجة تحملها ، وقوتها ... وهي عارفه انها ضعيفة بهالمواقف.. حتى بندر خلته يضحك عليها وهو كله فقر دم !!
رفعت جوالها بتدق على أمها .. مـا لقت الارسال.. حاولت تدق على مشاعل لعل وعسى... بس برضو ما كان فيه غير اشارة وحدة ما ساعدتها !

حست بخطوات ثابتة تقرب.. من وراها ... ولا التفتت... عيونها للحين محمرة من الموقف اللي طيّحها بندر فيه..
جاها صوته.. متعااافي وكأنه رجع مثل ما كان وأفضل : كنت أدورك .. خفت لا يكون انحشتي من المخيم كله !
سكتت... وتحفظ غريـب سيطر عليها .. ما تدري ليه !!... بدت تخاف... منــه ...لسبب ما تعرفه..

ضحك : هههههه ..آسف سحر... خوفتك
قالت من غير لا تلف : شخبارك الحين؟؟
قال : لا الحين عاااال العال... مفعول العسل والحبة كان خطير .. أحسن من الفايتامينات اللي اخذها..
لفت ومشت عشان تتجاوزه : زين ..
مرت من غير لا ترفع عينها له... شعور غريب اجتاحها اليوم من تصرفات بندر ... أو ... نظراته بمعنى أصح...
هالشرارات خلقت نوع غير مألوف من التوتر..
بندر من غير لا يلف : وين رايحه؟؟
وقفت وناظرته : بروح للخيمة... تبي شي؟؟
ابتسم من غير لا يلف.. وبنبرة غريبة صعقتها : ليش مصررة تتجاهليني .. وتخليني مثل الغبي يا سحر ؟؟؟؟


هالنبرة .. جعلتها تجمد مكانها ..ونفضة تسري بأوصالها !!
مارح تحلف إن صدمتها من نبرته كانت أكبر من صدمتها من كلماته وخلّتها من غير شعور وبردة فعل تلقائية..تستدير بقـوة ناحيته.. والدهشة تملا ملامح وجهها الباكي اللي لا زال يحتفظ بآثر الدموع !
طاحت عينها عليه وهو واقف على نفس وضعيته القديمة.. معطيها ظهره بعد ما رمى كلماته الغريبة !
انعقد لسانها وتمكّن منها التوتر يوم حسّت إن بندر بهاللحظة طاله شي من التغيّر ... ما قالت شي ولا قدرت تنطق بحرف ،، ولا ما فهمت مغزى اللي قاله وكل اللي سوّته ناظرته بصدمة تنتظر تبرير.. أو توضيح !!
يوم لاحظ صمتها من وراه ..استدار بشويش نصف استدارة .. ونظراته تتسلط عليها وهي واقفه قدامه بنظرات يملاها الدهشة البالغة ! ، ما يدري ليش ابتسم بقهر على هالتعابير البريئة اللي بوجهها الناعم !
يوم شاف ملامحها قال بذات النبرة : ليش مصرة توصليني لهالحال؟.. سنتين يا سحر مستحيل تكونين ما لاحظتي !!
عقدت حواجبها بقلق ..وقلبها يدق .. بـ تسارع ..
ويتسارع ..
ويتسارع مع الثواني !
خفقان شديد ازداد داخل اضلاعها وهي تتذكر نظراته قبل دقايق..وكأنها جالسه تربط الأشياء ببعضها ،
كلماته الجديدة .. أثارتها وهي تحس إن قوّتها كانت تتلاشى وهي تناظره.. واقف قدامها بشموخ !
بندر كمل بنبرة هجوم فاجأ سحر اللي كانت تناظره بصدمة وضياع وتشتت وهي تسمع ..من غير صوت يصدر من حنجرتها : هالفترة الطويلة تلغي كل الأعذار بالنسبة لك ( بسخرية) سنتين يا سحر ما تظنين انها كثيرة عشان تفهمين ؟!
ارتعشت شفاتها وهي تناظره مو مستوعبة الكلمات اللي باغتها فيها بندر على حين غرة ..
قامت تناظره وهي ترمش باستمرار والتشتت سيطر عليها .. من نظرة بندر الغريبة اللي ما كانت نظرة بندر الحنونة المعروفة !!
كانت نظرة غير..!!
غير مرة !!
شي مختلف !!
اختلف بندر في هاللحظة.. عن بندر الحنون الرقيق اللي كان داخل الخيمة قبل شوي !! وكأن التقارب اللي صار بينهم قبل شوي.. كان شي من الخيال المستحيل !!

كان يحدّق فيها بنظرة "غاضبة" .. وهي ملتزمة الصمت والسكوون ! ،، مثل الصنم ..
الشي الوحيد اللي كان يصدر ردة فعل منها.. هي رموشها !!
بندر وهو يرفع حاجب واحد وقرر يحط النقط عالحروف ..وبهاللحظة بالذات ..
قال بنبرة توجيه إتهام : ساكتة؟؟
سحر تناظره مصدومة من شكله ونبرته وكل شي فيه !!
قال باحتقارية غريبة اجتاحت نبرته فجأة يوم شاف صمتها المتواصل : مهما كنتي بريئة الأكيد انك لاحظتي ولو مرة وحدة طول هالسنتين !! (ابتسم بسخرية على نفسه ) ليش كنت أظنك جاهله فيني طول هالوقت .. ليش ما حطيت احتمال من بدري إنها حركة مقصودة منك عشان تتجنبيني !!
تغيّرت ملامح وجهها .. لدهشة .. وحيرة .. واستفهام !!
ناظرته وهي تعقّد حواجبها مو مستوعبة هو وش قاعد يقول !!
تقّدم بندر ببطء .. بخطوات بطيئة لها وهي واقفة مثل المسمّرة بالأرض ..بس تناظره بعيون صامتة وحايرة !!
وقف قبالها وملامح وجهه تزيد خيبة أمل وغضب .. وكأنه بهاللحظة سمح لكل المشاعر السلبية مثل الحزن وخيبة الأمل والقهر..إنها تسيطر عليه وتنعكس على صوته وملامحه بوضوح يوم قال : أبي اعرف اذا عاجبتك حالتي ؟.. أبي أفهم بس يا سحر لأي مدى كنتي مرتاحه وانتي ملاحظة اهتمامي فيك وتقررين بنفسك إنها...(سكت لحظة ... طالعها من فوق لـ تحت بسخرية صدمتها.. وكمل )...أخوّة !!

أخوّة !
أخوّة !
تذكرت كلماته قبل ليلتين ..
"بس أنا ماني أخوك يا سحر.. يكفيني أختين !! "
صحيح !!.. تتذكر كلماته الغريبة يومها.. والتشتت اللي صابها بسبب تغيّره عليها !!
رمشت عشرين مرة وهي ترفع بصرها له وهو واقف قبالها مباشرة.. تشابكت نظراتهم وجرحتها نظرة الاحتقار المتزايدة بعيونه وهي تبلع ريقها وتقول بصعوبة وحروف مقتوولة : ب..ندر!
استقر البرود بنظراته وكأنه لقى لحظة ينتقم فيها منها ومن نفسه : بتقولين إنك ما كنتي تدرين؟؟
فتحت فمها بتقول شي !..
لكنه سبقها وكمّل كلامه ما عطاها فرصة ..بسخرية لاااذعة آلمتها ونبرة من برودتها أشبه بالسوط : مدري ليش ما اقدر اصدق هالعذر أكثر ..ما اقدر اصدقه الحين بالذات ! .. تدرين إنه كان العذر الوحيد اللي شايله طول هالفترة عشانك... بس الحين...(هز راسه نفي بخيبة أمل ).. أحس إني بديت افهمك من جهة ثانية .. (بابتسامة قهر ممزوجة باحتقار على نفسه )... سنتين يا سحر تمحي لك كل عذر!!
كل اللي يقوله .. كان كثير عليها ..
ما قدرت تستوعب شي !
ما قدرت تستوعب بداية كلامه ..عشان تستوعب آخره !!
وبندر كانت نبرته ..كلها تُهم مباشرة .. ونبرة قهر حسستها بذنب عظيييم انهد على قلبها مثل الجبال !!
حست بعدم توازن وقوفها .. اختل طولها وهي تحاول تثبت قدام هالموج العاصف من التهم والنبرات القاسية .. والنظرات الغاضبة من بندر ..واللي كان قبل دقايق.. بقمة لطفه !!
توازنت وهي تتراجع خطوة للخلف بشكل لا ارادي.. وكنها مو مصدقه اللي بدت تفهمه ونظراتها المصعوقة مسيطرة على عيونها العسلية .. شفاتها ترتعش تحاول تجمع الحروف .. انشلّت قدرتها من الحقيقة اللي توالت عليها بلحظة واحدة ومن غير رحمة ..
وليته بندر بداها بشويش كان ممكن تقدر تتوازن !!
رفعت بصرها .. من الأرض لـ عيون بندر السودا ..واللي كان واقف وهو رافع حاجب واحد.. يتأمل ردة الفعل على وجهها.. وعدم مقدرتها على التعليق بكلمة ..أو حتى عبارة بسيطة تدافع فيها عن نفسها..سكتت وكأنها تقرّ بهالشي وبهالذنب اللي واجهها فيه !!
بس هـي ..ما كانت بالسهولة إنها تجمع رد مناسب..لأن بندر حطها بموضع "المُتهم بجريمة" بشكل مفاااجئ ومباغت ..هي ما حسبت له حساب ولا استعدت له أصلا !!
أساساً ما توقعته في حياتها كلها.. حتى تستعد له !!
فكان سلاحها الوحيد الصمت والخرس والنظرات المصدومة .. وهي واقفه بجمود ..تتلقى الصفعة من بندر وقطرات العرق بدت تلمع بوجهها رغم برودة الجو !!
بندر بنفس النبرة : لهالدرجة هنت عليك أنا ؟ لهالدرجة هان عليك واحد تقولين عنه اخوك وهو يشوفك العكس وإنتي تدرين بهالشي وتجاهلتيه.. ما تدرين ان كل التعب اللي انا فيه الحين بسبّتك !
ارتعشت شفاتها .. وعيونها طلعت من محاجرها..
قلبها صاير يعورها .. بشكل مؤؤؤلم.. مشاعرها الغريبة ناحيته ازدادت وكأن نبرته كانت تزيد من آلمها وهي تحارب هالمشاعر الجديدة من نوعها !!
قال بنبرة تنهي الموضوع وهو يتحرك خطوة يستعد للرحيل من المكان.. وعيونه مسلطه عليها وهي منزله راسها شوي بشروود وصدمة : تعبت أعاني بروحي وجبرتيني أواجه ! .. وماني نادم على هالشي طول عمري.. حاولت ابتعد يوم شفت اهتمامك بمحمد لكن انا واحد اكتشفت إني ضعيف قدامك إنتي بالذات ! ، وقررت أحطك بالصورة اليوم رضيتي ولا ما رضيتي !!
ورمى عليها نظرة أخيرة وهو يميل بجسمه ..ويتجاوزها بسرعة وهي واقفه مثل الخرساء ..
بصرها على مستوى واحد بالفراغ ! .. وفمها شبه مفتوح !!.. وأنفاسها متسارعه ..وغير مستقرة !!
نبرة بندر ..
وغضب بندر ..
وكلمات بندر ..
وخيبة أمل بندر ..
وصراحة بندر ..
كلها هدّت حيلها وهي تسمع ذيك الكلمات القاسية !!
حست فـ بلل يسيل على خدها .. وملوحة تعبر شفاتها الوردية !
ورعشة تسري بأوصالها كله !!
مطر !!
مطر؟؟

ما اهتمت للرعد اللي دوّى بالمكان.. ولا بقطرات المطر اللي رجعت تتساقط من جديد !!
ولا بالبرد اللي دخل عظامها !!
رفعت اصابعها المرتعشة.. واللي كانت تهتزّ لوجهها تمسح دموعها اللي هطلت.. لقت نفسها تبكي بلا شعور
تنتفض من غير رغبتها !!
كانت مصعووووقة
مصدوووومة .. والضربة جتها بالصميم !!
ومن كثر ما هي كانت فاقده للشعور بالواقع ..بذاك الوقت
ما حست بالمطر اللي رجع يهطل بشدة من جديد .. وبقوة تتزايد مع الثواني وهي واقفة تحته من غير حركة .. تتلقى لسعات المطر الباااردة وهي تتمكن من كل شبر من وجهها وجسدها من غير أي حماية !
تبللت سحر بالكامل والتصقت ملابسها بجسمها .. والمطر ما رحمها كان ينزل بقووة فضيعة .. وكل هذا وهي فاصلة للادراك مو واعية على المطر اللي ينزل بغزارة .. ومو مستوعبة إنها بهاللحظة لازم تهرب عن البرد والبلل !!
ببساطة لازالت عايشة الصدمة .. ومحاولة استيعاب غضب بندر !!
ما استردّت قدرة الشعور الا يوم بدت تحس بالبرد والصقوعة تتمكن من أطرافها من غير رحمة ..
لمّت نفسها بإيدينها بحركة لا ارادية وهي ترتعش.. تلفّتت حولها كنها تبحث عن أحد .. وشفاتها تهتز بقسوة بعد ما تحوّلوا للون الأزرق !
استدرات بعد ما اختلطت دموعها مع المطر.. وهي تمشي ببطء شديد لناحية الخيمة..ونظرة عيونها تسكنها الضياع والدهشة وعدم التصديق !!
ما قدرت حتى تركض ! ..دموعها المالحة ما وقفت.. والمطر كان يغسل وجهها وهي حاضنه نفسها بايدينها والبرد هالمرة كاد يقتلها !!
دخلت الخيمة هرربانة من بررد الشعور وبررد المطر..
هررربانة من غضب الرعد .. وغضب بندر !!
دخلت وهي تسكر مدخل الخييمة بيدين تنتفض ارتباك وخووف..وأنفاس لاهثة تبي تحمي نفسها من اللي برا !!
مشت للداخل والدموع تملا عينها.. والبرد سكن أطرافها .. والارتعاش سيطر على كل طرف من جسدها
استسلمت لدموعها المنهمرة..
بسبب نبرة بندر !!
وغضب بندر !!
وهجوم بندر !!
كان شي فوق احتمالها.. وهي تحس إنها مووو فاهمه شي أبداً وللحين في طور استيعاب الصدمة !
لكن اللي فهمته ان نبرة بندر .. آلمتها وجرحتها بشكل لا يُطاق !
والمشاعر اللي سكنتها .. من لحظة مرضه .. لين لحظة صراحته.. كانت مشاعر جديدة تختلف
عميقة .. عميقة جداً !
فهمت إن بندر يعني لها ..أكثر من مجرد "أخ" تتغنى فيه باستمرار !

مشت للجهة الثانية من الخيمة بخطوات مو موزوونة..وجسمها يتأرجح يمين ويسار وقطرات الموية تنزل من ملابسها بغزارة والنفضة تزيد بأوصالها ..لدرجة ما عاد حست بأطرافها واعصابها تخدررت من البرد القارص!
طاحت من طولها جنب شنطتها.. والدموع تغشي عيونها ما تشوف شي قدامها !
بكت بصمت.. بكت بدموع وهي تنتفض بررررد..
وما درت ان هاللحظة بالذات رح تكون مجرد بداية لسلسلة صدمات .. رح تقلب عليها كل حياتها !!
ببساطة ..
القادم الجاي ما رح يكون .. سهل أبدا يا سحر !!
:
×

عند البنـات..
رحلة المشي كانت جميلة ومنعشة .. مجموعة البنات مع الأمهات استمروا بالمشي بمتعة لحد ما ابتعدوا عن المخيم مسافة ماهي قصيرة وقضوا الحين ساعة الا ربع وهم يمشون لين دخلوا منطقة جديدة .. غريبة عجيبة كلها شجر متوسط الحجم ولكنه عالي واغصانه متفرعة .. ونبات اخضر يغطي الأرض بزهور بيضا صغيرة وكأنها بستان كبييير شاسع !
ما قدروا يكملون مشيهم بالبداية لأن المطر هطل من جديد.. فـ هربوا للبقعة الكبيرة اللي يتواجد فيها الشجر .. ووقفوا تحتها وهم يناظرون المطر يصب بغزارة مجنونة ومبهرة !! ويسقي الأراضي الشاسعة قدامهم !
قالت مشاعل اللي كانت واقفه جنب البنات تحت شجرة ، والأمهات تحت شجرة ثانية على بعد 10 امتار منهم : برررد بررررررد !!
شادن وهي تلمّ شالها لأنفها وفمها بقوة : له عشر دقايق يهطل الحين ! .. تخيّلوا يستمر ساعات ونضيع هنا ما عاد نرجع هههه !!
رهف والبخار يطلع من فمها وهي تتكلم من كثر ما الجو كان صاقع : المكان هنا حلو مو مشكلة أهم شي يوقف قبل لا ينزل الليل !

استدارت مشاعل للشجرة اللي واقفين تحتها .. ورفعت راسها للقمة .. تتأمل جذعها العريض بعمق .. ابتسمت ابتسامة مُتعة يوم خطرت في بالها فكرة.. ولأنها حلفت على نفسها إنه تستمتع بكل لحظة بهالرحلة ما عاق معها شي ولا فكّرت بالمخاطر !
لفّت للبنات اللي كانوا يطالعون المطر ويسولفون.. وقالت بنبرة مفاجئة : برقى !
ناظروها لقوها تسكر جكيتها بعزم .. ثم عدّلت شالها من غير أي نقاش
شادن : وشو ؟
مشاعل وهي تطقطق أصابعها بهيئة استعداد : بطلع فوق !
شادن بصدمة ناظرت الشجرة العالية المتفرعة : نعم !!
مشاعل : أبي آخذ صور حلوة من فوق للمكان والمطر قبل لا يوقف !
شادن : صوّري وإنتي عالأرض وشوله المبالغة
مشاعل وهي تحط يدها عالجذع : بدل لا أوقف هنا وما ادري متى يوقف بتسلّق ..وانتظر فوق واخذ صور بدل الوقفة هنا
ابتسمت رهف وبطريقة صدمت شادن تقدمت هي الثانية .. وبحركة مفاجئة حطت رجلها على الجذع اللي يساعد عالتسلق .. في البداية فقط !
مشاعل ناظرتها باستغراب : بتطلعين ؟
رهف بابتسامة وخلال 10 ثواني وصلت فوووق وهي تضحك ..ناظرتها مشاعل مصدومة وهي رافعه راسها لأن شكل رهف خبرة مع إنه مو مبين عليها !
مشاعل بحنق : انتظري طيب.. أنا آخر مرة طلعت فوق كان عمري 5 سنين وما طلعت الا بمساعدة من بندر بعد !
رهف بضحكة وهي جالسة على غصن سميك جدا ..وهي تحرك رجولها قدام وورا بمتعة مُغرية لمشاعل : سنتين ما سويتها !!هههههههه ذكرتيني بذكريات حلوة يا مشاعل !
ابتسمت مشاعل وتحممست .. حطت يدها عالجذع وهي تحاول تتمسك بأمكان تساعدها عالأرتفاع من الأرض.. كانت أبطأ من رهف لكنها قدرت توصل بصعوبة ..وهي تلهث ! .. كانت متهورة وما توقعت إن النزول رح يكون أصعب وأصعب من الطلوع بمراحل !
وعشان تقهر رهف .. اللي اختارت مكان قريب من الأرض .. ما وقفت عالمستوى من الارتفاع اللي وصلته رهف... كمّلت لفوق بخطوات وهي تتعنز عالأغصان وتتحدى رهف وهي تطلع
مشاعل : كانك شاطرة اطلعي فوق أكثر.. مختاره مكان واطي وش الفايدة .. كل ما طلعتي فوق كل ما كان أحلى
ضحكت رهف وهي رافعه راسه فوق تتابع مشاعل ..وجالسه عالجذع : أرفض هالتحدي لأني وحدة ما أحب الورطات ههههههه
مشاعل بابتسامة ماكرة وهي واقفه فوق بين جذعين .. واقفه على واحد.. ومتمسكه بالثاني : جباااانة !

شادن صرخت بخوووف يوم شافت ان مشاعل كل مالها تصغر وتصغر : مشييييييييعل والله لو طحتي تموتين انززززلي !!
مشاعل ابتسمت بمتعة يوم وصلت لمسافة عالية .. ناظرت قبالها مبهووورة من السما والغيم والمطر اللي بدا يخف .. والأراضي الشاسعة قدامها واللي كانت مبللة !!
دخلت يدها بجيبها .. وطلعت كاميرتها تستعد تاخذ اللقطات .. لبست الكاميرا مثل الاسوارة عشان تتفادى ما تسقط من يدها !
شغلتها وبدت تاخذ أول شي صور للبنات وهم واقفين تحت.. ضحكت لأن أشكالهم كانت صغيرة .. ثم رفعت الكاميرا للأفق قدامها تلتقط صورة .. وبعدها ركّزت على خط التقاء السما مع الصحراء .. والمطر اللي كانت يخف تدريجياً !
بحذر جلست وهي تتمسك بالجذع الأساسي .. ورجولها صارت تتدلى بالهوا وهي بقمة متعتها !!

شادن بدت تعصّب : لوين تبين توصلين ! خلاص انزلي !
مشاعل وهي تقرّب الزوم على وجه شادن المعصب .. وخذت الصورة وهي تقول : تعالي فوق خطير المكان وقسم بالله ما أكذب !
شادن : يكفي تصوير انزلي والله احسك بتطيحين
مشاعل بضحك حاولت توقف .. حست ان جزمتها تبللت وخافت تزلق.. قامت وش سوت؟؟؟ ...
حطت يدها على كوتشها وسحبته بقوة من رجلها وهي تقول للبنات تحت : امسكوا !!
شادن طارت عيونها : وش بتسووووين ؟؟؟
مشاعل وهي ترمي جزمتها عليهم : أخاف أزلق امسكوها لين أنزل
ضحكت أروى يوم طاحت الفردة عـ الأرض عندهم : هههههههههه أنا مالي دخل بجزمتك
شادن بحنق : ولا أنا ..
مشاعل بنذالة سحبت الثانية من رجلها وصارت حافية .. رفعت جزمتها بالهوا تهدد : ناويتها براسك يا أروى
وما كانت تلعب لأنها صوّبتها بقووة على البقعة اللي أروى واقفه فيها ..واللي نقزت للخلف بخووف وصدمة تتحاشى الضربة..
قامت تهدد ومشاعل تضحك : وجع يا مجنونة !
مشاعل قامت واقفه بحذر لوضعيتها الأولى وهي تتمسك بالغصن السميك اللي فوقها : هذا جزى الجبناء !
شادن بتهديد : مشيعل ترا إن توهقتي مالنا دخل فيك ..
أروى بانتقام : هين نشوف مين الجبان.. ان علقتي فوق حتى أنا مالي دخل فيك !
مشاعل بغرور وهي متمسكه بيدينها : ومين رح يطلب مساعدة جبناء مثلكم ! ( ناظرت رهف اللي كانت جالسة تحتها بمسافة ) رهف تعالي فوق
رفضت رهف لأنها تعرف الوهقة اللي بتطيح مشاعل فيها لأن طبيعة الجزء الاسفل من الشجرة غير طبيعة الجزء العلوي : سوري عاجبني المكان المسالم اللي أنا فيه !
مشاعل بنبرة استصغار : جبانة !

وقف المطر نهائيا وهم واقفين .. الأمهات اللي كانوا بعيدين عن البنات تحركوا وهم يسبحون ويهللون من جمال المكان وروعة الأجواء ..
انتبهت شادن للأمهات .. ولفت للبنات اللي فوق : يلله انزلوا أمهاتنا مشوا !
ببساطة رهف .. قفزت قفزة صغيرة لين وصلت للأرض .. واستقامت وهي تصفق يدينها ببعض عشان تنفضهم ..
رفعت شادن راسها لـ مشاعل اللي كانت بالعلالي منشغلة بالتصوير ..وواضح إنها مستمتعة من الأعماق !!
وصرخت وهي تحط يدينها حول فمها : مششششششاااااعل مشششينا ترانا !!
مشاعل بتركيز : لحظة بصور الجبال اللي هناك

اروى بحقد ونية انتقام ماكرة : مشينا شادن خليها تتوهق وتعرف منهو الجبان
شادن : هههههه صدقتي يبيلها تأديب !
تركوا جزمتها المرمية عالأرض وتحركوووا .. يمشون ورا الأمهات اللي كانوا منشغلين مع بعض بالسوالف ولهم جوهم الخاص.. ومو ملاحظين حركات بناتهم !
انتبهت مشاعل لابتعاد البنات .. نزلت الكام عن وجهها وهي تصرخ بعصبية : انتظروا يا خووونة لا تسحبون علي !

سمعت البنات يضحكون فجأة .. وصوت أروى يوووصل وهي تمشي باستمتاع من الموقف : مششششاعل شوفي اللي جايين من بعيييد ههههههههههههههههههههههههههههههه !! تصرفي لحالك مالنا دخل عشان تعرفين مين تسوين معه حركة الجزمة يا جزمة !!
رفعت مشاعل راسها وهي تتمسك بالجذع بيديها الثنتين .. لقت مجموعة رجال مقبلين من بعييييد ..يمشون بالمنطقة .. ما كانوا واحد أو اثنين .. كانوا 8 تقريبا .. يمشون بمجموعات متفررقة ومتوزعة ..وواضح انهم كانوا يتمشوون بالأجواء..
كانت تشوفهم صغار لأنهم للحين بعاد متجهين لجهة الشجر اللي كانوا الامهات والبنات واقفين عندها ..
ما عرفتهم بالبداية إلا لما .. لمحت أبوها بينهم !
تورطت لازم تنزل قبل لا يقربووون .. تحرّكت بتنزل لكنها اكتشفت إن النزول أصعب بمراحل من الصعود !
مارح تلحق تنزل إلا الرجال وصلوا !

بهاللحظة سمعت تصفييير حااد يوصلها من البنات اللي ابتعدوا وكملوا مشيهم وهم يضحكون.. وفهمت ان هالتصفير حركة تمصخر عليها !!
هيييين أوريكم !!
ما اهتمت للموضوع ولا تبي تحسسهم إنها متوهقة ! .. رجعت تجلس عالجذع بحذر .. رح تنتظر لما يتجاوزونها الشباب وبعدها تنزل بشويش وبطء وحذر..
لكنها نست ان جزمتها المرمية تحت ممكن تلفت الأنظار لها ههههههه !!

:

عند البنات اللي ابتعدوا .. واللي صعدوا مرتفع متوسط.. نزلوه الأمهات من الجهة الثانية بس البنات وقفوا علي قمته لحظات وعينهم لمنطقة الأشجار اللي تعدّوها !
اروى بمتعة : ههههههههههههههه ودي أضحك مدري ليييش
شادن كسرت خاطرها اختها بس قررت ما تساعدها هالمرة عشان تترك عنها التهور وتقيس الأمور قبل لا تسويها قالت : كسرت خاطري والله !
رهف : مشاعل ذكية مارح تنزل عشان ما يلاحظونها .. وتلاقينها مستانسة عالمكان ههههه

اروى يوم لاحظت الأمهات ابتعدوا : خلونا نمشي أمهاتنا بعدوا
شادن ابتسمت : روحوا انتوا كملوا الطريق.. أنا بوقف هنا انتظر هالخبلة لين تجي عشان ما تضيع
اروى : اووكككي.. يلله رهف وبسمة
نزلوا ثلاثتهم المرتفع من الجهة الثانية بحيث ان الرجال خلاص ما يقدرون يشوفونهم ..المرتفع يغطيهم !
وشادن تمت مكانها .. غير إنها نزلت شوي وجلست عالأرض تنتظر عشان ما بنتهون لها الرجال .. بينما هي في الحقيقة قامت تختلس النظر لـ عمر ..بعد ما ميّزته بينهم وتأكدت إن اللي جايين هم رجالهم !
كانوا الرجال بعاد مو قريبين .. ملامحهم غير واضحة من بعدهم .. كانوا يقتربون بمجموعات متوزعة !.. ناس سابقين ناس .. وناس تمشي مع ناس .. ناس تمشي شرق.. وناس تمشي غرب .. ما كانوا مجموعة وحدة لكنهم تقريبا كانوا ياخذون نفس المسار والاتجاه ولو بطريقة غير مباشرة ..
قامت تشوف عمر اللي كان يمشي مع خالد هاللحظة .. وقدامهم بـ عشر أمتار يمشي أبوها برفقة محمد اللي كان يمشي جنبه ..
لاحظت ان عمر كان يسولف مع خالد .. والابتسامة تغطي محياهم واضح الاستمتاع على هيئتهم ..

عند مشاعل ..
اللي جالسه عالجذع وهي معصصبة من البنات .. تتحسب على طوايفهم وتسب وتشتم فيهم عقب ما حطوها بهالموقف ولا عرضوا عليها المساعدة !!
بس هااااييييين يا حقيرات !!
سمعت أصوات الشباب تقرب .. التفتت وراها وهي على جلستها .. شافت أبوها ومحمد ناصين هالمنطقة المليانة شجر.. ووراهم عمر .. وَ .....

خالد !!
اختفت عصبيتها !
واختفى حقدها عالبنات !
وحلّ مكانها .. الـ مُتعة الكاااااملة !!
عضت على فمها من الوناسة بشوفته ..وشوفة طلته وابتسامته ..وضحكته اللي يضحكها مع عمر بكل متعة !
غصب عنها ترتاح لما تشوفه.. رغم كل الشد والجذب اللي بينهم إلا أنها وصلت لمرحلة تعشق فيها اختلافاتهم ..
وصلت لمرحلة صارت تعشق صدّه حتى !
تذكّرت الموقف الأخير اللي حصل بينهم عند مدخل المغارة البارح.. وضرب قلبها وهي تناظره ..تتذكر ابتسامته الساحرة أمس يوم تمسكت فيه بخوف ..بدون أي ردة فعل رافضه منه !

اقتربوا الشباب من المنطقة وصاروا يتجولون فيها وهي تتابعهم بعيونها بصمت ورجولها تتدلى من الغصن اللي جالسه عليه !
مروا أبوها ومحمد قريب من المكان اللي هي فيه من غير لا يحسون بشي غريب..وهي تسمع سوالفهم الواضحة.. وشكلهم كانوا يتناقشون عن جمالية المكان ..
ما اهتمت ..ولفّت بعيونها للشخص اللي يهمها واللي كانوا يمشون بشكل متأخر عن أبوها ..
لقتهم بتجولون بعيد بنفس المنطقة بين الشجر .. بمسارات ملتوية وهم يسولفون باندماج ..لين فجأة اتسعت عينها يوم شافت خالد يترنح من الضحك وهو ماسك بطنه بيديه.. بهستيرية ساااحرة !!
كان يضحك .. ويضحك ..ويضحك من قلللب وعمر يضحك معاه لكن بشكل أخف!
ما كان قادر يمسك نفسه .. كان بحالة أول مرة تشوفه عليها.. يضحك بجنوون وغمازته حفرت وجهه حفر !!
تعلّقت عيونها عليه وهي تكتشف هالجانب المرح من خالد اللي دايما ما يتخلى عن مرحه معها .. ويكون بقمة جدّيته !
لقت نفسها بسرعة تسرق اللحظة...وترفع الكاميرا وتسوي زوم عليه وعلى ضحكه..
خذت لقطات متعددة .. وهي بقمة بهجتها ومشاعرها ..
كانوا يقتربون من شجرتها اللي هي عليها وعمر ملتفت للجهة الثانية يتأمل المكان .. وخالد كان يسولف وهو مبتسم بعد ما هدت حالة الضحك حقته !
عضّت شفتها من جديد يوم صار شكله أوضح.. ورفعت الكاميرا وهي تسوي زووم عليه لحاله !
صعبة تفرّط بفرصة لامتلاك ذكرى.. تذكّرها بهالرحلة مع خالد !

وصلوا قريب من الشجر لين سمعت عمر يقول ..يوم انتبه لشي : قرقاااص يا خالد
راح عمر بعيد يستطلع ..وخلا خالد يمشي لحاله .. ويوقف قريب من شجرتها ما يبعده عنها إلا أمتار..
صارت تشوفه واقف تحتها مباشرة .. لابس كاب صوف اسود على راسه يغطي حتى اذانيه .. ونظارة سودا على عيونه.. وشاال ملفوف حول رقبته وكوت طويل لحد فخذه ..
كان شتوي بأناقة !
انتبهت لجزمتها اللي عالأرض وارتبكت.. لو يلتفت خالد بيلاحظها .. تورطت وهي تحاول ما تلفت انتباهه ..لأن منظرها وهي جالسه فوق ولحالها يبعث عالشبهات ويثير الغرابة!! .. ولا تبيه يشوفها بذاك المنظر !
بس مع ذلك ..
ما قدرت تكفّ عن التصوير ..
رفعت كاميراتها وبصمت .. قامت تاخذ صور متعددة لخالد وهو واقف بالأسفل مرة يتحرك خطوة يمين .. مرة يسار ويديه بجيوب الكوت الشتوي حقه.. ينتظر عمر اللي راح بعيد يستطلع النبات المنتشر بالمنطقة !

خالد وهو مدخل يديه بجيوبه وبصوت عالي : تراه قرقاص خلنا نمشي !
عمر : تعرف وش ذا يا خالد ؟
كان يأشر على نبات غريب لفت انتباهه..
خالد من غير اهتمام : مدري أول مرة اشوفه ... بتجي ولا أمشي عنك؟

عمر ما رد عليه وخذاه الفضول والتأمل ..وخالد يطالعه بسكون يحتريه! .. وبهاللحظة اللي هو يناظر عمر فيها.. لقطت أذنه صوت غريب يشبه الـ "تشك".. من مكان حوله .. كان صوت خافت ما يدري من وين صدر!!
التفت حوله وهو يطلع يده اليمين من جيبه.. ويحك خده وهو عاقد حواجبه..
التفت للخلف وطاحت عينه للشي اللي كان وراه على بعد أمتار.. كان بيطنشه لولا أنه رجع يناظره باهتمام وعقدة حواجبه تزيد !
اقترب بهدوء للشجرة المتوسطة الطول.. يستكشف الشي المرمي بالأرض !
اكتشف أنها جزمة رياضية بناتية ! ، ارتفعت حواجبه باستغراب ما درى عن اللي جالسه فوق على بعد أمتار ..ماسكه عمرها ومغمضه عيونها بارتبااك لا يلااااحظ !
بس خالد تخيّل شي في خاطره !.. وهالخيال خلّاه يرفع راسه لقمة الشجرة بحيرة .. وطارت حواجبه دهششة وصدمة يوم اكتشف إن توقعه صح !
لكن ما توقع ان صاحبة الكوتش .. هي مشاعل !
قال بملامح كوميدية ونظرة مو مستوعبة ..وبنبرة خااافتة : وش تسوين ؟؟؟
بلعت ريقها وعينها تطيح بعينه .. عدّلت شالها بسرعة بيد وحده واليد الثانية كانت متشبثه بالغصن .. رفعت اللثمة وهي كلها ارتباك
ناظرها وعيونه فيها شي من البلاهه لأنه مو مستوعب اللي يشوفه : وش تسوين فوق ؟
مشاعل بتوتر ونظرته كانت تثير الارتباك : م... ما اسوي شي !
خالد قام يرمش لثواني !
يحاول يستوعب !
يحاول يصدق اللي يشوفه !
هالخبلة وش تسوي فوق !؟

ارتبكت زود زود.. لأن خالد كل اللي كان يسويه ..يناظرها ويحدق فيها من غير تعليق !!
شال نظارته الشمسية عن عينه .. ورجع يناظر فيها مو متأكد إنها هي !
أخيرا قال يوم تأكد إنها هي .. باستغراب : وش تسوين فوق جاوبيني ؟
بلعت ريقها وما قالت شي..
قال يوم استوعب أخيرا ورجع لطبيعته : وش قاعدة تهببين هالمرة ؟
قالت من غير ادراك يوم شافت إنه بيتمصخر : مو شغلك !
خالد وهو رافع راسه لقمة الشجرة .. رفع حاجب واحد وهو ينتبه للكاميرا اللي بيدها..
ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة وهو يقول : يكون من شغلي دامك تاخذين صوري من وراي !
حممممر وجهها يوم كشفها وهي الغبية ما عرفت تخفي الكاميرا لأنها كانت معلقة بيدها بوضوح !
وقالت بسسرعة : مين قال ..انا جالسة أصور الطبيعة أصلا !
ضحك بسخرية : ومتجرأة تنكرين بعد !
ناظرته وهي تخفي ارتباكها وتظهر اللامبالاة بعيونها : من يبي صورك أنت؟.. تراك مررة ماخذ بنفسك مقلب !!

نبرة التحدي بصوتها أثارته .. وخلت عيونه تلمع وهو يرفع حاجب !
قال بهدوءه المعروف وبصيغة أمر : انزلي قدامي أشوف !
ناظرته وعاندت : مارح أنزل !!!
خالد بنفس النبرة : انزلي أقولك وخلي عنك التهور !
مشاعل أخيرا قدرت تمسك زمام أمورها .. ازاحت عينها عنه وهي تناظر كاميرتها وتمط شفايفها قدام بلا مبالاة : ما أبغى أنزل !
..
نزّل راسه وهو يتلفت يمين ويسار مو مصدّق عنادها وشلون يستفزّه !.. تخوصر وهو يأشر لها بيده ويقول : انتي مستوعبة لو طحتي وانكسرت رقبتك وش ممكن يصير لك !
صدمته يوم رفعت عينها عن الكاميرا .. ورمت عليه ذيك النظرة الغير مبالية وهي تقول : ما يهمني.. ولا أعتقد أن انسانه مثلي تهمك فليش تزعجني !
ضاقت عيونه وفمه شبه مفتوح من نبرتها الغير مبالية !!
وقال : أزعجك ها ؟؟؟

سكت شوي .. وهي سفهته ! ..
ثم قال بنبرة ساخرة : انتي اصلا وش وصلك هناك ؟؟ وين الباقين عنك !
ما ردت عليه .. وظلت تحوس بكاميرتها وهي جالسه عالغصن .. تلعب برجليها ورا وقدام ما تبي تناظره..
خالد : بتنزلين ولا شلوون؟؟

ما ردت عليه .. وللحظة اكتشف إن تطنيشها له يستفز أعصابه !!

انتبه لمجموعة أبوه وابو راهي .. واللي كان معهم راهي وتركي .. يقتربوون منهم .. وعمر من جهة ثانية كان منشغل بالجهة الثانية ما يدري وش يسوي

ناظر في مشاعل اللي كانت هيئتها اللامبالية تستفز أعصابه : وش بيكون موقفك لو شافوك هالرجال..انزلي بسرعة ؟
مشاعل ناظرته وهي رافعه حاجب باستفزازية : رح معهم ولا تشيل همي .. ما أحتاجك ترا ولا أحتاج خوفك !
ناظرها بصمت وبملامح منزعجة !
وهي كمّلت يوم شافت البقية يقتربون : بينتبهون لي لو استمريت إنت واقف تتكلم معي .. خلني لحالي ترا معجبني مكاني !

كان عاجبها استفزازها له !.
وانتظرت رده عليها ! ، لكنه صدمها يوم هزّ راسه ايجاب دليل استيعابه كلماتها الأخيرة .. وتبعها بنظرة تحدي ما فهمتها !
ثم مشى من قدامها ناحية عمر .. ونادى على مجموعة الرجال اللي كانوا مقبلين.. ما يبيهم يمرون من جنب شجرتها !
كملوا طريقهم سوى وخالد معهم .. ومشاعل تناظره وهو يبعد.. ما تدري وش يفكر فيه !!
كانت تراقبه وشافت إنه ما التفت لها ولا مرة ،!
بصراحة رغم انكارها الا انها اكتشفت إنها متورطة ،، والسهولة اللي صعدت فيها ماهي نفسها بالنزول !!
مررت دقااايق ..و رفعت راسها ناحية الرجال اللي بعدوا وصارووا صغااار مرة ..
بلعت ريقها من جد توهقت وش بتسوي !!
كرهت نفسها بهاللحظة .. وكرهت تهورها اللي يحطها بعض الأحيان بـ مواقف كريهة !!
تحركت ببطء وهي تتمسك بالغصن .. نزلت رجلها اليمين من الغصن اللي هي جالسه عليه لـ غصن آخر بالأسفل .. نزلت وهي تبلع ريقها .. كانت حافية وهي تحرك رجولها ببطء..وتتمسك بالأغصان اللي تطيح يدها عليها !
مرررت دقايق كثيرة ... ووقفت معد قدرت تاخذ خطوة للأسفل .. صارت جد متووورررطة !

وصلها صوته الساخر
"يعني متوهقه !"

صرخت بروعة وهي تنتفض من صوته المفاجئ وهالنفضة خلتها تفقد توزانها للحظة ..رجعت تتمسك بالجذع ودمعتها بعينها من الخرعة ..
خالد اللي كان لابس نظارته الشمسية من جديد.. ويديه بجيوبه .. وابتسامة المتعة الساخرة على وجهه : واضح إنك أبدا ما تبين تنزلين !!
بلعت ريقها وناظرته وهي متمسكه بيديها ورجليها بطريقة مضحكة :أحد شكى لك ؟
رفع حاجب وهو يقول بهدوء آمر : انزلي قدامي .. والحين !
هي أصلا تبي تنزل بس نبرته الآمرة خلتها ترجع لعنادها : وانا قلت لك ما ابي انزل .. ودامك واقفلي تحت مارح انزل ..
ابتسم من خلف نظارته بشكل ساخر : ترا ما ابي غير كمرتك ورجعتي لك عشان صوري اللي سرقتيها من غير اذني !

حمر وجهها خجل وهو يواجهها بصراحة وأنه كاشفها .. وبقهر ناظرته وهي متمسكه بالغصن من غير حيلة : مصدق نفسك مرررة يا خالد! محد يبي صورك ترا !
ضحك بمتعة على احراجها وما رحمها : بصدقك لو ما كنت فاهمك بس انا فاهم كل حركاتك ومهما حاولتي تنكرين ما تقدرين علي لأني ( ابتسم بثقة) خالد ... ولأنك (تحول للسخرية) .. مشاعل !
قب وجهها خجل ودق قلبها باررتبااك.. فهمت كلماته ومضامينها.. وقصده الواضح !.. يعني تراه فاهم مشاعرها ويدري وش كثر هو يمثّل لها !! عشان كذا مافي مجال للانكار مهما حاولت !

ارتبكت وحست بغصصة وقالت بصوت مخنووق : مارح أنزل لو تحلم !
غمض عيونه يطلب الحِلم والصبر .. ثم رجع يفتحها وناظرها : تبيني اتصرف معك مثل البزران يعني ؟
مشاعل بقهر هي تبي تنزل بس ما رح تنزل وهو تحت لو يمووت : وش رجعك مو انت رحت معهم وش جابك !!؟
خالد وهو رافع راسه يطالعها : راجع عشان صوري هذا أولا.. وثانيا عشان أمنع أي مصيبة تصير..وثالثا لأني ما ابي أتورط بعلاجك لو هببتي بنفسك وصار لك شي !
تجمعت الدموع بعيونها من شكله ونبرته الغير ودودة أبدا معها ..
وش كثر كارهها !!
عجزت وهي تحاول ..تتقرب منه.. تستعطف مشاعره.. لكنه أبدا مو راضي يلين !

ما قدرت تسيطر على نفسها أو تمنع موجة الدموع اللي تدفقت بسرعة .. سالت دموعها على خدها وهي تناظره ومو قادره تقول شي !
صدت عيونها للجهة الثانية ما تبيه ينتبه لوجهها ..
خالد لاحظ دموعها.. وعقد حواجبه بضيق ونرفزة .. لكنه سوّى حاله ما شاف شي .. وكمل يبيها تنزل لأن حالتها وهي واقفه بذيك الوضعية يربك أعصابه ويحسسه إن المصيبة قريبة !
قال بهدوء : انزلي بشويش .. واضح انك متوهقه !
مشاعل انقهررررت من اسلوبه وبلا شعور صرخت بوجهه : جعلللي أموووووووووووووووووت وش دخلك انت !!!

ما درت ان اللي قالته استفز خالد لأقصى درجة وطواالة لسانها استدرج المارد داخله.. وخلته ياخذ موقف ثاني.. من غير لا يناقش رفع يديه يفك أزرار الكوت اللي بيعيق حركته.. خلعه ورماه عالأرض المعشبة ... تقدم للشجرة وطلع أول الخطوات وهي تناظره مصدوووومة !!
مشاعل بخرعة وهي متمسكه بالغصن وعيونها طالعه من محاجرها : وش بتسوي ؟؟؟؟؟
رفع راسه للأعلى .. ناحيتها وهو متمسك بأول غصن صادفه..وقال بنظرة ساخرة : ودي أتركك تاكلينها لحالك لكن عنادك بيخليني اسحبك غصب لتحت.. لأني ببساطة ما أبي أتفرج على مصيبة جديدة من مصايبك !
مشاعل بخوف وارتباك من ورا لثمتها : وش تبي مننننننني مارح انزززل !!
رمى خالد نظرة تحدي أرعبتها .. وصعد ثاني خطوة
ما عرفت تتخيل وش بيصير اذا وصلها يمكن هي تطيح وتموت !
قالت بسرعة وهي لاهثه من الخوف : طيب طيب والله بنززل يا خالد

رجع يحط رجله عالأرض.. وتراجع وهو يتخوصر بصمت ..
أشار لها براسه بصيغة أمر ..
ناظرته بضعف .. هي جد متوهقققه ولا تبيه يساعدها .. حقدت عالبنات من قلب حسسسبي الله عليكم يا زفتات كانكم خليتوني اطيح بهالمووقف !!!
حطت رجلها بحذر لتحت ..وبشويش قامت تنزل خطوة خطوة وهي ميتة خوف..
تراجع خالد كم خطوة لورا يعطيها المجال..
باقي لها شوي بس وتوصل ...لكنها اصطدمت بورطة جديدة وما عاد عرفت تنزل.. لأن الغصن التالي كان بعيد لازم تقفز لتحت حتى توصله !
الأرض صارت قريبة لكن خطر تقفز ..يبيلها تنزل بعد شوي حتى تقدر تنط !
طول ما كانت تنزل ما ناظرت خالد ولا حاولت تطلب مساعدته ! ،
خالد اللي كان يتابعها بعيونه وعقدة بين حواجبه طول الوقت
قال وهو متخوصر بتركيز : تقدرين تنطين ؟
بلعت ريقها وما ناظرته : بعيدة أخاف !

سكت شوي .. وهو عارف بورطتها
ثم قال بهدوء ما عرفت وش وراه : تبيني أمسكك ؟؟
رفعت عينها له بصدمة وحيا وارتباااك وكل شششي
رفع حاجب واحد ووببرود يوم لاحظ عيونها المصدومة : ما تبين بكيفك ماله داعي هالصدمة !
كويس انها كانت متلثمة وما بان إلا عيونها لأن وجهها كان لا تعليق .. تمنّت تمووووت تمووووت ولا تطيح بهالموقف مع خالد !! اللي كان واضح الانزعاج على وجهه !!
طوّلت وهي فوق .. مو عارفه وش تسوي !!
أخيرا نفذ صبر خالد.. فرك جبينه بيده وهو يغمض عيونه ..واتخذ أبسط الحلووول وأقلها ضرر !
رفع راسه وتقدم للشجرة بعد ما كان واقف بعيد عنها .. وصل وطلع اول خطوة على الجذع .. ورفع يده وهو يبسط كفـه لها
خالد بهدوء : عطيني يدك !
ناظرته بصدمة وارتباك وتوتر وما قدرت تمد يدها !
خالد من غير لا يطالعها .. وبعيون متضايقه من الموقف بكبرره : لمتى بتجلسين هناك ؟ وحدة من ثنتين يا اطلع بنفسي وانزلك .. يا تمسكين يدي وتنزلين !

خذت نفس عميييق وهي تناظر خالد الصاد عنها..واللي ما كان يطالع فيها !!.. ارررتبكت لأنها حطت خالد بهالنوع من المواقف واللي هي تدري إنه ما يحب يعيشها !!
ولكن رغم انه دايما يصر على استفزازها وقهرها والاستخفاف فيها إلا ان هالموقف منه وهاللحظة بالذات زادت مشاعرها له أضعاف وأضعاف !
أيقنت ان خالد مهما سوى ما تقدر تكرهه .. ايقنت أنها صارت تعشق حتى اسلوبه وصده.. مهما كان مؤلم إلا إنه يظل حلمها الأول !
أخيرا تزحزحت ومدّت يدها .. وانحنت للأمام عشان توصله ..وهي متمسكه بالغص بيدها الثانية
ولأول مرة .. من بدت تحبه كـ بنت ! .. تتشابك يدها مع يده ..
حست بأصابعه اللي مسكت يدها بإحكام وضغطت عليها .. وببطء وحذر.. نزلت الغصن قبل الأخير .. وخالد يساندها ويدعم توزانها..
كانت مشتتة ومبعثرررة وهي تشوف خالد مركز بكل خطواتها !
يتابع خطوات رجلها الحافية وعقدة بين حواجبه بتركيز وتحفّز ..
هالتشتت وعدم التركيز..والربكة اللي هي فيها خلاها تحط رجلها بمكان غلط ..والنتيجة اختلّ توازنها ..صرخت وما لقت نفسها الا بين يدين خالد .. اللي طااح على ورااا مباشرة وهي معه !
من الخوف كانت مغمضة عيونها مو عارفة وين طاحت بالضبط ..وما اصدرت أي حرركة !
خالد اللي عوره كتفه من الطيحة .. كشر وهو راقد عالأرض ويده ماسكه مشاعل المتشبثة فيه !!
استوعب وضعهم .. وان مشاعل بين يديه الحين ..فتح عيونه على وسعهم والكهرربا تسري بكل جسمه ... ولا اراديا لقى نفسه يحط يديه على كتفها بعنف ..و يدف مشااعل عنه بققووة مؤلمة لين طارت للجهة الثانية .. طاحت عالأرض وهي مو مستوعبة اللي صار اصلا ..
ناظرته مصدومة وهي طايحه واررتباكها يززييد وكررهت عمرها أكثر ..
وهو يقوم قاعد ومعصب : لوييين تبين توصلين ؟؟؟
ناظرته وهي ساكته والرربكة بوجهها...
طالعها بقهر : ما تعبتي مني بالله ؟؟؟
ناظرته بدهشة مو فاهمه ..وش يقصد !!

صد عنها وهو متنرفففز .. وقام واقف وهو ينفض ملابسه بقررف .. الأرض لأنها مبللة عقب المطر اتسخت ملابسه بشوية طين.. وكره الموقف اللي انحط فيه !
مشاعل وهي تناظره رايح ياخذ كوته الشتوي من الأرض ..قالت بربكة : خالد.. آآسسفة !
ما عطاها وجه أو رد..رفع كوته وأدخل يده بالكُم وهو معطيها ظهره ..
ثم التفت عليها بنظرة منزعجة.. وبهدوووء نبرته المعروفة وهو يعدّل ياقته : مشاعل متى بتفهمين ؟

دق قلبها وهي تسمع ذيك النبرة .. وتشوف هالملامح المتضايقة ..
خالد وهو يسكر أزرار الكوت .. كمل بحاجب مرفوع ..وبهدوء : علميني بس وش تبيني أسوي عشان تفهمين ؟؟
تمالكت نفسها ..
وتمسكت بقوتها المعهودة عنها رغم الألم اللي اجتاحها ..
قالت بلا مبالاة تدعيها : ما أبيك تسوي شي..
طالعها بحاجب مرفوع وبهدووء عقب ما انتهى من كوته : يعني انتي مرتاحة كذا ؟
قالت بسرعة : ايه مررتاحة ! ، محد شكى وما أبيك تنتقد هالشي فيني سامع !

كلش الا مشاعرها ماله حق ينتقدها لأن هالشي خارج ارادتها !! ،
ولا رح تسمح له ينتقد !

قال وهو يدخل يديه بجيوب الكوت ونظراته يملاها عدم الرضا : لمتى بتستمرين كذا بس علميني متى ناوية توقفين هاللعبة اللي بديتيها لحالك ؟!
سكتت ما ردت ما تحمّلت يفتح هالموضوع بذيك النبرة الغير مبالية فيها ..
قامت واقفة متناسية مشاعرها وارتباكها .. ولأن هالموضوع يظل نقطة ضعفها .. قررت ما تجاوب سؤاله وكل اللي سوّته طلعت جوالها من جيبها .. وتحركت من قدامه متجاهلته
خالد وهو يعقد حواجبه يناظرها وهي تبعد عن المكان
قال : جاوبيني؟
قالت وهي ترفع الجوال لأذنها غير مهتمه وهي معطيته ظهرها : ما رح يعجبك جوابي عشان كذا خلني ألعب لحالي محد ترجّاك تلعب معي ترا !

ومشت بسرعة وهي تقوول بطريقة مرحة ..صدمته : الووو شدددووون وينك اوورررريكم !!
ركضت قدامه للمرتفع البعيد من غير لا تلتفت له .. البنت تحوّلاتها وتقلباتها عجيبة .. ظل مكانه مندهش من قدرتها الخارقة عالتمثيل وتصنّع القوووة قدامه !!
وفعلا .. مشاعل هرربت من الموقف بكبره.. ،!


يتبع مع الفصل الثاني


اعتذر على قصره لكن هذا اللي أسعفني فيه وقتي اليوم
ما يحتوي على الكثير لكن عالأقل استمتعوا فيه
محتاجه دعواتكم هالفترة مشغولة مع الاختبارات




5dooj 13-12-10 10:22 PM

في الانتضااار
بارت روووووعة الله يسلمك :D

♫ معزوفة حنين ♫ 19-12-10 12:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 5dooj (المشاركة 2562154)
في الانتضااار
بارت روووووعة الله يسلمك :D





ويسسسلللمك يارب ..
نووو^_^وورتي يالغــــــــــــــــــلآ ..




♫ معزوفة حنين ♫ 19-12-10 12:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيـــــون القمر (المشاركة 6433646)


اعذروني حبيباتي
ما كتبت شي هالاسبوع ، ولا أظن بقدر اكتب شي هالفترة
هالاسبوعين الجاية مشغولة بالاختبارات وعندي تسليم اكثر من بروجيكت
مخي مزحووم وبهالحالة ما اقدر اكتب واركز

ما رح احدد موعد البارت لين ما أحس نفسي خالية وانتهيت من زحمة الدراسة


ألقاكم اذا كتب ربي ان شاء الله





هذا آخر رد للكاتبة كان آمس بالليل ..




حرير وردي 02-01-11 03:30 PM

بانتظارك حبيبتي
يعطيك العافيه
فصول رااااااااااائعه
مستنيين الروايه على ناااااااااااااااار
الله يعطيكم العافيه جميعااااااا على مجهودكم المميز

مخملية الورد 22-01-11 10:16 AM

ما جديد هذة الرواية هل من مجيب !!!!!

jibriil4ever 22-01-11 10:38 PM

please i want the end of the story

♫ معزوفة حنين ♫ 23-01-11 12:39 AM




آعتذر لكم ..
لكن القصة مغلقة في منتدى الكـــآإتبة ..



جنا 20 18-02-11 09:41 PM

لا طولي علينا

♫ معزوفة حنين ♫ 19-02-11 12:50 AM




عااادت عيون القمر على خير ..





اقتباس:

رح أقولكم نظامي الجديد بالبارتات..

حاليا عندي بارت طويل عن 3 أجزاء مثل ما قلتلكم قبل ..
لكني هالمرة ما رح أنزله على دفعة وحدة ..
رح أفصّله على أيام ..

لأسباب ..

أولا حتى اضمن ان البارت بأحداثه رح ياخذ حقه ..

وهالفصل الجديد رح يكون اكمال لما قبله

وسبب مهم .. اني هالفترة بالذات أبي أقارب بين الأيام بحيث يكون اللي جاهز الحين أنزله كل 3 إلى أربع أيام .. وطبعا هالشي يعتمد عليكم.. لما ألاقي تجاوب حقيقي وفعال يوازي التواجد تحت .. ممكن أخلّي البارت الجاي بعد يومين

بعضكم ممكن يقول طبيعي ما تلقين ردود لأنك غبتي .. لا اعذروني هالكلام صحيح في حالة ان التواجد أيضا قليل بهالحال أقبل هالعذر..
لكن لما اشوف العدد تعدّى 200 تحت.. ثم ارجع بكرة واتفاجأ ان الردود عشرة .. صعبة شوي..

أكرر .. الأحداث الجاية رح تستنزف كثثييير مني وبحالة ما لقيت التفاعل المأمول بضطر أطوّل الأيام لأن الأحداث الجاية بالذات أبيها تاخذ حقّها بكل شي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 19-02-11 12:50 AM



الجـــزء 24..
الفصل الثاني
-------------------------------


رحلة المشي مع الشباب والرجال الكبار ما انتهت !
مرت على رحلتهم البسيطة وسط الأراضي المبتلة والرويانة بمطر رب الكون .. حوالي الساعة..
عمر اللي كان لابس جكيت أسود بياقة كبيرة..كان يمشي آخرهم وحيد وهو دافن يديه بجيوب الجكيت.. بعد ما تركه خالد فجأة..اللي رجع عشان ورطة مشاعل المجنونة..!! وللحين ما رجع !
رفع معصم يده يناظر الساعة.. واللي كانت تشير للساعة 3 العصر !
ثم رفع عينه ناحية الشباب والرجال اللي كانوا سابقينه وساهين مع بعض..وبراسه فكرة ،!، فكرة إنه ينسحب عنهم بهدوء .. ويرجع للمخيم بخفة.. ويركب سيارته .. ويتحرك للمكان اللي في باله واللي أصرّ عليه عياف.. واللي يحتاج مشوار قرابة الساعتين يعني المشوار ماهو قصير ..
توقفت خطواته اللي كانت تمشي ببطء خلفهم.. وهو يلف شاله حول رقبته يستعد للعودة .. لعله يقدر يرجع لهم بالليل عقب ما ينتهي من الاتفاق اللي بينه وبين عياف.. واللي انحسب عليه وعد !
استدار بيرجع إلا تطيح عينه على خالد جاي من بعيد .. يمشي ناحيتهم بوضع مو طبيعي لأنه كان مقبل لكن باله مو معاه.. أو بالأحرى سااارح وعيونه تحسب خطواته ..
بلحظة.. رفع خالد راسه وانتبه لـ عمر اللي انفصل عن المجموعة واقف لحاله وشكل براسه نية !
خالد وتقطيبة بين حواجبه .. وهو فاقد كـل التركيز : وراك واقف هنا ؟
لقى عمر نفسه يرفع أصبعه باتجاه طريق العودة : برجع ! ، تذكرت شي
خالد اللي يحاول يجمع تركيزه لكن بلا فايده..ذهنه مشوّش : وشو شغل ؟
عمر كذب : لا .. بس تبي الجد تعبت مشي كلني البرد والشباب شكلهم مطولين .. بعد يبيلهم ساعة على ما ينوون الرجعة
خالد وتركيزه مفقود.. رمى نظرة عالمجموعة البعيدة ثم رجع يناظر عمر اللي واضح انه ناوي يرجع لهدف في نفسه .. لكن بسبب تركيزه المفقود بهااللحظة ما سأل عمر .. إلا انه قال : برجع معك.. مثلك أنا مافيني حيل أكمل مشي .. خلنا نرجع لـ بندر.. أحسن بعد لا يكون صار له شي وهو بروحه..
عمر ابتسم ومشى .. وخالد مشى جنبه بصمت تسكن جوانب روحه وهيئته..
رفع يده وفرك جوانب قمة أنفه تحت حواجبه.. بالابهام والسبابة وكأنه يحاول يتخلص من شي مسبّب تشويش بذهنه على غير العادة !!
انتبه عمر لـحركته وناظره وهو يفرك قمة انفه ومغمض عيونه ، وشبه تكشيرة "تفكير" على وجهه ..
وقال باهتمام : بلاك ؟
خالد من غير لا يترك أنفه أو يفتح عيونه : ولا شي !
عمر : وراك رجعت .. لقيت اللي طاح منك هناك ؟؟
فتح عيونه بشويش وهي تطيح على الأرض قدامه .. وابتسم ابتسامة "ساخرة" وهو يتذكر انه قال بيرجع عشان يستردّ شي طاح منه هناك .. مادرى انه رجع عشان المجنونة اللي صايرة تطلعه من طوره !!
دايما وأبدا كان يستخف فيها .. ويتجاهلها .. يطنشها .. من غير أدنى شعور بالذنب !!
لكنه هالمرة رجع لها وأعصابه مُستفزة.. والمشكلة يدري إنها تتقصّد تستفزه ! وما يخفى عليه هالشي ويدري بنواياها ! ، والغريب انها نجحت هالمرة.. ولقى نفسه متووتر بسبتها وهي بذاك المنظر المتهور !!
عمر : ما قلت لي لقيت اللي طاح منك؟
ابتسم خالد وهو يهز راسه ايجاب : ايه لقيته .. واشوى اني لحقت عليه قبل لا يروح فيها !!
عمر : زين توقعت انك ما رح تلقاه بهالبر !

كملوا طريقهم بين الرمال الندية.. ناحية المخيم .. اللي بعد يبيلهم وقت على ما يوصلونه مشي !
/
:
عند الرجال اللي كملوا طريقهم .. واللي كانوا متفرقين على مجموعتين ,,
وليد/ أو تركي .. كان يمشي جنب (ابو خالد .. وابو راهي) .. أو بالأحرى خلفهم بخطوة وهو يسمع لسوالفهم مثل الملقوف ..
بينما (أبو محمد ومحمد) كانوا متقدمين الجميع بفارق أمتار من بداية رحلة المشي !.. وكلن له جوّه !
راهي كان يمشي خلف تركي وحيد.. وسماعات الآي فون بإذنه والواضح ان هذا الشخص بعد له جوّه اللي يختلف عن الجميع !
تركي كان يستمع بإنصات لحوار الشريكين سوى .. واللي واضح جدا منها ومن سوالف أبو خالد.. إنه متعلّق بشراكة أبو راهي لحدّ ما توقعه تركي نفسه ! ، وحريص على هالشراكة والعلاقة الوليدة اللي ما كمّلت حتى سنة !
قال ابو خالد باستفسار : قلت لي أجل عندك سفرة مهمة الأسبوع الجاي ؟
ابتسم أبو راهي وهو يلعب بسبحته العتيقة اللي ما تفارق يده أبد : ايه ماني مطوّل ان شاء الله.. عندي اجتماع مهم مع وحدة من هالشركات الألمانية كلها الا اسبوعين ثلاثة وان شاء الله راجع !
ابو خالد وهو يتنهد من أعمااق قلبه : الله يعين ..والله يا ابو راهي اكتشفت ان رجعتي للشغل بعد الدبلوماسية صعبة حيل ! ، كل شي تراكم هالسنوات الـ 12 ..تبي الصدق كنت متوقع إن رجعتي لإدارة الشركة وأعمالي اللي تركتها كل هالسنين بتكون فيها صعوبة.. وكنت متوقع مششاكل كثييرة .. بس ما توقعت لهالحد.. صاير الوضع مُنهك ( بصوت متعب )
ابو راهي ابتسم : أفا وأنا ابو راهي .. اللي بينا شراكة يابو خالد والشراكة مصالح مشتركة ! ، لو احتجت شي رقبتي سدادة.. شركتك مابيها تنضر لأنك لما تستفيد أنا استفيد ولا لا يابو خالد ! (وابتسم بثقة)
ابتسم تركي بسخرية وهو يسمع هالكلمة من ابو راهي .. كلامه ماهو خوف على ابو خالد وحلاله قد ماهو خوف على مصالحه الشخصية معاه ! ، الأخبار والاشاعات اللي سمعها عن ابو راهي كل يوم تتأكد على ارض الواقع وان هالشخص عمره ما يخاف إلا على مصالحه مهما امتدت علاقاته الشخصية مع الناس !

انتبه تركي.. لأبو راهي يلتفت لأبو خالد باستفسار : وانت قلت لي انك ناوي على سفرة قريبة ؟؟
ابتسم ابو خالد عقب ما رمى على تركي اللي كان وراهم مباشرة .."نظرة" غريبة ما فهمها تركي .. وقال وهو يرد نظره لأبو راهي : ايه ناوي قريب أسّير على روسيا ! ، عندي بعض الخطط هناك !
ابو راهي : وناوي تتطول هناك ؟
ابو خالد : الله أعلم.. للحين ما حددت الله يسهلها ويعين ..

تركي رسخت في باله.. نظرة ابو خالد الغريبة اللي ما فهمها .. لكنه سكت ..وما علّق! ، فضّل ياخذ دور المستمع للحوار اللي تطرق بالنهاية لأمور أخرى مالها علاقة بالشغل .. ولا تهمّه ..
شوي شوي ومع الوقت ..
تقدّم أبو خالد لأخوه عبداللطيف "ابو محمد".. اللي كان واقف بروحه يتأمل الأرض ..و يناظر فقع بدا يشق الأرض وابتسم لأن هذا موسمه !! ، ودخلوا بنقاش جديد عن الفقع واحد من الثمار المفضلة للسعوديين خلال موسم الأمطار !

هاللحظة صار تركي واقف لحاله مع ابو راهي .. ومحمد اتجه لـ راهي يسولف معاه شوي ..
تركي ببراءة وكنه طفل ..نزل للأرض على ركبة وحدة.. وصار يلعب بأصبعه السبابة عالرمل وهو يدندن أنغام رايقة..
أبو راهي كان واقف بصمت ..ويناظر محمد بنظرة ضيق متفاقمة !
قال تركي بمتعة وعينه عالرمل : تروح وترجع بالسلامة طال عمرك ! الله يعينك عالسفريات الكثيرة
نزل ابو راهي نظره للشاب صاحب النظرة البريئة المتقنة والروح الطفولية بهاللحظة .. وقاله بشويش وحزم مفاجئ : وليد قم واقف !
استغرب تركي هالنبرة .. شال اصبعه عن الرمل المبتل .. ورفع عينه المستغربة ناحية ابو راهي اللي كان بوضع صمت غريب : سم ؟
ابو راهي بقوة شخصيته اللي صعب نكرانها وهو يطالع وليد : قم ابيك !
استقام تركي .. وهو ينفض يديه من آثار الرمل العالق : خير طال عمرك ؟
ابو راهي بأسلوب مباشر من غير لف أو دوران : الاشاعة اللي قلتها أمس .. من وين سمعتها ؟؟؟؟
استغرب تركي من هالسؤال المفاجئ .. وما توقّع ان ابو راهي يرجع يستفسر عن الموضوع اللي قاله أمس بعد ما أكّد له انها مجرد إشاعة !.. هو قالّه عن الاشاعة بنيّة ان ابو راهي يمكن ياخذ الخطوة ويروح يسأل محمد بنفسه ! ، لكن ابو راهي خالف نواياه ..رجع لـ وليد وما اختار محمد !
تركي بابتسامة بريئة حتى يمتص الضيق الغريب اللي كان ساكن عيون ابو راهي : صعب سؤالك طال عمرك مقدر اقولك لأني سمعت الناس يتداولونها ..شباب ومعارف يعني الموضوع شكله مزحة واشاعة سخيفة على الاستاذ محمد !
ابو راهي تحوّلت نظرته لشي مرربك وهو يرفع حاجب واحد : وأتذكر انك قلت لي أمس ان الاشاعة بالعادة لازم تحمل شي من الصحة !
استدرك تركي نفسه وخاف لا ينقلب الموضوع عليه وينفهم غلط..قال بهدوء وأدب : أنا قلت لك طال عمرك على اساس انها اشاعة مالها أي أساس من الصحة ..فلا تاخذ الموضوع جد يا عمي ..طال عمرك إنت اللي أصرّيت إني أقول لك أنا مالي مصلحة إني أنشر مزحة سخيفة طلّعوها بعض الناس على الاستاذ محمد !
سكت ابو راهي ما علّق.. ورجع يتأمل في محمد اللي كان منغمس بالسوالف الرسمية مع راهي .. ولا داري عن اللي يحيكه تركي أو وليد الفقير حوله !
انتبه تركي لذيك النظرات وان ابو راهي فعلا فيه شي مضايقه ، ونظرته لـ محمد بهاللحظة فيها شي متغيّر ،
أخذ زمام المبادرة وهو ما يدري لوين بتوصّله خطواته اللي قام ياخذها بتسارع.. وقال : عمي ابو راهي !
ناظره ابو راهي بصمت ونظرة عينه المرربكة الحازمة.. ما تغيّرت..
قال تركي بتردد ممزوج بالندم بحركة محسوبة : اعتبر اني ما قلتها.. آسف.. ما كان المفروض اتكلم عن موضوع مثل ذا .. ما دريت انك بتتضايق من اشاعة سخيفة مثل هذي !
ابو راهي وأنهى الموضوع : حصل خير !
تركي بتردد : ممكن تسأله طال عمرك وتريّح نفسك.. بس ياليت ما تجيب طاري اسمي ما ودي أدخل بمشكلة مع الاستاذ محمد.. هو عزيز وغالي علي.. ولا ودي ياخذ عني نظرة مو زينة !
هز ابو راهي راسه ايجاب : حصل خير وأنت برا الموضوع !
ابتسم تركي بارتياح وردد من جديد : الله يتمم الزواج على خير والله يكفينا شر الاشاعات ..
استدار وتركه رايح ناحية معزّبه ..ابو خالد اللي مندمج مع أخوه..
ابو راهي رجع يناظر في محمد بضيق يتفاقم مع الوقت ..
ما كان ماخذ الاشاعة بجديّـة ، ونساها مباشرة بانتهاء سواليفه مع وليد البارح رغم انزعاجه بالبداية !
ما فكّر فيها .. ولا عطاها أهمية ..!
لكن انزعاجه تجدّد ، وتفاقم يوم سمع بنته تبكي !! اليوم بالتلفون !! والسبب محمد ! اللي حس من صوت بنته وكلامها .. إن الاشاعة ممكن فعلا تحمل شي من الحقيقة !
عدم شوفته لها للحين.. وعدم طلبه لشوفتها .. ورغبته بتأجيل الزواج .. كلها أمور ممكن تكون لها علاقة !
مكالمة بنته الباكية اليوم .. هي اللي خلّته يرجع يستفسر من وليد.. ولّا هو ما كان معطي الموضوع أهمية !!


تركي مشى وهو يناظر محمد اللي كان يسولف برسمية جنب راهي .. وهم واقفين لوحدهم بعيد.. في وحدة من البقع الخضرا !
هه !
انت يا محمد .. تاخذ بنت ابو راهي !!!
انت؟؟
ماهي قدك ،، وابو راهي مو من مستواك !
بنت ابو راهي .. محد رح ياخذها غير تركي !
تركي .. بياخذها .. لكن بعد ما ينزع ثوب وليد عنه !!
وانت اللي رافضها بطلعك منها..
لكن مو مساعدة ولا صدقة مني
بطلعك منها بالطريقة اللي تضمن لي طيحتك ..انت وعمك !!
:
؛
ورجعت أفكاره لـ ذكرى البارح !
موقفه أمس مع أبو راهي .. يوم راح يكلّمه بخصوص زواج بنته من الاستاذ محمد !


عقب ما انتهى سوالف سريعة مع راهي .. وانتبه لـ ابو راهي يتمشى بروحه قريب من المخيّم ..
انطلق ناحيته بسرعة حتى ينفّذ الخطوة الجديدة ..
ينفّذ الفكرة اللي طرت على باله وهو منسدح بالخيمة ! ، الفكرة اللي خطرت عليه عقب موجة تفكير مالها حدود..
ناداه بابتسامة وبنبرة عااالية : عممي ابو راهي !
وقف ابو راهي ، واستدار وبوجهه علامات الاستفسار .. وابتسم يوم تذكّر انه وليد.. "المعجب"
قال : هلا وليد !
قال تركي يوم وصل : كنت أدوّرك
ابو راهي باستغراب : تدوّرني ؟.. عسى ما شر يا وليد محتاج شي ؟
تركي بـ ود : ولا شي طال عمرك بس ودي أسولف ويّاك .. ما حصلت لي فرصة من قبل .. (ضيّق عيونه ) عسى ما أزعجتك؟
ابتسم ابو راهي بملامحه القوية المسيطرة : مافيه ازعاج ! ،.. لكن وش الموضوع اللي تبيني فيه ؟
تركي فاجئـه يوم قااال بابتسامة ومن غير تردد : زواج الاستاذ محمد من بنتـك !
باهتمام استدار بكامل جسمه ليواجه تركي اللي كان يبتسم بلطااافة وهو يقولها
ابو راهي باهتمام : خير وش فيه هالموضوع؟
تركي بعذوبة وطيبة : بغيت أبارك لك بس طال عمرك.. بالجلسة اليوم ..يوم انعلن الموضوع ما أمداني أبارك.. مبروك والله يبارك لهم !
ضحك ابو راهي : بارك لي لين تم الموضوع أما الحين السالفة مجرد خطبة شبه رسمية
تركي بضحكة : ما شاء الله تعرف تنقّي طال عمرك .. عرفت تختار !
ابو راهي بزهو : طبعا بنتي ما ياخذها الا اللي تطيح عيني عليهم.. بنتي ما تنخطب أنا اللي أخطب لها !
تركي بابتسامة جانبية غريبة : ليش محمد طال عمرك ؟
ابو راهي مشى على الرمل ، وتركي مشى جنبه في بداية تعاطي حوار وسالفة بينهم : محمد من أنجح الشباب اللي شفتهم.. عقلية ذكية ومستواها عالي.. وانا أبغى لها رجل أعمال تدري واحد مثلي ما أقبل بأي احد..لي معايير معينة كثير من الناس ما يفهمونها
تركي بطيبة مزيّفة : تدري طال عمرك استغربت الخبر.. بالبداية ما صدقت ههههه.. شكل اللي سمعناه عن الاستاذ محمد اشاعة .. يلله الله ينوّل لهم !
بغاها تركي ظاهرياً مجرد كلمة "عابرة" ..لكنه نجح بجذب اهتمام الرجال بكلمة "اشاعة".. وكل اللي يحتاجه الحين مجرد اثارة شكوك بدون وضوح الاستقصاد !
ابو راهي : اشاعة ؟؟.. وش اشاعته يا وليد عساها اشاعة زينة
ابتسم تركي وهو يهز يديه "نفي" : ما عليك طال عمرك شكلها اشاعة مالها سنع طلّعوها المعجبين بالاستاذ محمد هههه !
ابو راهي بضحكة : وما شاء الله بعد الاستاذ محمد عنده معجبين ههههه
تركي بضحكة حلوة : استهبل يا طويل العمر .. هي الا اشاعة ما أظن انها صحيحة دام الاستاذ محمد بيرتبط ببنتك !
ابو راهي فهم التلميح اللي ظن ان تركي ما قِصَد يقوله : ليه الاستاذ محمد كان بيرتبط بغير بنتي ،!؟
سكت تركي ثانية .. ثم ابتسم باحراج مزعوم وهي يدّعي محاولة تسكير الموضوع : والله ما اظن المفروض اتكلم عن اشاعة ..
ابو راهي باهتمام : قول دامها اشاعة ..ماتضر لو قلتها.. خلنا نشوف وش الناس تقول عن نسيبنا ههههه
ضحك تركي : صحيح طال عمرك.. أجل خذ هالاشاعة المضحكة ..تقولك الاشاعة ان محمد يبـي بنت من قرايبه ..ولا في باله غيرها.. يا حبّهم لهالنوع من الاشاعات هههههه ! ، أجل محمد بيترك بنتك ؟؟ هههههههه غبي اللي يرفض بنتك يا طويل العمر !
ابو راهي ضحك من سمعها : ههههههههه الله يقطع ابليسك يا وليد .. وتصدق مثل هالاشاعات .. قلتها بعظمة لسانك العروس بنت ابو راهي مو أي أحد !
تركي بضحكة مزيّفة يقاله بيتفاعل مع متعة ابو راهي : هذا الاشاعات وهذي عجايبها.. الاشاعة تقول انه يبي وحدة قريبة منه ويحبها .. عاد الله أعلم يا طويل العمر !
ابو راهي بفضول وضحك : ووش تقول الاشاعة ؟.. مين تكون هالقريبة اللي يبيها؟
ضحك تركي : عاد هالبنت شخصية مجهولة ما حكت عنها الاشاعة .. اسأل محمد يمكن يعرفها هههه !!
عقد ابو راهي حواجبه باستفهام : أسأل محمد.؟؟ مو توّك تقول انها اشاعة ومب حقيقة !
ضحك تركي ورمى التلميح الثاني : ههههههه صحيح انا سمعت انها اشاعة.. والعادة الناس تقول ان الاشاعات لابد تحمل نسبة من الصحة ولو قليلة ! .. من يدري ؟! (ابتسم بعذوبة ) بس شكلها اشاعة مكذوبة100% دام الاستاذ محمد تقدّم لبنتك "بكل ارادته" !..يلله الله يوفقهم ويتمم على خير .. لا تنسى تعزمني طال عمرك !
سكت ابو راهي .. وتركي بادره من جديد : اعتقد ان طلبه لبنتك من "نفسه" ينفي الاشاعة بشكل كامل..فلا تاخذ السالفة جد يا طويل العمر
استمر صمت ابو راهي .. وكنّه انتبه لشي لأول مرة !
كمّل تركي بمتعة بريئة : الله يرزقني ..صراحة أعتبر الاستاذ محمد محظوظ.. مين يحصل له قرابتك ونسابتك ويرفضها ^^
طلع ابو راهي من صمته وابتسم بزهـو من هالمديح : كلامك عين العقل ههههه ! ،
وهكذا انتهى حوارهم اللي ..بالبداية فقط ما أثار الموضوع اهتمام كبير عند ابو راهي...
لكـن ....!؟
هذا كان بالبداية...!

:
×
/

عند البنات .. انتهت رحلة مشيهم
دخلوا حدود المخيم بعد ما انفصلوا عن رهف وأروى اللي خذوا طريقهم لمخيّمهم الثاني عقب ما ابتلت ملابسهم شوي من آثار المطر الغزير ورذاذه.. واللي ما قصّر فيهم نفضهم ببرد شديد الصقوووعة..!
بسمة ..كانت تمشي جنب شادن اللي معلّقه شنطتها ذات الحزام الطويل واللي توصل لفخذها على كتفها.. وكانوا على وشك دخول حدود المخيم .. يوم وقفوا ثنتينهم ينتظرون مشاعل اللي كانت جايه وراهم تركض ..
مشاعل بقهر : وربي انتم سحبات ..قليلات أدب
بسمة وهي تضحك على غير العادة : خطة من اختك واروى

مشاعل بقهر : ما تستحوون تخلوني لحالي !
شادن : محد قالك فلّيها واطلعي للسما !
مشاعل وهي تعطيها كامرتها : خذي حطيها بشنطتك.. طاحت مني بالطين قبل شوي .. وان شاء الله ما تكون خربت !
خذت شادن الكاميرا وحطتها بشنطتها المربعة الوسيعة ..
الا مشاعل تقول : وانا ألحقكم شفت عمر وخالد راجعين لحالهم للمخيم.. شفتوهم ؟
شادن اللي كانت ملاحظتهم من بعيد بطريق رجعتهم هزّت راسها باستفهام : وصلوا ؟
مشاعل : ما اتوقع لأني كنت سابقتهم !
شادن وبراسها شر.. من عقب المغارة .. ومصرة تقابله من جديد لأنه البارح تركها من عصبيته وما امداها تواجهه.. زاد عليها الارتباك اللي يتفاقم داخل روحها كل ما قابلته وجها لوجه،
قالت : انا بروح اتدفى جنب النار ..
مشاعل وهي تفرك يديها من البرد : انا بروح اشوف سحور شخبارها.. ومرة وحدة أغيّر جزمتي تبللت من الموية وصارت تجيب لي البرد برجولي
بسمة استغلّت الفرصة وقالت لـ مشاعل : بجي معاك !.. بشوف شخبارها .. استغربت انها ما جت معنا !
بسمة ومشاعل راحوا من جهة الخيمة اللي فيها سحر.. وشادن مشت ناحية النار اللي خمدت من المطر تتحرى وصول عمر من بعيد.. لعلها تقدر تتفاهم معاه.. ومـا تدري للحين وشلون بتواجهه!
قدرت تستجمع جرأتها البارح..
لكن عقب موقفه .. صعب تستجمعها من جديد ! ، وقلبها بدا يخفق توتّر وارتباك !
:
×
الخيمة كانت خالية .. وهااادية .. الا منها ومن أنفاسها اللاهثة .. !!
دخلت مشاعل وهي تفك شالها من رقبتها ... بابتسامة سعااادة ومررح .. وهي تهتف بحبور : سحور فاتك نص عمرك !
ويا للغرابة كان منظرها ..غريب.. !
مشاعل وقفت منصدمة على مدخل الخيمة وعينها تطيح على بنت عمها بذاك المنظر !
بصدمة : سحر ؟؟؟؟!!!!!!!
كانت سحر ببساطة .. متكوّرة بزاوية الخيمة..وهي ضامة طرف البطانية لصدرها تحت رقبتها ..مو قادرة تتحرك.. أطرافها ترتعش .. وصوت اصطكاك فكها مسموع وبوضوح.. وشفاتها مزررقة .. شعرها مبلل بالكامل .. وملابسها الرطبة ملتصقه بجسمها ..
وكأن سحر بذيك اللحظة ما كانت قادرة تاخذ حركة وحدة .. من البرد .. والشعور .. والألم.. والصدمة اللي مابعد استوعبتها للحين !
كانت ترتجف بقسوة.. ترتعش من راسها لأخمص قدميها ! ،
باختصار .. كانت بحالة يرثى لها !
قرربت مشاعل بسرعة وهي خاااايفة من منظرها اللي يبعث عالمرض : سحووور بسم الله عليييك وش ذا وش صار ؟ .. وراك متسبحة كذا ؟؟؟؟
رفعت سحر راسها ببطئ.. وابتسمت ابتسامة ضعيفة من خلال فكها المهتزّ بعننف : رجعتوا أخيرن ؟!
نزلت مشاعل بمستواها .. ومنظر سحر المتبهذل .. شعرها !.. ملابسها ! ..صفرة وجهها وزرقة شفاتها ..خلتها تحط يدها على جبينها بسرعة وخوف وهي تقول : وجهك اصفر !
وكملت بفززع يوم تحسست جبينها الملتهب : حرارتك نااار !!.. سحر وش صار لك توك من ساعتين طيبة !!
ضحكت من بين دموعها اللي تحاول تخفيها..بمحاولات يائسة من ساعتين..من لحظة الحقيقة اللي مو مستوعبتها للحين : أخيرن جيتوا !
مشاعل بقلق وهي تتأمل وجهها الأصفرر.. ارهاق سحر ليومين تحوّل لمرض الحين .. لكن شلون : وشفيك متسبحة ليش طلعتي بالمطر كذا ؟
نزلت الدموع هاللحظة وهي تشوف فـ وجه مشاعل العذب ، ملامح بندر الغاضب والخايب فيه : ليه رحتي يا مشاعل ؟ .. تعبت انتظركم.. أول مرة أخاف لحالي
خافت مشاعل عليها.. ومن جديد حطت كفها على جبين سحر المستسلمة بتعب وانهاااك امتص كل قواها الباقية : من جد حرارتك مرتفعة كثيير اذا هي أربعين فهي شوي ! ، تبين أنادي لك خااالد !؟
نزلت دموعها : مابي احد.. ابي أنااام
مشاعل : لحظة بنادي امك أجل
سحر : مابي أحد .. ابي انااام تعباانة وخااايفة يا مشاعل
مشاعل خافت .. لا يكون بداية هلوسة لأن سحر كانت منهكة وحرارتها مررعبة !
قالت بسرعة : لحظة بجيب لك غيار ملابس ..لازم تبدلين ملابسك.. اذا جلستي بهالملابس مو بعيدة تموتين !
من غير إرادة..جذبت سحر البطانية أكثر لرقبتها وفمها .. وفكّها يصطك بصوت واضح .. وهي تهمس ببحـة : برررد مشاعل بررردانة بمووت !
بسرعة جابت مشاعل بطانيتها الخاصة مع بطانية شادن .. ولفّتها حول جسد سحر اللي كانت جالسة بالزاوية بتراخي وانهاك ..
وقالت : تدفّي لين اجيب لك غيار .. واقول لخالد يجي يشوفك !
بكت وما تدري ليه حتى خالد مالها خلق تشوفه.. خالد اللي صاير مهمل !! ، مالها رغبة تشوفه لأنها لو شافته يمكن تبكي على صدره.. من شعور الخوف اللي زرعه بندر فيها .. هي خايفة ولا تبي تنهار والتعب زايدها عليها !
وقالت وهي تشهق حيرة : لا تنادينه مو لازم
مشاعل باستغراب : لازم يشوفك انتي مريضة !
شقهت وهي تدفن وجهها بالبطانية اللي عند رقبتها : اذا شفته ببكي يا مشاعل وانا مابي انا خايفة يا مشاعل افهميني ما ابي اشوف حتى خالد !
استنكرت مشاعل وضعها الغريب العجيب ! ، والتفتت ناحية بسمة اللي كانت تتأمل الوضع بصمت وببرود على وجهها من غير تعليق.. وقالت لها بسرعة : بسمة نادي خالتي هيفاء قولي لها سحر تعبانة ..
هزت راسها ايجاب .. وبصمت طلعت تدوّرها ..
أما مشاعل ركضت لشنطة سحر .. طاحت على ركبها وفتحتها بسرعة .. وبحركات سريعة قامت ترفع الملابس فوق بعض .. تدوّر أثقل شي ..!
حصّلت قطعة صوفية وسميكة جدا .. برقبة مرتفعة تدفّي الرقبة وأكمام طويلة توصل لحد أصابع اليد.. سحبتها من أسفل الشنطة .. ومعه دوّرت بنطلون خامة ثقيلة ومعه سحبت بجامة داخلية ..
شالت الملابس وركضت لـ سحر .. اللي ارتعاشها ورجفتها ما خفّت ، الا زادت سوء مع الثواني !
جلست جنبها بسرعة وهي تقول بعتاب : كم لك وانتي بهالملابس الرطبة ؟
ما ردت سحر وهي دافنه وجهها بالبطانية وشعرها الرطب طايح من الجنبين .. والانهاك قتل ارادتها عالحركة !
مشاعل بعتااب شديد وهي تفك البلوزة الصوفية المثنية : احد يجلس بهالجو الثلجي بذا الحالة.. ليه ما غيّرتي ملابسك على طول !
ما ردت سحر لأنها كانت بأردى أوضاعها النفسية والعاطفية .. والجسدية !
تعبانة حد الصميم !
قالت مشاعل وهي ترفع البطانية شوي من عليها : خليني أساعدك.. بسرعة غيّري ملابسك !
بحركة بطيئة مقتولة استجابت لـ مشاعل اللي قلبها ناغزها من حالتها الغريبة ..
شي صار لها يوم تركوها ؟!!
ولّا معقولة هذاك الارهاق اللي استمر على وجهها من يومين .. يتحوّل لـ مرض فجأة ؟!
ساعدتها بتبديل ملابسها..
ثم قالت وهي تقوم : لحظة بجيب شال تغطين به شعرك المبلل.. ان استمريتي كذا مو بعيدة يجيك شلل أو بلا !!
ما أصدرت كلمة .. ومن انتهت تبديل ملابسها.. مالت على جنبها تبحث براسها عن وسادتها .. دفنت راسها بالوسادة اللي جنبها.. وسحبت البطانية لـ صدرها تدوّر دفى فقدته من ساعتين !
تعب تمّكن منها من غير أي مقاومة !
ووجه بندر..
ونبرته ..
ونظرته..
مشاعره ..
ما رحمتها ولا رحمت أفكارها ..
هزّتها .. وهزّت حصونها
حصون انهارت قدامه .. من غير مقدمات وبسهولة !
تعبت من نبرته ..
من كلماته..
تعبت من اعترافاته الصادمة !
ما قدرت تتكلم .. ولا تنطق !
لأنها ما صدّقت .. للحين ! .. مو مصدقة !!

جت مشاعل بسرعة وهي شايله شال صوفي .. ومالت على سحر المستسلمة مثل الميتة .. رفعت راسها بيديها من غير أي مقاومة .. وحطت الشال تحت رقبتها ثم لفته على شعرها بإحكام حتى ما يرتخي ..!
الا بدخلة أم خالد.. اللي جت بخطواات سريييعة وقلقة .. وبسمة الساكتة تمشي وراها
ام خالد بقلللق جامح وهي تقرب من بنتها : سحر ؟؟
ما ردت سحر بحررف ..كانت مغمضة عيونها بأثيرية عذبة وهي متمسكة بالبطانية عند رقبتها ..والمرض متمكّن من كل عصب بـ جسدها .. كانت شحنانة .. ولاهثة وانفاسها المتسارعة تتزايد.. بشكل مقلق !
مشاعل بنبرة هادية تحاول تطمّن مرة عمها : شكلها تعبت من البرد يا خالتي .. فيها حرارة !
انحنت امها جنب راسها .. وبيد الأم مسحت على جبين سحر تتحسس حرارتها .. وشهقت بخووف بالغ : حرارتها عاااالية مرة !
مشاعل بقلق وهي تشوف سحر تتنفس بصوت عالي ومتسارع وكأنها تجاهد ..أو كأنها انسان يبحث عن ذرة اكسجين : ننادي خالد يا خالتي يشوف وضعها ؟
جاهم صوتها المختفففي ببحّة عميقة ..بالموت مفهومة : لا..تنادونه !
ام خالد وهي تسمع صوت بنتها المسلوب : لازم يشوفك يمكن تحتاجين المستشفى يا ماما !
بكت وهي تضم البطانية لأحضانها .. وقالت بتعب : ما ابغى اشوفه خالد ما يحبني !
امها بقلق : ماما وش صاير لك منتي طبيعية!
سحر وهي مخبيه وجهها جوا البطانية والرعشة ما رحمتها وحروفها ترتععش : خالد تعب من مداراتي وملّ من دلعي خلوه انا بنام وبكون كويسة ..لا تنادونه !
امها : وش هالكلام ؟! .. بكلّمه يجي يشوفك !
شهقت وهي تحس بالتوهااان من أسباب بندر اللي أثّر فيها اليوم : ما أبيه ما أبيه .. اتركوني تعباااانااااة
جلست عندها شوي .. لما نامت .. ولكن أنفاسها المتسارعة ما هدت ظلت مثل ما هي ..
تركوها مشاعل وبسمة وطلعوا ..
أما أمها جلست تتأمل بنتها بقلق .. وجهها المصفر .. شفاتها الجافة المزرقة .. رجفة البرد اللي فيها
ما طاوعها قلبها ..قامت وطلعت من الخيمة وهي تدق على رقم ولدها ..
اللي توه بيوصل على مشارف المخيم .. مع عمر اللي كان يمشي معه
رد والضحكة بصوته من سالفة عمر : هلا يا ام خالد !
امه بقلق : خالد انت وينك ؟
عقد خالد حواجبه من نبرة أمه الغير مريحة.. وما توقّع ان الموضوع يخص اخته حبيبة قلبه .. اللي صاير يبخل عليها باهتمامه ! ، ولا يدري انه بأسلوبه اللي اختلف عوّرها وهز شي داخلها حاولت تداريه بعصبيتها معاه من سنتين.. هزّ شي داخل انسانة عانت الغربة وكانت تشوفه دايم سندها الأول !
قال : قريب من المخيم دقايق وواصل !
امه بقلق متزااايد.. أررربكه : تعااال عندنا على طول
اررتبك والقلق تلبّسه : ليه عسى ما شر ؟
قالت بقلق : ...اختك ..!
قال ونبرة صوته يغمرها اهتمام مرتبك : مين سحر ولا بيان ؟
امه : سحر مدري شفيها .. طايحة من طولها مريضة
وقف مكانه وهو يسمع هالكلمة المفاجئـة !
مريضة !! ،، يدري مرضها مب سهل !!
وباستغراب بالغ : شفيها ؟
امه : مدري الله يهديها رجعنا قبل شوي لقينا حرارتها صاكه فوق .. تعال حبيبي شوفها .. هي حتى مو راضيه تشوفك !
نغززه قلبه من كلمة امه.. خيير .. سحر ما تبي تشوفه من متى ان شاء الله !؟؟؟
خالد : شفيها انهبلت ؟؟.. ولا تتدلع كالعادة ؟!!
امه : مدري عنها حتى اني ما قلت لها بناديك.. قلت بنادي خالد قامت تبكي.. اختك مدري شفيها تعال شوفها اخاف الحرارة أثّرت عليها !
انقهر خالد منها : ما تبي تشوفني.. ضارب شي بمخها ذي !
امه : تعال شفها مب وقته يا خالد أقولك اختك تعبانة .. من زمان ما شفت وجهها كذا !
خاف من نبرة أمه.. ورفْض اخته الغريب لشوفته..أقلقه !
يدري انها كل ما مرضت لو زكام.. قالت نادوا لي خالد.. ويدري انها تسوي كذا حتى تستحوذ او بمعنى أدق "تسترجع" اهتمامه اللي صاحبها من سنوات عمرها الأولى واللي فقدته في آخر سنوات الغربة لما انسحب خالد من ذيك الحياة ورجع لوحده عشان دراسته !
بس رفضها هالمرة غريب !
مو كلمة سحر
ولاهو اسلوب سحر !
ولا هي شخصية سحر !
طييييب يا سحر !
سكر من امه بسرعة .. وكانوا قد وصلوا حدود مخيم البنات ..
وناظر عمر : بروح اشوف سحر شوي تعبانة
عمر ابتسم : سلامتها ..انا طالع لـ مشوار صغير .. ساعتين ثلاث وراجع !
خالد : اشوفك أجل ..
تحرك خالد ناحية مخيم البنات .. وعمر اتجه لـ سيارته.. وما درى عن اللي كانت جالسة قريب عند النار وسمعت الحوار ..
وش تتوقعون سوّت !!؟

:
×
تجاوز عمر مخيّم الشباب الخالي.. بحكم ان الرجال ما بعد رجعوا ..
ونصى سيارته المتوقفة بين مجموعة السيارات من غير ما يحس بالشخص اللي سبقه هناك بسرعة صاروخية ! ،
طلّع مفتاح سيارته من جيب جينزه الخلفي بخطوات سريعة ومستعجلة ! .. دخل بين سيارة محمد وسيارة بندر لين وصل لسيارته المركونة خلفهم ..
فتح باب السيارة اللي كان مفتوح .. حط رجله داخل وجلس لين استقر خلف المقود..
سكر الباب ومباشرة لفّ المقود وتحررك من المكاان ..ابتعد بالسيارة بعيد عن الخيام والمخيّم بكبره لين صار بوسط فضاء وسيع من الصحاري والرمال .. مدّ يده لجهاز الجي بي اس واللي مركّب حديثاً.. ضغط زر معين واختار الاحداثيات اللي حافظها عن ظهر قلب !
استمرت قيادته ربع ساعة وهو سااكت يفكر بكثير اشياء.. الطبيعة الساكنة حووله.. جبال من اللون الأحمر على يمينه وطعوس رملية في أقصى المدى على يساره.. ومحد يعثّر سكون الصحرا غير صوت كفرات سيارته اللي تثير الغبار حولها ..
بجو السيارة الكئيب والهاادي مدّ اصبعه لمسجلة السيارة وشغل الراديو من غير ما يحس بالأنفاس اللي وراه ، أو ينتبه لـريحة العطر الزكية اللي بدت تنتشر حوله.. كانت أغنية لها وقع خاص في نفسه بس بسبب إنه في وسط البر كانت الاشارة ضعيفة !!.. والكلمات توصل بتقطيع ..
"وحشتيني" لـ راشد .. كانت دايما مرتبطه بانسانة وحدة ..يوجهها لانسانه وحدة ..
لكن الحين كل شي تغيّر ! ،
أو هو اللي يبيـه يتغيّر !
من استوعب ان الاذاعة تذيعها ..على طول مد اصبعه وقفل المسجلة بعصبية ..وأعصابه توترت عالأخير ..
وانتابه شعور غريب ..، ريحة العطر حوله كل مالها وتزيد وكأن فيه شخص معاه.. من وين جايه ؟؟؟
داهمه صوت ناعم مليان عتاب ينطلق من وراه : كنت تحب هذي الاغنية كثير ؟.. وش اللي غيّرك ؟؟
لا شعوري رمى رجله بقوة على الفرامل بصدمة اكتسحت هدوءه ! خلته هو وهي يندفعون للأمام من الفرملة القوية ! ،، رفع عينه للمراية يبي يتأكد ، وشاف وجهها بملامحه اللي تشابه القمر بضيّه..
وعشان يتأكد أكثر التفت بنص جسمه عليها ، وتأكد بأم عيونه ..
بصدمة ما بعدها صدمة نطق حروف اسمها العذب : ..شادن؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تغلّبت على القلق السلبي ..وابتسمت ابتسامتها الناعمة الخاصة له : ..ايه انا .. !
طاف بعيونه عليها بصمت والصدمة مستقرّة بوضوح وسط عيونه ،،
انتظرته يتكلم ويعلّق على وجودها مثل ما توقعت ومستعدّة ترد عليه وتحافظ على هدوء أعصابها ومشاعرها اللي دايما تخرج عن زمام السيطرة..
لكنه بغرابة ..ما نطق .. بحرف واحد !
أزاح عيونه العميقة المصدومة عنها ..واعتدل بجلسته وعيونه تناظر البـرّ المنبسط برا السيارة !
ناظرته بوجع من ردة فعله اللي محد بالكون يقدر يتوقعها أو يفسّرها.. توقعت انه بيصرخ فيها عقب امس ويمكن يفشّ فيها خلقه عقب مقلب البارح.. لكنه كل مرة يفاجئها بردة فعل مختلفة !
قال بنبرة مفاجئة قمممة بالهدوء .. وعيونه تطالع من الشباك : لا يكون مغلطه بالسيارة ..ترا هذي سيارتي مو سيارة محمد !
عوّرها كلامه لكنها ضحكت بمررح حرّك شعوره : أدري.. وتتوقع يعني بغلط بسيارتك أو بشي يخصك ،
قال بنبرة هادية رجولية خالية من أي شعور : ..شلون ركبتي ؟
ضحكت ضحكة ذكّرته بشقاوتها القديمة اللي اندثرت بسبّته : هههههههه مافي شي صعب علي ..سمعتك تقول لخالد انك بتطلع لـ مشوار قلت فرصة آخذ المشوار معك ..ركضت لسيارتك وركبت قبل ما توصل ..سبقتك مثل العاادة ههههههههه.. عمرك ما تقدر تغلبني ولا نسيت ؟ (بنعومة)
مصرّة تجرّ ذكريات هو يرفضها ولا يبي يفكّر فيها !
كانت تضحك بمرح مزيف.. ظاهره متعة .. وباطنه خوف وارتباك.. لكن ضحكها أبد ما غيّر فيه شعرة وهو يطالع من الشباك بسكون مستديم.. غير إنه بعد لحظة..
قال بهدوء وعيونه اللي ما ترمش تناظر الأرض المنبسطة قدامه : مشواري طويل ولازم ترجعين !
قالت مباشرة من غير نقاش : مارح أرجع !
قال بنفس الهداوة المهيبة : أتكلم جاد !
شادن باصرار وعناد : مهما قلت مارح ارجع ومارح أنزل من السيارة !

استمر الصمت الجديد .. بينهم .. لدقايق حسّتها شادن طويلة جداً !
مرت دقيقة
ودقيقتين
وثلاث ..
وعمر بحالة صمت وهو يطالع قدامه كنه صنم جامد !
أخيرا ..وبحركة خرقت الصمت ..انحنى للمقود وهو يشغّل السيارة من جديد.. ثم نزّل يده للقير ويده الثانية استقرّت بقمة المقود.. وحرّك السيارة بنفس الاتجاه ..من غير أي كلمة !
ما رح تكذب إذا قالت إنها توقعت إنه بيرجّعها للمخيم لما يكتشف وجودها.. ويجبرها تنزل غصب.. لكنه ما استمرّ على اصراره او بالأحرى ماله رغبة يقاتل عنادها اللي محد كثره يعرف لأي حدود ممكن يوصل هالعناد..خصوصا لما يكون هو الخصم !
مشت السيارة وخذت نفس المسار وعمر ما علّق بشي !
بعد دقايق..
وهي منغمسه بالتفكير والارتباك .. وبعز الهدوء العمييق بينهم
قال بنبرة مفاجئة وغريبة : تعرفين انا وين بروح ؟
رفعت عينها لعينه الحادة المنعكسة بالمرايه واللي كانت تناظر بالطريق ..
وجاوبت بهدوء بعد ما استردت اعصابها : ما يهمني !
قال بنفس النبرة الغريبة : لا جد.. عندك فكرة عن المكان اللي أبي اروح له ؟
قالت وهي تناظر من الشباك بلا مبالاة : وش بيكون يعني غير الصحرا !
لمحت ابتسامة جانبية جعّدت خده الأيمن .. وهو يتمتم بسخرية غريبة صدمتها ووتّرتها : واثقة فيني يا شادن ثقة عميا !
زادت وتيرة الارتباك لأن عمر رجع لقوقعته اختصر الكلام بينه وبينها .. يوم قال بنفس النبرة الغريبة : ما أبي اسمع لك صوت بالسيارة طول الطريق لين نرجع للمخيم..مفهوم؟
سكتت ،، وانجبرت تدخل معه قوقعة الصمت .. قامت تردد آيات التوكل وأدعية الضيق ..
حسّت بتوتر يتزايد من صمت عمر والوجهة المجهولة اللي ماخذها معه لها !
:
×
في المخيم !
تطمن خالد على اخته اللي خذاها نووم عميييق وما حست فيه من دخل.. قام واقف وهو يسكر علبة دوا المسكن..
التفت لأمه الجالسه جنب بنتها وهو يقول : عطيتها خافض حرارة ومسكن..
امه : غريبة ..هي كانت مرهقة من يومين وتقول ما تنوم زين بالليل.. غبت عنها ساعتين بس ولقيتها مريضة وطيحتها قوية مب تدريجية
خالد ابتسم يطمنها وهو مستغرب من داخله .. لأن ترمومتر الحرارة طق الأربعين فجأة
وقال : يمكن خذت برد لأن الجو فرق كثير عن أمس واليوم .. وكن الشتا ضربنا فجأة !
امه : مشاعل بنت عمك تقول انه برد.. لأنها دخلت عليها وهي متسبحه بالمطر !
هزّ راسه باستياء وهو يردّ نظره لوجه سحر المخطوف.. وانفاسها اللاهثة اللي ما هدت لأن صدرها كان يطلع وينزل بتعب
وقال : أجل خذت برد وهذي انفلونزا
قالت امه بقلق : واذا ما خفّت حرارتها ؟.. تدري إنت ان حرارة اختك شينة آخر مرة بغت تموت علينا ، 3 ايام حرارتها اربعين وما نزلت !
خالد هزّ راسه مدرك لهالشي : اذا تبيني اشيلها للمستشفى الحين ما عندي مانع !
امه ناظرت بنتها وقالت : بنشوف اذا فاد معها المسكن ولا الشكوى لله
شال خالد عدّته.. وطلع من الخيمة ..والمفاجأة انه وقف وهو يناظر على بعد أمتار تجمّع البنات عند النار.. وضحكهم العالي الممزوج بالسوالف وصوت مشاعل الواضح بينهم !
فجأة نادى اسمها بصوته الرخيم
"مشاعل"
سكتوا البنات أربعتهم .. ومشاعل وقّفت حكي وهي تناظره باستغراب وهي تعدّل لثمتها .. متناسيه الموقف الأخير بكل تفاصيله
ردّت بلا مبالاة مقصودة حتى توصل له رسالة إن الموقف الأخير ما أثّر ولن يؤثر فيها : نعم ؟
قال بوضوح صدمهم : تعالي هنا ! ( اكتشف إنه يحب يستخدم صيغة الأمر معها ههه )
ناظرت البنات (أروى ، رهف ، بسمة ) وهم يتغامزون بينهم خصوصا رهف وأروى .. حمّر وجهها وبحركة لا إرادية طقّتهم بالصحن الورقي اللي بيدها تحت مرآى منه وهي تقول : سخيفااات لا تشطحون بعيد
ثم ناظرته من جديد بلا مبالاة من غير لا تتزحزح من مكانها : خير يا خالد؟ .. ما تشوفني مشغولة مع البنات ؟
رفع حاجب وكرر أمره : سمعتي وش قلت.. تعالي هنا ألحين !
قالت بنفس وضوح صوته : تحب تتأمر يا خالد ما أبغى أجي !
طقّتها أروى بشويش .. وهي تهمس : هذا الدكتور وش مجلسك؟ روحي اكيد يبي شي ضروري

شافهم يتهامسون فيما بينهم ..ومشاعل معنّده ومطنشه .. وكأنه مب موجود !!
نادى من جديد بأسلوبه الآمر : مشاعل ؟
رفعت راسها شافته واقف مكانه .. ينتظرها.. ما تنكر طقها فضوول من طلبه لها !
أول مرة يطلبها بالاسم !!
بالأخير.. تنازلت عن عنادها ..وقامت واقفة .. ومشت لين البقعة الواقف فيها تحت ناظر البنات اللي تأكدوا ان هذا هو الدكتور المشهور بالعائلة !
وقفت قدامه بينه وبينها خطوتين.. بحالة ترقب !
قال مباشرة : بالمختصر المفيد .. أبيك تنتبهين لسحر !
رفعت نظرها له ببلاهه : هاه ؟
ما استوعبت الطلب.. لأن بالها شطح لشي ثاني ،،
مالت على أحلامها الغبية !!
ابتسم بسخرية يوم قرى في عيونها شي ما قدرت تخفيه : وش متوقعه أبي منك ؟ نصيحة بطّلي أحلام ..سحر مريضة ومحتاجتك.. نفسيتها واضح مو زينة !
ردّت بثبات ..وهي تتجاهل نبرته وكلمته المؤذية بـ رد أقوى من غير تفكير : بتخليني أكرهك بيوم من الأيام يا خالد.. وأنا ما أبي أكره شي تدري أنت إني أعتبره الأغلى بحياتي !
ثواني .. قبل ما يستوعب اللي قالته !
يدري بمشاعرها لكن ما عمرها صرّحت.. بلسانها !
هالبنت جرأتها بتصرفاتها..
مو بلسانها ..
وشلون قدرت تقول اللي تقوله هالمرة !
قال وعيونه تضيق .. وبصوت واطي : وش قلتي ؟
لاحظت ردة فعله المشدودة "على غير العادة".. وقالت بابتسامة جانبية.. ممزوجة بثقة..عرفت انها بتستفزّه : ليه ..خفت أتسرّب من يدينك ؟!
ناظرها وعيونه تلمع.. وتبرق !
كمّلت بذات الثقة تبي ترد له نفس الأسلوب : نصيحة لا تضمنّي .. لأني انا نفسي ما أقدر أتوقع تصرفاتي .. فما بالك بواحد مثلك ما قدر يفهم مشاعل ومعتبرها مجرد تكملة عدد بهالعالم !

ناظرها ثانيتين وهي تلقي كلماتها اللي ما يدري من وين تعلّمتهم !
ثم ضحك ضحكة قصيرة وهو يلتفت يمين بحالة دهشة خفيفة !
ثم رجع يناظرها والضحكة انطفت..
وعيونه تلمع بتحدي لأنها قامت تزيد العيار باستفزازه : انتي لوين تبين توصلين ؟ ليش مصرة تستفزيني ؟ تبيني اوصل لمرحلة أجرحك فيها عشان تكرهيني؟.. المرحلة اللي أقاوم أوصلها بس عشانك بنت عمي !
مشاعل ببرود : ليه ماا تقول انك ما تبي تجرحني ..لأنك ما تبغاني أكرهك !
طلعت عيونه من محاجرها ..
وبصدمة وما يدري ليه كلمتها قهرته..وضربت وتر مجهول الهوية داخله
قال : تعتبرين حشيمتي لك واحترام الدم اللي بيننا.. بهالصورة الغبية اللي في مخك ؟
وصلت معه لأنه استوعب الاستفزازية اللي وصل لها بسببها..بداية بـ اكتشافه لمقلبها اللي أجبرته فيه انه يرافقهم بهالرحلة .. ونهاية بموقف الشجرة اللي ما يدري ليش استفزّه وأثّر فيه لهالحد ،
وما قدر يعدّيها لها !
وكمّل : متخيّله اني بجري وراك مثل المجنون .. انا ما فكرت فيك بيوم من الايام ولا بفكّر.. دوّري غيري يناسبك ويناسب مخك الفاضي اوكي ؟

للحظة اكتسحها وجع مؤؤلم .. لحظة ما نطقها..
قال بسرعة يوم لاحظ الألم انعكس بعيونها وهي ساكتة.. ولعن الشيطان : شفتي شلون الجرح ؟ .. هذا اللي أنا ما أبي أوصله معك لأنك بنت عمي !
نطقت بصوت مرتجف بكلمات متقطعة : انت.. جد.. تبـ..يني أكرهك !
قال يبي ينهي الموضوع وتأنيب الضمير اللي مستمر معاه : ما أبيك تفكرين فيني بذيك الصورة افهمي يا مشاعل !
قالت وهي تستجمع أقصى قوة عندها.. وبنبرة غريبة هي الشرارة لبداية جديدة لـ مشاعل : مخي فاضي في نظرك ؟؟ لأني مو ذكية مثلك ؟؟ ومو دكتورة مثلك ؟؟ لأني فاقده كثير ميزات ألقاها فيك ! فهمت الحين ليش ما تفكر فيني يا خالد ! عشان كذا تكرهني لأني بنظرك غبية وما تسواك وطموحي ما يتعدى مستوى رجولي !
رفع اصبعه السبابة وحكّ جفن عينه من الوضع اللي وصل له معها .. ما يكرهها وتظل بنت عمه لكنه ما يبي يعيش بتأنيب ضمير فرضته عليه اهي.. إلى جانب إنها فعلا مثل ما قالت ..
مـا ترضي طموحـه !
قال أخيرا بنبرة واطية فيها حنيّة مجنونة : لا أكرهك ولا تكرهيني.. تظلين بنت عمي هذا كل شي !
ابتسمت عيونها بألم : سبحان الله الزلّة تفضح يا خالد ..
قطع حوارهم وما بغى يطوّلها زيادة معها ..ولأنها جبرته يقول كلمات ما ودّه يقولها.. وقال : يكفي يا مشاعل خليتيني أقول كلام ما أبي أقوله وطلعتيني من الموضوع الاساسي..انا ناديتك عشان سحر.. بخلّيها بين يدينك انتبهي لها اذا انشغلت أمي عنها.. واذا تعبت او صار شي رقمي اكيد عندك.. كلميني على طول !
مشى مباشرة ناحية مخيّم الشباب .. وهي تغلي من دااااخل .. غلياااان وثووورة
رغم الألم والمشاعر اللي إلا إنها وصلت لمرحلة.. فعلاً محد يقدر يتوقع ردّة فعلها !!
مرحلة.. قلّل فيها خالد كثييير من ردة فعل مشاعل !!
همست من غير شعور والحب فاض فيها : بورّيك منهي اللي مخها فاضي .. لا تضمنّي يا خالد تذكّر إني حذرتك !
:
×

رجعوا الرجال الكبار مع بقية الشباب للمخيم ،
عقب ما وصلوا .. لحق محمد أبو راهي اللي كان رايح لجلسة النار بيجلس هناك عشان يرّيح رجوله عقب مشيهم الطويل !
ناداه ، لكن محمد انصدم أن ابو راهي كان متجهّم الوجه وهو يناظره نظره غريبة على غير العادة
محمد وهو يرسم ابتسامة : عمي أبيك بموضوع !
ابو راهي بجمود مو طبيعي : أكيد موضوعك عن الشغل .. أجلّه بعدين أبي أريّح
محمد بشجاعة رغم ان ابو راهي أجبره يتوتّر بتوقّعه اللي صرّح فيه واللي شكله صّرح فيه بالعمد : موضوعي مو عن الشغل يا طويل العمر !
ابو راهي اللي كان بيكمّل طريقه ، ردّ يناظره بنفس النظرة المتفحصة الحازمة : برضو أجلّه أبي أريّح !
ومشى تاركه ومحمد مستغرب مزاجه.. حس ان الموضوع مو مجرد راحة قد ما ان ابو راهي يتجنب النقاش معاه ! ، حتى خلال رحلة المشي حاول ياخذ ويعطي معاه بمواضيع عادية لكن ابو راهي كان جافي معاه ولو بشكل غير واضح.. وهذا هو اللي حسّه !!
اخذ شهيق وزفير عميق .. ثم راح يشوف بندر اللي ما رافقهم عشان يطمّن عليه !
دخل الخيمة ليكتشف ان بندر غاط في نوووم عميييق
ودافن نفسه بثلاث بطانيات لدرجة ان محمد ما درى وين راسه من رجوله !
محمد : بندر
ناداه ثلاث واربع مرات لين رد بصوت ثقيل !
محمد : كم لك نايم قم بتغرب الشمس .. يكفي
تحرّك بندر تحت البطانية .. ورفع الطرف اللي عند راسه ليظهر وجهه اللي مكشّر وعين مغمضه وعين مفتحه
وقال وهو يناظر محمد بتعب ونعاس : تبي شي؟
محمد وهو يتفحص ملامحه : كيف الصداع ؟
بندر وهو يعدّل جسمه وينوم على ظهره بعد ما كان على جنبه : ما قمت أحس فيه !
محمد : زين كنت خايف لا يصير لك شي وانت لحالك محد عندك !
قال بندر بنبرة غريبة وهو يفتح عين وحدة ويناظر محمد وهو راقد : تبي تعرف ليه ما قمت احس فيه !؟
محمد تحفّز لذيك النظرة : ليه ؟
بندر كمّل بهدوء كسول : لأن لو ما سحر كانت موجودة مدري وش ممكن يصير فيني !
قالها وهو يناظر ملامح اخوه اللي تشنجّت من طاريها وما أصدر ردة فعل غير انه قام يناظر في بندر باستغراب
غمض بندر عيونه بلا مبالاة وكنه يبي يرجع ينام ..
قال محمد بعد ثواني : وش صار لك ؟
بندر وهو نايم : جتني دوخة بسيطة .. مع ملعقة عسل رجعت طبيعي
محمد بهدوء خارجي : وسحر شلون درت عنك؟
بندر فتح عين وحدة وناظر فيه للمرة الثانية : الأقدار .. يا محمد!
قالها بنبرة لها معنى .. ومحمد حس ان بندر يقصد معاني خفية !
محمد بفطنة : وش تقصد ؟
بندر وهو يسحب البطانية ويغطي راسه : ما أقصد شي ..يـ خوي !
محمد حس ان بندر مب على طبيعته قال : شفيك شكلك منت على بعضك!
بندر من تحت البطانية بكسل متزااايد : ما فيني شي ..ملّيت أبي أرجع الرياض وأرجع لمزرعتي وأبتعد
محمد بعصبية مفاجئة : انت ليه ما تبي تتكلم ؟؟؟؟؟؟؟
عصبية محمد أشعلت عصبية بندر اللي كان يداريها بالنوم والكسسل.. فتح البطانية بقووة كبيرة عن وجهه وعيونه تشتعل بطريقة صدمت محمد
بندر وهو يقوم قاعد وهو حاقد على نفسه أكثر من أي أحد ثاني : اتكلم عن ايش واخلي ايش .. انت ليه تبيني اجرحك.. ليه تبيني أقول واتكلم عن شي أدري أنا إنك ما تبي تسمعه !
انصدم محمد وانصفق من نبرته العجيبة .. قال بهدوء جاد وهو يشوف بندر يقاااوم شي في نفسه ..وصدره يطلع وينزل من العصبية .. وقهر مشتعل بعيونه : انطق تكلم !
قال بندر ببرود : اكتشفه بنفسك لأني ما عاد أهتم عقب اليوم..وأحسن لك تنساه مرة وحدة دامني نسيته !!
ورمى عمره على الوسادة وسحب البطانية على وجهه ..بيرجع ينام ! ، لأنه فعلا ماعاد هو مهتم !!
اللي قاله لـ سحر اليوم .. الاعتراف والمواجهة اللي حط فيها النقط عالحروف .. خلته ما عاد يهتم !
ومحمد يطالعه وساكت والشكوك تزيد والخيوط تكثر.. توعّده بعيونه ثم وقام وتركه لكنها بقرارة نفسه مهيب النهاية بينهم !
:
/
فتحت سحر عيونها التعباانة .. ورعشة برد خفيفة مسيطرة على بدنها ..
نقلت عيونها حولها لقت نفسها لحالها بالخيمة وكأن البقية تركوها عشان ترتاح
ضمت بطانيتها لصدرها لعلها تطرد نفضة البرد بعظامها
حاولت تجلس على حيلها .. وقدرت بصعوبة لكن قواها خايره جسمها كله يألمها ..عظامها وعضلاتها مألمينها بعنننف.. راسها ساكنه صداع مُتعب وغير مريح !
حطت يدها على راسها وهي تكشر من التعب .. و"آه" تتسرب من شفاتها شبه المسكرة !
تذكّرت الظروف اللي وصّلتها لهالمرحلة ،
من يومين كانت تحس بارهاق وقلة نوم .. بسبب النفسية المتوترة !
وكأن المرض كان ببداياته
ثم جا .. بندر ..
بندر؟؟؟؟؟
وقّفت عند اسمه وهي تستحضر كلامه من أول حرف لآخر حرف !
لا ..المرض بدا بسبّته !
زادت مع لفحة البرد والجرعة الزايدة من المطر !!
قامت واقفه وهي تقاوم دموعها اللي ذرفت منها شلالات يوم كانت لحالها بعز البرد والبلل !
محد يتخيّل وش كثر بكت يوم تركها بندر بذيك الحالة من الذهول والصدمة .. لين ما بدا يتسلل المرض لخلاياها وهي بقممة الضعف وانعدام المناعة !
سحبت وحدة من البطانيات اللي تشبه الشالات ذات السمك المتوسط .. ولفتهم حول جسمها ومفاصلها ترتعش من التعب والانهاااك ..
رفعت ظهر كفّها ومسحت الدمعة النازلة وهي تحاكي نفسها
تحركت بخطوات قصيرة وبطيئة لمدخل الخيمة تبي تطلع لبرا
مو وقته تمرض !
مو وقته المرض يا سحر.. مو وقته هالتعب !
لازم تتفاهم مع بندر !
بأقصى سرعة!
:
،

عند جلسة البنات حول النار واللي كانوا يشوون ذُرة بطريقتهم..والريحة اللذيذة فايحة !
رفعت مشاعل راسها يوم لاحظت خروج أحد من الخيمة .. وشافتها سحر
قامت بسرعة واقفة : سحررر خلك داخل بررد هنا ..
حاولت تبتسم وهي تقرب من البنات اللي كانوا يناظرونها بقلق.. ما عدا بسمة ..نظرتها تختلف واللي كانت مزيج من برود وشماتة وشي غريب !
لاحظت سحر هذيك النظرة بوضوح .. لكنها في ذا الوقت ما تملك حتى ربع قوة عشان تتصدى لها رغم انها حذّرتها ظهر اليوم .. ولو كانت سحر بطاقتها كان ممكن تنفذ وعدها لكنها تجاهلت غصب عنها مو بإرادتها !
اروى بقلق : سحر وش صار لك بسم الله عليك..؟
كمّلت رهف باهتمام : توك اليوم مثل الغزال..!
قربت سحر وهي تشد البطانية حول جسمها والرعشة تزداد داخل جسمها الضعيف : يمكن.. فلو ,!
انحنت رهف قريب من النار وسحبت ذُرة توها نضجت .. ومدتها لسحر اللي ساعدتها مشاعل بالجلوس
خذتها سحر وشفاتها ترتعش وكنّها تقاوم البررد العنيف
لاحظوا البنات حالتها..
وبسرعة حطّت مشاعل يدها على جبينها ..وقالت : سحر حرارتك للحين مرتفعة .. خلينا ندخل داخل كذا بيزيد عليك
قالت وهي تقرّب الذرة من أنفها لعل البخار يدفيها.. بصوت مبحوح منهك : مليت داخل.. عادي خليني جنب النار.. هنا دفى !
حاولت تقنعها لكن سحر ما رضت..وبدت تاكل من ذُرتها بصمت وهي تسمع حكيهم.. ولا فيها حيل تعلّق حتى بـ حرف،
حتى بسمة على غير العادة كانت تشاركهم سوالفهم ونظراتها الباردة المستفزّة ترسلها لـ سحر من فترة لـ فترة

بعز الجلسة ،
قالت أروى : بنمشي اليوم مررة ضايق صدري
مشاعل بخيبة : جد ؟؟.. ليه بدري كملوها لبكرة .. احنا بنمشي بكرة
اروى : مدري يا شيخة عقبكم حبيت الجلسة والا بالبداية كنت أعد الأيام عشان نرجع !
مشاعل : عااد شوفوا من الحين .. أول جمعة بنات بتكون عندنا بالبيت حاجزتكم !

قالت رهف : ههههههه انا مواااافقاه !
وعارضت اروى : لا ما يصلح ..أنا راعية أول عزيمة ما أحب أحد يسبقني
مشاعل : جاك العلم العزيمة عندي انا وشادن.. بكلمكم بعدين أحدد الموعد !

انتبهت بسمة لغيابها ,, وقالت باستغراب : جد وين شادن لها فترة مختفية !؟
قالت مشاعل بابتسامة ما فهموها : شادن ارسلت لي رسالة قبل شوي .. تقول لا تقلقون عليها رايحة تنفذ مهمة سرية هههههه
اروى باستغراب : وينها أي مهة سرية ؟
مشاعل اللي ما تعرف التفاصيل لكن كل اللي تعرفه ان شادن طلعت مع عمر حسب رسالتها
قالت : مدري عنها دامها أرسلت رسالة ما عليها خوف !

شوي قامت اروى واقفه وهي تلبس كابها الصوف على راسها : قوموا نسوي آخر شي قبل نرجع..
مشاعل بفكرة خطرت على بالها : نفسي بمباراة طائرة.. من أول يوم جينا وخاطري فيها
رهف : مو الملعب عند الشباب ؟
مشاعل : لا بعيد شوي عنهم.. اذا فاضي الحين نقدر ناخذه ساعة ..
قاموا بحماس ونشاط من الفكرة وخصوصا انهم يحتاجون يلعبون رياضة فيها حركة حتى يدفّون نفسهم من البرد اللي ما رحمهم !

راحوا رهف وأروى ناحية الملعب قبل البقية ..
الا بسمة تقوم واقفة وهي تقول لـ مشاعل : انا بروح اجيب شالي وكابي وألحقكم !
مشاعل : اوكي .. ( راحت بسمة للخيمة.. ولفت مشاعل لـ سحر المستكينة تماما ) سحور !
رفعت سحر عينها المرهقة والبارز تحتها الهالات بوضوح .. بكل صمت
مشاعل : فيك حيل تجين ؟ .. او روحي ريّحي .. ترا خالد موصيني عليك مافيني عليه لو صار لك شي تعرفينه اخوك اذا تسلّط يصير شرير من قلب !
غصب ابتسمت سحر ابتسامة ناعمة ما أخفت الحزن الغامض اللي هي فيه : ماعليك منه.. اقدر اتفاهم معه !
مشاعل : طيب البسي شي ثقيل وتعالي معنا بلا هالنفسية اللي انتي فيها !
هزت راسها ايجاب باستسلام : شوي وأجيكم !

راحت عنها مشاعل ناحية الملعب اللي بالجهة الثانية من المخيم ،
وصارت لحالها تراقب النار قدامها .. وأفكار تاخذها وتوديها !
الحين بس ..
بدت تسترجع كلام مشاعل قبل يومين ثلاثة..بأول يومين بالمخيم !
يوم حكت لها عن بندر.. ولمّحت لها عنه بطريقة ما فهمتها وقتها
ليه توها تنتبه لكلام مشاعل !
ليه توها تفسّر اللي بين السطور ..وتستوعب المعاني الخفية اللي كانت تقصدها مشاعل وقتها !
ضربها الصداع من جديد بسبب هالفكرة.. ومن غير شعور رمت راسها على ركبها وهي تتنهّد..والبطانية تلف جسدها
مشاعرها بهاللحظة تختلف !!
وكأنها انقسمت نصّيين !
،

بعد لحظة
"سلامات !"
رفعت راسها وهي تسمع هالكلمة بنبرة سـاخرة !
وطاحت على بسمة وهي تجلس قبالها وبينهم النار الشابّة بعد ما لبست كاب صوفي وشال رمادي أنيق يلف رقبتها ..
قالت سحر بصوتها المبحوح ونظرة باردة : هالسلامات من قلبك ولا شماته ؟
قالت وابتسامة ساخرة على فمها الناعم : افهميها من نفسك !
سحر ببحّة صوت ورفعة حاجب واحد : اشوفها شماتة بدون مجاملة
بسمة ضحكت باستفزاز : مارح أنكر !
سحر بابتسامة مماثلة : والحين بدل ما تلحقين البنات جاية عشان تستفزيني وتكملين اللي بديتيه من أمس !
بسمة : تقدرين تقولين !
ضحكت سحر بضعف وهي تغمض عيونها وتحط يدها على العرق الجانبي اللي جنب عيونها..من الصداع اللي ساكنها وقالت : احد قالك من قبل انك انسانة استفزازية !
بسمة بابتسامة متعة استغلّت تواجدهم هي وسحر لحالهم : لا بس بصراحة خليتيني اكتشف هالموهبة فيني !
فتحت سحر عيونها وناظرتها واصبعها للحين على العرق ، وبجموود : انتي جد تبينها حرب؟؟
بسمة بضحكة باردة : ههههه اعصابك.. لا تتحمسين طيب محد يبي هالحرب غيرك !
تمتمت سحر بينها وبين نفسها تستغفر ربها لأنها الحين مالها خلق جدال ..
بسمة ما سمعت وش قالت بس شكّت انه سبّة او شتيمة
وبعصبية : احترمي نفسك طيب !
ناظرتها سحر بحيرة من اسلوبها اللي تغيّر.. وقالت وهي ودها تضحك بس مافيها حيل : مريضة وقسما يا بسمة.. انتي مريضة الله يعين اللي بياخذك.. من قلبي بدعي له .. من قلبي والله
بسمة وتحوّلت للبرود اللي محد ينافسها فيه : اعرفي قبل مين بياخذني .. أخاف تدعين عليه مو له... ههههاي !
وقامت واقفه وهي تسكر ازرار جكيتها .. وسحر تطالعها بحيرة وتعب متزايد مافيها أدنى عصب ممكن يتحمّل استفزازات بسمة
وقالت بسمة بنفس النبرة : لا تنصدمين اوكي !.. سي يو ..
ومشت ناحية الملعب تاركه سحر لحالها اللي قامت تناظرها وهي تمشي وتبعد ..وفهمت سحر ان اللي قالته بسمة الحين مجرد انتقام بسيط عن المشادّة اللي صارت بينهم اليوم ،
حطت راسها على ركبها تحتري الصداع يخف.. ماهي ناقصه استفزازات بسمة ولا شخصيتها الغريبة .. كل اللي محتاجته تطلع من الدوامة اللي هي فيها الحين
تحتاج تستقر على برّ..
تحتاج تسأل بندر..
وتحتاج قبلها .. تسأل مشاعل !
:
×

بالجهة الثانية من الصحرا ..
وعلى بُعد عشرات الكيلو مترااات اللي قطعوها اثنينهم وهم بحالة صمت مستديمة ..محد اخترقها ،!
لاهو اللي قطعها بأي كلمة.. ومحّد يقدر ينافسه بحالة السكون لأنه عاشق من سنين للصمت !
ولاهي اللي قطعتها.. بحرف واحد .. وتعرفه اذا دخل قوقعته تحتاج تنتظر يطلع منها برغبته مو برغبة غيره !
لكنها ما تحمّلت الصمت الطويل والجو البارد بينهم .. وكأنهم مو مع بعض لهم ساعة
قالت بنبرة واطية : ع.. عمر !
كان يسوق وعيونه عالطريق البري من غير صوت ..
قالت باستعطاف : عووومر ..
ما تبيه يرد.. كل اللي تبيه يرفع عينه لها بالمراية عشان تتطمن لاستجابته
لكنه ما استجاب !
والقيادة هو تركيزه الوحيد بهاللحظة !
حاولت تفتح أي نقاش وما لقت الا موقف أمس الغريب : عمر.. آسفة على مقلب أمس ..
عمر : .................. (يسوق)
قالت وهي تناظر وجهه المركّز بالطريق ومتأكدة انه يسمعها : اذا معصب من امس قولها وفرّغ اللي في نفسك مستعدة أتحمّل دش تهزئ منك
حسّت بسرعة السيارة تهدى.. وتهدى .. وتهدى .. لين وقفت بشكل مفاجئ ..
وأخيرا قال بعد دهر من السكوت وهو يطفّي السيارة ويسحب المفتاح : استنّي هنا !
وفتح الباب وخرج من السيارة وهي تناظره بدهشة ! ، تلفّتت حولها من الشباك لعلها تشوف أي مكان وصلوه ممكن بيروحه.. لكن اللي حولهم كان بر × بر ..
بسرعة ومن غير شعور نزلت تلحقه ..
شادن : وين رايح ؟؟؟
عمر وهو يمشي ومعطيها ظهره العريض : ..قلت لك استني لين اجيك
شادن بحييرة وخوف : طيب قول وين بتروح وتخليني ؟؟؟
قال من غير لا يوقف : بروح اصعد هالجبل يمكن أخفف من حدة الشعور اللي أحسه ألحين وخلك مكانك !
ما فهمت وش يقصد لكنها رفعت عينها للجبل اللي يقصده وفتحت عيونها مرتاعة عالآآخر .. جبل بعيييد جدا جدا بآخر مد النظر... بياخذها مشي معقولة ؟؟؟؟؟
شادن بربشة .. وشخصية تتغير لما تكون مع عمر بس : انتظ... انتظررر عمرررر لحظة ..
ما قدرت تستجيب لأمره وفتحت باب السيارة الخلفي بخرشة وسحبت طرحتها المرمية عالمرتبة ..ركضت تلحقه ...
هو مشى بطريقه وما التفت حتى لوراه وكأنه يحارب شي داخل نفسه ، سمع خطواتها ركضها السريع على الأرض الصحراوية القاسية تقرب لين وصلت وراه.. ما قال شي رغم إنه أمرها تبقى مكانها .. وشادن من جهة صارت تمشي وراه من غير كلمة..
يمشون بصمت من غير ولا كلمة بينهم .. شي معروف عن عمر قلّ الكلام لكن ما عرفت شادن انها بجيّتها المفاجئة هذي أشعلت بسهولة شي كان عمر يحارب حتى يسيطر عليه !
بعد ربع ساعة مشي بدون أي حوار !!.. شادن حبت تقطع الصمت يمكن تقدر ترجّع شي بينهم على طبيعته.. وتدري إنها تقدر !
شادن وهي ترفع عينها للسما العالية : السما مغيمة تتوقع ينزل مطر من جديد ؟؟؟
كل اللي سواه عمر انه وقف.. ونزل على ركبته عالأرض ..من غير لا يرد على سؤالها ...
شادن قربت منه ببطء .. وطلت فوق راسه بفضول عشان تشوف وش اللي لافت نظره ،
لاحظت انه قاعد يلمس شرخ بالأرض ..
قام واقف وكمل طريقه من غير تعليق .. ومشت هي وراه وما تنكر انها مستمتعة من الأعماق
وحشتها هاللحظات ..
اشتاقت هاللمّة اللي بينهم
فقدت وجودهم سوى.. وجودهم لحالهم !!
حسّت انها رجعت ذيك الطفلة اللي ما تلعب إلا حوله..
واللي ما تقدر تستغني وجوده ومراقبته لها !
شادن وهي مصرّه تجرّه من داخل قوقعته : تتوقع ذاك الشرخ معناه ان موسم الفقع بدا ؟؟؟
مارد عليها وكأن موجة تفكير أخذته .. أو إنه ما وده يتكلم حتى يحافظ على الحدود اللي قرر تكون بينهم!
قررت شادن تتكلم وتاخذ المبادرة.. لمتى بتنتظر منه الخطوة الأولى .. هي فرحانة بوجودها معه بتتكلم وتسولف وتاخذ راحتها وتطلع له كل اللي بقلبها حتى لو هو ما عطاها اهتمام... كانت مشتاقه لهاللحظة من زمان ..هو صح قليل كلام ولا يحب البربرة لكنه يسمع وينصـت بمهارة ،!
بدت شادن بربرتها .. تنقلب شخصية ثانية لما تكون معه بالذات : .. تدري ... المنطقة هذي مرة حلوة أحلى من منطقتنا الأولى .. الصحرا هنا عالم آخر والطبيعة عجيبة ..
سكتت لحظات وهي تبحث عن موضوع جديد
ثم قالت بسرعة ومرح : تدري ودي مرة أتلحّف السما وانام .. من غير خيمة ! ودي مرة اعيش جو الصحرا الحقيقي .. ودي مرة اصحى من نومي .. اطلع للبير .. اشرب واتوضى.. أروي الغنم ههههه.. أشب النار .. أحلب العنز !
وقف خطواته الثابته ..والتفت عليها براسه ..بطريقة ثااابته ونظرات خلتها تتسمر مكانها ..
طالعها من فوق لتحت بطريقة غريبة حسّت انها اخترقتها من جاذبيّتها..
نطق بصوت مبحوح يذبحححح : انتي ما تدرين متى بتوقفين عن الكلام ؟؟
حمّر وجهها .. وتلعثمت ... صدّ عمر عنها من جديد وكمل مشيه بنفس الطريقة الثابته .. لطالما عرف شلون يخبي مشاعره عنها رغم انها تدري بوجودها..
وقّفت حكي وبربرة .. والتفتت ورا تبي تشوف السيارة اللي تركوها وين صارت ؟.
صارت مجرد نقطة سودا من بُعدها .. بدت تحس بالخوف وبالتوتر .. وشادن احساسها نادر ما يخيب .. خصوصا هالشعور... هي اذا كانت مع عمر تحس بالأمان لكن هالمرة الوضع يختلف ..
وقف عمر بطريقة مفاجئة لثاني مرة .. وهي لأنها كانت تمشي وتناظر الخلف.. ما انتبهت وضرب راسها بظهره !
التفت عليها يشوف وش سالفتها ،! تراجعت بسرررعة على ورا وهي خايفة ومنحرجة ..
كان يناظرها بطريقة ولّعتها.. نزلت راسها منحرجة وباعتذار : اسفة ... ما قصدت !!
لاحظ ان شفايفها جافة وأطراف بنطلونها غبّر ..سألها بنبرة هادية : ... عطشانة ؟؟.. تبين موية ؟
ما استوعبت سؤاله رفعت عينها ببلاهة : هاه ؟!
قال : مو قلتي تبين تشربين من البير مرة ؟!
شادن ما فهمت كل اللي قالته مجرد أمنية عابرة ..
فهم استغرابها ..وأشار عالبير اللي لفت نظره وخلاه يوقف فجأة : هناك ... في بير ..!!
شادن ما صدقت : بير ..؟؟؟؟
والفتت يمين جهة ما يأشر .. وكل اللي شافته قطعة خشبية تغطي شي عالارض ... تأكدت انه فعلا بير وشكله مهجوور !
شادن بتوتر : ... يمكن يكون جاف ؟؟... وش اللي جابه هنا وما حوله أحد ..؟
مارد عليها للمرة العاشرة .. وقبل لا تكمل سؤالها مشى ناحية البير وركضت خايفة تلحقه : انتظر.. عمر.... يمكن يكون ملك لأحد !
نزل على ركبة وحدة ورفع القطعة الخشبية اللي تغطيه .. كانت مجرد حفرة دائرية .. ظلما ظلااااام حالك ما يبين أي شي من قاعها ..تأمله عمر لفترة وشادن محتارة ..تنقل نظرها بين جانب وجه عمر ، وبين البير... وكأنها تنتظر منه تصرف أو قرار ..!!

فجأة وبطريقة مفاجأة التفت لها : تبين ارميك فيه ؟؟
نظرته الغير مفهومة خلتها تتراجع بعيد بخوف : .... وش قلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خافت صدق لا يسويها لأنهم من كانوا بالسيارة وهو غريب .. وكأن وجودها الحين غير مرحّب فيه ،!
انقلبت نظرته الغريبة لمرح مخفي ،.. وابتسامة خفيفة بالكاد تبين لكنها جذابة : ما تتغيرين !!..تاخذين كل كلمة أقولها جد ..
باحمرار خفيف نزلت عيونها للأرض.. وماردت عليه.. وجاها شعور انها صدق ضيّقت عليه بوجودها ..
سمعته يقول وهو يطل براسه في وسط البير : عطيني حصاة ..!
مباشرة وسرعة دوّرت حول رجولها عن حصاة .. ما صدقت انه يطلبها وهي اشتاقت تلبيه بأي شي.. لقت حصاة صغيرة خذتها ..واقتربت منه وهو يطل براسه وسط البير..
رفع كف يده من غير لا يلف لها .. مدت يدها بحرج وحطت الحصاة بيده .. لكن بحركة مفاجئة ومباغتـة مسك يدها من المعصم وجذبها بقوة بيرميها في هالبير الأظلم .. بذيك اللحظة اسودّت الدنيا بعيونها بيغمى عليها وكل اللي سوته انها صرخت من قلبها ..


يتبــع ..

مارح أحدد الموعد الجاي لأنه هالمرة انتوا اللي بتقررون متى

يومين ثلاثة أربعة راجع لكم يا حلوين وتراني جادة
هالمرحلة ما أفضل القراءة الصامتة لكثير منكم !
ألقاكم قريب اذا كتب ربي




jibriil4ever 19-02-11 02:06 AM

مشكووووووورة يا عيوني ........... بجد رواية رائعة وأنتظر التكملة بفارغ الصبر

ألوان 20-02-11 01:53 PM

رغم اني ما بعد قريتها لكن شكلها حلو كتيرررررر

واذا بتوعدينا انك بتنزلين الاجزاء بشكل دوري وباستمرار


أعتبريني من هلا من أحد قراء القصه


وشكرا لك على القصه




أختك الوان

♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-11 11:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jibriil4ever (المشاركة 2640626)
مشكووووووورة يا عيوني ........... بجد رواية رائعة وأنتظر التكملة بفارغ الصبر





العفــو يالغلآ ..
نووووووو^_^وورووووتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-11 11:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألوان (المشاركة 2642242)
رغم اني ما بعد قريتها لكن شكلها حلو كتيرررررر

واذا بتوعدينا انك بتنزلين الاجزاء بشكل دوري وباستمرار


أعتبريني من هلا من أحد قراء القصه


وشكرا لك على القصه




أختك الوان





بصراحة ..
الكااتبة تنقطع فترااات طويلة وترجع فجآه وتكمل ..
ما تضمن ظروفها يعني ..

نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-11 11:01 PM



الجـــزء 25..
-----------------------------


شادن ما صدّقت : بير ..؟؟؟؟
والفتت يمين جهة ما يأشر .. وكل اللي شافته قطعة خشبية تغطي شي عالأرض ... تأكدت انه فعلا بير وشكله مهجوور !
شادن بتوتر : ... يمكن يكون جاف ؟؟... وش اللي جابه هنا وما حوله أحد ..؟
مارد عليها للمرة العاشرة .. وقبل لا تكمل سؤالها مشى ناحية البير وركضت خايفة تلحقه : انتظر.. عمر.... يمكن يكون ملك لأحد !
نزل على ركبة وحدة ورفع القطعة الخشبية اللي تغطيه .. كانت مجرد حفرة دائرية .. ظلما ظلااااام حالك ما يبين أي شي من قاعها ..تأمله عمر لفترة وشادن محتارة ..تنقل نظرها بين جانب وجه عمر ، وبين البير... وكأنها تنتظر منه تصرف أو قرار ..!!

فجأة وبطريقة مفاجأة التفت لها : تبين ارميك فيه ؟؟
نظرته الغير مفهومة خلتها تتراجع بعيد بخوف : .... وش قلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خافت صدق لا يسويها لأنهم من كانوا بالسيارة وهو غريب .. وكأن وجودها الحين غير مرحّب فيه ،!
انقلبت نظرته الغريبة لمرح مخفي ،.. وابتسامة خفيفة بالكاد تبين لكنها جذابة : ما تتغيرين !!..تاخذين كل كلمة أقولها جد ..
باحمرار خفيف نزلت عيونها للأرض.. وماردت عليه.. وجاها شعور انها صدق ضيّقت عليه بوجودها ..
سمعته يقول وهو يطل براسه في وسط البير : عطيني حصاة ..!
مباشرة وسرعة دوّرت حول رجولها عن حصاة .. ما صدقت انه يطلبها وهي اشتاقت تلبيه بأي شي.. لقت حصاة صغيرة خذتها ..واقتربت منه وهو يطل براسه وسط البير..
رفع كف يده من غير لا يلف لها .. مدت يدها بحرج وحطت الحصاة بيده .. لكن بحركة مفاجئة ومباغتـة مسك يدها من المعصم وجذبها بقوة بيرميها في هالبير الأظلم .. بذيك اللحظة اسودّت الدنيا بعيونها بيغمى عليها وكل اللي سوته انها صرخت من قلبها ..

انتهت صرختها المررعوبة من حنجرتهاا..
ومـرت لحظة صمت.. وكنّها استسلمت لمصيرها !
بهاللحظة حسّت نفسها معلّقه بالهوا ..وثقلها مستسلم وهي مغمضة عيونها برد فعل دفاعي طبيعي !
فتحت عينها بتردد ورعب ولا تدري وش صار ..ما شافت الا سوااااد البير قدامها وكل اللي كانت تسمعه ضحكـة تبدد سكون الكون ..ضحكة من النادر تنسمع .. !
أدركت إنها طايحة على ذراعه وهو ماسكها بقوة وشبه حاضنها ..
شالت ذراعه القوية عن خصرها وتراجعت وهي معصّبة ومنحرجة مووت والدمعـة بعينها : ... تبي تذبحني ؟؟
تحوّلت الضحكة لابتسامة خفيفة تعوّدتها وهو جالس على نفس وضعيته وثقلها ما زحزحه : فيني رغبة غريبة اني أرميك بوسط هالبير.. تدرين ليه ؟؟
شادن وقلبها يدق حب وخوف : ل..يه ..؟؟
عمر : انتي علميني ليه !!... لأني انا نفسي مدري عن السبب..
شادن بقهر نسـت في هاللحظة وضعهم وكأنها رجعت سنوواات طويلة لـ ورا.. وركلت الحصاة اللي تحت رجلها وضربت في فخذه : هذي حصاة خذها وارمها بسرعة لأني عطشانة ..
طالعها بنظرة مستفزّة يتهزى : الحين جاية معي بالعافية وتبيني اخدمك..؟

من متى وهالانسان يحب يحرجها ويخوّفها .. قالت بحزن : عمر إنت مرة تغيرت !!!
انقلبت نظراته اللطيفة لنفس النظرات المبهمة .. ومزاجه واضح إنه تغيّر للأسوأ.. أخذ الحصاة جنبه ورماها بالبير بصمت وهو يسند يده على ركبته..
سمع صوت ارتطام الحصاة بالموية .. ثم مد يده لقطعة جلدية مهترئة كانت مربوطة بالقطعة الخشبية .. تُستخدم في الصحرا لسحب مياه البير .. نزّلها بهدوء وشادن تراقبه بصمت واررتباك.. زيادة على شخصية عمر الغريبة معها .. إلا إنها بدت تخاف من المكان اللي هم فيه اكثر وصارت تتخيل أصوات وأطياف رغم ان الوقت العصر لسا وباقي ساعة عالغرووب.. !
سحب عمر القطعة الجلدية بالموية اللي فيها ..
ثم رفع عينه لشادن.. اللي كانت تتلفّت يمين وشمال كنّها شايفه شي مو طبيعي... التفت يمين وشمال مثلها ما شاف شي ،!
عمر ببرود : بتشربين ولا أرجّعه..؟
التفتت له : ها .. الا بشرب ..!
جلست قباله ووجهها قبال وجهه وقطعة الجلد بينهم .. قام عمر مباشرة ليبتعد عنها ..وبصوته الهادي قال : اذا صار لك شي ترا انا مو مسؤول ..انتي اللي جيتي بالعافية ..
عمره ما كان يكلّمها بهالاسلوب .. ناظرته نظرة عتاب ونزلت عيونها بتشرب ... وعقب ما خلصت مسحت فمها بكمّها وهي تقول : ما تبي تشرب.. ؟
عمر كان معطيها ظهره والجوال بيده وكأنه يحاول يتصل بأحد .. ثم ناظر الجبل اللي صار قريب : خلصتي ؟؟
شادن : ايه ..
عمر وهو يناظر جواله : عطيني ..
مد يده .. شالت القطعة الجلدية وعطته اياه بحذر وهي تتجنب أي حركة مفاجئة أخرى ممكن يعملها فيها..!.. شرب شوي والباقي كبه فوق راسه.. لين صار مثل المتسبّح !
شادن استغربت وبقلق : مجنون بتمرض !!
عمر بإهمال ولا مبالاة رمى القطعة بالتراب لين تدحرجت وطاحت بوسط البير ... شادن زادت عندها وتيرة الخوف لسبب مجهول..لأن عمر كان يتصرف وكأن هالبير ملكه.. وخافت يتورّطون ! ،
وفعلا ما درت شادن ان هالبير لـه.. وما وصلوا هنا إلا هو عارف المكان !
نفض راسه من قطرات الموية..وصار شعره طايح على وجهه والموية تتساقط من ملامحه وشاادن مفتونة فيه وحاولت تتجاهل النظر ..بتشتيت نظرها بالطبيعة لا ينتبه !
مشى للجبل وشادن مشت وراه من جديد..
قال : لا تتحركين انتظريني !
ما طاااوعته ولحقته..لأنها ما تدري وش بعد ناوي ! يكفي غرف قلبها من ضلوعها بذيك الحركة المرعبة وتخاف يسوّي فيها مقلب مرعب ثاني..!
وقالت بتوتر وهي ترمي نظرة أخير عالبير : شرايك نرجع نسكر البير مثل ما كان..؟
عرف إنها مارح تسمع كلامه .. ورجع لوتيرة الصمت من جديد ما رد على كلامها..
شادن بقلق : والله عمر اتكلم جد .. سالفة هالبير مو مريّحتني.. أخاف يكون ملك أحد واحنا اعتدينا على ملكية غيرنا !
واضح انه انزعج من كثر كلامها وخوفها.. وعشان يسكّتها قال : تدرين ان موية هالمنطقة ملوثة كلها يورانيوم دقايق وتطيحين ميتة..
شادن وقفت مصدومة : .. وشو .. وش ذا ؟
وقف.. وناظرها بجدية : أول مرة تسمعين عنه ؟؟
شادن بخووف وصوت مخنوق من ألاعيبه : إنت وشو تبي تذبحني ؟.. قبل شوي تبي ترميني في البير والحين يورانيوم.. عمر وش فيك علمني.. انا ما صرت أعرفــك !
دارت بوجهها عنه ودمعتها تهرب من عينها.. غلطت يوم جت معه ..كانت تتوقع تقضي معه لحظات أحلى من الايام اللي راحت.. أحلى من جراحه.. لكن بدل الوقت الحلو تكدّرت وشكّت إنه وده يتخلص منها بأسرع وقت..!
ما صرّح لكن كلها تلميحات واضحة ،! والمشكلة تفهم تصرفاته !
هالفكرة عوّرتها وعذبتها وخلت دموعها تغرق أكثر من أول .. وين وعده لها ؟؟؟..
حست فيه.. يقترب ويوقف قبالها مباشرة..ما بينهم غير سنتيمترات.. رفعت راسها وهي تغالب دموعها الحزينة.. ولأنه أطول منها بكثير كان منزّل راسه لها..!
وجهه كان جامد مافيه أثر أي شعور..
رفع اصبعه ونغز راسها بطريقة صدمتها .. وقال : ..وهو لازم تعرفيني ؟؟؟
تأملت وجهه الجامد وبـ مرااارة : ..مو... مو انت .. عمر حبيب..ي ؟؟
رمش بعينه وهو ينحرف بنظره عنه ..ثم غمض عيونه لثواني وزم شفايفه متضايق..
تراجع عنها يخفي كثييير معاني بوجهه.. وكمّل طريقه وبدا يصعد الجبل.. خاافت شادن ولحقت وراه ..
لأن طريق الصعود يحتوي بعض الحصا ويزلق الأقدام .. قرّبت ورا عمر ولزقت فيه .. إذا راح يمين راحت يمين ، واذا راح شمال راحت شمال مثل الروح الثانية له .. كانت وهي تصعد تزلق رجلها عدة مرات .. وكل مارفعت راسها لـ عمر تلقاه ما يلتفت لها حتى ..وكأنه نسى وجودها معه بالمرة ،
تضايقت من تجاهله ..وما وقف الا يوم نادته باسمه : ... عُـمر ..!
وقف يوم سمع صوتها بشكل مايل ..رجل فوق ورجل تحت حتى يتوازن.. ولاحظ إنها تقاوم الحصى الزلق اللي بكل مكان ، فهم إنها تطلب منه ينتظرها ، فوقف يحتريها بصمت ،.
ويوم صارت وراه ..مشى يكمّل طريقه .. ولأنها تبي تصير جنبه حطّت خطوتها بمسافة كبيرة ..
لكن رجلها اللي تحت زلــقت صررخت وهي تمسك بقميصه من ورا .. كان سريع جدا بردة فعله مسك ذراعها ورفعها وهي تلهث من التعب والروعة..!!
عمر بعتاب وضيق : يومك ما تقدرين تطلعين هذا كله .. كان انتظرتيني تحت ..
شادن باعتراض والرعشة واللهاث بصوتها : تبيني أجلس لحالي تحت.. ممكن يجيني شي وإنت مو معي... بعدين أخاف تكشت فيني ..تطلع فوق ولا ترجع وتخليني لحالي !.. من قلت تبي ترميني في البير ويورانيوم وانا عارفه ما تبيني ..( شافت بعيونه لمحة ألم أخفاها بسرعة )... ماني مخليتك بظل جنبك .. وين ماتروح انا جنبك فلا تحاول تبعدني
ابتسم أخيرا في وجهها الابتسامة اللي عذّبتها.. وكلامها حسسه بالمرح : انا قايل إنك تحبين تاخذين كلامي جد !! ، البير واليورانيوم مزحة انتهت بوقتها .. شايفتني مجرم لهالدرجة ؟؟
" مجرم " !
شادن ضربت الوتر الحساس بقصد واستقصاد : مجرم !؟... حتى لو قلت لي إنك مجرم..بعيني بشوفك صفحة من البياض !!
صدمه كلامها وما فهم هي وين تحاول توصل.. ترك ذراعها وهو يدراي عنها وجهه : كمّلي وراي أنا مو فاضي كل شوي أوقف.. ويكون أحسن لو نزلتي تحت وانتظرتي !
ابتعد وكلامها أرّقه .. كلامها اللي خلاه يفكر بسره الأسود اللي مخفيه عنها وعن الكل ! حاضره الأسود اللي غيّر من حياته كثير ويؤلـمه أكثر ،!
وصلوا للقمة بعد تعب .. شادن طاحت على ركبها تلقط أنفاسها ،، وعمر تركها وراح للحافة الثانية يلقي نظره عالشي اللي يخفيه هالجبل وراه ،، الشي اللي جا عشانه !!
عقب ما استردّت شادن أنفاسها ..قامت من الأرض المغبرّة ولحقته تشوف المنظر اللي قاعد يشوفه.. ويوم وقفت جنبه .. ضاقت عيونها وهي تتأمل
ثلاث خيام .. بعز الصحرا ..
حولها قطيع من الغنم .. وقطيع من الجمال ..
بعيدة عن أي منطقة نائية
منطقة معزووولة تماماً وصعب الوصول لها إن كنت ما تعرف الاتجاهات !!

سيارة وحيدة مصفوفة هناك.. ما كانت سيارة عادية مع شكلها ولونها الفاقع..
سيارة يعرفها عُمر زين !
قالت شادن ببراءة : بدو ؟؟
ما رد عليها.. وفضّل يخليها على عماها وما تدري عن شي !
رفع جواله وجا بيتصل على رقم معيّن.. بعد ما عرف الشي اللي جا علشانه !
لكن قبل لا يكمّل الاتصال .. قالت شادن اللي كانت تتأمل : فيه سيارات جاية ! شكلهم ناس مخيمين مثلنا !
رفع عينه باستغراب.. كون ان هالمكان سرّي في نظره وظاهره غير باطنه .. شاف سيارتين جيب بلون أبيض.. مقبلات ناحية اللي يبدو إنه مخيّم !
دقيقة ..ثم شاف شاب يطلع من وحدة من الخيام .. استقبل الضيوف واللي كانوا ثلاثة أشخاص..
فيه حوار دار بينهم .. وعمر يراقب بعيون حااادة وكأنه فاهم الأجواء اللي صايره هناك !
شادن لاحظت شي زاد من توترها : معهم سلاح ! مو بدو يا عمر !
عمر ما قال شي ، وظل يراقب الوضع وهو يتذكّر بلحظة إنه شاف هالناس من قبل ويعرفهم !
شادن بخوف : الوضع مو طبيعي عمر !
لاحظ عمر عملية تبادل مريب بين الشاب وبين هالناس ،!

فهم اللي صاير مباشرة .. وقال بغضضب واضح : يالملعـون !
ناظرته شادن برعب وهي مو فاهمه شي ، وشكّت إن عمر فاهم اللي صاير !!
ارتبكت زود يوم حست بأصابع عمر تلمس يدها .. وصوته يقول بهدوء "خلينا نرجع!... بسرعــة !"
كان عمر يبي ينسحب قبل لحّد يلاحظهم لأنه أدرك خطورة الوضع خصوصا إن شادن معاه .. والمكان مو مكانها !
خافت يوم بدت تستوعب الواقع : وش ذا ..عص عصابات يا عمر !
اعترف : أدري ..
خااااااافت : وش جابهم هنا ؟
عمر : خلينا نرجع قبل ينتبهون
جديّة ملامحه الصلبة خوّفتها .. ولقت نفسها تنقاد له يوم شبك أصابعه مع أصابعها .. وسحبها بيرجعون أدراجهم..
لكن أمل عمر إنهم ينسحبون بسلام ما تحقق..لأن منظرهم وهم واقفين بأعلى الجبل المكشوف واللي كان علوّه متوسط كان واضح جدا للي بالأسفل ..قبل يتراجعون سمعوا طلق نار دوّى في الكون حولهم.. خلّى شادن تنتفض من الرعب والصوت العالي اللي حسته جنبها مزّق سمعها.. التفتوا عمر وشادن مع بعض ناحية اللي تحت ..
وانتبه عمر إن الشاب اللي هو يعرفه زييين واقف يطالعهم.. وعيونه عليهم مبااشرة ..الأكيد إنهم لاحظوهم والنتيجة واحد منهم وجّه سلاحه لهم بطريقة أرعبت شادن !
مادرت الا عمر يسحبها من يدها .. ويركض معها بشكل جنوووووووووني..
بدت تصيح من الخوف : عمممر بيذبحونا.... !!!!!!!!
ما رد عليها وبدأ ينزل الجبل بسرعة ومهارة ولياقة عالية وهي عكسه حالتها صعبة .. كل اللي يسمعونه كان دووي اطلاق النار المتكرر يخترق سكون الصحرا.. شادن كل ما سمعت وحدة زادت دموعها ولا تدري وش السالفة..حسّت إن يومها قرّب وبتنتهي على يد واحد من هالناس ، اللي أدركت إنهم مجرمين ومجانيـن ما تدري من وين ظهروا !!
نزلوا الجبل بصعوبة كبيرة وسرعة ..
شادن ببكي ودمووع ورعب وهي تحس إنها بتتعثّر برجولها وتطيح : عممممممممممر....
ما رد عليها ..وما فلت يدها وهو يركض بسرعة مو طبيعية ناحية السيارة البعيدة !

وهي مو حاسة برجولها : عمر يطلقون علينا !! < مو مصدقه
بعد ركضضض كأنه ركض سنة كاملة لشادن اللي مو عارفه هي بأي عالم..
وصلوا للسيارة.. ولأن مافي وقت لـ شادن إنها تدور حولها وتركب من الباب الثاني.. فتح عمر باب السواق ..ودفع شادن بقوة لداخلها مو مهتم للي بيصير لها ،، الأهم بنظره إنهم يبتعدون عن هالمكان اللي ما توقّع انه بيكون بهالخطورة !
شادن بألم من الطيحة قامت وجلست في مقعدها الأمامي جنب السواق.. وهي تلهث من هنا لبكرة !
ثم الفتت تشوف عمر اذا ركب وراها ،، لكنّه..اختفـى !
نادتــه بخووف : عمـــر !!!!
لمحته يفتح دبة السيارة الخلفية...ثم ناظرت الجبل.. وشافت من بعيد نفس الرجال ينزلونه.. صااحت وكأنها بعالم غير عالمها : عمر وين إنت ؟؟؟
سكر عمر دبّة السيارة وجا ركب بسرعة .. رمى عليها شي أسود ثقيل وهو يطلّع مفتاحه : امسكي !
ما استوعبت شادن هالشي الا يوم دقّقت فيه ،..
مســدس أسود !!!!
رمته بخووف وهي تبكي : عمر وش بتسووووي ..
عمر وهو يفرّ المفتاح بعجلة : امسكيه بس ..
شغّل السيااارة وفحط بسرعة البرق مبتعد عن المكان ومستغل ان الناس كانت جايتهم على رجولها.. شادن كانت ترتجف بعننف والمسدس طايح تحت رجولها مو قادرة حتى تتحرك وتاخذه..

مرت ربع ساعة.. وهي ساكتة وهو ساكت ..
ابتعدوا عن مكان الخطر .. وقّف عمر السيارة بهدوء والتفت لها : أظن السيارة خذتنا مكان بعيد الحين ..مارح يعرفون هالناس وين رحنا اذا احنا بنفسنا ما ندري وين احنا فيه !
رفعت شادن عيونها بصدمة وروعة : ضعنا ؟؟.. يعني ضعنا ؟؟؟
ابتسم بخفة مثل المعتاد : .. صدقتيني ؟.. ههههههه...
شادن بضيق لأنه لعب بأعصابها بما فيه الكفاية : مو وقته تلعب والله .. (انخنق صوتها من خوف )
عمر وهو يتأمل فيها بهدوء
قال : لا تخافين كلها ساعتين واحنا بالمخيم..
حاولت تطرد الخنقة الكاتمة على صدرها : يارب
مد يده العريضة لها .. وبهدووء : المسدس ؟
فهّت شادن : هاه.... ( ناظرت يده الممدودة والمسدس تحت رجولها )... ايه صح المسدس..
انحنت تاخذه وحطته بوسط كفه .. وبحركة خفة يد ،
لفّ المسدس بمهارة لين صار اصبعه عالزناد وفوهة المسدس على جبينها..
شهقت بررعب للمرة العاشرة : شفيك ؟؟؟؟؟؟
عمر بجمود : وش شعورك لو تنطلق الرصاصة ؟
شادن بخوف يتزايد : وشو شعوري ؟.. أكيد بمووت ... ( خوفها رجع ..وحسّت انها مع واحد بارد مو مهتم لا لخوفها ولا لاحساسها ) .. وش فيك عمر ابعده ؟
عمر وهو يضغط الفوهه الباردة على جبينها : ودي اذبحك ..
شادن أيقنت انها مع انسان آخر مو الانسان اللي قضت أغلب حياتها معه : ليييييييييييييييش ؟؟؟
ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة..
وقال وعينه تلمع ببريق رقيق ما قدر يسيطر عليه : .... جبانة !!
فتحت عيونها مرتاعة : جبانة ؟؟؟؟
وهو يبعد المسدس عن راسها : ايوه جبانة...!!
ثم أزاح عينه عنها وفتح الدرج اللي قدامها وحط المسدس فيه .. وشافت شادن ثلاث أو اربع رصاصات داخل الدرج ، استغربت وجود السلاح عنده من الأساس ،! ، ونغزها قلبها !
قال وكأنه عارف أفكارها : المسدس فاضي.. دايما أخليه فاضي للاحتياط..
قالت تبي تتطمّن بارتباك : وش ..جاب السلاح معك ؟.. من وين جبته ؟
عمر ناظر بعيونها ولاحظ فعلا انها بحيرة ..تنهد وهو يفتح باب سيارته : مخلّيه معي للاحتياط.. وعشان ما تاخذك الأفكار لبعيد ..عمري ما استخدمته..
ما ردت.. وما تدري تصدقه ولّا ما تصدقه !.. اللي اكتشفته عنه من سنة ونص ليلة ملكتهم بالصدفة يخليها عايشه بكابوس...
تذكرت ذيك الليلة ،
بكل تفاصيلها !
ليلة ارتباطهم !

بعد ما انتهوا من كتابة العقد بساعة ..انفض تجمّع الضيوف اللي كان في بيتهم ..
وبعد ما حصّلت التباريك من العالم كلّه ! وبعزّ دموع الفرح اللي كانت فيها ،
ما بقى غير تشوفه..
طلعت من الصالة وهي لابسه فستانها الفيروزي القصير اللي اشترته مخصوص لهالمناسبة !
ما كانت مصدقه بذيك اللحظة رجعة عمر لهم .. رجعته بعد ما تمّ الـ 3 سنين الأولى غايب عنهم فيها .. رجع مثل ما وعدها عشان يتمّ ارتباطهم ..
رجع بعد ما كوّن نفسه وبدا مشوار مستقبله مثل ما وعد أبوها..
رجع وهو مشتاق لها وهي ميّته علييه !
راحت ناحية المجلس اللي تدري انه فضى هالوقت والناس مشوا بعد ما انتهوا عشا .. كانت تبحث عن عمر بلهفة وهي كلها شقااااوة..
وصلت للمجلس وطلّت داخله .. وما لقت أحد.. كل اللي شافته بقايا من صينية قهوة وصينية ثانية للشاهي !
مطّت فمها لقدام بحنق .. لكن مسرع ما ابتسمت يوم سمعت صوته جاي من برا .. وتحديدا عند
مدخل المجلس!
ابتسمت ابتسامة عذبة كلها شقااوة مجنونة.. وتقدّمت للباب وهي تسمعه يسولف وعرفت انه يكلّم جوال!
وصلت للباب.. ومسكت بالوكرة وهي تطل براسها لبرا ..طاحت عينها عليه واقف وهو معطيها ظهره..حاط جواله عند اذنه ويحكي باندماج ..
عضت لسانها بشقاوة مثل طفلة وهي ناويه تسوّي حركة ترويع فيه.. لكنها جمدت وهي تسمع كلامه !
" جهّز الموضوع .. أول ما أرجع نتممها .. الساعة 3 بالليل كل السيارات المحددة تكون وصلت للقراج "
ركّزت بكلامه أكثر وأكثر.. وهي تحاول تفهم ،!
كمّل " يومين وراجع.. تقدرون تكملونها من دوني انا عندي ظروف أخلصها وارجع .. لا تشيل هم.. السيارات المسروقة ذاك الاسبوع بنتهي منها بالوقت"


اللي سمعته ذاك اليوم.. وبصوت عمر !
البـرئ في نظرها..الملاك ..حبيبها اللي تعيش تفاصيله مهما كانت
صدمها .. وعوّرها .. وشتتها ..لهاليوم !
في ذيك اللحظة ، ما قدرت تطلع عليه بنفس المرح اللي كانت ناويه تسوي المقلب والترويع فيه
تراجعت عن الباب بصمت مثل ما جت.. وتركت عمر لحاله يكمّل مكالمته !
في ذاك الوقت وذيك الليلة.. استوعبت شلون رحيل عمر عنهم دمّره.. وأدركت شلون رفض أبوها له يوم خطبها أول مرة قبل رحيله ..أثّر عليه سلبياً.. تفهم هي شخصية عمر وتدرك إنه عانى كثيييير ولو هو ما صرّح..
ومحد يقدر يتخيّل ..شلون عانى عمر.. ووشلون الوحدة اللي عاشها من عقبها.. شلون عانى من تركها هي بالذات.. ولأي مدى رماه فراقها في أعتى الطرق المظلمة !

رجعت شادن للواقع ولقت نفسها لحالها جوا السيارة.. وعمر من لحظة ما نزل..ما رجع !
تذكرت أهلها وإن لها ثلاث ساعات مختفية عن المخيم.. سحبت جوالها من جيب بنطلونها الجينز تبي تدق .. بس ما مسك معها الارسال أبد .. حاولت مرة وثنتين وثلاث وعشر وكل محاولاتها فشلت ،!
نزلت من السيارة تبحث عنه ..انتبهت انه واقف بعيد .. غايص في موجة تفكير غير معروفة ! .. وما درت انه كان يبي يبتعد عنها هالدقايق عشان يستعيد هدوءه ..زيادة انه يفكر باللي صار قبل شوي ..
ناظرت السما وهي تمشي له والشمس النازلة .. قريب بتغرب ، .. كلها ربع أو ثلث ساعة والليل يشرّف !
قربت منه وهي ماسكه الجوال عند صدرها..
وبنعومة صوتها الفطرية : عـمـر..!
التفت لها بصمت بعد ما قطعت موجة تفكيره.. من غير كلمة !
وناظرها بملامح فيها من البرود والغموض وشي مخفي..
عرفت انه رجع لقوقعته اللي بصعوبة تقدر تطلعه منها ،!
وهي تمد الجوال له : حاولت أدق عالمخيم بس مافي ارسال..
ناظر بعيونها .. وباستخفاف مفاجئ قمة بالهدوء : شايفتني برج ارسال ؟!
توتّرت من ردّه : لا... بس ..قلت يمكن يمشي معك .. جرب بجوالك..
تركها وهو رايح للسيارة : جوالي طافي.. مافي شحن ..
بصدمة من جوابه : من متى ؟؟؟
عمر : طلعت من المخيم وهو فاضي وطفى قبل شوي ،!
تضايقت من اهماله وبقلق صاادق : كيف تقرر تطلع بالسيارة لحالك كذا وحتى جوال صاحي مو معاك ..وش بتسوي لو صار شي واحتجت أحد ؟؟
قال وهو ماسك باب سيارته..بنبرة تحذير هادي : انا آخر واحد تخافين عليه .. فاهمتني ؟؟
ركب سيارته وسكر الباب ..وهي منصدمة من تغيّره..ومتألمة !
قبل شوي بالسيارة والمسدس بيده كان انسان غير.. كان مختلف ،
لاحظت بعيونه مشاعر ترجع بقوة..
حسّت بتقارب روحي يزيد..
وهي متأكدة ما كانت تتخيّل !

بس الحين.. كل شي انقلب وكأن اللي صار قبل مجرد وهم وخيال !!..
فتح الشباك وناداها : بتجين ولا أمشي ...؟
انتبهت .. وجت بسرعة وركبت جنبه.. متجاهله رغبته إنّها تركب ورا !
هو يبيها ورا ،، لكن هي تبيها قدام !!
تجاهل وجودها القريب جنبه .. وما ناظرها وهي تسكر الباب.. ولو تدري شادن عن التشويش والتأرجح اللي يعيشه عمر بمشاعره من لحظة جيّتها معه.. كان قصرت الشر !
شغّل السيارة .. ودعس بنزين لكن السيارة رفضت إنها تمشي وكأنها عالقة بشي .. تذكّر عمر إن المكان اللي هم فيه منطقة رمل ناعم .. ملاه الغضب المخيف ،، ثم وجّه ضربة قوية بقبضة يده للدركسون بكل قسوة وغضب وهيجان..!
فزّت شادن كـ ردّة فعل ، وردّت ظهرها للباب بخرعة من انفجاره المفاجئ ..وفتحت عيونها بخووف وهي تشوفه انقلب 180 درجة !!..
قبل لحظات كان هادي قمة بالهدوء..
حتى يوم كانوا بذيك الورطة مع الناس المجهولين ..كان هادي جداً !
وش اللي غيّره .. نادرا ما تشوفه بهالنفسية !!
ما درت شادن إن قربها الرقيق هو المشكلة !!
واللي خرّعها أكثر .. ان عمر فتح الباب شوي.. ثم رجفه برجله بقوة لدرجة ان الباب كان ممكن ينكسر على برا.. ونزل وهو حمقان يشوف وش مشكلة السيارة ،!
ما تحمّلت تبقى جالسه .. فتحت الباب ونزلت تشوف اذا كان يحتاج مساعدة .. شافته راكع عند الكفر الخلفي والكفر مغرّز مسكت قلبها ... هذااا اللي كان نااااااااقصنا !!!
همست بخوف رقيق : وش ..بنسوي الحين؟؟
ناظرها باستخفاف وهو مسند يده على ركبته : وش بنسوي ؟؟.. بننتظر الدفاع المدني يجي !!.. ولا أقول شرايك ننسدح هنا لما الصبح ننتظر واحد من الذيابة يتعشون علينا .. صحيح إنتي مو قلتي تبين تنامين تحت السما؟ يلله هذي الفرصة جتك لين عندك وش تبين أكثر..هذا اللي استفدته انا من جيّتك هذي !
ما عجبها أسلوبه الجديد معها .. راضيه هي إنه يطنّشها ويكون بارد لكن لا يستخف ويستهزء فيها.. هالشي ما تتحمّله منه هو بالذات !!
كتمت الألم اللي انخلق من أسلوبه..ومن غير شعور قرّبت منه بعصبية وقهر جاااامح ، وبحركة مفاجئة حطت يديها على صدره ودفّته بكل قوة ملكتها عن الكفر لين طاح على جنبه.. ثم جلست مكانه وبدت تحفر من غير لا تقدر تحبس دموعها اللي انهمرت بغزاارة ..!
قالت باختناااق مؤلم ودموعها واضحة على صوتها رغم محاولتها تخفيها : اذا أنا السبب بمشكلتك قولّي بطلعك منها بنفسي ماله داعي تعصّب مني.. روح نوم لو تبي ووقت ما انقذ سيارتك الغالية بناديك ...
كان على حاله طايح على جنبه ما تحرك ، وردة فعلها جمّدته وهو يسمع لكل حرف .. تأثّر جدا ووضح عليه وهو يغمض عيونه وزم شفايفه لثواني.. بحركة ضيق وألم !
شادن اختلطت دموعها بالرمل الغزير .. ويديها الغرقانة بالتراب فقدت نعومتها بذيك اللحظات .. نست عمر والجرح اللي سبّبه لها وحاولت قد ما تقدر تساعده.. لين أخيرا حست بيدين تلتف من وراها وتمسك ذراعينها وتجذبها واقفة برقة جامحة..!
عمر من وراها وبهمس عند اذنها : قومي خلي هالشغل علي !!
شادن وهي وتكحّ وتصيح من الغبار اللي دخل صدرها : عشان ما تلومني خلني أعالجه بنفسي ..مو انا السبب خلني أحلّها بنفسي،
ما رد عليها سحبها من يدها وفتح الباب الأمامي وجلّسها
ثم قال : اجلسي لما أخلص..كلها عشر دقايق بالكثير ربع ساعة واحنا طالعين من هنا ،
ناظرت وجهه العذب .. بملامح حزن صامتة !
وتشابكت نظراتهم ،
ذبحته ذيك النظرة الصريحة..
وقطع تواصل العيون بينهم وهو يسحب يده من يدها بسرعة ..
قالت بصيحة يوم لاحظت حركته اللي زادت من ظماها : عمر !
فهم حيرتها من عيونها .. وعوّره قلبه وقاطع الموضوع اللي تبي تبداه واللي هو ما يقدر يصارحها فيه
قال : استني شوي دقايق ونطلع من هنا !
شادن سكتت وهي تتأمل فيه :..................!
ابتسـم..بنعووومة مجنونة.. انتزعت قلبها من موطن اضلاعها .. آآآآآه ليته ما ابتسم بذيك الطريقة..
اشتاقت هالبسمة !
دهر ما شافتها ،
ودهر ماحسّت فيها ،
بسمته الصادقة اللي ما يرسمها إلا لها !!
وبلحظة اختفى من عينها وصار واقف ورا السيارة .. فاتح الدبه ويطلّع منها كذا غرض..
شادن جلست مكانها ثواني وهي تهدّي من انفعالها .. مسحت دموعها بظهر يدها وهي تاخذ شهيق وزفير لعلها تهدى من العذاب اللي هي فيه .. والاشتياق اللي يدمّرها ببطء !
أخيراً قامت من مكانها .. ومشت لخلف السيارة عشان تساعده.. مهما كان هم طايحين بهالورطة ثنينهم لازم تبادر بشي وان كانت في الحقيقة مدمنة إنها تعيش بلحظاته !
قرّبت منه وهي تمسح بقايا دموعها بسرعة ..كان عمر منحني وراسه داخل الدبة المليااانة أدوات غريبة عمرها شادن ما شافت مثلها ..
حس فيها وهي واقفة وراه بسكون ،، رفع عينه وابتسم نفس الابتسامة المجنونة رغم نعومتها !
تأثّرت وهي تحس إن عمر القديم .. بدا يردّ لها بهاللحظة.. وبدا يخلع أقنعته !
تأملت في ابتسامته اللي لثاااني مرة يرسمها خلال دقايق ..وتأكدت إنه يبي يطيّب خاطرها ..
عمر : مصرة يعني؟؟؟
تغلّبت على تأثير ابتسامته..
وقالت بمرح مصطنع وخشمها احمر من الدمع : مشكلتك هي مشكلتي ما أظن نسيت مبدأي هذا !
تغيّر وجهه للحظة خاطفة ..ثم رجع ينحني للدبة وهو يداري وجهه عنها !
انتبهت لردة فعله.. ووجعها قلبها !
قال وهو يفتش : اوكي على راحتك ..
عطاها حفارة كان جايبها معه مخصوص لمثل هالمواقف.. ولمحت شادن من جديد الأداوات الغريبة والعجيبة الموجودة داخل هالدبة ... مو أدوات استبدال الكفرات المألوفة..ولا أداوت الاشتراك الكهربائي الي يستخدمونه البعض..
وكأنها تستخدم بتفكيك أجزاء السيارة..أو هذا اللي تهيأ لها وتوقعته !!!
داهمها الحزن من جديد وهي تتذكر نفس الموضوع !.. ليش كل الأدلة تدينك يا عمر !
ليه أمنّي نفسي اني فهمت مكالمتك غلط !
وليه أتمنى أكتشف يوم إن كل هذا ظنووون وخيالات ،!

لاحظ إنها سكتت ونظراتها الطويلة داخل الدبّة.. التفت يشوف اللي لافت نظرها ولاحظ انها تتأمل بهالادوات الغريبة..
حط يده على سقف الدبة ودفعها للأسفل بقوة قاصدها قطعت عليها تأملاتها.. وبصمت راح للكفر وبدا يحفر وهي ودها تسأل وتتغلّب على هالحاجز.. بس ما قدرت..!
عمر كان يحس إن في كلام على طرف لسانها .. قال وهو يحفر والعرق يقطّر من جبينه ووجهه : عندك شي بتقولينه ؟؟
شادن : ها ...؟؟..... ( بتردد ) .... لا.... مو.... مو شي مهم..
عمر وهو يحفر : كويس... لأن كلمة ثانية وممكن أنفجر من جديد..
شادن بهمس : انا الغلطانة...!!
سمعها وما علّق.. يبي ينتهي من هالمشكلة .. حفر المكان حول الكفر وبعدها التفت لها : روحي شغلي السيارة وحاولي تحركينها
من غير نقاش ..ركبت خلف الدركسون .. شغلت السيارة ولأن عندها أسياسيات من اخوها محمد حركت القير وضغطت عالبنزين.. ما تحركت السيارة في البداية .. وشافت عمر بالمراية يدفع السيارة وهي تضغط عالبنزين..
بالأخير وببطء ..تزحزحت السيارة من كومة الرمل ..
سمعت عمر يصرخ بارتياح : ... الله !!!!!!!!!!!!
ابتسمت غصب .. نادر جدا جدا تشوفه بهالانفعالات ..طلعتها هاذي معه رغم إنها جلبت لها المشاكل والخوف الا إنها .. كشفت لها عن جوانب في عمر ما شافتها الا الحين !
نزلت من السيارة بصمت وهو جاي بعد ما ركّب الأغراض الدبة ..
مشت للباب الثاني وقبل لا تفتحه ..
قال وهو فاتح بابه قبل لا يركب : ورا !
ناظرته بعناد مجنون من فوق سقف السيارة .. وبتطنيش لأمره فتحت الباب الامامي بأصابع كلها عزيمة ..
وركبت مكانها..
حك جبينه بإصبعه من عنادها..وابتسامة ناعمة كلها حنيّة ما قدر يسيطر عليها انرسمت على فمه..ثم ركب جنبها وحرّك السيارة !
:
/



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-11 11:02 PM




عند البنات ..
جنب ملعب الطائرة ومباراتها المشتعلة ..
كانت سحر جالسه عالأرض وهي ثانيه ركبه وحدة وممددة الثانية عالأرض ..والبطانية المتوسطة الحجم تلف كتوفها..وعيونها التايهه من المرض تراقب البنات وهم يلعبون بكل استمتاع ويطيرون بالهوا بكل حيوية !
كانت تبتسم بتعب كل ما سمعت صرخة مشاعل على نقطة جابوها هي ورهف كـ فريق.. أو صرخة أروى على نقطة مضادة عشان تقهر مشاعل ..
شدّت قبضتها عالبطانية عند صدرها من هبوب هوا بارد خلاها تغمض عيونها ..وتدفن راسها بين ركبها من رعشة المرض اللي فيها !
ما قدرت ترفع راسها .. حاسه بنعااااس والمرض كل ماله يزيد ..
وكل اللي كانت تسمعه صرخات البنات الحماسية.. تهديد مشاعل من هنا .. وضحكة رهف من هناك.. وانتقام اروى وضحكة بسمة معها .. تمنّت بهالوقت تشاركهم وتنسى اللي شاغلها.. تنسى اللي صار لها .. والألم اللي تحس فيها يقتلها ويتلاعب فيها !
خنقتها الدموع من جديد
الدموع اللي حاربتها طول مراقبتها للبنات ..
شعور يذبح وانت مركّز في لعبهم وضحكهم ، ومن جهة ثانية الدموع تنزل من نفسها..
تناظرهم وإنت تبكي!
تبكي من غير صوت ..
ليه
ليه بندر كلّمها بذيك الطريقة !
ليه حسّت انها انجرحت من كلامه !
وليه للحين مو مستوعبة اللي سمعته !

حست إنها بتنهار لو بقت جالسه هنا ..
تحاملت على نفسها ..ورفعت ثقلها من الأرض وهي تستند بيد عالأرض واليد الثانية ماسكه فيها البطانية ..
من استقامت حسّت ركبها ترتعش وراسها مصددع .. وبخطوات قصيرة ومتهاوية مشت راجعه للمخيم ..
كانت تمشي وهي تتنفس بلهاث وكنّها راكضه لها سنة ..
وصلت لتجمّع السيارات الموقوفة اللي لازم تتعداه حتى توصل لمخيّم البنات.. وقفت مكانها يوم شافت من بعيد جلسة الشباب حول النار وشكلها كانت جلسة رواق وشاهي وفصفص..كلهم كانوا جالسين بما فيهم خالد ومحمد وبندر ووليد وواحد ما عرفته..
سكنت .. ووقّفت تناظرهم من خلال عيونها الذبلانة دقايق تلتها دقايق ولا تدري وش تحتري او تبي من وقفتها.. كانت بتكمّل طريقها لولا إنها شافت بندر بعد مدة يقوم واقف وهو يعدّل بلوزته.. و يبتسم لـ خالد ويأشر على سيارته وكنّه بيروح ياخذ منها شي..
تسمّرت ما تدري ليه وناظرته وعيونها التايهه تطالعه..

سحب شال خالد من رقبته وهو يضحك وحطه على كتفه وكنّه يحارشه أو يستعيره لـ دقايق.. ثم مشى وهو يرد على خالد اللي على ما يبدو رمى سبّة عليه !
كانت تقدر تهرب من طريقه حتى تتجنّب مواجهة جديدة.. وما تدري ليش الهرب راودها بهاللحظة !
لكنها ما قدرت وأي مواجهة أكثر من اللي صارت !
جتها حالة من التصنّم والجمود وهي تشوفه يمشي ناحيتها ولا هو منتبه لأنه كل دقيقة يلتفت للخلف يرد على سبايب خالد بضحك !
جذبت البطانية حولها من برد يزداد وتعب يتضاعف داخل خلاياها.. وهي تحتريه يلاحظها يمكن تقدر تنطق بشي يتحشرج بنفسها ما تدري وش مكنونه !!
أخيرا صد بندر عن خالد وهو يضحك وخطواته رايحه لسيارته.. ليكتشف الشخص اللي كان واقف هناك ..
سحر المتصنمة قبضت أقوى على بطانيتها وهي تشوفه يهدّي من خطواته كـ ردة فعل من طاح نظره عليها ..
ما وقفت خطواته ، لكن هدت سرعتها وهو يناظرها من فوق لتحت بنظرات هادية !
عالأقل ما كان معصّب..
كان طبيعي جداً .. وهادي جداً
لكنه.. صامت جداً !
نزّل نظره لمفتاح السيارة بيده وكأنه يتجنب النظر فيها.. ثم زاد من سرعة خطواته ..ومر من جنبها بسكوووت ..وهي واقفه بتعب ما فيها حيل باقي !
تألّمت زود عالمرض !
تألّمت من ردّة فعله
واضح إنه حااازّ في خاطره كثير !!
وواضح جدا إنه شايل عليها كثير !!
لكن هي ..
ليش تحس بالذنب ؟!!
الذنب الكبير ؟!
ما تحركت وهي تسمع من وراها حركته وهو يحوس في سيارته .. أخذ اللي يبيه وسكر الباب باليد اللي فيها المفتاح .. واستدار راجع من جديد.. قبل ما يكشتف إنها باقي واقفه مكانها مثل الصنم حتى ما تناظره !
أزاح نظره عنها ومرّ من جنبها ناوي يرجع لجلسة الشباب اللي قبالهم مباشرة لكن بعيدة !
نطقت بصوت قتلته البحة : لحظة !
وقف بعد ما تعدّاها بخطوتين .. وما قال شي !
قالت برجا متعذّب : لحظة ما انتهينا !
زاد من قبضته عالكيس اللي بيده ،
قالت وما تدري من وين تبدا ضاع الحكي منها : بندر !
قاطعها بنبرة جافّة هادية : مافي شي نحكي فيه اللي عندي قلته لك يا سحر !
سحر بنفس البحة : بس.........
ما عطاها فرصة للمرة الثانية ..
كمّل طريقه ناحية الجلسة وهي واقفة ودموعها على وشك الهطول من الألم المتزايد.. تبي تقول له كثير حكي ..تبي تسأله.. تبيه يعيد الحكي.. كيف ووشلون.. للحين هي مو مصدقه وتحس إنها بحلم ولا تدري شلون تواجهه !!
أو ..حتى تواجه نفسهـا ،!!

رجعت أدراجها للمخيّم ورجولها ماعاد تشيلها تبي ترتاح..
لقت أمها طالعه من الخيمة وهي قلقانه : وينك ماما المريض يطلع يلعب كذا؟؟
دخلت وهي تدوّر مخدتها : رحت جلست مع البنات شوي.. مو تعبانه مرة
تحسست حرارتها وعاتبتها : حرارتك للحين مرتفعة وتقولين مو تعبانة مرة.. شوفي وجهك بكلّم خالد يوديك للمستشفى الحين ..قلبي موب مرتاح..!
عارضت بشدّة وبصوت منهك : لا ماما ما أبغى .. برتاح الحين وبكون زينة
أمها : مرضك يا ماما تعرفينه انتي.. خلينا نوديك لا يزيد عليك
سحر برجا مافيها حيل نقاش : ماما ما أبي الله يخليك ما أبي اروح مكان.. بكرة احنا بنرجع .. اذا ما خفّيت من اليوم إلا بكرة ودّوني للي تبون..ألحين خلوني على راحتي مابي اروح مكان ..

كيف تترك المكان ..وفي خاطرها كثير اسئلة
كيف تترك المكان.. وهي ما أروَت حيرتها ..
رمت راسها على الوسادة وهي تغمض عيونها بأنفاس مرهقة ..
ولو درَت سحر إن جلستها لليوم الأخير.. وإن بقاءها لـ "بكرة" بتقتل كثير اشياء فيها.. بتجرحها وتدمّرها .. كان اختارت الهروب..
واختارت الرحيل اليوم ..
حتى ما تعيش اللي رح تعيشه !
:
×

رجع بندر للجلسة ورمى على خالد شاله اللي قال وهو يلتقطه : جبت الفستق؟
رمى بندر عليه الكيس المحشو بأنواع المكسرات وهو يجلس : خذ اختار وتنقّى !
خالد وهو يفتحه ويطل فيه : ما يعجبني غير ذوقك تعرف كيف تختار الله يقلع ابليسك
بندر ابتسم متناسي اللي صار قبل لحظة ولا عنده أي نيـة إنه يفكّر فيه لأنه حاليا ما يهتمّ : لا تخليني افتحها بسطة الحين وأعلمك الشغل شلون يمشي
خالد : بللل عليك ما تسوى كيسة بعشرة !
بندر ضحك : هههههههه عطني كيسي اهووفه..فيه نوع جايبه مخصوص لي يا ويل اللي بيلمسه بأكسر يده !
خالد : اعنبوا بليسك صاير بجيح !
بندر طبّ فيه : البجيح انت انا عاطل وفلوسي على قدي شايفني اصرف عليك .. !
تدخّل محمد وهو كاتم ضححكه لأن بندر حاليا رجع لأسلوبه المعروف وكنّ الهم اللي كان جاثم على كتوفه زال .. واللي يضحّك أكثر ان مواقف بندر وخالد ضد بعض ما تتغيّر لازم كل واحد ينقر بالثاني بطريقته الخاصة !
قال : خلاص يا خالد الولد صادق تبي من نوعه ارخ الريال الحياة اليوم بيزنس ومصالح
بندر أيّد بششدة : ايه هذا الصح..جاك اللي يعرف بالبيزنس احسن مني ومنك !
قال خالد وهو يناظر محمد اللي كانت يشرب من بيالته والضحكة بعيونه تجاه خالد : البيزنس لراعين البيزنس ولا اخوك الله يخلف عليه وش عرّفه بالبيزنس.. خلنا انا واياه نتفاهم بطريقتنا
بندر : وش ذي كنّها مسبّة يا دكتور الغفلة !!!
خالد : ههههه كل واحد ويعرف قدره .. قلتها دكتور والنعم مليون !
بندر بتحدّي : لا تطير بالعجة يا مثقف الغفلة مو معناة اني مريّح راسي ومخي ومختار البطالة اني مقدر أغلبك بطريقتي
ضحك خالد من بندر اللي صاير عنيف حتى بتحدّيه : ههههههههههههههههه نوّرنا بأفكااارك وش ناوي
قال بندر بغرور ولأول مرة يجدّد عن رغبته بعد سنوات : ..ناوي الأولومبيات الجاية !
ناظره محمد باهتمام .. وقال : جاد ؟
بندر ناظر محمد وهز راسه ايجاب : ايه جاد ابي أحترف بحق وحقيق.. حاولت ألقى نفسي بمجال بعيد عن الرياضة ما لقيتني والحين ناويها ..تعبت من مقابل وجيهكم !!
خالد ابتسم : ان شاء الله كاراتيه بعد ؟ أنا مدري وش لاقي بهاللعبة أشوفها للأطفال بصراحة
لف بندر على خالد بطرف عينه وفهم إن خالد يغيضه لا غير .. وبابتسامة سخرية : مثقف الغفلة ما عليك شرهه وش يدريك انت بمتعتها.. الكراتيه فن ما يتقنها إلا فنانها ..خلك بالكتب والمواضيع الغريبة اللي انت هاويها..
خالد بضحكة : بلل علييك حاقد علي لأني ناجح.. يا عمي محد مسكك رح ان شاء الله تنافس عالمركز الأخير
بندر : يصير خير بكرة تقول للعالم بفخر شوفوا ترا هذا ولد عمي.. بذكّرك يالمتغطرس
خالد مات ضحك : ههههههههههههههههه أما متغطرس ماااش ما فهمت ولد عمك .. هذا مو تغطرس كل السالفة إني شخص له معايير محددة ما يرضى باللي أقل منها بكل أموره..
بندر : يا حبك للفلسفة ابلع لسانك احسن لك منيب مستعد اسمع محاضرة

خالد وهو يوجّه الكلام لـ محمد : بلل عليه اخوك صاير عنيييف ما يمديني اقول كلمة !
تدخّل محمد بابتسامة موجه كلامه لـ بندر : انت قبل لا تنويها.. قدامك حاجز اللي هي الوالدة ولا نسيت إنها اللي حلفت عليك قبل 4 سنين !
بندر وهو ياكل فستق بنبرة لا مبالاة : هذا قبل اربع سنين.. هالمرة بحلّها لا تخاف

مرت دقيقة ..
إلا محمد يتلفّت حوله وهو فاقد أحد : وينه عمر ما شفناه من جينا من المشي ؟؟
خالد ناظر ساعته : غريبة ما رجع للحين ؟؟ قالي انه يبي يخلص مشوار وبيرجع

بندر باستغراب : مشوار ؟؟.. ما ينتظر طيّب نرجع الرياض ويخلّص مشاويره.. أحد يروح مشاوير وهو بالبر ؟؟
حاول محمد يدق عليه عشان يتطمن لكن لقى جواله مغلق !
قال وهو ينزّل الجوال : مغلق !!
خالد : بيرجع ماعليه خوف..يمكن يكون بالطريق!


جا وليد اللي توّه تاركهم من دقايق .. وجلس جنب راهي اللي كان منشغل بالتلفون وشكله يسولف مع أحد كتابيا.. ومندمج ولاهو مهتم للسوالف اللي حوله.. كان مطنّش وعايش بجوّه المختلف !
لاحظ تركي ان بيالة راهي عالأرض فاضية .. ابتسم وهو يقرب منه ويتقرّب : بيالة شاهي؟
رفع راهي عينه عن الجوال وقال بانسيابية وبدون شعور : ya one more !
كاستجابة طبيعية سحب تركي الترمس وصب له ولـ راهي بيالتين ليكتشف فجأة ان محمد كان يناظره باستغراب !
انتبه لغلطته اللي ما كانت مقصودة ..أدرك بشكل متأخر استجابته الطبيعية اللي تقول إنه فهم لغة غير لغته وخلال اجزاء من الثانية.. رغم إن مؤهلاته بالنسبة لمحمد ما تتعدى سادس ابتدائي !
ابتسم تركي بتدارك.. ومن غير ما يفقد الثقة : خير استاذ محمد.. تبي شاهي اصب لك؟
محمد باهتمام وتركيز : وش قال راهي قبل شوي ؟
رفع راهي عينه بانتباه يوم طرى اسمه على مسمعه : انا ؟؟
محمد وهو يبتسم لـ راهي : اسأل وش قلت قبل شوي ؟

تركي حاول يرقّع بمزح : سألته ان كان يبي شاهي..ليه استاذ محمد ممنوع ضيافة الضيف هههه ؟
محمد باستغراب : ايه بس هو وش قال ؟
راهي وهو يناظر تركي باستغراب ثم في محمد ومو فاهم ليش محمد يسأل ..
كمّل تركي بنبرة ما فقدت ثقتها وكأن الوضع اللي صار طبيعي ولا فيه شي غريب : وش المشكلة استاذ محمد؟
محمد ابتسم بصرااحة أزعجت تركي : مو شي مهم..لفت نظري بس انك فهمت جملته بسهولة مع إنه قالها بسرعة..
ضحك تركي بمرح وما قدّامه غير كذا لازم ياخذ الأمر ببساطة وبدون حساسية : ههههه ما اعرف أنا الا كلمتين ييس ونو هذا حدي..وراهي ما فهمت منه غير ييس .. (التفت لـ راهي بنعومة يضيّع السالفة ) وش معنى اللي قلتها؟
محمد ابتسـم وهو يتغلّب على شعور الغرابة الغاامض اللي داهمه من جديد بهاللحظة واختفـى ..
ثم قال بذات الابتسامة العادية : فطين انت يا وليد !
حك تركي راسه بابتسامة احراج : مب شي يسوى تسأل عنه يا استاذ كلها كلمة تعلّمتها من أولى ابتدائي هههه !
هزّ محمد راسه بـ تفهّم بعد ما ارضى شعور الغرابة ..ورجع يلتفت لـ خالد وبندر وسوالفهم..
وتركي تنهّد جوا نفسه من الغلطة الغبيّة اللي سواها.. وكَرَه تركيز محمد اللي فطنته وذهانته العالية نبّهته لشي خلال ثواني..شي ما كان أي أحد ممكن يلاحظه !
حركاته وردود أفعاله الغريزية ممكن تفضحه أو تثير الشكوك حوله ولازم يكون منتبه أكثر ! لسا المشوار طويل ولا يبيها تنتهي عقب ما وصل لهالمرحلة.. لسّا ما أنجز شي !
:
/

بعد ساعة ..
حلّ الليل.. وانتهوا البنات من صلاة المغرب..
الجلسة هالمرة داخل الخيمة..آخــر جلسة للبنات سوى ..
كانوا مجتمعين حول سحر بحكم إنها ما تقدر تطلع برا بسبب البرد والمرض..واللي كانت جالسه بفراشها والبطانية تغطي رجولها تسمع للبنات وهم يحكون عن تفاصيل مباراة الطائرة اللي كانت ممتعة بكل المقاييس
سحر بنبرة ضعيفة وهي تبتسم بضعف : مين فاز منكم ؟
مشاعل : طبعا شعوولة وبفارق خممممسس نوقاط
اروى ضحكت : ماااش انتي ورهف ما تركبون سوى..
مشاعل بغياااض : طبعا لازم الخاسر يدوّر أعذار

شوي ودق تلفون أروى من أمها ..وردّت.. والبنات يترقّبون وكنّهم عارفين الخبر !
قالت مشاعل باحباط : بتمشوون؟؟
اروى وهي تقوم واقفة وتدخّل الجوال بجيب بنطلونها.. وبطريقة مسرحية : يب ! .. وداااااعيه يا ااااخر ليلة تجمعناااا
مشاعل عصّبت : وجعع لا تقولين كذا فال الله ولا فالك
اروى ضحكت : هههههه.. (وبحزن مخترع وهي مايله بفمها للأسفل مثل طفل زعلان ) .. انا بعدك عمر مفقود.. دنيا بلا معنى..بلا معنى
مشاعل بسخرية : روحي الله يستر عليتس امتس تحتريتس
اروى : ههههههههه حقيرة انتي !

رهف اللي كانت ساكتة من لحظة المكالمة.. لفّت لـ سحر الهااادية واللي فقدت حيويتها بلطف : خلاص بنمشي وبنخليكم
رسمت سحر ابتسامتها الناعمة الضعيفة..وهي تقول ببحة سيطرت على صوتها : أكيد بنشوفكم..

قالت اروى وهي تشوف رهف : يلله رهف نص ساعة وبيمشون..أمي تقول خلاص تقريبا ركّبوا كل العفش..خلينا نرجع ونشيّك على اغراضنا الغالية

ما علّقت رهف وكل اللي أرسلته نظرة رجا غريبة لأروى اللي فهمتها مباشرة ..
اروى ما عندها وقت : عارفه تبين تجلسين زيادة بس مافيه وقت..انتهت اللعبة قييم اوفررررر !
مشاعل ما فهمت المخفـي بينهم واللي ما يفهمه إلا هم .. لكنها قالت يوم حسّت إن رهف لها رغبة تطوّل بالجلسة : خليها تجلس بنرجّعها معنا ..مب زيّك تبين الفكة !
اروى وهي تراقب رهف الساكتـة تماماً : إنتي ما تدرين وش وراها .. لا يغرّك شكلها الثقل والوديع تراها خبلة..تبي تجلس مب عشان سواد عيونك !
رمت رهف نظرة محبطة وشبه حانقة على اروى اللي ما تعطيها الفرصة !
قالت مشاعل ولا تدري ان فيه معاني خفية بينهم : وش تبين بها مقابله وجهك أربع وعشرين ساعة ..بعذرها تبي الفكة !

اروى لـ مشاعل : انتي يعني تبينها خناقة على آخر لحظاتنا سوى .. تبينها وداعية بفرااااق
مشاعل ضحكت : هههههههه ( لفّت لـ رهف اللي كانت بآخر ساعة معهم مختلفة وسارحة ) خلّك يا شيخة لو تبين وارجعي معنا بكرة افتكي من ذي المجنونة..مدري صراحة شلون صابره عليها
ابتسمت رهف ولا علّقت .. وشافت أروى تشنّ هجوم كاسح على مشاعل ..
يوم قالت : شلون صااابررره علي؟؟؟أصلا هي ما تقدر تعيش من غيري !!
مشاعل : واااااضحح مين اللي مهبّل بالثاني
اروى ضحكت : انتي ما تدرين عن شي تراها متمسكنه عندكم ..لا تخافين كل وحدة فيها حقّها على الثانية ..قولي مدري شلون صابرين على بعض ولو أني أهون شوي !
مشاعل بغيااض : طبعا القرد في عين نفسه غزال
اروى : وقححححححححححة !

أنهت رهف الجدال وقامت واقفه.. وسحبت شالها وكابها من الأرض وهي تلبسهم : خلاص خلينا نرجع !
مشاعل قامت واقفه ومعها بسمة عشان يسلّمون عليهم ..
انحنت رهف وباست سحر اللي كانت مبتسمة وقالت بصدق رغم مرضها : فرحنا بشوفتكم هالفترة..كانت شي حلو
ابتسمت رهف بالمقابل : حتى احنا.. والله البر كان شي حلو بجمعتكم..اشوفك على خير
ثم قامت وسلّمت على مشاعل ثم بسمة.. وانتظرت اروى اللي راحت وضمممت سحر بقوووة
ويوم ابعدت قالت : يا شيخة والله إني احبببك من طاحت عيني عليك في بيتنا.. وكنتي وجه خير بهالبر خليتينا نعرف الخبلات بنات عمك هههه
ضحكت سحر رغم انها ضحكة ضعيفة بس طالعه من قلب : يا حلوك .. حتى انا فزّ قلبي بشوفتك ..مدري شلون طلعتي علينا من تحت الأرض
باستها وسلّمت عليها سلام اخير..ثم قامت وسلّمت على بسمة وتلتها مشاعل اللي كان سلام محارش مهوب سلام طبيعي !
وعند مدخل الخيمة ودّعت مشاعل (رهف وأروى) اللي مشوا سوى.. ثم رجعت داخل وهي تضحك على آخر الكلمات بينهم..
:

رهف وأروى مشوا أمتار لين ابتعدوا شوي عن الخيام ..ثم وقّفت رهف عن المشي فجأة.. وهي ساكتة وكن خطواتها رافضه تاخذ أي خطوة زيادة !
وقّفت أروى معها وناظرتها باهتمام : لا توقفين خلينا نرجع وانسي اللي صار !
ابتسمت رهف برجااا اكتسى نبرتها : خلينا نشوفه.. لآخر مرة بس !
اروى بضييق : تشوفينه ليه؟؟.. ما تعرفينه يا رهف.. شوفتك له بتتعبك أكثر انسيـه..
رهف بررجااا : أدري ما أعرفه بس ابي اشوفه للمرة الأخيرة... من بعيد يا اروى..بشوفه من بعيد.. لآخر مرة !
غمضت اروى عيونها ..واستغفرت ربها ولا تدري توافق أو ترفض وتسحبها غصب ويرجعون للمخيّم؟!!
فركت جبينها بحيرة ولا ودّها تنفذ طلبها ..لأني اللي تطالب فيه مو منطقي ولا بيفيدها أبدا..
فتحت عيونها لتلقى رهف تناظرها وعيونها الراجيه تلمع وممكن تبكي وتترجى..وما عندها مشاكل ممكن تسويها..!
زفرت أروى هوا عميق من صدرها ..وقالت يوم شافت ملامح رهف الرااجية بعننف : يااارربي لا تسوين بوجهك كذا تكسرين خاطري
رهف ودمعة وحدة تسيل وهالرغبة تقتلها : بسسس مرررة قبل نمشي.. اروى ماني مرتاحه لما اشوفه لا تعذبيني الله يخلييك

اروى بضيق : احنا ما اتفقنا ذاك اليوم عقب حركته المتهورة فيك..إنك تنسينه ولا كأن شي صار ؟؟.. كنتي طبيعية هاليومين وسمعتي كلامي..ليش يوم جينا نمشي تبين تشوفينه.. أخاف تتعلقين فيه وانتي ما تعرفينه أعرفك مجنونة من هالناحية !!
ما تحمّلت وبكت لأن أروى ما راعتها : راعي شعوري انا ما طلبت منك معجزة ابي بس اشوفه من بعيييد او خليني اروح لحالي
اروى سكتت وهي تشوفها مصرره..ولا تدري تطاوعها أو لا..
وقالت بهدوء وعطف : من جدك هذا أثّر فيك بهالشكل.. وذكّرك فيه ؟!
سالت دمعة ثانية على خدها وقالت بضحكة استغراب من اللي صار لها : ليه ما تفهميني ؟..ما أبي أتذكّره أنا ولا أتمنى أتذكّره ..بس كل شي فيه مثله .. روحه..حركاته..حيويته وتهوّره !!..كلها نسخة غريبة ما بغيت بحياتي اشوف أحد يشبهه كذا يا أروى بس مدري ليه !
أروى ترددت : مدري يا رهف ما ودّي تشوفينه لأنك من شفتيه انقلبتي رهف ثانية ..مع إنك طول السنتين كنتي طبيعية
رهف بحزن وهي تقاوم رغبة بكي شديدة : ادري حتى انا ما ادري ليه تأثّرت كذا
اروى : خلاص اجل دام كذا خلينا نمشي وبكرة تنسين..هي الحين كلها إلا رغبة لأنك حسيتيه يشبهه كثير بشخصيته..يوم يومين وبتنسين من جديد صدقيني
بكت هالمرة وغطّت وجهها بيديها الثنتين : ليه ما تفهمين ليه ما تراعين شعوري مو يكفي إني فقدته بسبّة اخوك !!..
تضايقت أروى وقربت منها.. وضغطت بيدها على كتفها : ماله داعي هالكلام..تدرين ان الموضوع كله قضاء وقدر.. اخوي واخوك ما كانوا عيال عمة وخال وبس..إلا كانوا اصدقاء الروح بالروح.. ومحسن أخوي أكثر من تأثّـر بموته ومو إنتي لحالك ..فيكفي اللي سويتيه فيه للحين ارحميـه !
مسحت خدها بظهر كفّها وقالت بررجا أخير : طيب ممكن أشوفه لدقيقة بس مو أكثررر !!

استسلمت أروى ووافقت أخيرا ..
وقالت وهي ترفع السبابة : أوكي دقيقة وحدة بس مو أكثر.. وبعدها تنسينه وكأنك ما شفتيه وترجعين رهف الأولى.. رهف اللي قدامي الحين غريبة عليّ صراحة ..مدري شلون صارت كذا بسبب موقف غبي مع واحد متهوّر ما يفكّر!!
ابتسمت رهف برضا : اوكي راضيه ووعد أرجع مثل ما تبين ..بس ارحميني بهالفرصة
تنهّدت أروى من اصرارها الراااجي وما لامتها على رغبتها.. قدّرت شعورها ..وبالأخير شبكت ذراعها بذراع رهف وهم يغيّرون مسارهم : خلينا نشوف وينه هالغبي !
:
/

عند الشباب..
اقترب بندر من الجلسة اللي تركوها الباقين وما بقى غير محمد اللي كان جالس بمووجة تفكير عميقة لحاله..والنار قدامه تتراقص ومعطيه دفا للمحيط حولها
جلس بندر وهو يضيف حطبة للنار .. وما قدر يتجنب السؤال ..
قال : كلّمته ؟
رفع محمد عينه ..وابتسم على اهتمامه : لا.. رحت له العصر وعطيته خبر ان فيه موضوع أبي أكلّمه فيه.. طلب مني أأجله..بس ما أظن إني بأجله أكثر..
هز بندر راسه بتفهّم : يعني صار عنده خبر انك تبيه بموضوع ؟!
محمد وهو يحك خده ثم يشبك اصابعه وهو جالس عالمركى : ايه.. بس الله يستر من ردة فعله.. ابو راهي اليوم ما كان طبيعي معي حسيته متضايق من شي
سحب بندر المركى الثانية وجلس عليها وهو يحاول يعطي وياخذ بالموضوع : يمكن تكون لمّحت له عن الموضوع؟؟
محمد وهو يهزّ كتوفه ..ويعقد حواجبه : لا ما لمحت له..توني اليوم طلبت اكلمه بالموضوع بس ما حددت له وشو بالضبط
هزّ بندر راسه بتفهّم.. وكان واضح عليه انه هالمرة أكثر ليـن مع محمد وأكثر مرونة.. الشي اللي ريّح محمد كثير وريّح بندر اللي نفسه صاير يكره تصرفاته ..
قال محمد بابتسامة اخوية حنونة : على كلامك للحين تبي تساعدني ؟
بندر ابتسم بخفة وهو يلعب بحطبة : بحاول ..
محمد بلطف ونبرة أخوية : تدري اني محتاجك لو خرج الموضوع عن السيطرة.. من الحين أقولك أبو راهي ما أقدر أتوقع ردة فعله !
ترك بندر الحطبة..ونفض يدينه ببعضهم وهو يقول : وتدري اني قلت لك من قبل ما رح تعرف ردة فعله الا لما تحاول !
محمد ابتسم وهو يتأمل في بندر اللي ما يقدر ينكر انه يحتاجه قبل كل الناس : تدري يا بندر ؟!

رفع بندر عينه لأخوه ..بصمت والهدوء والأريحية تملا تقاسيم وجهه..
كمّل محمد بابتسامة : أثق بكلامك وما كنت باخذ هالخطوة لولا إلحاحك اني أكلمه .. صرت أعتمد عليك
بادله بندر الابتسامة الهادية..الأخوية المتألمة ..بيكون حقير وكلب إذا ما بادله ابتسامة على الأقل.. محمد ماله ذنب !!.. محمد له مشكلته اللي أعمت عيونه عن مشاعر أخوه
له مشاعره اللي ألقت بالضباب على اللي حوله
له أمنياته.. له أحلامه..

تنهّد بندر من قلبه وابتسم : متى بتكلمه ؟
قام محمد واقف وهو يزفر زفرررة عميقة ..مستعد يدخل لجولة من معركة : الحين
وقف بندر معـه وهو ياخذ الموقف الايجابي لأنه كره عمره صراحة ..زيادة على إنه موقفه مع سحر ريّحه كثير وفرّغ كثير شحنات داخله..وخلاه عالأقل يتوازن !
قال بابتسامة وهـدوء : تفاهم معه وعطه اسبابك ..توكّل على الله..واللي الله كاتبه بيصير
محمد : بروح اشوفه دعواتك !
بندر وهو يجلس من جديد : بنتظرك هنا بشوف وش صار عليك !
ابتسم محمد..وتقدم لـ بندر الجالس عالمركى..ربّت على كتفه بشكل سريع وهو يتعدّاه ليشوف وين ابو راهي .. وياخذ الخطوة اللي ما يدري وين بتوصل نتايجها .. ولو إن داخله أمل متمسك فيه لعلّ وعسى !

جلس بندر لحاله وهو يتمنّى خير هالمرة !
فرك عينه اليمين بأصابعه..ثم عينه اليسار وهو يتمنّى نتايج خير فعلاً لـ محمد !
وكن الحنق اللي كان تجاه محمد..اختفـى وتسلّط كله على سحر !
سحر اللي بنظره الحين ..لا بدّ انها كانت حاسّه فيه وتدري !
ذنب سحر بنظره ..أكبـر من محمد ولا يوازيـه حتى ،،
لأن فرق بين شخص يدري وشخص مـا يدري !
اتخذ القرار ..وقرر ينتظر النتايج اللي بتسفر عنه مصارحة محمد لأبو راهي بقراره رفض هالزواج !
:
/

من بعيـد.. على بعد أمتـار وأمتـار ،
وبالظلمة الحالكة خارج حدود مخيّم الشباب
قالت أروى بهمس وهم بعزّ الظلمة السابحة حولهم : ها شفتيه ؟
رهف وهي تتأمله جالس قبال النار وبيده كماشة يحوس ويضيع وقته فيها : تقريبا..بس مو واضح وجهه يا أروى
اروى : بس عااد تدرين ما نقدر نقرب .. يكفي شفتيه جالس ..الحين شيلي الأفكار السودا من مخّك وآخر مرة أشوفك كذا..
ابتسمت رهف باحباط ..
أروى وهي تمسك يدها : خلينا نرجع الحين..يكفي شفتيه قبل تمشين.. انتهت الفرصة قيييم اوفررر
رهف ومو قادره تشوف ملامحه زين من بُعد المسافة.. قالت بحنييين : يا الله يا أروى حتى قعدته نفسها !!.. كأني أشوف قدامي أخوي !
اروى بابتسامة عطوفة : الله يرحمه.. يلله رهوف جد مالها داعي طوّلنا.. لو أحد يطلع برا المخيم امتار بيلاحظنا ..
رهف لمحته يقوم واقف على جيـة الدكتور اللي عرفوا شكله "خالد" وهم يتضاحكون وصوته يلعلع بعد ما كان جالس لحاله ..ركّزوا يبون يسمعون سوالفهم وصوته
ابتسمت اروى : وهذاك سمعتي صوته.. لو يشوفونا مب زينة بحقّنا يلله خلينا نمشي
رهف بنعومة وهي تستحضر صورة أخوها قدامها : نفس الشخصية يا أروى ملاحظه ؟؟

اروى شوي وتطقّها : ايه والله العظيم ملاحظه.. من موقفه المتهوّر فيك وانا ملاحظه بس يلللله ..
رهف أخيرا طاااح اللي براسها .. وضحكت : ما كنت أدري ان فيه ناس تشبهه بالعالم
اروى ابتسمت بمكر : لا تكذبين رهف تدرين إن محسن أخوي أكثر واحد يشبه أخوك..وكنّهم توأم بس انتي اللي مو راضيه تسامحينه ..
سكتت رهف.. والتزمت الصمت وكنّها تقر بهالكلام !
أخيرا سحبتها راجعين ادراجهم .. وهالمرة استسلمت رهف واستدارت معها بعد ما أروت هالرغبة ..
شافته .... نموذج أخوها !!
النموذج الثاني اللي يشبهه...بعد محسن !!
ابتسمت بارتياح ودعت من قلبها ..
"الله يرحمـك" !
:
/

عند البنات ..
داخل الخيمة ما بقى غير سحر اللي كانت جالسة وحاطه الوسادة ورا ظهرها .. ومعها مشاعل وبسمة..
تغيّر الجـو شوي ..
واكتئب عقب رحيل أروى ورهف !
زاد عليه غياب شادن اللي تأخرّت ولا يدرون وين أراضيها وصلت..!
دخلت أم محمد الخيمة وهي معصّبة على مشاعل : أختك وينها ذالفه ؟؟؟
مشاعل ارتاعت من عصبية أمها : يمه قلت لك مع عمر !!
ام محمد : مع عمر من العصر ؟؟!!.. أدق عليها ويعطيني مغلق وأدق على عمر حتى هو مغلق .. متأكدة إنها معه ؟؟
مشاعل توتّرت وخصوصاً إن شادن معد راسلتها : يمه هي مرسله لي رسالة وقالت لي ساعة ساعتين وبترجع أكيد !
أم محمد : وهذي الساعة 7 الحين .. أربع ساعات وهي لا حس ولا خبر.. أنا أقوله هالبنت لين جا الموضوع لـ عمر يروح عقلها.. تنهبل مدري وش يصير فيها كل ركادتها تروح !
مشاعل : تدرين فيها يمه انتي .. ان شاء الله انها بخير !
ام محمد : وانا بجلس على اعصابي لين ترجع..؟!.. مدري وش صاير فيها !!
مشاعل توتّرت من توتّر أمها .. وقالت وهي تسحب جوالها المرمي جنب شنطتها : يمه قلت لك مع عمر ما عليها خوف .. الحين بحاول اكلمها وارسل لها يمكن ترد ..لا تقلقين مصيرها بترجع ان شاء الله
ام محمد وهي طالعه ناويه تكلّم واحد من عيالها : شوفي وينها .. الله يهديها تروح وبس ..وما تعطيني خبر !
هزت مشاعل راسها ايجاب : عشان كذا أرسلت لي رسالة وقالت بلّغي أمي لا تخاف
ام محمد : الله يهديها .. لو عمر يرد على جواله تطمّنت ..لكن المشكلة اثنينهم مغلقة جوالاتهم
مشاعل : يمكن مافيه ارسال !
ام محمد : مدري عنهم الله يهديهم !
وطلعت تشوف واحد من عيالها لعلّ احد عنده خبر عن عمر..

مشاعل جلست تحاول تتصل بـ شادن لكن نفس النتيجة.. الجوال مغلق!
قامت واقفه.. وسحر بصوت واطي ضعيف : ما ردّت ؟؟
مشاعل وهي ماسكه جوالها بيدها : لا ..بطلع برا أحاول ..أشك إنه مغلق عشان مافيه ارسال !! مدري وين ذالفين سوى !
سحر : ان شاء الله شوي وبيرجعون !
طلعت مشاعل برا الخيمة تحاول تعيد الاتصال ..

وبخروجهـا ..
صارت سحر جالسه لوحدها وما معها غير بسمة !
السكوت بالبداية كان عنوان جلستهم .. وسحر بالأحرى طنّشتها وتجاهلتها مالها خلق أي نقاش من أي نوع معها !
سحبت بطانيتها ناحية صدرها وهي تحس ان الحمّى باقي مسيطرة عليها وتعبها كل ماله يتزايد !
إلا بسمة تقول وهي تلعب بجوالها : تدرين مستغربة من شي !!
رفعت سحر عينها الذبلانة وهي ساكتة.. تحتري استفزاز جديد لأن أسلوبها كان يهيء لهالشي !

بسمة بابتسامة ونبرة غريبة : شكلك تحبين ؟؟

ارتاااعت سحر وناظرتها بصدمة ..
وقالت بهمس : وش قلتي ؟؟
بسمة كررتها : واضح من شكلك انك تحبين !!
سحر بدهشـة : انتي ما تعرفيني اصلا ..لا تسوين نفسك الذهينة ..

ضحكت بسمة باستمتاع .. ثم غيّرت نظرتها ..وهي تستبدل الضحكة بابتسامتها الغريبة : ليش تنكرين ؟؟
سحر وهي تغالب المرض وصوتها اللي ما يساعدها : أنا ما أقرّ ولا أنكر.. فلا تسوين نفسك الفاهمه.. خلك ساكتة أوكي ترا مو كل مرة بسكت لك ولاستفزازك
بسمة رفعت حاجب ..وببرود والاستفزاز لعبتها مع سحر : عادي انا مجرد افتح نقاش عادي.. ليش خذتيه جد.. انا بنت وانتي بنت وهالمواضيع عادية بيننا ماله داعي الحيا ،!

سحر رمتها بوجهها من غير تردد : عادية بيني وبين مشاعل ..أما وحدة سايكو مثلك ما أعتقد..فخلّك مع نفسك لأنك لايقه مع نفسك صراحة أما مع الناس تبطين !!!
سكتت بسمة والجمود والوجووووم كسا وجهها وهي تحدّق في سحر اللي لفّت وسحبت وسادة ثانية وهي قرفانه من وجود مثل هالآدمية جنبها !
قالت بنبرة جااامدة والحقد يتزايد : وش قلتي ؟؟
حطّت سحر الوسادة ورا ظهرها ثم لفّت عليها ببرود ..وكررتها بوضوح يعني اسمعي واللي براسك سوّيه : انتي سايكو.. يعني مريضة نفسيا.. يعني محتاجه دكتور يشوفك لو ما تفهمين عربي..!
بسمة بنبرة واااجمة : بتندمين على هالكلام صدقيني !
ابتسمت سحر بسخرية من خلال ضعفها الواضح على ملامح وجهها المريض : وانتي خليتي فيها مجال للندم ؟..اسلوبك الردي مثلك ما يشجع عالندم ولا أظن سويت لك شي حتى تعاديني ..
بسمة بقهررر : إلللا سـوّيتي !
سحر ببرود وبصوت ملاه البحّه : ما قلت لك انك سايكو ومريضة ! محد فينا عاملك معاملة مو كويسة لأنك ضيفة..ولا أتذكّر من جيتي ان فيه موقف مو زين صار بيني وبينك ! كله أوهام غبية من راسك..
بسمة بقهر يتضااااعف : مصرّه تغلطين احترمي نفسك
ضحكت سحر ضحكة ضعيفة ساخرة واكتفت إنها ترمي راسها عالوسااادة وهي تقول : الغلط بدا منك.. الحين اطلعي أبي ارتاح انا مريضة
بسمة بحنننق وغضب : تطرديني !!
غمضت عيونها وسفهتها وحيلها الباقي يتناااقص ..وأفكار كثير براسها وبسمة مو أهمّها..تبي تلقى فرصة تحط الأمور في نصابها وبسمة مسويه لها قلق .. والمشكلة ان بسمة تستغلّ تواجدهم لحالهم لأن مالها قوة تستفزّ وتقول اللي تقوله بحضور البقية ..!!

بسمة وصوتها تخنقه الدموع : طيييب يا سحر طيييب والله بتندمين ..
وقامت واقفه وهي تمسك جوالها ودموعها غررقت بعيونها..والقهر والحنق مالي نفسها لأبعد مدى..!
ودقّت على أرقام وهي طالعه من الخيمة ودموعها تطييح.. وآخر شي سمعته سحر وهي مغمضه عيونها..صوت بسمة وهي تقول بصياااح "بابـااا"
ضحكت سحر غصب عنها قسما مصخرررة.. هالبزر رايحه تشكي لأبوها !!
ما اهتمّت أبدا ولا ألقت لها بال .. وما درت سحر إن بسمة ما اتصلت عشان تشكي وبس.. لا في راسها نيـة ورغبـة ماهي سهلة !
:
/

رجعت مشاعل وهي ماسكة جوالها عقب ربع ساعة.. وهي ضايقه لأن الخط ما مسك معها ،!
شافت سحر راقده ومغمضه عيونها وشكلها ما نامت ..
مشاعل : وينها بسمة ؟
قامت سحر جالسه على حيلها.. بعد ما حسّت إنها مو قادره تنام من القلق والضيقة : مدري عنها

مشاعل لاحظت مودها المنعفس..وقالت بقلق : شفيك مو على بعضك..؟
سكتت سحر .. وحانت الفرصة أخيرا إنها تسأل مشاعل دام إنّهم صاروا لوحدهم .. تسألها الأسئلة اللي تبي تلقى لها أجوبة .. اكتفت حيرة هالساعات ..واكتفت تسترجع كل حرف وكل كلمة مؤذية من بندر..
اكتفت تفكر بالاتهام اللي لبّسها اياه وهي مثل الأطرش بالزفة مو عارفه ليه ؟؟؟

اقتربت مشاعل منها وهي تلاحظ إن سحر ممكن تبكي ألحين ..
جلست جنبها وبعطف : تعبانة كثير يا سحر ؟؟ تبين المستشفى ؟؟

فركت سحر عينها الدامعة بأصبعها وحاولت تبتسم ..
ثم قالت برجاا من الأعماق : مشاعل أبي تصارحيني !
مشاعل بدهشة : اصارحك بوشو ؟؟
سحر بألم : باللي كنتي تلمّحين عنّه قبل يومين ..

مشاعل ما فهمت ..وعقدت حواجبها مو متذكّره : أي سالفة تقصدين ؟؟
سحر باندفاااع ورغبة جامحة للأجوبة : سالفة بندر يا مشاعل كنتي تلمّحين عنه أتذكّر زين لا تقولين إنك نسيتي !
ارتااعت مشاعل : شفيه ؟؟؟
سحر : وش كنتي تقصدين بالضبط.. ريّحيني الله يخليك !
مشاعل بقلق : ليه هامّك الموضوع الحين..؟ قلته لك ونسيته..

سحر وشفاتها ترتعش من الألم والبرد اللي ما قصّروا فيها..ولأن تفاصيل بندر بذيك اللحظة كانت مؤلمة بكل شي ..
قالت بضععف ونبررة مهزووزة : أبي أفهم وأتأكد.. أبي أسألك قبل أسأله قولي لي هو شلون يعتبرني ...بالنسبة ..له !!؟

سكتت مشاعل ثواني وهي تتأمل وجه سحر التعبان من المـرض وشي مجهول.. صفرة وجهها .. ارتخاء ربطة شعرها اللي على جنب.. الخصل المتناثرة بنعومة حول وجهها .. القلق والتوهان اللي ينضحون بنظراتها.. والوهـن المستقر بجسمها !
مسكت يدها وابتسمت..
ونطقتها بكل وضـوح : يعتبرك كل شي بحياته !
انهارت عوالم سحر والدموع تغشي عيونها ..الدموع اللي حجبت ملامح مشاعل عنها وما صارت تشوف إلا طيفها..
كانت مشوّشة من كلمات بندر وأشغلتها حالته وصوته ونبرته ..وطلبت التأكيد من مشاعل لعلّ اللي سمعته له احتمال ثاني مو اللي في بالها..!
قالت والدموع توصل لشفاتها : م.. من متى.. بندر كذا ؟؟
تنهدت مشاعل وابتسمت تخفف عليها : أعتقد من رجعتي قبل سنتين.. كنت أشكّ فيه دايما بس بالأخير تأكدت إنك شي غيير بعينه !
هزّت راسها نفي رافضه هالحقيقة اللي كل ساعة تتسرب أكثر وأكثر بمخّها وادراكها..الحقيقة اللي بدت تسيطر عليها وعلى مشاعرها اللي ما عاد عرفت وين برّها .. فقدت هويّة أحاسيسها ومشاعرها والسبب بندر وعملته فيها !
مشاعل بحنية : ليش يهمّك تعرفين الحين ؟؟
قامت واقفه بسرعة وهي تهزّ راسها نفي بتكرار وهي رافضه.. وفكرة إنها تفهّمه مسيطرة على كل خلاياها من غير وعـي منها !! تبي تفهّمه إنها ما تدري ..تبي تفهّمه إنّه ظلمها
ويا قوّ هالظلم اللي جاها .. !!

مشاعل قامت معها بتمسكها وهي خايفه عليها : وين بتروحين ؟؟؟
سحر ودموعها تهطل وكل اللي تبيه تطلع : برووح أكلمه برووح اشوف ليه قال ذاك الحكي؟؟؟

مشاعل باستغراب : هو كلّمك ؟؟
سحر : اتركيني بروح أسأله بنفسي ..
حاولت تمنعها وهي تقول : ارتاحي قبل وين بتطلعين بالبرد ؟!.. بكرة اسأليه مارح أمنعك ..
سحر هدت وهي تبحث عن شالها بين الحوسة والعفسة والأغراض المرميّة.. وقالت والوهـن بمفاصلها يزييد : أنا طيبة الحين بقدر اطلع !
مشاعل بهدوء معها : سحر بندر يحبك ما يحتاج تسألينه أنا أأكد لك..
سحر صابها السكون والسكوت وهي تلبس كابها الصوفي ودخّلت كل شعرها جوا.. ثم سحبت شالها ولفّته حول كتوفها وهي تمسح أثار الدمع الجاف بظهر كفّها ..
ثم ابتسمت وهي تدّعي القوة قدام مشاعل رغم وهنها الداخلي : خليني مشاعل اروح لحالي.. كنت أبي أتأكد منك والحين أبي أكلمه !
مشاعل سكتت وما قالت شي..وما توقعت إن هالموضوع ممكن يأثر في نفسيّتها كذا .. ما قدرت تمنعها ولا لها حق..
وقالت : تعالي بسسررعة لا تطوّلين ترا خويلد الخايس موصّيني عليك !
ابتسمت سحر ابتسامة أخيرة تطمّن مشاعل فيها .. ومن جوا هي على مشارف الانهيار ولا تدري شلون تتصرف !!
وطلعت وهي ما تدري وش اللي بيواجهها !!
:
/

مخيم الشباب ..
محمد اللي اتخذ قراره.. راح مباشرة للمواجهة..
دخـل الخيمة وهو مبتسم ومتمسّك بثقته بنفسه..
أخيرا لقى أبو راهي جالس بروحه.. وهو ماسك الجوال بيد..واليد الثانية فيها المسبحة ومركّز بـ مكالمة ..ووجهه تكسوه الجدية تقريباً..!
انتبه أبو راهي لـ دخلة محمد عليه..واللي تقدم له بهدوء وابتسامة.. ثم رد للي يحاكيه بعد ما رمى عليه نظرة حازمة صارمة خلّت محمد يشكّ بنفسه : يصير خير حبيبتي انا بشوف الموضوع معه الحين !
"........."

قال بنبرته المسيطرة : لا تبكين .. اللي تبينه بيصير قلت لك بشوف الموضوع ..
أنهى المكالمة بسرعة وصوت بنته الباكي بـ حُـرقة ما عجبه أبدا ،
ثم وجّه نظرة الإتهام المباشرة ناحية محمد اللي كان مستعدّ يخوض معركة لازم ينتصر فيها !!.. مهما كلّفه الثمن !!
ما راقت لـ محمد ذيك النظرة ! وكنّه انحطّ بموضع اتهام بطريقة مفاجئة !
ابو راهي قفل الجوال ورماه عالأرض قدامه ..وقال كأنه يحاكي واحد من موظفينه بالاستبداديّة المعروفة عنه : خير يا محمد ؟؟
ما عجبه محمد لا الأسلوب ..ولا النظرة.. ولا نبرة الصوت..
لكنه حافظ على أدبه وأسلوبه الذوق والثقة المكتسيه صوته : أبيك بموضوع خاص فيني يا عمي !
ابو راهي وكنّه حاس : خير وش هالموضوع؟.. عساه ما ينكّد الواحد !؟
ابتسم محمد لعلّ الابتسامة تعدّل الجو إن كان معكّر.. ولا يدري ليش هو بدا ياخذ موضع الدفاع..!
قال : تأكد ان اللي ابيك فيه مجرد رغبة خاصة فيني ولا أبي أظلم نفسي وأظلم غيري معي .. أبيك تفهم وضعي
تغيّرت ملامح أبو راهي للجديّة المتزايدة..وعقدة حواجبه برزت بين عيونه..عطاه منظر جدّي ومرربك !
قال عقب ما لقطها لأنها رجل معروف عنه الفطنة ..بالأضافة إلى إنه الشكوك اللي خلقها وليد بدت تلعب لعبتها : لا يكون يخص زواجك من بنتي ؟؟!!
بان الاسترخاء على وجه محمد كون إنه ما يحتاج يمهّد للموضوع وزاد أمله إن أبو راهي ممكن يفهمه .. وغلط بتفكيره لأنّه قلل من ردة فعل أبو راهي كثير.. !!
وقال بابتسامة ودوودة : تقدر تقول .. محتاج أتناقش معك بهالموضوع !

تغيّرت تعابير ابو راهي لـ جديّة أكبر.. ثم ابتسم بعنجهيّة وسيطرة هي جزء من طبعه : جيت بوقتك.. تعال نتفاهم عالملكة..والخطبة الرسميـة !
اقترب محمد وهو محافظ على هدووء اعصابه والكلام أزعجه : اسمع رايي يا عمي قبل ما نحكي عن ملكة !!
ابو راهي حرك راسه وهو يرفع حاجب واحد : خطيبتك ملّت تنتظرك أعتقد لازم نعلنها من بكرة !
أخذ محمد نفس عميق يملا شعبه الهوائية..ورجع يطالع بعيون أبو راهي بذات الهدوء والثقة : قلت لك يا عمي جيتك أبيك تسمع الكلام اللي عندي قبل.. لا نسبق الأمور اسمع وجهة نظري ..
سكت ابو راهي ونظراته لـ محمد كساها البرود والسيطرة..
ثم قال بنبرة تحذير مُهيبـة : زواجك من بسمة مقرر من زمان كلامك ماهوب مغيّر شي.. !
غمّض محمد عيونه يستجمع نفسه وأفكاره ..ثم فتح عيونه وقال وهو يتمالك أعصابه : خلني أقول اللي عندي يا عمي محتاج أتناقش معك بهدوء ..إنت للحين ما عطيتني الفرصة أتكلم !

أرجع ابو راهي ظهره للمسند وراه..والسبحة تنتقل ليده الثانية.. وبملامح وجهه الواجمة عطا محمد الاشارة يتكلم ويقول اللي عنده.. وما درى محمد إنه يتكّلم أو ما يتكّلم..ابو راهي اذا براسه راي محد من البشر له القوة إنه يغيّره.. واللي براسه هو اللي بيمشي !
:
/
مرت ربع ساعة ..
والنقاش تفرّع وأخذ تفاصيل كثير .. تفاصيل ما توقّعها محمد ولا يدري ليش انفرضت عليه بهالشكل !!
حس بالإهانة.. والابتزاز !!
انتهى النقاش الحاسم نهاية غير متوقعّة.. وبنهاية أسوء من ما تخيّل محمد
كان حاط في باله احتمالات سيئة ونتايج عكسية.. لكن ما توقّع لهالحد.. حد رح يدمّر فيه ..قلبه ..
وحبيبة قلبه اللي مو قادر يوصلها !!

طلع محمد من الخيمة وهو بقمة العصبية والغضب العاااصف .. وبحالة ثوران بركاني مدمممررر..
لأول مرة يفقد اعصابه ،، ويفقد السيطرة على هدوءه ..
الطلب اللي فرضه عليه أبو راهي ما رحمه.. بدا يسب ويشتم بصووت عالي وغضب مزمجر..
مو مهتم للي بيسمعه وفقد هدوءه ، فقد رزانته فقد أدني اعصابه بذاك الوقت .. !
قام يسبّ عمره ويشتمها بصراخ عالي.. ومن ثورة هياجه لقى قباله كرتون مليان اغراض.. وبدون شعور وادراك بنفسه رفسه بعنف ساحق وطيّره بعيييد وهو يزمجررر.. ثم مسك كابه اللي على راسه ورماه بكل قوة في الأرض ، وأنفااسه تصعد وتنزل بعنف وقسوة ..

ما كان حوله أحد قريب ..سوى بندر اللي كان جالس بروحه عند جلسة النار .. واللي سمع صوت محمد الغريب يقرب..وكلماته ونبرته كانت غير اعتيادية..!
اقتحمه قلق جامح وهو يسمع صوت محمد الغير طبيعي يقرب وكل ماله يصير واضح .. قام واقف بسرعة وهو يترك اللي بيده ومن غير شعور ركض باتجاهه يوم صار يسمع صراخ أخوه بوضوح !
ركض بسرعة وهو يناديه : "محمــد".. !!!

شاف من بعيد ..محمد ينزل ويمسك حجرة من الأرض وعروقه بتنفجر من الضغط..
ركض قدامه وهو يمسكه : محمد شفيك؟؟؟
حط يدينه على صدر محمد يمنعه من الحركة لأن محمد كان فاااقد أعصابه بشكل تام.. صار بندر يلهث معه من خوفه وهو يقول : محمد.. محمد... محمد خلاص هد أعصابك شفيك... وش صار...؟؟... اذكر الله..!
صرخ محمد وهو يشيل يدين اخوه عنه ويرميها : اترركني ماني ناااقصك... يهددني يا بندر.. يهددني !!

تفاجأ بندر وانصدم : يهددك ؟؟؟
حط محمد يده على شعره وهو يلتفت يمين ويسار مثل الضايع .. مسكه بندر وهو خايف على اخوه.. كان مو طبيعي .. ما كان محمد الطبيعي .. عروقه تنبض بالدم .. وأنفاسه تزيد .. أول مرة يشوفه بهالحالة وغصب ملاه الخوف والقلق لأنه أخـوه !
قال بهدوء لعله يفهم : وش قالك؟؟

قال محمد مباشرة ما صدق ينسأل : سمعت كلامك وكلام قلبي وكلّمته.. لكن ابو راهي معروف ما يرضى من يقول له لا.. قال لي ترفض بنتي أفضّ شراكتي مع عمك... وأنهيــه !
انصدم بندر : وش قلت؟؟؟؟
ابتسم محمد بمرارة ..وطلب ابو راهي بيذبحه : وما وقّفت على كذا !.. يبيني أرجع أتقدم لها بكرة وهالمرة علانية قدام كل الأهل ! ..تخيّل أسويها وسحر موجودة !!
بندر وعيونه بتطلع من محاجرها : مستحيل يكون قالها !!
ضحك محمد لكن ضحكة مرارة وعلقم وعدم تصديق اللي سمعه : ماني مستوعب هالطلب وليه الحين.. كنت أبيها تنحل لقيتها فجأة اتعقدت !!

بندر بحزن كساه من أوله لآخره ولا يدري من الجاني ومين المجني عليه..
واكتشف الحين..وتأكد ان كل واحد فيهم ضحيـة ..وأيقن إن محمد يشابه حاله إن ما كان أشدّ ألم !
وقال بعطف غلّف صوته : وش ناوي تسوي؟؟
محمد وهو يحط كفه على وجهه وبمرارة : سواة الله.. أعتقد الموضوع انتهى للحين ! ,, قام يهددني بعمي ..وهذا اللي كنت خايف منه !
بندر بألم : طلب الخطبة بكرة لازم ترفضه.. ان كان ما تبي تسويه منت مجبور !

اخذ نفس عميق وهو يغمض عيونه لعلّه يتمالك أعصابه الثايرة : تدري وش اللي يضحّك .. اني كنت متوقع هالنتيجة من قبل.. لكني تعلّقت بأمل إنت خلقته فيني .. كنت عارف ان مافيه مجال اتراجع... أنا وافقت من البداية ولازم أتحمل نتيجة هالقرار..
بندر بألم : محمد....
غمض محمد عيونه بقوة ..وشد على اسنانه وهو يرفع أصبعه بوجه بندر : قفّل السالفة ولا عاد تفتحها .. لأني ملّيت من التفكير حتى بالموضوع... كنت بالأول راضي بهالقسمة ومتعايش معها من أحسن ما يمكن.. وشايل من بالي فكرة ارتباطي بـ سحر... كنت مقتنع اني مابيها لين ما جيت انت... وقلت لي لازم تقاوم وتقوله عن رغبتك.. وشوف وين وصلت انقلب حالي فوق تحت... فاترك هالموضوع لأن كل هالحالة بسببك.. أنا مدري ليش طاوعتك !!

عصّب بندر : الحين بتلومني يا محمد وتخليني أنا الغلطاااان؟؟؟
قرب محمد منه لين صار قباله مباشررة .. وعيونه تنضح مرارة ..وهو يقول بقوة وحدّة ما ينلام عليها بهاللحظة : إيه ألومك وألوم نفسي .. كنت فاقد الأمل وراضي لكن جيت أنت وكل مرة تقولي لازم تكلمه ولازم تتراجع.. كنت عارف إن النتيجة بتكون كذا لكن إنت وعناااادك عيشوني بأمل كان وهم .. تسمع يا بندر وهــم !
طالعه بندر بين عيونه .. وقال بألـم .. وبهدوء : تدري.. يا ولد أمي.. وأبوي... الشرهه على اللي كان يحاول يضحّي عشانك... شرهتي يا محمد.. إني تعوّدت أدوس على نفسي.. عشان غيري..

حســوا بوجود انسان ثالث .. دخل معهم عالخط للتو..
التفتووا بهدوء مع بعض.. لأن قلوبهم حسّت بنفس اللحظة ..

طاحت عين بندر على سحر.. اللي كانت واقفه تناظرهم ببراءة وتوهان يملا عيونها المريضة وهي ماسكه شالها اللي يلف كتوفها بشكل كامل..
وصلت لهالمكان بهاللحظة.. لأنها سمعت عصبية وصراخ محمد وهي رايحه تبحث عن بندر.. وبشكل طبيعي وقفت من لمحتهم قدامها.. وتوّها توصل لكن ما تدري وش السالفة !!
شاح محمد وجهه عنها وهو يخفي ألمه ومرارته .. ولاحظت سحر هالحركة الجافية منه..!
انتبه بندر لحركة أخوه.. وطقه من صدره وهمس : محمد خلاص.. كل مشكلة ولها حل..

تنرفز محمد من هالكلمة.. واتخذ خطوة ما كان ودّه ياخذها لكن الأمور خرجت عن نطاق سيطرته .. قال بصوت عالي..وهو يفتح عيونه ويناظر سحر بزواية عينه : ليش واقفه؟؟؟؟
اقتحمها الارتباك.. وعاد لها شعور الرهبة والتوتّر اللي ما يـرحم ، لأن محمد بهاللحظة رجع لمحمد القديم.. الجافي.. اللي تعبت تغيّره وتملكـه لها !
نفس المعاملة رجعت واللي ظنّت إن عهدها انتهي !

قالت بارتباك وبصوتها المبحووح : لا بس .. خفت.. يوم سمعت صوتك عسى ما شر !
ابتسم بسخرية : طيب ليه واقفه.. ما تتحركين وتبعدين عن عيني

غرقت عيونها من الإهااانة.. وداهمها شعوور إنه يتلاعب فيها بعد ما ذوّقها أحلى لحظات..!
قالت من غير شعور ودموعها تفيض من نظرة عينه القاسية : انت ليش تحب تسوي كذا..؟

بندر حب يفض النزاااع قبل لا محمد يرد : خلاص سحر روحي لا توقفين
بس محمد قال : لحظة لا تروح .. خلنا ننهي هالوضع لأني ما عاد أتحمل.. ما عاد صرت أطيق هالحالة..!!
ناظره بندر بقـوة : محمد خلاص !!

بس سحر ناظرته ودموعها تنزل فيض من الألم..والتعب والجرح الجديد..وكلامه أبد ما عجبها لأنه يخفي وراه ألف معني ومعنى ،!
محمد وهو يلف لأخوه : لا مو خلااص خلّها تفهم وتريّحنا .. ( ناظرها )... إذا كنتي مأمله على شي من ناحيتي فانسي لأني انسان ما يميل لك... هالمرة بقولها صريحة لأني تعبت من حالتك اللي مو مخليني بـ حالي..

رجفت يدها نتيجة للوجع الكاسح اللي اخترق كل أطرافها ..وكلماته تنغرز فيها مثل الخناااجر الملتوية ..دموعها تفيض وتفيض ..ثم سالت وعبرت شفاتها وهي تناظره بـ وجوم مثل ما تناظر الفراغ..!
ناظرها بندر بألم وهو يشوف كيف تغيّر وجهها بثواني ..وسكت لأنه بهالحال ماكان قادر يسوي شي.. شااح محمد وجهه بعيد وعطاها ظهره.. وقلبه يتقطططع !
صعّبت علي الأمور يا بندر باقتراحك اللي زرع الأمل فيني.. وكان حالنا من قبل أحسن..!!

ألم يتحرك بأحشائها.. يعور يعور يعور... ناظرتهم ثنينهم... وتمنّت إنها ما عرفتهم اثنينهم .. ليتها ما عرفتهم بيوم..!
حطت كفها على وجهها وهي تحاول تصمد..وهي تحاول تستوعب اللي انقال لها..
لكن جت لحظة ما قدرت !
استدارت وشهههههقت بكل طاااقتها .. شهقة حس بندر إن روحها بتطلع معها .. وحس محمد إنه بيلتفت ويلقاها ميتة..!
تلاها صوت بكيها يبـعد وهي تحاول تكتمه ..
التفت بندر بهدووء لـ محمد يوم ركضت عنهم ،
وقال بألم : عجبتك نفسك الحين؟؟؟

غمّض محمد عيونه وهو مغلف وجهه بالجمود وهو من جوا يحارب أوجاعه : هذا أحسن شي..أسويه بالوقت الحالي طالما إني بكرة مدري وش بيصير !
بندر بألم وصوت هامس : يعني... تظن ان هذا في صالحها ؟
محمد : قلت لك أنا مو بيدي شي.. أنا بنفسي أبي اللي يعيني !

وصلت سحر لسيارة خالد وهي تترنح من البكي + الحمّى اللي مو راضيه تخفّ عنها .. استندت على السيارة ويدها على فمها تكتم صوتها لا يوصل للعالم من حولها... شهقت شهقات من قلبها كتمت على أنفاسها..
فتحت باب السيارة الخلفي بيد واليد الثانية على فمها وهي تحاول توقف لا تنهاااار... ليش الأحلام الحلوة.. تحوّلت لكوابيس... وليش اليوم... ينهيها..؟
ليش كان يبتسم.. ويضحك... مدامه كان ناوي يجرحها بهالطريقة!!

ركبت وهي تسحب الباب وراها..وهي تشهق بألم... ثم نامت بالمرتبة الخلفية على وجهها وهي تبكي باستسلام..
ألم لا يحتمل.. ألم لا يحتمل انك تحس نفسك مُتلاعب فيك..
ليش محمد؟؟..يعاديها كذا؟؟
وليش أذنبت بحق نفسها.. يوم خلت عمرها شفافة له !!
وليش دايما تتألم بأسبابه ؟؟؟



يتبــع ..

ألقاكم يوم السبت اذا ربي كتب ..
وبانتظار ردودكم الكريمة^^



♫ معزوفة حنين ♫ 21-02-11 11:03 PM




قراااءة ممتعـــة للجميع ..



nona-zidan 22-02-11 10:15 AM

سلمت يداك وحرمت علي النار:flowers2:

ألوان 23-02-11 05:18 PM

مشكوره يالغاليه............



في انتظا التكمله.....................

jibriil4ever 26-02-11 05:48 AM

thank you so much

♫ معزوفة حنين ♫ 27-02-11 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألوان (المشاركة 2646321)
مشكوره يالغاليه............



في انتظا التكمله.....................





العفـو فديتك ..
نووووو^_^وووووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 27-02-11 02:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona-zidan (المشاركة 2644705)
سلمت يداك وحرمت علي النار:flowers2:




يسسسلللمك ربي ..
نوو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 27-02-11 02:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jibriil4ever (المشاركة 2649608)
thank you so much




You are welcome ..



♫ معزوفة حنين ♫ 27-02-11 02:40 PM



الجــزء 26
الفصل الأولـ
----------------------------


طلعت مشاعل من الخيمة بعد ما تأخّرت سحر..اللي صار لها فوق الـ نص ساعة طالعه عشان تكلّم بندر حسب كلامها ..وما رجعت للحين !!
قلقانه عليها وخايفه ولا تدري ليش ماخذه كلام خالد بجدية !!
خالد الخايس ..
خالد اللي أمرها تنتبه لـ سحر .. ما تدري ليش قاعده تنفّذ أوامره حرفياً وهو اللي قهرها !!
تأففت.. وهي تتحلطم !! ،، خويلد ليش تأثيرك كذا عليّ !

ناظرت ساعة معصمها وهي تسحب كمّها لورا عشان تشوف الدقايق ..
وين طسسست ..؟!!
"وش فيك؟ "
لفت ورا..وشافت بسمة جاية وابتسامة رضـا تملا وجهها ..رغم إن فيه أثر دموع غريب على ملامحها مو واضح مرة !
قالت بضيق : شفتي سحر؟
بسمة باستغراب : لا ..تركتها بالخيمة قبل نص ساعة !
مشاعل : طلعت عقبك.. ما شفتيها بطريقك ؟؟؟
بسمة تبدّلت نظرتها لعـدم اهتمام : ...لا ..

مشاعل نوت تدخل الخيمة ..مالها إلا تكلّم بندر وتسأله .. لكن قبل توطى رجلها لداخل ، شافتها جاية بخطوات بطيئة ومنكسرة ..ووجهها مو طبيعي آثار الدموع باديه عليه إلى جانب إنّ التجهم والحزن كاسيها من أولها لآخرها ..!
مشاعل : أخيراً .. تعالي ادخلي بسرعة كنت أهوجس فيك مع هالبرد .. طوّلتي !!
تقدّمت سحر وهي ما تطالع أي وحدة فيهم.. لا بسمة اللي كانت واقفة برا الخيمة ونظراتها الغريبة والمنتشيـه بشي غريب ! ، ..ولا مشاعل اللي كانت عند مدخلها تطالعها ..!

دخلت وهي ساكتة والتعب ماخذ مأخذه منها .. تقدمت مشاعل تشوف حرارتها إن كان خفّت.. لكن سحر لا وضعها النفسي ولا الجسدي يساعد إنها تخفّ،،!
مشاعل بضيق : وبعدين معك.. حرارتك ما تبي تنزل !!
دسّت سحر جسمها داخل البطانية وهي تهمس ببحححة ..صوتها راح من كثر ما بكت بالسيارة لوحدها : هي كذا حرارتي .. تخفّ ثاني يوم ..لازم تبهذلي أول يوم!
مشاعل بضيق: وبتجلسين كذا لـ بكرة .. ؟..ما بقى قدامنا وقت غير بكرة لين المغرب وبعدين بنودّع البر .. بتجلسين مريضة كذا !؟
ابتسمت سحر وهي ترمي راسها عالوسادة بمرارة : اليوم الأخير بيكون لك مب لي.. جد تعبانة وشكل يبي لي اسبوع على ما أخفّ !
مشاعل قلقت : دام كذا ليه ما تروحين المستشفى..خالتي هيفاء تقول ان مرضك بالعادة يبهذل.. خصوصا الحرارة والفلو !
سحر غمضت عيونها تغالب انكسارها اللي انكسرته اليوم قدام محمد..وبشهادة بندر اللي ما قدرت تكلّمه وتصفّى الحساب اللي ما تدري ليش صارت تشيله : ما أبغى مستشفيات بكرة بنرجع..فكيني من هالطاري الله يخليك.. انا ما صدّقت امي تقتنع ! ( كل كلامها كان بانهاك وبحة قتلت صوتها )

قالت مشاعل بقلق : تبين شي دافي تشربينه !
سحر ابتسمت وهي مغمضه : يا ليت !
لفت مشاعل لـ بسمة اللي كانت ساكتة وتطالع سحر بـ كره.. ! ، مو قادره تنسى إن خطيبها اللي تعلّقت فيه له شي ناحيتها ..وهي مثله !!
قالت مشاعل : تعالي بسمة نسوي لنا ثلاثتنا شاهي بالحليب.. ونجلس جوا لين ترجع شادن دام سحر تعبانة ..
بسمة هزت راسها موافقه : اوكي يلله ..

طلعوا للنار اللي كانوا جالسينها ام خالد وام محمد ..
قالت ام خالد بقلق : ها مشاعل.. شلونها سحر؟!
مشاعل : يعني يا خالتي ..بعد يبيلها ترتاح حرارتها شكله معنده ما تبي تنزل
ام خالد بضييق : ياربي مع هالبنت.. حرارتها تبهذل.. المشكلة مو راضيه تروح المستشفى ..وخالد سألني عنها قبل شوي يقول كان ما خفّت ياخذها المستشفى !
مشاعل : تقول ما تبي.. شوي وتخف على كلامها ..ما تحب المستشفيات
قامت ام خالد واقفه وهي تقول : بروح اشوفها الله يهديها ..

راحت ام خالد تطّمن على بنتها وتعطيها الخافض مرة ثانية إن كان حرارتها ما نزلت..،
وأم محمد من جهة كانت تحاول تتصل من جوالها ..
انتبهت مشاعل لأمها وهي تشيل الابريق المليان موية عشان تغليه..
وقالت : مين تكلمين يمه؟؟
ام محمد : اكلم اختك هالمهبولة !!
ضحكت مشاعل غصب : ههههههههههههههه مهبولة عاد.. يمه لا تقلقين بيرجعون ان شاء الله
ام محمد : يعطيني مغلق وعمر نفس المشكلة واخوانك كل واحد يقول ما أدري..
مشاعل : شفيك يمه !!.. كنّك ما تعرفين عمر وشادن..!!.. ولا تعرفين طبايعهم !!
ام محمد : أدري كل واحدن فيهم تربيتي !!.. بس مقلقيني الحين الساعة 9 وهم لا حس ولا خبر.. مدري وش صاير عليهم وشادن اختك ما ردّت لنا خبر..موب عادتها تخلّيني معلّقه كذا ..أعرفها حريصة ولا تحب تخليني قلقانة كل هالوقت !!
ابتسمت مشاعل وقالت وهي تحط ابريق الموية على الحطب : بيرجعون لا يضيق صدرك !.. طالما إنها مع عمر خلاص اطردي هالقلق اللي ماله داعي !
سكرت جوالها وحطته بشنطتها وهي تقول : الله يحفظهم.. ويهديهم !
:
/

على بُعد عشرات الكيلو مترات ،،
كان الوضع طبيعي .. وتجاوزوا المرحلة المتوتّرة اللي خاضوها قبل ساعات !!
كانت هادية..
وهو هادي ..
الجو يعمّه سكينة وسلام ما يدرون شلون تكوّن بينهم !!

وهم يمشون بالسيارة وسط ظلمة الصحرا وما ينوّر طريقهم غير أنوار السيارة الخارجية ،!
حسّت إنه متوتّر بعض الشئ وهو يتلفّت يمين ويسار بشكل متكرر ،،
ثم ضغط جاهز الجي بي اس اللي عنده لكنه ما استجاب ..
تأفف وهو يحاكي عمره : وقته أعطالك الحين !!

سألته بخوف : فيه مشكلة ؟؟
قال وهو يناظر من يساره ..بنبرة طبيعيـة : شكلنا ضعنـا !.. والليل طلع أحسن لنا ما نكمّل..
شادن بقــلق : نجلس مكان محنا يعني ؟؟
عمر وهو يلف ناحية عيونها ..قال من غير اهتمام بالمشكلة : فيها مشكلة ؟؟؟

حمّر وجهها من أشياء تمرّ في بالها.. وقالت بثبات : ..ولمتى ؟؟؟
عمر بلا مبالاة وكنّها ما تفرق معه : ...لين الصبـح ..!
بلعت ريقها ..ووجهها يحمرّ من الأفكار اللي تمشي في خاطرها ،
وعمر يراقب وجهها بعمق وصمت.. وكنّه يقراها !
قال فجأة.. بنبرة رقيقة : لك أكثر من خمس ساعات معي ...ما تبين تكونين معي للصبح ؟؟
رفعت عينها له بسرعة .. وقالت تداري شعورها الغريب : .. ها ؟.... لا عادي...
عمر بهدوء وهو يراقب أدق تعابيرها : زين ليش وجهك منقلب ؟؟؟

ضحكت تغيّر تعابير وجهها بس شكلها ما فلحت : ههههههههه انا وجهي منقلب...!!
عمر بصراحة مزعجـة : ايه صاير احمر مو عادتك ..!

وهي تلف وجهها للشباك بحرج لأنه دايم يلقي عليها تعليقات بمنتهى الصراحة ومهيب المرة الأولى : ..عمممممر ...!!
عمر بهدوء يخالفها وكنّه بدا يستمتع : ...ليش معصبة ؟؟؟
ناظرته بقهر وهي تحاول تسيطر على التأثير اللي يخلقه فيها بتعليقاته الجريئة : ما تغيّر عادتك !!.. وجهي مووووب أحمرررر !!
رفـع حاجب واحد.. وعشان يثبت لها ..ضغط بأصبعه مفتاح النور اللي بـ سقف السيارة ،، ثم حط يده العريضة تحت ذقنها ..ولفّه للمراية اللي بينهم !!
وقال بصوته الفخم : شوفي وجهك بالله ؟

طاحت عينها على نفسها بالغصب .. وفعلا اكتشفت ان وجهها يشعّ احمراااار أكثر مما توقعت ،،
ارتبكت وسحبت وجهها من يده وهي تتنففس : أدررري بس أعاندك...
ابتسم بجانبية ابتسامة حلووة .. وفتح الباب ..ونزل تاركها..!
جلست لحالها وقلبها متلخبط يكــفي ما جاها لليوم ،، لو بتنزل وتلحقه بتموت لأنه بيطيح فيها تعليقات مثل عادته القديمة ،، وكن هالساعات اختلف فيها ..اختلف فيها كثير !!
:

كان عمر واقف بعيد يدخن ، والحنين للذكريات غمره !
قربها مجنون.. صوتها مجنون..أسلوبها معاه مجنون..
كل شي يجرّ ذكريات ..ومع اللحظات والثواني يضعف لها.. ويستسلم لها !!
شاف ساعته ..ولاحظ إنّ له نص ساعة نازل من السيارة ..
وشادن ما نزلت ،،!!

راح يشوفها.. وليش قاعده جوّى السيارة كل هالوقت !
وصل لشباكها المسكّر .. وطاحت عينه عليها ..وهي منزله راسها تلعب بأظافرها باندماااج كبير ولا حاسّه فيه ،،
رفع يده ودق القزاز باصبعه الأوسط.. !
نقزت من مكانها مرتاعه ،.. وناظرته برعب من ظهوره المفاجئ!
عقد حواجبه وسألها من خلف القزاز : ليش ما تنزلين ؟؟
ماردت عليه ..شاحت بوجهها للجهة الثانية .. زاد من استغرابه..ثم دار حول السيارة وفتح بابه ،..
طل براسه وهو يقول : فيه مشكلة ؟؟
رجعت لأظافرها : لا ما في مشكلة....!
عمر : لك نص ساعة جالسه ليش ما تنزلين ولا عاجبتك الجلسة ؟
شادن بدون مقدّمااات : مابي أنزل بنتظر الصبح..

ابتسم من غير لا يحس وكنّه فهم وضعها النفسي ،،
بدون ما يقول كلمة ..ركب جنبها ..وهالمرة دق قلبها لأنه قرب منها وكل جسمه لجهتها ..
قال بلطف: انزلي ولا تخافين تراها مو مشكلة..المخيم أكيد قريب من هنا بس نحتاج للشمس عشان نعرف طريقنا ..
قالت تخالف ظنّه وهي تقاوم لُطفه اللي كسا صوته وهيئته بعد ما كانت تعاني : انا مو خايفه...!
تأمّلت بعيونه العميقة واللي تشبه المحيط وأسراره ،، قامت ترمش من غير شعور ثم نزّلتها عنه بسرعة مو قادره تستمرّ على هالوضع .. الجو بينهم اختلف فجأة.. شعورها فيه هالمرة اختلف !.. غير قبل ساعة !
وعشان تهرب من هالجو المتوتر والمشحون فتحت بابها بسرعة وهي تقول : والا أقولك بنزل.. تعبت من الجلسة !
نزلت بسرعة وسكرت الباب ..وهو جالس بمقعده يناظرها بابتسامة صامتة ،،
ابتسامته زادت على حركاتها المرتبكة اللي يعرف يفسّرها لأنه حافظها من كانت بزر..
نزل بدوره يلحقها.. ما كان يدري انه لا إراديا وتدريجياً ، يرجع للشخصية.. اللي المفروض يكونها معها.. وكل ما مرت دقيقة معها .. كل ما انهار حاجز يتحصّن فيه وكان هالشي بغير صالحه وصالحها !
عمر وهو يمشي لمقدّمة السيارة : جوعانه ؟؟
مشت هي الثانية عند مقدمة السيارة بدورها ..لين التقوا أمامها ..
ثم شالت نفسها على الكبوت وهي تقول : لا... وانت؟؟
وقف جنبها.. وما جلس مثلها عالسيارة.. كل اللي سواه تسنّد بجسمه على المقدمة بشكل مايل ..وهو يعقد يديه على صدره : يعني.....!
ابتسمت عفوياً ، ونزلت من مكانها : ...دقيقة أجل....!

وراحت بسرعة للباب الخلفي وهو لاف رقبته لورا يراقب وهو مستغرب... ثواني ..سكّرت الباب وجت له وهي شايله شنطتها الشامواه البنية بين يدينها .. حطت الشنطة على الكبوت وهي تفتحها ..ثم أخرجت منها شيبس وبسكوت من اللي يحبونه ثنينهم...!

ابتسم عليها وهي تمد له العلبة : للحين تاكلينه ؟؟؟
ابتسمت وبانت اسنانها اللولو بوجهه : وإلى بكرة... خذ سد جوعك..
أخذ بسكوتة وحدة ..قلّبها بطرف اصبعه السبابة والابهام .. ثم كلاها وهو يقول : زمان عنه !!
شادن دخلت جو الأُلفة من جديد وهي ترد بعفـوية : غريبة أنا ما يصير يمر أسبوع من غير ما اكله.. مدمنه !
أخذ بسكوتة ثانية من العلبة المستطيلة... ثم مدّها لها .. جت بتاخذها بصمت منه .. لكنّه رفع يده فوق بصمت والرفض بعيونه..،
فهمت إنه يبيها تاكلها من يدينه ..وحمّر وجهها من هالفكرة..!
زمان ..زماااااان... كانت تسويها وهي طفلة...بس الحين كل شي يختلف.. هو وهي .. ما عادوا أطفال!
قالت لا شعورياً : لا شكرا شبعانه..

عمر بعفوية هو الثاني : شبعانه لمتى ! لو ما أكلتي ممكن أقضي عليه وتجلسين مع الجوع للصبح... اعرفك رقيقة ما تتحمّلين ..
رضخت له لأن تعليقه احرجها ..وكلتها من يده وعيونها بالأرض.. ابتسم ورجع يستند بجسمه على مقدمة السيارة ويتكتّف من جديد ..
هي بعد نطّت تجلس على الكبوت وهي تمضغ البسكوت المقرمش بصمت..!

قدرت أخيرا تكسر الحاجز وتسترسل بالسوالف والكلام معه ، لدرجة إنها قدرت تسحب منه ابتسامة من دقيقة لدقيقة ، وضحكة من فترة لفترة ... بس طول ما كانوا يسولفون..كانت هي الطرف المتكلّم وهو يعلّق باختصار بكلمة أو كلمتين ،
كان طول ما هم يتكلمون متكتف وعيونه تناظر تتأمل في البر اللي حوله ..
ولا مرة ناظرها أثناء سواليفها..
على الأقل قدرت تتأمل ملامحه من الجنب خلال هالظلمـة الشديدة والدامسة ،،
ملامحه الحين غير أول !!.. الحين عُـمـر رجل بكل ما للكلمة من معنى ..واضـح عليه النضج وفتوة الشباب واشتداد العود..!
حس عمر بتأمّلاتها فيـه... فـ التفت بسرعة ناحيتها ليباغتها ..والغريب انها ما تفاجئت ولا توتّرت.. بالعكس كانت مبتسمة وعيونها بعيونه مباشرة .. تتأمله عن قرب بحب وحنان ..تشم ريحة عطره اللي مستحيل يغيّره .. انجرافها هذا بتأملاتها ونعومة ابتسامتها الفاتنة بالنسبة له ، خلاه ينزّل يدينه عن صدره ويطالعها بنفس الطريقة..!
وش تخطط له هالبنت مجنونة عشان تناظره كذا..؟
عيونها نص مقفله وابتسامتها تزيد ما تخف..
بس شادن كانت عايشه هاللحظة بكل حواسها ،، من زمان ما حسّت بهالقرب الروحي والمشاعر المستعرة اللي تحسّها جنبه ، وما تبي تخرب هاللحظة لو يصير اللي يصير..!
باندفاع الأنثى رفعت يدها ولمست خده برقة ، هالحركة خلّت عمر يتجمّـد مو متوقعها ومو عارف هالبنت شفيها .. ماقدر يزحزح عيونه عنها البنت بهاللحظة خذته من أوله لآخــره...!!
همس يبيها تنتبه لنفسها لأن بهاللحظة مشاعره لها بدت تتوقظ بسرعه : شـادن...!
شادن برقة من غير وعي : عيونها...!
قال بصوته المبحوح : ...شفيك ؟؟

تنهّدت باكتئاب ..ثم نزّلت يدها عن خده والغريب إنّه تمنى لمستها تدوم : مافيني شي عمر ... مافيني شي..!
نزّلت راسها للأرض ، وباندفاع منه هالمرة ..رفـع وجهها لوجهه ،.. واستغرب يوم شاف لمعة الدموع من خلال الظلام ..
قال باستغراب : دموع ؟؟
شادن بخنقـة : مافيني شي..
حس بكلامها وشكلها الحـزن ،.. وماهان عليه يتجاهل هالشي : زعلانه ؟؟

مسكت يده الماسكه وجهها.. ونزّلتها وهي تبتسم له : ازعل من نفسي ولا أزعل منك.. ما اقدر أزعل منك ياعمر..!
ماتدري ليش هالكلام أثّر عليه وخلاه يعطيها ظهره ، وقال بنبرة غريبة : ما أستاهل كل هذا يا شادن.. افهميني !
ابتسمت بحنيـّة : تعرفني فاهمتك دايم وبكون جنبك دايم لا تفكر إني بتخلّى عنك بأيّ حال من الأحوال..
ماعرف مناسبة هالكلام ،.. بس هي عارفه بالضبط هي وش قاعدة تقول وما قالت هالكلام من فراغ !!..
لف لها وكأنه يبي ينهي هالموضوع وما يبي هالجو المحموم بينهم يزيد حميمية : بردانة ؟؟؟
ابتسمت بأسنانها اللولو من جديد : جنبك أكيد بدفى...
لا هالبنت مو ناوية خير على هالليلة ..
قرب منها بسرعة ..وانصدمت يوم حط يديه على خصرها
قال : قدّها ؟؟؟
وقبل لا ترد.. شالها وعيونه بعيونها .. ونزّلهـا للأرض بعضلاته القوية ..
ضحك عليها من شاف وجهها .. وقلب الجو من جديد : هههههههه لا تفهميني غلط... اركبي السيارة عن البرد !
وراح للدبة وهي متصنّمة ...الحرارة بوجهها تزيد وقلبها مو راضي يهدى،،
يحب يلعب بأعصابها ..يحب منظرها المتقلّب معاه .. يحب يتحكّم بتعابيرها المختلفة !
هذا هو عمر.. هذا هو من عرفته.. وهذا جزء من أسلوبه!
ابتسمت عليه وعلى نفسها ...ثم مشت للسيارة وركبت وهي تهدّي من ارتباكها اللي توّ ..
وفعلاً جو السيارة الدافي غير برا ،..
هنا دفـااااا عكس بـرد ليل الصحرا القارص..!

مع مرور الساعات الجو زاااد برودة حتى وصلت الحرارة لـ تحت 10 درجات مئوية.. ضمّت نفسها بقوووة ...وفركت يدينها وهي تراقب عمر من خلال زجاج الشباك واللي أخرج حطب من دبة السيارة ، وقعد يشعله عشان يبعد عنهم حيوانات البر والهوام!!
خطر على بالها تدق على أهلها من جديد ..يمكن يمسك الخط معها هالمرة ،..
حاولت تتصل لكن الإشارة ضعيفة جددا شبه معدوومة والسيقنال بحالة عدم استقرار ،، تنهّدت ورمت الجوال داخل شنطتها .. إلا عمر يفتح الباب ويركب ، وبيده شــال صوف !
عمر بعد ما سكر الباب : الجو زاد برد .. بردانة ؟؟
ابتسمت وأنكرت.. رغم إن البرد نفض بعظامها : لا مو برد ، لا تشيل همي..!
من غير كلام ..مسك يدها بأصابعه القوية ،، ثم رفع عيونه وهو رافع حاجب : يدك ثلج وتقولين مو برد...!
توّها بتنكر.. لكن تفاجئت يوم جذبها من يدها لعند صدره ووجهها صار قبال كتفه ..
ومن غير لا يشاور .. رفع الشال حول رقبتها ولفّه لفتين وشادن متجمدة من هالقرب الشديد..الغير طبيعي !
كانت بحضنه ومو بحضنه !
وش ذا التعذيب !
تراجع عنها ..وابتسم ابتسامة خفيفة لعيونها : تبين تنامين نامي مالنا شر ، النار وضوّيتها والجو بالسيارة شوي ويدفى...
تغّلبت على النبض المتعثّر داخل ضلوعها .. وابتسمت له بنعومة بالغة دايم تأسره وكأنها تقول معك عمري ما أخاف لأنك دوم مصدر الأمان اللي ما أبدّله بـ بشر !
قطع اللحظة عليها قبل لا تنسى عمرها وعشان ما يعطي نفسه الفرصة : بلاش هواجيس نامي
كانت مرهقة صدق لأنها صاحية من الصبح وهاليوم كان متعب بالنسبة لها بكل مافيه من مشاعر متقلّبة من أوله لين هاللحظة .. وتحتاج للنووووم.. بس شلون تنام ومشاعرها متوقّظة مو مخلّيتها.. هذا غير ان فيه كلاااام كثير تبي تقوله له بس مو قادره..!.. ولا تبي تفسد هاللحظات اللي انخلقت !
قال عمر وهو يحط يده على قفل الباب : انا بطلع برا شوي.. وانتي اجلسي هنا الدنيا ليل والبرد ما قصّر
وقبل لا يفتح الباب قالت : مو برد عليك ؟؟
عمر بهدووء مريـح : أقدر أتحمّل..
ونزل وتركهــا...
غمضت عيونها وهي تمسك الشال الملفوف حول رقبتها ..ودسّت فمها وخشمها فيه..
تقدر تشمّ ريحة عطره فيه ، ووش كثر كان دااافي وقضى على بردها بثواااااانـي...!

/
:

بمخيّم الشباب ..
الساعة 10 بالليل .. والجلسة جلسة شوِي مستلمها وليـد.. اللي كان مشارك بالجلسة مع ابو خالد..وابو محمد..وابو راهي.. ومافيه إلا هـو من الشباب
قال أبو خالد : انتبه يا وليد لا يحترق .. ترا ابو فروة زينة الشتا بالبر !
ابتسم تركي وهو منشغل : لا تشيل الحين أضبطها لك..
جاب دفعة توّها استوت والبخار يتصاعد منها.. حطّها قدامهم ورجع يكمّل شوِي اللي صاير له متعة بهاللحظات !
كان مستمتع وناسي عمره والدندنة على لسانه .. وسوالف الرجال المتنوّعة توصله وهو مو مركّز معاهم !
سمع ابو خالد يقول : خلاص بكرة راجعين ..هالاجازة الصغيرة بتنتهي وبنرجع للشغل !
قال ابو محمد : اربع ايام مافيه أحلى منها .. زين عشنا جو المطر.. يقولون الرياض ارتوت اليوم توّه واحدن مكلمني يسأل عن الجو هنا..
ابو خالد : الله يبشرك بالخير.. شكل الشتا هالسنة غير بالرياض !
كمّلوا سوالف..
وتركي منشغل بالشوِي اللي سرق ساعاته واختصر عليه انتظاره لـ بكرة حتى يحين موعد رجوعهم للرياض .. لأنه ببساطة بدا يطفش من تمثيل المتعة قدامهم وهو من جوّا يصارع الملل والزهق !
جذب اهتمامه صوت ابو راهي يوم قال : ابو محمد .. أبيك بسالفة
رفع تركي راسه عن الشوّاية من شعور الاهتمام بسبب هالنبرة الجديّة ..

قال ابو محمد : خير ان شاء الله !
ابتسم ابو راهي ..وقال بصوته الجهوري المعروف : محمد جايني اليوم يبي يخطب بنتي من أول وجديد !
رفع ابو محمد راسه باستغراب : جاك الولد اليوم؟؟
ابو راهي بابتسامة : ايه يبي يخطبها بكرة ويأكّدها هالمرة رسميـة ماعليها خلاف !
ابو محمد : ما عطاني خبر الله يهديه !
ابو راهي بابتسامة : جاني بيشوف رايي ومرة وحدة قلت له بكلّم الوالد بنفسي.. وقلت له من الحين ما عندي مانع ! بالعكس زين نختم هالرحلة وهالجمعة بخبر حلو مثل ذا ..ولا شرايك يابو محمد !
ابتسم ابو محمد : والله دام ذي رغبة الولد !

تركي كان يشوي من غير تركيز وهو يسمع هالسالفة !!
السالفة ما عجبته أبداً ..
والاستغراب والدهشة ملت نفسه ... توّه اليوم كان يبي يفركشها !!
وش صار عشان تتجدّد هالخطبة !!

رفع عينه لأبو راهي يراقب تعابيره ..لقاها هادية لكنّها محتقنة بالجديّة .. معقول الاشاعة اللي قالها مـا هزّت العلاقة بينهم ؟!!!
وش اللي صار اليوم ..وهو ما درى عنّه ؟؟؟
مستحيل يكون محمد طلب تأكيدها رسميّـه دامه عارف إن اللي بقلبه مو بنت أبو راهي !!
نزّل عينه عن أبو راهي ناحية الشواية عشان ما يلاحظ ابو راهي تعابيره.. وفضّل يستمر على اللي هو يسويه واللا مبالاة على وجهه وكنّه مو مهتم ..!
لكنه ما صبـر .. متأكد شي صار اليوم وهو ما يدري عنه !
انتهى من آخر دفعة ..وحطها قدّامهم بصمت وهو ناوي هالمرة .. يشوف السالفة !!
وما عنده غير بندر !
قال أبو خالد عقب ما استقام تركي واقف : وليد ناد الشباب يجون ياكلون قبل لا يبرد !
قال وهي ماشي : ان شاء الله !
وراح وهو آخر همّه الحين إنه يناديهم.. ما راح عشانهم .. راح يبي يشوف بندر إن كانه ما يدري !

طلّ جوا الخيمة ما لقى إلا محمد وخالد..ومعهم راهي يسولفون بسالفة عادية ..
بندر مو معاهم .. كان رايح لسيارته وتوّه جاي راجع مكان الجلسة داخل !
لف تركي بيروح يبحث عنه ..وانتبه إن بندر بوجهه !
بندر باستغراب : وليد مين تدوّر ؟؟
ابتسم : أدورك !
بندر باهتمام : أنا ؟؟..ليش وش صاير ؟؟

تركي همس له : أخبار مشكلة أخوك ؟؟
بندر تغيّر وجهه .. وملاه الهم : مافيه أخبار... الوضع على ماهو عليه !
تركي بضيق : سمعت ابو راهي يتكلم مع الوالد عن خطبة رسميّة بكرة.. عسـاااها ما تتمّ !!
ابتسم بندر من حماسه : شكرا على تضامنك مع هالقضية العالمية هههه !
تركي : لا جد بندر... ما أعتقد ان الاستاذ محمد طلبها ... سمعت ابو راهي يقول للوالد إنه جا بنفسه وطلبها تكون رسمية باكر قدام العايلة كلها !
تغيّر وجه بندر .. لهمّ وقهر أكبر : يكذب .. محمد ما قالها !!
تركي بضييق : وش ناوي يسوي الاستاذ محمد.. عنده خبر عن هالموضوع؟؟
سكت بندر ..
وبضييق قال : الله يعين يا وليد الله يعين !
دخل داخل وما ناقش بالموضوع لأنه أصلا ما فيه شي يقدر يناقشه.. الموضوع برا سيطرته ..
وتركي واقف مكانه بضييق والموضوع أبدا ما عجبه !
إن ما رفضها محمد بنفسه..
فـ حالياً.. صعب يقدر يسوّي شي..
عقب ما سوّى اللي سوّاه وقال اللي قاله لأبو راهي .. ما يقدر ياخذ خطوة جديدة بهالوقت الحساس لا ينفهم غلط ..
لكنه رح يشوف وش بتسفر عنّه الأمور .. ووقتها لكل حادثٍ حديث !
:

طلعوا الشباب وما بقى غير محمد وبندر..
خالد رافق راهي لـ جلسة الرجال الكبار ..ولحقهم تركي لعلّه يسمع عن سالفة الخطبة أخبار جديدة دام ابو راهي جالس !
داخل الخيمة ..
قال بندر مستغلّ تواجدهم لحالهم : ابو راهي يبيها من جدّه هالمرة !!
رفع محمد عينه عن جواله ..وابتسم بسخرية بالغة : ليش قد قلت لك أنا إنّه رجال يحب يمزح !؟
بندر بجدية : طيب دريت إن ابو راهي راح لأبوي..وقاله محمد جاني وقال ابي اخطبها رسمي بكرة وقدام الأهل !!

بقهر ودهشـة طارت عيون محمد بأخوه.. والغبنة تملا صوته : من جدّه !! أنا ما قلت لغيرك يا بندر !
ابتسم بندر بسخرية : هذا اللي صار !.. وش بتسوي ألحين !.. الظاهر ابو راهي يبي ينهي هالموضوع قبل نرجع وتصير رسمية قدام كل الأهل..حتى ما يكون فيه مجال تراجع.. أنا حتى أمي مدري شلون بتتقبل الخبر وانت تدري شلون يهمّها زواجك !

سكت محمد.. وفرك عيونه وما يدري وش يقول
حارت معه الحروف ..وتاهت الأفكار.. ابو راهي وصلت فيه ..يروح يكلّم أبوه من وراه ..وعلى لسانه.. لأنه يدري إن محمد رافض ومستحيل يعلنها لأبوه..عقب الرفض اللي صرّح فيه !
رغم تهديده المؤلم..
رغم الوجع اللي عاشه اليوم..
رغم الجراح اللي رسمها بينه وبين سحر اليوم وهو مجبور !!
ما يستغرب هالحركة منه .. أبد ما يستغربها ..

بندر : محمد ؟.. وش ناوي تسوي .. بتنتظر بكرة وتخطبها رسمي قدام العايلة مثل ما طلب ؟.. ترا رح يكون هو الاعلان الرسمي اللي كنت تحاول تهرب منه لـ شهور وانت عارف ،!
محمد بنبرة واجمة وكلمات بندر تقتله : كافي يا بندر.. قفّل هالموضوع ..
بندر : شلون أقفّله.. ما قدامك غير ساعات.. لازم تعرف وش راح تسوّي!!
محمد بغبنة : وشايف بيدي شي ولا سوّيته يا بندر؟؟.. أجرأ خطوة وأخذتها..وش عقبها قلّي وش عقب الكلام اللي سمّني فيه !!!!
بندر بألم من حالته وحالة نفسه : ليه... ما تكلم... عمي ؟؟

غمض محمد عيونه والضغط النفسي يزيد عليه.. وقال بخنقـة : تدري ليه ما أبي أسويها... لأني عارف إن عمي مارح يردّني... وأدري أنه بيفركش الموضوع من أول لآخره... ولأني أدري إنه بيسوّيها.. فـ أنا عارف وش بيسوي أبو راهي عقبها ... رح يظهر ذاك الوحش اللي أنا خايف منه ..والضحية أنا وعمي وحياتنا كلنا !!!
بندر اختنق زووود.. كل الأبواب مسكّره ..
وقال بهدوء وهو متعلق بهالخيط البسيط من الأمل : لا زلت على رايي ..كلّم عمي.. وخلّه ياخذ الموضوع بهدوء ونقاش وجهات نظر مع ابو راهي.. اصلا العنف والعصبية بهالمواضيع ما ينفع .. عمي مساعد (أبو خالد) ما شاء الله عليه ..له أسلوبه بالحوار وانت تدري إنّه كان دبلوماسي..ومن أبرع الناس اللي شفتهم في النقاشات الجادة .. ما تدري يا محمد.. يمكن مفتاح الحل بيد عمي من بعد ربي وربك !

أخذ محمد نفس عميق.. وهو يسكت..
ببساطة ما يبي يتعلّق بأمل جديد يفرضه بندر عليه..ثم ينصدم بالواقع مرة أخرى !!
ما ينكر إن عمه هو الباقي قدامه الحين..
لكن ماباقي فيه حيل لقسوة أرض الواقع..
قال أخيرا بهدوء : بشوف راي عمي قبل.. وبتفاهم معه قبل أحدد قراري !
ابتسم بندر.. وقلّ الحيلة هي عنوانه بهاللحظة : أحسن شي.. قدامك يوم كامل عشان تحدد .. يوم كامل فكّر بقرارك زين ،

وقام وهو يرمي شاله على كتفه .. تارك محمد غايص بأفكار تودّي وتجيب ،
هالقرار .. الصعب له احتمالين ماله ثالث..
يا إمّا تنفرج أزمته .. ويتحرر من هالالتزام المفروض عليه ، ويرجع للحرية اللي فقدها من شهور !
أو تتعقّد زود وزود.. وتوصل الأمور لنتايج ما تحمد عقباها واللي هو ما يقدر يتخيّلها !
:

عند البنـات.. مشاعل وسحر !

مشاعل وهي تعطي سحر كوب الشاهي بالحليب الساااخن جدا : خذي تدفّي !
ابتسمت سحر ابتسامة مرييرة ماهي حقيقية .. وهي تضمّ الكاس بيديها الثنتين تمتص هالحرارة المرغوبة بهالوقت : شكرا.. مشاعل... صايره ممرضتي... تراقبيني كل دقيقة !
ابتسمت مشاعل وهي تجلس جنبها وتحتسي من كوبها : اخوك الخايس ومين غيره !
سحر بابتسامة : وش ..مسوي هالمرة؟
مشاعل بحنـق مُضحك : صاير يتأمّر يحسبني شغالته.. جاي يقول انتبهي لـ سحر... اللي يشوف اسلوبه بيدعس على وجهه وبيعاند.. بس مدري ليش قمت أطيعه وهو اللي يقهرني...لو ما كانت أنتي يا سحر. ما كنت بطيعه !
سحر حاولت تضحك.. بس ما قدرت فيه ألم انخلق بصدرها.. وبحركة لا إرادية حطت يدها على موضع الوجع !
مشاعل باهتمام : شفيك؟ صدرك يعورك ؟
سحر ابتسمت بوجع : شوي.. شكله مع الفلو وصل التعب لـ صدري... حتى وانا أتنفّس صاير يألّم !
مشاعل بتعاطف : يا حياتي.. أخاف معك التهاب رئوي يا سحر...لا تنسين إنك متسبّحة بالمطر والجو ذاك الوقت كان هوا شديد وباارد مووت.. وانتي الله يهديك ما اهتميتي بنفسك جالسه بملابسك... زين انها وقفت على انفلونزا!
سحر وهي تشرب جرعة ساخنة..وبصوت هامس وهذا أقصى مقدرتها : مافيني الا العافية .. شوي ويخف ويمكن بوادر كحّة !
سكتت ..وركّزت باحتساء كوبها السااخن .. ومشاعل فتحت جوالها تلعب فيه وكتبت رسالة لـ شادن لعلها توصل مع الشبكة الضعيفة ..
انشغلت سحر بهواجس كثيرة وهي تطالع في كوبها بصمت مطبق وسكوووت.. والبطانية على رجولها والكوب بحضنها ..
رغم جرح محمد !..الجديد والعميق.. ورغم الألم اللي لا يوازي أي ألم عاشته معه من قبل !
إلا إنها لا زالت .. تذكر وقفة بندر هناك !
وتذكر إنها توّها ..ما أروت حيرتها .. منه !
وتوّها ما قدرت تكلّمه... !
يكفيها وجع محمد..
وما تبي تنتهي مع بندر على نفس النتيجة..ونفس الجرح !
تدرك إنهم يختلفون ... يختلفون عن بعض .. وبندر ماهو مثل محمد... حتى لو طلبت تكلّمه.. أكيد بيستجيب ..!!

حطت الكوب الفاضي جنبها ..وتوّها بتمدّد ظهرها عشان تريّح عضلاتها المرهقة ..
إلا جوال مشاعل اللي كانت تلعب فيه لعبة مُمتعة ..يرنّ بيدها ويقطع عليها اندماجها ...

ناظرت مشاعل المتصل اللي نوّر الشاشة .. وقالت بحنق : اخوك الخايس يتصل !!
سحر بابتسامة وهي تريّح راسها عالوسادة..قالت بصوتها الواطي : غريبة متصل عليك !
مشاعل : مب عشان سواد عيوني .. منيب رادّه خلّه يتأدب !!!
ورمت جوالها جنبها بردّة فعل عنيفة وهي تتكتف !
سحر بضحكة تألّم صدرها : ما عرفتيه تراك... رح يتصل من هنا لـ بكرة ليين تردّين !
مشاعل بنارية : إن شاء الله للسنة الجاية .. خلّه يعرف على مين يتأمّر !

سكت جوالها .. ثم رجع يرنّ من جديد ..
ومشاعل تطالع الاسم وسحر تراقبها..
قالت سحر ببحّتها : ردّي عليه...يمكن هالمرة يبي شي ضروري.. واذا في خاطرك شي عليه لا تحبسينه طلّعيه !

ما قالت مشاعل شي غير إنها مسكت الجوال .. وضغطت على الزر وهي تلوي شفايفها بكلمات مو مفهومة !
قالت : نعم يا دكتور ؟؟
حوّل خالد جواله من السبيكر.. للسماعة الداخلية وهو يحطّها على إذنه : عسى ما شر !!
مشاعل بحنق : نعم أوامر جديدة ؟؟؟
خالد : وش ذا الأسلوب !؟؟
مشاعل : عفون سيد خالد هذا أسلوبي عاجبك ولا مو عاجبك مب مهم !
سمعت ضحكته وهو يحاول يسيطر عليها..
وطنقرررت من جديد : صاير تضحك كثير يا خالد.. مع إني ما أنكّت معك !
ما قدر يغالب ابتسامته : انتي اصلا كلك نووكتة.. كلك على بعضك لو ما تدرين !
مشاعل بحنننق : ما شاء الله عليك جاي تضحك..ما كنّك توّك قايل ذاك الكلام؟!
خالد تجاهل اللي تقصده .. وقال : اعتبريني ما قلته.. (وبروقان مزاجه اللي يخالف حنقها بهاللحظة ).. المهم انا متصّل عشان اسأل عن سحر ..كلّمت امي وقالت إنّك عندها .. فعرفت إن مشاعل الشطورة سمعت كلامي وجلست تنتبه لها !!

سكتت وهي تحاول تحافظ على أعصابها لا تتفلّت .. وشفايفها تتحلطم بكلمات صامتة مو مفهومة !
وقررت تشوف وش يبي وتنهي المكالمة وتختصر علي نفسه أوامره..إن كان عنده أوامر !
كمّل خالد يوم شاف سكوتها : قولي شخبارها ؟؟
ناظرت سحر اللي كانت مغمضه عيونها ..ثم رجعت له : الحين راقده.. حرارتها 39 .. وتبي تنوم !
قال : عطيها الخافض من جديد !
قالت وهي تدوّر الدوا اللي كان في الكيس جنبها : خالتي هيفاء توها عطتها جرعة !
خالد : اها زين ..وما تحسّ بتعب غير الحرارة ؟؟

انتبهت مشاعل لـ سحر تكحّ وهي مغمضه ويدها على صدرها..قالت وهي تناظرها : توها تقول صدرها يوجعها !
خالد : كيف يوجعها ؟؟
قالت : مدري تقول إنه كحّه.. والتنفس عندها مو مريح يسبب لها وخز !
خالد باهتمام : اووكي دام كذا... عطيني أكلّمها..

قالت بحنق : كلّمها بجوالها وترد عليك... منيب أصرف عليك ترا !
خالد ومصرّ إنه رايق : تراني أنا اللي متصل مهوب أنتي .. عطيني أختي بسرعة !
صاير يستخدم صيغة الامر معها بالعمد !!
وما تدري ليش انقههههرت !

ما ردّت على أمره .. إلا إنها قربت من سحر الساااكنة ..وهي تقول : سحير الخايس يبيك !
فتحت عيونها وهي تحاول تجمع صوتها ..وأخذت الجوال وهي راقده : هلا خالد..
ارتاااع : يا ساتر وش ذا البحة !!!
قالت بابتسامة مريرة : بكرة أصير أحسن !!
خالد : كيف صدرك ؟..وش تحسين فيه؟
سحر : ألم بسيط.. شكلها كحّة خالد مو شي كبير
خالد : مصرّه على رايك ما تبين المستشفى.. اعراضك تزيد ما تخفّ.. وحرارتك مرتفعة..
ابتسمت وهي تلمس خوفه وقلقه بصوته : خالد فلو عادية.. المستشفى قبل بكرة ما ابي اروح.. بكرة لكل حادث حديث.. إذا جا بكرة وانا مريضة بنفسي بجيك.. الحين والله مافيني حيل ولا رغبة ..كل اللي أبيه أرتاح !

تنهّد من قلبه..
ثم قال : عطيني مشاعل !
مدّت الجوال وهي راقده..لـ مشاعل اللي كانت تناظر أظافرها والحنق مالي نفسها..
وقالت : يبيـك !
رفعت عينها لـ سحر... ثم سحبت الجوال منها بعنف بسيط وهي تحطّه على اذنها : وش بعد؟؟..أوامر جديدة !
قال بذات الروقان اللي يقهر : تعالي عند سيارتي !
مشاعل وصلت معها : منيب شغالة ترا ..كل شوي سوي وحطي وتعالي وودّي.. عاجبتك سالفة الأوامر معي !؟
قال بنبرة رايقه وكن موضوع الأوامر عاجبه من الأساس : ليش تعتبرينه أمر... اعتبريه طلب... وبعدين أنا ما طلبتك عشاني .. طلبتك عشان حبيبة قلبك سحر.. تعالي بسرعة ولا يكثر !
سكّر بوجهها ..ولا تدري ليش تحسّ إنه مستمتع .. وهي على عكسه فااايض فيها الكيل والحنق..
ما كفاه اللي قاله اليوم..!!
الخايس.. ما يبي يعدّيها بسهولة الظاهر !!

بصمت سحبت شالها ولفّته على راسها..ولبست البلوفر وطلعت مثل البرق بتشوف وش عنده هالمرة !!
راحت للسيارات .. ونصت سيارته المفتوحة مباشرة..واللي كان يحوس فيها باندماج ..
قرّبت وهي متلثمه.. واتخذت من الحدة أسلوب : خير يا دكتور ؟

رفع راسه عن شنطة داخل الدبة .. وابتسم وهو يرفع حاجب : أوه الشطّورة سمعت الكلام !
طنقرررت من استهباله عليها : وش عندك بسرعة ولا والله لأرجع !

سكّر الشنطة وابتسامة جانبية على وجهه .. ثم رماها داخل الدبة وهو يلتفت لها : خذي هذا خلّي سحر تدهن صدرها دامه يألمها..وخليها مرة وحدة تدهن حلقها
أخذته وقالت ببرود : بس ؟
قال وهو يحك خده ونفس الروقان اللي مسيطر عليه : ايه بس...
مشاعل وهي تناظر العلبة : آخر أمر أنفذه لك.. لا تحاول تكلمني لأني منيب راده عليك ..تبي اختك كلّمها بنفسك !
أدخل يديه بجيوب الجينز وقال ببساطة : شكل الشطورة بدت تستوعب الكلام اللي قلته لها اليوم... مرررة كارهتني يا ساتر !!
حطت العلبة بجيبها وناظرته وهي تسيطر على حنقها : أوامر ثانية ؟؟
خالد بابتسامة جانبية : سلامتك..انتهت الأوامر .. تقدرين تمشين !
مشاعل بنفس استهبال اسلوبه : شكراً .. ما قصرت..
استدارت وراااحت بسرعة.. وهي حالفه ما تسمع له أمر بعد كذا !

سكر خالد الدبة.. وهي كاتم ابتسامة جانبية على وجهه !
ببساطة ما كان قادر ينسى الاستفزاز اللي وصله بسببها .. ولقى نفسه يردّ لها ولو شوي منّه..
لكن بأسلوبه الخاص !
:
/

بعد منتصف الليل ..
في مخيم البنات.. انتهت الليلة بالنسبة لهم ..
الكل خمد ونام مبكّر.. لهم وقت مو قصير ..
ما عدا سحر اللي كانت الكحة مستمرة معها .. مو قادره تنام ..
اجتمعت عليها الظروف ..
المرض..
والأفكار..
والهواجس..
وجرح محمد..
وموقف بندر !
مستحيل يجيها نوم وسط هالمعمعة ..
سحبت علبة موية كانت مشاعل حاطتها جنبها ..وشربت منها شوي حتى تخفف من الجفاف بحلقها ..
ورجعت لنفس الوجع...
غير محمد المؤلم ..
قدامها بندر.. ! ، اللي واضح من ردّة فعله الأخيرة عند السيارات ..إنه ما كان يبي يحكي معها بخصوص الموضوع !
ما تقدر تنام ..
أبد ما تقدر.. وهي كذا تايهه ومتألمة !!
قامت قاعده وعضلاتها فاقده كل قووة .. وبعز المرض وقصور التفكير والتشتت .. ما لقت قدامها غير خيار واحد... وبهاللحظة بالذات !!
:

بخيمـة الشباب بعد منتصـف الليل ..
الكل خذ مكانه من نص ساعة .. والكل كان حاط راسه على وسادته ووالبطانية الثقيلة فوقه ..
الساعة تقريبا كانت 2 ونص بالليل .. والهدوء والظلمة مسيطرة عالمكان ..
ما تسمع غير الأنفاس الساكنة بعد ما انتهت آخر ليلة وبقى يوم أخير..
ما بقى غير ساعات اليوم الأخير وتنتهي هالرحلة بما فيها !
بندر كان على مشارف النوم.. والنعاس مسيطر على كل أعصابه وكلها لحظات ويدخل عالم النوم !
جواله اللي جنب راسه .. أصـدر رنّة سريعة تلاها اضاءة نوّرت بوجهه خلّته يفتح عيونه ثم يكشر نتيجة لتسلّط النور عليه !!
حط اصابعه على عيونه متضايق من النور .. و بيده الثانية مسك الجوال ورفعه وهو متضايق من نغمة الرسالة اللي بهالوقت ! ،
محمد من جهة فتح عيونه هو الثاني نتيجة للرنة اللي وقّظته من نعسته !.. ثم رجع يغمضها عشان ينام من غير لا يصدر أي حركة !..

حط بندر الجوال قدام وجهه وهو راقد..بعين مسكرة وعين مفتحة عشان يشوف الرسالة..
فتحها.. وقراها من مشاعل ..
"تعال برا .. ضروري "

تأفف وهو يسكر الجوال برد فعل طبيعي لأنه مو وقته .. ورماه من اصابعه ويده الثانية للحين على عيونه المنزعجة من النور والنعاس !!
أبعد البطانية عن بطنه برجوله.. وبحركات كسولة !
ثم قام قاعد وهو يحك شعره المنعفس.. وأخيرا قام واقف بهدوء ومشى بين الأجساد النايمة لا يتعكّر بواحد منهم .. فتح مدخل الخيمة والكشرة للحين على وجهه من النوم .. ثم طلع بشويش من غير لا يحسّ بـ محمد اللي رفع راسه عن الوسادة شوي وهو مستغرب من قومته المفاجئة ،

طلع بندر بعد ما لبس جزمته ..ومشى شوي لكن ما عرف وين تنتظره !
رفع جواله وبعيون مكشّره دق رقمها .. لكنّها ما ردّت عليه ..!

وصله رنّة رسالة بعدها مباشرة..
قراها... " تعال عند الشجرة ورا مخيّمنا "

هزّ راسه بملل وهو يقفّل الجوال ويدسّه بجيبه.. غيّر مساره واتجّه للشجرة اللي ورا المخيم وهو ما يدري بالضبط وش تبي مشاعل منه بنص الليل والعالم نايمة !!
حكّ خده وهي يسحّب رجوله من وقتها غلط ! ،
،

كانت واقفه هناك من غير حيلة وجوال مشاعل بيدها يرتعش !
متوترة ومررتبكة جداً من اللحظة الجاية ..
من كلامها اللي للحين ما قدرت تصفصفه في مخّها !
من أفكارها المتطايرة.. والغير مرتبة ..
من انعدام التوازن اللي تعيشه على الجانب العاطفي والنفسي ..والجسدي !
من شخصية بندر اللي رافض يحكي معها !

طول الساعات اللي فاتت ومن صار اللي صار مع محمد وجرحه الأليم.. دخلت عالم من التشتت المتزايد والجرح اللي ينزف داخلها من غير توقّف.. والبكى الصامت اللي مو راضي يرحمها وياخذ نقطة توقّف لعلها تكفف جراحها وتقدر تستعيد توازنها المفقود !
ما درت وش تسوي .. وما قدرت تنام
جافتها الراحة .. ومرضها ونفسيّتها تلاعبوا فيها بما فيه الكفاية
ما تقدر تنام وهي ما تفاهمت معه .. وما تدري ليش هو صار كذا بالنسبة لها !
وليش هي مهتمّه عليه أكثر..؟

كانت تناظر الجوال بحزن مستديم ووجهها كئيب من الحال اللي وصلته ومن اللي صار اليوم بكل ما فيه !.. رفعت راسها يوم شافت طيفه يقرب خلال الظلام واللي ما ينوّره الا قمر يشع بين السحاب المتناثر ..
ارتجفت يدها من أدركت من مشيته المعتدلة وخطواته المتقاربة ببطئ إن هذا.... بندر !
ثم نزّلت الجوال لجيبها وهي تعدّل وقفتها باستعداد للمواجهه اللي ما جهّزت لها أي كلام مصفصف..ولا قدرت !

اقترب من غير لا يدري إن الطيف اللي واقف هي سحر ومو مشاعل اخته !
قال وهو يقرب من غير لا يركّز بالملامح..وهو يحك شعره بنعاس : مشاعل مب وقتك وقسم بالله !
بلعت ريقها وقالت من غير لا تحس : ...أنا سحر !
لاحظت إنه وقف من سمع الصوت.. ونزّل يده عن شعره وخطواته اللي كانت ناويه تقرب أكثر.. وقفت بمكانها..!
سكت وهو يمحي تكشيرة النعاس ..ويستبدلها بنظرة تركيز وتفحّص لملامحها !
رمش كذا مرة بتقطيبة بين حواجبه يوم استوعب ان الرسالة منها .. ومو من مشاعل !!

قال بنبرة مبحوحة بسبّة النعاس اللي كان فيه : تدرين الساعة كم ؟؟
ابتسمت تبي تهدّي من العواصف داخلها .. وقالت بنبرة مبحوحة أكثر منه من المرض : ما تركت لي طريقة غير كذا يا بندر ..
فرك قمة أنفه وهو يغمض عيونه .. ثم فتحها وناظرها : قلتي تبين شي ضروري .. ؟؟
قالت وهي تراقب ملامحه اللي ما تقدر تستشفي منها شي.. سوى هدووء نبرته اللي كانت أكثر من اللازم : ايييه.. شي ...مهم... بالنسبة لي !

سكت وهو يدخّل يديه بجيوب بنطلونه ويركّز فيها وبوقفتها من خلال الظلام اللي ما كان حاجب كل الرؤية عنه.. كان يقدر يشوفها ويلمح بعض الاشياء بوجهها لكن مو بذاك الوضوح..!
بهاللحظة كان يبي يشوف لأي حد وصلت له عقب اللي صار مع محمد آخر عهده فيها.. يوم تركتهم تبكي ..ويدرك من جوا قلبه وش قد بكت طول هالساعات من غير الحاجة إنه يشوفها بعينه !
قال بابتسامة جانبية غريبة يوم شافها ساااكنه وكأنها ما مرّت باللي مرّت فيه قدامه : وش المهم بيني وبينك ؟..بالله يا سحر ؟!
تألمت من نبرته اللي فيها شي من السخرية .. وحافظت على باقي القوة اللي متعلّق فيها قلبها
وقالت بنبرة ضعيفة : إذا نسيت اللي صار اليوم أذكرك..
قال وهو يقرب خطوة ليقدر يلاحظها أكثر..وبنفس الهدووء الغريب بصوته : ما يحتاج تذكريني .. بس ما أظن اللي صار يهمك.. أنا قلت اللي قلته عشان أريّح نفسي لا أكثر ولا أقل.. ومو محتري منّك ردة فعل ،!
قالت ببحـة واضحة ..وهي تحافظ على ثباتها ولا تدري لمتى بتصمد : متخيّل اسمع منك كل ذاك الكلام ثم مـا تتوقع مني ردة فعل ..ليه يا بندر؟ تحسب اللي قلته سهل وما أثّر فيني !؟

حس برجفة صوتها اللي تحاول تسيطر عليها ..وقال وأعصابه بدت تنشدّ : وتحسبين إنّ اللي قلته كنت أبي أقوله ! .. انتي اللي جبرتيني عليه ونصيحة يا سحر ترى اللي قلته فيض من غيض لا تخليني أكمّل كل اللي عندي عقب ما نسيته هالساعات !
رجف صوتها أكثر ووضح عليه نغمة الدموع اللي ما قدرت تسيطر عليها : ومتوقع اللي قلته لي شي ينتسى كذا.. (سالت دموعها اللي صارت خارج السيطرة ) تحسب ان اللي قلته بيكون أخفّ علي من اللي بتقوله الحين .. تدري إني صرت أحس بالذنب ولا أدري ليش أحسّه وأنا بريئة من كل كلامك !
ابتسم بسخرية ممزوجة بمرارة : طبيعي تحسين بالذنب .. تدرين ليه ؟؟.. لأن حياتي الغريبة وطريقة عيشتي ترى لها اسباب .. ما فكرتي فيها ؟؟.. ليش أنا تارك البيت وأهلي .. ليش مختار لي حياة غريبة بعيد عن الناس .. ما فكرتي فيها مرة وأنا اللي أعرفك ذكية ؟؟ .. أنا أقولك ليش.. لأن بندر ما كان يبي يشوفك ويقابلك دايما وهو عارف عن زياراتك اليومية.. عارف انك تحبين أخوه.. وعارف إنك تفضّلينه عليه.. عرفتي ليه أنا غريب أطوار وعايش بعيد عن العالم والناس.. وخصوصا عنك إنتي وعن محمد !!!
شهقت بدموعها لجزء من الثانية .. وكتمتها ما تبيها توصل لمسمعه .. بلعت الشهقة قبل لا تطلع ومن جديد رفعت راسها له وهي مو مستوعبة اللي يقوله واحساس الذنب اللي كانت تبي تنهيـه.. لقت إنه يتفاقم ألحين ..!
قالت ببكي يخترق الحروف : والله ما كنت أدري !
ضحك بمرارة : صعب أصدق يا سحر صعب ولا تلوميني !
زاد بكاها وهي تناظر وجهه العذب مليان مراارة : والله العظيم !

عطاها ظهره مو قادر يستمر معها بالحكي أكثر.. ما يبي يزيدها عليها عقب اللي صار اليوم مع محمد.. ولا يبي يغمس عمره من جديد بمشاعر سلبية تجاوزها الساعات اللي طافت !
قالت بنفس العبرات يوم حسّت إنه بيتركها وهي توّها ما انتهت : مو مصدقني ؟؟
حكّ شعره من ورا من غير لا يناظرها : مسألة إني أصدقك أو لا أعتقد خلاص ما رح يغيّر من الأمر شي.. أنا نسيت اللي صار من قلت ذاك الكلام ..والأفضل تنسينه بعد !
بألم ودموع : شلون تنساه وتخليني أنا اللي أعاااني !!..لا ما أقدر أنساه أبي أفهم
رجع يطالعها .. وهي تناظره بصموود عجيب ..من غير لا يدري عن المشاعر اللي صاير يثيرها داخلها بطريقة غريبة..هي مصدومة منها !
قال بهدوء : سحر !
ما قالت شي غير إنها تتأمل وجهه العذب وهي تقاوم الألم والدموع.. وملامحه المريرة رغم هداوتها وسيطرته على نفسه !
قال وهو يبتسم بمرارة : لا تخليني أكمّل الله يخليك..لا تخليني أعيش اللي عشته من أول وجديد!!
غصّت بالعبرة اللي بحلقها .. واللي تحاول ترجّعها لداخل صدرها لا تظهر !!
نبرته كانت تجرح.. تخلق تأنيب الضمير داخلها..رغم إنه متألم !
قالت ويدها ترتجف والضياع انفرض عليها : و...وش...تبيني أسوّي؟!

سؤالها خلّاه يضحك .. ضحكة غريبة ما فهمتها.. ضحكة مع نفسه فيها من السخرية ذاتها والمرارة !
ناظرها بعد ثواني عقب ما هدت ضحكته والابتسامة الجانبية المريرة على وجهه...
ثم قال : لا تسوّين شي..!... قلت لك أنا ما انتظر منك ردّة فعل !

واستدار بيمشي.. لكن شي استوقفه وهو يغمض عيونه من الفكرة اللي مرّت على خاطره..!
كانت تناظر الفراغ ودموعها متعلّقه بخدها مو قادره تاخذ موقف.. الذنب ما يرحم أبد ما يرحممم !
قال وهو يلف..ويناظرها بطرف عينه وهي هااادية ظاهرياً : ...انسـي محمد !
رفعت عينها المحمّرة ووجهها كنّه مصفوق .. من كلمته أساساً !
وثانياً.. إنّه ما كان ناقصها إلا إنّه يذكّرها فيه هاللحظة.. وهي ناسيتـه طالما إن بندر قدامها ولا تدري ليـه !
لاحظ سكوتها .. وقال وهو يغلّف صوته بالجمود : انسيه قبـل بكرة ! .. آخر نصايحي لك !
قالها.. واستدار ماشي .. بنفس خطواته الهادية !
ما قدرت ترد .. ما قدرت تخلق حروف.. توّها ما انتهت من بندر !
توّها ما أصلحت اللي تحسّه فسد بينهم !
تقدمت خطوتين سراع وقالت بأعلى ما تملك من حرّ ما في جوفها : ما انتهينا يا بندر لا تفكّر إن بخلّيك ولا بنسى اللي قلته.. ( خنقتها العبرة من جديد وجلست عالأرض مهدودة الحيل وهي تتنفس بصعوبة من الخنقة والعبرات اللي تجرّ عبرات )

سمع كلامها وهو يمشي.. وكمّل طريقه والمرارة تزيد على ملامحه والموقف كله أثّر فيه..
وين النهاية !!
سحر جرّته من جديد لوسط المعمعة بعد ما حسّ إنه تملّص منها الساعات اللي طافت !
كلامها يعوّر.. وصوتها يعوّر.. واصرارها هالمرة يعوّر !!

وهو يمشي وصل احساس المرارة لأعلى حدّ ..ومن غير شعور حط يده على أعلى جبهته..وشدّ أطراف شعره من قدام بوضعية صراع من أول وجديد..وأسنانه تفرك ببعض من حرقة تملا جوفه !


وصل لمخيّمهم ويده على شعره بنفس المرارة والشعور الكريه ولا يدري شلون ينهيها مع سحر !!
وبلحظة غريبة... تصنّم مكانه يوم شاف اللي ما توقّعه ..بهالوقت بالذات !
تجمّد مكانه يوم شاف إن محمد أخوه.. واقف هناك لوحده.. وملامح الصدمة الهائلة تملا كل تقاسيم وجهه.. وروحه..وهيئته الساكتة بذاك الوقت !!
بردّة فعل منصدمة من بندر ..
نزّل يده عن شعره وهي ما يحسّ بعمره ..ونظراته متسلطّه على محمد اللي كان ساكت وشفاته منفرجه ونظراته على بندر ولا غيره !
محمد ما كان مصدوم وبس !
كان مبهووت.. مصعوق وكن صاعقة نزلت عليه وحرقته.. !!
يحدّق في بندر اللي واقف قدامه.. وهذا أقصى حيلته !
النظرات كانت وسيلة التواصل الوحيدة !
فقد قدرته عالحكي لـ دقايق .. وبندر بالمثل !
لكن بندر تغلّب على صدمته بعد دقيقة من سكون وتبادل النظرات ،، عكس محمد اللي كان غرقان بصدمته.. ولوعته..!!

تحرّك بندر وهو يبتسم بلووعة يوم أدرك إن محمد شهد على كل شي بعيونه : وش ..مصحّيك؟!
ما رد محمد اللي كان يطالع الفراغ بنفس مكان بندر .. اللي تحرك ومشى ناحيته ..ونظرات محمد جامدة وفارغة !
بندر بلووعة : محمد !
ما رد عليه وعيونه بنفس نقطة الفراغ.. كان فاصل ادراكه بهاللحظة وبندر أول مرة يشوف محمد بنفس ملامح الصدمة والشرود الفضيع هذا !
بندر ما تحمّل الوضع ذا وفضّل يهرب من قدامه ولا يفتح نقاش على وشك ينفتح !
تحرك من جنب محمد يبي يتركه مدامه شاف اللي شافه وانتهى الموضوع.. لكن روّعه مسكة حديدية لذراعه قبل يتجاوزه !
التفت بندر والمرارة تنضح بعيونه .. وسكت !
قال محمد وعيونه لازالت بالفراغ..ويده ماسكه ذراع بندر..وصوته يرجف : ه..هذا... اللي.. مخبّيه عليّ يا بندر !
أزاح بندر عيونه عن محمد ..بألم ولوعة !
يكفي اللي جاه يكفي !!

قال محمد بنفس الرجفة : ه..هذا اللي ..موجعك.. طول هالأيام !
سكت بندر.. ودموعه تفيض بعيونه.. مو قادر يسيطر عليها هالمرة !! مو قادر ينكر.. ومو قادر يحافظ على قناعه !!
قال محمد ودموعه هو الثاني تلمع ولأول مرة يحس فيها حارّة تلهب عيونه : ت..تارك حياتك.. ع..عشاني يا بندر ؟؟
بكى بندر وهو يلف وجهه للجهة الثانية وذراعه بقبضة محمد للحين .. من غير صوت لدموعه !!
محمد وصوته الواااطي يتهدّج : ...ج..اوبني... هذا اللي كان قالبك عليّ يا بندر طول هالأيام !!!!

زادت خنقة الدموع بعيون بندر..وغصةّ البكي بحلقه وهو يدرك إن صدمة محمد كبيرة !!
قال بصوت مختنق عبرات..كله رجا : محمد خلاص !
محمد بصوت متهدّج وهو يلف وجهه لـ بندر أخيرا : أي خلاص ؟!!.. معق..ول ..هذا اللي مـا كنت..ماخذ بالي منّه !!؟؟
سكت بندر وعبراته مستقرّه بوجهه .. ما يبي يبكي الحين لكن ما قدر.. البكي خذ مكانه بصدره المخنوق ووجهه اللي كشف عن كل آلامه !!

فلت محمد ذراع بندر.. وحط يده على جبينه بوضعية ألم وصراع !
ودموع اللوعة خذت مجراها على وجهه..
قال بندر وهو يناظر محمد الساكت والموجوع : محمد خلاص مب شي مهم !
رفع محمد راسه ..وبنظرة متألمة غرقانة وجّهها لـ بندر ..قال : ليه اكتشف كذا ؟!.. ليه ما قلت من البداية يوم ترجّيتك تقول !!
بندر بلوعة وهو يغالب عبراته : كانت..عندك ..مشاكلك.. !
محمد بابتسامة لووعة..ومررااارة لا تحتمل : ه..هذا..سبب عيشتك ..الغريبة بالمزرعة أجل ؟!!.. (ضحك ملتااع والعبرات بوجهه ) .. هذي سالفتك أجل!!.. كذا فجأة ألقى نفسي..السبب!!!
بندر ابتسم بنفس اللوعة : مو انت السبب.. انا كذا مرتاح !.. محمد خلاص لا تفكر باللي سمعته !!
قال محمد بمرااارة صعب تحمّلها : شلون ما أفكر فيه !!.. وأنا كنت بموت وأعرف شسالفتك..الحين تبيني أنساه !!.. ليتك قلت لي..ليتك قلت لي كنت مستعد أنا اللي أتنحّى ولا تاخذ ذيك العيشة الغريبة حياتك ..
سكت بندر وكره الموضوع كلّه .. وكره الظروف اللي خلتهم يوصلون لمثل هالموقف اللي لا يُطاق !!
قال بلهجة قاطعة وهو يمسح دمعه بكفّه ومو قادره يعيش الموقف أكثر : أنا داخل أنام مافيني حيل هالنقاش أكثر.. تجاهله يا محمد تجاهله.. لأن لا أنا ولا أنت فيه حيل ممكن يتحمّل هالموضوع زود ..تصبح على خير !
وتحرك وهو يلملم لوعته ..ومن الموقف اللي كان صادم لهم الاثنين .. بندر ما توقّع يواجه محمد بهاللحظة بالذات.. ولا محمد اللي تبع بندر لـ برا من غير لا يدري عن الصدمة المؤلمة اللي بتواجهه !!

جلس محمد برا يداري أوجاعه .. وصدماته اللي انهالت عليه اليوم ..!
ما كفاه أبو راهي اللي سلبه حرية الاختيار بحياته..!! ،
ما كفاه جرحه لـ حبيبته اللي ما يدري فيها حيل تصبر بعد على خبر بكرة !!
ثم الحين... كمّل عليه حقيقة بندر اللي كان يداريها عنّه لفترة طويلة !!
جلس عالأرض مافيه عصب يتحمّل الوقوووف !
جلس ودموعه تفيض بصمت من كل شي تجمّع عليه بهاليوم !!!
كذا يا بندر.. تخلّيني أكتشف بهاليوم !!
:
/

ما قدرت سحر ترجع للخيمة... الألم فااايض فيها ..
ما انتهت لسا من بندر... ما انتهت توّها... !!
ليه تحس برغبة بالاعتذار ..
رغم إن مالها ذنب ... لكن ما تدري ليش تحس بالتأنيب يقتل كل خلاياها !!
فيها رغبة تتوحّد بنفسها ..فيه رغبة بالبكي ما نضبت !

مشت ناحية سيارة خالد اللي ضمّت دموعها اليوم.. السيارة اللي احتوتها هي وجرحها !!
لكن لقتها مقفّله هالمرة !!
وقته تحرمني من هالسيارة يا خالد !!
ما تدري وش تسوي .. الخيمة ما تقدر ترجع لها تحس إنها بتختنق ..
كلام بندر يخنقها !!
ما لقت نفسها إلا تمشي للسيارة اللي جنب سيارة خالد ..
سيارة وليد .. اللي رحمت ضعفها ولقت أقفالها مفتوحة !
فتحتها وهي تعبااانة حيل .. كل اللي تبيه تلقى المكان اللي يلملم جراحها ..لعلها تقدر تكففها وتعالجها بعيد عن الناس !
لعلها تقدر تجمع النوم بهالمكان..
حطت راسها على المرتبة الخلفية وهي تغالب غصّات وعبرات.. وآلام جسدية !
كل اللي تبيه ..
إنها تناااام..
تناااام
وتصحي باكر.. كل هالأوجاع... مختفيــه !!


يتبــع..

قريبا نلتقي ..
مع آخـر لحظات رحلتهم المؤلمة !


بانتظاركم


♫ معزوفة حنين ♫ 27-02-11 02:41 PM




قرآءه ممتعــة للجميع :flowers2: ..



فيوناا 27-02-11 02:48 PM

تسلم يداج
ولا تتأخري علينا كثير
ثااااانكس

ألوان 27-02-11 04:47 PM

خلاص ببكي على ماكنت مستثقله محمد على ما قلبي عوووورني عليه



الي مر فيه مو سهل ابدا





ننتظر البارت الجاي على احر من الجمره


يعطيك العافيه خيتو


الوان

nona-zidan 27-02-11 08:38 PM

تسلم ايدك :friends:

حرير وردي 28-02-11 06:53 AM

يعطيك العافيه حبيبتي
بارت راااائع
في انتظارك

مخملية الورد 03-03-11 04:08 PM

ماعندكم خبر متى بتنزل عيون القمر البارتي ...!!!


ارجو الافادهـ ..

ابتسم يا قلب 05-03-11 01:23 PM

مساء الخير.

رواية رائعه ونتظر التتمه

بفارق الصبر

تبين الصراحه ماعندي صبر

الله يسلم قلبك

ابتسم

♫ معزوفة حنين ♫ 05-03-11 04:02 PM


الجـــزء 26
الفصل الثاني
-------------------------


أشرقت شمس يومهم الخامـس والأخير.. من رحلتهم اللي حملت كثير من اللحظات والتفاصيل ،!
طلع تركي من الخيمة وهو يتمغّط بقووة والكشرة على وجهه من النوم .. ثم نفض راسه يطيّر ذرات النوم الأخيرة وهو يحاول يفتح عيونه المتكاسلة ..
مشى لناحية الجلسة وهو يلبس جكيته اللي كان بيده من غير لا يعدّل الياقة اللي كانت منعفسة وماله خلقها.. كل اللي يبيه قهوة تعدّل مزااجه !!
كان أول من صحى من الشباب .. وقابل ابو خالد توّه يجلس مع ابو محمد اللي حطّ الدلة على النار عشان قهوة الصبحية الخاصة فيهم !
قال بكسـل يوم وصل : صباح الخير !
ابتسم ابو محمد ومعه ابو خالد : صباح النور.. اقدع تقهوى يا وليد !
تلفّت تركي وهو يجلس : وينه عمي ابو راهي اجل ؟
ابو خالد : توّه صحى دقايق ويجي... عسى استانست يا وليد عقب هالكم يوم ؟ أذكر إنّك قلت لي إنها أول مرة لك تطلع مثل هالطلعة في البر ولخمس أيام ؟؟
ابتسم بكسل وكذب كالعادة : ايه أول مرة بحياتي..عمي وعياله مافيهم حيل تدري انت عمي مريض ولا فيه شدّة.. تبي الصدق وش زينها يا عمي الجمعة معكم ونيسة وقريبة للقلب !
ابو خالد : ان شاء الله نكررها السنة الجاية وانت معنا !
تركي ( يصير خير ) : ... أكيد ! (وابتسم )

جا أبو محمد وهو شايل الدلة اللي كانت فايحة .. وقال : الا اليوم وشو ؟؟ راسي داير من طلعنا من الرياض ؟؟
قال تركي : اليوم الأحد يا عمي
ابو محمد : ايه ما عاد الا الخير .. لولا الدوامات والبنات اللي وراهم جامعات كان جلسنا بعد زود يومين !
ضحك ابو خالد : مب هم لحالهم حتى احنا ورانا اشغال.. خمس ايام كلها بركة

صبوا القهوة بفناجيل .. وتوّه تركي بيشرب فنجانه لأنه مصدددع وهو عادةً تجيه حالات يقوم من النوم ونفسيته بخشمه ..ويحتاج شي يمخمخ عليه زي القهوة..رن جواله بجيب جكيته ..
نزّل الفنجال باستغراب لأن توّها الساعة 6 ونص الصبح .. وشاف الشاشة ..ليلقى إن "البيت" يتصّل عليه..
قام واقف وهو يحطّه سايلنت .. وترك ابو خالد وابو محمد اللي خذتهم سوالف الصبحيات مع جلسة القهوة والرطب !

مشى بعيد وهو يفتح الخط : هلا !
جاه صوتهـا يعاااتب..
"هذا النصاب اللي بيكلّمني ؟؟؟؟"
ضحك من نغمتها الطفولية الطبيعية : وش جايبك الحين ؟..المفروض انتي راكبه الباص ومصطفله عالمدرسة ! ..(وهو يناظر ساعة يده ويمشي )
قالت : توّني مخلصه فطوري.. والباص تأخّر ..قلت أدق عليك أستغلّ دقايق الانتظار أشوف ليش ساحب علي !!
قال : ما سحبت عليك.. وبعدين انا قلت لك اني برا الرياض لـ شغل !
جنى : ومتى بترجع ؟؟ لي فترة ما شفتك من طلعت من البيت !
ابتسم بحنيـة : برجع اليوم ان شاء الله ..
قالت بلهفـة : بترجع للبيت يعني؟؟
( ضااق صدره ) : لا ما رح أرجع .. قلت لك إني مشغول هالفترة ولا أدري متى أخلص..

وصل لـ سيارتـه .. ونقل الجوال لإذنه الثانية وهو يفتح الباب ..
ثم ركب وهو يقول : ما جا الباص ؟؟؟
قالت بحنق : تبي الفككة أدري ..لا ما جا.. وان شاء الله يطوّف البيت ولا يجي !
ضحك وهو يريّح ظهره عالمقعد : أفا ! .. ليش الكتكوت زعلان ؟؟
جنى بملل : في خاطري أغيب طفشت من هالعيشة.. ماما دايم عند بابا.. وإنت برا.. وانا منطقّه بين أربع جدران ما اعرف غير المدرسة .. وان بغيت أطلع قالت امي إنها ما تقدر لأن ابوي ما يقدر.. وش ذا تركي والله طفشت حتى حفلة بنات المدرسة ما اقدر اروح لها من غير ماما !
ابتسم بنعومة : لا تلومين ماما يا كتكوت.. تدرين ان بابا تعبان ولازم احد عنده دايم..
قالت بحززن : أدري تركي... بس دايم أقول يـ ليت لو بابا يقدر يجيني المدرسة مثل باقي البنات... محد يجي ياخذني إنت مو فاضي وبابا تعبان مالي إلا باص المدرسة المعفن !
سكت بابتسامة ناعمة.. وهو يسمع .. ببساطة ما يقدر يعلّق بشي.. وكل اللي يقدر عليه يسمعها وهي تفرّغ ببراءة !
قالت بحنق : اوففف والله متى أكبـر ... (سكتت يوم سمعت بوري الباص ..ثم قالت بسرعة ) .. اسماعليوووه جـا ما ضيّع البيت الله ياخذه !
ضحك من قلب : هههههههههههههههههه سلّمي لي عليه..
جنى : تبيها من الله أنت.. مع السلامة بروح للشقى اوففف
قال بنعومة : تدرين إني أحبك يـ كتكوت.. أكثر من أي شي بهالدنيا !
جنى : واضح مررة .. تحب الغيبة انت.. ما كفاك كندا 8 سنين !
( ابتسـم ) : 7 مو ثمان !
قالت بسرعـة : فرقت يعني .. يلله باي اسماعيلووه مسلتج !
سكرت بسرعة وهي مستعجلة..
ونزّل الجوال وابتسامة عفوية على شفاته..
تألّمه برائتها وإنّها ما تدري عن الدنيا.. ولا تدري ليش حياتها وحياة أبوها كذا !!
كانت علامات الاسترخاء على وجهه من هالمكالمة السريعة.. لف للباب بيفتحه عشان ينزل لكن الصوت الغريب اللي اخترق سكونه خلّاه يرتد للكرسي باستغراب .. ثم التفت براسه للمرتبـة الخلفية وهو مو متوقع شي !
طاحت عينه على دُميـة بريئة محتلّة السيت الخلفي وناااايمة !!.. ارتدّ مكانه وهو يناظر قداام وحواجبه طايره فوق وعيونه ترمش باستغرااب كبير !!
يتخيّـل؟؟؟!

تحّركت متضايقة من جديد وصوت همهمة يطلع منها وعرف إن اللي سمعه صوتها !
التفت عليها من جديد وهو منصدم من وجودها ..وعشان يتأكد بـ عيونه !! .. ركّز بحدقة عيونه على وجهها المسترسل بالنووم العميييق ولا كنّها ماخذه مكان غلط عشان تنام !!
من متى وهي هنا ؟؟؟
هاااااااه ؟؟؟؟

ما تحرّك.. ولا نطق بحرف ،
كل اللي يسويه.. يطالعها لـ ثواني والأفكار توديه وتجيبه وماهو مستوعب إنّها حقيقي قدامه.. وماخذه سيارته غرفة نوم !!!
تحرّكت لـ ثالث مرة وكأنها منزعجـة من شي.. وفي بدايات استيقاظها لأن تركي يبدو إنّه أزعجها بصوته !
رجع يطالع قدامه وهو يرمش باستمرار من الموقف ووجودها المفاجئ هنا !..... كل هذا يهون.. المشكلة إنه كلّم أخته بأريحية وهي وراه !!
وش جابها اساسا بسيارته؟؟؟؟..
هذي لازالت تستهبل معه ومو راضيه تبطّل حركاتها الغريبة !!!
جلس بالكرسي زي الصنم.. ما عاد ناظرها .. وما نزل من السيارة ..
عرف إنّها بتصحى ..وشكلها على وشك !
فـ قرر ينتظر ،!

بعد لحظة ،
سمعها تتأوه وأنفاسها متثاقلة ..رفع عينه للمراية العلوية يشوف وش فيها ..
لقاها نايمه على ظهرها وتوها تحط يدها على راسها من الصداع ..وعيونها مفتّحه تناظر سقف السيارة فوقها !!
عقد حواجبه من شكلها الغريب.. وسكت يتأملها !
ما ينكر إنّها دُمية من يومها !.. من عرفها وفيها هالفطرة !
دقّق بنظراته على وجهها اللي ما كان طبيعي أبداً.. وكن البنت بكت لين قالت آمين !
أو ..هي مريضة !!

تحرّكت بتميل بجسمها على جنب عشان تقوم قاعدة... لكن.. من مالت بجسمها ..لا شعوريا طاحت عينها على المراية اللي عاكسه عيونه ،!... تلتها قومتها المفاجئة وهي قاعدة وعيونها المرعوووبة بتطلع من محاجررها !!!
قامت تناظره وهي قاعده مصدومة : و.....و .....وش جابك؟؟ (ببحة)
ابتسم بعذوبة وانعكست على عيونه الجذابة بالمراية .. وقال بنبرة مريحة : ....سيارتي هذي !
فهّت مو مستوعبة .. وناظرت حولها مو مسترجعه لحظات ليلة أمس كاملة .. ثم ناظرته وهو جالس على وضعه وتخاطب عيونه : طيب ليش جالس؟؟؟؟
تركي بذات الهدوء : ما كنت ادري انك نايمه هنا !
حطت يدها على وجهها اللي كان شايل آثر دموع جافة من ليلة أمس ..ولمّت شعرها اللي كانت طايح على وجهها ..ودسّته بسرعة داخل الشال اللي كان مرخي على كتوفها !!
حس بوضعها وإنها مو طبيعية مهما كانت تمثّل الهدوء .. راقبها وهي تعدّل ملابسها وتسكر بلوفرها اللي انفتح من النوم وعقبها الشال اللي كانت تعدّله ويدها ترجف لا إرادي !!
قامت تكحّ وهي تقفّل اخر زر من البلوفر وتتحامل على نفسها..
مسك علبة الموية اللي جنبه.. وبصمت وملامحه غير مقروءة مدّها من فوق كتفه ..
حست جسمها ثقيييل وحاليا مو قادره تتحرك .. منهكككة بكل ما فيها ،، رفعت راسها من حسّت بحركته وانتبهت للعلبة اللي مادّها ..
شكرته من غير لا تاخذها : شكرا...ما أبي !
رفع حاجب وردّ العلبة مكانها من غير لا يصرّ .. وكل هذا وهو جالس مكانه !
ريّحت ظهرها للمسند وراها .. وقالت ببرود وهي تبي تستفرد بنفسها : ليش جالس؟؟
ابتسم يوم فهم نبرتها : لأن وضعك مو طبيعي .. عسى ما شر... مريضة ؟؟؟
حكّت راسها وهي تغمض عيونها : شوي .. أبي اجلس لوحدي..... انزل !
تركي : تبيني انزل واخليك بهالوضع ؟؟
قالت بضييق وهي كاتمه غيض : وليد انزل !
تركي بهدوء : مارح أنزل !
سحر : ما تفهم... انزل ابي اجلس مع نفسي !
تركي : نوب !
سحر : وش تبي جالس ترا السيارة مهب ملكك.. قلت لك ابي اكون لوحدي!
تركي : ممكن اعرف طيب... ليه جالسه هنا؟.. لا تقولين انك نايمه هنا طول الليل ؟!
تنّهدت وسكتت .. ما لها مزاااج حكي وخصوصا معه !
رمت راسها على ورا وهي تغمض عيونها .. ومرّت دقايق وهو معنّد ما حكى.. ولا هي حكت !

قالت فجأة بعد دقايق وكنّها كانت في حـلم ضباااابي : ...إنتْ ...كنت تحكي مع أحد قبل شوي؟!
رفع عينه للمراية باستغراب .. وشافها مغمضه عيونها وسؤالها عـابر ،
عقد حواجبه وقال بحذر : مع احد ؟؟
سحر وهي مغمضه ومصددعـه : كنت أسمع أحد يحكي !
قال بذات الحذر : لا .. انا توني ركبت الحين !
سحر وهي فاقده للتركيز من الصداع والمرض : ...إنت ... متزوج؟؟
فهّى فيها .. ومسك ضحكته لا تتفجّر... وراها قامت ترمي خيط وخيط ..
قال بابتسامة : سؤالك غريب يا آنسة ؟!
قالت وهي تفتح عيونها المكشّرة من الصداع ..ومو عارفه تجمّع اللي سمعته أبد : أنا سمعت أحد يتكلّم.. مع.. وحدة!
قال بذات الابتسامة الهادية : أكيد حلم يا آنسة ...شكلك مريضة أحسن لك تنزلين وتروحين ترتاحين

كانت فاقده للتركيز ولا أصرّت عالسؤال ..
خذت نفس عميييق.. ثم قالت بجموود : ....انزل افتح الباب.. !
استجاب بصمت.. ونزل ودار حول السيارة .. فتح بابها وهو يراقبها بسكووت..
واضح إن ادراكها الكامل مو معها ، وفيها هدّة حييل غريبة !
استندت عالباب بضعف .. وهي تحس الحمّى باقي ساكنه فيها وحاولت تووقف لكن من وطّت رجلها الأرض تعثّرت ما فيها قووة تشيلها ..
ما لقت نفسها إلا وليد متلقّفها بيد وحدة ، واليد الثانية كان ماسك فيها الباب ،
راسها الداير فيها طاح عند صدره ، وذراعه ملتوي من تحت بطنها يمنعها من السقوط ،
هاللمسة أعادت لها الذكرى المرعبة الأخيرة معه... ذكرى الجبل..
ومن بين تعبها الفضييع قالت وهي تحاول تدفّه بعيد : فكككني ...
شال يده بالهوا وهي تحاول توقف بتوازن ..
ناظرته ومن غييير وعـي قالت : وخّر إنت مـو طبيعي !

وراحت تترنّح وهي ماسكه راسها مصدددعه ومهيب في وعيها .. ولو رجعت لوعيها بتنسى إنها قالت هالكلمة !
"مو طبيعـي"
كلمة بتدفّعها الثمن..
بتدفّعها كثييير..
وان كان ما عرفت وليد... فتراها للحين.. ما شافت منه غير أدنى أدنى أساليبه ،! وأسخفها ،
وقّف تركي مكانه وملامحه أبدا مو مقروؤة ..!!
"مو طبيعي"
أكّدت له شكوكه !!
البنت فعلاً .... تملاها الشكوك... ،!
وهالشي اللي قالته من غير وعي فضحها !
وذا.. ما رح يمرره لها ..ابداً !
:
/

رجعت سحر للمخيم وهي ماسكه راسها من الألم والصداع !
وصلت للخيمة وهي كارهه عمرها .. ومن سوء حظها إن بسمة قابلتها عند المدخل بالضبط وهي شايله كرتون فيه بعض عدّة النار بتودّيها للجلسة برا عشان الفطور.. ونفسيّتها رااايقه وهذا الشي منعكس على ابتسامتها !
فرملت سحر لا تصدم فيها وهي مـا تناظرها .. كانت تناظر بمستوى أدني والتجهّم مالي وجهها
بسمة بابتسامة صبااحية مسفهلللة : اووه سحر !.. من وين طلعتي صحينا من دقايق ما كنتي موجودة بفراشك !
تحرّكت سحر وهي تدفّها على جنب عشان توسّع الطريق وهي تقول : مو شغلك يالقلق !
دخلت داخل تدوّر على المسكّن لأن راسها بينفجججر !! ، لحقتها بسمة داخل وهي شايله نفس الكرتوون
وبقههر : وش هالأسلوب هاه !؟ وانا جايه أصبّح عليك
سحر وهي منشغلة تفتح علبة المسكن ما تناظرها : بلاها صباحيتك مو رايقه يا بسمة قسماً بربي
بسمة : وقحة إنتي
سحر ما ناظرتها للحين وهي مشغولة مع المسكن : لا تخليني اغلط تراني حاليا ماعرف أمي من أبوي.. هههه(سخرية) ايه صحيح أخاف تروحين تشكين للبابا من جديد... ( رفعت عينها للمرة الأولى بنظرة ثلجيية مو ستايلها ابدا ) .. انتي مو من مستواي حدّك بيان لأن عقليتكم وحدة !!
شببببت بسمة وقالت بنبرة تحذييير سحر ما ركّزت فيها من اللي تمرّ فيه بهاللحظة : حذّرتك إنك بتندمين ! .. تذكّري هالشي اليوم !
كلت سحر حبّة مسكن ..ثم قالت بهدووء مافيها حيل للنقاش : الله يقويييك
احتقنت بسمة من جديد.. وبنظرة حقد رمتها على سحر اللي ما كانت تطالعها ..وطلعت وهي شايله كرتونها بصمت لكن الغضب مشتععععل داخلها !!
ثواني وحست سحر بدواار وكبدها بدت تقلب .. حطت يدها على فمها وركضت برا عشان تفرّغ اللوعة داخلها !!
راحت بعيد عن الناس وطاحت على الأرض تلهث ودوار راسها مخلّي الدنيا تررقص !
عقب ما انتهت قامت وهي تلهث ..ورجعت أدراجها تبي تجلس بأي مكان لأن الوقوف والمشي يسبب لها دوار !
وصلت للجلسة لقت أمها ومشاعل ومرة عمها .. وأم راهي وبنتها بسمة جالسين يعدّون فطورهم بنفسهم ..
ام خالد : سحر شلونك الحين ماما ؟؟
انهدّت جنبها وهي تلهث : كبدي تقلب وراسي يدووور
ام خالد بعتاب : أمس ما تعشيتي زين وجالسه جايعه.. أكيد بتدوخين !.. افطري زين خذي سمّي..
تحاملت على نفسها وبدت تفطر معهم وهي سااكتة رغم ان بسمة الغريبة رجعت مبسوووطة ومستااانسة وسوالفها مع مشاعل كانت مسيطرة عليها ،!
:
/

بالجهة الثانية من الصحرا ..
في البقعة اللي تجمعهم !

بعد ليلة مختلفة ،!
عمر وشادن كانوا نايمين بالسيارة باستغراااق كبيير.. انعدم فيه شعورهم بالصباح اللي انخلق من دقايق.. مو حاسين بشي والإرهاق ماخذهم ،،
مررت دقايق صامتة مثل سكون الكون من حولهم .. بعدها،
انرسمت عقدة بين حواجب عمر دليل على بدايات استيقاظه .. ثم فتح عينه الحادة بخلقتها ببـطء وهدوء ..وهو يرمش بسرعة من النوم..
فرك عيونه وهو يتنهّد وينقلب على ظهره على الكرسي... لحظات عابرة ،، وتذكّر الحال اللي هـو فيه..!
التفت بسرعة يمينه.. وشاف مـلاكه الساحر نايم بكل هدوء وطمأنيـنة على مقربة منه ما يفصلهم إلا سانتيمترات.. أول شي طاح بصره عليه هي عيونها المطمئنة ورموشها الطويلة المسدولة على خدها الصافي... لا شعوري...ابتسم بنعومة وهو يتفرس بكل تفاصيل وجهها الساحر.. كان قادر يشوف تقاطيع وجهها لأنها نايمة على جنبها ناحيته ،،..
غريبة هالنومة !!
نامت قريبة.. جنبه تماما.. ما يفصلها إلا شوية سنتيمترات !!.. مد أصابعه وهو راقد على جنبه وبدون مقاومة لمس خدها الصافي..من حينها بشرتها مثل بشرة طفل رضيع.. وتبدّلت ملامحه لحنيّة بااالغة كست كل وجهه .. فقدها كثير.. ويشتاق لها كثير ..!!
ويعيش ذكرياتها كثير.. لوحده !!
أمس عقب ما رجع للسيارة شافها نايمة وراسها عالباب طايح.. والجلسة ما كانت مريحة لها ، فعدّل وضعية الكرسي وخلاه بوضعية النوم حتى يكون مريح أكثر ونفس الشي سواه لنفسه...
قام قاعد وهو يفرك رقبته من ورا ..ثم أخذ علبة موية فيها للنص كانت محطوطة جنبه.. فكها وشرب منها شوي..
سكّرها ورمى العلبة باهمال ورا .. وارتدّت عيونه من جديد لوجهها الملائكي الصافي
الاسترخااء كان كاسيها رغم برودة الجو إلا إنها كانت غير متأثرة !
كانت مُغرية حد الصميم .. من يومها مغرية.. وزادت اغراء بهالعمر.. وبعد هالغيبة ..وبعد هالاشتياق اللي لا يُطاق !!
اقترب منها من غير شعور وكأنّه يتمنّى لحظات حلوة أخيرة بينهم !!.. لحظات تسلّيه لما يتركها !!
لحظات له هو... له لوحده !!
ولا يبيها تحسّ فيه ،
سنين ما كانت بهالقرب منه ،
وشهوور وهو يعاني من اتخاذ القرار الأصعب بحياته !!

اقترب من وجهها المسترخي بسلام.. وكادت شفاته تلمس خدها اللي ترددت ثواااني.. قبل ما يسمع رنّة اخترقت لحظاته وخرّبتها عليه !
تراجع بسرعة عنها قبل تصحى .. لكنّها ما صحت ..وعرف إن اللي يرّن الحين جوالها لأنها كانت حاضنه شنطتها لصدرها وهي نايمة عشان تدفّيها أكثر..
مد يده بخفة ..وشال يديها برقة عن الشنطة وعيونه تراقب وجهها الساكن لا ينزعج ... وخذاها ..
طلّع الجوال بهدووء ..وابتسم وهو يرد : هلا...!

جاه صوت بندر سرييييع : ألووووو...
عمر بهدوء عشان ما يصحّيها : هلا بندر ..!
بندر بحنق : ياااا برووووووودك يا شيخ وينك فيه قلقتنا ؟؟؟
عمر : قريب لا تخاف..
بندر : وشادن المجنونة أكيد معك ؟؟
عمر : ايه معي عندك أي مشكلة ؟؟
بندر بحنـق : على كييييييفك هو وين أنتوا ؟؟ وين منقلعين من أمس واحنا نحاول نتصل فيكم ؟؟
عمر : خلاص لا تطوّلها احنا قريبين ساعة بالكثير واحنا عندكم
بندر : وشدون ليش خذتها معك ؟؟
عمر : والله مب أنا اللي خذتها بالغصب..أختك اللي جت معي بالقوة ..
حس إن شادن بدت تتحرك وتنزعج ...خاف لا يزعجها ..
فتح الباب ونزل وهو يسمع بندر يقول عشان يغيضـه : هالبنت مدري وش عاجبها فيييك ما فيك زود..!

ابتسم عمر على خويّه : وش قاهرك إذا أختك تموت فيني..
بندر بغيااض : طيب رجّع أختي سليمة لا يصير فيها شي ، أمي قلقانه عليها من أمس ، وأنا على إني مدري وش السالفة إلا إني كنت متأكد إنها معك..
عمر : قول للوالدة شادن بخير السالفة ومافيها ان احنا طلعنا شوي مع بعض..
بندر بسخرية : شوي؟؟؟؟؟... ليـلة كاملة تقول عنها شوي..!!
عمر ضحك : ههههههههه وش المشكلة أول مرة تصير يعني ؟؟
ثم التفت لداخل السيارة يشوفها عبر النافذة وهي نايمة بعممق واغراء.. وكمّل بهدوء : إنت تعرف هي وش بالنسبة لي !!
تنهّد بندر : إلا أعرف ... يلله ننتظركم الفطور جاهز ومارح يحطونه لما تشرفون..
عمر : ابشـر...
بندر : يلله انقلع الاشارة بتفصل بالموت صدتها !
ابتسم عمر عليه وسكّر... ومن سكّر.. وأدرك إنّهم على وشك الرجعة !
غمض عيونه يستجمع نفسه من جديد.. كانت ليلة خارج التوقعات.. يا عمر؟!.. ولحظات ..تدري إنت إنّك لازم تنساها !!

حس بحركة من وراه.. والتفت بسكووت.. شافها توّها تسكر الباب عقب ما نزلت وهي مكشّره تتلفت يمين وشمال وكنّها تناظر الكون الصباحي من حولها !!
فركت عيونها بكسسل ..ويوم نزّلت يدها طاحت عينها على عمر واقف بعيد والهدووء الغريب على ملامحه !!
ابتسمت من التقت عينها بعينه.. واقتربت وهي تاخذ شهيييق عميق ينشّط خلاياها
وقالت ببحة حلوة : صباح الخيير
قال بهدوء وهو يطالعها : صباح النور ..
قالت وهي تمشي لـ عنده : لا يكون ما نمت؟؟
قال بابتسامة بسيطة : إلا نمت توني صحيت من دقايق

لاحظت إن جوالها اللي المفروض يكون بشنطتها... الحين بيده.. ثم طالعته باستغراب : ....كنت تكلّم أحد؟؟
ناظر الجوال بيده...ثم مدّه لها وهو يقول : بندر اتصل يسأل !
ابتسمت : خلّه معاك لين نرجع... مو تقول جوالك مافيه شحن !
عمر : شكرا ما أحتاجه..جوالي توني حاطه يشحن بالسيارة..
أخذته بصمت وحطته بجيبها.. ثم قالت وهي ترفع راسها : معاك موية أبي أغسل وجهي !؟
هز راسه ايجاب وهو يأشر عالسيارة : بتلقين بالمرتبة الخلفية علبة صغيرة ..
تأمّلته بصمت لـ ثواني قبل تروح وهي تشوف ملامح الهدوء على وجهه ..
ابتسمت لـ نفسها كون ان اللي صار أمس ما كان حلم !!.. كان واقع ولحظات حقيقية .. وملامحه المريحة الحين تأكّد!!
ما كان حلم أجل !!
لاحظ عمر ابتسامتها اللي كان واضح إنها لـ نفسها مب له .. وسكت وهو يشوفها تستدير وتروح تبحث عن العلبة حتى تغسل،

بهاللحظة تذكّر اللي ما سوّاه أمس... وهالذكرى عكّرت مزاجه بعض الشيء..وإذا تعكر المزاج يوضح عليه بسهوولة !
اقترب من شادن اللي كانت منحنيه داخل السيارة تاخذ العلبة..
قال بهدوء : شادن ..
مسكت العلبة ولفّت له بسرعة : لبيه ؟
بسـط كفّه .. وهو يقول : جوالك ؟
ناظرته للحظة فاهية.. ثم انتبهت وهي تعطيه اياه : محتاج تكلّم أحد ؟؟
أخذه وقال : بسوّي مكالمة سريعة وراجع...
ركب السيارة وشغّل المحرك عشان تحمّي .. ثم نزل وهو يقول : انتظريني بالسيارة دقايق شوي وارجع ، وعلى طول بنمشي
ابتسمت بعذوبة دليل موافقتها..

راح بعيد وهو يدق ..ثم التفت ليتأكد إن شادن ما عاندت ولحقت وراه زي أمس.. فكّ الجوال وأخرج الشريحة .. واستبدلها بوحده معاه بجيبه وحافظها في بوكه .. دخّلها وشغّلها .. ثم دق الرقم اللي حافظه وحط الجوال على إذنه..
سمع الخط يرن 7 رنات لين وصله الصوت
: الو ؟
عمر ببرود : عياف.. أنا عمر !
اسفهلّ عياف اللي ما توقّع : وينك يا رجال اتصل فيك امس وطول الليل وجوالك مغلق..
عمر : صارت مشاكل مع جوالي !
عياف : وش هالرقم ذا اللي متصل منه ؟؟؟
عمر : رقم ثاني للحالات الطارئة .. مو شي مهم
عياف : وش صار على عادل؟؟ شيّكت على المكان اللي خبرك ؟؟

ابتسم بسخرية بالغة..وبنبرة يفهمها عياف زين لا طلعت من عُمر : مدري صراحة أقولك أو أخليك أنت اللي تسأله !!
عياف بنبرة جدّية كبييرة : شنو يعني كلامك ذا ؟؟
عمر بابتسامة ساخرة وبرود : كلامي يعني إن عادل وراه مليون بلوى وبلوى !! وان ابو طبيع ما يجوز عن طبعه
عياف : شلون يعني؟؟ أنت شفته ؟؟
عمر بسخرية ولعااانـة : ودي صراحة أخلي في الموضوع أكشن وأخليك تسأله بنفسك وأكون انا برا الموضوع..أدري وقتها ممكن تتذابحون عزّ الطلب !
عياف بدا يعصّب لأن الموضوع مب سهل : مو وقت مزحك..قل بالضبط شنو اللي شفته هناك ؟؟
عمر وهو يرفع حاجب وبروده يزيد ما يخف : ...الواطي اللي انت جايبه يتعامل مع غيرنا.. ومن ورانا ههههه
تحوّلت نبرة عياف .. للحدة الخااافتة : ...شنو؟؟؟؟ ....(زادت حدّته) .... مع منو ؟؟

عمر بابتسامة جانبية ملتوية : عاد هالسؤال أخلّي عادل يجاوب عليه... وياليت تستعد للصدمة من الحين ...أعتقد مهمتي لين هنا وانتهت.. مع السلامة يالزعيم (بسخرية بالغة على آخر كلمة)

سكّر بوجهه وفمه مشدود من صوته اللي كلما له ويكرهه.. يكفيه إنّه سبب كل اللي هو يعانيه!! ، ويكفيه إنّه كان ضحيّة لاستغلاله !!
فك جهاز شادن وطلّع الشريحة.. رجّعها لجيبه ثم أعاد شريحة شادن لمكانها
ركّب الجهاز زي ما كان ..واستدار راجع للسيارة اللي ابتعد عنها عشرات الأمتار !!
:

قبلها بـ دقايق ..
ويوم راح عمر يكلّم ..
فتحت شادن العلبة اللي كان باقي فيها شوي موية.. غسلت يدها ثم صبّت شوي على وجهها ولأن ما فيه موية كافية والمخيّم قريب حسب كلام عمر.. بتنتظر لين ترجع حتى تتوضى وتصلي الفجر ،!
ركبت السيارة في مكانها عشان تنتظر عمر اللي بعد يبيله دقايق على ما يرجع... ولا إرادياً فتحت المراية العلوية حتى تشوف شكلها ..وترتّب عمرها عقب حوسة النوم اللي كانت غريبة.... ببساطة آخر عهدها بالنوم معه بمكان واحد كان عمرها 7 او 6 سنين !!
طلّعت قلم كحل من شنطتها ..وكحلت عيونها المرسومة باتقان.. ثم حطت غلوس وردي يبرز شفاتها بنعومة .. لمت شعرها من جديد بسبب الخصل المتطايرة عقب النوم .. صار شكلها مرّتب وناعم ،
سكّرت المراية العلوية ..ولأن عمر تأخّر بعض الشي لقت نفسها تحوس تتفرج على الأغراض الموجودة.. فتحت الدرج وطاحت عينها على المسدس ..صابتها قشعريرة مرّت بظهرها من ذكرى البارح وأسلوب عمر وقتها ..واللي اختلف مع الساعات..سكّرت الدرج بسرعة ما تبي تشوف المسدس شكله موحش !! ،
طاحت عينها على جوّاله اللي واضح ان بطاريته انشحنت هالدقايق .. وباستغراب لاحظت إنّه فيه اتصال يدق ولكن عمر كان حاط وضعيته على الصامت !! ومحد رح ينتبه اذا ما شاف الشاشة !!
بدون شعور.. مدت يدها وشالت الجوال تشوف المتصل ،.. وقرت عيونها المكتـوب ،!
ومن جديد... رجع لها نفس الألم !!
نفس الوجع الفضيييع اللي تكوّن... يوم سمعت صوته يكلّمها قبل 3 ايام !
ذاك الشعور المخيف..السكاكين!!.. المؤلمة حد الموت..والصدمة اللي نزلت على راسها من غير رحمة !
بنت عمته...
نهــى .. كانت تتصل !!
اسمها يزيّـن الشاشة بوضوووح ما يقبل التكذيب !!

بدت تستوعب وتتأكد إن نهى فعلا بمكالمتها الأخيرة ما كانت تمزح !،
غمضت عينها تمنع الخيالات لا تتكوّن براسها .. ولا شعورياً فتحت عيونها وهي تناظر الجوال بأفكار فااارغة.. ومن غير تفكير راح اصبعها .. لـ زر "رفض الاتصال" ،!
قطعته.. بنظرااات فاااارغة ..
عمر ملكها !!.. ملكها وحدها !!
وكـ خطوة لا شعورية أخرى... لقت نفسها تروح لحافظة الرسائل .. فتحتها وقلبها يررجف رجف مو طبيعي وكأنها بتلقى داخله مليون دليل ودليل على كلام نهى !
وما خاب توقّعها .. لقت عشرات الرسايل باسمها ولا إرادياً غرقت عينها بالدموع وهي تشوف وش قد اسمها محتّل جوال عمر.. ومسيطر على أغلبية الرسائل إن ما كانت 95% منها !!
حطت يدها الفارغة على موضع قلبها من ألم مووجع انخلق .. ويدها اللي شايله الجوال ترجف من شكل حروفها اللي محتلّة معظم رسايله... رسايلها حتى أكثر من رسايل شادن نفسها !!!
فتحت وحدة من الرسايل وهي تتمنى شي يمنعها وما تفتحها .. لكنها انفتحت وقرت ..والوجع يزداد ويتفاقم من غير رحمة
،
" حياتي شريت فستان أحمر مع إني أفضّل الفوشي بس عشانك تحبه "
،
"متى تزورنا اشتقت لك والله "
،
" ههههه اوكي انتظرك حبيبي "
،
" وحشتني تدري! وحشتني ورب الكون"

" عمر أنا زعلانة ، ولا رح أرضى إلا لمّا تجيب لي اللي طلبته منك"
،
"شكرا على الهدية.. أحبك يا عمر وأدري وحشتك ، غيابك وربي مو حلو"
،
ما قدرت تقرى المزيد.. امتلت ألم من حروفها.. واختنقت من رسايلها وجراءة كلماتها معاه ..
سكّرت الجوال ورجّعته للشاحن في نفس مكانه ..وهي تحاول تسيطر على رجفة الألم والوجع اللي سيطرت عليها من غير مقدمات..
شبكت اصابعها سوى وهي تغمض عيونها وتسند راسها على ورا.. لعلها تسيطر على رجفتها وصدمتها اللي ما كانت تبي تصدّقها ،
لازالت تذكر مكالمة نهى الأخيرة ،..تتذكر زين إن نهى قالت .. إن عمر يدري عن مشاعرها والرسايل الطويلة هذي تأكّد..حتى تواريخ الرسايل توضح إنها على فترات متباعدة ومستمرة !!..
أخذت نفس عميق حتى تقضي على وخزات الألم داخلها.. واللي قرأته آلمها جدا
وما أمداها تجمّع أفكارها .. الا سمعت باب السيارة ينفتح.. وعمر يركب جنبها وهو ساكت وكأن هو الثاني فيه اللي مكفيّه !
لفّت تطالع من الشباك بصمت حتى تداري الألم بوجهها ولا يشوفه .. ما تبيه يشوف وجهها بهاللحظة وهي مو قادره تسيطر على شعورها !!
قال وهو يحرّك القير.. ثم يمد لها الجوال : جوالك !
ما تحرّكت كانت تناظر برا وهي متمسكّه بالجموود والهدوووء على هيئتها ..
لاحظ هدوئها .. سكت وحط الجوّال جنبها ..
قالت وهو يحرّك السيارة من غير ما تطالعه : ...جوالك رن يا عمر !

التفت عليها.. ولقاها ما تناظره..عقد حواجبه وبنفس الهدوء أخذ الجوال من الشاحن .. وفتح القائمة الأخيرة وقرى المتصل ..
غريزياً التفت يناظر شادن اللي كانت صادّه ما تطالعه... لثواني معدودة.. ثم نزّل الجوال بصمت وهدووء برد فعل غريب .. ثم حرّك السيارة من غير ما يعلّق !
كانت تتوقع إنه بيقول شي ..أو حتى تعليق يوضّح فيها الصورة.. لكنه ما فعل لا ذا ولا ذاك !
أخيرا حافظت على هدوءها .. والتفتت تناظره وتحديدا ناحية وجهه اللي كان يطالع الطريق بصمت.. ولا عنده نيّة يقول كلمة ؟! ، واضح من ملامحه إنْ مزاجه مو نفس المزاج اللي تركها فيه .. وشكل المكالمة اللي سواها لها التأثير!!
قالت بهدوء : عمر ؟
ما رد عليها ... وحسّت ان الوضع من جديد بدا يتوتر بينهم !
شادن : لا تسفهني !
قال بهدوء وهو يناظر الطريق : تعرفين مزاجي يا شادن.. وتعرفيني متى أكره الكلام
شادن بخنقـة وهي تتمنى توضييح : ما ودك تقول شي؟؟
قال بلا مبالاة صريحة : ما عندي شي حتى اقوله..
سكتت وهي كاتمه خنقتها داخل صدرها !! ،
وطول الطريق كان ساكت ولا مباالي وهي تحترق غيرة من جوّا.. باستطاعتها تسأل من غير تردد.. لكن ولأنها عارفته وفاااهمه أدق تفاصيله..إذا كان بهالمزاج... فمن سابع المستحيلات ياخذ ويعطي بأي موضوع !!
قصرت الشر وقمعت الألم والدموع..ولبست قناع الهدوء الكاذب وهي تراعي نفسيته لأن واضح عليه ان مزاجه يزداد تعكّر مع الثواني ولا تدري وش اللي يحتريهم لما يرجعون !

دلّوا طريق الرجعة بالاعتماد على المعالم الواضحة مثل الجبال والرمال الملونة ولأن منطقة المخيّم كانت مميّزة فممكن تعرفها من بعيد !
تناست كل اللي شافته وكل اللي قرأته بجوّاله وتحاملت على نفسها .. وهي تحس فيه جالس جنبها بجسمه لكن باله شارد مو معاها وما حكى معها حتى كلمة من مشوا !
خافت من تغيّره المفاجئ وانقلاب وضعه من جديد ،،
والاحتمالات صارت تاخذها يمين وشمال... كثير أسرار كثرت بحياته..ولا يبي يفصح عنها ! ، ولا تبي تواجهه الحين إن كان هو ما يبي يواجه !! ، ما تبي تواجهه قبل الزواج لخوفها من ردّة فعله !!
تعرفه عمر.. وتعرف إنّه من النوع اللي اذا حاصرته ممكن ينفجر فيك وينقلب الموضوع كله عليك... يسوّيها ببساطة،
ما يقصّر هو من هالناحية.. انسان شخصيته معقّدة.. معقّدة جداً وصعبة جداً واللي ما يعرفه ويفهم تفاصيله مثل شادن.. راح يضيع معاه ويتووه بمتاهات فاارغة.. لأنه شخص تحكمه نفسيته وظروفه المحيطة ،
قالت وهي تلاحظ ان المخيّم والخيام بدت توضح قدام عيونهم.. بروقاان مصطنع : ... تدري ان احنا بنرجع اليوم؟
همهم كـ رد وبمعنى "ايه"
قالت :... ما اشتقت للرياض يا عمر ؟
قال بهدوء مستتب بنبرته الواطية : ... وش رايك انتي؟
قالت وهي تناظره وهو يطالع الطريق : ... رايي مو مهم ، مو أنا اللي تركتها وخلّيتها لي 4 سنين ،
قال بعد لحظة .. وهو يوصل بالسيارة لأرض المخيّم.. ويصفّها جنب سيارة بندر : ...وصلنا !
قالت وهي تشوفه يسحب المفتاح : ما جاوبتني !
فتح الباب والمفتاح بيده وهو يقول : سؤالك ماله جواب .. انزلي !
انقهرت .. فتحت الباب ووقفت عالأرض وهي تناظره من فوق سقف السيارة : ... فيه شي تغيّر يا عمر؟؟
طالعها بهدوء وبرود عجيب وهو يدخّل مفتاحه بجيبه : ... أسئلتك مالها معنى .. انا ماشي .. وانتي ارجعي الوالدة قلقانة عليك !
تركها وترك جواب السؤال معلّق.. راح ناحية مخيّم الشباب تاركها واقفه جنب السيارة .. والغبنة والألم يتلاعبون داخلها !! ليه تحسّه تغيّر...؟؟,, من شاف مكالمة نهى ؟؟؟
معقول تعني له الكثير... معقول نهى أخذت مكانها بقلبه !!؟؟
معقول هالأربع سنين .. مثل ما ضيّعت برااءته .. ضيّعت حتى مشاعره ؟!!!
رجعت للمخيم والثقل يزداد على كاهلها... تشيل همّه.. تشيل همّه كثير.. وتخاف عليه كثير!!..
وتخاف منّـه كثير وأكثر !!

وهي تمشي حاولت ترسم البسمة لأنها قربت من الجلسة .. ولا تبيهم يحسّون إنها مو طبيعية..
شافت من بعيد مشاعل وبسمة.. لوحدهم جالسين عند جلسة النار ويتسلّون باحتساء شاهي الحطب ..
سلّمت من بعيد وهي تضحك : صصصصباااح الخيرررر..
رفعت مشاعل عينها عن الليبتون اللي بكاسها .. وارتاااعت : يالخااايسسسسسة !!.. وش ذا !!
وصلت وهي تضحك : كيييفكككممم .. وحشتوني يوم كامل ما شفتكم ههههه !!
بسمة بابتسامة حلوة : وينك اشتقنا لك ؟!
شادن باستهبال : رحت في مغامرة جديدة وجيت

قالت مشاعل : روحي لأمي شوفيها تمشي هناك مع مرة عمي وأم بسمة .. ما صدقت حبيبتي بندر يقولها إن عمر رد عالجوال وقال إنكم راجعين بالطريق..
شادن بحنية : حبيبتي امي.. تبالغ يا حبي لها !!
مشاعل وهي تصب شاهي بكاس ثالث : بعذرها والله.. روحي شوفيها وبعدين تعالي مخلّين لك شوي فطور على جنب ..
شادن باستغراب وهي تقلّب عيونها يمين وشمال : طيب...بس وراكم ناقصين ؟؟؟
مشاعل بسخرية : ما تنلامين يوم كامل منحاشة .. الأخبار الجديدة.. إن رهف وأروى مشوا أمس للرياض .. وسحر برضو من أمس طاحت مريضة !!
شادن ارتاااعت : يا ساتر.. كل ذا بيوم واحد.... ( تلفّتت ).. وينها سحر؟؟
مشاعل وهي تأشر عالخيمة : هنااااك ترتااح ..
شادن بابتسامة : خلاص بروح اشوف الماما.. وبعدين بمرّ على سحر ..وبجي افطر مرررة جوعاااااناة !!
تركتهم وراحت تشوف أمها ..
:
×



♫ معزوفة حنين ♫ 05-03-11 04:02 PM

:
الساعة 11 الضحى ،
وقريب بيدخل الظهر ..
قام بندر من جلسة الرجال الكبار عند النار..مو متحمّل يسمع سوالفهم أكثر وخصوصاً إن أبو راهي كان يقود الحوار عن الخطبة والنقاش مفتوح..
تركهم وابتعد وهو متضايق على محمد اللي ما سوّى شي... وش تنتظر يا محمد؟؟ .. الوقت يمشي وابو راهي ماشي بالموضوع !!
لقاه بالجلسة الثانية اللي جنب ملعب الطائرة .. وهو يقلّب بجواله ووجهه مافيه بوادر إنه يبي يروح ويفتح الموضوع مع عمّه !
جلس بندر على المركى قباله وهو ..ساااااكت جداً... من عقب موقف امس... وهذي أول جلسة لهم سوى ، وكنّهم بالبداية كانوا يتجنّبون بعض !
قال بندر بنبرة عااادية.. وكن اللي صار امس ما صار ، لأنه ماله حيل يدخل بهالموضوع الشائك : وش نويت؟
رمى محمد عليه نظرة... اخترقت بندر وعوّرت قلبه..
نظرة ززززعل..
ومو أي زعل !
زعل كبييير كبيييير.. كبر الدنيا..
يفيض بوضوح من عيونه ،
ثم رجع يطالع بجواله بصمت وكأن هالشي هو التسلية الوحيدة بيده ..
بندر بوجع : محمد .. أجّل هالنظرات لبعدين... قوم لـ عمي الحين قوله إنك ما تبيها..

ردّه إنه يلعب بجوّاله وسااكت ما يعلّق.. وبندر يراقبه ، محمد حتى ما يناظر وجهه !!
يدري عن صدمته اللي ما تشافى منها.. ومتأكد إنه حتى ما نام عقب اللي شافه وسمعه البارح بينه وبين سحر !
بندر بخفوت : ... الوقت يمشي ترا.. مو من صالحك..

ما رد عليه وكأن الموضوع مو مهم...
انقهر بندر عليه ..وبلا شعور سحب الجوال منّه وهو يطالعه بقهههر ..
وقال بغبنة : انت ليه ما تقدّر اللي أسويه عشانك... متحمّل وشايل همك وإنت هنا أبرد من الثلج... قوم الحين.. إنت حتى لو كنت عدوّي ما أرضى عليك مثل هالذل وتناسب واحد ما همّه غير نفسه ورغباته !!
تخلّى عن زعله .. وابتسم بمرارة أخيراً.. وقال بخفوووت : .... ما تبيني أتركها لك يا بندر؟؟
ارتاااع بندر.. من انقلابه وشكله المستسلم ..
كمّل محمد وهو يناظر وجهه بابتسامة مستسلمة :.... عقب اللي سمعته أمس... ما عاد أبيها يا بندر !!!
بندر بررجفة : ..ط..لبت منك تنسى اللي سمعته.. انساه يا غبي انساااه... لا ترتبط بأبو راهي بس عشانك سمعت كلامي أمس !
محمد وهو يناظر الطبيعة بعيد عن عيون بندر..بخفووت مسيطر عليه : ..وهي فرقت يعني !
بندر بغبنة : قووووم بلا عبط... سخافتك ذي خلّها !!
غمض محمد عيونه بتعب .. وفرك جبينه ..وبابتسامة أسى ونبرة وجع : ...ما تخيّلت إني بقولها بيوم من الأيام... لكن اكتشفت البارح ولحد هاللحظة ..إنك تستاهلها أكثر مني يا بندر... هي حتى عفوية وطبيعية معاك أكثر من ماهي معي .. واللي سويته أنت عشاني .. أكبر من إني أتحمّله..
لمعت عيونه مع آخر كلمة وهو يصدّ .. والتعب بادي عليه ، واضح إنه من ذيك اللحظة ما ناااام ولا طبّت عيونه غفوة !!
كلام محمد أثّر على بندر كثير..اللي فقد أجوبته... وما بغاها توصل لهالمرحلة أبد ،
قال محمد بنفس الخفوت اللي مسيطر عليه : عتبي الوحيد..انك.. خليتني انصدم كذا وما قلت لي .. (ابتسم بأسى واستسلام) ...تدري اني لو كنت اعرف من قبل ..ما وصلت انا لهالمرحلة ...لو كنت أدري ...طبيعي ما كنت بتعلّق فيها لهالحد وأنا أدري إنك تنافسني .. لحظتها برفض حتى المنافسة وانسحب .. كان تركها بيكون سهل.. لو كنت أدري... ما تعّبت عمري واسترسلت باللي أحسه..كنت بتركها لك بس ليتك ما سكت كل هالفترة
بندر بصوت مخنوق : ... يكفي يا محمد.. ما قلت لك لأن اثنينكم تبون بعض... بالله عليك شلون تبيني أقولك وأدخل عرض وهي تشوفك إنتْ وما تشوفني !
ضحك محمد بأسى... ثم رفع عينه لـ بندر بنبرة واضحة وخافتة : ما حسّيت يا بندر؟؟.. ما حسّيت فيها أمس... غريب إذا ما فهمت ليش كانت تبكي قدامك؟؟
غمّض بندر عيونه..وفتحها وهو يقول بجموود : إنت ما تدري باللي صار بيني وبينها فلا تتوقع أشياء من راسك...
ضحك محمد وضحكته فيها من الألم والوجع.. : ... تراك تهمّها يا بندر!!
ضحك بندر بسخرية وما كلّف على نفسه يصدّق خياله : هههههه... صحيح.. انا أخوها ..مثل خالد بالضبط... هي قالته بلسانها !!
محمد بابتسامة وهو يتذكّر اللي سمعه أمس : .... بغض النظر عني أنا ... إنت تهمّها من زمان.. وما منع وجودي إنها تغليك
بندر : محمد ؟.. تدري أنت مثل ما أدري أنا... إن سحر تموت في ترابك إنت ، من رجَعَت وهي تشوفك لحالك أنت .. أنا أخوها وهالاهتمام ما يتعدى هالحدود !
محمد بابتسامته المستسلمة .. والمتألللمة : صحيح لكن لأول مرة أقولها لك.. انت يا بندر أقرب لها مني.. وما أظن إن مكانتي عندها الحين.. مثل مكانتك !
بندر بعصبية : .. قفّل هالموضوع!
كمّل محمد : تدري ليش أقوله !!.. (ضحك بأسى ورضوخ) ... لأن ما عمرها بكت قدامي مثل ما بكت قدامك امس..هي معاك تختلف وانت عارف هالشي !!
بندر بأللم : كاااافي أنا أبي أنسى هالموضوع وأنساها .. وإنت مصرّ تذكّرني فيه ، قفّله تكفى تراني خذت منه ما اكتفيت !!

محمد بضحكة عابرة والموضوع في باله انتهى... قال يحطّ النقط عالحروف يغالب ألمه : .... سحر لك يا بندر... هي لك ... ولو إني مكانك الحين.. أقوم هاللحظة وأخطبها من عمي !
وقام محمد واقف منهي النقاش بآخر كلمة... وبندر اللي كان قاعد عالمركى رافع راسه يناظره
قال بارتباك : وش بتسوي ؟؟؟
ابتسم محمد باستسلام : ... رايح لأبو راهي... (سخرية).. أخطب بنته !
بندر بحدددة : ما تسوّيها !!!
محمد بلين : ... إلا أسويها وأسوي أبوها... أخوك اللي كان واقف عثرة بطريقك من سنتين... ينسحب الحين ويقولك من قلبه هو آسـف !
بندر وجعه قلبه... وجعه قلبه كثيير وحس إنه بينهار من داخل وهو يراقب محمد يمشي بخطواته الواثقة ذاته.. ناحية مصيره اللي انفرض عليه !!
نزل راسه وهو يحط يديه على جبينه... والوجع ماليـه ،!
حتى لو انتهت كذا !!
ما يقدر يستانس .. أبد ما يقدر... إلا كره عُمره أكثــررر !!!
:
/
بعد الغدا..
دخل عمر الخيمة ولقى خالد وراهي سوى.. لحالهم جالسين متمددين عقب الأكل..
كل واحد بجهة وسوالف رسمية بينهم مافي أي موضوع مهم ،
ابتسم عمر وهو يقرب لـ خالد النعساااان : ... شفيك مكسّل ؟
خالد وهو مغمض عيونه : أحس إني انتهييت مع هالكم يوم.. بندر ما قصّر فيني !!
ضحك عمر وهو يلاحظ من زاوية عينه الحادة راهي اللا مبالي يحط سماعات الأي فون على أذنه .. ورجع يصد عنّه يناظر خالد : .. حلّلك على كيفه .. هههه.. قالي أصلا إنه ناويك لين تعض الأرض قبل ترجع لشغلك الغثيث على قوله !
خالد وهو مغطّي عيونه بالشال وما تظهر غير ابتسامته : المشكلة اني داري عن نواياه بس مسايره ..

نبههم رنين جوال راهي .. خالد ما التفت لأنه أصلا كان راقد ومغطي عيونه.. أما عمر التفت بسكوت يراقبه وهو يطلع من الخيمة بابتسامـة وجواله يرن بيده.. وملامح الجد والتركيز على وجه عمر ،
من اختفى .. رد يناظر خالد اللي غفى : بتنوم ؟
همهم خالد دليل انه مستسلم للكسل ويبي ينام..

تركه وقام واقف.. وطلع بيروح للجلسة برا .. بس طاحت عينه على راهي واقف بعيد ويتكلم باندماج والضحكة شاقه وجهه..
اللي لفته إنه كان يحكي أجنبي . .انجليزي على فرنسي .. فهم من أسلوبه طبيعة المكالمة .. وراقبه ثواني بملامح جامدة ما توحي بأي شي ومحد يدري شاللي يدور براسه الحين ..ثم كسر عينه عنّه وكمّل طريقه بعيد بصمت..
قبل يوصل للجلسة.. شاف وليد مقبل ناحيته ..وقف وهو ساكت لأنه عرف إنه جاي لعنده !
وصل تركي وهو مبتسم : ... هلا عمر ؟
عمر ببرووود :... هلا !
تركي تجاهل النبرة :... شفت بندر ؟
عمر برفعة الحاجب الواحد : بندر ؟.. لا من بعد الغدا ما شفته !
تركي : ... توقعتك معاه عرفت منه إنكم قريبين مرة من بعض !
عمر ببرود لاسع : ... طبيعي وش تتوقع... عايشين انا وياه اخوان وببيت واحد !
تركي أدرك إن برودة عمر تزداد كل مرة يتقابلون... قرر ما عاد يحتك فيه ..لأنه تأكّد الحين وببساطة إنه صعب التعامل ومن الصعوبة بمكان تفهمه أو تعرفه ! ، غامض غموض عجيب !!
ابتسم تركي بعذوبة : .. بروح أدوّره !

قال عمر قبل يتحرك بنفس الثبات والبرود : ... أشوف كاثره جلساتك معه هاليومين !!
تركي بابتسامة : .. حبيب بندر.. حلو المعشر على قولتهم ..
عمر بنظرة ما تنقرى هاااادية جداً : ... بس أنت أول يومين ما كنت حاب تجلس مع أحد... وش اللي غيّرك فجأة ؟؟؟

أجل ملاحظني ؟!
هز تركي كتوفه بابتسامة يبرّر : طبيعي أول يومين ما اخذ عالوضع لأني جديد على هالعايله.. ليه فيها مشكلة؟
هز عمر راسه من غير تعليق.. ثم مشى يكمّل طريقه..
وتركي ما راق له اسلوبه ، لكنّه ما اهتم كثير هالمرة وراح يبحث عن بندر لأن عنده الأهم !

لقاه واقف في ملعب الطائرة يلاعب الكورة برجله .. بصمت واندماج ..
اقترب بابتسامة : إنت هنا ؟؟
ثبّت رجله عالكورة ، ورفع راسه بانتباه : .. هلا وليد !
اقترب تركي وبندر عفوياً ركل الكورة له ، وكنّه يدعوه للعب .. استقبل تركي الكورة برجله ودقدقها على قدمه كذا دقّة وبندر يناظره مبتسم ، وقال : عندك لمسات فنية !
ضحك تركي وهو يركلها بالسما بعيد : مب ذاك الزود على قدّي هههه !
رجعت لبندر واستقبلها على صدره .. ثم نوّمها بالأرض : ... واضح هههه !
تركي : بشرني عنك الحين.. إن شاء الله أحسن ؟!
بندر رفع عينه.. وابتسم بمرارة : ان شاء الله !
تركي : وليش هالمرارة ؟؟؟؟
تنّهد بندر.. وجلس عالكورة وهو يرّيح يديه على ركبه .. ثم قال : مدري يا وليد الموضوع تعقّد.. البارح كان شي أليم.. مو عارف كيف حتى أنهي موضوعي معها !!
ركّز تركي بهالنبرة ... البارح؟؟؟
قال بتركيز : البارح؟؟؟... متى ؟؟؟؟
بندر وهو يفرك شعره وبعفوية : امس قبل الفجر..( تذكّر لحظات الاعتراف بتنهيييدة ).. تدري إني خذت بكلامك من غير ما أحس.. سوّيت اللي انت اقترحته من دون تفكير... واجهتها !!... ما ظنيت أبد بيوم إني بوقف قدامها بذيك الطريقة واقول ذاك الحكي ..

ابتسم تركي وكنّه بدا يفهم هي ليش بذاك الوضع اليوم الصبح...
صحيح تراه هو اللي قال لـ بندر "واجهها".. وبتبدا هي اللي تعاني !!..وشكلها فعلا خذتها هالموجة !!
قال تركي بروقاان : وكيف حسّيت يوم واجهت ؟؟
ضحك بندر : هم وانزاااح... حسّيت إني حطيتها بالصورة عالأقل أكون حطيت النقط عالحروف بالنسبة لي أنا ،
سكت..
بس تركي لاحظ شي شاغل باله ..
وقال بهدوء : وليش منشغل بالك الحين ؟؟
قال بندر بخفوت وهو يلعب بالرمل باصبعه : .. محتار يا وليد والأفكار ماخذتني يمين وشمال... (ابتسم بألم ).. تظل بنت عمي اللي أغليها .. وكلامها البارح بالليل معوّر قلبي !
تركي بلعانه وهو يناظر الطبيعة حوله : ... هي ترجّتك ؟؟
ناظره بندر بهدوء .. ثم قال : .. ما قالتها صريح.. لكنّي حسّيته بصوتها !
تركي تأمّله بسكووت... ثم قال بهدوء : وانت وش رايك الحين ؟؟؟

عند هاللحظة ابتسم بندر ابتسامة مريرة .. ونزّل راسه للرمل من جديد : ... مدري يا وليد..مدري لا تسأل !

حسّ تركي إن بندر في حالة صراع.. صراع مخفي مو واضح على مظهره الخارجي الهادي ، واللي يشوفه يقول انسان مو مهتم صدق !!
قال يحوّل الموضوع لـ منحى آخر : والاستاذ محمد ؟؟
بندر بنبرة واطية وهو يحوس بالرمل وكأن الموضوع جاب له تبلّد : ... محمد اتخّذ قراره !
تركي اللي كان يطالع الطبيعة ، لفّ يناظره باهتمام وتركيز : ... جد ؟
بندر ابتسمت وهو يرسم دوائر : ...ايه قرر يخطبها من جديد وبيعلنها مثل ما يبي ابو راهي ... (تنهّد) .. قلت لك يا وليد الموضوع اتعقّد.. حتى محمد أخذ ردّة فعل ما توقعتها منه.. أبد ما توقعتها.. وتركني أنا أصارع قراري !!
تركي : ردة فعل من ايش؟؟
بندر وهو يرسم ما وقف : ... باختصار أنا ومحمد صرنا كتابين مفتوحين لبعض... انكشف كل شي كنت أداريه
سيطر الاهتمام على وجه تركي... وهو يراقب بسكووت
كان يظن معرفة محمد بحقيقة مشاعر بندر.. رح تأثر عليهم وعلى علاقتهم الشخصية مع بعض...والسبب ذيك البنت !
لـ درجة إنّه اقترح على بندر بوقت سابق إنّه يصارح محمد لعلّ هالنقطة تنعكس عليهم.. وبندر رفض وقتها وفهم نوايا وليد على إنها حسنة !!..
المهم إنّه رفض وتركي ما أصرّ عليه.. لكنه عطاه الاختيارات اللي كان يتوقع إنه ممكن تهزّ هالعلاقة ..

ما علّق تركي على هالموضوع.. واتضح له شي إن علاقة محمد ببندر.. أقوى من إنه هو يهزّها بهالسهولة !!
قال تركي بابتسامة يغيّر الموضوع للمنحى الآخر : .. وبنت عمك ؟؟
رفع بندر راسه وهو ساكت ما ودّه يحكي عن هالموضوع تعب منّه كثييير ..
قال تركي بابتسامته العذبة الخاااادعة : ... ما ودّك تنهيه وترتاح !!
ارتخى وجه بندر .. ورجع يناظر رسوماته.. فهم تركي إنه يعيش صراع من هالناحية ..
قال تركي بهدوء : وش اللي يريّحك يا بندر؟؟
قال بخفوت : ... ما اعرف اتّخذ القرار... محمد اخذ قراره وانتهى ، وبقيت أنا !!
تركي بتركيز : لازم تنهيه بسرعة إن كان تبي ترتاح.. مثل ما سوّى أخوك... التفكير الزايد عن حده مو زين لك.. أنت بديتها ولازم تنهيها .. صح ولا أنا غلطان؟؟
بندر بضيق : وهذا اللي أفكّر فيه..

جا تركي بيقول شي ثاني.. لكن سكت يوم حس بقدووم انسان ثالث !!
التفت عفويا .. واكتشف إن اللي جاي هو .. عُمر... مقبل عليهم ونظراته على وليد .. ثم حوّل نظره لـ بندر اللي كان جالس جلسة اليائس وشارد برسوماته !!
ابتسم تركي من جديد لازم يستميله بأي شكل من الأشكال : ..هلا حيّاك الله..
وصل عمر .. وقال وهو يتأمل بندر وما ناظر تركي ببرود : هلا !
تركي (يا ساتر) : .......!

عمر بهدوء : ... اتركنا يا وليد !
ناظره تركي باستغراب .. وسكت ..
عمر بنظرة من زاوية عينه : .. اتركنا أبي بندر بموضوع بيني وبينه !
تركي فهم رغبته بعدم تواجده بينهم .. هزّ راسه بانصياع وخضوع صاير يتقنه.. وتركهم وعمر صاير ينرففزززه !!

تأكّد عمر إن وليد ذلف عنهم .. واستدار بجسمه ناحية بندر الساكت ... ثم جلس قباله على أطراف أقدامه ..يعني صار بمستواه ..
وقال بنبرة مباشرة : وش سالفتك مع ذا البشري !!!؟
ابتسم بندر ، ورفع راسه لوجهه : وش فيه هالبشري؟؟
عمر بهدوء طبيعته : أبي أفهم.. وش قصتك معه أشوف كاثره سوالفه معك !!
بندر بضحكـة : مو شي مهم... دردشة مع بعض ..

عمر بعيون تضيق : وش يبي منك ؟؟
بندر بابتسامة : ما يبي شي شفيك.. قلت لك دردشة... الولد حبوب واجتماعي كثير ويبي من ياخذ ويعطي معه دام انه جديد علينا..
عمر ما يمـزح : ... ما أظن نسيت كلامي يوم قلت لك بأول يوم لنا.. إنه مو طبيعي !!
رفع بندر حواجبه باستغراب : الرجال مثلي ومثلك .. شفيك قمت توسوس!!
عمر بابتسامة جانبية : وما أظن نسيت يوم قلت لك إني أفهم اللي قدامي من عيونه !
ضحك بندر : لا تشتغل علينا محلل نفسي الله يخليك... تراه ضيف وش تبيني اسوي يجيني وأتفل بوجهه مثلا.. خلّك من أفكارك الغريبة عن الناس يا عمر !
عمر بابتسامة ملتوية جانبية : ما قلت اتفل بوجهه يا طيّب لكن لا تتنازل عن نباهتك ..انتوا حتى مالكم خمس ايام ..و....
قاطعه بندر وهو يتنهّد : عمر ما اقدر اتابع الناس مثل ما انت تسوي انا واحد على طبيعته وأثق إن الطيبين للطيبين.. فلسفتك الغريبة عن الناس وطبايعهم ما أقدر أفهمها .. فـ خل الولد بحاله يرحم والديك.. كلها هاليوم ونفترق وكلن منا بينشغل ويمكن ما اشوفه الا بالسنة حسنة.. تطمّن !
قام عمر واقف وهو يتنهّد : .. عقلك براسك يا بندر... قلت لك اللي أحسّه.. وانت بكيفك !
ابتسم بندر بنعومة : يوه تدري توني اكتشف انك خايف علي هالقد .. ههههه.. الغيبة تسوّي المعجزات ههههههه!
ابتسم عمر للحظة.. لين تحوّلت لضحكة سريعة وهو يشوت الكورة اللي جالس عليها بندر.. والنتيجة اختل توازنه وانقلب بشكل مضحك ..
عصصب بندر : يالحقققييير !!
راح عمر وهو كاتم ضحكه لدرجة انه يمشي وكتوفه تهزّ ،

ما قام بندر من طيحته .. جلس عالرمل بنفس وضعيته وهو يفكّر.. بقراره ،
ما يبي يرجع للرياض اليوم.. إلا وهو منتهي من هالصفحة المتعبة من حياته .. لكنّه متردد!!.. متردد كثير!!
يبي يرجع لحياته الطبيعية وهو فريش ،.. متخلّص من كل الشوائب المُرهقة اللي متعلقة بروحه !!
:
/

بعد ساعة ..
شادن جالسه جنب سحر اللي حالتها كل مالها تسووء .. حرارتها متأرجحة ما بين 39 وَ 40 ..
شادن بعطف : يا حبيبتي .. شفيك طحتي كذا؟؟
سحر بابتسامة وهي حاطه وراها وسادتين .. والذبول بوجهها يزيد : شفتي المجنونة بنت عمك.. متسبحه بالمطر في عزّ الشتا !!
شادن : ايه عشانك مجنوونة... أمس برد مو طبيعي وش هالخبال اللي جا فجأة !
ابتسمت سحر ونزّلت عينها لـ حضنها .. وسكتت ..
شادن : يلله كلها ساعتين ثلاث بنرجع للرياض .. بس انتي ليه ما رحتي المستشفى امس دامك بهالتعب !!
سحر بصووت خااافت : ما بغيت أخرب الرحلة عليكم.. ومابغيت أكتئب وأنا عارفه اني راجعه بكرة !

دق جوال شادن .. ابتسمت وهي تقول لـ بسمة وسحر اللي كانوا جنبها : لحظة بنات هذا محمد أخوي !
تغيّر وجه سحر من اسمه ومن ذكرى سمومه البارح.. اللي مو عارفه لين الحين ليه سمّها فيه.. وليه كاتب عليها تنجرح دايم بأقسى أسلوب وأوجع طريقة !
بسمة تعلّقت عيونها بـ شادن بلهفة تنضح بعيونها .. ولا شعوريا كانت تراقب كلمات شادن كلمة كلمة وحرف حرف وتتخيّل ردوده من الطرف الثاني..
شلون ما تركّز واللي عالخط الحين .. هو الخطيب اللي ما رح تتنازل عنها عشان منافسة مثل سحر !
قامت شادن وهي تقول : اوكي حمودي بجي اعطيك اياه الحين
سكرت ..وطلعت برا... ولحقتها بسمة بسررررعة ..
شادن دخلت خيمة العفش تبحث عن الغرض اللي طلبه منها وبسمة وراها ..
بسمة خاشة عرض : تبين أساعدك ؟
شادن ابتسمت وهي تفتح صندوق : .. ارتاحي العفش كثير بتضيعين بينهم .. ( حصّلته) .. يا حبّهم للرطب الحين توّهم متقهوين قبل الغدا .. لازم بعد قهوة العصر ومحمد يقول ما عندهم رطب خلّص ..
ابتسمت بسمة : .. ابوي ما يتقهوى من غيره ..
ابتسمت شادن وهي تطلع : اكيد عاد سعوديين.. ههههه.. دقيقة بروح لمحمد بعطيه اياه وبجي !
بسمة بسعادة : اوكي.. انا برجع لسحر انتظرك ..
افترقوا .. وراحت شادن ناحية الجهة اللي ينتظر فيها محمد .. وصلت ولقت انه واقف
محمد بهدوء : شكرا ما قصرتي .. تعبتك معي !
شادن بابتسامة : العفو بس لا تعيدها .. طلباتكم ما تخلص انتوا !
محمد لف جسمه بيمشي.. وبابتسامة مُتعبة : توبة يا مدام عمر... (تنهّد.. وقرر يسأل )... سمعت من خالد إن سحر مريضة..سلامتها ؟؟
شادن بعططف : ايه يا عمري... حاشيها برد وفلو مع مطر أمس !
هزّ راسه وما علّق بشي لأن ما عنده شي يقوله ..
ركّزت شادن بملامحه الغريبة : ...محمد ؟
ناظرها وهو ساكت ..
شادن : شفيك ؟.. شكلك كأنك ما نمت بالليل !
محمد ابتسم : .. يعني... إلا أقول .. بتسمعون خبر بعد شوي .. قولي لأمي لا ترتاع هههه !
شادن بفضووول : خبر؟؟.. خبر ايش ؟؟
محمد : ما يصير أقوله قبل يتمّ...أنتوا تحرّوا له بس
شادن : تحمّسني وما تقول !
محمد بحزن غطاه بفرحة مزيّفة : مارح أقول .. يلله طسي تأخرت عليهم بيوريني أبوي شغلي..قهوتهم تعتمد على التمر ولا ما يروقون
ضحكت : ههههههههههه .. ( أنعم ضحكة عفوية ممكن يسمعها انسان ).. يكفي انهم سعوديين أبا عن جد .. مو احنا قهوة مع كتكات وتويكس !..

ابتسم متناسي همّه لأن الموضوع وانتهى ..وبمرح مزيّف أخير ..مد رجله وهو شايل علبة الرطب لـ لأعلى ساقها وبالتحديد عند باطن ركبتها.. ودفها بشويش خلّا شادن تختل بوقفتها بشكل يضحك وهي تشهق ..
راح وهو يضحك وهي تناظره هالحركة من حركات بندر الغثيثة شوي ..
قالت وهي تهدد : محيييميد لو اني طايحه !
ما رد وكل اللي سواه إنه رمى عليها تمرة بالهوا وهو رايح ..تلقفتها وهي تبتسم
تنهدت وهي تحط التمرة بفمها تاكلها ،.. وشطح بالها من جديد !
حلاة اللحظات اللي قضتها وياه.. كانت مثل حلاة هالتمرة ويمكن أكثر ..
ليتهم ضلوا ضايعين بالصحرا للأبد..
لكن هذا !!..
قبل تقرى وتشوف اللي شافته بجواله...
ضااق خلقها من جديد..بعد ما نست هالساعات القليلة اللي افترقوا فيها
مؤلم ذاك الشعور ... مؤلم وهالشعور ما يوقف عند حد .. يتفاقم كل ما تذكّرت ولا تدري شلون تسيطر عليه !!
ومن جديد .. ما سمحت للتفكير ياخذ مجرى طويل .. حتى ما تتراجع أو يتسللها التردد!
راحت بعييييد عن المخيم .. وهي تضغط عالزر الأخضر بجوالها .. طلبت رقمه..
اللي شجعها انها تتصل ..انه رجع طبيعي خلال ذاك الوقت اللي قضوه مع بعض...
هالشي عطاها أمل .. وخلاها تندفع بفكرة اتصالها ..تبي الجواب اللي رفض يجاوبه قبل يفترقون.. وما توقعت ان لحظة افتراقهم عند باب السيارة ... هي لحظة رجوعه لشخصيته الغريبة ..
والدليل... إنـه ما رد ...
كان الخط يدق... لكن ما فيه اجابة ..
حاولت ثلاث واربع... لكن الاجابة مفقودة ..!
ضااااق صدرها .. وانقلب مزاجها بلحظة ... توقّعت انه بيرد عقب كل اللي صار... وعقب ما قدرت تكسر كل الحواجز خلال الساعات اللي كسبتها معه ..
لكنها ما توقّعت انه هو اللي سمح لها بمزاجه تتجاوز هذي الحواجز ، ولساعات مؤقتة لأن الظروف حدّته ذاك الوقت... ما توقعت انه بهالسهولة بيقدر يتحكم باقترابها وابتعادها وبقلب فولاذي مثل ذا..
نزلت التلفوون ببطء وهي تطالع بالأرض الممتدة بتفكيير مكتئب .. المشكلة انها ذكية وتفهم تصرفاته بسرعة وهذا اللي يعورها...
فهمت هذي النقطة من مجرد تجاهله لمكالمتها الحين..
كتبت رسالة كـ حل أخير... "تعال أبي أكلمك يا عمر.. لا تسفهني"
أرسلتها ،
وبرضو ما جاها جواب ..
ليتها غبية وتظل على ضيق تفكيرها ، عالأقل تظل تعيش أمل .. وما تلعب فيها أفكارها بهذا الشكل...

ما حست بالعيون اللي تراقبها من بععييييد .. من عند مخيم الرجاال .. من لحظة ما كانت تكلم محمد..ومن ضحكتها اللي لفتت نظره..
أخرجت لُب التمرة .. بهدوء من فمها ...وبهدوء دستها بوسط التراب بكل صمت وهي تتناسى هذي الفكرة .. يمكن ربي يكتب لها عمر وتكبر وتصير نخلة !
قامت واقفة وهي تنفض ملابسها ، من ورا وقدام... بدون ما تحس بالكائن اللي واقف وراها مبااااشرة ..من غير أي مسافة تفصلهم ..!

لفت بترجع والنتيجة انها صدمت بشي ثابت مثل العااامود ...
تأوهت وهي تتراجع لورا ..وطاحت بس طيحة خفيفة ... رفعت راسها باستغراب وهي تهمس " بسم الله "..
على بالها وحدة من البنات.. لكن اللي صدمها إنها شافت انسان أول مرة تشوفه ...!

اهتزت شفايفها تبي تتكلم بدهشة ، قامت واقفه وهي تتراجع على ورا عدة خطوات حتى تحط مسافة بينها وبينه .. وتحسست نفسها لقت انها بلا شي يسترها .. غير البلوفر الطويل اللي لحد نص فخذها .. حتى شعرها كان مفكووك من غير شي يلمّه .. والمعروف عن شادن إن أحلى ما فيها شعرها الطويل المموج الطبيعي ..
قال هالشخص الغريب : مين انتي؟؟؟
بلعت ريقها .. ومشت تبي تررجع .. لكنه تحرّك وسدّ عليها الطريق... تحرّكت من الجهة الثانية ، وتبعها يقطع عليها ! ... ناظرته بخوووف وهي تتراجع تحط مسافة بينهم .. : ممكن توخر !
ابتسم من غير ما يتزحزح : مو قبل ما تقولين لي وش اسمك ؟؟

بلعت ريقها باررتبااااك..وهي ما تدري من وين طلع...
شاف سكوتها .. وقال بدالها بذات الابتسامة : معك راهي ... ولد ابو راهي !
شافته بيقرب ..وخطا لها .. اللي خلاها تفز وهي تنتفض بتركض لورا.. رغم ان اللي وراها صحرا .. ولأنها لابسه شبشب تعثرت بكم حصاة كانوا بهالمنطقة .. وطاحت على يديها قبل لا تكمل خطوتين..
فزّ لها بسرعة .. وانحنى جالس على ركبة عندها : تعورتي..!؟
اللي خلاها ترفع راسها بقوة له.. بطريقة خلّت شعرها الجنوني يضرب بوجهه ...
طاحت عينه بعينها القريبة.. بلحظة غريبة بالنسبة له !.. ولحظـة سريعة ودفّته من صدره وهي توقف : وخررر !!

قامت وهي بتنهبل.. مين ذا ومن وييين طلع !!..
قام واقف : أنا آسف... بس حبيت أعرف اسمك ..ممكن؟؟؟
قالت من غير لا تحس : لااا مو ممكن ... وخر ..
سد عليها الطريق من جديد.. وكأنه انسان بلا دم.. أو كأنه متعود أوااامره تتنفذ... التسيُّد واضح عليه من نظرة عيونه .. عنجهية غريبة بهيئته !!.. رغم عيونه اللي يشوفها ..يقول ان صاحبها ذايب كله..
،

بخيمة الشباب ..
قال ابو محمد وهم يتقهوون : وين ولدك يا ابو راهي ؟
ابو راهي : خبري به يكلّم تلفون قبل شوي .. ما عليك منّه ترا الولد مهوب راعي قهوة ..
عمر اللي كان جالس بعيد جنب بندر الساكت .. قال بسخرية : لو يدري أبوه مين يكلّم !
ناظره بندر بلا اهتمام : يكلّم صديقاته الأجنبيات ههههه
عمر وهو يناظره بطرف عينه : ...سمعته؟
ابتسم بندر على جنب وهو يتأمل ابو راهي من بعيد : أيه سمعته وانا جاي..ما فهمت وش كان يقول ما بقى لغة ما حكى فيها اعنبوه !!
عمر بابتسامة ملتوية رجع يطالع ابو راهي : الولد أغرب من أبوه !
بندر بسخرية وعينه على ابو راهي : قصدك بطران زي ابوه !

انشغل عمر بجواله.. وفتح رسالة شادن من جديد.. قراها .. وسكّرها بدون ردة فعل على وجهه !
ما قدر يجلس الجو مخنووووق .. ونوى يطلع الحين ، ويركب سيارته ويرجع الرياض قبلهم !!
قام واقف والجوال بيده.. إلا ابو محمد يقول وهو ماسك الدلة : عمر شوف راهي على طريقك ..
عمر بملامح غير مستلطفة لهالشاب من حضوره الأول ..هزّ راسه بانصياع ظاهري..
وطلع ولا عنده نيـّة أبد إنه يبحث عنه... يبي يختلي بنفسه وينصى الرياض ويفكّر بالسبب اللي رجع عشانه !!

طلع وهو يلتفت يمين ويسار .. ان لقاه لقاه وإن ما لقاه بكيفه .. ما عمره تقهوى !!..
ما شافه بأي بقعة قريبة .. كل الاماكن اللي كان واقف فيها خاليـة !..وتوه بيكمّل طريقه لسيارته... استوقفه شي.. شي غريب !!
التفت من غير شعور.. للشي الغريب اللي كان بعيد..!

قرب خطـوة وحدة بعيوون ما تنقرى ... ويوم زادت شكوكه... قرب زيادة خطوتين وهو يشوف انسانين واقفين بعيد عن المخيم ... وعيوونه تزيد ضيق.. تزيد حدة .. و حـدّة .. و حـدّة... بشكل لا يوصف ،!
وبلحظة انفرجت حدّة عيونه لوسـع رهيييب... وتحركت خطواته السريعة فجأة واللي كانت عن خطوتين من سرعتها !!
،

شادن تراجعت وهي تترجاه بخووف : إنت مين .. وخّر ما يصلح كذا !!
قال بحنية عشان ما تخاف : مو مسوي لك شي... بس أبي أعرف اسمك..
شادن وبدايات الصيحة تزيد .. صدرها يطلع وينزل يهدد ببكي : ماني قايله اسمي ..وخررر...

وارتفعت حواااجبها بفززع... يوم شافت من فوق كتف هالانسان ... عاصفة جاية هو عمر مقبل بخطوووات ما تقدر تحسـبها من سرعتها ...
اهتزت شفايفها ومنظر عمر أرعبهاااا .. بشكل لا يمكن ينوصف... كانت تشوف انسان أول مرة تشوفه بحياتها .. كانت تشوف شيطان جاااي وهذا خلاها تهمـس ... برجفه " ع..عمر! "
اللي اسمه راهي ... شاف شفايفها تتحرك .. بس ما استوعب وش قالت .. وقبل لا يلتفت يشوف هي وش تناظر ..
حس بيده تنسحب لورا ظهره من غير رحمة .. خلاه يتقوس على ورا وواحد يهمس باذنه بغضب : وش موقفك هنا يالخسيس ؟؟؟
راهي من الألم ما كان مستوعب .. وعمر يزيد لوية يده ورا ظهره واليد الثانية ماسك فيها فكّه بكل قوووة .. وهو مقرّب وجهه من وجهه راهي !
أعاد كلامه بهمس ساااااخن .. حست فيها شادن بدخان غضبه يتفجر بزمجرة : ما ترد واقف هنا ليه يالخسيس ؟؟؟
رفع عمر عينه بحدة ناحية شادن .. نظرة من زاوية عينه الحادة بخلقتها أساساً.. وهالنظظرة تفهمها شادن زين ... نظرة يتميز فيها عمر لحاله... نظرة زاوية عينه يعني نظرة مخيفة تختلف عن أي نظرة شافتها بحياتها.... طاح قلبها ... خافت خاااااااافت .. مو خافت الا انرعبت .. انفجعت ... عمر الحين وحش وحش مو بشر... وحششششش...!!
راهي من الألم الغير متوقع : اتركني انت فهمت غلط ..!!

عمر قسوته تزيد ما تخف وشخصيته الهادية بالأوضاع الطبيعية تبددت الحين لأنه انسان ..له جانب مختلف والدم الحار اللي يملكه ما يبرز إلا بمواقف نادرة !
زاد عمر قبضته على فكّه .. ولوية يده وهو يهمس.. وشادن تسمع : انا ما أفهم غلط تكلّم واقف معها ليه؟؟.. تكلم لا أحرمك هاليد انطق قبل تندم يا حيوان
راهي وانفاسه تطلع بصعوبة.. وعمر قابض على فكه بقوة تحطم حجر : آسف ..ما كنت أقصد...
عمر وهي يرمي على شادن نظرة هززتها : آسف؟.. انت صاحي يوم فكرت توقف هنا ؟؟
نبرة سخرية خلت شادن تحبس دمووعها.. ، ما قدرت تحط عينها بعينه بنظراته المخيفة... والسبب بسيط .. لأنه مو عمر اللي تعرفه !

حتى انها ما قدرت تتزحزح من مكانها .. واقفه مثل المسمّسرة بمسامير..تراقب الموقف وتشاهد !
راهي وهو مو قادر يحرك رمش : آسف يا شيخ والله ما اقصد... مريت من هنا بالغلط..

ناظر عمر بـ شادن يبيها ترد أو تعلق .. لقاها تناظر تحت وشعرها يغطي كل ملامحها .. وجهها مخفي...!!
ما يدري من وين جت له رحمة .. ترك فكّه.. بس ما ترك يده ... جذبه ولفه وهو يدفه بعيييد بكل قوة ..
وقال بأسلوب هااادي.. تهدييد : روح من هنا من غير ما تناظر وراك.. قبل لا أذبحك على يدي تراني محترمك لأنك ضيف ولا من زمان ذابحك ..

راهي ماهو من الأشخاص الضعيفين ولاهو من النوع اللي يسكت بالعادة.. لكن فجعته والمفاجأة اللي باغته عمر فيها .. ما كانت متوقعه وهذا اللي خلاه هااادي.. منصدم بالأحرى !!
رفع يده وحطها فوق راسه وكأنه يعتذر .. ولف وهو يفرك ذراعه اللي بحق آلمته وحس انها على وشك تنكسر...

عمر ما تحرك .. وكان واقف مثل الصنم ..يناظر راهي .. ينتظره بس يلتفت على ورا لـلحظة.. عشان يكمّل عليه..!
لكن راهي ما كان بالغباء لهذي الدرجة.. كان عارف مقدار غضب عمر وين واصل.. كمل طريقه بصمت.. محد يدري باللي يدور داخله .. من بعد هالموقف !!

عمر وهو يناظر راهي بسكووون ...سمع شي يطيح عالأرض ويتفكك ... التفت بهدووء لأن المصدر كانت شادن .. وبنفس الهدوء .. ناظرها على نفس الحالة منزّله راسها وشعرها يخفي كل شي فيها ... نزّل بصره ناحية الأرض وتحديدا عند رجولها .. يطالع الشي اللي طاح منها ومتفكك بالأرض..
سحب هوا لصدره .. لين ارتتفع فوق ثواني.. وزفره.. يهدي حاله..

هدت ملامح وجهه .. بس عقدة حواجبه ما راحت ،وكنّه للحين عايش ضيق الموقف وعصبيته ... يتابع رجفة كتوفها..
ما سيطر على روحه .. تحرك بخطوات ناحيتها ..
ما أمداه يوصل .. الا انتفضت وهي تتراجع : لا تقرب !

وقف مستغرب .. وحواجبه انفردت لفوق.. "بدهشة" ..
قالت بدموع غصب عنها : لا تبالغ .. بردود أفعالك... لأني ما أهمّك .. أبد..
انفرجت شفاته .. لحظة ..بس زمّها بسرعة ..

وهي تكمل بتعب : ردّة فعلك الحين.. تقول شي... بس أفعالك تقول شي ثاني ... خلاص انت صرت لغز مستحيل أحله.. أو حتى افهمه..
قال بهدوء ما يسمعه غيرها : انتي تهمّيني .. وكل شي يخصك يهمني ..
قالت وهي تضرب صدره بقبضة يدها : كافي كذب كافي كافي !
قال وهو يمسك يدها بقوة ألمتها .. عشان ما تطقه : انا ما أكذذذذذذب...
قاطعته وهي تصرررخ متجاهله ان احد ممكن يسمعهم : لا تكذب انت كلك كذب بكذب.. كذاب كذذذااااب كذذذذذذذذا.......
حط يده على فمها لا يوصل صوتها لأحد... وبسرعة شالها من خصرها وهو يمشي بعييييد .. وهي تقااااوم تصرخ بس صوتها ما يطلع .. يده مكممتها !!
رجولها ترافس بالهوا من غير نتيجة.. وزنها بالنسبة له مثل الريييشة ..
عمر بعصبية : اششششششششش ...!!
حاولت تفك يده اليمنى من خصرها بيديها الثنتين ... واستخدمت سلاح اظافرها تبي تفكه.. بس ما يحسسسسس !!..
عمر يوم ابتعدوا ترك فمها .. بس ما ترك خصرها ، وقال : اتركي الصراخ وخلينا نتفاااااهم..
وقالت وهي معصبببة .. فاقده شخصية شادن الهادية .. المسالمة اللي حتى عمر نفسه استغرب من انقلابها كذا : مابااااقي تفاااهم تعبت احاول اتفاهم معك لكن لا حياة لمن تنااااادي اتررركككككنننننني اتررررككككككككككككككككككككككني .. شتبي فيني..!!!
زااااد عنااادها بشكل قهرره... مو عادتها عنيييدة ابدا بس الظاهر الصبر له حددوود بالأخير..وعشانها زادت عنااااد .. زاااد اهو عناااد..وحلف ما يتررركها الا لما يتفاااهم معها بطريقته.. لأن اسلوبها العنيد ذا ينرففزززه !!
ما حس عمر انه قام يعاااند لأنها تعاااند .. الا لسبب واحد وهو شي تعودوا عليه..
عمر : لا تحااااولين.. نزلة ماني تاركك الا بمزااااجي..

شادن وهي فاقده نفسسها .. لو كانت بحالتها الطبيعية بتموت حيا من وضعها... بس موقفه قبل شوي قهرها .. صاير متناقض وهذا الشي طلّعها من طورها لأنها معد صارت تفهم شي .. رجعت عناد الطفلة اللي اشتاقت تكوونها من سنيين ..!!

كان رافعها من خصرها بيد وحدة .. لين وصلوا لمنطقة بعيدة حول الجبل واللي حوله شجر وصخوور... اختار الصخور ونزّلها ورا وحدة منها وهو يتنففس من حركاتها الطفووولية..
عمر : وبعدين معععك ...!!
ناظرته ودموعها ما جفت من خدودها .. لكن وقّفت عن النزول : ليه ما تسأل هالسؤال لنفسك؟؟

سكت وهي تحاول تتحرك وتمشي.. بس حجّر عليها بيديه الثنتين ..
قالت : لو أهمك.......
خنقتها العبرة ما تحملت .. وكملت وهو قريب منها كثييير : لو أهمّك.. كان عبّرتني عالاقل.. اتصل فيك .. ومو معطيني اهتماام..أرسلك .. وما تجاوب ... وبعدها تطلع بموقف يقول انك تهتم... انت وين تبي توصل.. وش النتيجة اللي تبي توصلللها .. علمني قول لي .. ليه مخبي علي..؟
عمر وهو محاصرها وجهه أمام وجهها بالضبط وأنفاسه تختلط بأنفاسها : الموقف اللي تحكين عنه.. أي أحد بيسوي مثلي... سواء تهميني او ما تهميني ..
دفته من صدره وهالمرة قدرت تزحزحه .. وبقهر : موو رررراضي تعتررررف... وتقول ما إني ما زلت أهمّك كثيير !
كانت الكلمة بتطلع منه .. بس حبسها وما يدري كيف حبسها ...نزلت دموعههااا .. بس هالمرررة بحرررارة اكبر .. نرفزتها صارت لعبته المفضلة..

قال وهو يناااظرها تمسح دموعها بأصابعها كل شوي : والنهاية؟؟؟
استسلمت هذا أقصاها.. وهي تناظره عينها بعينه.. نظظرة تقتله ببطء.. : النهاية.. انت اللي تكتبها .. انت..مو أنا ..لأن اللي بداها .. هو إنت..!
ان كان للجنون اسم... فهي المرحلة اللي وصلوا لها ...
عمر وصل لـ مرحلة.. فقد زمام السيطرة على مشاعره ..
ما توقع بيوم... ان هالانسانه.. بتوصلـه لمثل هالمرحلة... ما تدري انها بهالنظرات وهالكلمات تسرق منه انضباط نفسه..

بدا يتقدم منها ببطء.. وهالمرة تمرّدت : لا تنااااظرني بطريقتك الغريبة ذي بقلبك شي قوووله... قول انك ما صرت تحبني وما أهمك..قول إنك لقيت بهالدنيا وحدة غيري.. قول لا تسكت ترا صرت مقتنعـ...........
انقطعت كلماتها يوم باغتها .. وارتجفت يوم استوعبت اللي هو يسويه.. واللي هي فيه !!
غابت معه بلحظة... من الخيال..!
ثوااني .. وتراجع عمر وهو يسند جبينه على جبينها.. ووضعه النفسي مو مضبوط ! ، لحظة انفجر فيها وغصب عليه أنفاسه مسموعة..
فتح عينه بعد ما حسّ إنه توازن.. وأبعد راسه عن راسها لحد ما صار يشوف وجهها بوضوح ... لقاها مثل اللوح الجااامد... لونها مخطوووف..
ابتسم بنعومة ..من ردة فعلها .. وقال يوم ناظرته بصدمة : ..وش هالنظرة ؟؟....يعني أعتذر؟؟
شفاتها منفرجة بصدمة .. وما قدرت ترد ..
قال وابتسااامته تزيد.. ابتسامة ردّت عمر .. لـ "عمر الأولي" : انتي زوجتي فـ لا تظلين كذا !
رمشت بعيووونها وقلبببها يدددق بسرعة ما حسّتها من قبل.. وهي تناظره مو مستوعبة !!
حلم ؟

قالت بصووت رااايحححح : وخ..ر..
ضحك ضحكة عابرة .. وقال : هههه مو هذا اللي تبينه ؟؟
ناظرته بعبببرة ... تختنق.. وقالت : انت الوحيد .. اللي تدري وش اللي أبيه؟؟... ليه تحاول تتهرب.. انت تدري .. اني أبي عمر اللي راح قبل 4 سنين !!
هدت ابتسامته..بس ما اختفت.. شي ريّحها .. خافت هالطاري يرجع يقلبه ، لكنه ظل بابتسامته السمحه اللي بمجرد ظهورها على وجهه .. تقلب ملامحه 180 درجة..
ما درت ..إلا ضمّها من جديد... وكأنه يفرّغ شي مكبوت لقى له فرصة يظهر !!
غاصت بحضنه مستسلمة مالها القدرة تقول شي..
وما تبي تقول شي...
تبي بس ترتوي منّه !
،
،

في المخيّم ،

سحر وهو تلف شالها : أبي أطلع امشي اكتئبت من الجلسة ..
مشاعل : مالي دخل لو طحتي من التعب
سحر بضييق : بتجين ولا أطلع أمشي لحالي ..؟!!!
مشاعل : بجي بالحالتين .. طفشت من جلسة الخيمة اصلا..

طلعوا سوى.. وسحر كانت محتاجة هوا تبي تتنفس من الصبح وهي بس راقده داخل ، والاكتئاب ملاها كل اللي كانت تسمعه براسها ..صدى كلمات بندر البارح.. تعبت تبي تنسى لو دقايق !

وقّفت مشاعل يوم انتبهت لـ شادن وهي جاية من بعيد .. وعمر رااايح لـ مخيّم الشباب وراها ..
رفعت حاجب بخبث : المللللكككككعة !!!
قالت سحر : ووشووو !؟؟
أشارت هناك : شوفي قليلة الحيا وين رايحه... الملكعه ..!

ناظرت سحر هناك.. .وانتبهت لـ عمر من بعيييد رايح ناحية مخيّمهم.. وشادن مقبلة ناحيتهم وشكلها ما تشوف قدامها .. وضحكت رغم تعبها : ههههه لا تفهمين غلط يمكن صدفة.. ما أتوقع !
مشاعل : بس أنا اتوقع !!

راحت لأختها اللي ما تشوف طريقها من السرحااان .. والوجه المخطووف والربكة اللي مبينه عليها ..
مشاعل : شووووووووووويدن !!
وعت شادن من سرحانها.. واستوعبت انها وصلت لمخيمهم .. يعني لازم ترجع طبيعية !
قالت : هاه ..!
قرّبت مشاعل وهي تراقب ملامح شادن.. اللي فيها شي غريب : وين طاسه .. يالملكعه !!؟
قالت وهي تناظر جوالها : رحت أتمشى .. ليش جايه هابه فيني !!
مشاعل بعيون خبيثة : هابه فيك لأني شفت شي ما ينشااااااااف هااااااااااااااا...

بس قالت كذا..طااااح قلبها : هاه.!.. وش شفتي ..؟؟
مشاعل : وانتي جايه اشوف عمر رايح لمخيمهم....، كنتوا مع بعض ؟!!!
انقلب وجهها فوق تحت ... وعصّبت : وانتي شدخلك ؟!!!
مشاعل استغربت : هاو..!!... أسأل يختي .. شفيك منخبصصه وجهك موب طبيعي ..

قالت شادن وما تدري وشلون طرى ذا الشي في بالها : بطني يعوورني مررة بروح اكل بنادول.. وخرري..
دفتها على جنب ودخلت الخيمة ..
ومشاعل ناظرت سحر باستغراب : شفيها ما قلت شي غلط ؟!!!
سحر بضحكة خافتة : هههه ما قلتي شي غلط ؟!!!... انتي اصلا كلك غلط .. والا مين قالك تتليقفين .. مع عمر ولا موب معه .. شي يخصها ويخصه !!
مشاعل : وجعع وانتي بعد طبيتي .. يعني ما كفاها انها غابت ليلة كاااملة معه ..والله هالبنت سوسة من تحت لتحت .. ما تتوقعين يطلع منها ذي الأشياء.. شلون تجرأت وتسويها ... والله أنا وهي أنا ما أقدر ..
سحر : هههه ... شادن ذكية تعرف شلون تجيبها موب انتي أنواع الدلاخة بالحب ..
مشاعل : تشب !... خلاص يا شيخة الشرهه عاللي يهتم ..
،

داخل الخيمة ..
شادن تناظر يديها اللي ترتعش وهي واقفه بروحها.. شفاهها ترتعش !!
قلببها يدق مليون نبضة بالثانية ..
إن كان للجنون معنى.. فهي عنوانه بذي اللحظة...
عمر وش سوى فيها ؟!!..
عمر هدّ كل حصونها اللي كانت تحاول تبنيها .. وتفشل كل مرة ... وعمر أثبت فشلها قدااامه..
كانت ترتعش قباله.. تنتفض مثل العصفورة ..
عمر شهد على ضعفها وضعف حصونها قدامه..عمر باغتها ما رحمها..
حطّت يدها على قلبها وهي تسند راسها وراها وتنزلق لين جلست عـ الأرض..
لمست شفاتها بأصابعها.. وعيونها تلمع !
غريبة المرة الاولى بينهم..
ما تنكر ان ذيك اللحظة.. تجرّد عمر من كل اقنعته..
حسّت فيه .. عمر اللي تحبه .. عمر اللي تبيه ..عمر اللي تركها من أربع سنين ..!!
حست بمشاعره .. اللي ما تدري ليش يخفيها..!!
:
/

وصلوا مشاعل وسحر لـ جلسة الأمهات .. بسمة كانت جالسه معهم والخجل ماليها !!
انتبهوا إن ام راهي كانت تكلّم تلفون وشكله زوجها.. لأنها كانت تبارك ومبسوطة من الخبر اللي جاهم !
مشاعل وسحر ناظروا بعض مستغربين ..
وتلا تلفون ابو راهي ... مكالمة من ابو محمد.. لـ زوجته ام محمد حتى يقولّها عن خطبة ولدها !
قامت تستفسر وهي مو مستوعبة بالبداية شلون وليش ووش صار ... عطاها ابو محمد أجوبه .. وكل هذا وسحر ومشاعل واقفين مستغربين مو فاهمين شي !

سكّرت ام محمد اللي كانت في حالة مفاجئة ، ثم رفعت عينها للبنت اللي خطبها ولدها .. "بسمة" !..
قامت تتأملها برد فعل طبيعي من الخبر المفاجئ!
قطعت عليها ام راهي بزغروطة سريعة لثلاث ثواني وهي تبارك لـ ام محمد ..
ام راهي : هذي الساعة المباركة يا ام محمد.. محمد ما سمعنا عنه إلا الزين من ابو راهي... كابرن في عينه من أول مرة شافه فيها !

مشاعل كنّها فهمت المغزى شوي .. لا إراديا تحرّكت يدها لـ يد سحر الواقفه جنبها وبحركة لا شعورية مسكت أصابعها .. ثم رفعت عينها لـ سحر اللي كانت تطالع الفراغ وكأنها توّها ما استوعبت اللي ما تبي تستوعبه !
قالت ام محمد ما عندها جواب لأن الموضوع شكله انطبخ عند الرجال وانتهى والخطبة تمّت : ... الله...يتمم على خير ! ، مناسبكم يشرّف يا ام راهي !
مشاعل عوّرها قلبها .. ولا شعوريا قالت وهي تناظر أمها وتبيها تنكررر : يمه... وش صاير ؟
ابتسمت ام محمد بحنية : أخوك محمد... خطب بسمة اليوم !

التفتت مشاعل بسرعة البرق ناحية سحر.. اللي كان لونها مخطووف.. مسحوووب لآخر قطرة.. وهي تناظر قدام بجمود مثل الأصنام !!
شدّت على يدها تبيها تتماسك وهي نفسها مو مستوعبة وش هالخبر المفاجئ وبهالوقت !!!

احساس السكاكين.. احساسها هاللحظة تجاوز هالشعور... الشعور الجديد ما يضاهيه.. شعور ماله وصف أشد من السكاكين وحد السيوف !!
كل شي فيها تشنّج.. كل شي فيها تجمّد.. كل شي فيها فقد استجابة ..
عيونها الوحيدة اللي استجابت ..
تخلّصت من قيود الفراغ اللي تشوفه... ورفعت عينها بسكووت ناحية صاحبة الشان !
بسمة ،!
وانطعنت بالصميم.. مليون ألف طعنة لما لاحظت فـ وجهها علامات انتصار جامح !
وابتسامة منتشيـه حد السحاب ..
ومعاها احتقار ممزوج بـ ملامح الشماتة !

اختنقت !!
اختلّ توازنها ولا شعوري شدّت بيدها على يد مشاعل.. عشان تساعدها !!
العبرات تتصاعد وهي تحس إنها بدت تكرهه جد.. تكرهه وهي تعيش هالموقف الفضيع !!
تشوّشت الدنيا .. فقدت تركيزها ..
عبراتها تتصاعد وتدري إنها رح تفجّرها دموع .. قاااومت بقدرة فضيعة لا تطاق وهي ما تبي تسوّي هالعرض وقدام بسمة بالذات ،
يكفي هالتشفّي اللي تشوفه بعيونها الحين..
مارح تتحمّل ذل أكثر..
ونظرات سمّ أكثر..
يكفيها ابتسامة الانتصار اللي تقتل ألحين !!

مشاعل جذبتها بسرعة وهي تاخذها لبعيد لأنها أدركت إن سحر على حافة الانهيار .. ولا تبيها تظهر بهالصورة قدام الناس !!
وسحر تمشي معها مثل المسيّرة غايبه عن الدنيا تفكيرها كله باللي كانت مخدووعة فيه..كانت مُستغفلة منه !
الصدمة
الجديدة من نوعها !! ،
هي ما عاد فيها باقي طاقة تتحمّل ..
كل شي تجمّع.. كـل شي... وبلحظة تداخلت كل الصدمات وصارت تشهق منهم كلّهم ، ومو من خبر خطوبة محمد بس !
ما بكت من هالخبر وبس ..
بكت من اللي صار أمس مع بندر..
ومن اللي صار قبله مع محمد..
وقبله من بندر من جديد !!
واليوم كمّلها .. اللي كانت تحبّه !
اللي كانت ..!!
انهارت وهي تحس إنها مُستغفلة .. بكت واقفه وهي تحس نفسها الحين بلا قيمة !
قامت تكتشف أشياء مخفيّه وبلحظات متتالية ويحسبون قلبها حديد بيتحمّل... !!

مسكتها مشاعل من كتوفها وهي تناظر بعيونها..وسحر كانت تهتزّ بصمت وكن روحها تطلع : لا تبكين ..تحمّلي بكلّم بندر اسأل.. مستحيل أكيد بالموضوع غلط.. محمد ما يسويها !!
وتركتها واقفه ..وهي تدق على بندر بسرعة ..

سحر اختناقها يزيد... شافت بسمة جاية لهم وكنّها تبي تزودها عليها ..
تركت المكان بسرعة ومشت ولا تدري وين ياخذها الاتجاه .. كل اللي تعرفه إنها ما تبي تبكي قدامها ..
ما تبي تبكي قدامها .!!.. وعشان مين ؟؟.. عشان محمد !!..
محمد اللي بقد ما حبّته وأغلته... حسّت بالكره يتغلل داخلها وبسرعة فضيعة.. ويسيطر على كل أفكارها ناحيته !

حاولت مشاعل تكلّم بندر لكنه ماكان يرد .. سكّرت وهي تتأفف ..وانتبهت ان امها ومرة عمها بدوا يضفون الأغراض .. باقي نص ساعة عالغروب وتذكّرت انهم بيمشون خلاص !!
ليش تنتهي الرحلة بهالطريقة !!!!
ام محمد من بعيد : مشاعل يلله اغراضك ركبيها السيارة بنمشي ابوك توّه دق يوقل قبل تظلم لازم نكون طلعنا من هنا ..

سكتت وهي تدوّر سحر اللي اختفت !!.. عوّرها قلبها وهوى ..تدري انها مو طبيعية ردة فعلها كانت مضغوطة جداً..
انتبهت لـ بسمة تجي ..وبقلق كبيييير : بسمة وين راحت سحر توّها معي !
بسمة بلا مبالاة وغرور : شفتها تبكي وراحت مدري وين !!
مشاعل : وين بسرعة ..سحر تعبانة انتي عارفه !
بسمة بلا مبالاة : مدري كل اللي شفته انها راحت ووجهها مو طبيعي !

تدري مشاعل عن حجم الصدمة ولا إراديا مسكت الجوال ودقت على الشخص اللي ظنت إنها بيقدر يهدّيها ..
خالد !
،


يُتبـع ،





بحة حنين 05-03-11 10:37 PM

مساء الخير

(سحر) لما كل هاذي الجراح من ابني عمك[بندر و محمد] واحدا تلو الآخر ماذا سيصبها بعد ذلك بالتأكيد <انهيار جراء ماحدث>

(خالد) ماذا سيفعل مع سحر و ابتعادها عنه وعدم طول العون له

(بندر) لما كل هذه التصرفات مع سحر

(محمد) كيف ان يكون لك قلب مع ما فعلته مع سحر

(تركي او وليد) لما تفعل ذلك وما هو السبب وراء ذلك لما تقوم بتحريض بندر على تلك المسكينة سحر وهل ستسر بما سيجدث لها

(عمر) لما تقوم بتجاهل او فجأة تقوم بالاهتمام بتلك المسكينة

(شادن) ماذا ستفعلين مع تجاهل عمر وتصرفاته الغريبة


لو سمحتي يا معزوفة ممكن بارتين بالاسبوع

nona-zidan 06-03-11 12:23 AM

شكرا كتير علي البارت تسلم ايدك:55:

ألوان 06-03-11 12:31 AM

مشكووووورررررررررره يالغاليه على تعبك صحيح اشوي تطولي علين



لكن يوم اتنزلي البارت تجبري خواطرنا بالاجزاء الطويله


يعطيك العافيه وفي انتظارك ياقمر

أختك الوان

ابتسم يا قلب 06-03-11 08:25 PM

مساء االخير ع قلوبكم

فيه اليوم بارات ولا لا

تراني وصلت حدي من الصبر

وتسلم يدك وقلبك عزيزتي

♫ معزوفة حنين ♫ 09-03-11 08:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحة حنين (المشاركة 2661476)
مساء الخير

(سحر) لما كل هاذي الجراح من ابني عمك[بندر و محمد] واحدا تلو الآخر ماذا سيصبها بعد ذلك بالتأكيد <انهيار جراء ماحدث>

(خالد) ماذا سيفعل مع سحر و ابتعادها عنه وعدم طول العون له

(بندر) لما كل هذه التصرفات مع سحر

(محمد) كيف ان يكون لك قلب مع ما فعلته مع سحر

(تركي او وليد) لما تفعل ذلك وما هو السبب وراء ذلك لما تقوم بتحريض بندر على تلك المسكينة سحر وهل ستسر بما سيجدث لها

(عمر) لما تقوم بتجاهل او فجأة تقوم بالاهتمام بتلك المسكينة

(شادن) ماذا ستفعلين مع تجاهل عمر وتصرفاته الغريبة


لو سمحتي يا معزوفة ممكن بارتين بالاسبوع







والله لو بيدي شي كان نزلتها لكم كاملة ..
بس اول ما تنزل الكاتبة شي انزله لكم على طول ..

نووووو^_^ووووورتي يا عسل ..



♫ معزوفة حنين ♫ 09-03-11 08:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona-zidan (المشاركة 2661762)
شكرا كتير علي البارت تسلم ايدك:55:





يسلمك ربي ..
نووووو^_^ووووورتي نونـــآإ ..



♫ معزوفة حنين ♫ 09-03-11 08:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألوان (المشاركة 2661782)
مشكووووورررررررررره يالغاليه على تعبك صحيح اشوي تطولي علين



لكن يوم اتنزلي البارت تجبري خواطرنا بالاجزاء الطويله


يعطيك العافيه وفي انتظارك ياقمر

أختك الوان





يا قلبي مالي دخل بالتآخير ..
هذا من الكااتبة ..

يعاافيك ربي ..
نووووو^_^ووووورتي يا عسسسسسسل ..



♫ معزوفة حنين ♫ 09-03-11 08:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتسم يا قلب (المشاركة 2662919)
مساء االخير ع قلوبكم

فيه اليوم بارات ولا لا

تراني وصلت حدي من الصبر

وتسلم يدك وقلبك عزيزتي






مسسسسسسسسآإء الورد ..

يسسس نزلت اليــــــــــــــــوم العصر بارت ..
تو انتبهت له والحين بنزله لكم ..
نووووو^_^ووووورتي يا عسسسسسسل ..



♫ معزوفة حنين ♫ 09-03-11 08:03 PM


"تتمة الجزء 26"


عند الشباب..اللي بدوا يشيلون الأغراض ويحتاجون وقت عشان ينتهون ،
بندر وهو يرمي "الشبكة" الخاصة بملعب الطائرة جوا الكرتون : فك العمود خويلد ما فيني حيل !
خالد وهو سافهه يشيل أغراضه من الجلسة : مب فاضي لك.. شلها بنفسك.. وراي عشرين غرض بركّبهم السيارة
بندر : لي ساعة أفك بالشبك ساعدني بالسقيم !
مشى خالد وهو سافهه : دبّر نفسك.. أنا بودّي أغراضي للسيارة.. عضلاتك ذي مب عالفاضي!


سمعوا ابو خالد من بعيد ينادي على خالد ، لأن جواله المتروك بالخيمة مع باقي عفشه يدق بتواصل !!
قال خالد وهو متورط مع الأغراض بيده : بنيييدر تكفى رح شف جوالي !
بندر وهو يحوس مع العمود وبنذالة : مب فاضي لك جوالي ولا جوالك !!
ضحك خالد لأنه عرف ردّه.. وكمّل طريقه عشان يحط الأغراض مع البقية ثم يشوف جواله !!

جلس بندر يحفر عمود الشبك الأول عشان يسحبه ويركّبه السيارة .. وكل الشباب تاركين هالمهمّة عليه..
ولأن الملعب كان خارج حدود المخيم !!... حس بـ شي يمرّ من هالمكان... رفع راسه بعفوية وشافها تمشي بسرعة من بعيييد..
عقد حواجبه من شكلها اللي كان مستعجل.. وقام واقف بسرعة تارك العمود اللي مال وطاح عالأرض
ناداها باستغرااب بأعلى ما يملك لأنها كانت بعيدة :.... سحــر !

ما ردّت.. غير إنها لفّت تطالعه وهي تمشي وملامحها مقتووولة !!.. مغسووولة بيفضااان دموع ماهو طبيعي ..
التقت عينه بعينها ..
ومن استوعبت إن هذا بندر.. تغيّرت نظرة عينها و زاد الألم على شكلها وصدّت وبدون وعي قامت تركض بدون هوادة !!!
ارتاااع من شكلها وردّة فعلها.. ونظرتها الأخيرة ثم ركضها المجنون !!
بس مسرع ما أدرك السبب وهو واقف مكانه وملامح حزن على وجهه !
صحيح الخبر توّه انعلن من دقايق .. وإنت متوقّع ردة فعل منها !!
متوقّع إنها رح تبكي !!
تابعها بعيونه وهو يشوفها تركض عن المخيم.. وتبعد.. وتبعد ...وتبعد ...وكأنها تهرب منّه هو بالذات !!
وفعلا سحر..بذيك اللحظة... ومن طاحت عينها عليه... صارت تهرب منّه
ما تبي تظهر قدامه بهالشكل.. وهو اللي كان ولا زال غالي ومهم !!
شوفته تذبح وهي تتذكر منه كلّ كلمة.. صريحة !!
شوفته تسقي بذرة الندم..وتأنيب الضمير اللي مو فاهمه ليش ذابحها !!

نزل عالأرض يكمّل شغله اللي بداه وذهنه مشغوول !
وتناسى بهاللحظة ردة فعلها..
بالنسبة له ما يقدر يسوي شي.. وهو اتخذ قراره يتنحّى..
مثل ما سواها أخوه !
بالنسبة لها ،، بندر ماهوب شي مهم !

دقايق وجااه خالد مستعجججل والجوال بيده .. ووجهه ماهو طبيعي !!
،
/
كانت تاركه المخيّم وراها ولا تبي تنهار قدّام أي أحد فيهم ،
كل اللي كانت تبيه تتماسك لين تختلي بنفسها وتصمد هالدقايق ، وتسترجع قوتها اللي قامت تتبخر بالهوا ..
كل اللي تبيه الحين انها تصمد وما تبي تظهر بهالشكل قدامهم..
لأنها اكتفت ..
اكتفت خلاص !!!
كل شي صار اكتفت منّه !!
عيونها غرقت بموجه متصاعده من الدموع.. ما خذت ثواني الا سااالت على خدها وهي تعيش صدمة.. صدمة من جهات مختلفة... الآلام اللي فيها الحين فوق قدراتها وفوق أي ألم مرت فيه من قبل...
إن تعيش مخدوع بنفسك .. أو منخدع بالاشخاص حولك ..
ما فهمتهم .. ولا هم اللي فهموووك..
ما فهمتهم... ما فهمتهم...
هالشي يعني بندر..!!

من تعبها + مرضها المتمكّن من كل شبر منها ..طاحت على ركبها عالأرض الغبرا الخشنة.. ومن ركبها على يديها وهي تشهق بأعلى صوت ملكها..وكنّها فقدت بهاللحظة آخر شعرة قوّة تتمسك فيها.. الصمود وما عاد فيها صمود !!
مدمّره !
مشاعرها تدمرت!!
انداست وانهانت !!
طاحت عالأرض.. طاحت من الشموخ اللي هي فيه..من شموخ المشاعر اللي هي فيه..
طاحت في وادي أظلم من الشعور ما تقدر توصفه...

على كبر صدمتها من محمد بهاللحظة ،
والوجع المغرووس بكل خلية فيها ..
والخدعة اللي حسّت إنها بطلتها !!
إلا إن القضية.. ما هي محمد وبس!!
مو محمد بس !!
القضية .. قضية بندر.. حتى !!
اختلطت أفكارها وتاهت بينها ..
صدمتين ، في وقت واحد وخلال أقل من يومين !!
صدمتين كل وحدة تقول أنا الأقوى.. كل وحدة أقسى ..كل وحدة أوجع !!
دسّت وجهها بالأرض مثل الطفلة اللي تحاول تخبي وجهها الباكي عن الدنيا..
ثم قامت عن الأرض ووجهها المبلل صار أغبر من ذرات التراب... وهي تبكي وتشهق بتوالي..!!
ما كانت حاسه بشي.. الا بالصدمتين أمس واليوم !!

فوق ماهي متألّمة من محمد.. وبتمووت من محمد... مذبوحة من محمد... تنزف من محمد..
لكن حقيقة بندر.. وعيونه اللي قبل شوي .. نظراته القلقة من ثواني
زادتها وهي مو ناقصه..
الشعور بأنك كنت سبب لألم قاسي لشخص قريب لقلبك وتحبه... شعور ما ينوصف..!!
خصوصا .. واللي يزيدها وجع.. إنْ كنت ما تدري إنك سبب ذاك الألم لسنين !!
حقيقة كانت مغيّبه عنها .. لفترة طويلة ! ،
مخدوعة من واحد!! ،
و مستغفلة من الثاني !!
زادت ببكاها واستسلامها عالأرض ..وشهقاتها تهزّ صدرها هزّ
وهي مو مستوعبة المعمعة اللي دخلت فيها ،

سحر.. عيّشت بندر.. في نفس الألم .. اللي هي عاشت فيه مع محمد !!
وجعته... ذبحته .. وهي ما تدري..
ليش؟؟
ليش؟؟
ليش يا سحر؟؟
ليش ما فهمتيها من البداية..
وليش؟؟..
بندر... ما حطني في الصورة أبكر !؟؟؟
ليش ما عرفتي... وقتها ما كنتي بتتألمين من محمد هالكثر!!
وما كنتي بتحسّين بمثل هالاهانة والذل قدام بسمة
بسمة اللي خلّت شعور الخسارة .. أكثر مرارة .. بذيك النظرة وذيك الملامح وذيك الابتسامة !!


رفعت يديها المغبرة.. لوجهها وغطت عيونها.. ودخلت في نوبة بكا قوويـة...ومريرة.. من الشعور اللي محد يقدر يطيقه أو يتحمّله بهاللحظة ،
احساس إنها بلا قيمة ..منبوذة.. مخدوعة .. مالها أهمية !!
بكت وهي مو متخيله اللي صار.. ومو متخيله إنها حتى كانت البطلة.. في مسرحية بندر لوقت طويل ..
خذت دور البطلة من غير علمها.. وبندر صاير يلومها !!
شعور الخسارة المووجع تملّكها ..
ليش تحس إنها خسرتهم ؟؟
خسرتهم .. كلهم ؟؟؟
ضاعت في متاهه .. في عالم غريب!
اللي صار لها مع هالاثنين .. شي صعب ماهي قوية حتى تتحمّله ..شي صعب يهلك وينهي !
وسحر الحين على وشك تنتهي..على وشك تمووت..

بدت تررجف والنفضة تزيد بجسمها من برد وحمّى مسيطرة عليها ، وخبر خطوبة محمد تتردد بإذنها وكن الدنيا حولها هي اللي تنطقها !!
أنفاسها زااادت.. ودقات قلبها ارتفعت بمعدل مو طبيعي.. مو قادرة تقاوم الإنهاك اللي يتفاقم داخل جسدها بسرعة غريبة !! ، فيه شي غريب يتسرّب داخل خلاياها من راسها لـ رجولها !!
كانت تبكي وهي تحاول توقف على حيلها ، اللي تلاشى بالهوا بغمضة عين... وكنها تحاول توقف من جديد عقب سقوط مشاعرها في هاوية ما لها نهاية..
ما تقدر ترجع الحين..
ومحمد هناك !
ما تبي ترجع.. وبسمة هناك !
ما تبي تواجه ذيك الحقيقة .. والواقع اللي صفقها على وجهها فجأة !!
حست انها انتهت .. انتهت .. انتهت للأبـد !!
قامت وأطرافها ترتجف.. وهي مو حاسه إنها سحر.. شعور الغربة وهي تبكي بدأ من غير مقدمات.. كأنها بعالم مو بعالمها.. بحياة مو بحياتها..
تحركت ما تدري وين تروح.. ما تبي ترجع... ما تبيهم ..
تبي تجلس وتموت هنا اليوم..
كمّلت مشي وعيونها غااايمه كل اللي تبيه تنعزل مع نفسها ،!
مؤلم انك كنت المجني عليه.. وبلحظة.. تكتشف انك انت بعد جااااني..
فقدانها لأحب شي علي قلبها ..
وشعورها بالذنب اللي ما كان سهل.. ولا تدري للحين ليش تحس هالذنب !!
خلاها تحط يديها على اذنيها تبي توقف هالأفكااار..

ابعدت كثير وهي تمشي من غير هدى ووعي... ناظرت للمخيم بعيون غااااايمة يوم سمعت أصوات بعيدة..والرؤية مو واضحة بسبب ضباب الدموع..

هالأصوات كانت تناديها ،
صوت أخوها خالد... ومعه أحد... عوّرها قلبها يوم عرفت إنه بندر..!!
حسّت بحالة التوتر اللي هناك..
ما تبي ترجع.. ما تبي أحد .. تبيهم ينسونها..وتبي تنسى اسم "محمد" و "بندر"..
تبي تنسى انها عرفت هالاثنين بيووم !!

أصوات نداءاتهم باسمها.. وانتباهها للحركة في أرجاء المخيم.. خلتها تشهق وهي تركض بعيد ..هااارربـه من كل شي..
"الهـروب"... الحين هو الحل الوحيد اللي تملكه.. ما غيره شي تقدر تسويه ،


عند المخيم..
خالد بقلـق وهو يتلفّت ..معه بندر : وين راحت هالبنت.. وش صاير معها؟؟
بندر اللي سكت وهو متجهّم.. ما قدر يقول شي... وباااله شاغله
كل واحد فيهم الحين عاجز..
هو..
واخوه..
وسحر اللي ما يدري الحين.. وش حالتها ،!
سكت ما قال شي وخالد كان يتلفّت يمين وشمال لعلّه يلمحها ،

ما يدري بندر ..اذا كانت هالنهاية ..هي اللي المفروض تكون الأفضل لهم !!
ما يدري إذا كان اللي سواه معاها هو الصح !!
وهو اللي اتخذ قراره النهائي الحين .. عشان راحته
يا ترى؟؟
غلطت يا بندر يوم إنك واجهت ؟؟
غلطت يوم واجهتها بهالشكل.. وبهالظروف؟؟... وبهالأوضاع اللي توترت غصب عنهم من غير ما يكون لهم يد فيها..

ضرب يده على جبهته بطريقة اليائس.. وشدّ مقدمة شعره وهو يناظر بالأرض ويتنفس بكل قوة..
كاره التعقيد اللي وصلوا له.. !!

انتبه خالد لحركة بندر.. وناظره مستغرب وهو ماسك شعره وحالته غريبة.. ما كان طبيعي بندر..
ماكان طبيعي من دقايق !
خالد: شفيك .. ؟؟
نزل يده عن شعره وهي يسحب نفس .. وبنفس التجهم: مافيني شي شوية تعب مثل العادة!
رجع خالد لقلقه وهو يناظر يمين ويسار خلال هالمساحات الشاسعة من الطبيعة : وين راحت؟؟
بندر ناظر من الجهة اللي شافها تركض فيها... واتخذ قراره في ثانية
لازم ينهي معاناتهم .. ولازم تفهم وضعها وما تطول هالحالة !!

فقال لـ خالد : روح للجهة الثانية وانا بدور هنا وهناك .. ولا تقول لأبوك وأمك أي شي عشان لا نكبر الموضوع.. تلقاها راحت تتمشى..
خالد وهو متعجب من هدوء بندر وبروده الغير مناسب مع الوضع اللي هم فيه... سحر مختفيه.. واللي يبعث عالقلق إنها طلعت من المخيم بحالة انهيار على حسب كلام مشاعل...
"انهيار" هو للحين مو فاهم سببه.. ويبي يلقاها عشان يفهم... غريب ذا الشي على سحر
وش ممكن صار بالضبط!!؟
خوفه على اخته.. كل دقيقة يزيد..
هذي اخته .. تربيته.. القريبة لقلبه..

قال بندر يوم شاف إن خالد جامد ما تحرك ينفذ اللي قاله : شفيك واقف ما تتحرك... مهيب رايحه بعيد تلقاها هنا ولا هناك.. لا تخاف
راح خالد منصاع قلق.. ومن اختفى خالد من الجهة المعاكسة للمخيم... تحرك بندر للجهة اللي راحت منها... مقتفي لآثرها..
كان التجهم عنوان لوجهه وهي يروح للجهة اللي ركضت فيها.. وجمود غريب مسيطر على ملامحه من الأفكار اللي تدور براسه..
يفكر بوضعه اللي هو فيه.. وبوضعها !!
وهالمعاناة اللي كل واحد فيهم كارهها !
::

وصلت لمنطقة الجبل وهو المكان الوحيد اللي تعرفه ..
دخلت المنطقة الوعرة وهي تلهث وقلبها يضرب دقااته بشكل مجنون.. راسها داير فيها .. انهاكها تضااعف الحين مليون ضعف..وكن الموت بياخذها !!
جلست عالأرض وهي حاسه بتعب نفسي مُنهك.. اختلط مع الجسدي..
كان تنفسها يزيد من الألم اللي تحسه..
كانت تحس بدوار غريب مخلّي الصور بعيونها منتكسه فوق تحت.. وانهاااك قوي يمتص قوتها ونشاطها من غير رحمة...
تحس بخدر يسيطر على جسمها كله.. ما غير بكاها اللي يزيد وهي تسترجع اللي صار..

محمد وخطب...!! وبحضوورها..
ما رحمها..
ومو أي وحدة !!
خطب اللي كانت تبي تهينها بأي طريقة !!

معنى انه "خطب"... إنه يرسم له حياة... إنه ما يفكّر فيها.. انها مو من اهتماماااته..
ليش أجل أمّلت نفسها... وليش عاشت تتخيل إنها بتكون له!!

سندت راسها للصخرة الخشنة وراها .. وهي ثانيه ركبه وحدة .. ومااده الركبة الثانية.. بحالة يأس وبؤس..
تحس حياتها انتهت...
ما خسرت محمد بس...

خسرت بندر!!.. اللي خسارته كملت الباقي الحي فيها!
بندر "العزيـز" ..اللي لمحت لها مشاعل ..إنه ممكن ياخذ مكان محمد.. لو فكّرت فيه شوي.. بس شوي!!
ليش ما فهمت هالشي بوقته..
ليش فهمت الحين.. متأخّـر!!
ليش ما فكرت بهالشي بدري...
ليش ما حبت بندر بدري..
ليش ما حبته قبل محمد..
كان الحين شعورها مختلف.. كان الحين سعيدة!!
ليش بندر تركها تحب محمد؟!!... وتكرهه ألحين بكل ما عطاها ربي !!

نطقت باسمه وهي وتغطي وجهها بيديها ..وصوتها يهيج "ليش يا بندر؟؟؟"

ما حست فيه واقف.. قال بهدوء
: "ليش يا بندر؟"
شهقت وهي ترفع راسها.. من بين دموعها وشفاهها اللي ترتجف..
انصدمت من ظهوره قدامها.. وحالته الجامدة اللي هو عليها..
فهمت ان جموده بسببها.. وهو اللي عمره كان يطفح حنيّة مع الناس كلهم...
قال من مكانه وهو يناظرها : "قومي ارجعي .. معي"
بكت مو مستحمله تغيّره عليها : مابي ارجع مابي ارجع أبي بس أفهم لييييييييييييييييه..
وانهارت مرة ثانية تبكي وتشهق بقسوة على نفسها.. وقوفه قدامها الحين يزيد الموضوع عليها..

تقدم خطوة ..ووقف ..وهو يناظرها بجمود مزيّف يخفي ألـم وراه : تفهمين ايش؟؟.. مو فهمتي كل شي ألحين؟؟
بكت أكثر حاسه ان الدنيا كلها ضدها : أنااا آآآآآآآآآآسفة..
شد قبضته وقال بهدوء : ما يحتاج تعتذرين.. وقفي هالبكي الماصخ الحين..
رفعت راسها ويدها على خدها وخدر جسمها يزيييد عليها... بدت تحس انها تفقد احساسها بالتدريج.. ما تدري ليه..
منظر بندر الغريب .. عوّرها..
كانت تدور في هالملامح عن شي يخصّ بندر القديم.. بس ما لقت..
بلعت ريقها وهمست وتعبها يزيد : بندر ..س.سامحني..
وكن هذي هي الكلمة الوحيدة اللي تملكها .. عشان تكفّر عن اللي سوته..من غير قصد !
كمّلت.. يوم ما رد عليها : بندر.. مقدر أخسرك !

كلمتها أثّرت عليه يوم شاف انهيارها اللي يزيد ما يخف.. بس حافظ على مشاعره وفي باله إن ردّة فعلها الحين كلها تدور حول محمد..هو خارج دائرة ردة الفعل ذي.. ولا حسبها صح !..لأن سحر ما بكت عشان محمد وبس...
ما يبي ينجرف بمشاعره من جديد عقب اللي صار ،
اتخذ قراره من ساعة.. مثل ما اتخذ محمد قراره...
وكلن منهم قرر.. ينسحب !

فعطاها ظهره .. وقال : قومي ارجعي عالمخيم..
قالت يوم حسّت ان اعطاءها قفاه .. يعني صدّ .. ورفض جديد لها : "ب...ن"
بكت ، يوم حست انها بتخسر... الدواء الوحيد من بعد المرض اللي اسمه "محمد".. الدواء اللي هو بندر..

غمض عيونه من نبرتها المنهكة.. ولأن وضعها ما يرضي لا صديق ولا عدو..
فقال بهدوء وهو على نفس وضعه : سحر اللي تسوينه بنفسك.. مارح يغيّر من الأمر شي.. محمد لا ظروفه اللي......
صرخت على اسمه اللي استفزّها ، وعلى بندر اللي مو فاهم انها تبكي هاللحظة بالذات بسببه ، وعشانه : لا تقوووووووووول محمد ..... أكرهه الحين ما احبه.... أنا ....
وهدت نبرة صوتها وهي تمسك راسها ، بحالة ما كانت طبيعية : اف..افهمني... الحين..
ما عاد عرفت تركّب جملتين على بعض.. ولا تدري وش تقول !!
فقدت تركيزها كلياً،
عقد حواجبه من نبرتها وكلمتها .. والتفت بهدوء من طلبها انها تفهمه ...لقاها ماسكه شعرها .. وحاطه راسها على ركبها بحالة يأس..
عرف انها بحالة معاااناة..ما قد شاف انسان فيها.. ولا عمره يظن انه بيشوف... حتى هو نفسه... ما قد وصل للمرحلة من اليأس والبؤس اللي سحر فيه الحين !!
عرف .. وتأأكد .. ان البنت صارت بحالة غير طبيعية.. ما توقع بيوم انه بيشوفها على ذا الحال...
كانت تهمهم بكلمات مو واضحه بس كان يسمع اسمه "بندر" .. فيها...

تنهد من اعماااق اعماااق قلبه .. وكل اللي يبيه الحين إنّها تهدى ...
تحرّك..ومشى ناحيتها...ويوم وصل .. جلس على ركبة وحدة أمامها مباشرة ..
وقال بهدوء وحنيّة : ..سحر .. ما يسوى عليك اللي تسوينه بنفسك..
رفعت راسها ..والتقت عينها الغاارقة بسيـل ..بـ عـينه..
لحظة صمت.. بينهم..
دموعها اللي تنزل..
وعيونه اللي تشوف.. آثار صدمة محمد عليها..

بندر بهدوء وهو يضغط بقبضته على ركبته.. من الألم: محمد.. ما يستاهل اللي تسوينه بنفسك..
انفجــرت بوجهه : قلت لـــك لا تقول محمد.. أكرهه الحين أكرررهههههههه...
وشرقت تبكي بمرااارة ..و قالت من غير لا تحس باللي تقوله كانت بشر ثاني : بندر... لا تخليني مثله.. ما عدت أحبه أفهممممني أكرررررهههههه

ارتجفت يده..واخترقه ألم موجع من اللي سمعه ،
وكـن أحد رمى على راسه أقسى صخرة موجودة بالكون... وكنّه بدا يفهم ،! اللي هي تقصده ... واللي هي تبيه !!
قام واقف بسسرعة ..وكنّ عقرب لسعه.. ما يبي يصدّق نبرتها !!
ابتعد عنها خطوتين يبي يجمع شتات نفسه..
انتبهت له سحر و لـ حركته.. اللي تعني الرفض..
ما عاد فيها حيل عالبكي المريييير : انا اسفة يا بندر أنا أسفة.... اسفة...اسفة... والله اسفة....
صارت تردد هالكلمة لعلها تشفع لها عنده .. وهي تغطي وجهها بيديها..وهذي حيلتها الوحيدة ،!

فرك جبهته من جديد براحة يده.. دليل معاناة جديدة ..من وضعه ، ووضعها ،!
سحب نفس لـ صدره الضاااايق.. وهو يسترجع قراره الأخير.. ،
تأخّرتِ يا سحر كثير... وليتها جت قبل هاللحظة... ليتها جت قبل خطبة محمد الموجعة !!
ما يقدر يكون بديل محمد بهالطريقة !!

قامت سحر واقفه بعد جهد جهيييد..وهي تسند ذراعها عالصخرة اللي وراها.. كانت تفقد طاقتها بسرعة خارقه...
تحس كأنها مريضة من سنين وهدّها المرض وأنهاها.. وهي على وشك الموت الحين..
كانت تحتضر..!
مشاعرها تجاه محمد... تحتضر الحين !!
ومشاعرها لـ بندر الوليدة من يومين.. كانت تكبر ..!

وما بقى لها... غير بندر..اللي بينتشلها من بؤسها الحين..
كانت تحتاج لقلب.. يعطيها الحب اللي ما حصلته من محمد..
كانت تحتاج تحب.. قلب وفي..وحنون.. يكفف جراحه !
وكل هذا متمثل في بندر...نقيض محمد ! ..الانسان اللي من المفروض كانت تحبه من البداية ..!
وتلاحظه من البداية !!

نطقت ببحة.. وحروفها تختفي: ب..ندر..

نطق بصوت واااضح وكأنه يبي يحط حدّ لشي معين : ...اسمعيني يا سحر.. (بهدوء)
رفعت عينها المنهكة له.. تناظر كتفه وراسه وهو معطيها ظهره...

وكمل من غير لا يلتفت وهو يحارب تردده : ...لازم ..تفهمين شي معين.. وتحطينه في بالك..وما أبيك تعطينه أكبر من حجمه..
سكت وهي كاره إنه يقولها ..وهي تناظره بملامح ضايعه !!
كمّل بنبرة لين : اللي صار مني ..انسيه.. ولا تفكرين فيه... إنتِ سحر.. بتظلين بنت عمي ومثل اختي ،

تناظره وهي تختنق بصمت ...بداية.. لنهاية ثانية بالنسبة لها...كذا لمّحت لها الكلمات..

وقال بعد صمت قصير.. كان يرتب فيها توازنه..بصوت حاول يكون هادي ولطيف قد ما يقدر : والكلام اللي سمعتيه مني... انسي انك سمعتيه...(التفت وابتسم بلطف).. لأني من اليوم ورايح.. بكون بندر اللي طول عمرك عرفتيه ..وما عندي شي أقدمه لك... غير انك.. بنت عمي واختي.. اللي أخاف عليها مثل خواتي.. بتظلين اختي الثالثة اللي أعزّها

كلماته .. بقدْ ماهي لطيفة بمعانيها.. ومحاولته إنّه يخفف الأثر عليها... لكنها بالحقيقة ، أنهتها أنهتها خلال الثانية مليون مرة... كانت تبي شي يعزّها عقب الذل اللي حسّته مع محمد .. كانت تبي تسترجع كرامتها وتحافظ على احاسيسها لا تنداس قدام نفسها ! .. ولا تبي تنرفض من جديد !!
كانت هالمرة تبي تحبّ بندر... لأنها أدركت إنه هو اللي يستاهل صدقها واخلاصها ... ومحد غيره يملا عيونها الحين !!

كمل وهو يشوفها شاردة ووجهها يتلوّن..ولا يدري إن مشاعرها اصلا بدت تتحوّل خلال الأيام الأخيرة ..
وقال وهو يلتفت ويبتسم بحنية من ورا قلبه المتوجّع : كسبتيني أخو...واللي صار أنا مسامحك عليه.. فـ لا تفكرين بأبعد من كذا.. أرجووك يا سحر..

كلامه مؤلم !!
انتبه ان وجهها يتحول لـ صُفرة مخيفة.. ودموعها تغسل وجهها بانهمار وبصمممت غريب !
وقّفت سحر عن البكي والنحيب.. بشكل مفاجئ معد صار لها صوت !
بس ظلت دموعها تنزل بغزارة .. وكنها فقدت الصوت وفقدت الكلام..بذيك اللحظات

مرت ثووواني..وهو ساكت يناظرها بعين عطووفة يبيها بس تهدى ..الموضوع انتهى بالنسبة لهم الثلاثة ولازم تتماسك..!
استجمعت سحر أنفاسها اللي ما تدري هو الأكسجين انتهى من الكون ولا وش صار لها ... وكل اللي قدرت تقوله.. وبكل هدة حيل.. استندت على سطح الصخرة الخشنة بيدها ..وحاولت تجلس عليها : م..مكن.. تتر..كني لحالي..؟

بالموت طلعت منها... خدرها ينتشر بكل أنحاء جسمها .. تحس انها مثل المشلولة.. ومرضها ما رحمها !!
ومحد حاس فيها..
حتى بندر؟؟..
اللي يحبها.. أكثر من أي شي ثاني ..
خذلـها !!

بندر خاف عليها : سحر!
قالت بهدوء غريب اكتسح هيئتها بالكامل بعد ما كانت ثايره : ممكن؟
ورجعت تجلس عالأرض.. رمت نفسها رمي وظهرها للصخرة : ...أبي.. أج..لس ...لحالي..!

هدوئها هذا زاد من استغراب بندر.. لكنه تفهّم وتحرك بيمشي..لعل في ذهابه راحة لها وهو يقول : لا تعطين اللي صار يا سحر أكبر من حجمه.. ما يسوى اللي تسوينه صدقيني..
كان يحاول يخفف عليها وطئة اللي صار ويحسسها ان اللي صار بيكون صعب اذا هي صعبته على نفسها..
لكن هو مب حاس بالجرح العظيم اللي يلوي كل عصب شعور تحس فيه.. مب حاس بالاهانة والانخداع اللي هي تتقلّب فيه !!
غمضت عيونها وقالت بنفس الهدوء المفاجئ : ... ابعــد من هنــا ..!

ما قدر يقول أكثر ،
وقال وشكلها مرة يألمه : ... ارتاحي مع نفسك شوي.. بعدين ارجعي ..
قالت بجمووود وهي تناظر الفراغ وما تناظره : ابعد.. من هنا ... !
ما قدر يسوي شي غير إنه مشى وتركها وهو ضااايق... وكل أمله إنها تهدى شوي مع نفسها .. وترجع !


حطت يدها على جبهتها وحركتها لين شعرها.. وشدت بدايته من الألم والقهر والوجـع..
بندر تركها!!
بلحظة هي بأمس الحاجة له.. خصوصا يوم فهمته.. وعرفت عن شعوره !!

حطت يدها على صدرها وهي تحس بتعبها الغريب يزيد.. ودوارها مستمر معها لكنه زاااد بهاللحظات..
تنفسها زاااد ما عاد صارت قادره تسيطر عليه ..
لقت نفسها لا شعوريا .. تحط راسها عالأرض.. واستلقت على وعرتها تبي ترتاااح... اتخذّت من الأرض الخشنة حضن حنون يلمّها...
حسّت إنها تفقد نفسها..وشعورها .. وصوتها ... وأنفاسها تتسرّب منها وصدرها يضيق ..ويضيق
ويضيق..!

همست بصوت واطي.. باسم آخر شخص.. مستحيل بيوم من الأيام يستغني عنها..
"خ..االد"..

::

كان خالد يدور بالمخيم باستمرار.. ويبحث في الأماكن اللي حوله..ويناظر بكل الجهات لعله يلقاها.. ويوم ضاقت فيه وحس ماله أمل ..لقى نفسه يدق على مشاعل..كـ آخر حل ..
مشاعل اللي ردّت لأنها كانت تبحث عنها هي بعد : الو..
خالد وهو ماسك الجوال ويناظر حوله : هلا مشاعل... (ما عطاها فرصة) .. رجعت سحر؟؟
مشاعل بقلق : لا.. توّني أدورها بالأماكن القريبة اللي رحنا له ما حصّلتها..
خالد : ما قالت لك شفيها..

ما ودّها تقولّه السبب ما تدري إذا ينفع إنّه يدري !! .. قالت : ما قالت لي شفيها ..شفتها تبكي وتركتها لحظة ..رجعت وما لقيتها..
هزّ راسه بقلق .. وطاحت عينه على بندر مقبل ، واللي كان يمشي ناحيته ووضعه ما كان يبشر بخير.. شارد ووجهه متجهم وحالته صعبة..!!
سكّر بوجه مشاعل من غير لا يحس وهو ينادي بندر .. اللي خلا مشاعل تطنقرررررر..

خالد وهو يمشي بسرعة لـ بندر : بنـدر بشّر عسى لقيتها.. ما بقى شي عالمغرب.. بنمشي خلال ربع ساعة..!
ناظره بندر نظرة غامضة.. احساسه إنه ندم عاللي سواه فيها..مسيطر عليه.. مو عارف اللي سواه صح ولا غلط !!
رفع اصبعه الابهام... وأشر لجهة من فوق كتفه : شفتها تمشي بذيك الجهة ..قلت أجي عشان اعطيك خبر ترجّعها..

تهلّل وجه خالد : وين؟؟؟
بندر : عند الجبل ذاك اللي رحناه قبل يومين عشان المغارة .. لمحتها تمشي لحالها ..عند المنطقة الوعرة أتوقع بتلقاها هناك.. ان ما كانت تعدتها

تحرك خالد مباشرة هنااك .. وشعور سئ ملازمه .. ما يعرف مصدره..!!
وما غاب عن باله اصلا إنها مريضة !!
سحر عمرها ما خبّت عليه شي... بس اللي فيها الحين ودمعتها اللي نزلت.. لا يمكن تكون من فراغ..
يا ترى وشفيها اختك يا خالد..؟؟

أهملتها يا خالد.. أهملتها كثير !!
أهملتها لدرجة إنك صرت .. ما تدري وش فيها
ولا من متى.. سحر... تبكي بعيد عنك؟!!

زاد من سرعة ركضه من شعور الذنب اللي كبر.. وخوفه لشي بيشوفه ..
وصل للمنطقة الخضرا اللي تسبق المنطقة الوعرة حول الجبل... وتجاوزها.. هدّأ من سرعته وصار يمشي بخطوات سريعة وهو يناديها
"سحر"
تلفّت يمين وشمال.. ولمح الصخور المتوسطة الحجم بأرض وعرة كلها حصى... توجه لها وهو ينادي من جديد..
"سـحر ! "

ما لقا رد للمرة الثانية..
كان الهدوء الكئيب مخيّم عالمكان..وصدى صوته يرجع له والوقت والمكان تحوّل لـ شي موحش !
دخل المنطقة الوعرة اللي الصخور منتشره فيها بشكل عشوائي..

وتجمّدت خطوته من اللي شافه ..ومباشرة ، اتسعت بؤرة عيوونه ،.. وطلعت من محلّها.. من المنظر المخيف !
سحر كانت طايحه عالأرض الخشنة .. بحالة غريبة.. جثة هامدة !
ركض لها وهو يصرخ بفجعـة : "ســحر !!!" ..
طاح جنبها ورفع راسها .. ويده على وجهها اللي كان مُصفر بشكل مخيف..وحرارتها ناااار تحرق !!!
وجهها المريض مليان آآثار دموع
آثااار غزيرة وعميقة.. تقول ان اللي ذرفته مو شوي..!!

هزّها بقوة مثل المجنون.. مو عارف وش اللي صار لها ؟!!
"سحر... سحر... ردي علي"
راسها كان يرتد يمين وشمال مع هزّاته.. مافيها ذرة استجابة ..
كانت مثل قطعة القماش.. الخرقة البالية.. بلا روح !

خالد بصوت يعلى.. وهو يقلب وجهها بلا فايدة : سحر فتّحي عينك.. تكلّمي..وش صار معك ؟؟
ما كان لها صوت ..ولا حتى بوادر إنها تسمعه..
زاااد خوف خالد ولقى نفسه يرفع تلفونه ويدق على بندر .. ومن انرفع صرخ بسرعة مو معطي لـ بندر فرصة يقول هلا
: بندر بسرعة السيـااااارة..

بندر اللي انفجـع ما فهم طلبه...، صرخ بدوره : شفيك وش صااااير؟؟؟
خالد : السيارة جبها بسرعة باخذ سحر عالمستشفى..

اختل تواااازنه وبغى الجوال يطيح من يده .... توّه تاركها بخير قبل شوي !!!
وتسمّي الحال اللي تركتها عليه .. بخير يا بندر !!؟

انتبه لصرخة خالد الغاااضبة : لا تسكت مثل الغبي السياارة بسررعـــة
قفّل الجوال وركض مثل المجنون على سيارته.. فتحها بسرعة تحت أنظار كل من محمد .. وتركي اللي كانوا واقفين قراب..
وقبل لا ينادونه ويستفسرون عن سبب حالته اللي تقول إن فيه مصيبة صايره .. شخط بالسيارة شخطة مزمجرررة أصدرت ضوضاء منفجرة سمعها كل اللي في المخيّم.. وخلاهم يطلعون من خيامهم مسرعين وخصوصا الرجال.. مرتاعين من الصوت اللي يقول إنه صدر من وحدة من سياراتهم .. بسبب أكيد انه مو عادي..

وصل بندر للمكان خلال دقيقة وحدة بس !..
ونزل ..وصدره يطلع وينزل بفجعة.. وقف مكانه وعيونه شاخصه وهو ماسك الباب بيده ..منصدم من هيئة سحر اللي كان خالد شايلها ناحية السيارة.. بوضع لا يوصف..
كانت.. مثل الميتــه !

ارتجفت شفاه بندر ولمعت عيونه بدموع مندفعه.. من غير ارادته..
انت اللي وصلتها لهالحال... بغبائك..!!
زدتها وهي ما كانت ناقصة.. كنت تقدر عالأقل... تعالج ولو شي بسيط من اللي سببه أخوك... بكلمة بسيطة منك..
بكلمة "قبـول" يوم طلبتك..

حس انه فقد قوته هو الثاني..
ما وعى الا على صـرخة خالد المدوووية بعد ما حطها بالسيارة : "وش تنتظــر يالغبي ؟؟؟!.. "
انتبه على خالد وهو يركب عندها بالسيت الخلفي .. لقى نفسه يركب ورا الدركسون ويشخط بالسيارة من جديد..
×


عند المخيم ..

الرجال كانوا واقفين يراقبون سيارة بندر اللي كانت طايرة مثل البرق قدامهم لـ وجهه ما يعرفونها.. مخلّفة وراها موجة مخيفة من الغبار اللي حجبت الدنيا عنهم !
ما قدروا يجلسون لأن سرعة السيارة وطريقة سيرها ما تبشّر بخير..
ابو خالد اللي كان واقف جنب ابو محمد من جهة .. وجنب تركي من جهة ثانية.. قال بقلق : الله يستر شفيه هالولد يا عبداللطيف..

عبداللطيف "ابو محمد" : شفيه اخوك يا محمد وراه طار بالسيارة كذا..؟؟؟؟
محمد اللي انتابه قلق مفاجئ : مدري شفناه يركض.. فجأة ركب سيارته وطار بها ..
قال ابو خالد بقللق : دق عليه خلنا نشوف وش سالفته..

رفع محمد تلفونه ودق على بندر .. بس بندر ما رد.. ما كان بحالة اصلا تسمح له يرد .. وخصوصا من اخوه محمد !!
محمد باستغراب : ما يرد!
ابو خالد : الله يستر..

تركي قال فجأة : خالد معه على ما أعتقد ..!
كلهم طالعوا وليد اللي نطق فجأة .. قال يهدّي الاستغراب عليهم : شفتهم قبل شوي يمشون مع بعض.. أظن ان خالد معه ..
مباشرة رفع ابو خالد تلفونه بيتصّل على ولده ..
إن كان خالد مع بندر.. فالموضوع أكيد كبير...!
×

في سيارة بندر اللي مسكت الخط بسرعة 180 .. وقابلة للزيادة ..!!
ناظر خالد جواله ولقاه ابوه .. ثم رفع عينه لـ بندر اللي مركّز عالطريق ووجهه مو طبيعي من اللي يفكر فيه والندم الفضيييع اللي يعيشه ..
لازم يرد ويعطيهم خبر.. لا يقلقون ..

رد بهدوء مناقض للخوف اللي يعيشه.. وهو يشوف وجه سحر اللي راسها بحضنه.. مخطوف لونه.. وفاقد كل حياة !!
ودموعها اللي ما جفت للحين حافره آثارها على خدها حفررر مو طبيعي !!

" هلا يبه"
ابو خالد هتف والكل حوله يسمعه..يتحرّى خبر : هلا خالد... عسى ما شر وينك انت وبندر...؟؟؟
زفر يحاول يعطيهم جواب هادي من غير لا يخوّفهم : ما شر يبه.. كل خير ان شاء الله... بس... سحر.....

كان بيكمّل كلامه لولا ان ابو خالد.. من سمع اسم بنته .. صرخ مرتاااع والكل حوله ركّزوا معه .. وخصوصا تركي..
"وش فيها بنتي؟؟؟..تكـلم؟؟"

قال ابو محمد لا شعوريا : يارب سترك!
خالد بهدوء وقلبه يررجف : مافيها الا كل خير ان شالله...بس.. تعبت شوي فقلت أوديها المستشفى.. مافيها شي كبير..
ابو خالد بخوف وصوته منفعـل : تطير بالسيارة بذا الطريقة!! كن عندك أحد ميت.. وتقول مافيه شي كبير! شفيها اختك يا خالد لا تكذب علي..

غمّض خالد عيونه وش يقوله .. هو للحين مو عارف وش اللي فيها.. غير ان الأعراض اللي عليها ما تطمّن..فاقده نفسها بشكل تاااام .. وتنفسها مضطرب غير منتظم..وضعيف.. وحرارتها نااار...وكل ذي الاشياء تخوّفه!!
ابو خالد بانفعااال : رد علي يا خالد وش فيها وش صاير لها.....

لاحظ تركي انفعال ابو خالد .. وتأكّد إن اللي صاير شي كبير !!
ولقى نفسه يقول : لا تشيل هم يا عمي.. ان شالله خير تعال خلّنا نلحقهم
قال ابو خالد بعد ما انتبه لوليد واقتراحه : لا وصلتوا للمستشفى دق علي علّمني .. بنجيكم على طول..
خالد : ان شالله..

سكّر ابو خالد.. وركض تركي قدامه لسيارته..
ركبها وشغّلها وابو خالد يقول لأخوه : بنسبقكم للرياض يا عبداللطيف.. خذ ام خالد وبيان معكم
ابو محمد : خلاص بنركّب باقي العفش كلها عشر دقايق وماشين وراكم .. بس بشّرنا يا مساعد عالبنت الله يخليك

تحرّكوا بسرعة..
ومحمد كان يراقب الحوارات السريعة قدامه وهو ساااااااااااكن !! ، يطالعهم ويسمعهم وهو مو مستوعب شي !!
حالة الصدمة الموجعة سيطرت عليه.. ما استوعب الموضوع الا عقب ما تحرّكت سيارة وليد من قدام عيونه ..

ومن غير إرادة .. لقى عمره يدق على بندر عقب ما تأكد الحين إن السالفة كلها تخصّ سحر !!
هوى قلبه لأعمق نقطة بين ضلوعه .. فجعه الموضوع !!
كيف ووشلوون؟؟
وش صار لها...
فجأة كـذا ؟!!!!
×

بعد نص ساعة ..

بسيارة محمد راجعين .. وبعد ما عرف الكل باللي صار لسحر ..
كانت مشاعل خانقتها العبرة شوي وتفجّرها صياح...ناظرت شادن ودمعتها على وشك النزول .. اللي مخوّفهم إنه للحين ما وصلهم خبر على حالتها .. ما يدرون وش صار لها...، قالت : وش صار لها ذي بموت من الخوف..!!
شادن وهي تناظر من الشباك والأفكار المقلقة مسيطره عليها : ...الله يستر.. فجأة كذا قالوا خذوها للمستشفى..

لفت مشاعل بصمت لـ محمد تشوف وجهه ... محمد الساااكت واللي ما طلعت منه كلمة وحدة من وصلهم الخبر..
قالت بعتاااب لعلّه يفهمه : محمد ما عندك خبر وش فيها ؟... ما كلّمتهم تسألهم..؟؟
ما رد.. الصمت والتجهم عنوان لوجهه .. كان يطالع الطريق المظلم قدامه.. ما كان مستعد يحكي ..من جوا تراه منهااار وتعباااان .. لا يغرّهم هدوءه الخارجي !!
احساس داخله.. كان ينغزه ويلمح له..
ويلوووومه !!

ضغط عالدركسون بكل أصابعه.. وهو يتمنى يعرف بس.. وش اللي صار لها بالضبط؟؟
×

بالمستشفى..

اندفع خالد من باب غرفة عيادته .. ناحية الشماعة الخاصة الموجودة.. وبكل سرعة وتوتر سحب اللاب كوت والسماعة الطبية المرميّه عالمكتب.. ثم ركض للباب بتووتر..لكن وقّفه ظهور الدكتور نايف عند الباب ، واللي كان واضح عليه إنّه عرف باللي صار وجاي يستفسر..

د.نايف : دكتور خالد؟؟... عسى ما شر وش صاير سمعت ان إختك وصلت المستشفى ؟
خالد وهو يلبس اللاب كوت ويعدّل الياقة بكل سرعة واحترافية : طاحت علينا وللحين مو عارف وش فيها.. استلمها الدكتور وائل مباشرة.. بروح أشوفها الحين..!

ابتسم الدكتور نايف يوم لاحظ القلق بارز بوضوح بملامح خالد : إن شالله خير.. مدامها مع الدكتور وائل تطمن ان شالله إنه خير..
خالد : ان شالله.. انا رايح لها عن اذنك..
وركض قدامه والدكتور نايف يراقبه بعيونه.. واضح عليه خايف عليها مرة وتعاطف معاه.. !!

"داد ! "
التفت ناحية الصوت الناعم والعفوي..
وشافها تمشي له وهي مدخّله يديها بجيوب اللاب كوت حقّها.. وعرف إنها توّها منتهيه من جولتها
د.نايف بابتسامة أبويّة : هلا.. كيف التدريب معك؟
ابتسمت ياسمين : حلو.. رحت لعيادتك ما لقيتك.. قلت نروح انا وياك نشرب لنا كوفي تحت..
ابتسم وقال : مشغول الحين عندي جولة لازم أنهيها.. اذا خلصت ان شالله وعندي وقت اتصلت فيك..
ابتسمت...لكن خفّت ابتسامتها ..يوم انتبهت إنه واقف قدام عيادة الدكتور خالد..!

ناظرته باستغراب وفضول : ليه واقف هنا؟؟ مو قلت لي الدكتور خالد ماخذ اجازة اسبوع.. مو موجود..
د.نايف : الله يعينه ..اخته طاحت عليه وجابها للمستشفى.. توني شايفه

طلعت يدها من جيبها .. وباهتمام مفاجئ : اخته؟؟.. شفيها؟؟
د.نايف: للحين مدري ..توّهم مدخلينها للكشف وصلني الخبر.. وجيت أستفسر.. هو عند اخته الحين
سكتت يوم سمعت الخبر وثار اهتمامها !
د. نايف : يلله انا بروح اشوف شغلي ..
راح وتركها ،
وهي شافت وحدة من صديقاتها تمشي.. قامت نادتها : سناااااااااء..
×

طلع خالد من غرفة الكشف.. لقى بندر جالس بالكراسي المقابلة.. ومنكس راسه للأرض... بحالة صمت عميق مو قادر يشوف ملامح وجهه..
قرّب منه بهدوء وناداه : بندر ..!

رد بندر من غير لا يرفع راسه.. وكنّه ما يبي يتواجه مع احد.. لا يشوفون الألم والندم اللي بوجهه : ..شلونها؟
خالد وهو يجلس جنبه تنهّد : الدكتور وائل حاليا معها.. دخلت بس اشوف وضعها..فاقده وعيها حاليا ..قلت له انها مريضة من امس ورح تخضع بعد شوي لأشعة مقطعية للدماغ حتى يشوفون وش المشكلة !
غمض بندر عيونه من النتيجة.. ألم لا يحتمل .. ندم..
ما رد..
ما علق..
ما اصدر ردة فعل..

خالد ناظره لقاه على حاله منكس راسه بطريقة غريبة : شفيك.. تعبان؟؟
بندر : شوي..
مسك كتفه بقبضته..وربت عليها : بروح أكلّم ابوي..وأطمّن أمي كل اللي قلته لها اني ودّيت سحر للمستشفى عشان حرارتها ما خفّت وتعبت زود .. وصدّقتني !

راح عنه.. وما صدّق بندر انه ابتعد.. رفع راسه واسند ظهره..يناظر نقطة بالجدار قدامه..
كنت تلوم محمد على أسلوبه معها..
وصرت ألحين ...مثله !

تذكّره لوضعها وهي تطلبه ما يتخلّى عنها.. يدمّره مليون مرة.. !!
كانت بذيك اللحظة بحاجة للي ينتشلها من آثـار الصدمة اللي سبّبها محمد بخبر خطوبته.. كان بندر كل شي بالنسبة لها بذيك اللحظة.. لكنه فضّل يستمر عاللي هو فيه وينهي هالتوهان اللي بهذله..واتخذ القرار !! بدل لا ياخذ بيدها ويعوضها عن محمد.. يوم طلبت منه ذا الشي..
خذلهــا..
وهل خذل نفسه..؟؟
مو هو كان يبي هالشي من البداية.. يبي ينهي الوضع اللي هو فيه؟؟

فرك جبهته وهو يعذر عمره.. هو اتخذ قراره إنه ينهي هالأمر..مثل ما سوّى محمد !! ما يقدر الحين يتراجع بعد ما اتخذ ذاك القرار بصعوبة..
خلاص يبي يعيش حياته وينساااها..
ما يبي يعيش وهو الرقم 2 بحياتها ..
ما يبي يكون مجرد بديل لـ محمد !!
ضرب راسه على خفيف..بالجدار وراه بشكل متكرر وهو مغمّض .. يبي يتخلص من هالأفكار السلبية اللي هو فيها..
×

وصل ابو خالد وتركي للمستشفى.. ودخلوا بسرعة بعد ما كلّموا خالد اللي كان ينتظرهـم في لوبي المستشفى عشان يدلّهم..
وهم بالطريق لـ غرفة الكشف.. وخلال عبورهم للممرات بسرعة .. قال ابو خالد : بشر يا خالد وش صار لاختك؟؟
خالد بهدوء ما يبي يخوفه : كل خير.. الدكتور وائل يخضعها الحين لأشعة كاملة للدماغ.. ان شاء الله بسيطة
ابو خالد : لا تخبي عني شي ..لو فيها بلا قلّي صارحني ..روّعتني اختك كانت بخير وصحة بالمخيم.. وش صار لها عشان توصل للمستشفى؟؟
خالد : سحر من أمس معاها حرارة .. ان شاء الله تعبها ما يتعدّا ارهاق
قالها خالد من ورا قلبه ، وهو يدري إن اللي فيها أكبر من كذا ..!! ، بس ما بغى يقول شي لأبوه قبل ما تطلع النتايج ويتطمّن هو بنفسه ،

تركي كان يمشي وراهم ، وهم قدّامه لأنهم كانوا يتناقشون حالتها ..
بس كان يستمع بصمت !!
جااه فضوول عارم .. يدري إنها اليوم الصبح لمّا اكتشفها بسيارته ، ما كانت طبيعية !!
طقّه فضوووول !!

وصّلهم خالد لـ غرفة الكشف اللي كان بندر جالس قدامها .. وحالته مو مضبوطة ..ازرار قميصه العلوية مفتوحة ..ومسند راسه عالجدار وراه..ومغمض...اللي يشوفه يقول نايم مو حاس بأحد..!
خالد : ارتاح يبه رايح اشوف الدكتور وجاي..
ابو خالد بقلق وهو يجلس بالكرسي المقابل لـ بندر : استعجل يا خالد ابي اشوف اختك ماني متطمّن..
ابتسم خالد بحنية : يعني ما تثق بولدك يبه.. لا تخاف سحر في ايدي أمينة.. وشلون لا صارت تحت مراقبتي لا تشيل هم رايح أشوف وش صار مع الدكتور..

تركهم ودخل لـ غرفة الكشـف..،

وتقدّم تركي اللي كان يمثّل القلق على وجهه .. وجلس جنب أبو خالد اللي فرك وجهه بقلق وضييق...
وقال بهدوء يقالّه يطمّنه : ان شالله انها بخير.. لا تشيل هم..خالد معها..
ابو خالد وهو يتنهد وهمّه يزيد : أول مرة يصير لها شي مثل ذا.. اول مرة تطيح علينا.. هالبنت غالية علي يا وليد..غالية علي..
سكت تركي لحظات.. ، وابتسامة غريبة ظهرت على فمّه ..
فكرة حقيرة خطرت على باله !!
يبي يشوف الهم على وجه هالشايب ..يزيد زود.. وزود .. وزود .. !!
وما رح يرضى بالقليل !!

وبعدها قال وهو يبتسم : ما عليها الا العافية يا عمي.. لو فيها شي كايد كان قالنا خالد..
انتبه ابو خالد لـ بندر اللي كان حاط راسه عالجدار ومغمض.. وساااكن !!
وناداه : بندر ؟

فتح بندر عين وحدة.. ولقى عمه ووليد قباله ..
حاول يبتسم : وصلتوا ؟
ابو خالد : تبي تروح ترتاح رح ما قصّرت !
بندر بابتسامة مريرة : .. مو تعبان يا عمي لا تخاف..
ريّح ابو خالد ظهره للمسند وهو يحتري ولده..يطلع ويعطيهم خبر !
::

يُتبع ،


راجعه بعد اختباراتي

لا تحرموني تعليقاتكم


nona-zidan 09-03-11 08:20 PM

شكرا كتير.......ز ربنا يوفقك:dancingmonkeyff8:

ألوان 10-03-11 03:52 AM

يالله مو عشان مدحتك بانك دايم تنزلي بارت طويل اليوم تبخلي علينا



ادري بتقولي طماعه بس شو نعمل القصه رووووعه


وتبغي الصدق أنا بقعد على اعصابي الين اعرف نهايتها

ومن قلبي اقلك الله يعطيك الف عافيه ويارررب يسهل عليك أختبارتك

ولنا لقاء قريب انشاء الله مع بارت محرززز
أختك الوان

غيمة الشتاء 10-03-11 08:28 AM


حنوووو مشكوووووره ع النقل الراااائع
يعطيك الف عافيهـ

بحة حنين 11-03-11 12:56 AM

مشكورة على النقل

الله يعطيك العافية

حرير وردي 11-03-11 04:30 AM

مشكوووووووووووره حبيبتي عالنقل
يعطيك العافيه
البارت رااااااااااااااائع
ومتشوقين نعرف شنو راح يصير في سحر؟؟
وهل اللي صار راح يأثر على نفسيتها؟؟
وهل ستتغير شخصية سحر بفعل الصدمه لتنقلب 180 درجه !!؟؟

موفقه الكاتبه في امتحاناتها
يعني ؟؟؟
ننتظر البارت القادم بعد شهر أو شهرين كالعاده ..
الله يصبرنا
لأن الروايه ابداااااااااااااااااع
دمتم بخير

#دهن العود# 19-03-11 04:08 PM

مشكووووووووووورة اختي ع النقل ويعطيش الف عافية ع المجهود
سحر
تحززززززن بالمره وشي صعب انش تنرفضين من شخصين هم محور حياتش ماتستغنين عنهم ابد والله يعينش يارب وتعدي ذا الازمة ع خير واتوقع ان من ينتشلها من حالتها هاذي هو وليد بيساعدها على تعدي ذي المرحلة وتبدأ سحر بالحب الحقيقي لوليد ويبدأ التغيير لمسار الرواية مشاعل
بعددي خليش كذا قوية واستفزي خالد دايم والى الامام ان شاءالله وتحصلين على اللي تبينه عن قرييب لان خالد ع قولتهم (على خط طريف)بس شوية حركات وبيطيح ويرفع راية الحب لش عمر
ماقد شفت انذل واحد مثلك ياخي ليش تعذب شادن الرقيقة والله ماتستاهلك المفروض انك ما تعشمها يا تقولها عن بلاويك وتخليها والله ترجع عووووووومر اللي هي خابرته

عالعموم ودي اني اكمل تعليقي على كل الشخصيات بس الوقت مايسعفني وان شاءالله اني راح ارد اذا ربي كتب
ومشكووووووووووووورة يالغلا ع النقل للرواية الاكثر رووووووووووووووعة
وبغيت اسأل عن الخط اللي تكتبين به حلوووووووووووووووو بقووووووووووووووة وداخل مزاجي وعاجبني وش نوعه والااسمه لاني عجزت وانا القاه

وتقبلي مروري
#دهـــــ الــع ــــــووووووود ـــــــن#

#دهن العود# 19-03-11 05:16 PM

مبروووووووووووووووك الف الف مبروووووووووووووووووك ع التثبيت
تستاهل الرواية ويستاهلون ناقليها وعقبال مانفرررح بكتمال الرواية عن قريب
تقبلوا ودي ومروري
#دهــ الـــ ع ــــود ـــــن#

ندى الشمس 22-03-11 02:06 AM

رواية روووعه ننتظر ع احر من الجمر

احساسي ملاذي 23-03-11 01:00 AM

قصة ولااااا اروووووع مشكووووووووووووووورة ننتظرررك بشوووووووووووق.....
...دمتي ودااام عزك...ودي لك:welcome3:

حرير وردي 23-03-11 08:53 AM


فيه أخبار متى بينزل بارت جديد ؟؟

♫ معزوفة حنين ♫ 23-03-11 11:06 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona-zidan (المشاركة 2666376)
شكرا كتير.......ز ربنا يوفقك:dancingmonkeyff8:




العفــو ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 23-03-11 11:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألوان (المشاركة 2666674)
يالله مو عشان مدحتك بانك دايم تنزلي بارت طويل اليوم تبخلي علينا



ادري بتقولي طماعه بس شو نعمل القصه رووووعه


وتبغي الصدق أنا بقعد على اعصابي الين اعرف نهايتها

ومن قلبي اقلك الله يعطيك الف عافيه ويارررب يسهل عليك أختبارتك

ولنا لقاء قريب انشاء الله مع بارت محرززز
أختك الوان







تسسسسسسللمي عالمرور ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 23-03-11 11:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غيمه شتاء (المشاركة 2666808)

حنوووو مشكوووووره ع النقل الراااائع
يعطيك الف عافيهـ





يعاافيك ربي ..
نووو^_^ووورتي غيوم ..



♫ معزوفة حنين ♫ 23-03-11 11:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحة حنين (المشاركة 2667592)
مشكورة على النقل

الله يعطيك العافية





العفــو ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 23-03-11 11:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حرير وردي (المشاركة 2667806)
مشكوووووووووووره حبيبتي عالنقل
يعطيك العافيه
البارت رااااااااااااااائع
ومتشوقين نعرف شنو راح يصير في سحر؟؟
وهل اللي صار راح يأثر على نفسيتها؟؟
وهل ستتغير شخصية سحر بفعل الصدمه لتنقلب 180 درجه !!؟؟

موفقه الكاتبه في امتحاناتها
يعني ؟؟؟
ننتظر البارت القادم بعد شهر أو شهرين كالعاده ..
الله يصبرنا
لأن الروايه ابداااااااااااااااااع
دمتم بخير







يعــــــــــــــــــــآإفيك ربي ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 23-03-11 11:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة #دهن العود# (المشاركة 2677513)
مشكووووووووووورة اختي ع النقل ويعطيش الف عافية ع المجهود
سحر
تحززززززن بالمره وشي صعب انش تنرفضين من شخصين هم محور حياتش ماتستغنين عنهم ابد والله يعينش يارب وتعدي ذا الازمة ع خير واتوقع ان من ينتشلها من حالتها هاذي هو وليد بيساعدها على تعدي ذي المرحلة وتبدأ سحر بالحب الحقيقي لوليد ويبدأ التغيير لمسار الرواية مشاعل
بعددي خليش كذا قوية واستفزي خالد دايم والى الامام ان شاءالله وتحصلين على اللي تبينه عن قرييب لان خالد ع قولتهم (على خط طريف)بس شوية حركات وبيطيح ويرفع راية الحب لش عمر
ماقد شفت انذل واحد مثلك ياخي ليش تعذب شادن الرقيقة والله ماتستاهلك المفروض انك ما تعشمها يا تقولها عن بلاويك وتخليها والله ترجع عووووووومر اللي هي خابرته

عالعموم ودي اني اكمل تعليقي على كل الشخصيات بس الوقت مايسعفني وان شاءالله اني راح ارد اذا ربي كتب
ومشكووووووووووووورة يالغلا ع النقل للرواية الاكثر رووووووووووووووعة
وبغيت اسأل عن الخط اللي تكتبين به حلوووووووووووووووو بقووووووووووووووة وداخل مزاجي وعاجبني وش نوعه والااسمه لاني عجزت وانا القاه

وتقبلي مروري
#دهـــــ الــع ــــــووووووود ـــــــن#







العفــو ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 23-03-11 11:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة #دهن العود# (المشاركة 2677582)
مبروووووووووووووووك الف الف مبروووووووووووووووووك ع التثبيت
تستاهل الرواية ويستاهلون ناقليها وعقبال مانفرررح بكتمال الرواية عن قريب
تقبلوا ودي ومروري
#دهــ الـــ ع ــــود ـــــن#






الله يبــــــــــــــــــآإرك فيك :friends: ..



♫ معزوفة حنين ♫ 23-03-11 11:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى الشمس (المشاركة 2681208)
رواية روووعه ننتظر ع احر من الجمر





مرورك الآروع ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 23-03-11 11:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احساسي ملاذي (المشاركة 2682574)
قصة ولااااا اروووووع مشكووووووووووووووورة ننتظرررك بشوووووووووووق.....
...دمتي ودااام عزك...ودي لك:welcome3:





العفــو ..
نووو^_^ووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 23-03-11 11:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حرير وردي (المشاركة 2683030)

فيه أخبار متى بينزل بارت جديد ؟؟





لآ والله لسة مافي خبر ..



القشراء 24-03-11 12:54 PM

انا من متابعين روايات هذا المنتدى بشكل عام وهذي اول مرة احط رد بس لاني ما احب اشغل بالي علشان كذا ممكن تسالون الكاتبة القديره متى اخر موعد لاختبراتها او اي يوم نتوقع العوده لها لاني كل ما ادخل اكون ملهوفه واقول اليوم بيكون فيه جزء جديد بس اتحطم انه لسى مافي شيء فعشان خاطر وحده ما تعرفونها بس ابي اعرف من اي يوم ابدا اشيك على الرواية

♫ معزوفة حنين ♫ 25-03-11 05:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القشراء (المشاركة 2684645)
انا من متابعين روايات هذا المنتدى بشكل عام وهذي اول مرة احط رد بس لاني ما احب اشغل بالي علشان كذا ممكن تسالون الكاتبة القديره متى اخر موعد لاختبراتها او اي يوم نتوقع العوده لها لاني كل ما ادخل اكون ملهوفه واقول اليوم بيكون فيه جزء جديد بس اتحطم انه لسى مافي شيء فعشان خاطر وحده ما تعرفونها بس ابي اعرف من اي يوم ابدا اشيك على الرواية





الاثنين هو موعد البارت القادم ..
على حد كلام الكاتبة ..

تسلمين عالمرور ..
نوووووو^_^وووووورتـــي ..



عشق طفله 25-03-11 05:12 PM

×


الف شششكر لك حبوبه ..

وننتظر بقية الروايه بكل شوق ..

تقبلي مروري ومودتي ودمتي بود ..




×

♫ معزوفة حنين ♫ 29-03-11 03:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشق طفله (المشاركة 2685832)
×


الف شششكر لك حبوبه ..

وننتظر بقية الروايه بكل شوق ..

تقبلي مروري ومودتي ودمتي بود ..




×






العفو يالغلآ ..
نوو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 29-03-11 03:21 PM



الجــــزء 27 ..
----------------------

الأجـواء بممرات المستشفى هادية ،..خصوصا قُرب غرفة الكشف..
مر حول الساعة من حضور ابو خالد ومعه تركي ..اللي كانوا جالسين عالمقاعد وكلن له هواجسه وخصوصا ابو خالد اللي كل شوي يشوف ساعته بقلق ..وبندر ساند راسه عـ الجدار وراه وسادل رموشه بشكل أثيري وانفاسه سااكنه وكأنه غافي...
أما تركي فـ ماله أفكار ولا شعور محدد لأن الوضع ما كان هامّه بصراحة ولاهو حاس بأدنى التوتر اللي يعيشونه من حوله !
بالنسبة لـ خالد فكان جوّا مع الدكتور المسؤول عن الكشف عن حالة سحر ..يتابع المستجدّات !

بعد دقيقة.. انسمع صوت باب الكشف ينفتح ..
وطلّ خالد بهدوء .. وهو ماسك طرف الباب لا يتسكّر : ..يبه !
قام أبوه بلهفه : ها يا خالد بشر !
ابتسم خالد ..ابتسامة متوتّـرة : ..خير ان شاء الله..توّ الدكتور ما انتهى بس جيت اقولك كان تبي تشوفها.. استأذنْت لك من الدكتور ..

مباشرة تحرّك أبوه.. ودخل من الباب اللي فتحه خالد بشكل أكبر حتى يفسح له المجال.. ثم تبعه لـ داخل وارتّد الباب من وراه بشكل طبيعي !

واستمرّ السكون والجو الهااادي بالمكان..
تركي ارتدّ نظره ناحية بندر الغافي .. ووضعه اللي مش مضبوط وسكوونه المستمرّ من لحظة وصولهم !
كان جالس بالكرسي المقابل له في الممر.. وسنحت الفرصة لـ تركي انه يتفحص كل شي فيه بدقّة !
وجه بندر المسترخي يشيل كثير معاني ، وشكّ في الموضوع !

قال بهدوووء النسييم : ..بندر !
وعى بندر وهو يفرك عيونه.. غفى هالساعة وكنّها دقايق ..ثم قال وهو يناظر الباب المسكّر : قالوا شي؟
تركي وهو يتأمله : ..لسّا

سكت وهو يقوم واقف وتركي يناظره : وين بتروح ؟
بندر : بروح لدورة المياه ..

مشى من قدامه .. وبقى تركي لحاله جالس .. ومن انتظاره دخّل يده ببنطلونه الجينز وهو قاعد ..وسحب جواله يفتّش فيه عشان يلهى ،

بعد خمس دقايق رجع بندر .. وكان واضح إنه غسل وجهه بعنف لأن بدايات شعره كانت مبلله جدا والقطرات للحين متكوّنه في أعلى جبينه وقريب من أذنه..
مشى من قدام تركي المنشغل .. وجلس بمكانه الأول يعني مقابله وحط رجل على رجل..وهو يتكتّف بانتظار ..
قال أخيرا بعد دقيقة من الهدوء : وين عمي ؟؟
قال تركي من غير لا يرفع راسه : ..دخل مع الدكتور خالد قبل شوي !
تنهّد بندر وهو خايف من النتيجة ..خايف كثيير ووقلبه مليان عتب على نفسه..لأن يدري ان ذيك اللحظات كانت مؤلمة وسحر كانت مريضة بعنف واضح عليها وعلى هيئتها..
رفع تركي راسه من الجوال وشاف بندر من جهة يطلّع جواله ويحوس فيه وشكله يكتب رسالة ..
راقبه من جديد بسكووت ..
وبندر مو حاس بنظراته ومراقبته له..

وتركي يراقب حركات بندر المتوترة بشدّة.. ما ينكر هو قاعد الحين يشوف بندر وش قد قلقان ..واضح عليه القلق والخوف عليها ..واضح كثثير أكثر من وضوح الشمس !
ما منع نفسه من السؤال : عسى ما شرّ ؟
رفع بندر عينه :... هلا؟
تركي بابتسامة ناعمة : شفيك متوتّر بزيادة ؟
بندر ابتسم على خفيف .. ابتسامة محبطة : بنت عمي مدري وش بلاها.. ووضعها ما كان زين يوم نجيبها..
تركي : روّق روّق ما فيها الا العافية .. تعرف دلع البنات..الحين بيطلعون علينا ويبشّرونا

بندر رسم ابتسامة كـ رد وما كانت ابتسامة متشجّعة.. وكلام تركي ما قدر يطمّنه لأنه ما عرف وش اللي صار واللي ما عاش اللي عاشه مارح يعرف ليش هو يحسّ كذا !
تركي كمّل : جد بندر منت طبيعي ! ، حتى خالد وعمي مساعد مب زيّك ..
بندر تنهّد : .. كافي يا وليد مابي احكي في الموضوع..
سكت تركي بعد ما عرف من جواب بندر هذا..ان فيه شي صار.. وما أصرّ عالسؤال ..
:

بعد دقايق.. انفتح باب غرفة الكشف من جديد.. وطلع من وراه ابو خالد وجنبه الدكتور المسؤول عن حالة سحر.. وخالد آخرهم ..
والنقاش داير ما توقّف حتى وهم يطلعون..
بندر رفع راسه وهو يسمع..ومعه تركي اللي كانت ملتفت يمين وهو قاعد يطالعهم ..

الدكتور وائل اللي كان بآخر الثلاثينات : بنشوف نتايج الأشعة لأن مافيه شي مبيّن حاليا وفقدان الوعي التام اللي هي فيه مو مريح.. بالإضافة إلى إنها مثل ما قلت لـ الدكتور خالد ، عندها مشكلة عضوية وتحديداً بدايات التهاب رئوي.. ان شاء الله نقدر سيطر عليه..
ابو خالد بنبرة قلقة : وش تتوقع معاها غير ذا يا دكتور..تدري هالبنت مب عادتها تطيح بمستشفيات وبهذلة ..
ابتسم الدكتور يواسيه.. ثم التفت لـ خالد اللي كانت ساكت وتارك ابوه يسأل ويتطمّن ..وقال : الحين بروح مع الدكتور خالد حتى نشوف نتايج الاشعة وان شاء الله كل خير..
هز خالد راسه.. وطمّن أبوه..ثم دخل معه من جديد لداخل الغرفة ..

جلس ابو خالد مكانه.. وبندر ساكت وتركي الآخر ساكت.. واحد ضايق ومهتم.. والثاني رجع لجواله يحوس فيها بلا أدنى شعور ،
:

قدام جهاز تصوير الدماغ المقطعي ..
الدكتور وائل جالس على كرسي ويراقب الشاشة.. وخالد واقف جنبه وهو متخصّر بيد وحدة ..ومتسنّد بيده الثانية على الطاولة اللي تشيل شاشة الجهاز ، وكل واحد يراقب الاشارات والحركات الصادرة منه باندماج !
قال الدكتور وائل بصوت جدّي وهو يتحكّم بالجهاز بيد وحدة :... أعتقد يا دكتور خالد .. تقدر تفهم هالاشارات اللي انت تشوفها !
خالد وهو مركّز غصب عنه بالشاشة ..ووجهه جدّي ومتوتّر :.........!
الدكتور وائل وعينه عالشاشة : ... ما حكيت قدام الوالد لأنك طلبت مني ما أحكي شي قبل ما تدري عنه إنت...
سكت خالد وهو يتابع الصورة الدماغية اللي يشوفها .. وقلبه موووجعه ،
رفع الدكتور وائل عينه لـ خالد السااكت : دكتور خالد ؟..
بلع خالد ريقه.. وقال بهدوء يبي يستوعب الصدمة : اشرح ماني مستوعب الصورة !

ارتد نظر الدكتور وائل للشاشة.. وأشار بإصبعه لـ نقطة معيّنة !
وقال بهدوء وبأسلوب شرح : تدري ان دماغ الانسان ينقسم لثلاث اجزاء وتعرف أنت أي واحد فيهم هذا !
خالد وهو يتابع..وقلبه مضغوط وبصووت واطي : ..نظام ليمبك..مركز الدماغ أعرفه...!
ابتسم الدكتور بمواساة وهو يتابع :..صحيح... واكيد انت فاهم ذا
وحرّك اصبعه لـ نقطة معينة .. وكمّل : فيه تغيّر واضح هنا بتركيبة الدماغ ووظايفه يا خالد.. تغيّر كبير في هالنقطة
سكت خالد..
وكمّل الدكتور وهو يدور بكرسيّه ليواجه خالد المنحني جنبه عشان يواجه الشاشة : .. مستوعب هالشي ولا تبيني احكي زود ؟
رفع خالد يده لـ وجهه وهو يفرك عيونه بحركة لا إرادية ..ثم قال يبي يستوعب الوضع اللي مو لاقي له سبب : ..اختي كانت طبيعية يا دكتور ! ، تدري انت إن هالشي لا يمكن يحدث بسهولة من غير مؤثر خارجي قوي ! صح ولا انا غلطان !؟
ابتسم د.وائل بتعاطف : مدري وش اقولك لكن انا اصدق اللي قدامي يا د. خالد... ومثل ما انت شايف.. مركز الدماغ اللي تدري انت إنه مسؤول عن الوظايف العاطفية البحتة..يعاني من اضطرابات هيكلية ووظيفية كبيرة غيّرت من تركيبة الدماغ العامّة... الموضوع مو سهل !..
(ناظره وهدى من صوته ) باختصار اختك تعاني من صدمة نفسية ..أول خل أكون واضح... صدمة عاطفية شديدة رح يكون لها أبعاد مستقبلية..من الحين بكون صريح معك يا د. خالد !.. تدري انت وش تأثير مثل هالنوع من الصدمات على حياة الانسان العادي ! ،

خالد وقلببه يختتنق زود داخل ضلوعه.. مووو مستوعب لأن اللي صاير لها وهالنتيجة مو منطقيّة بـ نظره..اخته طبيعية ما تعاني مشاكل من أي نوع !!!
كمّل د. وائل وهو يلفّ بكرسيّه الدوار من جديد للشاشة : ما يحتاج أزيد بالكلام مع دكتور مثلك عارف بتفاصيل مثل هالحالات .. اختك رح تحتاج لـ علاج ومساندة نفسية كبيرة ..ما رح أحبطك لكن زي ما شفت طبيعة مقاومة جسدها ضعيفة.. رح ننوّمها لفترة بالمستشفى لما نسيطر ونعالج الالتهاب الرئوي.. كان خطر لو أهملته أكثر من كذا.. بنحوّلها لغرفة حاليا تحت المراقبة واذا اهلك يبون يزورونها مافيه مشكلة ..
نادى د. وائل عالممرضة الموجودة وطلب منها تبدا استعدادات نقلها لغرفة تحت المراقبة ،
وخالد تقدم لـ سحر ..اللي كانت منوّمه على السرير الخاص بجهاز الأشعة.. مسدله رموشها على وجهها المريض المصفرّ اللي ما كان يشبه وجهها العذب أبداً.. ما كانت ملامحها الشقيّة البريئة ابداً ،!
منصدم من النتيجة.. ومو متخيّل أي سبب خلّاها كذا !
مد يده لشعرها اللي كان مفكوك ومنسدل بعض منه على كتفها وبعضه عالسرير.. ومسح عليه بعطف وحب أخوي.. وتركها للممرضات حتى يشوفون شغلهم ،
/
،
في بيت أبو محمد ..
مرّ على وصولهم للرياض حوالي الساعة ..

جت مشاعل وهي ماسكه جوالها لـ شادن اللي كانت شايله ملابسها المتّسخة عقب البر..بتوديها لـ غرفة الغسيل.. وقالت بخننقة : أبببي أروح أشوفها !! ،
قالت شادن وهي حاضنه كومة الملابس ..بقلق: وش قالك بندر .. علّمك وش فيها ؟؟؟
مشاعل : أرسلت له رسالة ورد يقول ما بعد طلعوا .. ! ، أبي أعرف وش اللي فيها !!
شادن : وش اسوي والله لو معي سيارة ودّيتك ورحت معك عشان اشوفها ..
مشاعل : يااااررربي.. بكلم بندر يرجع مالي دخل مارح انام الا لما أعرف وش فيها !!!

ودخلت غرفتها وضربت بالباب بعصبييية كبيييرة .. حمقانه وخايفه عليها..
هي أكثر وحدة خايفه لأنها آخر انسانة شافت وجه سحر ذاك وشافت ذيك الملامح اللي لا يمكن وصفها عقب صدمة خطوبة محمد !!
محمد اللي حاليا حااانقه عليه وضااايقه منّه.. وبسمة اللي كارهتها الحين !!
بسمة اللي سرقت حلم سحر..
واللي اختارها أخوها بشكل مفاجئ ،!
ضايقه لأنها حتى ما تقدر تتخيّل شعور سحر بذاك الألم ! ، رغم إنها متأكدة إنه موووجع ويذبببح ولا حتى تقدر تستشعره !
ومتعاااطفه معها كثير ،!!

رمت نفسها عالسرير وهي تطقطق عالأزرار ، تكتب مسج لـ بندر ،
"تعال خذني ألحين
والا والله لأركب تكسي وأجي"
:

نزلت شادن وهي شايله الملابس المتّسخة ..ورمتها بالسلّة الموجودة بـ غرفة الغسيل ،
ثم طلعت رايحه للصالة .. وبالممر قبل تدخلها ... وصل لـ سمعها نسمة صوته يحكي مع أمها..
بلعت ريقها ووجهها يتقلب بعنف من تذكّرت اللحظات الأخيرة بينهم ..
مسحت على بنطلونها اللي توّها غيّرته عقب مشوار الرجعة الطويل .. ولبست بنطلون قطني رياضي لونه رمادي مريح بالبيت ، وتي شيرت ابيض عليه صورة أرنب معطيها هيئة مغرية مع تقاسيم جسمها الأنثوية والرويانه..
ثم دخلت بهيئة طبيعية وابتسامة ناعمة .. ومشت للجلسة اللي كانت بآخر الصالة ..جلسة الكنب وبالزاوية التلفزيون مشتغل قبال الجلسة ..
ومن التقت عينها بعينه اللي رفعها من انتبه لـ دخول أحد ..قالت بمرح : انت وصلت ؟!

ردّت أمها : ايه توّه دخل من ربع ساعة..
قالت وهي تحاول ما تطيح عينها بعينه : ايه استغربت انك ما وصلت معنا..مع انك مشيت قبلنا !
قال بصوته الهادي وهو يطالعها : درت بالسيارة شوي بالرياض وجيت ، مفتاح البيت مب معي ،
ام محمد بابتسامة وهي تصب له فنجال قهوة : .. دخل يسلّم من ناحيتي من زماان ما سمعت أخباره ..
ابتسم ابتسامة خفيفة مو واضحه ..واخذ الفنجال بصمت ..

قالت شادن الكلمة اللي انتظرت سنين ودهور عشان تقولها..بكل صدق : ..الحمدلله عالسلامة.. نوّر البيت برجووعك ( ابتسمت يوم تشجعت وناظرته ).. فقدك بيتنا والله..!

رفع عينه عن الفنجال .. وناظرها ولقى الترحيب الغااامر بشكلها وكلماتها العذبة.. ترحيب ممكن يغرقه بفيضاان لأنه يدرك وش قد لهفة انتظارها لهالعودة ،!
ما قدر غير ..يبتسم ابتسامته الحلوة واللي نادراً ما يرسمها إلا متى ما يبي هو.. وقال بصوته الفخم : .. منوّر فيك..
ما قدرت تطوّل بنظراتها عليه ولأول مرّة تحس إنها ما تقدر تحط عينها بعينه بهالوضع .. بسبب اللي صار بينهم آخر مرة ،! .. من ساعات !!
مشت تبي تجلس جنب أمها .. وتاخذ منها ترمس القهوة .. وعمر من قال آخر كلمة رجع لأمها اللي سولفت معه وقالت بمزح : ...عسى ما استنكرت البيت عقب هالغيبة ؟
ابتسم يرد المزحة : لا أبشرك ضعت بالحارة .. ساعة على ما لقيت البيت

(ضحكت) : محد كثرك يعرف تفاصيل هالحارة..
قال بابتسامة : حارة فضايحي يا ام محمد .. هههه (ضحكة بسيطة وعابرة )
ام محمد : ايييه شيطنة عيال لابد منها .. المهم بشّرني عنك عساك مرتاح..
بابتسامة وهو يناظر يديه المشبوكة ببعضهم وهو منحني لقدام شوي : .. مرتاح يمه الحمدلله..

ابتسمت ام محمد : الله يالدنيا !!.. ما كنت تناديني يمه يا عمر !
تغيّر وجهه لـ ثانية .. بس مسرع ما حاول يكون طبيعي ولا يتأثّـر .. وابتسم كـ رد ،
وشادن تراقب تعابيره ،.. بعطـف ،
لفّت ام محمد لـ بنتها اللي كانت ساكته طول الحوار ..
: وش صار على بنت عمك ما ردّوا لكم خبر ؟
شادن : مشاعل تتواصل مع بندر.. توّه ما وصلهم خبر ..
ام محمد : ان شاء الله خير وما تتعدى حمّى عادية
شادن : ان شاء الله ..

ثم لفّت ام محمد من جديد لـ عمر اللي كان هالمرة مريّح ظهره على الكنبة.. وممدد يد وحدة على المسند اللي ورا ظهره.. وعيونه تناظر التلفزيون اللي كان مايل بزاوية على يمينه ..
وقالت : عمر ترا قلت للخدامة تجهّز غرفتك..

ترك التي في ، ونقل عينه لها ..وابتسم : الملحق يكفيني !
ام محمد برفض : لا هااو غرفتك فوق على حالها مثل ما تركتها .. 4 سنين ونص وشادن شايلتها شيل فوق راسها يا ويل اللي بيجيها هههه
كـ رد فعل.. نقل عينه لـ شادن اللي كانت منزّله راسها تناظر الترمس اللي حاطته على فخوذها وشبه حاضنته .. ونظراتها تتبعثر هنا وهناك.. اهم شي ما كانت تناظره ،!
ابتسم وردّ يناظر فـ أم محمد : .. ما تقصّرين يمه بس ارتاح بالملحق..
ام محمد : اذا على مشاعل مافيه خلاف غرفتك مب على طريقها وانت أخوها من يوم ولدتها لا تشيل هم ذا الأمور ..
قال : أدري يمه محد ينكر بس أنا تدرين فيني من عمري وانا ارتاح هناك أكثر.. وكلهم غرفتي
ام محمد تنهّدت تدري فيه إنْ قال لا ما قال بلى : ... على راحتك... بقول للخدامة تروح تجهّزها وتنظفها ..
مسكت شادن يد أمها تمنعها .. وهي تنزّل الترمس عالأرض : أنا بتولّاها يمه .. ارتاحي..
تركتهم وطلعت من الصالة عشان تبدا شغلها ، متناسيه كل شي مُربك صار ،!
،

بعد حوالي ساعة ..
كانت شادن مشغولة بالملحق لحالها .. تكنس الأرضية وعقب راحت للطاولة الموجودة وبدت تمسحها .. ويوم انتهت بدت تدخّل بعض الأغراض لـ عمر جوّا الدولاب .. شالت صفّت الملابس بيد وحدة وباليد الثانية بدت ترتبهم على الرف داخل الدولاب.. كانت مندمجة ومركّزة عشان تنتهي بسرعة..

بهاللحظة.. وطت رجل عمر داخل عتبة الباب ..ودخل خطوة وحدة بس..ثم وقف وهو يتأمل الغرفة اللي تركها دهـر.. الغرفة اللي حملت كثير لحظات من طفولته ومراهقته الجاااانحة والمعقدة..وأخيرا ارتدّ نظره عليها وهي واقفه ما يشوف منها غير جنبها وهي مشغولة بين رفوف الدولاب ، ومو حاسه بوجوده الهادي !
من غير لا يصدر حس .. التفت يساره جنب الباب حيث موجودة طاولة عليها برواز قديم.. تذكّره ورفعه يناظره ، كان شي من اشياءه القديمة هنا ولقاه فاضي مافيه أي صورة ... أعاد البرواز مكانه وهالحركة أصدرت صوت بسيط خلّا شادن تحط آخر قطعة ملابس على الرف وتلتف بسرعة وانتباه.. وشافته واقف عند الباب يتأمّل المكان ..
سكّرت البابين بيديها الثنتين وهي تحاول ما تطيح عينها بعينه .. ملاها الارتباك وقلبها بدا يتلخبط..
حاليا ما تقدر تكون طبيعية معاه ..عقب ذيك اللحظة..
لحظة قُبلتهم الأولى..!
وما تدري متى هالتأثير بيختفي !
وهو؟.. وش وضعه ؟

مشت للجهة الثانية من غرفة الملحق اللي كان حجمها لا بأس فيه ويساعد يكون غرفة نوم.. وبدت ترتّب بعض العدّة اليومية على الطاولة من غير ما تفتح نقاش معه ،
اقترب عمر خطوات أكثر لين صار بوسط الملحق .. يطالع الوضع المرتّب قدامه.. بالزاوية سرير بمفرش جديد توه مرتّب.. وأغراضه الضرورية اللي كانت بغرفته صارت الحين هنا ،!

لفّ لها وهي مشغولة بالترتيب ما تطالعه.. وقال بصوت مبحوح : ..شكراً ،
لفت وبيدها معجون أسنان ..بابتسامة تخفي وراها ارتباك : .. واجبي !

وصل له ارتباكها المخفي وتوتّرها .. وفهم أسبابه .. ذيك اللحظة اللي حتى هو ما نساها .. !

حطّت باقي أغراضه عالطاولة.. وأشغلت نفسها لدقايق ودقايق.. وسكتوا خلال هالدقايق !
ومرت دقااايق ثانية على ما انتهت من كل شي.. ثم لفّت ناحيته وهي تحكّ رقبتها بحركة لا شعورية !
مو قادره تحكي معاه كلمة طبيعية وحدة... وهو نفسه ساكت وكأنه ما يبي يعلّق عاللي صار !
ورقع قلبها يوم شافته فاصخ بلوزته ورامي عمره على السرير بوضعية ما تدري متى خذاها .. وبلوزته مرميه عالأرض بلا مبالاة متأصّلة فيه !!
أزاحت عينها عنه حتى تكبح شعورها .. زمااان ما شافته بوضعياته المختلفة اللي تعيش اختلافاتها باليوم الواحد.. زمان ما شافته بهالوضعية !!
كان منسدح على ظهره ورجل رافعها عالسرير.. والرجل الثانية لا زالت عالأرض.. وعيونه عالسقف،
وعشان ما تنغمس بمراقبته ..رجعت تعطيه ظهرها تحوس بالأغراض رغم إنها انتهت من ترتيبها ،
لا زالت هالذكرى الأخيرة ما تفارقها ،
القُبلة !
ذاك الشعور المو طبيعي..
مشاعره المتفجّرة بذيك اللحظة !! ، واللي يحاول يكبحها قد ما يقدر ،

مرت دقايق ثانية وهي تحوس بالأغراض وترجع ترتّبهم.. مو قادره تحط عينها بعينه !!.. ولا هي قادره تطلع !!
أخيرا.. اخترق السكون.. صوته المبحوح وهو راقد
: ..شادن ؟

استجابت بدون شعور ولقت نفسها تلتفت له :.. هممم؟
لأنه راقد .. كان يناظرها من تحت عيونه :.. يكفي ترتيب !
حكّت رقبتها من جديد.. بابتسامة مترددة : ... مو مشكلة.. ما تعبت
قال بنفس وضعه ونظراته : لا ترتبين... ساعتين وبرجع أحوسهم... يعني ما تعرفيني ؟!
قالت بهدوء ظاهري : ..معليش ما اخالف..

وعشان تقطع النقاش مشت لبلوزته المرميه عالأرض وشالتها ..وهو يتابعها بنظراته الهادية والوسادة حاضنها على صدره العاري..
حطّت البلوزة عالطاولة .. وكمّلت تنظيف الأدراج اللي كانت الجزء الأخير الباقي ،
قال يوم شافها مصرّه : قلت لك لا ترتبين !
ما وقّفت استمرّت عاللي هي فيه : لازم كله غبار !
قال وهو راقد ويطالعها : .. خلاص يكفي بنام !

قامت واقفه وهي تضف أغراضها عشان تتركه ينام.. وللحين وهي تتجنّب النظر فيه ،
كان ملاحظ هالشي من البداية .. وقال وهو منسدح للحين : .. بطلبك طلب !
نبرته الناعمة وتّرتها .. لفّت تناظره وكان منظره خقة بـ عيونها ..
وبهدوء : .. طلب؟
قال بذات النبرة : ... لا تسوين شي عشاني .. لما أطلبك أنا !
رقع قلبها .. وحاولت ترجع لوضعها الطبيعي تبي تكسر هالحاجز الجديد.. لازم تتعوّد وراها حياة معاه : .....؟
قال وهو يسحب ثقله عشان يقوم قاعد على طرف السرير والمخدة اللي كانت تستر صدره طاحت عالأرض : ... طلبي صعب ؟
ناظرت بالسقف بسرعة وكأنها مو متأثرة لا منّه ولا من وضعه : .. غريب طلبك
ارتسمت ابتسامة جانبية .. جعّدت خده الأيسر .. وقال : الغريب هو وضعك!
ناظرته ووجهها يحمرّ.. من تعليقه
قال وهو يمدد يديه الثنتين وراه بشكل مسترخي.. وعيونه تمر عليها من فوق لـ تحت : انسي اللي صار بيننا اليوم ..ما أحبك خجولة معي !
انقلب وجهها وصاار أحمرر زود.. والأكسجين اختفى !
ضحك لـ ثانية وحدة وهو جالس باسترخاء : .. انسيه !.. اعتبري ما شي صار !
مررت لسانها على شفاتها بسرعة .. وهي ترمش بسرعة وعيونها تطالع بعيد عنه..
أخيرا ناظرته : ... انت نسيته ؟
هدت ملامحه.. وابتسامته توارت.. لكن الاسترخاء ماخذ مكانه على وجهه .. وما ردّ !
وقال بعد لحظة يبرر بكل نبرة هادية : ..لا تنسين إنك فوّرتي لي دمي !
ناظرته وبـ نفس هدوءه : واللي دمه فاير يسوي ذيك الحركة !!
عمر بدا يتلاعب بأعصابها : يعني بتفهميني انك ما انتظرتي ذيك الحركة !؟
أنكررت بقوووة : مين اللي بينتظرها حتى انت كنت مفوّر لي دمي !!
قطع النقاش اللي ما يبغاه يحمى بينهم : ..طيب... أبي أنام ! ( بكل هدوء بارد يفوّر الدم )
شادن وهي تلملم باقي اغراضها : نام احد قالك لا تنام ..
وجت بتطلع قال وهو منسدح : ..لا تنسين طلبي !
ناظرته وهي واقفه عالباب : طلبك غريب وانا ارفضه !

ناظرها .. ورفع من مستوى طلبه ..وبحاجب واحد : دام كذا .. أجل هالغرفة ممنوع عليك تدخلينها دامني فيها !!
ناظرته بنص عين : ..نعم؟
بابتسامة جانبية جعدت خده من جديد : واضح كلامي؟
شادن : لا مو واضح بعتبر نفسي ما سمعت
عمر : لا سمعتي ..غرفتي هذي.. ما تدخلينها وأنا فيها !
ناظرته بسكوت تتأمل وجهه قالت لـ نفسها يمكن يمزح !.. بس مـا حسّته يمزح رغم نبرته الهادية !
قالت : مب على كيفك !
عمر بنفس الهدوء اللي ما يتخلّى عنه : وما أبيك تخدميني بشي.. لما أطلب أنا منك.. اعتبريني مب موجود !

عوّرها قلبها بس تقدمت لـ داخل الغرفة بعد ما كانت على وشك تطلع : .. مزحك ذا مب حلو.. والله !
ابتسم بنعومة وهو راقد : .. ما أمزح !.. عشان كذا طلبي ابيك تلبّينه !
شادن بقهر : وأنا أررفضه ..ما تقدر تمنعني من أشياء أحب أسويها ..هواياتي هذي !

تخلّى عن ابتسامته.. ومن جديد قام قاعد على طرف السرير .. ومن طرف السرير حط يديه على ركبته وقام واقف.. وتقدم لها وهي واقفه بدت تنتفض من اقترابه ونفس الذكرى رجعت..
وقف قبالها مباشرة وبنفس القرب الأخير :... ريّحي راسك مني.. انسي اني موجود ولا تشيلين همي..
شادن بعناد : ما أبغى.. هوايتي وما أبي أتركها ..
قال وهو يمسك خصلة من شعرها بحركة جمّدتها : ..انسي اني هوايتك.. طلبي وأبيك تنفّذينه
رفعت راسها له متناسيه قربه وشكله ووضعه وكل شي : طلبك مو منطقي قلت لك.. انا وياك متعوّدين على هالشي من كنّا صغار !
ترك شعرها وتراجع بعد ما أربك جوّها ..
وجلس عـ السرير وهو يناظرها بنظرة غريبة : ..قلتيها كنّا صغار ! ، ..شايفتني صغير الحين؟.. أنا رجال كمّل من عمره 28 الأحسن تاخذين بالك معي لأن لا أنا ولا أنتي نبي نتهوّر !
التفتت بعيد عن وجهه لأن كلامه يوتّر واللي يقصده يربك ..
قال وهو يراقب تعابيرها المتغيّره : .. من جديد..دامني موجود بهالغرفة..مابيك تدخلينها ، تفهمين كلامي؟
ارتدّ نظرها لوجهه وهي متشوشة : ..بس.. أنا... مو أي وحدة !
عمر بنفس نظراته الهادية ونبرته الأهدى : ..أدري.. إنك .. مو أي وحدة
تكتّفت وهي تقلّب عيونها بتوتّر : ...وإذا رفضت؟
عمر بهدوء وعينه الهادية بعينها : ... مارح ترفضين
قالت بسخرية بسيطة وهي تناظر الطاولة يمينها : تتكلم يا عمر.. كنّك ما تعرفني !
سكت وهو قاعد.. ويراقب ملامحها اللي مو معجبها كلامه ،
لكن هو لازم يجبرها ويجبر نفسه على هالخطوة..
كفاية إنّه خرّبها بينهم اليوم.. !
ولا يبي الأمور تتجاوز لأكبر من ذاك الحد،

رفعت راسها فوق شوي وهي تاخذ نفس عميييق.. ثم قالت وما فهم وش اللي يدور براسها : ..يصيـر خير !
وطلعت وهي تسكر الباب وراها.. وغاب طيفها العذب،
كانت عينه متعلّقه بالباب .. رمش وهو يرمي نظره عالأرض بابتسامة حنونة..
مكتوب علي الشقا يا شادن !
:
/

بالمستشفى ،
بندر يكلّم تلفون : أقولك انتهت ساعات الزيارة ! ،
مشاعل بحمـق : وش علي أنا أبي أشوفها ..
بندر : يا بنت الناس اقولك الزيارة انتهت حتى انا بطلع الحين.. وعمي بيطلع مب جالس..كلنا بنطلع بكرة ان شاء الله اذا تبين بجيبك !
تأففت بقوووة وضييق : وانا شلون بصبر .. ابي اعرف شفيها ..
بندر بهدوء وهو يغمض عيونه بطووولة بال : قلت لك معاها التهاب رئوي ..
مشاعل بعصبية : تلعب علي انت.. الالتهاب بيفقدها الوعي.. مو انت تقول مغمى عليها وللحين ما صحت؟؟؟
غمض عيونه بطوولة بال من جديد.. وهو يفرك جبينه بسرعة بقل صبر..واليد الثانية ماسكه الجوال : ..ماقالوا لنا غير كذا..وش اسوي لك !
مشاعل بحنق : اسأل خالد !
بندر بعجب : وش أسأله قلت لك اللي قالوه لنا !
مشاعل : اسأله وش بتخسر.. انت ما تدري وش صار لها قبل ما نمشي من هناك عقب ما درينا ان محيميد والزفت ذيك اللي أشك إنه وراها سالفة (تقصد بسمة)...
قطعت كلامها وحوّلته لمجرى ثاني : .. المهم تكفى شف شفيها
بندر بصبببر : مشيعل ترا عطيتك وجه يلله انقلعي.. بكرة بتشوفينها مع السلامة !!
سكر بسرعة منها عشان يفتك ..وقرر يرجع البيت.. خلاص قرفان من نفسه هو حتى محتاج شاور ينعش وملابس نظيفة وراحة ،

نط في باله "محمد" اللي ما بيّن واللي توقّع إنه بيلحقهم عالمستشفى .. لكنه ما جا ولا له ظهور !
وشكله ما له نيـّة يجي !
مالومك يا محمد ! ، تجي وش تسوي عقب اللي صار !

قام واقف تارك المقعد عقب ما شاف عمه ومعه وليد جايين من جهة ثانية وشكلهم ناوين يطلعون للبيت ..
قال بندر : عمي بتطلع ؟
وصل عمه وهو يهزّ راسه بتنهيدة : ايه وانا عمك.. جلستنا مالها سنع وولدي خالد بيكون معها
بندر ابتسم يواسيه : ان شاء الله بكرة بتكون صاحيه وما عليها الا العافية
عمه : ان شاء الله .. يلله سرينا كلنا وانت بعد جلستك مالها سنع
بندر : يلله انا طالع معكم

مشوا سوى وطلعوا لسياراتهم ،
:

وصلت سيارة ابو خالد لـ قصره اللي غابوا عنه خمس أيام .. واللي كان يسوقها تركي وابو خالد جالس جنبه يهوجس وساكت.. وواضح إنه مب مرتاح
دخل بالسيارة من البوابة العريضة اللي كان واقف فيها الحارس .. واللي سلّم بيده من شاف ابو خالد داخل السيارة يحييه ويتحمّد له بالسلامة ..
مشى بالسيارة لين الساحة الداخلية الواسعة لين صفّها قدام المدخل الأنيق ..
حرّك تركي القير لوضعية الوقوف ، والتفت بابتسامة : ماله داعي قلقك ذا يا عمي !..سمعت وش قال الدكتور التهاب رئوي بمرحلة بدايته ويمكن السيطرة عليه ..ما في شي يستاهل قلقك ذا ..
ابو خالد وهو يفتح الباب : يقدّم الله خير ان شاء الله.. بكرة الصبح قبل أروح الشركة أبيك تودّيني لها ..
ابتسم بعذوبة مزعومة : ابشـر .. بكرة بستنّاك برا

وقبل ينزل التفت عليه..وبصوت واطي وشوي ضعيف من الارهاق : صحيح ان كانك جوعان وتبي عشا دق عالمطبخ من غرفتك اطلب لك اللي تبي..
هز تركي راسه بصمت موافقة ..
ونزل ابو خالد.. وصعد الدرجات ودخل جوّا ..

ثم حرّك تركي السيارة متوجّه للكراج الخاص بالسيارات بالجهة الثانية من القصر.. وقّفها بالمواقف الخاصة
وسحب المفتاح وهو يهزّ راسه يمين وشمال من سخرية ..!
أجل التهاب رئوي !!
ما صدّق وهو من داخل نفسه ، عارف ان هالبريئة الساذجة طاحت من خبر خطوبة محمد !!

نزل وهو يدخّل المفتاح بجيبه وباليد الثانية دفع الباب يسكّره .. وتجاوز الممر المقابل لكراج السيارات.. ودخل المساحة الخضرا المزيّنه بأنوار الحديقة المصممة باتقان.. وعبرها رايح للجهة اللي تحويها غرف الملاحق.. نصى غرفته وهو يحك شعره المعفووس ..
محتاااج نظافة ونووم طوييل عقب هالرحلة اللي عيّت تنتهي !
دخل غرفته اللي تركها على حالها .. ووضعها نفس الوضع اللي تركها عليه مافيه شي متغيّر ، وأشياءه نفس مكانها ،
قفلها بالمفتاح ومباشرة شغّل المكيّف بالكنترول اللي كان عالطاولة.. ومشى للحمام وهو يخلع القميص ورماه عالأرض وهو يدخل عشان ياخذ حمااام حاار يفكك فيه عضلاته ويسترخي من عقبه ،
ويستعدّ لـ بكرة ،
:
/

داخل قصر أبو خالد ..

نزلت زوجته وهي مبدّله ملابسها والقلق بادي على وجهها ..لقت زوجها جالس بالصالة وقدامه حبوبه ،
زاد قلقها فوق قلقها : مساعد وش صار على بنتي !
رفع عينه وهو يرمي حبة الضغط داخل فمه..ويتبعها بكوب الموية : مافيها الا العافية
ام خالد : كنت بجيكم بس من قلت لي لا تجين وانا على اعصابي.. وينها ورا ما جبتها معك ؟
ابو خالد وهو يريّح ظهره للمسند : .. يقول الدكتور معها التهاب بالرئة وخفيفة ان شاء الله..عشان كذا بتجلس هناك يومين ثلاث ..
جلست بقلق : خالد الله يهديه ياخذها للمستشفى وبس وما يعطيني خبر قبل.. عصر قلبي عليها
ابتسم بتعب خفيف : ما عليها شر ان شاء الله..
ام خالد : لو داريه ان حرارتها كذا كان ما طاوعتها من البداية .. وخليت خالد ياخذها من أمس ولا تسوء كذا
ابو خالد وهو يتنهّد : خالد معها دقي عليه اذا تبين تتطمنين.. انا طالع برتاح وبكرة ما بيصير إلا كل خير..
طلع فوق وهي مسكت التلفون تتصل على ولدها عشان تفهم وضعها وقلبها ناغزها ،
:

خالد وهو يمشي بالممرات راجع لـ عيادته.. ماسك التلفون بيد واليد الثانية داخل اللاب كوت
: .. يمه صدقيني ما فيها الا العافية !
أمه : هالالتهاب اللي فيها خطير ؟
ابتسم وهو يوقف بحنيّة : لا مسيطرين عليه لا تخافين .. بس تحتاج لعناية وشوية مضادات ومراقبة عشان ما يتطوّر..
امه : انتبه لها يا خالد.. وانا بكرة بجي اشوفها .. تبي أغراض لك أجيبها معي؟.. داريه فيك مارح ترجع الليلة !
خالد : ايه بالله يمه جيبي لي غيار ملابس.. بتحمل باللي علي لين بكرة..
امه : خلاص اجل واذا استجد شي لأختك كلمني
خالد : مارح يكون شي.. روحي نامي انتي.. وانا معها ..

سكّر وهو يتنهّد .. دس الجوال بجيبه ، وأصابعه تحك حاجبه من الوضع اللي هو فيه !
وش ذا اللي هو مو فاهمه !!
وراه طايح بالحيرة.. !! ، وللحين مو مستوعب !!

نزّل يده عن حاجبه ورفع راسه عشان يكمّل طريقه لـ عيادته ..لكن خطوته اللي امتدت شوي وقفت يوم شافها مقبله تمشي بهدوء مع وحدة من صديقاتها ، وابتسامة طبيعية على وجهها وهي ملتفته تسولف ..
ارتدّت رجله لمكانها الأول وهي تلف وجهها لقدام بوضع طبيعي.. والسالفة مستمرّة ..
ومن لاحظته قطعت السالفة وكمّلت مشيها هي وصديقتها .. لين وقفت قدامه وبنبرة قلقة : ... الحمدلله على سلامة اختك !
عقد حواجبه ،،
وابتسمت بنعومة : دريت من الدكتور نايف !
ابتسم بأدب ورسميّـة وهالابتسامة تطيّح الطير من السما : الله يسلمك !
قالت بحسافة : ما كمّلت اجازتك يا دكتور خالد ،
عقد حواجبه من جديد ..
وابتسمت من جديد : لا تستغرب برضو عرفت من الدكتور نايف.. ولا تنسى انك المشرف علينا معاه.. يعني أخبارك تهمّنا

تذكّر سالفة التدريب.. ورفع راسه وهو فاتح فمه شوي بطريقة اللي توّه يتذكر
وضحك على نفسه : ..بالله نسيت بالمرة ! ، آسف راح عن بالي ،
قالت بأدب : تذكر اني قلت لك.. اذا فيها ثقل عليك قول وانا مستعدة أكلم د. نايف بنفسي..

ابتسم لأدبـها الجمّ : وأذكر إني قلت لك لو عندي مشكلة .. بقدر أكلّمه مافيه احراج.. وبالنسبة لي بتكون تجربة حلوة وأتمنى ما أكون ثقيل عليكم..
هزّت راسها بأناقة وتفاعل مؤدب ،
وبالمقابل نقل نظره ما بينهم وهو يهزّ راسه بلباااقة مُلفتة حد الصميم ،!
: عن اذنكم..مشغول الحين شوي واذا احتجتوا شي لا تترددون ،

ومشى وهو يحك رقبته من ورا وهم تنحّوا شوي وابتسامات مؤدبة على وجههم .. عبرهم وابتعد لحد ما صار بعيد..
لفّت اللي اسمها سناء لـ صديقتها ياسمين : ملاحظه إن شكله اليوم مور كاجوال عن العادة !!.. ما أذكره كان يلبس كذا !
ياسمين رمت نظرة عليه وهو يدخل عيادته.. ورجعت لـ صديقتها بسرعة وبنبرة طبيعية : لأنه جاب اخته للمستشفى !
سناء : ليه ما يلبس كذا دايم ..والله أحلى .. مور بيوتفل آي لايك هز ستايل !
هزّت ياسمين راسها وهي تضحك ومشت : تعالي خلينا نشوف البنات خلّصوا ولا بعد..نبي نطلع نتعشّى !
سناء بضحكة وهي تلحقها : خلينا نقولهم ..كانوا يسألون عنه ما رح يصدّقون ان د. خالد رجع من اجازته ،

ضحكت ياسمين وبمزح متعوّده عليه مع صديقاتها : شرايك نسكت ونخلي هالموضوع بيني وبينك.. أخاف يطيّحون عنده كل يوم خصوصا هند ومرام .. خليهم يركّزون بتدريبهم.. أنا ما جبتكم لهالمستشفى عشان تطاردون ورا الدكاترة !
ضحكت سناء بلكنة انجليزية مُتقنة :come on .. we need some fun .. تدرين السنين اللي راحت شلون طلعت عيوننا من الدراسة.. خلينا نتهنّى شوي ..
دخلت ياسمين المصعد : اتهنّوا بس بعيد عن تلاميذ ابوي..
سناء : هههههههه والله انك درج .. ما همّك إلا دراستك !
ضغطت ياسمين زر اللوبي وهي تضحك : راضيه اكون درج.. دقي على هند شوفي وينها ،
:
/

اليوم التـالي ،

دخل خالد كافتيريا المستشفى عشان ياخذ له قهوة تعدّل مزاجه وتنشّط خلاياه.. يكفي إنه ما نام طول الليل.. وما غفى له إلا حول الساعـة ونص الفجر وهو جالس بعيادته .. ما استلم أي حالة ولا كان مستعدّ ذهنياً أصلا ، وبحكم إن اجازته باقي فيها يومين .. فاستغلّها بالاسترخاء بعيادته ، ومتابعة حالة سحر اللي كل شوي يمرّ عليها بغرفتها عشان يشوف إن كان قامت !..لكنّها للآن ما وعت !
استلم طلبه كوفي لاتيه مع كروسان .. وراح لوحدة من الطاولات ..حط الطلب عالطاولة ثم جلس وهو يمسح بأصابعه على جبينه من فوق لين أسفل دقنه من التوتر وقلة النوم اللي خذاها ..
ما حس بـ جمال اللي توه واصل شكله للدوام .. وراح مباشرة ياخذ طلبه قبل يطلع لعيادته هو الثاني ..
لكن عقب ما طلب.. استند بكوعة على كاونتر الطلبات وهو يتلفّت يمين ويسار بحالة انتظار.. وطاحت عينه على اللي ما توقع يلقاه مداوم هاليوم !!
أشار للعامل انه يجيب الطلب اذا انتهى .. وراح لطاولة خالد اللي كان مسند كوعه على الطاولة .. واصبعه الابهام والسبابة يفركون عيونه وهو ناسي اللي حوله ،
قال وهو يسحب الكرسي وبصوت عالي ضاااحك : وش جاااابك اليوم !!
فزّ خالد من الروعة .. ورفع راسه مرتاع : لا إله إلا الله... من وين طلعت؟!
جمال وهو يرمي روحه عالكرسي : توني جاي من البيت.. أول حالة عندي بعد نص ساعة !.. وش جابك خبري باقي باجازتك يومين
خالد ابتسم بتعب وهو يرفع كوبه : حالة طارئة .. ما تشوف شكلي متبهذل... ملابسي ذي من امس !

انحنى جمال براسه شوي.. عشان يشوف من تحت الطاولة.. البنطلون الجينز الفاتح اللي لابسه.. ثم رفع عينه للقميص الكاجوال الأسود المقلم بخطوط رفيعة سماوية وأزراره العلوية المفتوحة .. باختصار كان شوي أقل أناقة عن العادة ويختلف عن اسلوب ملابسه المعهود بالمستشفى .. واستغرب، !
ناظره : شفيك.. حتى شعرك منعفس ؟!
ابتسم خالد : وينك امس ؟ طالع من الدوام بدري.. دوّرتك ما لقيتك ؟
جمال : انتهت مواعيدي واستأذنت وطلعت.. (باهتمام)..ليه خالد جد وش صار ؟ انت من أمس جاي المستشفى ؟؟

تنهّد وقاال : سحر اختي طاحت امس واحنا بالبر.. مرضت وجبتها سيدا عالمستشفى
جمال باهتمااام : أفااا.. ليش سلامتها ؟
خالد : والله معاها التهاب بالرئة ... و...... (سكت ما قدر يقولها.. مو مستوعب لحد الحين)
جمال بعيون ضيّقة : ...و...ايش؟؟.. فيها شي خطير ؟
هز راسه نفي راافض الفكرة : مافيها شي... بس التهاب !
جمال : وراه وجهك مو طبيعي ؟!
خالد : مدري شبلاها يا جمال.. حتى انها فاقده وعيها من أمس !!
جمال يطالعه باهتمام : ...............!
كمّل خالد : متى بتصير فاضي ؟
جمال ( يطالع ساعته ) : قلت لك عندي حالة بعد شوي .. ان شاء الله فترة الغدا اكون فاضي

وصل طلب جمال .. وبدا يرتشف قهوته
وخالد يناظر كوبه بتفكير عميق : بما إنك نفساني.. فـ يمكن أفهم منّك اللي مو قادر أفهمه !
سكت جمال ..وطرف الكوب اللي كان عند شفاته نزّله شوي وعيونه تضيق باهتمام ،
قال : خالد شفيك؟
خالد اللي كان بيردّ..التفت يمين الكافتيريا يوم انتبـه لدخلة أبوه من بوابة المستشفى .. ومعاه وليد .. قطع كلامه وهو ينزّل نظره لـ جمال ،
: الوالد جا .. لا تنسى أبيك بفترة الغدا .. اشووفك

تركه وقام .. ومشى بسرعة لأبوه ووليد اللي كانوا يتجّهون للمصاعد.. ناداهم قبل يوصلون..
التفتوا له وخالد ابتسم : صباح الخير
ابوه : صباح النور.. ها خالد.. وش صار لأختك ؟
توتّر خالد.. ونقل نظره لـ وليد اللي انتبه لـ توتّره .. ثم لأبوه وهو يبتسم : لازالت ما صحت..بس متوقّع ساعات وبتقوم ..
أبوه : وش صار على نتايج الأشعة ؟

سؤال مو قادر يجاوب عليه بصراحة .. وهو مو مستوعب.. أجل كيف أبوه بيستوعب ؟؟!
قال خالد بهدوء : سليمة ما فيها الا العافية
ابوه : زين.. أجل بدخل اشوفها دقايق ثم بروح للشركة ..
خالد : وامي بتجي؟
ابوه : ايه بيوصلني وليد للشركة ثم بيرجع يجيبها ..
طلعوا سوى حتى يدلّهم عالغرفة المنوّمة فيها سحر ،
:
/

بعد ساعتين ،
وصلت مشاعل للمستشفى مع بندر اللي ألحّت عليه من الصبح يجيبها لدرجة إن شادن ما جت بسبب انها نايمة وبتلحقهم بعدين ،
وهم بالمصعد لفّت لـ بندر : .. صحت ولا ما كلّمت خالد ؟
بندر يطالع نقطة في باب المصعد بجموود وسرحاان وملامحه مافيها شي واضح : .. مدري ،
مشاعل : اسأل خالد ..؟
بجمود وعيونه ما فارقت الباب :.. تلقينه عندها الحين ،
صدت عنه باللحظة اللي انفتح فيها الباب .. وطلعت وهي ماسكه شنطتها على كتفها وبندر يمشي وراها.. سبقها لـ طريق الجناح وهي وراه وأعصابها مشدودة مو متخيّله شلون بتدخل وبتشوف وجه سحر.. مو متخيّله صورة معيّنة لها ولا هي قادرة تركّب خيال واحد !!

وصلوا للجناح.. بندر وقفت خطواته ولف على اخته بنفس الجمود : ادخلي.. هذي غرفتها ،
ناظرته وباستغراب : مارح تدخل تسلّم ؟
هرب بعيونه عنها وهو يناظر ممرضة واقفه على كاونتر عشان ما يطالعها : ..بعدين مو الحين !
سكتت ما استفسرت ولو إنها حاااسه إنه مو طبيعي ،، .. تدري هي بأهميّـة سحر بالنسبة له.. أهميّتها كبيرة لـ بندر بس عدم اهتمامه هذا ، و تأجيله للزيارة محيّر..صاير غريب ،!
لفت وهي تمد يدها للباب بتفتحه .. لكن الوكرة تحرّكت للأسفل قبل تلمسها..
ارتدّ الباب لـ ورا وطلع شخص طويل لابس اللاب كوت..
كان خالد اللي فتح الباب وهو ملتفت للخلف يحاكي أمه اللي صوتها واصل من داخل وكأنها توصيه على شي..
"ان شاء الله"
قالها ، ومشى للأمام وهو يلتفت لـ قدام قبل تطيح عينه على بندر ..
وقف بسرعة قبل يصدم فيهم ومشاعل رجعت خطوة لورا وهي ساكتة ..
خالد بابتسامة لـ بندر : ما شاء الله بندر جاي من الصبح !
بندر اللي كانت متكتّف بقوة .. فكّ يده اليمين وهو يأشر بالسبابة على البنت اللي جنبه ووجهه معفوس بطفش من غير لا ينزّل يده الثانية .. ورجع عقدهم عقب ما فهم خالد ..
التفت خالد للبنت اللي أشار لها وفهم : اهاا.. مشاعل جايه من الصبح !
قالت بجمود : شخبارها .. وعت؟
ابتسم وهو ينقل نظره ما بينهم : ايه توها وعت من ساعة ..

رفع بندر نظره باهتمام ساااكن.. ومشاعل بقلب مليان غصة : وشخبارها ؟
خالد باقتضاب : بخير.. ادخلي شوفيها.. بتحب شوفتك أكيد ،
رفعت عينها رمت عليه نظرة من أسلوبه العفوي اللي يستخدمه معاها ولا كأنه أذاها وجرحها من قبل.. يحب ينسى ولا يهتمّ كثير وهذا طبعه معها ،
نزلت عينها يوم تراجع خطوة ورا وهو يلزّق ظهره بالباب اللي فتحه على آخره .. ومرّت من جنبه من غير كلمة ..حسّ بهدوءها على غير المعتاد ولا علّق ،
دخلت هي ..وهو ابتعد عن الباب اللي تهادى وتسكّر بهدوء من نفسه..
وناظر بندر : وانت وش بتسوي ؟
بندر : برجع للبيت .. ما اظن مشاعل بترجع الحين ، هي من أمس وهي تحنّ..
ابتسم خالد ووافق : ايه خلّها أنا أبيها تجلس عندها ..

رفع بندر عينه وهم يمشون يوم حسّ ان فيه شي غريب : ..سحر فيها شي؟
خالد بضيق تنهّد :.. مارح أعرف اللي فيها.. إلا لما أكلّمها بنفسي !
سكت بندر ووقف عن المشي.. وخالد وقف معه باستغراب ..
بندر وهو ماسك اعصابه :.. فيها شي.. غير التهاب الرئة ؟
خالد : .. ما أقدر أقولك شي.. عضويا ما فيها الا الالتهاب .. بس وجهها يوم صحت مو طبيعي..
(غيّر الموضوع ) عالعموم ان شاء الله يوم يومين وترجع لها الحيوية ..
فضّل بندر السكووت .. وفهم من أسلوب خالد إنّه فيه شي ما يبي يقوله ! ..أو يحاول يخفيه !

قال : اجل انا بطلع للبيت .. وسلامتها ما تشوف شر
خالد : اشوفك اجل..(ابتسم.. وكمّل .. ).. ومشاعل أبيها تكون مرافق .. قل للوالدة إني أبيها عند سحر هالكم يوم
!
بندر ابتسم : حلالك هالبنت.. خذها فكّني منها هالكم يوم.. عالأقل أفتك من لعوزتها شوي ،
خالد بضحكة : مب لله هالموافقة هههه
بندر : تريّحني بعد من مشوار جيبتها ..يلله سلام

ودّعه وطلع للمصاعد..

::

دخلت مشاعل الغرفة وهي تسمع مرة عمّها تكلم سحر اللي ما كان لها صوت ،
عبرت ممر الجناح وهي تتخيّل شكلها .. يارب ما تكون تعبانة مرة !! يارب ما تكون مثل ما تتخيّل !

وصلت للغرفة الواسعة والتقت عينها بعين مرة عمها اللي انتبهت لـ دخولها..وكانت جالسة جنب سرير بنتها .. ابتسمت : هلا مشاعل ..
مشاعل ردّت التحية بهدوء وهي تزيح عيونها لـ بنت عمها اللي مالها حس ولا صوت : ..هلا !

وشافت منظرها اللي كان قمـة بالهدوء والسكينة ،
لابسه ملابس المستشفى ، وشعرها البني الناعم مفكوك وطايح على كتوفها بعشوائية وفوضوية غير مرتبة .. وبوضعية الجلوس ويديها بحضنها ، والمغذي موصول بكفّها .. وعيونها اللي كانت تناظر الفراغ .. رفعتها لـ مشاعل من قالت "هلا" ..

فهمت مشاعل وضعها النفسي من الهدوء والصمت وصفرة وجهها التعبان .. وبعفوية شخصيتها وما تدري شلون فكّرت.. قررت تقلب الجو الكئيب بالغرفة بضحكة حيوية طلعت منها وهي تهرول لها بمرح وحمااس..
رمت شنطتها عالكرسي بطريقها ، ونطت عليها وضمّتها وهي جالسه ..وبوووسة قوووية على خدها خلّت حتى مرة عمها اللي ارتاعت من ردة فعل مشاعل تضحك ..
مشاعل وهي تبوسها : امممممووووواح..( وخرت عنها شوي وهي تضحك ) .. يا زينك يا شيخة حتى وانتي مريضة تهبلين !
سحر ناظرت وجه مشاعل القريب... وابتسمت.. بس ابتسامة ميتة كانت أقصى طاقتها ..

مشاعل ضحكت وهي تقبص خدها بمزح : اييييه يا حلوة وه وه يا زييييييييينك !
ضحكت ام خالد : ههههههههه وينك من أول لها ساعة ساكتة .. ( لفت لـ بنتها ) تعبانة مرة ماما ؟
مشاعل ضحكت : ما عليك خالتو أنا بستلمها لك من الحين.. ومارح تطلع من هنا إلا مثل الحصان
ام خالد بحب : ايه عليك فيها .. خالد راح يحدد قائمة الغذا .. وبيجيبون أكلها الحين وهي رافضه
مشاعل ابتسمت : سحوور ترا حتى انا ما أفطرت .. عادي آكل معك ؟

أخيرا نطقت ولأول مرة من صحت قبل ساعة ..بصوت مبحوح : خذيه كله مشاعل.. مو مشتهيه الحين ،
مشاعل : لااا وش دعوة تخيّليني أكله كله لحالي !!..وش بيسوي فيني أخوك؟؟..والله إن يطلعه من عيوووني ههههه
سحر بابتسامة بسيطة : والله مو مشتهيه

ابتسمت ام خالد وهي تقوم واقفه .. وتناظر ساعة يدها : أجل دام مشاعل عندك الحين .. أنا برجع للبيت الحين اختك بيان لحالها..وبعد الغدا كذا حول العصر برجع .. تبين شي اجيبه لك من البيت ماما ؟

هزّت راسها نفي وهي تناظر آخر السرير بصمت وشرود ،
مسحت على راسها ووصّت مشاعل عليها ..قبل تطلع
مشاعل بابتسامة بشووشة ومرحة : لا تخافين خالتو.. أنا مارح أرجع للبيت الحين ..بجلس لين تجين اذا تبغين
ام خالد بضحكة : ادري ما تقصرين بتحطينها فوق راسك.. اذا اشتكت من شي على طول كلمي خالد
مشاعل بانصياع : ولااا يهممك.. وجيبي بيان معك خلني أجننها ههههه
ام خالد : هههههه ما تدرين طول الليل تونّ يوم ما لقت سحر بالبيت.. مرتاعة مب عادتها سحر تغيب عنها
مشاعل : خليها تعيش من غيرها مصيرها بتكبر
ام خالد : يلله اجل اشوفكم العصر

طلعت ام خالد.. ومشاعل رجعت للغرفة وهي تشيل العباية بسرعة..
كانت لابسة جينز برمودا وفوقه بلوزة صوفية هاي نيك لونها سكري وفيها خطوط حمرا بسبب البرد ،
وشعرها القصير رابطته ورا ومن قصره بعض الشعرات متفلته من الربطة ومنثورة بعفوية حول اذنها ووجهها ..
راحت وجلست بالكرسي اللي كانت مرة عمّها جالسه عليه جنب السرير : شخبااارك سحور ؟.. خفّ تعبك ؟
هزّت راسها ايجاب وهي تلعب بأنبوب المغذي بكفّها ..
مشاعل : وكيف صدرك ؟.. متعبك ؟ تتنفسين زين ؟
سحر باقتضاب : ..شوي ..

سكتت مشاعل دقايق وهي تراقب وجه سحر اللي واضح إنها تهوجس بعيد وما تبي تتكلّم وتضحك.. خافت لا تكون تفكر بـ محمد فقالت بسرعة وبمررح عشان تمحي محمد بهاللحظة : ..تدرررين بندر جابني ..وبيجي بعدين يسلم وياخذ أخبارك !

حركة يدها على الأنبوب جمدت.. وعيونها اللي بحضنها تمّت مثل ما هي ،
مشاعل : ..وشادن بعد بتجي تشوفك ميييتة عليك ..

رفعت اصابعها اللي بدت ترتعش لعيونها وهي مغمضة.. وكنّ مشاعل ضربت وتر حساس وهي ما تدري..
مشاعل بابتسامة حنونة : .. مو قلت لك إنه يحبّك.. بندر بيقدر يعوضك ومتأكدة إنه ما نام أمس عشانك..
قالت كذا تبي ترفع من معنوياتها وان اللي راح ما يهمّ.. لسّا قدامها حياة حلوة ،! مع بندر !
لكـن ، .. مشاعل ما تدري باللي صاير !!
ولا تدري إلا إن سحر.. تعاني من التهاب رئوي !
وغير كذا ما تدري !

رعشة يدها اللي على وجهها زادت بشكل ملحووظ وكنّها رجفة برد عنيفة.. وكنّ سحر تحارب نفسها لا تستسلم لتأثير هالكلام !
مسكت مشاعل يدها اللي ترتجف ..بخوف : سحر..!
نزّلت يدها وانكشف وجهها اللي كان يطالع تحت .. واللوعة الصامتة على وجهها .. حتى ما بكت ! مافيه دموع !! .. مجرد ملامح مقتولة !
ضااق صدر مشاعل وقررت ما تتكلم بهالموضوع.. تبيها تنسى الحين.. بس شلون تنسى ... الجو كئيب هنا.. ووضع سحر مكأبه زياده ..
قامت وراحت للثلاجة الموجودة .. لقت بعض الاغراض اللي جابتها مرة عمها.. خذت علبة موية صبت شوي بكاس .. نفثت فيها وقرت المعوذات .. ومدّته لها لعلّه علاج يهدّيها هاللحظة ..
وبصمت أخذته سحر ..وشربت جرعة هدّت من أنفاسها شوي .. ثم رمت راسها عالوسادة تبي تسترخي ،
ابتسمت مشاعل.. وعلى طول مسكت الريموت وشغلت التي في.. ثم تربّعت على الكرسي بأريحية وكن المكان غرفتها .. لقت مسرحية لعادل امام بالصدفة.. وقامت تضحك وتعلّق وهي كل شوي تناظر سحر المنسدحة وتتابع معها بعيون ما تنقرى .. لكنها مع كذا كانت تبتسم ابتسامات صغيرة مع تعليقات مشاعل وضحكها المتواصل واللي ما تقدر تسيطر عليه ،،
:
/

برا المستشفى ..
ام خالد ركبت السيارة اللي كانت تنتظرها برا .. سكرت الباب وهي تتنهّد على بنتها اللي ما تدري ليش طيحتها بذا الشكل ..
تركي وهو يحرك السيارة : .. الحمدلله على سلامتها !
رفعت عينها .. وابتسمت من ورا الغطا : الله يسلمك يا وليد... الشر ما يجيك ،
تركي وهو يطالع من المرايه الجانبية ويبي يعرف تفاصيل الحالة : عساها بسيطة ؟
ام خالد : ...بسيطة ان شاء الله.. التهاب رئوي وشوي حرارة .. بسيطة كم يوم وبتطلع ..
هز راسه وهو من داخله مو مقتنع ! ، وسكت ،
يتمنى بس.. يعرف ردّة فعلهم .. لو عرفوا سبب طيحتها !

قالت يوم قرّبوا من قصرهم : وليد.. بعد العصر برجع للمستشفى ..لا تبعد
ابتسم بطاعة : ان شاء الله.. عطيني رنة قبل بعشر دقايق عشان اكون موجود

نزلت داخل .. وهو حرّك السيارة من جديد للكراج .. ،
نزل وطلع من القصر .. أخذ سيارته ومشى وهو يدق على ولد عمّه ..

رد بعد لحظات : هلا بـ ترييييك
ابتسم تركي وهو يثبّت السماعة على إذنه ويده الثانية على الدركسون : .. وينك ؟
ثامر بهجووم : منيب فاضي لك من الحين !
ضحك : بلْ عليك... جوعان ابيك تغديني !
ثامر : حتى ما تسلّم.. شايفني بنكك المتنقّل .. توك جاي من البر ما كلّمتني ..يوم بغيتني دقيت يالشيخ !.. منيب فاضي لك افهم
ضحك : هههههه وينك اخلص علي.. جايك ..وربي جوعان ما يهنى لي أكل من غيرك
ثامر : انا بالشركة .. تعال هناك ..اخلص شغلي ونطلع سوى
تركي : ومطوّل يالمشغلجي ؟
ثامر : هههههه شف من يتكلّم... انت لو صاحي وتبي تردّ حلالك زين.. كان جيت تمسك مكانك بشركة عمك.. وتمسك أسهم أبوك اللي لي سنين أداريها وانت برا !

ضحك تركي من ذا الطاري اللي جا فجأة : هههههه ما يهموني ذيك الاسهم .. تبيها خذها لك..
ثامر باستخفاف : وش اخذها ؟؟.. انتي تدري كم تسوى الحين... ؟؟
تركي بسخرية وهو يناظر المراية : والله اللي أذكره إنها ما تسوى شي... حكاكة على قولتهم
ثامر بضحكة : ههههههههه .. تعال يالحبيب.. تعال تراها صارت مسؤولية .. خذها تراني تعبت منها وتصرّف فيها على كيفك !
تركي بملل : قلت لك ذيك الأسهم مهيب شي بالنسبة للي خسرناه.. وش قيمتها يعني .. اربعمية.. خمسمية... ستمية ألف... وش أبي فيهم ..؟
ثامر بسخرية : انت مو طلبت مني أنـمّيها لين ترجع ؟؟.. عشان تقدر تتصرف فيها اذا تخرّجت من دراستك؟؟
تركي : إييه وأذكر إنك إنت ..قلت لي إنها أسهم خسرانة... فقلت لك أجل خلّها لك.. وتصرّف فيها لين تشبع ما عاد أبيها دامها ما توكّل عيش !

ثامر بابتسامة وهو يقلّب بأوراق قدامه : ..أعترف إني ما حسبتها صح.. من قلت لي ما عاد تبيها سلّمتها لقسم الاستثمار عندنا يتابعونها ونسيتها لأني ما كنت مأمّل .. بس حظك يكسّر صخر .. السنتين الأخيرة سوقها قام ومن يومين وصلني تقرير عنها بالصدفة..

تركي بملـل : طيييب يصير خير بموضوعها أهم شي الحين انا جايك ..
ثامر : مع انك مستسخف كلامي بس بسامحك ...يلله تعال وخل الموظفين يشوفونك لهم سنين ما شافوك يسألون عنك ..
تركي : هههههه أجل برجع للبيت أغيـّر ملابسي ..
ثامر : هههههههه بالله وش لابس ؟
تركي : زي العادة..خلاص ببدل وبجيك ما يصير يشوفوني بعد هالسنين مبهذل
ثامر : هههههه لا تكفى تعال أبي أضحك عليك
تركي بحنق : اقلب وجهك والله ما أجي بخلاقيني
مات ثامر ضحك : هههههههههههههههه طيب يالأنيق.. لا تطوّل ..
تركي بضحكة : يلله ببدل وبجيك ..

نزّل السماعة بيد ، وبيده الثانية حوّل مسار طريقه لبيت أبوه... وصل وهو يناظر الساعة.. حوالي الـ 12 الظهر .. بدري شوي على رجعة اخته جنى من المدرسة ،،
فرصة يبدّل ويطلع قبل توصل..لأنها إذا وصلت وهو موجود ما رح يطلع قبل ما تمسكه ساعتين.. وبتعطّله،
دخل وسلّم على أمه اللي كانت جالسه بالصالة تتقهوى لحالها ..
ابتسمت من بين تجاعيدها وهي أمه صاحبة الـ خمسين سنة : هلا حبيبي !.. وينك مالك شوفات.. اختك تقول انك قلت لها انك برا الرياض ،
ابتسم وهو يلتفت لـ باب غرفة ابوه المغلق : ايه كنت منشغل شوي .. شخباره ؟
ناظرت الباب : الله كريم.. ابوك نايم الحين
ابتسم براحة : زين... ولا تقولين له اني جيت.. قولي اني اتصلت وسألت عنه
تنهّدت من عناده : .. ان شاء الله ..
تركي : ببدل ملابسي وبطلع ..ولا تقولين لـ جنى اني مرّيت البيت.. بتشلعني لو درت
ضحكت على طبايع بنتها المراهقة : تلومها يا تركي.. كافيها انها صابره على سفرة دراستك .. هي الحين شالعتني ليش تركتي تركي يطلع من البيت ..وين يروح..ووش قاعد يسوي ؟!.. وش هالشغل !!
ابتسم : ما عليك اقدر اتصرف معها..

حب راسها وهي جالسه عالأرض كـ سلام وتوديع.. وطلع الدرج بسرعة..
دخل غرفته وعلى طول بدّل ملابسه ..لبس ثوب ابيض ومعه غترة بيضا .. ضبّط العقال وبحركة سريعة رمى أطراف الشماغ على راسه.. ابتسم برضا من أناقته .. وأخذ نظارة الغوتشي السودا اللي يحبها من عالتسريحة وطلع بعد ما تعطّر ..

سلّم على أمه وهو ماشي.. وأمه تناظره وتسمّي عليه منه ومن تهوّره اللي محد فيهم قدر يثنيه عنّه ،
سكّر باب البيت وهو يطلّع مفتاح سيارته الأودي اللي له أيام وليالي تاركها هنا وما استخدمها.. لبس نظارته وهو يفتحها بالكنترول ..قبل ما يمر من وراه باص مدرسة .. ويوقّف قبال باب البيت ..

رفع راسه قبل يفتح باب السيارة.. والنظارة الشمسية على عيونه يوم عرف ان هذا باص أخته !
طاحت عينه عالبنات المتجمعين عند نافذة الباص الخلفية يطالعووونه بلهفه.. وكل وحدة تدفّ الثانية ..
ابتسم على حركاتهم.. ولهم ،
سمع صرخاتهم من باب النزول اللي انفتح.. وظهرت منه اخته وهي شايله شنطتها على كتفها.. دعى ربه انها تروح للباب وما تشوفه..لكنه شافته من أقبل الباص للبيت..
لفّت يمين ناحيته من وطت رجلها الشارع... ومشت له وهي تنقل عيونها بين اخوها وبنات متوسطتها اللي متجمّعين بآخر الباص عشان يشوفونه...
سمعت أصواتهم ينادونها باسمها ويسألونها بس زحمة الأصوات خلتها تروح له وما ترد.. ما كانت يمّهم وميب فاضيتلهم ،
قالت بسرعة : متتتتتى جييييت ؟؟
تنّهد.. صادته !
: توني جيت أبدّل مستعجل والله !
جنى وهي توقّف قباله : مو شغلي.. تعال تغدّا معي .. وبعدين اطلع
تركي : والله مستعجل .. مرة ثانية ..
جنى : وهالمرة الثانية.. متى بتجي؟
ضحك وهو يطالع البنات : ..روحي ينادونك يبون شي منك !
جنى بسخرية : تصرّفني !.. (باهتمام وحماااس ) .. جد تعال داخل نتغدّى ليه ما قلت لي انك بتجي اليوم؟
تركي : ما كنت مخطط .. جيت عشان أبدّل حتى ابوي ما شفته

أشارت للبنات يسكتون لأنهم أزعجوها بالنداءات..ورجعت تناظره
ضحك بجاذبية : هههههه شعبيتك كبيرة ...توّني أدري !

ناظرته بنص عيين : ..شعبيتي توّها ترتفع الحين !
ضححك لأنه فهم !!
جنى بمرح من شوفته : يلله ندخل !
قال : والله مستعجل.. مواعد ثامر لازم أروح له !
جنى بقهر : بذبحه ثامر بيوم من الأيام ..
ابتسم عليها وعلى قهرها اللي ما يقدر يملّ منّه : ليه؟؟.. مو انتي تحبّينه ؟!!

سكتت ووجهها يحمرّ.. ابتسم زود : .. ترا أعلمه إنك تبين تذبحينه !
ارتبكت : كل تبن زييييين
ضحك عليها وهي ترووح للباب بحمق..
ناداها وهي واقفه عالباب : جنااا .. والله آسف.. مرة ثانية بجي طيب؟
ناظرته وهي تفتح الباب بمفتاحها .. والباص تحرّك ..
قالت بملل : نستنّى ونشوووف.. بس أبي هديّة وانت جاي.. مو تسحب علي!
ضحك : ابشري...
ابتسمت تخفي احباطها ودخلت ،

تابعها لين سكّرت باب البيت ثم ركب .. وحرّك لشركة عمّه اللي ماسكها ثامر ..،
:
/

وصل بندر للبيت وكان يأمل إنه يلقى سيارة محمد واقفه هناك.. لأنه من أمس ما شافه !..
الغريب إنه ماله حس.. أمس رجع بالليل وما شافه.. واليوم الصبح..صحى وما شافه ،!
نزل وهو يتصّل عليه يبي يشوف أخباره.. غريبة ما دق حتى يسأل بعد كل اللي صار !!

وبعد عدّة رنّات وصله صوته .. بعيييد وعمييق ومنشغل ،
: هلا بندر...

بندر مـا استشفى شي من نبرته : .. محمد وينك ؟؟
محمد وواضح إنه منشغل بـ شي : ..بـ الشركة.. وين بكون بظنك ؟
سكت بندر لحظات.. وكأن هالجواب شرح له باختصار.. وضع محمد النفسي !!
الشغل بالنسبة لـ محمد... أفضل ملهاة !!!
بندر : .. ليش ما ريّحت اليوم .. لاحق عالشغل !
محمد وهو يكتب بشي وصوت تقليب الأوراق الكثيرة واضحة جدا لـ سمع بندر : ..انتهت اجازتي أمس بالنسبة لي... وحشني الشغل !

سكت شوي.. وهو يسمع محمد مندمج ويحووس بأوراق لـ درجة إنه ما استغرب صمت بندر الطويل ،،
بندر بتنهيييدة : ...محمد ...
محمد بعدم تركييز : هممم ..؟
بندر محتار ما يدري وش يقول ..
بعد ثواني وبخفووت : .. ما... سألت..عنها ؟

صوت الأوراق اختفى لـ ثواني ... ثم رجع بعنف أكبر ،
وقال بنبرة جاامدة وهو غايص بالأوراق : ... سحر.. صارت مسؤوليتك يا بندر.. ما عاد أفكر فيها قلت لك..
بندر : محمد لا تقسى على نفسك... الشغل اللي ضاغط نفسك فيه ماهوب حل
اختفى صوت الأوراق من جديد..
وواضح إن محمد هالمرة وجّه كامل اهتمامه للمكالمة يوم مسك السماعة بيده : بندر ؟.. تبي شي واضح يوم تتصل ؟؟
بندر : متصل اشوف وينك لأنك من امس مختفي !
محمد : وهذاني قلت لك إني بالشركة .. بالله إذا ما عندك شي مهم سكّر لأني غايص لين راسي ..

بندر وهو يدخل البيت.. ويوقّف بالحوش الخالي : اوكي بس بتجي للغدا ولا شلون ؟
سكت شوي.. ثم قال وهو يقلب بورقة : بجي.. امي اتصلت علي وقلت لها إني بجي ..
بندر : زين اترك الشغل لأني عارف ان راسك مزحووم ..أنا مدري شلون مستحمل نفسك

سكت محمد شوي.... وما عنده تعليق ،
بندر ما وده يزودها عليه : يلله بسكر .. مع السلامة
سكّر.. وهو عارف ان محمد يدّعي العكس.. يدّعي عدم الاهتمام.. لكنه من داخل مشغووول البال لـ درجة إنه هرب للشركة وامتنـع حتى عن السؤال ،،
::

بعد ساعة ..
طلع محمد من الشركة وهو شايل حقيبته ..متناسي كل اللي صار ولعلّه يقدر ،
وبينما هو جالس داخل السيارة عند وحدة من الاشارات الحمرا.. وواقف ينتظر الخضرا ..
التفت بعفوية لوحدة من المحلات على جانب الشارع .. وعيونه التايهة تتأمل بأفكار مشوشة وغير مركّزة ..
جلس ساعة يطالع وما يطالع وكأنه ما يعرف الخطوة اللي المفروض يسويها بهاللحظة..
لكن فكرة عابرة مرّت بخاطره وهو يشوف المحل ..
شي بسيط تقدر تسوّيه .. شي صغير لو قدرت !
شي !!.. أي شي !
باقـة ورد !
أبسط شي.. بيدّك !!


دخل محمد المحل اللي طاحت عينه عليه.. بعد ما وقّف سيارته جنب الرصيف ،
دخل وعيونه تتلفّت يمين وشمال وهو مو واثق من الخطوة هذي .. طاحت عيونه على أنواع كثير من الورد بألوان مختلفة وخلّابة !
وقف شوي بنص المحل وهو يتأمل بسكوت أحواض الورد وتنسيقها .. وما يدري ليه استسلم لـ رجوله اللي قادته لهالمكان !
لكنّه تأكّد من شي واحد .. ، ويتمنّى شي واحد ..
هو إن سحر تفهم ظروفه... بيوم من الأيام !

اخذ باقة من الورد الأحمر ، والسكري .. وطلع للسيارة وهو يناظر فيها والتردد ماليه ،
ركب وحطّها جنبه وهو مو عارف إذا يقدر يرسلها عقب كل اللي صار !!
:
/

بالمستشفى ..
بعد ساعتين ..

اندق باب الغرفة عليهم وهم يتابعون التلفزيون بينما مشاعل تسولف وسحر ترد بكلمات مقتضبة فاقده حيوية ..
اندق الباب من جديد وعرفوا إنّه شخص ما يقدر يدخل !
مشاعل نزّلت علبة العصير من يدها : .. مين ذا.. دقيقة بروح اشوف مين ؟؟

راحت وفتحت الباب وهي وراه : يس ؟
صوت عامل من المستشفى : يس مدام .. ذسس فور يو !
ما فهمت وش يبي ..الا يوم شافت طرف باقة تظهر قدامها..باقة بغااااية الجمال والأناقة.. خقققت عليها مشاعل من ألوان البنفسج والأصفر المدموج بإتقان ..
خذتها وهي مسحورة جداً من تنسيقها الفخم والكورنيش الغالي الملفوف فيه ! ،
شكرته : ثانكيو ..

خذتها بحذر.. ومشت بسرعة وهي تستنشق عطرها العذب !
وبلهفة : سحووور باقة لك !

رفعت سحر عينها التعبانة بحيرة .. وببحححة ضعيفة : ... لي ؟
مشاعل وهي تحطها قدامها : ..ايييه عامل جابها .. شوفي تجنن ..
سحر وهي تناظر بتوهان : .. من مين ؟
مشاعل بفضول لفّت الباقة يمين وشمال.. متوقّعه إنها بتلقى بطاقة...
بس ما لقت .. ،
: وش ذا .. مافيها بطاقة !!

وقلّبتها يمين وشمال مرة ثانية يمكن تكون مدسوسة هنا ولا هناك .. بس ما لقت شي !
مشاعل باستغراب : يمكن نسوا يحطون بطاقة ... لحظة بروح أشوف عند الباب يمكن تكون طاحت !

تركت الباقة على رجول سحر اللي قامت تناظرها بتأمّل .. من بين هدّة حيلها وسكونها وهيئتها المبعثرة..،
أوركيد .. مدموج مع السوسن بإتقان !
أكثر نوعين تحبّهم !!

رفعت عينها لـ مشاعل اللي جت وهي تحكّ شعرها ، وتناظر الباب المغلق وبحيرة : ما لقيت شي طايح !
سحر بضعف : ..يمكن مغلّطين بالغرفة !
ابتسمت مشاعل وهي تشيلها وتودّيها للطاولة المقابلة : موب مشكلتنا .. الباقة خقققة شكلها رااايق .. مارح نتنازل عنها !.. وبصراحة الغرفة تحتاج منظر جميل زي ذا..ههههه ولا شرايك !

حطّتها على الطاولة وتراجعت تتأملها :.. اللي مسويها ذوق من جد ! .. تتوقعين من مين يا سحر !
سحر بدون اهتمام ونبرة واطية وهي تعدّل وضعية جلوسها للنوم : ..وش يدريني.. مو..مهم !
مشاعل وهي تضحك : .. يمكن من خالد اخوك ! .. يدري فيك تحبين هالنوع !!

سكّرت سحر عيونها من غير لا ترد وبدون ما تعير السالفة اهتمام لأنها جداً تعبااانة من دااخل ومو مبيّن على هدوءها الخارجي..
مافيه شي مهم تفكّر فيه سوى الحدث الموجع اللي صار لها !! ، والمشاعر المكتوومة داخلها !!
سحبت غطاها لـ صدرها وأسدلت رموشها.. وهي تتنهّد من أعماااق أعماااقها ،،

رجعت مشاعل ورمت نفسها على نفس الكرسي.. ورجعت تشفط من نفس العصير يوم لاحظت ان سحر تبي تناام وتهدى ..
راعتها يوم لمحت بوجهها آلام ودمووع تحارب عشان ما تظهر ..
ودعت مشاعل إنها تنااام وما تفكر بشي ،،.. لأن وضعها واااضح إنه سئ جدا .. ومهما كانت هادية إلا ان وجهها يعكس اللي داخلها من لوعة ،


يُتبــع ..

نلتقي الاسبوع القادم ..
لما أحدد اليوم راح أقولكم ^^

بانتظاركمممم

عشق طفله 29-03-11 08:04 PM

×

يعطيك ربي الف عآأفيه ..

قسسم ان هالقصه جونآأن ..

وآلآأحلى ـآ آنك آنتي تنقليهآأ ..

تسلمين يالغآأليه ..

مآأننحرم منك ومن نقلك العذب مثلك ..

مودتي ..

×

nona-zidan 31-03-11 12:37 PM

سلمت يداك وحرمت علي النار:flowers2:

صمت الحنايا 01-04-11 04:20 AM

مشكوره ع الروايه الجنان

أم نهيان 07-04-11 03:12 PM

مراحب وكل الشكر ع الرواية ..

بس حبيت أعرف متى ينزل البارت الياي ..؟؟

♫ معزوفة حنين ♫ 08-04-11 12:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشق طفله (المشاركة 2692230)
×

يعطيك ربي الف عآأفيه ..

قسسم ان هالقصه جونآأن ..

وآلآأحلى ـآ آنك آنتي تنقليهآأ ..

تسلمين يالغآأليه ..

مآأننحرم منك ومن نقلك العذب مثلك ..

مودتي ..

×





يسسسلللمك ربي ..
نوو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 08-04-11 12:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona-zidan (المشاركة 2695167)
سلمت يداك وحرمت علي النار:flowers2:





يسسسلللمك ربي ..
نوو^_^وورتي يا عسسسسسسسسل ..



♫ معزوفة حنين ♫ 08-04-11 12:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صمت الحنايا (المشاركة 2696427)
مشكوره ع الروايه الجنان





العفو ..
نوو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 08-04-11 12:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم نهيان (المشاركة 2703455)
مراحب وكل الشكر ع الرواية ..

بس حبيت أعرف متى ينزل البارت الياي ..؟؟





العفو ..
نوو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 08-04-11 12:33 AM




هذا كلام الكاتبة بخصوص الجزء ..




اقتباس:





حبيبـاتي !

بداية اجازة صغيرة سعيدة ..



آسفة كثير إني ما قدرت أحدد يوم للبارت ، بس ما بغيت أقولكم وأنا مو متأكدة من نفسي إني بقدر ألتزم..

مع انشغالي باختبارين هالاسبوع ،



وآسفة مرة ثانية إني مارح أقدر أنزّل لأني الليلة مسافرة ..

البارت كتبت منه تقريبا ثلث أو نصف ولسا في طور الانشاء.. وكنت مأمّله أني رح أنهيه بوسط الزحمة مع سرقة أوقات الفراغ القليلة ..وأنزله قبل سفري بس ربكم ما كتب !



ان شاء الله أوعدكم مع رجعتي ببارت حلو يعوّض التأخير ،

القصة مارح أطلب اغلاقها دام سفرتي كلها اسبوع .. وعشان تضل للي يبغى يطلّع عليها





نقطة عن القصة /

السكاكر اللي سألوني عن حالة سحر وسالفة الدماغ اذا كانت حقيقية على أرض الواقع..

ايه هالشي صحيح لأن الدماغ هو مركز السستم مثل ما يقولون.. هو محرّكنا الأساسي أي شي يصير بالجسم عاطفيا عضويا يرتبط بدماغنا وينعكس عليه..!

وسالفة العواطف حقيقة علمية وتطوّرها سواء حزن فرح كآبة دموع وأي نوع من الشعور .. كلها هناك.. براسنا !



آخـر شي ..



آسفة مرة اني مقدر أكون معكم هالأسبوع ..

بس ان شاء الله الجاي أحلى

النشميات 12-04-11 05:08 PM

السلام عليكم. """"""""ًًًاليوم خلصت القصة وصلت معاكم بس انصدمت ان الحلوة ماخذة اجازة (( اجازاتك كثيرة. هههههههههه)) المهم لازم ادخل تخصصى في تحليل الشخصيات ،،، الكاتبه رقيقة جدا جدا وما استبعد انها القصه اقتباس من حياتك شوية مو وايد ،،،،،، المهم القصة جميلة وراقية جدااااااا،،،،، لاتبطين علينا ،،،،،،، متى الكاتبة موعد تنزيلها للبارت؟؟؟؟؟*

nsamir 19-04-11 11:04 PM

معزوفة حنين دائما تنتقي الروايات الرائعة

سلمت يداك وأتمنى ألا يطول الانتظار

♫ معزوفة حنين ♫ 19-04-11 11:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النشميات (المشاركة 2709037)
السلام عليكم. """"""""ًًًاليوم خلصت القصة وصلت معاكم بس انصدمت ان الحلوة ماخذة اجازة (( اجازاتك كثيرة. هههههههههه)) المهم لازم ادخل تخصصى في تحليل الشخصيات ،،، الكاتبه رقيقة جدا جدا وما استبعد انها القصه اقتباس من حياتك شوية مو وايد ،،،،،، المهم القصة جميلة وراقية جدااااااا،،،،، لاتبطين علينا ،،،،،،، متى الكاتبة موعد تنزيلها للبارت؟؟؟؟؟*




تسسسسسسسسسسسلللمين عالمرور ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 19-04-11 11:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nsamir (المشاركة 2715239)
معزوفة حنين دائما تنتقي الروايات الرائعة

سلمت يداك وأتمنى ألا يطول الانتظار





تسسسسسسسسسسسلللمين عالمرور ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 19-04-11 11:13 PM




هذا اخر رد للكاتبة ..
كان امس ..

اقتباس:




لآ ضآقت علي صدور آلنآس ،، أدري بـ صدركـ لي مكــآن
, لكن إن ضآق صدركـ علي , قلّ لي : وين أروح .!

مساء الخيرات والبركات اللي ما تنتهي ،

ورجعنا بعد اجازة صغيرة اللي طارت بسرعة وما حسيت فيها

شخباركم ، علومكم ؟ ،
ان شاء الله انبسطتوا ^^

منوّرين كلكم .. واللي كتبوا ردود وانا مو موجودة والله استمتعت بكلماتكم عقب الرجعة
وربي شغلتوا زر الحماس داخلي من جديد ^^

فيه ناس رجعوا بعد غيبة ..فرررحت مااارة بطلّتهم وأكيد عارفين نفسهم ^.*
وناس أول مرة يكتبون رد وافحموني بتعليقهم الطويل على الأحداث .. من غير ما أذكر أسماء عشان ما أنسى أحد فيكم ^_^.. شكرا لكم فرد فرد ويزيد شكري للتعقيبات الأخيرة ^^

اممم انا توني واصله أمس.. والبارت لسا على الحال اللي تركته عليه..
ولأني ناويه أعوضكم ببارت حلو ورايق .. فعطوني كم يوم ان شاء الله حتى أنتهي منه ..
ان شاء الله ان شاء الله على الويكند أنهيه


لنا لقاء ،
ووحشتوني
^^




♫ معزوفة حنين ♫ 23-04-11 07:51 AM



الجـــزء 28
--------------------------


وصلت شادن للمستشفى ومعاها سلة شوكولا فخمة شرتها قبل توصل ،،..
دخلت الغرفة وهي تبتسم وبصووت عالي اقتحم السكوون العايم ما عدا صوت التي في وفلم الأنميشن (ايس ايج) اللي حاطين عليه : أناااا جيييييييت !،
رحّبت مشاعل اللي كانت جالسة عالصوفا ورافعه رجولها عالطاولة قدامها ، باللي في يدها بكل بجاحة : يا أهلن بالصغننون اللي لي سنة خاطري فيه ،!
ضحكت شادن وهي توصل للطاولة ، وتحط الشوكولا فوقه .. ثم نزّلت الطرحة وهي تتنهّد : بجيحة ! ، ما فيه هلا بـ أختي نوّرت الغرفة فقدناك ووحشتينا !
ثم لفّت على سحر اللي كانت بـ وضعية الجلوس وقدامها صينية غداها .. ما انلمس منّه إلا شي بسيط .. وابتسمت بعذوبة : الحمدلله عالسلامة سحوورتي ! ، بسيطة يا حلوة !
تركت سحر الملعقة اللي كانت ماسكتها بأطراف أصابعها وتلعب فيها بوسط الشوربة وكن مالها نيّة تاكل ! ، وابتسمت ابتسامة صغيييرة جداً ترد التحيّة : الله ..يسلمك..
شادن وهي تشيل عبايتها وتلفّها بعشوائية : يلله خلصي غداااك عشان تذوقين نوعي المفضّل.. تراني ما اشتريه إلا بالسنة مرّة من كثر ماهو غالي ... بس هالمرة يهون لعيونك ! ( ناظرت مشاعل المتحفّزة حتى تنقض عليه ) .... مابي مشاعل تبدا لأنها إذا بدتْ بينقرررررض !
مشاعل : مرررْ... صحة وعافية علي !
شادن وهي تمسّ بلوزتها وتجلس بـ كرسي جنب السرير : .. يلله خلصي غداك لأني والله خايفه عليه منها.. أبي نستمتع فيه ،
سحر بنفس منسدّه : أكلت الحمدلله !

طااارت فيها مشاعل : أي أكلتي ؟؟.. والله ما أكلتي شي .. لك ساعة تحوسين بالشوربة..وما أكلتي إلا لقيمة على قولتهم !
شادن لفت لـ سحر : ..سحر مو معجبك الأكل ؟؟.. أطلب النيرس تجي تغيّره ؟
سحر ابتسمت لهم ابتسامة مهما حاولت تبيّن إنها حقيقية إلا إن هالابتسامة فيه شي ذابحها : .. والله شبعت.. كلميهم يجون ياخذونه لأني انتهيت
مشاعل بضيق : خالد وصّااااك تاكلينه كله.. وموصّيني أنا انك تاكلينه... بيطيح كل شي فوق راسي ، عاد اخوك ما يقصّر فيني صاير يتأمر ومخليني البيبي ستر لك ..!!
سحر بهدوء : انتي مالك علاقة... أنا ..بتحمّل مسؤولية ..نفسي !
تنهّدت مشاعل .. وباستسلام لأن لها ساعة وهي تحاول فيها وما كلت إلا ملعقة وحدة... قامت وشالت الصينية من قدامها وحطّتها بطاولة بعيدة ..

شادن حسّت إن وجه سحر مكتئب رغم هدوءها بس وضعها وانعدام شهيتها حسّسها إن النفسية عندها مو زينة.. وتوقّعت إنه بسبب طيحتها ومرضها مثل أي مريض يطيح منهك بالمستشفى..،
ابتسمت وراحت لسلة الشوكولا وهي تفتح الغلاف .. وضحكت وهي تقدّمه لـ سحر : خذي ذوووقي وانبسطي.. ترا فيه دراسة تقول إن الشوكولا تجيب السعادة للانسان.. خذي ووسعي صدرك ..
أخذت سحر لها حبة صغيرة .. ورمتها بفمها وهي ساكتة ومبتسمة لـ شادن اللي جت وغيّرت الجو شوي ،
مشاعل لقطت لها 5 حبات سوى عشان تضمن لها احتياطي ، لأن شادن عادةً تعذّبها على ما تعطيها حبتين وثلاث هههه
شادن طارت عيونها : مشفوحة وش ذا هههه !!!
مشاعل جمعتهم بمنديل .. وقالت وهي ترفع بحواجبها : الحين خذي حلاوك لين تشبعين .. أخذت اللي يكفيني وزيادة !
شادن : هههههههه ما تنعطين وجه وقسماً ،

وهم يحلّون بالشوكولا مع القهوة اللي كانت جابتها ام خالد سابقاً
لفتْ نظرْ شادن باقة الورد المميّزة .. الموضوعة على الطاولة قبال السرير واللي عند الجدار.. كانت عذبة وعطرة ومعطيه للغرفة منظر مشرق نوعاً ما..بدل الجدران البيضا اللي حولهم !
وسألت باستغراب : من ميين هالباقة ؟؟
ابتسمت مشاعل وهي تتأمل بالباقة وخاااقة مع شكلها : ... حلوة صح ؟
شادن بانبهار : عجيييبة ! ، قليل ما أشوف باقات بهالنوع من الورد ؟!.. وش نوعها ؟؟
مشاعل : مدري صراحة ما اعرفهم ..بس اللي اعرفه إنها عاجبتي مااااررررة !

نطقت سحر بخفووووت واااطي اخترق اصواتهم بسبب صوتها المبحوح جرّاء المرض ..وسط نقاشهم
".. أوركيد ... وسوسن ! "
قطعوا نقاشهم .. وناظروها باستغرراب ..
شادن بدهشة : متأكدة ؟؟
ابتسمت سحر ابتسامة صغيرة ما تمحي ولا ربع التعب : .. إيه...أعرفها زين
مشاعل : .. انا اخر انسانة بالوجود لها خبرة بهالأشياء
شادن : بالله سحر متأكدة ؟؟
سحر بنفس البحة والخفوووت : .. أعرفها أنا .. كنت أحبها من وأنا صغيرة ،
ابتسمت شادن : ايييه جميييلة ألوان الأصفر والبنفسجي معطيها منظر مُلفت ، ( لفّت لـ مشاعل اللي مشغولة مع الشوكولا ) ... مين جايبها ما قلتوا لي ؟؟
هزّت مشاعل كتوفها : مـا ندري ! ،، انا وسحر متوقّعين إنها وصلتنا بالغلط !
شادن باستغـراب وهي تطالع الباقة المحتلّة منتصف الطاولة : بالغلط ؟؟.. وشلون وصلت لكم ؟
مشاعل : عامل دق الغرفة وعطاني اياها .. مافيها حتى بطاقة .. واضح إنها وصلت للغرفة بالغلط !
شادن بـ ضحكة من قلب : وليش استحلّيتوها .. رجّعوها للعامل يتصرّف فيها ، يمكن تكون لأحد بغرفة جنبنا ومهمّة لشخص فـ الحياة..
مشاعل بلا مبالاة : احتريني بس أطلع ألحق العامل وأدوّره ...
شادن ضحكت : هههههههه.. يا ويلكم من الله لوكانت مهمة لانسان بالحياة ..
مشاعل : يشتري غيرها وش المشكلة !!
شادن : هههههههه كلي كلي... عطيني أبي قهوة ،
::

في مكـان آخر ،
دخلوا ثامر وتركي لـ الفندق اللي اعتادوا يرتادونه عشان يتغدّون أو يتعشّون فيه أحياناً ،، لـ درجة إن موظفين اللوبي ومطعم الفندق صاروا يفزّون لهم من يقبلوون ..
دخلوا قاعة الطعام الفخممة واللي كانت اليوم بوفيه مفتووح..
استنشق تركي الهوا بعمق داخل صدره : والله خمس ايام كنّها خمس سنين .. ما بغت ذيك الرحلة تنتهي.. اشتقت لهالحياة ولغدا مع غبي مثلك !!
ضحك ثامر وهو يوصل لـ طاولة محجوزة باسمه .. سحب الكرسي وجلس.. ورفع عينه لـ تركي اللي جلس قباله : ..ليش ما تقول إن نفسيتك تحسّنت عقب رجعتك لهيئتك النظيفة هذي ! ( يأشر على ملابسه ) .. وربي إنك أمير بهالملابس بس انت مو مصدق.. لك هيبة وشخصية بس انت تبي تدفنها عشان بعض أفكارك الغريبة
ابتسم بجانبية وهو يأشر لـ جرسون بعيد ويقول : اسكت خلني اعيش هاليوم كـ تركي !.. أبي أرجع لـ نفسي هاليوم بس ! .. مابي أكون وليد فلا تجيب طاريه..
ثامر بضحكة : .. محّد خلق وليد إلا أنت ، الحين بتتبرّى منه هههه..!!
تركي وهو يأشر بيده من شاف الجرسون يقبل بلكنـة انجليزية خطييرة : ووتر بليز .. ( نزّل نظره لـ ثامر وهو يريّح ظهره للمسند بابتسامة ).. أدري ..فعشان كذا يرحم أبوك... اتركني أنسى وليد .. أبي أرجع تركي هاليوم بس.. أبي ارجع للانسان اللي يتأمّر مو اللي يتلقى أوامر ويطيعها وراسه خاضع وما عنده غير " سم " وَ "ابشر" وَ " حاضر طال عمرك" ... (كشّر وجهه بقرف .. وثامر ساند وجهه على يديه ويناظره بملامح مستمتعة.. وكمّل ) .. مو مستوعب إنه مر 6 شهور من بديت ذيك الشخصية !
ثامر بضحكة : 6 شهور كنّها أمس !!
كمّل تركي بسخرية : ايه.. ومرّ علي شهرين بس من صرت سواق لأميرة قصر أبوها .. وكنّ هالشهرين سنتين.. من كثر ماهي متعبتني بمشاويرها !!

ضحك ثامر هالمرة زود وماخذ الموضوع نكتة عليه.. بالوقت اللي الجرسون وصل..وبدا يصب الموية بالكاسات بشكل أنيق ،
وقال : .. عاااد هالشي تنلام فيه انت..إنت اللي قبلته وكنت طاير من طلب ابو خالد منك هالشي !
تركي ابتسم ابتسامة غريبة : صحيح !... وتكفيني ذيك الثقة اللي عطاني اياها !
ثم رفع راسه للجرسون.. وهز راسه بطريقة لبقة وهو يقول : ثانكيو ..

أخذ ثامر نَفَس وهو يرفع كاسه لـ فمه.. بينما تركي التهم كاسه بجرعة وحدة ..
حط تركي الكاس .. ثم نزّل شماغة ورفعه من جديد يعدّله بطريقة أنيقة : بروح للبوفيه الحقني !

وبعد دقايق وهم ياكلون ،
ثامر وهو يقطع بالسكين والشوكة : ما أبي أتدخّل بقراراتك .. بس مو تلاحظ إن الموضوع طوّل ؟
تركي وهو مندمج بالأكل : أي موضوع ؟
ثامر : يعني فيه شي غير مغامرتك المجنونة ؟؟؟
ابتسم تركي من غير لا يرفع عينه عن صحن المشويات اللي قدامه : .. لا ما طوّل .. الوضع ماشي..وعندي احساس ان فيه شي بيصير قريب ! ( وهو يتذكّر نظرة ابو خالد له بالبر ! )
ثامر عقد حواجبه وعينه عالصحن هو الثاني : نص سنة مرّت !
ابتسم تركي وهو يرفع قطعة مشوية لفمه : ... اللي مثلي يحتاج وقت.. وضعي بالشركة.. ووضعي مع ابو خالد .. كل هذا يحتاج وقت... ماهو بالسهولة أقدر أحطّ يدي على كل شي ..!
ثامر رجع لـ صحنه وهو ساكت وفاهم قصد تركي... ما علّق بـ كلمة... لأنه يدري إن تركي.. من الأشخاص اللي لهم مقدرة خاااارقة وغيير معقوولة على صنع المفاجئات وهذا أسلوبه ! ، حتى بسير دراسته ما حقق أرقام صعبة إلا بهالنهج !
ابتسم ثامر وهو يهزّ راسه وتمتم بينه وبين نفسه !
لاحظ تركي التمتمة .. رفع عينه عن أكله ، ولقى ثامر يبتسم ويطالع بصحنه ،
قال : شفيك تحاكي عمرك ؟

ثامر وهو ياخذ كوب العصير : سلااامتك.. بس ببساطة .. ما أقدر أتوقعك !
ابتسم تركي ابتسامة جانبية جعّدت خده : لا تتوقعني... تعرفني وأعرفك .. أحد طلب منك تتوقعني
ضحك : ههههه.. لا بس صدقت إنتْ انسان مخلوق من مفاجئات ... ليتك جلست بكندا وقبلت بعرض الشركة الكندية .. انت لو بقيت هناك وقبلتها... كان الحين إنت بخير ! ، ومستقبلك مضمون... كنت بتكون من ضمن أفضل 5 شباب سعوديين نوابغ والعالم يشهد لك !
تغيّر وجه تركي للملل .. ورجع لصحنه بطفشش : ... كانوا يبوني أمسك قسم التطوير والأبحاث عندهم !
ثامر طارت عيونه لأنه مو مستوعب عدم ندم تركي على هالشي للحين : ... انت مستوعب اللي ضيّعته... يكفي انهم طلبوك من الجامعة مباشرة..وقدّموا لك ميزات وضمانات اللي بعمرك وبجنسيتك ما يحصّلونها .. مستوعب انك ضيّعت فرصة بـ شركة عالمية لها مكانها !!
تركي بطفشش : أنا ما أبي أمسك قسم.. أنا أبي أمسك الراس من فوق !
ضحك ثامر من طموحه اللي ما يحترم تدرّج بالخطوات : ... أنت ألحين امسك الذيل ثم فكّر تمسك الراس .. توّك صغير ما وصلت حتى الثلاثين الناس ياخذون الأمور بالتدريج... وبعدين......
قاطعه ترركي وهي يرفع كاسه : كان صعب أستمرّ هناك وانا كنت عارف ان ابوي مريض... كنت ناوي أكمّل الدكتوراه هناك بس ربّك ما كتب... وطيحة أبوي خضّتني ....ما تدري يمكن أسافر بيوم من الأيام... بعد ما انتهي من اللي بديته ومدري متى بينتهي...(ابتسم وهو يناظر العصير عبر الكاس الشفاف) لأني مارح أسافر... إلا لما أضمن إن ابوي وامي رجعوا لحياتهم الأولى.. وبعد ما أضمن إن جنى استردّت الحياة اللي كان المفروض تكون لها واللي حتى ما لحّقت عليها !!
سكت ثواني ... وكن فيه شي يتحشرج في صدر تركي... قاله وهو يمسح يديه بالمنديل القماشي : ... وقتها... كل الخير اللي خذناه منك ومن عمي ... بيرجع لكم بالملّيم ..
زعل ثامر : أفا عليك... حنا عايله وحدة .. كم مرة قلت لك !
ابتسم تركي بألم : ... صحيح ... لكن مو يكفي إن حتى البيت اللي اهلي ساكنين فيه... هو لكم ومن خيركم !
تضايق ثامر زود : ترريييك ما هقيت إنّك للحين تفكر بهالكلام ... ابوك هو عمي... ابوك هو أخو أبوي .. طبيعي نكون ظهر لكم !.. وش تتوقّع يعني .. ظروف عمي تتردّى وابوي يبقى ساكت... احنا أهل افهم... الفضل اللي تعتبر نفسك شايله إنساه لأن لا أنا ولا أحد من أهلي بيقبل إنّك ترد ريال واحد !
ابتسم تركي ما يدري ابتسامة ضيق ولا سخرية : صعبة يا ثامر .. فوق الـ عشر سنين واحنا ناخذ منكم ! ، سافرت أنا أدرس.. وإنت اللي قمت في أهلي ... صعبة عقب كل هالسنين أعتبر أهلي ما أخذوا شي منكم ... هُم اللي أخذوا وأنا اللي بردّه لكم ..
ثامر مسك الكاس الزجاجي من تحت : بتسكت ولّا قسماً بهالكاس على جبهتك !!...
ثم ترك الكاس ومسك شوكته بعنفف وضييق : .. كلامك غثييييث !
تركي سكت وريّح ظهره للمسند عقب ما انتهى أكل ..وقام يناظره وهو مبتسم بعفوية ومتعة عليه.. ومن شكله المتضايق والحمقااان ..
ومع هذا ... ما يقدر ينسى بسهولة !
رضى ثامر أو ما رضى ... هذا شي صعب ينتسى !
::
؛

المستشفى ،
طلع خالد من المصعد وهو ماسك الجوال على اذنه..
جمال كان على الطرف الثاني : ... لا تحتريني تحت مارح أخذ الاستراحة عندي حالة الحين..
خالد وهو يمشي بالممر : زين مو مشكلة .. بشوف سحر قبل واذا فضيت كلّمني !
جمال : يلله ما عندي وقت.. اشوفك

سكّر وهو ينزّل الجوال.. وهو واقف قدام باب الجناح .. سرح شوي وهو يناظر شاشة الجوال وأفكاره لـ بعيد ،
وفكرة وحدة تدور بخاطره وهي اللي مخلّيته قلقان من تشخيص حالتها اللي وصلوا له !
توّه الحين كان يتذكّر ويسترجع إن سحر بذيك الفترة.. طلعت من المخيم تبكي ومنهارة !
شي زاد من حيرته وخلّاه زود يستغرب !
طلع من هالأفكار وهو يرفع يده للباب واليد الثانية تدسّ الجوال جوّا اللاب كوت... دق الباب دقتين لأنه يعرف إن مشاعل متواجدة داخل ..ويوم ما سمع رد ..فتح الباب وهو يرسم ابتسامة حلوة ..ودخل متجاوز الممر وهو يدس يديه جوّا جيوبه والسماعة الطبيّة معلّقه على كتفه ،
اللي شافه على يمين الغرفة سحر فقط ، وهي منسدحه على السرير وما يشوف منها غير ظهرها لأنها كانت نايمه على جنبها والغطا الأبيض يغطيها لين خصرها ..ووضع الغرفة هاااادي وساااكن ،!
قال بنبرة هاديه وهو يوقف مكانه يتوجّس : .. صاحيه ؟
كانت صاحيه ومفتّحه رغم هدوءها المستكين .. وبصمت ومن غير كلمة استدارت تناظره وهي راقده وهذا كان جوابها على سؤاله ..
ابتسم وتقدّم من مكانه ابتسامة أكبر :... ها كيف حالك ؟
رجعت لوضعها الأول وهي تميل على جنبها ويدها تحت خدها : ... عادي !
كلمتها ما عجبته.. لأنه بدا يتيقّن ان فيها شي ما يدري عنّه ..
غيّر مكانه وراح من الجهة الثانية للسرير عشان يشوف وجهها : .. شلون عادي؟... عادي هذي ما تشرح حالة !
قالت وهي تناظر الشباك ونور الشمس وما تناظره.. وببحة : عادي مثل ما تشوف ...
رفع عينه بأجواء الغرفة يمين ويسار.. بتوجّس : .. وينها مشاعل؟.... (ناظرها ) .. راحت ؟
قالت بخفوت : ... بالحمام !

هزّ راسه فاهم وهو يرفع عينه لباب الحمام المسكّر وصوت المغسلة اللي صدر منّه هاللحظة ..وردّ يناظرها بهدوء .. واستغل تواجدهم لحالهم ولأول مرة من طيحتها...بسؤال : .. ما ودّك تتكلمين ؟
تركت منظر الشباك ..وناظرته وهي على جنبها راقده..بسكوووت!
ابتسم بعطف : تكلّمي يا سحر فيك شي ما أدري عنه ؟
صدّت عنه تناظر السما البعيدة وردّها السكوت ..

شاف سفهتها له وابتسم بعطف زود.. وهو يشيل طرف الغطا عن جنب السرير.. ويجلس مكانه ونص جسمه بالهوا ، وصار أقرب لها ،
قال : علّميني باللي فيك.. وش صار ليه طلعتي من المخيّم لحالك ؟

تحاااول تنسى .. والله تراها تحاول تنسى بس ليش ماهي قادره!!
مشاعل مو مخليتها تنسى ... والحين خالد !
فيه موجة اندفعت بعيونها وضحت اكثر من انعكاس نور الشمس عليها وانتبه لها خااالد بوضوح ... ولأنها تبي تمنعها مسكت الغطا اللي عند خصرها وسحبته لين وجهها وهي تهمس : اتركني ... أبي أنام !
خالد : مقدر أتركك أبي افهم سبب يا سحر !
صوتها مخنوق من تحت الغطا : .. سبب وشو يا خالد !!.. أنا ما فيني شي !
خالد : وشلون أصدّق ذا الشي ها ؟؟
وهي كاتمه عمرها تحت الغطا.. وبصوت عادي : .. تصدق ايش قلت لك ما فيني شي !
خالد سحب الغطا عن وجهها بضيق ورماه لين رجولها : .. تكلمي !
ما كانت تناظره ..باختصار تناظر السقف بجموود استغرب منه خالد : خالد اتركني !
خالد : انتي مريضة وطايحه قدام عيني شلون اتركك وانا مو فاهم
ناظرته ببرود بعد ما استردت قناعها الجليدي اللي بدت تحتمي فيه من بداية الصبح : وش تبي تفهم.. إنت أعرف مني إن معي حرارة والتهاب رئوي... فيه أكثر من كذا اعرفه أنا وما تعرفه إنت؟.. إنت الدكتور هنا ،!
رفع حواجبه من نبرتها وطبيعتها الغريبة .. ونفسيّتها اللي مهيب نفسيّتها المعروفة .. ودلالها اللي المفروض يطلع بهاللحظة عليه... مختفي ومتواري .. وماله وجود ! ، كل شي كان مفروض تسويه هاللحظة ،، مـا سوّته !
قال مستنكر كل هالتغيّر الكبير : انا مو فاهم ليه ما تبين تتكلمين ؟
ناظرته وهالمرة هي اللي مستغربة من اصراره : .. اتكلّم عن ايش ؟.. خالد انت الدكتور جاي تسألني انا عن اللي فيني !
غمض عيونه وهو يفرك جبينه ، عضّ لسانه من الحيرة والأسئلة وهي اللي مو مستوعبه سؤاله !
قال وهو يناظرها : ... طيب سؤالي واضح ،.. وش اللي صار بالبر عشان تطلعين من المخيم تبكين ؟!
صابها الجمووود الرهييييب وهي تسحب الغطا اللي رماه عند رجولها لين صدرها... بنبرة ميتة : .. كنت مكتئبة وأبي اجلس مع نفسي شوي !
ضيّق بؤرة عيونه عليها وهي تريّح جسمها قدامه بطريقة لا مبالية : ... هالكذب الماصخ ما يمشي !
لا مبالاتها قدامه زادت وهي تاخذ وضعية النوم متناسيه وقوفه ..
قال بجديّة : وضعك اللي لقيتك عليه ماهو وضعية وحدة مكتئبة وتبي تجلس مع نفسها شوي !

وضعيتها ذيك اللي يقصدها....خلّاها تتشنج وهي ماسكه بقبضتها على الغطا عند صدرها ..وتتذكر إنها افترشت الأرض وانفاسها تتناقص.. ودموعها تنهار بعد ما أنهى بندر اللي أنهاه بطريقة مؤلمة ..
طلعت منها كلمة وحدة .. وهي تغمّض عيونها .. كلمة جاااامدة : ... ما فيني شي... اتركني

بدا يشكّ بنفسه وبدا يشكّ بنتايج الفحص... للحين الوضع ماهو منطقي ..وسحر تصرّ إن مافيها شي !
وهذا اللي هو يتمنّاه.. يتمنى إن نتايج الفحص هو الغلط .. وسحر قدامه هي الصادقه !
قال بأمل أخير يوم شافها مغمضه وهااااديه : .. أكيد؟.. مافيك شي مضايقك ؟
قالت بهدوء وهي مستكينه .. هدوء خدع خالد : ... ايه ! ..
جوابها ونبرتها الثابتة هدّى من قلقه شوي .. ما يدري اصلا ليش كان قلقان كل ذاك الحد وهو واثق إن سحر متعوّده إنها اذا شكت من شي .. تجي تقوله ! وهالمرة ماهي مختلفة بنظره !
ليش أجل هالمرة ..خاف !!؟
ولا زال فيه شي ..يربكه بالموضوع ؟

قام عن السرير يوم لاحظ رغبتها بالراحة .. ومشى طالع من الغرفة .. ومن تسكّر باب الغرفة وراه ..
انفتح باب ثاني اللي هو الحمام... وطلعت مشاعل وهي تلملم خصل شعرها القصيرة وتجمعهم بربطة مطاطية حمرا
نقلت عينها من باب الغرفة المُغلق لـ سرير سحر وهي تقول : أخوك ما بغى يطلع ... ساعة انتظره ينقلع عشان اقدر اطلع واتنفس !
سحر على وضعها ما ردّت...
راحت مشاعل لسلة الشوكولا اللي جابتها شادن اليوم .. وخذت منها حبّة تروّقها : ... ليش ما قلتي له عن اللي مضايقك ؟
سحر ببرود وهي مغمضة : .. مافيه شي مضايقني !
مشاعل ابتسمت من تماسكها الغير متوقع : .. يا شيخة ايييه وربي مافيه شي يسوى... مافيه شي يسوى تتضايقين منه...

اكتفت سحر حكي عند هاللحظة .. حتى مشاعل ما تقدر تقولها عن حجم الجرح داخلها... الاهانة اللي تحس فيها .. الانخداع اللي تتمرغ فيه...
ما تقدر تقولها عن اللي صار مع بندر حتى... مشاعل تظن ان مسألة اكتئاب سحر ذا... سببه محمد.. ومحمد لوحده !
بس المسألة أكبر من كذا.... المسألة أكبر من كذا بـ كثير .... وتبعاتها مارح تكون سهلة أبداً... أبداً !!
مشاعل بابتسامة : سحر بطلب عصير فريش تبين ؟!
: لا ... بنام !
استسلمت مشاعل لوضعها الغريب من الصبح .. وانطوائها مع نفسها .. طلبت من التلفون العصير وراحت رمت نفسها على الصوفا تقلّب بالقنوات.. تبحث عن شي ممتع تتابعه ،!
::

بعد ساعتين ..
أنهت مشاعل صلاة المغرب .. ويوم أنهت التسليم التفتت تناظر سحر اللي لها ساعتين نايمه ومالها صوووت وواضح انها مستغرقه... تنهّدت وهي تشيل السجادة وتطويها .. حطّتها على الطاولة وهي تشيل عبايتها ... وتطويها هي الثانية على دقة باب الغرفة..
التفتت من غير لا ترد وشافتها الممرضة جاية مبتسمة ..راحت لصينية الغدا اللي كانت على حالها ما انلمس منها الا شي بسيييط الشي الوحيد اللي انشرب كامل هو العصير
الممرضة باستنكار : ليش مافي أكل ؟
مشاعل : .. سوري سحر ما يبغى
الممرضة هزّت راسها بعدم رضى وشكلها من النوع الحازم شوي : لازم ياكل .. هذا فروم دوكتور لازم ياكل
مشاعل بوهقه : ايه ادري هي ما تبغى اكل
الممرضة بنفس النبرة : بعد شوي فيه اكل ثاني... لازم ياكل اوكي ؟
مشاعل : لا تجيبين الحين ...بعدين جيبي لما هي يقوم.. الحين سليبينغ (نايمة)

رمت الممرضة نظرة على وجه سحر واللي كانت مسكرة رموشها وغاايبه في استغراقها ... رمت عليها نظرة عطف من وجهها وذبولها وضعفها الحالي..
الممرضة ردّت لـ مشاعل : اوكي... اذا يبغى تشينج فود .. تيل مي ؟!
مشاعل ميييييح باللغة .. قالت بفهاوة : .. هاه ؟
الممرضة عرفت انها ما فهمت : .. هاذا أكل ... اذا مافي كويس... كلام أنا يغيّر مافي موشكلاا !
الحين استوعبت : اها ايييه.. اوكي !

طلعت وهي شايله صينية الاكل ... ومشاعل تنهّدت من الملل .. ما تدري وش تسوي وسحر ماعاد هي سحر !.. راحت ومسكت الجوال... ورمت جسدها على الصوفا ومددت رجولها فوق مسند اليد.. وراسها على المسند الثاني ..ومن الملل.. والتعب اللي بدى ينتشر بكل عضلة بجسمها .. لقت نفسها تدق على بندر ،! تبي تشوف متى بيجي ياخذها لأنه ما عطاها موعد !
رد وهي تناظر السقف بسرحاان تحتريه ..
قالت بملل : ..هلا بندر
رد وشكله منشغل : ...نعم مشاعل ؟
مشاعل وهي تناظر السقف وتهزّ رجولها الممدودة يمين وشمال لعلها تريّحهم : وينك ؟
بندر : وش تبين ؟ .. انا بعيد !
مشاعل : متى بتجي تاخذني ؟؟
بندر : مارح أجي... نومي بالمستشفى !
مشاعل باستغراب تحسبه يستهبل عشان يطفّرها : عن الاستهبال .. جد متى بتجي بديت أتعب.. ما نمت بالليل إلا كم ساعة !
بندر : وانا أتكلم جد ... قلت لأمي إنك بتجلسين مع سحر مرافقة كم يوم .. ولا خالفت !
انقههرت منه : وش ذا ؟ اقولك تعبانة ابي انام وبكرة الصباح برجع... على كيفك تقرر عني ؟!
بندر ببرود وتطفير : يعني الحين انا خابرك تحبين سحر وتبين تبقين جنبها .. ومن أمس صاجتني ولاجّة أمي عشان تشوفينها... ويوم قلت بتركك عندها وخذت الموافقة من امي... جيتي بتهايطين .. ولّا عشاني يعني ما خذت رايك ؟
مشاعل بحنق وهي توطي صوتها لا يعلى عشان سحر : ... اييييه المفروض تاخذ رايي ! .. يمكن اكون تعبانة.. يمكن مرهقة .. وجلسة المستشفى بعد مو سهلة.. وانا وحدة ما نامت من امس غير ثلاث ساعات !
بندر : اجلسي غيّري جوّك عند سحر.. ونامي عندها وش المشكلة
مشاعل بحنق : سحر نايمة من ساعتين... وبعدين من جيتها وهي ساكتة..الجو هنا كئيب ...الجو شوي يطفّشش !
بندر : وليييه ما رجعتي مع شادن ؟؟؟
مشاعل بحنق : شادن ما طوّلت أصلا.. جلست ساعة يمكن وطلعت... وسحر كانت لحالها مين بيجلس عندها !
بندر : عاد مهيب مشكلتي ... انتي اختاروك مرافقة ... وبعدين ابعدي عني شوي أبي أرتاح من حنّتك
مشاعل بقههر : كريييييه أجل هذي نواياك ... طيب أنا ما أبي أكون مرافقه ... كيفي مابي أكون مرافقه ، بكرة بروح وبرجع اقولك تعبانة ونعسانة

بندر : تناقشي مع خالد مهوب معي ...
انقلبت نبرتها وعيونها تطلع من محاجرها : .. وخالد شدخله ؟؟...(ما استوعبت) .. لا تقول إنه هو اللي.......؟
بندر بطفش : خالد اللي طلب مني أخليك مرافقة لأخته وطلب اقول لأمي... من الصبح ! .. عاد انا قلت عزّ الطلب يلله انا جد مشغول مع واحد.. اقلبي وجهك !!
سكّر بسرعة بدون ما يطوّل .. وهي تناظر السقف بوجووم وجمووود ... نزّلت الجوال على صدرها وهي تتأمل فووق من هالكلمة !
خالد طلبها مرافقة !!
كذا بكل بساطة !!
مرافقة لأخته ... !!
اختارها هي ،
وبدون حتى ما ياخذ رايها !!
بدون ما يسألها لو كانت تقدر .. لو كانت تبي..!!.. طيب يمكن أرفض يا خالد ؟.. يمكن أكون تعبانة.. يمكن أكون مرهقة.. يمكن أكون كارهه عمري وما أقدر !!
ليه ما يسألها بنفسه !
ولّا رايها مو مهم !!
ولا خذتها في نظرك .. مجرد أمر من أوامرك اللي لازم أنفّذه .. لأنك بنظري خالد !!

وصلت معها ... قامت بسرعة ولبست عبايتها ...
وبراسها فكرة وحدة !!
مارح تجلس مرافقة ... إلا لما يطلبها بنفسه ... يقولها بلسانه
هي مو مكينة تستقبل أوامره وتمشي على كيفه وجوّه واللي يبيه !
بتروح تتفاهم معه... بتقوله مارح تبقى هنا ... مارح تنام .. وخلّه يلقى مرافقه غيرها ..
لفّت الطرحة ..ثم رمت طرفها الخفيف على وجهها عشان تقدر تشوف طريقها ... تأكدت إن سحر نايمة ثم طلعت من الغرفة ..

مشت بالممر وهي ضايعه ، المشكلة ما تدري وين مكان وجوده ، ... تتذكر إنّها قد جت مرّة مع سحر للمستشفى وسألوا عن رقم عيادة خالد وبأي دور... بس من الفهاوة اللي فيها نست وما تتذكّر !
مو مشكلة خلّها تمشي بممرات المستشفى تتعرف عليه دام زياراتها بتتكرر هالكم يوم طالما ان سحر منوّمه فيه ،
وصلت للكاونتر اللي قبال المصاعد.. بعد ما طلعت من ممر الغرف ... وشافت تجمّع ممرضات هناك يسولفون ويشتغلون ..
وشلون تسأل .. مافييييه لغة سنعة عندها مثل سحر !
الله يقلعني !! ... هذي فايدة اللي ما ياخذ دراسته جد يا مشاعل !!

قرّبت من الكاونتر .. وسمعت كل الممرضات اللي كانوا هناك يتناقشون بالانجلش .. دوّرت بينهم عن سعوديات تقدر تستفسر بس ما لقت...
تجاوزت الكاونتر وقررت تحلّ أمورها بنفسها ... بتمتّر المستشفى تمتيييير إلين تلقاااه ! .. وين بتروح مني يا خويلد..
اتجهت للمصاعد .. وضغطت الزر ووقفت تحتريه وهي تتأمل الناس القليلين اللي يمرون من حولها.. ركّزت بينهم يمكن تلقى خالد.. بس ما ظهر !
وصل واحد من المصاعد.. وأضاء السهم وانفتح بابه الفخـم .. بسرعة دخلته مشاعل وعينها تطيح على بنتين محجبات كانوا داخل يسولفون ..
وقّفت وراهم عند المرايه ... وشافتهم طالبين القراوند دور اللوبي.. وقررت تنزل معهم يمكن تلقاه ..

استغلت ثواني الانتظار .. وهي تواجه المرايه وتفك الطرحة عن وجهها عشان تعدّلها لا ترتخي..
والبنتين وراها يسولفون بضحك واندمااج ..
وحدة منهم : أسلوب شرحه فضييييع ! .. رحت أسأله عن حالة معيّنة قام يشرح بطريقة عجيبة .. يقلع شيطانه ايش هذا من وشو مخلوق !.. عليه غمّازة مدري من وين جايبها !!
ضحكت الثانية : بس يا هند ستوب إت !.. مو كل شوي رايحه عنده عشان شي تافه ... والله لو تدري ياسمين... إن تسحب القروب كله برا المستشفى.. she will do it seriously
الأولى (هند) : والله يا سناء.. إني رحت له جد مو استهبال هالمرة .. كنت شوي محتارة بتشخيص الحالة تعرفين الأعراض تتشابه !
ردّت سناء : عندك الدكتور نايف.. أما الدكتور خالد هذا خلّيه للحالات الطارئة.. اخاف تسمج معه حركاتكم !

اسمه خلّا يدها تجمد عالطرحة .. وتطالعهم بالمراية بصمممت بعيون مستغربة وشفاة شوي منفرجه وعدم ادراك بالبداية !
قالت هند وهي تهزّ كتفها بدلال خفيف ولاب كوتها معلّق بيدها : طالبات امتياز احنا .. هو قال لنا إنه بالخدمة...ليه ما نستغلّها !
ضحكت سناء : ما سوّيت خير يوم قلت لكم إنّه رجع من الإجازة.. مع إن ياسمين طلبت مني ما أقولكم .. عارفه حركاتكم هي ..I shouldn't told u all ! Yasmeen would kill me
هند بضحكة ومززح : ههههههههه اييييه فاهمينها ياسمينوه... تبيه لها لحالها... بس بدري عليها.. الدكتور خالد أبو غمازة لنا كلّنا !

خالد!!
أبو غمازة !!
عدّلت طرحتها بسرعة .. ولفّت عليهم بسرعة وهي مو مستوعبة الوضع .. ومن غير لا تغطي وجهها قالت بنبرة قوية : تعرفون وين عيادة الدكتور خالد ؟
لفوّا عليها لأنها كانت وراهم .. لقوا بنظرتها جرأة وشخصية وعدم خوف ..
هزّت سناء راسها بابتسامة ولكنتها المعتادة : ya … in the second floor .. room # 15
مشاعل بسبب لغتها البسيطة.. مقابل لكنة سناء المتقنة واللي وحدة مثل مشاعل صعب تفهمها بسرعة... عقدت حواجبها تحاول تفهم
هند كررت بابتسامة وهي تناظرها من فوق لـ تحت بطريقة غير لبقة بعض الشئ : .. بالدور الثاني ؟.. بس هو الحين مو بعيادته !
ناظرتها مشاعل بقوة .. لأن نظرة التقييم هذي لفتت نظرها... وما عجبتها أبدا وبتااااتاً !
قالت بنفس النبرة ومن غير ارتباك : .. ووين أقدر ألقاه ؟
هند هزّت كتفها : والله مدري لأني شايفته من نص ساعة تحت عند الرسبشن يحاكي احد الدكاتره... (ناظرتها ).. انتي مريضة عنده ؟؟
مشاعل تناظرها : ... لا ..

انفتح باب المصعد وقطع نقاشهم .. وتلقائيا طلّعت سناء جوّالها وهي تقول : بكلم بالبنات أشوف خلّصوا .. هالمرة العشاء على حسابي !
ابتعدوا ومشاعل واقفه داخل المصعد .. وكل اللي سمعته بهالنص دقيقة .. مو داخل مزاجها كللللشش ! ، ومو مستوعبة الحكي ولاهي مستوعبة أي دكتور خالد يقصدونه !
فيه أحد غيره .. بغمازة تخبّل بهالعالم !!
رمت الطرحة بسرعة على وجهها وطلعت وهي مو متوازنة أبداً...
وبسرعة راحت للرسبشن.. حنقها على خالد كل ماااله يزيد ... وتضاعف هالمرة ..
غبية يا مشاعل... انسي هالمشاعر الغبية... مو أهو اللي حكوا عنه .. مو اهو اللي قصدوه... مو اهو وحتى لو كان اهو..
هذا شغله.. وهذولي زميييلااااته !!... فليييش هالمواقف دايما تألمك وتحرق أعصابك !!

حافظت على توازنها .. ووصلت للرسبشن الفخم وين ما كان واقف عنده دكتوور طويييل لابس الكوت الأبيض ومتكّي بيديه على حافّته ، ومايل بوقفته بميانة واضحة يحاكي الموظف اللي شكله متآلف وياه...
ارتاحت لأن الموظف واضح سعودي تقدر تسأله ..
قربت ووقفت جنب هالدكتور اللي حتى ما رفعت عينها تشوف وجهه.. وبينها وبينه متر.. وهي تقول بنبرة واضحة وبنغمة مميزة : .. لـو سمحـت !
لاحظت إن الدكتور اللي جنبها رفع راسه لها .. والموظف نقل اهتمامه من السالفة لها ... تجاهلت هالشخص اللي جنبها واللي قام يحدّق فيها بفضووول ..
الموظف : ..آمري اختي ؟
قالت وهي تكتم حنق العالم كله على خالد : ... أبي أعرف وين الدكتور خالد ؟
اللي جنبها واللي كان مايل ومسترخي بوقفته.. عدّل ميلانه وقام واقف باهتمام ..
قال الموظف : العادة يكون بعيادته... بس لحظة أدق عليه أشيّك !

رفع التلفون اللي عنده.. ودق رقم وحط السماعة على اذنه ثواني ..ثم نزّله وهو يبتسم بأدب واعتذار : ما يرد اعتقد ماهو موجود بعيادته حالياً .. انتي مريضة عندك معه موعد ؟
مشاعل : لا... وين ألقاه تقدر تعلمني ؟
الموظف : ما يبتعد عن عيادته هو .. تقدرين تنتظرين عند العيادة ..بالدور الثاني..

هزّت راسها كـ شكر .. ومشت أخيراً قبل تسمع اللي كان يتابع بصمت من البداية ، يقول من وراها : ... إنتي بنت عم خالد ؟
وقّفت باستغراب بعد ما كانت ناوية تروح المصاعد .. والتفتت باهتمام وطاحت عينها على الطويل اللي شافته مرّة قبل هاللحظة !.. بس وين ؟؟؟..
تقدّم صاحب الابتسامة الجذابة .. بطريقة خلّت مشاعل تصد عنّه .. وججع وش هالابتساامة ما تقدر تناظر !! ما تنكر تراها ابتسامة جذابة .. بس واضح إن عيونه زايغة شوي !
مشاعل وهي تحاول تصدّ : ايه .. إنت مين ؟
ابتسم زود وموقفها مع بندر بالمصعد للحين راسخ بباله : .. أنا دكتور جمال ! .. صديق خالد هنا !
ناظرته بسرعة وهو واقف على بعد متر عنها ...واسم خالد شدّها ..
صديق خالد !!..
شعور غريب تعرف شي يتجاوز معرفتها التروتينية بخالد... شعور غريب إنها تعرف محيط صداقاته !

سكتت بتوتر .. وبادرها : تبين أتصل فيه... كان تبينه ضروري ! ،
ترددت تقول إيه... تخيّلي يا مشاعل يكون مشغول مع احد هالمرضى.. ويقطع شغله ويجي ويكتشف إنه انتي...
مارح يقصّر فيك !!

هالتردد خلّاها تهزّ راسها نفي : .. لا خلاص شكراً .. ما رح أكون أهمّ من شغله ..(قالتها بنبرة واطية بس جمال قرا فيها شي مختلف ).. بنتظر عند عيادته.. ابي برجع لها بعدين..
ناظرته بسرعة وهي تداري ضيقتها : شكرا ما تقصر ..

مشت بسرعة للمصاعد وهي تغالب كل شي اختلط... حنق .. وضيق.. وغيرة .. وكل شي ما ودّها تحسّ فيه !!
دخلت المصعد..وضغطت زر الدور اللي فيه جناح سحر..
تسكّر باب المصعد عليها ...وبلا شعور.. خذت خطوات للخلف لين وصلت للمراية الخلفية..ورمت ظهرها عليه وهي تتنهّد !
بالله يا خالد !
كيف تبيني اكون مرافقة ؟ ..وإنت بتكون حولي كل اليوم ؟
ما جا هالشي في بالك ؟؟
مو تقول يا مشاعل انسيني ؟!!
مو تقول لا تفكرين فيني ؟!!!
أجل اللي تسويه فيني هذا ؟.. وشو أبي أفهم ؟!
كيف بنسى وانت بنفسك ما تعطيني الفرصة ..
تجيبني للمستشفى.. المكان اللي عايش فيه أنت أكثر من بيتك ..
وتبيني أنساك !!!!!

نزّلت راسها وهالحركة طيّحت الطرحة عن وجهها.. ما رفعتها تبي تتنفس من الضيقة ... وهي تستوعب ان ضيقتها انعكست على عيونها ... تصرف خالد هالمرة يقهر ..
يوجع.. ويؤلم ..!!
دموعها طاحت على ارضية المصعد وهي ضايقه منه .. ومن تصرفاته.. ومن كلامه ..وهالمرة من طلبه لبندر إنّها تكون مرافقه من غير ما يجي ويطلب موافقتها بنفسه !!
يدري إنّه ضامن موافقتها ... وتدري هي انها مارح ترفض لو جا وطلب !
بس كان لازم يراعي ... مدامه يبيها تنساه... كان لازم ما يفكّر حتى باختيارها... ويطلب شادن بدالها !!
هذا إذا كان يبيها تنساه...، مو يضيّق الخناق عليها ويستمتع بتعذيبها !

قامت تناشق وهي تمسح خدها اليمين اللي استقبل دمعتين سراع ... وبلحظة كانت منشغلة بمسح خدها بهدوء.. انفتح باب المصعد بأحد الادوار .. وطاحت عينها على منظر ما كانت تتمنى تشوفه هالوقت ...
كشف الباب اللي انفتح عن وقوف الشخص اللي كانت تبحث عنه .. واللي متعبها ...خالد قدام المصعد ،، وما كان لحاله ... معاه بنتين واقفات جنبه يناقشونه واللغة كانت اجنبية عشان كذا ما فهمت.. بس الابتسامات والضحك الرسمي اللي كانت وحدة منهم تضحكه.. هيّأ لـ مشاعل صورة مختلفة ارتسمت ببالها ... اختنقت زوود وهي تشوف ملامح خالد مستمتعة بالنقاش ، ونظراته تنتقل ما بينهم وتستقر على اللي كانت واقفه يمينه.. والابتسامة الحلوة على وجهه !..، النقاش حقيقة كان طبي بس مشاعل ما كانت فاهمه ولا همّها تفهم.. الأهم إن منظره معهم..بذاك القرب.. كان مؤلم بكل المقاييس !

خالد اللي كان ماسك طرف ملف مفتوح.. وياسمين اللي واقفه يمينه ماسكه الطرف الثاني بوقوفها جنبه وشكلهم يتناقشون صورة أو شي.. ومعاهم بنت ثانية تشارك وهي واقفه جنب خالد من الجهة الثانية.. رفع عينه لحظة انفتاح الباب اللي كانوا يحترونه .. وطاحت على مشاعل واقفه تناظرهم بنظرات ما فهمها وطرف الطرحة بيدها...قرى شي سريع بعيونها المتألمة والحمقاانة ، لمعة دموع غطّتها مشاعل بلمح البصر لأنها استوعبت انتباهه ورمت الطرحة على وجهها وتراجعت بالزاوية وكأنها تفسح مجال .. كانت لحظة سريعة بس خالد قراها وعرف ان هالمنظر .. هو السبب !
نزّل نظره عنها بسرعة وما طوّل بوقفته ونظراته .. ودخل المصعد وهو يسكّر الملف ووراه ياسمين وصديقتها.. وسلّم الملف لـ ياسمين وهو يتجنّب النظر بـ مشاعل اللي حشرت عمرها بزاوية : راجعي الحالة ..وعندك صور الأشعة بتساعدك !
ياسمين بابتسامة حلوة : .. شكرا دكتور.. كان النقاش معك .. حلو وممتع !
خالد بابتسامة حلووة : العفو.. عجبني إلمامك بأدق التفاصيل .. حتى الدكتورة مرام ( رمى نظرة لـ مرام الواقفة قدام مشاعل يشجعها )
عضّت ياسمين شفتها السفلى بسرعة ومرام صديقتها تبتسم وكل وحدة منهم يتبادلون النظرات.. عاشوا متعة غير محدودة بالنقاش ..
ومشاعل كتمتها زادت داخلهااا ... أسلوبه معاهم كلماته بسمته اللي تدري إنها لا تقاااوم... ليه ما يراعي لييييه !

ناشقت مرة ثانية وهالمرة من غير لا تحس.. وهالصوت خلّا البنتين يطالعونها باهتمام .. والاهم خالد اللي عارف وضعها وقاريه بس..سااكت ولا يبي يناظرها وهالموقف بالذات ... احتار فيه !! ولا يبيها تتأثّر من هالموقف !

وصل المصعد للدور ومن وضعها العصبي والعاطفي هاللحظة ورغبتها بالخروج من هالمكان .. كانت مرام قدامها.. مشت بسرعة بين مرام وخالد تبي تطلللع وهي تناشق من غير ارادتها ..
لاحظ عجلتها واستعجالها قدامه .. ما عجبه الوضع ... قال قبل تطلع : هذا مو دورك..!
وقّفت مكانها على حافة المصعد .. وهي تغالب نفسها ونبرته المهتمّه لها : مالك دخل.. جعلي ان شاء الله ارمي عمري من السطح لا تناقشني !

كلامها ونبرتها المهزوزه ما عجبوه..
ومشت طالعه ... بسرعة حط جسمه بين البابين قبل يتسكرون وهو يثبّت يديه عليهم.. وياسمين وصديقتها يطالعون بدهشة وعدم فهم..
قال وهو بذاك الوضع : ارجعي هالدور مو لك ولّا للزوار !
قالت وهي تبعد عن المصعد ، الأهم تبعد عنه وعن اللي معاه لا تسوي جريمة فيه : قلت لك لو أنتحر لا تناقش !
انقهر منها وعصّب .. ناداها بصوت عالي : مشاعل ارجعي هنا.. قلت لك ممنوع هالمكان ..
ما ردّت ... والظاهر انها كمّلت طريقها بالدور اللي كان خالي من الناس...

فلت الباب وفرك جبينه ... هو مو ناقص توتر ... عشان تجي مشاعل تزيده توتّر ... لف للبنتين وراه : عن اذنكم..
هزّت ياسمين راسها بأدب ومرام معها .. وفلت خالد الباب وطلع تاركهم عشان يلحقها .. وهو ضااايق من مشاعل !!

مشت مشاعل بالمكان اللي ما تدري وشو .. مافيه غرف وشكله كله معامل وأقسام أشعة ما يندخل لها إلا بملابس حماية خاصة .. وكل اللي تبيه إنها تهدى من توتر المشاعر ذا .. ومن منظر خالد اللي وجعها وما تدري ليش قهرها منه قام يتزايد أكثر وأكثر عن أول ووصل لحدود لا تُطاق !!
مسحت دموعها وكنّها هدت مع هدوء هالمكان اللي اضاءته مو مثل اضاءة ممرات الغرف والأجنحة بالأدوار المسموحة للزوار .. اضاءه أهدى شوي وجو أهدى وبعيد عن الناس !
جلست على كرسي بالممر وهي تفرك يدينها ..

على وصول خطواته المقبلة من بعيد ،، ما ناظرته ولا التفتت عليه.. واستردّت زمام نفسها وهي ساكتة
قال وهو يوقف على بُعد خطوتين وهي جالسه وساااكنة : .. ما قلت لك ارجعي؟.. هالمكان مو لك ! ليش ما تسمعين الكلام؟؟
قالت بجمود وهي تطالع قدامها : قلت لك بعد مو شغلك وين اروح ووين اجلس !

قال وهو يتنهّد من شاف نبرتها : كلمني جمال قبل شوي !
ناظرته مستغربه ومتحفّزه من كلمته !
قال وهو يناظرها بنفس النظرة الحنونة اللي يناظر فيها سحر : قالي إنك كنتي تدورين عني ؟
ارتبكت وصدت عنه بسرعة : غيّرت رايي ما أبيك !
رفع حاجب واحد : عطيني اللي عندك بسرعة ! .. سحر تشتكي من شي؟
ناظرته بسخرية .. ورجعت تصد تناظر الجدار : .. ماعندي شي... قلت لك غيّرت رايي ..
خالد بسخرية : مشاعل تدوّر عني ؟.. وما تبيني ؟ .. عجيبة هالنكتة والله
انقهررت وهي تزفر أنفاسها لا تلكمه الحين تفرّغ فيه كل الغيض اللي تحس فيه على طوول الأيام اللي فاتت
قامت واقفه وهي ماسكه اعصابها : .. حضرتك تبيني مرافقة لاختك ؟... ليش ما تاخذ رايي ؟...

رفع حواجبه فوق بـ دهشة : ..الحين هذا اللي تبيني فيه ؟؟؟
مشاعل لفت عليه بحنق : .. ليش على كيفك هو تقرر وتطلب من بندر اكون مرافقة !! ..انت حتى ما جيت وطلبت رايي.. طبخت الموضوع وقررت من راسك من غير ما تاخذ موافقتي !
خالد وهو رافع حاجب ويطالعها من فوق لتحت ببرود ونبرة هادية : يعني بتفهميني .. ان جلستك مع سحر صعبة عليك ؟
قالت وهي تتكتف : ايه صعبة جلستي بالمستشفى مع اختك طول الليل... حاليا صعبة ومالي قدرة .. انت ما فكرت يمكن اكون تعبانة ومنهكة ..مو على كيفك تقرر من دون ما تاخذ رايي !
تنهّد ولانت نبرته وهو يشوفها متشنّجة : ما أخذت رايك .. لأني توقعت إنها بتجي منك اصلاً من غير ما أقول.. وغير كذا لأن سحر تحتاج النفسية الحلوة ويكون حولها أحد مثلك ! .. ( سكت شوي وهو يختار الكلمات بحذر) .. بوضعها ذا... ما فكرت بأحد يكون حولها غيرك يا مشاعل !
صابها سكوووون ولا تدري ليش كلماته سحرتها مع انه اختارها بعناية فائقة..
قال بعد لحظة وهو يحك حاجبه : وغير كذا ...بغيتك تبقين ... لأني... أبي أتكلّم معاك !
ناظرته وسكوونها يزيييد ..
كمل وهو يحط عينه بعينها : .. لحالنا ...!

انقلب وجهها وهي مو فاهمه ..
ابتسم يوضّح لا تفهم غلط وتشطح بخيالاتها كالعادة : ابي اتكلم معك بخصوص سحر... ما اقدر اتكلم معك بالغرفة لأن سحر موجودة.. ولا أقدر أخليك تروحين بيتكم قبل أفهم .. ولأنك آخر شخص شافها قبل تطلع من المخيّم.. ما عندي أحد غيرك زيادة إني ابيك حول سحر بمرضها ... كل هالأسباب خلّتني أطلب من بندر يخليك ترافقين سحر ... اقتنعتي الحين؟
مشاعل تماسكت وتعلّقت ببقايا كبرياءها : برضو مو موافقة !
تبي تذلّه ويترجّاها يمكن ترتاح شوي ..
بس ما عرفت لأن خالد لو تنط للسما وترجع.. ماهوب الانسان اللي يترجا بسهولة
قال يوم شاف عنادها : راكبه راسك يعني ؟
قالت بهدوء : قلت لك انا تعبانه وابي ارجع ارتاح..منيب مكينة تبيني أقابل اختك لا وبعد مـا تطلب مني !!
قال ما ضغط عليها ولا ترجّاها مثل ما تبي : .. دام كذا ...سوّي اللي تبين... بس قلت لك إني محتاجك .. وأبي أتكلم معك .. ما تبين ؟؟؟
مشاعل سكتت وكل شي فوق احتمالها !!
ان بقت.. يعني بتقابل خالد اربع وعشرين ساعة !
وان ما بقت ... مين بيعاون سحر على مقاومة اثار صدمة خطوبة محمد.. واللي محد غيرها يعرف ان نفسية سحر الزفت بسببها !!
قالت بعد دقيقة : ... لا تحسبه أمر بنظرك.. إنْ بقيت ببقى عشان سحر !
ابتسم لأن سالفة الاوامر مأثره عليها بزيادة : .. مب أمر ... سويه عشان سحر .. مب عشاني !
مشت من جنبه بنبرة ساخـرة : .. وياليت تبطّل كلمة عشاني لا عاد تتوقع كل شي بسويه أسويه عشانك...

ورجعت للمصاعد بعد ما أشفت شوي من غليلها وطلّعت شي من اللي في خاطرها..خلاها تهدى شوي ..
وهو أنهى النقاش ومشى وراها من دون تعليق !.. طلبت المصعد وتراجعت خطوة تناظر السهم ..وهو واقف وراها وساكت ..ينتظرون المصعد ،
توّها الحين تستوعب بجو الانتظار الهادي هذا .. إنهم لحالهم ! .. وما حولهم أحد !!
حست بوقوفه على نفس مستواها بعد ما كان وراها .. هجدت وما عاد نطقت ما تبي تنفجر فيه من جديد ..
بس جوْ وجوده معاها ولحالهم بهالدور الكئيب.. شعور مو بالعادة تحسّه... ولا قد جرّبته !!
مواقفها معاه دايماً صاخبة ، عكس الهدوء المربك بالنسبة لها !

حرّكت بؤبؤ عيونها لجهته من غير لا تحرّك راسها... ولمحته رافع راسه يطالع سهم الأدوار .. والهدوء المعتاد على محياه.. ويديه بجيوبه والسماعة الطبية على كتفه... وكأنه كان أمس شخصية غييير عن اليوم ! .. فرق عن خالد اللي كان برحلة البر ،!
انفتح الباب وردّت بؤبؤها لداخل المصعد.. وتقدمت لداخل بنفس الصممت المخيّم عليهم الاثنين ،
طلب لها دور سحر ثم ضغط رقم دور عيادته .. ثم تراجع واستند على الجدار الجانبي للمصعد بظهره .. ومشاعل مستنده على المرايه.. والصمت هو العنوان بينهم !
ما يبي يحكي زود معها ..
ولاهي تبي تنطق كلمة ..
كلاهم فضّلوا السكووت عقب الموقف اللي قبل شوي !

وصل المصعد لدورها وانطلقت بسرعة خارج المصعد وكأنّها مو متحمّله كتم أنفاس أكثر .. باللحظة اللي كان فيها يناظر أرضية المصعد .. وما أخفى من عقبها ابتسامة صغيرة وهو يحاكي عمره !... ليش أأثّر فيها هالكثر !
:
؛

رجعت مشاعل لـ غرفة سحر وهي تنزل الطرحة عن راسها وهي تلاغي عمرها ..
ما انتبهت لـ سحر اللي كانت راقده بس مفتّحه وشكلها توّها صاحية : وين رحتي ؟
لفّت مشاعل بانتباه : .. متى قمتي ؟؟
سحر ببحة : قبل شوي... وين رحتي ؟؟
ما كتمت مشاعل ضيقتهااا : رحت اكلم اخوك الخااايس.. لقيت بنات معاه ( بعصبية)
سحر بعقدة بين حواجبها : بنات مين ؟؟؟
مشاعل : مدري بنات صغار زيي وزيّك ..دكتورات !
سحر بتقطيبة : المتدربات؟؟؟

مشاعل بانتباه : تعرفينهم؟؟؟
سحر وهي تتقلب بالسرير بحيل ميّت : ... قالي عنهم مرّة... بيشرف عليهم مدري ..نسيت وشو..بالضبط !
طنننقققرت مشاعل : يا زففت وليه ما قلتي لي من قببببللل؟؟؟؟؟
سحر وهي تفرك عيونها من صداع ألمّ فيها من دقايق .. وبصوتها المبحوح : من فترة قايل ونسيت !
مشاعل : مااالت وتخلّيني أتفاجأ بهالشكل ... بغيت أقتله وقسماً بالله !
سحر بـ كُره للنقاش : شغلته يا مشاعل وش بتسوين !
مشاعل : خييير انتي ما شفتي البنات وشلون كانوا حوله.. وجع كم وحدة!!؟.. قابلت ثنتين بالمصعد يتغزّلون فيه.. ثم قابلت ثنتين ثانيات واقفات معاه ينكّتون !
سحر تنهّدت مافيها حييل نقاش عصبي مع مشاعل هاللحظة : ... تراه بيشرف عليهم ..مهوب متزوّجهم !
مشاعل بحننق : .. اييه بس واضح على خالد رايق له الموضوع ! .. (عضت لسانها لا تفلت منها شتايم.. وراحت ترمي نفسها على الصوفا.. وغيّرت الموضوع ما تبي تتضايق زووود ) .. تراني برافق معك كل الأيام ..
ناظرتها سحر وتكشيرة الصداع على وجهها : ماله داعي ... ارجعي للبيت...
مشاعل برفعة حاجب : بعد قولي ما تبيني .. !!
سحر وهي تناظر السقف والقناع الغريب على وجهها : أنا وحدة تبي تجلس لحالها ...ارجعي للبيت..مابيك حولي كل الوقت !
مشاعل بحاجب واحد مرفوع ونبرة مستغربة : .. هالكلام جديد عليك يا سحر ؟..
سحر تناظر السقف ويدها على زوايا جبينها من الصداع :...............!
مشاعل : ما تبيني أرافق معك !؟
غمضت عيونها وبنفس النبرة الغير معهوودة : ما أبي أحد معي .. حتى لو كان أنتي !!
سكتت مشاعل اللي كانت جالسه عالصوفا وعيونها على سحر الراقده بس فيها شي متغيّر.. فيها شي بنفسيّتها.. بكلامها .. بأسلوبها .. فيها شي جديد وغير معهود... شي ما كان موجود من قبل !!
مشاعل : بس أنا عطيت خالد كلمة !
فتحت عيونها .. ولفّت براسها عليها وهي ساكتة ..
مشاعل : خالد يبيني أرافق معك .. لين تطلعين ان شاء الله عقب كم يوم !
سحر : قولي له ما أحتاج... وراك جامعة اصلا وش تبين بجلسة المستشفى !
مشاعل باستغراب : وش ذا مصررة ما تبيني ابقى معك ؟!
سحر : ابي ابقى لحالي افهمي !!
عصصصبت مشاعل : تدرين عاد .. كنت ابي ارجع البيت اصلا واجيك بكرة ..بس عقب كلامك ذا ركبت راسي اني أجلس .. رضيتي ولّا ما رضيتي !
سكتت سحر .. وهي تنقلب على جنبها وتعطي مشاعل ظهرها !
ومشاعل تناظر ظهرها والسكون المخيّم عليها .. لا بالله سحر من بداية اليوم ماهي طبيعية بزيااااادة !!
::





♫ معزوفة حنين ♫ 23-04-11 07:52 AM


في قصــر أبو خالد ،،

بغرفته .. المُلحـق ،
اللي يشوفه بذاك الوضع يقول وراه امتحااان مصيري وقاعد يذاكر له !
لأن تركي بذاك الوقت كان متمدد على سريره ومتكّي ظهره على ظهر السرير..لابس نظارة القراءة وكتاب كثير الصفحات على رجوله.. وحوله متناثره عدة أوراق ..والنوت اللي يكتب فيه كل شي يخصه جنبه.. والتي في قباله مشغّله بس مقصّر على صوته !

سمع دقّ على باب غرفته.. وصوت ابو خالد وراه ، وبسرعة سكّر الكتاب اللي معاه ودسّه وراه ثم سحب كتاب ثاني عربي بنفس المواضيع وترك أوراقه حوله لأنها كلها عربي وحتى النوت خلاه جنبه ... ما حرّك شي من الوضع حوله !
دخل ابو خالد بملابس البيت وهو يبتسم لـ تركي اللي بادله الابتسام وهو يعدّل وضعية جلوسه ويحط رجوله عالأرض!

ضحك ابو خالد من شاف المنظر اللي لفته : ما شاء الله تدرس ؟؟؟؟
ابتسم تركي وهو يشيل نظارة القراءة اللي أعطته هيئة غير : ايه تقدر تقول .. ادرس بطريقتي .. أحب القرايه يا عمي هوايتي الأولى !

ابتسم ابو خالد : وانا اقول ليش احس فيك شي غير عن قراينك.. عقلك فيه شي ملفتني وانا عمك !
ابتسم تركي وسكت ..
ابو خالد وهو يجلس على كرسي جنب الطاولة الوحيدة : وش المواضيع اللي تحب تقرا عنها أكثر شي ؟؟
سكّر تركي الكتاب ورفعه قدام عينه ليشوف الغلاف والعنوان .. "كيف تطوّر من استراتيجيّتك الخاصة"
ابو خالد : تحب التجارة واجد ؟؟
تركي ضحك وهو يرمي الكتاب جنبه : اكييد وانا ما جيت شركتك إلا عشان ابدا أكوّن نفسي بالمكان المناسب ..
ابو خالد ضحك : طيب لو ما قبلتك وش كان بتسوي ؟؟؟
تركي : كنت بدوّر لي مكان ثاني ...بس أنا ما جيتك الا سامع عن شركتك وسامع كلام كثير عن صاحبها .. جيت أجرب حظي والحمدلله ما خاب ظني... كنت افكر اجمع راتب فوق راتب وابدا أكون نفسي بعد سنتين ثلاث !

تنهّد ابو خالد بابتسامة وفتح الموضوع اللي جا عشانه ..
: وليد .. جايك اليوم أبيك بموضوع !
انتبه تركي ورزّ ظهره باهتمام : آمر يا عمي !
ابو خالد : ... بعد اسبوع أنا مسافر ... وأبيك تجي ترافقني !
رفع تركي حواجبه باهتمام بالغ : .. تبيني أرافقك ؟
أبو خالد : اييه .. بسافر لـ روسيا عندي بعض الاجتماعات وشغل مع بعض شركات اعرفها من كنت دبلوماسي فيها .. وناوي أخذك معي !
عقد تركي حواجبه : بس خبري عادةً .. الاستاذ محمد هو اللي يرافقك ..
ابتسم : سفرتي هالمرة بتطول عن العادة... محمد بيجلس يداري الشركة بغيابي... وأبيك أنت معي ترافقني...

تركي حب يعرف السبب : ليش أنا يا عمي ؟؟
ابو خالد تأمّل حال غرفته وأوراقه والكم كتاب اللي حوله : .. لأني أبيك تكبر على يدي .. مثل ما كبّرت محمد... ناوي أكبّرك !
نقل تركي عينه على زوايا الغرفة بابتسامة غريبة : .. أخاف تتعب معي يا عمي !
ابو خالد فهمها ببراءة : أتعب كم شهر معاك ماهي مشكلة .. دام بعدين بنستفيد كلنا ..
تركي نزّل عينه لا يشوف اللمعة الغريبة اللي فيها ويلاحظ معاني غير البراءة : مُصرّ على روحتي معاك ؟؟
ابتسم ابو خالد وكمّل : ... منت الوحيد ترا... تدري انت عن حال شركتي الحالية.. والمشاكل اللي مو راضيه تنتهي .. الشهر الجاي برسل مجموعة من شباب الشركة لدورات خارجية لمدة شهر كلن على حسب مجاله وعلى حساب الشركة الخاصّ.. سمّها دورات تدريب مكثفة !... محتاجين التطوير بالشركة... محتاجين التجديد والجديّة أو حالة شركتي ممكن تسوء وتتردى وتدهور.. الحلول محدودة بيدينا .. لازم مشاريع كبيرة.. ولازم تطوير كفاءاتنا حتى نواكب التطوير والمنافسة بالسوق.. الضغط علينا كبير لأن شركتي توقّفت 12 سنة ومن سنتين واحنا نحاول نعالج مشاكلنا... المشاريع ما توفّقنا الا بشراكتنا مع ابو راهي.. وأنت من قائمة الأسماء اللي أدرجتها عشان ياخذون لهم دورة خاصة ومكثّفة برا ..

طارت عيونه تركي ... توقّع الموضوع مجرد مرافقة !!
بس وش دورة تدريبية ..وهو مو محتاج أساساً !
ابو خالد : وش قلت يا وليد ؟... ، إنتْ وخمسة من شباب الشركة رح يطلعون بدورة تثقيفية وتدريبية .. بس انت رح تكون معي مرافق وبتاخذ دورتك بمعهد متخصص بروسيا اعرف الناس اللي قايمين عليه..وباقي الشباب بيطلعون لـ برلين !

سكت تركي بعيون مليانه اهتمااام ..
وابتسم ابو خالد : واختار الدورة بأي تخصص تبيه....(ناظر الكتاب اللي جنبه ).. ملاحظ إنك تحب التفكير والاستراتيجيات من كنا بالبر من يوم نقاشك مع ابو راهي ... جرّب ان كان لك رغبة .. وإن طلعت بشي يرضيني من المعهد .. وقتها شركتي بتفتح لك أبوابها أكثر من قبل ،
تركي بدهشة : جااد يا عمي؟؟.. تبيني أخذ دورة هناك؟؟ ..تقولها صادق؟؟
ابو خالد : هالمواضيع مافيها مزح... هالموضوع في بالي من قبل روحتنا للبر... بس ما كنت متأكّد من قدرتك إنك تتحمّل وتقدر تنفّذ شي مثل ذا.. ! بحكم ظروفك يعني !
ابتسم تركي بمتعة مفاجئة : .. وألحين ؟؟
ابو خالد بنبرة صرييحة : تبي الصدق... للحين فيه عندي نسبة شك... بس اللي شفته منك للحين ... ثقافتك قراءاتك.. يعني تقدر تقول موضوع يستحق التجربة بنظري... والنتيجة تعتمد عليك قبل كل شي !
ابتسم تركي وسأل بصراحة : لو ما كانت شركتك تعاني مشاكل يا عمي ؟؟.. كنت بتفكّر بهالشي ؟؟
ابو خالد : لولا هالمشاكل كان ما فكرت ارسلك انت وبعض الشباب عندي برا وعلى حسابي... لكن اعتبرها فرصة وقلت لهم نفس الكلام .. اعتبروها فرصة واللي ما يستغلها فوظيفته وراتبه بيظل مثل ماهو !
تركي بهزّة راس : تحفييز حلو يا عمي
ابو خالد : وش قلت ؟ إذا لك رغبة علّمني .. ومن بكرة بجهّز أوراقك وأرسلها برا باسم الشركة ..
تركي ما عاااارض.. بل ابتسم ونظرته مليانه موافقه : اللي تشوفه... أنا موافق ... !
ابو خالد : لا تخيّب ظني .. متوقّع منك كثير وما أثار رغبتي هذا الا حماسك ورغبتك الدايمه وكلامك انك تبني نفسك
تركي ابتسم : بشد حيلي وان شاء الله أكون شاطر !

قام ابو خالد وهو يلتفت بالغرفة يبحث عن شي : الساعة عشر الحين.. ما أشوف صينية الأكل ..ما جاك عشاك؟؟
تركي : قلت لهم دايما العشا أبيه على عشر ونص... شوي ويجيبونه.. بكمّل قراية هالكتاب وعشاي يبيله نص ساعة
ابو خالد برضا : زين اجل تصبح على خير..

طلع من عنده بعد ما قال اللي كان ساااكن بخاطره لفترة ، وتركه راجع قصره ،
ليش مهوب متفاجئ... ليش مهوب منصدم !
الاقناع اللي كان هدفك..وكنت دايم تحاول توصله بعيون ابو خالد.... هذا هو تحقق يا تركي بعد هالشهور !
ابتسم وهو يردّ نظارة القراءة لعيونه بيد وحدة .. وسحب جسمه لورا لين أسنده على ظهر السرير ورجله اليمين حطّها على رجله اليسار ،،
رجع يقرا بالسطور وعُقدة عادية بين حواجبه والأفكار تداخلت ،
ومرّت فترة لين سمع دقة عالباب... ودخلت الخدامة رفع راسه وابتسم يشكرها
حطّت الأكل على أقرب طاولة وطلعت وهي ترد الابتسامة المؤدبة ..

بدا ياكل عشاه ،
وبعد ما أنهى أكله دفع الطاولة الصغيرة اللي كانت على عجل بعيد... وهو يمسك جواله بعد ما تذكّر شي لازم يأكّد عليه ،
دق الرقم وهو يرخي راسه على الوسادة وصار شبه راقد : I am Turky ..the one who came to your store today ! .. don’t forget my order tomorrow.. how much does the gift cost?
( انا تركي ..اللي جاك بـ محلك اليوم... لا تنسى طلبي بكرة... كم تكلّف الهدية ؟ )
ابتسم : قوود ثانيكو ..
سكّر ورمى جواله.. ثم مسك الكتاب المرمي جنبه يكمّل ، وهو حاس بالمتعة من التصرفات اللي قام يسويها هاليومين !
وكأنه جالس يلعب !!
:
،

رجع بندر للبيت وهو ماسك ملف بيده .. دخل وهو يحك شعره من التعب ..
من الصبح صاحي ومن الصبح وهو طالع من البيت ولا رجع إلا الحين ،،
لقى أهله توّهم حاطين عشاهم على طاولة الأكل ويستعدّون للجلوس .. قرّب من الطاولة وهو يركّز في ملامح محمد اللي كان جالس وبهاللحظة يغرف له من طبق المكرونة وعينه على صحنه بملامح هاااادية .. مُريحة بعض الشئ ،
ما يدري يرتاح ، ولّا يعطف عليه ، ولّا يعطف على عمره ؟؟
رمى الملف على طاولة بطريقه من غير لا يوقف..وسحب الكرسي اللي جنب شادن وجلس بسكوت
امه : هااو بندر رح غسّل يديك من الصبح وانت برا ..
بندر مسك المغرفة : باكل بالملعقة أنا... مشوااار للمغسلة !
أمه : قمم اشوف منت بزر ..
غيّر الموضوع ما يبي يقوم.. تعب حركة من الصبح : إلا وين عمر ؟؟.. ما يبي يتعشى ؟؟
شادن بنبرة فيها مسحة ضيق مو واضحة : ..قلت للخدامة تناديه.. قبل شوي
طالعها باستغراب هالمرة : ..غريبة وليش ما تنادينه انتي ؟؟؟
سكتت شادن ..وش تقول ؟
بندر : قومي اشوف ناديه ..
شادن وهي تاكل من غير حماس : لو يبي عشا بيجي من نفسه !
بندر : غريبة حركتك ذي !.. أول عشا له معنا من زمن ..وش مجلّسك ولّا يعنني مسويه ثقل هههه (سخرية عليها )

وش تقول ؟..هي تسوي اللي هو يبيـه !!
قال أبوها : ناديـه يبه خلينا مرة وحدة نسولف معه عنكم !!

هالكلمة هجججدتها وخلتها تنزّل الملعقة وعيونها وهي ساكته...ما تبي تحسسهم بشي غريب وما ناقشت قامت وهي تقول : ان شاء الله !
طلعت من باب الصالة لبرا.. وراحت لملحقه معشوقه ومكانه الخااص ..،
الباب كان مسكّر ..وبنفس عميق دقت عليه الباب ..
ما انتظرت ردّه مباشرة فتحت الباب .. ووقفت على عتبته وعيونها تطيح عليه واقف قدّام المرايه وواضح عليه توّه مغّير ملابسه ..، أو .. ماخذ حمام انتهى منه الحين ،
تكتّفت وأسندت كتفها على اطار الباب : .. العشا بَرَد عمر !

قال وعينه على نفسه بالمراية يعدل بلوزته البسيطة اللي توّه لابسها : .. دقايق !
قالت : قلت للخدامة تناديك من نص ساعة ليش تأخرت.. ابوي يسأل عنك !
أخذ الفوطة من حافة الطاولة جنبه وفرك بها شعره بشكل سريع لأنه ما جفّ .. بطريقة عفست كل شعره وصار منظره جد فوضوي بس عذاب : .. ارجعي قبلي وجاي ،

ما تحرّكت .. واستمرّت على وضعها ،
رمى المنشفة على السرير الشبه معفووس وناظرها بعد ما طال وقوفها : وش اتفقنا ؟؟.. ما كان لازم تجين وتتركين عشاك.. الخدامة قالت لي وقلت لها جاي
ابتسمت ابتسامة صغيرة نصّها وجع ونصّها تعب : ... أدري إنت للحين على كلامك امس... وتراني ما دخلت الغرفة واقفة عالعتبة لو تشوف ..ولّا بتمنعني بعد من العتبة..؟؟

ما علّق على كلامها وهو يسكّر كم بلوزته .. ومشى للباب وهي باقي واقفه ما تحرّكت ..
قال وهو يمسك وكرة الباب بيد وهي واقفه قدامه بصممت : ..يلله نتعشى ؟
يا هدوءك الرايق ، ولا كأنها تتقلّب على نار الحيرة ولا تدري وش خطواتك الجايه يا عمر !
خطواتك اللي قامت تنثر الخوف..وتبعثر الأمان داخلها !!

تراجعت خطوة لورا عشان تفسح له المجال .. وطلع بعدها وهو يسحب الباب وراه ..
دخلوا سوى للصالة وهو يسلّم على اللي كانوا ياكلون حول طاولة الطعام ..
أبو محمد : وعليكم السلام..تأخرت الله يهديك !

رجعت شادن لمكانها جنب بندر ..وعمر اخذ مكانه مقابلها وجنب محمد وهو يبتسم : كنت اخذ دش سريع ..عشان يكون عشا ووراه نوم على طول !
كمّلوا أكل والسوالف بين الشباب وابوهم.. شادن أول من انتهت قامت وهي تقول "الحمدلله..تصبحون على خير"

ابوها : وين بدري شوي !
ابتسمت : عندي اوفف بكرة عشان كذا بروح للمستشفى من بدري عند سحر ومشاعل !
ابوها ابتسم : اييه خذي لبنت اخوي هدية على ذوقك وقولي لها ذا من عمي ويقول ما تشوفين شر ان شاء الله..وان شاء الله بمرّها..
شادن : اكييد ان شاء الله ..(ناظرت بندر وأصابعها على طرف الطاولة )... بندر بتوديني بكرة ؟؟
بندر بجمود وهو ياكل : تكفيني مشيعل ... باخذها نومة طويلة بكرة لا تصحّيني ..شوفي لك غيري ولّا (ناظر عمر).. خلّي عمر يوديك !
لفّت مباشرة كنّها ما سمعت اقتراحه.. لـ محمد : .. وانت محمد تقدر ؟؟؟

حسّوا اثنينهم ..بندر ..وعمر .. بتجاهل هالاقتراح !
عمر ما علّق وكمّل أكله ولا كأن اسمه انذكر.. ولا أظهر أي حساسية ، ولو إنّ الموضوع لسعه شوي ،!
وبندر ما علّق هو الآخر ...
محمد : .. وانا طالع للشركة إذا تبين !
قالت : اوكي..

وتركتهم عشان تنام.. وبعز السوالف المستمرّه ،
قال ابو محمد لـ عمر اللي كان ياكل تفاحة : عمر مدري ان كان فيك حيل الحين نتكلم عن الزواج !
مجرّد فتح هالموضوع عوووورّ قلبه.. وأجج مشاعره اللي دايم يحاول يحبسها بزاوية غير معروفة داخله ..
نزّل التفاحة وبنبرته الهادية : ودي لكن مافيني حيل نقاش الحين والساعة تعدّت الـ 11 ..
ابو محمد : مهيب مشكلة ..رجعة ورجعت لبيتك.. يقدمّ الله خير ان شاء الله
ابتسم وكمّل تفاحته ثم استأذن بيروح ينام ..
::

طلع بندر لـ غرفته وبطريقه قرر يمرّ على غرفة محمد اللي كان ثاني واحد يترك العشا ..
بالنسبة لهم ماعاد فيه شي يحكون فيه مع بعض..انتهى الكلام.. كلن منهم وقف على نقطة ... نقطة قيّدتهم ما عاد يقدرون يتجاوزونها احتراما للآخر واحترام لـ مشاعر الآخر ،
دخل الغرفة ولقى محمد توه لابس بيجامته والغرفة ما تضيئها الا نور الأبجورتين الصفرا ..
محمد وهو واقف عند تسريحته يفك ساعته الفخمة : هلا بندر..!
بندر دخل وهو يبتسم .. لكن ابتسامته اختفت يوم شاف شي مُشرق وعَطِر محطوط بوضوح على مكتبه.... سكت وتقدّم يركّز عليه ..
كانت باقة جميلة من الورد الأحمر والسكّري ،، وورودها في بدايات الذبول الخفيف وواضح إنها تمّ شرائها من ساعات طويلة !
محمد ما كان منتبه وهو يرمي بساعته عالتسريحة وأفكاره مو مخلّيته يركّز بشي ،
بندر لمس الباقة وطاحت يده على بطاقة على حافتها ... فتحها بإصبعه من غير ما يشيلها.. متوقّع بيلاقي شي مكتوب لكنها كانت بيضا ..
قال بندر بعز الصمت : شاريها لـ سحر يا محمد ؟؟

هاللحظة رفع محمد عينه لصورة بندر بالمراية منتبه لكلامه... وباستدراك راح له وهو يمسك الباقة : ..مو لأحد !!..
بندر : ........؟
محمد بنبرة ضاييقة وخااافتة : ..أنا مدري وش كنت أفكر يوم شريتها !
بندر : شاريها لها ؟؟
مسك محمد الباقة من أغصانها من تحت..وبنفس اليد هوى بها بسلة المهملات اللي جنب المكتب ..ينهي تفكيره الغبي بنظره..واللي ما يدري ليش فكّر فيه ،
: ..مو لأحد قلت لك ...
بندر : .........!
محمد راح لسريره : اطلع بنام !
بندر : ... ليش ما أرسلتها .. ما تدري وش ممكن يكون تأثيرها على سحر عقب اللي صار.. يمكن تداوي شي فيها منك ؟
محمد وهو يبعد الغطا عن السرير : .. تبيني أطيّنها زيادة... هالموضوع بالنسبة لي انتهى ..قلت لك سحر صارت مسؤوليتك مقدر أفكر فيها مدامك طلعت داخل بالسالفة !!
عوّره قلبه ورفع الملف اللي بيدها يحك فيه راسه ..وقال بعد تنهيدة : ..مصر على رايك محمد ؟..مصر أدخل بالسالفة من عقبك ؟
محمد : أنا خطبت وانتهيت وش منتظر خطوة مني عقب ذي ؟
بندر اعتـررف : ..مدري يا محمد ..ان كنت باخذ سحر ... فحاليا مستحيل آخذها !

محمد ناظره يتابع وكلام بندر وراه معاني ومقاصد..
ابتسم بندر وهو يناظر الأبجورة المتلألأة ..ثم محمد عشان يشرح كل شي يفكّر فيه : ... عقب اللي صار.. مالي نيّة أتقدم معاها خطوة حالياً.. مع معزّتي لها ..وكل شي داخلي... بس الحين مافيني قوّة أخذ دروك.. حتى لو كانت هي تبي !
محمد : .. لك الخيار .. اعتبرني برا اللعبة .. كثير اشياء تشغلني وان شاء الله انسى سحر مع الأيام ..
ابتسم بندر وهو يسند جسمه على حافة المكتب : .. حتى لو قلت هالكلام... اللي صار مارح تنتهي آثاره بيوم وليلة ... قررت أنا اترك الموضوع فترة مثل ما تركته انت... لعل الموضوع يبرى لثلاثتنا .. نحتاج وقت يا محمد...وأنا أكثر واحد احتاج هالوقت ... ما اقولك ما اتمنى سحر... أتمناها من زمان لكن صعب علي أبادر بالخطوة حالياً ،
سكت محمد وهو يناظر بلكونه ، مافيه شي ممكن يعلّق عليه ، لأنه انسحب وصعب يرجع عن هالقرار ،،..وان كان لا زال يحاول يتماسك ويتعلّق بقوّته وجموده المعروف عن نفسه ،
قال بندر يكمّل قراراته وصرااحته وما فضّل يخفي شي عن محمد : ... ببتعد أنا .. طالما ان الموضوع لازال بقلبك..وهي لازالت بقلبك.. وان ربي تمم زواجك.. محد يدري يمكن تنقلب الامور وانت تلقى لك حياة أحسن.. وأكون انا لقيت طريقي مع سحر أو مع غيرها ..،!
رمى محمد نظرة على بندر ، من غير تعليق ، ولو ان بندر يأمّل على أشياء مستقبلية تختلف عن الواقع الحالي.. لأن الواقع الحالي ما يساعد أحد ، لا هو ، ولا محمد... ويمكن سحر !
بندر بابتسامة شبة مُرّة : ..هذا قراري... إنتْ سلّمت سحر لي ..لكن ما رح أقبلها الحين... قراري بأجّله بعد سنة أو سنتين .. لمّا أرجع بندر جديد..وعرفت وش أبي من حياتي .. وانت تصير محمد جديد ويكون كل هذا ماضي من ماضيك ، وقد بديت حياتك مع خطيبتك.. تكون وقتها نسيت... وانا سلخت نفسي ونسيت أي شي بينكم ..
( وكمّل ) : وقتها برجع أفكّر بكلامك !

ابتسم محمد ابتسامة متوجّعة وهو يرمي راسه عالوسادة : كلامك ذا كثير يا بندر... واللي بقلبك كثير... خلاص سوّ اللي يريحك ...لا تفكر فيني
بندر تنهّد : اقول هالكلام.. لأني الحين ما ابي اكون غير ولد عمها... ما ابي غير هالشي.. !
محمد : هذا قرارك من اليوم وطالع فرجاءً لا عاد تجي تسألني عنها..
بندر بابتسامة : وعشان كذا... رحت ازور المدرب حسام اليوم !
محمد باهتمام : المدرب حسام؟؟.. وش جابه على بالك الحين؟؟
بندر : نسيت يوم طلبني للمنتخب قبل اربع سنين !
محمد تذكّر : ايه ما نسيت... بس ليش الحين ؟؟
بندر : قلت لك برجع معاه من الحين .. كلّمته اشوف ان كنت اقدر احجز لي مكان مع المنتخب... الأولومبيات قريبة شهرين ثلاثة تقريبا
محمد باستغراب : ووش قال ؟
بندر : قال تعال النادي ما يقدر يقرر الا بالتدريب.. خبرك كثير شباب مترشحين... ومارح أضيّع الفرصة من يدي.. كل اللي أبيه الحين... اسافر وابتعد..وأشغل نفسي بشي أحبه الفترة الجاية...
تنهّد محمد وغمض عيونه : ..... قرارك لك...
بندر ابتسم : والمعسكر الجاي بعد شهر .. معسكر رح يكون بجدة لفترة .. وبعدها بنلعب بطولات ودية بكون فيها غايب عن البيت... تبي الصدق هذا اللي أدوره حاليا...
محمد : قلت لك اللي تشوفه سوّه .. الحين خلني انام ..

ترك غرفة محمد ..وأنهى بندر كلامه عقب ما طلّع كل اللي يجول في خاطره ،
هو خلاص قرر... ولقاه الحل الوحيد حاليا..لين تصفى النفوس ،
بهالحالة آمن بالمقولة اللي تقول .. إن الوقت هو المسألة وهو الحل ..للي مثله !

دخل غرفته ورمى ملف معلوماته اللي خذاه معه لمقابلة مدربه السابق .. عشان يتقدّم للترشيح وهو يؤمن بقدراته ويؤمن إنه بيخطف مكانه مع المنتخب اللي كان حلم من أحلامه أثناء مراهقته ،
:
/

المستشفى ،

في الصباح الباكر وبداية ساعات الدوام ،
دخل خالد على مكتب جمال ، ولقاه توّه يحطّ كوب قهوته على مكتبه ويجلس مكانه توّه حاضر للدوام ،
د. جمال : ها خالد وش جابك بهالصبح ! .. ليش ما تنقلع للمزايين اللي انت تشرف عليهم ..(بحنق) .. آخخخ ليتني مكانك عليك حظ ..بس المشكلة انك منت بكفو !
ضحك خالد وهو يجلس : بلاها طلعاتك ذي الحين..مب وقتها ... ( عطاه ملف فيه صور الأشعة ) .. ابيك تفهمني بشكل شامل عن ذي الحالات .. !
اخذ الملف وفتحه ..تأمل الصور شوي بتركيز عادي ..ثم رفع راسه : شفيها ؟؟
خالد : من أمس أبي أسألك عن شي نفسي اكثر منه جسدي..
جمال باهتمام : وشو ؟؟
خالد : الـ emotional trauma ?
جمال باهتمااام : الصدمة العاطفية ؟.. وش تبي تعرف عنها بالضبط ؟
خالد : كل الكلام اللي بقوله لك يخص اختي سحر.. بس رجاءً يا جمال لو شفت ابوي بالصدفة لا يوصله شي.. مارح يستوعبه ببساطة .. ابي اعالجه بنفسي معها وان شاء الله تكون مثل ما أتمنى بسيطة
جمال : اختك؟؟.. تعاني من شي غريب يا خالد ؟
خالد : الصور المقطعية اللي خضعت لها امس ما كانت طبيعية وزي ما قلت لك الدكتور وائل شخّص حالتها فوق ماهو التهاب رئوي.. إلا ان فيه شي أكبر اللي هو الايموشنال تروما.. وحاليا مافيه عوارض عليها وهذا اللي خلاني أشك.. وهي ما تبي تتكلم !
جمال ابتسم بمواساة : ..على هونك عليها ... عادةً اللي يعانون صدمة ما يدرون إنّهم يعانونها ... يعني الشخص ممكن ما يصرّح لكن العوارض تظهر عليه وهو نفسه ما يكون عارف ..
خالد باهتمام : ..طيب وش سببه؟.. سحر كانت طبيعية أذكرها زين هناك.. شفتها كذا مرة بالبر ماكانت تشكي شي ..

رجع يطالع الصور الكثيرة واللي توصف متغيّرات متفاوتة : .. أسباب كثيرة ما تنحصر على واحد .. وعادة تنشأ من حدث مفاجئ وغير متوقع بحياة الانسان .. ممكن تكون بسبب اصابة مفاجئة.. موت شخص قريب .. انفصال عن علاقة حميمة أو مهمة.. اصابة بمرض خطير .. فشل دراسي .. فشل اجتماعي .. يعني لها اسباب بس غالبا مثل ما قلت وقوعها بشكل مفاجئ وغير متوقع يكون هو التأثير الاكبر ..
(قلب الصور فوق بعض وهو يناظرها .. ) : بمعنى ثاني الشخص المصاب يكون غير مستعد له وقت وقوعه .. وأحيانا ممكن تكون الصدمة ناتج عن ضغط مستمر لفترة...وبحالات مختلفة تنتج الصدمة عن حدث متكرر.. اللي يولّد رد فعل عكسي... وبحالات يا خالد ..تكون ناتجة عن حدث صار في طفولة الشخص.... كل هالأشياء تندرج تحت الأسباب ..

خالد بجدية وهو يتابع كل كلمة : .. طيب ان فكرّت بكل هالأشياء .. ولا وحدة تنطبق عليها ..
جمال : .. خالد هالحالات تلاحظ عوارضها مع الوقت.. مقدر احكم على قوة الصدمة من غير ما أشوف الشخص وألاحظ تصرفاته قدامي .. اقصد بتصرفاته يعني اسلوب حياته .. تعامله مع الأشخاص من حوله.. تعرف وش اقصد يا خالد ،
خالد : ايه فاهمك... بس ماني مستوعب كيف اربط حالتها وانا ما عندي السبب
جمال : نصيحتي الوحيدة حاليا.. إنك تراقب سلوكها... ان كانت عانت صدمة مثل ما يقول د. وائل ..فأكيد بتظهر عليها عوارض مع الوقت.. راقبها وخل الكلام معها بعدين مدامك مو متأكد وهي ما شِكَت لك من قبل ،،
خالد بتنهيدة : هذا شورك ورايك ؟
ابتسم جمال : ردّيت عليك حسب كلامك... تقول شاك في وضعها..أقولك راقب سلوكها هالكم يوم وانت اخوها واكيد تعرف اذا فيه حاجة تغيّرت فيها ،

خالد : والعوارض الشائعة يا خبير ؟؟
ابتسم جمال من كلمته اللي فيها شوي تريقه : فيه كثير والله كان تبي الجد... أهمها.. تقلّبات المزاج .. الغضب والهيجان وحدة السلوك ..الشعور بالذنب.. انكار الواقع ..التشوش الذهني ..فقدان التركيز... الانطواء.. الانفصال الاجتماعي..الأرق والخوف ..الاكتئاب .. والقائمة تطول .. عندي كتاب عن هالحالات كان تبي...تستفيد !!
خالد : لا فال الله ولا فالك جعلي ما أحتاجه .. ان شاء الله الموضوع بسيط وما يكون مثل ما نتخيّل ، كلامك ذا يجيب الهم !!
ابتسم بمواساة : ان شاء الله .. اللي عليك الحين ..إنك تراقب سلوكها .. السلوك هو أكبر مؤشر يا خالد .. السلوك يعكس النفسية مهما كانت ..
ابتسم خالد وهو يوقف وياخذ الملف معه : شكرا على وقتك ..أول مررة استفيد من واحد مثلك
ضحك جمال : حاقرني يالسفيه .. تراني أكبر منك ولولا ثقتك اني بفيدك كان ما جيت يا سفيه
ضحك : هههههههههههه طيب طيب اشرب قهوتك بردت.. وأنا بروح أسيّر على سحر ،
د.جمال قلب عليه : انقلع فااارق !!

طلع خالد وراح لغرفة سحر .. الساعة كانت تشير لـ عشر الصبح ، ولقى عندها شادن ومشاعل اللي صحت من النوم على دخلة شادن وعليهم وبيدها كيس فيه شوية عصاير طبيعية لها ولـ مشاعل اللي دقّت عليها تمر السوبر ماركت تجيب شي يسلّيها في قعدتها مع سحر ،
دخل وسلّم وعلى طول ركّز بنظره على سحر اللي كانت هااااادية .. ساااكنه وهي لابسه ملابس المستشفى البيضا وبوضعية الجلوس.. وهالشي بدأ يصير غريب بنظره... ما كان يحس إنّها تسولف مع شادن ومشاعل يوم دخل عليهم ، بالوقت اللي كانوا هو يسولفون ،!
سألها عن حالها كم سؤال وهي ترد بإيه ولأ وكلمات مقتضبة ..قرر يمرّها بعدين.. وتركها عقب ما وصّى شادن ومشاعل عليهم ..وراح يستأنف شغله بعد ما انتهت اجازته ويُعتبر اليوم ..هو يوم دوامه الرسمي الاول بعد الاجازة ،
:
/

بمكان ثاني من المستشفى ..
دخلت ياسمين من بوابة المستشفى مع ابوها اللي وصل للدوام.. وانفصلت عنه عند البوابة مباشرة.. راحت لصديقتها سناء بكافتيريا المستشفى واللي كانت تنتظرها عند الكاونتر ..
سناء : وير آر يو ؟؟.. لي نص ساعة واصله ..
ابتسمت ياسمين وهي تلبس اللاب كوت حقها : كنت بجي لكن داد قال نروح سوى ..وبصراحة ما خالفت زمان ما ركبت معاه السيارة هههه
سناء اخذت طلبهم ..وأعطتها كوبها وهي تقول : زين إني ما طلبت بدري او كان برد.. يلله لتس قو ..؟.. بشرب قهوتي ثم بروح لغرفة رقم 105 .. لازم اتابع الحالة واسجلها ..

ياسمين ابتسمت : تبين الجد... من أمس أفكّر أمرّ على اخت دكتور خالد بغرفتها... ودي أشوفها وأتعرف عليها (بابتسامة حماسية)
سناء باستغراب : آر يو سيريوس ؟ (انتِ جادة؟ )
ياسمين : ايه.. تعالي نمرها عالسريع انا وياك.. ودي اتحمّد لها بالسلامة ومرة وحدة نشوفها .. ما فكرتِ فيها يوم عرفتي ان اخت د. خالد منوّمه هنا بالمستشفى
سناء : لا ..اونيستلي (بصراحة) ما فكرت فيها .. همّي شغلي وتدريبي و د. نايف اللي ماخذ تدريبنا جد وشكله صارم كثيير صراحة انصدمت من ابوك .. آيام شوكد !! (انا مصدومة)
ضحكت ياسمين وهي ماسكه قهوتها ومتّجهه للمصاعد : ههههه عشان كذا اقولكم خذوا سالفة التدريب جد .. لا تفشلوني مع الوالد يقول بالأول والأخير هذولي صديقات بنتي !
سناء : انا وش مدخلني طب من الأساس !!.. افففف والله ابوك يخوّفني ..

وصلوا للدور وهم يشربون قهوتهم ويسولفون .. انتهوا منها.. وعلى طول راحوا يبحثون عن الغرفة ..
سناء : سألتي عنها ؟
ياسمين وهي تمشي : يب .. الجناح 409 .... ذاتس ات !
لقوا الغرفة أخيراً .. تقدّمت ياسمين بهدوء وثقة ودقت الباب ... ودخلت وهي تسمع اصوات ضحك بنات وسوالف تملى الغرفة ..
تقدمت الممر ..وسناء وراها وهي تلقي التحية : السلام عليكم ..

قبل ما تطيح عينها على البنت عـ السرير.. طاحت عينها على اللي كانوا قبالها وجذبوا نظرها بطريقة طبيعية لأنها كانت مواجهتهم من دخولها ..
وسكتت لحظات يوم طاحت عينها على مشاعل تمص حلاو.. بدهشة بسييطة كـ رد فعل طبيعي لأنها لمحت وجهها بالمصعد أمس..
ومشاعل ما انتبهت بالملامح بالبداية لأن في يدها شي يشغلها ،
ردّت شادن عن الباقين وهي تبتسم : وعليكم السلام !

هاللحظة انتبهت مشاعل لثنتين دخلوا ، ورفعت عينها باستغراب .. باللحظة اللي طاحت عين سناء عليها .. وبطريقة عفوية أشارت عليها بإصبعها : ذاتس يووو !
مشاعل ناظرتها بدهششة هذي اللي كانت مع رفيقتها بالمصعد ...والفتت ياسمين باستغراب لـ صديقتها اللي أطلقت هالتعليق.. بس ما طوّلت ردّت نظرها لـ سحر المنسدحه واللي كانت ناعمه بكل المقاييس برغم مرضها الواضح وهاااديه..
ابتسمت ياسمين بودّ : الحمدلله عالسلامة ..سحر؟.. اذا ما غلطت

ابتسامة وحدة نوّرت وجهها التعبان ولو كانت ذيك الابتسامة نص ميتة ونص حيّة ، لكنها بااااردة ،!!
ياسمين تقدّمت قريب للسرير : .. لا باس ان شاء الله.. كيف حالك اليوم ان شاء الله احسن ؟
هزّت راسها ببحة خاافتة :.. زينة ..

شادن باهتمام وهي جالسة ..ومشاعل شغلتها بهاللحظة التحديق فيهم ثنتينهم من غير ولا كلمة ،!
: .. تعرفين سحر يا دكتورة ؟
ابتسمت ياسمين لـ شادن : أعرف انها اخت دكتور خالد.. سمعنا انها منوّمه بالمستشفى فقلنا نمرّ نسلّم دقيقة .. من درينا إنها اخت د. خالد اهتمّينا عليها مرة ..
شادن : ما تقصرريين ..
ياسمين : انا دكتورة ياسمين .. لو احتجتوا شي مني أنا حاضره .. يسعدني خدمتكم ،
شادن بذووق من ذوقها : اكيد بس شكلك صغيرة .. انتي طالبة امتياز ؟
ضحكت : ايه.. بس اعرف هالمستشفى زين.. (ناظرت سحر المرتخيه على وسادتها بأنفاس هاديه ونظرات ناعسه ).. سحر اذا احتجتي شي اطلبي ..اوكي؟
هزّت راسها ايجاب .. وسلّمت ياسمين وطلعت وسناء وراها ،

بعد خروجهم ..
شادن : يا حليلهم.. جايين عشانك يا سحر ..
مشاعل بحنننق بالغ : مصدقه عشان سحر ؟؟..عشان خويلد الزفت مب عشان سحر !
شادن ضحكت : هههههه لا تشتغلين علينا غيرة ..بالعكس من ذوقهم جايين يسلمون
مشاعل : عاد تدرين ما دخلوا مزاجي من عتّبوا الغرفة !
ضحكت شادن : وليش ما دخلوا مزاجك !..مرررة صراحة هم يهتمون لـ مزاجك.. ما دروا عنك ترا
مشاعل : وش جايبهم بالله؟؟.. وش جابهم فجأة لـ سحر وهم ما يعرفونها ولاهي تعرفهم !
شادن : قالوا لك انهم دروا عن اخت خالد وجوا يسلّمون .. وين العيب ؟
مشاعل بحننننق : عيب ولا مهوب عيب... ما راقوا لي ثنتينهم ..!!

غيّرت شادن الموضوع وهي تلتفت لـ سحر اللي تناظر التي في المحطوط على حامل مثبّت على الجدار.. ولا هي تسمعهم ولا هي معهم : سحوور.. تدرين كلّمتني أروى اليوم الصبح .. أرسلت لها رسالة أمس بالليل عنك.. ودقّت الصبح مرتاعة يا حياتي ههههه !
ناظرتها سحر ..وبصوت بااهت : ليه قلتي لها ؟
شادن : وش دعوة بالعكس قالت إنها بتزورك هي ورهف اليوم ..يمكن المغرب بيجون ..
ردّت سحر للتي في ببروود : كلّميهم لا يجون... مابي زوّار !
تضايقت شادن : ليش ما تبين ؟.. خافوا عليك مرة ويبون يشوفونك

سحر غمضت عيونها لا تنفجر بوجيه الكل : ... يكفي إني متحمّله دخلتكم وطلعتكم علي... ما تفهمون انتم ؟..قلت مليون مرة ابي اجلس لحالي ليش محد طايعني ؟؟
جت شادن بتتكلم باستغراب من اللهجة.. لكن مشاعل مدت يدها لفخذ شادن تنبهها لا تناقش.. لأن سحر مثل الفتيل اللي على وشك الانفجار بأي لحظة ..وهدوءها وقناعها ذا ..ماهو الا شي مزيّف انخدع فيه الكل ..بما فيهم مشاعل !!
:
/

تركي كان يسوق سيارته وثامر جنبه ،
مرّ تركي عليه بالشركة وأخذه وحالف عليه الا يعزمه عالغدا هالمرة ..
ثامر : وش صاير لك انت؟؟.. صاير فاضي ما عندك شغلة غير الغدا معي ..العادة مشغول يالسواق بمشاوير البنت اللي خبري خبرك
ابتسامة جانبية هادية انرسمت على وجه تركي وهو يناظر من المراية الجانبية : صحيح ، لو هي مو طايحه ذيك الطيحة كان انا الحين متبهذل بمشاويرها بعد ما ارتحت هالكم يوم !
ثامر : وينها عنك !؟..عاتقتك لوجه الله اجل !
تركي : صحيح ما قلت لك... هالبنت طايحه بالمستشفى من يومين .. من رجعتي للرياض !
استغربت ثامر زود : وشفيها ؟؟
تركي بسخرية : اللي فيها دلع بنات وافلام مراهقين ... لا تخليني اقول عشان ما تضحك !
ثامر : بلاش ألغاز ترييك ..
تركي : اسكت تراني ما مرّيتك عشان احكي عنها ..مرّيتك بنقضي مشوار صغير ثم هالمرة بغدّيك عن غدا أمس ، وبكلمك في موضوع استجد.. مارح تتوقعه ..
ثامر : يستر الله أنا إذا جيتني وخذتني وقلت بكلمك بموضوع احط يدي على قلبي... ما عقب جيّتك تقولي بنتقل لقصر ابو خالد..
ابتسم تركي وعينه عالطريق : ..والموضوع مشى مدري وش اللي كان مخوّفك يالجبان

قطع نقاشهم رنّة جوال ثامر ... ابتسم ابتسامة خليط من استغراب..وراحة ..وعدم تصديق للحين ..
ثامر : لحظة هذي الحبيبة ..
تمتم تركي بسخرية : ردّ يالحنيّن..!

رد واستمرّت المكالمة لـ دقيقتين كان وجه ثامر يتقلّب ما بين ملامح ضحك يحاول يكتمها طول ما هو يتكلم .. ومابين هدوء مسيطر على نبرته الطبيعية .. سكّر وهو يضحك باستغراب : ماني مصدق ذا البنت للحين كيف تغيّرت !
تركي : وش عندها ؟
ثامر : أول شي سألتني أنا وين ومن درت أني معك .. عصّبت كالعادة !
تركي : وخير تعصب !! .. لا يكون إنتْ ملكيّة احتكار لها هي بس !
ثامر بابتسامة متعة : أول إذا قلت اسمك عندها تتضايق بس ما تبيّن ..هالمرة صارت تقولها بالوجه ولد عمّك ما أطيقه مع إني ما أعرفه ههههههه !
تركي رفع حواجبه وهو يناظر السيارات الخلفية من المراية : يا سلام خطيبتك ذي شكلها ما شافت عيني الحمرا !
ثامر بضحكة : بس والله عاجبني الوضوع... حتى الكلمات الحلوة الناعمة تحاول تقولها لي بس ماااش..يبيهلها وقت تتعود ،
تركي : أهم شي لا تغيّرك علي لا أقلب عليك

ضحك ثامر : ههههههه ودّها كان تبي الصراحة ، توّها تقول يـ ليت ولد عمك ذا بقى مسافر ومارجع... صاير صمغ بتكس فيك يا ثامر ههههههههههههههههه... فهمت يالصمغ !!
تركي بسخرية : مقبولة دامها منك بس حذّرها لا تكررها لا والله أسرقك منها وأخليها تنابح لين باكر
ثامر : هههههههههههههههههه مشكلة والله الحين مين أراضي ،؟

تركي : وغير ذا البربرة ..ما قلت لي ليش متصلة وش تبي منك؟؟ ولّا كالعادة لقافة البنات المعتادة تبي تعرف خطيبها وين يروح ووين يجلس !
ثامر بمتعة : يعني تقدر تقول .. كلّمتني تسأل ، ومرّة وحدة تقولي إنها بتروح اليوم مع بنت خالها .. تزور صديقتهم.. وحدة تعرّفوا على بالبر كانت تسولف لي عنها وعن بنات عمها !
تركي : قل لها لا !
ثامر بعجب : وليش اقولها لا... خطيبتي ولا خطيبتك !
تركي : ياخي اضبطها من الحين ..
ثامر : ادري تبي تشيّشني عليها بس حامض على بوووزك...
ضحك تركي : هههههههههههههه جعلي ما أحب بيوم وأصير مثلك .. ياااوك !!
ثامر : هههههه منت بوجه تحب أصلا.. ولّا قلبك انت قلب واحد يقدر يحب.. الله يخلف عليك خلّ قلبك لأهلك هذا اللي أقوله ،
تركي باستهبال : بس حاب اذكرك ...نصيحة ترا فيه فرصة تتراجع.. وش لك بالبنات تراهم غثا..
ثامر : تبيني اترك اروى عقب ما تغيّرت... ما تركتها قبل عشان اتركها الحين عقب ما صارت تدوّر رضاي ، وتغيّر اسلوبها اللي والله وما أخفي عليك إني بفقده ههههه ،

تركي بنبرة ساخرة : ليتها ما تغيّرت عشان تحوّل عنها لـ جنى اختي اللي ماخذ قلبها واحد غبي مثلك !
ناظره ثامر بنظرة حانقة : لو كنت ما أدري ان هالكلام من استهبالك الغثيث كان شفت شغلك ...
ضحك تركي بمتعة : طيب خذهم الثنتين بس تكفى ريّح خاطر هالمراهقة اللي عندي ،
ثامر بسخرية يجاري استهبال تركي : قلتها مراهقة .. اعنبوك لا تكبّرني بعين اختك تراها مراهقة ما خلّصت الـ 15 وش ابي فيها غير اختي الصغيرة
تركي : هالصغيرة تسوى عشرين مثلك مالت عليك..اصلا ماهيب من مستواك يالخايس
ضحك ثامر : هههههههههههه لا تنخدع بمشاعرها.. ترا جنى ما تعلّقت فيني الا لأني أخذت مكانك يوم سافرت..
تركي : ايه ايه وهذا اللي مخلّيني مسامحك.. اهتمامك فيهم وقت غيابي ..ادري ان جنى تعلّقت فيك لأنك الشخص الوحيد اللي كان يروح لهم البيت باستمرار
ثامر : ايه اشوى انك فاهم الموضوع من هالناحية .. عرسي بعد شهرين يالخايس تصرّف مع اختك ولا تبي الراي عرّسها من الحين
تركي : هههههههههههههههههه اقول انطم ، ..هالبزر لو تكبر 10 سنين .. بتظل نفس نفس عقلها الحين.. فيها طفولة ما اظن تندثر !

وصلوا لـ محل ورود .. استغرب ثامر وقوفهم قدامه ..
ثامر : وش جايبنا هنا ؟
تركي وهو يطفّي السيارة : انزل بعدين تعرف ،

نزلوا ودخلوا المحل البارد والخالي من أي زبون بهالوقت... ريحة الورد.. وعطره المختلف ..
تركي بسخرية وهو ماشي لكاونتر واقف عنده الهندي اللي ابتسم من شاف دخول تركي : نصيحة فرصة تاخذ وردة للحبيبة..
ابتسم ثامر وما عارض : وليش لا ..
ضحك تركي : خبل !
(وسلّم عالهندي ) : هاي هو ار يو ؟
الهندي : هاي مستر .. يو كيم أقين !.. ( جيت مرة ثانية ! )
ابتسم تركي : يبْ... ابغى مثل امس بالضبط.. بس سوّي شوي تشينج.. الورد خلي نفسه اوركيد..وسوسن.. اوكي؟
جا ثامر بعد ما أخذ نظرة سريعة على الورود بالمحل : وش عندك؟.. انت جيت هنا امس؟
ابتسم تركي : يبْ .. اخذت باقة ولا أحلى ... شي من طفولتها ،
عقد ثامر حواجبه : لمين ؟؟

تركي يستهبل : سرررْ موب قايلك... مافي فايدة تعرف !
ثامر ضحك : أممما ... لا يصير اللي في بالي يا ترييك لا يكون طايح على راسك وانا مدري.. وكل الكلام اللي كان بالسيارة تبخّر بالهوا هههههه
تركي تنرفز بس ضحك : فالك ما قبلناه... عاد طايح مع ذيك ..ههههههههههههه.. انا انسان ما أطيح مرتين وشلون اجل لـ شخص واحد !!.. لا عاد تنكّت تكفى !
ثامر : ماااش أسرارك واجد شكلها ... فيه شي ما أعرفه انا ؟؟
تركي : مافيه شي مهم ما تعرفه ! .. المهم يا محمد ( الهندي).. سوّي كويّس بعد ساعتين بجي اخذهم ..اوكي (وهو رافع اصبعه الابهام )
الهندي بنفس الإشارة.. وبحماس لأن الباقة نوعها غالي وصفقة مربحة بالنسبة له : اوكي كلو تمام !

طلع تركي من المحل وركبوا السيارة وراحوا يتغدّون عشان يقول لـ ثامر الشي اللي استجدّ مع كلام ابو خالد أمس ،
:
/

بالمستشفى ، وبغرفـة سحر ..
أمها ومرة عمها كانوا عندها من ساعة بالاضافة لـ شادن ومشاعل..وبيان اللي جت هالمرة مع امها .. وطول جلستهم وسوالفهم كان وضع سحر غريب بكل المقاييس... ما تناقش .. ما ترد... ردودها مجرد ايه ولا... وأكلها قليل حيل ..
بهاللحظة كانت سحر جد تتمنى الجلسة لحالها... كانت جد كارهه الناس حولها .. كارهه الأصوات حولها... كارهه سوالفهم وضحكهم... مالها رغبة بأي شي... لا حركة.. لا أكل.. لا سوالف .. لا تعليق ...
كرهت كل ما حولها .. وتنتظر اللحظة اللي تطلع فيها من هنا ... وتنفرد عن العالم ...
ما تبي تشوف شادن ومشاعل .. خوات محمد وبندر... ما تبي تشوف أمها ... ما تبي تشوف مرة عمها ..
ما تبي زيارات .. ما تبي أحد يناديها باسمها .. ما تبي أحد يحاكيها ... فعلا صابتها حالة غير مفهومة بالنسبة لهم ... بالنسبة لهم كان وضعها أمس أحسن من اليوم عالأقل كانت تبتسم أكثر... تحكي أكثر ولو كان كلامها قليل ،
لكن نفسيّتها .. ووضعها .. كان فعلا يثير الاستغراب !!

قاموا ام محمد وام خالد اللي جوا مع بعض عشان يطلعون بعد ما قضوا ساعة من الزيارة ،
ام خالد تناظر سحر وقلبها يتقطع على حالها وعلى شكلها ووجهها المقتول : سحر ماما برجع البيت عشان غدا ابوك.. تبين شي اجيبه لك !
نطقت أخيرا بجملة كاملة من جلستهم..بس جملة باردة : ارسلي لي بيجامة .. تعبت من ملابس المستشفى..
ام خالد : مدري اذا ينفع بسأل خالد !
سحر بضيق : ابغى ملابسي.. هالملابس مو طايقتها ذابحتني !!

أمها راعتها : على راحتك.. اول ما اوصل البيت بكلّم وليد ياخذها ويجيبها ..
سحر ببرود الصقيييع : لا يتأخر علّميه !
ام خالد : اذا تأخّر يمكن يكون مشغول مع ابوك..بكلمه واقوله

قالت بحـدّة بدت توضح بمواقفها بالتدريج..ومع الساعات تزيد ببطء..
: هالغبي لا يتأخر انا مو طايقه هالملابس البيضا دقيقة زيادة .. ابي ملابسي أو الحين طلّعوني للبيت
ام خالد مو عارفه ليه بنتها متوتّره كذا : ولا يهمّك.. برجع للبيت الحين مع مرة عمك وأوصّيه على طول
سحر : إن تأخّر دقيقة لا يلوم إلا نفسه...!!!

شادن لبست عبايتها وهي تبتسم : سحور بروح الحين..والمغرب برجع على جية اروى ورهف .. نبي نغيّر جوّك !
سحر : لا تغيّرون جوّي... خذوا مشاعل معكم ابي اكون لحالي ..
ناظرتها مشاعل باستغراب : تطرديني يالظاااالمة !!

ضحكت ام خالد تلطّف الجوو : هههههههه استحمليها يلله شعولة.. بنتي وصيتي ..انتبهي لها
مشاعل : ولا يهمك قاعده على قلبها دام ذا اللي قالته لي !!

ام محمد لـ بنتها : مشاعل تبين شي من البيت ؟؟
مشاعل برجااا : ايه والله يمه .. ابي غيار ملابس .. شادن الفالحة نست تجيب وهي جايه ... ابي بيجامه بعد ، الجينز مو مريح بالنوم !
ام محمد : خلاص بقول لـ بندر وهو طالع العصر يجيبها لك... كلّميه ذكّريه ..

طلعوا كلهم وبقت مشاعل اللي لفّت لـ سحر بضييق : سحححييير ..ترا جد ما قمت افهمك .. إنتي متلبّسك شي ..لأن انتي مو انتي ،!
سحر بنبرة غريبة : مشاعل اسكتي
مشاعل بضيق : وش اسكت لمتى بتبقين كذا ؟؟؟
سحر : لين امووووت بس اسسسكتي او اطلعي .. ما تفهمين !!!

شوي ويتضاربون ، واللي قاطعهم دخول الممرضة بغداء سحر اللي حطّته قدامها ..
سحر ببحّة : تيك ات اوي ! ( وخريه بعيد )
النيرس : يو شود ايت ذسس فروم دوكتور خالد .. ( لازم تاكلين هذا من الدكتور خالد)
عصّبت سحر ووضح على نبرتها الحدّة : آي سيد تيك إت اوي... ام نوت ايتينق !! .. ( قلت لك وخريه..مارح آكل)
النيرس : يو هاف تو !!.. ( لازم تاكلين )..

بردّة فعل غير متوقّعة .. ولأن سحر ما ناقصها هالوقت إلا أحد يجي ويعاندها .. اشتعل بعض الفتيل داخلها وبدون شعور مسكت صحن من الصينية اللي شايلته النيرس ورمته بعنف بعيد نثر كل الاكل اللي فيه ..وهالحركة اختلطت بصرخة غااااضبة بوجه النيرس اللي فزّت مرتاعة وزين ان الصحن ما جا بوجهها ولّا كان كسره ..
: تيك ات اوي يو ستيوبد تيك ات اوي قو أوووووووووت !!!!!!! .. ( وخّريه يا غبييية وخررريه اطلعي بررررا ! )

على هالزوبعة المفاجئة والموجة الغاضبة من سحر قااامت مشاعل مرتاااعة من الوضع ، والنيرس صارت بوضع ما تعرف وشلون تتصرف !
مشاعل تحاول تهّدي الأمور : خلاص سستر .. بعد شوي بتاكل الحين هي ما يبغى ..
النيرس بضيق وهي تبعد : ذسس نوت قود اي ويل تيل دوكتور خالد .. ( هذا مو زين بقول للدكتور خالد )

وطلعت وأرسلت عاملة نظافة تنظّف الأكل الطايح بالأرض... ومشاعل من طلعت النيرس قرّبت لـ سحر اللي انقلبت لانسانة ثانية مو طبيعية.. ولا مرّة شافتها بهالشخصية الحارة والعصبية ، والمنفجرة !!
بعض الأكل انكب على ملابس سحر اللي قامت تتأفف وهي تنظف عمرها بكلينكس بطريقة عشوائية .. ومشاعل بصمت تمسح كمّها بكلينيكس ثاني من دون تعليق..!
سحر بعصبية : وخري.. عطيني جوالي !
مشاعل باهتمام : تبين شي أنا اتصل لك !
سحر : عطيني بكلّم وليد يجيب لي ملابسي الحين .. مارح اتحمل هالملابس المقرفة زود !
مشاعل : انتظري امك توصل للبيت وعلى طول بترسله
سحر عصّبت : ما تفهمين.. عطيني جوالي ..!!!

اخذت الجوال من طاولة السرير الجانبية واعطتها ..
ومباشرة اختارت اسمه من القائمة ودقّت وباقي آثار انفجار داخلها .. توه ما اشتعل .. وحظّه ردي اللي بيشتعل عليه!!
تأخّر ما رد بالبداية لأنه كان يتغدّا مع ثامر ... لكنّه يوم رد بمحاولة الاتصال الثانية.. ما عطته فرصة ينطق بحرف ، انهالت عليه بهجووووم كاسح خلّته يطالع ولد عمه بعيون مندهشة طايره بوهته... من الحـدّة البااالغة اللي اكتسحته من الطرف الثاني !
: ... وييييييييييييييينك يالغبي ساعة ادق عشان ترفع الخط لازم ادق مرتين عشان تتكرّم يالغبي !!
: ...........!!!
ما علّق لأنه ما استوعب هالهجوم المفاجئ ونبرة الحدة الواضحة ، والغضب المشتعل بصوتها.. والأكل اللي بلعه وقف في بلعومه من الروعة !
قالت : ... اسمع ، الحين تروح البيت وتجيب لي ملابس من امي.. بسرعة لا تتأخر سامعني !
قال عقب ما قدر يمتصّ صدمته القوية : ... آنسة سحر ؟ هذا انتي ؟؟ ، (مب مصدّق إنها هي )
سحر : سمعت وش قلت.. الحين تجيب أغراضي يا ويلك تتأخّر فاهم !!
حافظ على نبرة هدوءه ولو إن أسلوبها المتعالي والمتأمّر بزود عن العادة نرفزه لأبعد حد : ليش متضايقه كذا عسى ما شر !؟.. قد تأخّرت عليك انا لما تطلبيني !
سحر : لا تكثّر حكي .. نص ساعة بس اذا ما جيت والله يا ويلك !

صكّت بوجهه وما درت هي وش سوّت ..ورمت الجوال عند رجولها.. ثم فكت الغطا عن رجولها ومشاعل واقفه تراقب ..
قالت بقلق : وين بتروحين ؟
سحر وهي تنزل من السرير بأكبر حركة سوّتها من بداية اليوم اللي كانت فيه مرابطة على السرير الأبيض : بروح الحمام اغسّل.. شايفه منظري ذا !!
ومشت على دخلة عاملة التنظيف .. ودخلت الحمام وصكت على نفسها ..
/
:

بالمطعم اللي كانوا يتغدّون فيه ..
تركي ماسك تلفونه بعدم تصدييييق .. صدمة مكتسحته كلّه.. وعيونه طايره من مكانها : ... بنت اللذييييييييييينا !!!!!!!!!!!!
ثامر وهو ماسك الشوكة : علامك ؟
تركي يطالع اسمها بذهول ..ما صدّق إنها هي للحين .. هذا مو أسلوبها .. هذي مو وقاحتها : مسحت فيني الأرض ما بقّت فيني كرامة !!!!!
ثامر بغى يضحك بس كتمها من شكل تركي المرتاع : وشفيييك .. هذي الأميرة على قولتك ؟!!
تركي عصصصب من كلمتها : انا غبي يا تااااااافففففففهه !!!!!!!؟؟
ثامر ما تحمّل المنظر : هههههههههههههههههه ريلاكس وانا اخوك تحمّل السبايب ، شي طبيعي للي في وضعك !
تركي بحمممق : .. التاففهه عليها أسلوب معفن .. ما يكفيها اني متحمّلها كل هالفترة هي وطلباتها وطبايعها !!!
ثامر بسخرية : يقالّك متفضّل عليها الحين .. تراك تاخذ من فلوس ابوها مالك فضل عليها .. ههههههه (يتمصخر عليه)

انهى تركي كوب عصيره بعد ما انهى غداه لأن اتصال سحر كان على نهاية أكله .. وزين منها دقّت عقب ما انتهى ولو اتصلت وهو باقي ياكل .. وعقب هالأسلوب كان لو تنط للسما وترجع مارح يقوم لها وغداه ما انتهى ،!
قام واقف : بروح اخذ لها اللي تبيه..وحسابي معها بعدين .. كل حركاتها الغريبة اللي سوّتها معي لها حساب .. وين بتروح مني !
ثامر ضحك : وين بتروح منك !! ههههههههههه كنّك نسيت الكلام اللي قلته قبل شوي.. قريب بتسافر مع ابو خالد لفترة ما يندرى كم مدّتها .. قل لي بالله شلون ناوي عليها ههههه
تركي : لما ارجع عقب السفر يكون خير ،!
ثامر : رح يالخبل..رح لا تمسح فيك البلاط جد هالمرة ..
تركي : مهيب كفو هالتافهه ، والله لأطلّع كل كلمة قالتها قبل شوي من عيونها !!
طلع من المطعم ونسى يدفع الحساب وخلّاه على ثامر .. ابتسم ثامر بسخرية عليه .. جاي تغدّيني على حسابك فجأة صرت أنا اللي بغديك ..ههههه يا حياتك الغريبة يا تركي !!!
:
/

المستشفى ،

دقايق بس واندق الباب على صوت خالد .. سمحت له مشاعل بالدخول ودخل بسرعة ..وتغيّر وجهه وهو يشوف الأكل مرمي عالأرض والعاملة جالسه تكنسه ..
رفع عينه لـ مشاعل : وش صار النيرس جت تقولي سحر رافضه الاكل وسوّت مشكلة !!؟
مشاعل بضيق : شوفة عينك..ما تبي تاكل والنيرس أصرّت..وهذي النتيجة !
خالد : تقول سحر عصّبت وقامت تصرخ ؟!..وش فيها حكت عن شي ؟
مشاعل : ما قالت شي... جا الأكل ورفضته ثم عصبت على الممرضة...
خالد : وينها بالحمام ؟
مشاعل : دخلت تغسّل !

انتهت العاملة تنظيف ثم طلعت... وتلاها خروج سحر بملابسها البيضا اللي كارهتها ومزوّده نفسيّتها سوء .. ونظراتها يعتريها برووود وصقيييع ولا كأنها كانت قبل شوي غاضبة وتصرخ .. اختلفت هيئتها وهدت لكن هدوء غير مرغوب بنظر خالد ،
التقت عينها بعين خالد القلقة ..ومباشرة زاحت عينها واتجهت للسرير ودسّت جسمها فيه ،
خالد : مو عاجبك الاكل يا سحر؟.. أغيّره لك !
سحر وهي تنسدح : لا تغيّر شي ولا تجيب شي من الأساس .. ما أبي أكلكم !
خالد بحنية : وش تبين طيب؟
سحر : ابي اطلع افهموا !
خالد : ان شاء الله بكرة بالكثير أو بعده تكونين خفيتي وتقدرين تطلعين..
سحر وهي تتغطى : زين ابيك تمنع عني الزيارة خير شر !
ناظرها باستغراب يتزايد : امنع عنك الزيارة .. ليش ؟؟
سحر : ياخي ما يفهمون هالناس اقولهم مابي اشوف احد وأولهم بنت عمك هذي .. ( تأشر على مشاعل )

عقد خالد حواجبه من هالنبرة الجديدة.. والمود المتوتّر : ما يخالف ..مشاعل جالسه معك تبي تونسك.. تحمّليها هاليومين وبعدين انا اللي طلبت منها تجلس !
سحر : أنا طيبة الحين ومافيني الا العافية.. طلّعني
خالد : لسا باقي شوي عالمضاد..التهابك قام يخف ما يصير تطلعين اخاف تنتكسين وانتي تعرفين الجو برا برد.. طلعتك الحين ما منها فايدة لما تتشافين مية بالمية يكون خير..

سفهته بس طلعت منها تأفف بسيط بينها وبين نفسها .. خالد بدا يتوتّر من منظر اخته الغير مألوف قباله وبدت شكوكه تتنامى بعد ما هدت الساعات اللي طافت ..
التفت لـ مشاعل الواقفه بصمت وهو يوصيها : مشاعل انتبهي لها وتحمّليها ان كان تصرفت بغير طبعها .. انا مشغول الحين برجع بعدين ..اوكي؟
همست موافقة .. وطلع هو ..وبقت هي .. تحاول تسولف تغيّر الجو اللي خلقته سحر بانطوائيتها من جديد... ورجوعها لوضعها الصامت نفسه اللي كان قبل ساعات
قالت مشاعل لـ نفسها انها يمكن تبي تنام... فسكتت وطفّت انوار الغرفة ..يمكن قيلولة الظهر تكون مفيدة لهم اثنينهم ولـ سحر خصوصاً حتى تهدّي ثورة أعصابها اللي قبل شوي ..،



يُتبــع ..

دعواتكم باختباري
بروح اكمل مذاكرتي باقي لي نص المنهج تقريبا
ولا تبخلون علي بردودكم ..

ألقاكم ان شاء الله ..


عشق طفله 23-04-11 10:29 AM

×

آألـــف شــــكْر لك حبوبه ..

من زمآأن آأنتظر الجـــزء ..

ويآأرب مآأتطول علينآأ بآلجزء الجديـــد ..


مودتــــــــــــــــــْي ..


:)

nsamir 28-04-11 05:27 PM

سلمت يداك بارت رائع

مسكينة سحر بس لازم تكون أقوى من كده

في انتظار البارت الجديد

ندى الشمس 28-04-11 11:23 PM

رواية جنان بصراحة*ياليت تركزين شوي ع عمر وشادن] تتشرط ههه

ندى الشمس 29-04-11 09:05 PM

متى حتنزلي البارت بنتظارك يا حلوه

القشراء 01-05-11 12:49 PM

يعطيك العافية ياقمر انا اتابعك من زمان وماصدقت اني لقيت تكملة الرواية بمنتداي المفضل واقدر لك انك تكتبين وتنزلين وانت عندك اختبارات بس لوووووووووووووووووووووووووووو سمحتي واشدد على اذا قدرتي ممكن بعد كل بارت تحطين موعد يعني ما يكون ضروري انه يكون نفس اليوم الي تنزلين فية تقدرين تقولين شيكو على الرواية من اليوم الفلاني بلييييز تعبت من كثر ما ادخل ولا القى شي جديد نازل

الغنادير2 04-05-11 11:00 AM

السلام عليكم الروايه قمه في الروعه بصراحه جنان بس مافيه ايام محدده ينزل فيها البارت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سهام العز 08-05-11 09:22 PM

تسلم يمينك معزوفه على النقل (:

بصراحة رواية راائعة .تسلم يمينك الكاتبة والله يوفقها في اختبارها

منبوذة 10-05-11 03:09 PM

مشكووووورة وموفقة انشالله

♫ معزوفة حنين ♫ 16-05-11 01:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشق طفله (المشاركة 2718757)
×

آألـــف شــــكْر لك حبوبه ..

من زمآأن آأنتظر الجـــزء ..

ويآأرب مآأتطول علينآأ بآلجزء الجديـــد ..


مودتــــــــــــــــــْي ..


:)






العفو ياعسل ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 16-05-11 01:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nsamir (المشاركة 2724798)
سلمت يداك بارت رائع

مسكينة سحر بس لازم تكون أقوى من كده

في انتظار البارت الجديد




تسسسسسسسسسلللمين عالمتابعة ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 16-05-11 01:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى الشمس (المشاركة 2724999)
رواية جنان بصراحة*ياليت تركزين شوي ع عمر وشادن] تتشرط ههه





تسسسسسسسسسلللمين عالمرور ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 16-05-11 01:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القشراء (المشاركة 2727259)
يعطيك العافية ياقمر انا اتابعك من زمان وماصدقت اني لقيت تكملة الرواية بمنتداي المفضل واقدر لك انك تكتبين وتنزلين وانت عندك اختبارات بس لوووووووووووووووووووووووووووو سمحتي واشدد على اذا قدرتي ممكن بعد كل بارت تحطين موعد يعني ما يكون ضروري انه يكون نفس اليوم الي تنزلين فية تقدرين تقولين شيكو على الرواية من اليوم الفلاني بلييييز تعبت من كثر ما ادخل ولا القى شي جديد نازل





مالها موعد محدد الكاااتبة للاسف ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 16-05-11 01:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغنادير2 (المشاركة 2730760)
السلام عليكم الروايه قمه في الروعه بصراحه جنان بس مافيه ايام محدده ينزل فيها البارت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




وعليكم السلام ..
لآ ياقلبي مافي موعد محدد ..

نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 16-05-11 01:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهام العز (المشاركة 2736100)
تسلم يمينك معزوفه على النقل (:

بصراحة رواية راائعة .تسلم يمينك الكاتبة والله يوفقها في اختبارها





يسسسسسسسسللللمك ربي يالغلآ ..
نووو^_^وورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 16-05-11 01:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منبوذة (المشاركة 2738348)
مشكووووورة وموفقة انشالله




العفو ياعسسسسسسسسسسسل ..
نووو^_^وورتي ..



الغنادير2 17-05-11 11:20 PM

بليييييييييييييييييييييييز نبي بارت

القشراء 30-05-11 10:08 AM

وينك يا عيون انشالله تاخيرك يكون خير بس والله خايفه من كثر ما تابعت للكاتبات وبالاخير ما يكملون اتمنى انك تكوني غيرهم وتقدرين معجبينك ومتابعينك بصراحه اسلوبك يسحر ومن زمان وانا ادور على كاتبة بالاسلوب المميز واتوقع راح اضيف اسمك بالمفضلة عندي هههههههههههههههههههه اممممممممم الغرووووووور بس جد جد لاتسحبين علينا وانا الي ادورك من منتدى لمنتدى لين لقيتك امنتك بالله تكملينه ولا تقهريني زوود عن قهري بالباقين

nsamir 01-06-11 10:22 PM

طولتوا علينا عسى خير

نسمة باردة 22-06-11 11:50 AM

عسى المانع خير ان شاء الله

القشراء 28-06-11 11:25 AM

والله شكلك مارح تكمملينها الله يسامحك انشالله ويوفقك ويبعد عنك كل شر يارب أتمني انه متى ما قررت الكاتبه أكمالها أنكم ترسلون لي خبر وانا استناك لو طولتي ابستناك لين ربي بفرجها عليك وعلينا

الأفق لا يعني السماء 03-07-11 11:07 AM

رائعة جدا القصة

♫ معزوفة حنين ♫ 03-07-11 11:08 AM




القصة في منتدى الكاتبة مقفلة ..
وشكلهاا مطولة !

يُقفل ..



♫ معزوفة حنين ♫ 12-07-11 08:19 PM




الكاتبة رجعت للتنزيل ..
ثواني ويكون البارت عندكم ..

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13081272734.gif


♫ معزوفة حنين ♫ 12-07-11 08:20 PM



الجــزء 29 ..
------------------------



ما زلنا مع سحر ..، وحالتها المتعثّره وشخصيّتها المتوتّرة ،،
انتهينا مع مكالمتها الأخيرة مع وليد/ تركي .. وعصبيّتها المتّقدة والمفاجئة ..

بعد نص ساعة ..سحر كانت تلعب بطرف غطا السرير وتلويه حول اصبعها السبابة بشكل متكرر يوضّح حجم توتّرها وهواجسها ...التفتت بعصبية لـ مشاعل اللي كانت تاكل شبس وقبالها علبة كولا ، وعيونها على التلفزيون : ما يفهم؟؟.. قلت له ما يتأخر الغبي أنا مو متحمله حاااالي !!
حطّت مشاعل الشبس وهي تحاول تهدّيها من فترة ولكن بلا فايدة..وكن سحر فقدت زمام السيطرة على نفسها بالكاااامل : حبيبتي يمكن صادته ظروف ..يمكن يكون طريقه مزحوم او صادفه حادث أو شي !! اصبري أكيد هو قريب..
سحر بنرفزززة : عطيني جوااااااالي بشوف سالفته هالمتخلف !!!
مشاعل بمحاولة امتصاص غيضها المتنامي : كلّمتيه أول مرة وهزأتيه بما فيه الكفاية.. اصبري دقايق !
سحر بغييييض: ما تفهمين ملابسي هالوصخة مو قادره أتحملها حتى دقيقة ..

قاطعهم دقة الباب.. والتفتت مشاعل عشان تقوم على بالها وليد جا ومعه غرض سحر... لكن دخول ابو خالد بابتسامة خلاها تبتسم بالمقابل..والتفتت لـ سحر اللي مو قادرة تناظر الزائر من مكانها : هذا عمي جاااا !!
سكتت سحر وحبست باقي شتايمها اللي تكاد تنطلق على وليد ..
قرّب ابو خالد وهو مبتسم لين اتّضح له هيئة بنته الغريبة .. وملامحها المنزعجة والغير مألوفة ..
بحنان : شخبارك ماما اليوم ؟؟؟
سحر بعبووس وجموود.. وبروود : مو طيبة أبي أطلع من هنا !
ما عجبـه هيئتها ولا حتّى نبرتها .. عقد حواجبه وهو يقرب : وش فيك ماما ؟؟
سحر بغييييض : ماااا فيني شي ملّيت هالسؤال تراني ... طلعوني من هنا طفشت وقسم بالله !

زاد استغرابه من وضعها المختلف... زارها أمس بس ما كانت كذا .. اليوم هي متبدّله لانسانه أخرى !
التفت لـ مشاعل بنظرات مستفسره ،.. وكنّه حاس بشي مو طبيعي !
ما عرفت مشاعل وش تقول .. وكل اللي سوّته إنها رفعت أكتافها لفوق بدون حيلة !
ابو خالد بجدية اقترب أكثر لأنه كان متوقّع يشوف بنته اليوم أكثر حيوية حسب كلام خالد أنه حالتها الصحية متحسنة كثييير..وسأل وهو يمسح على راسها بيد أبويّة : وش صاير؟؟..ماما ليش معصبة كذا وش اللي مضايقك؟؟
سحر وهي تلوي طرف الغطا على أصبعها بحركات متوتّرة : مضايقني جلستي هنا .. قول لـ خالد يطلّعني .. مابي أجلس هنا خلاص أنا طيبة
جلس عالكرسي قريب من السرير يحاول يعطيها جرعة حنان .. لعلمه كرهها للمستشفيات : ماما حبيبتي ما يصير.. يوم واحد ان شاء الله وتطلعين.. عشان صحّتك ما يصير..
سحر : يومين يكفي .. وش يصبّرني لبكرة .. والله مو قادره افهموووني..

تضايق أبوها من وضعها .. توّه مكلّم خالد عن حالتها ..وقال له عن وضعها الصحي إنه متحسّن..بس نفسيّتها ألحين عكس أمس ويبدو له إنها منتكسه ..
سحر بغيض وتوتّر نفسي : ما شفت وليد ؟؟
ابو خالد : وليد ؟؟...لا ...ليش؟؟... تبين منه شي؟؟
سحر : الغبي طلبت منه يجيب لي أغراض من البيت وللحين ما جا ..قلت له يستعجل بس شكله يعاند الزفت!
ابتسم يهدّيها : وليد حريص على مواعيده تلقينه على وصول الحين
سحر بنبرة مكتومة من بين أسنانها: أورررريه

ربّت على كفها اللي يلعب بطرف الغطا ..وباس جبينها وهو ملاحظ إنها عاقده حواجبها من غير إرادتها من نرفزة وتوتّر مسيطر على وضعها ..
ابو خالد : يلله بابا انا توني طالع من الشركة ورايح البيت.. بكرة ان شاء الله هالوقت إنتي بالبيت ..لا أوصيك على نفسك
سحر :............ (مستكينه بشكل غريب )
ابو خالد ابتسم لـ مشاعل : أشوفكم وانا عمك..انتبهوا لنفسكم
مشاعل بابتسامة : الله معك ..

طلع ابوها .. ورجعت مشاعل من عقبه لـ داخل الغرفة تبي تفتح سالفة فرفشة مع سحر لأن وضعها للأسوأ ...
مشاعل : أنا جعت سحورة... ودي أطلب لي غدا ودّك معي ؟..بدل أكل المستشفى
سحر : تغدّي إنتي ..

انطق الباب من جديد... ابتسمت مشاعل وهي تستدير للباب : يمكن وليد !
رفعت سحر بصرها للباب وعينها تمتلي حدة وحنق... على استعداد تقوم وتغسل شراعه ... لكن سمعت صوت وهي مشاعل تكلّم عامل هندي..
ثواني وتقدّمت مشاعل للغرفة وعينها مليانه دهشة ... وهي شايله شي ..أروع من اللي كانت أمس !
عصبية سحر تحوّلت لاستغراب ...
مشاعل : وش ذا ؟؟..من جدهم ولا يستهبلون معنا ؟؟؟
سحر بعقدة بين حواجبها : وش ذي بعد ؟؟؟
مشاعل وهي تتقدم بالباقة الملفوفة بكورنيش ذهبي وداخلها نفس أنواع الورد اللي وصلهم أمس : جايتك هالمرة مع هدية يا سحر !!
سحر : حتى هذي لي ؟؟؟
حطّت مشاعل الباقة على السرير قريب من سحر اللي قامت تطالعها بحييرة تنبع من عيونها بوضوح..!
مشاعل وهي مو فاهمه شي : .. سحر حتى هذي بدون بطاقة ؟؟.. إنتي عندك معجبين شي ؟؟؟

سحر بنظرة مليانه استفهامات : .. ما قالك العامل من مين ؟
مشاعل هزّت كتوفها باستغراب وحيرة...لأن الموضوع صار يزيد من فضولها.. والأمر صاير غريب ،!!
قالت : سألت العامل يوم شفت إنه نفس نوع الورد .. بس يقول هو مسؤول توصيل ما عنده خبر عن المرسل ..

رجعت سحر للباقة المتألّقة تتأملها بتفحّص..كانت مرتّبة بذوق فريد من نوعه.. نادر ما ينشاف ،، ..
وتوتّرت من هالشي !!
مشاعل بحيرة : هالمرة جايبين لك معها هدية !!
رفعت سحر عينها بنظرة عدم فهم : هدية ؟؟؟
مشاعل بحيرة أكبر : حطّها عند الباب ..دقيقة أجيبها ما قدرت اشيلها مع الباقة..

راحت ثواني ..وسحر جالسه مكانها بتوتّر مو فاهمه اللي قاعد يصير ...والموضوع أثار حيرتها واهتمامها ،!
رجعت مشاعل وهي شايله دبدوب فرو أبيض ناصع البياض ، بلون الثلج ،.. شايل بيده ورده صناعية ..وحجمه كبير نوعا ما.. عيونه مسحوبة ، لونها أحمر قااني وشكله مغري جداً..
انفرجت شفاة سحر شوي وعيونها تعلّقت على هالشي اللي شايلته مشاعل ... قامت تناظره بصمت مطبق بدهشة ممزوجة باستغراب ..
حطّت مشاعل الدبدوب المتوسط الحجم جنب الباقة قدام سحر .. اللي ما لقت كلمة تقولها ...بس تناظر هالمرسول لها ..
مشاعل تخوصرت وبمززح : اعترفي... انتي عندك معجبين واحنا ما ندري ؟؟؟؟
سحر تناظر الدبدوب بصممت ..وهي تبلع ريقها ..
مشاعل بضحكة : هههههههههه وراك قمتي تبلعين الريق... كفشتك يا سوسه اعترفي..مين ورا هالهدايا..؟؟
ما ردت سحر وهي تتأمّل الدبدوب والباقة ... وشي يثير التوتر داخلها !!
مشاعل شالت الدبدوب المعطّر وخمّته تتنعّم بنعومته وهي تقول : جمييييل نااااعم .. وه شكله غالي !
سحر بحييرة : ما جا معه بطاقة ؟؟؟
مشاعل : لا...دوّرت فيها ما لقيت ...
تركت الدبدوب وشالت الباقة الراااايقة.. وراحت عشان تحطّها جنب الأخرى وهي تقول : .. جد سحر أتوقع إنك تعرفين اللي راسلها !!

سؤال مشاعل أثار توتّر متزايد .. وهي تحس ان هالأشياء ترتبط فيها بشكل مقصوود... وتجرّها سنين ورا ،
تجاهلت سؤال مشاعل ..
مشاعل وهي تقول بعد ما لفتت انتباهها فكرة : ... هالدبدوب الأبيض ما يذكّرك بشي سحور ؟؟

رفعت سحر عينها لـ مشاعل... ثم نقلتها لـ الدبدوب الجالس قبالها واللي كان يطالعها بعيونه الدموية بلونها ...بنظرة شـرّ أقرب منها لنظرة براءة ... وسكتت..
مشاعل كمّلت : شفيك ساكته ؟.. كنتي تحبين الدببة البيضا ... أذكر إذا ما خانتني ذاكرتي ... كل عرايسك يومك صغيرة عبارة عن دببة ... ما كنتي تحبين غيرها ... غرفتك ما امتلت إلا منها ..
ناظرتها سحر بسكوت ، والحيرة بعيونها مستقرة ... صحيح هذا الشعور اللي داهمها يوم طاحت عينها على هالدبدوب الأبيض... كانت عروستها المفضلة الوحيدة ولا زالت... كانت غرفتها دايم تمتلي من هالنوع وبكل الأحجام .. كانت تطلع وتدخل فيها .. وإن ضاع منها دبدوب لقت بداله عشر... الكل حولها كنت يعرف إنها تعشق لعبة طفولتها هذي !
مشاعل شالت الدبدوب وتأملت فيه عن قرب :...بس جد هالدبدوب غير !..وراه كذا حاقد علينا ههههه صاير شرير...شوفي عيونه أعوذ بالله كأنه مصاص دماء ههههه...

سكتت سحر وهي تراقب مشاعل تروح وهي شايله الدبدوب كأنها شايله بزر ... واختارت له مكان قبال سحر بالضبط .. وضعته على الطاولة المقابلة تماماً.. بين الباقتين ..وصار منظره واضح ونظراته الشريرة أبرز ..
ضحكت مشاعل وهي ترجع على ورا : جد صاير مخيف بعيونه ذي هههههههه ..بس كيوووت... شرايك حلو كذا ولا أغيّر مكانه ؟؟
سحر تناظره مع الباقتين ..ومو عارفه وش تفكّر فيه... ولا علّقت لأن ما عندها تعليق.. تحس الموضوع كله غلط هالأشياء مو لها ،!

مشاعل بضحكة وحماااس : الموضوع يحمّس...خلّينا بكرة ننتظر ونشوف وش بيجيب لك هالمعجب ؟؟
ناظرتها سحر بحدّة : مافيه معجبين لا تألّفين قصص من راسك !!
مشاعل بلكاعة استهبال : أمس وصلتنا باقة ..اليوم باقة ودبدوب .. بكرة أتوقع شي أكبر...أخاف يطلع علينا المعجب بكبره !!..أنا صراحة فضولي يزيد تحمممست ..
سحر بملل : لا تشطحين واجد... أشكّ إنه خالد..
مشاعل بضحكة : أسأليه ليش ما يقولنا إنه هو... وشو له لعبة الغماية .. ليش ما يجيبها بنفسه أو يكتب كرت إنّها منه..
سحر بملل وهي تريّح ظهرها :... كن الموضوع بيهمّني ..ما يهمني تبين تسألينه اسأليه ..

ناظرت مشاعل ساعة معصمها .. وبسرعة راحت لعبايتها : أنا بنزل بسرعة تحت للمطعم قبل يقفلون لصلاة العصر..بلحق على غداي بموت من الجوع ...تبين شي أجيبه لك معاي..؟
سحر وهي تناظر السقف : لا !
مشاعل : يلله عشر دقايق وراجعه ،

سحر : عطيني جوالي بدق على هالزفت .. خذا وجه على هالتأخير..!!
عطتها الجوال وهي تبتسم : كلّميه بس بالهداوة ، أعرفك إذا عصبتي تبيعينها..ارفقي عليه !!

طلعت مشاعل من عندها بعد ما لبست عبايتها ... وصارت لحالها والجوال بيدها .. تدق الأرقام وزمّة شفايفها الغاضبة تزيد أكثر مع كل ثانية ..
تعيش حالة من فقدان التوازن..من فقدان التركيز.. من فقدان الهدوء ..
حالة تغرق داخلها أكثر وأكثر... من غير استيعاب ،!
حالة أول مرة تحيط فيها ..بحياتها ،،

انتظرت صوته يوصلها وهي قرفانه من عمرها زود وزود.. تبي تغيّر هالقرف والكآبة اللي لابستهم ..
جاها صوته يغلفه هدووووء جامح ..ونبرة مرتااااحة ومسترخية.. رجولية رايقه.. وما درت إنه يصطنع هالهدووء وهالروقااان اللي هي مو قادره تحصله هاللحظة : .. اعذريني على هالتأخير الحين جايك ،!
قالت بحنق : قل قسم...!!!
حافظ على ذاك الروقان : ... والله دخلت الحين راكب المصعد ..
سحر بحننق : انا وش قلت لك؟؟.. لازم أعيد كلامي عشان تفهم وتستوعب اللي أبيه منك !!!!!؟

سمعت همْس منخفـض بكلمة ..
- " صبرٌ جميل" !!
عصّبت زوووود منّه ، ونفخت : احلف قل والله !!.. وش قلت بالله ما سمعت عيد اللي قلته الحين !!؟
حافظ على هدوءه :.. ما قلت شي يا آنستي .. أذكر الله !!!
سحر : لو أقولك تلفّ الرياض ميّة مرة خلال ساعة تسمع كلامي وإنتْ رايق.. أنا ما أطرّ منك فاهم !!
تركي سكت : ...........!!
وهي مو قادره تسيطر على نفسها : جاوبني ..تفهم ولا ما تفهم؟؟

بدا يجاريها : ...أفهم ! ، أوامر ثانية طال عمرك !؟
سحر بسخرية : ..ليش أحس طال عمرك ذي مسخرة ؟؟؟؟
تركي (ناويه ضرابه شكلك) ..بركادة وهدوء : .. لا أفا .. أوامرك على راسي .. آسف على التأخير !
سحر : بسرعة تعرف رقم الغرفة ؟؟
تركي :.. ايه أعرفه .. دقيقة وواصل ..

صكرت بوجهه .. وهي تنزل من السرير ..وخذت طرحتها ورمتها على راسها ..على صوت دقة الباب المؤدبة..
راحت وهي ترمي كل طرف على كتفها ... فتحت الباب بضيق وهي تكتم غيضها اللي ما بعد هدأ..
وطاحت عينها المقتولة اللمعة ..بعينه اللي تتميّز بلمعان مختلف يتميّز فيه ....وهو واقف مقابل الباب مباشرة وقريب منه..
تغيّر وجهه من شاف هيئتها المبعثرة والمنتكسة ..وملامحها المطفيّه ..وكأنه ما كان متوقع كل هالأثر اللي بيكون راسم ظلاله عليها ،،

انتبهت على تغيّر ملامحه من شافها .. وعرفت ان شكلها يلفت النظر لأنها تدرك التغيّر اللي هي تواجهه .. وتجاهلت استغرابه وهي تمد يدها بقوة : بدري ..!
سكت وهو يمد الكيس .. وقال بنبرته الراكزة وعيونه مسلّطه عليها بتمعّن شديد : الحمدلله على السلامة ..
جذبت الكيس اللي ما صدّقت يوصلها وتحس إنها بتتحرر من ملابس القرف اللي عليها .. قالت وهي تطل داخل الكيس تتأكد من غرضها : مرة ثانية حاول تستعجل ،!
انتبه لـ تجاهلها الرد على سلاماته .. وعرف إن السبب غضبها عليه وعلى تأخيره ..

ابتسم يحاول يلطّف الجو بعد ما تأمل حالها كفاية : اعذريني أول ما كلمتيني جيت مباشرة بس صادفني حادث بالطريق ..
ورفع عينه بحركة خاطفة ومقصودة لداخل الغرفة بينما هي منشغلة بتفقّد محتوياتها ، وبما إنها أقصر منه يقدر يشوف اللي جوا.. وطاحت عينه على هديّته اللي أرسلها موضوعة على طاولة بترتيب واتقان ... وابتسم برضا ابتسامة جانبية وراها ألف معنى ومغزى..
ثم نزّل عينه للطفلة البريئة قدامه وهي ترفع راسها له ..بعد ما تطمّنت ان مافيه نقص !
ابتسم بعذوبة الابتسامة اللي لها القدرة على امتصاص غضب أي انسان : .. هاا كلو تمام ؟؟ محتاجه شي ثاني ؟؟
تجاهلت ابتسامته الحلوة بسرعة.. وهي تتراجع للغرفة : خلاص تقدر تروح ..
صكرت الباب بشويش.. وهو واقف مكانه ومحافظ على ابتسامته الودوودة العذبة..

ثم ..اختفت الابتسامة .. ومـا مشى على طول .. ظل واقف مكانه وهو مو مستوعب للحين هالتغيّر ، وهالهجوم اللي انكبّ عليه !!
مو فاهم انفجرت فيه بهالطريقة !!
ومو فاهم ليش شافها مو البنت اللي يعرفها ..
ذيك النظرة الشرسة.. والغضب.. كان شي جديد ،!
وليش كلّمته بذيك الحدّة وذاك الأسلوب ... وكيف هو قدر يتحمّله ويجاريها !!

أغلاطها قامت تكثر وصار يعدّها ، وبما إنه يحس بشكوكها ناحيته...فهو قرر إنه يدفّعها الثمن غالي ،
ومن هاللحظة ..رح تكون عدوّته !!
عدوّته اللي مارح يخلّيها حجر عثرة بطريقه...
..رح ينتهي منها !
بس بطريقته الخاصة ،!!
:
/

طلع تركي من المستشفى على دقة جواله ..
رد وهو يركب سيارته..وسمع ضحكة ثامر من الطرف الثاني
: ههههههههههههه ما كنت بتصّل بس حبّيت أذكرك..ترا عليك دين فاتورة الغدا.. اعنبوك ماخذني تعزمني ثم تسحب علي وتخليني أدفع مبلغ وقدره !
تركي بوجوم وهو ماسك الجوال بيد..واليد الثانية على الدركسون..ما حرّك السيارة : ... مالي خلقك ترا.. واصله معي يا ثامر اتركني لا أطلّع حرّتها فيك..!!!
ثامر : أوب أوب.. طيب سلام واضح المزاج من النبرة !
تركي : فارق انقلــع !!!

صك بوجهه وهو يرمي الجوال جنبه ... وما مشى بالسيارة جلس فترة يحدّق بـ الفراغ وهو يسترجع آخر مواقفهم ..
وآخرها .. موقف البر الأخير ..يوم لقاها نايمه بسيارته بتعب ..
كلمتها ذيك اللي أعلنتـها بوجهه ..، وبكل وضووح وعدم إدراك!
"إنت مو طبيعي" !
ما يقدر ينسى ذيك الكلمة من فمها ..ما يقدر ولا يدري ليش يحس إنّها أطلقتها من نابع شك قوي داخلها ،!!
بالرغم إنها قالتها من غير وعي ذيك اللحظة ،! .. ما يقدر يتجاهل معانيها !!
نفض راسه عشان يتخلّص من هالموضوع لفترة ،
لأن عنده الأهم حالياً وهو موضوع سفرته مع أبو خالد ..الموضوع اللي رح يشغل نفسه فيه هاليومين... عنده كثير أمور يجهّز لها وبالموت رح يلحق ..لازم يستعد للسفرة اللي رح تكون نقطة تحول بنظره لكل أهدافه ..
وهالبريئة ..بيجي وقتها بعدين !
:
/

مشاعل كانت راجعه للغرفة ..تمشي بالممر وبيدها كيسة غداها ..وبيدها الثانية ماسكه الجوال تحاكي بندر ..
: بندوره ضروري أغراضي تجيبها اليوم العصر ..
بندر اللي واضح على صوته انه يبي ينام : يصير خير خلاص ..ما كان لازم تدقين..أمي عطتني خبر
مشاعل : خفت تنساني .. امي قالت لي كلّميه وذكّريه .. وبعدين عاداتك تتعذّر بالنسيان ..
بندر ملّ منها : خلاص بلا حنّة ترا أهوّن مرة وحدة..يكفي المشوار اللي بتخلّيني أدقه ..
مشاعل : مالي غيرك وش أسوي .. (بزعل) ..وبعدين سحر لها يومين بالمستشفى وللحين ما زرتها !!.. ما توقّعتها منك والله !

بندر سكت ... يبي يغيّر الموضوع
بس مشاعل بادرته قبل يجاوب : كنت متوقّعه إنك بتكون أول انسان يسأل عنها.. بس وش صاير لك ؟؟!
بندر بسرعة ونبرة مرتفعه : مشغول هاليومين مو بيدي !
مشاعل ما صدّقت هالعذر.. وبسخرية : الله وأكبر !!.. وش هالشغل اللي طلع فجأة...(وبصراحة فاجئته ) .. تبي تفهّمني إن سحر مب شي مهم عندك !

تفاجأ..وتلعثم من صراحة إخته معه ..بموضوع هو يحاول يتناساه : وش تخربطين إنتي !!!!؟؟
مشاعل وقّفت بالممر يوم وصلت لـ باب الجناح .. وتراجعت عن الدخول .. وراحت للمقعد القريب من الباب وجلست وهي رافعه حاجب : هلحين أنا اللي قمت أخربط ؟؟!!...تبي تنكر يعني إن سحر مو شي عندك؟؟

ما عرف وش يرد على أخته اللي فتحت الموضوع بهالطريقة ..وسكت..
وامتنع عن الرد ، "........."

مشاعل بوضوح وهي تحط الكيس جنبها وتنقل الجوال لـ إذنها الثانية : سحر من يومين تنتظر طلّتك وإنت ما همّك !!
بندر بضيق : بلا خربطه مشيعل !
مشاعل : مهيب خربطه... سحر تدري عن شعورك ناحيتها ترا ...
بندر ما علّق والتزم الصمت ، وظنّ إن أخته تدري عن اللي سوّاه وقاله مع سحر بذاك الاعتراف : ........!
مشاعل اعترفت : وأنا اللي قلت لها عنّك.. وأشوى إني قلت لها ..كنّي داريه أن محمد بيطيّنها ويصنع مفاجئته السخيفة ذيك !

بندر بسخرية : إنتي اللي قلتي لها !؟..هههه ! ( ضحك بدون نفس يوم عرف إن ما عندها خبر )
مشاعل : ليش تضحك..؟؟...إيه أنا اللي قلت لها عنك... هي كانت حاسّه بشي وسألتني.. فقلت لها ووضّحت لها الأمور ..
بندر بسخرية : ما كان فيه داعي لتوضيحك لأن كل شي كان واضح !
ما فهمت قصده : وش قصدك؟
بندر : ما قصدي شي .. خلصتي الكلام اللي عندك ؟؟
مشاعل : يعني بنشوفك اليوم؟؟
بندر : ماله داعي تشوفوني بجيب غرضك وبمشي على طول ..
مشاعل بحنق : إنت شفيييك أقولك سحر تنتظرك وإنت مو مهتم !
بندر وهو يتنهّد : سحر ما تنتظرني بلاش كلام فاضي !
مشاعل : أنت وش فيك كذا متغيّر..؟!
بندر : لا تخربطين مافيني شي ... يلله سكري بنام لي ساعة عشان ألحق على تدريب النادي !
مشاعل باستغراب : أي تدريب ؟؟؟
بندر : تدريب الترشيح للمنتخب ... خلصت أسألتك ؟؟؟

مشاعل بدهشة وصدمة : وش هالقرار الفجأة ؟؟؟
بندر طفش : وبعدين معك مطوّلتها ... بعدين اسألي الحين مافيني أجاوبك ..مع السلامة !
سكّر الخط ... حطّت الجوال بجيبها وهي توقف...ثم شالت كيس غداها معها وبندر مو مريّحها بتصرفاته...وبعدم زيارته للحين !
بنظرهـا ..بندر هو اللي بيقدر يلملم شي من شتات سحر هالفترة .. عقب فعلة محمد !!
اللي ما سنحت لها الفرصة للحين ...تواجهه وتسأله عن سبب هالاختيار .. وهالقرار المفاجئ !

دخلت الغرفة وهي تنزل الطرحة عن راسها ... وطاحت عينها على سحر واقفه قبال الشباك على غير العادة ..
حلو تركت السرير !
كانت هااادية ...وهي مستنده بكتفها على حافة الشباك..وعاقده يدينها على صدرها بسكون عميييق ... وراسها مرخي عالجدار ...
ابتسمت مشاعل يوم لاحظت إنها بدّلت ملابسها ..ولابسه بيجامتها التفاحية اللي تحبها ... وكأن ثورتها هدت وعصبيّتها من وليد انطفت !
ضحكت : ماشاء الله جاب أغراضك !..غريبة ما شفته بطريقي !
سحر وهي راخيه راسها عالجدار وعينها ما زاحت عن الشارع : ..وصل بعدك !
مشاعل وهي تطلّع الساندويتش من الكيس : تعالي كلي جبت وجبتين.. دام أكل المستشفى ما يعجبك
سحر وهي على وضعها : كلي انتي انا مو مشتهيه !

جلست مشاعل وهي تسمي بالله عشان تبدا أكلها .. بس لاحظت إن سحر ما تزحزحت من مكانها
قالت بعد ما قضمت قطعة من الساندويتش :..وش تناظرين لك ساعة واقفه هناك ؟
بهدوء وكسل : مو شي ..!
مشاعل قامت وهي شايله سندويشها معها : لا جد..شكل فيه شي لافت نظرك !
سحر بعيون ناعسه وراسها مرخي عالجدار : .. كان !...بس راح !

مشاعل باهتمام ناظرتها وبيدها اليمين السندويتش واليسار شايله العصير : ..وشو ؟!
تنهّدت وهي تسحب خصلة من شعرها البني ورا أذنها : مافي شي... بس كنت أناظر سيارة وليد...
مشاعل باهتمااام : ..سيارة وليد ،.. ليه؟

ابتعدت سحر عن النافذة رايحه للسرير ..بحيل بدا ينهدّ .. وبنبرة مبحوحة : من دون سبب .. كنت أناظر الناس برا... وشفته يطلع..
مشاعل : بتنامين مرة ثانية ؟؟
سحر وهي تدس جسمها المنهك داخل الغطا : عندك حل ثاني ؟!
مشاعل بملل : لا تنامين خل نسولف ..
سحر : روحي لبيتكم إذا ملّانه ..قلت لك من قبل اتركيني بس مُصرّه تقابلين النكد ..طلبت تخليني لحالي بس ما تفهمين
مشاعل عصبت : كم مرة تطرديني ؟!.. وانا ساكتة لك يالخايسة.. عناد ماني رايحه قبل بكرة !
سفهتها سحر وحاولت تنام ..
غمضت عيونها وسكنت ..لكن هيهات تنااام ..أو تلاقي ذرة نوم وراحة ..
:
/






♫ معزوفة حنين ♫ 12-07-11 08:21 PM



في بيت أبو محمد ..
طلعت شادن من غرفتها وهي فاكه شعرها اللي كان رطب ومنسدل على كتفها ..توّها مخلصه شاور ..ولابسه برمودا قطنية باللون الليموني وفوقها تي شيرت أبيض سادة بياقة صغيرة ...
نزلت تحت عشان تلحق عالغدا اللي تأخرت عليه بسبب الشاور ... دخلت الصالة واتجهت لطاولة الطعام الموجودة بالجهة الثانية..
الكل كان موجود اخوانها وابوها وامها ..و..عمر معهم ..
واللي كان جالس مقابلها يعني تقدر تشوف وجهه وهي جايه..
كان وقتها يضحك من قلبه مع بندر الجالس قباله وبينهم سالفة ..أو نكتة ..ومحمد جنب عمر يشاركهم ..
عمر كان ماسك الشوكة بيده وقباله صحن السباغيتي ..ويده الثانية ماسكه الكاس الزجاجي وشفاته تتحرك بتعليق وسالفة معهم ..
وصلت للطاولة وهي تحط يدها على ظهر الكرسي اللي جالس عليه بندر ..يعني قبال عمر.. وهي تناظر أبوها : كأنكم نسيتوني ؟!
رفع عمر الكاس من تحت ..وشرب منه وعيونه تتأمل شادن ..من غير ما يقول شي لأن الكلام اعتبره مو موجّه له..
ابو محمد : تأخرتي الله يهديك ..
بندر اللي ما التفت لها وهي وراه.. ياكل : .. تعرفين وقت الغدا إنتي..نجوّع عمرنا عشان حضرة مقامك المتأخر مثلا؟!
بشقاااوة وهي تعض شفتها السفلى ..مدّت يدها وعكشت شعره ..رجّت راسه قدام وورا بعنف وهي تقول : أنت مو قلت لي قبل شوي انك تبي تنام وما تبي غدا ؟!..ليش نزلت؟؟
بندر : آآآخ...
شادن : ما تعرف تقول كلمة زينة ..
بندر وهو يغمز من الألم ..رفع عينه لـ عمر المقابل له :.. فكّها تكفى ..ترا شرّها ألعن من شرّ مشاعل !!
عمر ابتسم وهو يحط الكاس..ورفع عينه لهم : انا مالي دخل ... حلالها تسوي فيك اللي تبي !
ابتسمت شادن بغرور : قول آسف !
بندر استسلم : آسف ..بس فكّي شعري ..

تركت شعره.. ودارت حول الطاولة ..وجلست جنب محمد اللي كان بينها وبين عمر ..
بندر وهو يحك راسه : لا تصيرين شريرة وربي مو لايق عليك ،
شادن وهي تغرف لها من السباغيتي من غير مبالاة لوجعه : تأدب معي وقتها برحمك ..

ضحك محمد اللي مسح يده بالمناديل عقب ما انتهى... ثم رفع يده وقام يحوس شعرها الرطب من فوق ..
ضحك بندر بنحاااسة لأنه يدري إنها تكره هالحركة جداً..
شادن وهي مدنقه من حركته : محمممد شعععري توني مصففته بتحوووسه..
محمد زاد من حركته وهو مستمتع وشادن تحاول تبتعد بس يده تلاحقها ..
شادن بصيحة : وخخر تعبت أرتبه ..يكفي وخر !! ( ضربت يده كف )
شال يده وهو يضحك .. والتفت لـ عمر اللي كان متكّي خدّه على قبضة يده ويناظرهم بابتسامة ناعمة.. وشكله مستمتع عليها ومنها !
محمد بلعانه : صحيح عمر.. إنت ما تدري اننا اكتشفنا انها تكره هالحركة من تالي...شي ما تعرفه إنت.. ركّز على هالحركة خصوصا عقب الدوش ..ما أوصيك..

ولّع وجهها من غير شعور ..وبحركة لا إرادية مسكت الملعقة النظيفة اللي جنبه وضربت فخذه ..
ناظرها محمد وهو كاتم ضحكة ممكن تنفجر ، وبندر نزّل راسه تحت الطاولة عشان يضحك براحته ..
نقلت نظرها بين إخوانها .. وهي ما تناظر عمر اللي عض شفته والتفت للجهة الثانية وشكله يضحك مثلهم ..
شادن انحرجت من جد : سخيف دامك تعرف إني ما أحب هالحركة ليه تعلّمه عنها ؟؟؟

كانوا ثلاثتهم يضحكون..بس كل واحد بطريقته.. وكل واحد كابت ضحكته..
أبوها بحنان وهو مبتسم مثلهم : عطيهم على قد عقلهم ..
شادن وهي تلمح عمر ملتفت للجهة الثانية وما تشوف وجهه .. وشكله معجبه الوضع ..
انحرجت اكثر : يبون بس ينرفزوني !!
ضحك أبوها هالمرة : ..لا تنجرّين معهم.. ما تدرين كانوا يسولفون عنك قبل تنزلين..وناوين عليك ..
ناظرتهم منصدمة .. وقالت وعينها على عمر : وعمر معهم ؟؟؟
بندر رفع راسه من تحت الطاولة : ههههههههههههههه عمر ما عارض !

التفتت لـ عمر بحنق :.. عمر ؟
مسك كاسه والتفت لها بابتسامة ناعمة : .. هلا؟
شادن : إنت معي ولا معهم ؟؟
عمر بكل وضووح ..وهو يجمع كفوفه تحت دقنه..وبنظرات مليانه ودّ ولين : أنا بنفس المكان اللي كنت فيه دايماً ..

عجبها الجواب وبنظرها ما يحتاج تفسير...والتفتت لـ بندر بحاجب مرفوع : استوعبت مع مين هو ؟!
بندر باستغباء : لا والله ..جوابه ما يعني شي ومب مفهوم ..
شادن بغرور : ما يحتاج تفهم أجل.. أهم شي أنا أفهم ..

قال أبـوهم : الله يهديكم ..بندر يكفي خل بنتي رايقه .. اعوذ بالله من شرّك ما يصفالك بال إلا تضايقها هي ومشاعل
بندر : ههههههههههههه ( ترك شوكته ..وقام ) .. الحمدلله ..

أمه : كمّل صحنك ..
بندر : لا ..بروح أنام لي ساعة ..عشان ألحق النادي
امه بضيق : مصر على هالسالفة يعني ؟؟..
بندر بدلع طفل : ماما حبيبتي ..مو اتفقنا أمس وأقنعتك .. خليني أسوي اللي أحبه وأنا مرتاح يا جنّتي ..
ابتسمت : الله يهديك ..بس مو معجبتني سالفة هالسفر...بفقدك يا حبيبي وأنا اللي ما أصبر عنك
خقّ بندر على هالكلام : ههههه كذا بهوّن .. ما أقاوم أنا هالكلام الحلو .. ماما ارحميني

ضحكت شادن من قلبها : ههههههههههههههههه يا شكلك التحفة بعد وإنتْ تقول ماما !!
بندر : بروح قبل أغيّر رايي .. صحّوني بعد ساعة ..

تركهم وطلع فوق ..
وعمر قام عقب ما انتهى من غداه ..
قال أبو محمد يوم تذكّر شي : عمر ولدي .. هذي عاشر مرة بطلب منك هالطلب !
ابتسم عمر وكأنه حس بالموضوع .. وقال : ..أكيد سيارتك !
ضحك أبو محمد : هههههه ايه مدري يابوك وش مشكلتها.. ودّيتها الورشة آخر مرة ..بس المشكلة تكررت.. تعبت أصرف عليها والمشكلة ما تنحل.. أبيك تشوفها ..إن صلحت.. أو وكّلت أمري لله وشريت جديدة ..

حط عمر أصبعه على خشمه : على هالخشـم ! ..تامر .. الحين بشوفها لك دام ما عندي شي
ابو محمد : الله يرضى عليك ..

حسّت شادن بالمتعة تكتسح قلبها ..
وقالت مباااشرة من غير تردد : .. وأناااا بساعدك !

التفت عمر لها ..واكتفى بابتسامة نوّرت وجهه لها ،
وطلع من عندهم ... وبسرعة أنهت شادن غداها .. عشان تلحق تعيد ذيك الذكرى الحلوة ..
أمها اللي كانت تقطع فاكهه : بشويش الله يهديك.. كلي فاكهه قبل.. ثم اطلعي..مارح يطير بتلقينه برا ..
شادن : باكل بعدين .. بروح أساعده أخاف يحتاااج شي..

ضحك أبوها بحنااان لها : روحي يابوك..ندري محد بيقدر يردّك..روحي عوّضي ذيك السنين مثل ما تحبين ..
زاد حبّها لأبوها وهي تروح له.. وتطبع بوسة قوية على خده .. يوم أدركت أنه يحاول يطمّنها من ناحية علاقتها بـ عمر وإن ذيك الفرقى كان هدفها مصلحتهم ومو تفريقهم !
:
/

طلعت شادن برا ناحية الملحق .. ويوم وصلت هناك لقت الباب مفتوح ... وعمر يطلع من الباب وهو يسكّر أزرار بدلة الشغل الكحلية اللي لابسها..
تأمّلته من فوق لتحت وهي ساكته لأن هيئته غير .. رفع عينه عن الزرار ..وشافها واقفه

نزّل يده اليمين واليسار حكّ فيها حاجبه : مصرّه عالمساعدة ؟؟
ابتسمت يوم عجبها شكله : بتحتاج مساعدتي أنا عارفه ... ( تأملته من تحت لـ فوق مرة ثانية وهي تعلن عن رايها ) .. هالبدلة لايقه عليك !
ترك حاجبه ..ومشى من قدامها : .. عارف !

ضحكت وهي تمشي وراه من طريقة ردّه.. ونبرة الثقة الأقرب للغرور بصوته ...
وتطمّنت إنها قدرت ترجع طبيعية معاه عقب الاحراج والتوتر اللي صار اليومين الأخيرة عقب ذاك الموقف ..
وعمر اللي ما عاد جاب له طاري ،!

فتح القراج اللي ما يوسع إلا سيارتين .. والتفت لـ شادن اللي كانت واقفه وراه يوم تذكّر شي : ..نسيت مفتاح السيارة ..

ابتسمت يوم فهمت الطلب : مو قلت لك بتحتاج مساعدتي... ممداني أتكلم !
ضحك وهو يدخل داخل الظلمة وهي واقفه عالباب.. ضحكته العابرة : طيب يا ذهينة .. محتاج المفتاح ..لازم أطلعها ..المكان هنا ضيّق وما يساعدني عالشغل..
شادن استغلّت وضعهم : بس بشرط ..!

رفع عينه لها وهو يحاول يفتح كبّوت السيارة بيد وحدة..
قالت يوم شافت نظرته.. بنبرة فيها ذرة حماس : .. تعلّمني هالشغلة !

استقام واقف لأنه كان منحني على السيارة.. باستغراب : .. أعلمك ؟
وهي تهزّ راسها ايجاب : ..إييه لين متى بظل أراقبك ... حبّيت الشغلة من أول مرة شفتك تحترفها .. من عمري 12 سنة !
سكّر الكبوت وهو مو عارف وش يقول لها .. ضربه بيده لين تسكّر ..وهو يتقدم لها بشويش : هالشغلة.. ما تنفع لك !
ثبتت لاقترابه وهي تشبك يديها ورا ظهرها عشان تعبّر عن شي مكنون داخلها.. ومن غير خوف : .. الأهم إني حابتها وأبي أشاركك فيها .. أحب منظرك وانت منحاس بالزيت ..أحب اشوفك متبهذل ومتلطّخ.. وأبي أعيش ذاك الوضع معاك ..

كلماتها تهزّه من جوا.. ،، يحب هالنوع من المفردات من فمها ..
وكان دايم يحتاج يسمعها ..
وفقدها طول غيابه...
يحب هالحنية وهالحنين بنبرتها .. واشتاقها من تركها .. وأكثر ما عذّبه ..وضيّعه .. هو هالفقد !!

شافته ساكت ..ويناظر شي بالأرض ..وكلامها أشغل شي في خاطره ..
ابتسمت تحاول تردم هالمسافات اللي هو يبنيها بينهم : .. وش قلت ؟ .. أبي أتعلم من يدّك.. زمان كنت أراقبك من بعيد... ألحين أبي أقرب أكثر وأفهم هوايتك هذي..

رفع عينه وكنّه فهم نواياها ..
فهم.. إنها تحاول تقرب منه بطريقة ثانية ..
هو صحيح منعها منه.. ومنعها من غرفته .. ويحاول يحافظ عالمسافة بينهم ..
لكن هي من جهة أخرى .. تحارب عكسه ..
تردم المسافات بأي طريقة تسنح لها ..
هو يحاول يبعد ..
وهي بالمقابل .. تصرّ عالاقتراب ..

تنهّد يقطع نظراتها الملهوفة فيه..بالحركة اللي تعلّمها اليوم... رفع يده وحاس شعرها اللي توه ما نشف : ... بعدين نقرر بهالموضوع الحين اركضي جيبي المفتاااح..

أبعدت راسها وهي تلملم شعرها اللي تطاير : عمر لا تصير مثلهم !!
ضحك غصب وهو يشوف ملامحها الحانقة على اخوانها ..
وقال : مارح أصير مثلهم لو فزّيتي الحين وجبتي المفتاح خلال دقيقة ..
وهي رافعه اصبعها السبابة : بس مارح تنسى الشرط .. !
وهو يضيّق عيونه بنظرة تفكير : امممم أفكر بالموضوع خلال هالدقيقة ... اذا جبتي المفتاح اقولك قراري !

انصاعت وراحت عشان تجيب المفتاح من أبوها ...
ويوم اختفت عن ناظره .. تسنّد على مقدمة السيارة وهو يدنّق للأرض... وغرق بموجة عاتية أخذته يمين وشمال ..
غمض عيونه يعيش هالصراع اللي يزيد مع الأيام ..وهالألم اللي لا يطاق..
وهالاحتياج اللي يدمّره كل يوم..ولا هو قادر يرويه ..
شادن قباله أكثر من أول ..
رجع لحياته معها ..عقب كل ذاك العذاب.. اللي عاناه بسببها !!
رجع ولكن ؟؟.. ما نسى إن كل هالشي مؤقت !!

فرك عيونه وهو يتحرّك من قدام السيارة .. وهالأفكار يدري فيها إن استمرّت بمخه بتلعب في حسبته .. فقرر يبدا الشغل ويتناسى ..
فتح الكبوت مرة ثانية عشان يلقي نظرة على المحرك ...
وتلقائياٌ قامت يده تتحرّك بدون وعي وراسه مشوّش من الأفكار ... مو عارف كيف يتعامل معها ؟؟.. أو كيف يخليها تفهمه..
راح سكّر باب الكراج ..وفتح النور الوحيد.. وبدا شغله إلين ترجع لأنها تأخرت ..
لحظات وتسلّط كل اهتمامه داخل السيارة وأفكاره تلاشت تدريجيا ..
:
/

طلعت شادن من غرفة أبوها بعد ما أخذت المفتاح ...
تأخرت على عمر لأنها راحت تبدّل ملابسها .. ربطت شعرها ذيل حصان ، ثم لوت الذيل وثبّتته في قمة راسها بكليبس...
لبست بيجامة بيت قديمة عشان لو تلطّخت ترميها...ولونها كحلي مثل لون بدلة عمر بالضبط ..
وقبل لا تنزل مرّت على غرفتها ، وأخذت كامرتها الموجودة داخل درج الكمدينا ، ثم نزلت وهي تكتم ضحكة مُتعـة تتلاعب داخلها...

وصلت للكراج ولقت الباب مغلق ... فتحته بشويش وهي تسمع أصوات طرقات الحديد تتعالى ..
زمّت شفاتها وهي تدخل وتردّ الباب من ورا ظهرها .. والمنظر اللي شافته ألهب حواسّها ...
جميل منظره ذاك وهو داسّ راسه داخل المحرك.. يد داخله بين الأسلاك واليد الثانية مستند عليها بجسمه ..
استغراقه وهدوءه ... احترافه هالشغلة بكل هالخبرة ...
كل هالشي تحبه فيه ... وتثير ذكريات عذبة داخلها ..

بسرعة اقتربت منه..من غير لا يحس ... وهي تدسّ المفتاح بالجيب الخلفي للبنطلون... ومسكت الكام بيديها الثنتين وهي تقترب بشوييش..بشوييش... وسلّطت الكام على وجهه
ما كان حاس فيها لأنه منشغل بالتركيز عالمشكلة ...
ما حس إلا بفلاااش قوي ولّع بعيونه وخلّا الدنيا كلها فلاشات.. خلّته يفزّ مرتاع وهو يرمش بعيونه مرارا وتكرارا ..لدرجة إن راسه ضرب بغطا الكبوت اللي فوقه !.. وزاد ألمه !
مسك راسه من الألم والمفك يطيح من يده : آخ !

انصدمت وهي تشوفه يترنّح على ورا ويديه على راسه من فوق ... وعيونه مسكّرة من الوجع !
فزّت من الخوف وهي تنزل الكام ..وتقترب منه بسرعة وبرجفة : .. ش..شفيييك ..تعوورت؟!!.. عمر تعورت ؟؟

حاولت تمسك يده وأنّبها ضميرها .. وهو واقف يفرك راسه وهو يغمز بعينه من الألم !
شادن وهي ماسكه ذراعه بربكة من اللي سوّته : تعورت ؟..خلني أشوف !.. الله يخليك خلني اشوف ..

رفع يده بحركة رفْض إنها تشوفه..وهو صامت..وهي فهمت هالحركة ..وأبعدت يدها عن ذراعه..وهي تناظره بضيق !
قالت بألم : .. خلني أشوفك !.. يمكن انجرحت ..

رفض بهزّة نفي من راسه وهو يتقدم للسيارة ..ويبتعد عنها ..
قال بعد ما قضى على موجة ألمه وهو ينزل للأرض ياخذ المفك ..ثم يلقي نظره داخل المحرك من جديد : .. طلبت منك المفتاح !.. ما قلت افتحي جلسة تصوير !

حسّت بنبرة البرود ترجع بصوته ..
وقالت بقلق : أنا آسفة .. سخيفة حركتي !
قال وهو يرجع لشغله : ..جبتي المفتاح ؟
اقتربت منه وهو تاخذه من جيبها : ..تفضل !

رفع راسه وهو يسحب المفتاح من بين أصابعها ...
وأخيرا قال وكأنه غيّر رأيه : .. شرايك تشتغلين المصوّره وتخلين الشغل علي !.. مشكلة السيارة مو سهلة .. وما أظن أقدر أعلمك عليها !
برطمت بوجهه مثل طفلة يوم حسّت إنه يتهـرّب : ... ما تبي تعلّمني ؟!!!
قال : .. انتي راقبيني الحين اذا تبين .. مارح تفهمين شي لو علّمتك لأن مشكلة السيارة معقدة ..وما ينفع تبدين بالتعقيد لأنك حتى مب مبتدأة..
ضااااقت عليه ولا إراديا حمقت بوجهه : أنا مو غبية أفهم الشي من أول مررة ..
ضحك وبهالضحكة امتص كل غيضها ..وخلّاها تهدى : أحد قال إنك غبية !!؟

تأملته بصمت وهي تشوفه يقرص خدها بحركة مفاجئة ..ثم انتقل بأصابعه وقرص أنفها وهالشي خلاها مو بس تهدى إلا تجمد !
عمر ابتسم لأنه عرف شلون يهجّدها : ..ايوه ..!.. كذا إنتي شطورة !
والتفت ..وانحنى مرة ثانية عند المحرك..وغاص بشغله ..وهي مو عارفه شلون كل مرة يثير مشاعرها ببساطة وبدون جهد !..
غاب عنها أربع سنين ونص...
بس ليش هالأربع سنين .. خلّته يثقل من ناحيتها ! .. وما ثقلت هي ناحيته !
ليش هـ الأربع سنين ... خلقت داخله برود ناحيتها ... برود يختفي مرة ..ويظهر مرات !
وهي على عكسه .. داخلها براكين وهالأربع سنين ما رحمتها !!
:
/

بالمستشفى ، وبغرفـة سحر ،

طلعت مشاعل من الحمام وهي تمسح يدينها بالمنديل عقب ما غسّلت ..
وهي تبتسم لـ سحر اللي كانت تقلّب بالقنوات بسكوون وعيونها متعلّقه بالتي في : ..سحر وش رايك نطلع !؟
ناظرتها باستغراب وهدووء : .. نطلع؟؟
مشاعل بحماااس : اييييه ... اكتشفت أن المستشفى عندها حديقة جمييييلة .. مرّيت عليها عالماشي يوم أروح اجيب لي غداء... وشفت هناك كثير مرضى ينزلون لها ويغيّرون جو .. فضيعة خلينا ننزل
ردّت سحر عيونها للتي في من غير أي حمااااس : ... مو لازم !
مشاعل بحنق من اصرارها عالكتمان : .. إلا لازم !
سحر : روحي انتي امشي وغيّري جوّ !
مشاعل : بالله ما ملّيتي .. خلينا نطلع نص ساعة بس .. الجو اليوم حلو مو برد مرة.. ينفع ريفرش لي ولك !
غمضت سحر عيونها تخفي الكتمة داخلها ..وفتحتها من غير لا تزيحها عن التي في : .. ما أبغى أشوف أحد !
مشاعل بضيق : ... والله إن تطلعين !

ناظرتها سحر بصمت والريموت بيدها !
مشاعل بعناد : ايه ايه والله إن تطلعين !

سحر بملامح صايره أبرد من العادة ..بروود يذبح مشاعل : .. ما أبغى أشوف أحد ! .. ما أبغى اشوف ناس وأوادم .. ولولاك انك مشاعل .. كان طلبت السيكيوريتي يسحبونك برا ..!
تضااايقت مشاعل زود من سحر اللي صايره تقابل اللي صار بالكتمان وعدم الافصاح ،
وقالت وهي تلبس عباتها : بلا هالكلام الفاضي... قومي نطلع ! ،

بحركة مفاجئة رمت سحر الريموت عالأرض بعنف ووجهها يعاني من ضيق وكتمة وغضب داااخلي !
حطّت يدها على جبينها ورمت راسها عالوسادة اللي انتثر شعرها عليه ، باللحظة اللي التفتت مشاعل يوم سمعت صوت تفكك شي عالأرض..وشافت الريموت طاير بعيد والبطاريات متناثره ..
سكتت وهي تردّ بصرها لـ سحر اللي كانت قابضه على جبينها ..
سحر بهاللحظة كانت تعاني ضغط متفاقم..تفقد هي زمام السيطرة عليه مهما حاولت تكون هاديه !
ومشاعل حسّت بهالشي...
بنت عمها تعاني.. تعاني كثير... وهالعصبية ..اللي تظهر في فترات متباينة ..ما تُعتبر شي قدام اللي يتنامى داخلها !!
بهاللحظة أصرّت مشاعل إنهم يطلعون.. ما تبي هالأفكار السودا تزداد داخلها .... وبعد شد وجذب وإلحاح وعناااد.. أجبرتهـا ،!!
:

بعد عشر دقايق كانوا بـ حديقة المستشفى ،..
طلعوا من بوابة كهربائية أخرى غير البوابة الرئيسية.. واللي تؤدي لحديقة بغاية التنسيق والجمال ...
الحديقة كانت راقية بممراتها الواسعة.. وترتيبها وشجيراتها وأحواض الورد المختلفة ! ،
الممرات الرئيسية فيها تاخذ شكل دائرة واسعة جدا وبمنتصفها حوض نافورة كبيرة وعالية تضفي عالجو رطوبة عذبة ونقاء ، وبحوافّ النافورة فيه نوافير صغيرة تضيف جمالية للمكان الأنيق ،!
والممر الرئيسي يتفرع لممرات متفرعة تاخذ لأماكن بعيدة عن الحوض..

مشاعل وهي ماسكة ذراع سحر ، وعينها على يمينها وين ما كانت النوافير تصدر أصوات تشبه الشلالات : .. جمييييل ورايق المكان !
سحر بملامح عاابسة وعينها قدامها بجموود : ...مو حلوو.. أبد مو حلوو.. أبي أرجع فوق !
مشاعل ناظرتها : اذا تعبانة خليني أطلب لك كرسي متحرك بدل المشي !
رمت سحر نظرة حادّة فاجئت مشاعل :.. شايفتني مُعاقة ؟!... أقدر أمشي مافيني الا العافية !
رمشت مشاعل متضايقه من حدّتها : .. بكيفك على راحتك !

أخذت سحر نفس عميييق وهي تتنهد ، تخللتها رجفة لا إرادية ليدها من الآلام المختلفة داخلها ..
قالت بصموت مكتوم : بجلس هناك ،
وأشارت بيدها للمقعد الخالي الموجود على جانب الممر ...ووراه حوض ورد ملون بالأحمر والأصفر.. ويمينه ويساره شجيرات مقصوصة بعناية وبطريقة معطيها جمالية وشكل احترافي ،
وبكل سكوت فكّت يدها من مشاعل ، وراحت بخطوات قصيرة للمقعد ومشاعل تمشي وراها ..

جلست سحر وهي تعدل طرحتها على راسها.. من غير ما تطالع في أحد.. والأفراد القليلين الموجودين بالحديقة هالوقت !
مشاعل وهي تعدل عبايتها وتفكّر وش ممكن يسوون بدل الكآبة ذي ،
قالت : تبين عصير ؟.. بروح للكافتيريا اجيب لي واجيب لك فريش ..
سحر وهي تطالع النافورة البعيدة وكنّها تطالع الفراغ بعيون مافيها أي ملامح : .. ما أبغى شي !
مشاعل : ..ما أشاورك ترا بجيب لي وبجيب لك !
سحر وهي ترمي نظرها لطفل صغير يلعب حول أبوه المريض بعيد عنهم : ...قلت لك ..ما أبغى شي !

سكتت مشاعل وما جادلت بتروح تجيب لهم ..حطّت شنطتها جنب سحر اللي كانت جالسة عالكرسي مثل التمثال وهااااجدة... وفتحت الجيب الخارجي وطلّعت بوكها وهي تقول : بروح دقايق وبرجع انتبهي لـ شنطتي !
رفعت سحر يدها اليمين لذراعها اليسار تفركها من لفحة البرد اللي مرّت ومشاعل تروح عنها !

جلست تراقب الناس الموجودة بالمكان ،، أغلبهم مرضى طالعين مع أحد افراد عايلتهم يغيّرون الجو ،
ومع هذا كانت الضحكات والابتسامات توصلها لـ مكانها !!
الجو حلو... المكان يشرح النفس... والوضع يُعتبر مريح نفسيّاً ، لكل هاذول الناس !
ما عداها ..ما عداها هي !
كلهم يضحكون !
بس ليه ... ليه تحس ان كل شي فيها انقتل !
ليه مو قادره تستوعب اللي صار .. مو قادره !
مو قادره تحدد كيف اللي كان مهم... صار أهمّ !
واللي كان أهمّ ... صار ولا شي !!
حسّت برجفة يدها تزييد كـ تفاعل من الاضطرابات النفسية والعاطفية اللي تولّدت هاللحظة من هالأفكار !!
ليه غاصت بأفكار الانخداع !
ليه مو قادره تطلع من هالشعور الكريه... شعور الذلّ..شعور الرخص !
مشاعرها كانت غالية عليها ...
لكن فجأة.. لقت نفسها انرخصت !
انرفضت !!
مرّتين !
وأمرّ .. مرتين !!

رفعت يدها بسرعة تمسح دمعتها اللي زلقت من رمشها الأسفل لخدها ..ومسحتها بخشونه وسرعة خارقة وهي تحاارب نفسها !!
وبينما هي تسمح وتمشخ نفسها بدون شعور ... وصلها رنين من شنطة مشاعل !!
لفّت تناظر الشنطة بجمود.. وذبول !
ثم ردّت تناظر النافورة العالية واللي كانت بعيدة من غير ما تسوّي شي !
رفعت يدها تمسح خشمها بطرف كمّها تمنع أي موجة استسلام للدموع !
ويوم تأكدت إنها سيطرت على انفعالها الداخلي اللي ما كان منعكس عليها خارجيا ، لأنها من الخارج كانت هادئة بشكل خاادع للي يشوفها !.. نزّلت يدها وتكتّفت وسمحت لـ نفسها تناظر الطفل اللي كان يلعب مع اخوه حول أبوهم المريض... وأشغلت عيونها فيهم ،!

سكت الرنين ... وبعد دقايق رجعت مشاعل وهي شايلة بيديها الثنتين .. كاسين عصير..
وصلت وهي تمدّه : خذي وروّقي !
تركت الطفلين اللي يلعبون .. ونقلت نظرها لـ مشاعل ..وبهدووء : .. قلت لك .. ما أبغى شي !
مشاعل باستلطاف : يلله عاااااد... دفعت فيه خمسة ريال .. خذي وتراني ماحطيت فيه آيس اخاف يضرّ صدرك !
حرّكت سحر فمها بحركة ملل .. وأخذته بصمت واستسلام وهي تردّ عينها للطفلين حتى ما تفكّر بشي !
وقالت بصوت مبحوووح وخافت يوم جلست مشاعل جنبها : .. ترى جوالك دقّ !

مشاعل ناظرتها وهي تشفط وعيونها تشعّ اهتمام ... نزّلت الكاس وحطّته بينها وبين سحر... وبسرعة أخرجت جوالها حتى تشوف المتصل ...ولقت إنه ..
بندر ،!

بسرعة دقت عليه ،، .. وجاوبها
هو بملل : ... بالله وينك ؟؟.. أدق الغرفة محد يرد !
مشاعل ابتسمت وهي تحكّ راسها : سوري مو موجودة بالغرفة .. تعال أنا بالحديقة تحت... جبت أغراضي ؟
بندر بتنهد بملل : وانا وش جايبني هنا غير أغراضك ! .. أبلشتيني الله يبلش العدو!
مشاعل : يلله عاااد لا تجلس تمنّ...
بندر : اقول تلايطي يالقلق.. محد مشغلني غيرك.. وجع !
سكّر بوجهها وهي تضحك... نزّلت جوالها ورفعت عصيرها تكمّل استمتاعها فيه ،
وسحر ساكتة ما زالت تتابع تحرّكات الطفلين قبالها ... ولا سمعت المكالمة كانت شاردة ..مو مهتمّه لـ شي ولا تبي تهتمّ حاليا !
مشاعل :.. ههههه ياخي بندر تحفة ! .. مدري وش كانت بيصير فيني لو هو مو موجود بهالدنيا !

بحدّة لفت سحر لـ مشاعل وعيونها مافيها أي شي واضح... كانت تنضح أشياء كثيرة مو مفهومة وعقدة بين حواجبها !
ضحكت مشاعل من هالنظرة : ... أفهم .. من هالنظرة .. إنك.. تحبينه يا سحر ؟!

تغيّرت نظرة سحر ، ومعها اندفعت موجة مخيفة من الدموووع روّعت مشاعل لأن هالدموع طول يومين كانت مختفيه ..
قالت بقلق : آسفة وش قلت غلط ؟!!!
سالت دموعها وهاللحظة ما قدرت تسيطر عليها : .. وش... يفيدني ! هاه ؟
ارتاعت زود مشاعل : وش فييييك ؟؟؟
زادت موجة الدموع ، ومعها ارتعشت شفتها السفلى بألم وبكي ينذر ببداية : ..قول..ي.... وش يفيد إذا.. أحبه؟؟
نزّلت مشاعل كاس العصير بسرعة... ومسكتها من كتفها مو فاهمه ليش تأثرت : ... جد؟..جد تحبينه يا سحر ؟!
شهقت وهي تكتم نصها قبل يطلع للعلن : ... مـا يبيني !
مشاعل بحيرة : هاه ؟؟ .. ما فهمت!
سحر وهي تعض شفتها السفلى اللي فقدت سيطرتها لأنها قامت ترتعش بقووة..
مشاعل ما فهمت وش تقصد : ... انتي تحبين بندر يا سحر ؟!!
سكتت سحر وهي تشدّ على عيونها المتألمة .. ولفّت وجهها بعيد عن مشاعل حتى ما تشوف الاقرار على وجهها اللي عانى رفضين !
هزّتها مشاعل بقلق : قولي سحر وش مضايقك ؟؟

بدت سحر تلهث وصدرها يرتعش وكنّها تعاني برد .. وأنفاسها اللي تقاوم الدمووع مسموعة !
كيف تقولها ان بندر ... احتلّ مكان... ما كان مكانه !
كيف تقولها .. إن... من كثر ما هي متألمة من محمد ...
ألمها تفاقم .. من بنـدر !!

مشاعل : سحر شفيك ..؟.. عادي احكي علـ.... ( لفت يوم انتبهت لـ قدوم أحد وخطوات تقرب لهم ! ) ...
وبترت كلمتها يوم شافت بندر يقبل.. وهو ماسك كيس أبيض بيده..واليد الثانية داسّها داخل جيب جينزه.. ونظارة سودا على وجهه ما تنشاف عيونه ،
تركت ذراع سحر اللي كانت تناظر بالجهة الثانية وتحاول تقتل موجة البكي اللي بدت تهدى !
وقامت واقفه وهي تحاول تبتسم : هلا بندر .. أخييييرا جبت أغراضي !
بس قالت هالاسم ... انكتم كل صوت وكلّ هزّة كانت تصدر من سحر.. اللي ظلّت على وضعيتها وكّنها تصنّمـت !

بندر وهو يقرب وبصووت طبيعي : .. وش جايبك هنا ؟
أشارت لـ سحر اللي ما كانت واضحة بالبداية لـ بندر لأن مشاعل كانت تغطّيها : ... طلعنا نغيّر جو شوي !
بس لاحظها .. ولاحظ وضعيتها الغريبة .. نزل عليه هدووووء وصمممت ،، ودش التهزئ اللي كان ناويه على مشاعل اختفى وتلاشى !
وقف يوم وصلهم وهو سااااكت.. وبحركة لا إرادية رفع يده اللي كانت داخل جيبه.. وحكّ شعره وهو يلتفت بعيد عنهم..
أول مرة يشوفها عقب طيحتها .. رغم إنه ما كان ناوي يشوفها ،!

وتنحنح وهو يقول بهدوء بصوته العذب والرجولي : الحمدلله عالسلامة.. سحر !

صوته يعذّب.. نبرته العادية تعذّب... ظهوره الحين ..يعذّب !
ولا كأنه صار شي !
ولا كأنها طلبت منه ذاك الشي..اللي ما قدرت تطلبه من محمد حتى !
وكأنه نسى إنّها طلبت منه ما يتخلّى عنها... يظل يحبها .. مثل ما كان !
وهي بتحبّه بالمقابل ..!!... نسى إنها طلبت مشاعره تبقى..لأنها تبي تحبّه.. وتبي تنمّي وتكبّر المشاعر الخاصة اللي انولدت بظرف يومين له .. له هـو وحده !
ما ردّت على تحيّته... مو لأنها ما تـبي .. !
ما ردّت.. لأنها ما قـدرت !...، ما ردّت لأنها فقدت صوتها بهاللحظة !

تنحنح من جديد يوم شاف تجاهلها للرد ... ولا عرف ..هو زعل ؟..هو كره؟.. هو هروب ؟ ...
وقال بنفس العذوبة يبي يحسسها إن اللي صار بيحافظ على طبيعة العلاقة بينهم واللي تعوّدتها : .. أخبارك ان شاء الله أحسن !
ما ردت للمرة الثانية مو قادرة تقول حرف !
ليه يسأل عنها... ليه ما يسكت !
هي ما عاد تتمنى علاقتهم القديمة... هي تبيها أكبر من كذا !!
تبي بقايا كرامة.. تبي تحس إن مشاعرها باقي حية .. تبي تضمن إن هالمشاعر تستاهل تحب ، وتنحبّ باخلاااص !
الشعور اللي ما حصّلته مع محمد ..
الشعور اللي تلاشى مع محمد !!
تبيه يبقى مع بندر.... اللي تأكّدت إنه صار أكبر من أولـ ! ،،
عقب ما عرفت عنه اللي عرفته !

مشاعل لاحظت سكوت سحر... وصدودها...واللي ما حاولت ترد التحية..
وابتسمت بضيق : سحوور شفيك بندر يكلّمك !
بندر فهم إنّها ما تبي تشوفه .. ما درى إنها تعيش صراع نفسي بسببه يقتل كل شي داخلها .. ويدمّر اللي باقي ما تدمّر من محمد !.!.. ولفّ لـ مشاعل وبصوت عادي ولا كأنه متأثر : خليها على راحتها ... خذي كيسك ! ( مد الكيس)
سحر ما تحمّلت هالنبرة المتجرّدة من مشاعره الدافية اللي عرفت عنها .. وكأنه ما رفضها ذاك الرفض اللي كانت أثناءه بأمسّ الحاجة له !
ما تحمّلت يتكلم بهالأسلوب وكأن اللي تعانيه مو شي !
كانت عالأقل تتمنى تلمس تأثّر لو بسيط... يضمن لها إنها تهمّه..باقـي تهمّه !

اهتزّ صدرها.. وأصدر شهقة ما طلعت للعلن ... شوفته بهاللحظة حطّم الحصن اللي كانت تحتمي فيه من أمس قدام الكل !
ناظروها مستغربين من الصوت اللي ظهر منها .. وبندر عقد حواجبه باهتمام ..من وضعها اللي ما يبشّر بخير !
وتبعتها ..شهقة تشابه الأولى .. وصدرها يهتزّ بعنف من جوّا !
مشاعل ناظرتها وبقلق : شفيييييك ؟؟

قال بندر بصوت ليّن يوم لاحظ إنها باقي متأثرة : خلاص بروح يا سحر... آسف ما كنت أدري إنك هنا !
زادت ملامحها ألم ..وهي تعض شفتها وللحين هي صادّه ما تناظره!
ما يفهم !
ومحمّلها ذنب هي بريئة منه !
ورفضها بشكل مؤذي لـ مشاعرها !
ما راعى شعورها...رغم إنه كان يدري إنها متدمّره بسبب محمد ،.. بسبب أخوه !!

من غير شعور .. لفّت له بطريقة جامحة ومفاجئة وكأن نار تحرقها وتحرّكها.. وهي تشهق من قلب هالمرة خلّته يفزّ مفجوع لورا : .. ليه سويت كذا ..ليه ما تفهم إني ما كنت أدررري !!!
قام يناظرها وهو يرمش مرتاع .. وهي تنتفض من راسها لرجولها.. من بكـي تحارب حتى ما يتفجّر قدام الناس والعالم اللي حولهم !
شهقت مرة ومرتين وثلاث وهي تناظره : مين قالك اني أدري.. أنا ما كنت أدري عن شي ...أنا غبية ما كنت أدري عن شي ..(شهقت وشفاتها ترتعش ) غبي غبي غبي..... زي اخوك كلكم نفس الطيينة ما أبي أشوووف أي أحد فييييكم !!
وقامت وشفاتها ترتعش ويدينها ترتعش ودموعها تسيل .. ومشت بسرعة وهي تقاوم كل شي تجمّع تعب وألم ومرض . وحيل مهدود وانهاااك نفسي وجسدي ..
مرّت من جنبه ولأنها ما كانت بوضع طبيعي ولا توزن الأمور والمسافة .. ضرب كتفها بكتفه بطريقة خلّته يرتد على جنب والكيس بيده يطيح بالأرض !
تجمّد على وضعه وفمه مفتوح شوي.. من وضعها .. ومن انفجارها ..
ومن وجهها التعبان ومن ألمها ..
ومن كلماتها !! ..
وأخيراً ، .. من وضعه .. ومن اللقا اللي صار اليوم وما كان يتمنّاه لأيٍ منهم !

مشاعل وقفت تراقبها من بعيد.. ما قدرت حتى تلحقها ...وتضايقت ليش الوضع بينها وبين بندر كذا ؟!!
وبنظرة باستفهام : .. وش فيها ما فهمت !!؟!
ناظرها بندر عقب ما استعاد توازنه.. بهدووء يوم تأكد إن مشاعل ما تدري عن شي وإن سحر ما قالت لها : .. إنتي أقرب لها مني ! ..فليش تسأليني ؟
مشاعل باستغراب : أسألك .. لأني ما فهمت ليش هي زعلانة كذا !
بندر هزّ كتوفه وهو يعدّل نظارته الشمسية على عيونه : ... سألتي الشخص الغلط ..قالولك معها 24 ساعة.. المفروض انتي اللي تعرفين !
عقدت حواجبها وهي جد مو فاهمه ..
وبندر يتمنّى إنها ما تعرف... ما ودّه يتعقّد زود عن ماهو متعقّد !
يفضّل ان الموضوع مثل ما ابتدى بينه وبين سحر... ينتهي بينه وبين سحر .. مثل ما كان !

::





♫ معزوفة حنين ♫ 12-07-11 08:21 PM



دخلت سحر غرفتها وهي تنتفض ما تبي تبكي .. ما تبي ما تبي ما تبي !!
لكن ما قدرت غصب عليها دموعها تطيح .. حتى لو قاومت عشان صوتها ما يطلع ويبكي بصوت عالي !!
عيونها تذرف بعنف !!
دخلت السرير ودسّت وجهها بالوسااادة... ووكتوفها تنتفض بقسووة !!
مرّت دقايق وهي حارمه عمرها النفس ...
تعاقب نفسها .. ببكي يوجع !

اندق باب الغرفة .. ثلاث دقات متتالية اخترقت السكون اللي يلفّ ووحدتها المميتة بهاللحظة .. وتلاه انفتاح الباب مع دخول أحد بس سحر ما رفعت راسها متوقّعه ان اللي دخل هو مشاعل لحقتها..
لكنها ما لاحظت ولا انتبهت .. إنها هي ،!
بعز القهر والألم اللي هي فيه ..
ما كان ناقصها بهاللحظة بالذات .. إلا شوفة ذيك الآدمية ،،

كانت ماسكه الوسادة البيضا وقابضه عليها بأظافرها بأقصى طاقتها وكأنها على وشك تمزّقها ، وداسّه وجهها في نص الوسادة تبي تقضي على أي تعبير متألم ممكن يظهر على وجهها عقب شوفة بندر ... اللي كان يكلّمها ولا كأن شي صار !!

: ... الحمدلله عالسلامة ..!

رفعت راسها بملامح مختلط فيها الغضب والحمق والقهر .. لأنها ميّزت نبرة الصوت بسهولة ..وكيف تنسى نغمة البرود مهما كانت مخفيّة .. وفعلا سحر ما كانت ناقصة بذيك اللحظة الا شوفة هالانسانة ..
اللي ما تدري ليش جت اليوم !!!!!

نطقت بعدم تصديق : ....... بسمة ؟؟؟

ابتسامة غريبة كانت على وجهها وهي تمشي أقرب للسرير.. بعد ما كانت واقفة عالممر اللي يودي لباب الجناح ...
كلمتها "الحمدلله عالسلامة" ..مو من قلب .. ونظراتها اللي جالسه تدرس فيها وضع سحر الحين... ماهيب نظرات مواساة ولا مآزرة ولا تعاطف ..
وكنّها جايه تقيّم حالة سحر عقب اللي صار ... جايه تشوف لوين وصل وضعها !!!

اقتربت وهي منزّله طرحتها على كتوفها .. وشنطتها الفخمة معلّقتها على كتفها : ... مو متوقّعه جيّتي يا سحر ؟؟؟
قامت تناظرها من غير تصديق ..وصدرها يطلع وينزل بتسارع ، اولا من مشاعرها المقهورة ،
وثانيا من شوفة هالبنت .. وظهورها الغير متوقّع...
عقب كل اللي صار !! جاية ؟؟؟

لاحظت بسمة.. إن سحر تناظرها وانفاسها متسارعه..
وابتسمت باستمتاع من هالتعبير المصدوم : .. قلنا الحمدلله على السلامة ... الناس وش ترد بهاللحظة ؟؟؟

سحر بسرعة ومن غير شعور فزّت واقفه بجنب السرير بعد ما كانت جالسه على طرفه .. وبعدواااانية مشتعلة : وش جابك ؟؟..ها وش جابك ؟؟؟
حطت بسمة شنطتها على الكرسي اللي عندها ..ودفعت شعرها الأشقر لورا وهي تبتسم : جيت اشوف أحوالك ؟؟
سحر تحوّلت للحدة ..وقبضتها تشتد وترتخي : ..جيتي تشوفين احوالي ولّا تتشمتين ؟؟؟؟
بسمة بابتسامة وهي تختار الكلمات المؤلمة : وش دعوة ؟... بنصير قرايب قريب كيف تبيني ما أجي أزورك وأتطمّن على أحوالك ، عيب يا سحر مو كذا تربينا ,,

وبحركة استفزازية .. بدت بسمة تنزّل العباية عن كتفها بإشارة لـ سحر إنها رح تبقى لوقت هنا ، وزيارتها مارح تنتهي بهالبساطة ... واتوماتيكياً من سحر مشت بخطوات صاروخية ناحيتها والعدوانية والحدة تنضح من وجهها ، ومشيتها ، والهالة المتوهجة حولها ،
خلّا بسمة تجمد بتحفّز يوم وصلت لها سحر الغاااضبة ... وبعنف ساحق ..خطفت سحر شنطتها من الكرسي بيدها اليمين وقذفتها لـ صدر بسمة بطريقة مؤلمة..
وبإصبعها السبابة اليسار أشارت لباب الغرفة ... وبنبرة متحدية وعدااائية : ... برّا !

بسمة انصدمت من ردة الفعل بالبداية والحركة اللي سوتها ... ثواني كانت محتاجتها حتى تتمالك نفسها .. وهي ساكتة ..
زادت لمعة الحقد بعيون سحر ، وهي تقترب من بسمة أكثر وأكثر لين لصقت فيها وأصبعها ما نزل عن الباب : ..تفهمين عربي اقولك برا !..قبل..تندمين !
بسمة اللي كانت قابضه على الشنطة بصدرها ..وعيونها ترمش بعيون سحر تحاول تلاقي رد بصمت ...

بحركة غير متوقعة يوم تجاهلت هالأمر... ارتفعت يد سحر اليمين وقبضت على ياقتها بقوة غريبة ..بطريقة فزّت لها بسمة برعب ،، وجذبتها ناحية جسمها بحركة تهديدية وعدوانية واضحة .. بطريقة خلّت وجه بسمة أقرب لوجه سحر..اللي سكنتها انسانه مختلفة ..كانت مشتعلة عدوانية من راسها لرجولها وبدون وعي ...
: ... ان كان تظنين بتلقيني سحر أيام البر... فتراك ما تعرفيني زين !
حافظت بسمة على هدوءها ولا قاومت يد سحر "المختلفة" هالمرة : وخري يدك !
ما فكّتها .. زادت قبضتها على الياقة شوي وتمزقها ..
وبسمة تحاول تجاريها بالنظرات الحااادة المشتعلة بحقد وغضب وكره اجتمعت مع بعض .. بس هيهات توصل للمستوى من الحقد والعدوانية اللي وصلتها سحر بهاللحظة ..

بسمة بارتباك ممزوج بتحدي ضعيف : ات..اتركيني .. لا تشوفين شي ما يعجبك.. اتركيني

الحركة الصادمة الثانية .. ان سحر تركتها بس بطريقة مهينة... دفّتها من ياقتها لين طاحت جالسة عالكرسي اللي وراها.. والشنطة تطيح على فخذها .. ونظراتها المرعوبة متسمّره على عيون سحر اللي كانت تناظرها من فوق بـ كره وعدوانية .. طفحت مشاعرها السودا خلاص وفقدت زمام السيطرة عليها ..
امتلت سحر ..حقد..كره... غضب... مقت...

ارتعبت بسمة من هالنظرات المخيفة .. وكأنها تقابل انسانة مختلفة غير الرقيقة اللي عرفتها بالبر ... هي جت تزورها تبي تشوف دموعها وتشهد عليها ..لكنها اختارت الوقت الخطأ والساعة الخطأ .. لأن الدموع جفت وحل مكانها مشاعر مختلفة... تبدلّت مشاعرها من كل النواحي... نظرتها تغيّرت عن العالم ...

ما قدرت بسمة تتوقع وش الحركة اللي بتسويها سحر بعد..وهم لحالهم.. بهالوضع الغير متوقع !
أنقذها اقتحام مشاعل السريع اللي كانت جايه تبي تتطمن على سحر ...
التفتت بسمة بحركة خاطفة وتهلل وجهها بسرعة ...وقامت واقفه وهي تدف سحر اللي كانت محاصرتها بالنظرات والقرب التهديدي... وركضت عند مشاعل وهي تبكي ما يندرى هي دموع حقيقية ولا مزيّفة ..

مشاعل جمدت مكانها وهي مدهووشة من وجود بسمة الغير متوقع ...
جت بسمة ركض وهي تمسك ذراع مشاعل بارتباااك ودمووع : مشششاعل سحر تبي تذبحني..!!!

مشاعل باستغراااب : بسمة متى جيتي ؟
ثم رفعت نظرها لـ سحر اللي لا زالت واقفه مكانها عند الكرسي ، وشنطة بسمة اللي طايحه عالأرض ومتناثره بعض الأغراض منها ..
لقت نظراتها على بسمة الخايفة ..بنظرات بروود وصقيييع حاد جدا ... نظرات ميتة .. ومُربكة ...
لحقتها مشاعل لأنها خافت عليها عقب اللي صار تحت مع بندر...لكنها الحين مختلفة .. حالها غير المتوقّع !

التفتت لـ بسمة اللي كانت تحتمي فيها وهي مستغربة من الوضع : شفيكم ؟؟.. بسمة متى جيتي ؟
بسمة وهي تناظر سحر الواقفه مثل الصنم : جيت قبل دقايق أسلم .. بس ما توقعت بنت عمك كذا تجازيني .. تطردني وتمد يدها علي !!

التفتت مشاعل لـ سحر بصدمة لقتها واقفه وساكته... من غير تعليق... وواضح عليها ما همّها تبرر !

بسمة بخنقـة : بنت عمك مو طبيعية مشاعل والله...أكيد في عقلها شي !

سحر وجّهت نبرتها الباردة لـ مشاعل : ..ذلّفيها برا مشاعل..
مشاعل حاولت تلملم الموضوع : اهدي سحر انا فاهمه وش تحسين فيه
قاطعتهم بسمة بخنقة : ... اخوي جابني ومارح يرجع الا عقب ساعتين ... وين تبيني اروح ؟!

رمت سحر عليها نظرة بحدّة السكاكييين ..واقتربت خطوتين منهم ناوية على شررّ.. بس مشاعل بسرعة تقدمت وهي تمسك يد سحر الواهنة..رغم شخصيتها الحادة بهاللحظة .. وابتسمت وهي تهمس بصوت واطي ما تسمعه بسمة : ..سحور قلبي اهدي الحين ... صدقيني انا بنفسي بصرّفها ..بس اهدي وضعك ماصار يعجبني .. اهدي ..

سحر بحقـد : مارح أخليها تتشمّت والله لأخلّي هاللحظات عليها جحيم يوم فكرت تهيني ...

سمعت بسمة هالجملة ..وردّت مشاعل عليها بنفس الهمس الغير واضح : .. طيّب اهدي وتأكدي إني بصفّك..بس الحين هدّي..
مسكت يدها ومشت معها للسرير ..وبسمة للحين واقفه بعيد تراقبهم..
جلست سحر عالسرير وغطّت رجولها باللحاف .. وهي ترجع للصمت الكااامل ..مسكت الريموت وبدت تقلّب بالقنوات ببرود وسكووون ..
جت مشاعل وهي تحاول تبتسم : ...بسمة سحر ما تحب الزيارات ترا .. وكل اللي زاروها يجلسون عشر دقايق بالكثير ويتركونها ..اذا تقدرين كلمي اخوك يرجع ياخذك.. ما قصرتي قمتي بالواجب..

بسمة تكتّفت : ما أقدر أخوي عنده شغلة ضرورية مرة وقال لي مارح يقدر يرجع قبل ساعتين .. فاستحملوني شوي ..
مشاعل تحاول تلاقي حل لأنها ما عاد تقدر تتوقع ردّات فعل سحر : .. اممم طيب شرايك ننزل أنا وياك تحت للكافتيريا .. نسولف لأن سحر تبي تنام ..(لفت لـ سحر اللي تناظر التي في ).. صح سحر ؟

قالت سحر وعينها ما زاحت عن التي في : .. بنام لأني ما أتحمّل أجامل المرضى النفسيين !
بسمة حممقت وحلفت ما تروح إلى لما تنهيها .. وتنفذ اللي جت عشانه..
لاحظت مشاعل التوتر اللي تجدد بالجو.. وبسرعة شالت شنطة بسمة المرمية عـ الأرض ..وعطتها اياه بيدها اليمنى وباليسرى مسكت كف بسمة : سحوور بنتركك..نامي طيب..ريلاااكس قلبي .. اذا احتجتي مني شي كلميني على جوالي وبجي ..

وطلعت وهي ماسكه بسمة معها ..عشان تبعد أي توتر ممكن يزيد الأمور سوء عند سحر ...
:
/

بهالوقت ..

تركي كان جالس بسيارته وبيده جوازه الأخضر الجديد ،!
يتأمّله وهو يحس إن شخصية وليد كل مالها وتتأصّل فيه أكثر من أول...
تخلّص من جوازه الأول .. تخلّص منه وكأنه ما يحمل اسم تركي أبد !

التفت للملف الأخضر اللي جنبه ... شاله وهو يطالع غلافه لحظات ..
ثبّته على الدركسون ..وفتحه وهو مو مستوعب المرحلة اللي وصلها ... طاحت عينه على البطاقة المدنية باسم "وليد"..واللي حصل عليها من فترة بفضل ثامر وعلاقاته وواسطاته !
يتذكر ..أول مرة قال له عن مخططاته ..
كان قد طلب من ثامر وعد بالمساعدة !
كان قد طلب منه أوراق اثبات هوية ... بحكم علاقاته ومعارفه ببعض الجهات ..!
وثامر وفّرها ... بس لو يدري ثامر إنه استخدمها بهالطريقة !
وش بيكون رايه !!؟

تركي مـا زوّر الجواز ..ولا زوّر البطاقة !
تركي زوّر هويته !!
وهالمرة بشكل رسمي !!!

تأمل صورة وليد الغير أنيق .. وشال البطاقة من الملف..وقرّبها من عيونه العسلية وهو يتمعن بتفاصيلها ..
بطريقة ما .. ابتسم ابتسامة صغيرة لنفسه ..ابتسامة عطف لهالوليد المسكين !

دس البطاقة بين الأوراق مرة ثانية ..ورمى الملف جنبه وهو يشغّل السيارة ..
يقدر ألحين يرجع للقصر ويراجع كل أموره ويرتّبها ..
حرك السيارة راجع ..
ولكن بالطريق ... جاه اتصال من ابو خالد ..
رد وهو رايق : هلا يا طويل العمر ؟
ابو خالد : وينك يا وليد ؟..
تركي : طالع ..والحين راجع لقصرك !
ابو خالد : مدام فاضي تعال الشركة .. ومر على شئون الموظفين ..هم هناك جالسين يهتمون بأوراق المتدربين لازم تروح تشوفهم وتنهي بعض الاشياء معهم ..
ابتسم من اهتمامه : وليش محد منهم كلمني ؟؟..ليش انت اللي تقولي يا عمي؟
ابو خالد : انا طالع من الشركة عندي اجتماع برا ..ومرّيت القسم قبل اطلع وسمعت منهم إنهم يحتاجونك لبعض الاوراق فقلت أكلمك وانا طالع..
تركي : اوكي الحين جاي..
ابو خالد : اجل اشوفك
تركي : ما تقصر ،

حوّل طريقه للشركة ..
وهناك طلع فوق للدور الرابع حيث قسم شئون الموظفين ... دخل لسكرتارية ادارة القسم...
ووقف عند حدود الباب ... يوم طاحت عينه عـ الشخص اللي ما شافه من فترة طويلة ..واللي كانت بينهم مشكلة ،
فايز ...!!.
تذكرونه ؟؟

كان واقف هناك مع مجموعة من الشباب... ينهون بعض الأمور وكل واحد ماسك له ملف..

وقف تركي عالباب ولقاها فرصة.. يسوي عرض بنذالة وحرق أعصاب !!
ما دخل مباشرة ..ظل واقف مكانه وهو يراقبهم ..
انتبه السكرتير لـ تركي ..
وابتسم : اوه وليد زين وصلت !
التفتوا الشباب بما فيهم فايز ..اللي تغيّرت نظرته للصدمة ،، من هالظهور المفاجئ !
دخل تركي وهو يصفّر ..وثقته تضاعفت عن آخر مرة شافوه فيها ..شهور مختفي عنهم ولا يظهر إلا نادرا ،

فايز ببرود : إنت للحين عايش !؟
وصل تركي واخترق المجموعة الواقفة عند مكتب السكرتير.. وقال وهو يمسك قلم كان على المكتب ومن غير لا يعطيه حتى نظرة : ..مثل ما إنت شايف... (رفع عينه للسكرتير )..ايوه ؟.. اتصل فيني ابو خالد وعطاني خبر إنكم تبوني ؟
ابتسم السكرتير : ايه كنا بنتصل فيك..بس قبل ساعة قال ابو خالد إنه هو اللي بيكلّمك ويفهّمك الموضوع
ابتسم تركي متناسي اللي حوله : فاهم ...فيه أوراق ضرورية أو شي ؟

أشار السكرتير بإصبعه على رزمة أوراق قدامه ..وهو يقول : خذ ورقة من هنا ..وعبّ طلب الالتحاق بالدورة..عشان نرسلها بالفاكس لبرلين ..
ابتسم تركي وهو يرفع حاجب والمقصود ان اللي حوله يسمع : بس أنا طالع لـ موسكو مع أبو خالد !
حس إن الجو من حوله ..اختلف !.. وتوتّر !
ما اهتم وكمّل بنبرة أوضح : ما عطاك خبر ؟؟
السكرتير ابتسم باحراج وهو يوقف : إنتْ اللي بتطلع معه لهناك ؟؟
وهو يرفع حاجب واحد : ما تدري ؟؟

السكرتير : إلا قال إن واحد من الشباب احتمال يطلع معه.. لكن مب أكيد قال لازم يتفاهم معه...ما كنت أدري إنه إنت !!
تركي وهو يحك فوق حاجبه بسبابته من غير اهتمام : وهذاك دريت ... اتفقت معه ..وجيت عشان أنهي اللازم لو فيه أوراق ضرورية !

راح السكرتير يجيب ورقة الطلب ..
وتسنّد تركي عالمكتب بنص جسمه وهو يحتري..
وقال وهو يشوف فايز يكتب بورقة بسخرية خفييية : أجل أنت واحد من الشباب اللي طالعين لـ برلين أجل !

رفع فايز عينه ببرود : مهوب عاجبك ؟؟
ابتسم تركي وهو يتكتّف ..ويرخي جسمه عالمكتب أكثر : وليش تتوقع ان موضوعك يهمني !؟
فايز تجاهل كلمته ..لكن ما قدر يتجاهل موضوع سفرته : .. ليش أحس إنك تكذب بموضوع سفرتك ؟؟؟

ما كتم تركي ضحكته ...
قال وهو يحك رقبته من ورا..وعلى فمه أحلى ابتسامة.. : ماني محتاج أكذب !..ماني من النوع اللي يكذب عشان يلفت الانتباه ..مثلك !
تنرفز فااايز وحط القلم من يده : وليش أحس إن أبو خالد جالس يغلط معك !؟؟؟

مرر تركي لسانه على شفاته والابتسامة المستفزّة على وجهه ... يطالع فايز بنظرات مُستمتعة ، والثاني مو قادر يبللللعه !!
تركي : تقبّل الموضوع يا حلو ..لأني رايح كم شهر ..وراجع لك !.. والبساط من تحتك رح أسحبه !
قام فايز واقف بعصبية من هالنبرة المتحديّة : ..وش قصدك ؟!
ضحك تركي : المقصود إني بنافسك.. ورح أتعدّاك .. وتذكّر كلامي زين !

فايز وصلت معه : أنا قايل انت واحد تحب المشاكل !!... واحد جاهل مثلك يهبى يوصل مواصيلي .. يالحبيب إذا ما تعرفني أنا معاي ماستر من جامعة ميلبورن .. هه !..واحد مثلك ماعتقد يقدر يفهم وش يعني ماستر ..ما تنلام جاهل وما تعديت حدود البلد..حدك سادس ابتدائي مثل ما سمعنا !

ضحكة مكتومة طلعت من خشم تركي.. وهو زام شفايفه !
جاي يفاخر بهالشهادة السخيفة بنظره..
ما دريت ..!
أبد ما دريت .!
عن مواصيل هاللي قدامك !
تراه مو عادي ... والله مو عادي !

تركي بابتسامة جانبية ..غريبة.. : .. ودي أجاريك !..بس أخاف تنجلط !
تغيّرت نبرة فايز للسخرية : منّك ؟!
تركي وهو مسترخي عالمكتب للحين : مو بس تنجلط !... بتفقد صوابك... بترجع لأهلك فاقد عقلك ... (وهو يدق راسه بإصبعه)

فايز بسخرية أكبر : انت تحكي جاد ؟؟..بالله مصدق إنك شي مهم ؟؟
ضحك تركي وهو يحك زاوية عينه بمتعة من هالتوتّر اللي يسببه للناس حوله : ..أنا شي مهم !..بس إنت اللي ما تبي تستوعب للحين ،
فايز : ارفق على نفسك بالله
تكتّف تركي مرة ثانية وهو يصلب ظهره..والابتسامة الرايقة على وجهه : لو مو مهم .. ما كان شفتني هنا اليوم بأمر من ابو خالد اللي يبيني معه ..تقبّل وجودي يا فايز ..لأنك كذا مارح ترتاح.. وما رح أخليك بحالك طالما إنت واقف لي عالدقة
فايز : تهدد يالجاهل !!!

ضحك على جية السكرتير ..وورقة الطلب بيده ..أخذها تركي وعبّاها بسرعة وما خذت منه دقيقة ..
رفع الورقة للسكرتير وهو يقول : كتبت البيانات بالعربي..إن كان عندك وقت حوّلها للانجليزي لأنك أسرع
ضحك فايز بسخرية وهو يهمس للي جنبه : ..مضحك أمره .. ومصدّق إنه يقدر يستمر بهالوضع

سمع تركي كلامهم ..وما التفت ..ابتسم للسكرتير وكأنه ما سمع شي : اتفقنا..عندك كل المعلومات المطلوبة
السكرتير ابتسم : اوكي ،

حط القلم بعلبة الأقلام الموجودة عالمكتب..والتفت لـ فايز واللي معه .. بنبرة تفوح استهزااء : .. اشوفك يا راعي الماستر !
ومشى وضحكة سخرية على وجهه ..
انفقعت مرارة فايز من عقبه ..ويوم اختفى.. لف لرفيقه اللي معه وهو واصل لأقصى مرحلة بالنرفزة ،
فايز : هالجاهل وش جابه اليوم؟؟؟
اللي معه : لنا كم شهر ما شفنا زوله !.. وشفيك شبّيتها بينكم يوم شفته ؟... ليتك ما تكلّمت ليتك تركته يحاكي عمره..
فايز : جالس يلمّح ويستعرض ! بالله ما شفت وجهه هالبجيح كيف كان .. ما لقى من يدوسه هالحقير
اللي معه : واضح عليه ناوي يستفزّك وانت ما قصّرت.. عطيته اللي يبيه
رمى فايز أوراقه عقب ما انتهى منها ..وطلع من المكتب وهو متنرفـز ..
:
/

في المستشفى ..
وصلوا رهف وأروى لزيارة سحر ..
وقبلهم بدقايق كانت شادن موجودة ... اللي قابلت مشاعل وبسمة وهم جالسين بكافتيريا المستشفى ..
..وطلعوا سوى لغرفة سحر ..
رهف وهي تحط باقة الجوري الأبيض على الطاولة جنب الثلاجة : هذي الباقة من ذوقي ترا .. اروى بس دفعت الحسااب خخخخ
أروى بابتسامة : كيفك سحوور .. وش هذا يا كافي... احنا تركنا المخيّم من هنا ..وانتي طحتي من هنا ؟؟..بالله كل ذا من الشوق ههههه !
غصبت سحر البسمة ...اللي كانت أشبه بـ تكشيرة ،
ارتاعت أروى : يا كافي هههههههه... وش فيك قالب وجهك؟؟..أحسك مو طبيعية عسى ما شر

حطّت سحر يدها على صدرها مكان تنفّسها : ما شر .. بس ألم صدري يمرّ بين ساعة وساعة ..
أروى : طيب تحسّين نفسك أحسن من أمس وقبله ؟؟
هزّت راسها ايجاب : ايه أحسن ..

نطّت بسمة بفررح تقطع الجو ..باعلان كاسح بالنسبة لها ..وهو اللي جت علشانه : ..بنات ... ما دريتوا ؟
التفتوا كلهم لها ... إلا سحر ما استحملت تطيح عينها عليها.. فضّلت تناظر الجدار !
قالت رهف بابتسامة : خير ..شكل من وجهك فيه خبر حلوو ؟
ضحكت بسمة بفرررح.. وألقت قنبلتها الغير متوقّعه : ملكتي والشبكة بتكون الأسبوع الجاي واللي بعده... بابا قال لي اليوم... كلكم معزوووومين عالشبكة..

ناظروها بدهشة ...مشاعل فتحت ثمها من الصدمة .. وشادن ما استوعبت هالخبر ..
كانت مفاجآة..
تطورات زواج محمد ..بدت فجأة وصارت سريعة !!

أروى ورهف هم الوحيدين اللي صرخوا بمباركة حميمة
مشاعل ألقت نظرها على سحر مباشرة..اللي كانت صنم عالسرير .. ما تغيّر شي من وضعها ...
كانت تناظر التي في... كانت مثل ابو الهول ..جامد... حاولت مشاعل تبحث عن دموع ..حاولت تبحث عن تفاعل مع الخبر .. ما لقت غير الجمود جواااب..
شادن ما استوعبت.. لأنها كانت بالبيت طول اليوم..ومحمد ما جاب طاري لهالموضوع !!

بسمة طول الوقت تراقب سحر تبي تشهد على ردّة الفعل ..ويوم شافتها هادية.. وغير مهتمّة
زادت العيار بالعممد : خطيبي محمد وافق اليوم على موعد الملكة .. وأنا قررت تكون الشبكة بعدها بأسبوع ..ورح أسوي حفلة كبيرة ..رح تشهد عليها الرياض كلها !..ولازم كلكم تجون... (وعيونها ما راحت عن سحر )..حتى انتي سحور... ياليت تطيبين خلال هالفترة ..أبيك تحضرين شبكتي.. أبي نفرح سوى اوكي؟..

مشاعل حسّت إن بسمة تتعمد الإيذاء .. ولا تدري ليش !
واُستفزّت أعصابها ..من هالوضع !!

وشادن قالت : ..محمد اخوي ما قال لي شي ..مع اني شفته قبل أجي !!
ابتسمت بسمة بحيا : يمكن ناوي يقولكم الليلة !

أروى بدهشة توها تستوعب : الحين العريس هو أخوك يا شادن ؟؟
رهف تحمّست مع هالخبر : ما شاء الله جد أخوك هو الخطيب؟؟

بسمة بحيا : ايه.. أحلى شي إن شادن بتصير أخت زووووججي "شددت على هالكلمة".. مرة مبسوطة أنا ..

والسكاكين المخفية تنغرس داخل أحشائها ..ومحد يححس !! أو عارف باللي تعانيه!
مع كل كلمة ..
مع كل حرف ..
الأسبوع الجاي ؟؟
الأسبوع الجاي... ملكتك ...يا محمد ؟؟
كذا .. تنهيني ؟؟
كذا بهالسرعة...
وأنا ..كيف بعيش محترمه حالي ؟...كيف ؟.. وأنا أحس إن كل اعتبار لـ ذاتي .. تحطّم.. وتهشّم..
ما صبرت ..لين أتشافى .. !؟
لهالدرجة .. كنت ولا شي !!

مشاعل يوم ما شافت أي ردة فعل ظاهرة ..خااااافت عليها من جد ..
كان مفروض ..تبكي ..تصرخ ... عشان تحس إنها طبيعية ..
بس مافيه بوادر ردة فعل ...
حست إن البنت اللي عالسرير ..مو انسانة .. مو بنت عمها اللي تعرفها واللي تنهزّ عواطفها لأبسط ذكر عن محمد ..
هالمرة ..كان مُخيـفة ..بهدوءها !!
مُخيـفة جداً ،!

قامت بسرعة تبي تطّمئن عليها... ويوم وصلت عندها ... مدّت يدها تبي تمسك كفّها بس قابلتها سحر بحركة عنيفة ..نفضت يدها بقوة لدرجة إن يد مشاعل ارتدت لـ جيك الموية الموجود عالطاولة الجانبية وطيّره بعيد ..

ارتاعت مشاعل ..وكل البنات انتبهوا للحركة المفاجئة ..
مشاعل بهدوء وهمس : انتي بخير؟
سحر بجمود : وليش ما أكون بخير ؟
(ثم رفعت عينها لـ بسمة بنظرة تحدي مرعبة ) : .. مبروك تستاهلينه ..

بردت نظرة بسمة وهي تشوف هيئتها الهادية : الله يبارك فيك...(بتحطيم قصود) .. ليش أحسك مو مبسوطة !
سحر فهمت حركاتها .. وعرفت ألاعيبها ..وبسخرية : وليش تبيني أكون مو مبسوطة ؟...واضح تلمّحين لشي ؟!

سكتت بسمة لـ ثواني ..
وباغتتها سحر بطريقة مفاجئة : ليش أحسّك تبيني أفتحها مناحة ..؟...ليش ودّك إني أبكي؟ ..ايه واضح تبيني أبكي؟!.. إنتي ما جيتي اليوم إلا تبين تشوفين هالمنظر.. انتي لوين تبين توصلين ؟.. متأكدة إنك بنت طبيعية !..!؟
عصّبت بسمة عليها وتمالكت أعصابها : ...احترمي نفسك !.. لا تقولين شي أنا ما سوّيته
ضحكت سحر وهي تشوفها متشنجة : طيب قلت لك مبروك ؟!..وش تبين أكثر من كذا ؟!

أروى ما فهمت المشكلة بينهم..وحست بالتتش الموجود بالجو ،
أروى : وشفيكم؟...ليش هالحكي الحين ؟
سحر نطقت قبل تتكلم بسمة : ما عندي خبر أسألوها.. مو طبيعية البنت من أول يوم طاحت عيني عليها فيه !
مشاعل مسكت يد سحر عشان تهدى ..ثم التفتت للبنات ..وقاطعت بسمة : بسمة كافي ماله داعي اللي تسوينه !!!

عصّبت بسمة زود من مشاعل !!.. اللي حسّت انها واقفه بصف سحر..وقالت بقهر وشبه نفاخ : أنا وش قلت !!؟
مشاعل موتها ولا أحد ينفخ عليها خصوصاً إذا ما كانت تمون عليه... إن تمسح بكرامته الأرض !!
نفخت عليها بحدة : قلنا خلاص أعتقد نحكي عربي !

بسمة انصدمت من هالأسلوب ..من مشاعل خصوصا .. من اللي رح تكون اخت زوجها ...قالت بقهر : أدّبيها بنت عمك بعدين تعالي قولي لي خلاص !!
مشاعل وصلت معها وخربت أخلاقها .. ما كانت تكره بسمة بس من صارت خطيبة أخوها .. والشعور مختلف !
قالت بلسانها اللي محد ينافسها فيه : بنت عمي كافّه خيرها شرها ومن جيتي وهي ساكته ومرميّه على هالسرير.. محد حكى كثرك اليوم ، وترا كلمة زيادة تطولها أكثر من اللي طالها قسم بالله مارح يصير لك طيب ..وكل اللي بيصير رح يوصل لمحمد أخوي ترا موته ولا أحد يوطى لأهله طرف ..سامعة يالمتربية ؟؟؟؟

قامت شادن مرتاااعة ومنصدمة من هالدش اللي طلع من أختها ..
جات بسرعة وهي تمسك يد أختها ..وهي معصبة مرة : بسسسس فضحتينا وش هالحكي !!
مشاعل بصوت عالي والكيل فاض فيها .. إذا هي توجّعت من هالتلميحات أجل كيف سحر اللي ما تدري شلون صابره ..
قالت بغضب : عاجبك اللي تقوله ؟؟؟
شادن مستغربة : أنا مدري وش فيكم أو وش المشكلة؟؟.. ضعت ولا أدري أنتوا ليش معصّبين من الأساس !!
مشاعل بقهر : اذا انتي مو فاهمه احنا فاهمين بعض ..(وناظرت بسمة)
شادن بحززم : اووصصص كلكم...كلكم اووص خلاص ..وش فيكم بزران انهبلتوا ؟؟

اروى ورهف اللي مـا كانوا فاهمين شي.. التزموا الصمت ولا علّقوا ..
هدأ الوضع .. وأنهت شادن الخلاف.. ورجعوا لنقاشات هادية نسوا معها اللي صار ..

انتهت نصف ساعة ..وقاموا رهف وأروى.. سلموا على سحر بحفاوة عشان بيطلعون .. وتركوهم ..
سحر رجعت لـ برودها وعدم مبالاتها ..وقدام بسمة كان هذا الحل الأنجح ..

دق تلفون بسمة ..قامت وهي تبتسم لـ شادن متجاهله سحر ومشاعل : هذا أخوي وصل ..!
مشاعل فيها حرش وهي رافعه رجولها فوق الطاولة : .. مرة ثانية اقصري الزيارة ..وش زيارة المريض ذي اللي مثقّلتها ساعتين ..أروى ورهف ما كمّلوا نص ساعة إلا هم ماشين .. والمشكلة تدرين إنك ثقيلة !
طالعتها بسمة بصدمة..من أسلوب مشاعل .. اللي ما تقدر تجاريه .. ،، مشاعل اللي ما كانت تخطط أبد تاخذها عدوّة .. ما كانت تبي علاقتها مع مشاعل توصل لهالحد !.
وما كانت تتوقع إن مشاعل بتقلب عليها كذا !

رمت شادن نظرة صارمة على إختها اللي قامت ترمي حكي ما تقسيه مثل عادتها إذا خربت أخلاقها ..
قالت تحاول تكحّل عملة أختها..بابتسامة لـ بسمة : بسووم ما عليك منها ..قالت كذا عشانها معصبة من اللي صار قبل شوي.. لا تشيلين بخاطرك.. شوي وبتروق..لا تاخذين بكلامها ..
بسمة ابتسمت : مارح أزعل منها لأنها اختك ومعزتها من معزتك ومعزة محمد... مع السلامة أشوفكم !

طلعت من الغرفة ...
وشادن لفّت على مشاعل بعصبيييية :... هذا حكي ينقال قدام البنت ؟!؟؟؟؟؟
مشاعل وهي تنسدح على الصوفا :.. تستاااااهل ، قسم بالله فهمت الحين لين قالوا لا تصدّق الوجه البرئ !!!
شادن وهي مصدومة من موقف مشاعل تجاه بسمة : اللي صادمني أكثر شي إني مثل الاطرش بالزفة... تتخانقون ومحد فاهم ليش الخناقة بدت !!
مشاعل ضاااقت زود..وسحر ساكتة ما همّها تبرر أو تفسّر...لأن الموضوع بكبره معاد صار يهمّها!!

قالت مشاعل بعصبية : ما لاحظتي كيف كانت تبي تطلّع سحر بصورة مو حلوة قدام أروى ورهف..وقدامنا !!!!
شادن ما فهمت ..وعقدت حواجبها باستفهام : ..وش تقصدين ؟!!
مشاعل بسخرية : بسمة ما راعت نفسية سحر بسبة المرض ..وحاولت توهمنا إن سحر زعلانة ومو فرحانة عشانها !!.. لأن محمد خطبها !!.. وش تفهمين منها هذي !!!؟؟؟

فتحت شادن عيونها على وسعها ..من التلميح !!
قالت بعدم تصديق : لا تقولين إنها كانت تلمّح لشي مثل ذا !
مشاعل بسخرية : بالله ما فهمتي من اصرارها على سؤال سحر ؟؟... البنت في عقلها شي ..سحر باركت لها ومع ذلك تلف وتدور وتعيد نفس السؤال ؟!
شادن ما عجبها الوضع ..تضااايقت وهي تلف لـ سحر اللي خذت وضعية النوم..وصوتها معاد طلع ..وكأنها مو معنيّه بالموضوع ..
وقالت بحنية : سحوور ترا محد فهمك غلط !

ما ردت سحر ..اللي غطت راسها بالغطا .. وأخفت وجهها المسودّ عن الدنيا بكل ما فيها ..
شادن بقلق : سحر ؟
مشاعل : خليها ترتاح... بسمة وتّرت أعصابها بما فيه الكفاية ،!

ابتعدت شادن اللي ما عجبها اللي صار ..
هي تدري ان علاقة بسمة وسحر عانت تتش أيام البر وبحضورها ... بس ما تمنّت يتكرر مثل ذاك التتش اليوم !!
طلعت شادن بعد فترة ورجعت البيت ..ومشاعل ظلت مع سحر ..



يتبــع..

أتمنى أشوف ردود حلوة...
لأني تعبت بهالبارت بجد ..
:

ابتعدوا عن الردود القصيرة رجاءً :(





غيمة الشتاء 12-07-11 11:11 PM


واخيرااااااااا نزلت الكاتبه بااارت
سحورره الله يعينك ماشفتي شيء لسى من تركي بيكمل الي بداه محمد وبندر

مششكوره ي عسسل على النقل

nsamir 13-07-11 01:49 PM

ياااااااااااااااااااااااااااااااه أخيرا نزل البارت

كنت بديت أفقد الأمل ان تكتمل الرواية

تأثرت كثير لسحر و موقف بندر كمان زاد عليها

أما بسمة زفت المفروض تسمى (كشرة) - ربنا ينتقم منها هي و أبوها

لسه تركي ماشي في طريقه الغريب ده و مش عارفة أخرة التمثيل ده أيه - ربنا يهديه

في انتظار البارت الجديد و يا ريت ما يحصلش تأخير تاني

pure white 15-07-11 02:04 AM

اخيرا والله اني كنت فاقدة الامل من ان الرواية تكمل انا قريت الرواية من فترة بس هدا اول رد و ان شاء الله مارح يكون الاخيير بس حبييت اشكرك حبيبتي على التعب تسلم اناملك و اتمنى ان الكاتبة ما تتاخر علينا كتير لان الرواية من جد ابدااااااع
احنا فالانتظار تقبلي مروري pure white

انثى 27-07-11 11:28 PM

مددري ليش أحس إن العلاآقه اللي بين شآآادن وعمر رآاح تنتهي .....


الجزء الجديد له مده وهو ناآزل ياليت تنزلينه هناآ ^ـــــــــ^

♫ معزوفة حنين ♫ 28-07-11 06:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غيمه شتاء (المشاركة 2808643)

واخيرااااااااا نزلت الكاتبه بااارت
سحورره الله يعينك ماشفتي شيء لسى من تركي بيكمل الي بداه محمد وبندر

مششكوره ي عسسل على النقل





العفو ياحلوة ..
نووووو^_^ووووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 28-07-11 06:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nsamir (المشاركة 2809159)
ياااااااااااااااااااااااااااااااه أخيرا نزل البارت

كنت بديت أفقد الأمل ان تكتمل الرواية

تأثرت كثير لسحر و موقف بندر كمان زاد عليها

أما بسمة زفت المفروض تسمى (كشرة) - ربنا ينتقم منها هي و أبوها

لسه تركي ماشي في طريقه الغريب ده و مش عارفة أخرة التمثيل ده أيه - ربنا يهديه

في انتظار البارت الجديد و يا ريت ما يحصلش تأخير تاني




يسلللللللللللللللموو عالمرور ..
نووووو^_^ووووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 28-07-11 06:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pure white (المشاركة 2810819)
اخيرا والله اني كنت فاقدة الامل من ان الرواية تكمل انا قريت الرواية من فترة بس هدا اول رد و ان شاء الله مارح يكون الاخيير بس حبييت اشكرك حبيبتي على التعب تسلم اناملك و اتمنى ان الكاتبة ما تتاخر علينا كتير لان الرواية من جد ابدااااااع
احنا فالانتظار تقبلي مروري pure white




يسسسسسسسسسسسسسسلللمو عالمرور ..
نووووو^_^ووووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 28-07-11 06:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى (المشاركة 2824359)
مددري ليش أحس إن العلاآقه اللي بين شآآادن وعمر رآاح تنتهي .....


الجزء الجديد له مده وهو ناآزل ياليت تنزلينه هناآ ^ـــــــــ^




تسسسسسسسسلللمين ياقلبي ..
سوري ما انتبهت ..

نووووو^_^ووووورتي ..



♫ معزوفة حنين ♫ 28-07-11 06:28 AM


,
الجــــزء 30
-----------------------


مشاعل مسكت يد سحر عشان تهدى ..ثم التفتت للبنات ..وقاطعت بسمة : بسمة كافي ماله داعي اللي تسوينه !!!

عصّبت بسمة زود من مشاعل !!.. اللي حسّت انها واقفه بصف سحر..وقالت بقهر وشبه نفاخ : أنا وش قلت !!؟
مشاعل موتها ولا أحد ينفخ عليها خصوصاً إذا ما كانت تمون عليه... إن تمسح بكرامته الأرض !!
نفخت عليها بحدة : قلنا خلاص أعتقد نحكي عربي !

بسمة انصدمت من هالأسلوب ..من مشاعل خصوصا .. من اللي رح تكون اخت زوجها ...قالت بقهر : أدّبيها بنت عمك بعدين تعالي قولي لي خلاص !!
مشاعل وصلت معها وخربت أخلاقها .. ما كانت تكره بسمة بس من صارت خطيبة أخوها .. والشعور مختلف !
قالت بلسانها اللي محد ينافسها فيه : بنت عمي كافّه خيرها شرها ومن جيتي وهي ساكته ومرميّه على هالسرير.. محد حكى كثرك اليوم ، وترا كلمة زيادة تطولها أكثر من اللي طالها قسم بالله مارح يصير لك طيب ..وكل اللي بيصير رح يوصل لمحمد أخوي ترا موته ولا أحد يوطى لأهله طرف ..سامعة يالمتربية ؟؟؟؟

قامت شادن مرتاااعة ومنصدمة من هالدش اللي طلع من أختها ..
جات بسرعة وهي تمسك يد أختها ..وهي معصبة مرة : بسسسس فضحتينا وش هالحكي !!
مشاعل بصوت عالي والكيل فاض فيها .. إذا هي توجّعت من هالتلميحات أجل كيف سحر اللي ما تدري شلون صابره ..
قالت بغضب : عاجبك اللي تقوله ؟؟؟
شادن مستغربة : أنا مدري وش فيكم أو وش المشكلة؟؟.. ضعت ولا أدري أنتوا ليش معصّبين من الأساس !!
مشاعل بقهر : اذا انتي مو فاهمه احنا فاهمين بعض ..(وناظرت بسمة)
شادن بحززم : اووصصص كلكم...كلكم اووص خلاص ..وش فيكم بزران انهبلتوا ؟؟

اروى ورهف اللي مـا كانوا فاهمين شي.. التزموا الصمت ولا علّقوا ..
هدأ الوضع .. وأنهت شادن الخلاف.. ورجعوا لنقاشات هادية نسوا معها اللي صار ..

انتهت نصف ساعة ..وقاموا رهف وأروى.. سلموا على سحر بحفاوة عشان بيطلعون .. وتركوهم ..
سحر رجعت لـ برودها وعدم مبالاتها ..وقدام بسمة كان هذا الحل الأنجح ..

دق تلفون بسمة ..قامت وهي تبتسم لـ شادن متجاهله سحر ومشاعل : هذا أخوي وصل ..!
مشاعل فيها حرش وهي رافعه رجولها فوق الطاولة : .. مرة ثانية اقصري الزيارة ..وش زيارة المريض ذي اللي مثقّلتها ساعتين ..أروى ورهف ما كمّلوا نص ساعة إلا هم ماشين .. والمشكلة تدرين إنك ثقيلة !
طالعتها بسمة بصدمة..من أسلوب مشاعل .. اللي ما تقدر تجاريه .. ،، مشاعل اللي ما كانت تخطط أبد تاخذها عدوّة .. ما كانت تبي علاقتها مع مشاعل توصل لهالحد !.
وما كانت تتوقع إن مشاعل بتقلب عليها كذا !

رمت شادن نظرة صارمة على إختها اللي قامت ترمي حكي ما تقسيه مثل عادتها إذا خربت أخلاقها ..
قالت تحاول تكحّل عملة أختها..بابتسامة لـ بسمة : بسووم ما عليك منها ..قالت كذا عشانها معصبة من اللي صار قبل شوي.. لا تشيلين بخاطرك.. شوي وبتروق..لا تاخذين بكلامها ..
بسمة ابتسمت : مارح أزعل منها لأنها اختك ومعزتها من معزتك ومعزة محمد... مع السلامة أشوفكم !

طلعت من الغرفة ...
وشادن لفّت على مشاعل بعصبيييية :... هذا حكي ينقال قدام البنت ؟!؟؟؟؟؟
مشاعل وهي تنسدح على الصوفا :.. تستاااااهل ، قسم بالله فهمت الحين لين قالوا لا تصدّق الوجه البرئ !!!
شادن وهي مصدومة من موقف مشاعل تجاه بسمة : اللي صادمني أكثر شي إني مثل الاطرش بالزفة... تتخانقون ومحد فاهم ليش الخناقة بدت !!
مشاعل ضاااقت زود..وسحر ساكتة ما همّها تبرر أو تفسّر...لأن الموضوع بكبره معاد صار يهمّها!!

قالت مشاعل بعصبية : ما لاحظتي كيف كانت تبي تطلّع سحر بصورة مو حلوة قدام أروى ورهف..وقدامنا !!!!
شادن ما فهمت ..وعقدت حواجبها باستفهام : ..وش تقصدين ؟!!
مشاعل بسخرية : بسمة ما راعت نفسية سحر بسبة المرض ..وحاولت توهمنا إن سحر زعلانة ومو فرحانة عشانها !!.. لأن محمد خطبها !!.. وش تفهمين منها هذي !!!؟؟؟

فتحت شادن عيونها على وسعها ..من التلميح !!
قالت بعدم تصديق : لا تقولين إنها كانت تلمّح لشي مثل ذا !
مشاعل بسخرية : بالله ما فهمتي من اصرارها على سؤال سحر ؟؟... البنت في عقلها شي ..سحر باركت لها ومع ذلك تلف وتدور وتعيد نفس السؤال ؟!
شادن ما عجبها الوضع ..تضااايقت وهي تلف لـ سحر اللي خذت وضعية النوم..وصوتها معاد طلع ..وكأنها مو معنيّه بالموضوع ..
وقالت بحنية : سحوور ترا محد فهمك غلط !

ما ردت سحر ..اللي غطت راسها بالغطا .. وأخفت وجهها المسودّ عن الدنيا بكل ما فيها ..
شادن بقلق : سحر ؟
مشاعل : خليها ترتاح... بسمة وتّرت أعصابها بما فيه الكفاية ،!

ابتعدت شادن اللي ما عجبها اللي صار ..
هي تدري ان علاقة بسمة وسحر عانت تتش أيام البر وبحضورها ... بس ما تمنّت يتكرر مثل ذاك التتش اليوم !!
طلعت شادن بعد فترة ورجعت البيت ..ومشاعل ظلت مع سحر ..
:
×

بعد ساعتين ..
ملّت مشاعل الجلوس بروحها .. لأن سحر من راحت شادن وهي نايمة وشكلها ما راح تصحى قبل بكرة ..
نزلت للوبي الفخم والواااسع وهي تناظر ساعتها .. 9 بالليل ..
اليوم بطوله ما شافت خالد .. ولا مرّ عليهم الغرفة ..
أخلاقها للحين خربانه من بسمة ..ومهما حاولت تروق ما تقدر .. فيها ضيق قدْ الدنيا ودّها تفجّر في أخوها محمد اللي ما شافته من رجعوا من البر ..
راحت للكافتيريا وهي معصبه ..ومو رايقه لـ شي ..

وصلت لطاولة خالية وسحبت الكرسي بكل عنف ..ورمت جسمها بطريقة متنرفزه ... كانت طالعه من أقاصي طورهـا وهي كارهه هاليوم بكل ما فيه !
جيّة بندر اللي كانت تبيها تداوي سحر..جت عكسيّة .. وبندر كان بليد وقتها ..
ثم بسمة اللي كمّلت الناقص !..

كارهه هالوضع اللي فيه سحر .. كارهته بكل ما فيه !
وأكثر ما يخيفها ...ويرعبها ... إنها تكون بمكانها ..بيوم من الأيام !
فكرة إنكار خالد لها بهالطريقة ..شي مرعب ..مرعب !!
ولا قدرت تتخيّله !!

لقت قدامها مجلة تعريفية عن المستشفى وتجهيزاته.. بمعلومات شاملة ..وصور للمستشفى من الداخل والخارج .. وعن كل شي بما فيه الكادر الطبي العامل فيه...
مدّت يدها بأمل طافي..واحباط وضييق.. للمجلة اللي يبدو إن أحدهم تركها عالطاولة ..
وفتحتها تتسلّى فيها يوم لاحظت إنه عدد جديد للشهر الجديد..
قامت تقلّب الصفحات بعشوائية..واليد الثانية تحت خدّها ..ولا تقرى لأن فيه أشياء ما تفهمها ... لقت قائمة عن الكادر الطبي المتميّز ..بأسماءهم وصورهم ..
أول اسم كان الدكتور الخبير وصاحب المستشفى ..د. نايف مع صورة له مقابل اسمه ..
بحثت في أول عشر اسماء ..ما لقت خالد .. فتحت الصفحة اللي عقبها ...وطاحت على صورته قبل الأخير ... بما أنه من أصغر الأطباء عمراً ..
قلبت الصفحة بملل من غير لا تتمعّن فيه هالمرة ... أخلاقها جد قافله هالمرررة !!..واصله لراس مناخيرها !!

مرت دقايق ودقااايق وهي تهوجس ...وما انتبهت للي دخل برفقة ياسمين للكافتيريا ... وتجاوزوا طاولتها من غير لا ينتبهون لأنهم كانوا يتناقشون .. وهي ما انتبهت لأنها كانت مدنقه وعيونها تقرأ على مقال ،
جلسوا بالطاولة اللي وراها ..

عقدت حواجبها يوم حسّت إن صوته ظهر من وراها ..
التفتت عفوياً ويدها على المجلة ..باستغراب...وطاحت على ظهره القريب لأنه كان جالس بالكرسي اللي وراها مباشره ..
عرفته من غير ما تشوف وجهه لأن سماع صوته كان كافي...
ثم طاحت عينها عاللي كانت جالسه قباله ..ياسمين اللي كانت تاخذ وتعطي ..واللي كان وجهها قبال مشاعل !

تمالكت نفسها وارتدّت لوضعها الأول ..ريّحت ظهرها للمسند وهي تعض على لسانها لا تخرب أخلاقها زووود !!
حست باندماجهم بالنقاش لأنها كان تسمع لكنة خالد الانجليزية الجذابة ..وياسمين اللي كانت تجاريه بمهارة ..
قبضت على صفحة المجلة بأصابعها..وعفطتها بين أصابعها وهي جالسه تسمع ولا هي قادره تفهم !
حسّت نفسها جد غبية !!
وبعيدة عن خالد كثير !....كثير !..،
الاستمتاع بصوت خالد واضح..والجلسة رايقة له جداً..!
ياسمين ماخذه قلبه !!
ماخذه قلبه بهاللحظة.... ومستمتع معاها بكل ما فيـه ..

كانت تقدر تقوم وتترك المكان لهم.. لكن ما قدرت !
جلست مثل الصنم عالكرسي... وهي تحاول تكرّه عمرها بخالد !
تحاول تبدّل هالمشاعر ..لمشاعر مختلفة..
تبي تكرهه ..
تكرهه عشان ما تعيش اللي عاشته سحر !!
اكرهيـه !
أقولك إكرهيـه !
يا غبية .. !!

قررت تثبت لنفسها إنها تقدر تجلس هنا ..بالمكان اللي هو متواجد فيه ..من غير ما تتأثّر..
هروبها يعني ضعفها ..وهي تكره هالكلمة ..."ضعف" !
رح تنهي هالكلمة من قاموسهـا !!

ياسمين تحوّلت للعربي بعد ما انتهى نقاشهم العلمي .. وهي ماسكه كوب العصير : ايوه دكتور خالد !
رفع عينه عن الملف اللي قباله : هلا ؟
ابتسمت : ..كيفها سحر اختك الحين؟..ان شاء الله أحسن ؟
ابتسم بدوره : وضعها يتحسّن وبكرة بتطلع ان شاء الله
ياسمين : ما قلت لك إني مريت عليها ؟... ما شاء الله هي أحلى منك بكثير
ضحك بشكل عفوي : هههههه... إيه عارف !..
ياسمين : شفت معاها بنات ما شاء الله قرايب لكم ..لأن الدم واضح بينكم ..
خالد فهم : تقصدين بنات عمي ؟؟
ياسمين : أظن... خوات يتشابهون ..
ابتسم : ايه أجل بنات عمي..
نزّل راسه من جديد للملف اللي جابه معه عشان يطّلع عليه...بينما هي سكتت وهي تتأمله لـ ثواني..وسؤال عابر يدوور براسها ..
ما حبسته ..قالت : مين تكون مشاعل ؟؟؟

رفع راسه بسرعة عن الملف... والاهتمام بوجهه....مشاعل اصطلبت لا إراديا وأعصابها تتشنج ..يوم لقطت اسمها من وراها !!
ياسمين توتّرت شوي يوم شافت الاستفسار بعيون خالد ..
بس ابتسمت : وحدة من بنات عمك؟؟
عقد حواجبه هالمرة : ..تعرفينها؟
ياسمين بوضوح : ما أعرفها شخصيا ... بس سمعتك تنادي البنت اللي كانت معنا بالمصعد أمس بـ مشاعل ..ثم شفتها بالغرفة مع اختك..
هزّ راسه يوم ربط الموضوع..هزّة عابرة ..وهو يدنّق للملف من جديد من غير اهتمام : ايه ..بنت عمي

توتّرت ياسمين زود.. ووضح عليها الارتباك.. وبنبرة متأسّفة : .. من ردة فعلها أمس بالمصعد...واضح إنّها فهمت الموضوع غلط !
رفع راسه عن الملف ..يناظرها بحيرة ..وهو ماسك صفحة من الملف بيده وهو ساكت ..
ياسمين وهي تحكّ حاجبها وتحاول تعتذر : آسفة دكتور .. شكلها زعلت منك أمس بسببنا ..
خالد جد مافهم وش تقصد ..وعقد حواجبه العقدة اللي تحلّي من ملامحه..وتزيده جديّة ..
ياسمين كمّلت : آسفة إن كنت سببت بينكم سوء تفاهم !

نزّل الورقة من يده في وسط الملف... وسلّط اهتمامه كامل عليها ..وهو يقول : ..بيننا ؟؟.... سوء تفاهم؟؟.. عفواً بس مو فاهم عليك !
ياسمين حسبت إنه يلطّف الجو عشان ما يضايقها : إيه خطيبتك أمس زعلت بسببنا ..جد تضايقت أنا عقب اللي صار..

غمض عيونه وحواجبه نطّت فوق.. لأن الكلمة ما رضت تدخل مخه..وهو يرفع يده قدام وجهه : لحظة لحظة ... (ضحكة استغراب صغيرة)... وش قلتي ؟..
مشاعل من وراه تصبّبت عرق وهي تسمع ..
ياسمين ارتبكت يوم شافت ردة فعل خالد الغريبة ..
قالت بتلعثم : ..آسفة .. بس اللي صار أمس هيّأ لي إن بينكم شي .. يعني...شفتك رحت وراها ... كانت جد زعلانة !

ما أمداها تكمّل كلمتها إلا خالد يضحك ..وهو يكمّم فمه بيده ..عشان لا يطلع لضحكته صوت عالي !
ياسمين ناظرته مو مستوعبة الموضوع اللي خلاه يضحك..
قالت بتلعثم : ..هي... مو خطيبتك؟.. آسفة... من شفتك طلعت وراها...على طول جتني هالصورة... اعذرني بس ..أنا ما طلبت أكلمك اليوم إلا عشان أعتذر لك عن سوء التفاهم...
رفع يده الحرّة يسكّتها بينما الثانية على فمه اللي يضحك...
سكتت ووجهها أحمر ..يوم حسّت إنها طرت موضوع ..خلّا خالد بهالوضع !
حسّت إنها قالت شي غبي ... شي مو منطقي ...اللي خلاه يستنكر كذا !..وبهالطريقة !!

أبعد يده عن فمه..وهو يعض على شفته السفلية ...
ثم قال بعد ما تمالك أعصابه : عفواً؟..
ياسمين انحرجت وما عرفت وش تقول... فضّلت تسكت ،
ابتسم ابتسامة جانبية جعّدت خده... فيها لمحة سخرية غير ملحوظة : مرة وحدة... خطيبتي ؟... قوية والله !

مشاعل لأنها المعنيّة بالموضوع.. لمست نبرة مو حلوة في كلامه وهو يقولها .. واصطلبت زود وزود... وملامحها تتغيّر بالتدريج... لـ غضب يتنامى ،
كمّل خالد وهو يسكّر الملف بنبرة وضع النقط عالحروف..وسخريته بصوته : غلطتي ما بيننا شي ولا رح يكون !
تلعثمت ياسمين .. وحاولت ترقّع فعلتها يوم حسّت إنها شطحت لموضوع مثل ذا .. موضوع صعبة ينفتح بين اثنين كل اللي بينهم زمالة عمل ..،!
قالت : آسفة دكتور .. ما كنت اقصد..زعّلك كلامي ؟
ابتسم بوجهها ابتسامة عذّبتها...وبلطافة : آسفك مقبول .. بس مدري كيف فكرتي بشي مثل هذا.. مشاعل ما تعني لي أكثر من كونها بنت عمي لا غير ..
دق قلب ياسمين وهي تشوفه يناظرها بابتسامة .. والغمازة الحلوة بخده ..

قالت من غير شعور..ولا تدري شلون نطقتها : .. بس ....واضح.......إنّك تعني لها ؟!
غمض عيونه وكأن الطاري أزعجه .. وأدار وجهه بعيد عن ياسمين اللي كانت تناظره بقلق..يوم حسّت إنها قالت شي أزعج موده..

كانت مشاعل من وراهم ... تتقطع ألم من جهة...وتشتعل نيران من جهة ثانية ..
كرهت يحكي عن هالموضوع بهالطريقة ...كرهت إنه يحكي هالموضوع مع كل من هب ودب ،!
خصوصا مع مثل هالبنت ،،
اللي حسّت إن كل الصفات المحمودة مجتمعة فيها ... حست فيها ذكاء..وذرابة ..ولباقة ..وهدوء ..وثقل ..وشطارة
وكل شي هي ما تملكه !!

قال بعد لحظة وهو ملتفت بعيد : ..تتوهّمين .. مشاعل اختي ..
ياسمين كرهت نفسها : دكتور خالد..آسفة ..أزعجتك
قال يكررها ..يبي يسكّر هالباب على نفسه قبل الناس : فهمتي الموضوع بالغلط... وتهيّئاتك مو في محلها يا دكتورة..مدري شلون فكرتي بهالطريقة ... (ابتسامة تهكم صغيرة مع نفسه).. شي يضحّك !... أنا؟؟،،ومشاعل؟؟...ههههه
عرفت ياسمين إنها قالت شي مو زييين أبد أبد..لأن وجه خالد ونبرته تغيّروا ..
اتضّح لها بهاللحظة ..إن فيه شي مضايقه ...
شي ، شايله مثل الحمل على أكتافه ..شي مقلقه..ومسبب له عدم ارتياح !
شي... موتّر له أعصابه..
شي...تعب يجرحه ..
شي.... ما عرفت تفهم وش هو !


مشاعل كل اللي سمعته كان فوق طاقتها .. خالد يستهزء فيها بهالطريقة .. وبهالنبرة !!!
خالد شايفها مو شي أبدن..مو شي أبدن ..
حست إنها اكتفت لهالحد... وأخلاقها خربوا زود وزود ...
ما تدري شلون مسكت عمرها بذيك اللحظة...وما شنّت عليه هجوم كاسح وضارب ..عقب كل اللي قاله بحقّها ..
شايفني شي يضحّك؟؟...شي يضحّك لدرجة إنك ما تشوف نفسك معه..إلا نكتة !!!
شي يخليك تتوتّر وتنكرني كذا ؟!!!

قامت واقفه بغضب فضيع... وما استدارت عليهم ..مشت وهي معطيتهم ظهرها بخطوات نارية ..والشرار يلتهب بعيونها لهيب لأول مرة تستشعره ..
طلعت من الكافتيريا مثل الريح ..

ياسمين اللي لفتت انتباهها البنت اللي طلعت بسرعة مستعجلة ... ارتدت عيونها للطاولة اللي كانت جالسه عليها...وشافت مجلة مفتوحة ..منسيّه عالطاولة ... والصفحة المفتوحة كانت متعفّطه ومتمزقه بشكل غريب !
قامت واقفه تحسب إنها نستها ... شالتها ورجعت قبال خالد ..اللي رجع لملفّه وسكت وكأن موده انقلب ...
ابتسمت ياسمين يوم شافتها العدد الجديد : .. هذا العدد الجديد للشهر...اطّلعت عليه؟
رفع عينه وكأنّه رجع يروق : ..نزلت؟
ياسمين : ايه ... كتبت فيها مقالة ...ودّك تقراها ؟
(ضحك) : والله؟... حتى أنا كتبت فيها مقالة لهالشهر ..
انبسطت يوم شافته يروق من جديد : .. عن ايش مقالتك ؟
رجع لملفه بابتسامة جانبية : اقريها وبتعرفين ..

دق جوالها قبل لا تلقى مقالته...وكانت صديقتها تسأل عنها لأن دوامهم انتهى لليوم ..
خالد لاحظ ان الصفحة اللي واقفه عليها ..صفحة مقالته ..بس ما كانت واضحه لأنها متعفّطه بشراسة ..والورقة مهترئة بشكل غريب وكأن احد حاط فيها كل حيله !
ضحك باستغراب : ليش المجلة كذا ؟
ابتسمت وهي توقف بأدب ورسمية : مدري ، لقيتها عالطاولة هذي عقب وحدة كانت جالسه هنا !.. عن اذنك صاحباتي ينتظروني ... أشوفك بكرة يا دكتور .. وآسفة عالازعاج مرة ثانية ...
ابتسم وهو يودّعها بإشارة من يده : حصل خير ...

تركته وهي تهرول برا الكافتيريا لأن صاحباتها شلعوها بالاتصالات المتتالية ..فاستعجلت لهم،،
:
/










♫ معزوفة حنين ♫ 28-07-11 06:28 AM





الصباح .. الساعة 7 ..
الوقت مبكر جداً.. وغرفة سحر مظلمة لأن مشاعل أغلقت الستاير قبل تنام... ولعلّها تنام وسط هالمشاعر المختلطة ..واللي ما تقدر تحددها ..،،
فيه نيران وسط قلبها شااابة ..من أمس بالليل ..

رفعت راسها عن الوسادة ناحية سحر... اللي كانت بعالم آخر لأنها نايمة بكل ما عطاها ربي..
رمت راسها عالوسادة مرة ثانية .. وهي تتنهّد... ما نامت غير ساعة وحدة ثم تفتّحت عيونها مثل البوم !

قامت ودخلت الحمام..غسلت وجهها بالموية الباردة ... ثم لبست عبايتها وطلعت من الغرفة .... راسها صاكّها وأخلاقها قفللللت من أمس ...
يمكن كوب من القهوة.. يروّقها شوي ...
لكنها وهي تمشي بالممر... شافت خالد يمشي بالممر وشكله متّجه لغرفة سحر..وممرضة تمشي معه وهي تحكي بخصوص شي..وهو يرد عليها ..

لاحظ ان اللي جايه هي مشاعل من مشيتها ...ابتسم وهو يرفع كف يده للتحيّة : صباح الخير مشاعل ..
عطته نظرة جانبية صامتة وهي تمر من جنبه مباشرة ... وصدّت وكمّلت طريقها ..من غير أدنى كلمة !!

وقف عن المشي يوم استشعر ..موجة برد منطلقة منها..ومن ردّة فعلها !!
التفت والممرضة تركته وراحت تشوف شغلها ...
حركة مشاعل معه ..ضايقته ...وراح يتبعها ..

دخلت مشاعل جوا الاصنصير وهي قافله حتى من نفسها ...الشي اللي يهوّن عليها الأمر..إن سحر بتطلع اليوم بعد الظهر..وكلها ساعات وتنتهي من هالجحيم ..
طلبت اللوبي...وقبل لا يتسكر الباب..دخلت عليها يد ..منعت الإغلاق..
رفعت عينها مرتاعه والتقت بعيون خالد الجادّة...وعرفت من ملامح وجهه...إنّه مثلها ...ما نام طول الليل ..
قال وهو واقف بين البابين... يعني ما دخل : قلنا صباح الخير... وش هالعنفقه على هالصبح !
قالت بنبرة جامدة : اترك الباب !

ما ترك الباب ..رفع حاجب واحد : عسى ما شر ؟.. واضح مو طبيعية !؟
خذت نَفَس ..لا تسوي فيه جريمة : .. اترك...الباب... مالي خلق طقاق وتوتير اعصاب الحين ..
خالد باستغراب ..ترك الباب الأول.. ويده عالثاني : عسى ما شر؟... ما نمتي الليل ؟
قالت بنبرة تفوح سخرية : والواحد يعرف يرتاح هنا؟... إنت من جهة ..واختك من جهة ..محد يقدر يتحمّلكم !
خالد بقلق : ... سحر ضايقتك بشي؟؟..سوّت شي ثاني غير أمس ؟!
مشاعل تنرفزت منه : هذا اللي همّك إنت...وش سوّت اختك.. إنت تسألني مو خوف علي..خوف على اختك..وخخخرر...(هاجت)
وتقدمت له من غير وعي بهاللحظة ..وضربت صدره ضربة أقرب للدفعة ..خلته يتراجع ورا ..وبسرعة ضغغغطت زر الاغلاق وهي تتنفس ..بعصبية ..وغيض....

خالد تصنّم مكانه وهو يشوفها ..غااضبة..على هالصبح.. وحركتها اللي صدمته ،،
نزل الاصنصير وهو واقف مكانه... على إنه كان ناوي يروح للغرفة عشان يتكلّم مع مشاعل بالأساس...بس مشاعل فاجئته بمودها ،
استدار وراح لـ غرفة اخته عشان يتطمّن عليها ويشوفها...لقاها نايمه وما حسّت فيه...
عقب ما تطمّن ... طلع من الغرفة ... ونزل تحت لـ اللوبي يدوّر مشاعل ..


دخلت مشاعل الكافتيريا ..وطلبت لها كوفي يروّق أعصابها ..
هاجت قبل ثواني من غير شورها ...
خذت كوبها وراحت تجلس ..الكافتيريا بهالوقت كانت فاضيه تقريبا لأن الوقت لازال مبكّر جداً...
ممداها تحط كوبها عالطاولة ..إلا شافت خالد داخل..ومقبل ناحيتها مباشرة ..
ما تغيّر شي من هيئتها .. وجلست على وصوله... وبحركة مفاجئة سحب الكرسي اللي قبالها بيد وحدة ..وجلس من غير تردد ..وحط رجل على رجل وهو يرفع يده للعامل المسؤول.. يطلب طلبه المعتاد ..
ثم نزّل عيونه والتقت بعينها ...وهو يبتسم بأدب ...وقال : وأخيرا جا الوقت...تذكرين قلت لك أبي أكلمك لوحدنا !

وهي ساكته للحين ..منخرسه... يمكن لأنه ما كان في مقدّمات لحركته...
قالت لأنها ما نست : لا ما نسيت ...بس اعتذر.. مابي أحكي عن شي..!

وقامت واقفه ..وهي شايله كوبها...وراحت لـ طاولة ثانية خالية..بعيدة عن الأولى ...وجلست هناك ما عطته فرصة يفتح أي موضوع ..
ما عجبته حركتها وقومتها ...تنهّد وهو يقوم واقف..ولحقها...وبنفس الحركة والاصرار...سحب الكرسي قبالها بيد وحدة...وجلس بنفس الطريقة وهو يقول : انا ما ألعب...قلت لك من قبل أبي أتكلم معك...محد غيرك ممكن يساعدني !

جلس قبالها ..وهي مو مستوعبة هالاصرار.. والتلصّق!
قالت وهي تصرّ على أسنانها : مهما كان الموضوع..ما أبي أتكلم معك بشي...
قال بصبر..وهو يأشر على وجهه المرهق : شوفي وجهي لي يومين ما نمت والسبب سحر واللي صاير لها ...
قالت ببرود : إن كان في اختك بلا... محد بيقولك غيرها...أنا طلّعني برا الموضوع !
ضيّق بؤرة عيونه : يعني انتي تعرفين سبب اللي صاير لها ؟!
رفعت حاجب واحد..وببروود : ..للأسف لا...!
خالد بجديـة : مشاعل لا تكذبين !

انفجرت فيه..وزين منها قدرت تسيطر على صوتها لا يرتفع ..كانت حادّة وهي تقول : انا مو مجبورة أقولك شي...وما أعرف شي عشان أقولك ... والحين اقلب وجهك تراها واصله معي يا خالد... اتركني بحالي ما عاد أبي اشوفك !!
رفع راسه وتلفّت بأرجاء الكافتيريا ..اللي بدت تستقبل بعض الناس... والتفت عليها بحدة يوم شاف صوتها بدا يعلى : قومي معي !
قالت ببرود : حلوة ذي قومي معي !
خالد وهو عاض على لسانه : قومي معي لا تفضحينا ..النقاش إن كانه بيعلى خلينا نروح لعيادتي ونتفاهم !
هي بسخرية : ههه متخيّل بنط قدامك واقول قدام!
عصّب عليها : إنتي وش ماكله من الصبح ! ..وش هالنفسية من بدري !؟

سفهته وقامت واقفه ..تركت كوبها لأن نفسها انسدّت حتى من القهوة ..وعشان لا تسبب فضيحة لأنها ما تعرف لمتى بتتمالك أعصابها ..
راحت طالعه من الكافتيريا ..وخالد لحقها بسرعة...
طلبت المصعد..ودخلت ..مدّت يدها بتضغط الدور عشان تروح لغرفة سحر...بس سبقها خالد بحركة سريعة وضغط رقم 2..اللي هو رقم دور عيادته ..!!
ناظرته بصدمه من عناده ..!!
وقال بجدية أول مرة تشوفها فيه لهالحد : قلت لك كلامي معك..ماله مفرّ !
قالت وهي تتراجع بعيد لأنه كان قريب : كلامك خلّه مع اختك... أنا مارح أفيدك..والحين وخر ..مابي اتكلم معك بأي موضوع
وهو مو فاهم سبب تشنّجها وعصبيّتها هذي : انتي جد في عقلك شي اليوم؟.. امس ما كنتي كذا ؟
مشاعل : موهذا اللي إنت تبيه...
تنهّد وهي يستغفر ربه ...ثم ناظرها وهي متكتّفه وواقفه بزاوية المصعد ...
قال : افهمي ...كلامي معك..لمصلحة سحر..اللي أدري أنا إنها تهمّك وتخافين عليها أكثر من نفسك..
مشاعل بانفجاار : دام كذا..تراها ما عاد تهممني ...
قاطعها يوم شافها فقدت السيطرة على نفسها ولا يدري ليش : اهدي وخلينا نتكلم بهدوء ...الصوت العالي مو حل...

فتح المصعد...وأصرّ عليها تطلع... حافظت على باقي هدوءها وطلعت قدامه وهي كارهه هالموقف...وكارهه هالصراع معه !!
مشت قدامه لين وصلوا لباب مغلق...قرت على واجهته ..
"عيادة الدكتور خالد مساعد" ..
عضت شفتها السفلية وهي تكتم باقي غيضها وباقي مشاعرها وباقي غضبها وكل التناقضات المجتمعة داخلهاا...
فتح لها الباب بأدب...وهو يبتسم لعلّه يمتص مودها المنعفس.... دخلت ..مرورا من جنبه..وهو ماسك لها الباب...
ولا إراديا رغم غضبها ..إلا إن عيونها خذت جولة سريعة بالعيادة الواسعة ...مكتبه اللي كان قدامها ..وسرير الكشف يسارها...والستار ...والأدوات المرتبة ...
لأول مرة تدخل عيادته ... لأول مرة تقتحم مكان عمله اللي يحتضنه أغلب ساعات اليوم...
وجودهم لحالهم ...واغلاقه الباب من عقبها ...خلاها نوعاً ما ..تهدى ..وتتمالك نفسها ...وترمي عصبيتها المجنونة من الشباك بهاللحظات...

مرّ من خلفها...عشان يوصل لمكتبه..وهو يقول بهدوء : الحين تفضلي... بدل القهوة اللي عفستها عليك تحت ..بسوي لك قهوة من يدي !
نقلت عينها من السرير النظيف والمغطى بغطا أبيض من الورق...لناحيته يوم قال هالكلام...وشافته يتوجّه لمكينة القهوة الموجودة عنده .. وما علّقت..ولا ردّت عليه..
قال وهو معطيها ظهره..يشتغل عالقهوة : ارتاحي مشاعل ... أول مرة تدخلين عيادتي ..
ما ردّت عليه ..وفضّلت تختار السكوت...

جا عندها وهي تجلس عالكرسي جنب المكتب..رفعت طرف الطرحة عن وجهها وبقت عاللثمة ..
قال وهو يحط الكوب قدامها : ..روّقي الحين ...وخلينا نترك العناد !
ناظرته بنص عيون : قلت لك ما عندي شي اقوله لك...
خالد جلس بالكرسي المقابل وبينهم مسافة : ما أدري ليش ، بس أحس انتي عندك خبر عن السبب...ليش سحر منتكسه نفسيّتها كذا ؟
مشاعل ببرود : كم مرة تبيني أكررها ؟
خالد وهو ماسك كوبه عند فمه : لا تنسين ..إنك إنتي اللي اتّصلتي علي يوم اختفت من المخيم..وقلتي إن سحر طلعت منهارة وتبكي !
تكتّفت ..وهي تحافظ على هدوءها ونبرة صوتها الراكزة : قلت لك..لكن هذا ما يعني إني أعرف السبب !
ضيّق عيونه ..وبجدية : معقولة ما تعرفين ؟؟
رفعت حاجب ..وللحين وهي بااااردة قباله : قلتها لك من قبل... إذا كان في خاطرك أسئلة...وجّهها لسحر..مو لي.. لأني حتى لو كنت أعرف...ما رح أقولك شي..

فهم من أجوبتها ..إنها ماخذه منه موقف... لأن اجاباتها كانت مختصره... وباردة... وعدائية بعض الشئ!
قال وهو يحط الكوب جنبه ..ويوجّه لها كامل اهتمامه : إنتي بتجننيني؟؟

تركت كوبها وما شربت منه شي...وقامت واقفه : .. الحين مع السلامة..
قام واقف بسرعة : لحظة ...توّنا ما سمحت لك تطلعين !
ناظرته ببرود : خير؟... فيه شي ثاني؟
قال يوم بدت تطلّعه من طوره : .. مارح تطلعين من هنا لما تجاوبين على كل أسئلتي !
ضحكت بسخرية..ومُتعتها نرفزته : وش بتسوي...بتطقني مثلا لو ما حكيت؟...قلت لك اللي عندي!..اختك محد يعرف اللي فيها إلا هي...
(عصّب) : مشاااعل... انتي ليش تحبين تنرفزيني؟؟
قالت ببراءة مصطنعه : أنا أنرفزك؟...سوبحان الله...ما كنت أدري إن لي هالتأثير عليك !
(عصب زووود) : مشااااااعل !
قالت بعصبية موازيه ..وما حسّت باللي قاعده تقوله... واللي بسببه ..بتسبّب على نفسها جرح جديد..
: انا مارح افيدك بشي... انا غبية ومارح افيدك...شي يضحّك أصلاً إنك إنت الدكتور والخبير..وجاي تسأل اللي أغبى منك... روح لحبيبتك اللي ماخذه عقلك..روح تراها دقّت صداقة مع اختك..روح لها أكيد عندها خبر....
قطعت كلماتها اللي ما كمّلتها .. سكتت بسبب النظرة الغاااضبة اللي أرسلها لها .. سكتت وما تدري شلون سكتت وهي ما فجّرت كل الغيض داخلها ..
قال وهو يشتعل غييض ..وكلامها ..استفزّه زوود : وش هالجنون الجديد؟..
قالت بسخرية : حبيبتك اللي ماخذه عقلك...لايقه عليك...اسألها... وبتعطيك الأسباب من خبرتها العظيييييمة (مطّتها بنبرة تهكّم) ...أظن اسمها ياسمين ..هه هه أكيد بتفيدك ...

فهم السالفة ... وتكتّف... ورغم سيطرته الدايمه على نفسه...والحمل اللي شايله على أكتافه عشان ما يجرحها...لكن هالمرة ما قدر
قال بسخرية : أجل إنتي راعية المجلة ؟

سكتت يوم فاجئها ..لكن الغضب لازال يتطاير مثل اللهب ..من حولها
قال يوم فهم من صمتها ..إنها كانت هي : ايه فهمت الموضوع الحين... إنتي سمعتي كلامي مع اللي ماخذه عقلي أمس !؟

كلمته شبّبت النيران..وزادتها لهيب ..
(وكمّل) : عشان كذا مودك منعفس اليوم ؟!
قالت بقوّة : كل السالفة إني تحمّلت اختك...وتحمّلت طلبك إني أبقى..على حساب نفسي !

ابتسم ابتسامة تهكّم : كل ما أقول بديتي تعقلين...ألقاك تنجنّين أكثر عن قبل !
مشاعل : ..مسخرتك علي بهالطريقة ترا ما عادت تأثر فيني !
خالد دخل الصراع الجديد.. بدون ما يحس..انجرّ معها وهو اللي كان غالبا يثقل ..بس هالمرة جرّته وخلّته يجاريها ويراددها : يعني أنا الحين أبي أفهم .. وش اللي قلته غلط أمس عشان تاخذينه شخصي كذا... وتعاديني !؟
عصّبت منه...مو حاس بأغلاطه أبد : لا أبددددن إنت ما غلطت... تحكي عني مع كل من هب ودب !!
قال وهو ماسك نفسه : أنا انسئلت سؤال... وجاوبت عليه... كان لازم أوضح سوء التفاهم عشان لا تطلع اشاعات..
(ضحكت بتهكّم) : يا الله !... فهمت ألحين ..إنت خايف تطلع اشاعات تطيّـر اللي ماخذه عقلك من يديك اذا فهمتك غلط !

صرّ على أسنانه اللي كادت تتفتت من غضبه اللي وصل حدّه : مشاعل بلا كلااام فاضي !!
مشاعل : حققققييير !!.. ومتعتك جرجرتي وراك !!!

لا اراديا مسك شعره فوق جبينه وشد عليه ..وهو مغمض عيونه ...من العصبية والتأثير اللي قامت تسببه عليه !!
قال يبي ينهي هالسالفة الماصخة...بطريقة مؤلمة : أوكي ..هي ماخذه عقلي من أوله لآخره طاب خاطرك الحين؟ عالأقل فيها كل شي أتمناه لنفسي.. فهمتي الحين ليش أنا مو قادر أشوفك !!.. هي نقيضك ذكية وطموحة ومثقفة وراكزة وكل شي فيها حلو ويجذبني !.. فهمتي اللي أحاول أقوله لك من زمان !!

فعلاً ..كانت طريقته مؤلمة جداً.. مووجعه ... وتعداده لسلبياتها عن طريق ذكر العكس..كان خااانق...
حد الألم المميت !
كانت عيونها الظاهره من خلف اللثمه ..تلتمع بغضب صامت ... نظرات غضب حمرا اختلطت مع دموع ... خليط أوجع قلب خالد !!
بس حاول ينهي هالصراع اللي أتعبه لمدة طويلة : فهمتي؟..ولّا أعيد كلامي؟ (قالها بهدوء)
ضحكت بسخرية... ضحكة ممزوجة ببكا : ..بعد فيك حيل تقولها مرة ثانية !...لا ياخي لا تقولها أنا بقولها عنك...أنا غبية..ومالي طموح..وثقافتي صفر..وخبلة وهبلة وماعرف أثقل .. هذي الصورة الوحيدة اللي في بالك عني ما يحتاج تكرر لأني عارفه كل هالأشياء ،،

ما عجبه أبدا المرحلة اللي وصلوا لها... وتأنيب الضميير اللي تفاقم عليه... مشاعل أبد مو مريّحته وراميه عليه ثقل قدْ الجبال.. راميه عليه مسؤولية كبيرة ناحيتها من حبّته....وهو مو قادر يبادل !!
رمت طرف الطرحة على وجهها تخفي عيونها ...ومشت بسرعة للباب تبي تطلع..
قال وهو ضااايق ومخنـوق : ما أبي أعيش تأنيب الضمير الحين لأنك انتي اللي جبرتيني أقول اللي قلته..
ما ردّت..فتحت الباب بقوة وطلعت ..
وكادت تصطدم بـ جمال اللي كان جاي للباب .. نط لورا وهو مرتاع عشان لا يضرب فيها وهو مستغرب من هذي اللي ظهرت بسرعة صاروخية من عيادة خالد... عرفها من طولها ...وهيئتها ..وحجمها ..ومشيتها ...
راقبها وهي تمشي بعيد.. لثواني..ثم التفت لداخل العيادة وهو برا ..وشاف خالد وهو مستند بيد وحدة على زاوية المكتب...واليد الثانية تفرك جبينه بقوة غريبة... ثم ترك جبينه.. ومسح على شعره ووجهه مهموووم !!

ما تحمّل المنظر.. وحس من هيئة الاثنين ..إن فيه شي مو زين صاير !
بصمت دخل العيادة..وسكر الباب من ورا ظهره وعينه تتمعّن بخالد اللي كان متشتت !
قال وهو مستند عالباب بجسمه : وش صاير مع بنت عمك؟

لاحظ خالد وجوده ...وصد وهو يجلس ورا مكتبه : ..مو شي مهم !
د.جمال : فيه شي صاير بالاهل؟...اختك سحر فيها شي كايد؟
خالد وهو مركّز بالفراغ : ..مافيها غير اللي تعرفه..
جمال باهتمام : طيب؟... قلت لي انك بتكلم بنت عمك..دامها الأقرب لـ سحر اختك...عرفت منها سبب وضعها النفسي؟
خالد بضيق : ما خذت منها حق ولا باطل ..
جمال : مشاعل بنت عمك..ما تعرف ؟
خالد بإحباط معتليه بشكل غريب : على حسب اللي قالته....لا !
جمال اقترب وهو ملاحظ أن مود خالد متغيّر : شفيك وضعك مو مضبوط !؟

حط خالد أصابعه على عيونه..وهو يدنق ..والواضح إنه مخنوق ..
قال جمال بقلق : خالد ؟؟
خالد بوجع وهو على نفس الوضعية : تعبتْ أحس إني بدون قلب يا جمال...تعبــت !
جمال بقلق : شفيك قلقتني !...ليش تقول هالحكي؟

زفر خالد نفس عميييق من صدره..وطاحت عينه عالساعة المعلقة على جدار عيادته وتحديدا فوق الباب ..
قال وماله إلا شغله يلهى فيه : أنا رايح للراوند لازم أبداها...عندي بعض المرضى يحتاجون متابعة دقيقة ..
جمال وعيونه قلقانه : ما قلت اللي مضايقك طيب؟
خالد بابتسامة محببببطة : ما تبي تسمعها ويضيق مودك صدقني ..انا طالع اشوفك وقت الاستراحة ..

وطلع من عيادته وبيده سماعته الطبية ... وجمال مو فاهم ليش ذاك الهمّ اللي كان على وجهه ،
:
/

مرت الساعات ..
بعد الظهر .. وقت خروج سحر من المستشفى ..

مشاعل كانت تلم أغراض سحر بالشنطة الصغيرة ..وتثني ملابسها بسرعة ..استعداد للخروج ..
بهاللحظة كانت سحر لابسه عباتها ..وجالسه على طرف السرير والجوال بإذنها ..تحاكي أمها اللي مستغربه من اصرارها على عدم جيّتها عشان تصاحبها للبيت ..
سحر بملل : قلت لك ما يحتاج تجين... الموضوع مو مستاهل بتشوفيني بعد شوي بالبيت
أمها وهي قلقانه : أكيد ما تحتاجين مساعدتي يا ماما
سحر : لا ..! .. مشاعل معي ومتكفّله بكل شي ..

سكّرت من أمها ..وهي واجمه .. تناظر الجدار اللي قبالها ومحد عارف بالأفكار الغريبة اللي تدور براسها ..
مشاعل سكّرت الشنطة ..وجت لـ سحر وهي حاسه إن وراها مصيبة..ناويه عليها !!

مشاعل : ليش ما خليتي خالتي تجي ؟..وش تفكرين فيه !؟
سحر بهدوووء مريب : .. مو شي !
مشاعل بجديّة : طالعيني !
رفعت سحر عينها لـ مشاعل..وهي ساكتة..

بادرتها مشاعل بنبرة مباشرة : احكي... إنتي واضح في بالك شي..عشان كذا ما تبين خالتي ام خالد تجي ترافقك بالخروج !
سحر تجاهلت هالسؤال واكتفت إنها تشيل شنطة اليد ..وتقوم واقفه : في بالي شي أو مافيه ..هالشي خاص فيني !
تأكّدت مشاعل من ظنونها ..بس ما عرفت أي بلوى ناويتها سحر..
اللي ما كانت سحر الشفافة ..والواضحة !
لافّها غموض عجيب غريب ..
ومشاعرها معاد صارت تنعرف ،!

شالت مشاعل شنطة أغراض سحر على كتفها ..ثم شالت الدبدوب اللي أصرّت سحر تاخذه معها للبيت ،
وطلعوا سوى ..

وهم بالمصعد ..
مشاعل وهي حاضنه الدبدوب لـ صدرها : ... السيارة وصلت؟؟
سحر وهي تناظر الباب : ..أمي قالت إنها أرسلت وليد..
مشاعل : تبيني أجي معك للبيت ؟... إذا تبيني أنوم عندك هالأسبوع..ما عندي مانع !
سحر باقتضاب :.. ما يحتاج !
مشاعل بضيق :...أبي أكون عندك هالأسبوع .. والله ما تفرق عندي.. لا تحسبيني تعبت منك !
سحر : أبي أكون لحالي هالفترة .. افهمي.. أنا مو طايقه نفسي حتى فابعدي عني الحين..

سكتت مشاعل وهي مكتأبة .. هالحالة شكلها بتطووول !!

طلعوا للبوابة الرئيسية .. وهناك ...شافت سحر .. وليد وهو واقف عند السيارة في الباركنق قدام البوابة .. وهو مستند على باب السايق ..عاقد يدينه على صدره وهو يتأمل النافورة اللي مزيّنه المدخل ..

رفع عينه واصطلب واقف من شافها تناظره وبنت عمها معها ..
رفع يده باشارة انتظار وابتسامة سريعة على وجهه .. ثم دخل السيارة وأخرجها من الباركنق ..وجابها قدّام المدخل الرخامي ..!

نزل عشان ياخذ منهم الأغراض ..بخروج خالد من البوابة الكهربائية وهو يركض ..
خالد : سحـررر..!
لفّت سحر للباب وهي ساكته وما قالت شي..
خالد بعتاب : سحر..؟...ليش ما انتظرتيني طلعت لغرفتك عشان أنزل معك وما لقيتك
سحر بملل : ما يحتاج... خلك بشغلك إنت !
خالد : شغلي الحين هو إنتي !...ما عندي أهم منك طالما إنتي هنا !
سحر : والحين طلعت خارج مسؤوليتك ..تشافيت وما فيني الا العافية.. روح غيرك يحتاج اهتمامك !

جت بتروح بعد ما قالت هالكلمة ببرود ..
لكن مسكها من ذراعها بقووة ..وخلّاها تناظره من جديد ..
خالد بصرامة : ..ما انتهينا ترا.... حالتك ذي بتلعن خيري .. لازم أفهم وش مصيبتك إنتي !!!!!

رفعت يدها ليده اللي قابضه على أعلى ذراعها ..وفكّتها بقوة
وقالت : ما عندي مصايب اتركني الحين أبي ارجع البيت ارتاح..
أبعد يده عنها وهو يشوفها ..تستدير وتتركه بحيرته ..ما جاوبت على اسئلته ..ولا همّها قلقه ،.. ونست تشكي له !
تركت عادتها !
وتركته ،!

ركبت من الباب اللي كان تركي ماسكه وهو يتمعّن فـ وجهها بتركيز وهي تجلس... أغلق الباب من عقبها بعد ما لاحظ ردة فعلها الباردة مع خالد أخوها ..ثم ابتسم لـ خالد وهو يدور حول السيارة عشان ياخذ مكانه ..
بادله خالد بابتسامة صامتة ..ابتسامة متألمة أكثر منها صادقة ..
حال اخته واجع قلبه... والمشكلة ما يدري وش البلا ؟!
يدري إن صاير معاها شي... بس هي تنكر !
وتنكر بقوة !!

بالسيارة ..
سحر : وليد... خلّنا نودي مشاعل قبل !
مشاعل ناظرتها : مصرّة ما تبيني أنام عندك هالأسبوع ..؟
سحر : ..لا !
مشاعل : اوفففف ..صايرة عنيدة ..ما كنتي كذا !!
سحر بسخرية ملت نعومة صوتها : ملكة أخوك بعد أقل من أسبوع وحدة مثلك تحتاج تلفّ الأسواق ألحين موب تقابل وحدة نكدية مثلي !
مشاعل بضيق : انتي مو نكدية !..يا شيخة والله إنك وناستي !
سحر : ما عاد عندي وناسة !
مشاعل تترررجا : سحر الله يخليك خليني أجي معااااك !
سحر : ...لا ! أبي اكون مع نفسي !
مشاعل : الوحدة بهالحالات تزيد الوضع سوء..لازم تنسين اللي صار..كذا ما يصير..بتتعبين أكثر وانتي ما تحسّين..محمد بيحس بغلطته بيوم من الأيام صدقيني !
جاها كوع قوي من سحر عقب ما نطقت باسم محمد... ناظرتها مشاعل مرتاعه..وملامح سحر مليانه عصبية وهي تأشر بعيونها على "وليد"..اللي كان بهاللحظة ساكت ويسوق.. ويمكن يستمع لهم !
سحر بعصبية : ما عاد ابي اسمع له طاري سامعه..
مشاعل سكتت ... سحر حاقده على محمد بكل ما فيها بهاللحظة !!
مشاعل بررجا ..وصوتها يررجف من الألم : لا تستسلمين للألم الله يخليك.. تراني من غيرك ماعرف وش أسوي ..(خنقتها العبرة وهمست بصوت دامع ما يسمعه غير سحر )..سحر أنا كنت أستمد قوتي مع خالد منك...الله يخليك لا تخلّيني أقتنع ان كل النهايات هي النهايات الحزينة.. صرت أخاف والله.. اذا استمريتي كذا انا بموت.. اذا شفتك تجاوزتيه بتفاءل بنفسي إني أقدر أتجاوزه...بس لا تصيرين كذا وانا اللي دايما اشوفك مراية لي... بديت أحس إني بوصل لنفس المرحلة اللي وصلتيها !!
ابتسمت سحر بألم..من كلام بنت عمها .. اللي يعوّر القلب..
قالت من غير لا تحس : ما اقدر أفيدك ... من اليوم ورايح خليك لحالك واعتمدي على شطارتك !
ضاااقت مشاعل .. وكتمت عبراتها .. ما عاد فيه شطارة ... جرح خالد اليوم ..كان أكبر من أي جرح عرفته !!
صارت تخاف..
تخاف كثير.. من النتايج اللي ممكن توصلها
واللي صار مع خالد.. صار يوجع قلبها ؟!
كيف تعتمد على شطارتها ..
وهي اقتنعت ان المسافة بينها وبين خالد تكبر وتكبر..
واقتنعت إن خالد فوق ...وهي تحت!!
وإن خالد... حط النقط عالحروف...اليوم !
بطريقته المؤلمة ... حطّها قدام الأمر الواقع !

نزلت مشاعل من السيارة يوم وصلوا للبيت...
ويوم انطلقت السيارة لـ قصر أبو خالد ... قالت سحر بجمود ونبرة آآآمرة : خذني عالشركة !

رفع تركي عينه بسرعة للمراية.. وهو مستغرب : عفواً ؟
سحر كررت : قلت لك الشركة قبل !
سأل بعدم فهم : ليه فيه مشكلة؟
سحر : خذني هناك من غير أسئلة !

سكت وغيّر المسار ..بعد ما حسّ إنها ناويه على جنون !
ما فهم ليش تبي تروح هناك....لكنه التزم الصمت...وخذاها هناك مثل ما تبي !

عند الشركة ..
نزلت وهي تقول : انتظرني...عشر دقايق وراجعه..
قال وهو ملتفت بجسمه عليها : إنتي طيبة؟... الوالدة موصيتني أجيبك البيت على طول...بتزعل لو عرفت انك اخذتي مشاوير وانتي مريضة
كرهت طاري المرض: أنا مو مريضة وبعدين انت مالك شغل أهم شي لا تقول لها ... سامع ؟
هز راسه بطاعة... واكتفى بالانتظار ..

دخلت الشركة بعد ما ضبطت وضعها..سكرت عباتها ولفت طرحتها على راسها باحكام ..ودخلت والوجوووم بوجهها...

الموظف اللي جالس بالاستقبال ..فزّ واقف من شافها جايه : ..سمّي طال عمرك ؟
وقفت وبهدووء راكز : الوالد موجود؟
ابتسم بأسف : لا والله ..طلع من ساعة عنده اجتماع خارج الشركة مع أبو راهي !

كرهت طاري الاسم يوم تذكّرت إنّه أبو بسمة ..
لكن الأهم...إنه ما كان موجود مثل ما تمنّت..

قالت : ...ومحمد ؟
الموظف : محمد؟...(استوعب).. أهاا قصدك الأستاذ محمد ؟... ايه موجود بمكتبه..بالدور السادس..
ابتسمت ابتسامة غريبة ... وقالت : زين شكرا..

دخلت المصعد وخذاها للدور السادس..
طلعت للممر الواااسع والأبواب المنتشرة على طوول الممرات ... تتذكّر مكان مكتب ابوها كونها جت مرات عديدة وهي طفلة صغيرة ..بس ما تعرف وين مكتب محمد ..
مشت الطريق اللي حافظته باتجاه مكتب ابوها ... وعرفت إن مكتب نائب المدير مارح يكون بعيد عنه...عشان كذا لقت هدفها بسهولة ...
يوم واجهت أحد الأبواب المكتوب عليه...نائب المدير.. وتحته
"محمد بن عبداللطيف"

مشاعر غريبة كانت تحركها ...كانت تتحرك مثل الرجل الآلي اللي جاي ينفذ مهمة وحدة ..مهمة تتلاعب فيه وفي أحاسيسه !
دقت الباب بحركة روتينية وفتحته مباشرة على نبرة صوته الواثقة..والواضحة "ايوه تفضل"
دخلت وعينها تمشي بشكل مستقيم للمكتب الفاخر ..والشخص اللي مدنّق بانشغال بأوراق متناثره قدامه...والنافذة الكبيرة اللي ماخذه شكله خلفية مضيئة للمكتب بالكامل..بسبب ضوء الشمس ..
تقدمت بخطوات بطيئة مثل الرجل الآلي...وهي تتمعّن فيه لا إرادياً... وهو منغمس بشغله...ومو حاس بشي غريب حوله!

أخيرا لفتْ انتباهه الصمت العميق اللي مسيطر... رفع راسه بنظرة باردة على باله أحد الموظفين والسؤال على لسانه...
لكن الصفعة كانت أقوى ..وأقسى
حسّ إنه تهااااوى من أعلى قمة ...
والقلم اللي كان يكتب فيه...زلق من بين أصابعه عالورقة .. وعيونه شااخصه على الانسانه اللي واقفه بكل ثبات قدامه !

ألم قام يلوي بطنه.. ألم خدّر أقدامه... وألم غير محسوس تلاعب فيه !
كانت واقفه قباله !!
واقفه قباله ..وتناظره..
عينها بعينه !!
مو حلم!!...يا محمد ..مو حلم !!

لا شعوريّا ابتسم بألم..وعيونه تلمع : سحر !..هذا انتي؟

قتلت ابتسامته ... وصفعته..بكلمة وحدة ،
: مبروك !

تجااهل هالكلمة..رغم إنها وجعته مليون مرة..
حوّل الموضوع بسرعة وهو يشوف وجهها أصفر ووضعها ذابل ... عوّره قلبه ليش انه ما قدر يوصلها وهي بالمستشفى
قال وهو يوقف ..بنبرة ألم : الحمدلله على سلامتك...
قالت ببرود.. يوم شافته يترك مكانه : ما جيت هنا اترجاك...نظرة العطف هذي انزعها منك..

عوّره قلبه...وآلامه ازدادت وهو يقول من أعماااق قلبه : آسف !
ضحكت بتهكم واضح ..صدمه وهو يشوفها متغيّره : وما جيت عشان اسمع آسف...جيت عشان أبـارك لنفسي قدامك تحرري من غباءي...يهمّني تشوفني سحر من دونك

ضاقت نظراته وهو يشوفها شخصية أخرى ...وهالنظرات حوّلت شكله للجدية الباااالغة..واللي طالما كانت تربكها !!
قال وهو يحاول يوضّح وجهة نظره : كل اللي صار غصب عني .. هالشي الوحيد اللي أبيك تفهمينه..
ما صدّقته... ولا حاولت تصدّقه... الصدق معه ما يجتمع بنظرها !
قالت بتهكم : بس تبي الصراحة ... أهنيك على اختيارك...ذوقك فريد من نوعه ..
تضااايق لأنه ما يحب يعيش هالموقف... صعبة حيييل حيييل بالنسبة له يواجه سحر كذا.. بعد كل اللي صار...
قال بجدية : سحر كافي ! ..إنتي ما تدرين عن شي !
سحر ببرود : ولا أبي أدري... ولا يهمني إني أدري...جيت أبارك لك..ويارب تتملّك وتحبها وتحبك !
عصصب ..لأنه عايش ضغط رهيب طول الأيام اللي فاتت...مو ناقص تجي تكمّل عليه بهالطريقة ..
عاني كثير..وضحّى.. ولا زال !! : سحححر اطلعي من هنا !.. اختفي من هنا ..

ابتسمت بحسافة : ليتك أنهيتها بدري.. ليتك رفستني من بدري...
رمى جسمه عالكرسي ما عاد فيه حيل عالوقوف ...وش فيها جاية كذا ..بس عشان تزود الموضوع عليه...ما تدري إنه تايه أكثر منها هي ...
قالت بحقد : مارح أسامحك طول حياتي...هالشي المهم اللي أبيك تفهمه... لأني اكتشفت نفسي من جديد بسببك ومارح أكون مثل ما كنت...

كان مدنّق ..ويده على عيونه يوم قالت آخر كلامها ... فضّل ما يرد على هذي الكلمات المؤلمة..
تركها تطلع ...
بخاطره..يمكن هالشي يشفي غليلها شوي...يشفي جروحها شوي ... ولابد بتفهم سبب سواته بيوم من الأيام..

:
/












♫ معزوفة حنين ♫ 28-07-11 06:29 AM




مرّ حوالي الأسبوع على خروج سحر من المستشفى ..
اللي اختلفت حياتها... صارت منعزلة...انطوائية ... غرفتها هي ملجأها طول اليوم...
أكلها قلّ كثير... وأغلب الأحيان ما تاكل.... سلوكها احتد أكثر من قبل... وتعاملها أختلف مع الكل..
حتى الجامعة .. ما راحت لها ...لأن رغبتها انقتلت تجاه كل شي ،،
من طلعت من المستشفى ..ما طلعت برا البيت ... أبوها فقدها وحاول يتكلّم معها يوم شاف نفسيتها منتكسه...لكنه ما قدر ياخذ منها حق ولا باطل لأنها كانت دوم تأكّد له إنها ما تعاني أي شي...
خالد لا زال يحاول معها...عقب ما راقب سلوكها لعدة أيام ..وتأكد إنها تعاني من شي نفسي ما تبي تصرّح فيه ..

بالليل..
دخل خالد من باب القصر للصالة.. على الساعة 9 بالليل...
سحب المفتاح وهو يسمع صراخ عصبية من الدور الثاني... لفت انتباهه..
تقدّم وهو يشوف وحدة من الخدامات نازلة الدرج بسرعة ووجهها منقلب من الربكة والخوف ...
سألها يوم شافها رايحه المطبخ وصينية أكل بيدها واضح جديد : what's wrong?
)ما المشكلة ؟ )
الخدامة بارتباك : miss sahar is angry .. she does not want to eat
(الآنسة سحر غاضبة ولا تريد أن تأكل)
خالد : did she eat her breakfast this morning?
(هل تناولت فطورها هذا الصباح؟ )
الخدامة : no she didn't
)لا لم تفعل!)
ابتسم يواسيها لأن الخوف والارتباك كان واضح على محياها ..وأشار لها تروح...
وهو نصى الدرج بسرعة ... طلع واتجه لغرفتها المغلق بابها ..
دق الباب ..ودخل بهدووء وهو عاض على شفته السفلية .. ولقاها عااافسه الغرفة فوق تحت .. ناثـره كل شي .. وكل شي ما كان في مكانه ..!!..فوضــى عارمه !!
ولأن غرفتها واسعة ومترامية الأطراف ... كان من الصعوبة انه يلقاها وسط هالفوضى ...
اقترب وهو يشوف راسها ورا السرير من الجهة الثانية ... كانت جالسه عالأرض وفاتحه أحد أدراج الكمدينا .. ولأن مستوى السرير مرتفع وفخم ما كان يشوف منها إلا قمة راسها البني..وهي مدنقه ..ما يدري وش تسوي ،
باستغراب : سحر وش صاير ؟
رفعت عينها وهي رافعه حاجب واحد... بنظرة لا مبالاة : وش تشوف ؟
خالد بضيق : وش هالطبع الجديد ؟.. ليش صوتك واصل لتحت ؟؟

قالت وهي تخبط ببعض الكتب عالأرض ..ورجعت لها الحدّة : لأني طلبت أبقى لحالي بس هالأغبياء ما يفهمون كأني أحكي لاتيني .. قلت لهم ما أبي آكل وكل شوي وحدة منهم ناطّه بصينية .. !
خالد عقد يديه على صدره : انا اللي موصّيهم !.. عندك مشكلة !
قامت واقفه تاركه الفوضى اللي بالأرض : ايه حكيت مليون مرة إنكم تخلوني براحتي !

خالد وهو يناظرها من فوق لتحت : إنتي جد مو سحر اللي أعرفها ... صايره حادّة ... وشرسة على غير العادة !
سحر وهي تجلس تكمّل حوستها : هذي أنا وعاجبني حالي !

اقترب أكثر وهو يجلس على طرف السرير بينما هي عالأرض : .. ناويه تموتين من الجوع؟
سحر : خالد اتركني بحالي!
خالد بهدوء نبرته المعهود : فهّميني طيب .. ناويه تموّتين عمرك من الجوع !؟
سحر وهي مشغولة باللي في يدها : قلت لك مو مشتهيه لو اشتهيت بطلب الأكل..بس مو مشتهيه إفهم !
تنهّد ..وقام واقف بيطلع
وقال وهو يلتفت يمين..ثم شمال.. يشوف الفوضى : ماني فاهم سبب هالفوضى !
سحر وعينها ما ارتفعت : حابّة الفوضى ...عندك مشكلة ؟؟

نزل نظره لها وهو ساكت.. ولقاها قالت كلمتها بلا اهتمام وهي منشغله باللي في يدها ..
قال يحاول يدخل معها بالحكي : من متى غرفتك تكون بهالفوضى الكبيرة؟؟
سحر بنفس الوضع المنغمس : من اليوم ورايح !
خالد : ارفعي راسك وناظريني !

ما استجابت .. وظلت على حالها والانغماس بالأشياء المنتثره حولها ..
خالد كرر : سحر ؟
سحر مشغولة : نعم ؟

قرر يكون صريح : مو حاب تغيّرك ترا... أنا أخوك وبقولها صريحة... وضعك مو معجبني !
رفعت راسها أخيرا... والتقت عينها بـ عينه القلقة.. وقالت ببرود صاقع : ... أنا مو متغيّره !
خالد رفع حاجب : بالله؟... حاسّه بنفسك إنتي ؟
سحر : اعرف نفسي مافيني شي عشان أتغيّر !
خالد : تنكرين يا سحر !!

بدت تعصب..والغضب يتجدد.. وغلى دمها بعروقها : وش نكرانه..أنا ما أنكر شي قلت لك مافيني شي ..ليش ما تبي تصدق !
خالد ابتسم يوم شاف ردة فعلها ..ابتسامة ثقة : الإنكار واحد من الاعراض ..انتي تعيشينه وما تحسّينه... لكن غيرك يلاحظون وخصوصا إذا كان هالغير انسان مثلي..
هالابتسامة استفزّتها ..وتنرفزت منه..وصلت حدّها منه ومن هالطاري اللي يتكرر فوق راسها ...وبدون شعور طاحت يدها على دفتر صغير بجنبها وما لقت نفسها إلا راميته على أخوها ..اللي نط ورا بصدمة قبل لا يصيب وجهه..،!
قامت واقفة وهي تصرخ بوجهه : أوهامك يا دكتور خلها براسك..أنا مافيني شي ولا لأحد القوة إنه يأذيني..اطلع برررا ما أبي اشوف أحد ولا عاد تفكر تجيني !!
دفته من ظهره لـ برا وهو مصدوم.. ثم ضربت الباب بوجهه ..وسمع من بعدها فرّة المفتاح !!

وقف شوي مصدوم ..مرتاع من تعاملها الجديد معه ..
فعلا..سلوكها اختلف.. اختلف ..كثيييير..
استدار.. واتجه لغرفته ويده على شعره... يفركه من ورا ..
دخل الغرفة وبيده الثانية سكر الباب ... ترك شعره .. وطلّع جواله عشان يتصل على جمال ،
ماله خبرة بهالمواضيع..
ولا يعرف وش الحلول !
عساه جمال...يفيده ،،!
:
/

ملكة محمد باقي عليها يومين ...
شادن كانت تكلّم تلفون بالصالة ... ومشاعل كانت عارفه ان بسمة هي اللي على الطرف الثاني... فركّزت اهتمامها على التي في..مالها خلق شي
دقايق وسكّرت شادن ...وبابتسامة : يا حليلها بسمة ..داقه تقول متوتره وتبي تحكي مع أحد..
مشاعل بسخرية : كان قلتي لها تركد...لسّا باقي يومين ...وش بتخلي لليلة الزواج !
شادن : مشاعل انسي اللي صار بالمستشفى ولا تكبّرينه.. بتصير زوجة اخوك
مشاعل بغبنة : وهذا اللي محوّم كبدي !..
شادن بضيق : مشاعل وبعدين؟؟...
مشاعل : يختي مدري مو قادره أبلعها ...كانت عادي يومنا في البر..بس مو قادره اتقبل انها زوجة محمد..ما أحس يناسبون بعض...ما فيييييه توافق أبدا..
شادن بعتاب : مشاعل هالحكي بيوديك بمشاكل .. حتى انا عندي تحفظات على شخصية بسمة بس ما أقدر اقول شي دام محمد خطبها وخلص..والملكة بعد يومين ..يعني ما بقى شي..
مشاعل فزّت جالسه بخنننقة : ... مو قادره اتخيل والله مو قااااادرررره !!
شادن طفشت منها : انا طالعه اشوف عمر... هالموضوع تعبت أفهّمك اياه !
مشاعل وهي تنسدح عالصوفا ..وتحط على فلم : تدرين حتى امي أحس إنها مو معجبتها هالخطبة ..بس ما صرّحت بشكل واضح...مبيّن عليها زعلانه من الطريقة ...ما كان لها راي ، ومحمد ما شاورها !!
شادن : طبيعي بالبداية ... هي رافضه الطريقة بس مو رافضه البنت.. انتي لا تتوهمين المشاكل من الحين...خلينا نفرح ،عن نفسي كنت انتظر زواج محمد...

طلعت شادن من الصالة لـ برا ... وراحت لغرفة عمر ..لقت الباب مسكر..
دقّت الباب وفتحته بشويييش...وهي تنادي بنعومة عفووية : عووومررر..
لكن الغرفة كانت مظلمة ...وماله أثر فيها ..ولا صوت... فتحت النور بسرعة وما تدري ليش الخوف تهاوى داخل قلبها بسرعة مرعبة ...
تأمّلت الغرفة وأغراضه بسرعة وخوف ... لقت كل شي على حاله...
زفرت برااااحة ...وحطّت يدها على قلبها من الشعور المرعب القبيح اللي توّها حسّته هزّ عظامها ... خافت رحيله !
خافت ما تلقاه !
وكرهت هالتخيّلات اللي دوم تزورها ... كرهت هالخوف اللي مو راضي يتركها ...
الأسبوع اللي طاف ..كان مبتعد عنها ..يتهرّب منها ..ويطلع من البيت أغلب الوقت !
آخر مواقفهم الحلوة... كانت يوم يصلّح سيارة أبوها قبل أسبوع...هالشي هو آخر مواقفهم ومن بعدها ما قدرت تجلس معه مثل ما تبي... ما تشوفه الا عالوجبات ..وحتى هالشي يعتمد على تواجده،

تقدمت داخل الغرفة..وهي تلقط بلوزة معلّقة على ظهر الكرسي بإهمال... البلوزة اللي كان لابسها اليوم عالغدا ...شالتها ودفنت وجهها فيها..تمحي المخاوف... وتبدّلها باطمئنان...
يكفي إنها شي منه..وله ! ..شي بمتناول يدها يطمّنها إنه متواجد حولها... وعايش بنفس حدودها..
حضنت البلوزة لرقبتها تاخذ من عطره ... لكن البلوزة طاحت من يدها باررتباك يوم سمعت صوته بالخارج...مع صوت بندر..اللي شكلهم رجعوا سوى من برا...
رمت البلوزة على الكرسي...وطلعت لـ برا ...

شافها بندر وهي طالعه من غرفة عمر .. قال من بعيد : تعالي تعالي كفشناك بالجرم المشهود..
قرّبت منهم وما عطته وجه : خير ..وجودي بغرفته جريمة؟
بندر وهو يطقطق عليها : اييه جريمة..الشباب عندهم خصوصيات ..وش يدريك انتي

ضحكت تتمسخر عليه : هههههه قال خصوصيات ..هالشي ما ينطبق علي..
بندر : ساكت يا عمر؟؟...ما تدحرها اشوف...معطيها وجه انت!

عمر انسحب من النقاش وكل اللي قاله : انا رايح انوم..تصبحون على خير..
ومشى لغرفته وشادن تتابعه بصمت..وبندر بالمثل..
قال بندر ينكّت عليها : ما تلحقينه أشوف.. ليش واقفه عندي؟ ... الولد تعبان من طلعنا... بالزور يسولف معي مدري شفيه !
(قلقت) : جاد ولا تستهبل ؟
بندر : لا جاد.. مدري شفيه نفسيته اليوم مو طبيعية ... حاولت أروّقه بس زين ما انكفخت !

راح بندر لـ جوا..وشادن تلقائيا ..خذتها خطواتها لغرفته الملحق.. وقفت عالباب المغلق ...ودقته بشويش...ثم حطت يدها عالوكرة وحاولت تفتحه..
لكن كان مقفل بالمفتاح !
دقّت الباب وهي ساكتة ... وجاها الجواب...
صوته من داخل...هاادي وكسووول : ...بنام شادن..
عالأقل عرف إنها هي اللي عالباب ..
قالت بقلق وهي مدنقه : تعبان شي؟

قال وهو رامي روحه عالسرير ..وصوتها القلقان يعذّبـه : لا ..بس بنام..وبريّح !
قالت باستسلااام : طيب تصبح على خير.. بشوفك بكرا ..

حسّها ابتعد عن الباب...واختفى ...
وكل اللي سواه مسك الوسادة..وهوى بها على وجهه يحرم عمره النفس...ويعاقبها !!

:
:
في قصر أبو خالد...

بعد العشاء.. اللي ما حضرته سحر ...مثل عادتها الجديدة ..
طلع ابو خالد من غرفة الطعام وهي يمسح يده بالمناديل ...ثم جلس بالصالة ووضع بنته مو عاجبه بتاتاً .. لكنه ما يعرف وش علّتها..أو وش اللي يخليها مرابطة بـ غرفتها هالأيام..بكل هالعزلة ،؟!....
أشغل نفسه بالتلفزيون ..بينما زوجته ردّت على التلفون اللي رنّ بهاللحظة ...
استمرّت مكالمتها عشر دقايق وهو يتابع نشرة الأخبار بالتلفزيون...
أنهت المكالمة وهي تحط السماعة : ..هذي أم محسن... فتحت معي الموضوع من جديد !
التفت لها و بـ عيونه الاهتمام : اللي قلتيه أمس ؟
ام خالد : ايه... طرت الموضوع يومنا في البر... وقلت لها بشاور البنت وأبوها ... عاد الحين دقّت تعيد طلبها... تبي سحر لولدها محسن !
تنهّد وهي يقوم واقف : يصير خير ... افتحي الموضوع مع سحر بالأول..
ام خالد : انا والله خاطري تاخذه... الولد ما شاء الله ناجح بحياته ، ومكوّن نفسه وأمه صديقتي ومعرفتي فيها من زمان... وكل المزايا الزينة فيه..ما شاء الله الله لا يضره من طرّت لي غالية (ام محسن) الموضوع قبل فترة..وأنا ادعي الله يتمم على خير..
ابتسم يوافقها : أدري شفته هالولد مرّة بأحد المناسبات... شاب ما ينعاب.. وشخصيته حلوة .. بس كل ذا مو مهم قبل ما نعرف راي سحر.. أخاف تبي تكمّل دراستها قبل..
ابتسمت : بكلم بنتك.. والدراسة مو عائق...بشوف..
قال : أجل أنا طالع أنوم...تصبحين على خير..

رقى للدور الثاني... وقبل لا ياخذ الممر الأيسر اللي يودي على غرفة نومه...وقف وهو يناظر جهة الممر الأيمن المتلألأ بالثريات...يوم سمع حس بنته الصغيرة .."بيان"..تصيح هناك..
راح وهو مستغرب... لين وصل لـ بيان ..اللي كانت واقفه قدام باب غرفة سحر.. واللي كان مغلق وهي تبكي قدامه وتناديها...
ابو خالد : بلاك ماما؟..ليش تبكين؟
بيان ويدها على خدها وخدودها الوردية محمرّه من البكي : مدري شفيها زعلت مني..وسكرت الباب ..
(ثم التفتت للباب وهي تنادي بصوت متعذّب.. يخالط بكاها ) : سححر افتحي انا وش سويت...أبغى أقولك عن الروضة ..افتتحي واااااااااااااء ..(بكت )
الرد كان الصمت من الداخل ..
نزل ابو خالد بمستواها وهو راحمها : بس عمري يمكن سحر تعبانه وتبي تنام عشان كذا سكرت الباب..
شاهقت بحزن ودموعها تنقّط من خدودها : ..صرخت علي ..وطردتني ..ماتبيني أدخل !
مسح على راسها..وعتب على بنته سحر..
قام على حيله وهو يرفع يده اليمين للباب...دقه بهدوء ..وهو ينادي بصوته الهادي الأبوي : سحر.. افتحي وانا ابوك !

جاه الرد ..نبرتها هادية.. لكنها بعيدة..وكسولة ..
سحر : بنام اتركوني...
ابو خالد : وراها اختك تبكي كذا؟؟ وش فيك مصيّحتها ... قطّعتي قلبها.. تدرين فيها تحبك وزعلك غير بخاطرها ..
قالت بنفس هدوءها : مالي مزاج أداريها الحين... خذها معك لو سمحت ..

تنهّد ..ثم مال على بنته القصيرة..وشالها بالهوا وهو يمسح وجهها بباطن يده : ماما ..انتي تدرين ان سحر تعبانه ..خليها ترتاح.. هي مو زعلانه..بس تعبانه شوي..
برطمت وهي تناشق : هي قالت تبي توديني الروضة.... بس الحين ما تبغى ..
ابتسم بحنان : الله ! بيونه تبي الروضة..؟؟
بيان : ايه أبغى اروح مع لمى ..
(ضحك) : الله !!..مين لمى ؟
بيان : صدييييقتي ..
(انبسط عليها) : مشاء الله ..وين شفتيها ؟
بيان : بالبر... بس سحر ما تبغى الحين !!

دخل فيها لـ غرفتها اللي كان ديكورها مختلف عن باقي غرف القصر... ديكور طفولي.. وردي فاااتح على أبيض..مع رسومات بالجدار... وألعاب منتثره برا صندوقها الخاص ..
نزّلها بالسرير وهو يمسح على شعرها القصير والمشعّث : تبين الروضة ..الحين أقول لماما تاخذك بكرة..
هزت راسها نفي..وبقووة : لا.. أبي سحر تجي معي...أخاف ..
(ضحك) : طيب ماما بتكون معك؟
(أصرّت على رايها ) : ..بس سحر وعدتني..وهي من أول تقول بودّيك الروضة وأروح معك.. اذا سحر ما تبغى...انا ما أروح..
قال يطمّنها : ..طيب طيب..محد بياخذك هناك..غير سحر...
(دمعت يوم تذكّرت ردة فعلها منها قبل شوي ) : بس هي ما تبغى..
قال : .. بتصير تبغى... أنا بقولها... يلله بابا نومي الحين..وبكرة اقولها تاخذك... هي وعدتك وسحر ما تكذب
(كأنها اطمئنّت) : طيب...
مسح على شعرها ، وباقي آثار دموعها ....وطلع بعد ما سكّر النوم عليها عشان تنام ...
:
/










♫ معزوفة حنين ♫ 28-07-11 06:30 AM



الصبح..
فتحت سحر عيونها من نومها الخفيف .. ورفعت راسها وهو عالوسادة ناحية الساعة ..كانت حوالي الـ 8 ..
فركت عيونها الذابلة .. ثم سحبت جسمها عشان تقعد...
كانت تتأمل قبضة يديها اللي بحضنها ... جلدها متقشّر شوي بسبب الجو ..ولأن جلدها من النوع الحساس للأجواء..فهي عادةً تستعمل الكريمات خصوصا بالأجواء الجافة..
ثم ناظرت أظافرها.. اللي كانت فاقده بريقها ..ومن زمان ما اهتمّت فيهم ...وبعضها متكسّر ...
فقدت الاهتمام بنفسها ..أو بالأحرى ..ما عادت تهتم .!!!
تنهّدت وهي تنزل من السرير ..واتجهت للحمام عشان تغسّل ..
طلعت وهي تلوي شعرها بقمة راسها وتثبته فوق...ومشت للمنشفة وخصلة تطيح على وجهها... مسحت وجهها ويديها ثم رفعت سماعة السنترال عالمطبخ ..
ردت الخدامة بأدب : يس مس؟
سحر ببحّة واضحة : .. برينق آن أورنج جوس فور مي!
الخدامة : آز يو وونت ...(كما تريدين)

سكّرت وهي تمشي للبلكون ... وهناك سمعت صوت أختها يوصلها من حديقة القصر.... وتكرر عليها المشهد اللي شافته قبل فترة ..المشهد اللي شافته في بدايات عمل وليد لها...
"لعب وليد مع بيان"
استندت على الدرابزين بملل وهي تشوف بيان تركض بالحديقة الكبيرة.. ووليد يطاردها ...هي تضحك بوناسة ..وهو يناديها ويهددها ...

كأنها نست الفترة اللي راحت إن وليد ساكن عندهم... نسته بالمرة ،!.. واسترجعت هالشي الحين !..
أسندت دقنها على يدها وهي تميل بوقفتها...تتفرج عليهم بملل ذابحها.... كانوا يلعبون حول النافورة اللي كانت تشتغل هاللحظة..وراسمه حولها أقواس قزح صغيرة ..

حول النافورة ..
تركي بصوت عالي : تعالي أقولك تعالي....يا ويييييييييلك مني ..
صرخت وهي تلف حول النافورة اللي كانت مويتها تنطلق من فم سمكة كبيرة... وتركي وراها ..وهي تطوف حولها يمكن عشر مرات متتالية وبدون توقف..
تركي غصب ضحك من قلبه : هههههه تعالي لا تدوخين ..
بيان بتحدي رغم إنها قامت تلهث : لااااا أتحداك...
قال وهو يعض شفته السفلية .. ويسرع لها : يالبصوة لا تتحدييين...

صرخت وهو يلقطها بسهولة... ويرفعها بسرعة ويقلبها فوق تحت... خلّا رجولها فوق ..وراسها تحت ...
ضحكتها اختلطت مع صراخها ...
تركي وهو قالبها وشعرها الناعم يرفرف بالهوا : فزت عليك !
بيان : لاااا غششاش...
تركي : هههههههه مارح أنزّلك بخليك مقلوبة كذا لبكرة ..
بيان ترجّته لأن الدنيا بعيونها انقلبت : ولييييد الله يخليك...تعبت ..ابغى انزل.. نزّلني
تركي وهو يمشي فيها : نوب!... عشان ما تزعجين عمو وليد من نومه مرة ثانية !!
بيان بعناد طفولي : بكيفي !
تركي : أمما بكيفك!!... هذا عقاب عشان ما تجين من 7 الصباح وتطقين علي الباب زي ما سوّيتي !

وهذا اللي صار قبل ساعة ...بيان صحت من بدري... وطلعت على غرفة تركي...وقامت تطق عليه الباب بقوة...وأزعجته إلين جرّته من سريره ... كان ضايق منها بالبداية ودارى عصبيّته منها ...وحاول يصرّفها عشان يرجع لنومه ..لكنه التصقت فيه مثل العلك...
وطلبت فطورها معاه بغرفته...أكلوا الفطور سوى ..ثم الحين استدرجته بالحديقة ..ولقى نفسه يلعب معها..ويطاردها !!

قامت تترجى : وليييييد تعبببت ابغى انززززل..
قال وهو يعدّل وضعها بس ما نزّلها ..ظل شايلها : أول قولي تووووبة !
قبصت خده بكل قوتها..
(تألم) : آآآآآخ ...
نزلت من يده وهي تركض بعييد..وتضحك عليه..لأنه قام يفرك خده بهدووء...وعيونه تتوعدها !!
خاااافت من عيونه...وركضت وهي تصرخ : يوووومممممماااااااااااا !!

بيان وهي تركض ..انتبهت لأختها سحر..وهي تراقبهم من خلال وقوفها عـ الشرفة ويدها تحت دقنها... نطّت بفررح وهي تلوّح بيديها : سحححححححححححر... تعععالي معنااااااا ...
تركي اللي وصل لها ...وقف وهو يمسك كتفها ..والتفت تلقائياً لوراه ..وطاحت عينه على سحر واقفه مكانها تراقبهم بهدوء... رفعت سحر يدها بكسل ترد تلويحة اليد لأختها ...
بالمقابل .. رفع تركي يده يلوح ..وابتسامة بسيطة على فمه..يحييها ...

صرخت بياان بحماااس : يللاااا تععااااالي نلعب سوووووى ..
هزّت سحر يدها نفي... والتفتت للخلف يوم سمعت صوت الخدامة من وراها وهي واقفه عند باب الشرفة..ومعها العصير اللي طلبته..
قالت الخدامة عقب ما وضعت العصير على الطاولة : do you want your breakfast now?
(هل تريدين افطارك الآن؟)
سحر : not now…

احترمت الخدامة رغبتها وطلعت ..ما حبّت تغثّها لأن مود سحر هالأيام متوتر.. وجاهم كذا زفّة منها !
مسكت العصير وردّت تراقب المنظر الوحيد قدامها اللي يستاهل ينشاف..
"وليد..وبيان" ..

ما رح تكذب إن قالت ..ليتها ترجع بعمر بيان هاللحظة...وتلعب كذا وبنفس الطريقة !
ليت لها القدرة تاخذ مكان بيان الحين...وتلعب وتسلى كذا معه ، مع وليد الفقير !
واضح إن بيان مبسوطة...وخالية من الهموم !... وأكبر همومها هاللحظة...هو الروضة ...

جلس تركي عالعشب يرتاح ..مدد يديه ورجوله ..وبيان واقفه بعيد كل اللي تسويه تغطس بيديها جوا حوض النافورة ..وترش عليه وهو قاعد..
تركي كل اللي كان يسويه ..إنه يحمي وجهه بكف يده كل ما جت تنثر الموية عليه ... وهو ساكت ما عاد فيه حيل يجاريها ...
انشغلت بيان هاللحظة باللعب مع نفسها والموية .. وتركي رفع معصمه يشوف الساعة...لقاها 8 ونص ...
رفع راسه ناحية شرفتها البعيدة تلقائيا...لقاها لازالت واقفه هناك...ما تحركت... والغريب إنها كانت تناظره بجموود..عيونها عليه هو بالذات... تناظره وما تركته !
اتّخذ ردّة فعل دفاعية ...وابتسم ابتسامة حلووة ...ابتسامة غيّرت من ملامحه .. وجعّدت اللي حوالين عيونه.. وهو متمدد على وضعه !

هالابتسامة أخرجتها من جمودها... فاجئتها لأنها جت مباغتة ...وبردّة فعل غيّرت من وقفتها وحرّكت راسها..وهالمرة قامت تناظر أختها اللي لاهيه مع الموية ..ثم رفعت كاس العصير تشرب بكل برود... من غير أي تعابير ثانية ..
قام واقف وهو ينفض بنطلونه...وعبر الحديقة الواسعة ناحية الشرفة...عشان يكلّمها ...

أنزلت الكاس عن فمها وعيونها تتابع اقترابه لأسفل الشرفة..وصار شكله أوضح ..
صار تحتها مباشرة ..
قال وهو رافع راسه لها بابتسامة مؤدبة :..صباح الخير طويلة العمر ؟
ردّت بنبرة كلها برود : هلا ..
قال : عسى مو متضايقه مني ؟
(وهي رافعه حاجب واحد) : وش تبي؟؟

مااش اسلوبها مو ودود ..!!
قال يرقّع : ..حبيت ألقي التحية عليك مو أكثر..
قالت : ما يحتاج !... والحين إبعد عن بلكوني !
قال وكأنه ما سمع ..وهو يضرب ساعة معصمه باصبعه السبابة : الوقت تأخّر عالجامعة !..مارح تروحين عشان أجهّز السيارة؟
قالت وهي تناظر اختها..وما تناظره : ..لا...
تركي وهو يدّعي القلق : عسى ما شر يا آنسة لك أيام ما داومتي ؟

رمت عليه نظرة حادة يوم حسّته تجاوز حدوده ... وقالت : مو شغلك !
رفع يديه الثنتين باعتذار ..وهو ياخذ خطوات خلفية وعيونه مرتفعه لها : أنا آسف آنستي كان سؤال مو قصدي أتدخل...بس تعرفين انا اشتغل هنا أولاً وأخيراً عشانك وتحت آمرك...سألت لأني خفت ما عاد لي داعي بشغلي عندك !
قالت بقرف : لما أبغاك بقولك... أصلاً إنت عايش معزز مكرّم عندنا ..بتفهّمني يعني إنك ميّت على خدمتي...أنا أدري إنك تكرهني ترا لا تحسبني مو حاسّه بشي !

انصدم من كلماتها اللي طلعت منها ..وهي انصدمت من نفسها يوم استوعبت اللي قالته ...
قالت تتدارك الموقف..وهي كارهه عمرها..وبنبرة القرف ذاتها : انسى اللي قلته !
واستدارت بتترك الشرفة عشان تدخل..وهي حاقده على عمرها ...لكنه لحق يناديها قبل تختفي : آنسة سحر !
وقفت ويدها على الدرابزين ..ورمت عليه نظراتها الباردة..بسكووت..

قال يرقّع الوضع اللي مو في صالحه : فاهمتني غلط طال عمرك !
سحر وهي تبتسم بسخرية : لأ ما فهمتك غلط !

وتركته..اختفت عن عيونه... كان يناظر درابزين الشرفة اللي صار خالي.. واللي قالته يتردد في باله..
البنت حاسّه بمشاعرك السودا ناحيتها... وهالشي قاعد بقلبها !!
وإنت يالغبي...شلون وصّلت لها هالشعور !!

- ولييييييييييد...يللللاااا تعال...
التفت لـ بيان .. ورجع لها عند النافورة...وكل اللي يدور بخاطره...هو اللي قالته أميرة هالقصر قبل دقيقة،!!
:
/

المسـاء من نفس اليوم..

دخلت ام خالد على سحر غرفتها ...ولقتها جالسه عالسرير ..ومتوسّده وساداتها الوثيرة..أربع يمينها وأربع يسارها ..ووحدة تحت رجولها الممدودة ...ولابتوبها قبالها ..تحوس فيه بملل.. ووضعها المبعثر ضايق أمها ..
قالت : حسبتك نايمه ؟؟
سحر وعينها عاللاب : مثل ما تشوفين ..
ام خالد بعتاب : وراك كذا ماما...مهمله نفسك..شوفي نفسك وشعرك.. صايره مبهذلة ...مو معجبتني..
سحر وهي تطقطق واللا مبالاة بصوتها : طفشت من الاهتمام بنفسي...وضح لي إن كل اللي كنت أسويه من غير فايدة..

ما عجبها حكي بنتها اللي كانت تقدس الأناقة والطلة الحلوة..صايره النقيض الحين ...خافت عليها لا يكون اللي فيها عين أو نفس !
لكن بنتها بالبر كانت من أحسن ما يكون... تغيّرت يوم مرضت .. وصارت كذا !
قالت أمها بقلق : ماما...شرايك نروح لـ شيخ يقرا عليك ؟

ردّها كان عنيف..لأنها ضربت بشاشة اللابتوب للأسفل بكل عنف...وهي ترفع راسها لأمها : تمزحين؟
أمها : ايه القرايه زينه...حتى لو ما فيك شي... خليه يقرا عليك لعلك ترتاحين..
سحر : جبتي لي موية مقري فيها..وشربتها ..ولا حسّيت بألم أو شي... مو كافي !؟

قررت أمها تفتح معها الموضوع : طيب دامك تشوفين نفسك طيبة ... أنا جيتك أكلمك بموضوع يخصك ..
عقدت حواجبها وهي تسحب وسادة وتحضنها : ..أي موضوع؟
ابتسمت أمها ..ابتسامة اعتزاز وفخر : .. جاك واحد من أحسن الشباب ..طالب يدك !

التمعت عيونها... بصدمة...ودهشة ... وكأنها ما كانت متوقعة إنه موضوع من هالنوع ..
جمدت على وضعها ..وعيونها على أمها ..
مع كلمة "أحسن الشباب"... جا في بالها ..صورة محمد بالبداية ...
لكنها سرعان ما تذكرت ..إن له تخطيط آخر بحياته..تخطيط بعيد عنها...وهالشي جرّها للتفكير .فـ بندر..اللي ظهرت صورته في خاطرها ..وكأنها تخيّلت إنه هو اللي تتكلم عنه أمها...

أمها بابتسامة حنونة : أخو أروى ... وولد غالية صديقتي ...
همست لا شعورياً...وصورة ذاك الشاب اللي التقت فيه صدفة ومن بعيد..تظهر في بالها ..وتحطّم صورة بندر اللي تهشمت واختفت : ...م..محسن؟
أمها : عليك نور...ايه هو... طلبوك له ماما ..

خنقتها غصصة ... وشاحت بعيونها بعيد عن أمها ..وحشرجة تتصاعد داخل صدرها ..
أمها ما ارتاحت..يوم شافت إن وجه بنتها تغيّرت ألوانه..!
ام خالد : وش رايك... الولد سمعة وشخصية وأخلاق... يناسبك وأهم شي احنا نعرف أهله وبينا علاقات حلوة..
بلعت ريقها ..وطلعت منها بصعوبة وهي مختنقه : م....ما...ما أبغى ...!

ام خالد : كذا على طول ؟؟؟
سحر وهي تسيطر على أعصابها : ..ما أبغى .. ولا أفكر... سكري الموضوع !!
تضايقت أمها : وليش أسكره؟...انتي قريب بتدخلين الـ 21.. والرجال المناسب دق بابك... انتي تعرفين مو أي واحد يناسبك.. وقدْ قلتي لي إنتي عن الصفات اللي تبينها ..والحين كل اللي تبينه متوفر بمحسن ...سوبحان الله أشوفه جاك مثل هواك !
شاحت بوجهها وصدرها يهتزّ..من اللي يتدافع داخل صدرها من مشاعر ... الموضوع لا يحتمل ...ولا تبي تدخل هالنوع من الأمور!
كارهه كل شي يتعلّق بالارتباط...كارهه كل شي !!

أمها اقتربت يوم شافت بنتها مو طبيعية ..
مسكت يدها ..بس سحر سحبت يدها وهي مخنوووقة : اتركيني.. أبغى أنام...ما أبي أسمع شي عن هالموضوع!..ما أبغى أتزوج حاليا..
أمها بعطف : ما تبين الحين؟؟.. ولا ما تبين نهائيا؟؟؟

كانت تبغى تقول "نهائياً"...بس اختارت ما تصدم أمها ...
فـ قالت : ما أبي ألحين !
أمها وهي تقوم ..يوم لاحظت إن وجه سحر تعبان مرة ..
قالت : طيب على راحتك...بس فكري هاليومين...وبرجع أسألك !
ما ردت سحر... اللي رمت راسها عالوسادة.... ووجهها واجم.. ما سمحت لنفسها تبكي رغم إن الحال اللي وصلته خلّاها تشفق على نفسها...
غرقت بالظلام يوم طلعت أمها وأغلقت الأنوار من عقبها ...
غمضت عيونها وهي مو عارفه كيف تطلع..من هالصراع.... وهالتخبّط النفسي المنهك اللي ما عرفت تنهيه ! ..وشكله مارح ينتهي ،،
:
/

حاولت سحر تنام بهذي الليلة ...لكن النوم جافاها... كانت تتقلّب عالسرير بلا فايدة .. والساعة جاوزت منتصف الليل ...
رفعت راسها وهي تفتح الأبجورة ...لقت الساعة 2 بعد منتصف الليل ...
مخيف هالوقت...ويوحي بالوحدة ..
الموضوع اللي فتحته امها معها...أشغل خاطرها..ووتّرها ... زيادة عليهم...ملكة محمد بعد بكرة !!
ما تدري بتقدر تعيش بذاك اليوم...بعد اللي صار!
بتقدر تعيش وهي تستشعر إن حبّها الأول..بذيك الليلة... نفاها عشان يرتبط بغيرها !!

ما قدرت تتحمل الأفكار وصابها صداع مزعج...قامت للحمام وغسلت وجهها... وتوضت ولا شعوريا صلت لها ركعتين مع الوتر لعلها تلاقي الراحة...
وكأنها ارتاحت... وهدت نفسها ..
لكن النوم طاير من عيونها ... والغرفة صايره تخنقها بهالليل... فتحت دولابها وسحبت لها بلوفر..لفّته على اكتافها وطلعت من الغرفة ...
نزلت تحت..ومباشرة اختارت تطلع برا تتمشى بالحديقة .. الدنيا هااادية والوقت يساعدها تخلى مع نفسها ..
عبرت الحديقة المقابلة لواجهة القصر... ومشت فوق الجسور ..اللي تؤدي لحدائق خلفية أخرى ...كانت تمشي والشي الوحيد اللي تسمعه هو سعسعة ذاك النوع من الحشرات ...
حلو الليل بهالوقت..وهااااادي... وبعيد عن أي ضوضاء وتوتّر !
حبّت هذا الهدوء ...وتمنّت يدوم عليها للأبد...

مرت من فوق جسر اللي يتفرع لممرين...أخذت اليسار اللي يودي على منطقة حوض السباحة الفاخرة..لأنه هو المكان الوحيد اللي تقدر تجلس فيه براحة..وبعيد عن القصر بكل مافيه...
فتحت باب الحاجز اللي كان مفتوح بالأساس ... ودخلت تمشي بالظلمة الخفيفة اللي ماكانت شديدة...أنوار قليلة مشتغلة ومتوزعة بما فيها الأنوار الصفرا داخل الحوض...
ما انتبهت لـ وجود بعض الأغراض المبعثره..والمرميه بعشوائية على أحد الكراسي وهي تمر من جنبه ... وخذت لها مقعد مقابل الحوض ..رمت جسمها عليها وعيونها تتأمل الموية المضيئة بوسط هالظلمة ..بشكل حلو... !

جت لها رغبة جااامحة إنها ترمي روحها بالموية...بملابسها هذي.. رغبة قوية سيطرت عليها....
لكن لفحة البرد اللي هبّت خلّتها تلم روحها وهي تراجع نفسها بهالرغبة المجنونة...
التعب للحين مستقرّ بجسمها ...ولقت نفسها ترمي راسها على الطاولة... وتغوووص بموجة من الأفكار والتشتت...
غمضت عيونها وما عاد حرّكت راسها ...

سمعت صوت حركة الموية... بس لأنها كانت خدرانه من الجو والسلام اللي حولها... ما تزحزحت...
عاجبها الاستسلام لنفحة البرد هذي..، والوضعية اللي مسترخيه فيها...

حركة الموية زادت... بشكل ملحوووظ ...اللي خلاها ترفع راسها وهي مكشّره من الصداع اللي رجع لها ...
شافت جسم غريب يسحب نفسه لخارج الحوض... بيديه الثنتين ...

صررخت من غير شعور صرخة حاااادة ...صرخة كانت كفيلة إنها تروّعه...وتخلّي رجله تزلّ من الحافة ويسقط بكل ثقله داخل الموية ...
تسمّرت قاعده برعب ...وهي تشوف راسه يظهر من جديد ويستند بيديه على الجدار...وهو مفزوع!
أظهر راسه وهالمرة قدرت تميّزت ملامحه...
قالت وعيونها طالعه من محاجرها : و...وليد؟

كانت تبيه يكون هو... وما يكون أحد ثاني..
يكون هو...ولا يكون حرامي ..داخل البيت بنص الليل !

طلع وهو مصدوم من وجودها ..كان ينقط من راسه لساسه ..وهي تناظره مصدووومة...
قعدوا يناظرون بعض بررعب...لـ ثواني بطيئة ...

قال وهو يمسح وجهه بيده ينثر القطرات : ... وش جابك هنا ؟؟

عقب ما ارتاحت إنه هو ومو حرامي... حوّلت السؤال عليه بعصبية وهي تداري عيونها بعيد : هالسؤال موجّه لك !

استوعب حالته وتصددها عنه ..سحب روبه اللي عالكرسي..وعطاها ظهره وهو يربطه على خصره بسرعة..ومو مستوعب وجودها بهالوقت المتأخر حس إنه يتخيّل ...
قالت وعصبيتها تزييد من الموقف السخيف كله : ما تجاوب؟؟ ..وش جابك هنا.. الحوض بعيد عن غرفتك... أحد يسبح بهالبرد وبهالوقت..؟؟؟؟

انتظرها تنتهي من كل هجومها...ثم التفت عليها وشعره لاصق بوجهه ...وملامح الصبر واضحة على وجهه اللي ينقط بحور : هالشي ممنوع؟
قالت وهي تسحب قبعة بلوفرها على راسها : الله ياخذ الشيطان بغيت أموت....الحين روح من هنا ابي أجلس لحالي !
رفع حواجبه وهو مو قادر يميز ملامحها بدقة..من خلال هالظلمة الخفيفة : عفواً يا انسة !..بس المفروض بهالوضع..إنتي اللي تتركين المكان..

حمقت عليييه من قللللب : بعد فيك حيل ترادد ؟!...انا جيت هنا اجلس مع نفسي اروح عشانك ليه؟... انقلع لغرفتك جيّتك هنا غلط أساساً..

قام يناظرها مو مصدّق وضعها وكأنها ما تقيّم الموقف اللي هي فيه...ضرب ساعته بالسبابة وهو يقول : مستوعبة الوقت يا طويلة العمر؟
سحر وهي ترفع حاجب واحد من مرادده : أنت ليش تحب ترادد.. البيت بيتي أقعد في المكان اللي يعجبني بأي وقت...حلوة ذي!!!!

فتح ثمه والطقاق بينطلق من لسانه...لكنه سكّر ثمه بعد مقاومة شرسة مع نفسه...
سحر وهي تناظره من بين الظلمة الخفيفة ولا تقدر تميّز زين اللي يدور بوجهه....قالت بنبرة أوطى : وليد قلت لك اطلع من هنا
زفر هوا من داخل صدره... واخذ السالفة عناد × عناد !

وبدون مقدمات ..راح للكرسي اللي على حافة الحوض واللي يشيل أغراضه..... جلس معطيها ظهره...وأشغل عمره بتنشيف شعره بالمنشفة ...

(فهمت إنه يعاند) .. وقالت : ..وبعدين معك ؟
ما رد عليها... والشي الوحيد اللي يسويه انه يفرك راسه بالمنشفة بيد وحدة ، واليد الثانية مسندها على فخذه...




يتبـــع...

بانتظار متعتكم (ردودكم) ^^
احتريها بشغف












pure white 28-07-11 03:51 PM

يسلموووووو البارت رووووووووعة بس نرفزني تصرف خالد مع نوف كان ودي اطلعلو من السكريين و اكفخو >> هههههه حاقدة و بقوة انتظر البارت الجاي على نار ابغى اعرف وش بيصيير بين ولييد وسحر :IuL04800: لوووووووووول

nsamir 30-07-11 12:09 AM

بارت رائع صراحة

انقهرت من اسلوب خالد في الكلام عن مشاعل - ربنا يزيل حبه من قلبها

سحر حالتها محزنة - لازم تكون أقوى

في انتظار البارت الجديد

ياسمين المدينه 30-07-11 05:18 AM

أنا من متابعين القصة من قبل سنتين في المنتدى السابق والآن استكملتها هنا بس تقطع القصه يفقدها بعض من حلاوتها ياليت الكاتبه تنزلها بنفسها لأنها لو قرأت الردود راح تتحمس ونشجعها
قصه جميله ننتظر البارت

القشراء 03-08-11 03:03 PM

اتوقع انه بعد اللي الصار لفرح بتكون شخصيتها غير وتكره كل اللي حولها ومارح تسمح لاحد انه يدخل قلبها ورح تحط حرتها بوليد وأبوها بيحاول يوسع صدرها ويأخذها نقاهه للسفريه مع وليد ويمكن يصير فيه شي هناك وتكون سحر تحت رحمت وليد . ومشاعل راح تعاني كثير علشان تزيل حب خالد من قلبها وراح يكون للدكتور جمال اثر في حياتها واتوقع خالد يخطب ياسمين بس بالأخير اتوقع انه جمال لياسمين وخالد لمشاعل بس بتكون بليييده معه ومارح تحبه وهو بيندم ويحاول انه يكسب قلبها وكل شي هي صار لها من ورأ حبه بيصير له واكثر لانه بيكووون غيووووور .ومحمد بيتعرف على بسمه وراح يعاني اول شي من دلعها وتصرفاتها الطفوليه وهي بتعاني من محاولتها انه ينسى سحر ويحبها بس بالأخير اتوقع يحبها وينسى سحر .وبندر اتوقع انه بيتغير بعد سفره بيرجع شخص جدي وراح بتكون بينه وبين البنت اللي سحبها من السياره بالبر مواقف كثيره يمكن يحبها ويمكن ترجع البنت لخطيبها اللي تركته بعد وفاة اخوها. شذى احسها راح تذل نفسها علشان حبها لعمر وراح تكون للبنت عمته اثر في تحطيم حبها يمكن انه يذلها ويتركها بطريقه بشعه وراح تتحطم ويمكن اخو بسمه يحاول يتقرب منها وراح تكون ضحيه لحياة الأجرام اللي عايشها عمر يمكن يخطفوها علشان يضغطون عليه وراح ينقذها بس بعدها تصير ما تعطيه وجه ويحس باللي فقده بس بيعاني لانها يمكن تكون انخطبت لاخو بسمه وراح يشوف كل شي كانت تسويه له ويحبه تسويه لغيره وهنا بيحاول يرجعها. حبيت اقول توقعاتي *وانا مره مبسوطه انك رجعتي واتمنى ما تغيبي عننا مثل اللغيبه اللي راحت

♫ معزوفة حنين ♫ 04-08-11 09:47 PM




الجــــزء 31 ...
-------------------

حاولت سحر تنام بهذي الليلة ...لكن النوم جافاها... كانت تتقلّب عالسرير بلا فايدة .. والساعة جاوزت منتصف الليل ...
رفعت راسها وهي تفتح الأبجورة ...لقت الساعة 2 بعد منتصف الليل ...
مخيف هالوقت...ويوحي بالوحدة ..
الموضوع اللي فتحته امها معها...أشغل خاطرها..ووتّرها ... زيادة عليهم...ملكة محمد بعد بكرة !!
ما تدري بتقدر تعيش بذاك اليوم...بعد اللي صار!
بتقدر تعيش وهي تستشعر إن حبّها الأول..بذيك الليلة... نفاها عشان يرتبط بغيرها !!

ما قدرت تتحمل الأفكار وصابها صداع مزعج...قامت للحمام وغسلت وجهها... وتوضت ولا شعوريا صلت لها ركعتين مع الوتر لعلها تلاقي الراحة...
وكأنها ارتاحت... وهدت نفسها ..
لكن النوم طاير من عيونها ... والغرفة صايره تخنقها بهالليل... فتحت دولابها وسحبت لها بلوفر..لفّته على اكتافها وطلعت من الغرفة ...
نزلت تحت..ومباشرة اختارت تطلع برا تتمشى بالحديقة .. الدنيا هااادية والوقت يساعدها تخلى مع نفسها ..
عبرت الحديقة المقابلة لواجهة القصر... ومشت فوق الجسور ..اللي تؤدي لحدائق خلفية أخرى ...كانت تمشي والشي الوحيد اللي تسمعه هو سعسعة ذاك النوع من الحشرات ...
حلو الليل بهالوقت..وهااااادي... وبعيد عن أي ضوضاء وتوتّر !
حبّت هذا الهدوء ...وتمنّت يدوم عليها للأبد...

مرت من فوق جسر اللي يتفرع لممرين...أخذت اليسار اللي يودي على منطقة حوض السباحة الفاخرة..لأنه هو المكان الوحيد اللي تقدر تجلس فيه براحة..وبعيد عن القصر بكل مافيه...
فتحت باب الحاجز اللي كان مفتوح بالأساس ... ودخلت تمشي بالظلمة الخفيفة اللي ماكانت شديدة...أنوار قليلة مشتغلة ومتوزعة بما فيها الأنوار الصفرا داخل الحوض...
ما انتبهت لـ وجود بعض الأغراض المبعثره..والمرميه بعشوائية على أحد الكراسي وهي تمر من جنبه ... وخذت لها مقعد مقابل الحوض ..رمت جسمها عليها وعيونها تتأمل الموية المضيئة بوسط هالظلمة ..بشكل حلو... !

جت لها رغبة جااامحة إنها ترمي روحها بالموية...بملابسها هذي.. رغبة قوية سيطرت عليها....
لكن لفحة البرد اللي هبّت خلّتها تلم روحها وهي تراجع نفسها بهالرغبة المجنونة...
التعب للحين مستقرّ بجسمها ...ولقت نفسها ترمي راسها على الطاولة... وتغوووص بموجة من الأفكار والتشتت...
غمضت عيونها وما عاد حرّكت راسها ...

سمعت صوت حركة الموية... بس لأنها كانت خدرانه من الجو والسلام اللي حولها... ما تزحزحت...
عاجبها الاستسلام لنفحة البرد هذي..، والوضعية اللي مسترخيه فيها...

حركة الموية زادت... بشكل ملحوووظ ...اللي خلاها ترفع راسها وهي مكشّره من الصداع اللي رجع لها ...
شافت جسم غريب يسحب نفسه لخارج الحوض... بيديه الثنتين ...

صررخت من غير شعور صرخة حاااادة ...صرخة كانت كفيلة إنها تروّعه...وتخلّي رجله تزلّ من الحافة ويسقط بكل ثقله داخل الموية ...
تسمّرت قاعده برعب ...وهي تشوف راسه يظهر من جديد ويستند بيديه على الجدار...وهو مفزوع!
أظهر راسه وهالمرة قدرت تميّزت ملامحه...
قالت وعيونها طالعه من محاجرها : و...وليد؟

كانت تبيه يكون هو... وما يكون أحد ثاني..
يكون هو...ولا يكون حرامي ..داخل البيت بنص الليل !

طلع وهو مصدوم من وجودها ..كان ينقط من راسه لساسه ..وهي تناظره مصدووومة...
قعدوا يناظرون بعض بررعب...لـ ثواني بطيئة ...

قال وهو يمسح وجهه بيده ينثر القطرات : ... وش جابك هنا ؟؟

عقب ما ارتاحت إنه هو ومو حرامي... حوّلت السؤال عليه بعصبية وهي تداري عيونها بعيد : هالسؤال موجّه لك !

استوعب حالته وتصددها عنه ..سحب روبه اللي عالكرسي..وعطاها ظهره وهو يربطه على خصره بسرعة..ومو مستوعب وجودها بهالوقت المتأخر حس إنه يتخيّل ...
قالت وعصبيتها تزييد من الموقف السخيف كله : ما تجاوب؟؟ ..وش جابك هنا.. الحوض بعيد عن غرفتك... أحد يسبح بهالبرد وبهالوقت..؟؟؟؟

انتظرها تنتهي من كل هجومها...ثم التفت عليها وشعره لاصق بوجهه ...وملامح الصبر واضحة على وجهه اللي ينقط بحور : هالشي ممنوع؟
قالت وهي تسحب قبعة بلوفرها على راسها : الله ياخذ الشيطان بغيت أموت....الحين روح من هنا ابي أجلس لحالي !
رفع حواجبه وهو مو قادر يميز ملامحها بدقة..من خلال هالظلمة الخفيفة : عفواً يا انسة !..بس المفروض بهالوضع..إنتي اللي تتركين المكان..

حمقت عليييه من قللللب : بعد فيك حيل ترادد ؟!...انا جيت هنا اجلس مع نفسي اروح عشانك ليه؟... انقلع لغرفتك جيّتك هنا غلط أساساً..

قام يناظرها مو مصدّق وضعها وكأنها ما تقيّم الموقف اللي هي فيه...ضرب ساعته بالسبابة وهو يقول : مستوعبة الوقت يا طويلة العمر؟
سحر وهي ترفع حاجب واحد من مرادده : أنت ليش تحب ترادد.. البيت بيتي أقعد في المكان اللي يعجبني بأي وقت...حلوة ذي!!!!

فتح ثمه والطقاق بينطلق من لسانه...لكنه سكّر ثمه بعد مقاومة شرسة مع نفسه...
سحر وهي تناظره من بين الظلمة الخفيفة ولا تقدر تميّز زين اللي يدور بوجهه....قالت بنبرة أوطى : وليد قلت لك اطلع من هنا
زفر هوا من داخل صدره... واخذ السالفة عناد × عناد !

وبدون مقدمات ..راح للكرسي اللي على حافة الحوض واللي يشيل أغراضه..... جلس معطيها ظهره...وأشغل عمره بتنشيف شعره بالمنشفة ...

(فهمت إنه يعاند) .. وقالت : ..وبعدين معك ؟
ما رد عليها... والشي الوحيد اللي يسويه انه يفرك راسه بالمنشفة بيد وحدة ، واليد الثانية مسندها على فخذه...

سحر سكتت شوي وعيونها الضايقه تراقبه ... تشوف النهاية معه !
لكن تركي استمر على وضعه لدقيقة..يشتغل على شعره اللي كان قبل دقايق يقطر بغزارة... متناسي وجودها ومطنّش آمرها...
سمعها تتأفف ... ثم تمتمت بشي ما سمعه بوضوح ،، ..بس الأكيد إن ضيقها يزيد من عناده .. وكل هذا ما حرّك فيه عصب وما خلّاه يترك اللي بيده... جلس وكأنه أصمخ ما يسمع شي...

قالت من وراه وهو للحين سافهها : ... بتقوم ولّا شلون ؟
تركي جلس يبدّل بين المناشف وكأن مافيه انسان يحكي وراه : ...........
سحر وصلت معها من أسلوبه الوقح والغير محترم..وكأنه نسى مين يكون هو ، ومين تكون هي .. أول مرة يتصرف بهالطريقة الغريبة ...مسكت علبة الموية الفاضية قدامها..ورمتها عليه وهي شااااابببة ..ضربت العلبة بكتفه ضربة خفيفة غير مؤلمة ..لكنّها كانت كفيلة إنه يفلت المنشفة... ويناظرها بنظرة بااااردة ..من فوق كتفه..

سحر وهي كاتمه غيضها ..بنبرة هدوء مزيّفة : قلت لك ارجع غرفتك دام النفس للحين طيبة ...
رمى المنشفة بين رجوله وعالأرض..بطريقة نفاذ صبر ما لاحظتها لأنه كان معطيها قفاه بالكامل..
ثم التفت عليها بنص جسمه وهو جالس وشعره محيوووس مافيه ولا شعره منتظمة ...وقال بنبرة مضغوطة : .. ناظري ساعتك هذا طلبي الوحيد !
قالت : إنت وش محسّب نفسك بالله ؟؟؟ عشان تعطيني أوامر؟؟
قصر الشر يوم لاحظ إنها تستدرجه لـ خارج شخصية وليد الخانعة .. واستردّ هدوووءه : ما أعطيك أوامر لكن لمصلحتك..مو زين تطلعين الحين بهالوقت وهالجو ..وعلى خبري إنتي مريضة !!
قالت وهي مو عاجبها كلامه : يمكن ناسي ان هذا بيتي .. انا ما طلعت بالشارع ..انا طالعه لحديقة بيتي المفروض من شفتني فزّيت وركضت على غرفتك مو جالس حضرتك تعاند !
(احترم نفسه وانتبه على عمره لا يخرّبها زود ويزيد شكوكها ) : ..أنا ما اعاند لكن فاجئتيني بوجودك هنا بهالساعة ..
سحر بنظرة متأمّلة من فوق لـ تحت وبنبرة واضحة : هالشي ماله اسم غير "العناد".. أنا مو فاهمه اصلا اعرفك وليد المطيع.....(تذكرت اللي صار الصبح..والكلمة اللي طلعت منها بدون قصد ...)
ثم رفعت راسها لـ فوق وابتسامة تهكّم على فمها يوم فهمت ان هذا ممكن يكون السبب : ااااهاه.. اللي قلته أنا اليوم الصبح أثّر عليييك فهمت الحين.. عشان كذا ضايق مني

سكت وما علّق... وقام يجمع أغراضه ..ما يدري لوين بيوصل معها إن بقى جالس !
لكنه تباطى وهو يجمعهم ..
وسحر كررت : خلصني ورووح تراك جد خرّبت مودي !

كلامها خلاه يتراجع عن عناده... ويهدّي من اعصابه ...
الموضوع شاغله من قالت ذيك الكلمة ... "ادري انك تكرهني" ..
لازم يفهم ليش قالت ذاك الحكي لأنه حاليا ما يبي أي توتّر بالعلاقة بينه وبينها...كذا مارح يستفيد بشي...
قال بنبرة ثقيلة وهو ياخذ علبة الموية من الأرض وعيونه عالمسبح : ... مارح اترك المكان...قبل أفهم ليش قلتي ذاك الكلام اليوم الصبح يا طويلة العمر ؟

قالت تتغابى : أي كلام؟
قال يوضح الموضوع وبأدب كامل وكأنه ما كان يعاند قبل شوي .. : اللي ذكرتيه اليوم... طول الوقت أفكر باللي قلتيه ..
(سكت شوي ..بعدين كمّل بليوونه ) : رجاءن يا آنسة لا تفهميني غلط... قلت لك اليوم إن فيه سوء تفاهم وانتي فاهمتني غلط ...أنا مو مثل ما انتي متصوره..

سحر بجموود ونظراتها باردة وغير مهتمّه حتى للموضوع : تبي تقول لي يعني إن إحساسي غلط ؟
(أكّد باصرار) : اسمحي لي بس أكيد غلط.... أنا مرتاح بشغلي معاك وما عندي أي مشكلة.. كلمة تكرهني ذيك تأكّدي إنّها ما كانت بمحلها ..

زفرت هوا من صدرها والموضوع مو مهم بنظرها.. رغم إنها كرهت اللي نطقت فيه من غير قصد...

قال برسميـة وهو يوقف...ويقترب وهي صادّه عنه تناظر المسبح اللي عاكس أنواره الصفرا : ممكن أعرف ليش منزعجة مني؟
نقلت عينها له وهو يوقف على بعد خطوات...ينتظر إجابة ... وسفهته وهي ترتد للمسبح من جديد.. بلا مبالاة ..
كرر بصراحة : ليش قلتي لي إني أكرهك ومو حاب أخدمك ؟... متضايقة مني بشي؟..مو مرتاحة معي؟

ما حبّت تجاوبه..أو حتى تاخذ وتعطي معه أكثر..
لكنّها قالت وهي تحط رجل على رجل بهيئة سيادة : لو ما أبيك تبقى..مو مجبورة أتحمّلك.. أقدر من ثاني يوم أرميك ... سواء تكرهني او ما تكرهني..هذا شي خاص فيك ولاهوب يشكّل أي أهمية عندي طالما انك قايم بواجباتك...
(زادت نبرتها وضوح ) : بمعنى ثاني أنا مو ميتة على محبتك... انت هنا تشتغل عشاني وعشانك اثنينا يعرف هالشي..يعني تبي تكرهني اكرهني على كيفك..

تجاهل كل كلمة قالتها.. ورجع للنقطة اللي يبيها
فـ كرر بأدب : برضو أبي أعرف ليش جاك هذاك الاحساس؟... اذا أنا معطيك هالانطباع.. علميني أصحح سوء التفاهم !
تهكّمت بسخرية عليه : لا تخاف ما رح أطردك عشانك تكرهني ... فسكر الموضوع ما أبي أحكي معك زود..
(وهو مصرّ يعرف السبب ) : طيب ايش السبب ممكن تصارحيني !؟

عصصبت عليه ..ولأول مرة تحس إنه نشبة : وليييد عندك 30 ثانية خذ اغراضك واختفي من هنا قبل لا تشوف شي ما يرضيك !
قصر الشر .. واختار ينهي الموضوع.. عالأقل حسسها باهتمامه برضاها ...وأوصل رسالته اللي يبيها ..
أخذ أغراضه ومشى من قدامها وهو يقول : اتمنى تشيلين أفكارك الغلط عني .. انا مبسوط هنا..تصبحين على خير طال عمرك..

راح واختفى بمدى الظلام بعيد عن منطقتها ...وسحر ظلت مكانها وهي تفرك أجناب راسها وهي مغمضه عيونها...ما تدري ليش نرفزها رفع ضغطها بعناده ... وهي مو ناقصه استفزاز ..اعصابها صايره عالحفّة أدنى شي يوتّرها وينرفزها ...
ابتسمت بسخرية من كلمته الأخيرة .... ليش مو قادره تصدّق إنه مبسوط معها ...
يمكن مبسوط مع ابوها...
لكن معها ..لا ما تعتقد !
صدّقت إنها انسانه ما تنحب ...أو بالأحرى ما تنطاق..
والدليل...محمد ...ثم بندر ..
ما قدرت تحافظ على أي واحد فيهم ..
كيف بهذا اللي جاي يشتغل لها بمقابل ... !!
::


دخل تركي غرفته اللي تارك نورها مفتوح ..سكر الباب باليد الحرة واليد الثانية رمى فيها مناشفه عالأرض وهو ضاايق..
مشى للحمام وهو يشيل خصل شعره الرطبة عن جبينه .. وكلمتها لازالت ترن براسه ...
المصيبة إن اللي كانت بنظره أسهل هدف... صارت الأصعب بينهم !!
بدا لعبته وهو يتوقع انه بيكسبها مثل الباقين ...لكنّها شذّت عن قاعدته !!
أبوها ..وخالد...وبيان ... وحتى أمها ... كلهم كانوا خصوم سهلين ...
لكن ذي البريئة ... فيها شي غير... مو مرتااااح من ناحيتها أبد !!

انحنى على البانيو وفتح حنفية الحار وصار الدش ينزل بغزااارة بالحوض... تراجع خطوتين لين وقف قدام المراية وهو يطالع عمره المبهذلة عقب السباحة ... لو كان يدري أو حتى يتوقّع إنه بيقابلها بهالليل هناك وبتوتّر له أعصابه بذيك الطريقة ما كان فكّر يطلع...
لكنه ما قدر ينام من كثرة حماسه للسفرة اللي بتكون بعد بكرة ...باقي عليها يوم واحد بس...ما قدر ينام من الحماس وفجأة قرر يطلع يسبح له نص ساعة لعل عضلاته ترتخي وينام مرتاح.... لكنها فاجئته بظهورها ..
وغير كذا ...ذاك الأسلوب !!... وذيك الشخصية القوية والحارة والهجومية !!
شي ما عهده فيها !!

نفض راسه وهو يشيل الروب ...واخذ دش حار سريع..
عشر دقايق وطلع من الحمام وهو لابس بيجامته ... رمى عمره عالسرير وهو يناظر الساعة اللي كانت تشير لـ 3 إلا ربع الفجر...
ابتسم بسخرية يوم حس إنه عطاها أكبر من حجمها ...رحلة السفر بعد يوم واحد ... لما يرجع من السفر رح يتولّاها ...أما الحين مافيه شي أهم من سفرته ... الباب اللي بيفتح لـ وليد أبواب النجاح ..
عقب سفرته رح يحلّ كل الامور ومن ضمنها هي ،،،
وفعلا ما طال ضيقه لأنه مو من النوع اللي تسيطر عليه أفكار الضيق والخوف لوقت طويل... حرّيف هو بالتغلب على هالنوع من المشاعر ..وعمره ما سمح للخوف يسيطر عليه تجاه أيٍ أمر ...
وألحين مافيه شي يشغل باله بالكامل سوى موضوع السفر...
:
/

في بيت ابو محمد .. اليوم التالي..

قبل الغداء بساعة ... دخل بندر البيت وهو مبتسم وعلى كتفه شنطته الرياضية ..
شادن اللي كانت تتقهوى مع ابوها ابتسمت بحماس من شافت ابتسامته : بششششر...اكيد خذوك !
ضحك وهو يفصخ كابه ..ويلبّسها اياه : طبعا وفوق هذا كابتن المنتخب
صرخت من الفررحة : الللللللللللللللللاااا ونااااساااه كاااابتن !

ضحك وهو يجلس : ما كنت خايف كنت واثق من اختياري.. وأزيدك من الشعر بيت أول اسم بالقائمة ..
شادن بضحححك : اجل خلاص بنشوفك بالألومبيات..اللللاه بنشوفك بالتلفزيون..
بندر : هههههههههههه ايه بوريكم كيف تكون البطولة

أبوه اللي كان يسمع .. قال بمززح : عاد اسمع... يا تروح وترفع راسي..أو لا تطبّ بيتي
ضحك بعذوبة : هههههه أفا... يا أفوز..أو تطردني .. ؟؟
أبوه : ايه فشايل ما نبي ...
ضحك مبسوط : ولا يهمك بطولة المدارس بكررها هناك...
شادن : أكيد ما نبي غير الميدالية الذهبية
بندر بضحكة غرور : هههههه اكيد والأيام بيننا ..

نزل محمد من فوق وهو لابس بدلة البيت وخصل شعره الأسود يلمع عقب الشاور..لأن توه راجع من الشغل
قال وهو يجلس بابتسامة لـ بندر : اسمع طاري الميدالية الذهبية !...يعني خلاص وضعك بالمنتخب تضبّط !؟
بندر وهو يرفع حواجبه بغرور ..حطّ رجل على رجل : أكيد... وش متوقّع غير ذا؟
محمد بضحكة : ما توقعت شي.. بطل مرتين على التوالي وش بتوقع يعني أقل من كذا !

نزل بندر للأرض يتقهوى مع أبوه...على دخلة أمه اللي بشّرتها شادن بسرعة ...
مرت دقايق ورفع بندر راسه باستغراب : وينها مشيعل أدري فيها تحتري هالخبر أول وحدة !
شادن بضحكة : اختك غاطسه مع نفسها..موب طبيعية من أمس !

بندر وهو يرفع حواجبه بتساؤل : ليه وش مهببه ؟؟
شادن وهي تاكل تمره : مدري عنها ..من أمس متسمّره قدام اللاب وقدامها دفتر ...تقرا وتكتب .. ولحّد يدري وش تسوي !
بندر وهو مو مصدّق : ..تدرس؟؟
شادن بضحكة : ما أظن لأن اللي تسويه ما يوحي إنّها تدرس...سألتها لكنها ما جاوبتني ..

بندر : روحي ناديها أبيها تسوي لي حفلة ..
ضحكت من قلب : ههههههههههههههه وش معنى هي اللي تسوي لك حفلة ..؟؟
بندر : كذا ..كانت تستهبل علي وتقول إنت عجّزت ومارح ياخذونك ... خلّها الحين تسوي لي حفلة
شادن : هههههههههههه انت ما تبي الحفلة تبي بس تجننها
بندر : ههههه روحي اقول وبلا كثر هذرة ..خل اشوف وش بتقول ان درت اني كسبت التحدي..

قالت أمها وهي تشيل صينية القهوة عشان توديها المطبخ : روحي ناديها ما بقى شي عالغدا ..
شادن قامت تناديها ...

طلعت للدور الثاني...ودقّت عليها باب غرفتها ... وكعادتها من أمس.. ردّت ولكن بنبرة مشغووولة مرة ..
دخلت وعيونها تطيح على مشاعل وهي على نفس الوضعية .. جالسة بسريرها وهي متربعة .. لابسه بيجامة نومها الموف.. وطوق رمادي على راسها عشان يرفع الخصلات القصيرة عن وجهها ....جنبها دفتر نوت وبيدها قلم رصاص ..وعيونها تروح يمين وشمال مع سطور اللي تقراه عالشاشة ...كانت منغمسة بشكل غريب...هيئتها جااادّة بطريقة غير معهودة عنها ...

اقتربت شادن وفضولها يزداد : وانتي على وضعك من أمس ؟
مشاعل وعيونها المغضّنة على الشاشة : ..تبين شي ضروري او اتركيني تراني جد مشغولة !
شادن : وقت الغدا... وبعدين بندر يبيك تحت ..
مشاعل وهي تنزل راسها للدفتر تكتب شي : مابي غدا الحين ..وقولي لبندر مو رايقه حاليا... مشغولة
شادن بضحكة : إنتي جد قاعده تدرسين ؟؟؟؟؟؟؟؟

مشاعل : اتركيني وبعدين بتعرفين ...

شادن بخبث...ضيّقت عيونها بمكر ... ونطّت على السرير بسرعة وهي تميّل وجهها للشاشة عشان تسرق نظره خاطفة ..لكن مشاعل صكرت الشاشة بسرعة وهي معصصبة..وهي تقول : شديييين وخخخخري
شادن بعناد وهي تحاول ترفع الشاشة : خليييييييييني أشوف فضولي بيذبحني من أمس... أحس وراك مصيييبة !
مشاعل بصرخة : لاااااااااااااااااااااااااااااا.... وخخخخخخري
شادن قامت تضحك وهي تقاتلها على نظرة : هههههههههههههههههه نظرة وحدة بسسسسسسسس
مشاعل دفّتها بقوة لين طاحت عالأرض : وخخخخري ما بعد خلّصت ..
شادن بقهر وهي تفرك يدها من الطيحة : جد وش فيك ..من أمس أسألك وما تجاوبين !

مشاعل وهي تفتح الشاشة ..وتميل بها عشان ما تقدر شادن تشوف شي : مو وقته قلت لك...لما أخلص بحثي بقول لك !
شادن وهي فاتحه عيونها بصدمـة : بحثك ؟؟؟؟... انتي يعني قاعدة تدرسين ؟؟؟؟؟

رفعت مشاعل عينها بنظرة غييييض : الحين ما أبي أقول شي... اتركيني تراك شوشرتي لي أفكاري بجد ..
قامت شادن وهي تضحك ..وتأمّلت وجه مشاعل اللي كان يحملق بالشاشة بطريقة غريبة ومهووسة ..
قالت : طيب انزلي تغدي وبعدين كمّلي
مشاعل وعينها عاللاب : بعدين مو مشتهيه.. ما رح اتركه لما أخلص اللي أسويه

اقتنعت شادن إن مشاعل بهاللحظة منغمسه بشي مجهول ..وشكل هالشي سالب انتباهها وتركيزها بالكامل ...
تركتها على راحتها ...وطلعت وسكرت الباب ...










♫ معزوفة حنين ♫ 04-08-11 09:48 PM



نزلت وراحت مباشرة ..لطاولة الطعام اللي تجمّعوا عليها أخوانها وأمها وأبوها...
بندر وهو يعدّل كرسيّه بيديه : ها وينها ؟
شادن : تقول مو فاضيه لك ...عندها شغلة سريّة تبي تخلّصها ..
بندر بفضوول : شغلاتها مصايب هالبنت !... ما عرفتي وش وراها ؟
شادن وهي تسحب كرسي وتجلس بضحكة : ههههههه لا للأسف...

أبوها وهو يتلفّت بينهم بتسااؤل : شادن يبه نادي عمر من غرفته !
قالت ونبرتها تهـدى كثير ..وعينها ويدها على صحن السلطة : مو موجود ..طالع من الصبح!
أبوها وهو يغضن حواجبه : من الصبح..؟!...طيب دقي عليه يجي يلحق عالغدا... مواعيده عالوجبات هالكم يوم مضروبة .. صاير يحضر يوم ايه ويوم لا ...

كتمت تنهيدتها داخلها..لأنها تدري بهالشي أول وحدة ... وحاولت ما تتكلم بالموضوع ما تبي تكتئب وهي توها مبسوطة وتضحك..
لكن أبوها قال : قومي اتصلي فيه ..!
شادن بهدوء وهي تحط صحنها قدامها : .. باباتي ما يحتاج اتصل اكيد بيرجع .. يمكن يكون متضايق عشان كذا طلع من البيت.. ومتى ما ارتاح بيرجع ..
ابوها : ما عليه قومي اتصلي عليه وقولي له يلحق عالغدا... هاليومين اذا شفته عـ الغدا ما شافته عالعشا ..والعكس..ما يصير قومي اتصلي فيه اشوف..

انصاعت وقامت بهدوء تاركه السفرة .. ما ودّها تتصل فيه وهي تدري ان نفسيته مو زينة من كم يوم... رغم إنه بعيد عنها..والمسافة كل مالها تكبر..
لكن ما قدرت تمنع نفسها من الاتصال...
راحت للتلفون بالجهة الهادية من الصالة ..والبعيدة عن جلسة الاكل وسوالف اخوانها وضحكهم...
رفعت السماعة باليمين وهي تجلس..وباليسار دّقت رقمه اللي حافظته عن ظهر قلب ..
أول مرة عطاها مشغول ...
ثاني مرة عطاها انتظار ..
ثالث مرة ..أنهى المكالمة وردّ عليها..بنبرة صوته الفخمة اللي معروف عنها إنها خاليه من الحماس وهااادية بشكل كبير ،
: هلا...
ابتسمت من هالنبرة : ..عوومر ... وينك انت؟

سمعت تنهيدته .. اللي سبقت جوابه ..
ثم قال : طالع برا ..
بعتاب : أدري انك برا...وينك الغدا ينتظرك..؟
عمر : تغدوا مارح أجي..
قالت : ابوي يسأل عنك .. صاير ما تحضر وجبات اليوم...

قال ونبرته تهدى زود..ووضح عليه الملل والضيق : غيابي مارح يأثّر بشي... وجودي وغيابي واحد لا تهتمون لي

اكتئبت من كلامه .. وما قدرت تكتم اللي بصدرها : عمر ؟.. إنت ليش ما تجلس بالبيت ؟
سكت بالبداية وما نطق بشي : ".............."

كمّلت وهي كل اللي تسمعه أنفاسه...بنبرة متوجّعة طالعه من صميم قلبها : انت ما تجلس بالبيت ...عشانك ما تبي تشوفني...صح ؟

ضاقت انفاسه زووود ...
ثم قال : ..شادن أنا مشغول الحين !
قالت وهي تهمس بألم عشان محد يسمعها : وش هالشغل ..ليش دايم تتهرب أبي أفهم...
ضاااق عليها : شاااادن !
شادن : لا تقول شادن ...!!
عمر بحدّة بسيطة : وبعدين معك ؟
شادن بهمس مبحووح عشان محد يحس بانفعالها اللي تحاول تكتمه : ابي افهم ليش تغيّرت هالأسبوع ؟..ما صرت أشوفك وكأنّك تهرب... اخواني يشوفونك دايم لكن انا ما اشوفك ليش كل هذا ؟؟؟؟
عمر : قلت لك مشغوول ما اقدر اجلس ..افهمي !
شادن بضيق يوم حسّته بدا يعصّب : طيب نتفاهم بعدين .... الحين ابوي جد يبيك تجي...لو ماجيت بيزعل..

سمعت تنهيدته..واستغفاره ..
ثم قال من غير اقتناع : خلاص اوكي..قولي له جاي بالطريق
أنهت المكالمة بكلمة وحدة : ننتظرك ..

حطت السماعة بمكانها..وعيونها تايهه بكثير أفكار ..من هالضياع رفعت راحة يديها لوجهها..ومسحتهم على خدودها لين تحت وهي تزفر هوا حار...
كانت تظن إن تجربة انتظارها لـ عمر ورجعته ، عقب غيابه الطويل ...هو أصعب شعور ممكن تخوضه..
لكنها اكتشفت .. إن الإرباك..والهروب اللي يمارسه وهو حولها وقريب منها...شعور أفضع وأصعب ... ويضيّعها !!

رجعت للسفرة وهي تجلس ببرود : يقول بالطريق ،
ابوها : زين... ابي أتكلم معه عن وضعكم .. شرايك يبه ؟
رفعت راسها وهي مو عارفه وش تقول ...لكنها استغلت الفرصة ..وقالت باصرار داخلي : أكيد لازم نتكلم فيه... عمر فتح الموضوع معي وقال يبي يكلمك .. مرة مستعجلين انا وهو عالزواج....

كذبت .. واقتنعت بهالكذبة ..
لكنها بغت شي ينهي هالصراع اللي هي تعانيه...هالتوهان اللي يعيّشها إياه....
ما عاد تقدر تتحمل شد وجذب أكثر... تألّمت كثير ..رغم تصرفاته الغريبة والمتناقضة من لحظة رجوعه.. المواقف المختلفة اللي عاشتها معاه بالبر..وتصرفاته المتبدّله بين الساعات ...لكنها لا زالت مقتنعة بـ وجود شعلة المشاعر داخله ... شي ما ترضى تنكره..حتى لو هو أنكره !
حتى لو الدنيا كلها أنكرته !
حتى لو نهى .. أنكرته !
ما رح ترضى هي تنكره!.. وبتعيشها ولو كانت كذبة !!

قال ابوها بابتسامة : فتحتوا الموضوع انتي وياه ؟... زين زين..أجل بكلمه اليوم نرتب أموركم
ابتسمت ابتسامة خااااملة ..ابتسامة تايهه..ونزّلت راسها لأكلها...

ربع ساعة ..ودخل عمر عليهم وهو يسلّم ...
رفعت شادن راسها تتأمله وهي ساكتة ... كان واقف وهو يفصخ جكيته الأسود وعلّقه على ظهر الكرسي الخالي... سحب بلوزته المقلّمة بأسود وأخضر لتحت ..وهو يجلس عالكرسي مقابلها..
عطاها نظرة سريعة وعابرة ما تعبّر عن شي وهو يعدل جسمه عالكرسي... والتفت لـ بندر اللي طقّه بضحكة ..
بندر : سمعت آخر خبررر ؟
عمر بابتسامة جانبية وهو يمسك صحنه : لا.. قول وشو ؟
بندر : هالأطخم اللي جالس جنبك بيلعب بالأولومبيات

ضحك عمر ضحكته الحلوة ..اللي تشرح النفس : شي متوقّع ما تفاجئت ..
بندر بغرور : ودي اخذك معي بس عارفك بتحوقها
عمر : هههههه لا خلني برا ما أصلح

بندر بسخرية : أمما ما تصلح !! ههههههههههه يا شيخ انت لك خبرة بالمكافخ والتكفيخ اكثر مني...بينفع معك التايكوندو صدقني
عمر عرف انه يتتريق ويعايره بتاريخه الأسود بالمشاكل : خلاص انطم لا تشوف خبرتي اللي تقول عنها
بندر خااف : ههههههههههههه طيب آسف...انت لين حكيت بهالنبرة اخاف جد !

عطاه عمر نظرة جانبية صامتة ، واكتفى فيها ... ثم بدا أكله وهو يحس بنظرات شادن عليه ...

ارتاحت شادن مؤقتاً ، عالأقل حضر الغدا وما تهرّب ... ابتسمت بحنان وهي تشوفه ياكل باندماج والواضح انه يتجاهل النظر فيها ... فهمت هالتجاهل ..وما نطقت بشي... وكل اللي سوّته إنها مدت يدها لطرف صحن سلطة الروبيان اللي يحبّها..واللي كانت قريبة منها وبعيدة عنه .. ودفّتها بأصابعها بشويييش ناحيته ، بحركة صامتة من غير لا تقول شي... ثم مسكت ملعقتها وكمّلت غداها بنفس الصمت ...

رفع عينه من صحنه للصحن الآخر اللي اقترب منه...ثم رفع عينه بشكل أكبر للانسانة اللي جابت السلطة لعنده ... الابتسامة ارتسمت بعيونه بشكل خفي...ابتسامة ما وصلت لفمه...ابتسامة ألم... ابتسامة احتياج..ابتسامة تعبّر عن كل شي داخله لها...كل شي تعب يداريه ويدفنه جوّاه من سنين !!

أبعد نظره عنها... وكمّل أكله إلا أبو محمد يقول يوم أنهى غداه وجا وقت الفاكهه : عمر يا ولدي..
عمر وهو يرفع راسه بانتباه متحفّز : سم ؟
ابتسم ابو محمد : قالت لي شادن انك انت وهي مستعجلين عالعرس... متى تبونه ؟
وضحت الصدمة الخفيفة على وجهه..كونه ما حكى مع شادن عن هالموضوع ولا حاول حتى : ....م مستعجلين ؟؟

قاطعته شادن بسرعة لا تنفضح كذبتها : ايييييييه عمر.... نسيت اللي حكيناه قبل يومين !
لفّ عليها ..شاف المكر بعيونها وهي تناظره... واللي تهدده يا ويله ينكر ...
ما حب يلخبط الموضوع... ورسم ابتسامة متوتّرة على فمه : اييه صحيح.. بس تونا ما استقرّينا على قرار...

ثم أرسل نظرة متوعّده لـ شادن اللي كذبت على لسانه .. شادن ردّت على نظرته بابتسامة مستمتعة ومتحدّية ..
ما حسّسهم بشي غريب رغم إن الموضوع خنقـه : ما بعد اتفقنا انا وشادن ..

ابو محمد : خلنا نتفق اجل دامك جالس اليوم ..
نفى براسه وبابتسامة : لا خلّنا انا وشادن ..(التفت عليها بنظرة حديدية.. وهي متحفّزه باهتمام )..نتفق على كل شي..وان استقرينا على كل الأمور وقتها نقولكم ..
ابو محمد برضا : يعني ما تبي تناقشه اليوم ..؟
عمر وعينه على شادن بوجوووم : لا ودّي ننهي هالموضوع أنا وهي .... لحالنا !

كلمته هذي وراها معاني خفيّة غير الظاهره ... محد انتبه لها.. لكن شادن ما ارتاحت لنظرته الغريبة والغامضة ،، ومخاوفها زادت ...
ابو محمد : دام كذا براحتكم ... بس ودي تسبقون زواج محمد...

عقب الغدا .. قام عمر واقف وهو يسحب جكيته بعشوائية من ظهر الكرسي.. وطلع لـ غرفته ...
دخل وهو يسمع جواله المدسوس بجيب جكيته يرن ... ضرب الباب برجله من وراه ويده الحرّة تدخل داخل الجيب عشان يطلّع الجوال ...
رفع الشاشة وهو يتقدم بهدوء للسرير ... وتغيّرت نظرته للجمووود يوم شاف اسم ..
"عادل يتصل بك "..
عادل ..ذاك الهمجي ،!
للحظة ما كان رح يرد على هالآدمي.... لكن إلحاح الجوال خلّاه يفتح الخط وهو يعتدل بجلسته عالسرير .. وبنبرة جااااامدة :... نعم ؟

جاه الصوت غااااضب من الطرف الثاني...نبرة مشتعلة نيرااان : ..والله لأوريـك ..!
انصدم عمر من نبرة الهجوم المفاجئة ...
وقال ببرود : خير وش صاير ؟
عادل بناااريـة : إنت وش قايل لـ عياف عني؟؟
عمر تصنّع الجهل : وش قايل ؟ ..
عادل بقهر وغضب مشتعل : عمر لا تستغفلني !
عمر بسخرية : أي استغفال ؟
عادل بحقد : مارح أسامحك عالحركة اللي سويتها.... بسبّتك أخذت كف من عياف ..والله ما أفوّتها لك !

فلتت ضحكة تهكّم من عمر وهو يقول باستفزاز ومُقت : ههه حلو عطاك كف... ليتني شفتكم أحب هوشاتكم !
ازداد عادل غضب من هالنبرة : لا تحسبني ما أدري إنك ورا هالشي..!

عمر تغابى الموضوع : انا كافّ خيري شرّي وجالس بالرياض... يعني تبي تدخّلني بساس مشاكلك مع عياف ، ما تملّ إنت بالله من المشاكل ..؟؟

فجّرها عادل بنبرة مُقت وتهديييد : .. هـه لا تحسبني ما اعرف مين اللي كان واقف عالجبل يراقبني ذاك اليوم...يا عمر !

تغيّر وجه عمر للصدمة .. تمالك نفسه ...وحافظ على نبرة صوته ..
وقال : أي جبل؟؟
ضحك عادل بتهكّم : محد غير شلّتنا يعرف ذاك المخيّم... وسيارتك اللي جيت فيها وصلتني مواصفاتها من الرجال اللي لحقوك !
عمر بحددة وهو ضاغط على لسانه : أحس إنك تلمّح لشي ...لا تلفّ وتدور.. تكلّم بوضووح...

عادل بنبرة حقد وتهكم : تكلّم بالله ... مين كان معاك ذاك الوقت...شفت إنكم كنتم اثنين مو واحد... واللي معي قالوا لي إنها بنت ،

فزّ عمر واقف بسرعة صاروخية ..والجوال بيده على وشك يتهشّم ..والكلمات مضغووطة بفمه : أنا ما جيت ذاك المكان من ذيك السنة ، أبيك تستوعب هالشي..

ضحك عادل ضحكته المقيتة وهو يقول باستفزازية : .. أجل مين قال لـ عياف عن وجودي بذاك المكان؟..ممكن تقولي ؟؟
عمر بسخرية : تهبيباتك المتكررة وتأديب عياف لك ..هذي مشكلتك الخاصة معه... لا تدخّلني مثل كل مرة السبب الرئيسي بكل مشاكلك ..
عادل بحقققد : ما رح أفوّتها لك أنا أدري إنك إنت اللي فـتـّـنت علي...واللّـــه لتشوف ..!
عمر بمسخرة عليه : والله على سواياك اللي بتودّينا بداهية ...تستاهل أكثر من كذا ..
عادل كرهه زووود واشتعل زووود ... وقال بسخرية متبادلة ونبرة غير مريحة : طيب ما قلت يالشريف... البنت اللي كانت معك مين تكون؟..(ضحك بسخرية وكّنه كاشفه).. لا يكون كنت ناوي تجيبها المخيم عشان تاخذ راحتك معها ... عشان كذا رجعت الرياض أجل ! ، صدق انك منافق وتدّعي الشهامة وإنت مافيه أخسّ منك ..
فااااار دم عمر..وغلت شرايينه ..وبانت عروق رقبته وهو يضغط الكلمات ضغط رهيب : عااادل كلامك الوصخ اللي متعوّد عليه تدري فيني ما أواطن أسمعه..
عادل بسخرية : إنت ما تواطنّي كلي ..مهوب شي جديد .. بس مارح أتركك لما أعرف مين اللي كانت معك ؟؟؟
عمر وعيونه الحاادة تحمرّ بشدة من الغضب المخيف : سكّر هالسالفة لا تخليني أجيك الليلة وأنهيك ، سامع..!
عادل بغضب مماثل : تخريبك علي عند عياف..مارح أعدّيها لك... أنا إنهنت اليوم قدام كل الشباب بسببك.. بغيت أموت ومسدس عياف كان على صدري .. كل هالشي لأن حضرتك تبي تنهيني بأي طريقة ...

تغيّرت تعابير عمر للسخرية ..وباع الموضوع .. وقرر يعترف يوم وصلت لهالحد : تدري عاد... دام إنك تتعامل مع ناس من ورانا ...وتجرّنا لمشاكل ومصايب غير اللي احنا فيه .. فتستاهل اللي جاك منه .. ياليته ذبحك بعد وريّحنا من مصايبك ومشاكلك !

عادل موته ولا يسمع هالنبرة من عمر ، لأن عمر يعرف وشلون يستفز له أعصابه ويطلّعه من أقاصي طوره : يالكلب والله لأوريييييك مو عادل اللي ينهان بسبب واحد مثل أشكالك ..
ما تحرّكت شعره بـ عمر وهو يقول : تقلّع أقول تقلّع ... وأعلى مافي خيلك اركبه يالبزر..

سكر بوجهه وهو فاااااااااااير...دمه يغلي غليان بعروووقه ..وعضلات وجهه تتقلص من الغضب المخيف ..
كان معطي الباب ظهره ..وبدون شعور رفع اصابعه لعيونه وضغط عليهم ..
وسمع نبرة بريئة من وراه : عمر ؟
نزّل أصابعه عن عيونه ..وهي يناظر يمين وشمال بغضب من غير لا يلتفت ..أو حتى يرد ..

تقدمت لـ داخل الغرفة والخوف على وجهها : مين عادل؟
اسمه..خلاه يستدير لها بقوة لدرجة إن الهوا تحرك حوله... فزّت بارتباك يوم شافت شعلة نيران شابّة بعيونه وهو يناظرها بذيك الحدة ..
قالت بارتباك : شفيك ..اسمع عصبيتك وأنا برا !

غمض عيونه..ثم فتحها... وهو يقول والحدة بصوته : وش سمعتي؟
قالت وغضبه موتّرها : م ما فهمت شي...ما فهمت غير عادل !
عمر وهو يرمي جواله عالسرير ويمشي له : طيب اطلعي بنام لي شوي..
تقدّمت أكثر وكأنها ما سمعت لطلبه : .. أول أبي أعرف وش فيك !

التفت عليها وهو فااااير ، وتعرف هالطبع فيه ... هادي ، لكن إذا عصّب.. عصّب بكل ما فيه ما عنده حل وسط ..
تماسكت وهي تقرب عنده : لا تناظرني كذا .. أبي أعرف وش اللي مضايقك من كم يوم... أبي أساعدك !
بلل شفته السفلية بلسانه ثم عض عليها ،، وفورته من عادل للحين ما انطفت ..
ما يبي يفرّغ الباقي من حرّة عادل فيها ألحين ..خصوصا إن ذكر عادل للبنت اللي معه خلّا الدم يغلي غليان مو طبيعي بعروقه ..

قال وهو يفك أزرار بلوزته : ما عندي مشكلة عشان احتاج المساعدة .. خليني ألحين
عاندت رغم إنها عارفه إن العناد الحين مجرد تهوّر : مارح أخليك...ملّيت هالحالة !

رفع راسه بحدّة ويده استقرّت على آخر زر ...
وكمّلت وهي تزيد بموقفها : ايييه مو إنت قلت قبل شوي ؟...لازم نحكي أنا وإنت عن الزواج ونقول لأبوي عن قرارنا... ها شوفني ..جيت عشان ننهي هالسالفة..

فتح آخر زر بحركة عنيفة من يده ، لدرجة أن الزر انقطع ..وطار بالهوا عند رجولها ..
نقلت عيونها المتوتره من الزر المرمي بالأرض..لوجهه وجسمه المتشنج من الغضب والعصبية ..
قام واقف والبلوزة مفتوحة..والغضب بعيونه : شااااادن اتركيني الحين.. مالي قدرة أناقش أي موضوع !

قالت بنبرة خوف عليه : عمر قل لي وش فيك؟... ليش مبتعد عنا ؟.. ليش ما تبي تقول لي شي؟؟؟
حط يده على جبينه وهو يتنفس بطريقة مشدودة...ماله إلا يطلع من هالمكان...فـ تحرك بسرعة من عندها لـ دولاب ملابسه .. وهي تلحقه بخووف ...
عمر وهو يشيل البلوزة اللي عليه بحركات عنيفة وهي وراه خاايفه منه ...قال وهو يسحب تي شيرت جديد بعنف كبير عفس الملابس اللي حوله : كم مرة بفهمك اني تمام وما عندي شي أقوله... (التفت عليها وهو واااصل حده..وصرخ بوجهها ).. أنا ما عادني ذاك المراهق... لا عاد تتصرفين مثل أمي تراني تعبت ، أقسم بالله تعبت من نفسي وإنتي ما تعبتي !!

مشى بسرعة وهو يلبس التي شيرت بعشوائية ...وصدم كتفه فيها ، وارتدّت على ورا مرتاعه ..ومصدومه من صرخته !! والألم ينهشها من كلامه ...
بسرعة استردّت توازنها وركضت وراه لـ خارج الغرفة ...
لحقته ومسكت يده قبل يوصل لباب الشارع ودموعها تتجمّع بعيونها ...
التفت عليها وعضلات فمّه متشنجة ..وبعيونه طلب منها تشيل يدها ..
قالت باختنـاق يكتم أنفاسها : خذتها عادة .. كل مرة ما تبي تشوفني ...تهرب مني؟

قال وهو يسحب يده بنبرة قهر : اتركيني تعبت أحاول تفهميني !
خنقتها العبرة زووود وهي تحس إنه يتسرّب من يدها .. تقدمّت كم خطوة..ووقفت بينه وبين الباب ..يعني اعترضت طريقه..وقالت وصوتها يتقطّع : أنا ما أبي أفهم شي ... ما أبي غير تكون حولي .. ليش ما تفهم.. لا تسوي كذا معي تراني أموت والله... (شهقت عند هالكلمة ..وغصّت بالحرف)

دموعها ما هدّته ، بل زااادته غضب وعصبية ... وصراع أكثر : اتركيني يرحم أمك يا شادن ..انسي اني عاااايش انســـي !!
دفّها عن طريقه على جنب وهو غاااضب...وطلع من قدام عيونها ...وهي واقفه والصدمة معتريتها ..
مو مستوعبة ذيك الكلمة ..
انسي إني عايش ..
إنســـي !!

أنا ما صبرت هالسنين الطويلة..والمرارة داخلي...عشان تجي وتقولي بكل بساطة إنسي..
انا ما انتظرت وتحمّلت وجع الانتظار.. عشان تنطقها بهالسهولة ..

ما عرفت وش باقي أكثر...عمر كل ماله ويزيد من الخوف داخلها ... عمر يزيد في ارباكها ...
وهي مو عارفه تتصرّف معه ...

استدارت وهرولت بالحوش ناحية المدخل ودموعها تنقّط منها ... وعند المدخل واجهت بندر اللي صدم كتفها فيه... أخفت وجهها وهي تمشي من جديد بسرعة ، وهالمرة هي اللي تبي تهرب وتنعزل مع نفسها...
لكن بندر اللي حسّ بشي غريب... مد يده وهو ينحني لقدام بسرعة قبل تنحاش..ومسك ذراعها بقوة وهو يقول : هيه تعالي تعااالي !
جابها لعنده وهي تناظر من الجهة الثانية...مو قادر يشوف شي من ملامحها لأن شعرها يغطي..
قال وهو ماسك معصمها باستغراب : وش فيك ملحوقه ؟
شادن بصوت مخنوق حاولت يكون طبيعي : لا...
ميّل راسه للجهة الثانية يحاول يطلّ بوجهها.. يبحث عن شي يشوفه في ملامحها... وهي تتصدّد بالمقابل ...
وحركتها شكّكته فيها ...
بندر بجدية : شادن وضعك هذا أكيد له علاقة بـ عمر...
ما تحمّلت... ورفعت راسها ..وصوتها يتعبّر ..وموجة دموع تندفع وسط عيونها : ..طلع زعلان ومنقلب حاله..!!!

قال باستغراب وااضح : ...زعلان ؟؟؟
بكت وهي واقفه.. بطريقة وهّقت بندر اللي تورّط ..ما يعرف يواجهها إذا بكت بهالطريقة
وقالت ويدها المرتجفه على فمها لا يسمعونها أمها وأبوها : ط طلع زعلان وخايفه ما يرجع يا بندر !!
ضاقت عيون بندر وهو ماسك اخته من ذراعها ..مو فاهم شي : ليش وش قال ؟؟
شادن ودموعها تطيح بالأرض..ورجفة الخوف بأوصالها : مدري عنه بندر... بس عمر تغيّر..تغيّر كثير مو عمر اللي اعرفه صاير مو على بعضه

ما تمالكت نفسها وقامت تشهق من الوجع والخوف...
التفت بندر بسرعة ناحية الصالة والوهقة على وجهه خايف لا يسمعها أبوه وتكبر السالفة... مسك يدها وطلع معها لـ برا ..وأغلق باب المدخل من عقبهم عشان ما يوصل أي صوت لـ داخل ...
جلست على الدرجة الرخامية..وهو واقف قبالها وحدة من رجوله عالأرض والثانية على الدرجة ...
وباستفسار : ما قلتي ليش زعلان ؟ ..سوّيتي شي ضايقه؟؟
شادن وهي تناشق بصوت مهزووز : ما أعـ..رف...صرت أشكّ حتى بنفسي !
بندر وهو يتنهّد من قلبه : طيب انتي تعرفين عمر..وتعرفين نفسيته ومزاجه المتقلّب...مهوب شي جديد...
قالت وهي ترفع خصل شعرها بيديها الثنتين لورا اذنها بحركة متوتّرة : بس خايفه..خايفه ما يرجع للبيت..
(رفعت راسها ودموعها تهلّ برجاا )... بندر تكفى لا تخليه يترك البيت...تكفي قوله يرجع أنا ما عاد أعرف أتواصل معه تكفى بندر لا تخليه..
نزل بمستواها ونبرته تلين..ونظرته تحنّ وهو يحط يده على ركبتها : مين قالك إنه بيترك البيت ؟...هو قال لك شي ..؟

غصّت بعبراتها...وبصوت متقططع بالموت يطلع بوضوح ..ويدها تستقر على صدرها : م..ماقال بس قلبي يوجعني .. يوجعني بقوة بسببه يا بندر...
يكره دموع شادن أكثر من أي أحد ثاني .. قال وهو يحط يده على راسها يخفف عنها : مارح يطلع...تأكدي إنه ما رح يطلع...وهو يقدر على فراقك أصلا..ماعرفتيه يعني للحين؟ ..مستعد يترك الناس كلها إلا إنتي يا شادن..معقولة فيك حيل تصدقين فيه هالشي..؟
بكت وهي ضايعه..ما تدري تصدّق بندر ولا تصدّق احساسها اللي يخنقها أكثر وأكثر مع كل يوم يمرّ .. : بندر إنت مووووو عارف شي..مو عااااارف شي ...محد يعرف شي مثلي ومحد فاهم !!
وحطّت راسها على ركبها وهي تطلق العنان لـ دموعها ...وتحارب احساسها اللي تخاف إنه يصدق ويصير واقع !
ما تبي تنصدم فيه زود...ما تبي !
يكفيها سالفة اللصوصية اللي عايش فيها ..
يكفيها سالفة نهى ..اللي محتلّه جزء من حياته المغيّبه عنها..
ما تبيه عاد يكمّلها... ويدق المسمار الأخير بنعشها ..

كلامها الغامض أقلق بندر وخلاه يعقد حواجبه..ووجهه يتحوّل للجدية التااامة ...
حطّ يده على كتفها يبي يفهم : كلامك ألغاز.. وش اللي احنا مو فاهمينه ؟؟؟
ما تحمّلت نقاش أكثر ..وهي تدفّ يد اخوها عن كتفها وتقوم واقفه ..وهي تناشق : ما أبي منك غير تكلّمه...ما أبي منك غير ترجّعه للبيت..ما أبيه يتركنا فاهم ما أبيه يكرر الغلطة اللي سوّاها قبل...

راحت بسرعة لـ داخل وهي تمسح دموعها من وجهها بعنف ، وحالتها النفسية متدهورة ...!
بندر استمر على جلسته فوق الدرج الرخامي ... وحكي إخته ما ريّحه أبد... شادن مو من النوع اللي يحكي من غير معنى.. شادن عادةً ما ترمي حكي فاضي لمجرد التفريغ..
طبعها إن حكت شي ..فهي تعرف وش تقول !!

نفض راسه من الوساوس اللي تجمعت في باله...وقام واقف وعينه بالجوال يبحث عن رقم عمر..
اتصل فيه وهو يناظر السما ويتخصر بيد وحدة .. ينتظر جوابه...

انرفع الخط بعد دقايق ..
وقال بندر مباشرة : عمر ؟
رد ببرود وملل : نعم ؟
بندر : وينك انت الحين ؟
عمر بنفس الكسل : طالع أشم هوا ...
بندر ارتااح : زين يعني بترجع للبيت ؟؟؟
عمر باستغراب : ليش تسأل ؟؟
بندر : بس أبي أحكي معك بموضوع !
عمر ما ارتاح لنبرته : ..موضوع ايش؟
بندر : إذا جيت قلت لك...شادن تقول انك طلعت زعلان ... أبيك تترك زعلك الماصخ الحين وتجي تريّحها...(بضيق ) قامت توسوس البنت وتقول لا تتركه يطلع من البيت...مدري شفيها تعقّدت بسبّتك...قامت تتخيّل إنك بتتركنا من جديد....

لازال موجوع من شادن ..وبندر زاد جرعة أوجاعه ألحين بهالحكي ...
نزّل عمر الجوال عن اذنه لحضنه..وباليد الثانية فرك عيونه وهو جالس بالسيارة... وحكيها سبّب له لوووعة ..

ما يدري شلون يتصرّف... رجع من غيابه للرياض بس عشان ينهي الموضوع... ولقا نفسه كل يوم يماطل أكثر..كل يوم يأجّل أكثر... ولاهو قادر ينفّذ اللي جا عشانه..
من يشوف وجهها.. يضعف ويفقد كل قوة معروفة عنه ... يبي يتخلّص من هالحمل والذنب...لكن ما يعرف وشلون يبداها ..
والنتيـجة عصبيّته الحااارة قبالها ... تعذيبها وتعذيب نفسه !!

بندر وهو يناديه ما يرد : الووو... عمر أكلمك !
رفع عمر الجوال لإذنه وهو يحافظ على نبرته لا ينكشف : معك !
بندر : لا تصدمني وقولي إنك جد بترجع للبيت..
عمر بصبر : برجع لا تصدّق اختك المجنونة
بندر ابتسم براحة : ايه زيين... مدري ليش خفت...شدين إن حكت غصب تصدّقها
ضحك عمر من غير نفس.. ثم سكر من بندر ورمى الجوال جنبه..
كاااره نفسه...وكاااره حياته... ومشتاق للسلام اللي عاشه بالماضي ..وما رح يتحمّل فراقها ..!!
/
:











الساعة الآن 04:28 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية