إنه رجل ضخم قوي ، في اوائل الثلاثينيات من عمره . شعره الاسود الأجعد القصير يلائم طبيعته و هو يلتمع بالعرق تماماً كبشرته السمراء . لكن أثر بها بقوة هما عيناه : عينان ثاقبتان ذات لون أزرق غير عادي ، تجعلان كل من ينظر إليهما غير قادر على نسيانهما. وسيم ! إنها كلمة عامة جداً ، و هي ليست كافية كوصف له . بالاحرى هي تستطيع القول إنه جذاب مليء بالحماسة ، خطر ... - هل اكلت الهرة لسانك ايتها الاميرة ، ام أنك تذكرت فجأة ان جدتك حذرتك من التكلم مع الرجال امثالي ؟ منتديات ليلاس الرجال أمثاله ؟! ياإلهي ! لم تقابل مطلقاً رجلاً مسيطراً مثله ! كما أنها لم تشعر يوماً بمثل هذا الانجذاب المغنطيسي القوي تجاه اي رجل . - لا تظن أنني معجبة بطريقتك أو بموقفك هذا . صرحت بذلك في محاولة منها لكي تبدو قوية و منزعجة ، لكنها لم تظهر إلا مبهورة الأنفاس و مرتعبة ، كما خشيت تماماً . نظر الرجل إلى البعيد و ضحك ... بطريقة ما . - إذا كنت قد تلقيتِ تربية رفيعة و متعالية جداً ، فِلمَ لم يخبرك أحدهم أن من العار أن تحدقي بالآخرين ؟ تورد خدا ناتالي من الخجل ، فابعدت نظراتها عن جسمه القوي ، و قالت : (( لم اكن أحدق بك )). - بالطبع ، كنت تفعلين ! رفع كتفيه بلا مبالاة متخلياً عن فكرة مجادلتها ، و سار نحو المغسلة . وضع راسه تحت حنفية الماء ، فاندفع الماء لينساب على شعره و يتساقط على كتفيه . لم تستطع أن تمنع نفسها ... راحت تراقب كل حركة يقوم بها . إنه رجل يضج بالحيوية أكثر من اي رجل قابلته في حياتها من قبل ، و من مؤكد انه أكثر رجل شعرت نحوه يوماً بالاعجاب و الافتتان . ذات مرة ، و بعد الانتهاء من تناول العشاء مع لويس في منزله ، أمسك بها ، و هو يقول : (( لم لا نصعد إلى الطابق العلوي ، عزيزتي ؟ ألا تعتقدين أن الوقت حان لإضفاء بعض الشغف على علاقتنا ؟ )) . أدارت ناتالي راسها و ابعدته عنها قائلة بحزم : (( لا ! لا أعتقد ذلك ! )) يومها شعر لويس بالحرج و الانزعاج من رفضها ، ومن المحتمل أنه شعر ايضاً بالغباء . ابتعد عنها و سألها بخبث : (( لَمِ لا ؟ من هو الرجل الذي سيثير إعجابك يوماً ، ناتالي ؟ )) نظرتها الساحقة قالت له بوضوح . لست أنت بالطبع . تمتم بعدها لويس ببضع كلمات معتذرة ، ثم عرض عليها أن يعيدها إلى المنزل . و الآن فجأة عاد سؤاله إلى البروز في ذهنها : من ذا الذي سيثير إعجابها يوماً ؟ سقط الجواب عليها كالصدمة ، فخنقت شهقة كادت تفلت من بين شفتيها . رجل مثلك ، سيد برتولوزي ! لم تسمع شيئاً جيداً عنه ، لكن غريزتها أنبأتها بالحقيقة : إنه شاب مميز ! لم يظهر اي ارتباك في حركاته ، كما أنه ليس من النوع الذي يقدم الاعتذارات مطلقاً . وهي تشك ، أن تطلب منه اي امرأة الاعتذار . تحول نظرها من جديد إلى الوجه الإيطالي ، و أدركت أنه يراقبها . راحت العينان الزرقاوان الهادئتان تحدقان بوجهها ، و تقرآن بوضوح تعابيرها كلها منتديات ليلاس. نقل الرجل نظره بوقاحة من وجهها إلى جسدها ، كأنه أدرك ضعفها . تمسكت ناتالي بإطار الباب ، لأنها شعرت فعلاً بالضعف في ركبتيها . يا اله السماوات ! ما الذي يحدث لها ! أين إرادتها ؟ استعادت سيطرتها على نفسها و قالت بنبرة متصلبة : (( أعرف أنني أدين لك باعتذار ، و .. فقط من أجل توضيح الأمور ، أنا أعرف أن الدخول عنوة و السرقة هما أمران مشينان ، تماماً كارتكاب جريمة ما )) . رفع حاجبيه إلى الأعلى و نظر إلى السقف ، ثم قال بصوته العميق : (( مقارنة مثيرة للاهتمام ! و هل انت على اطلاع على امور تتعلق بالجرائم ؟ )) ردت بسرعة : (( لا ! و أنت ؟ )) |
خرج السؤال من فمها ، ومهما تعلثمت الأن أو ترددت فهي لن تستطيع محوه . رفعت يدها إلى شفتيها برعب ، و جمدت مكانها . لماذا ذكرت أساسا كلمة جريمة ؟ ما الذي دهاها ؟ً أشاح الرجل بصره جانباً ، لكنها تمكنت من رؤية أن يقاوم بقوة من إظهار انزعاجه . - ما الذي تعتقدينه ، أيتها الاميرة ؟ - أعتقد أنني استغليت ضيافتك بما في الكفاية . رطبت شفتيها الجافتين بلسانها ، و تابعت : (( همم ... ألديك ما استطيع استعماله لتنظيف هذه الفوضى ؟ )) هز رأسه ، و اختفى عبر الباب الذي ظهر منه ، ثم عاد بعد لحظات وهو يحمل مكنسة . أخذتها ناتالي منه بحذر متجنبة أن تلامس أصابعها يده ، و بدأت بتنظيف الارض من الزجاج المكسور . شعورها بالتوتر جعلها تفشل في القيام بعملها بطريقة جيدة ، فراحت تقذف قطع الزجاج بصورة عشوائية بدلاً من تجميعها في مكان واحد لإزالتها في ما بعد . اما القطع الصغيرة فانحشرت بين الشقوق في البلاط ، و لم تستطع مطلقاً نزعها رغم محاولاتها المتكررة . شعرت بالارتباك بسبب نظرته الغاضبة ، و تضاعف إحراجها بسبب عدم كفاءتها . تمتمت متعلثمة : (( ما الذي تفكره بي ؟ )) منتديات ليلاس جالت نظرته عليها ببطء بدءً من قدميها حتى وجهها المتورد ، وظهرت ابتسامته المقتضبة من جديد . - سنيورا ! تأكدي أنك لا تريدين أن تعلمي ! لم يحمل التلميح في جوابه اي خطأ ، لو أنه اقترب منها و أمسك بخناقها ، ما كانت لترتجف أكثر مما تفعل الأن . الأسوأ من ذلك هو أنه شعر بما تفكر به وازدادت ابتسامته اتساعاً ، و هو يتقدم نحوها . شهقت ناتالي وراحت ترتجف ، وفي اللحظة الأخيرة أغمضت عينيها . إنها ليست قادرة على رؤية ما سيحدث ، ربما سيسرق قبلة منها ، او يلمسها بطريقة وقحة ، او ربما سيعاملها بعنف أو ... يقتلها . هي فقط تريد ان تتحمل ما سيحدث بشجاعة . يقتلها ! تردد صدى الكلمة فعلياً في تجويف دماغها . لقد حذرتها جدتها من هذا الرجل ، فلماذا لم تصغ إليها ؟ وقفت أمامه و هي تشعر باليأس و الخوف معاً . سمعت خطواته الهادئة تقترب عبر البلاط الصخري ، و شعرت بحرارة جسده , ثم شعرت بلمسته ، فيما لفحت أنفاسه الحارة وجهها ... يدان قويتان تتميزان بالليونة أخذتا المكنسة من يدها ، فيما تمتم الرجل قائلاً : (( أعتقد أن عليك الرحيل ، قبل أن يتسخ بنطلونك النظيف )) . *** التقطت ناتالي حقيبتها و نظارتيها ، و خرجت كالسهم من الغرفة متجهة إلى الطريق الفرعية المهجورة ، ثم إلى الطريق العام ، و كأن شياطين الجحيم تطاردها . لم يدهشه ذلك ، فهو يعلم تماماً أنه بالنسبة إلى جيرانه ، مجرد آفة في جسم مجتمع لطيف و محترم . لم ينس أحد ما ارتكبه جده من فظائع ، ناهيك عما ارتكبه أجداده لعدة اجيال خلت . مع ذلك ، عليه ان يشعر بالخجل من نفسه ، لأنه أخافها كما فعل . اتسعت عيناها في وجهها ذعراً عندما اقترب منها ، وبدت الصدمة واضحة عليها ، حتى إنه اعتقد انها قد تنهار و تسقط على الارض مغشياً عليها . للحظة ، شعر بالإشفاق عليها ، حتى إنه فكر انه يمسك بكتفيها المرتجفتين ليؤكد لها أنه لا يضمر لها اي سوء ، لكنه حسناً فعل لأنه لم يقم بذلك . يا إلهي ! لم يستطع إلا أن يلاحظ كم هي جميلة . إنها ذات جمال ارستقراطي ، بدءً من ملامحها الأنيقة , مروراً ببشرتها النقية كالبلور ، و صولاً إلى شعرها الأشقر الناعم كالحرير . لو أنه وضع يده عليها ، ولو لأسباب إنسانية ، فلا شك ان ذلك سيجلب له مشاكل هو بغنى عنها ، لم يأتِ إلى الفيلا دولفينا ليزيد سمعته السيئة التي ورثها عن أجداده سوء أكثر مما هي عليه . أتى إلى هنا ليبرهن أن الحكم على الرجل يجب ان يتم من خلال ميزاته الشخصية لا من خلال أسلافه . منتديات ليلاس طوال فترة بعد الظهر ، وفيما كان عليه التركيز على تدعيم أساسات الدرج الأمامي راحت أفكاره تعود إليها متسائلة عن السبب الحقيقي وراء زيارتها . أما قولها إنها سلكت الطريق الخاطئ فلم يبدُ له أكثر من كذبة شفافة و مضحكة . ربما أرادت ان ترى اي نوع من الرجال هو ، فتنظر إليه عن قرب بعد ما سمعته عنه من أشياء سيئة بلا شك . لكنها لم تتصور انه سيمسك بها ، او انه سيقترب منها . على الرغم من تصرفاتها الأنيقة و نظراتها المميزة ، لا شيء فعلت أو قالته تمكن من إخفاء البراءة الواضحة في قلبها . تلك البراءة أسرت أفكاره و خياله ، و جعلتها بعيدة بالنسبة إليه . إذا ما رغب بالحصول على امرأة فهناك العديدات لكن أياّ منهن لا تتحلى بأية صفة من صفاتها ، فهي شابة بريئة جداً و نقية جداً . لحسن حظه أنه يمتلك من الذكاء ما فيه الكفاية ليبعدها عنه قبل أن يؤخذ بها و تستهويه أكثر . نــــــــــــهــــــــــايــــــــــــة الــــــــفـــــــــــــصــــــــــل الـــــــــــثــــــــــــانـــــــــــي |
3- اصمت و ساعدني ! أثناء تناولهما العشاء في تلك الليلة ، قالت ناتالي لجدتها : (( قمت بزيارة إلى منزل جيرانك اليوم )) رفعت جدتها نظرها متفاجئة . - عائلة برامبيلاز ؟ اعتقدت أنهم مسافرون ، و سيتغيبون طيلة هذا الأسبوع . - إنني أتحدث عن جارك الأخر : السيد برتولوزي . لو اعلنت ناتالي أنها وجدت أفعى حيّة في طبق الشواء ، لما بدت جدتها أكثر اندهاشاً . قالت المرأة المتقدمة في السن بأنفاس منقطعة : (( يا إله السماوات ! طفلتي .. ما الذي اصابك لتقومي بأمر مماثل ؟ )) - إنه يثير اهتمامي أيضاً - و آل كابوني يثير اهتمامي أيضاً ، لكن لو إنه مازال حياً حتى اليوم ، و انتقل ليسكن بجواري ، آمل أن أمتلك ما يكفي من رجاجة العقل لأبقى بعيدة عنه . منتديات ليلاس بعد ان استردت أنفاسها من هروبها المخجل ذلك الصباح ، أخذت ناتالي الوقت الكافي لتسترجع كل ما حدث أثناء لقائها بذلك الرجل في المنزل المجاور ، و وصلت إلى نتيجة مفادها أنه لو كان سيئاً بمقدار عّشر ما سمعت عنه , فقد أعطته فرصة سانحة ليثبت ذلك . و طالما أنه لم يسبب لها اي سوء ، فمن واجبها الأخلاقي أن تدافع عنه الأن . - من الصعب أن أفكر أن السيد برتولوزي و آل كابوني من الصنف ذاته .اعتقد أن خطأه الوحيد هو أنه لم يتخل عن منزله ، و لا يمكنني أن ألومه على ذلك . ما كنت لأتخلى عن ذلك المنزل أنا ايضاً لو كان ملكي . |
بتعمد واضح , ألقت جدتها شوكتها، و ركزت نظرتها على ناتالي . تلك النظرة التي تجعل موظفي شركات وايد يرتجفون في أماكنهم . - إنه ليس مثلنا ، عزيزتي! هو من النوع الذي لا يرغب أي شخص في هذا المنطقة بأن تكون له صلة به . - و كيف تعرفين ذلك ؟ رمتها جدتها بنظرة تخبرها بوضوح ما تفكر فيه بشأن ذلك السؤال السخيف ، أجابت وهي تلفظ كل حرف بصبر مبالغ فيه : (( أخبرتك بذلك من قبل . إنها حقيقة معروفة تماماً ، فعائلته على علاقة .. )) - بالجرائم المنظمة . صحيح ، فأنا لم أنس بعد . - و هل تتذكرين ما أخبرتك به عن جده و ... ؟ - أتذكر كل كلمة قلتها . لكن ما علاقة ذلك كله به ؟ - حسناً ، عزيزتي ..! منتديات ليلاس قوست باربرا حاجبيها و هي تتابع : (( ... من النادر أن تسقط تفاحة بعيدأً عن شجرتها )) - كيف يمكن قول ذلك من دون أن تنفجري بالضحك ؟ اهتمامات أمي الوحيدة هي لقاء صديقاتها على الغداء ، و إبقاء مفكرتها مليئة بالمواعيد و اللقاءات ، اما بالنسبة إلى والدي ، فهو لا يعرف الفرق بين السند و الكفالة ، و لا يهمه حتى أن يعرف . لكن هذا لم يمنعك من ان تأملي بأن تحل ابنتهما الوحيدة مكانك كرئيسة لشركات وايد العالمية في يوم من الايام . - لأننا نحن أشخاص مختلفون . - لا ! لسنا كذلك . لدينا خزانة ملأى بالهياكل العظمية ايضاً . - لا أحد منا يشبهه ، ناتالي . القتل ، الابتزاز ، التهديد و الاحتجاز ... هذه الامور لا وجود لها في تاريخنا . - الجد الأكبر لعائلة وايد كان مقامراً . - نعم لكنه لم يخدع أحداً . في تلك اللحظة ، لم تستطع ناتالي إلا أن تنفجر بالضحك ، غير مصدقة ما تسمعه . - هل تصغين إلى ما تقولينه . كان هذا الرجل يستغل الضعفاء من الناس و يسحب منهم رزق أطفالهم ! يقال إن أحد هولاء المساكين شنق نفسه لأنه خسر كل ما لديه بالمقامرة مع إدغار وايد . - أولئك الرجال كانوا أحراراً في الابتعاد عن جدك في اي وقت يريدون . إن كانوا قد تصرفوا بحماقة فليست تلك غلطة جدك الاكبر . - هذا ما اريد قوله بالتحديد ! ليست غلطة السيد برتولوزي أن والده وجده مجرمان . مسحت باربرا زواية فمها بالمنديل ، و اتكأت على الطاولة ، ثم قالت باهتمام : (( اسمعي ، ناتالي ! عانت عائلات كثيرة في هذه المنطقة بسبب عائلة برتولوزي ، أمهات شعرن بالخوف و الرعب على بناتهن ، أزواج سلبت منهم زوجاتهم ، آباء تعرضوا للتهديد بشكل لم يترك لهم اي خيار للرفض ... أناس تعرضوا للذل و المهانة لكي يتمكنوا من العيش من دون خوف على حياتهم ، و أبناء اختفوا من دون اي تفسير ، و لم يسمع عنهم مطلقاً بعد ذلك ، و منازل أحرقت بطريقة غامضة )) منتديات ليلاس -ذلك كله حدث منذ وقت بعيد جداً ، جدتي . - بدون شك ! لكن ما زال الناس يتذكرون . قالت ناتالي : (( بالطبع ، يتذكرون . من يستطيع نسيان مآسٍ من هذا النوع ؟ لكنني أؤمن بمقولة : الإنسان برئ حتى تثبت إدانته . و حسب علمي ، لم يفعل السيد برتولوزي أي شيء يثير الشبهة . آه ! ما دمنا نتحدث عنه جدتي .. ما اسمه الأول ؟ أرى من السخافة أن نستمر في استخدام لقب السيد عند الحديث عنه )) - لست متأكدة من اسمه ... ربما داميانو او اسم مشابه . برأيي ، بما أن هذا الرجل هو حفيد الشيطان ، فمن السخافة ان نتحدث عنه اصلاً . - إن عدم التحدث عنه لن يرغمه على الرحيل . |
- قد يحدث ذلك - لا ، جدتي ! ليس هذا الرجل . لا أظن أنه شخص يهتم لما يقوله الناس عنه . - حسناً ! وماذا عنك ، ناتالي ؟ هل حاولت التفكير قليلاً أن تصورك له كبطل قد يؤثر على مصداقيتك كرئيسة لشركات وايد العالمية في المستقبل ؟ - آه .. ! من فضلك ! منتديات ليلاس حركت ناتالي يديها بإشمئزاز قبل ان تتابع : (( أنا أتحدث فقط عن التصرف بلطف معه بحكم الجيرة ، لا عن تقديم تنازل عن حصة من الشركة له )) - لن يرى الأخرون الامر بهذه الطريقة . عدد من أصدقائي و جيراني هنا يمتلكون اسهماً في شركة وايد العالمية . انت ما زلت يافعة و عديمة التجربة , عزيزتي . لكن مع ذلك يجب ان تعلمي ان زعزعة الثقة بين عدد من مالكي الاسهم قد يؤدي إلى نتائج ضارة جداً . إن إقامة أية علاقة مع هذا الرجل هي مخاطرة حقيقية بالنسبة إليك . في تلك اللحظة تحولت هذه المحادثة بالنسبة لناتالي إلى انزعاج كامل ، و قالت : (( أنا لا أريد إقامة أي علاقة ، حباً بالله ،كل ما أقترحه .. )) ماذا تقترح بالتحديد ؟ أتقترح بأن تدعواه في احد الأيام لتناول القهوة ؟ أم تقترح أن يتبادلا المعلومات بشأن تشذيب الزهور فوق جدار الحديقة ؟ إن كان هذا كل ما تفكر به ، فلماذا تشعر بالحرارة تجتاحها كلما ذكر اسمه . آه ..! حسناً ! لماذا يجب أن يذكر اسمه منذ البداية ؟ تأملتها باربرا منتظرة جوابها و سالتها : (( ماذا ؟ )) - لا شيء هزت رأسها ، لعدم قدرتها على فهم سر اهتمامها المطلق بذلك الرجل ،فيما هو لم يظهر أي اهتمام بها . - انت محقة , جدتي . أعتقد انني بحاجة إلى الخروج ، و التعرف على الناس أكثر . *** حثها إدراكها ذلك ، على قضاء الأسبوع التالي في زيارة تريسا لامبرت ، وهي صديقتة لها منذ أيام الدراسة ، تعمل الأن في حقل الإعلام ، و تعيش في روما . و تناولتا الغداء في مطعم فاخر يقع في احد اشهر المواقع التي تقام فيها عروض الأزياء ، و تجولتا في معرض للفنون افتتح منذ وقت قريب في مدينة الفاتيكان . عندما تذهب تريسا إلى العمل ، كانت ناتالي تمضي الوقت بالتجول في المتاجر و بزيارات متكررة إلى المواقع السياحية المفضلة لديها . اما في الأمسيات ، فتخرجان مع أصدقاء تريسا حيث يسهرون في افخر الأمكان فيتناولون العشاء و يتبادلون الأحاديث ، و يمضون أوقاتاً مسلية . أصدقاء تريسا هم الرجال جذابون ، ساحرون ، وسيمون ، لا عيب فيهم ، كما أنهم مثقفون و اسعو الإطلاع و مناسبون جداً . لكن في النهاية لم يترك أي منهم لدى ناتالي أي انطباع يميزه عن غيره من الرجال . حيتها جدتها عند عودتها إلى فيلا روزا موندا ، قائلة : (( حسناً ! هل أمضيت وقتاً مميزاً ؟ )) - و رائعاً ايضاً . منتديات ليلاس قالت ذلك مع إنها في الحقيقة لم تعد تطيق صبراً للعودة إلى آمالافي بسرعة . - همم ... ماذا أيضاً ؟ - ماذا ؟ - هل قابلت شخصاً أثار إهتمامك ؟ - في الواقع فعلت . جارة تريسا التي تسكن في الشقة المقابلة امرأة عجوز رائعة . - تعلمين جيداً إنني غير مهتمة بالسماع عن السيدات العجائز . أنت تتلاعبين بي ، ناتالي ! اعترفت ناتالي بإشراق و فرح : (( هذا صحيح ! )) فجأة علا صوت المنشار الكهربائي المزعج من المنزل المجاور ، فبدا لأذني ناتالي كعزف موسيقي رائع . تابعت : (( تعلمت ذلك منك جدتي ، فقد علمتني بطريقة جيدة فعلاً )) |
الساعة الآن 10:45 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية