منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   424_ درس في الحب_ كاثرين سبنسر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t162714.html)

اماريج 27-06-11 10:39 PM

- ليس على الفور .
أصبح اللحم جافاً و أشقر اللون , فرفعه عن النار و وضعه فوق مزيج البيض , بعدئذ أشعل النار تحت و عاء من الماء تركه يغلي على المدفأة , ثم أضاف له ملعقة من الملح , و عندما بدأت المياه بالغليان , وضع في داخلها المعكرونة .
- تزوجت أمي بعد أن أصبحت في السادسة من عمري , و عندما قرر زوجها الجديد أنه لا يريد أن يحمل عبء طفل مزعج هو ابن رجل عصابة , أرسلتني للعيش مع عائلة والدي .
شهقت ناتالي مخطوفة الأنفاس , و قالت :
(( كيف يمكن لأم أن تفعل ذلك مع صبي صغير .. مع ابنها الوحيد ؟ ))
رفع كتفيه قائلاً :
(( أرادت أن تحطمني , لكنني لم أهتم لذلك , فجدتي منحتني كل الأمومة التي كنت بحاجة لها , عندما ماتت .. ))
توقف ديمتريو عن الكلام , بعد أن اجتاحته موجة غير متوقعة من الحزن . خمسة عشر عاماً على وفاة جدته , خيل إليه خلالها أنه يشفي تماماً من خسارتها .
إلا أنها عادت تملأ أفكاره منذ أن عاد إلى الفيلا , فهو يراها في حديقتها تعتني بأزهارها الغالية , و يسمعها تدندن له لينام في سريره . كانت تنتظره عندما وصل إلى عتبة بيتها , طفلاً مشرداً يحمل حقيبة تحتوي الثياب و لعبة على شكل دب صغير ممزق , حتى إنه يشم رائحة عطرها في خزانة الثياب في غرفة النوم الرئيسية .
قالت ناتالي تحثه على الكلام , بصوت ناعم مليء بالعاطفة :
(( ماذا ؟ ما الذي حدث بعد ذلك ؟ ))
ظل يبكيها لمدة أسبوع . كانت تلك الدموع الأولى التي انهمرت من عينيه منذ أن ابتعدت عنه أمه , و تركته مع امرأة تعمل في شركة طيران إيطاليا رافقته طوال الرحلة إلى إيطاليا . تباً !
اللطف و الإهتمام اللذان تبديهما ناتالي يدفعانه بشكل خطير إلى البكاء من جديد الأن . ألا يكفي ما تفعله تلك المرأة بأحاسيسه و مشاعره , لتأتي الأن فتحطم حصن الدفاع الذي بناه حول عواطفه , فتمزق قلبه الذي مازال مليئاً بالجراح . إنه أمر لا يحتمل بدون أي شك .
ما إن نضجت المعكرونة بشكل كافٍ , اتخذ ديمتريو من ذلك عذراً ليستدير مبتعداً عنها . رفع الوعاء عن النار , و سكب الماء في المغسلة , ثم إنشغل بوضح اللحم و مزيج البيض فوق المعكرونة الحارة . من دون أن تسأله , بدأت ناتالي بتوزيع الأواني التي هيأها من قبل على طرف الطاولة , ثم نزعت مناشفة ورقية من لفة الورق الموضوعة فوق المغسلة .
منتديات ليلاس
- مناشف ورقية بدلاً من المناديل المطرزة , و أوانٍ فخارية بدلاً من الخزف الصيني . هذا لا يشبه ما أنت معتادة عليه . أليس كذلك , أيتها الأميرة ؟
قالت :
(( توقف عن محاولاتك بأن تبدو غير مثقف . ما إن تنتهي من العمل في غرفة الطعام , حتى تذهب و تشتري كل الأواني الصينية و الكرستال التي يشتهيها قلبك , و عندها سوف تحتفل بأناقة لا مثيل لها ))
- أشك بأن تكوني هنا عندما يحدث ذلك .
- لن تتمكن من التخلص مني بسهولة , ديمتريو . لن أذهب إلى أي مكان , في الوقت الراهن .
أعطته ملاحظتها الأخيرة المدخل ليسأل سؤالاً يدور في ذهنه منذ اليوم الذي وصلت فيه إلى فيلا جدتها .
- ما هو الوقت الذي تتوقعين أن تمضيه هنا ؟
- حتى أخر الصيف .
- و ماذا ستفعلين طيلة ذلك الوقت ؟
- لا شيء . أنا في إجازة ة هذه هي الإجازة الأولى التي أحصل عليها منذ أكثر من ثلاث سنوات .
بكلمات أخرى , ستبقى مصدراً دائماً للتوتر و لتشتيت أفكاره , كما إنها ستكون مصدر إغراء برئ له للأشهر الثلاثة القادمة , أمر رائع ! فهذا تماماً ما يحتاجه .
قالت :
(( أعطني سكيناً . سأتولى أنا تحضير البندورة , بينما تسكب أنت الكاربونارا ))



اماريج 27-06-11 10:40 PM

أجبر ديمتريو نفسه على التفكير في إعداد الطعام , فقدم لها سكيناً حاداً و هو يقول :
(( بالنسبة إلى امرأة ترعرعت و هي محاطة بالخدم الذين يلبون كل طلباتها , لا أظن أن خبرتك في تقطيع الخضار تزيد خبرتك في الإعتناء بالحديقة . حاولي ألا تقطعي رؤوس أصابعك و أنت تقطعينها . اتفقنا ؟ ))
ضحكت لكلامه , و مرة ثانية أجبر نفسه على الإستدارة و النظر بعيداً , رنة ضحكتها , لمعان عيناها , بشرتها الناعمة كالحرير و استدارة عنقها و هي تميل رأسها إلى الوراء , تهدد بقوة سيطرته على نفسه .
قال لها :
(( لا تمضي الليل بطوله و أنت تقومين بذلك , فالمعكرونة أصبحت جاهزةً . ))
و دفع نحوها طبقاً واسعاً و إبريقين زجاجيين يحتوي أحدهما على الخل و الأخر على الزيت .
تناولت ناتالي العشاء في ضوء الشموع في أشهر مطاعم العالم , و في أجمل مدن العالم , تارة كضيفة دبلوماسية , و تارة أخرى كسليلة إحدى العائلات الإرستقراطية , أو كرئيسة لشركتها العالمية . تناولت وجبات أعدت من قبل طهاة ذوي شهرة عالمية , إلا إنها لم تتأثر يوماً بالأجواء الرومانسية كما تأثرت هذه الليلة , و هي برفقة ديمتريو , في ذلك المطبخ القديم الواسع . حيث تحولت قطعة خشبية واسعة إلى طاولة الطعام , عليها طبق واحد من المعكرونة كطعام رئيسي .
إنها غلطة ديمتريو . لو إنه ترك المصباح الوحيد في الغرفة مضاءً , لما وجدت نفسها محاطة بمثل هذا الدفء و هذا السحر . لفتهما دائرة من أضواء الشموع جعلت ما تبقى من مساحة الغرفة يتقلص و يتحول إلى ظلالة ملونة , و تشابكت نظراتها بنظراته معاً , و تحول صوتهما إلى همس أجش و هما يتبادلان نتفاً من الأحاديث المتعلقة بحياتهما الشخصية.
قالت تخبره :
(( أحببت المدرسة كثيراً ))
قال :
(( أنا كرهتها كثيراً ))
استغرقت في الذكريات متابعة :
(( كان كل يوم مليئاً بالوعود , و كنت أنام كل ليلة و أنا أحلم بما سيحمل لي الغد من مفاجأت ! ))
- لم أنم ليلة واحدة نوماً عميقاً , خشية أن أستسلم للكوابيس .
مدت يدها عبر الطاولة , و لفت أصابعها حول أصابعه , و سألته :
(( أي نوع من الكوابيس ؟ ))
- النوع الذي لا يتبخر و لا يندثر حتى في ضوء النهار .
لمعت عيناه بالألم , و بدا الحزن على وجهه و هو يتابع :
(( ما زلت أذكر ليلة محددة , كأنها حدثت البارحة , استيقظت على صراخ امرأة شابة مسكينة تتوسل جدي ليحافظ على حياة زوجها , تسللت خارجاً من غرفتي , و راقبت ما يجري من قاعة الموسيقى .
(( لم تتجاوز المرأة العشرين من عمرها يومها , رأيتها راكعة على ركبتيها عند قدمي جدي , و هي حامل في الأشهر الأخيرة . في ذلك الوقت اعتقدت إنها سمينة فقط .. رأيت زوجها واقفاً إلى الجانب الأخر و يداه مربوطتان وراء ظهره , و بدا وجهه شاحباً و هزيلاً . راحت المرأة تنتحب قائلة :
(( أنا احمل طفله دون برتولوزي ... أنت لديك عائلة , و تعرف معنى الحب .. كيف يمكنك أن تحرم هذا الطفل الذي لم يولد بعد من والده ؟ ))
تجمدت ناتالي في مكانها , فالألم الذي نضح من صوته جعل بشرتها تقشعر من الخوف و الحزن معاً , قالت :
(( ما الذي حدث ؟ ))
- سقط صراخها في أذني جدي الصماء , لم يتحرك , بل أومأ برأسه إيماءة خفيفة , ثم تنحى جانباً , بينما ظهر رجاله فجأة من الظلام , فسحبوا زوجها إلى الخارج , ثم رموه في سيارة و أخذوه بعيداً .
حدق ديمتريو في كوبه , و غاص في صمت مقلق كئيب بسبب ذكريات لا يمكنها أن تتصورها ولو في أغرب أحلامها .
أخيراً استأنف كلامه :
(( لم أعرف مطلقاً ما الذنب الذي اقترفه ذلك الرجل , لكن النظرة التي ارتسمت في عينيه و هو ينظر إلى زوجته النظرة الأخيرة , تلك النظرة المليئة باليأس المطلق و الخوف و الضياع , طاردت أحلامي لأشهر طويلة بعد ذلك الحادث ))
منتديات ليلاس
تأثرت ناتالي إلى درجة لا يمكنها وصفها فقالت :
(( ديمتريو ! أشعر بالأسى لأنك شاهدت أشياء مخيفة و مرعبة كهذه . كم كان عمرك في ذلك الوقت ؟ ))
- كنت في السابعة أو ربما في الثامنة , لا أعرف بالتحديد .



اماريج 27-06-11 10:41 PM


- يا إلهي ! لو أن جدتك علمت ...
- هذا ما حدث بالفعل ! وجدتني جدتي جاثماً في الصالة .. لا أدري كيف حصل ذلك .. ربما صدر عني صوت ما , أو ربما ذهبت إلى غرفتي لتتفقدني قبل أن تذهب إلى غرفتها .. أتذكر أنها أتت من غرفة الجلوس الخاصة بها في الطابق العلوي , و حملتني إلى سريري , و بقيت بقربي إلى أن غفوت . في اليوم التالي , لم ألاحظ أي شيء غير عادي في الفيلا , و بدا كأن شيئاً لم يحدث في الليلة السابقة . لم تذكر جدتي ذلك الحادث مطلقاً , و أنا كذلك .
- لَمِ لم تأخذك بعيداً , و تترك ذلك الزوج المتوحش ؟
- لأنها عرفت إنه لن يدعها ترحل أبداً , و إن حاولت ذلك فسوف يجد وسائل لمعاقبتها . لا يمكنك أن تتخيلي أساليبه الجهنمية .
أهي تلك الوحشية المطلقة التي رأتها على وجهه ما جذبها إليه إلى درجة لا تقاوم ؟ أتراها لهذا السبب تشعر برغبة قوية في أن تمسح ذلك الفراغ من عينيه و تملأ روحه بالأمل و الدفء و الإيمان بالخير في الحياة ؟ ربما , أو ربما يعلمها حدسها الأنثوي أن لا شيء يمحو ذلك الخوف و الحزن الساكنين في مخيلته إلا حب امرأة .
تمتمت و هي تشده بعيداً عن الطاولة :
(( لنصعد إلى الطابق العلوي , ديمتريو . أريد أن أرى غرف المنزل الأخرى ))
قال :
(( لا أعتقد ذلك , أيتها الأميرة . يبدو لي إنها ليست فكرة جيدة على الإطلاق ))
اقتربت منه بدلال و هي تهمس :
(( ثق بي , إنها أفضل فكرة في العالم ! ))
بطريقة ما , وجدا نفسيهما يسيران عبر القاعة الكبرى , حتى و صلا إلى الدرج المتفرع . و من هناك صعدا إلى الطابق العلوي , و تجولا في الغرف التي تخلو من الزخرفة حتى وصلا إلى الغرفة التي كان يشغلها و هو طفل صغير , و التي ما تزال غرفة نومه حتى اليوم . عرفت ناتالي ذلك من ثيابه المعلقة في الخزانة المفتوحة , رأت في هذه الغرفة أغطية و وسائد وقد وضع غطاء رائع الصنع على السرير , أما على الطاولة الصغيرة الموجودة بقرب السرير فهنالك مصباح صغير و كتاب مفتوح , كذلك فإن النوافذ الضيقة مفتوحة لهواء الليل المنعش و للسماء المضاءة بالنجوم الساطعة .
مع ذلك فوجودها معه جعل الهواء مثقلاً بالتوتر .
كسرت ناتالي دائرة الصمت المربك قائلة :
(( بالكاد يبدو هذا السرير كافياً لرجل بحجمكَ ))
منتديات ليلاس
- إنه يخدم الهدف الذي وجد لأجله , حتى الأن .
- لو كنت مكانك لنمت على هذه الأريكة , فهي تبدو أكثر اتساعاً منه .
قالت ذلك و توجهت نحو الأريكة , فجلست عليها و مددت ذراعيها في الإتجاهين قبل أن تتايع : (( إنها كبيرة حتى تكاد تتسع لشخصين معاً , تعال ... إجلس لتتأكد من وجهة نظري ))
استدار ديمتريو نحوها و قال بصوت حازم :
(( توقفي عن القيام بذلك , ناتالي . هذا يكفي ! ))
وقفت ناتالي ثم اقتربت منه و وضعت يديها على كتفيه قائلة :
(( يمكنني البقاء هنا الليلة , سأنام أنا على السرير و أنت على الأريكة , و هكذا نمضي بقية الليلة معاً , ما رأيك ؟ ))
قال بصوت أجش :
(( ساحرة ! ))
أدرك ديمتريو أن عليه أن يرفض عرضها فهو لا يريدها أن تتعلق به , لكن شيئاً في داخله أغراه بالقبول , و هل من شيء أروع من الإستيقاظ صباحاً على رؤية وجهها الملائكي و التمتع برفقتها ؟
شعر بقطرات من العرق تتصبب على جبهته , حاول الإبتعاد عنها مبقياً إياها على بعد ذراع منه .
- إذهبي إلى منزلك , قبل أن أنسى أنني أحاول السيطرة على نفسي و التصرف كسيد نبيل .



اماريج 27-06-11 10:42 PM

- أريد أن بقى معك , ديمتريو . من فضلك , لا ترسلني بعيداً .
- أنت فقط متأثرة بما سمعته مني قبل قليل .
لم تكن ناتالي متأثرة بما سمعته , إلا إنها أدركت أن ديمتريو... و لأول مرة منذ تعرفت إليه .... شاركها بخبايا نفسه من دون أن تسحب الكلمات من فمه كلمة بعد أخرى .
لقد سمح لها بمعرفة شذرات من ماضيه , و باح لها بأحاسيس كامنة في داخله لا مجال للشك بها مطلقاً , و مع كل كلمة و كل نظرة , كان يشق طريقه بعمق أكثر نحو قلبها .
منتديات ليلاس
إن الإنسجام و التفاهم اللذين غمراهما هما أعمق بكثير من قدرتها على التخلي عنه , على الرغم من أن لقاءهما لم يدم لأكثر من ساعات معدودة .
بدا كأنها و صلت إلى قرار حاسم حين نظرت إليه قائلة :
(( توقف عن الجدال و عانقني )) .


نـــــهــــــايـــــــــة الــــــــــــــــــــفـــــــــــــصـــــــــــل الــــــــــســـــــــــــابـــــــــــــع



اماريج 27-06-11 10:43 PM


8 – عودي إلي

يا إلهي ! إنه يتحرق شوقاً إليها منذ أن وقعت عيناه عليها . ضمها إليه في عناق حار ليطفئ نار ذلك الشوق التي ألهبت مشاعرهما معاً .
لم يعرفا كم من الوقت مر عليهما و هما يتبادلان العناق , شعر كل منهما إنه ألقى عن كاهله كل هموم حياته , بعد أن وجد رفيق روحه .
- أحبك !
شعرت ناتالي بالحب يغمر قلبها ليملأ صدرها بهجة و سعادة , حتى إنها لم تعد قادرة على كتمان تلك الكلمات في داخلها .
ساد صمت مطبق في الغرفة , بعد أن تجمد ديمتريو في مكانه دون حراك , فبدا هادئاً .. هادئاً جداً , قال :
(( هل أنت بخير ؟ ))
أربكتها ردة فعله , فقالت :
(( لماذا تسألني ؟ ألانني قلت إنني أحبك , و أنت تعتقد أنني قلت ذلك متأثرة بحرارة عناقنا فقط , و أنني سوف أندم على ذلك في ما بعد ؟ ))
أطلق ديمتريو تنهيدة تنم عن قلة الصبر أو .. ربما الندم أو التوتر , ثم قال :
(( من الطبيعي أن أسألك , يبدو واضحاً إنك تفتقدين إلى التجربة في العلاقات العاطفية , إن أي رجل في مكاني سوف يهتم لذلك ))
- آه أنت لست أي رجل .
منتديات ليلاس
أمسكت يده و وضعتها بنعومة على صدرها , ثم تابعت :
(( هل تشعر كيف تتسارع دقات قلبي , ديمتريو ؟ و أنت تعلم إنك السبب . تأكد أن عقلي لم يكن يوماً أكثر صفاء مما عليه الأن . أنا حقاً أحبك ))
مرة ثانية خيم الصمت على الغرفة كأنه ستار ثقيل إسدل في المشهد الأخير للمسرحية , مبدداً الأجواء الرومانسية العاطفية التي تشاركا بها , حتى الليل أصبح أشد ظلمة بعد أن إختفى القمر وراء شجرة كبرى . أخيراً قال ديمتريو بصوت ملؤه التهذيب , ما أرسل قشعريرة من البرد في عمودها الفقري :
(( أظن إنه يجدر بك الرحيل الأن , قبل أن تكرهينني ))




الساعة الآن 02:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية