منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   5 - ما أقصر الوقت - نيرينا هيليارد - عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t157548.html)

ليتني اعود طفلة 10-03-11 07:02 PM

[CENTER]كانت في الحديقة تجمع ازهارا للبيت, عندما جذب انتباهها صوت عجلات سيارة تهم بالوقوف, لم تكن واحدة من السيارات الفاخرة اللامعة التي راتها تقف هناك من قبل لكنها كانت سيارة اصغر, واقل شانا بكثير, بل وبدت بحاجة الى التنظيف, وتاملت صاحب السيارة, وحينما لمعت الشمس فوق راس اشقر, ارتفعت يدها نحو فمها في حركة دفاعية غريزية وهتفت:
"فيليب."
كانت صرخة فزع, لكن بعد لحظات كان كيانها مشدودا ومتيقظا,
"كارول."
منتديات ليلاس

ولمحت على وجهه ذهول وعدم تصديق, ثم شيئا اخر لم تستطع ان تتبينه حينما اصبحت تعابيره غير مقروءة, وتحرك بارتباك وقال:
"كارول, كيف؟"
قالت وهي تصطنع عدم الاهتمام.
"كيف جئت الى هنا؟ جئت مع مريضة ولم اكن اتوقع ابدا ان اجدك في خواماسا, يا فيليب."
واحست انها بذلك افهمته انها لم تتبعه الى الجزيرة وتفحصت عيناه الزرقاوان وجهها وقال:

"ولا انا كنت امل ابدا ان اراك هنا, انك لن تعرفي ابدا ماذا يعيني ذلك لي."
ربما كان الافضل لكارول الا تعرف, فمن الواضح انه سمع ان نيستا بروتون جاءت معها بممرضة شابة جذابة, ولما كان قد ضاق بتحفظ الفتيات البرتغاليات كان مستعدا لاي لقاء جديد لعلاقة اخرى مما كان يسميه حبا, وبدت ضربة حظ غير متوقعة ان تظهر في الافق في ذلك الوقت الصغيرة الوردية كارول التي احبته دائما, وعاد يقول:

"دعوت ان تجمعنا فرصة اخرى من جديد لكني لم اجرؤ ابدا على ان امل في تحقيق ذلك."
"وما جدوى هذا اللقاء؟ انتهى كل شيء بيننا يا فيليب."
"هل انتهى حقا؟"
"انت انهيت كل شيءيا فيليب."
"كنت مجنونا."
"لانك فضلت فتاة اخرى؟ انك حر تماما في ان تغير رايك."
"دعني اشرح قبل ان تقولي شيئا اخر, حدث ذلك في قطار, بدانا نتكلم كما يحدث عدة في الرحلات الطويلة واكتشفنا اننا مرتبطان بالهدف نفسه وعندما وصلنا كنت ماخوذا تماما واعتقدت اني واقع في حبها وهي لم تكن تعرف شيئا عنك؟"

قالت كارول وهي عاجزة عن ان توقف زحف المرارة الى صوتها:
"كم يبدو ذلك مناسبا للغاية."
فقال: "لا تكوني قاسية, امنحيني فقط فرصة, واعد بان افعل كل ما بوسعي لازيل اسابيع الشقاء."
واستدارت كارول لتواجهه وسالته:
"هل تقول انك نادم على فسخ خطوبتنا."
وتجنب ردا مباشرا وقال: "اعرف اني بعت الذهب بالنفاية, لم يكن ذلك حبا, انفجرت العواطف ثم انتهت... ان لا اطلب منك الان ان ترتبطي بي, اسمحيلي فقط ان اراك ثانية حتى اجعلك تستردين ثقتك بي."
واوشكت كارول ان تقتنع اذ اكتشفت انها لا تزال تحبه, ثم تبينت ان ذلك لن يكون عدلا, انه لم يكن يعرف شيئا عن الحادث ولا عن الفترة القصيرة التي تبقت لها في الحياة, وهزت كتفيها قائلة:

"الانفصال حدث يا فيليب والجرح اندمل ولا جدوى من تحريك الرمد."
واشاحت عنه من جديد لان الجرح لم يكن قد اندمل وكان من السهل ان تلقي بنفسها اليه وان تبكي عذابها بسبب ذلك الخطاب وما فعله بها, ولكن فيليب يجب الا يعرف حتى لا يلوم نفسه على نتيجة الحادث, ولذلك لن تسمح للحب الذي كان بينهما ان يشتعل من جديد.

"عواطفنا لم تصبح رمادا يا كارول, لم تمت, تعرفين ذلك مثلما اعرفه, اني اعيش في كرب منذ كتبت ذلك الخطاب, بعد ذلك كنت مرتبكا لا ادري ما افعله, اردت ان اكتب اليك ثانية, وان اطلب منك ان تقبلي عودتي اليك, ولكني اكتشفت اني لا استطيع, لم اتصور انك يمكن ان تغفري لي, وكنت اعلم انني استحق ان افقدك."
"كيف عرفت انني هنا؟"
"لم اكن اعرف, سمعت ان الانسة بروتون اصيبت بكسر في ساقها في انجلترا, وجئت لاسال عنها, وعندما رايتك هنا تيقنت انها الفرصة الثانية التي تمنيتها كثيرا."
ثم اضاف وهو اقرب اليها: "ستغفرين لي, اليس كذلك يا كارول؟"
وحاول ان يديرها لتواحهه لكنها قاومت وقالت:
"ساغفرلك اذا كان ذلك ما تريد, لن يكون بيننا شيء اكثر من ذلك, كما كان من قبل مات, ومن الافضل ان الامر تم على ذلك النحو, كان من الممكن ان نتزوج ثم نكتشف بعد ذلك باننا في الحقيقة غير منسجمين."

وابتسم فجاة واثقا من شدة تاثيره القديم عليها انك تهذين يا حبيبتي, هل تعتقدين انني لم ار ما كان في عينيك عندما وقع بصرك علي اول وهلة؟ اني لم اصدق في البداية وخشيت انه امل اكثر من اللازم, ولكني الان متاكد."

واخيرا صدقته ومرة اخرى قاومته لانه كان يجب الا يحبها وقالت بغضب مصطنع:
"لا استطيع ان اقرر ما اذا كنت مخدوعا او مجرد اعمى يا فيليب, فمهما كان ما تصورته في عيني فهو ليس الحب."
وحاول من جديد ان يضمها بين ذراعيه ولكنه كف عندما انتزعت مفسها منه بتصميم وقالت:
"من فضلك يا فيليب, اذهب لا جدوى من الاستمرار في هذه المناقشة اطول مما فعلنا."

وتركها عائدا الى سيارته, لم تعد المسالة قضاء على الملل, فالصغيرة كارول تتخيل انها تطرده؟ في الماضي كانت اشبه بالعجينة بين يديه ولم يستطع ان يفهم القوة العميقة التي تصدت له الان, كان يعرف انه لا يحبها ولم يحبها ابدا, ولكن ذلك لم يمنعه من ان يخطط لوقوعها في حبه من جديد, كانت قد نسيت ان نيستا ممدة على الاريكة امام النافذة التي تطل على الحديقة, وادركت كارول فور دخولها البيت ان المراة قد رات ما حدث بينها وبين فيليب, حتى ولو لم نكن قد سمعت ما قيل. وقالت نيستا وهي ترمق كارول بنظرة حادة:
"اذن فقد جاء لايلند, ماذا كان يريد؟"
"ان انسى ما حدث."
"وماذا قلت له؟"
"قلت له ان يترك الامور على ما هي."
وتنفست نيستا في ارتياح وسكتت, ثم قالت بهدوء شديد: "هل يعرف؟"
"تقصدين عن الحادث؟"
وهزت كارول راسهابالنفي وعادت تقول:
"كلا, تركنه يعتقد انني لا استطيع الوثوق به."
واحست باللهفة لان تذهب اليه وتخبره الحقيقة: بانها لا تشك فيه, وانها ما زالت تحبه ولكن ذلك كان مستحيلا, واستطردت قائلة:
"لا استطيع ان اخبره, قد يلوم نفسه على ما حدث."
"الواقع ان اللوم يقع عليه."
"كلا, اللوم لا يقع عليه, لو لم اكن جبانة مستغرقة في عذابي, ما كان يمكن ان اندفع دون ان ادري وجهتي."
"في اي حال انه ملوم خلقيا."
"ربما يكون ملوما خلقيا, ولكنني ما زلت لا اريده ان يعرف."
"ولكنه سيعرف يا عزيزتي في وقت ما."
"قد لا يحتاج, استطيع ان اجعل كل شيء يبدو لو كان حادثا, استطيع ايضا ان اعود ادراجي الى انجلترا اذا اختفيت ذات ليلة فان ذلك سينقذ الجميعمن متاعب الجنازة."

"لا اعرف ان كان علي ان اطيب خاطرك, او ان اصرخ في غضب, انه هو الذي تسبب في كل ذلك, وانت تبذلين كل ما في وسعك لتمنعي اكتشافه الحقيقة, لماذا؟"

"لانني ما زلت احبه, لذلك تركته يذهب بعيدا, اعرف من الطريقة التي تكلم بها انه قد يحبني من جديد, ولكنني لا اريد ان اعيد النبض الى حبه, وبهذه الطريقة لن يكون موتي صدمة عنيفة له."
"احيانا اعتقد انك حمقاء طيبة القلب."
"انا مجرد انسانة تحب."

مجرد كلمات قليلة ناعمة, ولكنها تخفي عذاب قلب محطم, كانت نيستا تعرف كيف يكون حال الفتيات من نوع كارول.
قد يخلصن لرجل ليس على ذرة من الطيبة معهن, ثم يخفين تعاستهن وضياعهن وراء ابتسامة, ولكن كم منهن يمكن ان يمضي شوطا بعيدا مثل كارول.


نهاية الفصل الثالث
/CENTER]

بنت الطائف 10-03-11 09:47 PM

يسلمو روايه حلوه لا تتخريين علينا

بنيتي بنيه 10-03-11 10:32 PM

الله الروايه جدااا رائعه شكراا لك مره ثانيه

ليتني اعود طفلة 10-03-11 11:44 PM

شكرا بنت الطائف وبنيتي بنية بدكم تصبروا علي
الرواية طويلة وفصولها اطول

ليتني اعود طفلة 11-03-11 01:20 AM

الفصل الرابع

العقد العربي


قالت نيستا بتمعن بينما كانت كارول تدلك ساقها:
"هل حاول الاتصال بك."
"ارسل الي ورقة يسالني فيها ان اقبل دعوته للعشاء, لكنني رفضت, قلت انني مشغولة للغاية."
"لا تقلقي ساكون مريضة مشاكسة وارفض انادعك تخرجين حينما يطلب ذلك منك."

واستدارت نيستا في الحال ورمقت كارول بنظرة مباشرة ةقالت:
:هل اخبرك لماذا يريد حقا ان يراك؟"
"اذا اردت"
"فيليب لايلند يحس بالملل في مكان مثل خواماسا وهو يحب الحياة الاجتماعية, ولا يستطيع ان يحظى بها هنا, لان المجتمع الراقي في الجزيرة الذي يظن نفسه ينتمي اليه لا يمكن ان يتقبله, وعو يعتقد انه اعلى من الاخرين, اعرف انك لا تصدقينني لذلك نترك الامر عند هذا الحد, في اي حال بدات تتغلبين على حبه."

ونظرت كارول الى المراة التي تكبرها سنا بشيء من الدهشة, في البداية فكرت ان كلامها لا يخلو من الحقيقة, فالالم القديم لم يعد يوجع كثيرا, ولكن ربما كان ذلك لانها في اعماقها كانت تعرف ان الالم لن يبقى لمدة طويلة, فقد كان محدودا بما تبقى لها من العمر.

ونظرت نيستا اليها محاولة ان ترى ما يقنع القناع الباهت للملامح التي كانت تبتسم في وجه الموت, وقالت اخيرا:
"انني استطيع ان افهمك يا طفلتي, اعتقد انني لو كنت مكانك كنت حتما سالعن القدركل دقيقة في اليوم."
منتديات ليلاس

"في البداية كنت افعل ذلك, ثم وصلت الى اتفاق مع نفسي في النهاية, فما دامت ايامي الباقية في الحياة معدودة لا بد ان احاول عيشها عادية الى ان يصبح من المستحيل ان افعل ذلك."

وابتسمت كارول في دعة وذهبت للجلوس تحت اشعة الشمس, ومعها كتاب الملك ارثر كما طلبت منها نيستا, وفتحت الكتاب كان يبدو قديما للغاية وامسكته بعناية متعجبة من وجود كتب انجليزية في مكتبة فاليب, ولكنها تذكرت انه يتكلم الانجليزية بطلاقة وانه بدون شك يطالعها كذلك جيدا, وجدت في الكتاب صورتين كبيرتين ملونتين للملك ارثر واخته غير الشقيقة العرافة مورغانا لو فاي, بريشة فنان مشهور, ووجدت نفسها تتحدق بالصورتين باهتمام, كانت المراة مرسومة على انها جميلة للغاية ولكن جمالها البارد كان يوحي بشيء من القسوة, كانت لعينيها نظرة غامضة, وكانت ترتدي ثوبا اسود بسيطا ذا كمين واسعين مثل الكيمونو وحول عنقها عقد من الاحجار الكريمة, وبهذه الاحجار نفسها حول الكمين الواسعين والحزام, وقد صففت شعرها على طريقة القرن الثالث عشر, وبعد لحظة قلبت كارولالصفحة لكن من الصعب عليها ان تركز في القراءة, واحست بدفء الشمس يحتويها وشعرت انها كانت تستمتع حقا بالحياة في خواماسا, فقد وقعت بحب الجزيرة رغم القليل الذي راته منها, وان كان فاليب اخر شخص كانت ستعترف له بهذه الحقيقة.

وجذب ذلك تفكيرها الى فيليب, لقد كان فاليب وفيليب اسمين متماثلين, وان اختلفا في النطق, وربما لو كانت الامور مختلفة لجاءت الى هنا عروسا لفيليب وكانت خواماسا حينذاك ستبدو لها جنة الله في ارضه.

وغفت لفترة وبدات تحلم, كان ذلك خليطا من الحلم والكابوس, رات ولدها يحوم حول الحديقة بوجهه الحبيب المالوف, ثم فجاة رات فيليب قادما عبر الممر والشمس تلمع فوق راسه الاشقر كالعادة, وجرت لتقابله بذراعين مفتوحتين, لكن شخصا امسك بها من الخلف بلا رحمة ولم يدع لها فكاكا. ولم تكن تستطيع ان تراه لكنها توسلت الى اسرها ان يتركها, ثم ظهرت في رؤياها مورغانا لو فاي, التي راتها في الصورة, كانت السخرية بادية في نظراتها وهي تضحك بقسوة, فيحين كانت كارول نفسها تتوسل من جديد الى اسرها ان يتركها حتى تذهب الى فيليب الذي كان طول الوقت يتباعد عنها شيئا فشيئا لان ذراعي اسرها القويتين كانتا تسحبانها الى الخلف الى هوة مظلمة اشبه بتلك التي هوت فيها بعد الحادث.

وافاقت برجفة حادة وظلت تنظر حولها في الحديقة بشيء من الذهول ثم وقع بصرها على الكتاب الذي كان مفتوحا امامها واغلقته بسرعة, وبنظرة الى ساعتها ادركت ان نيستا لا بد ن تكون مستعدة للنزول الى الردهة في الطابق السفلي, لتستريح على الاريكة, وسرت لان شيئا اخر سيحول ذهنها عن الحلم الغريب, وقالت لها نيستا عندما دخلت الحجرة:
"نسيت ان اخبرك مبكرا اننا سنستقبل زائرا هذا الصباح."
"اتنمى الا يكون الماركيز؟"


الساعة الآن 10:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية