منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   5 - ما أقصر الوقت - نيرينا هيليارد - عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t157548.html)

ليتني اعود طفلة 08-03-11 06:50 PM

الفصل الثالث

مجرد امرأة تحب


نظرت كارول في كل أرجاء غرفتا باستحسان, فقد تنبهت لاول مرة الى ما يحيط بها, كان الامس مرهقا, ثم كانت الصدمة المريرة الحلوة لمعرفتهابوجود فيليب بالقرب منها, واتجهت ناحية السرير ذي الغطاء البنفسجي الزاهي الذي احتضن في الليلة الماضية تعبها بنعومته اللذيذة, كان كل ذلك مختلفا كثيرا عن غرفتها الصغيرة في مستشفى سان كريستوفر.
ثم فكرت في فيليب وتلاشى في الحال سرورها بغرفتها الصغيرة, قالت لها نيستا انه لا يستحق حتى التفكير فيه, ولم توافقها على ذلك, لكن كان من المحتم ان يتقابلا ولكنها كانت مسرورة لانها انذرت, وبذلك كان من السهل الا تدعه يدرك منزلته لديها,بل لقد حاولت ايضا ان تتخيل هذا اللقاء الاول... هل سيفاجا برؤيتها؟ من المحتمل, لكنها لم تستطع ان تذهب ابعد من ذلك, هل كانت الفتاة الاخرى في الجزيرة؟ الفتاة التي كانت السبب في كتابة فيليب ذلك الخطاب؟ ربما كانت برتغالية جميلة ذات عينين داكنتين, لكنه كتب الخطاب من انجلترا, وقد يكون التقى بها في مكان ما خارج خواماسا قبلان يحضر الى الجزيرة, والان يمكن ان تكون معه هنا, وربما ايضا يظن انها اكتشفت مكان وجوده, وانها لذلك تبعته الى خواماسا.
ثم, لسبب ما, وكما حدث الليلة السابقة, وجدت نفسها تفكر في فاليب دي الفيرو ريالتا, ان ما يدعو الى العجب ان تكون الكراهية دافعا لتكرار عودة صورة الشخص الى الذهن شانها في ذلك شان الحب.
منتديات ليلاس

ورات من خلال النافذة السيارة السوداء المالوفة تقف وكانت نيستا ممدة فوق اريكة في الحديقة, مستندة على الوسائد تستمتع باشعة شمس الصباح, ولمحت كارول راسها يستدير بابتسامة ترحيب, ورغم ارادتها, وجدت نفسها تعجب بكبرياء الجسد الطويل النحيل, وتوازن الراس الداكن, ومرة خرى كان يرتدي بذلة بيضاء ناصعة ابرزت سواد شعره وسمرة جلده.
وبعد لحظة سمعت طرقا خفيفا على الباب ودخلت تيريز منفعلة, واحست كارول بالتافف يراودها من جديد, فكانما القادم شخصية ملكية, فكرت في ذلك وهي تنصت الى ما كانت تيريز تخبرها به عن رغبة نيستا في ان تلحق بهما, وكانت على وشك ان تتبع تيريز متبرمة الى الباب, عندما اندلعت الفكرة في راسها, فوقفت وفي عينيهابريق التصميم... وقالت:
"اخبري الانسة بروتون انني سانزل اليها بعد قليل."

وعندما انغلق الباب خلف تيريز, اتجهت كارول الى خزانة الملابس, واخرجت زي التمريض, اذ كان الثوب الاخضر الذي ترتديه جميلا وانيقا, لكنها خلعته وارتدت زي التمريض, وهمست لنفسها في صوت ماكر.. ان فاليب لا يحب المراة في زي رسمي.
ووقف الماركيز حينما اقتربت منه وفطنت الى انها لم تلمح الرعشة التهكمية في عينيه الداكنتين عندما قامت نيستا بمهمة التعارف, كما فطنت ايضا الى ان نظرته الناقدة انتقلت الى ثوبها, واحست بفرحة مضاعفة لانها اقدمت على تنفيذ ما فكرت فيه.
وقالت نيستا: "لقد عرض فاليب ان يعيرني كتبا, فاذا لم يكن لديك مانع يمكنك الذهاب معه واحضارها لي."

وردت كارول بادب رغم ان ذلك كان اخر ما تريد: "بالطبع لا مانع لدي."

وقال فاليب بصوته الاجنبي اللطيف: "ربما تجدين شيئا مسليا لك يا انسة كارول, اذا عدت معي الى البالاسيو لاخذ كتب السنيورا."
ردت كارول بالصوت المؤدب نفسه ولكن بدون ان يكون في نيتها القبول: "شكرا سنيور."

ولما لم يكن لها الخيار كان عليها ن تذهب لاحضار كتب الانسة بروتون لكنها ما كانت ابدا لتقبل شيئا لنفسها. ولا مان لها ان تنظر بفرح الى انفرادها برفقة فاليب حتى لفترة قصيرة, واعتزمت ان تهرب في اسرع وقت ممكن, وسالها فاليب بادب مترفع:
"الا تفهمين البرتغالية على الاطلاق يا انسة كارول؟"
ردت في شيء من الرضا: "كلا على الاطلاق, يا سنيور."
"خسارة كان ذلك سيفيدك, يجب ان اعمل ترتيبا لاصلاح ذلك."
وحينئذ بذلت كارول جهدا لتكبح جماح لسانها قبل الرد, ذلك انها استشعرت من جديد سهولة افتراضه بان كل شخص لا بد ان يخضع لما يامر به سيد خواماسا, وردت بادب:
"شكرا سنيور, لكنني لا اعتقد ان الامر لا يستحق ذلك حقيقة, لانني لن ابقى في الجزيرة طويلا."

"اما زلت مصرة على رايك؟.. اه... حسنا الوقت قصير, انك هنا منذ يوم واحد فقط."
واحست من جديد ان امر بقائها في خواماسا استقر, ومن جديد ايضا شعرت بالاسى لانها لا تستطيع ان تصارحه بانه حتى لو كان سيد خواماسا فليست له سيطرة على حياتها او تحركاتها, وقالت:

"اخشى الا يكون لي الخيار في موضوع العودة الى انجلترا يا سنيور."

وكانت تنظر اليه وهي تتكلم, وتبينت من جديد مدى جاذبيته, وان اكدت لنفسها في الوقت نفسه انها ليست الجاذبية التي تروق لها اذ كان داكنا للغاية, وهذه جاذبية مقبضة مقارنة مع بياض فيليب وحسنه.

وقال: "قد تجدين القصر جذابا ايضا."
ونظر فاليب الى نيستا بابتسامة وقال: "الا تستطيعين الاستغناء عن ممرضتك ذات الضمير الحي لفترة قصيرة من الوقت؟"
وقالت نيستا دون تردد: "بالطبع استطيع الاستغناء عنها."

فناوي 08-03-11 07:08 PM

راااائعة ومن اروع ما قرات..
تابعي سلمت يداك فالشوق لا يرحم^_*
تقبلي مروري..

ليتني اعود طفلة 08-03-11 08:25 PM

شكرا فناوي وان شاالله الليلة بحاول انهي الفصل

ليتني اعود طفلة 09-03-11 02:26 AM

وتمنت كارول لمرة واحدة لو كانت نيستا مريضة مشاكسة كثيرة الطلبات, تصر على عودتها بسرعة, ولاحظتت مستاءة أنه لم يكن هناك سؤال عما اذا كانت هي ترغب او لا ترغب برؤية القصر.
واضافت الانسة بروتون بنظرة طرب: "لا حاجة بك على الاطلاق الى السرعة بالعودة."
ورة أخرى احست كارول بانفعالاتها تؤلمها, ولم تنتبه الى انها كانت شديدة العبوس, حتى سمعت صوت نيستا الضاحك ثم بسرعة أزالت العبوس عن وجهها وقالت معتذرة: "اخشى ان تكون افكاري قد شردت."

وعندما حان اخيرا وقت توديع نيستا مؤقتا, لتسير بجانبه الى حيث كانت تقف السيارة السوداء الفخمة, اكتشفت كارول ان نفورها ازداد, ثم شغلت نفسها بتامل المناظر حتى ساورها احساس بالخجل ينبهها الى انها يجب على الاقل ان تشرع في التحدث معه, لكنها قاومت هذا الاحساس بزعم انه هو ايضا ربما لا يتمنى التحدث معها, وظلت صامتة حتى سمعته يقول دون أن يحول عينيه عن الطريق:
"انك لا تحبيني يا انسة كارول, واني لاتساءل هل ذلك لاني لست انجليزيا؟"
"اعتقد انك تتخيل اشياء يا سنيور."
"ربما."
واذا كان صوتها خرج حذرا, فصوته بدوره كان متعاليا, وعلى اية حال ما الفارق لدى الماركيز دي الفيرو ريالتا, اذا شعرت بالكراهية نحوه فتاة تافهة مثل كارول؟ وسادهما الصمت لفترة, ثم قطع هو هذا الصمت قائلا:
"ما دامت اقامتك في خواماساقصيرة يجب عمل ترتيبات لتشاهدي المزيد من الجزيرة."
منتديات ليلاس

واحست كارول بالغيظ اذ كان يتكلم كما لو كانت سائحة لليلة واحدة تتشوق لرئية كل شيء في لحظة واحدة قصيرة, وعاد يقول:
"عندما يكون الوقت مناسبت ساخذك في جولة في السيارة."
"شكرا لك يا سنيور."
"ولكنك لست مرحبة تماما... لماذا؟"
وعضت كارول شفتيها وقالت: "انك تتخيل اشياء سنيور."
"مرة اخرى اتخيل اشياء؟ اكتشفت ان لي خيالا خصبا يا انسة كارول, اتخيل انك تكرهينني, واتخيل ايضا انك لا ترغبين في ركوب السيارة معي."

"ربما اكون لا احب ان تفرض علي الاشياء بمثل هذه الطريقة الاستبدادية."
"ولكن لماذا؟ النساء تحب ان ترتب لهن الامور."
"ربما فتياتكم البرتغاليات مختلفات... ولكننا نحن الانجليزيات نحب الاحتفاظ باستقلالنا."

"اه.. نعم ... الاستقلال الانجليزي المشهور, انني اتساءل يا انسة كارول اذا كنت وقعت في الحب على الاطلاق."
وكان التهكم في نظرة عينيه الداكنتيم وفي صوته المهذب, واحست في الحال بذكرى فيليب وكانها طعنة سكين في قلبها, لكنها حينما تكلمت كانت متماسكة, قالت:
"ذات مرة ظننت اني وقعت في الحب."
"اني اتعجب هل كان حبا حقا؟ انتم الانجليز تواجهون العواطف بفتور, ولا اعتقد ابدا انكم عرفتم حقيقة الحب."

ليتني اعود طفلة 09-03-11 02:29 AM

انتظروا بكرة مع بقية الفصل


الساعة الآن 11:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية