منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   13 _ عيناك بصري _ جانيت ديلي _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t145620.html)

اماريج 20-07-10 11:42 PM

فسألها وهو يكتم ضحكة:
" الا تعتقدين انك تعرضين وجهة نظر ساخرة تجاه الجنس الاخر؟"
فابتسمت وقالت:
" انها ليست وجهة نظر ساخرة لا اتجاه الجنس الاخر ولا اتجاه الحب وانما هي نظرة واقعية. ان الناس يشعرون عادة بالحرج امام الاعمى ويحاولون ان يكونوا في منتهى الحرص عند التعامل معه فلا يجرحون مشاعره بالاشارة الى عجزه عن القيام باية مهمة توكل اليه او انه يشكل عبئا في علاقته بهم"

فقال ساخرا:
" غريب فأنا لا اشعر بأقل عبء او حرج وانا اجالسك الان"
واضطربت سابرينا حين سمعت منه هذه الملاحظة لانها كانت نابعة من شعور صادق فاعترضت قائلة:
" الواقع انني لا اعنيك برأي هذا وانما كنت اشير الى بعض اصدقائي الذكور منهم والاناث على حد سواء. انهم مازالو على اتصال بي يتحدثون الي هاتفيا او يزورونني او يدعونني الى الخروج معهم كسابق عهدهم وكان الفن هو الصلة التي تربطني بهم لذا ادرك سبب حرصهم على عدم الاشارة الى موضوع فقد البصر امامي وهناك اخرون يتملكهم انزعاج مبهم عند الحديث عنه اما معك فاني لم ادرك بعد كنة اقبالي عليك. ووجدت نفسي اتحدث اليك في اشياء لا تهمك ولا ادري لماذا اسردها على مسمعك. هل انت من هواة التحليل النفسي؟"

ارتسمت تقطيبة صغيرة من الحيرة فيها بين حاجبيها واحست سابرينا بابتسامته وهو يقول لها:
" لست محللا نفسيا ولم اشعر مطلقا بالضجر وانما كنت اتخيل كل هذه الخلجات تتصارع داخل نفسك لفترة من الوقت. ان من السهل على الانسان دائما ان يتحدث الى الغرباء الذين لم يحددوا تصورا مسبقا لآرائه وقد حدث انني كنت انا هذا الغريب الذي امكنك العثور عليه بسهولة."
منتدى ليلاس
فسألته وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة يشوبها التحدي:
" وفي هذه الحالة ما هي النصيحة الحكيمة التي تسديها الي؟"
" الغرباء لا يقدمون النصائح انهم فقط ينصتون"
وكانت الضحكة واضحة في صوته الخفيض وهو يجيب على سؤالها بحنكة.

واقتربت اقدام متعجلة نحو المائدة وسألتهما المضيفة :
" هل تريدان المزيد من القهوة؟"
فقالت سابرينا:
" لا حاجة بنا الى المزيد. اشكرك"

وتحسست سابرينا باصابعها الارقام البارزةالموجودة في ميناء ساعتها ثم قالت:
" حان الوقت لكي اعود الى المنزل"

وقال باي للمضيفة:
" الحساب من فضلك."
وفي نفس الوقت غادرت سابرينا مقعدها ووقف باي الى جوارها وهو يقدم لها العصا البلوطية, واستقرت يده مرة ثانية بخفة على وسطها من الخلف وراح يقودها عبر الموائد حتى وصلا الى باب المقهى وانتظرت هناك قليلا حتى دفع الحساب.

وصعدا الدرج الى الشارع وسألها باي:
"هل قلت انك تقطنين على بعد عدة مبان قليلة من هنا؟"
وادارت سابرينا رأسا نحوه وقالت مبتسمة:
" اجل...يقع بيتنا على الطريق المؤدية الى الربوة العالية"
" هناك عزاء وحيد لعلاج مشكلة الربوات في سان فرانسيسكو فحين تشعرين بالتعب من الصعود فانه يمكنك ان تستندي اليها"
منتدى ليلاس
وضحكت سابرينا من وصفه الرقيق وردف يقول بصوت خفيض:
" ضحكتك هذه علامة جيدة فقد راودني التفكير في انك فقدت قدرة على الضحك منذ فقدت بصرك ولكنني سعيد اذ خاب ظني "
بدا ان قلبها قد وثب من صدرها لبضع ثواني واكتفت بان تتمنى بالا يكون تعليقه ملاحظة عابرة والتزمت الصمت.



اماريج 20-07-10 11:44 PM

ويبدو ان باي كان يتوقع منها هذا الصمت فقال:
" سيارتي تقف بالقرب من المنعطف. دعيني اوصلك الى المنزل"
كانت الفترة التي امضتها خارج البيت قد تجاوزت الساعة التي اتفقت عليها مع بيغي كولينز ولهذا قبلت سابرينا واعطته عنوان البيت ذي التصميم الفكتوري الذي يقع في قطاع باسفيك هايتس. وكانت ساعة ازدحام المرور قد بدأت.
واتخذت سابرينا من جلبة حركة المرور الصادرة عند التقاطعات مرشدا لها

فاستطاعت ان تحدد مكان البيت الذي تقيم فيه حين انعطف باي بسيارته وقالت له:
" بيتنا هو المبنى المطلي باللون الذهبي الداكن والمزين بخطوط بنية وبيضاء"

وفي لحظات وقفت السيارة بمحاذاة الرصيف المواجه للمنزل وجذب باي الفرامل واوقف المحرك.
وما ان غادر السيارة والتف حولها واتجه ليفتح الباب المجاور للمقعد الذي تجلس عليه سابرينا حتى سمعن جارتها تنادي:
" سابرينا.....هل انت بخير؟"
منتدى ليلاس
وسارعت الجارة الى فتح الباب وسمعت سابرينا خطواتها وهي تهرع نحوهما...لتقول لها:
" كنت لتوي قادمة لاعرف ما اذا كنت قد عدت الى البيت ام لا ظننتك نسيت ااتصال بي لتخبريني بوصولك"
قالت سابرينا:
" امضيت وقتا اطول مما توقعت"

" هذا واضح"
وساد صوت بيغي نبرة غريبة نمت على انها رأت الرجل الذي يصاحب سابرينا وتنتظر ان تقده لها :
" بيغي... اقدم لك باي كاميرون.... وهذه السيدة كولون جارتي."

وتبادلا التحية قبل ان يوجه حديثه الى سابرينا ويقول:
" جاء دوري لاخبرك يا سابرينا.... بأنه لا بد لي من الانصراف"
ومدت سابرينا يدها لتصافحه مودعة :
" اشكرك....لقد سعدت بذلك"

وشد على يدها بقبضة دافئة ثابته بالرغم من ان المصافحة لم تستغرق سوى وقت قصير واردف يقول:
" سوف اراك مرة اخرى في وقت اخر."



اماريج 20-07-10 11:45 PM

ورنت الكلمات في اذنها كأنها وعد منه وتمنت ان يفي بوعده وشعرت ان عجرفته التي شابت لقائهما الاول قد تلاشت تماما ولاح لها الموقف غريبا حقا اذ تسائلت: كيف به هكذا سريعا؟ كانت مستغرقة في تفكيرها حين سمعت باب السيارة يفتح ثم يغلق والمحرك يدور وعجبت كيف كانت تحادث باي بمثل هذه الحرية التي ماكانت لتستطيع ان تتحدث بها حتى مع ابيها الذي هواقرب الناس اليها.
وانتشلتها بيغي كولينز من تفكيرها حين سألتها بفضول :
" اين التقيت به؟"

قالت موضحة:
"يوم توجهت الى مرفأ اليخوت مع ديبورا لنصحب ابي الى المنزل"
ونسيت لوهلة ان جارتها كانت تقف بجوارها ثم اردفت تقول :
" من ذلك اليوم التقيت بذلك الرجل الطيب..اعني.."

ثم توقفت عن مواصلة الحديث وهي تتابع برأسها صوت رحيل السيارة التي غابت عن مسامعها ثم استدارت الى المرأة العجوز وسألتها:
" بيغي.... كيف تبدو ملامحه؟"

وتمهلت المرأة قليلا لتستجمع افكارها.. ثم قالت:
" انه طويل القامة.... يقترب عمره من الثلاثين, شعره احمر داكن, عيناه بنيتان. لا اقول انه وسيم او بهي الطلعة ولكنه يبدو رجلا بمعنى الكلمة...هل تعرفين ماذا اعني؟"
اجابت سابرينا بنعومة:
" اجل...اجل...اعتقد اني اعرف ما تعنين"
منتدى ليلاس
وادركت ان ملامحه القوية مؤثرة وفجأه صرخت بيغي قائلة:
" يا الهي نسيت ان اضع البطاطا في الفرن. سأتحدث اليك فيما بعد يا سابرينا"
" حسنا..يا بيغي"
وعادت الجارة بسرعة الى منزلها بينما كانت سابرينا تستمع الى كلماتها بلا وعي

*****نهاية الفصل الثاني*****




اماريج 21-07-10 12:08 AM


3-الشعلة
************
سألت ديبورا سابرينا بحدة :
" هل ترغبين حقا بالتنزه على رصيف الميناء؟"
فأجابت سابرينا وهي تنظر اليها:
" اجل. الا اذا رغبت في الانفراد بأبي لبعض الوقت"
تنهدت ذات الشعر الاحمر بيأس وقالت:
" ليس الامر كذلك غرانت يقلق عليك لانه لا يوجد درابزين في الميناء ومن الطبيعي ان يهتم بسلامتك"

قالت سابرينا بهدوء:
" كل الاباء يقلقون على اولادهم ولكن قلق والدي يختلف عن قلق بقية الاباء وله مبرر وانا لا استطيع ان اقضي بقية عمري متحاشية فعل ما يسبب القلق لابي"
" صدقني لو استطعت ان اجد طريقة تخلصه من قلقه عليك لما ترددت في اتخاذها"

وكان جواب ديبورا مشوبا بالعصبية والتوتر وهي تغادر السيارة التي وقفت في المكان المخصص لها في ميناء اليخوت.
وغادرت سابرينا بدورها مكانها ببطء واستدارت حول السيارة حتى وصلت الى جوار خطيبة ابيها وسألتها وهما سائرتان نحو ابواب السورك
" هل ذكر ابي شيئا عن موعد الزواج؟"
" لا.... وانا لم اطرق الموضوع معه"
منتدى ليلاس
وخيم الصمت للحظات قبل ان تواصل ديبورا الحديث:
" اعرف بانني امرأة غيور حريصة على الاستئثار بمن احب. فاذا تزوجت اباك وانت مازلت تقيمين في البيت فلا بد ان ينشأ الاحتكاك بين ثلاثتنا وليست عندك اي رغبة في ان تكوني عبئا على ابيك بقية عمرك."

وتنفست سابرينا الصعداء وهي تعلم مدى صدق الكلمات التي تفوهت بها ديبورا ثم قالت:
" ولهذا تستميلين ابي للاخذ بفكرة هذه المدرسة"
فقالت ديبورا:
" ربما لا تكون هي الحل ياسابرينا ولكنها البداية"
ورفعت سابرينا رأسها وتركت النسمة اللطيفة التي تهب من المحيط تلفح وجهها وقالت:
" احتاج الى وقت للتفكير ومازال الامل يراودني للعثور على بديل اخر لا اعرف كهنه"
" اذن...فان فكرة الاتحاق بالمدرسة موضع اعتبارك؟"

" من الضروري ان اضعها في اعتباري...سواء راقتني الفكرة ام كرهتها "
واضطرب صوت ديبورا قليلا وهي تقول:
" اشكرك"
ثم واصلت الحديث بعزم وتأكيد :
" انا احبك يا سابرينا...ولكني اعشق اباك لقد انتظرت طويلا قبل ان التقي برجل مثله. ارجوك حاولي ان تفهمي السبب في اصراري على ان تتركي البيت"



اماريج 21-07-10 02:15 AM

" افهم ذلك تماما...لو كنت مكانك واحببت رجلا فلا بد ان اكون قلقة مثلك للاستحواذ عليه لنفسي. ولكنني لن اندفع الى اتخاذ اي قرار ما لم اكن على يقين من عدم وجود بديل له."
ولمست ديبورا بيدها مرفق سابرينا قائلة:
" اتجهي الى اليسار"

وكانت السيدة ذات الشعر الاحمر تدرك مدى عناد سابرينا ورأت ان الوقت قد حان لكي تنهي مناقشة الموضوع برمته حين ادركت ان سابرينا ستفكر باقتراحها.
وشعرت سابرينا برغبة ديبورا لذا غيرت برضا تام موضوع الحديث فسألت:
" هل وصل ابي؟"
فاجابت ديبورا:
" اجل انه ينزل شراع الزورق الان"

وبعد مرور بضع دقائق نادت ديبورا قائلة:
" مرحبا...هل امضيت وقتا طيبا يا حبيبي؟"
" طبعا...طبعا"
وكان صوت ابيها ينم عن السعادة والرضا مما اشاع الابتسامة على شفتيها ووجه سؤاله الى ابنته:
" سابرينا... لم اكن اتوقع رؤيتك مع ديبورا؟"

وبدا قلق باهت على وجهها ولكنها استعادت ابتسامتها وقالت:
" انه يوم جميل شجعني على عدم البقاء في السيارة. لا تقلق يا ابي فلن اضل الطريق اثناء سيري على الرصيف"
فقال:
"سالحق بكما بعد قليل"
منتدى ليلاس
وبادرت ديبورا لتقدم مساعدتها قائلة:
" سأحضر بقية حاجاتك من القمرة اذا شئت يا غرانت"
ولاحت على وجهه علامات التردد قبل ان يوافق على الاقتراح. كانت سابرينا تعرف ان اباها يعتريه القلق اذا تركها تقف وحدها على رصيف الميناء. وربما كانت موافقته دليلا على ان ديبورا القت عليه نظرة نمت عن مغالاه في حمايتها.

كان صرير الزورق يمتزج بصوت تلاطم المياه بينما راحت اجنحة طائر النورس ترفرف فوق رأس سابرينا واخذت صرخاته تتناهى الى سمعها ونسمات المحيط المعبقة برائحة الملح والسمك تداعب خصلة الشعر التي تتراقص فوق جبينها .

وداعبها احساس لذيذ راح يدغدغ ظهرها وفي الحال تنبهت سابرينا الى وقع اقدام تقترب منها وحدثتها نفسها بأنها خطوات باي كاميرون وراودها الامل في ان يتحقق حدسها ولكن يبدو ان شخصا اخر كان بصحبته بل اكثر من واحد وربما كانوا ثلاثة.
وتبينت من وقع الخطوات ان بين الثلاثة سيدة.....
حيا باي السيد لين وقال:
" لقد اكتفيت اليوم يا سيد كاميرون كيف حالك؟ هل انت عائد من نزهتك ام لم تبدأ بعد؟"

فأجاب:
"سنقلع بعد قليل...رأينا ان نستمتع بغروب الشمس على المحيط."
تأكدت سابرينا من كلامه ان الخطوات الاخرى التي سمعتها كانت تصحب كاميرون الذي اتخذ مكانه الى جوارها وشعرت بأنه يقف الى يسارها لا يفصله عنها سوى مسافة قصيرة للغاية وسألها:
" كيف حالك اليوم ياسابرينا؟"

فمالت برأسها وقالت في كامل وعيها :
" بخير......"
واحست بان رفاقه يرغبون في مواصلة سيرهم ولكنه توقف ليقول :
" ارى انك نجحت في محاولتك السير على الرصيف هذه المرة دون ان يصيبك سوء. هل فعلت ذلك وحدك؟"
منتدى ليلاس
كانت كلماته ناعمة وخفيضة حتى ان النسيم الرقيق لم يستطع ان يحملها على اجنحته لشخص اخر سوى سابرينا.
وتمتمت تقول دون ان تحرك شفتيها:
" لا....."
وتناهى الى اذنيها صوت نسائي نافذ الصبر يسأل:
" باي....هل انت قادم معنا؟"

فأجاب كاميرون:
" اجل يا روني"
ثم التفت الى سابرين ورفيقيها وقال:
" سأراكم مرة ثانية"
كان الوعد الذي ردده مبهما وموجها الى سابرينا ورفيقيها وقال ابوها:
" رحلة طيبة..."




الساعة الآن 10:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية