منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   63 _ الكذبة _ روزميري كارتر _ عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t142303.html)

اماريج 07-06-10 11:05 PM

63 _ الكذبة _ روزميري كارتر _ عبير القديمة ( كاملة )
 

سلاااااااااااااااااااام
:flowers2::flowers2::flowers2:
اليوم راح انزلكم رواية من
روايات عبير القديمة حلوة كتير ورعة
بتمنى انو تنال رضاكم ياحلوين

للامانة الرواية منقولة

اسم الرواية : الكذبة
الكاتبة: روزميري كارتر

:liilase:

قراءة ممتعة للجميع



اماريج 07-06-10 11:10 PM

الكذبة
الملخص
..............
احياناً يكذب العاشق كذبة و ينام عليها فتأتي الصدفة لتكشفها بأهون سبيل ليزا كذبت على زوجها آدم ولم تقل له بأنها كانت مخطوبة لجوناس الذي هجرها و تزوج من ليندا ومع الايام تحولت الكذبة الى قضبان عاشت ليزا خلفها سجينة ندمها و حزنها و ذكرياتها المريرة
آدم عتبر نفسة الزوج المخدوع فغضب غضباً شديداً وحول حياة ليزا الى جحيم لا يطاق , جدران الكذب ارتفعت فلم تجد ليزا بداً من الهرب في الوحول الشتائية , فهل تنجح المحاولة ام تعود لتقضى عقوبتها لمدة ستة اشهر قبل طلاقها من آدم وحصولها على حريتها ؟.......
جوناس لم يلبث ان طلق ليندا و كتب الى ليزا يعلمها بحبه القديم و بقائه على العهد و أمله بعودتها وقعت الرسالة في يد ادم فكيف خطط للأنتقام منها ؟.......
منتديات ليلاس
أحبت ليزا من حيث لا تدري جلادها و تمنت العيش في ظل عينيه , فهل تعترف له ؟ انقضت مدة الشهور الستة فماذا تفعل ليزا ؟
........................


اماريج 07-06-10 11:12 PM

1-الاحزان من كل جانب
...........................

لا يزال الهدوء مخيما في دكان الكتب الصغير حيث أزدحام ساعة الغداء لم يحن بعد وليزا لانغ تفتش بين الرفوف لعلها تجد كتابا يعجب والدها , وقد خلا لها المكان ,
ولما أوشكت على أختيار كتاب عن الورود لمحت دليلا توضيحيا عن نباتات الناتال الخضراء التي تنبت في بلدها ,
قررت ليزا شراء هذا الكتاب المنمق بالصور الزاهية الألوان كهدية لوالدها في عيد ميلاده.

كان والد ليزا هادئا متواضعا , من أحب هواياته الزراعة التي أولاها أهتماما كبيرا , وكان نبات الناتال هو المفضل لديه مع أن بستانه مليء بمعظم أصناف النباتات في بلده... أبتسمت ليزا راضية عن نفسها بينما وقفت البائعة تلف لها الهدية ,
لأنه لم يكن سهلا في العادة أختيار هدية لوالدها في عيد ميلاده , أما وأنها وجدت هدية جميلة وحتما سوف تعجبه كان ذلك منتهى سعادتها وسرورها ,وبدأت تتخيل ردة فعل والدها هو يفتح الهدية...

وفجأن أنقطع حبل تفكيرها , وبدأ الدم يغلي في عروقها عندما رأت يدا أمتدت الى طاولة البائعة في الدكان لتضع نموذجا لحدوة فرس مزخرفة , لم يصعب عليها التعرف على الخاتم الذي لمع في الأصبع الرابع من هذه اليد ,
هذا الخاتم الرائع ربما الوحيد من نوعه بحجره الماسي المحاط بأحجار الزفير الناعمة , أنها تعرفه جيدا , لقد كان لبضعة أيام خلت يزين أصبعها.

شحب لون ليزا وبدأ قلبها يخفق بشدة حتى أعتقدت أن الفتاة الواقفة بجانبها سمعت دقاته , مرت لحظة خالتها سنوات ولا تزال عيناها مسمرتين على الخاتم , ولم تقو على النظر لتبين صاحبته , وكأنها بذلك تعادل أيقاف الزمن عند هذه اللحظة , خوفا مما يحمله المستقبل ,
وأخيرا أجبرت نفسها على النظر حيث كانت ليندا غريستون واقفة ترقبها بأبتسامة مشعة بالفخر والأعتزاز , حتى ليزا نفسها وبالرغم من آلآمها أعترفت أنها لم تر ليندا أجمل مما هي عليه اليوم ,
وبحركة لا شعورية أستدارت ليزا لترى جوناس الذي كان واقفا خلف ليندا بوجه شاحب , جامد القسمات , ومل ء عينيه التحدي.
منتديات ليلاس
وبادرتها ليندا :
" يا لها من صدفة أن تكوني أول المهنئين يا ليزا".
" مهنئين".

وتلعثمت بالكلام عندما رفعت ليندا يدها لتريها الخاتم وقالت:
" لقد تمت خطبتي الى جوناس تايلر , ألم تدري!".
" لا .... أنا....".
وأنعقد لسان ليزا عن الكلام وجف حلقها وأكتفت بهز رأسها بالنفي , أجابها جوناس:
" ليندا , لا أعتقد أن المكان مناسب لهذا الحديث ".


اماريج 07-06-10 11:15 PM

ولكن ليزا التي عرفته جيدا وأحبته لاحظت أرتباكه.
" لماذا يا حبيبي , أن ليزا لا تحمل لك الحقد , فهي التي صرحت بأنها لا تود رؤيتك ثانية , أليس كذلك يا ليزا".
" بالطبع".

أجابتها ليزا محاولة السيطرة على نفسها , وبعد أن أستعادت قواها تابعت بهدوء:
" ولكن خطبتكما كانت مفاجأة , أليس كذلك؟".
أجابتها ليندا واضعة يدها في ذراع جوناس بغنج ودلال مما أثار غيرة ليزا.
" لقد تمت خطبتنا يوم أمس".

بلّلت ليزا شفتيها الجافتين وسألتها:
" متى تنويان الزواج؟".
" خلال أسبوعين".
" ياه! بهذه السرعة".

لم تستطع ليزا تحمل الخبر , وأحست بالدنيا تدور بها فأستندت بيدها الى الطاولة خوفا من السقوط , لم تصدق ليزا هذا اللغز الذي أصبح واقعا , حيث كانت مقتنعة بأن جوناس لا يمكن أن يتزوج فتاة غيرها , ولن يفعل هذا ألا ليلقنها درسا لن تنساه , ولكن أجابة ليندا فتحت عينيها على الواقع المرير .

نظرت ليزا بعينين ملؤهما الرجاء الى جوناس الذي أرتبك وأشاح بوجهه عنها ليسبح في عالم مجهول , لاحظت ليندا ما جرى وقالت بحرارة محاولة تنبيهما من شرودهما :
" أننا متلهفين على الزواج , فلا داعي للتأخير حيث أننا متأكدان من مشاعرنا أتجاه بعضنا , هل ستحضرين الفرح يا ليزا؟".
منتديات ليلاس
فكرت ليزا أن ليندا خائفة أن يعود جوناس لي في يوم ما لذلك أسرعت في الزواج , وما تلهفها هذا ألا بسبب الخوف , وأحست ليزا بالألم يمزقها وكأنه سكين حادة غاصت في الأعماق , وأجابتها:
" بالطبع سأحضر , لن أدع العرس يفوتني , مبروك".

دعت ليزا ثمن الكتاب وهمت بالخروج من الدكان بينما جوناس كان ينظر اليها بأعجاب لرباطة جأشها وهدوئها.
كانت نحيلة الجسد ملفوفة القوام وقد بدت أصغر من سنها الحقيقي الذي لا يتجاوز الأثنين والعشرين ,
وكان شعرها الكستنائي منسدلا كالحرير على كتفيها والدموع تكاد تطفر من عينيها الزمردتين عندما مشت تشق طريقها بين الزحام نحو سيارتها التي أوقفتها على الرصيف قرب الميناء ,
شعرت ليزا بأن الناس جميعا يعرفون ما بها , قادت سيارتها مبتعدة عن الميناء بأتجاه البيت , على طريق خاص كان بالنسية الى ليزا هو القلب النابض لمدينة دوربان , حيث يكتظ المصطافون على شرفات الفنادق المنتشرة على جانبي الطريق , أما الجانب الآخر ففيه مدينة الملاهي بصخبها وموسيقاها العالية التي تستمر حتى ساعات الصباح الأولى ,
ويمتد خلفها الشاطىء برماله الذهبية , وقد تزاحم فيه المصطافون , وكأن هذه الطريق هي جزء من الملاهي بأزدحامها وصخبها , كان المصطافون يتوافدون على هذا الشاطىء للأستمتاع بأشعة الشمس الحارة
منتديات ليلاس
والبحارة يتجولون في هذه المنطقة يتحدثون بمختلف اللغات بأنتظار تفريغ حمولة سفنهم التي طالما أنتظرت في الميناء لعدة شعور , وبالرغم من حب ليزا لهذه الطريق لقد أحست اليوم بأنها مزعجة للغاية فلم تحتمل أعصابها المتوترة كل هذه الضجة , وهدأت قليلا عندما أجتازت جميع أشارات المرور أتجهت بسيارتها نحو المنزل ,
أرادت ليزا أن تنفرد بأحزانها وأرتاحت عندما عرفت أن والديها لم يعودا بعد ,فدخلت غرفتها وأرتمت على سريرها مجهشة بابكاء , بكت جوناس وحبها الضائع وأجتاحتها الأحزان من كل جانب حتى أصبحت كالزهرة الذابلة.


اماريج 07-06-10 11:18 PM

وبعد أن هدأت أحزانها قليلا , تطلعت ليزا الى صورة جوناس الموضوعة بالقرب من سريرها والتي أخذت في وقت كانت علاقتهما تفيض بالود والوئام , وأخذت تحدق بالأهداء عليها:
" الى العزيزة الغالية ليزا , مع حبي الى الأبد".

وتساءلت ليزا في نفسها عن هذا الحب الذي لم يدم لأكثر من عام , وتذكرت جوناس في دكان الكتب بتقاطيعه الجامدة ونظرات التحدي في عينيه ... فقفزت من السرير ,ووضعت الصورة في أحد أدراج طاولة الزينة ,
أستلقت على سريرها ثانية كالمخدرة تحملق بالسقف , منذ عشرة أيام فقط كانت ليزا متحمسة لمستقبلها مع جوناس , ولا تزال تلبس خاتمه الجميل , وتذكرت ليزا الكوخ الذي يطل على البحر والذي شهد حبهما ولهوهما معا
منتديات ليلاس
كانا يخططان للمستقبل لدرجة أنهما أتفقا على أدق التفاصيل حتى عدد الأولاد , نهضت ليزا ونظرت من نافذة غرفتها الى الحديقة الجميلة المليئة بأزهار الأقحوان المنتشرة على بساط أخضر يمتد حتى المنزل الصيفي ,
كان بيت ليزا يقع على أعلى التلة في مدينة دوربان الممتدة على طول البحر , ورأت ليزا البحر بمياهه الزرقاء الصافية التي لم تعكر صفوها سوى بعض الموجات التي سببتها هبوب الرياح بين الفينة والفينة ,له من يوم رائع أن تستقل مركب السيقال الذي كان مبعث الفخر والسرور لجوناس ,
لقد علّمها كيف تقوده , وبلا شك أنه سيعلم ليندا الآن لتحل محلها , يا لهذه الذكريات التي تبعث الحزن والأسى في قلب ليزا , فكل هذه الأماكن شهدت حبهما ولهوهما وأحلامهما معا ,
الحقول التي أرتاداها يصخبان على الشاطىء الجميل حيث كانا يتمتعان بأشعة الشمس الحارة رغبة في أكساب أجسادهما اللون البرونزي , أما المنزل الصيفي الذي شهد أحلام حبهما أليس مضحكا أن يشهد هو أيضا هذا الشجار الذي كان السبب في النهاية ؟
ففي كل شجار يصبح للصلح بعد ذلك نكهة خاصة , ومر بخاطر ليزا خلافهما قبل الأخير والذي لم تعد تذكر سببه , عندما كانت في غرفة الجلوس تساعد والدتها في ترتيب الزهور , وفجأة أحست بيدين غطت عينيها ,
حيث دخل جوناس الغرفة بدون أن تشعر به , وكانت فرحتها بعودته عظيمة فطوقته وعانقته بشوق وفرح , ولم يعد هناك ما يكدر صفو حبهما العظيم , أما الخلاف الأخير فكان بسبب تلك الرحلة الى الشاطىء في ضوء القمر ,
حيث أعتذر جوناس عن الذهاب عندما أستشارته ليزا لأنه وعد بمساعدة أخيه في بناء بعض النماذج لنادي الشباب , وأصرت ليزا على ألغاء موعد جوناس ومرافقته لها الى الشاطىء .

ولكن جوناس أجاب بلهجة مقتضبة:
" كان الأولى أن تستشيريني أولا قبل أن تعدي أصدقاءك بالذهاب ".
" أنا آسفة , ولكنني قبلت الدعوة فماذا تقترح؟".
" تستطيعين الذهاب بمفردك".
منتديات ليلاس
تفاجأت ليزا بهذه الأجابة ونظرت الى جوناس تستجديه ألغاء موعده , ولكن جوناس سرح في عالم آخر غير عالمها , أما هي فتابعت حديثها:
" أنهم سيكونون أزواجا , حيث أن بيتر مع جين وستيوارت مع آن ماري فهل تتوقع مني أن أذهب وحدي؟".
" أذا لم تذهبي , فهذه ليست آخر رحلة الى الشاطىء".
تعجبت ليزا مما بدر من جوناس هذا اليوم , ولانت لهجتها معه وقالت:
" ألا تستطيع أن تلغي موعدك يا حبيبي؟".
" لا".
فصاحت ليزا بغضب:
" أنك تتصرف كالأطفال , فالنادي لم يغلق أبوابه أذا أنت لم تذهب الى هناك اليوم".


اماريج 07-06-10 11:21 PM

شحب لون جوناس ولم يبد على وجهه أي تعبير :
" هذه ليست المرة الأولى التي تتهتمينني بها بالتصرف كالأطفال".
وأختلفت لهجة جوناس , حاولت ليزا أن تستشف السبب , أهو الغضب أم الكبرياء المجروحة , فنظرت اليه وقالت:
" بدأت أعتقد أنك تعني ما تقول".

أجابها جوناس:
" أنني لأعجب منك , أذا كنت طفلا فلماذا لا تزالين تحبينني ومخطوبة لي؟".
وفي لحظة غضب أجابته ليزا غير مبالية بردة فعله بل تعمدت أن تجرحه:
" بالفعل لماذا أتزوج طفلا بينما الرجال يملأون الدنيا؟".
منتديات ليلاس
لم تلاحظ ليزا نذير الشر في أجابته , حيث خلعت الخاتم من أصبعها ورمته بعصبية في وجهه صائحة:
"مع السلامة".

لم يجبها جونس بل أخذ الخاتم ووضعه في جيبه وقد شحب وجهه , وأخذت شفتاه ترتجفان من شدة الغضب , وبدا التصميم في عينيه , فرمقها بنظرة طويلة لا تزال ليزا تذكرها وسوف تذكرها دوما , وبدون أن ينبس ببنت شفة ترك الغرفة وولى ذاهبا.

كان على ليزا أن تعلم بأنها النهاية , ولكن ليزا لسبب ما لم تفهم ما جرى , حتى عندما كانت تنظر الى أصبعها بدون الخاتم كانت تعتقد بأنها مجرد أيام وتعود المياه الى مجاريها ثانية ,
ويعود جوناس ليضع الخاتم في أصبعها , ويعود الحب والهيام , كانت تحاول أقناع نفسها بأن جوناس يندم على فعلته هذه وسيعود طالبا الصفح منها , وسيضمها كالأمس ويعانقها ويذوب الغضب في حرارة الحب العظيم .

لم يخطر ببالها أنه لن يعود أبدا , وكانت دوما تفكر بالطريقة التي سيتصالحان فيها , ومر يومان وجوناس لم يحاول الأتصال بها ولم يحضر الى بيتها كالعادة ,وبدأت ليزا تذرع غرفة الصالون حيث الهاتف ذهابا وأيابا ترقب الرنين بفارغ الصبر , وأحيانا كثيرة تنظر من الشباك الى الحديقة علها تراه سائرا في الممر الطويل المؤدي الى البوابة ,
وكثيرا ما كانت تصغ السمع الى أبواق السيارات المارة في الشارع علها تسمع صوت سيارته , وفي كل مرة يخيب ظنها , أستنكرت ليزا غيبة جوناس الطويلة ,وقالت في نفسها أنه أذا أراد أن يلقنها درسا بعمله هذا فأنه درس قاس ,
وكلما طالت المدة ولم يتصل جوناس تزداد شكوك ليزا وتتألم ,حتى أصبحت مشاعرها تتسم بالعداء نحو تصرفه القاسي , وفكرت ليزا لأول مرة بأن تخطو الخطوة الأولى للأتصال به , ولكن كبرياءها منعها من ذلك وظلت تمني النفس بحضوره أو أتصاله بها.


اماريج 07-06-10 11:25 PM

" لا , ولكن تلميحاتك الملعونة تشير بذلك".
" أنني آسفة , أذا أزعجتك , فأنا لا أحب أن أكون سببا في جلب المتاعب".
ولكن ليزا التي تعرف أديث جيدا قالت لنفسها(أن هذا ما تحبينه كثيرا ,ولن أعطيك الفرصة لتتمتعي به) ثم قالت لها بصوت مسموع:
" أسمعي يا أديث , أذا كنت تعرفين شيئا فالأفضل أن تقوليه الآن وسأكون لك شاكرة".

ترددت أديث بالأجابة , وظهرت عليها الحيرة ثم نظرت الى ليزا وكأنها تحاول أن تقرأ ردة فعلها عما ستقوله وبدت جادة.
"أن.... جوناس كان بالحفلة".
صرخت ليزا بأستنكار:
"لا يمكن , هذا غير صحيح".

وأخذت ليزا ترتجف من هول الصدمة وجف حلقها وغاب صوتها وبدا كأنه الهمس عندما سألت أديث:
" هل كان وحده؟".
" كانت معه ليندا غريستون".
" لا أصدق".

" أنني أقول الحقيقة , وبأمكانك الأستفهام من أي شخص كان بالحفلة , جين , آن ماري جميعهم كانوا موجودين , أنني لم أرغب في أبلاغك هذا الخبر , ولكنك أنت التي أجبرتني على ذلك , أليس هذا صحيحا يا ليزا؟".

وسارت كل منهما في طريق , ثم أخذت ليزا تفكر في هذا الحدث المشؤوم , خاصة عندما تذكرت لهجة أديث الجادة , وبالرغم من أنها تحسد ليزا لما لها من المعجبين منذ أيام الدراسة حيث كان معظم الشبان يدعون ليزا لحفلاتهم وسهراتهم على الشاطىء , أما أديث فقل ما نالها الحظ ودعيت لمثل هذه الحفلات ولذلك فأن أديث تحاول أغاظة ليزا كلما تقابلت معها في مكان ما ,
تذكرت ليزا أن الكثير من الفتيات سوف يتكلمن في غيابها لفسخها هذه الخطبة ,
وكانت ليزا ترى نظرات الحسد تطاردها كلما سارت الى جانب جوناس ,وتحس بالفخر والأعتزاز لذلك , وليندا أحدى هؤلاء الناس فلم تخفي أعجابها بجوناس ,
بل عملت دوما على تحين الفرصة للتحدث معه , وأرتعدت ليزا لمجرد تذكرها هذه الأحداث وكانت قد وصلت الى أشارة المرور وشعرت بساقيها ترتجفان , وخارت قواها ,
فلم تصدق بأن جوناس ألغى موعده في النادي ليأخذ ليندا الى الحفلة , وظنت أن أديث تتلاعب بعواطفها لتغيظها ! أضاء الضوء الأخضر وسارت ليزا في الطريق الخلفي تتصارع بنفسها الأفكار المفزعة غير عابئة بما يدور حولها ,وأخذت تفكر في خطة لتستعيد بها كرامتها المهدورة...

لم تعد ليزا تنظر الى الأفق أو تنتظر رنين الهاتف , بل قطعت الأمل وخاب الرجاء , وفكرت في التأني حتى يهدأ غضبها لئلا يصدر عنها ما تندم عليه ,وربما ندم على فعلته وعاد اليها تائبا طالبا الصفح منها كما فعل في كل مرة.
منتديات ليلاس
كان الأنتظار يعذبها كثيرا فكل ثانية تمر وكأنها شهر , ولكن أيمانها بأنها أتخذت القرار الصحيح دفعها على ألا تتنازل ولا تبادر لعمل أي خطوة منذ أن أعلمتها أديث بالنبأ وأيمانها هذا كان يردعها بشدة كلما حاولت وفكرت بالأتصال بجوناس حتى رأتهما في دكان الكتب ورأت خاتمها الجميل يلمع في أصبع ليندا.

تمنت ليزا لو أنها لم تولد , كل هذه الأفكار مرت بخاطرها وهي لا تزال تجول الطرق بين سقوف المنازل على تلال دوربان الواسعة ,ثم أخذت تتخيل جوناس وليندا يعيشان سويا كزوج وزوجته في ذلك الكوخ الذي أشتراه جوناس منذ مدة قصيرة , لا تزال صورة كل غرفة في هذا الكوخ ماثلة حية في مخيلتها


اماريج 07-06-10 11:31 PM

فأثاث غرفة النوم الذي أعجبها يوما أشتراه لها جوناس في اليوم التالي , لم يخطر ببال ليزا ذاك اليوم أن ليندا هي التي ستمتلكها , وأن أثاث الكوخ التي أنتقته بعناية سيكون لغيرها , لا بد أن جوناس سيعذبه ضميره عندما يرى ليندا تشاركه كل الأشياء الجميلة التي أختارتها ليزا على ذوقها
ستستولي ليندا على الكوخ وكل شيء فيه تماما كما أستولت على خاتمها الجميل , أن الكوخ ليس ببعيد عن منزل ليزا ,وهناك أحتمال كبير بمقابلة العروسين في مكان ما

وفجأة تذكرت أن ليندا دعتها لحضور الفرح وقبلت هي الدعوة , أحست بالألم يعصر قلبها, من المحال حضور الفرح , فهذا الألم أكثر مما تحتمل فما عساها أن تفعل؟
خاصة وأن عائلة لانغ وعائلة تايلور صديقتان منذ زمن بعيد , وحتما سيتلقون الدعوة لحضور الفرح , وأذا لم تحضر ليزا فسوف يغتابها الجميع , ما عدا أهلها وقليل من الأصدقاء المخلصين الذين سيتعاطفون معها , حاولت ليزا تهدئة حزنها وقد حضرتها فكرة ؟
منتديات ليلاس
يا لها من فكرة عظيمة , عذر مقبول , سوف تبحث عن وظيفة خارج دوربان وتسافر قبل العرس , فليس من الصعب أيجاد وظيفة سكرتيرة في جوهانسبرغ أو كيب تاون
وسوف تحتمل مصاعب السفر الأخرى التي لا بد منها , عليها الآن أقناع أهلها بالفكرة , وخرجت تبحث عن جريدة ناتال لعلها تجد أعلانا عن وظيفة فيها أو في جريدة ميركوري.

توجهت ليزا الى المطبخ لتسأل والدتها التي بادرتها بالتحية:
" أهلا بك يا حبيبتي , أنني أحضّر بعض السندويشات قبل حضور والدك , أرجو أن تملأي الأبريق ماء وتضعيه على النار".
وبينما كانت ليزا تملأ الأبريق سألتها والدتها:
" ماذا فعلت اليوم يا ليزا؟".

" لقد أشتريت كتابا عن نباتات الناتال التي تنمو في بلدنا كهدية لوالدي في عيد ميلاده".
وكان صوت ليزا هادئا حتى هي نفسها عجبت منه.
" حتما سيعجب والدك بمثل هذا الكتاب".
" أرجو ذلك يا أماه".

ملأت ليزا الأبريق بالماء , ووضعته على النار , وسألت والدتها :
" أين جريدة الأمس يا أماه؟".
" أعتقد أنها في النفايات".
وجدت ليزا الجريدة فأخذتها وهمّت بالخروج عندماأستوقفها سؤال والدتها:
" هل تدرين من قابلت اليوم يا ليزا؟".

وقفت ليزا بالباب وتمنت ألا تفاتحها والدتها بأمر جوناس , فأخذت نفسا عميقا محاولة أن تجمع كل حواسها لما ستقوله والدتها التي لاحظت حتما أصبعها الخالي من الخاتم ولم تسألها عنه بعد, فليس هناك أي داع لتخمين أن الموضوع قد أنتهى , ففي كل مرة يتشاجران فيها يتصالحان بعدها وتعود المياه الى مجاريها , ويعود الحب أقوى ,
اللهم ألا أذا سمعت عن خطبة ليندا وجوناس حيث الأخبار تنتشر بسرعة , عاجلا أم لآجلا سوف تناقشها والدتها بهذا الموضوع ولكن ليس الآن بل بعد أن يعود اليها هدوؤها وتفيق من الصدمة وتستطيع أن تستوعب كل ما جرى , فردت على والدتها بأقتضاب:
" لا أدري من قابلت؟".

" لقد قابلت آدم ستيلنبرغ".
" أين قابلته؟".
" في الكراج".
" حقيقة؟ فأنا لم أر آدم منذ عدة سنوات".
منتديات ليلاس
كانت لهجة ليزا فاترة تنم عن عدم أهتمامها بهذا الموضوع , أما والدتها السيدة لانغ تابعت حديثها بلهجة يشوبها الحزن:
" ليس غريبا أنك لم تريه منذ زمن بعيد لأنه يعيش في مقاطعة الترانسفال الشرقية".
" ماذا يعمل هناك؟".

" أعتقد أنه منهمك ببعض المشاريع الهندسية".
" هذا جيد".
ولا تزال لهجة ليزا فاترة , فهي غير مهتمة ألا أن تعود لعزلتها في غرفتها لتطالع الجريدة , فأدارت ظهرها لتخرج من المطبخ ولكن والدتها عادت لتقول:
" لقد سأل عنك يا ليزا".


اماريج 07-06-10 11:34 PM

هناك شيء خفي في لهجة السيدة لانغ , مما أستوقف ليزا لتستطلع السبب مع أن الكلمات كانت عادية ولكن ليزا التي تعرف والدتها جيدا , فهمت من لهجتها أن ما تقصده هو شيء آخر في قولها هذا , فأجابتها :
"ربما كان أدبا منه أن يسأل عني ,حيث أنني.....".
" لا أعتقد هذا , بل أنه أعطاني أنطباعا آخر من خلال سؤاله".

قالت السيدة لانغ ذلك بلهجة عادية وهي لا تزال تدهن الخبز بالزبدة , ثم تابعت:
" لماذا يا ليزا لا تذهبين للسلام عليه أذا لم تكوني مشغولة؟".
فهمت ليزا الآن قصد والدتها التي لا تزال منهمكة بعمل السندويشات , أنها تبدي أهتمامها , ربما وصلتها الأخبار
ومهما يكن فقد تعمدت والدتها الأقتراح ولذلك سألتها:
" ما الذي دعاك للتفكير بأن آدم يود أن يراني؟".

" لأنه أحبك في يوم ما ,وكان يدعوك للخروج معه , وبأعتقادي أنه لا يزال يحمل لك بعض الود".

" ولكن هذا كان في الماضي البعيد , ومن المحتمل أن يكون قد تزوج فعمره تجاوز الثلاثين عاما".
" لا لم يتزوج بعد , لقد حضر لزيارة والدته المريضة , فهي دائما مريضة وهذا كان سببا في أعتزالها ولا بد أن آدم يشعر بالوحدة فلم يعد له هنا أصدقاء , ولم يتصل بهم منذ زمن".

أخذت ليزا تفكر أنه من غير المعقول أن آدم سمع بعلاقتها مع جوناس , حيث لم يكن من الصعب أن تفهم ليزا ما أشارت اليه والدتها في الحديث , فالسيدة لانغ أمرأة طموحة وفخورة بنفسها وبعائلتها ,ولقد سرت لخطبة أبنتها الى جوناس الشاب الأنيق المليح الوجه والأخلاق
والذي كان أبنا أحد تجار النسيج في البلد , وأعتقدت أنه زواج مناسب , أما وقد سمعت بخبر خطبته الى ليندا مما جرح كبرياءها وألم مشاعرها
فمن الممكن أن يرد أعتبارها أذا شوهدت أبنتها مع شاب آخر حتى يعلم هؤلاء الذين سمعوا بالنبأ أن ليزا هي التي فسخت الخطوبة.

رمقت السيدة لانغ أبنتها بنظرة تنم عن مدى معرفتها بما حدث وعن سر شحوب ليزا وأحمرار عينيها لكثرة البكاء , ثم قالت لها:
" أنه لمن المفيد لك أن تذهبي لتحية آدم يا بنيتي".
هزت ليزا رأسها بالأيجاب ثم تركت المطبخ.

أستندت ليزا على سريرها واضعة رأسها بين يديها لأنها تعبت من مطالعة الأعلانات في الجريدة ولم تعثر على شيء بعد, وفكرت أنه يجب عليها الحصول على جريدة محلية من جوهانسبرغ أو كيب تاون لتتمكن من أيجاد أي أعلان
وبينما كانت تطوي الجريدة أستعدادا لرميها
لفت نظرها خبر قصير عن مزارع أصابه حادث وهو يصطاد قرب قرية سابي بابي , وتساءلت عن موقع هذه القرية القريبة من منتزه كروجر الوطني في مقاطعة الترانسقال الشرقية حيث يعمل آدم.

قفزت ليزا نحو شباك غرفتها وهي تفكر بآدم ستيلنبرغ ورأت نحلة في الخارج تدور حول زهرة الأقحوان محاولة أن تمتص الرحيق , وأخذت ليزا تراقبها وهي تقف على البتلات لهذه الزهرة وتتذكر كل شيء عن آدم ستيلنبرغ.
منتديات ليلاس
لم يكن سهلا أن تكون صورة هذا الرجل واضحة في خيالها فهي لم تره منذ عدة سنين ,كان طويلا ذهبي الشعر ذو عينين بنيتين وله أبتسامة جذابة ,لم تذكر كل ملامح وجهه , ولكنها تذكرت شيئا مهما عنه , أنه أحبها يوما وخطبها مرتين ولكنها رفضت الزواج منه, كان آدم دائما يدعوها للخروج معه ولم يكن عمرها قد تجاوز الثامنة عشر , كانت مولعة بالخروج وأخر شيء تفكر به كان الزواج , لم تراودها هذه الفكرة ألا عندما ألتقت بجوناس وأحبته.

والآن عاد آدم الى دوربان , وها قد لمحت لها أمها أنه يرغب في رؤيتها , بالنسبة للسيدة لانغ كان الأمر مجرد رغبتها برؤية أبنتها سعيدة وتمضي وقتا طيبا
لا أن تراها كسيرة الفؤاد معتكفة حزينة في غرفتها, ولكن بالنسبة لليزا فهناك فكرة تخامرها حتى أنها خافت منها , خافت أن تطبقها ,ولكن لا بأس بها فهي تبدو معقولة لحل مشكلتها.

........نهاية الفصل الاول.........


dalia cool 08-06-10 02:35 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اماريج 08-06-10 11:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia cool (المشاركة 2336032)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


هلا دليا الرواية ياحلوة نورة فيك
شكرا لمرورك العطر وربي يسعدك
دمتي بالف خير ياعسولة
:flowers2:

اماريج 08-06-10 11:54 PM

2- جوهرتان في المحيط
.............................
نظرت ليزا الى نفسها بالمرآة بأعجاب وكانت ترتدي بنطالا أبيض قصيرا كشف عن ساقيها البرونزيتين محلى بحزام طوّق خصرها النحيل , أما بلوزتها الخضراء الفاتحة فأظهرت محاسن عنقها وأكتافها
لم يكن المشوار الى بيت آدم ببعيد حيث ذهبت لتحيته , ولكنها كانت تحاول تهدئة خفقات قلبها الذي خانها وأزدادت دقاته بأقترابها من المنزل , وكلما خطرت ببالها خطتها الفظيعة ودت لو أنها تعود أدراجها الى البيت , وعندما تتذكر تحدي جوناس لها في دكان الكتب وعدم مبالاته
ومنظر خاتمها الجميل يلمع في أصبع ليندا تصر على المضي في طريقها حتى وصلت الى منزل آل ستيلنبرغ , وفي لحظة وصولها شعرت بموجة من الأسى أوهنت قواها مما جعلها تستند الى البوابة خوفا من السقوط
وما أن تذكرت ليندا وجوناس مرة أخرى حتى فتحت البوابة وسارت في الممر الطويل المؤدي الى المنزل , فتح لها آدم بنفسه الباب , تفاجأت ليزا بطلعته البهية
وطوله الفارع , والملامح الفطنة الذكية والأناقة التي تنم عن ذوق رفيع
وودت ليزا لو تطلق ساقيها للريح , حيث خشيت أن لا يتعرف عليها آدم بينما مد يده مصافحا بحرارة مرحبا بها:
" أهلا , أهلا ليزا .... ليزا لانغ؟ يا للمفاجأة الحلوة".

أرتاحت ليزا لأستقباله الحار وترحيبه اللذين أعادا الهدوء الى قلبها وحاولت أستعادة ما حاكته في ذهنها من حوار تمرنت عليه قبل مجيئها الى البيت , فقالت:
" لقد علمت من والدتي أنك حضرت الى دوربان , وبما أنني قريبة من المنزل عرجت للسلام عليك".

كان صوت ليزا متهدجا لخوفها من أن يعرف آدم خطتها , ولكنه من فرط سعادته بحضورها لم يلحظ أي شيء بل فاجأته العينان الجميلتان الجذابتان وأجابها:
" أنني سعيد جدا لرؤيتك , فلو لم تحضري الآن لمررت عليك بنفسي".
" كيف حال والدتك؟".

وأجابها قائلا:
" لا بأس عليها اليوم , أنها نائمة , كنت أود الذهاب للسباحة , هل تأتين معي؟".

أجابت ليزا بأبتسامة عريضة , وقد هدأ قلبها قليلا:
" يسعدني أن أذهب معك , ولكن يجب أن أذهب الى المنزل لأحضار ثياب البحر".
" بالطبع , سنمر على منزلك في طريقنا الى الشاطىء".
منتديات ليلاس
بقي آدم منتظرا في السيارة , بينما دخلت ليزا الى المنزل لتغيير ملابسها , دخلت ليزا الى المطبخ لتخبر والدتها عن عزمها بالذهاب الى البحر وسرت السيدة لانغ للخبر , وفكرت ليزا عما تكون ردة فعل والدتها لو أعلمتها عن خطتها , هل ستفرح لها؟

لبست ليزا ثوب البحر الوردي اللون , وعندما تذكرت جوناس همت بتغييره لأنه كان يفضله , ولكنها أقنعت نفسها بأن كل ما يهمها اليوم أن تبدو على أحسن صورة وأجملها , كان لباسها الزاهي يكشف عن محاسن جسدها الجميل
وعكس اللون الوردي على وجهها المليح أحمرارا زاد وجنتيها لمعانا وأنوثة , وبدت عينيها كجوهرتين على صفحة مرمر , وقد أنسدل شعرها الكستنائي الطويل على كتفيها , مما بعث الأرتياح والثقة في نفسها.

حملت ليزا منشفة الحمام وأسرعت لتلحق بآدم الى السيارة , لم يرغب آدم بالذهاب الى الشاطىء المزدحم بالمصطافين .


اماريج 08-06-10 11:56 PM

فقاد سيارته وبجانبه ليزا , مخلفا مدينة دوربان وراءه الى مكان قصي من الشاطىء , مرا في طريقهما بالحدائق الغناء على طول الطريق ممتعين نظرهما بالأعشاب الخضراء تارة , وبمنظر الأغصان المتشابكة المترامية تارة أخرى
وطورا بمشاهدة مزارع الموز التي تتدلى منها قطوف الموز كسبائك الذهب , وبين الحين والآخر , يطل منظر البحر من ورائها , وكانت هناك أشجار البامبو الكثيفة بفروعها المتشابكة المتدلية المائجة مع هبات الريح.

وأحياناتبدو في الأفق السفن الكبيرة المحملة بمختلف البضائع تشق طريقها الى الميناء , وتارة تظهر مزارع قصب السكر المشهورة في هذه المنطقة حاجبة منظر البحر
كان آدم أحيانا يبطىء السيارة معطيا الطريق لأحدى سيارات الشحن الكبيرة المحملة بقصب السكر , ولا يعود للسرعة ألا أذا خلت له الطريق.

كان آدم مأخوذا بمنظر الريف يتحدث كثيرا , مما منح ليزا الفرصة لمراقبته عن كثب , كان شابا يختلف نهائيا عن آدم الذي عرفته سابقا , ويختلف تماما عن جوناس الذي يبدو أصغر من سنه بوجهه الطفولي
أما آدم فأنه يبدو أكبر من سنه الحقيقي , فهو رجل نافذ قوي , ونظراته العميقة المتفحصة توحي بأنه خبر الحياة ونزل معتركها , وأنه أذا عزم وصل.

بقيت ليزا تراقب آدم الذي كان يقود سيارته بسلاسة وسهولة توحي بثقته العظيمة في كل عمل يقوم به , حتى وصلا الى قرية بالتو الجميلة , الواقعة على منحدر سحيق على الشاطىء , أوقف آدم السيارة قرب شجرة الكانوبي الكبيرة الوارفة الظلال.
منتديات ليلاس
سارا على الرمال الذهبية الحارة تاركين الرمل يمر خلال أصابعهما , لم يرتم آدم على الأرض كما كان يفعل جوناس بل ظل سائرا حتى وصل صخرة عالية تطل على الشاطىء , فوقف عليها
وأخذ يحدق بالأمواج التي ترتفع بشدة مخلفة وراءها الزبد وكأنه الثلج الأبيض , وتحوم حولها طيور النورس التي ملأت الجو بصخبها وضجيجها الضائع مع هدير البحر , نظر آدم الى ليزا وقال لها:
" لقد أفتقدت كل هذه المناظر الرائعة , هيا لنسبح".

ترددت ليزا في خلع ملابسها حيث خجلت أن تبدو أمامه في ملابس البحر , لم يلحظ آدم ترددها بل بدأ في خلع ملابسه , وبعد أن فرغ نظر اليها متعجبا لأنها لم تغير ملابسها بعد وقال:
" ألا تريدين السباحة؟".
" نعم".
" سأعطيك دقيقة واحدة".


اماريج 08-06-10 11:59 PM

كشفت ضحكته عن أسنان ناصعة البياض تظهر لون وجهه الذي لوحته الشمس وبدا شعره أصفر لامعا في وهج الشمس وأكتافه عريضة وصدره واسعا وخصره نحيلا وهذا دليل على تكوينه الرياضي الجذاب
حتى أن ليزا التي لم تكن لتحب أحدا غير جوناس , أدركت جاذبيته وتساءلت لماذا لم يتزوج , فمن المؤكد أنه ليس مرفوضا من قبل النساء , وبدا كل ذلك سخيفا لها لأنه ولا شك رجل يصعب أصطياده , ثم أنذرها فجأة بقوله:
" ثلاثون ثانية".

وتساءلت ليزا بينما كانت تخلع بلوزتها وبنطالها , ماذا عسى أن تكون النتيجة لو لم ترضخ لتهديده المازح , ثم وقفت أمامه بثياب البحر , سألته:
" ها قد أنتهيت في الوقت المحدد".

لم يجبها ,ولكن وجهها أحمر خجلا لنظرته , وأبتسامته المتفحصتين وتقدم ممسكا ذقنها بيده محدقا في عينيها , ثم ركضا سوية الى البحر حينذاك ترك يدها وغاص في الموجة القادمة غائبا عن نظرها
وعادت لتراه مجددا بين الأمواج المتكسرة يحرك ذراعيه القويتين ببراعة , وأستدار اليها ملوحا بيده لتنضم اليه بينما وقفت على الشاطىء تاركة الأمواج ترتطم بكاحليها
أمسك آدم بيد ليزا تاركين الأمواج المتلاطمة تارة ترفعهما وتارة تخفضهما كما تشاء , وفي غمرة السعادة وضحكات آدم المرحة لم تعد تشعر بآلامها وأحزانها.

لم تتوقع ليزا الموجة المرتفعة التي حملتها ورمتها في وسط الماء فأرتعدت من الخوف وأخذت تستنجد بآدم الذي جاءها كالبرق من حيث لا تدري وحملها بين ذراعيه
وطوق خصرها بشدة حتى لا تسحبها الأمواج معها الى أن هدأ الموج وأستعادت قوتها وكان بأمكانها أن تنفلت من بين ذراعيه ولكن شعور غريب جعلها تتمنى ألا يفلتها أبدا.
منتديات ليلاس
ومن ثم طلب منها أن تخرج من الماء وتجفف جسمها وترتدي ملابسها , نشفت ليزا جسدها ثم أستلقت على الشاطىء تحت أشعة الشمس وحمدت الله على هذه الفرصة التي تركها لها آدم لتبقى وحيدة وتستعيد كل ما تزاحم في مخيلتها
مضت ساعة من الزمن كانت خلالها بصحبة آدم ولم يكن هناك مجال للتفكير بما حدث حينذاك
أما الآن وقد حضرتها صورة جوناس في دكان الكتب وهو ممسك بذراع ليندا وأحست كأن سكينا حادا غاص في أعماقها
لم تصدق أنه بأستطاعة جوناس نسيان كل الحب الذي كان بينهما , وأنه جاد في زواجه ,ولكنها عندما تذكرت خاتم الخطبة في أصبع ليندا آلمها الواقع.

أخذت ليزا تفكر أذا كان بأستطاعتها التوقف عن محبة جوناس, وهل بأستطاعتها أن تحب أنسانا آخر غيره أو نسيان الألم الذي سببه هجره لها
أستبعدت ليزا فكرة أن يكون هذا الشخص آدم , وفكرت أن المهم ألا يعلم جوناس مدى تأثرها لفراقه.

تذكرت ليزا ذراعي آدم القويتين عندما حملاها بين الأمواج بمحبة وحنان , وشعرت كيف أنها تجاوبت معه وأستمتعت بهما
وأقرت في نفسها أنه من الممكن الأرتياح لشخص آخر غير جوناس , ولكنها فكرت
هل ستظلم الشخص الذي ستتزوجه لأنها لا تزال تحب جوناس؟ وكانت ليزا مستغرقة بالتفكير حين تساقطت على بطنها قطرات الماء , فنظرت لتجد آدم الذي خرج لتوه من البحر
أخذ آدم ينشف جسمه المبلل مما أعطى الفرصة لليزا لترقب هذا الطول الفارع ببشرته البرونزية وقامته الرشيقة وكأنه جني من البحر , تساءلت ليزا عن سر هذه المشاعر المختلطة التي داهمتها أهي مجرد أستلطاف لآدم أم ماذا؟
وتعجبت حيث منعتها تلك المشاعر المتعة وأنستها الألم
وشعرت بالرجفة في جميع أجزاء جسمها ولما رآها آدم سألها بصوت يفيض بالحنان:
" هل تشعرين بالبرد؟".


اماريج 09-06-10 12:02 AM

وفجأة أنتبهت ليزا وحاولت أخفاء حقيقة مشاعرها فأجابته ضاحكة :
" أنت السبب , لقد رشقتني بالماء البارد بعد أن كاد جسدي يجف".
رمقها آدم بنظرة ثاقبة أحمرت لها وجنتاها وقال مازحا:
" أذا كان هذا السبب , فأنا سعيد".

وتمنت ليزا ألا يلحظ آدم أرتباكها لرؤيته.
كان آدم ينشف جسده وليزا تنظر اليه , وتفكر بمدى أختلاف هذا الأنسان عن آدم الذي خطبها منذ سنوات
أنه يبدو أنسانا ناضجا يفيض بالرجولة والحيوية وكأنه أكبر من سنه , فهو لا يشبه جوناس بوجهه الطفولي , وحبها لجوناس مختلف تماما عن مشاعرها أتجاه آدم
أنها تشعر بشيء لا تدري كنهه , ولا تزال المقارنة قائمة في خيالها الى أن أنتبهت الى ضرورة أعداد نفسها للبحث عن وظيفة والخروج من كل هذه الأفكار والمأزق
وفجأة تنبهت الى أن التفكير بآدم قد أنساها جوناس ولو لفترة , فنظرت حولها وكأنها تبحث عنه لتجده يفرش منشفته على الأرض أستعدادا للتمدد بجانبها
ومرة أخرى أحست بمشاعر قوية تنتابها أتجاه هذا الشخص , مرت فترة وهما مستلقيان على الشاطىء تحت أشعة الشمس الذهبية , ثم قال لها آدم:
"كان البحر رائعا اليوم , لقد أفتقدته كثيرا".

" هل أفهم من هذا أنك تركت دوربان بدون أرادتك؟".
" بل تركتها بكامل أختياري".
وشعرت ليزا بحقيقة جوابه , لأن آدم من النوع الذي يعرف ما يريد.
" والدتي أخبرتني أنك تعمل في جبال الترانسفال".
منتديات ليلاس
" هذا صحيح , فأنا أعمل في المنطقة الشرقية المسماة لوفيلد , هل سبق أن زرت تلك المنطقة؟".
هزت ليزا رأسها بالنفي , فقال لها آدم:
" لقد أضعت عليك فرصة جميلة , ففي نظري أن هذه المنطقة من أجمل مناطق أفريقيا الجنوبية".

سألته ليزا ليحدثها عن هذه المنطقة لا بدافع الحماس لها, بل لجعل آدم يواصل حديثه , فقال:
" من الصعب وصف هذه المنطقة بجبالها الجميلة وقد غطاها الضباب وظهرت خلفها القرى وكأنها آتية من الغيب , يجب أن تريها بنفسك".

" أنني أرغب بزيارتها فعلا , ماذا تعمل هناك يا آدم؟".
" أنا مهندس , أعمل ببناء السور والسدود ,وحاليا أنا مشغول في بناء سد".


اماريج 09-06-10 12:06 AM

" هل تعني أنك أنت الذي يخطط لبناء هذا السد؟".
أجابها آدم ضاحكا:
" وأكثر من هذا , فأنا المسؤول عن المشروع كله , هندسيا وأداريا حتى أفضي بالخلافات التي تنشب بين العمال , ولم أتوقع ما أنا مقدم عليه حتى بدأت العمل".
" هل يشغلك أنهماكك بالعمل عن بلدتك".

وكانت ليزا تنظر اليه بأعجاب لثقته العظيمة في نفسه.
" بالطبع لا , أنني أفتقد بلدتي , ولكنني أحب هذه المناطق أكثر لجمالها , وكذلك أعتقد أنني عندما أنتهي من هذا المشروع سوف أبحث عن عمل آخر في هذه المنطقة أيضا".

وبدأت ليزا مرة أخرى تقارن بينه وبين جوناس الذي يعمل في تجارة النسيج ,ولم ترتح للمقارنة مع أنها أقرت أن جوناس يكسب كثيرا من عمله ,وليندا سوف تتمتع بما كسبت يداه , وبينما كانت مستغرقة في التفكير , سمعت آدم يسألها:
" وماذا عنك يا ليزا , لقد أخبرتك كل شيء عن نفسي".
تساءلت أذا كان آدم قد عرف بعلاقتها بجوناس , ثم سمعته يقول:
" لا بد أن هناك شيئا ما تحدثيني عنه".

وأمتدت يده لتمسك يدها التي كانت مستندة الى خدها , فسرت رعشة في جسدها جعلتها تنتفض كالريشة في مهب الريح , ثم قال لها :
" لقد مضت سنوات عديدة منذ رأيتك لآخر مرة , فلا بد أن هناك ما تخبريني به".
" أنني أعمل لدى محامي".
" أنه لعمل ممتع".
منتديات ليلاس
شعرت ليزا بحرارة وجنتيها بين يدي آدم فقالت متلعثمة :
" أنني أرغب في تغيير عملي".
" لماذا , هل أنت غير سعيدة في عملك؟".
وكان آدم ينظر اليها محاولا قراءة أفكارها .
" أود التغيير فقط".

ولا تزال مرتبكة تحاول أن تتجنب نظراته , ولكن آدم أمسك يدها اليسرى أيضا وأخذ يتحسس أصابعها , ثم قال:
" ألم تتزوجي بعد؟ فليس هناك خاتم في يدك؟".

أغتصبت ليزا ضحكة وأجابت :
" أنها فكرة مضحكة".
" لا أعتقد أنها مضحكة فأنت فتاة جميلة جدا ومثيرة".
ثم نظر آدم اليها محاولا أن يستشف مشاعرها نحوه , ولكن ليزا أسبلت أهدابها لتغطي عينيها الجميلتين متمنية ألا يتطرق آدم الى موضوع جوناس حين قال:
" أعتقد أنه لديك الكثير من المعجبين".

أجابت ليزا بالنفي محاولة أن تظهر صامدة رابطة الجأش ,وقال آدم:
" أكاد لا أصدق".
"أقضي أوقاتا طيبة مع كثير من الأصدقاء, ولكن ليس هناك شخص خاص".
" هذا ما عنيت بقولي".

أجابها وهو لا يزال ممسكا بيدها ومطرقا رأسه وصدره قريبا من وجهها مما أربكها فحاولت حبس أنفاسها حتى لا يدرك آدم كنه مشاعرها المحتدمة حينذاك وقال لها:
" منذ عدة سنوات سألتك أن تتزوجيني".

هذا ما ودت سماعه ليزا بالضبط فشعرت بتجمد أعصابها حتى لم تستطع أن تتنفس بسهولة , فشعر بها آدم وأمسك بوجهها بين يديه مجبرا أياها النظر اليه وسألها :
" هل تتذكرين هذا يا ليزا؟".
أجابته ليزا بهمس:
" نعم".
" ولكنك رفضت طلبي حينذاك".

لم تحتمل ليزا فيض المشاعر التي أنتابتها تلك اللحظة حيث نالت ما تاقت اليه وخططت له وودت لو أنها تستطيع أن تغريه بطلب يدها هذه اللحظة ,ولكن قواها خانتها وشعرت وكأنها طفلة مذنبة , أما آدم فسألها وهو ينظر اليها محاولا معرفة ردة فعلها:
" هل تسمحين لي بأن أتقدم لطلب يدك مرة أخرى؟".

" أذا أردت معرفة الجواب فما عليك ألا أن تتقدم".
وأنتاب آدم خليط من المشاعر الودية , وسألها بصوت متهدج:
" هل تعنين ما تقولين يا ليزا , هل تقبلين بي زوجا؟".
" نعم".

أجابته ليزا بهمس فقد جف حلقها من هول الصدمة المفاجئة بينما أختلطت مشاعرها وتمنت أن يكون السائل هو جوناس , وبدأ قلبها يخفق بشدة وضاعت صورة جوناس من مخيلتها بعد أن حاولت جاهدة الأحتفاظ بها , لم تشعر ليزا بمثل هذه المشاعر الغريبة من قبل , لقد شعر آدم بالخدر في جميع أنحاء جسده وقال:
" يجب أن نتزوج بأسرع وقت ممكن".
" كما يعجبك".
منتديات ليلاس
" اليوم أذا أستطعت ,ولكن أعرف أن هذا غير ممكن , فأنك بحاجة لوقت أكثر".
سألته ليزا وهي تحاول أخفاء صراعها الذي بدا ظاهرا في
عينيها :
" متى ستعود الى لوفيلد".

" الأسبوع المقبل , هل نتزوج قبل أن أعود؟".
" ولم لا؟".
" ولكن ليس هناك فرصة للتحضير لكل المباهج التي ترغب فيها الفتيات أمثالك عند الزواج".

فأجابته محاولة تجنب النظر اليه:
" هذا لا يهم , فكل ما أوده أن أكون الى جانبك".

أمتلأت عيناها بالدموع التي سالت ساخنة على وجنتيها بصمت , لم تعرف ليزا سر هذه الدموع , فقال لها آدم :
" أنني أحبك كثيرا يا ليزا , وأعدك أن أعمل كل ما في وسعي لأسعادك".

.........
نهاية الفصل الثاني........



اماريج 09-06-10 12:14 AM

3- عينان تلمعان بالحب
................................
أخبرت ليزا والدتها عن الخطبة فصاحت مستنكرة :
" لا أصدق ؟ بالتأكيد أنك تمزحين يا ليزا".
" أنا لا أمزح يا أماه , بل أقول الحقيقة , ألست أنت التي أقترحت علي زيارة آدم من البداية؟".
" نعم , لقد أقترحت عليك زيارته فقط لا أن تتزوجيه".

دار الحديث على مسمع من والد ليزا الذي كان قرب النافذة يقرأ الجريدة , وعندما سمع ما دار بينهما من حديث رفع نظره قائلا :
" ماذا يجري هناك , ما الخبر؟".
فأجابته زوجته السيدة لانغ:
" ليزا وافقت على الزواج من آدم ستيلنبرغ ".

" ولكن ليزا مخطوبة الى جوناس , أليس هذا صحيحا
يا عزيزتي ؟".
ضحكت ليزا وأومأت بالأيجاب , يبدو أن والدها الذي يحبها بشغف , لم يلحظ صمت الهاتف عن الرنين , ولم يفتقد زيارات جوناس الى بيتهم , لقد فاته كل ما حدث , هرعت ليزا الى والدها وكأنها تبحث عن عطفه وحنانه , تماما كما كانت تفعل وهي طفلة , ثم قالت له:
"فسخنا خطبتنا منذ مدة يا والدي".

" هل تشاجرتما؟ ولكنكما في كل مرة تتشاجران فيها تصلحان أموركما مجدا".
وأخذ يتلمس شعرها الكستنائي الطويل وقال لها:
" لا تيأسي يا أبنتي سيعود لك جوناس بالتأكيد".
" ليس هذه المرة , لقد خطب فتاة أخرى , ليندا غريستون وأعطاها خاتمي".
" يا للعار ... كيف يستطيع أن يغضب أبنتي هكذا؟".
منتديات ليلاس
ووقف السيد لانغ غاضبا وأخذ يزمجر ويهدد ويتوعد , ثم قال:
" يجب أن أكلمه حالا".
ولكن ليزا حاولت تهدئة والدها وطلبت منه أن يعود الى كرسيه قائلة:
" هو حر بتصرفه وأنا حرة بتصرفي , فأنا قررت أن أتزوج آدم , ولقد دعوته الليلة الى العشاء".

كانت تنظر الى والديها وكأنها ترجوهما أن يوافقا بدون ضجة , ثم تابعت حديثها:
" سيحضر الليلة ليطلب يدي منكما , فأرجو أن توافقا".
" لم تتركي لنا فرصة للتفكير يا ليزا , أنها مفاجأة , في أي حال أنت فتاة عاقلة ويمكنك تقرير مصيرك بنفسك , فلقد تجاوزت الواحدة والعشرين".

" حتما سيفرح آدم أذا علم بموافقتكما , وأنا كذلك".
وأجابتها والدتها بقولها:
" وأنا سأكون سعيدة جدا أذا تأكدت بأن آدم يليق بك".


اماريج 09-06-10 12:19 AM

وكان من الصعب على ليزا أن تحتفظ بهدوئها عندما قالت:
" أننا نليق ببعضنا البعض يا أماه".
ومضت فترة صمت لم تعلق خلالها السيدة لانغ على شيء , حتى قالت ليزا:
" هل تعتقدين أنني قبلت الزواج من آدم ردا لأعتبار كرامتي فقط؟ لا أنكر أن ما حدث كان هائلا جدا , لا أستطيع نسيانه أو وصفه في كلمات ".
منتديات ليلاس
ونظرت ليزا الى أمها لتجدها منهمكة في ترتيب مائدة الطعام , وهمست بتردد:
" ماما....".

تنبهت السيدة لانغ لأبنتها وأسرعت نحوها تطوقها قائلة:
" يا حبيبتي ليزا أن آدم شاب ممتاز أذا تعلمت أن تحبيه وأنا واثقة أنه سيسعدك كثيرا".
وما أن أتمت الأم حديثها حتى سمعت قرعا على الباب حيث كان آدم.
سيطر الوجوم على والديها لدى رؤيته ولكنهما تقدما لتحيته وحاولت ليزا السيطرة على هدوئها أمامهم , في حين أن آدم لم يلحظ ما كان يحدث , فمن فرط ثقته بنفسه لم يخطر بباله أنه من الممكن أن يكون غير مرحب به أبدا.

شعرت ليزا وكأنها منعزلة عن المجموعة ومتفرجة على مسرحية بطلها آدم , وأكثر ما أعجبها في البطل هي ثقته العظيمة بنفسه , وفكرت ليزا بأنها حتى لو لم تحبه ستكون فخورة به , ولن يصدق أحد بأنها تزوجته فقط ردا لأعتبار كرامتها المهدورة بهجران جوناس لها.

بدأ الجميع بتناول الطعام وكأن على رؤوسهم الطير , فوالديها لم يكونا على طبيعتهما أبدا, ولكن آدم لم يلحظ ذلك , فقد كان يحدثهما عن عمله في لوفيلد التي يحبها ويعتبرها بلدته
وكان يوجه حديثه الى ليزا , وينظر اليها بعينين تلمعان بالحب والسعادة
وبينما يتناولون القهوة بعد العشاء , تقدم آدم الى والد ليزا طالبا يدها , كانت ليزا تنظر الى والدها منتظرة جوابه بفارغ الصبر , ودت أن يوافق والدها لتتزوج وتسافر الى دوربان قبل موعد زواج جوناس وليندا
مع أن بعض المشاعر التي راودتها جعلتها تتمنى أنه يرفض , شعرت وكأنها زجت بنفسها في مأزق للتخلص من مأزق آخر .

أما والدها فقد أعجبته شخصية آدم الجذابة , وأحس بأنه الرجل المناسب الذي يمكنه أسعاد أبنته الغالية ليزا , فأجابة بالموافقة وقد بدت على وجهه علائم الرضى والسعادة , مما أكد لليزا أعجاب والدها بآدم.
منتديات ليلاس
لم تدر ليزا هل تفرح أم تحزن , لقد تقرر مصيرها ومستقبلها مع آدم , وحددا موعد الزواج ليكون يوم السبت , أي بعد أسبوع فقط.
خرج والدا ليزا من غرفة الجلوس ولم يبقى سوى آدم وليزا وحدهما , بدا الأرتباك على ليزا بسبب نظرات آدم التي أشعرتها بالخجل , فحاولت تجنب النظر في عينيه
ولكن أدم أمسك بوجهها مجبرا أياها على النظر نحوه , ولم تدر ليزا ما كنه المشاعر التي أختلطت عليها , فلم تنتابها مثل هذه المشاعر من قبل حتى ولا مع جوناس
وأحست بالحرارة تسري في جسدها , وضمها آدم اليه بقوة , ولم تكن هي قادرة على رجولته الطاغية.

حاولت ليزا الأفلات من قبضة آدم القوية ثم أبتعدت عنه قليلا ونظرت اليه , فقال لها:
"يا ألهي , ليزا أن سحرك لا يقاوم , وأعتقد أنه من الصعب أن أصبر أسبوعا لموعد الزواج".


اماريج 09-06-10 12:23 AM

أذهلها تصريح آدم وأحست بالسعادة مما دفعها للتحليق في عالم الخيال , وبعد أن عادت الى الواقع , فكرت ليزا كيف تم ذلك؟ كيف تجاوبت معه؟
ولكنها أستدركت بأن آدم ليس غريبا عنها , فهو خطيبها وسيصبح زوجها بعد أيام معدودة ويجب أن تتعلم أن تحبه وتحاول نسيان جوناس, لم يلحظ آدم أنفعالات ليزا وأفكارها , لأنه كان ينظر من النافذة , ومن ثم نظر اليها وقال:
" ليزا غدا ستقابلين والدتي".

" هل يا ترى ستحبني والدتك؟".
فأجابها آدم :
" لم لا تثقين بنفسك ؟ فأنت فتاة رائعة وجميلة , ألم تدركي هذا؟"
نظرت ليزا اليه فوجدت الحب في عينيه , مما أثار مشاعرها التي أرادت أن تخفيها بالكلام فقالت:
" علينا أنجاز الكثير قبل يوم السبت".

" هل تشعرين بالندم يا ليزا؟".
" بالطبع لا, هل تشعر به أنت؟".
" ليس لدي وقت للندم في حياتي ,ولكنني ما عنيت بقولي هو ضيق الوقت , فليس لدينا الوقت الكافي لمراسيم الزواج التي تتمناها كل فتاة في عمرك , وليس لديّ مانع في تأجيل الزواج حتى أعود من لوفيلد اذا أردت ذلك".

" لا أرغب بالتأجيل أبدا , وأدري أنه علينا أن ننجز الكثير , ولكنني واثقة بأننا نستطيع تدبير الأمر".
وأبتسمت ليزا لتشعره بسعادتها وقالت:
" لن أفتقدالمظاهر التي أعتاد الناس عليها , فأنها لا تهمني , فكل ما يهمني أن أكون زوجتك".
منتديات ليلاس
وطبع آدم قبلة على جبينها وقال:
" يجب أن أذهب الآن يا حبيبتي , فوالدتي لن تنام قبل أن أعود الى المنزل , ولو طاوعت مشاعري لما فارقتك أبدا".
ثم أضاف ضاحكا:
" أتمنى لك أحلاما سعيدة يا حبيبتي".

ودّعها وأنصرف.
لوحت له ليزا مودعة , وظلت ترقبه بأعجاب حتى غاب عن نظرها ثم عادت الى غرفتها لتنام.

لم تكن قادرة على النوم فنهضت من فراشها وتوجهت الى النافذة تتطلع الى ضوء القمر حيث أنعكست صورته على صفحة الماء مرسلة أشعته الفضية فوق الأمواج , أشتمت ليزا رائحة الياسمين المختلطة لأزهار الغاردينيا مما يبعث النشوة , وودت لو تنزل الى الحديقة ولكن الظلام كان شديدا.


اماريج 09-06-10 12:31 AM

لساعات الأخيرة من ذلك اليوم كانت حافلة بالأحداث المثيرة , حتى لم تجد ليزا وقتا للتفكير بأحزانها , أما وهي وحيدة فقد عاودها الحزن
وبدأت الصور المؤلمة تمر في خيالها وتجعلها كئيبة , تذكرت جوناس وليندا تلبس خاتمها الماسي يخرجان من الكنيسة بعد أن أصبحا زوجا وزوجة , وتذكرت خطبتها التي بدأت بتنفيذها هذا الصباح , وفجأة خطر لها آدم , وحاولت أستعادة صورته القديمة التي عرفته عليها .

كانت صورة باهتة , لم تميز منها الكثير , تذكرته عندما خطبها في أحدى الحفلات وبالرغم من أنها رفضته حينها فلطالما حملت له مشاعر الود والأحترام والتقدير التي لم تتعد ذلك.

لم تصدق ليزا التغييرات التي طرأت على شخصيته , فعندما أخبرتها والدتها عن وجوده في دوربان ذلك الصباح تخيلت آدم بالأمس , الشاب الضاحك محترف المهارات
الذي كان سباحا ماهرا وراقصا ماهرا يسعد كل من كان بصحبته , أما آدم اليوم فهو رجل جاد بكل معنى الكلمة , ليس من السهل تخطيه , وليس بأمكان أمرأة تجاهل شخصيته الجذابة
بل ستعجب به وتحبه وما حدث اليوم بينهما من المودة والحنان بعث الأرتياح والأمان في قلب ليزا
فأطمأنت الى مستقبلها معه , فهو أنسان قوي , حنون , معطاء , يمكن الأطمئنان اليه , ولكنه رجل صعب يتوقع من شريكته المعاملة بالمثل , وفكرت ليزا عما أذا كان بأمكانها مجاراته ؟

وبدأت تقارن علاقتها مع آدم بعلاقتها بجوناس , ففي علاقتها السابقة كان جوناس دوما يرضخ لرغباتها راضيا مرضيا , أما آدم فأنه لا شك يود أن يراها راضية سعيدة
ولكن بطريقة مختلفة عن طريقة جوناس ,وبدأت تراودها الهواجس , فآدم لن يرضخ لرغباتها بل سيحاول أسترضاءها بطريقته الخاصة
فهو الأقوى في هذه العلاقة , وهنا فكرت ليزا هذا فعلا ما تريده , حاولت أقناع نفسها بأن زواجها من آدم سيحل مشاكلها , أنها ولا شك ستواجه مشاكل من نوع آخر
ولذلك قررت أن تعتذر لآدم في اليوم التالي عن تسرعها بالموافقة على هذه الخطبة , وسوف تحصل على جريدة الستار وتبحث فيها عن الأعلانات لوظيفة في جوهانسبرغ
هذا هو الحل لمشاكلها وستسافر قبل العرس , ونامت ليزا بعد أن أقتنعت بهذا الحل.
منتديات ليلاس
وفي اليوم التالي وبينما كانت ليزا تبحث في الجريدة عن أعلان لوظيفة , أعلمتها والدتها بأن آدم حضر لأصطحابها في نزهة , وأعتقدت ليزا أن الفرصة مواتية لمفاتحة آدم بقرارها حيث أن مشاعره لا تزال حديثة العهد ولن يؤلمه كثيرا أن يسمع هذا الخبر.

قاد آدم السيارة أتجاه البحر وليزا تحدق به متعجبة من صمته وعما أذاكان هو الآخر تراوده بعض الأفكار المماثلة , وودت فتح الحديث مباشرة ,ولم توافها الشجاعة , وقررت أن تنتظر حتى يصلا الى الشاطىء , حيث تسنح الفرصة بذلك.

وعلى العكس من الأمس كانت السماء ملبدة بالغيوم , والأمواج مرتفعة ترغي وتزبد من شدة الرياح, والشاطىءالذي كان مزدحما بالأمس أصبح خاليا اليوم ألا من بعض الفتيان المراهقين


اماريج 09-06-10 12:36 AM

والجو يشي بهطول الأمطار الغزيرة , مر آدم بجسر فيكتوريا القريب من مرسى السفن , حيث تأتي لتفريغ حمولتها بمختلف البضائع حتى وصلا الى أبعد بقعة من الميناء
وبدأ المطر يتساقط رذاذا مختلطا برذاذ البحر , كانت هذه البقعة دائما مزدحمة بالمصطافين في الأيام المشمسة العادية , حيث يراقبون السفن وهي تحمل أو تفرغ حمولتها
كانت هذه البقعة دائما محط أنظار بعض هذه الجماعات من الناس , حتى ليزا التي ألقت هذا الشاطىء
أعجبت بمنظر السفن القادمة الى الميناء, بعد أبحار دام مئات ألوف الأميال في المحيطات
وكم تساءلت عن مشاعر البحارة وهم يبتعدون عن الميناء مخلفين اليابسة وراءهم منطلقين في رحلة.
وهم يعلمون أن رحلتهم ربما دامت أسابيع أو عدة شهور قبل عودتهم الى الوطن.

هدأ الشاطىء تماما ألا من بعض طيور النورس التي تتنافس على ألتقاط الأسماك التي خلفها المد بسبب رداءة الطقس , وبعد قليل أقتربت سفينة من الميناء وظهر بحارتها على السطح
كان آدم يرقب البحارة بشغف , مما دعى ليزا للأعتقاد بأنه أفتقد هذا المنظر طويلا لعمله بعيدا في الجبال , فقالت ليزا برقة شاعرة بعواطفه الملتهبة نحو البحر:
" أنظر هناك سفينة أخرى آتية الى الميناء".
منتديات ليلاس
أجابها آدم والسرور يلمع في عينيه مبتهجا بهذا المنظر االبديع:
" نعم , أنني أراها , أحببت البحر كثيرا ولولا أنني أحببت الجبال أكثر لأصبحت بحارا".
" يبدو أنك تحب الوحدة والعزلة في الأماكن النائية ".

وفكرت ليزا بأن الفرصة مواتية لتفاتحه بالموضوع , فهو شخص قوي ويستطيع تحمل قرارها بقلب ثابت وعزيمة قوية , وأذا به يجيبها قائلا:
" أن كلمة الوحدة , كلمة تعتمد على فهم الشخص لها , فأنا لم أشعر أبدا بالوحدة في الجبال , وأعتقد أنك أنت أيضا لن تشعري بها هناك".

كان آدم يحدثها متطلعا اليها بعينيه البنيتين العميقتين ملؤهما الشوق والمحبة , فأجابته ليزا وهي تخالط مشاعرها:
" لا أدري...".
وقررت أنها الفرصة لتقول له بما عزمت عليه , بينما تابع آدم حديثه قائلا:
" سوف تجدين الناس ودودين هناك , وستصادقينهم وتعتادين الحياة وتحبينها".
" نعم".

وأحتبست نفسها وشعرت بثقل في صدرها وأخذت شفتاها ترتجفان , عزمت على مصارحته , ولكن نظراته الحنونة ألجمت لسانها , وأخذت ليزا تقاوم هذا السحر وتتمالك قوتها وشجاعتها قبل أن تفوتها الفرصة , فبادرته:
" آدم...".

ومات الكلمات على لسانها حين تقدم آدم منها وضمها بشدة معبرا عن كل العواطف التي تجيش في أعماقه نحوها , خفق قلب ليزا خوفا من فقدان السيطرة على نفسها , فحاولت الأفلات من قبضته قائلة له:
" آدم يجب أن نتحدث".

أجابها آدم هامسا:
" ليس الآن يا حبيبتي".
ثم أفلتها من بين ذراعيه وهو لا يزال ينظر اليها بوله وهيام مما أنساها الغرض الذي أرادت أن تكلمه من أجله , ثم قال آدم:
" أنت جميلة جدا وسحرك لا يقاوم , وكلما عجلنا في الزواج كان أفضل لنا".
كانت ليزا لا تزال تنظر اليه مشدوهة مأخوذة بعواطفه التي تصعب مقاومتها.


اماريج 09-06-10 12:45 AM

أخرج آدم علبة صغيرة من جيبه , فتفاجأت ليزا وبقيت غير قادرة على أستيعاب ما يدور حولها ,وكل ما أستطاعى فهمه هو أن هذه العلبة تحمل خاتم مستقبلها
خاتم الخطبة ,كان الخاتم مزينا بأسلاك فضية ناعمة ومحلى بالياقوت الأحمر , كان مختلفا عن الخاتم الذي أعطاها أياه جوناس , تقدم آدم ورفع يدها اليسرى وألبسها الخاتم ثم سألها:
" هل أعجبك الخاتم؟".

كان صوته متهدجا هامسا وهو ينظر الى ليزا بشغف منتظرا ردها فأجابته:
" أنه جميل جدا ".

" أردت لك شيئا مختلفا , فجبت المدينة أبحث لك عن خاتم جميل حتى رأيت هذا مناسبا , فهو ما أردته لك".
سرت ليزا للأهتمام الزائد بها , وأسرتها طريقته بالتعبير حتى وجدت نفسها تقول له:
" أنه أجمل خاتم رأيته في حياتي ".
فأجابها آدم:
" أنا أحبك يا ليزا , أريدك أن تقابلي والدتي هذا المساء".
منتديات ليلاس
" وهل تعرف والدتك بأمر علاقتنا".
" بالطبع , فهي تعرف , لقد تركتها تكتب رسائل لتزف الخبر لأخوتي , وكذلك فقد أرسلت أنا برقية الى موقع عملي أعلمهم بأنني خطبت , فهذا سيفرحهم كثيرا".
" ألا ترى أنك تعجلت؟".

فرد عليها آدم , وعيناه تشعان بالسعادة:
" أريد أن أعلن الخبر للعالم كله بأنني محظوظ بك يا حبيبتي".
فأجابته ليزا معاتبة بطريقة ودية:
" أن عائلتي لا تزال جاهلة بالخبر , بينما عائلتك جميعها علمت بالنبأ".
" أرجو أن يسرك هذا يا ليزا , أعلمت عائلتي لتبدأ بالتحضير للفرح من الآن , فعليهم أن يجهزوا كل شيء".
فأجابته قائلة:
"بالطبع , هذا يسرني".

كانت ليزا تغالب مشاعرها المختلطة والتي لا تدري كنهها , فلن تستطيع أن تخيب ظنه بعد أن نشر الخبر بين أهله وأصدقائه وما عليها الآن ألا أن تتقبل الواقع وتتزوجه وتتعلم كيف تحبه وتخلص له.

سارت جميع ترتيبات الأحتفال بسهولة ويسر , فالملابس وأدوات المطبخ وما يلزم البيت جميعها تم شراؤها.

وطلبت والدة آدم منهما أن يتزوجا بالكنيسة نفسها التي تزوجت فيها , سعدت ليزا بالموافقة على هذا الطلب حيث وفرت عليها الخجل من القس الذي شهد خطبتها لجوناس , ثم أستأذنا للفترة القصيرة للزواج وحصلا على التصريح اللازم .

وبينما كانت ليزا في أحد الأيام تشتري بعض الملابس في أحد المخازن قابلت أديث جورتون وفجأة أنتابها شعور بالأكتئاب حين تذكرت أن أديث كانت أول من أخبرها بعلاقة جوناس وليندا , وأقتربت أديث منها وحيتها بينما أرادت ليزا الخروج من
المخزن .
ولكن أديث وقفت بالباب وكأنها تمنعها من الخروج , وقالت لها بأبتسامة خبيثة:
" مبروك سمعت أنك خطبت".

شكرتها ليزا محاولة أخفاء غضبها , في حين تابعت أديث حديثها محاولة أثارة غضبها.
" هكذا أذن خطبت الى آدم بدون رجال العالم ,فأنه لم يعجبك قبل سنوات عندما رفضته".
تعجبت ليزا كيف وصل الخبر هذا الى أديث , وأجابتها:
" لقد غيرت رأيي , فهذا حق لكل أنسان , أليس من حقي أن أفعل هذا؟".

ثم أستأذنتها بالمرور لتخرج ولا تزال تفكر بأمر هذه الفتاة التي تبحث عن مشاكل الناس وتتشفى بهم وتستغيبهم وكأنها تبث السم القاتل , وأبتسمت أديث بخبث وقالت:
" بالطبع أنت مشغولة خاصة وأنك أستعجلت الزواج , فلو لم نعلم بأنك تعرفينه من سنوات , لفكرنا بأن هذا الزواج فقاعة بارودة".
أستأذنتها ليزا مرة أخرى لتخرج , وقد بدا عليها الأمتعاض , فقالت أديث:
" أنني أمزح معك يا عزيزتي , أرني خاتمك".
منتديات ليلاس
رفعت ليزا لتريها الخاتم وهي تفكر بأنها لو لم تفعل ذلك لأستوقفتها بالباب أكثر , فصاحت أديث:
" يا له من خاتم جميل , أنه غير عادي".
شكرتها ليزا وهمت بالخروج وأذا بأديث تقول لها:
"ولكن هذا الخاتم لا يساوي ثروة بجانب الخاتم الذي أعطاك أياه جوناس ".

أستشاطت ليزا غضبا ورمقتها بنظرة طويلة علها تسكت , ولكن أديث تابعت:
" في أي حال هذا لا يهم , المهم هو أنك وجدت من يلبسك الخاتم".
صاحت ليزا بها وقد نفذ صبرها:
" أنك فتاة لئيمة وخبيثة ولن تجدي من يلبسك أي خاتم أيتها الحسودة".

نجحت ليزا بأستثارة غضبها , فأستدارت أدريث اليها قائلة :
"ستندمين على قولك هذا يا ليزا وسوف تدفعين الثمن".
أما ليزا فأبعدت أديث من طريقها بقوة وخرجت.

.......نهاية الفصل الثالث.......


اماريج 09-06-10 07:39 PM

4- قطار الحقيقة!
........................
في مساء يوم السبت بعد أنتهاء مراسيم زواج آدم وليزا أقاما أحتفالا بالمناسبة في حديقة والدي ليزا أقتصر على الأهل والأصدقاء المقربين
بقي بعض المدعوين في الحديقة يتمتعون بمنظر أزهار الأضاليا الرائعة ونسيم المساء العليل , بينما غيرت ليزا فستان الفرح الأبيض وأرتدت فستانا بلون التركواز
وكان آدم يبدو أنيقا جذابا, وما أن رأى عروسه مقبلة حتى أسرع اليها وتأبط ذراعها وسار الى جانبها يبتسم مما دعى أحدى المدعوات للتعليق :
" ما أجملهما من زوجين!".

لم يلحظ علامات القلق على ليزا سوى والديها الذين لمحا ما تخفي خلف أبتسامتها الجذابة.
قاد آدم السيارة أتجاه أوهلغا روك حيث يوجد فندق بيفرلي هيلز الذي سيقضيان فيه شهر العسل , لم يبق على سفرهما الى لوفيد سوى يومين يبقيان فيهما في هذا الفندق.

كان آدم يقود السيارة بأحدى يديه بينما يده الأخرى كانت ممسكة بيد ليزا , وكان يتطلع اليها مبتسما بين الحين والآخر.
منتديات ليلاس
كان الأسبوع الماضي حافلا بالأحداث والمشاغل مما لم يدع مجالا لليزا بالتفكير بأي شيء آخر , فكان كل همها أن تسافر قبل فرح جوناس وليندا , وكانت تتعجب أحيانا كيف أنها أصبحت زوجة لآدم وعليها أن تخلص له
ثم تبعد هذا التفكير عن خيالها , وعندما قاربا على الوصول الى الفندق أحست ليزا بحزن وتطلعت الى آدم الذي أصبح زوجها , في حين أنها كانت تتمنى جوناس
وليس هناك رجعة في القرار , وأخذت ليزا تقارن بين علاقتها بجوناس الرومانسية وعلاقتها بآدم.

فبالرغم من قدرة آدم على المعاملة اللطيفة ألا أنه يتمتع برجولة طاغية , في علاقتها مع جوناس كانت دائما تشعر بالأمان لأنها قادرة على السيطرة على أي موقف الا في شجارهما الاخيرفي حين ان ادم يستطيع السيطرة على الموقف بسهولة كبيرة , وتفقد هي كل تحكم بأي أمر .

ركز آدم أنتباهه على شاحنة أمامهما مما سمح لليزا أن تدرس ملامحه , كان آدم يرتدي بذل غامقة اللون لحفلة العرس مما جعله يبدو غريبا أكثر , أنيقا وجذابا , وبلا شك كان الرجل الظاهر والبارز في الحفل.


اماريج 09-06-10 07:41 PM

في حين أنه أرتدى الآن بنطالا وقميصا أظهر تقاطيع جسده الرياضي , وكانت تبدو عليه القناعة والرضى
ولكن هذا لم يغير من واقع أنه مزاج عصبي ويتمتع بقوة وهيمنة , بالأضافة الى نوع كامن من القسوة موجود لدى الحاجة , وتساءلت ليزا كيف يمكن لأنسان أن يتغير بهذا الشكل ؟
لأ بد أنها مجنونة لتتزوجه أستردادا لكرامتها فقط فآدم شخص تصعب مجاراته من جميع النواحي , وأنتابها شعور بالأرتباك وخالت نفسها على وشك الأغماء.

ولم تلحظ أن آدم قد تجاوز الشاحنة وأنتبه لأختلاط مشاعرها وأستدار اليها وأمسك بيدها وضغط عليها مطمئنا وعيناه تفيضان بالحنان.

وفكرت ليزا:
( أنه يعلم أنني خائفة , أنه يعرف أنني لم أنم في حياتي مع رجل من قبل , ولكنه لا يعرف السبب الحقيقي لخوفي وأنني بحاجة لجوناس في هذه اللحظة)

كانت غرفتهما في الطابق العلوي من الفندق وبرغم أغلاق النوافذ فقد كان صوت الأمواج تتكسر على الصخور مسموعا , وحدقت ليزا بالغرفة الفاخرة الأثاث من حولها.

وشعرت فجأة بالأختناق فأسرعت الى النافذة وفتحتها , فلربما نسيم البحر يزيل شعورها بالدوخان , وتطلعت من النافذة تعب من هواء البحر المملح.

كان الشاطىء مهجورا ,وفي الضوء الخافت شاهدت رجلا يمشي بسرعة و كلبه الى جانبه , فألتقط الرجل خشبة يابسة ورماها ليجري الكلب وراءها
يا له من أنسان محظوظ , أنها تدفع كل ما تملك لتكون حرة مثله تجري على الشاطىء والهواء يبعثر شعرها في كل مكان , ومياه البحر المالحة تلوث شفتيها
وتشنجت ليزا عندما لفها آدم بذراعيه , وبقيا صامتين محدقين بالبحر والرمال والرجل يسير مع كلبه , وفقدت ليزا كل شعور بالسرور بسبب خوفها
وأدارها آدم اليه ورفع ذقنها بيده ونظر اليها , فتجمدت من الخوف ونظرت اليه بفزع:
" لماذا أنت خائفة يا حبيبتي؟".
منتديات ليلاس
أجابته بصوت متهدج منقطع الأنفاس قائلة:
"أنا لست خائفة ".
" ولكنك ترتجفين , سأصب لك كأسا من العصير الطازج علّه يهدىء روعك يا حبيبتي , فأنا أشعر وكأنني الكابوس الذي سبب لك كل هذا الخوف".
" سأرتاح بعد أن أشرب كأس العصير".

كانت ليزا مدركة تماما أنه ما من شيء سيختلف , ولكنها حاولت جاهدة أستعادة هدوئها لتبدو طبيعية , تقدم منها آدم وأخذ الكأس ووضعه جانبا , وحضن ليزا بقوة وحنان ليهدئها
ثم أجلسها بقربه على الأريكة , وبدأ قلبها يخفق بشدة حتى خالت أن آدم سمعه , فخبأت رأسها في صدره
وأحست بتسارع أنفاس آدم ودقات قلبه , لم تفكر بجوناس بهذه اللحظة فقد كان بعيدا عن خيالها , ولكنها كانت خائفة حتى تجمدت عضلاتها.


اماريج 09-06-10 07:43 PM

" حبيبتي ليزا هدئي من روعك , لماذا تجمدت هكذا؟".
أحتضنها آدم وحاول أن يهدىء خوفها ثم همس:
"يا أجمل مخلوقة عرفتها".
ولا زال يبثها حبه وعواطفه حتى غابا عما حولهما.

رن جرس الهاتف , فأنتفضت ليزا وعادت الى الواقع وأخذت تفكر بجوناس وتقارنه بآدم الذي أحست يديه القويتين تطوقانها بمحبة أزالتا صورة جوناس من مخيلتها تماما , فلم تر ألا صورة آدم ولم تحس ألا بحرارة حبه.

أستيقظت ليزا متأخرة في صباح اليوم التالي , وأخذت تتملل مستطلعة علّها تميز الغرفة التي نامت فيها , لأنها ليست غرفتها , وتذكرت أحداث الليلة الماضية وأدركت أن آدم أصبح زوجها , وشعرت بأحمرار وجهها فنادت زوجها:
" آدم".

لم تتلق جوابا , فنظرت جنبها الى الفراش ولكن آدم لم يكن بجانبها وأخذت أنفاسها تصاعد وتفكر بما عساها فاعلة , فهي تخجل أن يدخل الغرفة أي وقت فيراها عارية
ثم أسرعت الى الحمام لتأخذ دوشا , ووجدت أن آدم قد سبقها في ذلك وخرج , راق لها الأمر أن تكون وحيدة هذه الفترة حتى ترتدي ملابسها
منتديات ليلاس
وبينما كانت تستحم بالماء الدافىء , تذكرت حرارة عواطف آدم الجياشة يوم أمس وحبه , وشعرت بسحره العميق الذي ملك عليها فؤادها
وتعجبت ليزا من هذه المشاعر التي أنتابتها على غفلة , وتساءلت عن جوناس وما أن ذكرته حتى أحست بالألم ينغص عليها فرحتها , خرجت من الحمام ثم لبست فستانا صيفيا مفتوحا وجلست تمشط شعرها أمام المرآة
لم تسمع خطوات آدم حين دخل الغرفة , ولكنها رأته مقبلا عليها في المرآة ووضع يده فوق كتفيها العاريتين وقال:
" يا عروستي الجميلة".

وأخذ يرتب شعرها بأصابعه تارة ثم يبعثره على كتفيها تارة أخرى , فقالت له ليزا بغنج:
" أنظر ماذا فعلت بشعري , وأذا بقيت هنا فلن تتناول فطورك".
وفجأة قال آدم :
" آه صحيح يجب عليّ أن أغير الحجز للسفر بالقطار".


اماريج 09-06-10 07:46 PM

أحست ليزا ببعض الخيبة عندما أنسحب آدم , ثم تابع حديثه :
" لا نستطيع السفر قبل يومين ".
سألته ليزا بأندهاش:
" لماذا؟".

" علي أن أتم بعض الأعمال المهمة قبل سفرنا , وهذا بالطبع من حسن حظنا أن نمكث أسبوعا آخر في شهر العسل".
ولكن ليزا التي لم تفرح لهذا الخبر تشنجت عضلاتها من الصدمة وسألته:
" ماذا تعني بكلامك هذا , لا أفهم لماذا التأجيل".

" هل تذكرين يا عزيزتي المعدات والآلات التي أخبرتك أنني طلبتها من أجل العمل في السد , يجب أن أتفحصها لأتأكد من صلاحيتها ومطابقتها قبل شحنها , ووعدني المزود لهذه المعدات أن تكون جاهزة اليوم , ولكن هناك بعض التأخير بسبب بعض الصعوبات".

رجته ليزا مستعطفة:
" أعتقد أن هذا الأمر غير مهم ليؤخرنا عن السفر , دعنا نسافر وعندما تصبح المعدات جاهزة سوف يشحنونها لك".

تعجب آدم من رنة الحزن في حديث زوجته وأستعطافها له بالسفر فقال:
" أنها معدات غالية الثمن ,وقد كلفتنا كثيرا عدا عن أنها ضرورية ويجب أن أتأكد من مواصفاتها قبل شحنها , فلماذا أنت غاضبة يا حبيبتي؟".
" أنا لست غاضبة , ولكنني أود الرحيل الى لوفيلد بأسرع وقت ممكن".
" سنكون هناك الأسبوع القادم".

" أود السفر هذا الأسبوع , غدا أذا أمكن".
وأخفضت ليزا عينيها حتى لا يرى آدم ما أنتابها من الخوف والقلق , وحاولت أن تعطي عذرا مقبولا لرغبتها بالسفر في هذه السرعة , فقالت:
" أنني متشوقة لبناء بيتنا السعيد بأسرع وقت".
" باركك الله يا ليزا أنت زوجة رائعة , وأنا أحبك من أعماق قلبي".

وضمها بحنان , ثم سألت:
"هل عليناأن ننتظر أسبوعا بكامله؟".
" ليزا حبيبتي , أسبوع ونسافر الى لوفيلد , وهناك أشياء نعملها هذا الأسبوع , لقد قابلت ليندا غريستون اليوم وأعلمتني بأنها ستتزوج جوناس تايلر , ودعتنا لحضور الفرح , وأنا قبلت الدعوة".
منتديات ليلاس
كانت ليزا على وشك الأنهيار , عندما بدأ العروسان يسيران في ممر الكنيسة الى الخارج , ولولا ذراعي آدم القويتين اللتين سندتاها لوقعت
فمنذ أن أخبرها آدم بدعوة العرس أنتابتها حمى من القلق والهواجس حتى أنها لم تستطع التجاوب مع محاولات آدم لأسعادها
وفي كل مرة يسألها للخروج في نزهة أو الى الشاطىء , كانت تحاول التملص منه وتطلب الأستعجال في السفر الى لوفيلد
بينما يذهب هو في محاضرة عن أهمية المعدات الواجب شحنها وأهمية تفحصها قبل الشحن , وفي كل مرة يطلب منها التريث .

وعندما تأخرت الشحنة للمرة الثانية , أحست ليزا بأنه عليها أن تواجه الواقع بقوة ونضوج فهي الآن متزوجة ولا يهمها الأمر من قريب أو بعيد , وسوف تحضر العرس كأي مدعو تتأبط ذراع زوجها الأنيق بشخصيته الجذابة بكل فخر وأعتزاز
بدون خوف أو وجل,وبالرغم من أقتناعها بهذا الواقع ألا أنها أحست وكأنها في حلم مرعب حتى ساعة دخولها الكنيسة لحضور العرس
حيث أحست أنها بداية النهاية لهذا الكابوس وكم ودت لو صمّت أذنيها وهربت من الأحتفال عندما تبادلا جوناس وليندا الخواتم , وكان القس يوعظ عن معنى الزواج والحب والأخلاص , فكل كلمة نطقا بها
كانت كالسكين الحادة تغوص في أعماقها وتجرحها حتى أثخنت بالجراح , وكادت محاولاتها لضبط نفسها أن تبوء بالفشل , وكم مرة جاهدت لتوقف الدموع التي تلألأت في عينيها حتى لا يراها أحد باكية
حتى بدأت تتشنج من كثرة ما حبست أنفاسها ولم يشعر بتشنجها سوى زوجها الذي حسب أن بكاءها نابع من رهبة الأحتفال , فشد على خصرها بذراعيه وجذبها نحوه وكأنه يحميها بحبه وحنانه.

وبينما كان العروسان في طريقهما الى الخارج تقابلت عينا جوناس الخالية من التعبير بعيني ليزا المملوئتين بكل العواطف المحبة , أما ليندا فنظرت الى ليزا وأبتسمت لها بأنتصار ثم مالت على كتف جوناس بدلال متشبثة به.


اماريج 09-06-10 07:50 PM

أقيم حفل الأستقبال الذي تبع مراسم الزواج في القاعة الذهبية من أحد أفخم الفنادق في دوربان , حيث تم تهيئة جميع أسباب البهجة والفخامة لتضفي على هذه الحفلة الروعة التي سيتحدث عنها أهل دوربان عدة شهور
بدأت الموسيقى تعزف وبدأ المدعوون يتوافدون على الساحة للرقص وما أن أصبح جوناس وليندا بجانب آدم وليزا حتى تقدم آدم من العريس طالبا منه مراقصة عروسته
كانت هذه المفاجأة هي آخر ما توقعوا ثلاثتهم , ومنعا للحرج تقدم جوناس من ليزا ليراقصها بينما رفضت محتجة بقولها:
" هذا غير معقول.... غير معقول".
منتديات ليلاس
فشدها جوناس وهو يهمس في أذنها:
" دعينا نرقص ولا تكوني حمقاء , دعينا نرقص".
" ولكنني لا أستطيع ذلك".
" وهل تعتقدين أن بأمكاني ذلك أيضا , ودعينا نظهر طبيعيين".

وأستسلمت ليزا لذراعي جوناس الذي أخذ يدور بها مراقصا أياها حتى غابت عن الواقع ولم تشعر بأحد في القاعة ألا أنها بين ذراعي جوناس وشعرت به يقبل شعرها ويهمس في أذنها:
" ليزا لماذا فعلت بي هذا؟".

" أنا.....".
" أقصد شجارك معي".
وكان صوت جوناس متهدجا وكأنه يعاني بعض الألم فقالت له ليزا:
" كان بأستطاعتنا أصلاح الأمر كالعادة , وأنت لا تحبها بل تحبني أنا , فلماذا أقبلت على هذه الخطوة؟".
تلألأت الدموع في عيني ليزا , وبدأت ترتجف , فقال لها جوناس:
" أرجوك لا تبكي , حاولي ضبط نفسك".
ثم سألها متهما:
" ماذا عنك , فلم تستطيعي الأنتظار وتزوجت آدم ثم تلومينني ".

" تزوجت بعد أن عرفت بأنك خطبت ليندا وتركتني... أنت لا تزال تحبني .... أليس كذلك؟".
" لم أقل عكس ذلك أبدا... ولكن قد فات الأوان , وربما....".
وقطع جوناس حديثه لدى عودة آدم وليندا حيث بادره آدم بقوله:
" أصرت عروسك أن تعود اليك , وأنا أريد عروستي".

أنفلت ليزا من بين ذراعي جوناس ورمت بنفسها على آدم وكانت الموسيقى لا تزال بطيئة مما أشعر ليزا بالأرتياح وأتاح لها الفرصة لتخبىء رأسها في صدر آدم حتى لا يراها أحد وهي
تبكي .

حضر معظم الأصدقاء والأهل لوداع ليزا وآدم في محطة القطار قبل سفرهما الى لوفيلد , وبينما كان القطار على وشك الرحيل وليزا وآدم يطلان رأسيهما من نافذة عربتهما لألقاء آخر النظرات على المودعين
كانت هناك فتاة تشق طريقها بين الحشود لتصل اليهما حتى اذا ما وصلت العربة صاحت:
" آدم ليزا , لقد حضرت لوداعكما".

نظرت ليزا بأتجاه الصوت لترى أديث غورتون واقفة أمامها وما أن رأتها حتى سرت رعشة في جميع أجزاء جسدها , أما آدم فأجابها:
" هذا لطيف منك يا أديث".
" هذا واجب عليّ , فأنني أعرفكما منذ عدة سنوات , واجبي أن أحضر وأتمنى لليزا حظا سعيدا بعد أن نالت ما تمنته طويلا".
منتديات ليلاس
تطلع آدم بأندهاس وسألها:
" ماذا تعنين بكلامك يا أديث فأنا لم أفهم قصدك".

" حقيقة؟ أعتقدت أنك تعرف , فمنذ أن تركها جوناس وهي تبحث عن زوج لتتزوج بسرعة , ووجدت فيك ضالتها , وها هي تسافر خارج دوربان حسب رغبتها حتى لا تلتقي بعائلة التايلر كثيرا أذا بقيت تعيش هنا".

وجم الجميع وكأن على رؤوسهم الطير , عندما قالت ليزا:
" أنك لا تطاقن , ولن أجد الكلمات التي تصف حقارتك يا أديث".
" هذا لا يهم , فلقد سددت دينا قديما".
وتمنت ليزا هذه اللحظة , لو أنها أخبرت آدم بكل شيء من قبل.

........
نهاية الفصل الرابع........


اماريج 09-06-10 07:52 PM

5- لحظات حمقاء
.......................
ترك القطار دوربان بأتجاه الشمال وتسارعت حركته وعندما باشر آدم كلامه مع ليزا قائلا:
" حسنا سيدة ستيلنبرغ , ربما يتوجب علينا أن نتكلم ".
وكانت هذه أول كلمات يتفوه بها آدم منذ أن فضحت أديث السر.

ودت ليز أن تتكلم ولكن آدم بوجهه المتجهم بدون أي تعبير ظاهر جعلها تشعر بالعصبية والقلق , همت عدة مرات بالكلام وبللت شفتيها الجافتين ولكنها لم تكن قادرة على الكلام.

وقالت ليزا بصوت مرتجف خائف:
" أديث خبيثة حاولت أن تنتقم من لشيء قلته لها".
أجابها آدم بهدوء مما سبب لها الأضطراب أكثر :
" لا شك ولهذا السبب بالضبط كانت فرصتي لأسمع الحقيقة".

وتابع بلهجة ساخرة:
" الحقيقة التي لم أسمعها من أي من الأشخاص المهذبين في المحطة".
وبقيت ليزا صامتة وبدأ قلبها يخفق بشدة وشعرت برغبة في التقيؤ.
منتديات ليلاس
وتابع آدم بنفس الهدوء المفزع:
" كانت هذه الحقيقة على ما أظن؟".
وأجابته ليزا:
" نوعا ما ".

ورفع أحد حاجبيه بتهكم وقال:
" توعا ما فقط!".

وأجابت ليزا بيأس:
" أن الطريقة التي صاغت أديث بها القصة كانت رهيبة".
وبدا عليها الغضب وهو يجيبها بصوت متوازن قائلا:
" مهما أختلفت الطريقة التي قد تذكر بها القصة فلن يختلف التأثير وبالأختصار يا زوجتي العزيزة , أنك أظهرتني على أنني كالأحمق".


اماريج 09-06-10 07:54 PM

وأغرورقت الدموع في عينيها ونظرت حولها لتجد منديلا مسحت دموعها وقالت:
" أوه.... يا ألهي ... لم أعن ذلك".
وكان آدم يراقبها بأشمئزاز وقال لها بعصبية:
" توقفي عن هذه الحركات فلن تؤثري عليّ مطلقا".

وصدمت ليزا ومسحت عينيها بقفا يدها وقالت بتلعثم:
" أظنك تحسبني أفعل ذلك عمدا".
وأنفرج فمه عن أبتسامة ساخرة وقال:
" لا أستغرب عليك أي شيء ... لقد فعلت الكثير عن عمد".
وبقيت ليزا صامتة بضع دقائق ومن ثم قالت بصوت منخفض:
" كنت في حالة يائسة".

وشعت عيناه بالغضب وقال:
" ليس الى الحد الذي يمنعك من أستعمال أغرائك الى أقصى الحدود , الزيارة البريئة لتسلمي عليّ كله بدا له معنى الآن , حركات محسوبة لمحاولة أثارة غرائزي".

ورفع يده موقفا أياها عن الكلام وتابع:
" لا تحاولي الأنكار يا ليزا , عندما عرفت أن هذه هي الحقيقة أدركت أن كل شيء كان حسب خطة مرتبة , وتذكرت أنني أحببتك مرة , وبما أن حبيبك نبذك ولم تتحملي خسران كبريائك قررت أن تجبريني على أن أقترح عليك الزواج , وأنا لم أخيب أملك أليس كذلك يا ليزا؟".

ووضعت ليزا يديها على صدغيها وقال:
" يبدو الموضوع رهيبا".
" ولكنك لا تنكرين أن هذه هي الحقيقة؟".
ولم يبد عليه التأثر بتألمها وتابع:
" وخططت أن تغريني".
منتديات ليلاس
وأجابته ليزا بضيق قائلة:
" كيف تجرؤ على هذا الكلام؟".
" وأنت كيف تجرأت؟ يبدو أنك تأثرت كثيرا لفكرة الأغواء , ولكن أغواء رجل ليتزوج منك ليس أسوأ من أغواء رجل الى سريرك".

وضحك بسخرية وتابع:
" من الغريب أنني لم أنتبه لذلك من قبل , والآن بعد أن عرفت الحقيقة أدركت كيف كانت تشير عليّ الناس بالأصابع, قبولك السريع لطلبي ورغبتك بأن تصنعي بيتا لنا , يا ألهي , من المؤكد أنك أصبت بصدمة عندما أخبرتك أننا سنحضر حفلة زواج جوناس , وأثناء الحفل كانت دموعك مؤثرة , وعندما رقصت مع جوناس , تعجبت لماذا كانت ليندا تواقة للعودة ال زوجها , الآن عرفت السبب , لأنك كنت تحاولين أستعادة جوناس لنفسك , أليس كذلك؟".

ونظرت اليه بمرارة وقالت:
" لا , ولكنني لا أتوقع منك أن تصدقني".
" أحييك سيدة ستيلنبرغ , لقد خطيت خطوة الى الأمام بتفهمي ".

وقررت ليزا أن تتجاهل التعليق المزعج, في الحالة الطبيعية لكانت تركت المقطورة وخرجت من حياته , ولكن حتى لو لم يكونا في قطار متحرك لما أستطاعت فعل ذلك
فعلاقتهما الآن قانونية ولا يمكنها أن تتحرك بهذه السهولة , ولذلك عليها أن تحاول جهدها , لا يمكن أن يموت الحب هكذا , أو أنه مات؟
وتابعت ليزا محاولة السيطرة على صوتها :
" كنت يائسة بحيث لم أعرف ماذا أفعل , لم أستطع مواجهة فكرة كوني في دوربان وفي الواقع كنت سأبحث عن عمل في مدينة أخرى".


اماريج 09-06-10 07:56 PM

وعادت نظرة التهكم اليه وقال:
" الى أن فكرت أمك بي , من الغريب أنني لم أدرك أنكما
متفقتان ".

وأجابته ليزا :
" والدتي أخبرتني أنك سألت عني , ولكن لم يخطر لها على الأطلاق أنني سأتزوجك , ولكنها على ما أعتقد ظنت أنه من الأفضل لي أن أكون بصحبة رجل في حياتي".
" وبالأحرى فكرة الزواج كانت فكرتك لوحدك".

ولوت يديها وأطرقت رأسها محاولة تحاشي النظر في عينيه وتابعت قائلة:
" لم يبد الموضوع سيئا عندها".

ونظرت اليه محاولة طلب التعاطف , ومدت يدها لتمسك بذراعه في حين أبعد نفسه , وكأنه مسته جمرة".
وقالت له ليزا:
" هل جفلت؟ قلت أنك تحبني".

ولم يرد عليها وأنما أصطكت أسنانه.
وتابعت قائلة:
" وهل كان الموضوع بهذا السوء".
وأجابها بأمتعاض:
" يحق لك أن تسألي ذلك".

" لقد أقسمت على أن أكون زوجة مخلصة".
وأخذ يرمقها بنظراته وقال:
" الى الحد الذي تتجاوبين فيه معي في السرير؟ لم تمنعك صدمتك العاطفية من ذلك , وأنا لست من الغباء بحيث لا ألاحظ ولكنه لم يبدو عليك الخجل يا زوجتي العزيزة".

وأجابته بغضب:
" كيف تجرؤ على ذلك؟".
وأجابها بتهكم:
" وهل أستعملت نفسك لتنتقمي لكبريائك الجريحة".
وقفزت ليزا واقفة وهمت بالخروج من المقطورة وقالت:
"لا أود سماع أكثر من ذلك".

ولكنه أمسكها بيد حديدية وأجبرها على العودة الى مقعدها وقال :
" لا تحاولي أن تظهري أنك جرحت".
ونظر اليها ببرود وتابع:
" سمعت لك والآن دورك لتسمعي لي".
منتديات ليلاس
وهزت كتفيها بشدة وقالت:
" لا أستطيع أن أنتظر لسماع ما تقوله".
وقال آدم:
"زواجنا بحد ذاته قد أنتهى".
وأنتظر ليأخذ كلامه مفعوله وتابع:
" بالطبع هذا واضح لك".

وأجابته باللهجة نفسها:
" بالطبع , ولكن أظن أنه لا بد أن أبقى معك في المقطورة الليلة وعندما نصل الى جوهانسبرغ سنفترق".

وكشّر آدم وقال:
"لا أبدا , بالطبع لا يمكنك الخروج من الموضوع بهذه السهولة".
ونظرت اليه ليزا بخوف متسائلة عما ينويه , سألته:
" وماذا تريد؟ طريقة لتجبرني على التكفير عن أخطائي؟".
" بأمكانك أن تسميها ذلك".


اماريج 09-06-10 07:58 PM

ونظر اليها بأزدراء وتابع:
" لا ليزا , لا يمكننا أن نفترق قبل ستة أشهر على الأقل , ستحضرين معي الى لوفيلد , وأمام الناس ستكونين زوجتي".
وأجابته:
" لن يكون هذا سهلا".
" ولم لا , بالطبع يجب أن تمثلي ".

ومن ثم رمقها بنظرة متهكمة وتابع:
" وبالطبع أنت أثبت أنك رائعة بهذا المجال , ولن يصعب عليك التظاهر بأنك الزوجة المحبة".

وسألته بهدوء:
"وماذا في نهاية الستة أشهر؟".
" سأعطيك حريتك , ومن يعرف ربما سيندم حبيبك على ما فعله وسيكون حرا لتعودا لبعضكما".
منتديات ليلاس
" لم أدرك أنه بأمكانك التوصل الى هذا".
وأجابها بسخرية:
" يبدو أن كلا منا قد أكتشف الآخر".
وحدقت ليزا في الظلام تفكر بأنه لولا خبث أديث لربما أنهما الآن بأحسن حال , وسألته:
" لماذا تفعل ذلك يا آدم؟ لا أظن بأنك ترغب بوجودي معك؟".

ووافقها على كلامها قائلا:
" لا بالطبع".

" أذن لماذا تعاقب نفسك لتعاقبني؟".
ونظر بضيق وقال:
" أنه ليس موضوع عقاب ,أنا أفعل ذلك حتى لا أخسر ماء وجهي أمام الناس".
وحاولت تأكيد ما خطر لها قائلة:
" معارفك....".

" قلت لك أنني أرسلت لهم برقية ليحضروا لنا أحتفالا , لا تنسي أنني مسؤول عن كل المعسكر , والأمور لا تسير بهذه السهولة , وأذا وصلت الى المعسكر بدون عروستي التي مضى على زواجي منها أسبوع واحد , أظن أصبح واضحا لك ما يظنون".

وسألته ليزا بتهكم:
" ولماذا يجب أن نمثل لتحافظ على كبريائك؟".
" هل أذكرك أنك أنت بنفسك لجأت لعمل تخريبي لفقدانك كبريائك".
وسألته:
" وماذا عن تحديد الوقت؟".
" خلال ستة أشهر سيتم العمل وكل يذهب في طريقه".

وأجابته ليزا بعد لحظات من الصمت:
" لا أظن أنني قادرة على تنفيذ ذلك".
وأجابها بلهجة معتدلة ونظرات ثاقبة قائلا:
" يجب أن تنفذي ذلك , ليزا حصلت على ما أردت والآن يجب أن تدفعي الثمن".
وكأنه ما من شيء للمناقشة بعد ذلك , أحضر آدم مجلة وبدأ يقرأ , وكانت ليزا تراقبه بيأس.

أذا كان ما فعلته قد سبب الألم له فلم يظهر ذلك , القسوة التي أشتبهت بها عنده والقوة مع الأكتفاء الذاتي كل ذلك بدا واضحا الآن .
منتديات ليلاس
وأرتجفت فجأة لأدراكها بأنها أصبحت في قبضته بلا حول ولا قوة , وأشاحت بوجهها عنه وبدأت تراقب المناظر من نافذة القطار المتحرك متجها الى تلال ناتالي
ولم يتبادلا كلمة واحدة أثناء المساء أو الليل , بينما كان القطار متجها شمالا في طريقه الى جوهانسبرغ.

كان آدم يجلس وقد ألتف في أحدى الزوايا بصمت بعيدا جدا عما حوله حتى أن ليزا تساءلت فيما لو خطرت بباله
كانا يستقلان مقطورة خاصة ولا بد أنه حاول جاهدا ليحصل عليها في مثل هذا القطار المكتظ بالركاب , ولا بد أنه كان يخطط لقضاء الليل معها بطريقة جميلة.

كان مستغرقا في كتابته الى الحد الذي أستطاعت فيه ليزا دراسته بدون أن يراها
وفي حالته التي كان يبدوفيها غريبا لها أكثر من السابق , يا له من تغيير كبير بين تصرفه البارحة واليوم
وتطلعت من النافذة وتساءلت هل من الممكن لها أن تتحمل ستة أشهر مع غريب؟
ولا بد أنه ثمن غال جدا ستدفعه مقابل أنها أرادت تفادي الأحراج في يوم زواج جوناس.


اماريج 09-06-10 08:03 PM

أستيقظت ليزا في الصباح التالي , وكانا تقريبا قد وصلا الى جوهانسبرغ , وقد تسرب النور الى المقطورة وأدركت أن آدم كان مستيقظا ومرتديا ثيابه , وخاب أملها عندما ظنت أنه ربما كان قد نسي حقده وغضبه.

جلس آدم ينظر من النافذة ولم يتطلع اليها على الأطلاق بالرغم من أنه أدرك أنها أستيقظت.
كان من المخطط أن يتسلم آدم سيارة جيب في جوهانسبرغ لأستعمالها في السد في لوفيلد , ترك ليزا في غرفتها في فندق الكارلتون وذهب ليحضر السيارة
الكارلتون تماما كبيفرلي هيلز , كان من أجود الفنادق في جنوب أفريقيا, في الأحوال العادية كانت ليزا ستعجب الى حد كبير بجو الفندق وأثاثه والناس المكتظة في أنحائه
ولكن كل ما كانت تفكر به البرود الذي ساد العلاقة بينها وبين آدم.

وتطلعت ليزا من نافذة غرفتها في الطابق العاشر على منظر المدينة المرعب , السيارات مسرعة عبر الشوارع
والأرصفة مكتظة بالناس المتوجهين الى أعمالهم , والنسوة المتزوجات متوجهات للتسويق , كل ذهب لغرضه.

وخطرت الفكرة لها فجأة أن لآدم الحق في أن ينزعج , فقد كان من الخطأ أن تغريه ليقترح عليها الزواج , ولكنها قررت فيما بين نفسها ألا تخذله أبدا وأن تفعل كل ما في وسعها لنجاح زواجهما.
منتديات ليلاس
فشل الزواج كان عقابا كافيا له , ولكن أن تتظاهر لمدة ستة أشهر في أحدى زوايا لوفيلد الكئيبة فأنه شيء لا يحتمل , يا له من ثمن غال تدفعه مقابل لحظة حماقة.

نظرت الى ساعتها وها قد مضى ساعة كاملة على غياب آدم , ولا بد أنه سيعود حالا وما من وقت كاف لأضاعته , وبدأت تفكر بترك الفندق
فلا بد أنها ستجد عملا وستذهب الى بيوت الشباب وتطلب أقتراحات منهم , والمهم الآن أن تترك هذا الفندق قبل أن يعود آدم ,ولا بد أنه سينسى غضبه في وقت قصير لعدم أيجادها وسترسل له رسالة تخبره بعنوانها ليتصل بها وتطلب منه أن يقوم بأجراءات الطلاق.

وتلاشى شعورها عندما فتحت خزانة الثياب وشعرت بأهمية الوقت ,وفتحت بسرعة حقيبة ثيابها وبدأت تلقي ثيابها في الحقيبة ,وفوجئت بصوت آدم مستندا على الباب بلا أهتمام وقد وضع يده على خصره وقال:
" هكذا أذن يا ليزا".
" أنا.... لم أسمعك عندما دخلت".
" بالطبع لا".

بدأ قلبها يخفق من الخوف , وكذبت عليه قائلة:
" كنت... كنت مشغولة بترتيب حقيبة ثيابي".
لم يصدقها وأجابها بأبتسامة:
"يا لك من طفلة مرتبة".

وشعرت بأنه لم يصدق كلمة مما قالته وخاصة عندما تقدم منها ورفع ذقنها ونظر في عينيها , فقالت:
" آدم , أنا سأتركك".

ورفع حاجبه بتهكم قائلا:
" أحقا ذلك".
وتوجهت الى الباب وقالت:
" سأعلمك بعنواني عندما أحصل عليه".

ووقف بالباب بحيث لا تتمكن من الخروج.
" دعني أخرج آدم".
" لا ليزا".
وأجابته بغضب:
" لا تلعب معي , لعنة الله عليك".

وبحالة يأس وضعت حقيبة ثيابها على الأرض وبدأت تضربه بقبضتها على صدره.
وأمسك برسغها بقوة ووضعها على جانبيها . وسالت الدموع على وجنتيها الحريريتين وقالت:
" آدم , أتركني أرجوك".

وأجابها بأختصار:
" لن أتركك".
" أذا لم تتركني سأصرخ".
" لا أنصحك بذلك".

وفتحت فمها مستعدة للصراخ وقبل أن تتمكن من ذلك كان قد أغلق فمها بيده وما زال ممسكا بذراعها الأخرى .
وأستعادت ليزا نفسها وعضت راحة يده بأسنانها القوية مما دفعه لأن يشهق من الألم , وأذ به يمسك بكتفيها ويهزها بقوة قائلا:
"أنك قطة صغيرة متوحشة".

كانت ترتجف من الغضب وأجابته:
" أنت سببت ذلك لنفسك".

وشحب وجه آدم من الغضب وقال:
" أتساءل ماذا تسببن لنفسك , أقسم لك يا ليزا أنني سأعلمك كيف تتصرفين قبل أن أنتهي منك".
وحدقت به محاولة أثارته قائلة:
" وأذا لم أتعلم؟".

وحملق بها بهدوء , وكان قريبا بحيث كانت تسمع خفقات قلبه وقال:
" ساعلمك ليزا".
وعرفت أنها تلعب بالنار ولكنها لم تمالك نفسها , وأجابته:
" بالقوة ؟ لا أظن أنك تجرؤ على ذلك".
وزمجر قائلا:
" أنت تترجيني لأفعل ".

ومن ثم أبعدها عنه بقوة بحيث أصطدمت بالحائط ووقفت خائفة لا تعرف ماذا تعمل , ولكنه خيب ظنها عندما أستدار وأتجه الى النافذة .
وسرت عندما لاحظت بعض الدم على يده بسبب عضتها .
وعندما تكلم كان صوته خال من كل تعبير , ولم تتمكن ألا أن تعجب به على قوته في السيطرة على نفسه.

" عندما نذهب الى موقع السد لا أريد أيا من هذه السخافات يا سيدة ".
ورفعت نفسها عن الحائط ونفسها لا يزال متسارعا وقالت في محاولة للتحدى لامبالاته:
" ما زلت تريدني أن أجيء معك أذن؟".

" بالطبع".
وهزت كتفيها قائلة:
" يبدو أنه عندي القليل من الخيار , أستعراضك لقوتك كان مقنعا ولكنه من السهل أن تسيطر لأنك تتمتع بالقوة الجسدية".

وشعت عيناه عندما أجابها:
" القوة هو ما يلزمك , هذا الشاب المخنث جوناس تايلر محظوظ لأنك لم تتزوجيه , فلم يكن قادرا على أقناعك يا زوجتي العزيزة".
ورفعت صوتها باكية وأجابته:
" أترك جوناس ولا تقارنه بنفسك ,أنه لطيف وشريف و...".

وأجابها بأبتسامة متهكمة قائلا:
" كل الأشياء التي تثيرك , لا أعلم كيف خدعت نفسك ليزا.....".
" لا.....".
ورفع يده قائلا:
" أنا لست على أستعداد لشجار آخر , ستحصلين على حريتك خلال ستة أشهر , وأذا أردت أن تحاولي تخريب زواج جوناس في هذه الأثناء فعندك موافقتي التامة".
منتديات ليلاس
وأجابته بصوت منخفض:
" ألن تقبل أنني فعلت خطأ ؟".
ولم يعد عندها رغبة في الشجار , وبدأت الدموع تترقرق في عينيها .
" أعترف أنني تصرفت خطأ , ولكنني تصرفت بسرعة وكنت بحالة سيئة....".
" والآن عليك أن تدفعي الثمن".
" لا".

" أنت لست مقامرة شريفة , ألست كذلك يا ليزا؟".
وكان يراقبها بتكاسل.
وقالت :
" كنت مستعدة لأدفع الثمن على طريقتي يا آدم , لقد عاهدت نفسي على أن أكون زوجة وفية , وكنا سننعم بالسعادة".

وأجابها بصوت ساخر:
" يا له من حل مؤثر , أنا آسف يا ليزا , ولكن من الأن فصاعدا عليك أن تنفذي الأمور كما أريد أنا".

.....نهاية الفصل الخامس.....


الجبل الاخضر 10-06-10 03:07 AM

حماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااس ننتظر التكمله

Tiger_m 10-06-10 04:12 AM

روعة كتييييييير يا حلوة تسلم إيدك وناطرين التكملة والله يعطيك ألف عافية يا أماريج

rana_rana 12-06-10 03:54 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اماريج 13-06-10 07:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2338017)
حماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااس ننتظر التكمله

شكرا لمرورك العطرحبيبتي
ولمتابعتك منورة ااااااااااااااااااالرواية
تحيااااااتي لك ياعسولة

اماريج 13-06-10 07:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Tiger_m (المشاركة 2338039)
روعة كتييييييير يا حلوة تسلم إيدك وناطرين التكملة والله يعطيك ألف عافية يا أماريج

الله يعافيك يارب
وشكرااااا لمتابعتك ولمرورك عزيزتي
تحياااااتي لك

اماريج 13-06-10 07:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rana_rana (المشاركة 2340483)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الرواية حبيبتي رنا نورت فيك
شكرا لمتابعتك ولمرورك العطرياحلوة
تحياااااااتي لك


اماريج 13-06-10 07:34 PM

6- أولى خطوات العذاب
.............................
كانت ليزا سعيدة بالصمت السائد بينهما بعد أن تركا جوهانسبرغ في أتجاه الشمال الشرقي, كانت بحاجة للوقت لتستعيد السيطرة على عواطفها المشوشة , وأدركت أنه ما من حل ألا أن تستسلم لرغبة آدم , ولكن ستة أشهر تعتبر وقتاطويلا لتقضيه مع أنسان يكرهها.

كان أزدحام السير يستلزم أنتباه وتركيز آدم , مما سهل عليها أن تتفحصه بدون أن يشعر ,وبدا بقميصه البيج المفتوح الأزرار والأكمام المرفوعة رجلا قويا , وأرتعدت ليزا عندما فكرت بما لرجولته من تأثير عليها , وكان ما قاله لها عن جوناس فيه شيء من الحقيقة , بحيث أهتزت للموضوع , حقا أنها قاتلت آدم وعضته حتى سال الدم منه ولكنها كانت لا تزال تشعر بتأثيره عليها.

ولكن بالطبع كان آدم مخطئا بالنسبة لما قاله عن شعورها أتجاه جوناس , فبالرغم من أنها تجاوبت مع آدم ولكنها لم تحبه كما أنه فقد حبه لها , ولكنها ما زالت تحب جوناس.

وشعرت بمرارة عندما تذكرت كم تعقدت الأمور , فبسبب عصبيتها فقدت الرجل الذي أحبته , وعوضا عن أن تمنح نفسها الوقت الكافي لتفكر بالأمور , أستعجلت وتزوجت رجلا أحبها والآن يكرهها , وأشاحت بنظرها عن آدم , يجب أن تسيطر على أعصابها معه , ويجب ألا تسمح له أن يشعر بتأثيره عليها ,وفي أي حال فلن يحدث هذا مرة أخرى , وما حصل بينهما في غرفة الفندق كان عبارة عن أستعراض عضلات , لا حب ولا عاطفة , وعندما يصلا الى موقع السد ستحل الغربة بينهما ولا يجمعها شيء سوى أشتراكهما بمنزل واحد , بالطبع ستصر على غرفة منفصلة.

وتطلعت من النافذة محاولة الأهتمام بالمناظر الخارجية لتبعد عن تفكيرها الأفكار التي ما زالت تدور في مخيلتها.
منتديات ليلاس
كان الطريق مزدحما بالسيارات في البداية , ولكن الآن بعد أن تركا جوهانسبرغ بدأت حركة السير تخف , وأخذت تراقب الجبال ذات القمم الصفراء دلالة على الذهب المكنوز تحت جوهانسبرغ وفي المدن المجاورة , كانت تعرف تلك الجبال الصفراء , لم تكن المناجم الحقيقية وأنما كانت حيث تلك الحفر الهائلة.

وتركا مناجم الذهب وفوجئت ليزا بالأراضي المنبسطة مع الهضاب البسيطة.

كانا يسيران عبر الأراضي الزراعية وحقول التبغ وحقول دوار الشمس التي تفتحت أزهارها بأتجاه الشمس.

ولفتاة قادمة من منطقة الناتال ومعتادة على حقول السكر الخضراء ستجد أراضي الترانسفال الجنوبية قاحلة ومقفرة جافة.

وبعدها شقا طريقهما عبر مدن مناجم الفحم الحجري في ميدلبرغ وويتبانك السوداء , ففي حين أن مناجم الذهب لونت كل شيء باللون الأصفر , فأن مناجم الفحم الحجري سيبت أسوداد الطبيعة في هذه المناطق , فكل شيء قد غطى بالرماد.


اماريج 13-06-10 07:36 PM

وسارت السيارة عبر ماشا وادروب وبلفاست ومن ثم بدأت تغير الطبيعة .
وعلق آدم بأختصار:
" أننا ندخل منطقة لوفيلد".

وكانت هذه أولى كلمة يتفوه بها آدم منذ أن تركا جوهانسبرغ .
ونظرت اليه ليزا قائلة:
" أحقا؟ هل وصلنا تقريبا".
ولم يستدر اليها وأنما أجابها:
" ما زال هناك بعض المسافة , ولكن الأرض تزداد جمالا الآن".

ونظرت اليه ليزا محدقة بطرف وجهه المسمر وتساءلت فيما لو كان سينتهز فرصة تحسن الجو بينهما ليحدثها الآن ويحاول أصلاح الخلاف بينهما.

ولكنه لم ينطق بأية كلمة أخرى ولم يبد عليه أنه ينوي ذلك , كان مرتاحا وراء عجلة القيادة يقود السيارة بكل ثقة وسهولة , أنه صورة واضحة للرجولة والسلطة , ولم يبد أنه بحاجة للأطمئنان بمحادثة صغيرة.

وفي محاولة منها لتظهر أنها هادئة أشاحت بوجهها مرة أخرى الى النافذة.
وتذكرت مما كانت تعلمته في دروس الجغرافيا أن مناطق جوهانسبرغ تدعى هايفيلد وهذه المنطقة التي تدعى لوفيلد ستكون بيتها لمدة ستة أشهر قادمة.

ودخلا منطقة الوديان التي تمتد بين مناطق جبلية وأخذا بالأرتفاع أعلى فاعلى , وبدا على آدم أنه خبير بهذه الطرقات ويعرف أي جانب من الطريق يجب أن يأخذ , وينحني الى اليمين أو اليسار مما دفعها لأن تحبس أنفاسها أحيانا .

وبدت الوديان مبقعة بمختلف الظلال الخضراء.
وكانت ليزا تراقب المناظر بأعجاب , وأقتربا فجأة من منطقة منحدرات مليئة بنبات الصبارالممتد على مدى النظر , وفجأة أنتهت منطقة الصبار.
منتديات ليلاس
وبعد ذلك كانت مراعي الأبقار ممتدة كسجادة خضراء.
وبالرغم من أن جنوب أفريقيا لم تعرف على أنها منطقة أنهار , ولكنه كان من المألوف أن يرى الأنسان جسرا أقيم على نهر جاف.

ولكن هنا في اللوفيلد السواقي الجميلة المنسابة فوق الصخور تدعو الأنسان للأستراحة.

وفي نيليسبرت توقف آدم لتعبئة السيارة بالبنزين , ودخل الى غرفة الشاي وعاد بالسندويش والعصير , وأقترح عليها تناول السندويش في السيارة , وبالرغم من أن ليزا لم تسأل ألا أنها قدرت أن المسافة لم تعد طويلة , وبدا على آدم الضيق من قيادة السيارة .


اماريج 13-06-10 07:38 PM

ووقفت ليزا تنظر حولها محدقة بأشجار النخيل والشمس الساطعة والنسيم الأستوائي , كل ذلك ذكرها بدوربان الصغيرة ومع ذلك كانت تختلف قليلا.

وغادرا نيليسبرت ,وبدأت أشجار الحمضيات مصطفة على الجانبين .
وعاد الأرتفاع في الطريق وتلاشت أشجار الحمضيات لمجرد دخولهما الغابات.
منتديات ليلاس
وكان الطريق ملتويا ومتعرجا عبر الغابات وأستمر في الأرتفاع مما يدفع المرء أحيانا ليحبس أنفاسه للمناظر تحته , وقمم الجبال المغطاة بالغيوم , ومن ثم بدأت السيارة تنحدر نزولا مع الطريق مرة ثانية عبر الغابات.

وبدأ آدم يقود السيارة ببطء وكأنه يستمتع بالمناظر الممتدة حوله , ولاحظت ليزا أنفراج قسمات وجهه مما جعله يبدو أنسانا أكثر , وبدأت تتذكره عندما تكلم عن اللوفيلد , وبدأت تفهم لماذا أحب هذه المنطقة وأراد أن يبني بيته فيها.

وكأنه كان مدركا لنظراتها , فألتفت اليها وحدق فيها برقة , وأنتظرته بأنفاس متقطعة وبدأ تنفسها يتسارع بدون سبب , وتخيلت أنه على وشك أن يكلمها ويقول لها أنه سيسمح لها أن تنفذ وعدها عندما أقسمت على أن تكون زوجة جيدة , ومن ثم جمدت قسمات وجهه مرة ثانية وأشاح بوجهه مرة ثانية.

وأنتبهت الى التقلص في عضلاته عندما لف أحدى المنعطفات بسرعة غير ضرورية , وعند أحدى النقط العريضة والتي تنفع لمراقبة المناظر منها توقف آدم بالسيارة , وشعرت ليزا بالأمتنان له لأنه سنح لها الفرصة لتشاهد الجبال من تلك النقطة الجميلة , وكانت على وشك التفوه بكلمات الشكر عندما أستدار اليها ورمقها قائلا:
" لقد وصلنا تقريبا يا ليزا".

وأجابته بأبتسامة:
"أن المنطقة جميلة يا آدم".
أجابها برودة بحيث أكد لها أنه لا يهتم لو أعجبها المنظر أو لا قائلا :
" يسرني أنها أعجبتك, ولكنني لم أتوقف لتشاهدي المنظر".

وأنتظرت ليزا بتوتر وقلبها يخفق بسرعة محاولة أن تستفهم عما سيقول بعد ذلك.
" أردت أن أذكرك مرة أخرى بشروط أتفاقنا".
وأجابته ليزا:
" شروطك؟".
فأنهى المناقشة بقوله:
" كما تريدين , وأمام أصدقائي والناس الذين يعملون معي فنحن زوجين محبين , لا أريد أي نرفزة أو أاشارة ,ألا الى أننا زوجين سعيدين".
منتديات ليلاس
وأجابته بحدة:
" كل الشروط لمصلحتك".
أكتفى برفع حاجبه قليلا وقال:
" تحكمي بتصرفاتك يا ليزا , وعندما يحين الوقت سأسهل عليك الحصول على الطلاق".

وعاد الى قيادة السيارة المسافة القصيرة المتبقية الى موقع السد.
كانت مجموعة كبيرة من الناس في أنتظارهم عندما وصلا بالسيارة الى المعسكر وتوقفا بظل شجرة كبيرة.
وبقيت ليزا جالسة بصمت , متوترة في مقعدها , بينما تجمعوا حول السيارة بأبتساماتهم المرحبة بها.


اماريج 13-06-10 07:41 PM

وفتح آدم بابه وبدأ يحيي الجمع , ومن ثم أستدار وفتح بابها وأخذها من يدها وساعدها على الخروج.

وكانت ليزا مستعدة للتغيير بموقف آدم ولذا لم تستغرب عندما وضع يده حولها وقال:
"هذه زوجتي ليزا, عزيزتي , هؤلاء هم أصدقائي".

وشعرت بالتوتر لأستعماله كلمة عزيزتي , ومع ذلك أجبرت نفسها على الأبتسامة عندما بدأ يقدمها لهم , ولم تتذكر الكثير من الأسماء التي ذكرت أمامها , ولكن لا بأس , فستتعرف عليهم عاجلا أم آجلا .

وأنبرى أحدهم , ذو شعر طويل أحمر قائلا:
" يا لك من سريع يا آدم , هل تركته يوقعك في شباكه يا سيدة ستيلنبرغ".
وأبتسم آدم قائلا:
" نادها ليزا ياجون , وأما عن أيقاعها في الشباك لا أعلم عن ليزا".

وأنحنى ليقبل شعرها , ثم تابع:
" ولن يحتاج الأنسان الى وقت طويل ليتخذ قراره عندما يقابل الفتاة المناسبة".
وضحك الجميع , وأجبرت ليزا نفسها للأنضمام اليهم , ولاحظت ليزا أن وجها وحيدا لم يضحك ,وتراجعت بضحكتها لدى ملاحظتها لتلك الفتاة الجذابة ذات الشعر الداكن الطول , وحتى عندما تساءلت في نفسها عمن تكون الفتاة , أستدار آدم اليها وقال:
" يسعدني أن أراك يا تينا , كيف كانت تسير الأمور في غيابي؟".

وأتسعت عيناها مبتسمة لآدم وقالت:
" تصرفت بالأمور بشكل عام , وأنا سعيدة بعودتك".
وخيم الصمت نوعا ما على المجموعة , وتطلع بعض الرجال بنظرات غريبة الى تينا وثم الى ليزا , ولم يستمر الصمت طويلا , وعادوا الى ضحكهم ومحادثاتهم.

ولم يكن هناك من وقت للتوقف في حين أحتمال وجود عقبة جديدة في علاقتها مع آدم , وأثناء سيرهما بأتجاه مجموعة من البيوت بعضها أبنية مرتفعة والبعض الآخر على شكل شاليهات , كان ذراع آدم ما زال ملتفا حول خصرها , بينما حديثه مع من تابع المسير معها بلهجة مرحة , تكاد تكون نسيتها , وتوقف عند أحدى الشاليهات , بدت أكبر بقليل من غيرها.

وقال آدم:
" سأراكم فيما بعد , هل ذكر أحدكم عن أحتفال الليلة؟ يبدو أنه لن يتوجب عليك أن تطبخي اليوم يا عزيزتي".
وقالت ساندي وهي فتاة لطيفة حامل:
" هناك بعض الطعام في المطبخ , تامي بتسي خطر لها أن ليزا ستود أن ترتاح بعد الرحلة".
منتديات ليلاس
ووجه آدم حديثه للفتاة اللطيفة قائلا:
" بالطبع... هل أنت جاهزة يا عزيزتي؟".
وحملها بدون أي جهد , وكانت قريبة جدا له بحيث سمعت خفقات قلبه القوية , وبقيت ليزا تحت تأثير الأحداث مما دفعها لأن تبقى هادئة بدون حراك بين يديه , فبالرغم من أن باب الشاليه كان مغلقا وصوت الناس قد تلاشى , لكنها لم تكن سعيدة نفسيا للسرعة التي تغير فيها تصرف آدم , ووضعها على الأرض وكأنها كيس من المهملات.

ونظرت اليه بضيق , ولاحظت كومة الرسائل التي كانت تنتظر على الطاولة , وبدأ يصفر بأبتهاج وكأنه وحيد في الغرفة.
وسألته ليزا بجدية:
" أين غرفة الحمام ؟ أود أن أغتسل".
وأشار اليها بغموض قائلا:
" هناك, ستجدينه".


اماريج 13-06-10 07:43 PM

" أنا متأكدة أنني سأجده , وأرجوك لا تقلق , فسأحاول أن لا أسألك أكثر مما يجب".
وتجاهل سخريتها وقال:
" عظيم , أنا سعيد بأنه عندك فكرة جيدة".
وتوجهت الى الباب ومن ثم توقفت وسألته:
" هل تظن حقا أنهم خدعوا بالتمثيلية!".
منتديات ليلاس
وأجابها بدون أي أهتمام برأيها:
" أظن ذلك , ليس هناك من داع لكي لا يصدقوا ".
وقالت ليزا بأزدراء :
" ألا تعتقد أن حملك لي فوق عتبة الباب كان مبتذلا ؟ والموقف سخيفا , وهل تتوقع فعلا أن نقوم بالدور بشكل مقنع؟".
كانت ليزا تتساءل كيف يمكنها أن تعتاد على أزدواجية التصرف وتغييره خلال ثوان , ونظر اليها للمرة الأولى قائلا:
" يجب علينا أن نفعل".

وكان ينظر اليها بهدوء وتحذير , فلاقت عيناه عيناها ومن ثم تركت الغرفة بدون أن تنطق بكلمة.
كانت علامات وملاحظات الترحيب موزعة في كل مكان في الشاليه.

ففي غرفة الجلوس والطعام كان هناك عدد من المزهريات مليئة بالأزهار والورود الغريبة , وفي المطبخ دجاجة مطبوخة , وقالب من الكاتو الطازج , بعضه عملته بتسي والبعض الآخر ساندي ... ولا بد أن أحد الرجال قام بدهن البيت , ولكن عندما تذكرت ليزا عينا تينا خطر لها أنه لا يمكن لتلك الفتاة أن تفعل أي شيء لترحب بها.

وفتحت ليزا الباب الوحيد المغلق المتبقي , وتبددت أفكارها ووقفت مشدوهة بباب غرفة النوم محدقة بالسرير العريض وملاءاته المحاكة بألوان متناسبة مع الستائر والسجاد على الأرض.

وقالت لآدم بجد بعد ثوان قليلة:
" لن أنام معك بالسرير نفسه".
ورفع حاجبيه بسخرية وقال:
" وهل تنوين النوم على الأرض؟".
" لا بالتأكيد , سأنام بالسرير وأنت ستنام في مكان آخر".
" هناك سرير واحد , وأنا أيضا مثلك ليس عندي أية نية لأنام على الأرض".

وأجابت ليزا بعصبية:
" لا بد من وجود سرير آخر في هذا المعسكر".
" هناك سرير قديم وضع في المستودع".
ونظر اليها بأستهزاء وتابع:
" وسيبقى هناك".
" أسمع الآن يا آدم....".
منتديات ليلاس
وغاب الأبتهاج عن صوته وبرق عيناه بالتحذير وقال:
" لا , يا زوجتي العزيزة أنت ستسمعين الآن , ألا أذا كنت تنوين النوم على الأرض والحجر يمكن أن يكون باردا- ليس عندك خيار ألا في مشاركتي السرير".

ورفع يده محذرا عندما حاولت الأحتجاج وقال:
" لا , دعيني أتكلم , أنا أعلم مقدما كل الأقتراحات التي ستقترحينها وجوابي على جميعها لا , لن أطلب سريرا ثانيا , والذي لو جلبناه لأضطررنا الى وضعه في غرفة الجلوس , وأنت تعرفين السبب تماما كما أعرفه , هذا مجتمع صغير , أشارة صغيرة الى أننا لا نتشارك سريرا واحدا والجميع سيعرف الحقيقة".


اماريج 13-06-10 07:44 PM

وأبتسم قليلا وتابع:
" أعرف أنه لم يعجبك , ولكن كل ذلك من صنعك".
وصرخت قائلة:
" هذا موقف لا يحتمل".

وحدق بوجنتيها المحمرتين وعينيها الزمردتين المغرورقتين بالدموع والشفاه المرتجفة ومن ثم قال :
" أذهب وسخني الماء يا ليزا , دعينا نأكل شيئا".

ولما أنتهيا من الطعام , خرج آدم ونظفت هي الصحون ومن ثم أستلقت على السرير متعبة ليس من الرحلة بقدر تضارب المشاعر في الأيام القليلة السابقة.

كانت غرفتها هادئة ورطبة , وفي غير هذه الأحوال لشعرت بالسعادة هنا , فالمنطقة جميلة , وزملاء آدم ودودين ألا تينا , ولكنها لن تقلق لسبب تينا , فعلاقتها غريبة الشكل مع آدم تكفيها سببا للقلق!
ستة أشهر بدت فترة طويلة جدا , هل بأمكانها تحملها يا ترى؟
وأغلقت عينيها ونامت لفترة ولما أستيقظت فوجئت بلون أزرق يبهر عينيها , وتساءلت للحظة أين هي؟ وفاجأها آدم معيدا أياها الى الحقيقة بقوله:
" حسنا , لقد أستيقظت , أنهضي يا ليزا".

وأحتجت قائلة:
" لا , أريد أن أرتاح".
وقد أزعجها لهجة الأمر في صوته.
" نمت بما فيه الكفاية وأريدك أن تحضري معي للمشي".
وسألته متعجبة غير مصدقة:
" ماذا؟".

كان آدم قد غير ثياب السفر ووقف مستندا الى الباب مرتديا بذلة صيد بلون البيج أظهرت عضلاته وكتفيه الواسعتين بشكل واضح , وكالعادة بأختفاء مقاومتها له , كان بأمكانه أن يجبرها على أن تفعل ما يريد مما جعلها ترتعد.
منتديات ليلاس
" أود أن أذهب للمشي الى موقع السد وأريدك أن تأتي معي".
ورفعت نفسها مستندة على يدها وقالت:
" لماذا؟ أنت لا تتمتع بصحبتي".
ولم يحاول أن ينكر هذه الحقيقة وأنما قال:
" ليس هذا المقصود , ولكن أنت زوجتي وعروسي الجديدة , وسيبدو الأمر شاذا أذا لم تكوني متحمسة لأكتشاف بيتك ولو كنت غير تواقة لصحبتي".

وأجابته ليزا قائلة:
"أرجو أن يموت هذا الحب الجياش في الفترة الأولى".
ونهضت وبدأت تمشط شعرها وتابعت:
" لا أحد يراقبنا الآن يا آدم , فهل تسمح بالخروج من الغرفة , أود أن أبدل ثيابي".
وأجابها بلامبالاة:
" بالطبع , ولكن تذكري لمجرد خروجنا يجب أن تكوني محبة وعاطفية".


اماريج 13-06-10 07:46 PM

وترك الغرفة بدون أية كلمة أخرى , وحدقت بالباب المغلق متسائلة يا له من موقف صعب أن يحافظا على الموقفين معا , وكم من السهولة أن ترتكب خطأ
وهل هي زر كهربائي يضغط عليه وتكون محبة ولطيفة بين الناس وقاسية ولا مبالية فيما بينهما , كم من الوقت يمكنها الأستمرار في ذلك؟ ولفها آدم بذراعه لدى سيرهما في المعسكر , وكانت ليزا تتطلع متفحصة الشاليهات
ولم تبد الشاليهات مدهونة حديثا كبيت آدم , ولكن جميعها قد تعرشت عليها النباتات مما أعطاها منظرا وألوانا جميلة وشعورا بأن هذه الشاليهات دائمة في حين أنها ربما ستهدم بعد أنتهاء السد.

وأخبرها آدم جوابا على سؤالها:
" أن الشاليهات ستبقى وستسعمل كمهجع صيفي , وهناك معسكرات كثيرة مشابهة لها في مناطق أخرى".
وأدركت ليزا أنه فعلا مركزا للأجازات ولا يمكن أن يكون أفضل من ذلك
مناظر الجبال والغابات الواسعة والأزهار والأشجار الغريبة.
وبعد أن قطعا مسافة قصيرة , تركت ليزا الممر ووقفت على صخرة حيث تتمكن من مشاهدة الوادي بشكل أفضل وموقع السد في بدايته.

كانت الشمس تغيب وراء القمم تشع على بعض المنحدرات في حين أن البعض الآخر غطي بالظلال البنفسجية وفي الوادي يبدو النهر متعرجا.
وبينما كانت تقف وقعت أحدى الأشجار من تحت قدمها الى الوادي , كان آدم قد ترك ذراعها بعد أن تركا منطقة الشاليهات , وعندما شاهد الحجر قال:
" أنتبهي".

ولف ذراعه حول خصرها خشية عليها من الأنزلاق مثل الحجر الى الوادي , وفكرت بنفسها , ولكنه بالتأكيد يتمنى ذلك كحل جيد ليتخلص من زوجته.

وأوضح لها أنه يمسك بها فقط كي لا تقع , ومع ذلك تسارعت دقات قلبها لقربه , وحاولت أن تجيبه بلا مبالاة تناسب لهجته وقالت:
" أنا بخير".
وحاولت الأبتعاد عنه :
" حسنا ".
منتديات ليلاس
ولكنه بالتأكيد لم يتركها , ونظر اليها وقال بعصبية:
" بالله عليك يا ليزا , تصرفي كالكبار , وكفاك حركة , ولن تكوني أول أنسانة تشعر بالدوار على هذا الأرتفاع ,وأذا كنت على وشك الأعتداء عليك فلن أفعل هنا".

وحاولت أن تجيبه , ولكنه أشاح بوجهه عنها وبدأ يحدق بالجبال مرة ثانية , وذكرتها نظرته بأول يوم قابلته في خليج باليتو عندما وقف يراقب البحر.

كانت نظراته مليئة بالحب والقناعة , وشعرت بأنها دخيلة عليه وعلى خصوصياته.
وأدارت رأسها لتخفي الدموع التي تجمعت في عينيها لشعورها بالأسف والحنين , وبالرغم من أن قربه لها سبب لها الأرتباك ألا أنها لم تحاول الأبتعاد عنه.


اماريج 13-06-10 07:48 PM

وشعرت بتنهداته بعد دقيقة بدت لها ساعة طويلة , وأبعدها عن الصخور قائلا:
" تعالي".
وتبعته ليزا .
وجه جون سؤاله الى ليزا :
" ماذا كان أنطباعك؟".

وحاولت أن تجيبه بهدوء ليتناسب مع ردة فعل آدم , وفي نفسها رغبة قوية بأن تصفع يده التي يتلمس شعرها بها , وقال :
"شيق جدا ".
" يجب أن تذهبي الى هناك صباحا عندما يكون الرجال يعملون , عندها ستجدين ما يشوقك , وأستدار الى آدم وقال:
" حسنا يا رجل , وهل وجدت كثيرا من التغييرات ؟".
منتديات ليلاس
وكان آدم ما زال يتلمس شعر ليزا , وأجاب:
" هنا وهناك , ولكن أود أن أرى تقريرا كاملا يا جون".
وأجابه جون:
" تينا عندها تقرير مطبوع".
ولاحظت ليزا أحمرار وجهه عندما ذكر تينا , ونظر اليها وليغطي خطأه أستمر في الكلام قائلا:
"ربما سيمكننا أن نتحدث في المساء , هناك بعض المشاكل , فمثلا يجب أن تفكر بموضوع أخلاء الحيوانات".

وسألت ليزا بأهتمام:
" حيوانات برية ؟".
وشرح لها آدم قائلا:
" نحن قريبون جدا من حديقة كروجر الوطنية".
كان يبتسم وتعبيراته خالية من أي تهكم , وسألته:
" هل هناك أية أسود؟".
" أستبعد ذلك , طبعا نسمع أحيانا عن بقرة قتلها أسد , ولكن لم نسمع بذلك منذ زمن طويل".
وأبتسم متابعا:
" لا ترتعبي يا عزيزتي , لا يوجد شيء من المنطقة".

وقال جون:
" لا , , يجب أن نخليها من المنطقة قبل أن تغرقها المياه".
وأقترح جون على ليزا:
" هذا شيء يمكن أن تودي رؤيته يوما ما".
وأجابت حتى قبل أن يوميء لها آدم بالأيجاب قائلة:
" بالطبع أود رؤية ذلك, فهذا شيء يستحق الرؤية لدى أخلاء الحيوانات لبحيرة من صنع الأنسان".

وسأل آدم :
" وهل ما زال بلاندفورد هنا؟ لم أره اليوم"
" آه , ما زال هنا , ولكنه ذهب الى غراسكوب اليوم".
وتضيقت شفتا آدم عندما قال:
"يا للأسف".
وضحك جون قائلا:
" أنه شاب كسول أحمق , قال أنه يحاول تجميع الآراء , ولكنني أعتقد أنه يضيع الوقت بلا فائدة ,وكان الله في عون نجاح المشروع الذي يتكلم عنه".

" حسنا , سأراكم في الأحتفال الليلة".
وتساءلت ليزا عمن يكون الشاب بلاندفورد , ولماذا بدا على آدم أنه لم يعجبه ,وسألها آدم:
" هل تستطيعين ركوب الحصان؟".
وفوجئت بالسؤال ونظرت اليه وأجابته:
"بعض الشيء ".
" حسنا, سنذهب الى الأسطبل , وسأختار حصانا لك".

وأرتبكت لنظراته وتابع هو قائلا:
" سأذهب أحيانا لركوب الخيل وأود أن تأتي معي , وأعتقد أنه بأمكانك ذلك؟".
وأجابته بمرح:
"بالطبع, وهل هذا جزء من التمثيلية ؟".
فأومأ برأسه , وكانت لهجته حيادية ولا مبالية عندما قال:
" وماذا غير ذلك؟".

فقالت له ليزا:
" لا تهتم بلغتي المنقمة , نعم يا آدم سأركب الخيل معك".
وقادها آدم الى الأسطبل , وكان آدم قد ألتقط بعض الجزر قبل أن يدخل , وأخذت ليزا واحدة منه ,وقدمتها الى الفرس التي ألتقطتها ومضغتها وهي تراقب ليزا بعينين ممتنتين.
منتديات ليلاس
لقد أنتهى العمل اليوم في موقع السد وبقي بعض العمال في تلك الأرض التي تنتظر أغراقها بالمياه , وقدموا لتحية آدم , وسرورهم الطبيعي بقدومه أكد لها أنه قائد بالفطرة , ولم يكن بحاجة للقسوة معهم , وقد بدا واضحا أن رجاله يحبونه ويحترمونه ومستعدون لأطاعة أوامره لأنها عاقلة وعادلة , وليزا العروس التي دفعته للزواج هي الوحيدة التي كان عليها أن تعاني من قسوته.

وسألت ليزا:
" هل هناك الكثير من العمل ليتم أنجازه؟".
كان معظم العمال قد غادروا مركز العمل وأنهى آدم جولته للأطلاع على العمل الذي تم أنجازه أثناء غيابه ,وبدأ برحلة العودة الى المعسكر , وقد بدأ يغيب ضوء النهار , وأجابها آدم:
" ستة أشهر , أذا سار العمل وقفا للجدول ,وأكثر من ذلك أذا كان هناك أي تعطيل".

وأجابته ليزا لأنزعاجها من تهكمه قائلة:
" كان مجرد سؤال , وأذا كنت تفضل ألا أتكلم أخبرني فقط , فأنا لا يزعجني فيما لو لم نتحادث".
وأجابها بسخرية :
" يا للأسف , أن الأمور لم تسر بشكل مختلف فنحن متوازيين بعدة أمور".

وعضت على شفتيها , فأذا لم ارغب أن تكون هي الخاسرة دوما في محادثتها مع آدم , يجب أن تعرف كيف تتصرف مع تعليقاته المتهكمة.

وسار لفترة بصمت , وأنزعاجها منعها من أن تتمتع بالمنظر العام
وفجأة وضع ذراعه حولها وطبع قبلة على شعرها , فحدقت به متسائلة عن سبب التغيير وأذا بها تدرك أنهما قد عادا الى المعسكر.

وحاولت أن تخفي عن آدم خيبة أملها عندما أدركت سبب تصرفه , وتقدم جون منهما ,وبادرهما بالتحية وأبتسامة مخلصة :
" أهلا بالأحبة".
وأدركت ليزا أنه زوج ساندي , وبدا عليه أنه مخدوع كليا بتمثيليتهما , وسألهما:
" هل ذهبتما في نزهة؟".
وكان آدم ما يزال يحيط بخصرها بذراعه وأجاب:
" أصطحبت ليزا الى موقع السد".

وبدأ يتلمس شعرها معبرا عن الحب .
نسيت ليزا كل المرارة عندما بدأت تتلمس ظهر الحيوان وسألت :
" ما أسمها؟".
" النجمة البيضاء ".

وضحكت ليزا بنعومة وهي تنظر الى نجمة الشعر البيضاء بين عيني الفرس وقالت:
" يا له من أسم خال من الخيال , أنها جميلة يا آدم , أنا قلت بأنني سأخرج معك لركوب الخيل , ولكن هل من الممكن أن أخرج لوحدي أيضا أحيانا".

وتردد في جوابه ونظر في وجهها ووجنتيها المحمرتين وعيناها الزمرديتين وقال:
" أذا وعدت بعدم الأبتعاد كثيرا".
فأجابته مدافعة :
" أنت قلت بأنه لا يوجد أسود".
ولم تستطع أن تحدد معنى التعبير في عينيه عندما قال:
" ولكن ربما كان هناك أخطار أخرى".
منتديات ليلاس
فأجابته بسرعة :
" أذا حصل لي مكروه تكون قد تخلصت مني ".
ومما سبب خيبة الأمل كان جوابه قائلا:
" أفضل أن أنهي زواجنا بالطريقة القانونية في محكمة الطلاق".
وتطلعت اليه ليزا قائلة:
" أنك تتلذذ بأن تكون بغيضا ؟ ولا يهمك أنني أكرهك ؟ أي نوع أنت يا آدم؟".

وأكد لها بهدوء وأخذ بيدها وخرج من الأسطبل حتى لا يفسح المجال للجواب قائلا:
" أنسان عادي".
وتبعته بدون أحتجاج مأخوذة بكلامه , وكان حديثهما خفيا , وهل كانت تتخيل ما لم يعنيه آدم؟

نهاية الفصل السادس


اماريج 13-06-10 07:50 PM

7- الضحكة الولادية
......................
كان غروب الشمس في اللوفيلد جميلا , لم تبق أشعة الشمس بلونها الأحمر لفترة طويلة , وبالتالي فالغسق لم يستغرق فترة طويلة , وعندما ذهب آدم وليزا لينضما الى المجموعة حول النار , كانت السماء مليئة بالنجوم , وكأنها سجادة منقوشة , ولا يمكن أن ترى النجوم منبعثة بهذه الطريقة ألا في المناطق النائية البعيدة حيث لا توجد أضواء الشوارع.

وبدأ الجو يميل الى البرودة وشعرت ليزا بالسرور لأنها جلبت معها سترتها الصوفية , حيث أنها أعتادت على الدفء الدائم في دوربان ,ولذا شعرت بالبرد أكثر من الآخرين , كان الجميع مندمجين بالمحادثات حول النار , وأنتشرت رائحة اللحم المشوي على الفحم , وكانت نقاط الدهن التي تقع على النار تسبب أصوات الأزيز والهسهسة , كان عدد الرجال في المجموعة طاغيا لأن معظم العاملين في السد غير متزوجين , وهناك عدد قليل من النساء أيضا , وتينا السمراء الجميلة كانت ترتدي بنطالا أحمر وكنزة صوفية أظهرا تقاطيع جسمها وأبتسمت بخبث لليزا وبعدها وضعت يدها على ذراع آدم قائلة له ومستثنية ليزا من الحديث كليا :
" لقد تركت لك مكانا بجانب النار , هناك الكثير لنتحدث عنه يا آدم".

وأبتسم لها آدم مجيبا:
" هذا لطف منك يا تينا".
وقبل أن يترك ليزا سألها وعلى وجهه علائم الأهتمام قائلا:
" هل ستكونين بخير يا عزيزتي؟".
" بالطبع يا عزيزي".

وأستعملت ليزا كلمة عزيزي لأزعاج تينا أكثر من أرضاء آدم , على أنها تقوم بدورها بشكل جيد فبالطبع السكرتيرة المحنكة يسعدها أزعاج ليزا , وقررت ليزا أن تكشيرة قد تساعد في تعزيز موقفها.
منتديات ليلاس
وحتى لو لاحظ آدم التوتر بين زوجته وتينا فقد تظاهر بأنه لم يلاحظ , وبعد أن تأكد من أن ليزا بخير وأنها بين أصدقائه غادر مع تينا وغابا في الظلال وأقتربت ساندي الحامل من ليزا قائلة:
" هل جربت الكباب يا ليزا؟".
وكانت أبتسامة ساندي محرجة بحيث عكست أنها رأت ما حدث مع تينا وأرتبكت بسببه.
"ما زلت أحاول أنهاء هذه القطعة الضخمة".
" ولكن يجب أن تجربي الكباب أيضا , فقد صنعتها بتسي بنفسها".

ومن ثم أستدارت ساندي لتقدم تاتي بتسي الى السيدة ستيلبرغ قائلة:
" هل قابلت السيدة ستيلنبرغ؟".
وتقدمت سيدة بدينة تحيي ليزا بيد قوية , وقالت:
" كنت في غراسكوب عندما وصلت ستيلنبرغ".
وأحبت ليزا المرأة وأبتسمت وقالت:
" نادني ليزا , لقد أخبرني آدم كل شيء عنك يا تاتي باتسي ".


اماريج 13-06-10 07:52 PM

وبدا السرور على تاتي وهي تقول :
" أحقا ذلك؟".
" أعرف أنك تطهين محل الطعام لغير المتزوجين , وأن طبخك جيد جدا ولذيذ".
" أنتظري حتى تتذوقي الحلويات , كلهم يحبونها ما عدا تينا لأنها تعتقد أنها ستخرب جسمها وموديلها , وأنا رأيي بأنها نحيلة بعض الشيء".
وقالت ليزا:
" جسمها متناسق جدا".

" الرجال لا يحبون العصى , كان زوجي المرحوم جان يقول:
" بتسي أحب جسمك كما هو , هناك شيء يمكن لمسه غير مجرد عظام ولد , أنت نحيلة يا ليزا , ولكن جسمك متناسق".
وأقتربت تاتي بتسي من ليزا وقالت هامسة:
" أنا سعيدة أنك تزوجت آدم كلنا سعداء ما عدا تينا , كانت تنوي أن تتزوجه هي وكم أصيبت بخيبة أمل عندما وصلت البرقية من آدم".
وبدا الأرتباك على ساندي وقالت:
" أوه , تاتي بتسي , لا أظن أن آدم يسر لو سمع ما تقولينه".

وشعت عيناها في ضوء النار وقالت:
" أنا لا أتكلم عن آدم ,وليزا لن تخبر أحدا بما قلته لها , من حذر بركانه مسبقا سلم كما يقولون".
وقالت ليزا بصراحة :
" شكرا على تحذيرك , ولكن لا تقلقي علي يا تاتي بتسي , فأنا أستطيع أن أنتبه لنفسي , هل ستعطيني المقادير لتحضير التورتة يوما يوما؟".

" سأفعل ما هو أفضل من ذلك , سأريك كيف تحضرينها , صحنك فارغ , أذهبي وضعي بعض الكباب , وأنت يا ساندي أظن أن جون بحاجة لبعض الكتفة".
وكانت ليزا تتناول قطع اللحم المشوي المليء بالدهن الذي غطى أصابعها عندما سمعت صوتا يقول:
" لا أظن أننا تعرفنا يا سيدة ستيلنبرغ , أنا سايمون بلاندفورد".
وبادرته ليزا بقولها:
" كيف حالك ؟ أنا..........".
منتديات ليلاس
وغابت الكلمات من حلقها وأتسعت عيناها لرؤية سايمون الذي كان يشعل غليونه , ويغطي الكبريت بيده الثانية من الهواء.
وأجابها بصوت لطيف:
" ما بك , هل هناك ما يزعجك؟".
وحاولت ليزا جاهدة المحافظة على هدوء صوتها , فلم تستطع أخباره أن ضوء الكبريت أراها صورة مزدوجة عن جوناس تايلر , وقالت:
" لا.... بالطبع لا , أنا.... شعرت بالبرد بعض الشيء".
" أنت ترتجفين , أقتربي من النار".

الأهتمام اللطيف نفسه , الجسم النحيل ذاته , تقاطيع الوجه الحساسة , الضحكة الولادية , كل شيء بدا وكأنه جوناس , وشعرت ليزا بالألم والحزن.
كانت ساندي تتحدث مع جون وتاتي بتسي ولاحظت أن هناك من يتكلم مع ليزا , لذا شعرت بالحرية لأن تتركها قليلا لتذهب وتجدد السلطات.

اماريج 13-06-10 07:55 PM

وبقيت ليزا وحيدة مع سايمون بلاندفود , وبالتدريج تلاشى الرجفان , بفضل دفء النار وشخصية سايمون.
لم يشبه جوناس فقط ولكن هناك ما هو مريح بشخصيته , وكان لطيفا مما أعاد الهدوء الى عواطف ليزا المضطربة .
وبينما كانا يتناولان الكباب كانا يتكلمان بشكل طبيعي عن أهتمامهما في الرقص والقراءة والموسيقى.

ولم تستغرب ليزا أن سايمون بلاندفورد يحب بناء الأشكال لأنها كانت تلك هواية جوناس أيضا , وشعرت بالألم لما تذكرت سبب شجارهما الأخير ومن ثم أستفاقت على كلام سايمون يقول لها:
" هل تعرفين , أنا أشعر أنني أعرفك لزمن طويل".
وشعرت بالأرتياح لضحكته الولادية الدافئة , وضحكت بغموض وأجابت:
" ربما أنك تعرفني بطريقة معينة".
وفي محاولة لتغيير الحديث , سألته:
"وما هو عملك يا سيد بلاندفورد؟".

وأبتسم قائلا:
" ناديني سايمون , أرجوك أنا لست من الموظفين, سأسافر خلال شهر أو شهرين الى كيب تاون لأترأس مشروعا مشابها".
وتذكرت ليزا أنه لذلك تمنى جون أن يكون الله في عونه عندما يترأسه سايمون , وشعرت بالأنزعاج من جون.
وتابع سايمون:
" في الحقيقة , أنا أتيت الى هنا لأطلع على الأمور وأراقب الأحداث , زوجك أجود من قاد هذه المشاريع".

وأجابته ليزا بقسوة غير مقصودة ولكن سايمون بلاندفورد لاحظ التغيير في لهجتها وهي تقول:
" أظن ذلك , نوعا ما".
ومن ثم تذكرت أن الثرثرة تنتشر بسرعة في مجتمع كهذا , فأضافت :
" كان وقت آدم ضيق جدا قبل أن يعود الى العمل وكلانا كنا نعرف ما نريد".
وقال سايمون:
" آدم ستيلنبرغ ليس غبيا".

ونظر اليها بعينين صريحتين مما دفع وجنتيها للأحمرار , وقال:
" هل تأتين معي في نزهة في السيارة يوما ما يا ليزا".
وضحكت ليزا قائلة:
" أنت سريع يا ايمون بلاندفورد".
ولم تستطع أخباره بأن الدعوة مغرية.

وأبتسم ببراءة مصطنعة قائلا:
"هل تظنين ذلك حقا".
" أنا أمرأة متزوجة".
منتديات ليلاس
ونظر اليها وكذب قائلا:
" أنا لم أقترح موعدا غراميا , ولكن آدم مشغول دائما ,وسيكون عندك الكثير من وقت الفراغ وكذلك أنا".
وترددت ليزا فالعلاقة كانت تتطور بسرعة غير معقولة , وقالت:
" نعم , ولكن....".

" ليس هناك من خطأ في علاقة ودية , ولا أعتقد أن آدم سيمانع ,وفي أي حال....".
وهنا تغير وجهه عندما تابع:
" سيكون آدم معظم الوقت من كل يوم مع تينا".
أجابته ليزا أجابة لاذعة:
" للضرورة , ولا داعي للتعليقات اللاذعة , لا أعرف يا سايمون ....".
وأبتسم لها بلطف , وقال:
" أنا لا أجبرك , ولكنك ستفكرين بالموضوع".

وفكرت ليزا أنه من الصعوب بمكان أن ترفض له أي شيء , وتساءلت لماذا لم يحبه آدم , وقالت برقة:
" يجب أن أسأل آدم رأيه".
وأرتجفت ليزا لدى سماعها صوت آدم المألوف يسألها:
" وماذا سيقول آدم؟".

وأستدارت حولها بشعور من الذنب لا مبرر له , وكان من السهل جدا أن تسأله بشكل بسيط وتنتظر جوابه ,وما المانع من صداقة بريئة .ولكن الصمت طال أكثر مما يجب , وبالنتيجة فالسؤال لو سئل لأوحى بمعنى آخر.


اماريج 13-06-10 07:57 PM

فأبتسمت ليزا وقالت:
" ما من شيء مهم".
وشعرت بالجفاف في حلقها , يا للغرابة مجرد وجود آدم يسبب لها التوتر , وكذلك بدا الجو متوترا بينهم.

وقال آدم مؤكدا على كلمتي زوجتي منقلا نظراته المسافرة بين الأثنين:
" يبدو أنك وطدت الصداقة مع زوجتي".

وأدركت ليزا أن آدم لم يفته التشابه بين سايمون وجوناس , وأجابته قائلة:
" لقد صاحبت الكثيرين اليوم , لأنني كنت وحدي عندما ذهبت مع تينا".
" يبدو عليك أنك تشعرين بالوحدة يا عزيزتي , يجب أن أصلح ذلك".
وشدها اليه ليظهر أمام الجميع أنها زوجته ,وقال:
" أعتقد أن الجميع سيفهمون أذا أعتذرنا لهم الآن ,وستعذرنا يا بلاندفورد!".
وتمتم سايمون مشيحا نظره عن آدم:
" بالطبع".
منتديات ليلاس
وفكرت ليزا أنه لم تبد عليه الثقة بالنفس ذاتها , ولا عجب في ذلك فهو أصغر سنا من آدم , وليس أستبداديا كآدم , ولا يتحلى بالثقة بالنفس ذاتها , فمن الظلم أن يطلب منه أن يحافظ على توازنه في مثل هذه الظروف.
وأحتجت ليزا:
" لا أظن بأننا يجب أن نذهب الآن".

فبالطبع لم يذهبا الى البيت ليستمر جو السرور بينهما , وأنما كان جزءا من التمثيلية وتمنت لو تبقى بصحبة بقية المجموعة قدر المستطاع لتبعد اللحظة التي سينفردان فيها معا في الشاليه حيث يتخليان عن التظاهر بعواطفهما كمن يخلع زوجا من الكفوف.
" لا نريد أن نكون جفلين".
وأبتسم قائلا:
" لسنا جفلين وأنما محبين".

وكان الضوء خافتا بحيث لم تستطع معرفة التعبير في عينيه , ولكنها لم تظن للحظة أنه تعبير لطيف.
وقاما بتحية المجموعة وقد أحاطها بذراعه وغادرا بأتجاه الشاليه.
وبمجرد أن أغلقا الباب خلفهما أبتعد عنها آدم , وكانت مستعدة للتغيير المفاجىء في تصرفه , ولحقت به الى غرفة النوم وأخذت تراقبه وهو يبدل ثيابه ها هو , قد أختفى المحب وحل محله الأستبدادي , حتى طريقته في تبديل ثيابه ,وأذا كان مدركا لمراقبتها له , فلم يظهر ذلك على الأطلاق.

لم يكن من المحتمل أن تشاركه سرير واحد لمدة ستة أشهر , ولكنه شرح لها أن الأمور ستسير هكذا , وأصبحت تعرف الآن أنه مجرد عزمه على شيء , يقوم بتنفيذه , والستة أشهر ستأخذ مجراها ولكن هناك ما تريد توضيحه معه فقالت:
" آدم , أريد أن أتكلم معك".

كان صوتها حازما بالرغم من أنها شعرت بضعف ركبتيها , وتسارع في نبضها.
وأستدار اليها بتكاسل وكأنه أدرك في هذه اللحظة فقط أنها موجودة في الغرفة وقال:
" نعم".
فتابعت قائلة:
" الواقع يتطلب منا أن نتشارك بسرير واحد ,وليس أمامي من خيار , ولكنني أصر على أن تترك االغرفة عندما أريد أن أغير ثيابي , وليس هناك من حاجة لأن أقول لك بأنك لن تلمسني".

ورفع حاجبيه وقال:
" أحقا؟ أتفرضين الشروط؟".
وتطلع اليها بتهكم وقال :
" أنت فقدت ذلك الحق في اليوم الذي تزوجتك فيه".
كلماته غير المتوقعة أشعرتها بالأختناق , فلم تسيطر على الموقف , والأمور تتغير ,وشعت عيناه وقال:
" ليس بهذه الطريقة".
منتديات ليلاس
" ولكن .... آدم أنت لا تحبني , لم تعد تحبني".
وأبتسم مجيبا :
" لا تخلطي الحب بالحاجات الجسدية , فلا علاقة لواحد بالآخر".
وشعرت بالشلل في ركبتيها وقالت:
": بالنسبة الي فهما واحد".

" أنا لا أوافقك , فأنا أعرف أنني لا أهمك بشيء يا زوجتي العزيزة , ولكنك ما زلت تتجاوبين معي".
وأقترب منها وتابع:
" لا تضحكي على نفسك يا ليزا".
ةأجابته بصوت عال ويائس قائلة:
" لا تقترب مني , لا أصدق أنك تريد لمسي وأنت تكرهني ".

وحاولت أثارته بقولها:
" عندك تينا .... وماذا عنها؟".
وتغير التعبير في وجهه وأبتسم وقال:
" وماذا يعني ذلك؟ هناك متعة في الأرقام ألا تعرفين ذلك؟".

وقالت له مختنقة بكلماتها:
" أنت حقير".
" ليس أكثر منك يا عزيزتي".
وأقترب منها أكثر.


rana_rana 14-06-10 12:04 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .رواية جميلة تسلمى على مجهودك

اماريج 15-06-10 12:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rana_rana (المشاركة 2342300)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .رواية جميلة تسلمى على مجهودك

رنا الله يسلمك ياعزيزتي
الرواية منورة بوجودك ياعسل وشكرا لمتابعتك
ولتعليقك الشيق نورتي
:flowers2:
دمتي بود

اماريج 15-06-10 12:20 AM

فقالت مهددة:
" لا يا آدم , أنا سوف....".
وتلاشى تهديدها عندما عانقها .
وحاولت الأبتعاد عنه وقالت بمرارة:
" أنا أكرهك".
وشعت الدموع في عينيها وقالت:
"أنا أكرهك يا آدم ستيلنبرغ".

كانت الشمس قد أشرقت عندما أستيقظت ليزا ,وتطلعت حولها في الغرفة ولم ترى ثياب آدم التي رماها على الأرض في الليلة السابقة , وحتى ثيابها كانت معلقة على الكرسي , وشعرت بالأرتياح لأن ذلك يعني أنه غادر الشاليه , فليس من المحتمل أن تستيقظ وآدم بجانبها.

وكان قد مضى عليهما عشرة أيام في اللوفيلد ولكنها لم تعتد على تصرفاته أتجاهها وتحكمه بعواطفها من لحظة الى أخرى وضعفها أمامه.

وشعرت بالكراهية لنفسها أكثر من كرهها له , وعاهدت نفسها على أنها لن تضعف أمامه مرة ثانية.

في يوم زواجها من آدم وعندما أدركت أنه يمكنها التجاوب مع أنسان آخر , عاهدت نفسها على أن تكون زوجة جيدة , وظنت عندها أنها ستحبه مع الزمن , ولكن وعدها لنفسها لم يتحقق بعد أن كشفت أديث السر وبالتالي رفض آدم تفهم موقفها اليائس الذي دفعها للزواج.

وكذلك الآن ربما أنها كانت تستلطفه يوما ولكنها الآن فقدت كل مشاعرها نحوه ولم يعد هناك غير الكراهية .

تحمل الحياة مع رجل يغير موقفه وكأنه يغير قميصه كان شيئا صعب التحمل , وأما وأن تتقبل كونها لعبة بين يديه عندما يريدها فهذا شيء لا يطاق , وبطريقة ما يجب أن تهرب من هذا الموقف الذي خلقته بحماقتها.
وذهبت الى المطبخ لتحضر لنفسها فنجانا من الشاي ومن ثم أدارت الماء في الحمام.
منتديات ليلاس
ولا يمكن لها أن تنكر بأنه يؤثر عليها ويربكها حتى أكثر مما يمكنها الأعتراف به أو حتى تتجرأ أن تعترف به ولو لنفسها.
وهل كانت مجنونة لتسمح لمثل هذا الرجل الذي لم يخفي حقيقة أنه يعاملها كدمية بيده أن يؤثر عليها .

أنه جنون ويجب أن تجد طريقة لتحطم ذلك , يجب أن تجد طريقة لتحتفظ بنفسها بعيدا عن مطلبه.

وقالت لنفسها بينما كانت تستحم:
" ليس أمرا سهلا ,ولكن يجب فعل ذلك".
وبعد أن أرتدت ثيابها وقامت بتنظيف المنزل , لم يكن هناك الكثير مما تفعله ففتحت باب الشاليه , وكانت الشمس مشرقة والسماء زرقاء وتمنت لو أنها تخرج للمشي.


اماريج 15-06-10 12:25 AM

كانت تحب المشي هي وجوناس , وشعرت بوخزة من الألم لذكرى الساعات التي قضتها في المشي على رمال دوربان مع جوناس , وحاولت أن توقف دموعها , كان حلما جميلا ولكن يجب نسيانه تماما كما ستحاول نسيان كابوس الستة أشهر هذه والتي ولا بد أنها ستنتهي وكان مجرد أنها يجب أن تشغل نفسها حاليا.

وتركت الشاليه وتمشت في المعسكر الى أن وصلت الى المكتب , ودخلت اليه حيث كانت تينا تجلس الى مكتبها وكانت ليزا قد نسيت تعابير تينا حين دخلت المكتب ورأتها بنظراتها غير المرجية والمحبة للأستطلاع, وشعرت بالضيق لحماقتها التي ساقتها الى هنا , ولكنها لن ترضي الفتاة الأخرى بأن تدعها تكتشف ترددها.

وبعد تحية مقتضبة قالت تينا:
" آدم في موقع السد".
وبدت عليها علامات الرضى لتفوقها بمعرفة تحركاته على زوجته , وأبتسمت ليزا محاولة أبداء الثقة بالنفس وقالت:
" بالطبع".

ونظرت الى الآلة الكاتبة وكومة الأوراق على مقعد الفتاة وقالت:
" ليس هناك ما يشغلني فكنت أتساءل عما أذا كان يمكنني تقديم المساعدة له".
وأتسعت عينا تينا ونظرت اليها ببرود وأجابت:
" ليس هناك من ضرورة".

ولعدم رغبتها بالخروج من المكتب خائبة أتجهت الى المكتب الذي أفترضت أنه ولا بد مكتب آدم , وتفحصت الرسومات عليه.
وحذّرتها تينا بحدة:
" من الأفضل لك أن تتركي هذه الأوراق وشأنها".
وأجابتها ليزا ببرود مؤكدة على كلمة (زوجي) وقالت:
" كنت أتطلع على أوراق زوجي".

وقالت تينا بخبث:
" لو كنت تعرفين آدم لكنت عرفت أنه يكره أن يعبث أحد بأوراقه , ولكن لا بد أنك لا تعرفينه جيدا أليس كذلك؟".
وأحتبست ليزا أنفاسها وقبل أن تجيب تابعت تينا قائلة:
" لقد مررتما بزوبعة غزل".
منتديات ليلاس
وأجابتها ليزا بثقة:
" كلانا عرفنا ما نريد".
وبدا لها أنها رددت كلماتها عدة مرات في الأيام العشرة الماضية , وقالت تينا بلهجة غير المصدق وضحكت:
" أحقا؟ أن رأيي أن الرجل مأخوذ بعودته لوطنه ليس بحالة تمكنه يعرف ما يريد , ولذلك فأول فتاة ترتدي له المايوه البيكيني تورطه بزواج , هكذا سارت الأمور أليس كذلك؟ أنا متأكدة أن كلاكما تحاولان التمثيل , ولكن كما ترين يا ليزا , أنا أعرف حقيقة آدم".

وأبتسمت أبتسامة بمعنى.
" أنا أعرفه تماما ولفترة طويلة ولم أخدع".
وحاولت ليزا السيطرة على أعصابها وقالت:
" سيغضب آدم عندما يعرف كيف تتكلمين معي".
وأجابتها بسخرية :
" أحقا ما تعنين , حقا أنت غاضبة ربما لأنني أقتربت كثيرا من الحقيقة , بالأضافة الى أن آدم لن يصدق كلمة من هذا حتى ولو أخبرته لن يصدق ذلك عني يا ليزا".


اماريج 15-06-10 12:26 AM

وأبتسمت تينا مرة ثانية لتعبر عن العلاقة الخاصة بينهما.
وأنفجرت ليزا غاضبة:
" أنت كلبة حقيرة".

وأجابتها تينا بغضب متبادر بدلا عن الخبث قائلة:
" أنصحك بألا تشتميني هكذا وعندي لك نصيحة أخرى , أنك لن تسعدي هنا يا سيدة ستيلنبرغ ليس بعد حياتك الصاخبة في المدينة ,لماذا لا تتوقفين الآن؟".

وقالت ليزا بنعومة:
" لا بد أنك أردت آدم الى درجة كبيرة".
وأنطبعت المرارة على وجه تينا الجميل بشكل مؤقت ولكنها أستعادت تحكمها بنفسها وقالت:
" آدم سيبقى لي بطريقتي ".

وأبتسمت بخبث وتابعت:
" أنا قلقة عليك يا ليزا , لماذا لا تستدركين نفسك وتهربين الآن قبل أن تتورطي في الزواج أكثر".
وأجابت ليزا وهي تتوجه الى الباب:
"لأنني لم أختر ذلك".
ووقفت عند الباب وتابعت:
" أنا لست بحاجة لنصائحك يا تينا , فأنا قادرة على أن أتخذ قراراتي بنفسي".

وكانت ترتجف عندما أتجهت الى الأسطبل بسبب شجارها مع تينا وشعرت بحاجة لما يبعد تفكيرها عما حدث.

وكانت قد خرجت في الأسبوع الماضي لركوب الخيل عدة مرات مع آدم , ولكنه لم يسبق لها أن أخذت النجمة البيضاء لوحدها.
وأبتسم لها المسؤول عن الأسطبل , كان الأسطبل رطبا ومليئا برائحة الأحصنة والشعير , وأنتظرت بالباب الى أن حّضر لها الفرس , وساعدها على أمتطائها وقال:
" لا تذهبي بعيدا".

وتركت المعسكر ممتطية حصانها تعبر الممرات المغطاة بالشجر المثمر وغير المثمر مبتعدة عن الأغصان التي تعترض طريقها , وشعرت وكأنها في طريقها للهرب ,وكان طرف الممر مغطى بالورود البيضاء والصفراء والبنفسجية.

ولكنها لم تنتبه لكل ذلك , وأنما كانت تفكر بكلام تينا بمرارة , لقد كانت تينا على حق فهي لا يمكن لها أن تسعد يوما مع آدم , يجب أن تنهي الموضوع وتهرب , ولكنه لن يدعها تفعل ذلك , وأبتسمت بمرارة عندما فكرت بالفتاة الأخرى وأستنتاجاتها لو يعرف آدم بأن شخصا واحدا على الأقل يعرف ما وراء التمثيلية أو أنه أخبر تينا؟
لم ينكر أن هناك علاقة بينهما , وكما يبدو أنه كان ينوي الزواج من تينا الى أن قابل ليزا مرة ثانية.
منتديات ليلاس
وكان من الواضح أن علاقتهما حميمة وكلاهما أراد لتلك العلاقة الأستمرار , وخلال ستة أشهر عندما ينهي زواجه من ليزا سيكون حرا ليتزوج الفتاة التي أحبها طوال الوقت , وتساءلت ليزا فيما بينها لماذا تنزعج من الفكرة , وأصبح الممر الذي تسير فيه منحدرا بشكل قوي وتطلب كل أنتباهها , ووصلت الى نقطة تقاطعت فيها الساقية مع الممر , وكان أنحدار الماء الآن أقوى والساقية أعرض بكثير مما كانت عليه في بداية المنحدر , وترددت ليزا في المتابعة ولكن الفرس بدت واثقة من نفسها , وكادت تقطع الساقية عندما وضعت الفرس حافرها على حجر صغير أملس متحرك , ولو كانت ليزا خبيرة أكثر لأحتفظت بمكانها على ظهر الحصان ,ولكنها لم تتوقع مثل هذا وتزحلقت من فوق رأس الحصان ,ووقعت في الماء.

وبعد لحظات أستدركت ما حصل وتطلعت حولها لأنها توقعت أن تكون النجمة البيضاء قد أصيبت بجروح وكيف ستجد المساعدة.
وكانت الفرس واقفة تشرب الماء , ولما تأكدت من أن الفرس بخير , بدأت تتحسس آلام يدها ورأسها حيث ضرب بصخرة لم تكن آلامها سيئة ولكن السقوط بعد كل ما سبقه من أحداث جعلها تشعر بالتعاسة , وجلست على الصخرة , وأسندت رأسها بين يديها وبدأت تبكي:
" ليزا هل أنت بخير؟".

ورفعت رأسها ونظرت الى الرجل الذي كان منحنيا فوقها , وقد بدا عليه الأهتمام ووضع ذراعه حولها وسألها:
" ماذا حدث؟".
وضحكت ليزا قائلة:
"أوه , سايمون , أنا سعيدة برؤيتك , وقعت عن حصاني".
" آلمت نفسك".


اماريج 15-06-10 12:28 AM

ولمس ذراعها حيث تبدو الرضة.
وأجابته بثبات أكثر:
" أنها ليست سيئة كما تبدو".
وشعرت بتحسن لوجود سايمون بلاندفورد:
" ولكنك كنت تبكين".
منتديات ليلاس
وأبتسمت مجيبة:
" كنت أشعر بالحزن على نفسي".
وفي ضوء النهار لم يكن يشبه جوناس تماما كما بدا لها في تلك الأمسية , فعينا جوناس كانتا بلون العسل في حين أن سايمون عيناه رماديتان , وكان أطول بقليل من جوناس وأصغر بعام أو عامين , ربما بعمره , ولكن التشابه الأساسي موجود.

لطف المعاملة نفسه , الضحكة الولادية نفسها , وقميصه الأزرق الباهت الذي أكد نحافة جسمه ,ولم تكن الشمس قد لوحته كآدم وتساءلت لماذا وهو يعيش بالظروف نفسها.

وأسند كتفيها بيده ووضع يده على يدها ليطمئنها وسألها مرة ثانية:
" ماذا حدث؟".
ونظر الى الحصان الذي كان يشرب من الساقية وقال:
" كيف يتركك زوجك تمتطين حصانا كهذا".
وأحتجت قائلة:
" النجمة البيضاء لطيفة جدا".

وشعرت بالأرتياح لأن أحدهم أهتم بها.
ونظر سايمون في عينيها وقال:
"ولكنها أوقعتك".
وأجبرت ليزا نفسها على الضحك وشعرت بالأرتباك لكونها أرتاحت لقرب سايمون وكأنه جوناس بالضبط وقالت:
" أنا وقعت , لقد تعثرت الفرس وأنا وقعت من فوق رأسها , هذا مضحك أليس كذلك؟".

" لا , ولكن ماذا كنت تفعلين هنا في الغابة لوحدك؟".
وبدت عليه الجدية ,وتابع:
" بالتأكيد آدم لم يعطك موافقته؟".
" آدم لا يعرف أين أنا".
ولاحظت تغيير التعبير في عينيه وحدق بها للحظة بصمت ومن ثم ضمها اليه أكثر وقال:
" لماذا تزوجته يا ليزا؟".
وأبتسمت مجيبة:
" يا له من سؤال غريب تسأله لعروس , لأنني من المفروض أنني أحبه".

وبدت الصدمة على سايمون وأحمر وجهه وقال:
" أنا لا أصدقك , ولكن أنا آسف يا ليزا , لم يكن عندي حق بأن أقول لك ذلك , ولكنك لست سعيدة معه".
وبدون تفكير أجابته قائلة:
" وهل هذا واضح؟".
وفكرت بغضب آدم لو سمع أعترافها وتابعت:
"أنت على حق يا سايمون ,ولكن أرجو أن لا تذكر ذلك لأحد".

وحدق بوجهها وقال:
" ولكنك لم تنكري ذلك , ونوعا ما أنت أعترفت بذلك , على ما يبدو أنك مخلصة لآدم , هل له عليك من ممسك".
وأطرقت نظرها لكي لا يقرأ التعبير في عينيها لأنها أهتزت لصحة حدسه.
" هناك شيء خطأ في زواجكما , وأنا أعرف أنك لو كنت زوجتي لما سمحت لك بأمتطاء الخيل لوحدك".

وتمتمت بتردد:
" ولكنني قلت لك أنني لم أطلب أذن آدم".
وبدا الأرتباك في صوته عندما قال:
" ربما لا , ولكن ماذا عن تينا؟ هل تعرفين أننا كلنا كنا نتوقع أن يتزوجها آدم؟".
" لقد أدركت ذلك".
وقال لها:
" ما زالت علاقتهما قائمة".

وصمت ومن ثم تابع بصوت أجش:
" أعرف أنني يجب ألا أذكر شيئا من هذا, أنا أعرف.... ولكن لم أستطع أن أحتفظ بالصمت , هل تذكرين يوم ألتقينا لأول مرة وقلت لك بأنني أحسست وكأنني أعرفك لفترة طويلة ,والآن.... لك عندي معزة خاصة , يا ليتني ... يا ليتني قابلتك قبل آدم.... هل جرحتك بكلامي؟".

وهزت رأسها بصمت وأغرورقت عيناها بالدموع , فلطف معاملة سايمون أثرت عليها عليها بعد مواقف آدم الجلفة , وشعرت بمقدار الخسارة ولكنها أستدركت نفسها حين تذكرت أنها مرتبطة بآدم فقط لمدة ستة أشهر وبعدها تصبح حرة...
وأجابته بصوت منخفض:
" لم تحرجني".
وسألها بتردد :
" وهل..... هل هناك لي أمل؟".
منتديات ليلاس
وهزت رأسها بالنفي وقالت:
" ليس لفترة طويلة و ....".
" الى الأبد".
وأغمضت عينيها وكأن جوناس عاد الى حياتها بشخص آخر , وها قد منحها الله فرصة ثانية لتتذوق السعادة.
وقالت مجبرة:
" يجب أن نعود".

وأجابها :
" آه , بالطبع , نسيت أنك متألمة".
وشعرت ليزا بشعور غريب من خيبة الأمل بسبب موافقة سايمون على العودة بسهولة ,ولكن سايمون كجوناس حساس ويهتم بالآخرين فهو لن يفرض نفسه على أمرأة ألا أذا كان متأكدا من أنها ستتجاوب معه ,وقالت:
"آدم سيعود الى البيت للغداء".


اماريج 15-06-10 12:30 AM

وأمسك سايمون بلجام النجمة البيضاء التي كانت ترعة على أطراف الساقية , وسارت ليزا بجانبه وقاد الحصان باقي طريق العودة الى المعسكر.

وتوقفت ليزا مرة ونظرت اليه وقالت:
" سايمون.... هل تفهم ما أقول؟ لا يمكن أن يكون بيننا أي علاقة لفترة طويلة ".
ونظر اليها بدفء وقال:
" قلت لك أنني سأنتظرك الى الأبد".
وشعرت بهاجس تحذير دفعها لتقول له:
" حتى لا يمكنني أن أعطيك أية وعود".

وأجابها قائلا:
" ولكنك أعطيتني الأمل وهذا ما أنا بحاجة له".
كانا عند المنعطف قبل أن يدخلا الى المعسكر عندما شاهدا حصانا يقوده أحدهم مقتربا , وأدركت ليزا أنه آدم لأنه ما من غيره يستطيع قيادة الفرس ستاليون بهذه السهولة.

وأبتعد سايمون وليزا عن بعضهما بشعور من الذنب وأقترب آدم منهما بنظراته المتهكمة وشعرت ليزا بالأرتباك كالعادة لدى رؤيتها لآدم , وشعرت أن مجرد وجوده على ظهر ستاليون يعطيه ميزة عليهما , ومن الصعوبة بشكل أن تحاول المقارنة بين الرجلين.

وبدا سايمون أصغر وأنحف ومعرضا للخطر أكثر من السابق , ويا ليته لم يبد خجولا ومذنبا , وعضت على شفتها متمنية لو أن آدم ينبس بكلمة ولكنه بقي صامتا , فرفعت رأسها وقالت:
"مرحبا يا عزيزي , هل خرجت لركوب الخيل؟".
" أذا كان هذا ما تسمى حقيقة أنني خرجت للبحث عنك".
" آوه".

وبللت شفتيها بطرف لسانها.
وتابع آدم :
" قال لي آموس أنك خرجت بالنجمة البيضاء , وقلق عليك لأنك لم تعودي بعد".
" أنا.... لم يكن هناك من عجلة بالتأكيد , فلم يخطر لي أنك عدت للغداء بعد".

وقال لها بلهجة حادة نوعا ما:
" أظن بأنني ذكرت لك ألا تبتعدي".
ولاحظت نظراته متفحصا ثيابها الملوثة وقالت:
" أنا لم أذهب بعيدا , وقعت الحقيقة أن الأمر مضحك".
وسألها بجفاء:
" ولماذا لم تعودي على الحصان؟".

وتكلم سايمون لأول مرة بغضب , ولكنه حاول الأشاحة بنظره عن نظرات آدم الثابتة وقال:
" أنظر سيد ستيلنبرغ , ليزا ... أعني زوجتك وقعت ومتألمة".
وأجابه آدم بأدب ولكن بشكل شعرت به ليزا بالسخرية وقال:
" لكنها ليست متألمة الى الحد الذي لا تستطيع أن تسير بشكل جيد".
منتديات ليلاس
وتابع موجها الكلام لزوجته:
" أتعرفين يا عزيزوتي أنه يجب أن تعودي لأمتطاء الفرس عندما تقعين؟ وبهذه الطريقة لا تفقدين شجاعتك".
ومن ثم نظر الى سايمون وقال:
" وبالمناسبة ماذا كنت تفعل هناك أثناء الحادث؟".
وأجابت ليزا :
"كان سايمون يتمشى هناك صدفة".

ولم تخفى عليها نظرة التحذير في عيني آدم , وليس عنده حق بأن يستنتج بأنها تلتقي مع سايمون سرا...
وأعتدلت لهجته وقال:
" كنت أسأل لأنني ظننت أن غرضك من المجيء الى المعسكر مراقبة العمل في موقع السد".

وبدا على سايمون الضيق وقال:
" هذا صحيح , ولكنني لست واحدا من موظفيك يا آدم , وما من شيء يجبرني على أن أكون في مكان محدد في أي ساعة من اليوم".
" حقا".
ونظر بتهكم وتابع:
" يؤسفني أنك قررت أن تتغيب اليوم لأننا كنا نعالج أحدى المشكلات بالديناميت ,ولكن مع ذلك يجب أن أكون ممتنا لك لأنك كنت موجودا لمساعدة زوجتي".

وتابع بلهجة الآمر:
" أخدمني خدمة أخرى يا سايمون , عد بالنجمة البيضاء الى الأسطبل بينما آخذ أنا زوجتي لأضمد جرحها".
وتجاهل آدم أحتجاج ليزا وضيق سايمون ورفع زوجته الخفيفة الوزن ليجلسها أمامه على ظهر ستاليون , وحاولت ليزا أن تتطلع الى الخلف لترمق سايمون بنظرة مطمئنة , ولكنها فوجئ بصدر آدم العريض الذي منعها من النظر أبعد من ذلك.

وقال لها بصوت أجش:
"أجلسي بهدوء".
" لا....".
وحاولت أن تتحرك.
وقال لها بعصبية:
" أيتها الحمقاء الصغيرة هل تريدين أن تقعي مرة ثانية؟".


اماريج 15-06-10 12:31 AM

وكانا الآن لوحدهما وما من حاجة للتمثيل.
وجلست بلا حراك غير قادرة على أن تجيبه أو حتى على التنفس بين قبضتيه الحديدتين وهي مستندة على صدره القوي وقربها منه كالعادة سبب لها الأرتباك ولم تعد قادرة على التركيز أو التفكير.

وعندما وصلا الى الأسطبل ألقى بها على الأرض فوق الشعير , وشعرت بالحرمان والضيق والألم في صدرها حيث كان آدم يضع يده.

ونهضت من على الشعير وحدقت به لاهثة ولكنه لم ينظر اليها , وأنما كان يتكلم مع أموس يروي له ما حدث وأن سايمون سيحضر النجمة البيضاء.

ومن ثم أستدرك نفسه وأستدار الى ليزا قائلا:
" تعالي , سنعود الى الشاليه لنضمد ذراعك".
وصادفا تينا في طريقهما الى الشاليه التي توقفت وقالت:
" أنا ذاهبة الى المكتب يا آدم , هل تأتي معي؟ عندي مشكلة بسيطة".

ولاحظت ليزا لهجة الأنزعاج في كلامها التي تستعملها دائما عندما تخاطب آدم .
وأعتذر آدم قائلا:
"ليس الآن يا تينا ,حصل حادث بسيط لليزا وأريد أن أساعدها".
ولأول مرة نظرت تينا الي ليزا وقالت:
" حقا؟ ماذا حدث؟".
وأجابت ليزا بأختصار:
" وقعت من على الفرس".

وحاولت في جوابها أن تكون في موقف الدفاع.
ونظرت تينا بخبث ولكن بطريقة لا يدركها آدم وقالت:
" وقعت من على النجمة البيضاء ؟ هذا غريب , أنها لطيفة دائما , قلت لك أنك لن تكوني قادرة على الحياة هنا".
ومن ثم أستدارت الى آدم وقالت:
" ستلحق بي فيما بعد , أليس كذلك؟".
" حالما أستطيع".

وفكرت ليزا أنه مضى زمن طويل ثم يتحدث معها آدم بلهجة لطيفة كتلك التي تكلم فيها مع سكرتيرته.
ولم يتبادلا أية كلمة بينما كان ينظف ذراعها ويضع بعض المعقم وكأنه لم يهتم لأنها جرحت بالرغم من أنه عالج جرحها بلطف , وأشاحت بوجهها عنه بينما كان ينظف الجرح ,وبعد أن تناولا فنجانا من الشاي وطعاما خفيفا ترك آدم الشاليه وعاد للعمل في المكتب.
منتديات ليلاس
وخيل لليزا بدافع من الغيرة بأنه ولا بد سيذهب لزيارة مكتب تينا أولا.
وشعرت بالتعب بعد هذا الصباح الطويل وأستلقت على السرير لتستريح وأغلقت عينيها محاولة تحليل مشاعرها المتضاربة وآخرها شعورها بالغيرة من تينا فيجب ألا تشعر بأي حرج لوجود علاقة حميمة بين تينا وآدم في حين أنه لا علاقة لها بها.

فهي تنفر من تينا بقدر نفورها من آدم, وليتمتعا بصحبة بعضهما.ومع ذلك شعرت بالضيق عندما فكرت بكونهما سوية , وهي ليست غبية بحيث أنها لم تدرك بأن غيرتها تتعلق بما تشعر به هي أتجاه آدم والطريقة التي تتجاوب فيها معه فهي لم تعد قادرة على نكران تجاوبها ولكنها دائما عللت ذلك على أنه بسبب جاذبيته الشديدة عليها أن تتذكر أنه لا علاقة للحب بذلك لأنها ما زالت تحب جوناس, وبقليل من الحظ ربما ينتقل هذا الحب الى سايمون , الذي كان يشبه جوناس الى حد كبير.

يجب أن تحاول الأبتعاد عن تأثيرات آدم في محاولة لتحمل الستة أشهر بأفضل طريقة, لن يكون هذا سهلا, ولكن تفكيرها بأن سايمون في أنتظارها في نهاية الفترة بلطفه وحساسيته وعواطفه قد يجعل الموضوع محتملا.

نهاية الفصل السابع


rana_rana 15-06-10 03:57 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

اماريج 16-06-10 06:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rana_rana (المشاركة 2344676)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

رنا شكرا كتير لمتابعتك
ومرورك العطرة
ربي يسعدك ويحقق امنياتك ياحلوة
:flowers2:
وعم انتظر تعليقك على النهاية ههههههههه:lol:
دمتي بود
وبتركك مع الاجزاء الاخيرة من الرواية
قراءة ممتعة


اماريج 16-06-10 06:17 PM

8- أنتظار العاصفة
.............................
كانت السماء ملبدة بالغيوم القاتمة والهواء ينذر بعاصفة شديدة , وبدا المعسكر هادىء جدا , حتى أن الطيور توقفت عن زقزقتها محتبسة أنفاسها بأنتظار العاصفة.

ووقفت ليزا بقلق عند باب الشاليه تتطلع الى الخارج , ونظرت الى ساعتها بحيث أقترب موعد عودة آدم من موقع السد , وشعرت بالأرتياح لأنه يتوجب عليها تحضيرالطعام في المطبخ مما سيشغلها عن خوفها من العاصفة.

وحين دخل آدم محييا أياها بجفاء , كانت قد هبت نسمة خفيفة يصاحبها الغبار , ولما جلس لتناول الطعام بادرت ليزا بقولها:
" يبدو أن الأمطار ستهطل بغزارة".
وأجابها بأختصار وهو يتفحص وجهها القلق:
" هذا جيد , آه , بالمناسبة تينا ستأتي هنا بعد العشاء".

وشعرت ليزا بتقلص معدتها ونسيت خوفها من العاصفة وقالت:
" زيارة ودية؟".
وأحست ليزا بالضيق لأنها لا تشعر بأرتياح لتلك الفتاة التي لم تكف عن أي محاولة لأثارتها وأظهار علاقتها الحميمة بآدم.
وأبتسم آدم بخبث وقال:
" هل عندك مانع؟".

وأجابته بتوتر:
" لأنني لا أريد صديقتك في بيتي".
ونظر اليها بعينيه الداكنتين الخاليتين من أي تعبير وقال:
" مثل هذا الغضب , بسبب قضية أخلاقية يبدو غريبا عليك , فأنا لم أعارض صحبتك لسايمون بلاندفورد".
وقفزت ليزا بغضب وقالت:
" لا تسخر مني يا آدم , هناك فقط صداقة بريئة بيني وبين سايمون , وأنت تعرف جيدا أنني لم أتعد حدودي معه مطلقا".

وتفحصها بنظراته وقال:
" لا أعلم شيئا من هذا القبيل , وتبقى الحقيقة أنك معجبة به لشبه بجوناس وحساسيته , ولا أعلم الى أي مدى من العلاقة قد يؤدي أعجابك به".
وأنفجرت غاضبة وقالت:
" أنت حقير , وماذا تعرف عن الحساسية؟ سايمون رجل مهذب".
" وأنا فلاح غير متمدن , فهمت ما تقصدين".
منتديات ليلاس
وبدا السرور في عينيه وتابع:
" يجب أن تفهمي أن مشاعري حساسة جدا عندما يتعلق الأمر بحرماني من متعتي".
وكان الجو حارا جدا في الغرفة مما دفع آدم لفتح أزرار قميصه وبدا صدره النحاسي اللون ملوحا بالشمس , وشرب بعضا من الحساء وما زالت عيناه محدقة بها وقال:
" للصدفة أن تينا ليست في زيارة ودية".
" أوه".
يعني أنها أحرقت أعصابها على لا شيء , وسألته محاولة ألا يكون هناك أي تعبير على وجهها:
" لماذا التغيير ؟ عادة أنت تذهب اليها".
يجب ألا يعرف كم آلمتها زيارات آدم الى تينا , وكيف كانت تعذب نفسها بخيالات ليس لها علاقة أبدا بالعمل.

وقال:
" ظننت أنك قد تفضلين العمل هنا اليوم , ففي حال توقف المحرك وأنطفأت الأنوار , ربما يصعب عليك التصرف".
وأجابته بتهكم محاولة أخفاء الأرتياح الذي شعرت به لأنها لن تكون وحيدة عندما تبدأ العاصفة ,وقالت:
" هذا أهتمام فوق العادة".
وأجابها بأبتسامة قائلا:
" ولذا أتوقع منك ترحيبا فوق العادة بالمقابل".


اماريج 16-06-10 06:19 PM

ونهضت ليزا وباشرت بتنظيف المائدة وأجابته بكبرياء قائلة:
" أظن أنني أعرف كيف أتصرف".

وكانت ما تزال تنظف الصحون عندما قدمت تينا ,ولما عادت الى غرفة الجلوس وجدت تينا الجميلة تجلس بقرب آدم الى مائدة الطعام , وكلاهما منحنيان يعملان بكتب المحاسبة , ولكن كادت رؤوسهما أن تتلاصق.

وقفت ليزا بالباب محدقة بهما وهي تشعر بثقل في صدرها , أما بسبب الجو أو بسبب شجارها مع آدم , وكأن تينا قد أدركت فجأة وجود ليزا معه رفعت رأسها وألتقت عيناهما للحظة طويلة خالية من أي ود.
وبادرتها ليزا بالتحية قائلة:
" أهلا تينا".
وأجبرت نفسها على أبتسامة وتابعت:
" يسعدني رؤيتك هنا".
" شكرا , بالتأكيد أنه غير لقاءاتنا في غرفتي".

وأكدت على كلمة غرفتي بخبث.
وبدا السرور على آدم وهو يراقب ما يحدث.
ورفعت ليزا ذقنها وهي تفكر بأنه لو فكرا بأنزعاجها فلن تسمح لهما بأن يشعرا بالضيق الذي تسببه لها علاقتهما الودية.
وقالت ببرود:
" تمتعا بأمسيتكما".
وأقتربت تينا من آدم وكأنها بحاجة لتقترب منه لترى كتب المحاسبة وأجابت:
"بالتأكيد سنستمتع بأمسيتنا".

ولم يحاول آدم أن يتجنب لمسة يدها وهذا ما لاحظته ليزا ,وعلى العكس بدا لها أنه سعيد بذلك , وتناولت ليزا أحدى المجلات تقرأ , وحاولت التظاهر بأنها غير مهتمة وطبيعية , ولكنها في الحقيقة كانت تشعر بتشنجات في أعضائها الداخلية بشكل مؤلم.

وبدأ الهواء يهب بشكل قوي عندما نهضت تينا بنية المغادرة ,وبدأت تسمع صوت الأشجار تتحرك بسبب الهواء القوي وشعرت بالبؤس عندما ذكر آدم أنه سيرافق تينا في طريقها الى بيتها , تينا قادرة على أن تمشي لوحدها هذه المسافة القصيرة ولكنه كان من المستحيل أن تحتج.

ومضى وقت طويل قبل أن يعود آدم , حيث تمددت على سريرها عندما سمعته يفتح باب الشاليه , ولاحظت أن شعره وقميصه مبللان بالمطر , ولم يحدثها بينما كان يستعد للنوم ,وبدل آدم ثيابه مما نبه ليزا الى جاذبيته القوية التي لم تعتد عليها برغم مضي كل هذه الفترة , وحولت نظرها لتتفحص منظر المطر من خلال النافذة.
منتديات ليلاس
وقال لها آدم , تصبحي على خير بجفاء , وأطفأ النور وأستلقى في السرير , وبسبب التوتر خلال تلك الأمسية , أستلقت ليزا غير قادرة على النوم , يضاف الى ذلك شعورها بالخوف من العاصفة , هددتهم العاصفة لعدة ساعات وهي قد بدأت هجومها الأستوائي , وكان آدم قد عاد في الوقت المناسب حيث أن الأمطار أصبحت غزيرة بشكل لا يصدق , تهطل كالسيل مترافقة بالبرق الذي يلمع في النوافذ , وها هو مرعب أكثر من ذلك الرعد الذي يدوي صداه في الوديان والجبال في سلسلة من الأصوات اللامتناهية , ولم يسبق لليزا رؤية شيء كهذا.

وشدت على قبضتها , وأنتظرت في أي لحظة أن يصيب البرق الشاليه , وأقتربت العاصفة أكثر ولمع ضوء برتقالي في النافذة وتفجر الرعد بعدة أصوات مسببة للصمم.

وصرخت ليزا وأقتربت من دون شعور من آدم , وعانقها بشدة اليه مطمئنا أياها , في حين أن غضب العاصفة أزداد تأججا وفجأة تذكرت تينا وكيف سمح لها آدم بمغازلته بوجود ليزا , وكيف أنه غاب لفترة طويلة عندما ذهب ليوصلها الى بيتها , وشعرت فجأة بالضيق منه
يجب ألا تنخدع به في حين أنه ينظراليها على أنها ليست أكثر من دمية , ويتسلى بالسيطرة على مشاعر فتاتين في وقت واحد في ليلة واحدة , وبالتالي دفعته عنها بقبضتها .


اماريج 16-06-10 06:23 PM

وأبتعد عنها متسائلا بأهتمام:
" ما بك يا ليزا ؟ هل آلمتك؟".
وأجابته بتردد :
" أريدك أن تبتعد عني".
وتغيرت لهجته وسألها:
" الآن؟".
وشعرت بالسعادة لأنه لم يرى أحمرار وجهها ,وقالت:
" نعم".

وأبتعد عنها وقال بأزدراء :
"هناك كلمة تطلق على فتيات أمثالك يا ليزا".
وشعرت بجفاف بحلقها وأجابته:
" لا أريد سماعها".
وأجابها بتهكم:
" يا لك من حساسة , ما بك يا ليزا؟".
وأجابته بصوت بصوت منخفض في محاولة للتحكم بطبقة صوتها وقالت:
" لأنك تسبب لي القرف".

وقال آدم بأزدراء :
" لا تقولي.....".
" تصرفك كالحيوانات".
وضحك بصوت أجش وقال:
"هناك تناسب بيننا يا زوجتي العزيزة الحقيرة".
وأنفجرت بغضب قائلة:
" وكيف تجرؤ على ذلك؟".

" لأن مثل هذا الغضب من أجل الأخلاق والنبل لا يتناسب معك , أخبريني يا عزيزتي ماذا تسمين تصرفك هذا؟".
وعضت على شفتيها لأنها لم تجد جوابا مناسبا:
" ما علي ألا أن ألمسك حتى تتجاوبي معي , بالأضافة الى أنك يا زوجتي العزيزة , أنت التي قمت بالمبادرة اليوم".

وأجابته بصوت منخفض:
" أعرف ذلك ,ولكن ليس هذا...".
وترددت قبل أن تتابع بالقول:
" تصرفي كان تلقائيا يا آدم , أنا.... كنت بحاجة للأطمئنان".
وحدق بها بصمت ومن ثم قال:
" فهمت الآن.... وأذا بك تفاجأي بتصرفي".
وصمت وتابع بلهجة حادة:
" أود أن أسألك سؤالا , هل كانت حاجتك للأطمئنان هي التي دفعتك للتجاوب مع تصرفاتي البدائية".
وأجابت:
" نعم...".

وصمتت لأنها أدركت أنه يتهكم وغير مصدق لما تقوله ومن ثم تابعت:
" طيب .. آدم , أعرف بأنك تؤثر علي فأنت خبير باللعبة".
وأجابها بهدوء أرعبها:
" أحقا؟".
" تينا وأنا في ليلة واحدة , يبدو لي ذلك وكأنك مع عشيقتين".
" آه".
منتديات ليلاس
ولم يحاول أنكار أتهامها , وقال بنوع من السرور:
"أنها الغيرة أذن".
وصدمت لصحة كلامه وقالت بتعجب:
" أبدا , وأنما قرفت , صحيح أنك تؤثر علي ولكنك تقرفني أيضا".
" اليوم لست بحاجة تسمح لي بالأصرار على زوجة رافضة".
ولم يكن هناك من حاجة ليقول لها بصراحة ماذا جرى بينه وبين تينا ومن ثم تابع:
" ولهذا سأتركك اليوم".
وأبتعد عنها وقال:
" حتى لا أغير عقلي أرجوك أن تبتعدي".

وفعلت ذلك .
وخلال دقائق كان تنفسه العميق يملأ الغرفة ولم يبدو عليه التأثر برفضها له وأنما بدا عليه السرور.
ومع طلوع الفجر أتخذت قرارها بعدأن شعرت باليأس بسبب تصرفات آدم , وأنجذابها له بطريقة لا تقاوم , فهي أذا لم تتصرف الآن فعندما يأتي زواجهما على نهايته فسيكون من الصعوبة بمكان التأقلم على حياة خالية من آدم , لا بد أنها ستلتقي بالشخص المناسب الذي تود الزواج منه , وربما سيكون سايمون بلاندفورد , حيث أنه أبدى رغبته الصريحة بالزواج منها.


اماريج 16-06-10 06:27 PM

ولكنها أذا بقيت مع آدم فلن تنجح بأي تجربة زواج ثانية , ويجب أن يكون رجلا أستثنائيا حتى تتمكن من مقارنته مع آدم , فبقدر ما تكرهه... ولكن هل تكرهه حقا ؟
يجب أن تعترف بالحقيقة.... وتذكرت أنه خلال لقاءاتها مع سايمون لم يكن له ذلك التأثير عليها , سايمون لطيف ومهذب
يشبه جوناس في كل شيء , وأذا تزوجته فستحظى بزوج يعاملها برقة على طول الخط
ولكنها أذا لم تترك آدم الآن فلم تتمكن من التجاوب معه على الأطلاق , أما أن تترك آدم أو أنها أضاعت حياتها الى الأبد.

وكان لا يزال نائما عندما أخذت حقيبة ثيابها وتسللت خارج الشاليه , وكانت المسافة بعيدة بين المعسكر والطريق العام , وحتى عندما تصله فلن يكون هناك أي موقف باص أو محطة قطار لعدة أميال
ولكن هناك سيارات على الطريق وربما ستتمكن من أيقاف أحداها , وماذا ستفعل عندما تصل الى المدينة , كيف ستعود الى دوربان , فهذا شيء لم تفكر به من قبل , كل ما يهمها أن تبتعد عن المعسكر وآدم وبعد ذلك سترتب كل شيء في أوانه.

كانت حقيبة ثيابها ثقيلة وتوقفت بين الحين والآخر للأستراحة , ولكنها لم تتجرأ على الأستراحة لفترة طويلة حيث بدأت تشرق الشمس والعمل يبدأ في ساعة مبكرة في موقع السد ويجب أن تصل الى الطريق العام قبل أن يستيقظ آدم ويشعر بتغيبها.

كان سيرها بطيئا وخاصة بسبب الوحل المتراكم بعد العاصفة مما أثقل حذاءها وأصبح من الصعب حتى أن ترفع قدمها , ولم يسبق لها أن رأت هذه المنطقة بهذه الحالة , وحل في كل مكان ومقفرة وكأنها مهجورة , بأشجارها التي بدت كالأشباح.

وخرج أحد الحيوانات من الغابة ونظر حوله ,وأرتعدت ليزا من خوفها ومن ثم أدركت أنه أرنب بري , توقف وحدق بها وفتح أذنيه ومن ثم أختفى بين الحشائش.
ووصلت ليزا الى الطريق العام في اللحظة التي مرت فيها سيارة ومما يبدو أن سائقها لم يلاحظ وجودها , وأختفت السيارة في لحظات .

لا بد أن تمر سيارة أخرى وفي هذه الأثناء ستسير بعض الشيء ومن الأفضل ألا تقف بقرب المنعطف المؤدي الى موقع السد.
ومرت سيارة أخرى , خففت السرعة, توقفت تقريبا ومن ثم أنطلقت بسرعة مرة ثانية , وتساءلت ليزا فيما لو فكر السائق بأنها مجرم يرتدي لباس أمرأة .

وبالطبع كان هناك صوت سيارة أخرى تقترب من خلفها , وأستدارت ليزا ومدت يدها وكانت على وشك الأقتراب من السيارة عندما قفز آدم من السيارة , وحتى في ظل الصباح الداكن أستطاعت أن تميز أنه غاضب أكثر من أي مرة أخرى حيث ألتصقت شفتاه بغضب وحركاته تنم عن أنزعاج لا حد له , ولم ينبس بكلمة عندما أمسك بيدها ودفعها بقوة الى السيارة.

وأجابته بخوف وتوتر وقالت:
" أتركني لوحدي".
وكان جوابه أمرا عندما قال:
" أدخلي السيارة ".
ونظرت اليه وأدركت أنه من الأفضل لها ألا تناقشه , وكانت ترتجف عندما دخل السيارة وأغلق الباب , وأستدارت اليه برعب وكان حلقها جافا وقالت:
" آدم....".
وأدار السيارة بسرعة وعاد في الطريق الموحل وأجابها بغضب:
" أخرسي".
منتديات ليلاس
وأجابته هامسة:
" آدم , لا فائدة من ذلك... أرجوك".
وأوقف السيارة بعنف مما أجبرها على التمسك بمقعدها حتى لا تضرب النافذة وقال:
"فعلا معك حق , لا فائدة من هذا".

وأستدار اليها وأمسك بذراعها بعنف فعضت على شفتها حتى لا تبكي من الألم وقال :
" ألا يوجد عندك أي حس بالشرف يا ليزا؟".
وشهقت مجيبة:
" شرف؟".
ونظر اليها بقسوة وتابع:
" بالتأكيد , أنت دفعتني للزواج منك ,ووافقت على شروطي و....".

وتمتمت قائلة:
" لم أوافق".
وبدا وجهه شاحبا عندما أجابها بصوت غاضب ومتوتر:
" أنت وافقت على أن تبقي ستة أشهر ,ووافقت على أن لا تخجليني أمام أصدقائي وزملائي ".
وكانت عيناها مغرورقتين بالدموع من الخوف وأجابته:
" أنا متأكدة أن الجميع يعرفون الموقف....".


اماريج 16-06-10 06:35 PM

" لم تفعلي أي شيء لمحاولة أخفائه حتى وصلت بك الوقاحة لتسمحي لسايمون بلاندفورد بأن يغازلك...".

وتابع بغضب:
" هل أن تأثير جوناس السحري عليك تصعب مقاومته حتى لوقت قصير؟".

وتمنت لو قالت له بأنها تحاول مقاومة سحره هو بينما كانت تتذكر قربه منها أثناء حدوث العاصفة مما أشعرها بالدوخان .
منتديات ليلاس
ولم يعطها وقتا للأجابة وتابع قائلا:
" ولتتوجي أعمالك الآن تتصرفين كحمقاء تحاولين الهرب , ماذا كنت ستفعلين لو وقف أحدهم ليوصلك ومن ثم سحبك الى الغابة وأعتدى عليك!".
" أنا لم....".

وتذكرت أنها لم تفكر أبدا بهذا الأحتمال .
" هل فكرت بذلك على الأطلاق؟ أم أنك حتى تفضلين ذلك على بقائك معي؟".

وأمسكها بعنف وقال بسخرية:
" أحيانا أتساءل لو كنت تعرفين ماذا تريدين أو بماذا تشعرين ".

ولم يبد أنه توقع جوابا منها وشعرت بالأرتياح لأنها لم تكن لتعرف الجواب.
وأشاحت بوجهها لتتطلع من النافذة عندما أدار محرك السيارة محاولة أخفاء دموعها التي سالت على وجنتيها.

.........نهاية الفصل الثامن........




اماريج 16-06-10 06:39 PM

9- المرأة والحصان
.........................

كان آدم يتناول طعام أفطاره في أحد الأيام عندما سألها:
" هل ترغبين بالتفرج على عملية أخلاء الحيوانات ؟".
" من أنا؟".
ونظرت اليه بسرعة لأنه مجرد أن وجه اليها الحديث وهما على أنفراد بدا غريبا بحيث حسبت أنها تخيلت السؤال.

وكشّر وأجابها :
" لا أظن أن هناك أحدا غيرك يجلس هنا , حسنا.... ليزا هل تودين القدوم؟".
وتقطعت أنفاسها لأن لهجته الودية جعلتها تشعر بالدهشة والأستغراب وقالت:
" أذا كنت تستطيع أن تنتظرني ريثما أرتدي ثيابي".
" بالطبع , ولكن أرتدي شيئا معقولا لأننا سنركب الخيل".

وبينما كانت ترتدي ثيابها كانت تحاول معالجة السبب في دعوة آدم , ربما أنه أدرك أن الأيام الطويلة التي تمضيها بمفردها لليأس والبحث عن صحبة سايمون أكثر فأكثر , ليس من المعقول أن آدم يبغض حبتها.

لم يتغير موقف آدم خلال الأشهر الخمسة من زواجهما ,ولم يتبدل شعوره بالنفور منها , كلاهما كانا مدركين على أنه بمجرد أنتهاء العمل في السد سيبدأ بأجراءات الطلاق.

ومهما كان سبب دعوة آدم , كانت ليزا تشعر بالتشوق والسرور لهذا اليوم المليء بالأحداث , فهناك ما هو مثير في حضور عملية أخلاء الحيوانات , الذي سمعت عنه ولم تره مطلقا.

لم ترغب أن تعترف لنفسها أن فكرة قضاء يوم مع آدم تعطيها سعادة بحد ذاتها.
وأستعدت بسرعة ونظرت بالمرآة وشعرت بالقناعة لأن بلوزتها الخضراء أظهرت لون عينيها الزمرديتين ولون وجهها وذراعيها البرونزي ولأول مرة خلال أسابيع أرادت أن تبدو جميلة ,وأعجبت ببنطال ركوب الخيل القصير الذي طلبه لها آدم بمجرد قدومها الى اللوفيلد حيث أنها بدت نحيلة فيه.

وسارا على ظهر الخيل جنبا الى جنب عبر الغابة , كان آدم يمتطي ستاليون الفرس الأسود الفخور التواق للركض ولكن لسبب ما قرر آدم أن يبقى الى جانب ليزا ممتطية النجمة البيضاء , وأعجبت بالطريقة التي كان يعامل بها الحصان وهي الطريقة نفسها التي كان يعامل فيها موظفيه والمرأة والحصان
السلطة التي تصعب مخالفتها ,وتذكرت أنها حاولت معارضته عدة مرات , ومن الطبيعي كانت الخاسرة كل مرة , وحدقت به ممتطيا ستاليون وفكرت بأن هناك شيئا مشتركا بين آدم وفرسه , المتعجرف والثقة برجولته.
منتديات ليلاس
وكان يتوقف بين الحين والآخر ليشرح لها بعض الأشياء فمثلا توقف ليشير الى شجرة ذات الفاكهة طويلة الشكل كالمقانق.
كان غريبا على آدم أن يحادثها في حين أنهما بمفردهما مما جعلها تتساءل عن السبب , ولكن متعتها بركوب الخيل عبر الغابة الى جانبه أنساها كل هذه الأسئلة وأستسلمت للمتعة , وكان قد بوشر بالعمل في الغابة وتوقف آدم على ظهر ستاليون وبالتالي توقفت ليزا الى جانبه على منحدر أعلى من موقع العمل مما سمح لهما برؤية ما يحدث بوضوح.

كانوا يحاولون تخلية قطيع من البقر الوحشي الذي كان يعيش في المنطقة , حيث يتم ترحيلهم الى المراعي الأخرى.
وكانت ليزا تراقب الرجال يمتطون ظهر أحد الأبقار الوحشية خلسة ,وفكرت ليزا أن الكود( البقر الوحشي) من أجمل حيوانات هذه الفصيلة فهو يتمتع بكبرياء لأحد لها وخاصة عندما رفع رأسه بقرونه المعكوفة ليأكل أوراق الأشجار , وحتى على المسافة البعيدة بدت عيناه الكبيرتان السوداوان اللامعتان بوضوح.

ولم يدر الحيوان ماذا كان يجري حوله حتى غرز السهم في جبينه ومن ثم أدار رأسه بزوغان وخر غائبا عن الوعي.

وشهقت ليزا بدون أرادتها , فقد بدا لها ذلك من القسوة بمكان أن يتعرض مثل هذا الحيوان الرائع لمثل هذه المعاملة , وأستدارت الى آدم الذي كان يراقبها , وخلت نظراته هذه المرة من السخرية , وأنما كان عوض عنها تعبير لم تعرف كنهه ,وقال معلقا برقة:
" يا له من منظر".
" لم أتوقع أن يكون العمل كذلك , فهذه قسوة".


اماريج 16-06-10 06:44 PM

" لا يا ليزا الحيوان لم يشعر بشيء , ربما سيشعر بشيء من الزوغان عندما يستعيد صوابه ولكن سيزول بسرعة".
" أنها عملية....".
وحاولت أيجاد كلمة مناسبة وتابعت:
" غير شريفة".

وأبتسم لها آدم بدفء أبتسامة لم تلمحها على وجهه منذ زمن بعيد ,وقال:
" أنه شعور الأنثى التي تقلق بشأن الكرامة في مثل هذا الموقف".

وأجابته لا لرغبتها بمعرفة الجواب وأنما لتطيل المحادثة التي لم تعتد عليها معه وقالت:
" هل تقصد أنك تقر مثل هذا العمل؟".
" سينتهي السد قريبا , وستغرق المنطقة بأسرها وأذا لم نجد مأوى بديل امين للحيوانات فأنها ستغرق".

وتركها آدم لفترة وكانت ليزا تراقبه ينزل المنحدر على ظهر ستاليون الواثق من خطواته ولما وصلت لسيارة الجيب قفز آدم من على ظهر جواده وربطه الى أحدى الأشجار وأنضم الى بقية الرجال الذين كانوا يخططون لأغراء بقية الأبقار.

كانت ليزا على مسافة بعيدة بحيث لم تسمع ما كانوا يتكلمون عنه ,ولكنها مما رأت شعرت أنهم يستمعون لأوامر آدم وبدون مناقشة ,وشعرت بسلطته المعنوية والجدية الميزتين اللتين جعلتاه القائد بالفطرة.

وبينما وقفت هي على ظهر النجمة البيضاء تراقب الرجال وهم يستعدون لتحذير بقية الحيوانات , فجأة شعرت باليأس , وهكذا أذن سينتهي السد عما قريب , وسيكون بأمكانها أن تترك الرجل الذي كرهها وتبدأ حياة جديدة
وفكرت لنفسها , يجب أن أكون سعيدة بذلك , فهذا ما كانت بأنتظاره , وبالتالي تلاشت سعادتها , التي شعرت بها في بداية اليوم , ولما عاد آدم كان عليها أن تجبر نفسها لتتظاهر بالسعادة التي كانت بادية على وجهها في الصباح.
منتديات ليلاس
وأقترحت قائلة:
" دعنا نعدو".
وشعرت أن السرعة ربما تبعد عن تفكيرها اليأس والأفكار المشوشة , وصرخ آدم محذرا أياها قائلا:
" أنتظري يا ليزا".

ولكن ليزا كانت قد أنطلقت بالنجمة البيضاء والهواء يلتطم بوجهها وتمر المناظر أمام عينيها بسرعة , كان آدم يصرخ ولكن كلماته ضاعت في الهواء
وأدركت ليزا بأنه كان يطلب منها بأن تبطىء ولكن رغبة قوية دفعتها للأستمرار بسرعة أكثر وأكثر, وفجأة غاصت أحدى حوافر النجمة البيضاء في حفرة وتعثرت وحاولت أن تسيطر على توازنها
ولكنها وقعت ووقعت ليزا معها , وأمتدت يدان قويتان لترفعاها من تحت الفرس , وشعرت بعينيه الدافئتين المهتمتين بقربها محاولا أبعاد قوائم الفرس التي ثبتتها على الأرض
وحاولت ليزا الجلوس ,وشعرت بآلام في صدرها حيث وقعت الفرس فوقها , ولكن أول ما تذكرت كان الفرس المرمية الى جانبها , التي حاولت تحريك قوائمها بدون فائدة
وكان يبدو أنها جريحة , ورجت ليزا الله ألا تكون جراحها سيئة , وأغرورقت عيناها الزمرديتان بالدموع.

نظرت الى آدم وحاولت الأقتراب من النجمة البيضاء التي منحتها الكثير من السعادة وتلمست جلدها وقالت:
" آدم , أنها جريحة....".
ولم يبد على وجهه أي تعبير بينما كان يتفحص الفرس وقال:
" يجب أن نطلب المساعدة".

فبعد أن أطمأن الآن على أن ليزا بخير كان مشغولا على النجمة البيضاء وتابع:
"لا يمكنا أن نطببها لوحدنا".
وأجابته منتحبة:
" نعم , آدم , أنا آسفة أنت حذرتني ولكنني لم أتوقف".

وكان آدم يتلمس الجواد بأصابعه الخبيرة ليعرف مدى عمق جروحها ,ولكنه رفع رأسه ونظر الى ليزا , وأزدادت خفقات قلبها عندما قابلت عيناها عينيه خشية ما سترى فيهما , ولكنها لم تقرأ الغضب الذي توقعته في عينيه , وقال آدم بهدوء:
"ليس هناك من وقت للأتهامات , ويجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدة النجمة البيضاء".


اماريج 16-06-10 06:50 PM

وبعد أن جاء الطبيب البيطري وضمد جراح النجمة البيضاء وحاول أراحتها , جلست ليزا مع آدم في الأسطبل بجانب النجمة البيضاء المستلقية على كومة القش متنهدة من حين الى آخر.

وبالرغم من أن الطبيب أكد أنه ما من شيء يمكن فعله , ولكن آدم أصر على البقاء مع الفرس يتلمسها محاولا طمأنتها.
وبعد قليل أصبح الجو باردا وذهبت ليزا الى الشاليه لتجلب كنزة صوفية وعادت بالسندويشات وبعض الحساء
كان آدم مستندا الى الخشب حيث النجمة البيضاء مغمض العينين , وبدا عليه الشحوب والتعب ,وشعرت ليزا بالألم في صدرها.

وجلست بهدوء على القش ولكنه سمعها وفتح عينيه وأبتسم لها قائلا:
" ظننتك ذهبت الى النوم ".
" أحضرت لك شيئا لتأكل".
وصبت له بعض الحساء في الفنجان .
وتلمس وجنتيها ونظر في عينيها وقال:
"هذا لطف منك".
" ليس تماما".

وألتقطت نفسها المتقطع ونظرت اليه وتساءلت فيما لو قرأ كل شيء في عينيها وتابعت:
" أنها اعرف أنه ما من فائدة في الكلام , ولكن.... أنا آسفة من كل قلبي".
وأجابها بلطف أربكها قائلا:
" أنا أعرف ذلك , كلنا نتصرف أحيانا بسخف يا ليزا , ما من أحد منا كامل".
وسألته بتردد:
" أذن أنت لا تلومني لما حصل اليوم؟".

" ألوم نفسي فقط لأنني تزوجت شيطانة صغيرة جريئة".
فنظرت اليه بسرعة لتعرف ما هو تعبير وجه ووجدته مبتسما وكان يحاول أغاظتها ثم قال:
" دعينا نأخذ سندويش ثانية وبعض الحساء".

وكانت تشعر بمنتهى السعادة للجو الودي السائد بينهما.
وأمرها بعد أن أنتهيا من الطعام قائلا:
" أذهبي الى النوم".
وهزت برأسها نفيا وأجابت:
" سأذهب عندما تذهب أنت".
" أمرأة عنيدة".

ومد يده وشدها اليه , وضحك قائلا:
" أهدأي هنا , فأنا لن أؤذيك".
وأستسلمت ليزا لرغبة نفسها بأن تكون قريبة منه وبقيت صامتة وتابع آدم قائلا:
" ستكون هذه الليلة باردة وطويلة فعلى الأقل يجب أن ندفىء بعضنا بعضا".
منتديات ليلاس
وأسندت رأسها بأرتياح على صدره وفكرت ربما أن هذا كل ما يريده , وشعرت ببعض الحزن ولكن بالرغم من شعورها بالمرارة بقيت ساكنة في مكانها تسمع دقات قلبه الرتيبة , ستبقى ذكرى تلك الليلة في ذهنها هذه الليلة مع النجمة البيضاء في الأسطبل على القش مع رائحة التبن والحيوانات وضوء مصباح البارافين وقرب آدم منها طوال الليل
هذا شيء لن تنساه أبدا حتى بعد أن تترك اللوفيلد وتحصل على طلاقها , ستبقى تلك الذكرى معها حتى عندما تخرج الى العالم محاولة أيجاد طريق لنفسها.

يجب أن تتخذ العمل طريقا لها في الحياة فهي لن تتزوج ثانية فليس من العدل أن تتزوج أنسانا آخر كما تزوجت آدم , وهي تحب شخصا آخر , وليس من العدل أيضا لنفسها.

فهي أحبت آدم الآن وما كان شعورها أتجاه جوناس ألا مجرد أفتتان , وما تشعر به أتجاه آدم هو الحب , حب حقيقي , حب المرأة للرجل , ولكن المأساة أنها أدركت ذلك في وقت متأخر.

لأنه بالرغم من معاملة آدم الدافئة مؤخرا والخالية من التهكم ولكنه لم يحبها , فقد قتلت حبها وسيكرها دائما لأنها أستغلت الفرصة وأن كان هناك بعض التجانس بينهما الآن قائما ذلك عائد الى علاقتهما التي أقتربت من نهايتها.

ما هي ألا أسابيع قليلة , ويصبح السد جاهزا , وستغمر المياه الأراضي والغابات المفرغة من الحيوانات وستصبح الشاليهات مركزا للأصطياف.

وسيتجه آدم في طريقه الى مشروع آخر في أحدى بقاع البلاد وبلا شك سيصطحب تينا معه وستصبح تينا زوجته بعد أن يحصل على الطلاق.


اماريج 16-06-10 06:53 PM

وبقي الدفء الذي ساد في الأسطبل لعدة أيام وكان من الصعب على ليزا أن تميز آدم على أنه الشخص المتهكم المشمئز منها لفترة طويلة , في حين أنه الآن يتكلم أثناء الطعام يخبرها عن عمله أثناء النهار والمشاكل التي واجهتهم في العمل حتى في هذه المرحلة المتأخرة من تنفيذ المشروع.

وبينما كانا يتمشيان في المعسكر يتشاركان بعض النظرات شعرت ليزا بالألم لأنها تصورت ما معنى أن تكون متزوجة فعلا لآدم بكل عواطفه ومشاعره القديمة التي كان يظهرها لها في هذه الفترة ,وهذه اللحظات هي التي ستبقى معها في سنوات الوحدة القادمة.
منتديات ليلاس
وفكرت أحيانا بأخبار آدم بأن مشاعرها أتجاهه تغيرت ولكنه لم يذكر كلمة حب لها على الأطلاق , ومن جهة أخرى كانت علاقته ودية كما كانت دائما مع تينا , وكان ما زال يذهب بعض الأمسيات الى شقة تينا حيث تجلس ليزا تعاني من الغيرة , ولم يكن من شك عندها بأن آدم كان ينتظر الطلاق ليتزوج الفتاة التي ستكون زوجته فيما لو لم يقابل ليزا.
وفي تلك الظروف فما من شيء يمكن لليزا قوله أو فعله.

وكانت تحضر قالبا من الكاتو عندما قدمت ساندي التي وضعت بنتا جميلة وأحضرت لليزا رسالة ولم تنظر ليزا الى الرسالة حيث أن يديها ملوثة بالطحين , وأكتفت بتناول الرسالة بين قبضتيها ووضعتها على المنضدة , وكانت عادة تستلم رسائل من والديها , وستقرأ الرسالة عندما تنتهي من المطبخ.

ولما وضعت القالب في الفرن , صبت لنفسها كأسا من الليموناضة وذهبت الى غرفة الجلوس وشاهدت الرسالة التي نسيتها, في أيامها الأولى في المعسكر كانت تنتظر البريد بفارغ الصبر , فقد كانت وسيلتها الوحيدة للأتصال بالعالم الخارجي , ولكنها الآن مشغولة أكثر من قبل
فلم يعد يهمها غير آدم , وأجيانا كانت تتساءل ما قد تكون ردة فعل والديها لو عرفا الحقيقة , ما مدى ألمهما وتعاستهما فيما لو عرفا أن زواجها أنتهى.

وأمسكت بالرسالة وشهقت لمشاهدتها الكتابة وسقطت على أحد الكراسي حيث شعرت بضعف ساقيها على أن تحملانها , ولم تكن بحاجة لفتح الرسالة لتعرف أنها من جوناس.
وكان قد كتب لها:
" عزيزتي ليزا:
(أنا أعرف مدى دهشتك لأستلامك لرسالتي بعد هذه الأشهر الطويلة , لا أريد أن أدخل في تفاصيل مطولة , ولكن زواجي من ليندا قد أنتهى , ونحن نجري معاملات الطلاق لم يكن هناك فرصة لنا بالتفاهم أليس كذلك؟ ولكنني أقدمت على الزواج لأنك أغضبتني الى حد كبير .)

وشردت ليزا وهي تفكر يا ألهي جوناس لقد سببنا الكثير من الآلآم والمآسي بسبب حماقتنا , أردت أن تعلمني درسا ولكن كرامتي المجروحة لم تتقبل ذلك , كيف سنصلح أخطاءنا أتجاه الناس الذين أحبونا.

وتابعت الرسالة:
(وأذا سمحت لنفسي أن أقرأ بين السطور , فيبدو أن أمك تظن بأنك لست سعيدة .
عزيزتي ليزا , يا أحب الأحباء , عودي الي الآن قبل أن تتورطي بأطفال , أوقفي زواجك بطريقة ما ودعينا نعود سوية كما كان مكتوبا لنا دائما.
مع حبي وملايين القبلات جوناس.)
منتديات ليلاس
وبالرغم من أنها أوقعت الرسالة على الأرض لم تدرك كم من الوقت جلست على الكرسي شاردة الأفكار ,وقد أغرورقت عيناها بالدموع , كم تمنت لو تتلقى مثل هذه الرسالة عندما كانت تشعر بالتعاسة ,حلمت أحيانا بأن زواج جوناس لن
يستمر وأنه سيذكر حبه لها ولكن رسالته جاءت متأخرة , ومهما حصل الآن فلن يمكنها أن تحيا مع جوناس , ليس بعد أن عاشت مع آدم.

ورائحة الحريق أعادتها الى الواقع , وركضت الى المطبخ لتخرج قالب الكاتو المحروق من الفرن , وكانت تحاول نزعه من القالب عندما سمعت باب الشاليه يغلق آدم ويناديها:
" ليزا؟".
وأسرعت الى غرفة الجلوس مجيبة:
" آدم".


اماريج 16-06-10 08:00 PM

وقفز قلبها لرؤية آدم , كان يرتدي بلوزة قطنية بلون الكريم مما أظهر منكبيه العريضين وصدره الواسع , وبنطالا قصيرا كشف عن ساقيه القويتين.
وسألها مبتسما:
" هل هناك شيء يحترق؟".

وأجابته ليزا :
"قالب الكاتو , يجب أن أحضر غيره".
وأمسك ذقنها بيده ونظر في عينيها وقال:
" لأنني أعرف ما طعم الكاتو الذي تصنعينه أقول لك أنها فكرة جيدة ".

ومن ثم تابع:
" هل قضيت يوما جيدا؟".
" آ.... نعم , وأحمر وجهها ووقعت عيناها على الرسالة المرمية على الأرض , وبسرعة أبعدت نظرها عنها ولكن لم تكن السرعة كافية , فقد لاحظ آدم الأوراق المرمية .
" رسالة شيقة؟".
ولاحظ أحمرار وجهها وتساع تنفسها:
" آه.... لا شيء".

" يجب أن يكون هناك شيء سبب ردة فعلك هذه".
وأنحنى آدم ليلتقط الرسالة وحاولت ليزا أيقافه ولكنه أبعدها بذراعيه القويتين, وقال:
" أنا أمسك بسبب حرق الكاتو ".
كان يحاول أغاظتها بكلماته وقلبها يطرق بقوة بحيث صعب عليها التنفس.
" رسالة من حبيب ليزا".

وحاولت ليزا أخذ الورقة منه وقالت:
" لا , أعطني أياها يا آدم".
ولكنه أمسك برسغها بقوة وأبعدها .
وتنفست بعمق ولم تعد تتنفس بينما كان يقرأ الرسالة.
وعندما رفع نظره كانت تعبيراته باردة ولا تنم عن شيء.
وعلق برقة :
" حسنا , أليس هذا رائعا؟".
وأجابته ليزا وقلبها يخفق بشدة وشعرت بآلام في معدتها وقالت:
" أنها ليست كما تبدو ".

وأمسكت بالطاولة لأنها شعرت بضعف في ساقيها .
" ربما لا , (وهز كتفيه بلا مبالاة ) ربما لم تقترحي على جوناس أن ينهي زواجه في الوقت نفسه الذي أقترب فيه زواجك على نهايته... ربما ...".

وقاطعته بحدة وهي ترتجف برغم الحر وقالت:
" أنا لم أكتب له مطلقا , ألا يمكنك أن تستنتج ذلك من الطريقة التي صيغت بها الرسالة؟".
ورفع حاجبه وأجابها :
" ربما أن جوناس ذكي بشكل كتب رسالته بحيث أنني لو شاهدت الرسالة لن أشك فيك , ولكن سأقبل الشك بهذه النقطة".

وأجابته بتهكم ضعيف:
" هذا جيد منك , وأذا أفترضت أنني بريئة أين يقع خطأي؟".
" في الطريقة التي كتبت فيها لوالديك , لا شك أنك عنيت أن يقرأ ما بين السطور".
وهزت رأسها ثانية وقالت:
" هذا ليس صحيحا".
منتديات ليلاس
ونظر اليها للحظة طويلة يتفحصها جزءا جزءا ولم تعد تبدو تلك النظرة الدافئة في عينيه التي كانت منذ دقائق قليلة.
وقال ببرود:
" لن أحاول أن أناقشك يا ليزا , في الواقع أن الأمر لا يستحق ذلك".
وسألته بنفس متقطع:
"وماذا تعني؟".

لا بد أن الذكريات التي شاركها أياها مؤخرا , لها بعض المعنى , ولكن تعابير وجهه لم تنم عن ذلك , وقال:
" الموضوع بأكمله لا يعني شيئ فيما أذا كنت تتبادلين الرسائل الحميمة مع حبيبك أو لا , أو الى أي مدى حاولت لأنهاء زواجه".
وتوقفت قبل أن يتابع مؤكدا :
" هذا كله لا يهمني بشيء على الأطلاق".


اماريج 16-06-10 08:01 PM

وحاولت أن تجيبه بصعوبة:
" حتى أنك لن تسمح لي بتفسير؟".
وأبتسم بتكاسل وأجاب:
" ستسببين لي البكاء , أنظري يا ليزا , خلال أسابيع قليلة سينتهي العمل , وسيذهب كل منا في طريقه , وماذا تفعلين بعد ذلك , هذا لا يهمني".
" أظن بأنك تنتظر بفارغ الصبر لتتزوج تينا".

وأذا تمنت أن ترى أية ردة فعل فقد خيب ظنها وأنما رفع حاجبه بغموض وقال بهدوء:
" بأمكانك أن تفترضي ما تريدين يا ليزا".
وأجابته بغضب:
" سأذهب اليوم أذا أردتني أن أفعل ذلك".

" لا يا ليزا , ستبقين هنا حتى النهاية , وبعدها أظن ستذهبين الى جوناس".
وكانت لهجته مؤكدة ولم يكن بأنتظار جواب منها .
وأجابته لأنها صدمت بالكراهية في كلامه وأرادت أن تجرحه بالرغم من أنها جرحت نفسها.

وقالت :
" بالطبع , لا يمكنني الأنتظار".
" يجب أن أعطيك الرسالة , يبدو أن كل شيء سار حسب المخطط".
وأبتسم بضيق وتابع:
" لا يمكن أن يكون التوقيت أفضل من ذلك".
وأدار ظهره وخرج من الباب.

ولحقت به ليزا تتضارب بنفسها مختلف المشاعر وقالت:
" طعام الغداء....".
فلن تدعه يخرج من حياتها هكذا في حين أنها أكتشفت مؤخرا أنها لن تستطيع العيش مع أنسان آخر , وأمسكت بذراعه , ولكنه أفلت نفسه منها بأشمئزاز وقال :
" كليه بنفسك".

ولم يكن بحاجة ليقول لها أنه ذاهب ليتناول الغداء مع تينا , وأضاف بهدوء:
" بالمناسبة , أنصحك بأن تخبري بلاندفورد بألا يتأمل فيك , فلا أريد أن أرى حبيبا آخر مهجورا يبكي على كتفي".
وخرج بتهكم من الشاليه.
منتديات ليلاس
كان الصباح جميلا , وذهبت ليزا لتخرج النجمة البيضاء , بعد أن شفيت تماما من جراحها , وكانت الفرس سعيدة جدا بالخروج الى الهواء الطلق
وبدت الأراضي خضراء وحية بعد الأمطار التي هطلت مؤخرا وقد أزدانت الحقول بالأزهار والورود الحمراء والصفراء والبيضاء
وكانت العصافير تغني بين أغصان أشجار التين حيث بنت أعشاشها الجديدة ,تطير من مكان الى آخر ولكن ليزا لم تشاهد أيا من تلك المناظر حولها , فقد مضى عليها أياما وهي تشعر بالكآبة في حين أنها حاولت التظاهر بأنها طبيعية أمام الناس الذين عاشوا في المعسكر , وشاركتهم في أحدى حفلاتهم المسائية في الهواء الطلق ولكنها لم تتناول الكثير من الطعام الذي حضرته تاتي بتسي.


وأكثر من مرة لاحظت نظرات ساندي وتاتي بتسي المعلقة على وركيها وعرفت ماذا كانتا تفكران , ولكن عندما سألتاها بصراحة أجابتهما بلياقة بالنفي , وحاولت تجنب الكلام معتينا قدر المستطاع للتحاشى الأزعاج
وحاولت أن تتحاشى أيضا البقاء مع سايمون لوحدها , فمنذ أن أكتشفت أنها تحب آدم لم يعد عندها رغبة في أن تمضي أي وقت مع رجل آخر , وأسوأ ما كان في الأمر عندما كانت تلتقي بآدم على أنفراد
حيث عادا بعد أستلام رسالة جوناس الى معاملاتهما الخالية من أي مشاعر , ولم يتبادلا الحديث في الشاليه على الأطلاق.


اماريج 16-06-10 08:02 PM

وبدأ الجو مثقلا بالأنفصال والشعور بالتوتر , وكان من الصعب على ليزا تحمل هذا الصمت أكثر مما كان يصعب تحمله في البداية لأنها لم تكن تحب آدم وحتى لو أحبته لم تكن مدركة لذلك وكانت تتأمل بنهاية العلاقة.

والآن ما من شيء تتطلع اليه , فهي أحبت آدم وهو رفضها وتجاهلها , حتى أن الذكريات الحميمة بدت لها خيالا ,وطالما تساءلت أيهما أسوأ يا ترى , أن تعيش في الجحيم الذي صنعته أو أن تذهب لتبني حياتها لوحدها وهي مدركة تماما أنها لن تكون مطلقا بجانب الأنسان الذي أحبته.

وسارت بجوارها الى أن وصلت الى منعطف معين على الوادي.
فترجلت عن الفرس وجلست على أحدى الصخور , وتركت النجمة البيضاء ترعى حولها ولم يكن من الضروري أن تربط الفرس , فالنجمة البيضاء لن تبتعد.

وبالرغم من أحزانها فهذا أحد المناظر الذي تتأثر بها مهما كانت حالتها , فهناك سر في الجبال يهدىء مزاجها مهما كان خطوط الوادي المنحنية والجبال المتناسقة واحد خلف الآخر , وأنعزال القمم ووحدتهم كان يعطيها شعورا غريبا , وفهمت أكثر من أي وقت مضى سبب حب آدم للجبال.
" ليزا؟".
ونظرت بسرعة خلفها لترى سايمون الذي لم تشعر بأقترابه وقالت:
" أهلا سايمون".

وأتكأ على ركبة واحدة بجانبها وأمسك بيدها وقال:
" ماذا تفعلين هنا؟".
" خرجت للنزهة على الجواد".
وحاولت أن تفلت يدها منه ولكنه شد على يدها وبدا الضيق في عينيه وشعرت ليزا بالأنزعاج , فلم تكن في حالة تسمح لها تحمل تعقيدات أكثر بمشاعر سايمون.

وفتح الموضوع قائلا:
" أنت تحاولين تجنبي مؤخرا ".
وحاولت أن تجيبه بهدوء وتختار الكلمات بحذر وقالت:
" لم أر أحدا في الأيام الأخيرة".
وأنتبه لما تعنيه ولم يعجبه ذلك وقال:
" ليزا أنا لست أي أنسان, أنا أحبك يا ليزا".
منتديات ليلاس
وحاولت تذكره بلطف متسائلة عن سبب أنزعاجها من تصرفه وقالت:
" سايمون أنا متزوجة".
وأمسك بيدها بقوة أكثر وقال:
" ولن هذا لم يمنعك أن تكوني ودودة منذ أشهر قليلة مضت".

ولاحظت ليزا تغير ملامحه التي لم تعد تبدو بريئة وولادية , وتذكرت أنها شاهدت جوناس مرة بهذه الحالة.
وقالت له محاولة ألا ترفع صوتها :
" أنت تؤلمني يا سايمون".
" عزيزتي ليزا , أنا آسف , أنت تعرفين أنني لا أقصد أيلامك , ولكنك أنت قلت أنه عندما ينتهي العمل في السد بأمكاننا أن نكون سوية".


اماريج 16-06-10 08:03 PM

وأجابته بحزم:
" لا , سايمون لم أعطك وعودا".
ونظرت حولها بقلق الى حيث النجمة البيضاء , كانت ترعى بأمان , وتمنت لو أستطاعت أن تعود لتمتطي ظهر جوادها وتتابع نزهتها.

وأجابها سايمون بمرارة:
" ولكنك جعلتني أعتقد ذلك".
" أنا آسفة يا سايمون , أذا كان هذا ما عنى لك كلامي , ولكن الآن....".

وصمتت للحظة غير قادرة على النطق , وعاودت النظر اليه من جديد بعينين ملؤهم الألم وقالت أخيرا:
" لقد أرتكبت أخطاء شنيعة".
وتضيقت عيناه ونظر اليها بحب فضول وقال:
" هل تحاولين أن تفهميني أن آدم يحبك؟".

وعندما هزت رأسها نفيا تابع بقوله:
" وأرفض أن أصدق بأنك تحبينه ".
وبدا الأشمئزاز في عينيه وتابع:
" أنه كبير .... وقاس على فتاة مثلك".
وقالت برقة:
" أنه زوجي يا سايمون".
وأجابها بصوت أجش قائلا:
"لا"

وشدها من يدها , فدفعته عنها , وقال:
" أنا مسافر الى كيب تاون حالا وسأكون مسؤولا عن المشروع هناك".
وحاولت الأبتسام وقالت:
" أتمنى لك السعادة".
فقال لها بصوا أجش:
" تعالي معي يا ليزا".
"لا يا سايمون".

وتمنت لو أنها تتجاوب معه لكي تثبت لنفسها بأنه بأمكانها العيش مع رجل آخر غير آدم .
ووقف محدقا بها بعينين ملؤهما الكراهية , وفجأة ذهب بنفس السرعة التي حضر فيها.

وجلست ليزا على الأرض وغطت عينيها بيأس , وبكت وفجأة شعرت بأنها لم تقطع علاقتها بسايمون وأنما قطعت علاقتها بالماضي منذ اللحظة التي فكرت بسايمون على أنه بديل لجوناس , ورفضها لسايمون وعواطفه جعلها تدرك أنها قطعت ما تبقى من مشاعر في قلبها أتجاه جوناس ولأول مرة تساءلت منذ متى أصبح نسيجا من خيالها.

وكان يوما آخر حيث تجمعت الغيوم في السماء , وهدأت العصافير بأنتظار عاصفة جديدة , كان الوقت في الساعات المتأخرة من بعد الظهر حيث بدأ الرجال يتسارعون في العودة الى بيوتهم قبل بدء العاصفة ,وكانت ليزا تراقبهم من نافذة غرفة جلوسها وعضت على شفتها عندما بدأت تتساقط حبات المطر الكبيرة وبدأ الهواء يعصف بالأشجار
وفي الأحوال العادية لما كانت قلقت على آدم لأنه سيصل مع الآخرين ولكنه كان قد أخبرها في ذلك الصباح بألا تحضر أي غداء لأنه ذاهب الى الغابة حيث أن هناك تقريرا بزرافة ضائعة وأنه يود التحقيق ,وسيتم أغراق المنطقة قريبا وعليه أن يتأكد من أنه تم ترحيل كل حيوان.

منتديات ليلاس
وبشعور لا أرادي جرت ليزا الى الأسطبل , وكان ستاليون في مكانه , وأكد لها المسؤول أن ستاليون لم يخرج طوال النهار
ولما كانت السيارة الجيب في الكاراج فلا بد أن آدم مشى من موقع السد الى الغابة , وشعرت ليزا بالقلق أكثر وأكثر وبالرغم من أنه يعرف كيف يتصرف ومن السخافة القلق عليه ولكنه كان شعورا غير أرادي.


وبدأت العاصفة تشتد وقويت الأمطار وأزداد البرق بين أركان الوادي , ولكن ليزا لم تنتبه لكل هذا, وكل ما كانت قلقة عليه هو آدم وسلامته , وحاولت أن تستبعد عن مخيلتها صورة الرجل الذي أحبت سجينا تحت شجرة وقعت بسبب البرق ,ولم تعد تحتمل أكثر من ذلك , ويجب أن تجد من يساعدها , ولكن من؟


اماريج 16-06-10 08:04 PM

وتذكرت لاري الرجل المسؤول عن الديناميت , ولكن عندما وصلت الى بيته أخبرتها زوجته أنه غائب في سابي لمدة ثلاثة أيام.
جون لا بد أن جون سيساعدها , وكانت في طريقها اليه عندما تذكرت أن أبنته مريضة وبحاجة اليه.

وعادت الى بيتها والأمطار ما زالت تهطل بشدة , يجب أن تفكر بشخص يقدم لها المساعدة , وفجأة تذكرت سايمون , لا بد أن يساعدها حقا , أنهما يحاولان تجنب بعضهما منذ لقائهما الأخير , لكن هذا ليس وقت الخجل , وأخذت معطفها وخرجت راكضة الى منزل سايمون , ودقت الباب وفتحته.

" سايمون , هل يمكنك...".
وتوقفت مندهشة عندما شاهدت سايمون وتينا متعانقين.
ونظرا اليها بحب فضول.
وقالت تينا:
" ما بك يا ليزا؟".

وبدت عليها العصبية وكأنها أرادت أن تنهي ليزا ما عليها أن تقول وتنصرف.
وأجابت بقلق وبسرعة:
" أنه آدم... أنه في مكان ما في الغابة".
وعلق سايمون بلهجة حاقدة:
" آدم قادر على الأعتناء بنفسه".
" حادث.... ربما حدث له سوء...".

وغاب صوت ليزا أمام نظراتها الخشنة اللامبالية , فقد كانا بأنتظار أنصرافها.
وبدون أن تضيف أي كلمة تركت وعادت الى الشاليه وهي تفكر : لا بد أن هناك من يساعدها , ولكن من؟
وكم من الوقت أكثر يجب أن تضيع؟ ومن ذلك على أستعداد للخروج في هذه العاصفة من أجل آدم , ومن تعني له حياة آدم أكثر من حياته ألا ليزا؟


ولم تتذكر بعد ذلك الا القليل عن رحلتها في العاصفة حيث برقت أمامها مباشرة وضوء برتقالي لمع في الأرض , والرعد متواصل بشكل يسبب الصمم , وأخذت تنادي آدم بأعلى صوتها بلا مجيب فقد ضاع صوتها في صوت الرعد والمطر وسارت في الغابة غير آبهة بأحتمال وقوع أحدى الأشجار عليها وقتلها , كل ما كانت تفكر فيه كان أيجاد آدم.
منتديات ليلاس
حتى لم تكن واعية للجذوع التي تمر تحت قدمها حتى أنها تعثرت بأحدها وضربت رأسها بجذع شجرة ووقعت على الأرض مغميا عليها .

وبدأت تستعيد وعيها في جو هادىء دافىء ,وبدأت تتذكر أنها كانت تركض في العاصفة , ولكن آدم .... أين آدم؟ ويجب أن تتذكر ولكن رأسها كان يؤلمها ولم تكن الرؤية واضحة في عينيها , حاولت الجلوس فشعرت بألم بحوضها ورأسها , وتلمست رأسها لتجد شيئا طريا وبالتالي عرفت أنه ضماد.

وسمعت صوتا يقول لها:
" لا تتحركي , أبقي مستلقية".
ودفعها بلطف الى الوسادة.


اماريج 16-06-10 08:06 PM

كان الصوت مألوفا ولكنه مختلف , كان الصوت لطيفا ومهتما وشيئا آخر غريبا فيه لم تستطع تحديده , وأستسلمت وأستلقت مرة ثانية وفتحت عينيها مرة ثانية حيث كانت الرؤيا أوضح , كان آدم يقف بجانب النافذة وقد دس يديه في جيبه ,وقفز قلبها لرؤيته ونادت برقة :
" آدم ".
" ليزا".
منتديات ليلاس
وخلال ثوان كان بجانب سريرها وسألها:
" هل أنت بخير يا ليزا؟".
وكان الأهتمام باديا في لهجته وتعابير وجهه لم ترها قبلا ألا في أحلامها .
وأجابته :
" رأسي يؤلمني , ماذا حدث؟".

" ألا تذكرين؟".
وهزت راسها نفيا بتردد وشعرت بالألم لدى تحريكه وكان يصعب عليها التفكير في حالتها وخاصة وجود آدم بقربها جعل التفكير بوضوح مستحيلا.

وسألها مباشرة:
" هل تذكرت أنك وقعت؟ وضرب رأسك شجرة؟".
وعادت الذكرى لها وقالت:
" نعم , أتذكر الغابة والعاصفة.... آدم أين كنت؟".
وأبتسم بدفء وحنان وقال:
" في أحدى أكواخ الحطابين المهجورة".

وحدقت فيه ليزا مطولا وتمنت لو أنها تعانقه ولكنها عوضا عن ذلك قالت:
" كان يجب أن أعرف ذلك , فقد قالا لي أنه بأمكانك الأهتمام بنفسك".
وتضيقت عيناه وسألها :
" هما؟".
وأخذ يحدق بها ينتظر جوابا منها .
وقالت بتردد:
" سايمون و... تينا...".

فقال لها بصيغة تأكيد :
" سألتهما أن يساعداك في أيجادي ورفضا".
هل يستطيع قراءة أفكارها يا ترى... فأحمر وجهها .
وأقترب منها آدم وأمسك بذقنها مجبرا أياها على النظر اليه وسألها:
" لم تخبريني ماذا كنت تفعلين في الغابة يا ليزا, هل خرجت تبحثين عني؟".
منتديات ليلاس
وهزت رأسها , ولاحظت أنه يحرك عضلات فكيه , وشد على يدها وسألها:
" لماذا يا ليزا ؟ كنت تخافين كثيرا من العواصف".
ولما لم تجبه رفع صوته بلهجة آمرة وقال:
" يجب أن تخبريني يا ليزا , لماذا قدمت؟ يجب أن أعرف الحقيقة".

وفكرت بيديه القويتين اللتان تشدان على يديها طالبتن الأرتياح وشعرت بالأطمئنان والدفء في جسدها .
وحاولت أن تبعد الدموع ولما نظرت اليه كانت متأكدة الآن أن مشاعرها وما تريد واضح في عينيها ,ولكنها لم تعد تهتم , وربما كانت تلك اللحظة التي تحولت فيها الى أمرأة ناضجة.


وسألها مرة ثانية:
" لماذا؟".
" لأنني كنت قلقة عليك كنت وحدك في الغابة و...".
همست قائلة:
" وأنا أحبك يا آدم لهذا السبب....".


اماريج 16-06-10 08:13 PM

ولم تنهي جملتها عندما ضمها بذراعيه القويتين بحرص كي لا يؤلمها وقبل عينيها برقة وتمنت لو بقيت بين ذراعيه الى الأبد .

وأختلطت سعادتها بالحزن , فيالسخرية القدر أن يتصالحا الآن بعد أن أقتربا من نهاية زواجهما ,وعلى الأقل ستضيف هذه الذكرى الى بقية الذكريات الحلوة بعد أن يفترقا .

تذكرت فجأة :
" تينا......".
وسألها بعصبية وكأنها آخر أنسان يود أن يذكرها وقال:
" وماذا عنها؟".
وترددت ليزا لأنها لم ترد جرحه ولكن عاجلا أم آجلا سيعرف وقالت:
" هي.... رأيتها مع سايمون متعانقين".
منتديات ليلاس
وضحك آدم وقال بلهجة ساخرة:
" هل نتمنى لهما السعادة مع بعضهما".
وقفزت الآمال وقالت بحماس:
" أنت تعني.... أنك لا تهتم؟".

وأجاب آدم بحزم :
" تينا لا تعني شيئا لي , دعيها تذهب مع سايمون , فتستمتع بكونها القوة وراء العرش في المشروع الجديد , فقد تعبت من غريزة حب التملك الفائقة عندها".
ولم تكن ليزا متحمسة لمتابعة المحدثة ألا لأنها تود معرفة الحقيقة فقالت:
" وما تلك الأمسيات التي كنتما تقضيانها معا".

وشعت عيناه بخبث وأجابها :
" كنا نعمل بالفعل, أنا أعرف ما كنت تظنين يا عزيزتي , وفي الحقيقة كنت أتمنى أن أثير غيرتك".
وأعترفت وقلبها يخفق بشدة قائلة:
" أثرت غيرتي الى حد كبير , ولكن آدم ... هل تعني؟ هل تقول....؟".

" هل تريدين أن أهجي الحروف؟ أنا أحبك يا زوجتي العزيزة الحمقاء , أنا أحبك".

وعانقها مجددا , ومن ثم تركها وسألها :
" ألا يخبرك بذلك عناقي لك ؟ لقد أحببت ليزا دائما".

وأبتعدت عنه قليلا ونظرت اليه وقالت:
" ولكنك قلت أن زواجنا... أن زواجنا يجب أن ينتهي".
" كنت أمتحنك , يا ألهي كم كان غضبي شديدا عندما أكتشفت السبب الذي دفعك للزواج مني , وتمنيت أن تحبيني مع الوقت , وبعد ذلك , بدا لي أنك وجدت بديلا لجوناس بتعرفك على سايمون".

وأبتسم قليلا وتابع:
" تقولين أنك غرت من تينا ,كان بأمكاني أن أقتل كلا من جوناس وسايمون بيدي هاتين".
بدت عيناها الزمرديتان واضحتين عندما قالت:
" شعوري أتجاه جوناس كان نوعا من الأفتنان ,وقد أكتشفت ذلك منذ زمن بعيد".
" والرسالة.... قلت أنك ستعودين اليه".
منتديات ليلاس
" لأنك كنت متهكما ,ولم تدعني أشرح لك , لم أكن لأعود الى جوناس في أي حال في ظروفي الحالية".
ونظر اليها وعيناه تشعان بالحب والحنان وقال:
"يا ألهي كم أضعنا من الوقت".

وشدها اليه:
" تحسني بسرعة يا ليزا , لا أعلم كم من الوقت بأمكاني أن أنتظر أكثر من ذلك".
كان للمسته سحرها الذي حرك كل ما فيها من مشاعر وأحساسات , فعانقته مقتربة منه أكثر , وهمست في أذنه:
" لسنا بحاجة للأنتظار أكثر من ذلك".
وسألها بصوت متهدج متقطع:
" هل تعنين ذلك يا حبيبتي ؟ أحبك .... وسأحبك حتى الممات".
تمت


اماريج 16-06-10 08:15 PM

تمت والحمدلله
قراءة ممتعة لاحلى ليلاسيات وليلاسين
وبتمنى انو تكون قد نالت رضاكم ياحلوين
:flowers2:http://www.iraqnaa.com/ico/image2/f/n/ros143.gif


الهيفاء 17-06-10 11:11 AM

رواية رائعة جدا جدا، ألف شكر على روعة الاختيار...

rana_rana 17-06-10 02:07 PM

تسلمى على مجهودك الجميل والرواية الاجمل اماريج بجد من احلى الروايات اللى قراتها فى المنتدى جزاك الله الف خير

Rehana 18-06-10 02:32 PM

يعطيك ألف عافية على مجهودك المميزة حبيبتي

ماننحرم منك

تحياتي لك


http://www.liillas.com/up3//uploads/...d458c70847.gif

اماريج 18-06-10 09:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهيفاء (المشاركة 2346794)
رواية رائعة جدا جدا، ألف شكر على روعة الاختيار...

الهيفاء
العفووووو حبيبتي
الحمدلله انو نالت رضاك ياحلوة
:lol:
وسعيدة لتعليقك الحلو
نوررررتي

اماريج 18-06-10 09:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rana_rana (المشاركة 2346857)
تسلمى على مجهودك الجميل والرواية الاجمل اماريج بجد من احلى الروايات اللى قراتها فى المنتدى جزاك الله الف خير

رنا تسلمي حبيبتي
بتعرفي انا كمان بحبها احداثها حلوة كل فترة بقراءها
شكرا لتعبيرك الحلو وسعيدة انو اختياري عجبك
وشكرا لمتابعتك ومرورك
منورة ياعسل
:lol:


اماريج 18-06-10 09:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمــر الليل (المشاركة 2347673)
يعطيك ألف عافية على مجهودك المميزة حبيبتي

ماننحرم منك

تحياتي لك


http://www.liillas.com/up3//uploads/...d458c70847.gif

العفوووو قمورة
الرواية نورت فيك حبيبتي
ربنا ماننحرم منك ابدا ولامن طلتك الحلوة
:flowers2:
دمتي بالف خير

http://www.iraqnaa.com/ico/image2/f/n/ros079.gif

أحلى غمازة 19-06-10 01:53 PM

عاااااااااااااشت ايدج

dalia cool 19-06-10 11:04 PM

مرسي كتير الرواية كتير حلوةةةةة شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sadeka 21-06-10 10:43 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

rosi 23-06-10 04:52 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . حملتها وراح اقراها بس اخلص امتحاناتي
جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

اماريج 26-06-10 12:57 AM


شكرا لمروركم المميز والعطر
ولردودكم ااااااااالحلوة يااااااااحلوين
:flowers2:
تحيااااااااتي العطرة لكم

:liilas:

رشارشا 12-07-10 02:21 AM

يعطيك ألف عافية
تحياتي لك

اماريج 14-07-10 09:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشارشا (المشاركة 2377569)
يعطيك ألف عافية
تحياتي لك

الله يعافيك ياحلوة
لك ودي

أحاااسيس مجنووونة 18-07-10 01:40 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يعطيك العافية وبتشكرك كتييييييييييييييير على هالرواية لانها كتييييييييييييييير حلوة و بتأسر القلوب الله يحفظك و شكرا جزيلا

شاهد 18-07-10 07:51 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اماريج 20-07-10 03:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2385367)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يعطيك العافية وبتشكرك كتييييييييييييييير على هالرواية لانها كتييييييييييييييير حلوة و بتأسر القلوب الله يحفظك و شكرا جزيلا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهد (المشاركة 2385655)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انا شاكر لكم تواجدكم في الرواية ومروركم العطر والمميز
وسعيدة لانها نالت رضاكم ياحلوين
لكم ودي :flowers2:

بنوتهـ عسل 21-07-10 11:40 PM

تسلمي أماريج ع الرواية الرائعة

وع كل الروايات الحلوة

يعطيك العافية ،،

كاميليا1974 07-08-10 04:51 PM

:8_4_134:شكرا على الرائعه

اماريج 07-08-10 05:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنوتهـ عسل (المشاركة 2389544)
تسلمي أماريج ع الرواية الرائعة

وع كل الروايات الحلوة

يعطيك العافية ،،

الله يسلمك يارب
والاروع هو مرورك ياعسل
منورة الرواية فيك حبيبتي
دمتي بمحبة
:flowers2:

اماريج 07-08-10 05:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاميليا1974 (المشاركة 2407606)
:8_4_134:شكرا على الرائعه

العفوووووووو يالغلا منورة
دمتي بخير
:flowers2:

ahooood 08-12-10 09:37 PM

مشكووووووووووووووورة ياقمر على الرواية الرووووووووووووووووعة كثير أعجبتني تسلممممممممممممي......@@@

ام سلمي 09-12-10 09:50 AM

السلام عليكم ورحمة الله ألع شكر لك أماريج على اامجهود الذي قمتي به في كتابة الرواية وشكرا على أختيارك هذه الرواية الرائعة

اماريج 09-12-10 04:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahooood (المشاركة 2554512)
مشكووووووووووووووورة ياقمر على الرواية الرووووووووووووووووعة كثير أعجبتني تسلممممممممممممي......@@@


العفوووو حبيبتي منورة الرواية فيك ياعسل
والله يسلمك وسعيدة كتير انها عجبتك:flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام سلمي (المشاركة 2555042)
السلام عليكم ورحمة الله ألع شكر لك أماريج على اامجهود الذي قمتي به في كتابة الرواية وشكرا على أختيارك هذه الرواية الرائعة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ياهلا بالحلوة منورة ياعزيزتي وسعيدة كتير^_^ انو اختياري للرواية عجبك ياامورة وربي مااتحرم من هالطلة العطرةوالحلوة ابدااااااا يالغلا كله:flowers2:
:liilas:

ام الاولاد الثلاثه 10-12-10 09:01 PM

:29ps:
قصة جميييييلة جداااااااااااااااااا
تسلمى على اختيارك ومجهودك
شكرآآآآآآآآآآآآآ لك

hoob 11-12-10 09:25 AM

:55::8_4_134::110::rdd15gx7:

اماريج 11-12-10 05:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الاولاد الثلاثه (المشاركة 2556595)
:29ps:
قصة جميييييلة جداااااااااااااااااا
تسلمى على اختيارك ومجهودك
شكرآآآآآآآآآآآآآ لك


الاجمل مرورك فيها حبيبتي
والله يسلمك ياحياتي وشكرا على الباقة الورد يالغلا
وانا كمان بحب هذه الرواية كتير وكل فترة بعيد قرائتها منورة ياعسل:flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سلامه (المشاركة 2557433)
:55::8_4_134::110:

:rdd15gx7:



شاكرة لك مرورك العطر وتواجدك المميز ياعسل
والعفووووو يالغلا كله:flowers2:
:8_4_134:

rehab abdo 11-12-10 09:53 PM

انت الافضل دائما اماريج لك كل التقدير

ليلى3 12-12-10 01:59 AM

رواية رووووووووووووووووووووووووووعة كلها تشويق واثارة وكمان مختلفة واحداثها جديدة

http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups...303/392600.gif

اماريج والف شكر حبيبتي

الجبل الاخضر 12-12-10 07:33 AM

تسلمين :flowers2:شكرا :55:شكرا :55:شكرا لك :55:واختيار ممتاز:dancingmonkeyff8: وشكرا على مجهودك :7_5_129:وننتظر جديدك:flowers2:

semsema*love 02-03-11 08:28 PM

رواية غاية فى الروعة تسلم ايدك ويسلم مجهودك انها مثال واضح للرومانسية :friends::7_5_129:

اماريج 02-03-11 08:32 PM

شاكرة لكم مروركم فيها ياحلوين
الرواية نورت فيكم حبيباتي في امان الله :flowers2:
:liilas:

قماري طيبة 10-03-11 07:37 PM

Thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

زهرة منسية 12-03-11 07:43 PM

:rdd17ns5:
واو واو واوواااااااااااااااو حلوه كتير كتير كتييييييييييييييييييييييير:55::55::55::55::flowers2::flowers 2::flowers2::flowers2::flowers2: يسلم ايديكى ياأحلى أماريج لكى منى أحلى :0041::0041::0041::0041::0041::0041:

ندى ندى 14-03-11 10:22 PM

رووووووووووووووووووووووعه

حنين عربي 22-09-12 09:48 PM

حلوة كتير متلك يا اماريج

حنين عربي 23-09-12 08:05 PM

يسلموا ايديك

bratz29 09-12-13 11:29 AM

رد: 63 _ الكذبة _ روزميري كارتر _ عبير القديمة ( كاملة )
 
رائعة تسلمي

nermen yehia 04-04-16 10:04 PM

رد: 63 _ الكذبة _ روزميري كارتر _ عبير القديمة ( كاملة )
 
شككررررررررررراا يييييييييسسسسسسسسلللللللمممممممموووووواااااا

ريما المدلله 01-05-16 08:29 PM

رد: 63 _ الكذبة _ روزميري كارتر _ عبير القديمة ( كاملة )
 
رواية رائعة جدا جدا، ألف شكر على روعة الاختيار.


الساعة الآن 01:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية