منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   13 _ عيناك بصري _ جانيت ديلي _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t145620.html)

اماريج 27-07-10 09:02 PM

رددت اسمه بأنفاس متقطعة وان كانت نبرة الفرحة تشوب صوتها واردفت تقول:
" يالها من صدفة! باميلا تايسن اخبرتني منذ لحظات بأنك تقوم برحلة بحرية في باجا. انه من الصعب ان يتواجد الشخص في مكانين في وقت واحد"
ثم حدثت نفسها قائلة: (هاول هذا الخائن. لماذا لم يخبرني ان باي هو الشخص الذي يترقب انتظاري؟ ولا عجب ان يتسلل ويتركنا وحدنا.)

سمعت باي يقول بنبرة اشاعت القشعريرة في اوصالها :
" انه خطأ اقترفته باميلا فقد اعددت العدة للعودة بعد مضي بعض الوقت. ارى انك حققت النجاح الذي كنت تنشدينه. ما شعورك الان؟"
فقال قلبها: شقية. لكن لسانها كذب وقال:
"سعيدة!"
منتدى ليلاس
قال باي بسخرية:
" يبدو مظهرك انيقا ومتخما للغاية وانت في ثوبك الاسود وقد التف عقد من اللؤلؤ حول عنقك الطويل فأضفى عليك لمسة بسيطة ولكنها رائعة. وقد اجتمع الفستان والعقد ليبرزا الشحوب والجمال على بشرة وجهك. وكأنما كنت تكابدين مأساة عظيمة ونجحت في التغلب عليها. ولا شك في ان الصحافة وجدت في قصتك ما يشغل صفحاتها"

وتاقت نفسها الى ان تقول له بأن مأساتها تكمن في فقدانها له وليس فقدانها لبصرها ولكنها التزمت الصمت وهي تحاول ان لا تسمع سخريته التي تختفي وراء نبرة صوته.
واستطرد يقول:
" يراودني التفكير في انك سوف تنبذين عصاي وتستعيضين عنها بأخرى"

وكانت اشارته الى العصا العاجية التي تحملها تدفعها الى ان تتشبث بمقبضها بشدة وكأنها كانت تخشى ان يحاول استعادتها منها.

فقالت سابرينا باستخفاف:
" ولم افعل ذلك؟ انها تؤدي غرضها"
قال باي بجفاء:
" لن اتهمك فأقول انك ترتبطين بها ارتباطا عاطفيا للغاية ولكنني عندما تتطلعت الى التمثال النصفي الذي صممته لي ادركت انك تنظرين الى علاقتنا السابقة بشغف كبير"
قالت:
" شئ طبيعي...."
ونم اهتزاز صوتها عن مبلغ عمق ولعها به.

واردفت تقول:
" هذا علاوة على انني سبق واخبرتك مرة بأنني احب وجهك. ان ملامحه قوية وشامخة."
قال:
"هل اخبرك هاول انني ازمع شراء التمثال؟"
قالت ضاحكة:
"اجل. ولكنني لم اعرف انك اناني يا باي, تخيل انك تشتري صورة لنفسك"

" سيكون تذكارا جميلا.."
قالت متلعثمة:
" باي...انا..."
وتحركت قليلا حتى دنت منه وهي تشعر بعينيه تتفرسان في وجهها الذي راح يهتزمن القشعريرة والبرد.
واستطردت تقول:
" هناك خطأ. هاول جاء بي لان...حسنا...التمثال ليس للبيع"

سألها باي وكأنه لم ينزعج لصوتها المتلعثم:
" ولماذا ترفضين بيعه؟ اظن ان الهدف من هذا المعرض هو بيع المعروضات"
قالت:
" المعروضات للبيع فيما عدا التمثال النصفي الذي حددنا له ثمنا باهضا حتى لا يستطيع احد شراءه"

فقال بهدوء:
" انا استطيع شراءه"
فقالت في يأس مميت:
" كلا...لن ادعك تأخذه مني..فقد اخذت كل شئ عندي.. ارجوك دعني احتفظ به"
قال ضاحكا:
" آخذه منك!"
منتدى ليلاس
وزحفت يده لتقبض على رسغها ثم اردف يقول:
" ماذا اخذت منك؟ هل نسيت انني الشخص الذي عرفتي كيف تستغلينه من قبل؟ لماذا لا تأخذين نقودي؟ لقد اخذت كل شئ ثمين قدمته لك"
قالت:
" ماذا قدمت لي؟ الشفق؟ العطف؟ الاحسان؟"

وراحت تضرب الارض بعصاها في حدة واضحة وكانت كل ضربة تتردد مع كل كلمة غاضبة تتفوه بها.
ثم استطردت تقول:
"متى يكون للأشياء المهنية قيمة ثمينة. ولمن تقدم الاشياء الثمينة؟ بالتأكيد لا تقدمها لي. انك لم تكترث بي كثيرا. انني في نظرك مجرد حالة تقدم لها الاحسان"

وانطلقت تنهيدة عميقة من صدره وهو يتسائل:
" هل ما زلت تؤمنين اني اشعر بالاسف نحوك؟"
قالت سابرينا:
" كنت بالتأكيد لا تحبني"
وقبضت يداه على كتفيها وادار وجهها نحوه ثم قال:
" واذا كنت احبك فهل سيختلف الموقف؟"

وقالت سابرينا لنفسها لو لم تبعث لمسة يده ومضة نارية لتجري في سلسلتها الفقرية لاستطاعت ان تصمد امام الام الذي كان يمزق قلبها اما وهي تشعر الان بالعجز في اعماقها والكبرياء لا تستطيع ان تشد ازرها فليس امامها سبيل الا ان تلقي بنفسها على صدره.


اماريج 27-07-10 09:04 PM

وقالت له وهي تتنهد:
" لو انك احببتني قليلا يا باي...لما توانيت على ان احبك بجنون ولكن ماذا تفعل فتاة عمياء مع رجل يشعر بالشفقة نحوها...لانها عمياء؟"

وخفت حدة صوته وتركت يده كتفيها لتمسك برسغها بينما دغدغت اليد الاخرى برفق وجنتيها وقال:
" انني لم اشعر مطلقا بالشفقة نحوك كنت غارقا لاذني في حبي لك حتى بت اخشى ان افقد قطرة من هذه العاطفة"

وانتحبت سابرينا في ألم وهي تحاول ان تنفلت من ضمته الرقيقة وقالت:
" باي. لا تكذب علي. الم تخجل من سلوكي الذي كان يدفعك الى السخرية مني؟"
قال باي:
" لا اكذب عليك صدقيني. ان الجحيم الذي كابدته خلال الشهور السابقة لم يدفعني الى السخرية منك"
منتدى ليلاس
قالت تسأله حتى يتوقف عن تعذيبها:
" انا فتاة عمياء يا باي. كيف يكون في وسعك ان تحبيني"
" يا ملكتي العمياء...الجميلة والشجاعة هل تسألين كيف استطيع ان احبك؟"
وكان صوته دافئا صادقا وبددت نبرة الاخلاص فيه الخوف الذي كان يملأ قلب سابرينا فقالت له:
" لن تحاول خداعي مرة ثانية اليس كذلك يا باي؟ لا تفعل ذلك معي اذا كان التمثال هو كل ما تبغيه سأهبك اياه عن طيب خاطر اذا توقفت عن الكذب علي"

واطبقت يداه على كتفيها وجذبها الى صدره ووضع يدها على قلبه الذي ترددت نبضاته فوق راحتها.
وكان نبض قلبها في سباق جنوني مع نبض قلبه واخيرا القت وجهها بين يديه.
وهمس في اذنها قائلا:
" كونك ضريرة لا يقلل من شعوري بأنك امرأة عندما اضمك بين ذراعي"

فتمتمت قائلة وهي تلقي برأسها فوق قلبه:
" لم تدعني اشعر بذلك مرة...."
ضمها الى صدره بيدين قويتين وكأنه يخشى ان تحاول الهروب منه ثانية وقال لها:
"احببتك حبا عميقا من البداية وربما بدأ ذلك في تلك الليلة التي لجأنا فيها الى زورقي هربا من المطر. لا ادري...ولكني قلت لنفسي يجب ان تأخذ الامر بهوادة فانك تتصفين بالكبرياء والعناد والتحدي. لذلك لم احاول ان اؤكد لك في البداية بأنني احبك لانك ما كنت لتصدقين مشاعري. ليس هناك شئ مستحيل ما دمت قد عقدت العزم على تنفيذه وبعد تلك الانجازات فكرت ان ادفعك الى ان تحبيني. ولا يمكنك ان تتصوري مدى عنف الصدمة التي تلقيتها يوم ان اخبرتني بأنك لم تعودي في حاجة الي.

وابتسم باي بينما ازدادت سابرينا اقترابا منه وتمتمت بحرارة:
" انا محتاجة اليك انا اريدك بجنون. كنت ارتعد عندما يراودني الاحساس بأنك تشعر بمزيد من الشفقة نحوي"
" لم اشعر بالشفقة نحوك بل بالفخر بك"

واستدارت برأسها نحوه في تساؤل وحيرة وقالت:
" بالفخر بي؟"
" كنت دائما فخورا بك لانك كنت دائما تقبلين التحدي الذي اوجهه لك"
وراحت تذكره بابتسامة:
" كنت اقبل التحدي مع الاحتجاج"

قال باي ضاحكا:
" لا يستطيع احد ان يتهمك بأنك ليتة العريكة. اجل انت عنيدة ومحبة للاستقلال ولست سهلة الانقياد. كان ذلك واضحا منذ اول مرة التقينا فيها وصفعت وجهي"
وتركت سابرينا اصابعها تداعب وجنتيه وهي تقول:
" وانت رددت لي الصفعة التي اثارت غضبي واثارت معها حبي لك"

وطبقت اصابعه بسرعة على يدها وطبع عليها قبلة حارة وقال:
" هل يمكنك ان تخبريني الان لماذا هربت مني عندما كنا في حفل باميلا؟ اريد ان اعرف الحقيقة هذه المرة."

ووثب قلبها وثبة مفاجئة لانها في هذه اللحظة لا تريد ان تتحدث ولكنها قالت:
" سمعتك تتحدث الى فتاة تدعى روني وقالت انك اتيت بي الى الحفل لانك تشعر بالاسف لي وانك استخدمتني وسيلة لتثير الغيرة في قلبها. وانت لم تنكر ذلك يا باي وتعلقت بأمل ان تقول لها انني على الاقل صديقتك ولكنك تركتها تتحدث عني كانسانة مسكينة سيئة الحظ وتستحق الاحسان وظننت انها تقول الحقيقة. وهذا ما دفعني الى الهروب"

" ان اول شئ سوف اتذكره عندما نتزوج هو حدة سمعك. ولو انك انصت قليلا لكنت سمعت بقية حديثي فقد قلت لها انني لا احب ان اسمع منها اي تعليقات على المرأة التي ازمع الزواج منها"
وشابت صوتها موجة من الحب الدافئ وهي تقول:
"باي...هل تنوي الزواج مني؟"

" انوي الزواج منك..اذا وافقت على طلبي"
فهمست وهي تلهث الما:
"لا تسخر مني...."
وعانقها برقة اشعرتها بأن حبه بدد كل الظلام الذي يسود حياتها.

وبعد مضي لحظات دفعها باي بذراعيه لكنها ترنحت نحو صدره لتنعم بلمسات اصابعه واخيرا امسك جسمها بحزم على مقربة منه فقالت له هامسة:
" حبيبي...كم احبك ارجو ان تمسك بي فترة قصيرة اخرى"
منتدى ليلاس
فقال بصوت ينم عن عمق حبه:
" ان الفترة القصيرة ستدوم طويلا"
وانفجرت شفتاها عن ابتسامة تتراقص بالسعادة الفياضة وقالت:
"باي... الباب له قفل"
فقال باي يذكرها:
" هناك عدد كبير من الناس يتساءلون ماذا حدث لنجمة المعرض"

فأجابت:
" لا اريد ان اكون نجمة..."
وسألها باي:
" وعملك..."
لكنها قاطعته قائلة تتم كلامه:
" سيملأ اللحظات التي تكون فيها بعيدا عني. سيرضيني كل الرضا"

دمدم باي:
" انت تعرفين ان العمل الفني ليس امرا هينا وانما يتطلب دقة الاحساس"
وهمست قائلة:
" اعرف ذلك...."

النهاية


اماريج 27-07-10 09:06 PM

تمت والحمدلله
قراءة ممتعة للجميع وبتمنى انو النهاية نالت رضاكم
لكم ودي

нάмşά 3şħ2 28-07-10 03:43 AM

روااااااااااية اكثر من رائعة

شكرااااااااااا لكي

♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ 28-07-10 08:11 PM

هالروايه رووووووووعه
يسلمووووووووووووووووو


الساعة الآن 02:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية