لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-08, 06:23 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 95933
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: مني عباس ميرغني عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مني عباس ميرغني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عزيزتي روز روايتك أكثر من رائعة كروعتك
وانا مشتركة جديدة في المنتدى وبدأت كتابة أول رواية
وبعاني في كتابتها لذا مقدره تعبك في كتابتها فربنا يعينك

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة مني عباس ميرغني ; 09-11-08 الساعة 06:32 AM
عرض البوم صور مني عباس ميرغني   رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 10:49 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مني عباس ميرغني مشاهدة المشاركة
   عزيزتي روز روايتك أكثر من رائعة كروعتك
وانا مشتركة جديدة في المنتدى وبدأت كتابة أول رواية
وبعاني في كتابتها لذا مقدره تعبك في كتابتها فربنا يعينك

تسلمي حبيبتي منى

و يسعدني جدا مشاركتك معاي

و أهلا و سهلا فيك في المنتدى

و الله يعينك على كتابة روايتك

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 10-11-08, 10:43 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



الفصــــــــــــل الســــــــــــــادس



في اليوم التالي و فيما كانت باريسا ترشف قهوتها الصباحية في غرفة الجلوس مع لوك ، إذا بالهاتف يرن.
"عذرا يا باريسا ، فعلي الرد على الهاتف. لا بد و أن الأمر طارئ ، و إلا لما تجرأ أحد على إزعاجي." و نهض عن الأريكة ثم التقط سماعة الهاتف.
شعرت باريسا بفراغ الأريكة الواسعة بعد نهوضه. ثم فكرت بقوله المتعجرف أن أحدا لا يجرؤ على إزعاجه ، الأمر الذي دفعها إلى أن تكون أكثر تيقظا منه بسبب وضعها الحرج معه. هكذا بدأ الحلم الذي عاشته خلال الأربع و العشرين ساعة الأخيرة بالتلاشي. نظرت باريسا بحذر إلى لوك ، فراقبته و هو يلتقط سماعة الهاتف و أخذ يصغي بإهتمام إلى الشخص الذي يحدثه على الطرف الآخر لخط الهاتف. لقد كان رجلا قويا ، ديناميكيا ، و كان لوجوده رهبة كبيرة. لم تستطع باريسا أن تفهم كلمة مما كان يقوله ، و لكنها استطاعت أن تعرف أن مزاجه قد تعكر لأن ذلك كان واضحا على ملامحه.
نهضت باريسا ببطء شديد من مقعدها ، ثم أغمضت عينيها و الأحمرار باد على وجهها ، و كأنها لاحظت الآن جسامة الغلطة التي اقترفتها بمجيئها إلى إيطاليا.
لم تجرؤ باريسا على أن تنظر إلى لوك. لا بد و أنها كانت ثملة أو مجنونة أو مسحورة ، أو الثلاثة معا.
أشاحت باريسا برأسها هربا من عينيه الساخرتين. و لكن بعد أن لاحظ لوك رد فعلها و خجلها ، بدل ملامح وجهه و نطق ببضع كلمات مقتضبة ، ثم وضع الهاتف جانبا و توجه نحو باريسا.
قال لها: "كنت أنوي أن أجعل هذا الصباح مميزا يا باريسا ، و لكن من سوء حظنا أن هناك حالة طارئة في المصنع في مدينة نابولي. يبدو أن حريقا شب في المصنع في الليلة الماضية و جرح ثلاثة رجال ، لذا يجب علي التوجه إلى هناك.
صعقت باريسا من كلامه ، فنظرت إلى وجهه الوسيم. لقد كانت تريد أن تخبره بأنها تحبه ، و لكنها استدركت الأمر لأن الوقت ليس مناسبا لذلك ، مع علمها بأن هذا الوقت لن يأتي أبدا. فابتسمت ابتسامة عريضة مملوءة بالغبطة ، و نظرت إليه بعينيها الزرقاوين اللتين عكستا حقيقة حبها الجديد.
"لا تنظري إلي هكذا يا باريسا. إن علي الرحيل بعد نصف ساعة ، و لكن عليك أن تبقي هنا حتى أعود ، علينا أن نتحدث مع بعضنا."
"و متى تعود؟"
"بعد يوم أو يومين على الأكثر."
تململت باريسا: "و لكن علي أن أعود إلى دياري ، فهناك مويا..." ثم تابعت كلامها باندهاش: "الصور!" كيف استطاعت أن تنسى السبب الرئيسي لوجودها هنا؟ قالت في نفسها ، إن حبيبها مبتز و ربما أسوأ من ذلك! و مع هذا نسيت أمر صديقتها.
سيطر القلق على عيني باريسا و فكرت بأنه لا مجال لبقائها في إيطاليا لإنتظار لوك و أن أفضل حل أمامها الآن هو إنهاء مهمتها و الرحيل.
"لا يوجد أمامي الآن متسع من الوقت لأشرح لك ، لذا سوف أسمح لك بأن تتغلبي علي هذه المرة. سوف أحضر الصور و أرتب أمور سفرك لتعودي إلى إنكلترا اليوم. و لكن تذكري أنك لي ، و انتظري مني مكالمة هاتفية هذه الليلة ، اعطني رقم هاتفك."
و بدافع من حذرها الشديد ، أعطت لوك رقم هاتف مويا في لندن بينما كان يرافقها إلى غرفتها.
بعد أن ارتدت باريسا بنطالها و قميصها الصوفي ، وجدت نفسها واقفة في الفناء الخلفي للفيلا و بيدها مظروف الصور و إلى جانبها يقف لوك الذي كان مهندما ببدلة أنيقة و ترتسم على شخصيته ملامح الرجل الناضج و الناجح. في هذا الوقت حطت الطائرة المروحية على العشب الأخضر مكملة شخصية لوك.
"إني أكره وداعك بهذه الطريقة يا باريسا ، و لكنني مضطر. سوف أكون في لندن في أسرع وقت ممكن."
"لا بأس ، فأنا أتفهم الوضع." و لكنها لم تكن تتفهم شيئا ، لأنها لم تكن تعي الوضع الذي أصبحت عليه ، لأن جزءا منها كان يريد التشبث بـ لوك و يحاول إقناعها بالذهاب معه و عدم النظر إلى الوراء.
"فتاة طيبة. إن أول ما أحببته فيك هو وفاؤك لصديقتك الذي أحب أن يكون لي مثله. أعرف أني أكبر منك سنا بكثير ، و كان يجب علي السيطرة على نفسي بشكل أفضل ، لقد أعجبت بك لدرجة أنني لم أعجب بأي إمرأة أخرى بهذا القدر. ضعي خاتمي و انتظريني."
"سوف أفعل." كانت تائهة في بريق عينيه. قد لا تكون كلماته اعترافا صريحا بالحب، لكنها كانت كفيلة بأن تجعل قلب باريسا يقفز من الفرح.
و هكذا ودعها للمرة الأخيرة و قال: "سوف أقضي معك بعض الوقت لاحقا. أعدك بذلك." تذكرت لوك و هو يوجه مثل هذه الكلمات إلى مارغوت ماي. إنها المغنية التي يبدو أن باريسا نسيت كل ما يتعلق بها.
و بخطوات متثاقلة قفلت عائدة إلى غرفتها حيث كانت المدفأة مشتعلة و سريرها مرتب. فهزت كتفيها و توجهت إلى المدفأة ، حيث رمت بالصور في النار و راقبتها و هي تحترق.
لقد انتهت المهمة الآن. و لكن ماذا كان الثمن؟
منتديات ليلاس
توجهت باريسا إلى السرير و تمددت و أخذت تفكر. فأين المشكلة في أن يكون لوك قد التقى مارغوت ماي خلال عطلة الأسبوع المنصرم؟ لقد أصبح هذا الأمر جزءا من الماضي. فأمر انجذاب الرجل إلى إمرأة ما بسرعة ، أمر محتمل ، و قد حصل لها ذلك أيضا. فقد قضت ثلاثة أيام فقط برفقة لوك و مع هذا أغرمت به. لذا ما المانع في أن يكون قد حصل نفس الشيء للوك؟ لقد سبق له أن أخبرها بأنه أعجب بها منذ اللحظة الأولى التي رآها فيها ، و لكنها لم تستطع أن تتحمل فكرة أن يكون قد كذب عليها ، و لكن إذا كان كلامه صحيحا ، فماذا عن الباقي؟ أي الابتزاز!
و بسرعة نهضت و بدلت بنطالها و قميصها. ثم وضعت ماكياجا خفيفا على بشرتها مكونا من الكريم المرطب و أحمر الشفاه و أجلت أمر تساؤلاتها حتى تلتقي بـ لوك لأنها لم تكن تنوي أن تستبق الحكم عليه. لقد كانت متشبثة به ، و هي تعرف هذه الحقيقة جيدا. و لكن من الممكن و من المحتمل أن تكون مويا هي الشخص الوحيد الذي حاول ابتزازه ، و ربما كان للوك تفسيرا منطقيا لتبرير أفعاله الشائنة. و لكن من تحاول أن تخدع؟ لا أحد سوى نفسها.
فقد وقعت في حب محتال. إن من سخرية القدر ، أن الرجل الذي وقعت في حبه متهور أكثر من والديها و سلالتها بمئات المرات ، إلا أن والديها كانا صادقين ، و هذا أدنى المطلوب ، أنما لوك...
رفضت باريسا أن تتابع تفكيرها بهذه الطريقة ، ففتحت الخزانة و سحبت منها ثيابها و وضبتها في حقيبتها. ثم حملت الحقيبة و المعطف و جالت بنظرها في أرجاء الغرفة للمرة الأخيرة. فابتسمت عندما رأت الخاتم لا يزال على الطاولة و تذكرت لوك عندما طلب منها أن تضعه في اصبعها ، فوضعته ، و شعرت بارتفاع معنوياتها.
بعد نصف ساعة تقريبا ، عادت معنوياتها للانهيار ، فقد كانت باريسا واقفة في غرفة الطعام قرب طاولة المائدة الأنيقة تحاول اختيار طعام فطورها عندما دخلت تينا إلى الغرفة.
"باريسا ، أيتها المحتالة ، لمَ لم تخبريني يوم الجمعة الماضي بأنك مخطوبة من لوك؟! الأمر رومنطيقي حقا ، فلطالما شككت في أنه مغرم بك حتى الجنون ، لقد غضب جدا من تلك الحيلة التي مررناها عليه أيام الدراسة ، و أقسم بالانتقام في بادئ الأمر ، لكنه عاد و تناسى ما حدث ، و يضحك من تلك الحيلة كلما تذكرها ، إني سعيدة لأجلكما."
لم تلتق باريسا تينا في الليلة الماضية لأن الفرصة لم تسنح لذلك ، و هذا الصباح لم تكن في مزاج يسمح لها بالإستماع إلى مجاملتها حول تلك الخطوبة المزيفة.
"أشكرك."
"لقد وعدت جينو بأن آخذ له بعض الطعام ، إنه في إنتظاري." و بلمح البصر ، ملأت صحنا بالطعام و غادرت المكان.
التقطت باريسا صحنا و وضعت فيه قطعة من "الكرواسان" و كانت على وشك أن تسكب فنجانا من القهوة عندما دخلت آنا ، السمراء الفاتنة.
"لقد سمعت أنك تعرفين لوك منذ مدة طويلة..." قالت آنا ذلك بلغة إنكليزية ركيكة ثم توجهت نحو باريسا و وقفت بقربها و تابعت: "لقد قدم لك الخاتم و سوف يتزوجك من أجل أمه." ثم حدقت آنا بعينين قاسيتين كالجليد إلى باريسا و تابعت كلامها: "إن أمه سعيدة ، فبالزواج من "ليدي" إنكليزية يكون لوك قد قدم لوالدته... كيف تقولينها؟ آه ، يكون قد قدم لها المركز الإجتماعي الذي تريد."
شحب لون باريسا على وقع تعليق تلك المرأة اللاذع.
"اسعدي بوقتك الآن ، لأن لوك ليس من النوع الوفي ، و قريبا سوف تحصلين على سوار ، تماما كما فعلنا نحن... لقد قدم لي هذه ، إنها جميلة أليس كذلك؟"
قبل أن تستجمع باريسا أفكارها لترد على آنا ، ظهرت السيدة دي ماغي و وجهت كلاما إلى تلك المرأة جعل لونها قرمزيا و اضطرها للخروج.
قضت باريسا بقية ذلك الصباح تحاول فهم ما قالته السيدة دي ماغي بمزيج من اللغتين الإنكليزية و الإيطالية ، و لكنها لم تتوصل إلى أي نتيجة ، ثم تنفست الصعداء عندما وصلت سيارة الأجرة لتقلها إلى المطار و استطاعت أخيرا أن تقول: "إلى اللقاء".
سألت مويا: "إذن ، هل أحضرت الصور؟ و ماذا حصل؟"
رمت باريسا بحقيبتها إلى الأرض.
قالت باريسا لاهثة: "دعيني أدخل الشقة أولا ، قبل أن تمطريني بأسئلتك." كانت خطوط القلق بارزة على وجه مويا ، فتذكرت بألم شديد أن تصرف لوك هو الذي جعل صديقتها على هذا النحو. كيف يمكنها أن تحب مثل هذا الرجل؟
"لقد أنتهت متاعبك يا عزيزتي مويا ، فقد أحرقت الصور بنفسي. أما الآن ، فاصنعي لي فنجانا من القهوة ثم عودي لأخبرك بكل شيء."
بعد عشر دقائق تقريبا ، أخبرت مويا قصة مختصرة عما صادفها ، متفادية إخبارها التفاصيل الدقيقة حول والدته ، أما الخاتم فقد خلعته في الطائرة و وضعته في حقيبة يدها.
"باريسا ، لا استطيع أن أعبر لك عما يعنيه لي هذا الأمر. فقد كنت أعيش تحت وطأة اكتشاف سيمون أمر تلك الصور ، و كنت أعتقد أن ذلك الكابوس لن ينتهي أبدا. بصراحة ، عندما سافرت برفقة ذلك النذل إلى إيطاليا ، لم أكن أتصور أنه سيحترم كلمته و يعيد إليك الصور. شكرا لك يا باريسا."
عضت باريسا على شفتيها ، و كانت على وشك أن تعض مويا بسبب تعليقها حول لوك ، و سيطرت غمامة حزن على عينيها عندما لاحظت أن رأي مويا بـ لوك قد يكون صحيحا.
و لكن ، لماذا تحاول باريسا أن تجعل من نفسها العوبة بين يديه؟ سؤال تصعب الإجابة عنه.
هكذا ، قضت الصديقتان بقية السهرة و هما تتحدثان عن حفلة زفاف مويا المرتقبة. لقد كانت تنوي أن تترك عملها في نهاية الأسبوع ، لأن سيمون سوف يحضر يوم الأحد لإيصالها إلى نورفوك لتقيم مع والدها إلى أن يعين موعد زفافها ، إلا أن باريسا لم تكن تصغي لحديثها جيدا ، لأنها كانت تنتظر رنين الهاتف! و أخيرا قررت أن تبقى بضيافة مويا حتى نهاية الأسبوع على أساس أنها كانت تنوي الذهاب إلى السوق لشراء فستان جديد ترتديه يوم عرس مويا ، و لكن بينها و بين نفسها كانت تمني النفس بأن يتصل لوك أو أن يصل إلى لندن قبل يوم الأحد.
عندما توجهت باريسا إلى السرير كانت الساعة قد قاربت الثانية صباحا ، و لوك لم يتصل بعد. فتمددت في سريرها و استذكرت كل كلمة و حركة قاما بها خلال الأيام القليلة الماضية.
سوف يتصل لوك... لا بد و أن يتصل. ربما أن الحادث كان خطيرا أكثر مما تصور لدرجة أنه لم يسنح له الوقت بالأتصال ، قالت ذلك في نفسها. ثم لاحظت فجأة أنها لا تعرف حتى نوع المصنع الذي يملكه. ماذا لو كان مصنع مشبوه؟ و بدأت الأسئلة بتعذيبها. من المستحيل أن تكون قد بنت علاقة مع تاجر ممنوعات. ما هذا الشيء الذي تفكر به ، و هل أن هذه الجريمة أسوأ من تلك؟
تململت باريسا في سريرها بقلق ، فقد كان يجول في عقلها ألف سؤال و سؤال. ففي الأسبوع الماضي كانت تسخر من فكرة الوقوع في حب مجرم ، و كانت تفسر هذا التصرف على أساس أنه ضعف في شخصيتهن. أما الآن ، فقد بدأت تتفهم قوة الحب الخارقة. فبرفقة لوك لم تكن تهتم لأي أمر أكثر ، لأنها لم تكن تبغي غيره. هل يمكن أن يصدق ذلك المفهوم القديم الذي يقول بأن الرجل إذا وقع في حب إمرأة طيبة قد يتأثر بهذه الطيبة؟
لقد فكرت بكل المغامرات المتهورة في تاريخ عائلتها و التي كان بعضها خارجا عن القانون ، و تذكرت تحذيرات جدتها التي كانت تنصحها بالسيطرة على الجانب المتهور في شخصيتها. لقد كانت تعتقد أنها نجحت في ذلك حتى حصل لها ما حصل. هل أصبحت حمقاء لهذه الدرجة؟ و أخيرا خلدت إلى النوم و هي تختلق الأعذار المثيرة للشفقة لسكوت لوك.
يوم الأحد كانت باريسا قد استنفذت كل اعذارها ، لقد قامت بالمطلوب منها خلال الأيام القليلة الماضية ، فكانت تبتسم أمام مويا في الوقت الذي كانت تبكي فيه من الداخل ، و لكن الآن عليها أن تتقبل حقيقة أن لوك لن يأتي و لن يتصل. من الأفضل لها أن تعود إلى سرايا هاردكورت و تحاول أن تتناسى هذا الجزء الأليم من حياتها و ترميه خلف ظهرها. فلديها الآن عملها ، و بيتها ، و لديها ديفيد.
لقد كان لوك نذلا و قام باستغلالها و الآن انتهت القصة... إلا أن شيئا لا يستطيع أن يسكن جراح قلبها و شعورها الرهيب بفقده.
وضبت باريسا حقيبتها ثم جلست كئيبة إلى مائدة الفطور لارتشاف فنجان من القهوة.
"باريسا انظري إلى هذا." قالت مويا ذلك ، ثم قربت جريدة الأحد منها و تابعت: "لقد ألقي القبض على النذل."
حدقت باريسا إلى الصورة التي كانت تشير إليها مويا ، فدهشت لما رأت. لقد رأت صورة لوك ، و لكن اصبع مويا لم يكن يشير إليه بل إلى صورة الرجل الواقف إلى جانبه ، و هنا ازدادت سرعة خفقان قلبها و هي تقرأ.
لم تستطع باريسا أن تصدق. ما تقرأ... إنه أمر غير معقول...
لوك دي ماغي أحد أشهر المقاولين في أوروبا امتلك الأسبوع الماضي ، كجزء من ملكيته لشركة ضخمة قام بشرائها ، أحد فنادق لندن ، و أول ما قام به بصفته المالك الجديد هو طرد مدير الفندق و الابلاغ عن عمليات احتيال لويجي رينو التي بلغت ألوف الجنيهات إلى الشرطة يوم الخميس ، فتم اعتقاله.
"هل هذا هو الرجل الذي...؟" سألت باريسا مويا باندهاش و هي تشير إلى صورة الرجل ذي الوجه البيضاوي الذي يقف إلى جانب لوك في الصورة.
"أنت تعرفين إنه هو يا باريسا. لا بد و أن الشرطة قد ألقت القبض عليه بعد عودته إلى إنكلترا."
بدأت باريسا بالضحك بشكل هستيري لدرجة أنها لم تستطع تمالك نفسها ، فلقد كانت قد ذهبت إلى إيطاليا مع الشخص الخطأ...
في هذه الأثناء وصل سيمون ، الذي لم يفسح المجال لباريسا بالتفكير بعظمة اكتشافها ، بل رافقها إلى الخارج و مباشرة نحو السيارة ، كان سيمون في عجلة من أمره ، فأوصلها إلى محطة السكك الحديدية و من ثم تابع طريقه نحو نورفوك.
بعد نصف ساعة تقريبا ، كانت باريسا وحيدة في القطار. ففتحت الجريدة و قرأت الخبر للمرة الثانية و هي مندهشة مما تقرأ. يبدو أن حياة لوك المهنية قد بدأت بمساعدة والده الخباز الذي كان يملك مخبزا صغيرا في إحدى القرى الصغيرة. و بعد وفاة والده ، وسع عمله إلى مجموعة من المخابز ، و أسس سلسة من مطاعم البيتزا التي انتشرت في أربع قارات. و لم يكتف بهذا بل نوع في عمله ، فعمل في مجال الشحن البحري و العقارات ، وأصبح الآن المالك الوحيد لإحدى أكبر الشركات المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
إلا أن ارتياح باريسا لاكتشافها أن لوك ليس محتالا لم يدم طويلا ، لأن غمامة من الحزن سيطرت عليها. فعندما كانت تعتقد أنه محتال ، كان كرهها لنشاطه سببا كافيا للقضاء على حبها له. أما الآن ، فبعد أن عرفت أنه مليونير و أنه ليس محتالا كما اعتقدت ، لم يعد هناك من سبب لتكرهه ، و لكن عذابها النفسي ازداد إلى حد يصعب تحمله.
كم كانت غبية عندما تصورت أن رجلا ناضجا و عالي المقام مثل لوك يمكن أن يقع في حبها ، لقد كانت سذاجتها مشابهة لسذاحتها عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها عندما ألتقت لوك للمرة الأولى ، و هذا هو التفسير الوحيد لغبائها ، قالت باريسا في نفسها بحزن شديد. فالقصر ، و الطائرة و السيارة... كلها أمور تصرخ بالثراء. لقد كان يتوجب عليها معرفة ذلك... لأن الحياة لم تقدم لها مثل تلك المعطيات التي تجعلها من طبقة أصحاب الطائرات الخاصة ، و هي الطبقة التي من الواضح أن لوك ينتمي إليها.
لقد كانت تتمتع بكل الحسنات الإجتماعية التي تعلمتها من والديها و من المدرسة الداخلية ، و لكن المرحلة الأخيرة من سن المراهقة قضتها في التمرين و التحضير للألعاب الأولمبية ، فلم يسنح لها الوقت لإقامة علاقات صداقة مع الجنس الآخر كما كان يفعل أترابها ، و عندما تركت رياضة التجذيف توجهت مباشرة لتدريس الرياضة في إحدى المدارس الخاصة. أما بالنسبة لحياتها المنزلية ، فقد كانت اقامتها في السرايا برفقة ذلك الثناءي العجوز تناسبها تماما ، فلقد كانت ، و سوف تظل في الصميم تلك الفتاة الريفية بغض النظر عن وضع لوكا دي ماغي العالي المقام.
فعندما دخلت باريسا بيته و جلست مع والدته العجوز التي كانت فرحة بوجودها ، استسلمت لكلامه الرقيق ، فقبلت الأمر بسذاجة مفرطة مما دفعه إلى الاعتقاد بأنها سهلة ، و لكن الخطأ هو خطأها هي لأنها وافقت على البقاء في إيطاليا ، و وافقت على خداع كل من حضر الحفلة. و لكن لوك تمادى في الخداع ، فقد تقرب منها دون أن يلقى أية معارضة من جانبها ، مع أنها كانت تعرف جيدا أنه لا ينوي أن يراها ثانية. لقد قضت خمسة أيام في لندن في ضيافة مويا و عاشت كل دقيقة من هذه المدة على أمل أن يتصل هاتفيا أو أن يأتي ، و لكنها عرفت الآن أنه لن يفعل ذلك أبدا.
كان لوجود باريسا في شقته أثر كبير على تفكيره. فقد تذكرت الآن رد فعله عندما اتهمته بابتزاز مويا و قوله: "اتعتقدين بأنني أبتز هذه الفتاة؟" ربما باريسا محقة في تفكيرها ، لأن الرجل لم ينكر هذا الاتهام و استعمله لخدمة اغراضه الخاصة. فاصطحب معه إلى إيطاليا خطيبة مزيفة ذات نسب أصيل لإرضاء أمه و للإنتقام من باريسا التي تسببت في إحراجه في السنوات الخوالي. فلقد ذكرت ابنة عمه تينا أن لوك أقسم على الإنتقام في ذلك الوقت.
كان الألم يمزق أحشاء باريسا ، و شعرت بقرف عندما تذكرت شغفها للبقاء معه في الوقت الذي كان يسيطر فيه على نفسه سيطرة كاملة. لا عجب إذن في أنه لم يصدر أي اعتراض عندما أخبرته بأنها ستعود إلى إنكلترا و لعله كان يتمنى أن تعود قبل أن تطلب منه ذلك.
ارتسمت ابتسامة استهزاء على شفتي باريسا عندما تذكرت قوله: "ضعي خاتمي." جوهرة مزيفة لقصة حب مزيفة ، إنه أمر مناسب تماما. لا ، لا ، إن الأمر لم يكن قصة حب ، قالت باريسا بصراحة مريرة.
مسحت باريسا عينيها الدامعتين بيدها المتعبة. فقد حولها لوك دي ماغي إلى شخص كريه و هي التي لم تكن تتصور أن تصبح هكذا. هل سبق له و أن أخبرها الحقيقة حول أي أمر. قالت باريسا متسائلة. من الممكن و من المحتمل ، أن لا يكون قد حصل أي حادث في نابولي. و من الممكن أن تكون المخابرة الهاتفية حول أي شيء آخر ، فباريسا لا تتكلم اللغة الإيطالية ، و من السهل على لوك أن يكذب عليها دون أن يخاف من اكتشاف أمره.
في هذا الوقت كانت باريسا قد دخلت أخيرا البوابة الرئيسية لسرايا هاردكورت وبدأ حزنها الشديد يتحول ببطء إلى غضب جارف. لقد كانت مجرد بلهاء لا أكثر و لا أقل. سوف تعود غدا إلى المدرسة و تذهب من بعدها مباشرة إلى محاميها للبحث في ما يمكن اجراؤه لوضع السرايا الحالي المزري ، لقد عادت الآن للواقع و لمتاعب الحياة اليومية ، و لن تسمح ثانية لمشاعرها بأن تتحكم بتفكيرها السليم.
قادت باريسا سيارتها البيتل القديمة بانتباه شديد عبر برايتون ، فعلقت في زحمة السير ، ثم وصلت إلى الشارع الرئيسي ، و بالكاد لاحظت أنها تقود سيارتها عبر هايلشام و قرية "ماغوم داون" الصغيرة ، فبعد مرور شهرين على عودتها من إيطاليا أصبحت تشعر بأنها كبرت عشر سنوات.
و لكن اليوم كانت مرتاحة لأنها توجهت إلى المصرف و أودعت شيكا بقيمة ستين ألف جنيه استرليني ، و هو مبلغ ليس بالسيء.
أخيرا ، بدا لها أن أمرا ما في حياتها يسير على مايرام ، و يعلم أنها تستطيع أن تنجح في حياتها إذا ما تغير حظها ، بعدما عانته في الأسابيع الماضية. لقد ضغطت على نفسها لكي تتابع حياتها بشكل طبيعي ، فلبت دعوتين من ديفيد للسهرة ، و لكنها كانت تعلم أنها ليست عادلة معه ، فأخبرته بأنها لا تصلح لأن تكون صديقة له.
عادت باريسا إلى عملها في اليوم الذي تلا عودتها من لندن ، بعد أن أصبحت أكثر حزنا و أكثر حكمة في نفس الوقت. لقد كانت مضطرة لأن تتقبل الحقيقة المريرة التي كانت تعرفها جيدا ، و هي أن لوك لا ينوي أن يراها ثانية. فكل كلامه الجميل ذهب أدراج الرياح. لقد تصرفت بتهور تماما كما وصفها لوك ، و هذا وحده كان سببا كافيا لأن يجعلها تفقد ثقتها بنفسها.
إن الشيء الوحيد الجيد الذي حدث لها في هذه الأسابيع هو أن السيد جارفيس قد تمكن أخيرا من إيجاد طريقة لتحصل بها على المال ، فقد كانت سهلة جدا. لم تكن باريسا تنوي بيع السرايا ، و لم تكن تستطيع تحويلها إلى فندق أو ما شابه. فاقترح عليها السيد جارفيس بيع اسم ولقب السرايا. "سرايا اللورد هاردكورت."
يبدو أن القانون الذي صدر عام 1922 يسمح بفصل الاسم عن الملكية. و هكذا صار في إمكان باريسا من الناحية القانونية أن تبيع اللقب دون ان تبيع العقار. فاتصل السيد جارفيس بسمسار عقارات و بمخمن ، فكانا سعيدين بتولي أمر هذه الصفقة.
بعد أربعة أسابيع ، توجهت باريسا إلى نورفوك لحضور حفلة زفاف مويا. فرسمت الابتسامة على وجهها و لعبت دور الصديقة السعيدة. و من الغريب أن باريسا بدأت باسترجاع عافيتها في هذه الحفلة. ربما كان سبب ذلك رؤيتها للسعادة التي كانت تغمر مويا ، الأمر الذي أقنعها بأن على الحياة أن تستمر و بأنها لم تقم سوى بغلطة واحدة. فهي لم تكن أول من خدع بسحر أحد الرجال و لن تكون آخرهن ، كما أن السبب الآخر لسعادتها هو ما أخبرها به السيد جارفيس عند عودتها إلى البيت و هو أنه وجد شاريا للقب السرايا.
ابتسمت باريسا و هي تقود سيارتها عبر منعطف ضيق. لقد كرهت ديدي الفكرة و نصحتها بعدم اللجوء إليها ، و لكن باريسا نفذت ما كانت تريد ، و لا زالت حتى الآن مستغربة سهولة الأمر: "سرايا اللورد هاردكورت." أخيرا اصبحت مشاكلها منتهية تقريبا ، و على الأقل اصبحت الآن قادرة على أن تجري بعض التصليحات الضرورية في بيتها ، و تأمل في أن تقدم لديدي و جو بعض المساعدة لضمان شيخوختهما.
بالنسبة لديدي ، فعليها أن تعاملها برفق ، لأن العجوز لم تتوقف عن الثرثرة على مسامعها منذ أن أخبرتها بأمر الصفقة. و لكن على كل حال ، إنتهى الأمر و على ديدي أن تتقبل ما حصل...
لقد توقفت الدراسة في المدرسة يوم الجمعة الماضي بمناسبة فرصة عيد الربيع. أما اليوم ، فهو الأثنين ، و قد التقت باريسا بمحاميها لإنهاء معاملات الصفقة. لقد خف العبء عن باريسا ، و أخيرا ، بدأت حياتها بالعودة إلى مجراها الطبيعي...
في هذه الأثناء قطع صوت بوق أحد السيارات حبل أفكار باريسا ، فتشبثت بالمقود بإحكام ، و ركزت كل اهتمامها على الطريق أمامها حتى وصلت إلى سرايا هاردكورت.
و بإبتسامة واضحة على وجهها ، دخلت باريسا البيت ، فرمت بمعطفها و حقيبة يدها على الكنبة و صرخت: "ديدي أخبار جيدة."
حضرت مدبرة المنزل العجوز و هي تمشي ببطء قادمة من غرفة الجلوس.
"نعم ، لاحقا يا آنسة باريسا ، و لكن أولا..."
"لا. اسمعي يا ديدي ، لقد رأيت السيد جارفيس ، و قد إنتهت الصفقة و أصبح الشيك في المصرف." ثم سكتت لتلتقط أنفاسها و لترى رد فعل ديدي.
"لا تأبهي لذلك يا فتاتي البلهاء. و لكن لماذا..." قال صوت من بعيد.
عادت باريسا و فكرت في ما تسمع ، فقاطعت ذلك الصوت و تابعت كلامها: "ستون ألفا يا ديدي. فكري بالأمر ، فبذلك المبلغ نستطيع أن نرمم سطح المنزل."
"ما زلت متهورة كما كنت يا باريسا." قال ذلك الصوت الساخر و المألوف مرة ثانية.
هزت باريسا رأسها ، فهل بدأت تسمع اصواتا غير موجودة؟ ثم نظرت إلى خلف ديدي و تجمدت في مكانها.
لقد رأت هيئة رجل يقف قرب باب غرفة الجلوس ، فبدا طويلا ، لا بل طويلا جدا.
"هذا ما كنت أحاول أن أخبرك إياه يا آنسة باريسا." قالت ديدي بإشمئزاز ثم تابعت: "لقد وصل خطيبك منذ ساعات و كان يتوجب عليك إخباري بذلك لنني في البدء لم استطع أن أعرف عما يتحدث السيد لوك. لم أعرف ما كان يقصد إلا بعد أن اخبرني عن العطلة ، فتذكرت رؤية ذلك الخاتم الجميل في يدك و أدركت عندها أن لوك يخبرني الحقيقة. كما أن الهاتف لم يتوقف عن الرنين منذ الصباح."
"أأخبرك أننا مخطوبان؟!" قالت باريسا و هي لا تصدق ما تسمع.
"نعم ، و كان يتوجب عليك أنت أن تخبريني بذلك ، فمع أنك مخطوبة و على وشك الزواج لم تخبري مربيتك بهذا الخبر ، و لكن ماذا يهم؟ فأنا لست سوى خادمة في هذا البيت و لا أحد يأخذ برأيي. لقد أصبت بالرعب عندما عرفت أنك تنوين بيع اسم و لقب السرايا ، و لو أخبرتني من هو المشتري لكنت و فرت علي ذلك القلق. لحسن الحظ أن خطيبك أكثر إنفتاحا في أعماله منك. أنا ذاهبة لتحضير الشاي ، و ردي أنت بنفسك على الهاتف." ثم غادرت ديدي المكان و هي تتمتم بغضب.
بعد أن سمعت كلام ديدي ، إتكأت باريسا بيدها على الطاولة لتسند ساقيها المرتجفتين. كان لوك يرتدي سترة جلدية سوداء مفتوحة الأزرار و تظهر من تحتها كنزة فضفاضة من الكشمير و يرتدي بنطالا أسود. إتجه نحوها ، و شعرت لوهلة بأن هذه الهيئة ليست سوى صورة من صنع الخيال ، و لكن بعد أن حدقت بوجهه الوسيم أدركت أن ما تراه حقيقة. ثم عم السكون المكان.
لقد كان هذا الشخص هو لوك ، و لكن لوك المختلف عن الذي تذكره. فقد أصبح نحيل الجسد ، ضعيف الوجه. و شاحب اللون. كانت ثيابه واسعة على جسمه. أما شعره...
شعره الجميل ، الكث، فقد أصبح قصيرا.
سألت باريسا باستغراب: "ماذا حدث لشعرك؟"
"لقد قصصته ، فقد اعتقدت إنك تحبين ذلك."
"ماذا؟" لم تعرف باريسا عما يتحدث فضغطت على نفسها و أبعدت عينيها عن عينيه ، و حاولت السيطرة على مشاعرها المرتبكة. إنه موجود هنا في بيتها و أخبر ديدي بأنها خطيبته. يبدو أن النذل أخبر ديدي عن تلك الخطوبة.
"كيف تجرؤ على المجئ إلى بيتي و تخبر مدبرة منزلي بأمر تلك الكذبة الشنيعة؟ فنحن لسنا مخطوبين ، و لن نكون كذلك أبدا. أخشى أنني مضطرة لأن أطلب منك مغادرة المكان." و بحركة دراماتيكية أومأت باريسا إلى الباب الرئيسي و هي مذهولة من نبرة صوتها السلطوية.
"لقد قمت بذلك بشكل رائع باريسا ، و كل جزء فيك يوحي بأنك سيدة هذه السرايا ، و لكن من المؤسف أن اسم و لقب السرايا لم يعودا ملكا لك."
لا بد و أنه سمع الحديث الذي دار بينها و بين ديدي ، قالت باريسا في نفسها ، فحاولت إبعاده عن الموضوع.
"إن شؤوني الخاصة لا تعنيك يا سيد دي ماغي." قالت باريسا ذلك و هي مقطبة الحاجبين.
"بما أنني كنت جزءا من أول علاقة عاطفية في حياتك الشخصية منذ بضعة اسابيع اعتقد أنه يحق لي أن أكون فضوليا."
تحول لون باريسا إلى قرمزي على وقع تلميحه ، فلمعت عيناها الزرقاوان من الغضب و قررت أن ترمي الأخلاق الحميدة جانبا و تصرخ في وجهه ليخرج من المكان ، إلا أن لوك لاحظ مدى حنقها ، فارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه في الوقت الذي كانت فيه عيناه تحدقان بيديها الصغيرتين المتشبثتين بالطاولة.
"إن قضاء ثلاثة أيام معا لا يعني أن بيننا علاقة ، و لو كنت رجلا شهما..."
"و لكنك في ذلك الوقت لم تصدقي أنني رجل شهم ، أليس كذلك يا باريسا؟ لقد كنت تعتقدين أنني أحيا حياة وضيعة." ثم ظهر الغضب على ملامحه و تابع كلامه: "ما بك يا باريسا؟ هل أن كل الرجال أصبحوا لا يعجبونك؟ أم أنك قضيت معي تلك الأيام من أجل الخاتم ، فمن الواضح أنك كنت تحتاجين إلى المال."
"كيف تجرؤ على المجئ إلى بيتي...؟" قالت باريسا ممتقعة الوجه. فقد إنتظرت في لندن خمسة أيام من أجل مكالمته الهاتفية ، و الآن ، و بعد مضي شهرين ، عاد و ظهر في حياتها متهما إياها بأنها سايرته من أجل قطعة مجوهرات مزيفة.
دخلت ديدي الغرفة و هي تدفع طاولة خشبية قديمة وضعت عليها أفضل الأواني الصينية الموجودة في البيت ، بالإضافة إلى طقم الشاي الفضي و صحنا من البسكويت المصنوع في البيت.
"الشاي يا آنسة باريسا."
صمتت باريسا بعد أن قوطعت من قبل السيدة العجوز. ثم رن جرس الهاتف الموجود على الطاولة و الذي لا يبعد سوى انشات قليلة عنها ، فمدت يدها بشكل آلي و التقطت السماعة.
تحول لون وجهها من الشحوب إلى الإحمرار خلال بضع ثوان ، في الوقت الذي كانت تستمع فيه برعب إلى هذيان ديفيد ، الذي قرأ لتوه خبر إعلان خطوبتهما في جريدة التايمز.
"كان يجدر بك إخباري يا باريسا ، فأنا لا أستحق هذه المعاملة منك. لهذا السبب إذن قلت لي إننا لن نكون سوى أصدقاء عندما كنت على وشك أن أطلب منك الزواج. كيف استطعت أن تقومي بهذا الأمر؟ و لكن لا عجب ، فالرجل ثري جدا."
"كنت تريد الزواج مني؟" قالت باريسا مرددة كلامه ، و زاد لونها إحمرارا عندما سمعت قسمه بأنه كان ينوي ذلك ثم أقفل الخط.
مشت باريسا متأرجحة نحو غرفة الاستقبال و الغضب يلمح في عينيها ، ثم وجهت كلامها إلى لوك قائلة: "قل لي ، ماذا...؟" و توقفت عن الكلام.
جلس لوك على كرسي مجنح بسيط ، ثم نظر إلى ديدي و ابتسم إبتسامة لطيفة في الوقت الذي كانت تسكب فيه العجوز فنجانين من الشاي.
قالت ديدي: "إجلسي يا آنسة باريسا ، و تمتعي بفنجان الشاي ، فأنا أعرف أن بينك و بين السيد لوك مواضيع كثيرة للمناقشة."
قال لوك بلطف: "شكرا لك يا ديدي."
فتحت باريسا ثغرها بذهول ، فلا أحد يدعو السيدة ترمبيل بـ ديدي سواها هي ، و لم تستطع أن تصدق أن لوك استطاع أن يسحر السيدة العجوز بهذه السرعة ، و لكن بعد أن رأت الإبتسامة الخجولة على وجه ديدي ، عرفت أن إمرأة أخرى وقعت بسحر لوك الغريزي.
"إن هذا من دواعي سروري يا سيدي." ثم ناولته فنجانا من الشاي و استدارت نحو باريسا فناولتها فنجانا و تابعت كلامها: "بعد تناول الشاي لم لا تجولي مع السيد لوك في أرجاء المنزل و تخبريه تاريخه؟ فبصفته المشتري الجديد للقب سرايا اللورد هاردكورت سوف يكون مسرورا جدا بهذه الجولة."
"لقد حدثني ديفيد على الهاتف ، و هو..." ثم إنتبهت لما قالته ديدي و قالت مذهولة: "المالك الجديد! آه ، كلا!"
انهارت باريسا على الأريكة و ابتلعت ما كان في فمها من الشاي فكادت أن تحرق حلقها. لقد أحدث وصول لوك المفاجئ تشويشا كبيرا في تفكيرها ، فمنذ نصف ساعة فقط كانت تهنئ نفسها على تخطي الأزمة التي سببها لها و تشكر حظها على عودتها إلى حياتها الطبيعية ، أما الآن... فقد سيطر شعور بالصدمة على معنوياتها.
كانت قد باعت اللقب إلى شركة حسبما قال لها السيد جارفيس ، و كانت هذه الشركة تنوي استعماله كشعار لها في مراسلاتها. هل يمكن أن يكون لوك...؟
"نعم ، إنك على حق." قال لوك قارئا أفكارها ثانية.
فردت عليه ببرودة و تهكم : "ربما أنك اشتريت اللقب و لكن كان يجدر بمحاميك أن يخبرك أن شراءك اللقب لا يمنحك الحق بالتطفل على هذا البيت."
قالت ديدي معنفة إياها: "لا تنسي أخلاقك الجيدة يا باريسا."
شعرت باريسا بالنار تتأجج في داخلها من الغضب ، و لكنها ضغطت على نفسها لتتمالك اعصابها كي تستطيع التفكير بما يجري حولها. و بعد أن شربت فنجان الشاي بدأت أفكارها تعود إلى سيرها الطبيعية. كانت تستشيط غضبا كلما تذكرت أن شيك الستون ألف جنيه الذي طارت من فرحها به منذ ساعتين صادر عن لوك. و لكن فيما يخصها هي ، فإن بيع اللقب لا يعني بالنسبة لها سوى وريقة استطاعت ببيعها أن ترمم سراياها القديمة. كما أنه هناك سرايات كثيرة منتشرة في أنحاء البلد وضعها شبيه بوضع سراياها ، سرايات و مساحات شاسعة من الأرض ، ومال قليل لترميمها. بعض هذه السرايات تم تحويله إلى فنادق أو استراحات ، و لكن باريسا لم تكن تنوي اللجوء إلى هذا الخيار.
و لكن لم يدعي أنه خطيبها و ينشر الخبر في جريدة التايمز؟ و ما هي هذه الخطة المخادعة التي يحبكها الآن؟ تساءلت باريسا في نفسها بقلق. فاختلست النظر و تفحصت لوك الذي كان يجلس مسترخيا على كرسي والدها المفضل و وجهه يبتسم إلى ديدي التي كانت تناوله قطعة من البسكويت. لقد علقت باريسا مرة ثانية بفخ عينيه اللتين تجذبانها.
بعد أن نظر إليها لوك بهذه الطريقة ، شعرت باريسا بالألم يعتصرها ، فقد أحست بتقلص في معدتها مما اشعرها لوهلة بأنها سوف تمرض. مهما كان يريده هذا الرجل لا يهم ، أما كل ما تريده فهو أن يخرج من بيتها و يغرب عن وجهها و يبتعد عن حياتها... إنها تحتقره.
استجمعت باريسا كل قواها للسيطرة على نفسها ، و استطاعت أخيرا أن ترد على كلام ديدي.
"في الواقع ، إن البيت لا يثير الاهتمام ، و أنا متأكدة من أن لوك يريد العودة إلى لندن." قالت باريسا ذلك بتهذيب ، ثم تشجعت و رفعت عينيها لتلتقي بعينيه و تابعت كلامها مستهزئة: "إنه لطف منك أن تأتي لزيارتي و لكن لا أريد تأخيرك."
إلا أنه ليس من السهل صرف لوك. انبرت ديدي قائلة لتلطيف الجو: "اسمعي يا آنسة باريسا ، لا يجب أن تتكلمي بهذه الطريقة مع رجل سوف تتزوجينه. لقد حجزت لكما طاولة في مطعم الأولد فورج لتناول العشاء. تذكرا ، هذه السهرة على حسابي ، سوف أذهب الآن لأنهي عملي."


**********************

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 11-11-08, 07:11 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34599
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: فرحة افق عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فرحة افق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يعطيكي العافية حبيبتي في انتظار البقية

 
 

 

عرض البوم صور فرحة افق   رد مع اقتباس
قديم 11-11-08, 11:26 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

[CتOLOR="DeepSkyBlue"]حبي ريهام رواينك ولا أروع تسلمي على تعبك وربي يعينك[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ثمرة الابتزاز, دار النحاس, جاكلين بيرد, jacqueline baird, master of passion, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t97516.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 25-12-09 06:41 AM


الساعة الآن 02:14 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية