لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > الشعر والشعراء > من عيون الشعر العربي والعالمي
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-06, 04:19 PM   المشاركة رقم: 391
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : من عيون الشعر العربي والعالمي
افتراضي

 

إنشودة المطر
إسم الشاعر(ه): بدر شاكر السياب


عيناكِ غابتـا نخيـلٍ ساعـةَ السحَـرْ ii،
أو شُرفتان راح ينـأى عنهمـا القمـر ii.
عيناك حيـن تبسمـان تـورق iiالكـرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار فـي نهَـرْ
يرجّه المجـذاف وهْنـاً ساعـة iiالسَّحَـر
كأنما تنبض في غوريهمـا ، النّجـومْ ii...


وتغرقان في ضبـابٍ مـن أسـىً شفيـفْ
كالبحر سـرَّح اليديـن فوقـه المسـاء ii،
دفء الشتاء فيه وارتعاشـة الخريـف ii،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ii؛
فتستفيق ملء روحـي ، رعشـة iiالبكـاء
ونشـوةٌ وحشـيَّـةٌ تعـانـق iiالسـمـاء
كنشوة الطفـل إِذا خـاف مـن القمـر ii!
كأن أقـواس السحـاب تشـرب iiالغيـومْ
وقطرةً فقطـرةً تـذوب فـي المطـر ii...
وكركر الأطفالُ فـي عرائـش الكـروم ii،
ودغدغت صمت العصافير علـى iiالشجـر
أنـــشـــودةُ الــمــطـــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
تثـاءب المسـاء ، والغيـومُ مـا تـزالْ
تسحُّ مـا تسـحّ مـن دموعهـا الثقـالْ .
كأنِّ طفلاً بـات يهـذي قبـل أن ينـام ii:
بـأنَّ أمّـه – التـي أفـاق منـذ iiعــامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حيـن لـجّ فـي iiالسـؤال
قالـوا لـه : "بـعـد غــدٍ تـعـودْ .. "
لا بـــــــدَّ أن iiتــــعــــودْ
وإِنْ تهامـس الرفـاق أنـهَّـا iiهـنـاكْ
فـي جانـب التـلّ تنـام نومـة اللّحـودْ
تسـفّ مـن ترابهـا وتشـرب المطـر ؛
كـأن صيـاداً حزينـاً يجمـع iiالشِّـبـاك
ويـلـعــن الـمـيــاه iiوالــقَــدَر
وينثـر الغنـاء حيـث يأفـل القـمـرْ ii.
مـــــــــطـــــــــر ii..
مـــــــــطـــــــــر ii..
أتعلميـن أيَّ حُـزْنٍ يبـعـث المـطـر ؟
وكيـف تنشـج المزاريـب إِذا انهمـر ii؟
وكيف يشعـر الوحيـد فيـه بالضّيـاع ii؟
بلا انتهاء – كالدَّم المـراق ، كالجيـاع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتـاك بـي تطيفـان مــع المـطـر
وعبر أمـواج الخليـج تمسـح iiالبـروقْ
سواحـلَ العـراق بالنجـوم والمحـار ii،
كـأنـهــا تــهــمّ iiبـالـشــروق
فيسحـب الليـل عليهـا مـن دمٍ دثـارْ ii.
أَصـيـح بالخلـيـج : " يــا iiخلـيـجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحـار ، والـرّدى ! "
فــيــرجـــعُ iiالــــصّــــدى
كـــأنّــــه الــنــشــيــجْ ii:
" يــــــــا iiخـــلـــيـــج
يـا واهــب المـحـار والــردى .. ii"


أكـاد أسمـع العـراق يذْخـرُ iiالـرعـودْ
ويخزن البروق في السّهـول والجبـالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنهـا ختمهـا iiالرّجـالْ
لـم تـتـرك الـريـاح مــن iiثـمـودْ
فـــي الـــوادِ مـــن أثــــرْ .
أكـاد أسمـع النخيـل يشـربُ iiالمـطـر
وأسمـع القـرى تئـنّ ، iiوالمهاجـريـن
يصارعـون بالمجـاذيـف وبالقـلـوع ii،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشديـن ii:
" مــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
وفــــي الــعــراق iiجـــــوعْ
وينثـر الغـلالَ فيـه موسـم iiالحـصـادْ
لتـشـبـع الـغـربـان والــجــراد
وتـطـحـن الـشّــوان iiوالـحـجـر
رحىً تدور في الحقول ... حولهـا بشـرْ
مـــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
وكم ذرفنا ليلـة الرحيـل ، مـن iiدمـوعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطـر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
ومنذ أنْ كنَّـا صغـاراً ، كانـت السمـاء
تـغـيــمُ فـــــي iiالـشــتــاء
ويــهــطـــل الــمــطـــر ii،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – iiنجـوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليـس فيـه جـوعْ .
مـــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
فــي كــل قـطـرة مــن المـطـر
حمراءُ أو صفـراء مـن أجنَّـة الزَّهَـرْ .
وكـلّ دمعـةٍ مـن الجـيـاع iiوالـعـراة
وكـلّ قطـرة تـراق مــن دم iiالعبـيـدْ
فهي ابتسامٌ فـي انتظـار مبسـم iiجديـد
أو حُلمـةٌ تـورَّدتْ علـى فـم iiالولـيـدْ
في عالم الغد الفتـيّ ، واهـب الحيـاة ii!
مـــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
مـــــــــطـــــــــر ii...
سيُعـشـبُ الـعـراق بالـمـطـر ... "


أصيـح بالخلـيـج : " يــا خلـيـج ii..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحـار ، والـردى ! "
فــيــرجـــع iiالــــصــــدى
كـــأنَّــــه الــنــشــيــج ii:
" يــــــــا iiخـــلـــيـــج
يــا واهــب المـحـار والــردى . ii"
وينثـر الخليـج مـن هِباتـه الكثـارْ ii،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، iiوالمحـار
وما تبقّـى مـن عظـام بائـسٍ iiغريـق
مـن المهاجريـن ظـلّ يشـرب iiالـردى
مــن لـجَّـة الخلـيـج والـقــرار ii،
وفي العراق ألف أفعى تشـرب iiالرَّحيـقْ
مـن زهـرة يربُّهـا الفـرات بالنَّـدى ii.
وأســـمــــع الــــصــــدى
يــــرنّ فـــــي الـخـلـيــج
" مــــــــطـــــــــر ii..
مـــــــــطـــــــــر ii..
مـــــــــطـــــــــر ii..
فــي كــلّ قـطـرة مــن المـطـرْ
حمراء أو صفـراء مـن أجنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وكـلّ دمعـة مـن الجـيـاع iiوالـعـراة
وكـلّ قطـرةٍ تـراق مــن دم iiالعبـيـدْ
فهي ابتسامٌ فـي انتظـار مبسـمٍ iiجديـد
أو حُلمـةٌ تـورَّدت علـى فـم iiالولـيـدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهـب الحيـاة . ii"
ويــهــطــل الــمــطـــرْ ii

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^   رد مع اقتباس
قديم 06-03-06, 04:22 PM   المشاركة رقم: 392
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : من عيون الشعر العربي والعالمي
افتراضي

 

الأسلحة والأطفال
إسم الشاعر(ه): بدر شاكر السياب

عـصـافـيـرُ أم صـبـيــةٌ iiتــمــرحُ؟


عليـهـا سـنـاً مــن غـــدٍ iiيـلـمـحُ؟


وأقــدامــهـــا iiالــعـــاريـــه...


مـحــارٌ يصـلـصـلُ فـــي سـاقـيـه.


لأذيـالــهــم رفَّـــــةُ الـشــمــألِ


ســرتْ عـبـرَ حـقـلٍ مــن iiالسـنـبـلِ


وهسهـسـةُ الخـبـزِ فــي يــومِ iiعـيـدْ


وغـمـغـمـة الأمِّ بــاســمِ الـولـيــدْ


تـنـاغـيـهِ فــــي يــومـــهِ iiالأوّلِ.


كـأنّــي أسـمــعُ خـفــقَ iiالـقـلـوعْ


وتـصـخـابَ بــحّــارةِ iiالـسـنـدبـادْ..


رأى كـنـزهُ الضـخـمَ بـيـنَ iiالـضـلـوعْ


فـمــا اخـتــار إلاهُ كـنــزاً وعـــادْ


وكــم مــن أبٍ آيــبٍ فــي iiالمـسـاءْ


إلــى الــدارِ مــن سعـيـهِ الـبـاكـرِ..


وقـــد زمَّ مـــن نـاظـريـهِ الـعـنـاءْ


وغـشّـاهـمـا بــالــدمِ iiالـخــاثــرِ


تلـقّـاهُ فــي الـبـابِ طـفـلٌ iiشـــرودْ


يـكـركــرُ بالـضـحـكـةِ iiالـصـافـيـه


فتنـهـلَّ سـمـحـاءُ مـــلءَ iiالـوجــودْ


وتــــزرعُ آفــاقـــهُ الـداجــيــه


نجـومـاً وتنـسـيـهِ عـــبءَ iiالـقـيـودْ


عصـافـيـرُ؟ أم صـبـيــةٌ تــمــرحُ؟


أمِ الـمـاءُ مـــن صـخــرةٍ iiيـنـضـحُ


ولـكــن عـلــى جـثــةٍ iiدامــيــه؟


وقــــبـــــرةٍ تــــصـــــدحُ


ولـكــن عـلــى خـربــةٍ iiبـالـيــه؟


عــــصـــــافـــــيـــــر؟!


بـــــل صــبــيــةٌ iiتـــمـــرحُ


وأعمـارُهـا فـــي يـــدِ iiالطـاغـيـة؟


وألـحـانُـهـا الـحـلــوةُ iiالـصـافـيـه


تغـلـغـلَ فـيـهـا نــــداءٌ بـعـيــد:


حــــديـــــد عـــتـــيــــق


رصـــــــــــــــــــــاص


حـــــــــــديـــــــــــد


وكالـظـلِّ مــن بـاشـقٍ فــي الفـضـاء


-إذا اجـتــاحَ، كالـمـديـةِ iiالـمـاضـيـه


عصافـيـرَ تـشــدو عـلــى iiرابـيــه


تـرامـى إلـــى الصـبـيـةِ iiالأبـريــاء


نـــداءٌ تنـشّـقـتُ فـيــهِ الــدمــاء


"حديـدٌ عتيـق.. حديـدٌ عتيـق! iiرصـا..ص"


فـحــتّــى كـــــأنَّ iiالـــهـــواءَ


رصــاص، وحـتّـى كـــأنَّ iiالـطـريـقَ


حــــديـــــدٌ عـــتـــيــــق.


ويـنـقــضُّ كـالـمـعـولِ iiالـحـافــر


صـدىً راعــبٌ مــن خـطـى iiالتـاجـر.


لـــهُ الـويــلُ.. مــــاذا iiيــريــد؟


"حـديـدٌ عتـيـق.. رصــاص.. iiحـديـد!"


لــكَ الـويـلُ مــن تـاجــرٍ iiأشـــأمِ


ومــن خـائـضٍ فــي مسـيـلِ iiالـــدمِ


ومـــن جـاهــلٍ أنَّ مـــا iiيشـتـريـه


-لـدرءِ الطـوى والــردى عــن iiبنـيـه-


قـبــورٌ يـــوارونَ فـيــهِ بـنـيــه!


"حــــديـــــدٌ iiعـــتـــيــــق


رصــــــــــــــــــــا..ص


حــــــــــديـــــــــــد..."


حـديــدٌ عـتـيـق لـمــوتٍ iiجـديــد!


"حــــــــــد..يـــــــــــدٌ"


لـمــن كــــلُّ هــــذا iiالـحـديــد؟


لـقـيـدٍ سـيُـلـوى عـلــى مـعـصــمٍ


ونـصـلٍ عـلــى حـلـمـةٍ أو iiوريـــد


وقـفـلٍ عـلــى الـبــابِ دونَ العـبـيـد


ونــاعــورةٍ لاغــتــرافِ iiالـــــدمِ


"رصـــــــــــــــــــا..صٌ"


لـمــن كـــلُّ هـــذا iiالــرصــاص؟


لأطــفــالِ كــوريّــةَ iiالبـائـسـيـن؟


وعـمّــالِ مرسـيـلـيـةَ iiالجـائـعـيـن؟


وأبــنــاءِ بــغــدادَ iiوالآخــريــن؟


إذا مـــــــا أرادوا iiالـــخــــلاص


حـــــــــــديـــــــــــد


رصـــــــــــــــــــــاص


رصـــــــــــــــــــــاص


رصــــــــــــــــــــاص!


"حـــــــــــديـــــــــــدٌ"


وأصــغـــي إلـــــى iiالـتــاجــرِ


وأصـغـي إلــى الصبـيـةِ iiالضاحـكـيـن


وكالنـصـلِ قـبــلَ انـتـبـاهِ الطـعـيـن


وكالـبـرقِ ينـفـضُّ فـــي iiخـاطــري


سـتــار، وكـالـجــرحِ إذ iiيــنــزف-


أرى الـفـوهـاتَ الــتــي iiتـقـصــف


-تـسـدُّ الـمـدى- واللـظـى iiوالـدمــاء


وينـهـلُّ كالـغـيـثِ مـــلءَ iiالـفـضـاء


رصــاصٌ ونــار، ووجـــهُ iiالـسـمـاء


عـبـوسٌ لـمـا اصـطـكَّ فـيـهِ iiالحـديـد


حـديــدٌ ونـــار، حـديــدٌ iiونــــار


وثـــمَّ ارتـطــامٌ وثـــمَّ iiانـفـجــار


ورعـــدٌ قـريــب، ورعـــدٌ iiبـعـيـد


وأشـــلاءُ قـتـلــى وأنــقــاضُ iiدار!


حـديــدٌ عـتـيـق لـغــزوٍ iiجــديــد


حـديــدٌ.. لـيـنـدكَّ هـــذا iiالـجــدار


بـمـا خــطَّ فــي جانبـيـهِ iiالـصـغـار


ومــا استـودعـوا مــن أمــانٍ iiكـبـار


"ســــــــــــــــــــــلام"


"حـديـدٌ .. رصــاصٌ... حـديـدٌ iiعتـيـق"


لـيـخـلــوَ هـــــذا iiالـطــريــق


مــن الضـحـكـةِ الـثــرّةِ iiالصـافـيـه


وخـفـقِ الخُـطـى والهُـتـافِ iiالـطـروب


فـمـن يـمـلأُ الــدارَ عـنـدَ الـغـروب؟


بـدفءِ الضـحـى واخـضـلالِ iiالسـهـوب؟


لـظـى الحـقـدِ فــي مقـلـةِ iiالطاغـيـه


ورمــضــاءُ أنـفـاســهِ iiالـبـاقـيــه


يطـوفـانِ بـالــدارِ عـنــدَ iiالـغــروب


وأطــلالـــهـــا iiالــبــالــيــه!


"حـديـدٌ عتـيـق.. نـحــاسٌ iiعـتـيـق"


وأصــــداءُ صــفــارةٍ لـلـحـريـق!


ومـــن يـفـهُـم الأرضَ أنَّ الـصـغــار


يـضـيـقـونَ بـالـحـفـرةِ الــبــارده؟


إذا استنـزلـوهـا وشــــطَّ iiالــمــزار


فـمـن يـتـبـعُ الغـيـمـةَ iiالـشــارده؟


ويـلـهــو بـلــقــطِ iiالـمــحــار؟


ويـعـدو عـلــى ضـفــةِ iiالـجــدولِ؟


ويسـطـو عـلـى الـعــشِّ iiوالبـلـبـلِ؟


ومـــن يتـهـجّـى طـــوالَ iiالـنـهـار


ومــن يلـثـغُ الــراءَ فــي iiالمكـتـبِ؟


ومــن يرتـمـي فـــوقَ صـــدرِ iiالأبِ؟


ومــن يـؤنـسُ الأمَّ فـــي كـــلِّ iiدار؟


أســىً مـوجـعٌ أن يـمــوتَ iiالـصـغـار


أسـىً ذُقــتُ مـنـه الـدمـوعَ، iiالـدمـوع


أجـاجــاً ومـثــلَ الـلـظـى بـالـفـمِ،


وأحسـسـتُ فـيــه اشـتـعـالَ iiالـــدمِ


"حـديـدٌ عتـيـق.. ورعـــبٌ iiجـديــد!


" حـديــدٌ، رصـــا..ص" لأنَّ iiالـطـغـاه


يــريــدونَ ألا تــتـــمَّ iiالـحــيــاه


مــداهــا، وألا يــحــسَّ الـعـبـيــد


بـــأنَّ الـرغـيـفَ الـــذي iiيـأكـلـون


أمــــــرُّ مــــــنَ iiالـعـلــقــمِ


وأنَّ الـشــرابَ الــــذي iiيـشـربــون


أجـــــاجٌ بــطــعــمِ iiالــــــدمِ


وأن الـحـيــاةَ حــيــاةُ iiانـعـتــاق،


وأن ينـكـروا مــا تـــراهُ iiالـعـيـون:


فــلا بـيـدرٌ فــي سـهـولِ iiالـعـراق،


ولا صبـيـةٌ فــي الـضـحـى يلـعـبـون


ولا هـمـسُ طاحـونـةٍ مـــن iiبـعـيـد،


ولا يـطـرقُ الـبـابَ سـاعـي iiالـبـريـد


بــبــشـــرى، ولا iiمــــنــــزلُ


يـضـيءُ الـدجـى مـنـهُ نــورٌ iiوحـيـد


سـخـيٌّ كـمـا استـضـحـكَ iiالـجــدولُ،


ولا هـــدهـــداتٌ، ولا جــلــجـــلُ


يـــــرنُّ بــســـاقِ iiالــولــيــد


بــأقــدامِ أطـفـالـنــا iiالـعــاريــه


يـمـيـنـاً، وبـالـخـبـزِ والـعـافـيـه:


إذا لـــم نـعـفّـر جـبــاهَ iiالـطـغــاه


عـلــى هـــذهِ الأرجـــلِ iiالحـافـيـه


وإن لــم نــذوّب رصـــاصَ iiالـغــزاه


حـروفــاً هـــي الأنـجــمُ iiالـهـاديـه


(فمـنـهـنّ فـــي كـــلِّ دارٍ كـتــاب


ينـادي: قـفـي واصــدأي يــا iiحــراب)


وإن لــم تـضــوِّ الـقــرى iiالـداجـيـه


ولــم نُـخـرسِ الـفـوهـاتِ iiالـغـضـاب


ونـجـلِ المغيـريـنَ عـــن iiآسـيــه..


فـــلا ذكـرتـنـا بـغـيـرِ iiالـسِّـبــاب


أو الـلـعــنِ أجـيـالـنـا iiالآتــيـــه!


ســـلامٌ عـلــى الـعـالـمِ iiالأرحـــبِ


عـلـى الحـقـلِ، والـــدارِ، iiوالمـكـتـب


عـلـى مـعـمـلٍ لـلـدُّمـى iiوالنـسـيـج،


عـلـى الـعــشِّ والـطـائـرِ الأزغـــب


ولــولا الــذي كـدّسـوا مــن iiنـضـار


بـــه يستـضـيـئـونَ دونَ الـنـهــار


تـجـوعُ المـلايـيـنُ عـــن جانـبـيـه


وينـحـطَّ فــي كــلِّ يـــومٍ iiعـلـيـه


دمٌ مــن عــروقِ الـــورى أو iiنُـثــار


كـــــــــذرِّ iiالـــغـــبــــار


لـمــا هـــزتِ الأمـهــاتُ iiالـمـهـود


عـلـى هــوةٍ مــن ظـــلامِ الـلـحـود


ولــم تــذرفِ الـدمـعَ عـبـرَ البـحـار


وعـبـر الصـحـارى، نـسـاءُ iiالـجـنـود


ولــم يـبــكِ صـرعــى بـنـيـه iiالأبُ


جـزوعـاً بـــأن يـثـكـلَ iiالآخـريــن


ولا ســـاءلَ الأمَّ طــفــلٌ iiغــريــر:


"ألا بـلـدةٌ لـيــسَ فـيـهـا iiسـمــاء؟"


-فـــلا قـاذفــاتُ المـنـايـا iiتـغـيـر


ولا مــن شظـايـا تـســدُّ iiالـفـضـاء-


ولا اختـضَّ فــي الصـرصـرِ iiاللاجـئـون


ولألاءُ "يــافــا" تــــراهُ iiالـعـيــون


وقــد حــالَ مــن دونــه الغاصـبـون


بمـا أشرعـوا مــن عـطـاشِ iiالـحـراب


ومـا استـأجـروا مــن شـهـودٍ كِــذاب


ومـا صفّـحـوا بـالـردى مــن حـصـون


ســـلامٌ عـلــى الـعـالـمِ iiالأرحـــب


عـلـى مـشــرقٍ مـنــهُ أو iiمـغــرب


عصـافـيـرُ؟ أم صـبـيــةٌ تــمــرح؟


أمِ الـمـاءُ مـــن صـخــرةٍ iiيـنـضـح؟


وأقــدامـــهـــا iiالــعـــاريـــه


مصابـيـحُ مـــلءَ الـدُّجــى iiتـلـمـح،


هتـكـنـا بـهــا مـكـمـنَ iiالطـاغـيـه
وظـلـمــاءَ أوجــــاره iiالـبـالـيــه


علـيـنـا لـهــا: إنـهــا iiالـبـاقـيـه
وأنَّ الـدوالـيـبَ فـــي كـــلِّ iiعـيــد


سترقـى بـهـا الـريـحُ.. جـذلـى تــدور


ونـرقـى بـهـا مــن ظــلامِ iiالعـصـور
إلــى عـالـمٍ كــلُّ مــا فـيـهِ iiنــور
"رصاصٌ، رصاصٌ، رصاصٌ، حديدٌ، حديدٌ عتيق"


لــــكـــــونٍ iiجـــــديـــــد

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^   رد مع اقتباس
قديم 06-03-06, 04:22 PM   المشاركة رقم: 393
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : من عيون الشعر العربي والعالمي
افتراضي

 

المسيح
إسم الشاعر(ه): بدر شاكر السياب


بـعـدمـا أنـزلـونـي ، سـمـعــت الــريــاح
فـــي نـــواح طـويــل تـســف iiالنـحـيـل
و الـخـطـى وهـــي تـنــأى . إذن فـالـجـراح
و الصليـب الـذي سمرونـي عليـه طـوال iiالأصـيـل
لــم تمتـنـي . و أنـصـت : كـــان iiالـعـويـل
يعـبـر السـهـل بـيـنـي و بـيــن iiالمـديـنـه
مــثــل حــبـــل يــشـــد iiالـسـفـيـنـه
وهــي تـهـوي إلــى الـقـاع . كــان iiالـنـواح
مـثـل خـيـط مــن الـنـور بـيـن iiالـصـبـاح
.و الـدجـى ، فــي سـمـاء الشـتـاء iiالحـزيـنـه
.ثــم تغـفـو ، عـلـى مــا تـحـس ، المديـنـه


حيـنـمـا يــزهــر الــتــوت و الـبـرتـقـال
حـيـن تمـتـد جيـكـور حـتـى حــدود الخـيـال
حـيـن تـخـضـر عـشـبـاً يـغـنـي شـذاهــا
،و الـشـمـوس الـتــي أرضعـتـهـا iiسـنـاهـا
،حــيــن يـخـضــر حــتــى iiدجــاهـــا
.يلمـس الـدفء قلبـي ، فيجـري دمـي فـي iiثراهـا
قلـبـي الشـمـس إذا تنـبـض الشـمـس نـــورا
،قلبي الأرض ، تنبض قمحا ، و زهـرا ، ومـاء iiنميـرا
قـلـبـي الـمــاء ، قـلـبـي هـــو iiالسـنـبـل
.مـوتــه الـبـعـث ، يـحـيـا بـمــن iiيـأكــل
فــــي الـعـجـيـن الــــذي iiيـسـتـديــر
ويـدحـى كنـهـد صغـيـر ، كـثــدي iiالـحـيـاه
.مت بالنـار : أحرقـت ظلمـاء طينـي ن فظـل الإلـه
.كـنـت بــدء ، وفــي الـبـدء كــان الفـقـيـر
،مت ، كي يؤكل الخبز باسمي، لكي يزرعوني مع الموسم
كــم حـيـاة سأحـيـا : فـفـي كـــل iiحـفــره
،صـــرت مسـتـقـبـلا ، صــــرت iiبــــذره
صـرت جيـلا مـن النـاس ، فـي كـل قلـب iiدمــي
.قــطــرة مــنــه أو بــعــض قــطـــره


..هكـذا عــدت ، فاصـفـر لـمـا رآنــي يـهـوذا
فـــقــــد كــــنــــت iiصــــــــره
كـان ظـلا ، قـد اسـود مـنـي ، وتمـثـال iiفـكـره
جـمـدت فـيــه واسـتـلـت الـــروح iiمـنـهـا
خـاف أن تفـضـح الـمـوت فــي مــاء iiعينـيـه
عـــيــــنــــاه iiصــــــخــــــره)
(راح فيـهـا يــواري عــن الـنــاس iiقـبــره
.خاف من دفئهـا ، مـن محـال عليـه ، فخبـر iiعنهـا
- " أنت ؟ أم ذاك ظلـي قـد ابيـض وارفـض نـورا؟
.أنت مـن عالـم المـوت تسعـى ؟ هـو المـوت iiمـره
" هكذا قال آباؤنا ، هكذا علمونـا ، فهـل كـان زورا ii؟
.ذاك مـا ظــن لـمـا رآنــي ، وقالـتـه iiنـظـره


قـــــدم تــعـــو ، قـــــدم ، iiقـــــدم
الـقـبـر يـكــاد بـوقــع خـطـاهـا iiيـنـهـدم
أتــــرى جــــاءوا ؟ مــــن غـيـرهــم ؟
قـــــــدم .. قـــــــدم .. iiقـــــــدم
،ألـقـيــت الـصـخــر عــلــى صــــدري
.أو مـا صلبونـي أمـس ؟ .. فهـا أنـا فـي iiقـبـر
فـلـيـأتـوا - إنــــي فـــــي iiقــبـــري
مــن يـــدري أنـــي .. ؟ مـــن يـــدري ii؟
ورفـاق يهـوذا ؟ مـن سيـصـدق مــا زعـمـوا ii؟
..قـــــــــــــــــــــــــــدم
.قــــــــــــــــــــــــــــدم


: هـا أنــا الآن عـريـان فــي قـبـري iiالمظـلـم
،كـنـت بـالأمـس ألـتـف كـالـظـن ، الـبـرعـم
،تحـت أكفانـي الثـلـج ، يخـضـل زهــر iiالــدم
كـنـت كـالـظـل بـيــن الـدجــى و iiالـنـهـار
.ثـم فجـرت نفسـي كـنـوزا فعريتـهـا iiكالثـمـار
حيـن فصـلـت جيـبـي قمـاطـا وكـمـي iiدثــار
حيـن دفــأت يـومـا بلحـمـي عـظـام iiالصـغـار
حيـن عريـت جرحـي ، وضمـدت جـرحـا ســواه
.حـطـم الـســور بـيـنـي و بـيــن iiالإلـــه


فاجـأ الجـنـد حـتـى جـراحـي ودقــات iiقلـبـي
فاجأوا كـل مـا ليـس موتـا و إن كـان فـي مقبـره
فاجـأونـي كـمـا فـاجــأ النـخـلـة المـثـمـره
.سـرب جوعـى مـن الطيـر فـي قـريـة iiمقـفـره


أعــيــن البـنـدقـيـات يــأكــل iiدربــــي
شـــرع تـحـلـم الـنــار فـيـهـا iiبصـلـبـي
إن تكـن مـن حـديـد ونــار ، فـأحـداق iiشعـبـي
مـن ضـيـاء السـمـوات ، مــن ذكـريـا iiوحــب
تحمل العـبء عنـي فينـدى صليبـي ، فمـا iiأصغـره
.ذلــك الـمـوت ، مـوتــي ، ومـــا iiأكـبــره


بعـد أن سمرونـي و ألقيـت عينـي نحـو المديـنـه
: كـدت لا أعـرف السـهـل و الـسـور و iiالمقـبـره
،كــان شــئ ، مــدى مــا تـــرى الـعـيـن
،كــالــغـــابـــة iiالـــمــــزهــــره
.كـان ، فـي كـل مرمـى ، صلـيـب و أم iiحزيـنـه
قــــــــــــدس الـــــــــــــرب
.هــــــذا مـــخــــاض iiالـمــديـنة

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^   رد مع اقتباس
قديم 09-07-06, 06:13 PM   المشاركة رقم: 394
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 6441
المشاركات: 10
الجنس أنثى
معدل التقييم: shamusa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
shamusa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : من عيون الشعر العربي والعالمي
افتراضي

 

تسلمي ريحانة الرياحين على الشعر الرائع الذي ينساب علينا كخرير المياه في الجداول يعلن بوصول فصل الربيع واخر يتساقط كانه اوراق الخريف وحرارة الصيف في لهيب الكلمات وسطر يحكي لنا طول الليل في برد الشتاء كلمات تنساب في مسمعنا تاخذنا الى اماكن الشوق والحنين ..........................................وشكرا لك يا غالية رياحين انت انسانة جميلة بقلبك وجهدك الذي تقدميه بالمنتدى وانا كثير معجبة بيك يا اختي العزيزة ولك كل الشكر والتقدير

 
 

 

عرض البوم صور shamusa   رد مع اقتباس
قديم 12-09-06, 02:21 PM   المشاركة رقم: 395
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12097
المشاركات: 250
الجنس ذكر
معدل التقييم: ahmad embaby عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ahmad embaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : من عيون الشعر العربي والعالمي
افتراضي

 

ما شاء الله علي هالمواضيع الرائعه
موفقه يا اخت

 
 

 

عرض البوم صور ahmad embaby   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم من عيون الشعر العربي والعالمي
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية