لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-08, 07:08 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


الفصل الثامن
تبكي على صدره!


و أنشب الذعر مخالبه فيها . و ظلت مصدومة للحظات ، و كل ما استطاعت أن تفعله هو التحديق بجوليانو ، و مشاعرها تعلن أنه مهما يكن رايان قد فعل ، فإنه شقيقها ، و هي تحبه ، ثم قادها جوليانو لتجلس ، و انطلق منها سؤال :
-هل.. هل إصابته خطيرة ؟
-سيعيش.. هكذا قيل لي .
و من خلال انفعالها خطرت لها فكرة أنه لا يبدو مسرورا لأن رايان سينجو . فقالت و نظرة عناد على وجهها :
-أريد رؤيته .
-بالطبع.. سآخذك إليه .
-و هل تعلم أين هو ؟ هل هو في دورانغو ؟
-أنه في مستشفى في مدينة مكسيكو . الأفضل أن تحضري حقيبة صغيرة . فقد نبقى هناك لبضعة أيام .
العمل كثير و مضني لجوليانو.. و مع ذلك فها هو يعرض عليها أن يترك عمله لبضعة أيام.. و لن تستطيع تركه يفعل هذا .
-لست بحاجة لأن تأخذني بنفسك . أستطيع الذهاب لوحدي .
و تركت كرسيها و اتجهت نحو الباب ، فقال بحدة :
-لقد قلت إنني سأصطحبك بنفسي .
لقد قرر رأيه بالنسبة لهذا . و كل ما ينتظره منها الآن أن تحزم حقيبتها كي تبدأ رحلتهما . و لكنها توقفت عند الباب ، و قد صدمتها خيبة الأمل لفكرة أنه لا يثق بها . فهل كان يظن أنها مثلها مثل رايان ، سوف تتخلى عن خطبتهما ؟ و قالت واعدة :
-أنا... سأعود .
و أجابها بخشونة :
-هذا صحيح.. و لكن معي .
و كأنه كان متأكدا ، رغم وعدها . أنها لن تعود ، و ستتركه مع حمل آخر من العار . و تابع :
-لدي بعض الأعمال العالقة في مدينة مكسيكو .
و هكذا عاد إليها تحفظها الذي كانت تأمل أن يكون قد ودعته إلى الأبد . و أستمر معها إلى أن حطت الطائرة بهما في مدينة مكسيكو . و قال لها :
-أظن أنك ترغبين في الذهاب فورا إلى المستشفى .
-أجل.. أرجوك .
و رافقها إلى خارج المطار و انتظر السيارة التي استأجرها ، ثم وضع حقيبتيهما في صندوقها ، و استدار ليجلس في مقعد السائق . فقالت:
-هل بإمكانك إخباري كيف حصل الحادث ؟
-حادث ؟ و من قال إنه حادث ؟
-أتعني أنه لم يكن حادثا ؟ و أن اصابته مفتعلة.. عن عمد ؟يا إلّهي.. لا!
-هذا جزاءه لهربه مع إمرأة متزوجة .
أليس هناك من نهاية لما يمكن أن يفعله رايان ؟ و ابتلعت ريقها بصعوبة ، و أرادت أن تعرف المزيد .
-أتحاول القول لي إن صديقته ، التي ترك إيزابيلا لأجلها.. هي متزوجة ؟ و هل تقول إن زوجها قد ضربه ؟
-لو لم أكن أعرف زوج بولا فرناندو ، و أعرف أن لديه العديد من الأشخاص ليقومو عنه بهذا العمل..لما تعجبت .
-و لكن هذا ليس عدلا!
و لم يرد عليها ، و كانت متأكدة بأنه يعتقد أن رايان يستحق كل ما حدث له، و أكثر ربما .
و عندما وصلا إلى المستشفى ، تركها جوليانو في قاعة الاستعلامات ، ثم ذهب كي يسأل . و شعرت بأنها مدينة له ، و أنها لا تستطيع مقاومة إعجابها به كثيرا في هذه اللحظات . و عاد جوليانو و قال لها :
-سآخذك إلى غرفته .
القسم الذي كان رايان فيه ، يقع في أعلى المبنى الضخم ، و عندما وصلا إلى هناك ، توقف عند الباب ، و قال و نظرة باردة على وجهه:
-سأنتظرك هنا .
النظرة التي كانت على وجهه ، أخبرتها بأنه عند أول نظرة إلى الرجل الذي هجر إيزابيلا ، فهو سوف ينهي ما بدأه غيره مع رايان ، و فكرت أن عدم رؤيته له ستكون أفضل .
كان هناك ستة مرضى في القسم الذي يرقد فيه رايان ، واحد فقط منهم كان ممددا ، و الباقي جالسون يراقبونها ، و تقدمت من سريره ، شعره الأشقر كان المظهر الوحيد الذي استطاعت أن تتعرف عليه من رأسه... فصاحت :
-أوه.. رايان ! ماذا فعلوا بك ؟
-كولين ! كولين... من أين أتيت بحق السماء ؟
الكلام كان مؤلما له ، و لكن دهشته لرؤيتها هناك ، و هو يظنها في إنكلترا ، جعلته يتجاهل الألم ، و اعطته ملخصا لما حدث معها منذ وصولها لحضور زفافه ، و أخبرها أنه لم يستلم رسالتها ، و قالت له إن جوليانو إنريكو قد عرض عليها ، متلطفا ، وظيفة كي تكسب أجرة سفرها إلى بلادها . وقال متعجبا :
-أنت تعملين لجوليانو إنريكو !
-و هل تعرفه ؟
-سمعت عنه ، و لم أكن أعتقد بأنه سيساعد أحدا من أقاربي أبدا .
-لقد كان لطيفا جدا معي ، أكثر مما ينبغي . و لكن المهم الآن ، كيف تشعر ؟
-و كيف أبدو ؟
و قالت له متصنعة المرح . مع أنها أرادت البكاء على منظر وجهه :
-لقد شاهدتك من قبل بشكل أفضل .
و كان الكلام مؤلما له ، فلم تمكث طويلا معه في زيارتها الأولى . و ودعته بقبلة رقيقة ، و لم تدر كيف استطاعت منع دموعها من التساقط ، و هي تغادر القسم .
و لكن ما إن أغلقت الباب وراءها حتى أعمتها الدموع ، و ملأ رأسها وجه رايان المسكين المعطوب ، مع أضلاعه المكسورة التي أخبرها عنها . و لم تعرف أين هي ذاهبة و هي تسير في الممر . و من خلال دموعها شاهدت جوليانو يقف أمامها .
كان واقفا دون أن يقول كلمة ، عيناه على وجهها الذي تجاهد في السيطرة على تعابيره ، و أعطتها ذراعه التي أحاطها بها شعورا بالأمان ، و هما يسيران نحو المصعد ثم أجلسها في السبارة ، و قال :
-سوف نحجز في الفندق أولا ، ثم نتناول بعض الطعام .
و لم تكن جائعة ، بل مصدومة ، و لم تستطع أن ترد عليه ، و أوقف السيارة في موقف الفندق تحت الأرض ، و صعدا معا إلى قاعة الاستقبال ليدبر غرفا لهما . ثم استقلا المصعد .
و حجز لهما جناحا من عدة غرف . و ظل بجانبها إلى أن الحمال من الجناح ، فأخذ يتفحص غرف النوم . و عاد ليضع لها حقيبتها في الغرفة التي أختارها لها . ثم عاد و أمسك بذراعها و نظر في عينيها .
-لقد تحدثت مع الطبيب بينما كنت في زيارته.. سيكون على ما يرام يا كولين ، بخير تماما . و قال الطبيب إنه سيتمكن من الخروج بعد بضعة أسابيع . و لن يقولوا إنه سيغادر المستشفى لو أن إصابته خطيرة . أليس كذلك ؟
و تنهدت بعمق و قالت و هي تبكي :
-أوه يا جوليانو... إنه.. يبدو بحالة رهيبة!
و جذبها بين ذراعيه ، فدفنت وجهها في صدره و أخذت تبكي ، بكل صدمتها لما حدث لريان . و أخيرا ، و هي ما تزال بين ذراعيه ، جف دمعها ، و شعرت بالخجل عندما لاحظت أنها بللت قميصه بدموعها . و قالت له :
-أنا لا أبكي عادة ، فلماذا أبكي دائما على صدرك ؟
و تناولت المنديل الذي قدمه لها و مسحت عينيها به ، فقال مداعبا :
-ربما لأنني دائما أكون في المكان المناسب في اللحظة المناسبة .
في هذه اللحظة ، اكتشفت اكتشافا مرعبا ، و صعقت حتى العظام لاكتشافها أن مشاعرها تتدمر كلما اقتربت منه ، و كلما نظرت إلى عينيه الزرقاوين . و علمت أنها وقعت في حبه .
و صدمت لمعرفتها أن هذا هو سبب خفقان قلبها في عدة مناسبات... مناسبات تكون فيها بين ذراعيه ، أو حتى دون أن يلمسها ، و أخذ يسير في الغرفة ، و بدأ قلبها بالخفقان ، و حدقت به . فقال لها :
-هل أنت بخير ؟ لقد فقدت شيئا من لون وجهك .
-أنا على ما يرام.. الأمر عائد للصدمة فقط.. الصدمة لرؤية رايان هكذا.. أنا... هل تمانع إذا لم أذهب معك لتناول الطعام... لست جائعة أبدا .
-لماذا لا ترتاحين لمدة ساعة ؟ لدي بعض المواعيد قد تمتد قرابة الساعة .
و لحاجتها للبقاء لوحدها.. فقد رأت أن أفضل اقتراح سمعته منذ مدة طويلة .
و أمضيا في مدينة مكسيكو أكثر من بضعة أيام . و أملت كولين أن يكون ما شعرت به من حب لجوليانو هو محض خيال ، لكن في الأيام التي تلت كانت تغوص أعمق و أعمق في حبه ، و اقتنعت أن هذا الأمل كان أملا فارغا... بعد أقل من شهرين ، سوف تفترق عنه ، و لم تستطع أن تفكر كيف ستتمكن من هذا .
أيامهما هناك ، أصبحت روتينية بخروج جوليانو في الصباح لمتابعة أعماله ، و يعود دائما ليصطحبها إلى المستشفى لزيارة رايان ، و لم يعرض عليها مرة واحدة أن يدخل ليراه . و احترمت مشاعره ، ألم يفعل لها ما فيه الكفاية ، ألم يسافر معها إلى مدينة المكسيك بعد ساعة من تلقيه الخبر ؟ و لم تطلب منه هذا أبدا. و بعد كل مرة تزور شقيقها ، كان يقودها في السيارة خارج المدينة ، إلى مكان يبعدها عن التفكير بشقيقها و ما حل به .
يوم الأحد ، اصطحبها جوليانو إلى بلدة سياحية تدعى "كويرتاكاكا" يقال بأنها أقدم منتجع في المكسيك ، و من هناك ذهبا إلى بلدة مناجم الفضة "تاكسكو" أجمل بلدة جبلية . و يوم الأثنين ذهبا إلى "كواتا جويتو" المدينة التي تحوي أروع شبكة من الطرقات تحت الأرض ، تمتد تحت المدينة تماما.. و هناك دلها جوليانو على المنزل الذي عاش فيه "دياغو ريفيرا" أشهر رسام مكسيكي .
و من هناك أخذها إلى "سان ميغال الاند" المكان المعروف بإقامة أكبر مجموعات من الفنانين فيه . و هناك تناولا العشاء . و قال لها جوليانو :
-و الآن.. ماذا نستطيع أن نفعل لنشجع شهيتك ؟
لم تفته ملاحظة عزوفها عن الطعام ، و لكن بسبب رغبتها في إرضائه ، حاولت جاهدة التفكير بشيء فقالت :
-اظن أرغب في البيتزا .
و قرب وجهه من وحهها ، و ظنت أنه سيعانقها هنا في الساحة و أمام الجميع ، و أخذ قلبها يخفق ، و تلاشت الابتسامة عن وجهها ، فهي تريده أن يعانقها ، و لكنها كانت خائفة من أن تتعلق به أكثر من اللزوم . و عندها سيفضح سرها .
و لكن على الرغم من أن وجهه كان قريبا منها إلا أنه لم يعانقها .بل رفع يده ليمرر اصبعه على وجهها قائلا :
-إذا سنتناول البيتزا يا سيدتي .
و سار بها من الساحة المكتظة بالناس ، إلى شارع جانبي منحدر و توقف أمام مبنى عليه لافتة كتب عليها "هاماميا" و سألها :
-في الداخل أم في الخارج .
-بل في الخارج .
و تشاركا معا في تناول "بيتزا" عملاقة وضعت أمامهما على طبق كبير . و هما جالسان إلى طاولة خشبية كبيرة في الفناء الخارجي .
و أكلت حصتها حتى آخر قطعة . ثم جلست معه تحت حفيف أوراق الشجرة التي تتدلى من فوقهما ، شجرة مشمش كما اعتقدت .
في داخلها ، لم تعد متأكدة من شيء ، كل ما كانت أكيدة منه أنها تقع في حبه أكثر فأكثر ، و حبها له قد بدأ يحرقها .
بحلول يوم الثلاثاء ، طرأ تحسن طفيف على حالة رايان . و زال التورم عن وجهه ، و أصبح قادرا على السير في القسم قليلا . و بما أن الألم قد أصبح أقل الآن فقد ظنت أنه حان الوقت لتسمع القصة منه .
و لم تكن تدري من أين تبدأ ، و أحست بالسرور عندما لم يبدو محرجا لذكر اسم بولا ، و قال بصراحة أخوية :
-لن أبقى هنا يوما واحدا أكثر مما يجب .
-و لكن الطبيب يقول...
-لا تقلقي يا كولين ، لن أقوم بأي تصرف غبي . و لكن بولا تنتظرني في أكابولكو و سوف أذهب إلى هناك بأسرع وقت ممكن .
و لكنه ليس في حالة تسمح له بالذهاب إلى أبي مكان ، و خاصة إلى أكابولكو ، التي تبعد أميالا كثيرة . و لا بد أنه يدرك هذا . و لكنها تعرفه جيدا ، و تعرف أنه سيحاول هذا بالتأكيد . لذا تركت الكلام في هذا ، و قررت أن تركز الحديث حول بولا :
-الأمر جدي إذا.. بينك و بين بولا؟
-بإمكانك المراهنة على حياتك بأن الأمر جدي . يا إلّهي.. أتظنين بأنني كنت سأفسخ خطوبتي لإيزابيلا في هذه المرحلة المتأخرة لو لم يكن الأمر جديا ؟
و بدا مستعدا للحديث بصراحة ، فقالت له أول ما خطر ببالها :
-إيزابيلا ، و عائلتها ، يظنون أنك تخليت عنها لأنها قالت لك إن والدها ليس ثريا .
-يا إلّهي ! كم هم جماعة متفاخرة . كنت أتوقع أن يظنوا هذا بدل تصديق القصة الحقيقية . أنت لم تصدقيهم.. أليس كذلك ؟
-لم أستطع تصديقهم . مع أن الفتاة المسكينة كانت مصدومة بشكل رهيب لأنك أخبرتها متأخرا جدا بتغيير رأيك .
-الأفضل لها أن تنزعج الآن من أن نتزوج ثم أتركها لأذهب مع بولا فيما بعد .
-و هل كانت بولا سبب فسخك الخطوبة ؟
-قابلتها بعد وقت قصير من إعلان الخطوبة ، و كنت أعتقد أنني أحب إيزابيلا.. حقا، و لكن بعد دقائق من حديثي مع بولا ، عرفت أنها المرأة الوحيدة المناسبة لي . و مع ذلك حاولت أن لا انكث بوعدي لإيزابيلا يا كولين.. صدقا لقد حاولت . و لكنني كنت أقابل بولا صدفة بإستمرار ، و كانت هذه اللقاءات تشعرني بأنني عدت إلى الحياة . إنها متزوجة من رجل قذر و غير سعيدة معه ، و لاحظت الطريقة التي يعاملها بها ، و لم استطع تحمل هذا .
-و هكذا هربت معها .
-لاشيء كان يمكن أن يمنعني بعد أن عرفت بأنها تشعر بنفس مشاعري . و لكنني كنت أعرف أن هناك صعوبات ستواجهنا .
-و هل بحث عنك زوجها ؟
-بكل الطرق! بولا و أنا كان معنا مال يكفينا لسنة ، و لكن بعد اختبائنا لبضعة اسابيع ، فكرت أن نعود إلى مدينة مكسيكو حيث يمكن أن أجد عملا . و كانت واثقة أن زوجها سيلحق بنا ، و في يوم لمحت أحد أشقاءه .
-أوه.. و لماذا لم تهرب..
-أهرب ؟ أنا أحب بولا و أريد الزواج منها ، لم استطع يا كولين ، و هل أمضي بقية حياتي هاربا ؟
-و لكن بولا ذهبت إلى أكابولكو .
-لا تظني أنه كان سهلا علي إقناعها بالذهاب . إنها عنيدة جدا. و لكنني لم أرغب أن تكون موجودة عندما تتطاير اللكمات.. و اكتشفت بولا أنني أعند منها .
-و هل.. هل تعلم بما حدث لك ؟
-ان الاخوة فرناندو ضربوني ؟.. بأقل تفاصيل ممكنة ، فأنا أتصل بها يوميا .
-و هي تتوقع أن تنضم إليها في أكابولكو ؟
لا أريدها أن تعود إلى مدينة مكسيكو حتى أتأكد أن الأخوة فرناندو قد غادروها .
و أخذ يتحدث عن بولا . و كيف أن كولين ستحبها إذا تقابلا . و بدا واضحا أن شقيقها متيم بحب بولا ، و بما أنها غارقة في الحب بنفسها . لم تستطع سوى أن تتمنى لواحد من عائلة شادو على الأقل أن يجد السعادة في حبه...
و قبل أن تنهي زيارتها أخبرته عن نية والدهما الزواج من آغي باركر و قالت :
-لا بد أنهما تزوجا الآن .
-أرجو أن يسعدها أكثر مما أسعد والدتنا .
و هذا ما ترك لكولين شيئا تفكر به و هي تغادر المستشفى . فرايان أكبر منها بخمس سنوات ، و بإمكانه أن يتذكر كيف كانت حياة والدتهما مع والدهما ، و إذا كانت تلك الحياة تماثل حياتها معه الخالية من السعادة ، فلا بد أنه لم يكن هناك سعادة في زواجهما .
-هل حدث شيء لرايان ؟
و تقدم جوليانو منها ، و كانت هذه المرة الأولى التي يستخدم اسم رايان فيها . و تبددت الأفكار التعسية من ذهن كولين على الفور ، كالسحر، مجرد سماعه يتلفظ باسم شقيقها دون عدائية ، جعل عينيها تلمعان كالنجوم ، و قالت :
-إنه بخير... إنه يتحسن .
-و لكنك تبدين مستائة .
-أوه.. لقد كنت أفكر بما قاله لي رايان .
و لم يتحرك ليفتح لها الباب كما هي عادته ، بل وقف منتظرا أن تتابع كلامها ، و تخبره ما الذي أزعجها ، و كأنه يجذب الكلام منها جذبا :
-لقد كان.. يخبرني عن الأوقات التعيسة التي مرت بها أمي مع أبي قبل أن تموت .
-و حياتك لم تكن فراشا من الورود أيضا.. أليس كذلك ؟
-الورود لها أشواك.. أليس كذلك . و هي غير مريحة أحيانا . رأيك بأن رايان لم يتزوج إيزابيلا لأنه اكتشف أن المزرعة لك و ليس لوالدها كان رأيا خاظئا على فكرة ، فقد أحب بولا لدرجة لم يستطع أن يفعل شيئا سوى...
و لكنها كانت تكلم نفسها ، فقد تركها جوليانو و ذهب ليفتح الباب لها . و لأن وجهه كان متجهما ، فلن يدهشها أن يأخذها رأسا إلى الفندق . لذا كانت مفاجأة لها عندما رأته يسير عبر زحام السير ، ثم يخرج بها خارج مدينة المكسيك . فسألته :
-أين نحن ذاهبان الآن ؟
و عندما لم يرد ، اعتقدت أن مزاجه متكدر و لا يرغب في الكلام معها . و أدارت وجهها عنه و قد ملأت الدموع عينيها ، و ارتفع رأسها بكبرياء و هي تحدق خارج النافذة ، ثم جفت دموعها بنفس السرعة التي تدفقت بها . فقد بدا أن جوليانو قد قام بمجهود خارق للسيطرة على أعصابه ، و سألها :
-هل تحبين رؤية الاهرامات القديمة ؟
-أنستطيع ذلك و أين ؟ هل هناك منها في مكان قريب ؟
-في "تيو تيهواكان"..
و وجدت كولين "تيوتيهواكان" مكانا شديد الروعة . فالموقع الرائع يحتوي على هرمين ضخمين جدا ، الأصغر رغم ضخامته ، كان هرم القمر ، و الأكبر هرم الشمس . و كان هناك مبان أخرى تاريخية ، مثل معبد "كوتزا لكوتل" ، و كلها موجودة على طول شارع عريض اسمه "شارع الموت" .
و لكن قبل أن تسير إلى أي مكان ، أصر جوليانو على أن يتوقفا في أحد الأكواخ العديدة القريبة حيث يباع كل شيء ابتداء من سجاد الجدار المكسيكي ، إلى قطع الشطرنج المصنوعة من الاينوكس ، و اشترى لها قبعة قش ، و بطريقة احتفالية ، وضعها على رأسه ، ثم تراجع ليبدي إعجابه بها :
-ظريفة جدا.
و ضحكت كولين ، و صممت أن لا تفكر بما سيحدث بعد شهرين من الآن . و وجدته دليلا سياحيا رائعا ، قادر على الإجابة على أي سؤال : هل عاش الأزنكيون هنا ؟ و من هو كواتزلكوت ؟ و العديد من الأسئلة الأخرى.. و لم يحاول استعجالها ، وتسلق معها الهرم درجة درجة ، و بدا مستعدا للوقوف تحت حرارة الشمس قدر ما تريده ، كي تتأمل مناظر الريف المحيطة بهما.. إلى أن تذكرت كولين أنها ترتدي قبعة بينما جوليانو عاري الرأس .
منتديات ليلاس
و بدآ ينزلان درجات الهرم ، و بما أنها لم تكن متعودة على المرتفعات ، كانت تتردد في وضع أي رجل قبل الأخرى و لاحظ جوليانو هذا وقال لها :
-تمسكي بي...
و قدم لها ذراعه القوية الثابتة لتمسك بها ، و عندما وصلا أسفل الهرم ، شعرت بالارتياح و شكرته ، فقال مداعبا :
-أنت أردت أن تتسلقي .
-أردت أن لا يفوتني هذا .
و ضحكت ، فقد أحست و كأنها ستنفجر من السعادة بعد أن عاد لمداعبتها .
تلك الليلة ، لم يكن النوم مشكلة لها . و بما أنهما يتشاركان نفس الحمام ، و جوليانو يبقى مستيقظا ليقرأ أو يعمل ، فإنه لم يستطع تجنب رؤيتها و هي تمر أمامه بثياب النوم .
يوم الأربعاء ، بدا أن رايان قد خطا خطوات واسعة نحو الشفاء . و ارتاحت كولين لأنه لم يذكر بأنه سيغادر المستشفى عندما يشعر بأنه على ما يرام . و خرجت من المستشفى و في رأسها فكرة أن تجد الشجاعة الكافية لتطلب من جوليانو أن يتحدث إلى الطبيب لأجلها .
بعد الظهر اصطحبها إلى الحدائق العائمة في "كوشيملكو" ، و نسيت كل شيء فيما يتعلق برايان ، بعد أن استحوذ عليها ذلك الموقع الرومانسي .
و جلسا في قارب مزين بأوراق الأزهار ، سار بهما فوق الماء ، مارين ببائعي زهور على مراكب صغيرة ، و آخرون يبيعون الطعام .
و لكن سعادة كولين لم تعد تعرف حدودا عندما تقدمت فرقة عازفين ،"ميراشيري"، معتمرين قبعات عريضة للرعاة المكسيكيين ، و توقف جوليانو و دفع لهم أجرهم ، و بدأوا بالعزف .
و بعد أن انتهت رحلتهما في المركب قالت له و هو يساعدها على النزول إلى الشاطئ :
-كانت نزهة رائعة .
-كنت أعتقد بأنها ستعجبك .
-لا يجب عليك أن تأخذني إلى مثل هذه النزهات ، أعني إذا كانت تضجرك .
-و هل قلت إنني ضجرت ؟
-حسنا.. لا ، و لكن..
-إذا لم تحسني التصرف.. لن آخذك إلى حفلة الفلكلور الراقصة هذه الليلة .
-الليلة؟
-عادة يقيمون مثل هذه الحفلات يوم الأربعاء و يوم الأحد.
-أوه.. و لكنك تريد العودة إلى دورانغو يوم الأحد .
-سوف أنتهي من أعمالي عندما يأتي يوم الأحد .
-أجل.. أجل.. بالطبع ستنتهي .
و قابلتهم عاصفة رعدية في مدينة مكسيكو . و لأنها تحب التفرج على العواصف ، لم تستطع مقاومة رغبتها في الخروج لمشاهدتها في الشارع ، على الرغم من وجود طريق مسقوف من المرآب إلى الفندق
و شق السماء برق عنيف ، و لكنها لم تخف ، بل أجفلت عندما أمسكتها يد قاسية لتجذبها و يقول لها جوليانو :
-أليس عندك عقل ؟
ثم جرها وراؤه إلى الفندق .
و كان لا يزال غاضبا عندما وصلا إلى جناحهما ، وعيناه الغاضبتان تنظران إلى المطر في الخارج الذي لم تشاهد مثله من قبل .
ثم و دون أن يخطو خطوة ، بدا و كأن شخصا آخرا يسيطر عليه ، فارتفعت يده ببطء ، و بدا يتحسس خدها . و ارتفع اللون الأحمر إلى و جهها ، كانت تريد أن يلمسها ، بحاجة إلى هذه اللمسة ، و لكنه أشاح بوجهه عنها بحزم .
و راقبت كولين ، و كأنها تراقب فيلما بالسرعة البطيئة ، اللون يغزو بشرته ، بعد أن أدرك ما كان سيفعله . ثم أصبح صوته خشنا ، خشنا لدرجة لم تسمعها منه طوال هذا اليوم.
-لأجل الله.. اذهبي و غيري ملابسك.
و ذهبت كولين بسرعة ، و لكنها سمعته يتمتم :
-يا إلّهي..
ثم قال شيئا عرفت من معلوماتها القليلة بالإسبانية أنه يعني :
-أنا بحاجة لشراب قوي كي أهدأ .

*******************


يتبع....

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 25-10-08, 10:36 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 72873
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: دلوعة فلسطين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دلوعة فلسطين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

,وين باقى الرواية يا عسلللللللللللللللللللللللللللللللللل

 
 

 

عرض البوم صور دلوعة فلسطين   رد مع اقتباس
قديم 26-10-08, 03:33 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 14658
المشاركات: 157
الجنس أنثى
معدل التقييم: ناعمة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ناعمة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



انت عسل ..

ومستنين الفصلين ..

الله يعافيك

 
 

 

عرض البوم صور ناعمة   رد مع اقتباس
قديم 26-10-08, 07:25 AM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 97570
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيفي و بس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيفي و بس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

صباح الخير يعطيكي الف عافية

 
 

 

عرض البوم صور فيفي و بس   رد مع اقتباس
قديم 26-10-08, 12:36 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 35468
المشاركات: 53
الجنس أنثى
معدل التقييم: موني الاردن عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
موني الاردن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الرواية روعة و بانتظار التكملة

 
 

 

عرض البوم صور موني الاردن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من روايات أحلام القديمة, روايات احلام القديمة, رواية سجن العمر, سجن العمر, كاتلين نيلز
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t96331.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 23-04-10 10:16 PM


الساعة الآن 10:06 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية