المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ليلاس متالق |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2007 |
العضوية: |
55383 |
المشاركات: |
562 |
الجنس |
أنثى |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
14 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الارشيف
... صرخة في صدري ...
صرخة في صدري ....
الجزء الأول :
الحب هل هو نعيم نتلذذ به أو عذاب نتقلب على جمره المتقد؟
هل كل قلب هائم نهاية سعيدة , بأن يحضن من هواه , و عينه ملك على عرشه العاجي؟
أم قلب مهشم , مكسور .... لا دواء له ,و لا جابر له ؟
سؤال يولد بعد كل قصة حب عاشها الهائمون في بحورها الغادرة .... المتوعدة بالخير في حين أن باطنها يكمن كل شر و آلام لا نهاية لها ....
من المجيب على كل هائم و لهان , ينتظر جواب شافيا يبل ريقه الظمآن.... الطواق لنهاية ترسم البسمة على شفتيه.....
- صباح الخير ...... ماذا بك وجهك متجهم هكذا ؟
رفعت رأسها المنكس, لتكشف عن مسحت عزن خطت على محياها ....
وقالت بأسى :
- لقد طلب يدي عادل....
بذهول قد تشكل على قسمات وجهها البيضاوي , ذو اللون الأبيض .....
- عادل أبن عمي ؟!!!
هزت رأسها بالإيجاب...
- لكن ..... أنت .... ( أخذت نفسا من بين كلماتها المشتتة ) ..... هل أنت موافقة ؟
- يجب أن أوافق...
- و ما الذي يجبرك على الموافقة , أأنت خائفة من عمي؟
- كلا......أبدا .... أنا ..... ( و توفت لتزدرد ريقها ) ... أنا يجب أن أكمل طريقي...
- بأن تتزوجي شخصا لا تحبينه ...
- نعم ...... فالذي أحبني لم يردني .....
- رنا لا تستسلمي بهذه السهولة ...... لا ترمي نفسك إلى المجهول...
أدخلت ما تستطيع عليه من الهواء إلى صدريها ..... لتنفذه دفعة واحدة..... و صحبته بكلمات مغلفة بالضيق...
- لقد حزمت أمري و انتهى الأمر, لن يردعني أحد عن قراري...
- رنا أنت لن تورطي نفسك في هذا الزواج, سوف تورطين عادل كذالك ....
- وما أدراك يا نجوى أنه سوف نتورط بهذا الزواج , و من ثم لماذا تحكمين عليه بالفشل منذ البداية؟ ( و قطبت كلى حاجبيها)
- لأنني أعلم أن قلبك قد سلبه حسن ...
كم كان وقع هذه الكلمة عليها كالشحنة الكهربائية .... التي هزت أركانها .... و فجرت ما كان خامدا ..... أو بالأحرى ما كانت تحاول أن تخمده.......
- صباح الخير يا بنات...
ألتفتت كليهما إلى صاحبت الصوت....
رنا بصوت مرتجف....
- صباح الخير أمي ...
- صباح الخير خالتي...
- ماذا بكما واقفات هكذا أمام المائدة, لماذا لم تأكل الإفطار بعد؟
رسمت ابتسامة على شفتيها الحمراوان ...
- كنا ننتظرك يا خالتي , و هل يهنأ لنا الطعام بدونك....
ضحكت و أردفت قائلة:
- حسنا ها أنا ذا قد حظرت فلنأكل الآن...
فجلست أم تامر ..... لتتبعها نجوى ...... في حين أن رنا ضلت واقفة...
- رنا ماذا بك واقفة هكذا؟ أجلسي و تناول الإفطار ...
بعينين سارحتان في عالم آخر قالت ...
- ليس لدي رغبت في الأكل , يجب أن أذهب الآن للجامعة , فقد تأخرت ...
و مضت ناحية الباب .... و لم تدع لأمها مجالا للرد عليها ....
بتعابير وجه ترسم العجز و قلت الحيلة ...
- لا أعلم ما الذي جرى لرنا , فمن مده و حالها متغير , لم تعد تأكل كسابق ,و حتى لم تعد تجلس معنا وتتكلم ..
- لا تشغلي بالك بها يا خالتي , بتأكيد هذا التغيير بسبب أنها في السنة الأخيرة في الجامعة .... و هي مضغوطة ..... هذا كل ما في الأمر...
- أرجو ذالك يا نجوى.... المهم نجوى أخبيرين ,هل أخبرتي تامر عن الحمل؟
بابتسامة تستر الارتباك الذي بداخلها ...
- كلا .... فقد نمت قبل أن يحظر...
شقت ابتسامة واسعة على محياها و هي مصوبتين نضرها إلى ما وراء نجوى ...
و قالت بنبرة صوت مشبعة بالفرح...
- ها هو ذا , استغل فرصت وجوده و زفي له الخبر الذي انتظره طويلا ....
ألتفتت نجوى إلى خلفها , لتجده مقبلا ناحيتهما , بوجه عابس ...
عندما غدا بالقرب منهما ,قال موجها حديثه لنجوى ...
- لماذا لم تقضيني , ألم أقل لك أن عليه اجتماع مهم اليوم...
- أنا آسفة, لقد نسيت هذا الأمر نهائيا , أعذرني ...
- كيف نسيت, ليس من عادتك أن تنسي, ما الذي يشغل تفكيرك ؟
أم تامر قالت معاتبة ...
- ما هذا يا تامر , دخلت علينا بدون سلام و لا كلام , و تصرخ على نجوى بخطأ لم تقصده ...
- أمي إن هذا الأمر مهم....
صوت رنين هات فه النقال قاطعه....
أنتشله من جيب بنطاله ... ما أن تعين الرقم الذي على الشاشة حتى تغير لونه ... و تبدلت قسمات وجهه ... لتطغى عليها الارتباك...
- حسنا .... يجب أن أذهب الآن فقد تأخرت بما فيه الكفاية.....
وبسرعة البرق غاب عن أنظارهن ذات مسحت التعجب ....
.....................................................
بوجه ملئه الضيق , و بحاجبين مقطبان, قال بصوت يعكس ما بداخله من ضيق ...
- أوووووه ... أسوف تمنني على كم ورقة نقدية سوف تعطيني أيها .... حسنا لا أريد منك شيئا...
وأدار وجهه ناحية الموج الهائج ....
وضع يده على كتفه و أرغمه على مواجهته ...
- ما هذا الكلام يا عمر ؟ تعلم أن مال هو مالك ... لكني جل ما قلته لماذا لا تجد عملا .... و تريح نفسك من طلب الآخر المال....
أغمض عينيه , و حاول أن يكظم ضيقه...فقال بصوت أقل حدة ...
- ومن يوضف شخصا لا يملك شهادة هذه الأيام...
- يمكنك أن تكمل دراستك ...
- وأنا في هذا العمر .... مستحيل ....أنا لم أفلح وأنا أصغر سنن .....فهل سوف أفلح الآن.؟!...
- هل حاولت حتى تعلم؟ في بعض الأحيان أحس بأنك أنت الذي لا يريد أن يتعب نفسه .... و يريد أن يأتيه كل شيء جاهزا بدون تعب أو جهد....
ثار من جديد ...ورما كلماته بدون تفكير...
- هل تلمح بأني كسول ؟ ..... أنا المخطأ بأني سألتك , وطلبت مساعدتك ....
و شرع بالمسير ...
أمسك بيده ... فردعه عن المضي قدما ...
- ماذا بك هكذا , تفسر الأمور على هواك ؟..... أهدأ و أصغي لي جيدا ....
سحب عمر يده من قبضت يده , و تبعها بكلمات مشبعة بالغضب ...
- لم أعد أنا صديقك و لا أنت صديقي .... فأنا لا أصادق أناس يتهموني بأشياء ليس فيه ...
وأكمل طريقه بخطى واسعة... تاركا صاحبه متعجبا من تصرفه , و ثورانه غير المبرر...
......................................................
قوست حاجبيها إلى أعلى لما رأته وهو يلوح لها , و الابتسامة مرسومة على شفتيه ....
- رنا هيا بنا فالسائق قد وصل...
- ها... أعذرني ريم اليوم لن أذهب معك ... سوف أذهب مع أبي...
- حسنا .... إذا سوف أراك غدا ...
- إن شاء الله ...
توجهت ناحيته و هي لا تصدق عينيها ... فليس من عادته أن يأتي إليها في الجامعة....
- السلام عليك أبي...
- وعليكم السلام بنيتي , كيف حالك ؟
- بخير الحمد لله , و أنت كيف حالك؟
- الحمد لله , هيا أغلق باب السيارة لكي ننطلق...
هزت رأسها موافقة ....
ما أن أغلقت الباب حتى شرعت السيارة بتحرك .....
- ها بنيتي ما أخبار الدراسة؟
- لا بأس بها ....
- ها نريد معدلا يرفع الرأس ...
- بأذن الله ....
- بنيتي رنا هل أخبرتك أمك بأمر عادل...؟
هنا عرفت سر هذه الزيارة المفاجأة ....
هزت رأسها بالإيجاب...
- هذا جيد , ما هو ردك ؟
جاءت لحظة الحسم .... لحظة تحديد المصير ....
لم يكن سهلا أن تنطق ما لا يريده القلب ....
و لم يكن لسانها يساعدها على قول ما يأمره العقل ....
فطال صمتها .... فالصراع في داخلها في أوجه ... فالقلب يحاول و للمرة الأخيرة أن يردعها عما هي مقبلة عليه .... لا يريد أن يستسلم ....
لكن في النهاية كانت الغلبة ل....
- بنيتي ما هو ردك ؟
- نعم أنا موافقة ... ( قالتها دفعة واحدة , خوفا من أن تضعف ولا تقولها , أما قلبها فقد كان يسكب الدموع )
- هذا رائع يا صغيرتي, فعادل رجل جيد, و سوف يسعدك ... ( وشق ابتسامة رضا على محياه )
أما هي فقد كان الجمود هوى عنوانها ....
فهي في حالت صدمه , فقد نطقتها .... لم يعد الآن مجال للعودة أو الردوع عن القادم ...
....................................................
كان مقطب حاجبيه , وعينيه تشتعل غضبا , و لسانه يتمتم بكلمات مبهمة غير مفهومة...
وقدماه تمشي بخطى واسعة .....ورأسه منحني ناحية الأرض ..
توقف ..... فالشارع كان مكتظا بسيارات المارة ....
فقال بحنق ...
- هذا الذي ينقصني ...... أففففففففف......
فأخذ يضرب بقدمه على الأرض .... و يتأفف في نفس الوقت .... و عيناه موجهة ناحية السيارة المارة ....
أخيرا أضاءت الإشارة الحمراء... وتوقفت السيارات عن الحركة ....
فصوب بصرته ناحية الطرف الآخر للشارع .... لتصطدم عيناه بكائن بشري ... جعلت شحنتا كهربائية تسري في جسده .... لتشل حركته ..... وتصم أذناه ..... وتجعل عينياه تفتح على مصراعيهما .... ونيران الغضب تخمد في صدره....
شيئا فشيئا أخذ يقترب هذا الكائن .... حتى غدا بمقربة منه..... فمر من جواره. .... و عمر لم يعتقه من عينيه المذهلتان مما تريان....
لقد بحر في عالم آخر .... لم يكن فيه سوى هو و هي.....
لكن صوت بوق السيارات التي عادت إلى الحياة .... أعاده إلى الواقع ...
يتبع....
التعديل الأخير تم بواسطة HOPE LIGHT ; 18-09-08 الساعة 01:11 AM
|