لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


28 - سيدها - ساره كرافن ( كاملة )

مراحب اليوم راح انزل الرواية الرائعة بعنوان سيدها ارجو ان تنال اعجابكم و بسم الله و هاد الملخص عنيدة مستقلة حرة الإرادة هكذا كانت روندا

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-09-08, 05:52 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Flowers 28 - سيدها - ساره كرافن ( كاملة )

 

مراحب اليوم راح انزل الرواية الرائعة بعنوان سيدها ارجو ان تنال اعجابكم و بسم الله


كـ xt & كـ وورد هنـا


و هاد الملخص
عنيدة مستقلة حرة الإرادة هكذا كانت روندا رانسوم إلى أن أوقعها عنادها وفضولها القاتل بين يدي سجان متوحش في جزيرة هو سيدها والقانون فيها .
إنه الأمير المطلق وحش الجزيرة وكل ما حوله خاضع له .. فهل تخضع هي كذلك ؟ منتديات ليلاس

1_ الجزيرة المحرمة
ابتسمت روندا لنفسها وهي تفكر كم هو أمر عظيم أن تكون هنا بعيدة عن نظرة أبيها المتزمتة وعن احتجاج زوجة عمها التي قالت لها : ماذا سيقول الناس !
وما ستقول زوجة عمها لو استطاعت رؤيتها الآن ممددة بكل راحة على سطح المركب الشراعي الصغير سيغال تستحم تحت أشعة الشمس السمراء في مكان لا يحميها من عيون من يستخدم هذا المرفأ المتوسطي الصغير ماسيرنو سوى ساتر من القماش .
كانت سيغال قد رست في الأمسية السابقة لكن لم يكن لديها هي أو لدى ابنة عمها أموريل وابن عمها بيرس ستورم وخطيب أموريل تشايس الطاقة الكافية للنزول إلى الشاطئ . لكن الشابين عند الصباح قررا النزول لتزود بالمؤونة اللازمة وقد تطوعت أموريل فوراً وهي من تعيش على نفقة تشايس للنزول بينما رفضت روندا .
هذا ما أتاح لها لو كانت صادقة مع نفسها بعض الراحة من ثرثرة ابنة عمها الدائمة والتمتع ببضع ساعات من الهدوء التام والاسترخاء . لكن روندا عادت فندمت على تفكيرها هذا فلولا موافقة أموريل على المجيء لما سمح لها والدها بهذه الرحلة .
فمهما كان السيد تشارلز ستورم منفتح الأفكار وهو خلف مركز القيادة في سفينته الحربية أو خلف مكتبه حيث يسيطر الآن على عالمه الخاص إلا أنه كان رجعياً في نظرته لما تفعله الفتاة المحترمة ولما لا تفعله فقد كان يعتقد أن الفتاة المحترمة لا تقوم برحلة بحرية إلى المتوسط على متن مركب شراعي مع رجل وحيد حتى ولو كان ابن عمها والزوج المرتقب ربما وهكذا توجهت الدعوة لأموريل وخطيبها تشايس .
ومن المحتمل كذلك أن يكون بيرس الذي استدعي في آخر لحظة لمقابلة والدها قد تلقى تعليمات صارمة عن نوع التصرف الذي يتوقعه الأدميرال السير تشارلز ستورم ممن يرافق ابنته الوحيدة ولا بد أنه خرج من مكتبه أحمر الوجه منتفخ الأوداج .
أحياناً كانت روندا تتساءل عما إذا كان ابن عمها يخاف منها قليلاًَ لكنها كانت واثقة أن هذا ليس بالأمر السيء فلقد قررت منذ زمن بعيد أن حريتها واستقلاليتها أمران مهمان لها في أي زواج لذلك كانت واثقة كذلك من أن بيرس لن يحاول أبداً أن يملي عليها إرادته بأية طريقة وهذا من الأسباب التي تجذبها للزواج منه .
وقفت على قدميها .. نحيلة رشيقة ترتدي بكيني قصير تفكر في أن هذا النهار يبدوا أقل إشراقاً نظرت فيما حولها بعينين منتقدتين .. سيغال مركب رائع لشخصين لكنه مزدحم قطعاً لأربعة أشخاص وهي قد فكرت مراراً في أن تقنع والدها بشراء مركب لها كهدية زواج لتقضي شهر العسل مع بيرس على متنه لكنها كانت تعرف أنه لن يوافق على أن تتصرف كالهيبين على حد قوله .
بيرس يحب الإبحار لكن سيغال ليست له بل هي لشريك عمه والشريك هذا وزوجته يعشقان البحر والإبحار ويحتفظان بمركبيهما دائماً على شاطئ الريفييرا الفرنسية في مرفأ يدعى سان رافاييل وبما أنهما مسافران هذا الصيف إلى أميركا لزيارة ابنهما البكر المتزوجة هناك فقد وافقا على إعارة المركب لبيرس و تشايس .
كان والدها بشكل عام يبدوا مسروراً من فكرة زواجها من بيرس وكانت شكواه الوحيدة أن ابن أخيه درس الهندسة بدل الانضمام إلى البحرية كعمه لكنه في النهاية اعترف أن قرار بيرس هذا ما يظهر أن للولد شخصية مستقلة ولا بد أن بيرس قد ورث الكثير عن أبيه لأن أمه العمة افريل وشقيقته ابنة عمها أموريل كانتا دون شخصية تذكر ووالدها هو من أخذ العائلة كلها تحت جناحه بعد وفاة والد بيرس بنوبة قلبية منذ سنوات .. بين أموريل و روندا فارق العمر بينهما لا يتجاوز العدة أشهر ولذا أدخلهما السير تشارلز المدرسة نفسها معتقداً أيضاً أن زوجة أخيه ستعوض ابنته حب الأمومة التي فقدتها روندا في طفولتها .
لكن ما من شيء من هذا كله نجح فهي و أموريل لا يتشاركان في شيء إلا اسم العائلة فأموريل لا يتشاركان في شيء إلا اسم العائلة فأموريل أقصر منها ببضعة سنتيمترات وتميل إلى السمنة و أحياناً لا تتورع عن إظهار امتعاضها من هذا أمام ابنة عمها الجذابة في حين أن بيرس لم يكن يظهر أي امتعاض للفارق المالي بين نصفي العائلة إلا أن أموريل وأمها لم تكونا تخفيان تذمرهما من كونهما الأقرباء الفقراء في عائلة ستورم .
كانت روندا ممتنة لأن أموريل التقت بتشايس وأحبا بعضهما بعضاً كي تريح بالها بالنسبة لمستقبلها وتستقر راضية فلن تضطر بعد الآن إلى أن تدبر أمر تلقي أموريل الدعوة نفسها إلى الحفلات كما تتلقاها هي و الأنكى أن أموريل لم تكن قط ممتنة للجهد الذي تبذله روندا لها فأموريل دخلت كلية الفنون وأمضت فيها ردحاً من الزمن قبل أن تدرك أن مواهبها محدودة وفي هذه الأثناء تعرفت إلى دائرة معينة من الأصدقاء لم تكن توافق أموريل على عشرتهم فقد كانت تخشى دائماً أن يتحدثوا عنها وكان على روندا أخيراً أن تعترف أن بعضاً مهم كان عرضة للقيل و القال بينما نشرت الصحف بعضاً من فضائح بعضهم .
أضف إلى هذا أن روندا كانت تخوض معارك متكررة مع والدها الذي لطالما أدان أصدقائها المتسكعين ذو الشعور الطويلة كما كان يصفهم ومن دون شك أحس والدها بالارتياح لأنها اختارت شخصاً بحسب معاييره مناسباً و أهلاً لها .
منتديات ليلاس
نظرت من حيث هي على السطح إلى المقطورة الصغيرة تحت التي تعتبر الصالون فوجدتها عابقة بدخان غليون تشايس وضحكت عندما شاهدت الخرائط مفتوحة فوق الطاولة القابلة للطي وسألت ساخرة :
أين المحطة التالية أيتها الرحالة ؟
_ إلى مسينا كما أعتقد كي نقطع المضيق ونقف هنا .
وأشار بإصبعه إلى نقطة على الشاطئ اليوناني .
_ إنها جزيرة صغيرة تدعى كاستوريويس .. لكنها تبدوا لي مثيرة للاهتمام وهي لا تبعد أكثر من أربع ساعات عن مضيق مسينا صحيح أنها صخرية لكن فيها شواطئ رملية رائعة .
_ هذا ما نسعى إليه . لا نريد أماكن مكتظة .
وقف تشايس وتمطى ثم نفض غليونه في منفضة ثابتة كبيرة : سأصعد لأرى ماذا تفعل أموريل .
راقبه بيرس ضاحكاً وهو يصعد ثم التفت إلى روندا ومد ذراعيه ليجلسها على ركبتيه : هذا ما يقال له انسحاب تكتيكي لبق .
فغمغمت روندا : اللباقة ليست من الشيم التي قد أصفه بها .
_ ليتكما معجبان ببعضكما بعضاً عندما تتعرفين إليه جيداً ستجدينه شاباً رائعاً .. وسنكون كلنا أقرباء في القريب العاجل .
أمسكت خصلة من شعره الأشقر تلفها على إصبعها : عندما يتزوج من أموريل .
فجذبها إليه أكثر وضمها : لم أكن أفكر في هذا فقط .
بيرس شاب لطيف لكنها أدركت أنها ترخص له أكثر مما يجب من مداعبات تسمح بها عادة عندما أحست أنه سيتمادى جذبت نفسها منه فتأوه :
أوه رون … ما الخطب ؟
_ لا شيء … أنت تعرف القوانين .
_ حفظتها غيباً تماماً كما نصها على الأدميرال السير تشارلز ستورم .
_ وظننتك وافقت عليها …
_ بالطبع .. فأنا أوافق على أي شيء لأحصل عليك معي و أنت الآن معي ولا شيء يختلف .. أيصل نفوذ الوالد الكبير حتى هذه المسافة ؟
_ أنت لا تطاق !
وانسلت من ذراعيه واقفة فرد متعباً : أنا آسف .. لكنني ظننتنا عندما نبتعد عن نظره سنبتعد عن أفكاره كذلك
وضحك بمرارة : أنا أنوي أن أحافظ على الوعد الذي قطعته له لكن خطر على بالي أننا قد ننجرف في أوقات فننسى كل شيء إلا نفسينا لكنني أخذت أدرك أنني أفكر وحدي في هذا المسار .
فسألته غاضبة : أتقول أنني باردة ؟
_ لا .. بل أنت أبعد من هذا فهناك امرأة عاطفية تنتظر من يوقظها في نفسك يا رون لكنها لن تستيقظ وأنت خاضعة تحت سلطة والدك لقد فكرت دائماً أنك بحاجة إلى رجل يسيطر عليك كما يفعل هو شخص لن يجرؤ والدك على إصدار أوامره له .. شخص قادر على أن يطلب من العجوز أن يهتم بما يعينه .
فاغرورقت عيناها بالدموع : إذا كنت تظن أن والدي يتدخل كثيراً في حياتي فهذا لأنه يحبني وكنت أظنك تحبني يا بيرس .. ألا تريده أن يحميني أم كنت تريد أن أعرف الرجال و أنا في سن المراهقة ؟
_ بالطبع لا .. سأقطع لساني لو كدرك .. ربما والدك على حق فيما يفعله معي إذ يبدو أنه يعرف عن مشاعري أكثر مما أعرفه أنا .
فوقفت روندا ترفع نفسها على أطراف أصابع قدميها وتطبع قبلة صغيرة على خده .
_ أنت مخطىء يا بيرس فأنا لا أريد رجلاً مسيطراً آخر بل أريد زواج بالمشاركة فيه تامة .
_ آمل أن تستمري في إرادة هذا سأذهب لأرى ماذا يشرب الآخران .
بعد أن خرج نظفت منفضة السجائر ووضبت الخرائط وأخرجت بضع علب عصير مثلج من البراد الصغير .. أرادت لنفسها بضع دقائق لتهدأ عواطفها قبل أن تصعد إلى السطح . فقد فوجئت بما قاله بيرس فبعد علمها بعمق عواطفه نحوها قلقت مما قد يحدث في المستقبل من صدمات بينه وبين والدها .
بعد ساعات قليلة كانت مقتنعة أن لا داعي لتوترها كانت محاطة بجمع متدافع ضاحك يرقص لكل ضربة تصدر من الجوك بوكس في الملهى الوحيد على الشاطئ ..
كانت تعلم أنها محط أنظار كل رجل على الشاطئ وهذه المعرفة أسعدتها لكن ما سرها أكثر تصميم بيرس على الالتصاق بها ليتأكد من عدم حصول أحد على فرصة مضايقتها .. ووجدت نفسها تتساءل عن إمكانية رجوعهما معاً إلى المركب فترة قصيرة وكانت تعرف تماماً ما ينتظرها لو عادا وحدهما والفكرة جعلت نبضات قلبها تتسارع
أهذا ما تريده حقاً أم أنها تترك سحر ليل الصيف والموسيقى يلعبان برأسها ؟ فجأة لم تعد تعرف ماذا تريد وعندما امتدت ذراعاه لتحتويها بين دائرة الطاولات التي تشكل باحة الرقص ارتفعت يداها إليه تدفعه عنها قائلة :
_ حبيبي .. لا تكن سخيفاً .. هذا النوع من الموسيقى لا يناسب هذا النوع من الرقص .
فرد بصوت أجش : أوه .. رون .. أريدك .
_ ما نريده معاً هو بعض الراحة .. فأنا متعبة فلنعد إلى طاولتنا .
شقت طريقها إلى طاولتهما تضحك وترد على تحيات وإطراءات جمالها .. لحق بها بيرس متجهماً : لا أحب سماع مثل هذا الكلام .
_ مثل ماذا ؟ لا تقل إنك تفهم ما يقولنه ؟
_ لست مضطرة لمعرفة لغتهم لأفهم أفكارهم .
_ ما يقوله الناس أمر لا يهمني أبداً .
وانضما إلى أموريل و تشايس على طاولة مضاءة بالشموع في إحدى الزوايا حيث كانا يتحدثان بجهد إلى صيادين محليين وقفا وانحنيا بإعجاب لدى اقتراب روندا وجلوسها إلى كرسيها ثم عاد الحديث كما كان كم سيبقون في ماسيرنو ؟ حتى الغد فقط ؟ لكن الأمر مؤسف للتفكير في أن السنيوريتا لن ترقص في الملهى ثانية .. و إلى العزم بعدها ؟
قال تشايس : لقد قررنا أن نعبر مضيق مسينا ومنها إلى جزيرة صغيرة تدعى كاستاريوس حيث سنرسو هناك ليلة أو ليلتين ..
أطول الصيادين أمسك بذراع تشايس بقوة محذراً فسأله : ما الأمر ؟
فهز البحار رأسه ليؤكد على كلامه : لا .. ليس كاستاريوس .. لا كاستاريوس .. ليست جيدة .
_ وما خطب المكان ؟ بالتأكيد هي مسكونة .. الناس يسكنون هناك .
هز الرجلان رأسيهما ابتعدوا عنها .. ليست جيدة .. لا ترحب بالزوار .
وتكلمت روندا ببرود وحدة موجهة كلماتها إلى بيرس و تشايس اللذان كانا يتبادلا نظرات القلق : حسناً .. أظن أنهم سيجدون زواراً جدداً على أعتابهم فالأمر يبدوا محيراً ولا أحلم في أن أبتعد عن الجزيرة لأن أهلها يريدون البقاء في عزلة .
الصياد الأقصر قامة ذو الشارب صاح متأثراً : لقد ذهبنا إليها .. منذ يومين .. لنصيد السمك .. فأتانا رجال في مراكب مسلحة .. ابقوا هنا .. لا تذهبوا إلى كاستاريوس !
فغمم بيرس مذهولاً : مراكب مسلحة .. يا للجحيم ! ربما يجب أن نبتعد عن الجزيرة .
فارتجفت أموريل قائلة : أوه .. لا أريد الذهاب إلى مكان فيه سلاح .
صاحت روندا بصبر نافذ : لم أسمع بأسخف من هذا الكلام ربما كان الصيد ممنوعاً أو خاصاً ويريدون إبعاد المراكب الأخرى .. لكننا لن نصيد بل سنرسو هناك عند الخليج حيث نقضي الليل .. ولا ضرر من هذا .
فقال تشايس متجهماً : حسناً .. أظن أن علينا الابتعاد .
فتراجعت روندا غاضبة في كرسيها : أوه .. بالله عليكم ! لقد وضعنا خططنا .. فهل ستغيرونها بسبب هلوسة خوف من الصيادين ربما طوردوا بسبب تطفلهما على الصيد هناك فاختلقا هذه القصة لتغطية قصة هروبهما ليس هناك شيء خاص في الخرائط بشأن الجزيرة ولا مانع يمنع السفن من الوصول إليها لذا أنا مصرة على أن نذهب على الأقل لنلقي نظرة .
نظرت إلى بيرس فرأته يضعف لكن تشايس كان متعنتاً فقال : حسناً .. لقد جئت في هذه الرحلة لتمتع بأشعة الشمس والبحر ولأساعد بيرس في الإبحار ولقد أخذنا حظاً وافراً من الشمس والسباحة لكن التمتع والضحك أخذا يخفان أما الشيء الوحيد الذي لست مستعداً له هو أن آخذ خطيبتي إلى أي مكان خطر وهذا نهائي وإذا أصرت روندا فسنجد أنا و أموريل مركباً يوصلنا إلى أقرب ميناء للعودة إلى الوطن .
عضت روندا شفتها غيظاً وهي ترى أن بيرس و أموريل ينظران إلى تشايس بإعجاب ظاهر وجلس الصيادون بصمت فقد بدا ظاهراً لهما أ، هؤلاء الجماعة قد تخاصموا على ما قالاه .
فأجبرت نفسها على الابتسام : لا حاجة للمضي حتى هذا الحد إذا كنت تشعر بالانزعاج بشأن الأمر ..
فقاطعها تشايس بحدة : أنا فعلاً أشعر به .
فكررت ترفع صوتها قليلاً : إذا كان هذا شعورك فلماذا لا نمضي يوماً وليلة أخرى هنا ؟ فأنا واثقة أننا إذا قضينا وقتاً إضافياً في جوارهم وصرفنا المزيد من المال فسيوفر لنا السكان قصصاً خرافية أخرى لمنعنا من مغادرة المكان .
فتمتم بيرس بقلق : رون اخفضي صوتك حبيبتي فأنا متأكد أن بعضاً منهم يفهم ما تقولينه فلقد بدأ البعض ينظرون إلينا باستغراب .
وقف تشايس دافعاً كرسيه إلى الوراء وقال لأموريل : تعالي حبيبتي قبل أن أتفوه بأشياء ضد صاحبة الجلالة قد نندم عليها جميعاً كانت روندا قد أدركت أنها تمادت كثيراً وكانت مستعدة للاعتذار لكن كلمات تشايس أوقفت كلماتها عند شفتيها ففكرة قضاء يوم آخر في ماسيرنو تعاني من امتعاض تشايس و أموريل أفزعتها ومالت فعلاً إلى الذهاب إلى تلك الجزيرة على الرغم من كل ما قيل .
رفاقها إذن يريدون قضاء يوم آخر هنا .. حسناً فليفعلوا ! أما هي فستأخذ منشفتها وثوب سباحتها وتجد صياداً لديه زورق بخاري يوصلها لقاء ثمن . وعندها ستطلب منه تركها عدة ساعات حيث تمضي يوماً رائعاً من نعيم العزلة بينما يتجول الثلاثة الآخرون في الشوارع نفسها يتجنبون الحمير وقذارتها نفسها ويركبون العربات ذاتها ويستأهلون ما يلاقون نتيجة غبائهم .
عادت إلى حاضرها على جلبة ارتفعت حولها فوجدت أن الصيادين يغادران وهما يتحدثان بلغتهما .. فسألت :
ماذا يقولان ؟
فرد بيرس : لست أدري تشايس فلم أفهم إلا كلمة الوحش ولا بد أنهما يتكلمان عن الموضوع نفسه .
فابتسمت ساخرة : أولاً تحدثا عن أسلحة وهاهما يتحدثان عن حيوانات مفترسة نمر أو ما يشبه لا بد أن هناك سبباً رأساً إلى كريت وهي جزيرة رائعة لا تنسي هذا .
_ أوه .. لن أنسى .
قاطعهما شاب تحلى بالشجاعة الكافية ليطلبها لمراقصته وبالرغم من امتعاض بيرس وافقت روندا وبقيت تنتقل من طالب إلى آخر ما تبقى من السهرة إلى أن فقد بيرس القدرة على الاحتمال فشق طريقه نحوها قائلاً :
_ أظن الوقت أزف لنذهب رون .
فضحكت : أوه .. لماذا ؟
_ لأن الوقت تأخر .
_ لم يتأخر كثيراً .. اذهبوا أنتم الثلاثة وسأجد من يوصلني إلى المركب لاحقاً .
بدا الغضب على بيرس وقال متجهماً : ما من مجال لهذا سننتظر أن تقرري العودة .
راقبته وهو يرتد على عقبيه ثم تنهدت وهي تعرف أن عليها الذهاب فرغم ما قالته لا تريد إعطاء أموريل و تشايس عذراً جديداً للتذمر من تصرفاتها كما أنها تعبت فلحقت ببيرس واعتذرت بخبث لأنها جعلتهم ينتظرونها وهكذا عادوا إلى سيغال في الكابينة الغيرة الضيقة التي تتشاركان النوم فيها قالت أموريل لروندا :
_ اسمعي روندا .. صبر بيرس معك لن يدوم إلى الأبد .. فالعيش مع الناس يتطلب الأخذ والعطاء .
وردت روندا موافقة ثم صمتت تستمع إلى محاضرة ابنة عمها عن الحقوق و التضحيات تجاه من تحبه الفتاة .. لكن بعد أن صمت صوت أموريل بوقت طويل كانت ما تزال صاحية تفكر .. أموريل محقة في شيء واحد .. يجب أن يكون هناك عنصر الأخذ والعطاء في أي علاقة لكن المشكلة فيها وفي والدها أنهما ولدا ليأخذا .. بهذه الفكرة الشريرة أدارت اهتمامها إلى خطة الغد .
لاحظت في صالون المركب أن هناك بين الكتب دليلاً عن الجزر المتوسط جلبته معها ووضعته على الرف فوق البنك الخشبي المعلق الذي تنام عليه فمدت يدها إلى مصباحها اليدوي تلق نظرة إليه .
كان الكتاب يتحدث عن الجزر الرئيسة : صقلية كورسيكا كريت المورة الجزر اليونانية وكلها جزر معروفة
على الساحلين الإيطالي واليوناني أما جزيرة كاستاريوس التي تقع بين المورة والجزر الآيونية فلم تلحظ من الكتاب سوى بجملة واحدة لكن لا بد أن هذا عائد لحجمها الصغير .. فكيف لأحد أن يرغب في منع الزوار عن جزيرة بهذا الحجم ؟
لكن بعد أن تابعت قراءة الكتاب اكتشفت أن الناس منعوا عن تلك الجزيرة يوماً وبعنف فالجزيرة بمعظمها صخرية إلا ساحلاً مليئاً صغيراً يبدو أن فيه أطلال حصن قديم بناه أهل الجزيرة لإبعاد المجرمين عنهم من الغزاة والقراصنة الذين كانوا فيما مضى بلاء منطقة المتوسط .
مطت روندا شفتيها .. في الأحوال العادية كانت ستتمتع بزيارة بقايا ذلك الحصن فهي تحب التجول في الأماكن التاريخية تاركة لمخيلتها العنان لكنها هذه المرة أحست أن عليها الالتزام بخطتها الأساسية والبقاء على الشاطئ لن تضر أحداً ولو كان من السكان العدائيين الذي يحاول تقليد أسلافه بالدفاع عن حياض بلاده بالسلاح .
رمت الكتاب أطفأت المصباح اليدوي وراح فكرها يجول ويجول إلى أن أخمده النوم بعد الفكرة الأخيرة التي عنت لها : لن أكون أنانية بعد اليوم .. سأهب بيرس تفكيري كله .. وسأبذل جهدي للمصالحة مع تشايس ولن أتوقع من الجميع الاستسلام لإرادتي طوال الوقت .
لكن هذا الاستسلام يستحق مخاطرة أخيرة .. رحلة إلى كاستاريوس قبل أ، تستقر وتصبح شخصاً مرغوباً .
عندما استقرت الفكرة في رأسها كانت على وشك النوم فعادت إلى الجلوس فجأة تبحث عن كتاب دليل الجزر من جديد بعد بحثها الجيد في الكتاب كله لم تجد إشارة إلى وحش على تلك الجزيرة لا في الماضي ولا في الحاضر فارتاحت .. واستسلمت أخيراً للنوم .

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة Rehana ; 16-10-09 الساعة 01:09 PM
عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس

قديم 12-09-08, 05:53 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

2 _ هدية النمر
لن تنسى روندا نظراتها الأولى إلى جزيرة كاستاريوس فقد برزت من بين الضباب الخفيف الذي كان يخيم فوق البحر كشكل أسود خشن مقلم يرتفع إزاء السماء الزرقاء التي لا شائبة فيها وفوق البحر اللازوردي رغم مظهرها الكالح الوعر أحست بنبضات قلبها تتسارع وبإثارة غريبة خفيفة تتحرك في داخلها .
إذن ما تكبدته لتصل إلى هنا يجدر به العناء فالوصول إلى هذه الجزيرة لم يكن بالأمر اليسير فالقسم الأول من خطتها نجح كالسحر لكنها تألمت من خداعها بيرس .
بعد رحيل الثلاثة ارتدت ملابسها فوق البيكيني الأسود ووقفت على سطح المركب تحمل حقيبتها الصغيرة فأشارت إلى مركب بخاري وأقنعته بأن يوصلها إلى البر وهناك بدأت المصاعب .
منتديات ليلاس
إذ يبدو أن ما سمعته من الصيادين ليلة أمس لم يكن بعيداً عن الواقع فمحاولاتها الخبيثة لاستئجار مركب يوصلها إلى الجزيرة ليعود بها بعد بضع ساعات لاقت قلة اكتراث وأحياناً الرفض المطلق .
وانتشر الخير في الميناء بأن الآنسة الصغيرة تود الذهاب وحدها إلى كاستاريوس فتمنى الجميع أن يعود رفاقها في الوقت المناسب لمنعها كانت قد بدأت تشعر بالإحباط وتود العودة إلى سيغال لتمضية ما تبقى من اليوم عندما ذكر أحدهم اسم خوليو أمامها وعلى الفور لعلع الضحك بين المستعين فعلمت أن خوليو هو الرجل الوحيد الذي قد يخاطر ويصطحبها إلى هناك في مركبه السريع فهو المجنون الوحيد بينهم لكنها علمت أن جنون خوليو هو المجنون الوحيد بينهم لكنها علمت أن جنون خوليو هو في حماقته وتهوره لا في عقله .
بدا خوليو متأثراً .. فبذل جهده ليفهمها بوساطة الإيماءات وإدارة العينين أنه سيكون سعيداً جداً بمرافقة بيلا سنيوريتا أي الآنسة الجميلة إلى حيث تشاء مشيراً إلى أن المال لا يهمه .
لكنها أصرت فهي تريد أن تكون رحلتها على أساس عملية وعلمت من طريقة أخذه المال وتخبئته في جيب سترته أن له زوجة شريرة وعدة أولاد .
وقف العديد من الصيادين يراقبون رحيلها مع خوليو دون أن يودعوها ودون أن يلوحوا أو يرسلوا القبل على اليدين كعادتهم فقد كانت وجوه الرجال قاتمة غير مبتسمة بل إن بعضهم كان مقطباً عندها أدركت أنهم كانوا يعرفون أن خوليو مجنون فهم يعتبرونها امرأة حمقاء …
بينما كان الزورق يسير بهما فكرت في أنها أمضت معظم حياتها معتمدة على والدها تفكر على الدوام في ما يحب وفي ما يبغض كان دائماً يطالب أن يسير منزله كما تسير الساعة مع أنه كان يبتعد عن أي مشكلة تبرز وكانت تعلم منذ نعومة أظفارها أنه يتوقع منها هي أن تتولى حل مشاكل المنزل مع الخدم فتتخذ كل القرارات اليومية ولو كان زواجها من بيرس سيكون بمثابة استبدال وظيفة مدبرة المنزل بوظيفة مماثلة .. فما الفائدة ؟
لاحظت كيف ارتجفت عندما ذكرت في نفسها كلمة لو تزوجت وعلمت أن لا فائدة من التفكير في الخلاص من أفكارها وابتسمت بارتياح عندما أخذ خوليو يغني أغنية رومانسية إيطالية .
كان الوقت قد تجاوز الظهر عندما برزت الجزيرة أمام عينيها .. فراحت تراقبها بذهول بل إنها أمضت بضع دقائق قبل أن تلاحظ أن خوليو توقف عن الغناء .. فنظرت إليه فلاحظت أن أساريره تبدلت إلى عبوس طفيف وأنه بقي يراقب البعيد وكأنه يبحث عن شيء لا يرغب في أن يجده .. فأحست فجأة بجفاف شفتيها وبدا لها البحر حولهما فارغاً فلا دليل على الحياة على تلك الصخور المنفرة غير المرحبة التي أخذت تقترب تدريجياً .
لو حدث شيء .. ومن الأفضل أن لا تكون أفكارها محددة عن طبيعة ما يحدث .. فسيختفيان في المياه دون أثر لكن بيرس سيعرف فقد تركت له مذكرة في سيغال تشرح له الأمر وأملت أن يكون تشايس و أموريل قد قالا كل ما يريدان قوله قبل عودتها عن عنادها و أنانيتها و غبائها .
أحست إحساساً غريباً وهي تقف على رمال الخليج الصغير الفضية تراقب قارب خوليو يبتعد خلف الصخور المرتفعة .. ها هما قد وصلا .. هو ذهب وهي لم تر مسلحاً ولا ظهر أحد من أهل الجزيرة ها أمامها وقت حتى الساعة الخامسة ليعود خوليو ويحملها على قاربه .

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 12-09-08, 05:54 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

دون تفكير … ودون وعي للوقت سبحت وطافت فوق المياه الدافئة ثم استراحت فوق الرمال تحس للمرة الأولى في حياتها بأنها جزء من مادة ومخلوق من هواء وماء وشمس .
غطست تحت المياه تغرز أصابعها في الرمال الصلبة في القعر بحثاً عن الأصداف .. ثم استلقت في المياه الضحلة تسمح للموج الخفيف أن يغسل جسدها .. لم تعرف من قبل مثل هذا السكون .. ما أسعدني وتساءلت بحزن لماذا هذا الإحساس بالسعادة ؟ ليأتي بعده إحساس جارف بالأسى ؟! من يدري ؟
دفعها الجوع أخيراً للخروج من الماء ففتحت منشفتها الملونة على صخرة صغيرة مسطحة قرب الماء وأخرجت من الحقيبة الغذاء الذي أحضرته معها ومعه علب من المرطبات باتت ساخنة الآن وما عليها إلا إيجاد بركة باردة تتركها فيها حتى تبرد قليلاً .
بينما كانت تجلس دون حراك فوق الصخرة أحست أنها تجلس عند طرف العالم تمطت بكسل تتمتع بأشعة الشمس وبالملح على بشرتها ثم مررت أصابعها في شعرها المبلل فمدت يدها إلى الحقيبة فأخرجت منها المشط وسرحته .. بدت الراحة غريبة هنا وهي تجلس على الصخرة تسرح شعرها .
نظرت إلى ساقيها تقيميها في سرها مع ما تبقى من مرتفعات و أشكال في جسدها .. لقد اقترح عليها عدة أشخاص في الماضي أن تكون نموذج تصوير أو عارضة أزياء لكنها لم تفكر في الأمر بجد فهذه مهنة تجعلها عرضة لفضول الناس وهي لا تحب الاختلاط كثيراً .
كان بيرس يشعر بالغيرة دائماً من آراء الآخرين بجمالها لكن ردة فعل أبيها على فكرة العارضة كانت قاطعة للغاية واعتقدت أن ذلك مرده اضطرارها إلى السفر والابتعاد عنه إلى عالم جديد قد لا يكون له فيه نفوذ .
خطر لها أنها في هذه المرة يجب أن تصر وأن تقنع والدها و بيرس بصواب رأيها وبوجوب أن تخط لنفسها نمطاً معيناً للحياة فلم لا تعمل عارضة ؟ ماذا في هذا العمل ؟ وفكرت سأستخدم اسماً مختلفاً .. فإذا نجحت أو فشلت فسيكون هذا لي أنا لا بسحر اسم ستورم .
أخذت قارورة الزيت من حقيبتها فدهنت جسدها كله دون تحفظ بعد أن اكتفت من نور الشمس نقلت منشفتها ووضعتها تحت صخرة بارزة ثم استلقت في ظلها على وجهها .. كان الهواء بارداً يتلاعب بحرارة بعض الظهر فأغمضت عيناها عما يحيط بها من صخور .. لكنها سمعت همس البحر من بعيد .. ودوى صوت رفيع خفيف لحشرة طائرة في أذنها .. سأنام بعد لحظة .. لكن لا يجب أن أنام .. لا يجب .. كانت تقول ذلك وهي تطير فوق غمامة بيضاء من اللاوعي اللذيذ .
لم تدر ما الذي أيقظها .. كل ما عرفته أنها عندما أدارت رأسها تركزت عيناها على حذاء لماع لا يبعد عنها إلا نصف متر وخلف الحذاء حذاء آخر وإلى اليسار آخر …
بقيت لحظات مسمرة في مكانها تحدق وهي لا تصدق ما ترى ثم التقطت بأصابع مرتعدة خرقاء من الحرج والخجل روبها ووضعته على صدرها قبل أن تجلس .
هذا أسوأ من أي كابوس أمامها ما لا يقل عن ستة رجال يرتدون جميعهم زياً رسمياً أخضر قاتماً وأحذية لماعه تصل إلى الركبة ولم يكن هناك أسلحة مصوبة إليها لكن كلاً منهم يحمل مسدساً على خصره عندئذ أحست بمعدتها تخور من الخوف .
أرادت أن تتكلم لكن الكلمات لم تخرج فقد جف حلقها وبدا الصمت يستمر ويستمر حتى الأبد كان الرجل الأقرب إليها صاحب السلطة كما يبدو فقد كان يعتمر قبعة عالية مدببة ويحمل عكازاً حينما خاطبها أخيراً استخدم إنكليزية صحيحة ثقيلة اللكنة :
_ كوني طيبة يا آنسة وارتدي ملابسك لترافقينا .
_ إلى أين ؟
_ هذا ما لم أقوله ولن تعرفيه فلدي أوامري وأرجو أن تسرعي فلن ننظر إليك .
أشار إلى الرجال فاستداروا بطريقة عسكرية مطيعة مع أن اثنين من الشبان منهم تبادلا نظرات الأسف والابتسام لفت الروب على جسدها وهي تشعر بالأسى لكنها على الأقل سترت جسدها فاستعادت بذلك كمية لا بأس بها من ثقتها بنفسها .
التقطت منشفتها ونفضتها من الرمل ثم أعادتها مطوية إلى حقيبة القش كان الرجل المسؤول يراقبها فتمنت ألا يلاحظ ارتجافها لكنها لم تكن تدري ما إذا كان الخوف هو الشعور الذي يعتمرها الآن .
وضع الرجل يده على ذراعها : تعالي يا آنسة !
فصاحت باحتجاج : لن تنجو بفعلتك هذه فالبحار الذي أقلني إلى هنا سيعود قريباً .. و …
واختفى صوتها بعد أن شاهدته يهز رأسه ببطء : من الغباء انتظاره آنسة .
_ لكنني أعطيته التعليمات .
فرد بهدوء : ونحن أيضاً أعطينا الأوامر للصديق الذي أوقفناه بعد أن أوصلك .
فصاحت : لم تقتلوه ؟
_ لا .. فنحن غير متوحشين .
_ إذن اتركوني وشأني .
وكرهت نفسها بسبب لهجة التوسل في صوتها لكنه رد بمنطق : لكن إلى أين ستذهبين .. آنسة ؟ ما من وسيلة لديك لمغادرة الجزيرة .
فجأة تحركت روندا وضربته بحقيبتها التي جعلته يترنح وذلك عندما وقعت الضربة على صدره ثم ركضت تتلوى بجنون متجنبة الأيدي الممدودة للإمساك بها واتجهت رأساً إلى البحر دون أن يكون عندها أي فكرة محددة عما ستفعل .. لكنها سباحة ماهرة لو استطاعت الوصول إلى تلك الصخور الناتئة في البحر .. فهناك أمل في أن يجيء بيرس على متن سيغال للبحث عنها فينقذها قبل أن يصل إليها متعقبيها .. فهي لم ترى أي أثر لقارب قريب ولا بد أنهم استخدموا طريق البر للوصول إلى هنا .

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 12-09-08, 05:55 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كانت المياه تغمرها حتى الوسط حين وصل إليها أول الرجال قاومته بشراسة تضربه بيديها وتخدشه بأظافرها لكنه أمسك بها جيداً قبل أن يصل آخر و آخر وحملوها وهي ترفس وتقاوم والماء يتقطر منها ثم رموها على الشاطئ حيث امسكوها بذراعيها وثبتوها إلى لرمال وهي خائرة القلب لأنها خسرت فرصتها الوحيدة السخيفة للهروب
أغمضت عيناها تبعد عنها تلك الوجوه السمراء المحدقة لكنهم أوقفوها جامدة في مكانها وبصمت سمعت أحدهم يتمتم بعبارة بلغة لم تفهمها قوبلت بالضحك مما جعلها تخاف أكثر فاستدارت إلى الرجل الذي يتكلم الإنكليزية
_ ماذا قال ؟
_ هدئي من روعك … آنسة .. لاشيء .
_لكنها لاحظت الابتسامة تتراقص على شفتيه وفي عمق عيناه السوداوان .
_لكني أصر على أن أعرف !
هذه المرة لم تكن الفتاة المرتعدة الخائفة من يتكلم .. بل ابنة السير تشارلز تدعمها سنوات من الخبرة الآمرة .
تردد الرجل لحظة قبل أن يهز كتفيه قائلاً :
ولماذا يجب أن تعرفي .. آنسة ؟ لقد كانت مزحة عابرة ليس إلا .
_ وهي تتعلق بي ؟
التوت شفتاه قليلاً : أجل كان يقول الحقيقة آنسة قال أن قطة متوحشة مثلك ستكون هدية رائعة للنمر .
أحست مرة أخرى بالرعدة فالأيدي الآسرة والرجال المتحلقون حولها أصبحوا فجأة تهديداً أكبر مما تطيق : ماذا يعنون _ هدية إلى النمر ؟ وهل يكون هو الوحش الذي سمعت عنه ؟
عاد تفكيرها بجنون إلى خرافات الطفولة التي نسيتها منذ زمن بعيد كما كانت تظن لكنها الآن عادت لتطفو الآن في ذاكرتها تعذبها قصص قرأتها عن ضحايا بشرية تقدم إلى حيوانات متوحشة في أماكن ليست بعيدة عن هذه المنطقة .. وعن بطل أثينا ثيوسوس الذي ينتظر في عتمة متاهات كريت وصول الرجل الثور مينوطور .
ارتعدت رغماً عنها .. فمهما كانت هذه الجزيرة تحوي من أسرار فهي لا تريد أن تكون جزءاً منها قد تحتمل أي شيء : غضب بيرس .. اتهامات تشايس و أموريل .. شرط أن تخرج سالمة من هذا الكابوس .. لكن الأمر سخيف .. إنها تترك لمخيلتها العنان .. و الأسخف من هذا هو الواقع الذي هي فيه .
_ تعالي … آنسة .
جرت دون لطف إلى الممر الصخري الصاعد نحو الجرف المرتفع وأخذت تتعثر في صندلها الفاخر الذي تحطم على خشونة الطريق .. ما هي المسافة التي يتوقعون منها أن تسيرها وهي على هذه الحالة ؟
عند قمة الجرف الصخري أجيبت عن سؤالها فقد كانت تقف بالانتظار سيارة لاند روفر وسائقها .
وضع القائد منشفتها على المقعد لتجلس عليها :اجلسي .. آنسة !
أطاعت روندا بصمت .. فلا خيار لديها وما جعلها تشعر بالسرور أن الرجال الذين جروها إلى الشاطئ إلى هنا تبللوا كما تبللت وبدوا غير مرتاحين وهم يرون بذلاتهم مبتلة بالماء كان اثنان منهم قد جلسا قربها كل من جهة ثم صعد القائد إلى المقعد الأمامي معطياً الأوامر لمن تبقى من الرجال بالعودة سيراً على الأقدام .
انطلقت السيارة بسرعة جعلتها تميل جانباً واستعادت توازنها قدر الإمكان فهي لا تعلم بعد أين سيأخذونها لكنها تكهنت أنهم متجهون إلى البلدة نفسها .
المناظر حولها اخشوشنت تدريجياً والتلال على جانبي الطريق انحدرت واتخذت طابع الفخامة والإجلال كانت إحدى هذه التلال متوارية في حمأة الحر أمامها مرتفعة حتى بدت جبلاً لكنها لم تشاهد كائناً بشرياً حولها ولا منازل بل ركام مهتز وحظائر خراف فارغة .
التفتت إلى أحد الرجلين قربها وقالت الكلمات الوحيدة التي تعرفها : أين الناس هنا ؟
فهز كتفيه وراح يتحدث بسرعة بلغته فلم تفهم ما قال سوى كلمة بالازو .. ألا يعني هذا القصر ؟ هل تحتوي جزيرة صغيرة [محذوف][محذوف][محذوف][محذوف]ة كهذه مكاناً كهذا .. قصر ؟ أم أنها أساءت الفهم ؟ لكن قبل أن تمضي بسؤالها التفت إليه القائد غاضباً صائحاً : اصمت !
وصمت الرجل .. وبدا أن القائد بدأ يشعر بالحر فخلع سترته ورماها لأحد الرجلين في الخلف وكان لاندروفر يتسلق مرتفعاً عالياً الآن والجبل يلوح فوقهم فشاهدت روندا الزبد الأبيض لشلال مياه يهبط من فوق فرفعت رأسها لتمعن النظر إليه .. ربما عندما تصل إلى قمة المرتفع أمامهم ستعرف إن كان القصر موجوداً أم لا .
ووصل لاندروفر إلى القمة فمالت روندا إلى الأمام تنظر إلى ما حول السائق .. لكن قبل أن تتمكن من رؤية أكثر من بضعة سقوف قرميدية حمراء تحتها ومنظر البحر الأخضر وراء القرية رمي فوق رأسها شيء خشن أسود فصرخت بجنون تحاول تحرير نفسها من الغطاء الخانق .
ثم جاءها صوت القائد وكأنه من مكان بعيد :
أنا آسف يا آنسة لكن هذا ضروري فلا يجب أن تشاهدي شيئاً ولا أن يشاهدك أحد هذه هي الأوامر اعلمي أنك ستستريحين أكثر لو توقفت عن المقاومة .
فهدأت في مقعدها غاضبة فاقدة الحس لا تعي سوى محاولة التنفس عبر القماش السميك الذي كان لسترته وتمنت أن يتلفها له ماء البحر العالق فيها .
فقدت كل إحساس بالوقت أو المسافة أو الاتجاه كانت كل حفرة تقع فيها السيارة تبدوا أسوء من الأخرى فراحت تترنح ذات اليمين وذات الشمال عند كل منعطف ل تراه تتحضر سلفاً له .. وأحست أنها عاجزة تماماً كأي طفلة صغيرة .
ثم تغيرت الحركة وأصبح كل شيء أخشن من الأول هل هي طريق مرصوفة بالحجارة ؟ أخذت السيارة تترنح بحدة إلى اليمين ثم تسلقت من جديد وتوقفت فجأة فسمعت أصوات رجال يتكلمون لم يلبثوا أن غرقوا بالضحك .. عليها ؟ رغم حرارة السترة وخوفها أحست بالغضب .. كيف يجرؤ أحد على معاملتها بهذه الطريقة ؟ حين تكتشف من هو المسؤول عن كل هذا ستجعله يندم على يوم ولادته .. لكنها سمعت صوتاً داخلياً ساخراً : لربما جعلوك أنت تندمين على يوم ولادتك ! وهرب الغضب مختبئاً تاركاً المكان رحباً للخوف والارتجاف لم يمض وقت حتى سمعت صياح أحد تبعه تحرك السيارة إلى الأمام .. فكان المزيد من الحجارة وصوت غريب في مكان قريب .. ومياه تصطدم في تدفقها بالأرض .. أهو ينبوع .. أم نافورة ؟ وتوقفت السيارة .
ترجلي يا آنسة لو سمحت .
ما كان أشد شعورها بالراحة عندما وقفت على قدميها من جديد .
_ عليك تسلق الدرجات .. ميشا سيساعدك .
مدت يدها كالعمياء تتحسس درابزين حجرية عريضة ساخنة بفعل حرارة الشمس .. أمسكتها ورفعت قدمها تتحسس طرف السلم ثم بدأت تتسلق و ميشا يصدر أصواتاً مشجعة من ورائها وقال صوت القائد : واحدة بعد .. لقد وصلنا .. آنسة وسريعاً ما ترتاحين .
وضحك مردفاً : هناك لجنة استقبال لك .
ثم سمعت .. سمعت الصوت الذي جعل شعرها يقف وجسدها يقشعر فازدادت إحساساً بالعجز والعمى .. وإذا هناك زمجرة منخفضة طويلة لحيوان ضخم .
ملأ الصوت رأسها رعباً وضغط عليها ضغطاً شديداً فيما راحت العتمة تزداد ظلاماً وابتلاعاً .. وراحت تسمع نفسها تصرخ .
وللمرة الأولى في حياتها .. أغمي عليها .

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 12-09-08, 05:57 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

3 _ وحش الجزيرة
إنها مستلقية على سرير خشبي ضيق في مكان مظلم صغير . كانت هذه أول فكرة مرعبة عنت لها وهي تعود إلى وعيها على مضض لكن عندما اعتادت عيناها على الضوء المنخفض أدركت أنها مستلقية على أريكة في معتزل صغير ذي قناطر محفور في جدار حجري سميك مخفي عن الغرفة وراءه بستارة سميكة مثبتة على خشب أسود .
جلست ببطء يدها إلى رأسها تحس بالدوران والغثيان وكادت تعيد رأسها إلى الوسادة تنتظر مرور الدوار حينما سمعت باب الغرفة ينفتح وكرسي يزاح من مكانه وأوراق تتحرك .
إنها ليست وحدها .. بينما كانت تحدد هذا أدركت أشياء أخرى أدركت أن الغطاء الثقيل الملقى فوقها مطرز تطريزاً يدوياً .. وأن الأريكة بالرغم من قساوتها قطعة أثرية نفيسة … وأنها _ وهذا ما شتت أفكارها _ لا ترتدي إلا روباً حريرياً أسود هو لرجل … ترددت للحظة تترك المجال للغضب الناري أن يخمد في جسدها ثم تحركت بخفة قدر استطاعتها تدفع عنها الغطاء قبل أن تهب واقفة .
منتديات ليلاس
كانت الأرض الموزاييك الأنيقة تحت قدميها شديدة البرودة فتحركت بخفة دون أن تحدث صوتاً إلى طرف الستارة ونظرت إلى الخارج حولها .
كانت قطعة الأثاث الأساسية في الغرفة عدا رفوف الكتب ذات الغلافات الجلدية الفاخرة طاولة ضخمة تقع تقبع وسط الغرفة التي وضع على نوافذها أغطية سميكة جعلتها لا تدرك الوقت وفي الغرفة أيضاً مصباح فوق الطاولة كان مصدر الإنارة الوحيدة فيها لكنه كان يكفي كما هو ظاهر الرجل الجالس خلف الطاولة الغارق في قراءة وثائق لها مصدر رسمي .
لم تستطع روندا إشاحة بصرها عن وجهه .. لم يكن وسيماً بشكل تقليدي بأنفه المقوس و انعطافة فمه الرقيق الشفتين .. ومع ذلك فهو آسر وفاتن نظرتها التقطت أيضاً شعره الكث الأسمر المتدلي حتى ياقة قميصه الحريري وأهدابه السميكة التي تغطي لون عينيه .
ذكرها بشخص ما حركت دماغها بحثاً عمن يكون إن له علاقة بصورة شاهدتها .. لكنها ليست صورة فوتوغرافية .. ما هي يا ترى ؟ … ثم تذكرت كانت صورة لوحة وضعت في كتاب فني اطلعت عليه مرة .. لوحة الأمير يعود إلى عصر النهضة في أوربا .. واللوحة تشبه هذا الرجل الجالس على بعد أمتار منها .
بينما كانت تقنع نفسها بسخف تفكيرها سمعته يتكلم بصوت منخفض رنان :
_ أنا لست فرجة لمسترقي النظر … آنستي !
سرعان ما لفت الروب حول جسدها و أعادت ربطه ثم رفعت رأسها بثقة كانت بعيدة عن الإحساس بها وتقدمت من خلف الستارة نحو الطاولة تسأله آمرة : من أنت ؟
_ أنا سيد الجزيرة .
خطفت عجرفة بيانه البسيط أنفاسها ثم تنبهت إلى أنها تحملق به مشدوهة فسيطرت على نفسها بقساوة قائلة :
أرى هذا بإمكانك إذاً تدبير أمر رحيلي لأعود إلى جزيرة ماسيرنو حيث أصدقائي .
_ بإمكاني هذا .
لكنه لم يرفع رأسه نحوها يل استمر يدرس الأوراق التي في يده فأجبرت نفسها على ضحكة خفيفة : تتحدث وكأن هناك بعض الشك .
_ لا شك على الإطلاق آنستي .. فأنا أستطيع ولكنني لن أفعل .
ورفع رأسه إليها فشهقت عندما التقت عيناه عينيها كانت عينين عسيليتين محاطتين بإطار ذهبي يزيد من حيويتهما ووحشيتهما .
_ أتلمح إلى أنني سجينة هنا ؟
_ إنه أكثر من تلميح آنستي إنها الحقيقة أنت سجينتي و ستبقين هنا إلى أن أقرر رحيلك .
مد يده إلى جرس فضي صغير و أكمل : سأجعل توماس يرشدك إلى غرفة أعددتها لك .
فقالت بحدة : انتظر .. هذا أمر سخيف .. أنت لا تعرف شيئاً عني بل أنت لا تعرف من أنا .. لذا لا يمكنك حجزي هنا رغم إرادتي .
فسألها بصوت ناعم : حتى لو جئت أنت إلى هنا رغم إرادتي ؟

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a gift for a lion, أحلام, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, ساره كرافن, سيدها, sara craven
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية