لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-08, 10:36 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8880
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: Bushra عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Bushra غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Bushra المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


تـــابع الفصل الثاني .........



وتراجع بيير إلى الوراء ... وعندما انطلقت ربيكا بالسيارة , انعكس الاضطراب على أسلوب قيادتها وفي طريق العودة لم تشعر ربيكا بجمال الطبيعة . وإنما كانت تحس بالألم والاضطراب والخوف من أن يمارس بيير ضغوطه عليها . ففي وجوده كان يذوب نفورها منه . بل إن مقاومتها له تضعف !
لقد أثر عليها وكان الجانب الأحمق من شخصيتها يدفعها لتتلقى كل الاطراء الذي يطوقها به . ولكن الجانب العاقل فيها كان يحذرها من أن أي شيء يقدمه لها قد يهددها بالخطر ... وإزاء هذا الموقف المتضارب كانت ربيكا تشعر بالتمزق .
وعندما عادت إلى الفيللا . كانت آديل تستلقي على مقغد طويل في الحديقة وتستفئ بظل مظلة مخططة الألوان وقد تطلعت إلى ربيكا بنظرة متأنية ثم قالت :
" لقد غبت فترة طويلة . ماذا كنت تشترين ؟ "
وبذلت جهداً كبيراً حتى لا تتورد وجنتاها بالخجل , وقالت :
" كل ماطلبت مني شرائه "
وركعت على القرميد الدافئ . وبدأت تفرغ محتويات حقيبة المشتريات وكانت علبة البودرة التي أعطاها بيير لها موجودة على رأس الأشياء . فقدمتها أولاً لآديل ثم الجوارب . ومستحضرات التجميل ومعجون الاسنان وكانت علبة بودرة تالك معطره تقبع في الحقيبة . وتشابه نفس العلبة التي أعطتها في بادئ الأمر لآديل .
تناولتها ربيكا ونظرت إليها غير مصدقة . ولاحظت أديل طول تأملها في العلبة . فقالت لها :
" بحق السماء فيم كنت تفكرين . هل أشتريت علبتين من بودرة التالك ؟ "
توردت وجنتا ربكيا . وألقت العلبة الثانية جانباً . ثم قالت بسرعة :
" أنا ... أنا اشتريتها لنفسي ! "
قالت آديل بنفاد صبر :
" ولكنك لا تحبين هذا النوع من البودرة . لا حاجة بك إلى التظاهر ياربيكا . إني لا أضيق بوجود علبتين , ولكننا سنجد أنفسنا نستعملها في وقت واحد "
غضت ربيكا شفتها بشدة . ثم قالت :
" أوه .... ولكني في الواقع "
قاطعتها آديل قائلة :
" ولكن في الواقع ... لاشيء يهم اذهبي وضعي هذه الادوات في مكانها وأطلبي روزا أن تعد لي القهوة ! "
وجاء اليوم التالي ... وحتى تحين اللحظة التي يدق فيها بيير جرس التلفون ليحدد موعد تناول العشاء . وعاشت ربيكا تحت وطاة الاحساس بانتظار وصوله وفكرت جلياً في موضوع علبة البودرة . وادركت أن بيير لا بد قد رأى العلبة التب اشترتها من خلال القش الذي صنعت منه الحقيبة . واشترى علبة مماثلة لعلبتها . ثم اختلق القصة عندما قدم الطرد لها.
وقد اتفق بيير مع آديل على أن يتناول العشاء في مساء اليوم التالي ... وفي صباح ذلك اليوم أصرت على التوجه إلى سوفا لزيارة مصفف شعرها . وكانت ربيكا لا تريد القيام بمثل هذه الزيارة وخاصة انها تشعر باضطراب يهز كيانها . ولكن ما جدوى رايها اذا كانت آديل تصر على موقفها !
وعند الأصيل . استلقت ربيكا لتناول قسطاً من الراحة بينما اخذت ربيكا تكوي الثوب الذي سترتديه في المساء . وكانت آديل تشعر بكراهيه نحو ربيكا تدفعها إلى عدم السماح لها بحضور حفل العشاء . اما ربيكا فكانت تتحاشى غضب آديل إن هي حضرت الحفل . ولذلك استغرقت في افكارها الخاصة بها . وراحت تبحث عن اسباب تتذرع بها للغياب عن الفيللا في هذا المساء . لكي تضع مسافة بينها وبين زوج شقيقة آديل .
وبعد ان أخذت آديل حماماً ساعدتها ربيكا على ارتداء ملابسها وتأملت آديل نفسها في المرآة . ثم قالت :
" منظري بديع للغاية . ألا تظنين ذلك يا ربيكا ؟ "
" بديع للغاية يا آنسة سانت كلاود يجب أن تعديني ألا يزيد اضطرابك هذه الليلة . كان يوماً مجهداً لك . ومن الطبيعي ... "
" عم تتحدثين يافتاة ؟ ستظلين هنا حتى أكون أمام عينيك أليس كذلك ؟ إنني اتوقع أن تنضمي إلينا على مائدة العشاء ؟ "
" كلا ... كلا يا آنسه كلاود . لقد اتفقت على عدة مقابلات أخرى "
قالت آديل بصوت حاد :
" أية مقابلات أخرى ؟ "
وابتلعت ربيكا ريقها . ثم اخذت تبحث في عقلها عن أعذار تلتمسها وأخيراً قالت :
" فكرت في أن أمضي الليلة في الخارج "
" ماهو المكان الذي ستتوجهين إليه وحدك ؟ لك أن تتجولي في الجزيرة أثناء النهار . ولكن عندما يأتي الليل . فالأمر مختلف ! "
" سبق أن قلت لي انه يمكنني أن أستقل السيارة "
" أعرف ذلك ؟ ولكن قد أحتاج إلى خدماتك هذه الليلة الىن إذهبي واخلعي زي التمريض . وارتدي ثوباً جميلاً "
وتطلعت ربيكا إلى آديل في يأس وقالت :
" أريد أن أتناول العشاء في غرفتي يا آنسه سانت كلاود "
" لماذ ؟ هل هذا بسبب وجود بيير ؟ "
" ماذا ؟ لا ... لا "
" حسناً ... لا أظن أنني السبب سبق أن تناولت العشاء معي مرات عديدة "
" لماذا ترغبين في أن أنضم إليكما للعشاء ؟ "
" ربما لأن الأيام التي أمضيتها هنا كانت بلا أحداث . وأشعر بالاسف لك وعلى العموم . لن تتيح لك الأيام الفرصة لتتناولي الطعام مع مليونير "
وأنسبت ربيكا أظافرها في راحة يدها . ثم سألت :
" هل من حقي الاختيار ؟ "
قالت آديل بصوت صارم :
" لا ليس من حقك . الىن اذهبي وأعدي نفسك . حتى لا تكوني سبباً في زيادة اضطرابي ؟ "
" اذهبي وأعدي نفسك . حتى لاتكوني سبباً في زيادة اضطرابي ؟ "
تنهدت ربيكا , وانصرفت وعندما بلغت غرفتها . راحت تفحص خزانة ملابسها بعناية . وسالت نفسها : بحق السماء أي ثوب سارتديه ؟ إن الثياب القصيرة لا تقي من البرد . وهي غير مناسبة في مكان مثل هذه الجزيرة . أما الثياب شرقية الطراز هي أكثر أنوثه . ولكنها لن تشعر بأدني رغبة في أن تثير مزيداً من الاهتمام .
ولذلك اختارت قطفاناً مزيناً بنقوش الغابة . وكان طويلاً وأكمامه تختفي استدارة ذراعيها فارتدته . وانضمت إلى آديل . وعندئذ سمعت صوت محرك سيارة يتوقف عن الباب . وفتحت روزا الباب . وبعد دقائق قليلة دخل إلى الردهة شخص يقول :
" السيد بيير سانت كلير ياسيدتي . ورفيقته الآنسه إيفون دي بوي "
وشعرت ربيكا بالدماء تكاد تفجر وجهها . عندما رأت بيير يدخل الغرفة بقوامه الطويل النحيل . وهو يرتدي جاكيتاً من اللون الأبيض يتدلى من جيبها العلوي منديل أحمر . وكانت بصحبته أجمل نساء العالم . لم يسبق لربيكا أن رأت مثلها من قبل . وبالرغم من أنها كانت تبدو في مرحلة الشباب إلا أن ربيكا قدرت سنها بين الخامسة والثلاثين والخامسة والأربعين . وقد تخللت شعرها الأسود بعض الخصلات الرمادية . وكانت نحيلة القوام . أنيقة ترتدي ثوباً من الحرير الفضي . أبرز رشاقتها وعندما انتهت ربيكا من استطلاع اهم سمات غيفون . حولت بصرها إلى آديل لتعرف الانطباع الذي تركه قدوم الضيفة عليها .
ولدهشة ربيكا بدت آديل وكأنها لم تفاجأ بزيارة الضيفة بل كانت تتوقع قدومها . وانتابتها الحيرة والتساؤل . لماذا اصرت آديل أن تدعوها على مأدبة العشاء . في حين انها كانت تعرف أن بيير سيأتي بضيفة ؟ ولماذا لم تخبرها بأن زوج شقيقتها لن يأتي وحده ؟
أدركت ربيكا مدى السعادة التي ستنعم بها آديل في مثل هذا الموقف . فهل تكون قد شعرت باهتمام ممرضتها السيد بيير فاختارت هذه الوسيلة لتجبرها على ألا تعلق أمالها عليه ؟
في أي حال هذه الليلة ستكون فوق طاقة البشر .
راحت آديل تتحدث إلى إيفون . لتشعر ربيكا بأن ربيكا بأن المرأتين على معرفة سابقة منذ عدة سنوات مضت . بينما اتخذ بيير طريقة ووقف على جوار ربيكا . وتمتم قائلاً :
" مساء الخير يا آنسه . إنني مندهش لأن آديل سمحت لك بالانضمام إلينا "
" الآنسه سانت كلاود أصرت على حضوري ولسوء الحظ لم اكن في موضع يسمح لي بالاختيار "
سألها بصوت منخفض :
" لماذا تصرين على هذا المسلك الطفولي ؟ "
وهنا تطلعت ربيكا إلى آديل التي قالت لها :
" نريد ان تروي ضمأنا يا ربيكا . هل يمكنك إحضار بعض كؤوس الشراب ؟ على فكرة يا إيفون هذه هي ممرضتي ربيكا ليندي . كنت أنا وإيفون في مدرسة "
كانت نبرة آديل تشوبها البهجة والمرح ولم تجد ربيكا أمامها أي اختيار غلا أن تذهب وتشد على السيدة الفرنسية . وتسألها أي شراب تحب أن تحتسية عندما توجهت لاعداد الشراب . لحق بها بيير وشعرت بالحرج من وجوده معها ولم ينقذها غلا وصول روزا لتعلن أن العشاء قد أعد وتعهد بيير بقيادة المقعد المتحرك وهما يتقدمان ربيكا والسيدة الفرنسية ويتجهان إلى المائدة .
خيم الصمت على ربيكا وهي تتناول طعامها بينما كان الامر سهلاً في أن تدير آديل دفة الحديث مع ضيفيها . وهكذا وجدت ربيكا نفسها وحيدة ولكنها لم تابه كثيراً وكان هذا افضل لها وغن كانت تتوق على الهروب منهم جميعاً .
وقدمت روزا القهوه في غرفة الجلوس . وبعد أن أحتست ربيكا فنجانها نهضت وقالت :
" اسمحوا لي بالانصراف . علي بعض التقارير الطبية كما وانني اشعر بصداع خفيف "
تجهمت آديل . وقالت :
" كتابة التقارير ليست أمراً عاجلاً . أما بالنسبة على الصداع فإنني أعتقد أن جولة في الحديقة كفيلة بأن تخلصك منه . وأنا متأكده من أن السيد سانت كلير يمكنه مرافقتك "
وحملقت آديل في بيير الذي نهض واقفاً بدوره . فتوردت وجنتا ربيكا وتساءلت : ماذا وراء آديل ؟ ولماذا اقترحت ان يرافقها بيير أثناء جولته في الحديقة . وبخاصة أنه لم يسبق أن أبدت أي اهتمام بممرضتها من قبل ؟
قالت ربيكا :
"
شكراً لك , لكن ... "
عندئذ قاطعها بيير ثائلاً :
" آديل على حق . هواء الليل سيفيدك أكثر من جلوسك في غرفتك , أنا واثق بأن آديل وإيفون ستجدان موضوعات شتى للخوض فيها "
مالت إيفون إلى الأمام ووضعت يدها على ذراع بيير وقالت له :
" دع ليندسي تتخذ القرار لنفسها ياعزيزي . ربما تكون متعبة "
راقبت ربيكا الحديث الدائر باهتمام وتساءلت اية علاقة تربط بين إيفون دي بوي وبينه ؟ ومن ملامح المودة التي ارتسمت على وجهها استطاعت ربيكا ان تدرك ان العلاقة بينهما على النحو الأردا . فقالت ربيكا مؤكدة :
" أجل , إنني مجهد وارغب في النوم "
قالت آديل في قسوة :
" ماذا عن امري أيتها الفتاة ؟ أنسيت أن واجبلتك نحوي لم تنتهي بعد هذا المساء ؟ "
ترددت ربيكا وقالت :
" اظن ان روزا لن تمانع في مساعدتك فهي كانت تحل محلي أثناء الأمسيات التي أمضيها بالخارج "
وحتى لا تظهر آديل في صورة المستخدمه العنيدة فم تستطع أن تتخذ قرار اتجاه ممرضتها . وتمنت ربيكا للجميع أمسية طيبه . وهي تتجاهل نظرة الازدراء التي بدت في عيني بيير , وأرعت لتبحث عن الأمان في غرفتها وكانت تعرف أن آديل ستجعلها تدفع ثمن معارضتها لها بهذا الأسلوب غالياً . لكنها لم تكترث كثيراً !


نهـــاية الفصل الثـاني




انتظــرو الفصل الثالث مع العزيزة مـاري آنطوانيت

 
 

 

عرض البوم صور Bushra   رد مع اقتباس
قديم 30-08-08, 12:05 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29212
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاطماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماري-أنطوانيت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Bushra المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي ....:::: عاطفه من ورق :::......::: الفصل الثالث ::::....

 

3- بئر بلا قرار

في صباح اليوم التالي. لم تتوجه ربيكا إلى الشاطئ للسباحة كعادتها. ففي الساعات الأولى أيقظتها أديل بنداء ضعيف. فأسرعت ترتدي ثوبها. وهرعت الى غرفة مريضتها.
كانت أديل ترقد وسط الفراش. وكان من الواضح أنها توجهت إلى الحمام, وفي أثناء عودتها تهاوت على الأرض. وبدا جليا أنها تحاول التقاط أنفاسها, وهي تضغط راحتها على صدرها لتخفف من حدة الألم الذي كان يمزقها.
منتديات ليلاس
عاونتها ربيكا على النوم في وضع مريح ثم أسرعت إلى خزانه الأدويه وعادت تحمل معها دواء أعطتها إياه. وكان لوجود ربيكا اثر فعال في أن تستعيد أديل هدوئها الطبيعي. وبعد قليل تحدثت إلى الدكتور مانسون هاتفيا وطلبت منه المجيء بسرعة.
وعندما وصل الطبيب أثنى على ما فعلته ربيكا وانب أديل على طيش سلوكها في اليوم السابق وقال لها:
" ليكن في علمك أن صحتك لا تحتمل قضاء يوم كامل مشحون بالانفعال. بالاضافه إلى انك تناولت طعاما دسما. ربيكا اخبرني بكل شيء. أنت سعيدة الحظ بوجود ربيكا معك. لا ادري ماذا كلن يحدث لو..."
وكانت أديل قد بدأت تفيق تدريجيا من نوبة الشلل التي هاجمتها. فألقت نظره عتاب إلى ربيكا وقالت:
" إنا في صحة جيده ولا حاجه لاستدعائك بتاتا. أرادت ربيكا ان تخبرك بأنني لم أنفذ تعليماتها. يا الهي متى تأتي الساعة التي لا اعتمد فيها على احد "
نظر اليها دكتور مانسون بحنان وقال:
" آنت تدركين تماما بأنك ستعتمدين على غيرك ما حييت, وهذا امر يجب ان تتقبليه برحابة صدر "
بدت المرارة على وجه أديل وصرخت بصوت يشوبه ألم العذاب:
" لقد عشت به طوال حياتي "
تحول دكتور مانسون عنها وفي عينيه نظرة يأس وشاركته ربيكا شعوره بهزة من رأسها. كان كل منهما يخشى آثار الكآبة على نفسيه أديل.
وبعد رحيل الطبيب قامت ربيكا بإعطاء أديل قرصا مهدئا. وبعد قليل استغرقت في النوم وأحست ربيكا بالذنب وراحت تلوم نفسها واخذ عدد كبير من الاحتمالات يطن في عقلها. فلو أنها مكثت معها ليله أمس حتى انتهاء وليمه العشاء, لو أنها رافقتها حتى الفراش. لو أنها راقبت العلامات الأولى التي تنذر بقدوم النوبة لأمضت أديل ليلة هادئة ولما أصابتها هذه النوبة. لا شك أن الطعام الدسم وكمية الشراب التي احتستها سبب ما حدث لها!
تركت ربيكا فراش أديل وتوجهت إلى غرفتها وكانت الساعة تقترب من السابعة صباحا. ولم تفكر في أن تأوي إلى سريرها. فقد تحتاج إليها أديل ثانيه. ولذلك توجهت إلى المطبخ وطلبت فنجانا من القهوة من روزا التي بدا القلق على وجهها وراحت تسأل ربيكا اسأله عديدة عن أديل. هدأتها ربيكا ثم سألتها:
" هل كانت أديل بخير عندما قمت بمرفقتها إلى السرير ليلة أمس؟ "
قالت روزا:
" كانت متعبه فقط. رأيتها تتناول قرصها كما أخبرتني أنت. كانت بخير "
" لا داعي للقلق يا روزا. ستعود إلى حالتها الطبيعية حلال يوم أو اثنين. عليها أن تمكث في فراشها اليوم وربما غدا أيضا. إن الدكتور مانسون اخبرني بذلك "
وقدمت روزا فنجان القهوة وقالت لها:
" هل أنت بخير الآن؟ إن السيد سانت كلير اخبرني بأن صداعا قد ألم بك ليلة امس, ولذلك توجهت إلى فراشك قبل رحيل الضيوف "
" أخبرك السيد سانت كلير بذلك! متى رأيته؟ "
" لقد ساعدني على ان أضع أديل في فراشها قبل ان يرحل "
عضت ربيكا شفتيها وقالت:
" أوه..أوه! متى رحل الضيفان ليلة أمس؟ "
لم تسمع ربيكا محرك السيارة عند رحيلها. وقد يرجع السبب في ذلك الى ان غرفتها تقع بعيدا عن الطريق العام. وأفاقت على صوت روزا وهب تقول:
" رحلا بعد أن أويت إلى فراشك مباشرة "
هزت ربيكا رأسها, وحملت فنجان القهوة, واقتربت من النافذة, وراحت تتأمل المرج الممتد خلف الفيللا. لم تفكر في الألم اللذيذ الذي كانت تشعر به في أعماقها. وراحت تسأل لماذا يحاول بيير ان يؤثر فيها بهذه الطريقة؟ لماذا لا تستطيع أن تبعد التفكير فيه عن ذهنها؟
كان المرض المفاجئ الذي داهم أديل مانعا من أن تلوم ربيكا على ما بدر منها من شلوك في الليلة الماضية أثناء مأدبة العشاء, ولما تمالكت قواها وغادرت الفراش في اليوم التالي وجهت بعض التعليقات الساخرة لها. وان لم تشر إلى اسم بيير سانت كلير بإشارة. وكان التفسير الواضح الذي شعرت به ربيكا لعدم ذكر اسمه يرجع إلى هناك أسباب تحتفظ بها أديل لنفسها, وتمنت ان تعرف ما يدور في خلد مرضتها.

وفي مساء اليوم الثاني لحدوث النوبة بدأت أديل تعود إلى حالتها الطبيعية, مما أتاح الفرصة لربيكا لأن تتوجه إلى الشاطئ وتمارس رياضة السباحة. كانت أول مره تغادر فيها الفيللا. لأنها خشيت طوال الوقت على أديل أن تهاجمها نوبة أخرى.
خلعت ثيابها, ولامست قدماها الماء البارد ثم القت بجسمها في احضان البحر. وراحت تسبح مسافات طويله حتى شعرت بالحيويه تتجدد في ساقيها. فألقت بظهرها فوق سطح الماء. وراحت تتامل قوس السماء التي تعلوها.
عادت الى الشاطئ وهي منتعشه, ونفضت الماء عنها. وبينما كانت تضم الروب حول جسمها جيدا تناهى الى سمعها صوت وقع اقدام تسعى نحوها فأجفلت ورأت شبح رجل مقبلا عليها وراودها التفكير في الهرب ولكن أطرافها تجمدت مكانها. ووقفت عاجزه عن الحركه وقالت:
" الا تعلم أنك تقتحم خلوتي؟ انه شاطئ خاص!"
"وانت مجنونه لكي تستحمي وحدك هنا. يا الهي أليس لديك أي ادراك يا ربيكا؟"
وسألته وهي ترتعد:
" هل كنت تتجسس علي؟ "
" انا لا اتجسس عليك. وانما جئت هنا على امل رؤيتك. ان منظر انثى شبه عاريه مثلك ليس امرا جديدا بالنسبة الي. واذا كنت متطفلا كما تقولين, فماذا كان سبيلك للدفاع عن نفسك وانت في مثل هذا الثوب؟ "
عادت تكرر مرة اخرى:
" انه....انه شاطئ خاص! "
" ولكنه ليس محددا بسياج. انت تعملين باستمرار على اثارة غضبي. عندما اتحدث اليك او عندما احاول ان اكون صديقا لك, تبادرين بالوثوب علي مثل الهرة الشرسه. جئت هنا بدون اتخاذ أي احتياطات من اجل سلامتك. لقد نفذ صبري معك "
" انني لا اطمع في تسامحك. والان ابتعد عن طريقي "
ولكن بيير ظل في مكانه يحملق فيها, وعندما بدات تتحرك تحرك هو بدوره يعترض سبيلها. فتطلعت اليه بغضب مستخدمة غضبها درعا يقيها من جاذبيته ثم قالت له بحزم:
" من فضلك ابتعد عن طريقي "
وتنحى بيير عن طريقها بدون ان يتفوه بكلمة ووجدت صعوبة في المشي فقد تجمدت ساقاها. وبعد جهد استطاعت ان تقطع الشاطئ وتخترق الحشائش حتى بلغت الفيللا ولم تنظر وراءها, ولكنها كانت تدرك تماما انه يتطلع اليها.

وفي نهاية الاسبوع تحدثت أديل تلفونيا ودهشن ربيكا اذا اعتادت أديل ان تسألها القيام بهذه المهمة وكان من الواضح ان أديل كانت تبغي ان تكون وحدها أثناء المكالمه فتركتها ربيكا وهي تتساءل عمن يكون الشخص الذي تتحدث اليه أديل سرا.
وبعد مضي يومين وعند الاصيل قامت ربيكا بمساعدة أديل لأخذ اغفاءه قصيره ثم دخلت الى الصاله لتجمع الزهور الذابله من المزهرية. وعندئذ شعرت ان بيير سانت كلير دخل الى الصاله, فتطلعت اليه ورأت البرود والتجهم باديين على وجهه فقالت له على الفور:
" لنني لم اسمع صوت محرك سيارتك "
" تركتها في مكان بعيد, اذ خشيت ان تكون أديل نائمه ولم ارغب في ازعاجها "
" ما دمت تعرف ان أديل نائمه فما سبب مجيئك؟ "
" لأسباب واضحه. انني استطيع ان اتصور ما اخبرتك به أديل عني. ولكن ارجوك لا تتسرعي في اصدار حكمك علي "
" ليس من حقي ان اصدر حكما عليك. ان ما اشعر به حقيقة هو انك تبدد وقتك ومواهبك في مطاردتي "
" كفى...انت لا تعرفين شيئا عن حياتي "
واطبق قبضته في غضب, ثم استطرد يقول في نبره متغيره:
" ربيكا...هيا بنا نقوم بجوله في سيارتي "
" لا استطيع...ربما تحتاج الي الانسه سانت كلاود "
" لن تحتاج اليك قبل ساعه...هل تعتبرين طلبي امرا مستحيلا؟ وهل تعتبرين صحبتي شيئا بغيضا الى نفسك؟ "
واشاحت بوجهها عنه فقد كانت حواسها كلها تهيب بها ان تقبل دعوته, بينما كان عقلها يرفضها. ولكن العقل يجب ان يقهر من اجل سلامته. وعندما تحركت ربيكا نحو الممر المؤدي الى غرفتها سألها بحزم:
" ما هو قرارك؟ "
" سأكون مستعده بعد قليل "
وحينما عادت وجدته يذرع الصاله نافذ الصبر, كأنه حيوان سجين في قفصه,ولكن عينيه تألقتا بالبريق عندما رأها جذابه وهي ترتدي تنوره بيضاء بكسرات وبلوزه بلا اكمام. قال لها:
" اخبرت روزا بأننا سنخرج سويا في حالة ما اذا استيقظت أديل اثناء غيبتك "
استقلا السياره وقطعا مسافه استغرقت ثلاث ارباع الساعه حتى بلغا سهلا يقع فوق ربوه عاليه تطل على الوادي كله. أوقف بيير محرك السياره وفتح الباب المجاور له ترجل خارجا, وراح يتأمل جمال منظر الجزيره. ثم استدار حول السياره حتى بلغ ربيكا التي ظلت جالسه في مقعدها فسألها:
" حقا المنظر جميل, أليس كذلك؟"
قالت ربيكا بتعاسه:
" حقا جميل! ولكن يجب ان نعود اننا سنتأخر "
مال على الباب وعيناه تدغدغان مشاعرها وقال:
" أوه يا ربيكا. هل أنت دائما مهتمة بما هو صحيح وما هو خطأ؟ "
ترجلت ربيكا تاركه مقعدها لتقف الى جواره وهي حريصة على ان تكون بعيدة عنه, ولكنه كعادته نجح في بلبة افكارها. تنهد ثم قال لها:
" اقتربي مني, سنجلس قليلا, هل تدخنين؟ "
"كلا...لا ادخن "
جلس بيير على الارض الخضراء التي ادفأتها اشعة الشمس واخرج سيكاره واشعلها ثم تطلع الى ربيكا وهز رأسه في تعجب وقال لها:
" اخبريني, ما سبب قلقك؟ "
تدافعت انفاسها, وفجأه تذكرت السبب الذي دفعها الى ترك بريطانيا. لقد ماتت جدتها قبل ان تنتهي فترة تدريبها فاضطرت ان تعيش في شقه مع ممرضه تدعى شيلا. كانت مخطوبه لشاب يدعى بيتر فيلدمان وكان من الطبيعي ان يتردد بيتر على الشقه. فأحس بأنجذاب عاطفي نحو ربيكا ومالت اليه بدورها, كان الموقف حرجا, لأن شيلا كانت فتاة مليحه وصديقه مخلصه, ولا تستحق ان تطعن في مشاعرها, ولذلك فإنها عندما انتهت من دراستها قبلت هذه الوظيفه التي تجملها الاف الاميال, بعيدا عن الاغراء الذي يفرق بينها وبين صديقتها. ولقد ظنت انها كانت تحب بيتر ولكن هذه الارض الجديده وبفعل الظروف المحيطه بها استطاعت ان تنساه وشكرت السماء حين اكتشفت ان عاطفتها نحوه انطفأت جذوتها. في الوقت الذ بدا فيه بيير يخلق لها مشاكل مختلفه تماما. فقد اثار عاطفتها بطريقه لم تعتقد يوما ان انسانا يستطيع اثارتها. حقا انه لم يمسها ولم يبذل من جانبه أي مجهود واضح, ومع ذلك استطاع ان يشيع الاضطراب في مشاعرها.
لقد فزعت عندما تحدث اليها وهي في سيارتها وكانت خينئذ مستغرقه في افكارها فلم تدرك دوافعه, اما الان فأنه يسألها سؤالا مباشرا:
" لماذا تخافينمني يا ربيكا؟ "
حاولت ان تفتح فمها لتعترض ولكنها اغلقته من دون ان تتفوه بكلمه. انها حقيقة لا مراء فيها. انها خائفه منه او على الاقل خائفه من القهوة التي يفرضها عليها. وعندما شرعت في الابتعاد عنه, أطبقت أصابعه على ذراعها وتنهد بحرقه. ثم تمتم قائلا:
" ربي...لماذا التقيت بك؟ "
ارتجفت ربيكا من قبضته وقالت بوهن:
" يجب أن نعود "
تطلع اليها عن عمد ثم قال:
" احقا يجب ان نعود؟ انا لا ارغب في العوده, فهل ترغبين انت؟ "
" أوه...بيير! إنه...إنه...."
ومال برأسه ومست شفتاه ذراعها مدغدغا إياها عن عمد. ثم استطرد قائلا:
" يا لها من بشرة ناعمة مثل بشرة الأطفال, ولكنك لست بطفله, وإنما أنت امرأة يا ربيكا. أنت تريدينني كما أريدك أيضا "
" لا...لا...أنت مخطئ! "
لم يحاول أن يبقيها بين يديه عندما بدا الخوف على محياها, وإنما راح يراقبها فترة سادها الاضطراب, ثم أشاح بنظراته عنها وراح يحملق في الجزيرة ومياه البحر اللانهائي. ومرت بها لحظه انتابتها الرغبة في العودة إليه. ولكنها قبل أن تحقق رغبتها, رأت بيير يخطو فجأة بخطوات واسعة نحو السيارة وهو يقول لها بصوت آمر:
" هيا بنا "
ووجدت نفسها تسارع في الانضمام إليه. وفي طريق العودة خيم الصمت عليهما حتى بلغا الفيللا ومد ذراعه وفتح لها الباب فانزلقت منه خارجه. وبدون أي كلمة أغلق الباب ثانية وأدار محرك السيارة وانطلق ينهب الطريق.
وكانت مفاجأة ربيكا أن تجد أديل مازالت في فراشها طوال الفترة التي غابت فيها عنها. وما كادت تدخل غرفة النوم حتى سألتها المرأة العجوز:
" أين أمضيت كل هذا الوقت يا آنسة ربيكا؟ "
أغلقت ربيكا الباب ثم ارتدت زي التمريض على أمل أن يشفع لها لدى مريضتها وأجابت:
" قمت بجوله في سياره السيد سانت كلير. انني اسفه اذا كنت قد تأخرت. كيف تشعرين الان؟ هل استمتعت براحة كافية؟ "
" انتظري دقيقة, أريد تفسيرا لخروجك معه "
تنهدت ربيكا وقالت:
" جاء وأنت نائمة ودعاني للخروج معه, وقبلت دعوته. أنني أسفه إذا كان لديك اعتراض على خروجي معه "
"انتظري قليلا, إنا لم اقل إنني معترضة. هل قلت ذلك؟ ماذا حدث؟ "
" ماذا تعنين بقولك ماذا حدث؟ ماذا يمكن أن يحدث؟ لا شيء إطلاقا طبعا "
وبدأت ربيكا في طي الاغطيه, استعدادا لمغادرة أديل الفراش فسألتها أديل:
" هل أخبرك بسبب دعوته لك؟ "
" اعتقد إنها كانت نهاية المطاف, وأنه لن يدعوني مرة ثانية "
حملقت أديل في وجهها وسألتها:
" لماذا؟ ماذا حدث؟ "
بذلت ربيكا جهدا كبيرا كي تحتفظ بهدوء أعصابها, فقد كانت تعرف أن أديل تتحرق شوقا الى معرفة أي أخبار. وفي هذه المرة لا تستطيع ربيكا أن ترضي فضولها, ولا تستطيع أن تكشف لها ما دار بينها وبين بيير سانت كلير. فقد بدا لها ما حدث لا يعدو أن يكون تجربة قامت بها وتحتاج نتائجها الى تحليل. وفجأة صرخت أديل قائله:
" بربك يا فتاة. ألا أستطيع أن أبدي قليلا من الاهتمام عندما أرى ممرضتي تجذب اهتمام رجل مثل بيير سانت كلير؟ "
قامت ربيكا بمساعدة أديل على مغادرة الفراش وعاونتها على تثبيت ثيابها ثم قالت:
" ما حكايتك يا ربيكا؟ هل تشعرين بالغيرة؟ "
فتطلعت إليها ربيكا بغضب وقالت:
" لا...بالطبع لا "
وصمتت ربيكا قليلا حتى لا تتيح لأديل إثارتها. وهذا تماما ما تصبو إليه المرأة العجوز. وقد توقعت منها ان تصب جام غضبها على أية بادرة خطأ تحدث منها. ولذلك تقبلت ربيكا هذا اللوم بأبتسامه. واجلستها على المقعد المتحرك ودفعتها الى غرفة الجلوس حيث كانت روزا تعد شاي بعد الظهر. و أصرت أديل على أن تصب الشاي بنفسها وتعمدت أن تسكب قليلا من السائل الساخن على السجادة بالقرب من قدمي ربيكا التي اضطرت للبحث عن قطعه قماش لتجفف بها أثار الشاي المسكوب وهي تدرك أن أديل كانت تتمنى لو أنسكب السائل الساخن فوق رأسها!
واستأذنت ربيكا لكي تعيد تنظيم فراش أديل ثم توجهت لغرفتها لتنظيفها, وكانت حماستها فارتع. وعندما استنفدت صبرها ألقت بجسدها فوق سريرها, وراحت تحدق في المرآة شاردة الذهن وطفقت تحدث نفسها: لو لم تقبل بيير لما تشتت تفكيرها. كانت الحياة بسيطة منذ عشرة أيام, وكانت راضيه بحياتها ومتقبله لتصرفات أديل الشاذة. ولكن بيير افسد عليها حياتها. لقد أثار في أعماقها معنى الحياة. هل هي حمقاء أن ترفض ما قدمه له حتى لو لم يكن أبديا؟ إن كل ما تعرفه عنه انه رجل ثري وان زوجته متوفاة. هذا ما أخبرتها بها أديل وهي تحدثها عنه. أما هو فلم يخبرها بشيء. هل لديه أسره؟ وإذا كانت لديه أسرة, فأين هي؟ كان في نظرها لغزا مثل بئر بلا قرار!

في صباح اليوم التالي التقت ربيكا بالسيد بيير سانت كلير على الشاطئ فقررت أن تسير بعيدا عنه ولكنه قال لها فجأة:
" جئت لأعتذر لك عما بدر مني من تصرفات. يا الهي لم أكن سيء السلوك يوما ما "
وتطلعت إليه ربيكا مندهشة, وتساءلت هل هو جاد في كلامه أم أنها محاولة جديدة للعبث بها! ولكنها تبينت أمارات الجدية بادية على وجهه. فمدت يدها محيية وقالت:
" لا تلم نفسك...لم يحدث أي ضرر! "
" أحقا ما تقولين؟ كيف حال أديل هذا الصباح؟ هل ما زالت نائمة؟ "
" لقد أخبرتك بأن أديل تظل نائمة حتى التاسعة "
" أنني أتبادل معك الحديث هذا كل ما في الأمر "
" أوه...انه ليوم جميل! ما خططك لهذا اليوم؟ "
" أنني على موعد لمقابلة الوزير هذا الصباح. أما بعد الظهر فإنني لا أدري ماذا أنا فاعل. ربما أقوم برحلة بحرية لمشاهدة الجزر. سأمكث أسبوعا آخر هنا أقوم فيه بزيارة الأماكن التي يتردد عليها السياح عادة.
تمتمت ربيكا قائله:
" أسبوع آخر؟ وبعد ذلك ماذا ستفعل؟ "
" سأقوم بزيارة باريس. لدي شقة هناك تقع في الضواحي "
" الديك بيت واحد فقط؟ "
ابتسم ابتسامة شاحبة ثم قال:
" بيت؟ قولي هل لديك وطن؟ "
اتسعت عينا ربيكا وقالت:
" طبعا...أنت لست جادا في كلامك "
" أنا جاد تماما. لدي أربعة بيوت. هذا ما تبغين معرفته, أليس كذلك؟ "
" إنني لا أهتم بما تملك, إذا كان هذا ما تشير إليه "
تردد بيير ثم تنهد وسألها:
" ألا تهتمين حقا؟ إذا أنت فريدة من نوعك يا آنسه! "
تأملت ربيكا استدارة أظافرها ثم سألت نفسها: لماذا لا تتركيه الآن؟ لماذا لا ترحلي قبل أن يتطرق الحديث إلى أشياء أخرى؟ وشعرت به يتحف1ك ويخطو خطوة واسعة نحوها, وقد ركز نظراته على رأسها المنخفضة وبعد قليل قال لها:
" اغفري لي مرة ثانيه. يبدو أنني أتفنن في قول وفعل الأشياء الخاطئة! "
" الأمر لا يهم "
" من الواضح انه لم يخطر ببالك أن لقاءاتنا المتكررة لا تعدو أن تكون مجرد مصادفات "
تطلعت إليه بعينين فزعتين وقالت له:
" لا أعرف ما الذي تهدف إليه. أظن أنه من الأفضل أن أذهب "
ندت صرخة من صدره وراح يمرر راحته فوق شعر رأسه وهو يقول:
" أجل...أجل...اذهبي. هذا ما تعودت عمله عندما يتأزم الموقف بيننا, أليس كذلك؟ "
عضت ربيكا شفتها السفلى وقالت:
" إنني لا أرى أي هدف في هذا الحديث "
" هل هذا ر%Cيك, أم أنك تخافين الاستمرار فيه؟ "
ترددت ربيكا ثم تنهدت وقالت:
" أعرف أنني أصبحت موضع اهتمام واحد يعد أقوى فرد في عائلة سانت كلير, وأنني لا أرى أي هدف من وراء مناقشة ذلك. ماذا تريد مني؟ إنني لست واحدة من مجتمعك النسائي. ولست على استعداد لكي أبيع نفسي إلى الطبقة العليا...بل أنني لا ارغب في ذلك "
امتقع وجه بيير وقال:
" كيف تجرؤين على الحديث معي بهذا الأسلوب؟ "
وفي الحقيقة لم تعرف ربيكا بدورها كيف تحدثت بهذا الأسلوب. لقد انطلقت الكلمات من فمها بلا تفكير, فشعرت بالخجل وقالت أخيرا:
" أسفه...إنني أسفه, لست أدري ما الذي دهاني "
رمي بيير سيكارته تحت نعل حذائه وقال:
" يبدو أن كلا منا قد أخطأ في أحكامه, أقول لك , إلى الملتقى يا آنسه "
تركها فجأة وسار طوال الشاطئ. وشعرت ربيكا بالتعاسة وودت لو جرت وراءه وتوسلت إليه أن يغفر لها. وقالت له أن عواطفها المضطربة هي سبب ما تفوهت به, وأدت إلى نقطة الاختلاف بينهما. ولكن كيف السبيل إلى الحديث معه؟ ربما لو تحدثت إليه لأنفجر ضاحكا منها. في أي حال ان الأسباب التي يريدها من أجلها كانت تختلف عن الأسباب التي تريده من اجلها.
استنشقت نفسا عميقا وبدأت تسير على الشاطئ والتعاسة تملأ أعماقها وتمنت في هذه اللحظة الا تراه ثانية. وكانت مواجهة هذه الحقيقة مفزعة لها. واستغرقت في أفكارها فلم تشاهد أبو جلمبو وهي تدوسه بقدمها. وانغرست أطرافه في جلدها فأطلقت صرخة مدوية وسقطت على الرمل وهي ممسكة بقدمها المجروحه, وراحت تفحص ما أصابها فرأت الدم يتدفق من التمزقات التي شقت الجلد. وامتزجت الآم جروحها بشعور الكآبه الذي كانت تكابده فأطلقت العنان لدموعها تجري فوق خديها.
واستغرقتها هذه الحالة فغطت عينيها بذراعها, فلم تلاحظ ظل شخص أخر يتقدم نحوها. وعندما احست بوجوده تطلعت ببصرها نحوه ومسحت بسرعة آثار الدموع من فوق خديها. وتطلع اليها بيير وسألها:
" ماذا حدث؟ سمعت صرختك "
هزت ربيكا رأسها وقالت:
" لا شيء اطلاقا "
جالت عيناه في أرجاء المكان حتى وقع بصره على بقع الدم فوق الرمل, ومال بجسمه ورفع قدمها وفحصها فقالت له:
" أخبرتك بأنه ليس هناك شيء اطلاقا. داست قدمي على أبو جلمبو "
قال لها:
" يجب أن تنظفي مكان الجروح ببودرة سلفا عندما تعودين الى الفيللا "
ثم مال برأسه وأخذ يمتص الدم من كل جرح ويبصقه فوق الرمل. وكانت ربيكا تراقبه غير مصدقه عينيها لما يفعله وعندما انتهى قال لها:
" الا تعرفين أن هذه الطريقة هي أفضل وسيلة تمنع سريان السم في الجسم؟ أعرف انها طريقة بدائية اذا ما قورنت بخبرة ممرضة مثلك, ومع ذلك فإنها فعالة "
قالت له بإستسلام:
" شكرا لك! "
أعاد بيير قدمها لتستقر فوق الرمل. ووجدته يجلس أمامها وراح يتطلع إليها وقد أرتسم على محياه تعبير غريب. سألها برقة:
" لماذا كنت تبكين؟ "
هزت ربيكا رأسها وقالت:
" غباء مني. ان الجروح لم تكن بالخطورة التي كنت أتصورها "
" لا أعتقد أن هذا كان سبب بكائك, الا يمكن أن تكوني صادقة مع نفسك يا ربيكا؟ "
تحرك فجأة وحملها على ذراعيه وقال لها:
" سأصحبك الى الفيللا "
عارضته ربيكا ولكنه تجاهلها. فاستسلمت وشعرت بالفرح لقربه منها. وعندما اخترق بها المرج وتوجه صوب المنزل لم يحاول أن ينظر اليها ولكنها كانت تشعر بصلابة ذراعيه ورحابة صدره وحرارة جسمه.
سألها بصوت منخفض عندما وقف في وسط الصالة قائلا:
" أين غرفتك؟ "
أشارت ربيكا الى الممر فقطع المسافة بخطوات واسعة, وعندما بلغ بابا أشارت اليه فدفعه بيير ودخلا الغرفة. فرأى الفوضى تشيع فيها. الفراش لم يسو بعد والأغطية مدلاة من فوقه, والثياب مبعثرة. سار بيير نحو السرير ليضعها فوقه فالتفت ذراعاها حول عنقه حتى يستقر جسمها بارتياح وشعرت بجلده الناعم, وعندما حاول أن يستقيم بجسمه منعته. وتمتم بصوت متهدج:
" اتركيني يا ربيكا "
وحاول أن يبعد ذراعيها من حول عنقه ولكن أصابعها ازدادت تشبثا به فاضطر أن يجلس الى جوارها. كانت عيناه تكابدان العذاب وهو يحدق فيها, وفجاة مال برأسه نحوها...ومد يده التي راحت تتحسس كتفها, ثم أخذت تتلمس طريقها الى ذراعها وحين بلغت وسطها قامت بفك أزرار سترتها وعندئذ ثارت مشاعرها, ولكن ما أثارها اكثر كانت رغبتها فيه مثل رغبته فيها. وكانت لمساته مدمرة لحواسها, ولكنه انتزع نفسه فجأة فشعرت بخيبة أمل.
ابتعد عنها وأدار لها ظهره وهو يهز رأسه قائلا:
" لا..لا ...يجب الا ارتكب اثما "
حملقت ربيكا في ظهره وتجهم وجهها. وعندما استدار وتطلع اليها قال:
" ربيكا...يجب أن أرحل "
ارتكزت ربيكا على مرفقيها فبدت مثيرة وتمتمت قائلة:
" هل تفر هاربا يا بيير؟ "
هز كتفيه, وراح يتفرس فيها بعينين نهمتين وقال:
" أجل..أجل...انني افر...انني لا أستطيع أن أدمر هذه البراءة "
ازداد تجهم ربيكا وانزلقت من الفراش وقالت له:
" بيير...بيير...انني أعرف ما ألإعله! "
تتطلع ببصره نحو السماء وقال:
" أرجوك يا ربيكا لا تجعلي الأمر يبدو قاسيا على نفسي أكثر مما كان. لأول مرة في حياتي بعد سنوات عدة عشتها مع امرأة كنت أكرهها, واحتقرها اتيحت لي الفرصة لأن اجد شيئا جميلا. شيئا جديرا بتقديري. ولكن يا الهي...لا أستطيع أن اناله "
واستدار فجأة ليغادر الغرفة وهو يقول:
" يجب أن أرحل...ان أديل سوف تستيقظ حالا...واذا عثرت علي هنا..."
قاطعته ربيكا وقد امسكت بذراعه وجذبته نحوها, وتمتمت قائله:
" بيير...عم تتحدث؟ انني لم اطلب منك شيئا, ولا اتوقع منك شيئا "
امسك بكتفيها وهزها برقة قائلا:
" لم لا تحاولين الاتصال بي؟ اننا لا نستطيع ان نناقش الامر الان. ليس هناك متسع من الوقت. انني أحتاج الى وقت لكي....لكي... "
صمت ثم هز رأسه واستطرد قائلا:
" قابليني الليله...سوف نتبادل الحديث "
" حسنا...ولكن كيف نلتقي؟ اقصد كيف يحدث ذلك بدون أن تعلم أديل؟ "
" سأحضر الى هنا...سنلتقي على الشاطئ...التاسعه ما رأيك؟ "
بلعت ربيكا ريقها وقالت:
" لا بأس "
وهبها ابتسامة رقيقة...ثم امسك بها وضمها الى صدره وهمس في أذنها قائلا:
" أنت تستحقين كل الحب. أحبك "
وبدون أن يتيح لها الفرصه لأن تتفوه بكلمة انفلت خارجا من غرفتها.
وبعد رحيله سارت ربيكا معتمدة على ساقيها المضطربتين لتغلق الباب, واستندت بظهرها عليه. وراحت تستعيد الأحداث التي مرت بها سريعا. وتساءلت ماذا يعني كل هذا؟ ماذا يعني بيير بالنسبة اليها؟ وهل الكلمات الأخيره التي فاه بها جادا تماما؟ قال لها أحبك..هل هذا محتمل حدوثه؟ هل أحبها؟ واذا كان يحبها, فما الذي يضمره لها؟
اتجهت مذهولة إلى طاوله الزينة, وتطلعت إلى الساعة التي كانت تشير إلى الثامنة والنصف. حان الوقت لارتداء ملابسها وإعداد طعام الإفطار. وإلا فإن روزا ستبدأ في التساؤل إذا ما تأخرت عن موعد الحضور. وبدت لها الساعات التي تفصل بين الوقت الحالي والساعة التاسعة مساء طويلة. وكان السبيل الوحيد لكي يمر الوقت سريعا هو أن تغرق نفسها في الأحلام!



-نهاية الفصل الثالث-



انتظروا الفصل الرابع مع العزيزه ((وردة قايين ))

 
 

 

عرض البوم صور ماري-أنطوانيت   رد مع اقتباس
قديم 30-08-08, 01:20 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 48689
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: ملووكه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ملووكه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Bushra المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الروايه رووووووووووووووووعه بنتظار التكمله

بلييييييييييييييييز لاتتأخرو علينا

فديتكم

 
 

 

عرض البوم صور ملووكه   رد مع اقتباس
قديم 30-08-08, 11:52 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86041
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: المستحيلة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المستحيلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Bushra المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

انتظر البقية
بليز لاتتاخروا علينا

 
 

 

عرض البوم صور المستحيلة   رد مع اقتباس
قديم 31-08-08, 01:38 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5027
المشاركات: 343
الجنس أنثى
معدل التقييم: ورده قايين عضو على طريق الابداعورده قايين عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 173

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ورده قايين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Bushra المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي الفصل الرابع

 




4- الحقد حلم جنوني


لم تكن روزا في المطبخ عندما دخلته ربيكا . فانتابتها الحيرة . لأنها اعتادت ان ترى مدبرة المنزل في مثل هذا الوقت من الصباح تعد صينية طعام آديل . وكانت كل الدلائل تشير الى أنها كانت موجودة منذ لحظات . ولابد أن تكون قد خرجت لشراء الخضروات . ولذلك قررت ربيكا ان تصب لنفسها فنجانا من القهوة . وجلست الى المائدة تحتسيها في الوقت الذي أقلبت فيه روزا من البهو .
منتديات ليلاس
ابتسمت ربيكا وقالت :
- صباح الخير ياروزا .

ولكن روزا لم تبادلها الأبتسامة . وأنما قالت على الفور :
- صباح جميل يا آنسة . هل أعددت قهوتك ؟
- اجل شكرا . لقد افتقدت وجودك ... ولذلك أعددت القهوة بنفسي.

ولكن ربيكا وجدت ان روزا مشغولة عنها فقالت :
- هل حدث شئ ؟

جالت روزا ببصرها في المكان والقلق باد على محياها . وأخيرا قالت :
- ليس تماما يا آنسة . كل ما في الأمر انني حملت صينية الأفطار الى الأنسة آديل .

اصطك فنجان القهوة بالطبق في يد ربيكا وسألت :
- تقولين ماذا فعلت ؟
- اقول انني حملت الصينية الى الآنسة اديل . لقد طلبتها .

هزت ربيكا رأسها مستفسرة :
- هل طلبتها ؟
- اجل يا آنسة . في بادئ الأمر ظننت انك موجودة في صحبتها . ولكن الأنسه اديل جاءت الى المطبخ . على كرسيها المتحرك .

وقفت ربيكا مأخوذةوقالت :
جاءت الى المطبخ على كرسيها المتحرك ! آسفه يا روزا اذا كنت أبدو لك حمقاء . ولكن مافعلته اديل لم يحدث من قبل . منذ اتيت الى هنا .

- اعرف يا انسه . لقد دهشت انا بدوري . اظن انها استيقظت .

استغرقت ربيكا في التفكير وفجأة لاحت لها امور شتى فسألت :
- متى ..متى حدث ذلك ؟ ومتى جاءت الى المطبخ ؟
- اظن منذ خمس او عشرين دقيقة .
- خمس عشرة او عشرين دقيقة ؟


قالت ذلك ثم اغلقت عينيها لفترة طويلة ..وعندما فتحتها ثانية كانت روزا تراقبها عن كثب . وعندما شعرت ربيكا بقلق روزا . رسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها وقالت :
- كل شئ على ما يرام ياروزا . كنت افكر . هذا كل مافي الأمر . هل قالت لك الآنسة آديل شيئا عندما حملت اليها الصينية ؟
- لا يا آنسه . لقد جاءت لتقول لي انها تبحث عنك .

كان من الصعب على ربيكا العثور على أسباب لما فعلته آديل . وقد يقفز تفكير اديل الى احكام غير ضرورية . ولكن مهما يكن الموقف . فأن عليها ان تواجه اديل . وقبل كل شئ وبعده فأن امرا سيئا لم يحدث . هل حدث حقا شئ سئ ؟ لقد شجعتها اديل على الخروج مع بيير سانت كلير . هو بالتأكيد فأنها لاتستطيع ان تعترض . لأنه عاد بها من الشاطئ .

ولكن هل هناك شئ اكثر من هذا ؟ هل رأتهما آديل او سمعتهما وهما يعبران البهو ؟ او هل تبعتهم حتى غرفة ربيكا ؟ وعند هذا التساؤل توردت وجنتاها .
وحاولت ان تتذكر هل كان الباب مفتوحا ام كان مغلقا . ولكنها تذكر الآن ان الباب كان مفتوحا . لأن بيير دفع الباب عندما حملها الى داخل الغرفة وتركه خلفه مفتوحا . هزت رأسها . فأن احدا منهما لم يلاحظ المتلصص الذي جاء هادئا .

وراح يراقبهما . انتاب ربيكا شعور بالغثيان , فأشاحت بوجهها عن روزا حتى لاترى امتقاع وجهها . ولكنها وجدت انه من السابق لأوانه التفكير في أشياء تتصور ان اديل وصلت اليها وأصدرت فيها أحكاما . ولايعني هذا ان اديل ستناقشها فيما رأت او سمعت .
سارت ربيكا نحو الباب وقالت وهي تغادر المطبخ :
- سأذهب لأتبين ما أذا كانت اديل قد انتهت من طعامها ّ!

وتوقفت ربيكا في الممر ثانية لتتسائل : لماذا تعذب نفسها بهذا الأسلوب ؟ وماذا يهم اذا كانت اديل قد رأتهما ؟ لاشئ اطلاقا قد حدث . لاشئ يمكن ان تخجل منه . على الأقل !

انتصبت بكتفيها وسارت عبر البهو صوب غرفة اديل . وبعد ان طرقت الباب ودخلت . وجدت اديل جالسة على المقعد المتحرك . وتضع الصينية على ركبتيها . تطلعت الى ربيكا بنظرة كلها انتصار غريب . فابتلعت ربيكا ريقها قبل ان تقول :
- صباح الخير يا أنسة سانت كلاود .

وضعت اديل الصينية على الطاولة بجوار الفراش . ومسحت شفتيها بمنشفة وقالت :
- صباح الخير يا ربيكا . صباح جميل اليس كذلك ؟

ضغطت ربيكا على شفتيها فقد كانت تحية غير عادية من أديل . وقالت :
- حقا ... انه صباح جميل .
وتطلعت ربيكا حولها فرأت الستائر قد انفرجت قليلا جانبا . فأزاحتها الى منتهاها حتى تتيح لأكبر قدر من ضوء الشمس الدخول الى الغرفة . وفي نفس الوقت استطردت قائلة :
- لقد استيقظت مبكرة هذا اليوم .

استراحت اديل بظهرها على المقعد وقالت :
- اجل . لعل ضوء النهار اثارني. او ربما شئ أخر . الا تظنين ذلك ؟

سألتها ربيكا وهي تحاول الأحتفاظ بصلابة عودها :
- هل جذبت الستائر جانبا ؟

هزت أديل رأسها وقالت :

- اجل فعلت . القي نظرة خارجا يا ربيكا . هل ادركت متعة المنظر الذي اتمتع برؤيته من هنا ؟

تطلعت ربيكا خارج النافذة . فرأت المرج المؤدي الى الشاطئ . وكل من يجلس امام النافذة يتمتع برؤية جمال منظر كل شئ . وكل انسان يتحرك هناك .

وأستدارت ربيكا وواجهت اديل قائلة :
- انه منظر رائع .
- كثيرا ما جلست امام هذه النافذة يا ربيكا . ليس دائما في الصباح . ولكن أحيانا في اوقات اخرى . هذا الصباح كنت قلقة . ولذلك جلست هناك لفترة .

شعرت ربيكا بعضلات وجهها تتجمد وقالت :
- اوه حقا !
- اجل ... رأيتك وأنت تتوجهين للسباحة يا ربيكا . كم أحسدك .

لم تستطع ربيكا ان تتحمل المزيد فصرخت قائلة :
- كفى ..ماذا تحاولين يا انسة سانت كلاود ؟ انت تحاولين قول شئ اليس كذلك ؟
- صدقيني يا ربيكا انت حساسة هذا الصباح . ماذا تظنين انني احاول قوله ؟

 
 

 

عرض البوم صور ورده قايين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a distant sound of thunder, anne mather, آن ميثر, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عاطفة من ورق, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:45 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية