لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-08, 10:44 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة العاشـرة ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" للماضي أشباح و أطياف تسكُنُ حاضرنا "

~ الجـ 1 ـزء ~

تأخر اليوم عن اخته بسبب الزحام .. لكنه أخيراً وصل الى المستشفى ..
كان يعلم انه اول يوم تداوم تلك الممرضة شفا على جود
وكان منتظراً كيف ستجرى الامور .. لكن عندما وصل الى جناح اخته .. وسمع قهقهاتها ..
لم يصدق اذنه .. هل فعلاً جود تضحك بهذة السعادة ؟؟
دخل بهدوء للغرفة .. ورآها هناك .. جالسةً تضحك وبجانبها فتاة ..
تركزت في البداية نظراته على جود .. مندهشاً لرؤية وجهها يشع .. والفرحة مرتسمة عليه ..
ثم بعد ذلك حول نظراته بتردد الى الفتاة جانبها ..
ورآها ... ذات الخيال الابيض ..
انقطعت انفاسه فجأة .. ووقف ينظر اليها ... انها .. انها .. مألوفة بشكل كبير له
ربما ليش مظهرها ما أوحى له بذلك .. لكن شيئاً ما في روحها ..
وكأنه رآها في حياة أخرى .. لكن لا يعرف أين ..؟؟
و كأنه يعرفها منذ زمن بعيد .. لكن لا يذكر متى ؟؟
انها .. انها .. لا يدري ماذا .. لكنها تعني شيئاً له ..
افاق من افكاره عندما سمع اخته تصرخ :" جااسر انت هنا ؟؟؟"
رفعت الفتاة عينيها هي الآخرى لتنظر اليه .. وكانت نظراته هو مركزة عليها ..
عندما رآها تغص بصرها و تقف حامله حقيبه اجهزة ما .. اشاح بنظره الى اخته ..
و رغم ابتسامه على شفته :" السلام عليكم .. آسف ما كنت ادري ان في احد كان دقيت الباب "
ردت جود و شفا السلام .. واستأذنت شفا لتذهب لكن جود اوقفتها ..
امسكت ذراعها بفرح وكانت جود بطول شفا .. وكأنهما بنفس العمر حتى ملامح شفا الطفولية لم تميز عمرها.
وبنبرة سعيدة :" جسوور .. هذي هي الممرضة شفا .. " ثم نظرت الى شفا :" شفا .. هذا اخوي جاسر "
ابتسمت لها شفا وخطفت نظرة تجاة جاسر هامسة :" تشرفنا"
نسى جاسر ما يجب عليه ان يقول وهو يرى الخجل المرتسم على صفحة وجهها ..
جود بإبتسامة :" الشرف ليااا انا واخوي شفا .."
تنحنح جاسر وهو يقول :" اذا مشغولة في شيء .. انا ممكن ارجع وقت ثاني "
كان يوجهه حديثه لـ جود .. لكن شفا اجابت :" لا مافي شيء .. تفضل .. انا استأذن و اذا احتجتِ اي شي جود اضغطي على الزر اللي جنب السرير .. "
جود :" اكيد شفا "
مشت شفا بخطوات منتظمة وعيناها قد تركزت على الارض ..مرت بجانب جاسر لكن بمسافة كافية تفصل بينهما ..
كان جاسر ينظر بعيداً احتراماً لها ... فكان واضح عليها انها فتاة محافظة و محترمة ..
عندما مرت بجانبه .. احس بألفه كبيرة .. ولكن بغرابة ايضاً ..
ركضت جود وحضنته :" جسوري شكراً شكراً شكراً حبيبيييي .. احبك اخووي .. مررة شكراً "
ضحك والفرحة تملؤة لمرآها :" انا ما سويت شيء .. بس انا بعد احبك "
سحبته من ذراعه ليجلس على المقعد وجلست بمقابله :" شفتها .. جسوور ايش رايك ؟؟ مررة طيبة مو؟"
ابتسم :" اهم شيء انك مبسوطة حبيبتي "
قفزت جود بنشاط :" مررة مبسوطة .. شوف شوف جابت لي هدية .. "واخذت تريه شرشف صلاتها المعطر بريح المسك ..
جاسر ببسمة :" حلو .. ماشاء الله من وين جابت المسك هنا "
جود :" ما ادري .. جسوور ابي ارد لها هدية .. بس مو عارفة ايييش اشتري لها .. بليييز ساعدني "
ضحك جاسر .. وهو يرى اخته بهذا الحماس و الفرحة ..
مر وقت طويل لم يرها بهذا الشكل .. يبدو ان شفا ستحمل تغييراً لحياتها ..
ويبدو ان وجودها بات احتياج فطري .. لها .. وربما له ..
اخذ يتفقان ما نوع الهدية التي من الممكن ان تعجبُ شفا ..

~~~~

في الخارج كانت شفا تقف حائرة ..
انه هو ..!!
ذلك الشخص الذي رأيته من قبل .. هو اخَ جود ..!!
هو من نقلني الى هنا ..؟!!
شعرت شفا بالقلق .. منذ ذلك اليوم الذي رأته فيه تيقظت حواسها ..
وعلمت ان هناك شيء ما سيأتي من وراءه ..
( راجعوا النبضة الخامسة الجزء 2 >> مسوية يعني انو مجلة قصصية خخ )
حسناً مهما كان لن تقبل بهذا الوضع .. طالما تمّ تحت طلبٍ خاص ..
أثرت فيها رغبة جود بوجودها .. لكن هذا الـ جاسر ..
لا تدري انها تشعر بأنه من الافضل ان تكون بعيده عنه بُعد قناة النيل ..
سمعت احداً ما يناديها فتطلعت ورأتها ويلما ..:" شفا تعالي مكالمة لكِ من قسم الامراض الباطنية"
تعجبت شفا .. لا بُد انها زينة .. ولكن لما لا تتصل على هاتفها الخاص بدل هاتف القسم .!!!
اخذت السماعة شاكرة ويلما :" هلا زيوون ايش فيكِ؟"
جاءها صوت فارس :" السلام عليكم .. انا فارس آنسة شفا "
تفاجئت لبرهة ثم بصوت مدهوش :" آآ .. اهلا دكتور فارس . وعليكم السلام والرحمه."
فارس :" امم آسف اني عطلتك على شغلك .. و طلبتك على غفلة "
لم تعرف ماذا ترد فبقيت صامتة والاستغراب يتلبسها .. لماذا يتصل بها فارس ؟
اكمل فارس :" اعتذر لكن بغيت اقولك ان دلال عازمتك انتِ واخوانك اليوم على الغدا بره "
تفاجئت شفا مرة اخرى :" آآ.. غدا .. اممم "
فارس ليحثها على الموافقة :" وزينة معنا بعد .. تشرفينا آنسة شفا ؟"
ترددت شفا لا تعرف ماذا تجيب هل ترفض ام تقبل ..
فارس لآخر محاولة :" بسام وتولين يبغوا يشوفوا اخوانك .. هذة فرصة الصغار يتجمعوا وينبسطوا "
صمتت .. ولكنها اخيراً قالت بتردد :" امم .. طيب "
تنهد فارس في سره براااحة ..:" تمام .. يصير الساعة 3 امر عليكم انتي واخوانك وزينة .. طيب ؟"
هزت رأسها :" طيب "
شكرها فارس وقبل ان يقفل :" و آنسة شفا .. ناديني فارس "
ثم اغلق الخط .. نظرت شفا الى السماعة بيدها و قد غمرتها الدهشة …!!
ما بال الدكتور فارس ..؟؟
و لماذا دوماً اشعر به يتصرف بغرابة معي ..؟
:" احم .. آنسة شفا ممكن اكلمك ؟"
التفتت شفا لتتصلب مكانها .. انه .. انه هو .. ماذا يريد ..؟
كانت تريد ان تعيد السماعة مكانها فبإضطراب وقعت ارضاً .. اعتذرت باسمة ..
وانحنت لتعيد السماعة .. :" امم تفضل سيد جاسر "
كانت ويلما على مقربة منهما فرآته :" مرحباً سيد جاسر .. كيف حالك .؟"
رد جاسر بصوتٍ رجولي :" بخير شكراً لكِ "
لوحت لهما ويلما وحملت بعض الاغراض لتذهب .. وتتركهما وحديهما ..
امتد الصمت لدقيقة .. لم يعرف كيف يبدأ جاسر فيها بالكلام وكأن الكلمات علقت في حلقه
وفقد قدرة التعبير ..
احست شفا بتردده .. فنظرت اليه ..ثم اشاحت :" امم هل هناك شيء ما سيد جاسر ؟"
اجاب بجسارة :" اردت فقط شُكرك لما فعلتي مع اختي "
شفا بحيرة :" لم افعل شيئاً يستحق الشكر .. هذي مهمتي"
لم تقل واجبي .. ولا عملي ولا وظيفتي .. ولا أمرٌ يحتمُ علي فعله .. بل قالت مهمتي
وكأن كُل همها في الحياة مساعدة الناس .. كان الامر كذلك فعلاً فالصدق ارتسم في حروفها ..
اعجب جاسر بالتواضع الصادق في كلماتها :" لم ارى جود منذ زمن طويل تضحك هكذا .. شكراً لكِ "
ابتلعت شفا ريقها ثم اخذت تحرك يدها بعصبيه وتحدثت بالعربية .:" امم سيد جاسر .. انت طلبت نقلي لهنا ؟"
استغرب جاسر تطّرقها لهذا الموضوع فأجاب بإختصار :" اي "
سحبت شفا نفساً عميقاً وتكلمت بسرعة وهي تنظر الى باب احدى الغرف :" سيد جاسر انا اعتذر عن قبولي بالاستمرار ..ما ارضى اكون بمكان ما استحق اتواجد فيه وغيري يستحقه .. اعذرني بس لازم اعتذر عن مهمتي في العناية بـ .."
جاسر عندما سمعها تبدأ حديثها قاطعها :" لكن يا آنسة .. انا قبل لا اطلب قبولك اطّلعت على ملفك المهني .."
بعين تتوسع :" كيف؟!!!"
سكت جاسر .. عندما رآى ملامحها تتغير بضيق ..
اخذت شفا تفكر ..: كيف سمح لنفسه بالاطلاع على ملفي السري .. هذا امرُ غير مسموح ..
لم تعد تطيق الوقوف والتحدث معه فقالت بصوت متضايق :" عن اذنك سيد جاسر "
والتفتت لتبتعد .. ولكنه استوقفها :" آنسة شفا .. ممكن تسمعيني ارجوكِ "
ترددت شفا لكنها وقفت مكانها ولم تلتفت اليه ..
بدأ جاسر يتحدث :" قبل ثلاث ايام اختي جود طلبت مني شيء عمرها ما طلبته من قبل ..
ثلاثة سنوات وهي تتعالج ومن مستشفى للثاني .. لدرجة انها كرهت كل شيء يتعلق بالاطباء وبالعلاجات ..
لكن صدمتني لما طلبت مني اطلب نقلك وتصيري ممرضتها الخاصة ..
اول مرة اشوفها تضحك وتفرح بهالشكل من فترة طويلة .. واليوم لما دخلت عندها
حسيت شيء فيها يتفتح .. كأنها رجعت تبغى تعيش ثاني ..
فـ ارجوكِ آنسة شفا لا تحرميها من هالشيء
لا ترجعي تخليها تذبل من جديد .. اترجاكِ "
وقفت شفا و ذبذبات كلماته تتردد بصداها على مسامعها .. كل كلمة قالها فاقمت شعورٌ ما لديها ..
و خاتمته البسيطة أثرت فيها كثيراً .. وخاصة .." اترجاكِ"
لم تشعر بحاجة شخص لها بهذا القدر من قبل ..
كلمة حروفها قليلة .. لكن معناها يمتد في كل الاتجاهات حتى لا يعد اي محيط قادر على ضم مقدارها ..
اكمل جاسر :" انا آسف آنسة شفا على تصرفي الغير لائق .. لكن صدقيني كانت نيتي حسنة ..
يعني لو شفت ان لك تقصير في اي شيء ما كنت طلبت نقلك .. لكن ما شاء الله سيرتك ممتازة
و شهادة الكل عليكِ طيبة .. فأنا مسلّم اختي تحت عنايتك وواثق انها في ايدي امينة "
لم تعرف شفا ماذا تقول فقد ابكمتها كلماته ..سمعته يعتذر مرة اخرى
:" انا اكرر اسفي .. و اتمنى تفكري في أختي قبل لا تنفذي قرارك .. وشاكر لك تفهمك "
ثم طرقت قداماه الارض بخطوات مبتعدة ..
اخذت شفا تفكر في كل ما قاله .. وبشكل غريب اقتنعت به .. وباعذاره ..
نعم .. ما ذنب جود ان تركتها وعادت لحيث كانت تعمل .؟
منذ رأت جود لأول مرة .. شعرت برباطاً خفي يربطهما سوياً ..
و عرفت ما الذي يجول بهذة الفتاة بنظرتها المطفأة و حماسها الخامد ..
تعرف شفا انه بإمكانها بتوفيق الله ان تخرج جود من حالتها..
ثم انها متأكدة انه لن يتم الموافقة على طلب نقلها ان لم تكن تتمتع بالامكانية المطلوبة منها ..
تنهدت و التفتت لترى الفراغ خلفها ..ذهب لكن ما زال عطره يجول في جزيئات الهواء ..
ستبقى هنا .. لأجل جود ..

~~~~

عند الساعة الثانية كانت زينة تساعد شفا لتجهيز اخويها ..
في الغرفة الصغيرة قبِع اربعتهم يتحادثون .. شفا تُخرج لبساً مناسباً لـ تالا
وتامر ينتقى حذاءٍ رياضياً مناسباً لما سـ يرتدي ..
وزينة تمشط شعر تالا و تعقصه في حركاتٍ غريبة لكن مميزة ..
شفا وهي ترفع تنورة زهرية :" تالا تعجبكِ هذي التنورة ؟"
أومأت اختها موافقة .. ثم اكملت شفا :" زينة ايش تعتقدي المناسبة من هذي العزيمة ؟"
زينة ترفع كتفيها :" والله علمي عِلمك شفوي "
شفا:" طيب ما كلمتي دلال و سألتيها ؟"
هزت زينة رأسها نفياً .. استغربت شفا من هدوء زينة ..
فأخذت تكوي ملابس اخويها :" زيون ايش فيك ؟"
انهت زينة تمشيط شعر تالا ..:" مافيا شي .. ليش فيا شيء؟"
شفا تتأملها .:" اي فيكِ شيء .. هادية زيادة عن اللزوم هاليومين .."
ضحكت زينة :" ههههـ قررت اجرب الرزانة يمكن تعجبني "
تامر وهو منشغل بتجريب احذيته :" هه عشم ابليس في الجنة "
زينة بوجه متبلد :" تامر ترى ماعندي قراميع اليوم .. فحلّ عني "
ضحكت شفا :" ههههـ انت ايش عرفك بهذا المثل ؟؟"
اجابت زينة عنه :" حضرة الاخ بسام .. احياناً يتفلسف شوي "
شفا :" اهااا .. يالله خذ تموور البس بنطلونك .. وبلوزتك "
مدت له يدها بعلاقة فيها ملابسه .. اخذها وغاب داخل غرفة التبديل ..
وقفت زينة لتفرد شعرها وتمشطه امام المرآة :" الا قولي لي .. كيف العمل في القسم الخاص ؟."
شفا :" آآه زيوون .. مرة حلو ومريح .. و جود حتحبيها لما تقابليها.. انا حبيتها "
تالا بزعل :" شفا .. تحبيها اكثر مني ؟"
اقتربت منها شفا وهي تحمل ملابسها الصغيرة :" يا قلبوو وهو انا اقدر احب احد اكثر ِمنك "
فجاء صوت تامر من داخل الخزانة :" يا سلاااااااام وانا وين رحت "
ضحكوا جميعاً .. فأجابت زينة :" انت يا حبيب قوليبي .. انا اللي احبك اكثر شيء "
تامر :" واااع … خلاص بطلت احد يحبني .."
ضحك الجميع ..زينة :" واااه تموور لا اقرمععععك "

~ بعد نصف ساعة ~

كانوا جميعاً يركبون سيارة فارس .. رغم ان زينة ارادت ان يستقلوا سيارة اجرة
لكن فارس لم يرضى .. ووقف الصغار بصفه فأضطرت شفا للرضوخ وبالتالي زينة ..
جلس تامر بجانب فارس .. والبقية في الخلف ..
فارس :" هلا تامر كيفك ؟"
تامر :" الحمدلله خالي فارس انت كيفك ؟"
فارس يتنهد في سره .. الحين صرت بخير ..:" الحمدلله تبسطك احوالي "
ثم نظر من المرآة امامه :" كيفك آنسة شفا .. وانتي تالا ؟"
شفا ببسمة :" الحمدلله بخير " .. وكررت اختها ما قالته .
فارس بنبرة ناعمة :" ان شاء الله دوم " .. ولا يدري لما احس بالحزن وهو يرى وجهها الطفولي ..
زينة كانت صامته تنظر الى خارج النافذة .. شعرت بالغثيان لنبرته ..
كانت تنتظر ان يسألها عن احوالها لكنه أخذ يتحدث مع تامر .. فشعرت بالغضب
لكنها صمتت .. لا تريد ان تتحدث معه... ولا تريده ان يحدثها ..
كأنه سمع افكارها وأراد اغاظتها :" آنسة زينة .. جات معاكم ولا كيف ؟"
ضحك تامر .. و رفعت زينة رأسها بحنق ..
تامر :" شوفها جالسة وراك "
فارس بخفه :" متأكد تامر .. مو سامع حسها .. غريبة !!"
زينة بتأفف :" انا مصدعة .. اسكتوا عني "
ضحكا معاً .. وقد زاد غيظ زينة لكنها لم تنبس بحرف ..
كانت شفا تراقبها .. شاعرة ان هناك خُطب ما فيها ..
انها تعرف صديقتها .. ولم ترها من قبل في هذة الحالة من الهدوء ..
فكرت انهما بعد ان يعودا ستحدثها بالامر .

~~~

في احدى المطاعم البحرية , حجز فارس طاولة عائلية كبيرة
وكان المكان جميلاً جداً .. ينقسم الى جزء داخلي وآخر خارجي مكشوف على المحيط
الجزء الداخلي احاط به ديكور اعماق البحار .. فكانت جدرانه عبارة عن احواضً ضخمة مليئة بالأسماك
وفي كل طاولة تتوسط اعشاب الطحالب والمراجين الصخرية المجسمة ..
جلس الجميع على احدى الطاولات الدائرية .. و تراص الاطفال بجانب بعضهم ..
تولين , بسام , تامر , تالا ثم شفا ..فـ زينة بعدها فارس .. وثم دلال بجانب ابنتها ..
دلال :" الله فاارس .. ذوقك حلوو .. المطعم جنااان مرة "
فارس :" افتتحوه قبل اسبوعين .. وقلت نجربه "
دلال بشهقة :" على كدا اسعاره نار "
ابتسم فارس ونظر خلسة الى شفا :" قليل عليكم .. تستاهلوا "
فكرت زينة بداخلها .. : "اصبر ان ما فقّرتك ما اكون زينة" ..
بسام وهو ينظر الى الحوض وراءه :" ياسلاااام .. تامر شوف شوف سمكة ابو نفيخة "
نظر تامر الى وراءه :" وااااو .. عظيم انها رائعة "
بسام يتمتم :" هييي لا تهرج عنقريزي انا ما افهم "
ضحكت دلال وفارس وشفا عليهما .. زينة :" ترى يقولك السمكة شبه وجهك "
تالا :" لالا .. يقولك قريت هيا واندرفول " فضحكوا مرة اخرى
زينة بعينان مشدودتان :" يا شيييخة .. يعني انك فهمتييه .. بدال لا تكحليها عميتيها "
تجاهلتها تالا وهي تترك كرسيها تمثلاً بـ تامر وبسام اللذان ذهبا الى الاحواض يشاهدان الاسماك ..
دلال تحدّث شفا :" شفا .. ماشاء الله اخوانك رهيبين "
تردّ عليها ببسمة :" تسلمي .. تراهم نص تربيتي ونص تربية زينة "
فارس بصوت رخيم :" ماشاء الله .. الله يحفظهم لكِ ويحفظك لهم "
شفا :" اللهم آمين "
نبرة صوته كانت تظهره بالرجل النبيل ... نظرت زينة جانبياً اليه وقد اسخطها تمثيله
..: يعني انك عاقل وفاهم .. يا شيخ رووح اتنيل انا عارفتك مغروووووور ..
التقط فارس نظرتها فقال يحدثها :" خير آنسة زينة في شيء مو عاجبك في المكان ؟"
بعين قوية :" اي .. انت .." .. ابتسم ليغيظها فكشرت في وجهه ..
دلال :" ههههـ لا احسن قومي اطعنيه بالسكين بعد "
امسكت زينة بالشوكة امامها بطريقة اوضحت رغبتها في حشر الشوكة داخل عينيه ..
فارس :" هههههـ خلاص اعتبريني مو موجود"
تكلمت تولين وهي تنظر الى الصغار خلفها :" ماما ثيبيني بلوح عدّهم "
ردت عليها زينة :" حبيبي انتي لوحي بث انتبي تاكلك الثمكة "
اخذ فارس ينظر اليها بطريقة غبية :" الحين انتي قاعدة تساعديها انها تظل لدغة "
زينة تنفخ :" وانت ايش لك دخل .. بنت اخوي وانا حرة فيها "
فارس بإستمتاع :" بنت اختي وانا ابغاها تصلح كلامها "
رفعت دلال يدها ولوحت بها :" ههههـ خلاااص بسكم بنتي وانا اربيها .. روحي حبيبي "
وتركتها تذهب لتنضم للبقية ..
شفا بتلقائية :" اي صح .. ترى الدراسات اثبتت ان معاملتنا للصغار هي اللي تحدد تطور قدراتهم او تراجعها "
ابتسم فارس :" معاكِ حق شـفا .. آآ ممكن عادي اقولك شفا ؟"
توترت شفا قليلاً وخاصة ان زينة تنظر لها بطريقة غريبة .. وكأنها تريد ضربها ..
دلال :" ايه .. اتركوا الرسميات للشغل .. هنا كلنا أخوان صح "
هزت شفا رأسها بهدوء وبإبتسامة :" طبعاً .. عادي دكتور فـ .."
فارس :" ءءء .. فارس وبس "
تدخلت زينة وقد زاد الضيق بها فصرخت :" جرسووووووووووون " .. ما جعل الجميع يفزع بمكانه ..
رأتهم ينظرون اليها وعلى وجوههم تساؤل فأبتسمت بمرح :" جوعانة "
دلال :" هههههههههههـ زينة .. الله يعقلك بس .. طيحتي قلبي "
فارس بتأنيب :" ما كان في داعي تصرخي .. كل اللي في المطعم يطالعوا علينا "
زينة بإبتسامة لتغيظه :" انا مجنونة .. اذا عندك مانع ليش عزمتني ؟؟؟"
عندها آتى النادل مسرعً وبيده المنيوو ليسلمهم اياه .. كان فارس يريد تقريعها ولكنه سكت عنها ..
فارس :" هاه ايش تحبوا تطلبوا ؟"
دلال :" انا ابي جمبري معايا توتو .. وبسام يحب اسكالوب "
فارس ينظر الى شفا :" وانتي شفا ؟؟ اخوانك ايش يحبوا ؟"
شفا دون ان تفتح المنيو :" أعشاب البحر .. و هُما جمبري بعد "
تدخلت زينة دون ان يسألها ..:" انا ابغى ممم " و
اخذت تنظر بحيره الى المنيو ..:" استاكوزة .. رز بشرائح السمك المدخنة .. شوربة الكالماري .. محار البحر بصلصة الكاري .. ستيك السمك .."
واخذت تعدد كل ما تقع عيناها عليه .. والثلاثة ينظرون اليها بتبلد ..
كان فارس ينظر ببلادة اليها .. فقاطعها :" انتي بتاكلي هذا كله ؟؟"
رفعت بصرها اليه .. ثم بإبتسامة حمقاء :" لا بس قاعدة اقرأ "
دلال وشفا :" ههههههههههـ "
ارتسمت بسمة على فارس رغم رغبته بخنقها :" طيب .. ايش طلبك ؟"
ردت تنظر الى القائمة بتفكير ثم :" كل اللي قلته قبل شوي "
ضغط على اسنانه :" من جدك ؟"
اقفلت المنيو واتكأت بظهرها على الكرسي :" لا من عمي "
دلال :" يالله زينة .. الرجال واقف .. قولي ايش تبي بلا استهبال ؟"
ابتسمت :" من قال استهبل .. ابغى كلللل اللي قلته "
همست لها شفا :" ما راح تأكليه .. حرام النعمة تترمي "
اجابتها :" لا تخافي شفووي .. انا جوعانة بأكلها "
دلال :" بتفقري اخوي على كدا "
نظرت زينة الى فارس مبتسمة وهي تحرك حاجباها :" مو هو عزمني .. يتحمل طلباتي "
ضم فارس يده بشدة .. ثم بإستسلام أخذ يردد طلباتها ليدونها النادل ..
قاطعته شفا وهي تقرص زينة من تحت الطاولة :" دكتـ .. امم فارس .. اطلب لها محار بالكاري وبس ما راح تأكل الباقي اعرفها .. "
زينة :" آآآي .. شفووي يعور يالدبه .. ومن قالك ما أكل .. "
اكملت وهي تنظر الى زينة :" ما راح تأكل الا المحار .. و اسكتي زيون ومصع "
ابتسم فارس لها .. انها اعقل من زينة ..:" هاه زينة .. بس تبي المحار ؟"
مدت زينة شفتها السفلى وهي ترى نظرة شفا المؤنبة :" اووف خلاص لا تطالعي لي كدا .. اوكي "
بعدما انتهي النادل من اخذ الطلبات .. اخذوا يتحدثون معاً في انتظار الطعام ..
اخذت دلال تحدثهم بأنها اخبرت زوجها بالموقف السابق الذي حدث في ذلك المطعم عندما تقابلوا وهجمت زينة عليهم ...
دلال :" هههههههههههـ والله لما قلت لـ زيد فرط ضحك عليكِ "
اغتاظت زينة :" وانتي ليش تقولي له .. وجع الحين يمسكها على زيوود "
دلال :" كيف افوتها وما اقوله ... تدري زعل عشان فات عليه الموقف هههههـ "
شفا بإستغراب وقد اخذت تعتاد على وجود فارس :" انا اللي مستغربته هو كيف زينة ما تعرف ان عندك اخ "
زينة :" اييييييي يعني الحين 11 سنة اعرفكِ ولا قد مرة عرفت بهالشيء "
دلال تشرح لها :" عشان فارس اخوي بالرضاعة و فين فيــن نتقابل "
اكمل عنها فارس :" نحن كنا سوا بس ونحن صغار .. لما اتزوجت دلال انا انتقلت هنا .. بس قبل 4 سنوات رجعت البلد .. وزرت دلال مرة .. بعدها صرنا نتواصل لكن مو دايم "
شفا بإستيعاب :" اهاا يعني لما زينة جات هنا "
زينة بغضب خفيف :" طيب ليش اول مرة اتقابلنا ما قلت لي انك اخوها؟؟ "
فارس :" اصلاً انا ما عرفت انك اخت زيد الا ذاك اليوم في المطعم وانا اكلم دلال "
دلال :" اي .. سألته كدا عنك قلت يمكن يعرفك دامه يشتغل بنفس المستشفى "
سألت شفا بفضول :" يعني انت ما عندك اخوات ؟"
ابتسم فارس لأهتمامها :" لا .. بس هي دلال اختي بالرضاعة .. انا وحيد والديني "
زينة :" عشان كدا مغروووور "
ضحك فارس ولم يرد عليها .. سألت شفا :" يعني انت ودلال بنفس العمر ؟"
اجابت دلال :" لا انا اكبر منه بسنة .. عمري 31 "
زينة :" طيب انت فين اهلك .. ليه كدا رامينك ؟؟"
سؤالها كان فقط لاغاظته .. لكن ملامح فارس الباسمة تحولت بجمود ..
فقال بصوت بارد :" انا ماعندي اهل "
ثم أستأذنهم ذاهباً ليغسل يديه .. عندما غاب عن انظارهم ..
صرخت دلال :" يالخبـــلة يا زييينة .. ايش عملتي ؟"
نظرت زينة الى شفا ثم دلال .. وبتعجب :" ايش سويت ؟؟ انا قلت شي غلط ؟"
كانت شفا ايضاً مستغربة من ردة فعله :" انتي كلامك خبل زيك ومصع "
زينة :" اوووه ما يسوى علي امزح طيب "
دلال انتقلت لتجلس على كرسي فارس بجانب زينة :" لا تجيبوا سيرة اهله قدامه "
زينة بهمس مماثل :" ليش دلوول ؟؟ لا يكون لقيط ؟؟"
ضربتها دلال على رأسها :" لقيط في عينك يالخبلة "
زينة :" آآآآي .. والله ما صرت خبلة الا من كثر ما ضربتيني على رأسي من صغري وجع "
ضحكت شفا وسألت :" طيب ليش دلال ؟"
همست دلال :" فارس ليش جا عاش هنا .. الا عشان يهرب من اهله "
زينة و شفا بفضول كبير :" طيب لييييش ؟"
دلال :" القصة طويلة ما ينفع اقولها هنا .. ايش رايكم تزوروني بكره ؟"
شفا :" لا لا .. اول الزيارة عندي .. تعالي بكره اتعشي مع بسام وتولين "
دلال :" خلاص اتفقنا .. جا فارس .. لا تقولوا شيء قدامه "
الاثنتان بهمس :" اوكي " ثم عادت دلال الى مقعدها ..
اقترب فارس ثم جلس ليرى ثلاثتهم يبتسمون له
نظر الى زينة لان نظرتها كانت معبرة :" خير ايش فيكم ؟"
زينة بإبتسامة :" معجبة " ثم صمتت مصدومة من كلمتها ..!!!!!!!!!
تطلعت لها شفا فاغرة فمها .. أحقاً ما قالته ؟؟؟
دلال :" ههههههههههههههههههههههههـ كشفناااااكِ "
احمر وجه زينة بشدة .. و كذلك فارس الذي شعر بالحرج .. ثم قال :" لا شكراً مستغني "
تنفست زينة بعنف :" مو قصديييي طلعت كدا .. عااااد من زينك بتعجبني "
ضحكت شفا ودلال ..واجاب هو وقد بدأ صدره يعلو ويهبط :" احسن بعد "
دلال :" زيووون .. لمي بقايا ماء وجهك واسكتي هههههههـ "
تأففت زينة ثم وقفت بعصبية قائلة انها تريد غسل يدها ثم ذهبت مسرعة ..
ابتسمت شفا واعتذرت بالنيابة عنها لفارس :" ترى ما تقصد زينة قلبها ابيض .. بس شوي لسانها .."
دلال تقاطعها :" هههههـ عادي شفا .. اللي يعيش مع زينة يوم واحد بس يعرفها على طبيعتها .."
فارس بهدوء :" لا تقولوا لي .. زينة حافظها صمّ "
ضربت اخته ذراعة مداعبة :" هااه .. ايش معنى زينة اللي حافظها .. هاه ما تقولي "
بان التوتر على فارس .. ثم نظر الى الاطفال هناك ..
وقال بصوت متوتر :" اروح اشوف الصغار ايش يعملوا "
ودون ان ينتظر ردهما وقف مبتعداً ..
ضحكت دلال وساسرت لشفا :" شفااا .. ما انتي شامة ريحة شي يصير في الخفاء ؟؟"
قطبت شفا حاجباها :" انا حاسة ان في شيء .. بس الله اعلم ايش ؟"
همست دلال بضحكة :" بكره انا وانتي نمسك زيون ونستنطقها "
وببسمة مؤامرة :" اي راح نخليها تعترف "
وضحكتا معاً ..



~ الجـ 2 ـزء ~

:" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. صباح الخيـ .. "
وانقطعت انفاسها عندما وجدت جود نائمة .. وبجانبها على الكرسي كان جاسر يعمل على حاسوبه ..
رفع رأسه ورآها ... ثم ابتسم وعيناه اضائتا ..
وضع حاسوبه جانباً ووقف .. بلعت ريقها ثم تقدمت بتردد الى ناحية سرير جود ..
جاسر بأدب :" وعليكم السلام والرحمه .. صباح الخير آنسة شفا "
ردت عليه ونظراتها على الورقة بيدها :" صباح الخير .. سيد جاسر "
وقف مكانه وعيناه تطوفان على السقف .:" امم شكراً انك بقيتِ "
هزت رأسها :" هذي مهمتي سيد جاسر ...ممم كيفها جود ؟ "
ابتسم ونظر الى اخته النائمة :" بخير .. بتفرح لما تصحى وتلاقيكِ "
طأطأت صامته .. ثم اخذت تقرأ ما سُجل من نشاطات الممرضة الليلية ..
عاد جاسر الى مقعده واخذ ينظر الى شاشه حاسوبه ..
كانت الارقام تتقافز امام ناظريه .. لكنه اضاع التركيز .. ولم يعد يفقه معناها ..
كان يشعر بتحركاتها وهي تعمل حتى دون ان ينظر تجاهها ..
اعجبه الصمت بينهما .. فـ تعجب .. لم يشعر من قبل بصمت بهذة اللذة ..أوجودها ما افتعل هذا الشعور ؟
مرتّ فترة بسيطة بعدها سمع شفا تقول :" كيف صار لها كل هذا ؟"
رفع بصره اليها ورآها ما زالت تقرأ ما بيدها .. فنظر حوله ...هل تحدثه ام تحدث جود ؟
تطّلع الى جود ما زالت مغمضةً عيناها .. اذاً تحدث من .؟؟
لم تتلقى الجواب .. فرفعت عيناها بنظرة خاطفة اليه .. ومع ذلك تلاقت نظراتهما ..
ارتجفت يدها و كحت ..
جاسر :" عفواً آنسة شفا .. سألتيني شيء ؟"
ترددت شفا لكنها اعادت سؤالها :" كيف .. كيف بدأ كل شيء .؟"
احتار جاسر كيف يبدأ سرد معاناة اخته .. فعاد ببصره الى الحاسوب يفكر ..
طال صمته فنظرت اليه لتراه يركز بنظره على حاسوبه .. ظنت انه لن يجيبها .. فأستدارت لتخرج
الا انها سمعت ..:" قبل 3 سنوات صار لها حادث .. صدمتها شاحنة .."
شهقت شفا بخفة وهي تستدير مغطيه فمها بيدها اليمنى ..
اكمل جاسر بصوت منخفض .. وكأنه يرى كل ما مرّ عليهما امام عينه .. كصورٍ تتراكم فوق بعضها البعض .
:" ورى التسبب بالحادث .. سبب احمد ربي انها ما تتذكره الحين .. بعد الحادث دخلت في غيبوبة طويلة ..
8 شهور وانا انتظرها تصحى وترجع لي جود القديمة .. والحمدلله رجعت لكن بـ جود ثانية ..
اول شهر ما اتذكرت اي شيء .. كنت ازورها يومياً و اتحمل نظراتها الخايفة ..
اشوف عينها تطالعني بخوف .. بجهل .. كأني انسان غريب لها .. وانا الوحيد اللي باقي لها وهي الوحيدة اللي باقية لي ..
لما بدأت تتذكرني و تتذكر عمي واهله .. فرحت .. وقلت الحمدلله .. ربي رحمها .. لكن ما اكتملت فرحتنا
الا و انهارت جود .. وصابها ورم خطير ..
سافرنا من بلد لبلد .. ندور علاج لها .. و من حالة لحالة .. مرة تطيب ومرة تنتكس .."
رفع نظره اليها وعيناه غائمتان .. فتلاقت نظرتهما ..
همس :" جود و انا تعبنا كثير ... اكثر من ما تتصوري "
رأت شفا في عيناه ألم و غربة .. ألم مشابه لما في داخلها .. حتى وجهه ارتسمت عليه المعاناة
معاناة ذاقت مثلها .. فـ شعرت بالحزن عليهما ... ليش الشفقة لكن حزن صادق ..
لأنها تفهم ما معنى ان ترى شخصاً تحبه يعاني و لا تستطيع مداواته ..
سقطت من عينيها دمعة حزينة .. التمعت في عينا جاسر ..
حينها كان جاسر ينظر بمناشدة الى شفا .. شاعراً بـ حاجته الى ان يشكي آلاماً ( ابشمته )
يشعر الآن برغبة شديدة لأن يخرج ما بجعبته من شكوى لها .. لها هي ..!!
وكانت الغصة تخنقه .. والكلمات منتظرة التدافع من فمه ..
عندها سمعا معاً صوت تنهد جود .. ثم بعد تحركها بضيق , فتحت عينيها ..
اشاح جاسر بوجهه للجهة الاخرى حتى لا تراه اخته بهذة التعابير ..
و لكن شفا لم تتحرك او تفعل شيئاً ..
عندما رأتها جود فرحت :" شفـااااا انتي جيتي ..؟"
ثم خبت فرحتها عندما رأت ملامح شفا الحزينة وآثر دمعة على وجنتها ..
جود بشهقة :" شفااا انتي تبكي ؟؟؟ ليش ؟؟"
جمعت شفا شتات نفسها ..ثم بلعت ريقها وهي تمسح وجهها :" اممم .. مافي شيء "
اقتربت من جود ببسمة :" كيفك اليوم ؟"
امسكت جود بـ يد شفا :" شفاا .. قولي ايش فيكي ؟؟"
لم تعرف شفا ماذا تقول .. ولكنها وهي تنظر الى عينا جود .. تذكرت امها ..
بـ همس :" بس تذكرت امي .."
تصلب ظهر جاسر عندما نطقت جود بذلك الاسم .. لا يريد اي سيرة عن الام تُفتح امام اخته ..
فألتفت بسرعة ..
سألت جود بقلق :" ايش بها امك ؟"
اجابتها شفا وهي تكابد دموعها :" تركتنا انا واخواني "
وقف جاسر و الدهشة مرسومة على وجهه .. حتى هيّ قد تركتها امها .. مثله ؟؟
عندما وقف جذب انتباههما .. فنظرتا اليه ..
سأل بدهشة :" تركتـ كم ؟؟؟"
هزت شفا بـ رأسها وهي تخفضه :" ربي أخذ امانته .. الله يرحمها "
حزنت جود و تقوست اطراف شفتاها الى الاسفل :" مثل ماما .. ماتت وانا صغيرة مرة .. ماعرفتها حتى "
تأوهت شفا .. ثم بدأت جود تبكي ..كان جاسر سيحضن اخته ويواسيها ..
لكن شفا سبقته واخذت تهمس في اذن جود :" آسفة جود ما كنت ادري .. الله يرحمهم جميعاً "
واخذت تمسح على شعرها بحنان .. و جاسر ينظر متصلباً الى ظهرها ..
صدر صوت جود مكتوماً من حضن شفا :" نفسي اعرف كيف كانت "
شفا بـ همس وهي تبعد جود عنها لتنظر الى عينيها :" جود .. مامتك كانت تشبهك كثير "
جود بتساؤل ودموعها تلمع كالبلورات :" جد ؟؟"
اخذت شفا تبتسم وهي تصف لها خيال امها ..
لا تعرف كيف هي ام جود لكن لا يضرّ ان اسعدتها بوصف امها
ابعدت شعر جود الى ما خلف اذنيها :" اي .. كانت حلوة مثلك .. وتحب تبتسم دايماً ..
بسمتها كلها حياة وفرح .. كانت تحب تنشد لك قبل لا تنامي .. و تحب تعلمّ الصح من الغلط ..
كانت مثل الحور .. جميلة و روحها صافية "
جود بنظرة تلمع نظرت لأخيها لتسأله :" صح جاسر كانت كدا ؟"
وقف هناك وكأن صاعقة اصابته .. لم يستطع ان ينطق بكلمة لكنه اومأ مؤيداً ..
ابتسمت جود بسعادة ثم القت بنفسها على حضن شفا وهي تشكرها ..
نظرت شفا الى جاسر تريد شكره لمساعدته لها .. لكنها رأت نظرة مصدومة على وجهه ..
نظرة اوحت بأكثر من الدهشة والصدمة .. نظرة فيها خوف وربما شكّ .

~~~~

بداخل احدى الغرف كانت زينة تعطي مريضها ابره وريديه ..
و قد رفع ضغطها بتحركاته الكثيرة ..
تأففت :" سيد توماس , ارجوك ان لم ترغب في ان تُكسر الابرة بداخل جسدك فلا تتحرك "
اجابها العجوز :" حسناً " ثم اخذ ينظر اليها بإعجاب ..
رمت زينة الابرة المستعملة وفتحت غيرها .. اخذت تسحب القدر المطلوب من المحلول ..
سأل توماس الرجل ذو الـ 74 عاماً :" هل أنتِ مرتبطة ؟"
نظرت اليه من خلال يديها المرفوعتان فأرتسمت شفتاها في خط مشدود :" لا شأن لك بذلك "
توماس :" اذاً انتِ مرتبطة .. هل تعرفين فتاة جميلة مثلك غير مرتبطة؟ "
ربطت ذراعه بحزام الشد :" لا أعرف .. أتعرف كم عمرك ياسيد توماس ؟"
أجابها وهو يبتسم والتجاعيد تكرمش وجهه :" ما زلت في عمر الشباب "
ضحكت زينة وقالت بالعربية :" اذاً انت الحين شاب اجل كيف لما تصير شايب ههههـ"
قال توماس بضيق وهو يشعر بوغزة الابره :" آآي ماذا تقولين .؟ هل تستهزئين بي ؟؟"
نفت ذلك :" لا فقط كنت أقول كم أنت مفعمٌ بالشباب سيد توماس "
عندها دخلت نيكول الغرفة .. فرأتها زينة جانبياً .. ثم اشارت اليها ..
:" هههـ ان كنت مصّر سيد توماس .. فـ نيكول شاغرة "
نظر العجوز اليها :" لا اظن ذلك .. فـ حبيبها مرسلاً اليها باقة زهور "
رفعت زينة حاجباها ثم التفتت لترى نيكول تحمل باقة رائعة :" نيكول .. اعترفي يا فتاة "
تطّلعت لها نيكول :" اعترف بماذا يا غريبة الاطوار " ثم خرجت من الغرفة الى الممر ..
انهت زينة عملها مع السيد توماس ثم خرجت مسرعة لتلحق بنيكول ..
رأتها تدخل غرفة الاستراحة فتبعتها الى هناك ..
عندما دخلت كانت نيكول تضع الباقة بجانب خزانتها .. فذهبت لتجلس وتحدثها ..
زينة :" هيا نيكول اعترفي لي من هو المعجب السريّ ؟؟"
نيكول بلا اهتمام :" اي معجبٍ سريّ ؟"
حركت حاجباها :" نيكوول .. منذ اتيتُ لهذا القسم .. و انا ارآكِ شهرياً تستلمين باقة زهور .. هيا اعترفي "
اشارت نيكول الى الباقة :" هذة ..؟ ... ههههههـ انتِ مخطئة انها لا تُرسل لأجلي "
بإستغراب :" لمن اذاً ؟"
اخذت نيكول تبدل معطفها بآخر نظيف :" انها للسيد فارس .. تعرفين لقد كُنت اعمل في قسم قبل هذا
وكان الدكتور فارس يعملُ فيه كـ طبيب وليش كمشرف .. وانا كنت ممرضته المساعدة ..
كانت تأتيه دوماً بطائق معطرة وباقات زهور .. فأمرني كلما اتت له هذة الاشياء ان القيها بعيداً واحرق البطاقات .. نفذت طلبه في باديء الامر .. لكن كانت الباقات جميلة ولم استطع ان القيها ..
فطلبت منه ان آخذها ووافق .. اصبحت احرق البطائق وآخذ الباقات "
أثار الفضول زينة فسألت :" و مِن مَن ترسل ؟؟"
بحركة لا مبالية :" كلها من شخص واحد .. لا ادري نسيت الاسم "
اشارت زينة الى الباقة :" ومتى استلمتِ هذة الباقة .؟"
نيكول :" لقد اتت هذا الصباح .. ومازالت البطاقة عليها "
توسعت عينا زينة :" حقاً؟؟؟" ثم قفزت مسرعة لتنهش الباقة باحثةً عن البطاقة ..
وجدت بطاقة صغيرة ... كُتب عليها ..
“Forgive me,I am still waiting you for the end
Romi “

صُدمت زينة و اخذت تمزق البطاقة غاضبة ..
من هذة المدعوة " رومي " وماذا تريد من فارس ؟؟؟؟
يجب ان تعرف .. يجب ان تعرف .





||~~~||


وهنا تتوقف ريشتي عن الرسم ..

هل أعجبتكنّ النبضة يا ترى ...؟

لن أعرف الا اذا اخبرتموني

شكراً لوجودكنّ .. كُل الامتنان اقدمه في كلماتي ..

والى الملتقى مع النبضة القادمة ..

مع حبي وودي ..

أختكنّ ... ضياع نبضة

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 03-09-08, 11:20 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
يتيمة جابر



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 44197
المشاركات: 13,147
الجنس أنثى
معدل التقييم: BENT EL-Q8 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
BENT EL-Q8 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

نبضهـ كلمهـ"روعهـ"قليلهـ عليهــا
يسلمووووو
شفا
ما شاء اللهـ عليـهـا بيومـ واحد ردتـ لهـا فرحتـهـا
كلامهــا عنـ امـ جود وجنهــا تعرفهـا
معقولهـ بسـ كلامـ ولا احساسهــا انـ فيـ شيـ يربطهمـ خلاهـا تقولـ جذيـ!!
زينهـ
اللهـ يستر منـ ردهـ فعلهـا
فارسـ
عندهـ ماضيـ كئيبـ ومحزنـ تشوقتـ اعرفهـ!!
روميـ منـ تكونـ
وهلـ اهيـ الطيفـ اليـ كانـ يقارنـ شفا فيهـ!!
جاسر
حرااامـ كســر خاطريـ واهو يترجى شفــا
كلـ هذا عشانـ اختهـ
اللهـ يخليهـ لهــا
جوود
الحمد للهـ وينـ كنـا و وينـ صرنــا
اللهـ يشفيهــا
تقبليـ مروريــ

 
 

 

عرض البوم صور BENT EL-Q8  
قديم 04-09-08, 05:59 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




كاتبة متميزة بلغة وحبكة وصياغة واسلوب متفرد وأكثر من رائع ..


وقصة تسرقنا لعمقها وأحداثها والعيش بين ابطالها ..



ماشاء الله تبارك الله ..








تثبت القصة وتميَّز



مبارك التميز ياضياع نبضة



عسى ان يكون حافزاً لكِ للتقدم نحو الابداع اكثر ..

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة اقدار ; 04-09-08 الساعة 06:48 AM
عرض البوم صور اقدار  
قديم 04-09-08, 07:19 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
Flowers

 

الســلام عليـــكم ورحمـــه الله وبــركـــاته

~~~

@_@

بصـــراحـــة ما صدقت عيــني ..!!!!

دورت على القصــة هنا وهنآآآآك لأجل أنزل النبضة الجديدة وما لقيتهآآآآ

وبس أنتبهت انها قآآآبعة فووق .. عيوني طلعت من مكآآآآآآنها ..!!

ألـــف شكــــــر على هالتـميــز من قبلكم ..



غمرتونـــي بلطفكــم .. ويسعد قريحتي اعجابكم للروآآية ..

~~~



دمتم بـ ود

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 04-09-08, 07:22 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 مشاهدة المشاركة
   نبضهـ كلمهـ"روعهـ"قليلهـ عليهــا
يسلمووووو
شفا
ما شاء اللهـ عليـهـا بيومـ واحد ردتـ لهـا فرحتـهـا
كلامهــا عنـ امـ جود وجنهــا تعرفهـا
معقولهـ بسـ كلامـ ولا احساسهــا انـ فيـ شيـ يربطهمـ خلاهـا تقولـ جذيـ!!
زينهـ
اللهـ يستر منـ ردهـ فعلهـا
فارسـ
عندهـ ماضيـ كئيبـ ومحزنـ تشوقتـ اعرفهـ!!
روميـ منـ تكونـ
وهلـ اهيـ الطيفـ اليـ كانـ يقارنـ شفا فيهـ!!
جاسر
حرااامـ كســر خاطريـ واهو يترجى شفــا
كلـ هذا عشانـ اختهـ
اللهـ يخليهـ لهــا
جوود
الحمد للهـ وينـ كنـا و وينـ صرنــا
اللهـ يشفيهــا
تقبليـ مروريــ



هلا وغلا :[ بنت الكويت ]:

يسلموو يالغلااا .. مرة شكراً لتشجيعك لي ..

الاروع وجودك معاي خطوة خطوة :)

كل اللي تبي تعرفيه جآآي مع النبضآآآت القادمة بإذن الله ..

وبمناسبة تثبيت القصة رآآح أطرح نبضتين

لا تحرميني من طلتك بنوتة ..

باقة ود لكِ

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ابدآآع قلم تبآرك الله
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية