لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


79- الخائن ( كاملة )

و هاد الملخص الخائن هل صادفتي يوما رجل كهذا؟ رجلا يدخل قلبك بدون سابق إنذار ويحتل عقلك دون ان يترك مجال لاحد؟ هل أحببت يوما رجلا لمجرد انه يضع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-08, 01:09 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Top 79- الخائن ( كاملة )

 

و هاد الملخص
الخائن
هل صادفتي يوما رجل كهذا؟
رجلا يدخل قلبك بدون سابق إنذار ويحتل عقلك دون ان يترك مجال لاحد؟
هل أحببت يوما رجلا لمجرد انه يضع ثلاث معلاق سكر في قهوته؟
قد تكون اورسولا فتاه حالمة ولكن فيدل زارا كوتشيتي جاوز أحلامها.................كان عالم فاحش الثراء والسلطة سرق منها راحه بالها وصفاء تفكيرها ..........ولم تستطع القبول بقوانين هذا العالم حيث كل شي مباح وحيث الحب لعبه والزواج مظهر شكلي ليس الا..........
لا..........لن تقبل اورسولا ان تترك زوجها لعشيقته مهما كانت عواطف فيدال ............لن تقبل ان يسرق منها احد حبها؟
و الان بقية الرواية بس ما ادري ادا اقدر اكملها اليوم
بحثا عن فريسه

نظرت اورسولا من فوق كتفها الي صاحب الصوت العميق الذي همس .........جميله........... وعرفت قبل ان تري الرجل الاسمر الاجش الصوت انه يشير الي لوحه الموناليزا......... ردت وعيناها الخضروان الباردتان تقمعان ايه محاوله للرد:
اعتقد ان اكثر من شخص علق علي جمالها قبل الان
ومع ذلك لم يرتدع الرجل بل قال بالانكليزيه : كنت هنا بالامس ايضا
كيف عرف انها انكليزيه؟ ردت:انت دقيق الملاحظه
شعرت ان عيون الحراس تراقبهما..لماذا لا يبتعد؟ من هو علي اي حال؟ ليس فرنسيا.......ماذا اذا؟ الماني نماسوي ام سويسري؟
حاول مره اخري وكانت لكنته في هذه المره اشد بروزا
اتحبين اللوحات؟
بدت لهجتهاكثر انكسارا واكثر اثاره وهي متاكده انه يتعمد هذا.......... فرنت اليه بطرف عينيها انه غير سئ هذا اذا مالت الي المدنيين المتحذلقين من رجال الاعمال الاوربيين...... لكنها شخصيا تفضل الاشخاص المهتمين بالفن
كان ينتظر ردها فوجدت لبرهه صعوبه في تذكر السوال اخيرا كررت:
- هل احب اللوحات؟ بعضها
لم تقل له انها تريد ان تصبح رسامه في يوم ما...... قال وعيناه الزرقاوان دافئتان عليها:
-حينما اكن في باريس ازر اللوفر دائما.هل انت في عطله؟
ردت بحزم ،تتنتزع نظارتها الواقيه من الشمس عن راسها لتدسها فوق انفها:لا،والان هلا عذرتني
وتجاوزته فشمت عطره الغالي الثمن،احست بقشعريره وتصلب ظهرها..وهي تجبر نفسها علي متابعه الطريق في المعرض عرفت انه كان يراقبها طوال الوقت يراقب ثوبها الصيفي الاخضر و الابيض الهادئ وصندالها العالي الكعبين الذي يزيد من ابراز طول ساقيها وجمال جسدها النحيل المتناسق. انتظرت حتي ابتعدت عن مرمي نظره قبل ان تحاول ان ترد بضع خصلات قصيره من شعرها العسلي الي مكانها انقلبت ابتسامتها الودود عاده الي خط حازم فامثاله من الرجل ينظرون الي المراءه وكانها حق مكتسب لهم............حسنا هذه المره لن ينجح.. ولكن الغريب انه لم يكن في هذه الفكره ما يرضيها.
لم يكن التوتر قد زال عنها حتي بعدما دخلت شقتها في الطبقه الرابعه. وقد ساعدها حسن الحظ هذه المره اذ لم تجد الفتايات المشاركات في السكن في الشقه فاحست للمره الاولي ان المكان لها وحدها...... كانت الشقه حاره،هواءها غير عليل، فسارعت لفتح النوافذ، فشاهدت رسالتين قصيرتين علي الطاوله ولكنهما لم يكونا من ايما ربما يجب ان تصصل هاتفيا بلندن فلم يسبق ان تاخرت زوجه ابيها في ارسال نفقاتها
وجدت بعض اليموناضه فصبت لنفسها كوبا..هذا افضل. لم تشعر قط بمثل هذا الحر ولا يقع الذنب الا علي ذلك الرجل اللذي تمكن حقا من التاثير فيها.ففي العاده يحصل الرجال منها علي نظره فضه وتبقيهم بسهوله علي بعد ..لكن ماذا عن الرجل الذي كان في اللوفر ولماذا جعلها تحس بشكل مختلف؟
رفضت التفكير فيه اكثر من ذلك فاسرعت تتناول اوراق الرسم وتتجه الي الشرفه
هناك علي الشرفه شرعت اورسولا ترسم رسوما تخطيطيه صغيره.رسمت بطريقه لا واعيه راسه وكتيفيه كما رسمت بطريقه ما ارتفاع شفتيه عندما ابتسم ابتسامه حائره.. وفي رسم اخر اظهرت فرق شعره الاسود الناعم. غريب امرها فكيف استطاعت تذكر تفصيل ملامح ذلك الرجل بعد لقاء قصير .. ربما السبب عينيها الفنيه المحترفه امتلات الصفحه بسرعه .. بدا في قمه الصفحه جانب وجهه الصارم .. وفي مساحه غريبه كان وجهه يبتسم لها. وهاتان العينان الزرقاوان ساخرتان وشهوانيتان. التقطت في بضع خطوط ماهره اهم ما في بنيه الرجل القامه المديده ورجولته البارزه احست اورسولا ان راحتي يديها تنضاحان عرقا
.. ربما رسمت ما يكفي ..فوضعت اوراق الرسم جانبا ثم تمددت قليلا علي الفراش الموضوع في الشرفه علها تنساه ولكن ماهي الا لحظات حتي انجرفت الي حلم لاواع لذيذ ..وسمعت بطريقه ما لكنه ناعمه مثيره لشخص يهمس جميله
منتديات ليلاس
وشاهدته ثانيه ولكنها في هذه المره لم تحتج حتي الي اوراق رسمها..فقد شاهدت خطوط وجهه القويه الجذابه وهو ينظر اليها من علو وهذا يعني انه طويل بل طويل جدا..كانت عيناه زرقاوين اجل..وتستطيع ان تري كيف التوت شفته الي الاعلي..تململت في مكانها.كانت حشره صغيره تسير فوق بشرتها الرطبه. فلنفترض انه موجود الان هنا.. مهما كان اسمه..تصورت راحه يده الناعمه تنسل الي خصرها..ثم..سمعت من ينادي اسمها..لقد عادت احدي الفتيات وهي تسال اورسولا ان كانت تريد مرافقتها الي الحفله؟ بالطبع تريد..والحمد لله انها ايقظتها من افكار جريئه كهذه

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس

قديم 24-08-08, 01:11 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لم يكن المساء مثيرا كالعاده. وقفت اورسولا لحظات تراقب الجميع وهم يرقصون كانت الغرفه عابقه بالدخان صاخبه باصوات الموسيقي ولكن فيها شيئ مازال ناقصا.
كان الساهرون قد اعدوا العده للقيام بنزهه صباح الاحد وهذا النوع من النزهات ماتحبه اورسولا.ولكنها اعتذرت واتخذت الرسم حجه فقالت .لقد قررت الرسم يوم الاثنين. في الواقع اورسولا كانت بحاجه الي يوم هادئ تقضيه بمفردها فهي تشعر بالقلق.. وستتصل هاتفيا بايما لتعرف ما خرها عن ارسال المال موخرا وعن الاجابه عن الرسالتين الاخيرتين ..كانت اورسولا لحسن الحظ تدخر قليلا من مصروفها ولذلك الايجار مومن بضعه اسابيع قادمه ..ولكن ماذا بعد هذه الاسابيع؟
اتصلت وقت مجي الضحي علي امل ان تكون ايما مستيقظه ولكنها لم تتلق ردا.. فتجهم وجه اورسولا وتساءلت عن الخطب..بالظبع لا..فالاخبار السيئه سرعا ما تصل
اعادت السماعه الي مكانها وعادت الي غرفتها حافيه القدمين..الطقس حار اليوم ايضا ربما عليها ان تحمل اوراقها الي ضفاف نهر السين الذي ستجد فيه مكانا رائعا
كانت تتناول عاده الغداء في الخارج ..ولكن الحذر جعلها تتقتصد فجمعت بعض البسكويت والجبن واعدت السلطه ثم صبت ما تبقي من الليموناضه في ابريق حافظ للبروده مع بعض مكعبات الثلج
تجولت بسعاده في الشقه الصغيره التي شغفت بها هي ماتزال حتي الان تذكر الانفعال الذي غمرها يوم وافق والدها علي السفر الي باريس.. باريس. ياله من حلم ويالها من فرصه رائعه في الواقع كان ترك الوطن افضل حل لها لان والدها قد تزوج من ايما وهما لم يرغبا بالطبع في ابنه ناضجه تدور حولهما
جلست علي طرف الطاوله تحدق بحزن في السقف المنحدر ..
حدث ذلك منذ خمسه عشر شهرا فقط.. قبل ان يصاب بنوبه قلبيه ولكنه رغم مرضه اصر علي ان تسافر الي باريس ولم يمض شهر تشرين الاول حتي توفاه الله.. وكان عيد الميلاد بالنسبه لها رهيبا وتساءلت عما اذا كانت ايما ستسمح لها بالسفر ..ولكن زوجه ابيها اصرت علي ان تسافر حين اتصلت اورسولا بالمنزل منزل ابيها رد عليها رجل.. لم تفهم اورسولا كيف استطاعت ايما الانتقال الي رجل اخر بهذه السرعه وما ان حانت عطله الفصح حتي اتضح لاورسولا ان لايما اكثر من رجل
تنهدت ثم ردت طعامها الي البراد ..لهذا السبب اصرت ايما علي ان تبقي اورسولا في باريس حتي اجازه الصيف
ولكن مشكله المال بحاجه الي حل..دخلت الي غرفه الجلوس واتصلت من جديد فاذا بها لاتتلقي رد
كانت نزهه ممتعه قضتها في الشوارع المهجوره دلك الاحد كانت تحمل طعامها وعده الرسم وهي اليوم مرتديه تنوره قطنيه زرقاءبارده وتي شيرت قصير مثلث الياقه مخطط بالازرق والابيض اما شعرها فارسلته علي كتفيها حر طليق وكانت نظاره شمسيه ضخمه تكمل مظهرها العفوي العادي ..ستتستمع اليوم بعيدا عن تحرشات الرجال الشريره
سرعان ما امتلات اوراقها بالرسوم..كانت قد استقرت قرب ماء جار علي كتف احد الجسور وبالقرب من هذا المكان مرفا لنادي يخوت فرنسي كانت اليخوت بصواريها الهابطه افقيا فوق سطحها مستكينه وهي جميعها تحمل اعلام مختلف البلدان . نقلت الي اوراقها رجل ضخم الجثه يعبئ غليونه وصوره فتاه تنشر الغسيل علي شريطبلاستيكي رفيع ومر الوقت واصابع اورسولا لاتنفك عن الحركه بعدما انتهت من رسم الوجوه انتقلت الي رسم الجسر الجميلوالزوارق التجاريه ومراكب اللهو الكبيره الخضراء المكتظه بالسواح والمطاعم العائمه ومراكب العمل
كان الناس يغدون ويروحون متوقفين قليلا قربها ليراقبوها وهي ترسم

عندما عادت الي الشقه لم تجد رساله من ايما ربما سافرت لقضاء عطله الاسبوع حاولت اورسولا ابعاد المشكله عن تفكيرهاودخلت الي المطبخ لتحضر عشاء لكن الصباح التالي لم يحمل معه اي رساله شعرت بالراحه لان الفتيات خرجن للعملباكرا فالمكان يعج باغراضها من دورها اليوم في تنظيف الحمام؟نظرت الي اللوحالصغير المعلق فوق الطباخفي كثير من الاحيان لا تتلاقي الفتيات مده اسبوع كامل يمررن ببعضهن كالمراكب في الليل ووسيلتهن الوحيده للاتصال قطعه طبشور............

شقت طريقها بصعوبه مع لوحاتها وحامله اللوحات وقطعه كرتون ضخمه..
استقلت سياره اجره اوصلتها الي اللوفر ما ان رات المتحف حتي نسيت كل شي انها المره الاولي التي تاتي بها الي معرض لوحات لتنسخ احدي لوحات رسام كبير
اختارت نسخ لوحه الحداد للفنان ناين ساعدها احد المساعدين في المعرض علي فرش قطعه قماش ضخمه لحمايه الارض المصقوله ماوال الوقت باكر والمعرض فارغ تقريبا ..
كانت غارقه في عملها تضع معطفا قديما ملطخا بالدهان فوق جينز وقميص تعود اللوحات الي القرن السابع عشر وهي عباره عن دكان حداد يظهر فيها ثلاثه اشخاص هي الحداد وزوجته ووالده
رسمت معالم الحداد وزوجته والوالد العجوز الجالس في الزاويه عملت اورسولا بلا انقطاع غير عائبه بالاشخاص الذين دخلوا المعرض ليراقبوها ترسم لقد اصبحت معتاده علي هذا..
كان والدها يقول انه من الموسف الا تعيش امها لاتري هذا .. لكن اورسولا لم تكن تذكر امها فقد ماتت ولها من العمر اشهر معدودات
اخيرا ارتدت الي الوراء لتقوم بعملها فاذا هو لا بالسئ ولا بالجيد. فزاويه سندان الحداد غير صحيحه وفيما هي غارقه في عملها تناهي اليها وقع اقدام بطيئه..واحد..اثنان ..ثلاثه
حدقت اورسولا بعينان لاتريان شئ..ولكنها ما كانت لو مقابل مليون جنيه ستقبل بالالتفات التقطت فرشاه وخرجه قماش فلاحظات ان يديها ترتجفان
- جميله ..
قالها مره اخري وكان يقف وراءها مباشره . لم تكن الموناليزا امامهما.. تنحنحت اورسولا وقالت دهشه:
اه هذا انت مره اخري
ثم التقطت بعض من الطلاء الذي فرشته علي حماله الالوان...ولكنها زادت كميه الطلاء..كانت تحس بعينيه عليها انهما فعلا زرقاوان راته اليوم مرتديا بذله اخري رائعه وينتعل حذا متينا
ثار فيها العجب ونظرت اليه فالتقت عيونهما .. تسمرت عيناها واحست بمعدتها تتقلص فاضطرت الي اشاحه بصرها بسرعه شاعره بحراره مفاجئه وبانقطاع انفاسها
وكانما استجابه لارتباكها قال بصوت قاطع :
-هل انت طالبه في باريس؟
تابعت مزج الطلاء مع انها لم تكن تريد ذلك:ام انك تعملين هنا اثناء العطله؟
تنشقت عطره الحاد الغامض الحيوي
- انا طالبه فيفي باريس..مضي علي حوالي السنه...اهذا وقت استراحهالغذاء عندك ام انك تجوس الارض طوال النهار بحثا عن فريسه؟
التوت شفتاه بغضب ثم مسح المرح الخطوط القاسيه عن وجهه.. وبدا لهاواثقا من نفسه . كانت حقيبه رقيقه غاليه الثمن تقبع تحت ذراعه..
عبس ببراءه وقال مدمدما بطريقه مغريه:
-عذرا ..ماذا تقصدين ب تجوس
ارتعدت اورسولا يالله ماهذا اللكنه؟
قالت مره اخري بصوت مرتفع قليلا:تطوف تطارد تتعقب
نظر اليها الحارس وابتسم
قال مره اخري بصوت هره مفترسه خطيره:
-اه اجل..انا اجوس لاصطاد انما فقط حين اري مااريده بشده
التقت مره اخري عيونهم وتشابكت ..واحست اورسولا بالذعر والاثاره يختلطان بغضب بارد قارس .قالت وهي تنظر الي الحارس نظره ذات مغزي:
-هلا ذهبت من هنا وتركتني وشاني
لكن الحارس كان يتحدث الي جماعه من السواح..
-لاتغضبي.. تعالي وتناولي الغذاء برفقتي
-اذهب الي الجحيم
فتح يديه سائلا:الجحيم؟
صاحت:لاتبدا بهذا مره اخري.انك تتقن الانكليزيه اتقاني لها
-القهوه اذا
لوحت اورسولا بفرشاه الرسم نحوه فارتد الي الوراء خطوه فوريه
-ابتعد ودعني وشاني.والا طلبت باعتقالك
ابتعد..هكذا بكل بساطه. عادت الي رسمها وهي تشعر فجاءه بخيبه امل ..واحد..اثنان ..ثلاثه.. وقع الخطي نفسه..ثم توقفت..اه لا..لقد جلس علي مقعد من المقاعد الجلديه المعده للزائرين الراغبين في الراحه والتمتع باللوحات بل ينظر اليها.. لاباس.. انكبت علي تلوين ستره الحداد.. ياللازعاج..اللون غير مطابق ابدا ...ومرت عشر دقائق عشرون ثم مسحت ثانيه غلطتها بقطعه قماش .. نصف ساعه..
وضعت فرشاتها ولوحه الالوان من يدها:حسنا
ودنت نحو المقعد :ساتناول القهوه برفقتك شرط ان تتركني وشاني في ما بعد
كان لديه الوقاحه للتفكير في الامر اخيرا حرك جسمه المديد القامه الخطير الرجوله ليقف:
-حسن جدا انسه اورسولا تريمان سنتناول القهوه،وفيما بعد...
قاطعته وعيناها متسعتان دهشه في وجه براق فاتن:
-كيف عرفت اسمي؟
ومض ضوء غريب في عينيه،ثم قادها الي حامل لوحه الرسم
وهناك اشار الي الاسم الذي كتبته بنفسها علي الغطاء المفتوح ،يوم اعطاها والدها تللك العلبه الخشبيه الضخمه التي تضم الطلاء الملون
قال ثانيه ،بصوت منخفض كانما يكلم نفسه :اورسولا...
لا.. لم يلفظ قط احد اسمها بهذه الطريقه..
ذكرته : القهوه فقط
اقفلت غطاء العلبه .عشر دقائق وبعدها تغادر
التقطت حقيبتها ،وتركت كل ما تبقي تحت انظار الحارس اليقظه.كانت عاده تنزع معطف العمل قبل الذهاب لتناول القهوه،ولكن ظهوره مع امراءه غير انيقه سيفيده كتغيير.لقد انباها حدسها بان رجلا مثله لايخرج معه الا الانيقات ..سالت نفسها :فلماذا اذن يزعج نفسه معها؟
كانت قد قررت الجلوس معه في صمت مطبق ..لقد قالت القهوه ولكنها لم تذكر شيئا عن الحديث استدرت الرووس حالما دخلا الي المقهي وكانت النساء يبدين الاعجاب الصريح به..انه فعلا رجل جذاب..جذاب..؟او وسيم؟لا..ليس بالظبط حاولت ان تدرسه بعين هادئه كمحترفه كان قويا واسع الحيله ،رجلا ،ملوه الحيويه
-كيف عرفت يوم السبت انني انكليزيه
-سمعتك تتكلمين مع احد المساعدين في المعرض
كانا قد وصلا امام الطاوله ،فارجع لها كريسا لتجلس واكمل:
-فرنسيتك بجوده فرنسيتي تقريبا
لهجته تدل علي ان ما قاله لم يكن اطراء لاي منهما فصرت اورسولا علي اسنانها فبعد ثمانيه اسابيع في معهد لغات وتسعه اشهر في كليه الفنون بدات تظن ان فرنسيتها اكثر من مقبوله سالت بعدما طلب القهوه:
-اتاتي دائما الي باريس؟
- عده مرات في السنه.. وسابقي هذه المره حتي يوم الجمعه
-اه ومن اين انت؟انا ..لم استطع تمييز اللكنه
-انا ايطالي
بدت الدهشه عليها فسارع يضيف:
-من الشمال..من منطقه كانت جزءا من اراضي النمسا.. العديد منا ما يزال يتحدث الالمانيه..
وكانه تذكر انه لم يقدم لها نفسه فعبس باستياء ثم يده الي جيبه ليخرج بطاقه عمل:
-زاراكوتشي..فيدل زاراكوتشي..
في صوته تلميح ..تلميح ماذا ؟اعتزاز؟استغراب؟ايتوقع منها ان تتعرف الي اسمه؟
هه
وضعت البطاقه من يدها بدون ان تنظر اليها..فيدل زاراكوتشي اسم مناسب له.. وصلت القهوه ،وقدم لها السكر..اخذت القليل بطرف ملعقتها.ما نوع هذا الرجل؟اهو رجل اعمال قاسي وخبيث؟
هذا واضح..لكن ماذا غير هذا؟هل انتبه للهمس الذي اثاره حين دخل المكان؟بدا وكانه لم يحس به،ام ان تصرفه هذا اثبات الي انه يملك الخبره الكافيه في اخفاء مشاعره؟
ظلت اورسولا تحرك القهوه .. حقا ،يجب الاتكون هنا ،فهو ليس من طبقتها ..فكرت في من مر في حياتها من رجال .كانو جميعهم يرتدون الجينز والقمصان انه بعيد جدا عن طبقتها عندما مد يده الي السكر سالها عن دراستها وعما تامل ان تحقق،ووجدت نفسها تبتسم وتتحدث علي سجيتها ،فراح يراقبها عن كثب ثم صب ببط ثلاث معلاق من السكر في فنجان قهوته ...ثلاثا؟
-قلت انك تريدين ان تزيني كتب الاطفال بالرسوم
جرت اورسولا تفكيرها الي الحديث مجددا:
-ماذا ..اه..اجل..انا..في الواقع اجمع ملفا..اننا نقيممعارض في الكليه ولقد بعت بعض الصور فعلا
ارتشف قهوته الساخنه الحلوه:احسدك
بدا وحهه لبرهه غريبا..فقالت تهز نفسها سرا:
-انا لاارغب في شئاخر
ثم سالها عن الصوره التي تنسخها ووجدت نفسها تخبره عنها
-كم ستاخد من وقتك؟
-لا ادري ..لم اقم بنسخ لوحه من قبل
-اذا ستكونين هنا غدا
-ياالهي ..اجل..وفي الاسبوع القادم وربما الشهر القادم
ثم ادركت ما يرمي اليه فخفق قلبها لان هذا الانيق يريد رويتها مجددا
- اذا.. هل تتناولين الغداء برفقتي غدا؟
كانت عيناه هادئتان ولكنها شعرت في لكنته اغواء عندما ترددت ارتفع حاجبه بسخريه ومرح:
-لن اشغل وقتك كله. ساعه واحده ثم اعيدك الي عملك
ضحكت اورسولا ان ماتقوم به جنون فهو يتسلي فقط مابين موعدي عمل
قبلت دعوته بلباقه قائله:
-شكرا لك ..لكنني ساكون مرتديه ملابس العمل
-انا واثق اني سوف احب رائحه..ال..
وخانته الكلمه فاضفت عنه:التربنتين
هز راسه ثم تراقصت عيونهما فجاءه شعرت بانها تعرفه منذ زمن كما شعرت بانها كانت تتنتظر هذه اللحظه بالذات..كان هناك مزيج من التعاطف والاثاره العميقه تحرك اعماقها .فجاءه ارتبكت واشاح هو بوجهه عنها التقط الفتوره وسددها عندما كانا يهما بالنهوض لاحظت انه لم يشرب من قهوته الا نصفها فقال لها:بردت فيما كنت اصغي اليك حين اصبحا في الخارج امسك يدها مصافحا بطريقه رسميه:
الي الغد ادن.. اورسولا
ابتسمت مودعه ثم ارتدت علي عقبيها وتوجهت نحو المعرض وهناك في المعرض اخرجت البطاقه.. فيدل زاراكوتشي...امام الاسم عنوانان احدهما في ميلانو والاخر في روما..اذن لموسسته فرعان لكنها لم تعرف اسم الموسسه لانه لم يدون علي البطاقه
اعادت البطاقه ببط الي جيبها والتقطت فرشاتها مجددا .. اخيرا غرقت في العمل حتي الساعه السادسه
سارعت الي المنزلوهرعت تترتقي الدرج مسروره وعندما دخلت الشقه لم تجد رساله من ايما
خرجت ستيفي من الحمام والمنشفه حول راسها فقالت:
-تبدين مرحه ..اكان يومك جيدا؟ هل تم الرسم علي ما يرام؟
-اه اجل بشكل رائع
وضعت اورسولا الغلايه علي النار وفتشت بجوع ظاهر عن علبه البسكويت ...هل رسمها هو سبب هذا المزاج المرح الخفيف؟
اخذت فنجان كسترد تاكله ..ما اعنيه من هي العاقله التي قدقع في حب رجل لمجرد انه يضع ثلاث معلاق سكر علي قهوته
هذا جنون..وضحكت علي نفسها جنون

2- غدا ساكون وحدي

كان الغداء ناجحا..خاطرت اورسولا وارتدت تنوره قطنيه وبلوزه بيضاء قصيره الاكمام .وقت الفطور بدت الدهشه علي الفتيات ولكن اورسولا قالت ان الجينز يشعرها بالحر،وانها وجدت ان ثوبا طويلا هو الافضل لها حاليا.
لم يمر الصباح بالسرعه السابقه ، وكان ان امضت بعضا من الوقت تنظر الي ساعتها.. واخيرا بلغت الساعه الواحد،فخفق قلبها خاصه عندما سمعت وقع الاقدام المالوفه:
التفتت لتستقبل فيدل زاراكوتشي بابتسامه..ولكنها لم تكن مستعده للتغير المدمر الذي طرا علي مظهره.لقد اختفت البدله الرسميه،والحقيبه الجلديه،وحل محلها سروال بلون الشوفان،مفصل ببراعه ليظهر نحول خصره وقوه ساقيه اما القميص المفتوح الياقه فاحاط بكتفيه العريضتين وبصدره بطريقه عفويه ابرزت قوته.
ضحكت اورسولا:اتتلعب الهوكي
واظطرت الي شرح معني لعبه الهوكي.عندما وصلا الي المطعم قال لها:
- لست مظطره للعمل طوال النهار
خلعت اورسولا اليوم معطف العمل.. فقد علمتها التجربه انه يحب العفويه والمظهر الجميل.
-تبدو سائحا
-هذا صحيح،وساحاول اقناعك بان تطوفي بي في باريس.فانت بدون شك تعرفين المدينه خيرا مني
اتسعت عيناها الخضروان:
-لا استطيع.لقد وعدتني الا تلهيني.. قلت ستعيدني فورا الي العمل.
تنههد، وعيناه حادتان.. يالله ،ما اشد زرقتهما:
- اجل.. وعدتك للاسف . اذن يجب ان احاول اقناعك؟
-لا
اطرق راسه:حسنا جدا
احست بخيبه امل مفاجئه.. فسالها:
- ماذا عن الغد.. اذا؟ الغد يوم الاربعاء،وامامي اعمال كثيره علي انجازها قبل يوم الجمعه.
تذكرت وقد هوي قلبها انه لن يبقي في باريس سوي ثلاث ايام.
قالت: لن تنجز شئ اذا تابعت التنزه
لكنه ابتسم لنفسه ولم يقل شيئا. التقطت اورسولا شوكتها ومررتها فوق قماش الطاوله الابيض . وسرعان ما وصلت المقبلاتفقالت:
-اعتقد انني قادره علي اخذ الاستراحه لمده ساعتين غدا.
برقت عينا فيدل.
-لماذا ليس اليوم كله؟سنذهب الي اي مكان تختارينه.هيا..اورسولا
اشتدت لكنته علي اسمها ، واظطرت لكبح الارتجاف.
-يوم واحد.. هذا كل ماحتاجه. حتي.. استريح من عملي .. امامي برنامج كبير
سالت وهي تضحك ضحكه شيطانيه: اي مكان اختاره؟
-اي مكان
نظرت اليه مفكره..اين يمكن ان يذهب رجل مثله طلبا للاسترخاء؟هل يريد حقا مشاهده المناظر؟الن يكون الغداء في مطعم فاخر مناسل لعادته وطباعه؟
قالت: اعرف مكانا جميلا علي النهر.. وهو بعيد عن هنا.. المناظر هناك جميله.. ولكن عليك التسلق.. وهذا يعني ان علينا حمل طعامنا.
انتظرت ظهور الخيبه علي وجهه، لكنه لم يفعل بل سأل:
-اين هو هذا المكان؟
-الاندليس
-اه
بدا وياللدهشه عارفا بالمكان.
-احسنت الاختيار
ثم عبس وراح يحرك ابهامه علي يدها مداعبا.. ان تابع هذه الحركه سوف تقع الشوكه من يدها..وكرر: الاندليس..الاندليس الصغير؟
هزت راسها، فابتسم ابتسامه فعلت الاعجايب في خطوط وجهه القاسيه:
- لدي احد اصدقائي مركب يرسو هناك.. ربما سنتمكن من تناول طعامنا فوق النهر، سنرسو في مكان ما؟او نسبح؟
اخيرا اعاد اليها يدها..واستخدمت الاخري لتلتقط كأس العصير علها تبلل ريقها الجاف وقالت:ولكنني لست سباحه ماهره.
-اذن سنتناول الطعام فقط.. فأنا لم اخرج في نزهه منذ سنوات.
وهذا ماذكرها انه لايرتدي عاده سروال شوفاني اللون وقميصا عاديا... تساءلت اورسولا للمره الالف عما يريده رجل اعمال كبير من فتاه نكره مثلها؟
عندما اعطته عنوانها، قال انه سيمر بها باكرا في الصباح التالي..ثم استعدا ليتناولا وجبتهما..ادركت فيما كانت متوجهه الي بيتها ذلك المساء انها ماتزال تجهل مكان اقامته . ولكن هل تعرف عنه شيئا ابدا ؟
اهو متزوج؟ .. غير ان اورسولا لم ترغب في التفكير في هذا.في الصباح التالي صعدت الي سيارته ، فحدسها يقول لها ان هذا اليوم سيكون رائعا.

وصدق حدسها . فقد مر اليوم السحري من خلال غيمه ورديه.. كان الاندليس ينعم بحراره الشمس . اوقفا السياره قرب المرفأالصغير،ثم سارا في الشوارع الضيقه..كان فيدل يمسك يدها وهما يتسلقان الطريق الوعر المفضي الي القلعه،ثم وقف قربها ويده تستريح علي كتفها. راحا ينظران الي تعرجات نهر السين الرائعه ،التي تحدها المنحدرات الصخريه والمراعي المنبسطه..كانت مراكب النقل العريضه المنخفضه تجوب النهر صعودا ونزولا.
في طريق العوده الي اسفل اشتري لها باقه من الورد ثم حمل سله الطعام بحذر علي درجات الجسر الضيقه حيث كانت المراكب الصغيره تقف مترنحه تحت وهج الشمس.. قادها بعيدا الي مركب بخاري صغير اخد يتلوي وهو يساعدها علي تسلقه ، واضطرت الي الجلوس بسرعه، فهي لا تحب المراكب.
لم يكن هناك اي نسمه. كان نهر السين املس وثقيلا غامضا، وكانت اشعه الشمس تتناقض مع ظلال قاتمه علي جانبيه ..شق المركب الصغير طريقه في عباب الماء، واسترخت اورسولا .حتي فاجأتهما عباره بضائع ضخمه ارسلت موجات كبيره جرفتهما نحو الضفه.اهتزت مركبهما،فاضطرت الي التمسك باطراف المركب بشده حتي ابيضت عقد اصابعها.
لعن فيدل العباره، ووجه المركب نحو الامواج ،فاحست اورسولا عندها بالراحه. قال لها:سنتجه نحو الجزيره.. اتفقنا؟
جلسا تحت ظل شجره ..كانت الشمس تسلل اليهما من بين الاغصان.بعدما تناولا الطعام جلسا ليتشمسا..خلع فيدل قميصه، وانتزعت اورسولا بخجل فستانها وبقيت بثوب السباحه الذي ارتدته سلفا.كانت تحس بالسعاده، فما اروع ان يكون المرء محاطا بالماء ومعزولا عن الدنيا . تباطأت نبضاتها واصبح خفقان قلبها ثقيلا.. معزوله عن الدنيا مع رجل يبدو .. نظرت اليه.. رجل يبدو بهيج المنظر، رجل يجعل جسمها كله يستجيب بطريق لم تعرف لها مثيلا.. ايمكن ان يقع المرء في حب شخص لانه يضع ثلاث معلاق من السكر في فنجان القهوه؟ استلقت علي بطنها وامسكت بالسائل الواقي من اشعه الشمس طالبه منه بكل جرأه ان يدلك لها ظهرها به.
تردد .. وظل للحظات ساكنا فغاص قلبها.. ثم ذابت عيناه وتناول منها السائل فعادت تستلقي خافقه القلب،مغمضه العينين ، تجبر نفسها علي الاسترخاء.
كان التدليك عذبا فاتنا لها. فسرعان مارتفعت حراره السائل البارد، تحت راحتيه... كان حازما كرجل اعمال ..وقال متمتما:
- ان هذا لمغر و واعد بالسعاده
وكانت كلماته اخر المخدرات التي تحتاجها
استلقت

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 24-08-08, 01:13 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

علي ظهرها ببطءفاخذت عيناه الزرقاوان الثاقبتان تطوفان بطول جسدها الناعم المنحني..
همست بنعومه عندما شاهدت شرارات الخطر تتطاير من عينيه . ومدت يدها تلامس وجهه: فيدل عانقني.
تحركت بقلق بين يديه، تتجاوب مع تصاعد مشاعرها..اه .. هذا لايحصل لها حقا.ز كل هذا حلم.. انها غير مستلقيه تحت الاشجار،بين ذراعي رجل رائع لم تشاهده من قبل ولكنه الرجل الوحيد الذي ترغب فيه.. لم يحدث لها شي كهذا من قبل، او ما يشابهه.. كانت تغرق في الحب.. وتأوهت ثانيه متمسكه بكتفيه العريضتين.
اطلق من مكان غير بعيد مركب ما صفارتين قصيرتين، ولم يكن ذاك الصفير بغيه مقاطعتهما فهما امنين في مكانهما السري هذا علي الجزيره الخضراءالبارده.. لكن فيدل تأوه , ورفع رأسه علي مضض.
متصلب الوجه ، جامد الملامح ثم راحت عيناه تتعقبان وجهها . فرأتا البراءه ، الاثاره والرغبه ... والخوف؟
ابتعد عنها, ومد يده الي سله الطعام يصب لنفسه كوب عصير ..حدقت اورسولا الي ظهره العريض.. ماذا حدث؟ مالخطاء الذي اقترفته؟ هو بكل تاكيد لايعتقد ان ربان المركب شاهدهما؟
اسندت جسمها الي مرفقيها ثم لامست كتفه فوضع الكوب من يده ساكبا بعض العصير علي العشب. قال بصوت لطيف حازم :
-يجب ان نعود .. الوقت متأخر اورسولا.. عندي عشاء عمل..
كانت عيناه طول الوقت مسمرتين علي حانايا قدها الشاب الفتي
-هيا بنا
صرت علي اسنانها وعبست حائره لانها شعرت انها تعرضت للخيانه والنبذ.
رفع لها ذقنها .. وجعلتها ارادته الصلبه السحريه الخطيره تنظر الي عينيه :
لاتغضبي مني جميلتي .. صدقيني.. ليس الوقت مناسبا.
الوقت؟ وهل لديهما وقت اخر؟ غدا الخميس وهو سيغادر باريس في اليوم التالي.
وكأنه قرأ ماتفكر فيه فابتسم، ثم لثم جبهتها .. وقال هامسا في شعرها :
-لدينا وقت العالم كله
لم تقاوم فترنحا وشعرا بالدفء والامتزاج ،والثقه المتبادله بامشاركه.
-اعتقد هذا.
وعاد وجهها الي صدره لا اراديا.. وكانها تود ان تضع الختم علي اتفاق ثمين يدوم مدي الحياه.
وهكذا ظل اليوم ورديا حتي وهما يحزمان كل شئ فوق المركب الصغير. جلست اورسولا في المركب الصغير مغمضه العينين نصف اغماضه بحيث لم تعد تري سوي النور و الظلال والعتمه والحركه،واشعه الشمسالمنتشره فوق البقاع.
كادت الساعه تبلغ السابعه عندما توقفا اخيرا امام شقتها لثم فيدل خدها ، ثم ضحك حين احمر وجهها، وهمس: غدا.
هزت رأسها فاردف انه ات غدا في الثامنه. لدينا وقت العالم كله ..هكذا قال.. انه يحبها.. بالطبع يحبها.
كانت الشقه فارغه، فشعرت بالسرور .ادارت الرديو وغنت مع اغنيه شعبيه.. كان كل شئ حلما تنيره الشمس .. انه افضل ايام حياتها.. وفيما هي تهم بالدخول الي المطبخ شاهدت رساله علي اللوح ، وكاد قلبها يتوقف.
تقول الرساله: ايما في باريس .. اتصلي بها فورا.. وتحت الرساله عنوان فندق انيق ،ورقم غرفه.
ايما هنا .. في باريس .. لماذا؟
ردت ايما بطريقتها المعتاده علي طرف الهاتف الاخر:
-اورسولا.. اين كنت طوال النهار؟ حاولت الاتصال بك
-كنت خارجا .ماذا جري؟حاولت الاتصال بك في لندن
-تعالي الي هنا وساخبرك بما جري.
تنهدت اورسولا:الان؟
-الوقت متاخر.. فلتكن زيارتك غدا في الخامسه بعد الظهر .
واقفلت الخط لكنها كانت مسروره في اليوم التالي.
-ياالهي . تبدين رهيبه.. ماذا دهاك لتاتي بهذا الجينز القذر.. انه عابق برائحه التربنتين.
-جئت مباشره من اللوفر.. كنت ارسم طوال اليوم.
-حسنا..علي هذا كله ان يتوقف
تناولت ايما تريمان سيكاره .. كانتا في شقتها الخاصه، ولم تكن اورسولا تعرف ان لديها المال الكافي لمثل هذا الترف المبالغ.
-ماذا تقصدين بقولك؟اتوقف عن الرسم؟ هذا مستحيل..ساصبح عما قريب رسامه كتب للاطفال.
-كوني ماشئت..انما لن يكون هناك كليه فنون بعد الان كما لن تكونلك باريس ..ما اقوله اورسولا عزيزتي، هو اننا لا نملك المال.
-لا افهمك
-ولا يدهشني هذا..اليست صدمه؟
سحبت زوجه ابيها نفسا عميقا من سيكارتها،فاتجهت عينا اورسولا الي فاخمه هذا الجناح.لاحظت ايما الي اين تتجه افكار اورسولا ، فانفجرت شفتاها الحمراوان عن ضحكه قاسيه:
-لا تظني ان لهذا كله علاقه بي.. اني اقيم هنا مع صديقه قديمه، وهي تدفع النفقات كلها. نحن نقوم بجوله في اوربا.. انها امراءه ثريه.. الم احدثك قط عن كلير كاندليف؟
وقفت بقلق تطفئ السيكاره:
-الان جاء دوري ..اعتقد والداك اني بلهاء، اورسولا. لكنني لن انخدع مرتين.
ردت اورسولا:لا تتحدثي عن ابي بهذه الطريقه؟
اصبحت عينا ايما شريرتين:
-اه يالك من متعجرفه .. اذن حان الوقت لتكتشفي وضع دادي العزيز الثمين.. كان عظيما.. اليس كذلك؟ مثال الرجل الرائع. ولكن هل عرفت ان موسسه الهندسه التي كان يمتلكها كانت تخسر منذ عشر سنوات؟
اتسعت عينا اورسولا دهشه: لا ...
-بلي ..والمنزل الكبير في سواري مرهون .. كان غارقا في الديون حتي هنا
واشارت بيدها الي انفها, فشهقت اورسولا:لا اصدقك..
هزت ايما كتفيها:
-ولماذا تصدقين ؟انا نفسي لم اصدق.صديقيني اه.كانت المظاهر المحدقه به خداعه، ابنه تدرس دراسه خاصه وفي كليه الفنون في باريس وسيارات فخمه وعطلات،ولكنه كان فاشلا عاظيما في عالم التجاره. ان اصبعي هذه تملك عقلا اكبر من عقله.
تقدمت اورسولا من زوجه ابيها، تحدق اليها بغضب:
-توقفي عن هذا كانت السيارات والعطلات لان هذا ما كنت تريدينه انت .. لم يكن الامر هكذا من قبل. كم شركه تحطمت في السنوات الاخيره بسبب الركود الاقتصادي.
تابعت ايما ما تريد قوله ،وليس علي خطوط وجها القاسيه المتحجره اثر للشفقه وقالت بلوم:وبعت البيت والسيارتين ..
-لا يمكنك ذلك
-بلي.. يمكنني.. لقد ذهب كل شئ..وليس ما فيها ما كان يمكن ان يفيدنا ..وقد تمكنت بما بعته من شراء شقه.
لا.. بيتها.. المكان الذي ترعرت فيه.. لم يختف،هكذا بلمحه بصر؟ماذا عن اثاثها المفضل ؟اه ..بل ماذا عن لوحات امها؟ شالت مشدوهه اين؟
-انها شقه في ايسلنغتون لك فيها غرفه.لا تقولي انني لم اقم بواجبي . قرأت الوصيه بامعان كما تعرفين . وقد نصت انه سيوول الي كل شئ مادمت اومن لك مسكنا. هه وياله من مسكن وياله من ميراث
شحب وجه اورسولا :وماذا عن اغراضي الخاصه
-انها اغراضي انا بعت جميع التحف التي لا احتاج اليها وما تبقي رميته في صفيحه الزباله.
كادت اورسولا تتتحب:واللوحات؟
-جاء سمسار اشتراها كلها بثمانين جنيها لانها لوحات عديمه القيمه.
وقفت اورسولا مصدومه .. لقد ولي اخر رباط هش لها مع امها التي لم تعرفها قط .لم تكن اللوحات بذات قيمه ماديه لانها ليست سوي تجارب فنانه مبتدئه .. واستدارت وعينها مغروقتان بالدموع. ولكنها قالت في ثبات :
-لن اعود الي لندن .لقد بنيت صداقات هنا واذا لم استطع تحمل نفقات الكليه سعيت الي العمل.
-بصراحه اورسولا لايهمني الي اين تذهبين .. فلو عدت الي لندن لاضررت الي مشاركه برودي الشقه . اتذكرينه؟ تعرفت اليه عندما جئت الي لندن في الميلاد الماضي ؟انه لذبذ لكنه مفلس.وانت لست من الطراز الذي يعجبه علي اي حال.ولكن بما انني لن اكون موجوده طوال الصيف فقد يفيدك قليلا.. حان وقت النضوج اورسولا.. وقت التعرف الي هذا العالم القاسي الذي عليك مقاتلته لتعيشي.
احتاجت اورسولا الي ما لديها من تصميم وعزم لئلا تستجيب لهذا الهجوم القذر..
-ماذا عن اغراضي الاخري..؟ملابسي كتبي وروسماتي؟
ارتدت ايما عنها بلا اكتراث.
-نقل برودي كومه كبيره من اشياء عديمه القيمه من غرفتك وحملها الي الشقه . قلت له انه طيب القلب. ربما لو نظفت نفسك قليلا ...
-اسمعي قلت انني كنت ارسم طوال اليوم
-اجل ..حسنا عودي الي حيث تريدين . احتاج الي الراحه قبل الخروج هذا المساء. ستعود كلير بعد دقائق ،ولا اظنها ترضي ان تعبق رائحه الغرفه بالطلاء
-صحيح ..لاتقلقي.. انا ذاهبه.
لقد حان الوقت فعلا . واحست اورسولا بالحرمان .. كانت ايما كل ما لديها من عائله.
التقطت زوجه ابيها مجله وقعدت علي كرسي قرب النافذه المفتوحه..
-علي فكره .. سنبقي هنا حتي نهايه الاسبوع .. اعلميني بقرارك فان قررت العوده الي لندن فعلي ان احذر برودي المسكين.
عادت اورسولا الي الشقه سيرا.. تحس بالدوار لقد فقدت كل شئ والده منزلها واغراضها الحميمه والانكي من هذا كله انها خسرت اللوحات التي كانت صله الوصل الوحيدة مع أمها.
كانت الشقه تعج بالناس فشعرت اورسولا بانها بحاجه الي مكان هادئ..الحمام في فوضي ،ولكنها استحمت وغسلت شعرها، بحركات بطيئه اليه. تحاول ان تشعر بالحماسه استعدادا لهذه الليله التي ستكون ليلتها الاخيره مع فيدل .
رن جرس الهاتف وكان المتكلم فيدل الذي قال انه سيتاخر بسبب اجتماع ثم سالها ان كان من الممكن ارسال سياره تقلها اليه في الثامنه؟
ابتسمت لنفسها بقلق:طبعا
-هل انت بخير اورسولا؟
-نعم بخير..لكن الشقه تعج بالساهرين.
ويبدو انه رد سبب حزنها الي حيائها ولكن ماذا يهمه حقا؟ ان علاقتهما مجرد لعبه بالنسبه له فسرعان ما سيبتعد عنها.
ارتدت فستانها وتبرجت وعندما دقت الساعه تعلن انها تمام الثامنه نظرت الي صورتها في المراءه فاعترفت: ليس مظهري سيئا. كان الفستان الناعم المنسدل يبرز لون بشرتها التي لوحتها الشمس، ويحاكي لون عينها الاخضر. ثم ادركت انها لا تريد صعود السائق الي هنا. فهي ترفض ان تظن الفتيات.. تظن ماذا؟ انها وجدت لنفسها راعيا عجوزا ثريا ؟ امسكت حقيبتها وهرعت الي الاسفل وكان من حسن حظها ان التقت بالسائق وهو صاعد الي الشقه ، كان قصيرا، مستديرا.
السياره علي مايبدوا ملكا للموسسه التي يعمل فيها فيدل ، فهي ليموزين. ركبت السياره التي راحت تجتاز الشوارع الفرعيه المهجوره ثم وصلت الي شارع تكتظ فيه البنايات الشاهقه ولكن لم تلبث ان توقفت السياره في شارع جانبي ضيق امام مبني جبار. ترجلت من السياره فأسرع السائق يفتح بابا ضخما محفورا، وادخلها بسرعه الي ردهه صغيره مكسوه الجدران بالخشب المصقول.
قال السائق باللغه الانكليزيه:
-مسيو زاراكوتشي فوق.
وجدت اورسولا نفسها تصعد الي فوق بسرعه صامته..ماهذا المكان بحق الله؟
مانفتح باب المصعد حتي كان فيدل في انتظارها، كان شعره مبللا وكأنه اسرع لتوه من الحمام.أمسك يدها يلثمها في حنان . امسكت اورسولا انفاسها ، فلم يسبق ان لثم يدها احد
- اورسولا.. حبيبتي.. انا اسف علي كل هذا..لقد امضيت نهاري كله في روان ان تلك الاجتماعات لا تنتهي ابدا..ادخلي..لنتناول المثلجات.
اقتادها من ردهه الاستقبال الانيقه الي مكان مذهل هو افضل ما يمكن ان يسمي غرفه جلوس . وكانت علي مستويين ..جزء منها للجلوس وهو مكسو بسجاد ابيض. ثم هناك درجتان منخفضتان تفضيان الي مائده طعام زجاجيه دائريه . رأت نباتات خضراء في كل مكان وهي بلونها الاخضر تتناقض مع المقاعد الجلديه البيضاءومع طاوله القهوه الزجاجيه والكروم .. انه مكان انيق ولكن طابعه رجولي والمميز فيه نسخه من لوحه لموندريان معلقه فوق المدفأه.. لكن ما كان اجمل من هذا كله الابواب الزجاجيه التي تصل الارض بالسقف . اقتادها فيدل الي الخارج ، حيث تقبع حديقه ومسبح صغير
-لا اصدق هذا ..انه جميل
بدا راضيا ودهشا من حماستها واكملت تسأل:
-اهي شقه تابعه للشركه؟
هز راسه ايجابا .. ثم تركها لحظات ليعود وبيده كوبين من العصير. وبدا انه لايريد ان يتحدث عما هو ممل كحديث الشقه.
وقف معها قرب حاجز الشرفه ينظر الي سطوح الابنيه المحيطه والي النهر المتعرج من بعيد:
-فكرت في الخروج للعشاء في مكان مميز.
شاهدت من مكانها برج ايفل الذي يلفه الضباب من حراره و رطوبه النهار،ودخان السيارات ..لمس ذراعها العاريه باصابع خفيفه.. ثم همس وانفاسه دافئه في شعرها واذنها:
-اشتقت اليك..تمنيت طوال النهار لو كان اليوم كيوم امس.. لم ارغب في البقاء بين جدران غرفه الاجتماعات . بل اردت ان اكون معك.
اغمضت اورسولا عينيها واستندت الي جسده الصلب وكتمت انفاسها .
-جميله..جميله .. اتشعرين بما اشعر اورسولا؟ قولي لي ان هذا ليس من وحي الخيال.
اه.. كيف .. كيف ستعيش بعد ان يرحل غدا؟ تصاعدت مشاعرها ولكنها حاولت كبحها وفشلت في ذلك.
امسك رأسها بين يديه، وراحت اصابعه تلامس وجهها فقد لاحظ تساقط اولي قطرات دموعها.
-اورسولا.. صغيرتي.. ما بالك؟ لم استياوك؟
انسلت من بين يديه غاضبه من نفسها بسبب ظهورها بمظهر الطفله الساذجه امامه وهو المعتاد علي النساء الخبيرات مثله وقالت:
-تستخدم الفاظا المانيه كثيرا.
-صحيح ؟ نحن نتكلم في الوطن اللغه الالمانيه والايطاليه ولكنك فعلا كئيبه.
واحتواها بين ذراعيه ، فاهتزت كتفاها بنحيب صامت:
-..اخبيريني
-لا استطيع
-بل تستطيعين.
قادها الي اريكه هي عباره عن ارجوحه تظللها ستاره ملونه وجلسا يتأرجحان بلطف.
اخبرته بكل شئ. اخبرته عن المنزل الذي بيع وعن مسأله التوقف عن كليه الفنون ثم اخبرته بصوت كسير عن لوحات امها التي لن تراها ثانيه.عندما كانت تتحدث راحت يده تلمس شعرها اما انفاسه فكانت عميقه ، بطيئه،وكأنه يفرض الهدوء علي نفسه.. تركها تبكي قدر ما تشاء.ولكنها لم تستطع ان تقول له ان نصف دموعها المنهمره كانت بسببه لانها بعد غد ستكون وحيده..
دقت اجراس الكنائس حولهما. دقت تسع دقات.. ثم استمرت ربع ساعه ونصف ساعه .. واخيرا ساد الهدوء .. وارادت اورسولا ان تمتد هذه اللحظات الي الابد .. لكن فيدل اخبرا ، تحرك الي جانبها ، فاستوت جالسه ، ترجع خصلات شعرها الاشقر الي الوراء وهي لاتعرف ماذا تقول.
مرر اصبعه بخفه علي وجهها: امازلت راغبه في الخروج؟
يالله .. العشاء.. انه بدون شك يتضور جوعا.. ولكنها لم تكن قادره علي مواجهه مطعم انيق قالت تنظر الي منديلها:
- افضل البقاء هنا.
تسللت اصابعه الي ذقنها، يرفع وجهها. عكست العينان الخضروان المتعبتان صوره المها فتجهم وجهه ثم لان:
-ربما هذا قرار غير حكيم ياصغيرتي.
فجأه احست انها لاتريد ان تكون حكيمه، فقالت:
-لا استطيع مواجهه الناس
ولم تكن تعرف ماذا كان يفعل الانكسار في صوتها به.
نبض عرق في خده، ورفعت يدها تهدئه ..فابتسم .. اه.. يالها من ابتسامه.. ثم همس: ساتصل بالمطعم لالغي الحجز.



3-ابقي معي
تلالات المدينه الرماديه الناعمه بالانوار . تقدمت اورسولا الي حاجز الشرفه وهي تسمع فرنسيه فيدل الرائعه وهو يتحدث علي الهاتف.انه رجل كامل حقا،وهو بدون شك يملك مركزا هاما في الشركه والا لما سمح له باستخدام هذه الشقه..
سالها عندما عاد الي الشرفه ووقف قربها:
- اتستطيعين تناول الطعام الان؟ ولكنه سيكون طعاما خفيفا . بيضا مقليا؟
هزت رأسها ايجابا بيد انها لم تستطع الجلوس في الخارج بعيده عنه . دقت الساعه العاشره.ساعتان قصيرتان تفصلانها عن يوم الجمعه..
وهكذا اعد الطعام مما هو موجود في البراد .. وامتلات طاوله الطعام بالسلطه والجبن والفاكهه والبيض المقلي السميك. تناولا الطعام بهدوء.
سألها وهو يقطع خوخه:
-امن الضروري ان تذهبي الي كليه الفنون؟
-لا اريد ذلك من اجل الوظيفه بل من اجل تنميه موهبتي .. والرد اجل قطعا ولكنني استطيع الدراسه بشكل جزئي وسيكون ذلك سببا في اطاله الدراسه ليس الا.
-ومن الضروري البقاء في باريس؟هل هناك استاذ معين ،ربما؟
ابتسمت اورسولا له, وبشرتها الناعمه التي لوحتها الشمس تكاد ان تكون شفافه امام نور مصباح الطاوله ..وقالت:
ان الحياه في باريس تكلف كثيرا، ومن الافضل ان ادرس في لندن.
-ولكنك لا ترغبين في العوده الي شقه زوجه ابيك؟
-اه
ساد صمت متوتر . ثم لم يلبث فيدل تناول القهوه علي الشرفه. وفي هذه المره ،لم يضع سوي ملعقه سكر واحده في فنجانه..غريب.
كان الظلام في الخارج قد اسدل ستارته السودا الحالكه التي لن تدوم سوي ساعات قصيره في مثل هذا الوقت من السنه ..كانت انوار المدينه تحتهما تتلالا وكانها سجاده من الاضواء. وقفا يحتسيان القهوه بصمت يراقبان المنظر ..ثم جلسا علي الارجوحه المزدوجه المقعد .اخذ يتلاعب بأنملها بلطف.ويرفعها الي شفتيه.
اغمضت اورسولا عينهيا ،تحس بالم داخلي.. ارادت ان يعانقها بشكل ملائم .. انها بحاجه يائسه الي حبه.فبيس امامهما سوي ساعات قليلات .لم يقل شيئا عن رويتها ثانيه.. في الواقع بدا وكأنه يختفي داخل نفسه .. هل ندم علي اصطحابها الي هنا؟هل وجد انه لايرغب في التورط؟ تأرجحت بهما الارجوحه بلطف متزامنه مع دقات الحياه النابضه في اعماقها.. بدأت الساعات حولهما تعلن عن منتصف الليل ،فحبست اورسولا انفاسها . لقد بدأ يوم الجمعه.
قال فيدل بهدوء :
-عشت يوما كئيبا ضاغطا وانت بدون شك متعبه .. يجب ان اعيدك الي منزلك.
لم ترد ولكنها ادارت راسها تنظر اليه .بعينين متسائلتين.
-اورسولا .. صغيرتي..لا تنظري الي هكذا..انا احاول..
ارتفعت يده تلامس خدها..فهمست:
-لا اريد الذهاب
-ولا اريد انا ايضا ان تذهبي
-حسن.. اذا؟
-نحن بحاجه الي الكلام .. لم نناقش شيئا حتي الان كما انك لا تعرفين شيئا عني.
سألت بصوت ضعيف:هل انت متزوج؟
بدأ و كأن السوأل ادهشه وسلاه في ان واحد
-لا .. اورسولا ..لا ..لست متزوجا.. اليس الامر عجيبا؟ ..
اجل ..فكيف استطاع الهرب من حبال العديدات ..فجأه غني قلبها فرحا
اردف يقول : لكن .. انظري الي .. كم عمرك ؟واحد وعشرين ؟اثنان وعشرون؟
همست تنظر اليه بسرعه:
-تسعه عشر
شاهدته يغمض عينيه رعبا فأردفت:لكنني سابلغ العشرين بعد اسابيع
-اه
فتح عينيه ثانيه، وعلي شفتيه طيف ابتسامه .
-وهل لهذا فرق؟
انه يضحك منها، واحست بالارتباك .. بدأت الساعات تعلنانها الثانيه عشره وربع ،انها فعلا ساعات غير متزامنه .. فهي تريد من كل ساعات العالم ان تتوقف .. تريد ان تبقي هنا ، في هذه الحديقه مع فيدل الي الابد .. احني رأسه يعانقها ، وتمتم علي شعرها:
- انا في الثالثه و الثلاثين .. الفرق بيننا كبير.
- اتقول اني صغيره؟
لا بل انا اكبر منك بكثير
مررت يدها علي صدره ، فشعرت بقلبه يخفق محاكيا قلبها .. شعرت بالصدمه لانه متأثر عاطفيا ..وهذا ما عطاها الشجاعه لتقول ، بشئ من الاغراء:
- علي ان احكم ان كنت كبيرا ام لا ، في الواقع لا اظنك كبيرا ابدا..
امسك يدها ورفعها الي فمه :الا تظنين هذا؟ حقا؟
ثم احتوتها ذراعاه وتمتمت شفتاه بلطف وهما متعانقان:
-لقد اردتك كثيرا .. اورسولا ..لكنني الان .. الان..
وتلفظ بكلمات المانيه لم تستطع فهما ،ثم ابعدها قليلا عنه ، متنهد تنهيده عميقه ،سألها وهو يمسد شعرها:
-اتريدين البقاء هنا؟
همست تخفي وجهها في كتفه: اجل ارجوك
-اتعرفين ماذا سيحدث ان بقيت هنا؟
هزت رأسها ايجابا.
قوليها لي.
-اجل فيدل .. انا واثقه انني اريد قضاء الليل معك.
ضمها بشغف اليه ثم راح يعانقها ويعانقها بجوع وهيام ولكنه لم يلبث ان تراجع عنها قائلا :
لا ,يجب الا يحدث ذلك.
ثم ابتعد عنها قائلا:اورسولا نامي هنا الليله ولكن لاتتوقعي مني شيئا فانا لااستطيع القضاء علي طهارتك.
وحملها بين ذراعيه الي الداخل.
-لماذا؟ اتخشي ان اطلب منك بعد ذلك الزواج؟ نحن في القرن العشرين وانا راشده.
-ماذا تقصدين؟
لااريد ان تظن انني اتوقع ..
-تتوقعين مني ان اطلب منك الزواج؟
-اجل .. اتري .. لست بحاجه الي هذا حتي وان حدث بيننا شئ.
-بل هناك حاجه ملحه لانني اريد فعلا الزواج بك ورغبتي هذه بدأت منذ الاسبوع الماضي.انت اجمل من الموناليزا .. هل تحبينني؟
شهقت, واطرقت الرأس مغروقه العينين بالدموع فضمها اليه.
-وهل الزواج بي سئ الي هذا الحد؟
-سخيف
-اذن .. ابتسمي لي .. هذا يكفي .. نامي الان وغدا لكل حادث حديث.

استيقظت في الصباح التالي تنظر الي ما حولها بدهشه ولكنها لم تلبث ان تذكرت ما حدث البارحه . نهضت من الفراش واسرعت ترتدي ملابسها ،ثم توجهت الي غرفه الطعام فوجدت فيدل قد اكل حصته. جلست الي المائده تتناول الطعام ثم لما انهت وجبتها قصدت غرفه الجلوس وهناك لفتت انتباهها من جديد اللوحه . انها فعلا تحب فن موندرايان .. وهذه فعلا نسخه رائعه .. ولكن عندما اقتربت منها ادركت مجفله ان اللوحه اصليه لا ولكنها اصليه دخل فيدل الي الغرفه ،فراها مهتمه باللوحه .
قالت له بعينين متعبتين عجبا: انها اصليه.
ضحك: انها احدي نقاط ضعفي.
-ولكنها تساوي..
رد بهدوء جاد وراح يراقبها مفكرا:اعتقد هذا
سحبت نفسا عميقا.
-اخبرني بالظبط لمن تعمل؟ وماهو نوع الشركه التي يمكنه شراء ديكور فاخر كهذا؟ ماهو هذا المكان بالظبط؟ من انت فيدل؟
-انا .. مصرفي
-اه. تعني انك تعمل بالمال ، هذا يفسر الكثير.
-انا اعمل جاهدا.
-اجل
-جاهدا الي درجه اضطراري الي مغادره باريس بعد الظهر ..ولا سبيل للهرب من السفر حبيبتي.
نظرت اليه من بين اهدابها:اعرف.
مد يده الي جيب سترته واخرج ورقه:- يجب ان اكون في بروكسل .. هذا رقم هاتفي هناك ،ثم هذا رقمي في لندن.
-وهذا رقم روما علي ما اظن.
-صحيح.
دنا منها يضمها مجددا ،واصابعه تعبث بشعرها، ثم همس:
-احبك .. واتمني لك يوما رائعا.
دفنت راسها في قميصه الازرق وردت هامسه ايضا: وهذا ماتمناه لك ايضا.
ابعدها عنه بحزم:
- سأتصل بك يوميا. سأغيب اسبوعا او عشره ايام بعد ذلك سنكون معا..
ثم، وكأنه تذكر شيئا ، فأخرج محفظته : سأترك لك بعض المال.
ارتدت الي الوراء ،وقد راعتها الفكره:لا.
-لكنك قلت ان ايما حبست عنك المال .. ستحتاجين الي المال حبيبتي.
-لا..لا.. انا بخير ..علي ما يرام .. حقا لدي بعض المدخرات ، والشقه مدفوع ايجارها عده اسابيع اخري.
قرر فيدل الا يلح عليها. ثم فجأه قرع جرس الباب وكانت السياره قد زصلت لتقله الي مكان الاجتماع في روان . عانقها بسرعه،ثم تمتم شيئا بالالمانيه..
احست بالخجل وهي ترتدي ثوب السهره في التاسعه صابحا. خاصه وانه السائق نفسه الذي اقلها ليله امس . ولكن وجهه لم يتحرك وهما يخطوان من المصعد في الطابق الارضي ، وقال فيدل بالفرنسيه :
- اود ان اقدم لك السيده زاراكوتشي العتيده.
ارتجفت يد اورسولا ، وتلقت التهنئه من السائق .. وظل فيدل ينظر اليها بفخر .في تلك اللحظات احست انها قريبه منه ولم تكن قادره علي الانتظار لتخبر العالم كله.
ضحكت ايما تريمان بصوت حاقد:
-تتزوجين ؟ انت؟ هذا امر مفاجئ عزيزيتي اورسولا ..؟
-اعتقد هذا
مضي عليهايومان قبل ان تجمع مالديها من شجاعه لتعود الي الفندق.
-منذ متي تعرفينه؟
- منذ وقت غير بعيد.
- اتظنينه ينوي الخير ؟
تحجر وجه اورسولا: ماذا تعنين بكلامك؟
-ايخال نفسه قد وجد وريثه غنيه ،ارسلها دادي الي كليه الفنون في باريس ، لتستمتع قليلا ...؟
كانت اورسولا ترسم طول اليوم في اللوفر وهاهي ماتزال بالجينز نفسه فقالت: اابدو كوريثه؟
سحبت ايما نفسا عميقا من سيكارتها،وجلست في مقعد .. ثم قالت اورسولا:
-ظننتك ستكونين راضيه.. اقصد انكبذلك تتحررين من مسوليتك تجاهي.

-حسنا .. قررت ان يكون لي ركود اقتصادي خاص ..لقد بعت كل شئ بعت الشركه او ما تبقي منها
-انا غير مسووله عنك سوءتزوجت ام بقيت عزباء.الم اوضح ذلك؟
-اوضحته كل الوضوح.
-جيد.. ولكن هذا لايعني انني سأدعك تتزوجينمن شخصك لا يناسبك ابدا . من هو هذا الشاب؟ ماسمه ؟ ما عمله؟ ومن اين هو ؟
-انه ايطالي.
-يالهي . لاتقولي انه عامل ماقهي ايطالي وضيع .. العالم يعج بهم .
لا ، ليس عامل مقهي .. مع العلم انني لا اكترث وان كان كذلك.
ان سحر فيدل لايكمن في مركزه او غناه بل في جرأته وثقته بنفسه وغروره الرجولي الذي يدفعه الي النجاح .. وتابعت في سرعه:
انه رجل اعمال . اسمه فيدل
برقت عينا ايما بخبث ، وكأنها تقوم الموقف من وجهه نظرها . وسألت بصوت ملوه السخريه : فيدل ماذا؟
لماذا التردد
-فيدل زاراكوتشي.
جمد وجهه ايما : زاراكوتشي . اهو من عائله زاراكوتشي؟
ابتلعت ريقا :لا ادري
-ماذا تعنينب لا ادري؟
توجهت ايما الي النافذه،ثم عادت وعلي وجهها العداء، الحقد والذهول والتردد:
-اذا كنت ستتزوجين به فأنت تعرفين.
-اعرف انه يعمل في مصرف ...
قاطعتها زوجه ابيها:
-لا اصدق .. ها انا ذا افتش اوروبا كلها عمن يوفر لي وجبه في مطعم فخم .. وها هو احدهم يهبط في حجرك انت .. لاتقولي لي انك لم تسمعي بعائله زاراكوتشي . انها عائله من اقوي عائلات فيينا في عالم المصارف في اوروبا .كانت كلير صديقتي تتحدث عنهم منذ ايام فهي تملك اسهما في شركه ملاحه في روان ترغب ببناء حوض ضخم لبناء السفن. انه مشروع يحتاج الي ملايين لاحصر لها ، وطلبو من عائله زاركوتشي التمويل. ولقد نشرت الصحف كلها الخبر. الم تقرئيه؟ هناك صوره ايضا ..
تمتمت اورسولا : لا لم اقرأه بل انا لا اقراء الصحف . كان فيدل في روان الاسبوع الماضي
بدأت ايما تضحك بهستيريا وقالت:
-انها مزحه ..لا شك انه شخص يحاول التغرير بك .. يظنك تملكين مالا او يحاول معاشرتك .. اين هو الان ؟ اريد رويته .. اريده ان يعرف انه لن يتزوج ابنه زوجي بهذه السهوله . ثمه شروط محدده.
انها تفكر في مال تجنيه من الامر، ولم تستطع اورسولا ان تصدق .
-لقد تجاوزت الثامنه عشر وهذا يعني انني لا احتاج الي موافقتك.
-ثمه اعتبارت اخري .. قد اخبره عن افلاس والدك وعن اعالتي لك قائله اني انفقت كل ماملكه عليك ..ثم ها انت تكبرين وتنبذينني .. لا اضن ان عائله زاراكوتشي يحبون هذا النوع من الفضائح.
شهقت اورسولا :لن تجروي
-بدأت تقلقين وتخافين ان تخسري تأثيرك فيه ؟
عادت الي الطاوله حيث تركت سيكارتها تشتعل:
-حسن جدا .. ربما انت محقه .. ربما سأنتظر حتي تتزوجي بسلام .. ولكنني سأمهلك سنه واحده فقط .. انت حمقاء اذا ظننت ان فتاه لا شأن لها مثلك قد تسعد اي رجل .
التوي فمها بسخريه حاقده ،ثم اردفت :
-لكن الله وحده يعرف سبب رغبته في الزواج بك .. هل انت حامل منه ؟ ولكن هذا لايشكل فرقا .. فبامكانه بسهوله ان يدبر لك ..
صاحت اورسولا :لست حاملا
لم تظهر الدهشه علي ايما التي طالما اوضحت انها تعتبر اورسولا غبيه وغير جذابه . سألت فجأه :
-كم عمر فيدل زاراكوتشي هذا ؟انه كبير بالنسبه لك؟ولكن يبدو ان لديه شغفا بالفتيات الصغيرات؟
وكان هذا اكثر من ان تطيقه اعصاب اورسولا التي التقطت حقيبتها وهرعت الي الخارج بسرعه.
عادت الي شقتها سيرا ، غاضبه من ايما لحظه، مرتبكه ومششوشه اخري. اخيرا دخلت الي الشقه .. ربما ليس فيدل هو الشخص نفسه اين هو دليل الهاتف ؟ وجدته تحت المقعد ،وفتشت صفحاته ز .. فيينا .. هاهو زاركوتشي .. فيينا .. انه الاسم نفسه.
تنهدت تنهيده عميقه وقعدت علي وساده فوق الارض والشك يسكن قلبها ..اذن هو بالفعل فيدل زاراكوتشي ..فجأه شعرت بالعجز .. فان كان لايمكنها حتي التفكير بكلمه مليونير فاكتفت بكلمه ثري فلماذا يزعج نفسه بها ؟
اتراه يريد الزواج لسبب اخر .. ففي هذا الرجل ماهو خطير . حين كانا معا احست انه رجل متكبر ، وعدواني ، مسيطر ومميز . فكيف تحب شخصا ، وتريد الزواج به ثم في الوقت نفسه تخافه وتحار بأمره ؟
هل ينذرها حدسها ثانيه او ما تشعر به هة التوتر الذي يسبق الزواج عاده .

4- اليوم الذهبي


غاب فيدل اسبوعين كان المناخ خلالهما قد تغير قليلا فتلبد الجو بالغيوم . قضت ايامها في حيره واضطراب اما ليلها فقضته ساهره تحاول معرفه ما اذا كان ما جري حلما . هل طلب رجل كفيدل يدها ؟ايريد حقا الزواج بها؟
اغمضت عينها بشده وتقلبت فوق الوسائد .. ارادت ان تحضنه بقوه . ارادت ان تحس به بين ذراعيها .. ارادت ان تحس بقوته تسيطر عليها وان تحس به يقمع نفسه بقوه ارادته .
كان يتصل معظم الايام . في المره الاولي اتصل من بروكسل ثم من لندن ،وفي الاسبوع التالي اتصل من روما وكان الوقت منتصف الليل تقريبا وقد استطاعت اورسولا سماع صوت موسيقي اتيه من مكان قريب . شعرت انه لايتصل من فندقه .
سألها بهدوء : انت في الفراش ؟
-لا.
لم تستطع ان تقول انها لم تتمكن من النوم قبل ان يتصل .. وقالت:كيف حالك؟
-اشتقت اليك.
كان صوته منخفضا مثيرا منكسرا .. ثم تكلم معه شخص ما ، وكان رده جمله طويله باللغه الايطاليه . فسألته وهي تحاول الا تظهر تطفلها ،فالصوت لانثي:
-اتقيم عند اصدقاء؟
-اتعشي مع اصدقاء .. ولم الحظ الوقت .. كنت انوي ان اتصل بك من شقتي .
ايعني هذا انه لن يعود الليله الي شقته ؟
-امازلت معي اورسولا ؟
-اجل.
-أبك شئ؟
-انا .. متعبه ، هذا كل شئ.
ثم بدا غاضبا من نفسه , وشرح لها انه مسافر الي فيينا في اليوم التالي ثم قال انه لن يتمكن من العوده الي باريس حتي مساء الثلاثاء.
حتي ذلك الوقت الطويل ؟ ثم انخفض صوته متمتما بدعوه حميمه :
-هل ستطهين عشائي؟
نضحت راحتا اورسولا عرقا واخد نبض كليل مخدر يضرب ضرباته المألوفهفي عروقها .
يوم الثلاثاء .. انه بعيد ،بعيد . ودعته متمنيه له ليله سعيده . احتبت اورسولا فوق الاريكه ،منهكه ، تحس تقلصا غريبا في معدتها ..لماذا لم يقل لها من تكون المرأه؟
ثم ، غمرها نوع اخر من القلق وهي تتامل ذلك التغيير الهائل الذي جري في حياتها في الاسابيع القليله الماضيه .. الان هي .. اورسولا التي تنتقد دائما صديقاتها وحياتهن العاطفيه . هل اصبحت ، صدقا ،مختلفه كثيرا ؟
اتصل بها من المطار ليقول لها انه عاد الي باريس ، وان السياره ستصل لتقلها بعد السابعه .. بدا لها علي عجله من امره . صوته ملكا لغريب الذي في داخله والذي لم تلتق به حتي الان . اهي مفرطه الاحساس اكثر من الللازم ؟ ام انه بدأ يغير رأيه ؟
زجرت اورسولا نفسها وكانت تبتسم ابتسامه مشرقه عندما انفتحتابواب المصعد ودخلت الي الشقه.
لكنه لم يكن في الردهه بانتظارها .. بل كان هناك شخص اخر .. شاب في مثل سنها ، يرتدي بذله انيقه ويتحدث هاتفيا باللغه الفرنسيه . التفت ما ان خطت اورسولا الي الردهه ، وابتسم لها ابتسامه سريعه.
لكنه في الواقع كان يصغي الي من يتكلم معه،هز رأسه ، قال اجل ، اجل ، ثم رد مجددا ، وكان غاضبا ، مصرا .. في صوته اكثر من لمسه سلطه .. ثم تكلم عن ستوكهولم وعن بعض الاسهم ... فرفرفت اورسولا عينيها ثم سارت الي غرفه الجلوس المتصاعده منها اصوات كثيره.
كان فيدل هناك ، يستخدم الهاتف الاخر وحول عنقه ربطه غير مستويه . كان حاله كحال الاخر . كان يدلك موخره عنقه ،ويهز رأسه .. لم يشاهدها .. في الغرفه بضع رجال وعلي الطاوله مستندات كثيره وجهاز تسجيل ،اما الجو فمثقل بدخان السكائر .. لم تعرف اورسولا لبرهه ماتفعل ،ثم رفع فيدل رأسه فجأه وشهادها .
ابتسم فخفق قلبها .. ثم اخذ يتحدث بالامانيه ،كان صوته فاترا باردا وخطيرا ولكنه حرك اصبعه يشير اليها ان تتقدم، فجأه وقف الرجال المنكبين علي الاوراق .
همست اورسولا وقد اصبحت قربه :لم اكن اعلم
لف ذراعه حولها واكمل حجيثه هاتفيا ،ثم توقف ليعانقها مشيرا اليها ان تجلس .
قدم لها شخص ما كوب عصير ،وجلست في احد المقاعد الجلديه البيضاء الفاخره ، محاوله الابتعاد عن الطريق .. الان ، وبعد ان عرف زملاوه عن انفسهم رسميا عادوا الي اجتماعهم .
ظهر الرجل الذي كان في الردهه ، ونادي فيدل الذي قطع حديثه وخرج الي الغرفه الاخري ،حيث سمعت نبرته القويه المفعمه بالسلطه.
مضت نصف ساعه ،تلقي خلالها فيدل مكالمات هاتفيه عديده.سمعته يقول ردا علي طلب ما :
-قل لهم اننا لن ندفع اكثر من عشرين مليونا.
انتفضت اورسولا وظلت هادئه ..فالعشرين مليونا .. مبلغ ضخم في جميع العملات.
هذا هو عالم فيدل . ولكنها عندما نظرت الي تنورتها البسيطه والي سترتها القطنيه تساءلت للمره الالف ،لماذا انا ؟
اخيرا غادر الجميع الغرفه ،وعاد فيدل الي غرفه الجلوس ،يمد يده الي اورسولا يقودها الي المكتب كان يجلس اليه. سحب وثيقه امامه والتقط قلما ..
-لم ارغب ان تكتشفي امري بهذه الطريقه ..لكن حدثت مشاكل لم نكن نتوقعها ..
-هذا مافهمته ..ولكن لا يهم لقد عرفت.
-عرفت ؟
وبدا ..ماذا ؟ يشك؟
-من ايما
-اهاه
-ليتك اخبرتني بنفسك.
ترك يدها ودلك موخره عنقه.
-اردت اطلاعك علي الامر ،لكن الامور خرجت عن ارادتنا .
حاول ان يبتسم ،ولكنه لم يفلح ..فتوتر وجهها :
-قلت لك لا حاجه الي ان تطلب يدي . وكنت مستعده لاعطيك ماتريد بدون زواج .
بدا علي فيدل التعب و سأل : اتحاولين قول شئ ما لي؟
ارتدت عنه متوجهه الي ابواب الشرفه ،تفتحها .. فدخان السكائر العابق يشعرها بالضيق.
احست بكل شكوك الايام والمها تضغط عليها :انا لا اعي ما اقول .
-لماذا لاتدخلين الي المطبخ لتطهي لنا العشاء ؟ الم تأت لهذا الغرض .. سأنظف المكان هنا .وبعد ذلك سأستحم.
وقفت اورسولا في المطبخ تفكر ماذا دهاها ؟ هل اساءت التصرف لانها توقعت منه الكثير في لقائهما الثاني . انه حتي الان ورغم رحيل الجميع لم يعانقها . اهو واثق منها الي هذه الدرجه ؟اكان يعامل نساءه جميعهم المعامله ذاتها ؟وماذا عن تلك المرأه في روما؟ ..
تنهدت غاضبه من نفسها ومنه في ان . ثم فتحت البراد ،فارتاعت. ثم راحت تبحث في خزانه المطبخ المليئه بأدوات الطعام ،وفناجين القهوه والشاي ..ولكنها لم تجد طعام .فليس في الخزانه او البراد سوي بيضه واحده وبعض حبوب القهوه .اهذه حياه مليونير مثله ؟ ايعجز حتي عن تنظيم مطبخه؟
عادت غاضبه الي غرفه الجلوس فوجدته هناك جالسا يكتب شيئا ما .اما تنظيف المكان فتركه غير عابئ ،من الواضح انه مازال مشغول البال بشأن الازمه الماليه . الا يعني الطعام له شئا ؟ اليس لديه وقت للتفكير فيه ؟ربما لهذا السبب يريد الزواج بها .. ربما تعب من العوده الي المنزل الذي لا يجده الا خاويا ..رفع رأسه عندما احس بها ، فقالت :
-ليس هناك طعام
مرر يده ببطء علي وجهه : ساطلب طعاما صينيا . اتحبين الطعام الصيني ؟
ثم ضحك بقلق ،ووضع القلم من يده ، ينظر اليها بعينيه الزرقاوين الساحرتين .. كان اسمراره قد ازداد ، وهذا يناسبه اكثر فقالت : الا تريد متابعه العمل ؟
دفع الاوراق جانبا : ليس الان فلينتظر العمل
-كيف كانت لندن ؟فانا لم اذهب الي هناك منذ الميلاد الماضي .
بدا فيدل متكتما وكانه لا يريد التحدث عن لندن.
-عظيمه .. بت هناك ليله واحده ..لقد امطرت.
ابتسم لها كأنه يغير موضوع الحديث
-وامطرت هنا كذلك.
-وفي بروكسل ايضا.
-اذن ، من اين اتيت بهذا الاسمرار ؟
-الاحظت هذا ؟
ضحكت :بالطبع لاحظت.
بدت السعاده عليه :لوحتني شمس روما .
اضفت لكنته الايطاليه علي اللفظ بعدا عذبا ، واحست اورسولا بالاضطراب لانها تذكرت تلك المرأه.
وقف فيدل يداعب ذراعها قليلا .. ثم تمطي قائلا انه بحاجه الي حمام ..خرجت الي الشرفه وهي لا تدري مرغوبا فيها ام لا .
ثم تذكرت زيارتها الاولي الي الشقه ، ولاحظت انها تجلس امام لوحه موندريان بدون ان تلاحظها . اهكذا تجري الامور ؟ ايصبح المرء معتادا علي الترف والثراء ؟ وهل ستعتاد علي سمعه فيدل العالميه ،وكل ما يتعلق به بالطريق ذاتها؟
نزعت سترتها ثم توجهت الي المطبخ وهناك رأته يضع الاكواب في غساله الصحون .. وقفت في الباب تنظر اليه .. تبتسم له ..وعرف . عرف مخاوفها ، وحيرتها .كان كمن يستطيع رويه كل شئ في اعماق نفسها .. وكان هذا مبهجا ،ومخيفا في ان . ابتلعت ريقها وهو يجفف يديه ويرمي المنشفه علي الرف .
تقدم ليمسك بكلتا يديها ،يضمها اليه ويطبع قبله علي شعرها :
-لست جائعا .. وانت ؟ اتريدين ان اطلب الطعام ؟
همست مغمضه عينيها ،تحس بجسدها يستيقظ امام اثاره خطيره :لست جائعه في الواقع
تمتم :انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر.
مالت اليه ،تغرق في ظلمه احاسيسها .. تعقد ذراعيها وراء عنقه ..



تزوج فيدل واورسولا في باريس في نهايه شهر تموز ، وقد اخرا الزواج فتره بسيطه لان فيدل رغبا في ان يقضيا اسبوعا كاملا كشهر عسل .. وقال لها : سيكون لنا شهر عسل اخر .
اما الشهر الذي سبق زواجهما فكان مجنونا ولم تكد تراه فيه .
انتقلت اورسولا لتعيش في شقته في هذا الشهر وكانت فتره رائعه للتكيف فهي بحاجه الي هذا التكيف لتعتاد علي فكره الانضمام الي عائله صيتها ذائع في انحاء اوروبا كلها .
كان فيدل ياتي بسرعه ويذهب بسرعه ، وهكذا قضت ايامها في وحده.
كان حفل زفافهما مدنيا وبسيطا وعندما سألها فيدل عما اذا كانت تفضل احتفالا في كنيسه كبيره .. تحضره عائلته وحشد كبير من الناس قالت انه تفضله بسيطا . والسبب بكل بساطه انها غير جاهزه لمواجهه عائلته.
حدثها عن عائلته : امه الارمله نمساويه وهي تعيش في فيينا . فيالواقع ، بدا ان كل افراد العائله نمساويين حتي دفع بهم تغيير الحدودالي ايطاليا .. كان منزل العائله في بلده دولوميت وقال لها انها ستحبه ..ففيه بحيره كبيره .ولكنه لم يضف شيئا اخر ،ثم قال انه من هناك يدير المكاتب في ميلانو وروما.
قدمت ايما من نيس لحضور الزفاف برفقه رجل . قالت لها: في الواقع سنكون جيران.
احست اورسولا ان زوجه ابيها تنوي البقاء في نيس فتره.
وكان يوم العرس حار ارتدت فيه اورسولا ثوبا حريريا بسيطا فيه ورود صغيره زرقاء وخضراء اشترته من غاليري لافاييت الضخم الموثر وما سهل لها ذلك ، المبلغ الضخم الذي وضعه فيدل في حسابها المصرفي، لقد قال لها:
-انه من الملائم ان يكون لك السبيل الي مالنا.
حاولت الاحتجاج فمازالت تستغرب فكره اخذ المال منه .ويبدو ان مشاعرها ظهرت علي وجهها لانه بدا ضجرا من الموضوع واضاف :
-ساغيب عنك كثيرا يا ارسولا.. وهذا يعني ان من المنطقي ان تسددي فواتيري بنفسك في اثناء غيابي واعلمي ان ذلك سيدفع عني بعض الضغط.
وهكذا اشترت الفستان ومايحتاج اليه من اكسسورات . عندما شهدها ذلك الصباح نظرت الي عينيه وماشهادته فيهما كان يساوي كل شكوكها مجتمعه.
همس حين جاءت السياره لتقلهما الي مكان الزفاف :
-تبدين جميله..
ودت اورسولا لو يطول هذا اليوم الذهبي الي الابد. لكنه لم يدم اذ انهت المراسم بسرعه ، وخرجا ثانيه الي حيث الشمس المشرقه . في الخارج لاحظت اورسولا شخصا ما يصورهما بكاميرا متطوره وقرب هذا الشخص مراسلتان تحملان اوراقا سألتها احداهما بالانكليزيه عما اذا كانت صنعت الفستان بنفسها فسارع فيدل بدفع عروسه الجديده الي داخل السياره قبل ان ترد .. واتسعت عيناها الخضراوان دهشه وغضبا :
-أسمعت ما قالت ؟ ايبدو انني صنعت الفستان بنفسي ؟ لو تعلم كم ثمنه ..
ضحك فيدل بلطف ،يلف ذراعه حولها :
-لاتنسي انهم يعرفون انك طالبه فنون .. وربما ظنوا انك تدرسين تصميم الازياء .
-لكن كيف عرفوا انني طالبه فنون ؟ ولماذا يهتمون بهذا ؟
بدت الحيره والجد علي تعبير وجهه فرفع يدها يلثما ولكنه ظل صامتا .
تنهدت اورسولا تنهيده طويله ثم شقا طريقهما الي الفندق لحضور حفل الاستقبال بمناسبه زفافهما .. هل ستكون حياتها دائما غنيه بمثل هذه المفاجات ؟ جلست صامته تحدق الي ماهو امام رأس السائق ..
بات كل شي مختلفا .. ذهب الطيش وجاء وقت الحقيقه . تري هل ستكتشف قريبا نوع الرجل الذي تزوجت به؟
5-صديقه وعشيقه

كانت قمم الجبال المكسوه بالثلج مظلله بأشعه الغروب الحمراء. هكذا بدت القمم في الطائره النافثه الخاصه الصغيره .. تطلعت اورسولا بذهول الي الجوهره الزرقاء الرائعه . انها اروع بحيره تراها . تابعت الطائره هبوطها ،واصبح المنظر اروع الان ،فحول البحيره ارتفعت الجبال . كان هناك قريه صغيره رائعه .
قالت من بين انفاسها:انها جميله.
فقد حدثت امور كثيره منذ زفافها في الصباح .. ولم تكن لتصدق ان من الممكن ان يقوم الانسان بهذا كله في يوم واحد .
قاما برحله جويه الي انسبروك وجدت طائره نفاثه خاصه تنتظرهما لتقلهما شمالا فوق برينر في ايطاليا ... وها هما الان في دولوميت وفوق بحيره فيرنو المرتفعه.
تساءلت اورسولا اين ستحط الطائره . ثم نظرت من فوق كتف الطيار ، فشاهدت منبسطا من الارض الي جانب البلده .. وهناك نهر .. وملعب غولف .. طافت الطائره الان فوق اسطح المنازل ..
كان امامهما مباشره مدرجا . راحت الطائره تحط ببطء علي المدرج . وجدت بانتظارهم سياره وهذا امر متوقع ولكن مالم تكن تتوقعه هو ان تقلهما السياره الي مرفأ صغير حيث يقبع فيه مركب سريع .
-لا اصدق هذا . اتعني انك تعيش هنا؟
واشارت الي البحيره التي تقبع في وسطها بقعه خضراء هي جزيره صغيره بين المياه الزرقاء
انتسم فيدل : انها مفاجأه.
-مفاجأه
اردت ان تحضنه .. ولكن ، ايتوقع فيدل زاراكوتشي مثل هذا التصرف من زوجته في العلن ؟ وكان ان تراجعت وعندما ساعدها علي الصعود الي المركب لم تفعل سوي الضغط علي اصابعه .. بدا لها هذا كافيا ، فقد التقطت عيناه الزرقاوان عينيها في لحظه سحريه ، خاصه بهما.
قال وهو يمرر اصابعه علي وجنتها :
- انت متعبه .. كان يوما طويلا .. ولكنني كنت مظطرا للعوده بك رأسا الي هنا.
انطلق المركب بهما .. فجأه احست اورسولا انها انتزعت من عالم الواقع . وابتعدت عن البلده الصغيره بمقاهيها وفنادقها الملونه ، واصبحت علي مقربه من الجزيره الخضراء البارده . احست انها عالقه ما بين حياتها القديمه وحياتها التي تلوح امامها ... شعرت برغبه في الوثب من المركب لتس
لتسبح الي الشاطئ .. ولكنها لا تجيد السباحه

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 24-08-08, 01:18 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ادارت ظهرها الي البلده الصغيره لتستقر عيناها علي فيدل ، الجالس مسترخيا في مقدمه المركب ، هذا هو زوجي .. همست بصمت لنفسها .. هذا الرجل الطويل الرياضي الذي تحرقها عيناه وتعيدانها حيه والذي تجعلها لمسته تحب الحياه هو زوجها وحبيبها ..حبه الرائع يدفعها الي ماوراء الحدود الروحيه والنفسيه لهذا العالم ، الي ما لا اسم له او زمن او حدود .. حيث ستبقي الي الابد ...
منتديات ليلاس
حرك نسيم عليل شعره الاسود .. ولكنه يختلف الان عن الاوقات التي كانا فيها معا من قبل .. ولم يكن هذا مجرد خيال . انه الان في موطنه ..حاولت ان تتذكر ما قاله لها عن عائله زاراكوتشي .. العائله التي ذكرها بفخر . وها هي الان جزء من تلك العائله .. لقد قال لها انه يرغب في ولد في اسرع وقت ممكن . انما لماذا ؟ الا يكفيهما حبهما فتره ما ؟ ولماذا يعيش بين الجبال المرتفعه وسط بحيره ، في الوقت الذي يستطيع ان يعيش في ميلانو او روما ؟ قال لها :كنت مضطرا للعوده بك رأسا الي هنا . فلماذا ؟ قررت ان تسأله فيما بعد ، عندما يصبحان وحدهما .
كان يقف بباب غرفه ملابسه عندما قال جوابا علي سوالها :
-ماذا تقصدين ؟ اليس علي ان احملك رأسا الي هنا ؟ هذا منزلي اورسولا .. منزلنا .
كانت اورسولا تفتش الادراج بحثا عن ملابس نومها .. هزت كتفيها ترد عليه .
- اعني .. اظهرت وكأنه امر في غايه الاهميه ،ثم قررت الوصول الي هنا الليله ..ليله زفافنا .. بدلا من البقاء في باريس والسفر الي هنا في الغد .
- انها ..
فتش عن الكلمه المناسبه : التقاليد
انتزع ربطه عنقه ، وفك اول زر من قميصه وهو يدخل الي غرفتها ..
-تقضي عرائس عائله زاراكوتشي ليله زفافها في القلعه.
-القلعه ؟ ايه قلعه؟
بدا دهشا من سوالها .. وكأن الجميع يعرف بالقلعه :
- الم تشاهدي الخرائب من المركب ؟
هزت اورسولا رأسها .. ولكنها كانت شاهدت لوحه مسمره في شجره متدليه فوق الماء .. في الواقع لوحتان ، كلاهما بالالمانيه والايطاليه والانكليزيه .. عليهما كتابه واضحه : املاك خاصه .. ابتعد. لاشك ان فيدل زاراكوتشي حريص جدا علي املاكه.
-القلعه مدمره .. انها قصه طويله ..
كانت اورسولا مشوشه وتعبه ومظطربه . ولكنه لم يخبرها عن القلعه .. قلعه زاراكوتشي . هذا يعني انهم عائله استقراطيه عريقه في الاصاله .. اه ولكن اين ملابس نومها ؟ انها تبحث عنها منذ فتره ولا تجدها . ماغرب ان يوضب لها اخرون ثيابها .
سألها عندما دخل الي الغرفه ثانيه :
- ما بك .. صغيرتي ؟
-لا ادري ما فعلوا بملابس النوم.
تقدم ببساطه الي السرير وجذب الغطاء الناعم وهناك كان ثوب نومها وهو غيمه بيضاء من الدانتيل الناعم .
تنهدت .. غاضبه من نفسها لانها لم تفكر في الامر من قبل وشعرت بالارتباك لانه يعتبر كل هذا من المسلمات .. تقدمت لتاخذ منه ثوب النوم ، ولكنه اوقفها وامسك وجهها بين يديه :
-سيزول الاستغراب بعد قليل ..
تذكرت لوحه موندريان المعلقه في شقه باريس وحاولت الابتسام.
عاد الي حمامه ليستحم وخلعت اورسولا ملابسها بسرعه وتوجهت الي حمامها .. وقفت تحت المياه البارده المنعشه . لقد ولي اليوم السحري ، ولت باريس والزفاف والرحله في الدرجه الاولي ،والطائره الخاصه ، والمركب والبحيره والفيللا ..
عندما لمحت الفيللا للمره الاولي كانت بين الصنوبر وكان فيدليمسك يدها ويقفان في مقدمه المركب متمسكين بالحاجز ..في البدايه شاهدت سقوفا حمراء مختلفه المستويات .. ثم شاهدت الجدران البيضاء والشرفات الغنيه بالورود . كان الجزاء الاول من المنزل برجا والجزؤ الاخر حديث المظهر وهو يطل علي البحيره . ثم رأت حديقه متدرجه تتصاعد نحو المنزل ، الذي اصبح مرئيا حالما اصبح المركب علي رصيف المرفأ . كانت الاضواء مشعه من النوافذ والشرفات مضاءه.
وجدت اناسا كثيرين باستقبالهما وكانو جميعا يرحبون بهما ويبتسمون لهما .
اخيرا قادها الي غرفه الاستقبال الانيقه .. حيث استطاعت ان تري حقائبها محموله الي الداخل . ففكرت انها ستستغرب حياتها الجديده فهي غير معتاده ان ينوب عنها احد في ترتيب اغراضها .
جال فيدل بها بسرعه في ارجاء المنزل ،وعندما وصلا الي غرفه نومها قال لها بفخر انها تطل علي اجمل منظر في الفيللا كلها ..ثم ارشدها الي غرفه الملابس ،التي تقع خلف غرفته . وبدا علي وجهها امارات الذهول فضحك اليها .
-انها الوضع الانسب . فلربما عدت متأخرا او عملت حتي وقت متأخر ولكنني لن اقضي الا القليل من الوقت هناك.
وشرح لها ان غرفتها هي التي سيستخدمانها .
تناولا العشاء علي ضوء الشموع ، وكان الخدم قد اختفوا تاركين العروسين بمفردهما . اختارت اورسولا لهذه الليله بلوزه بيضاء مفعمه بالانوثه ، وتنوره من الكشمير. كان النسيم يلصقها بساقيها ويقسم حنايا جسمها الذي تنيره الانوار من الداخل .. بدا فيدل سعيدا بها وهما يقفان امام حاجز الشرفه ...
كانت تظن انها لن تجد مزيدا من المفاجات هذا اليوم ولكنها كانت مخطئه لانه اخرج من جيب سترته علبه صغيره .. علبه مجوهرات في داخلها قلاده ذهبيه فيها لؤلؤه دافئه . ثم وضعها حول عنقها وثبتها هناك ، باصابع ناعمه ثابته ،ثم قبلها وهي تتلمس القلاده .. وبدا كل شئ لطيفا بسيطا .. ومناسبا .
قال لها هامسا :
-لا ترتدي الالماس ابدا فانت لا تحتاجينه .. ساشتري لك اللؤلؤ والذهب .. دائما ..
خرجت اورسولا الان من تحت المياه البارده ولفت جسمها بمنشفه سميكه . شعرت بحركه ما فاستدارت . انه فيدل .. ومن سيكون سواه ، كانت عيناه الزراقاوان مشعتين فيهما تتراقص شياطين صغيره .. نظر باعجاب الي شعرها الاشقر القصير ةالي حاجبيها المقوسين والي عينيها الخضراوان الخجولتين اللتين تحركان فيه نارا متأججه . رأت جيدا مدي سعادته ببشرتها الخفيفه السمره التي تغطي كتفيها واقترب منها ..
تناهي اليهما رنين لجرس الهاتف . فتأوهت اورسولا ... ثم راحت قدماها تبحثان عن الارض ولكنها احست بيد قويه دافئه تلتف حول خصرها وسمعت صوته يتمتم :دعيه وشأنه.
وقعت الي الوراء فوق الوسائد ، تضحك من نفسها .. تندس فيه ، تحس به يتحرك مستيقظا .. وقالت :
-لكنه مازال يرن .. انه في غرفتك .
التفت حولها :قلت اتركيه وشأنه.
ووجدت يده مستقره فوق صدرها .. ثم عاد يغط في النوم. وابتسمت اورسولا برضي لانها تعلم ان اليوم سيمتد امامهما بدون توقيت او ساعات .. لكن الهاتف مازال يرن ...
حركت يدها علي ذراعه ببطء ،مداعبه :
الن يرد احد في الطابق السفلي؟
-تمتم :لا ، انه خط خاص.
-اذن اليس عليك ان ترد؟
-لست في غرفتي .. احب مكاني هنا .. ولا رغبه لي في الذهاب الي الغرفه الاخري في الوقت الذي تنام فيه زوجتي في هذا الفراش .. فانا اريدها .. الان.
همست وعيناها تبرقان : هذا واضح حبيبي.
في هذه المره لم يكن هناك انتهاء للزمان او وصول الي عالم اخر .. بل كان هناك عذوبه مميزه يتشاركان فيها وساده واحده ... رن جرس الهاتف مجددا بعد نصف ساعه ولم يسمعه اي منهما.
كانت الغرفه تشع بأشعه الشمس حين استيقظت اورسولا مجددا .. كان الوقت متأخرا ، متأخرا جدا .. وفيدل مازال غارقا في سبات عميق .. تسللت من الفراش ، وارتدت فستان نومها الذي وجدت صعوبه في ايجاده ، وخرجت الي الشرفه ، فاغره فاها مذهوله امام المنظر الساحر الذي كان ينتظرها .. سماء صافيه بحيره زرقاء ، وجبال واسعه . تناهت اليها اجراس كنائس الاحد خفيفه بعيده .. غامضه وكأن لا زمان لها ..
جذبت حركه ما علي الشرفه السفلي اهتمامها .شخص ما يحضر الفطور لشخصين .. فتسللت الي الطرف الاخر من الشرفه لانها تخجل ان يراها احد بثياب النوم .. ولكن عليها ان تعتاد علي ما يحيط بها من خدم كما عليها ان تتعرف اليهم وعليها ان تتعلم كيف تدير منزل فيدل ..
عاد الهاتف الي الرنين وادركت اورسولا انها تقف خارج ابواب غرفه فيدل الخشبيه .. لو استمر الرنين لاوقظه .. انفتحت الابواب بسهوله وتسللت الي الغرفه البارده المظلمه الا من شعاع ينفذ من الفتحه التي دخلت منها . امسكت بالسماعه ، وقبل ان تقول شئا سمعت امراءه تقول بالايطاليه بصوت عميق مثير .
-فيدلو .. كارا .. حبيبي..
ثم ضاعت كل الكلمات المثيره الايطاليه عن فهم اورسولا .
قالت بصوت متوتر:
-اوه مومنتو .. لحظه واحده.
تمكنت اخيرا من استخدام الكلمهتين الايطاليتين اللتين تعرفهما . وضعت السماعه من يدها ودخلت الي غرفه الملابس الي حيث كان فيدل يتحرك في نومه . شاهدت يده تمتد بحثا عنها .. فحاولت الا تظهر اهتمام .. ولكنها تذكرت ما معني كلمه كارا.
-هناك مخابره لك.
لقد نادته فيدلو.. ولم تكن تتكلم الالمانيه كأهل هذه المنطقه .. اهي المرأه التي كانت في روما؟
دخلت الي حمامها تقفل الباب وراءها ، تلتقط منشفتها وروبه عن الارض و تفتح الحنفيه لانها لاتريد ان تسمع شيئا
عندما خرجت وجدته يتابع كلامه الهاتفي .التقطت فستانا صيفيا اخضر اللون كانت ترتديه في اليوم الاول الذي تقابلا فيه في اللوفر ..بدا لها الوقت الذي مر بها عمرا كاملا .. لكن .. ماذا كان فعلا ؟ مجرد شهرين .. من الواضح ان زمنا سيمر قبل ان تكتشف كل النساء في حياته انه لم يعد متوفرا لهن.
حين عاد الي غرفتها كانت تجلس امام طاوله الزينه تدلك كتفيها بواق من اشعه الشمس .. ووقف بالباب لحظه ، طويلا فخورا . في الشهرين اللذين عرفته فيهما كان اسمراره قد اصبح بورنزيا ذهبيا . وتذكرت انه قال لها : اتتني السمره من روما . التوت معدتها بألم من نوع جديد . مع ذلك ،كانت عيناها في المراه تستمتعان بطوله ورجولته .. تقدم ليقف خلفها ،متناولا الانبوب من يدها وراح يدلك ظهرها .
قال وفي صوته بعض الخشونه :
-انها صديقه .. تقول انه كان عليك الانتظار قليلا ،فهي تتقن الانكليزيه.
نظرت اليه في المراه ، ولكن عينيه لم تبارحا ظهرها : لم اكن اعرف .
-لقد جاءت الي الجبل لقضاء الصيف ، فروما حاره جدا.
تقاصت معدتها مجددا :روما ؟
-سي ..
مازال ماخوذا باللغه الذي تكلم بها منذ قليل . التقطت اورسولا احمر الشفاه :
-الم تتأخر في ترك روما ؟ اننا في اخر تموز .
هز كتفيه : اه رونا تسافر الي المكان الذي تريده .. لقد عادت لتوها من سويسرا.
-رونا .. اسم جميل.
- لديها فيلا قرب مورانو علي بعد نصف ساعه من منزلنا.
قالت بخفه : اذن اتوقع رؤيتها عما قريب .
اعاد فيدل غطاء الانبوب الي مكانه بشده ، ثم وضعه علي الطاوله هازا رأسه هزه مشدوده غير راضيه ، ثم اتجه الي الحمام استعدادا لارتداء ملابسه.
لكن المخابره تلاشت من ذهنها في الاسبوع التالي الرائع .. الاسبوع الذي استطاع فيدل فيه البقاء حرا ..قاما برحلات تحت ضوء القمر في يخته الكبير . واستلقيا علي الصخور الملساء الدافئه حول شاطئهما الخاص .. وأراها الجزيره ، وقضياء طوال عصر احد الايام وهما يكتشفان أعماقها الخضراء البارده .. ووجدت انه ليس هناك ما تبقي من القلعه العتيقه .. ولم يخبرها ما حدث لها ، وهي لم تسأله ..
سبحا معا في كهوف تغمرها المياه ،حيث لا يزيد ارتفاع المباه عن بضع اقدام . ولكنه حذرها من السباحه في مكان اخر لان المياه عميقه الغور في كل حدب وصوب .سارا بين الاشجار في ممرات تحف بها الشلالات .. وراقبا النسور تطوف فوق رأسيهما في كبد السماء .. كان اسبوعا جميلا ستبقي ذكراه الي الابد ، غنيا بأماكن جديده ، وبتجارب جديده .. وفيدل وليالي حبه وغزله .ولكن ماسرع ماعاد الاحد .. ثم جاء صباح الاثنين.
استيقظت اورسولا ببطء تتدحرج فوق السرير وتمد يدها اليه . لكن السرير كان خاويا ..يالهي .. انظري كم الساعه .. لقد تجاوزت التاسعه انها تزداد كسلا .. ثم وهي تكافح لتقف شاهدت مذكره قرب المصباح .. لقد سافر فيدل الي ميلانو . ولم يشأ ان يوقظها .. ولا يعرف متي يعود ..
تناولت فطورها وحيده ، تحس بالشوق اليه .. كانت علي الشرفه تتناول فطورها عندما جاء ديلغي حاملا الهاتف ورفع لها السماعه ، وقال بابتسامه دافئه:
-الكونتيسه رونا دوراليس.
احست بالراحه لان احد الخدم يتكلم شيئا من الانكليزيه.
شكرته اورسولا ، واحست بقلبها فجأه بين قدميها .. الكونتيسه .. يالله .. لماذا لم يقل فيدل لها هذا ولماذا هو ليس هنا ؟ انتظرت حتي ابتعد ديلغي .. كيف يخاطب المرء كونتيسه ياتري.
قالت بهدوء بارد ،ياللعجب:
-انا اورسولا زاراكوتشي.
تناهي اليها الصوت الدافئ العميق:
-انا رونا دوراليس .. ماأروع التحدث اليك اخيرا عزيزتي اورسولا .. هل اخرجتك من فراشك؟
-لا ابدا .. ماألطفك ايتها الكونتيسه لانك اتصلت بي.
-رونا ..ارجوك..
- رونا اذن .. لقد سافر فيدل الي ميلانو.
- هذا عظيم ..لا ؟ فنحن لا نرغب في الرجال حولنا دائما؟
ياله من حديث غريب . نقلت اورسولا السماعه الي الاذن الاخري :
- اعتقد هذا .. أهناك ماستطيع القيام به من اجلك رونا ؟
- في الواقع انا من سيعرض عليك المساعده ..فأنا وفيدل صديقان حميمين واعرف انه يود لو نصبح صديقتين ايضا .
ضحكت قليلا : انا اعرفه . هل شرح لك كل شئ عن الفيلا.. وعن الموظفين؟ أتكلمين الالمانيه أم الايطاليه؟
- اخشي اني لااعرف اي منهما.
ظهر التعاطف في صوت الكونتيسه :
-اذن ، يجب ان نتكلم بمفردنا .فالرجال لا يرغبون في ازعاج انفسهم بمثل هذه الامور .. سأزورك اليوم؟ اجل ؟ للغذاء ربما ؟عندها سنتحدث قليلا ...
صمت قليلا تفكر في الكلمه المناسبه:
-حديث فتاه الي الاخري. وسأسعدك في تحضير الحفله.
-حفله ؟ ايه حفله؟
- اوه .. هذا مؤسف جدا .. الرجال لا يفكرون .. انها حفله لاستقبال العروس الجديده .
-لكن لاحاجه بنا بها .. انا لا احتاج الي حفله ..
ظهر شئ من التوبيخ في صوتها وهي تقاطعها:
- لكنها حدث متوقع عزيزتي اورسولا .. لا تقلقي .. سأسعدك في تنظيم امورها . اراك لاحقا ..اجل ؟ حوالي الساعه الواحده.
تمتمت اورسولا : اجل ، جيد.
ودعتها ، واعادت السماعه ببطء .. في الواقع يجب ان تكون ممتنه لوحود امراءه اخري تتحدث اليها، وتشرح لها الامور. هل هذه الكونتيسه التي كانت مع فيدل حين اتصل بها في باريس ؟ لكن روما مليئه بأمثالها .. ولا شك انه لديه صديقات عديدات.
نادت ديلغي واخبرته ان الكونتيسه قادمه للغداء.
في هذا الوقت وصلت زوجه ديلغي التي سمعت ماقالته اورسولا عن قدوم الكونتيسه فقالت شئ بالالمانيه ، واسرع ديلغي يترجم ماقالته زوجته:
-تقول زوجتي انها تعرف ما يعجب الكونتيسه من اطعمه وهي مستعده لتحضير وجبه ابيوم حتي تعتادي..
تنفست اورسولا الصعداء ،ولكنها لاحظت مما جري من حديث ان الكونتيسه زائره دائمه.
اضاف ديلغي:
- ترغب زوجتي ايضا في معرفه موعد وصول خادمتك الخاصه .
تساءلت في نفسها : وهل يجب ان يكون لها خادمه خاصه؟ ولكن لماذا ؟ سحبت نفسا عميقا .. هذا منزلها ، وهذه حياتها ، ويجب ان يعتاد الجميع علي اداره الامور علي طريقتها .
ابتسمت لديلغي : هلا قلت لزوجتك انه ليس عندي خادمه خاصه ولا احتاج اليها . ثم اشكرها نيابه عني لانها ستقوم باعداد الطعام.
ثم ابتسمت لهما فانصرفا.
امضت اورسولا الصباح في رسم تخطيط حدود الجبال وحدود البحيره.
حمل لها ديلغي ابريقا من الليموناضه البارده وارتشفت قليلا من كوبها الذي وضعه لها علي طاوله صغيره ثم وقف وراءها ينظر بانتقاد الي اللوحه.
-هل ورثت الموهبه عن والدتك؟
دهشت اورسولا واستدارت تنظر اليه ، تمسك بقبعتها:
-وكيف عرفت ؟ هل اخبرك فيدل شيئا ؟
-هز كتفيه قائلا: الموهبه لابد ان تاتي من شخص ما.
ثم قفل راجعا الي المنزل فنظرت اليه اورسولا حائره. من الواضح ان فيدل اخبره فماا العيب في ذلك ؟

عادت الي رسمها ،لقد وعدت نفسها ان تعود الي المنزل بعد الثانيه عشر .. ولكنها نسيت الوقت ولم تتنتبه حتي سمعت اخيرا وقع اكعاب رفيعه تتقدم منها .
قفزت واقفه وعيناها متسعتان .. النساء الايطاليات مشهورات بـأناقتهن .. ولم تكن رونا دوراليس شاذه عن هذه القاعده . كان فستانها من الحرير الاحمر . رونا امراءه جميله قوامها رائع ، شعرها اسود .جعلها جسمها تشعر بأنها مجرد تلميذه امامها.
احمر وجهها ، وكرهت نفسها .. قامت بجهد فائق للقاء رونا دوراليس بأبتسامه مشرقه:
- يالله كونتيسه .. لم يكن لدي فكره عن الوقت اسفه لانني لم استقبلك علي رصيف المرفأ.
ومدت يدها ، لكنها وعت متأخره ، ان يدها ملطخه بالدهان .
لم يفت الكونتيسه شيئا ولم يغب عن عينيها السوداوين الدعجاوين الجسد الطويل النحيل والشعر الاشقر او الشورت القصير والتي شيرت ، وقبعه القش القديمه.
افترت شفتاها ببطء عن ابتسامه راضيه .. وتظاهرت انها لم تر اليد الممدوده ،وتقدمت لتقبل اورسولا علي وجنتيها .
-الان اجبت علي اسئلتنا ، تساءلنا جميعا عن سبب عجله فيدلو الحبيب للزواج ..فأنت فاتنه وصغيره .
كان في صوتها لمسه .. ماذا؟ تسليه ام ضغينه؟
- ماروع اللقاء بك اخيرا .. واثقه انا من اننا سنصبح صديقتين .. حبيبي فيدل رجل محظوظ جدا .
تمتمت اورسولا قائله :
-ارجو ان تطلبي من ديلغي ان يحضر لك شراب ريثما ابدل ملابسي .
ثم توجهت الي المنزل ولكن قلبها كان في أثناء الطريق يبرد اكثر فأكثر فهي ليست بحاجه لمحلله نفسيه لتقرأ مابين السطور .. او لتفهم تلك النظره الخاصه في عيني رونا دوراليس ، وهي تلفظ اسم فيدل.
وفيما كانت تبدل ملابسها توضحت لها معالم الوضع الجديد .. لابد ان الكونتيسه وفيدل كانا عاشقين.. والكونتيسه والمرأه في روما شخص واحد.
فأيهما ياتري انهي العلاقه .. ومتي؟

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 24-08-08, 01:21 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

و هيك خلص الفصل الخامس ادا عجبتكم شجعوني و بكرة اكملها لاني عن جد تعبانة عندنا مولود جديد في العئلة و الزيارات ما تخلص باي و بانتظار ارائكم و تشجيعاتكم ادا عجبتكم الرواية طبعا و ادا ما عجبتكم بلاها اوكي باي

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخائن, احلام, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:18 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية