المنتدى :
القصص المكتمله
فجعت قلبي>>> للكاتبة تمر حنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذي أول قصة للكاتبة تمر حنا..
تتكون من عشرين جزء..
/\
أن شاء الله تعجبكن
\/
"فـــــجــــ ع ـــــــت قـــــلــبـــــي"
الحلقة الأولى
- جالك عريس انعفس وجهي و تغيرت ملامحي ، بعد لحظة ، سألت أمي :
- من ؟؟
- ولد عمة أبوك ، بسام ...
ما تفاجأت ، أمّهلمحت أكثر من مرة قبل . كنت بصراحة متوقعة يجي يوم رسميا .
بس ما كنت أتمناه ...
- متى جوا ؟
- عارفة أنها كلمتني قبل تلميح ، أمس دخلتفي الموضوع رسمي . الولد استقر بعمله و صار جاهزصمتُّ صمْت طويل ، حتىالنقاش بالموضوع ما يثير أي ذرة اهتمام فيني ، من يصدق هذا حال عروس تنخطب ؟
- بما أنك عارفة عنه كل شي ... ما يحتاج أقول أكثر
- بس أنا أحتاج أفكر ...
- فكري ، ما رح تلقي أحسن منه ، و رقعة الثوبمنه و فيهتجاهلت الموضوع أول يوم ، و بعد ما ردت الوالدة فتحتهيوم ثاني ، و كلمني الوالد بعد ... بديت أحسبالجدية ... يا قمر ، الموضوع جدي، صحصحي ...
غصباً علي ، لا جيت أفكر ، مو صورته هو اللي تجي ببالي ،لا ... صورة حبيبي الهاجر ... آه يا عسلللآن مرت شهور على زواجه ... ما ادريمن اين جت هذه الدموع ؟ ما ابي اعيد فتح الجرح انسي يا قمر خلاصانسيما نمت ذيك ليلة ، و ظليت سهرانه للصباح ، و اللي طلعت به من تفكيريالطويل ، فكرة وحدة بس ....
- معقول ؟؟ ما .... أصدق عيوني ....
- ... صدّق ... قمر قدّامك الحين ....
كانتأطرافي كلها ترتجف ، و قلبي يركض ، ما توقعت أني أظل حيّة ... كان هو ... آه ... ماتغير فيهشي ... نفس الصورة و نفس الصوت ... نفس النظرات ... نفس الشعور اللييعتريني لاشفته قدامي ... ما كأنالزمن فرق بيننا و لا لحظة وحدة ...
- فيه شي ، بغيت أقل لك عليه ، و أمشي ...
- تفضلي ؟ آمري ...؟خير ...؟؟؟مرت دقايق ... و انا جامدة بمكاني ، لا عرفت اجلس و لاأتكلم ، الرجّال عنده عمل ، و أنا ... ؟؟هو ... بعد كان مرتبك ... و حس بتوترالجو ، حاول يلطفه شوي و سألني عن الدراسة ...
- كيف الدراسة معك ؟
- الحمد لله
- الله يوفقك ، و تتخرجي بامتياز ان شاء الله
- إذا ... إذا واصلت ...
- ليه ؟ لا يكون ببالك تتركيها ؟ بعد كلهالسنين ؟؟؟
- حسب الظروف ...
توجس ، تغيرت نبرة صوته ، وقال :
- ... فيه شي ... جديد ...؟؟وقف قلبيعند هذا السؤال ، بدون شعور ، رفعت وجهي صوبه و ظليت احدّق بنظراتي في عينه ، بدأصدريتنكتم أنفاسه و تتلخبط ... ما وعيت ، الا و الدموع تنجرف من عيني بغزارة ...
- .... قمره ....؟؟ما ادري كيف طلعت الكلمة مني ... قلت فجاة :
- بسام خطبني ..
هل كان تخيل مني والا بالفعل ... شفت الذهول يظهر فجاة على وجهه ، و تتغير ملامحه ، ما ادري كيفقدرت أشوفها وسط دموعي ... أظنه تفاجأ ... و استنكر ...
- بسام، ما غيره ؟؟؟
- .... نعم ....
بعد صمت قصير
- لكن ... بسام ما يناسب مستواك الدراسي ...
هزيت راسي : لاباسلوب المغلوب على أمره ... و مسحتدموعي باستسلام ...
- ... و ... ايش رايك ... وافقتِ ؟
- بعد ، ما قررت
- قمره ... لا تتسرعي ...
- إش تفرق ؟ بسام أو غيره ...
- على الأقل ، اختاري رجّال يناسب مستوى ثقافتك ... أحسن لك و له ...
- ... النصيب نصيب ... ما به شي ينعاب ...
- ...... هذه حياتك ...... أنتِ حرة .....
طالعت فيه بشكل غريب ... و استغرب نظراتي ،و بعدها قلت :
- أتزوجه ؟ ...
تفاجأ من السؤال ، وبدا و كأنه يحاول يتمالك نفسه ، او كذا أنا تخيلت ، و قال :
- ... اذا تشوفيه يناسب لك ، وهو رجّال للحق جيد ، فـ ... على بركة الله ...
على بركة الله .... كلمة غرزت خنجر بصدري و صحت
- بس أنا أحبك أنت ...
طلعت الكلمة بلا شعور ، بلا وعي ، ما اكتشفتأني قلتها إلا بعد ما اهتز و انتفض قدّامي ،و شاح بوجهه عني و بدت يديه تتحركباضراب على وجهه ، تنقبض بشدة ... انتظرت منه ردة الفعلالتالية ... و جت أقسىمن الطعنة الأولى ...
- قمر ... لا تهذري مشاعرك على رجال متزوج وخالص ...
حسيت بصفعة قوية على وجهي ، و فقت منها ... أنا وشجابني هنا ... أنا إيش سويت ...
وقفت بسرعة ، و جريت صوب الباب اداري دموعيبيديني ... كنت اسمعه و هو يناديني
- قمر لحظة ... لحظة يا قمر ...أرجوك ..
تمنيت ذيك اللحظة أني أقدر اطير ... أختفي ... أتبخر ...
مشيت و مشيت على غير هدى ، وصلت البيت ، حذفت جسمي على سريري ، و صرخت بوجهالوسادة ، بصرخةمكبوتة :
- أكرهك يا عسل ، أكرهك أكرهك أكرهك ....
بعدها بساعة وحدة ، كنت عند أمي أقول لها :
- خلليالعريس يجي الليلة .....
الحلقة الثانية ..
~ لا تكابر ! ~
طرقت الباب ، و دخلت . شفت (سلطان) واقف عند النافذة ما ادري وشيراقب ؟سلّمت عليه و ما رد علي .
رفعت صوتي :
- إحـم إحـم ! أقـول : العوافي يا طويل العمر !
انتبه لي ، و رد علي دون يلتفت صوبي
- هلا ياسر ...
من نبرة صوته ، حسيت أنه به شي . سألت :
- خير ...؟ كأنك تعبان أو متضايق ؟ما رد علي ، و هذا الليأكّد لي أن به شي . قلت يمكن ما يبي يقول لي ، اجل ندخل في موضوع الشغل .
- بغيت نراجع البنود للمرة الأخيرة قبل الاجتماع .
- الحينيا ياسر ؟ ما له داعي .
- عجب ! أنت اللي قايل لي أمس !
- خلاص ياسر . احضر الاجتماع وحدك و بالنيابة عني ، و الا أقول ، أجله الى بكرة .
تفاجأت ! أمس كنا حضّرنا كل شي ، و هذه أول مرة يقول لي فيها أجّل ! الرجّال مو طبيعي . كان واضح عليهأنه ضايق الصدر ... رديت سألته مرة ثانية :
- فيه شي سلطان ؟ ما انت طبيعي . قل لي يا أخوي . توني مخليك عالالعال قبل ساعة ! وش صار ؟؟؟
- ما فيه شي يا ياسر ، ما ودي أحضر اجتماعالحين .
- أنا مو تايه عنك يا سلطان ! مو تونا نعرف بعض . قل لي يمكنترتاح ؟ أنا قريبك و صديقك و زميلكفي الدراسة و العمل و أقرب الناس لك . و الا ( الأحباب ) نسوك الأصحاب ؟؟؟فجأة ، إلا و وجه الرجّال منعفس علي ، وضرب بإيده على النافذة و زين ما كسرها . كأن الجملة الليقلتها صابت الهدفبالضبط .
سكت عنه لحظة ، أعرف سلطان ، مو من النوع اللي يعصّب بسهوله ، ومو أي شي يقدر يأثر عليه.
(أشياء معينة) ممكن تخليه بهذه الحالة ....
- قمر ...
قلت الاسم ، ودي اختبر ردة الفعل ، و مااخطيت الهدف . بس سمعني لف راسه فجاة صوبي و خزني بنظرةاعرفها زين . قدرت اشوفبعيونه كلام كثير مكبوت ... و قدرت أشوف يدينه و هي ينقبض بقوّه و عصبيةكأنهيحاول يمسك نفسه عن الانهيار ... لكنه ، ما قدر ...
على الكنبه الليكانت جنبه ، ارتمى بانهيار ، و رفع راسه و غمض عينه و أخذ نفس طويل ... و طلعبتنهيده مريرة ...
سمحت لنفسي ، بعدما تراخت اعصابه المشدودة شوي ،اني أسأل :
- وش جد ؟ما تردد كثير ، و نطق و قال :
- كانت هنا .
اندهشت ! و سألته باستغراب :
- متى ؟؟؟
- قبل ما أنت تجي بشوي .
- و ... ايش صار ؟
- جت ... تقل لي ... فيه واحد خطبها .
مرّتلحظة صمت ، هالمرّة ما سألت ، هو قال بفسه :
- بسّام قريبها ، الليتعرفه .
- آه ، بسّام . و الله و النعم فيه .
- رجّال طيبو أخلاقه ممتازة ، و يستاهل كل خير .... بس ...
... ما يستاهلها ...
يمكن قال الجملة دون يحس ؟ حبيت اتأكّد ، و كرّرت :
- ما يستاهلها ؟؟؟
- لا ما يستاهلها . قمرة ... بنت جامعية و ثقافتهاعالية ، بسّام ... انسان بسيط ... ما فيهتناسب بينهم . ما تستاهل واحد مثله ،و لا هو يستاهلها ...
- من يستاهلها أجل ؟؟؟طلع هذاالسؤال عفويا من لساني ، و ما ظنّيته رح يجاوب ، لكنه قال :
- واحد ... عالي الثقافة و المركز الاجتماعي ، ذكي ... واسع المدارك ، واسع التفكير ... يقدريفهمها...
انسان عنده طموح ... عنده شخصية أقوى و أرقى ...
- مثلييعني ؟قلتها بمزحة ، بس شكلها طلعت غلط ! لأن صاحبنا رماني بنظرةتوعّد و تهديد ! حبيت ألطّف الجو ، بسالظاهر عكّرته بزيادة ، قلت :
- فيني كل الصفات اللي قلت عليها ! و انت تعرفني زين ! وش رايك ؟ ماأصلح ؟و الله كان قصدي مزح ، بس سلطان و هو بوضعه الحالي ، ما بلعها ،صاح بوجهي :
- ياسر خلنا من سخافاتك ذي الساعة ، مو ناقصك أنت بعد .
بصراحة الكلمة جرحتني . هذا جزاي اللي أحاول أخفف عنه . قلت بجدية :
- وش فيني أنا ما يعجبك ؟
- أنت آخر واحد ممكن أسمح أنهيكون زوج لقمر .
هذه عاد كانت قوية و ما تحمّلتها ، كأنه يهزّئنيالرجّال ؟؟؟ ما سكتّ عنه :
- و انت وش دخلك ؟ تسمح و الا ما تسمح ؟؟؟ما عرف يجاوب ، ما عنده أصلا جواب . و لا له حق يتدخل . انتهزت فرصةصمته و قلت :
- هذه حياتها الخاصة و هي حرة تتزوج اللي تبيه . و اظنبسّام خوش آدمي ، و قلبه طيّب و لا بهغرور ، و أكيد رح يسعدها و الله يهنيهممع بعض .
- ياسر ، ممكن ترجع مكتبك ؟كأنها طردة ؟ مو صحهذه طردة ؟ انتوا فهمتوها طردة ؟؟؟ .. ما تزحزحت من مكاني ، كأنّي ما استوعبتالجملة ، رد يقول و هو يضغط على كلامه :
- يــاســر أقـول مـمـكـنتـرجـع مـكـتـبـك ؟؟؟و أجل الاجتماع إلى بكرة . مـمـكـن ؟ناظرته لحظة ، و بعدها عطيته ظهري ، و مشيت . بس كان فيني كلمةغاصّة ببلعومي ما قدرت إلا أطلّعها.
فتحت الباب ، و قبل ما أطلع وقفت لحظة ، ولفيت صوبه ، و قلت :
- عارف إش مشكلتك يا سلطان ؟إنكالى الآن مازلت معتقد أن قمر لك . مو قادر تتقبل أنها تصير لغيرك . مشكلتك يا سلطان، أنكتحبها و ما انت راضي تعترف لنفسك . لا تكابر ...
- ياسر ...!!!
- لا تكابر ...
و طلعت ، و سكّرت الباب
التعديل الأخير تم بواسطة hot-hot ; 18-08-08 الساعة 01:42 PM
|