لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-08, 02:04 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,042
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

5ـ عينان تبحثان عن الألم


كان على هولي القيام باتصالين هاتفيين في الصباح التالي.. وبدأت باتصال العمل أولاً. ارتفع صوت جيوفري هامينغز بانفعال: بعتها!
ـ لا.. ولن أبيعها أبداً جيوفري..كل مافي الأمر أنني أريد سحبها من المعرض.. لقد قررت أنني لاأريد إظهارها بعد الآن .. لذا سأكون ممتنة لك لو خزنتها لي، حتى إشعار آخر.
ـ لكن..
قاطعته:" اللوحة التي رسمها أبي عن الغابة الاستوائية ذات القياس.. واسم الأحلام الضائعة ينطبق عليها أيضاً .. فلو علقت هذه مكان تلك لملأت الفراغ ، وعندئذ لن يلاحظ أحد شيئاً ..".
بدأ صوت سمسار اللوحات يشبه صوت أسطوانة مكسورة: لكن..لكن.. بالتأكيد بعتها؟
ـ أعتقد أنك عقدت صفقة مربحة بالأمس مع فيلكس ويستون.. ولكنني.. لم أبعها.
ساد صمت قصير.. جيوفري هامينغر بعيد كل البعد عن الغباء، تصورت هولي كيف يشغل عقله في هذه اللحظات فلاشك أنه يقلب في فكره العواقب المحتملة.. حين تكلم كان صوته قلقاً: كيف عرفت بما جرى الأمس؟ ابتسمت هولي لنفسها.. لن يجادلها بعد الآن بشأن اللوحة.. وسيكون تاجر اللوحات أكثر حذراً في التعامل معها مستقبلاً.
قالت:" جيوفري.. أنت ثرثار.. وماقلته لفيلكس ويستون عن هذا، هذه المرة.. كل ما ستخسره، هو عمولة خمسة ملايين دولار.. من ناحية أخرى.. لدى فيلكس ويستون مجموعة فنية عظيمة، وفي السنوات القادمة قد يشتري الكثير من اللوحات منك.. لقد وجدت كنزاً محترماً جيوفري".
صمتت قليلاً ثم سددت ضربتها: ستتأكد بنفسك من استبدال اللوحة هذا الصباح، أليس كذلك؟ أظنك غير قادر على إتمام الأمر بالسرعة الكافية. سمعت تفجر أنفاسه: بل أقدر، بل.. أقدر.. سأباشر هذا على الفور.
ـ شكراً جيوفري.. أقدر لك هذا. أنت وكيل رائع.
تنهدت هولي وهي تعيد السماعة إلى مكانها، واستعدت للمخابرة التالية.. فأمها لن تسامحها أبداً لو تزوجت دون إعلامها.. ومن السوء بما فيه الكافية ألايكون العرس مناسبة اجتماعية ضخمة في بوسطن. لكن الأكثر سوءاً ألاتخبرها مسبقاً عن زواجها، وبما أن هذا الزواج سيتم بهذه السرعة فلن يكون بمقدور هيذر وجول رايدال الحضور.. وهذا أفضل.. فالموقف مخادع.
ـ ستتزوجين من أسترالي؟
ماكانت صدمة هيذر رايدال وسخطها ليكونا أكثر وضوحاً ، لوكانت ابنتها واقفة أمامها.
أردفت:"عرفت أن سفرك لن يجلب لك أي خير"..
قدمت هولي المواساة التي يمكن أن تكون الأفضل لتسكين ثورة أمها: فيلكس أوسم رجل يمكنك أن تتصوريه، أمي.
ـ وهكذا كان والدك.
هذا خبر جديد لها وهذا يشير إلى السبب الذي جعل أمها تولع به. الوسامة والجمال هما تقريباً كل شيء بالنسبة لهيذر رايدال.. فتشوه وجه ابنتها مثلاً كان أمراً لم تستطع تحمله وهذا مازاد هولي ألماً ولكن الوقت حالياً غير مناسب لنبش الجروح القديمة..
أردفت:" وهو كذلك عظيم الثراء".
ـ من أين؟
إنها تعني هل ورث ماله عن أبيه أم جناه بنفسه.. ولكن التبجح المتكبر الضمني في هذا السؤال جعل هولي تغضب..
ـ من الألماس أمي.. لا أدري ما إذا سمعت بألماس كيمبرلي الملون، لكنه أروع ألماس في العالم.. وفيلكس يمتلك مناجم منها وهو من مشاهير العزاب بل هو الملك بينهم.
ـ لاتكوني سوقية الألفاظ هولي.. أعتقد أنه قد يكون مقبولاً .
ـ أنا تقبلته على أي حال.
ـ أجل ..حسناً أعتقد أن علي أن أكون ممتنة لأنك أعطيتني علماً .. ولماذا الاستعجال؟ لا يعجبني هذا.. هلا أخبرتني الحقيقة كلها؟
ـ أمي!
ـ إذن لماذا لا تتزوجين بشكل ملائم؟
تنهدت هولي.. فمخاوف أمها طبيعية: أنا لست متورطة معه أمي.. فيلكس ببساطة لايريد الانتظار.
ـ النساء يجعلن الرجال ينتظرون.. من غير اللائق..
ـ أمي! سأتزوج اليوم! أرجو منك أن تتقبلي الأمر!
ران صمت قصير بعد مقاطعة هولي الحادة لأمها.. ثم جاء القبول بشكل بارد: أتوقع أن يتمكن جول من الحصول على ملف عن فيلكس ويستون هذا، لنتمكن من إطلاق الخبر هنا. لكنني سأكون شاكرة إن أرسلت لي صورة زفاف.. وأشك أن يرضي هذا صفحات المجتمع..
ـ أشك في أن يرغب قيلكس بالدعاية على أي حال.
ـ هولي .. أنا لا أفهمك.
ـ لا أظنني أفهم نفسي.
وسمعت تنهيدة ثقيلة عبر الهاتف: متى سنلتقي به؟
ـ سأدعك تعرفين في الوقت المناسب أمي .. سأرسل لك العنوان الكامل حين أراسلك.
فجأة، كان في صوت هيذر رنة إلحاح: هولي .. هولي.. منذ متى تعرفين هذا الرجل؟
ـ أعرفه مدة تكغي لأعرف أنني أريد الزواج به.. أمي.. أرجوك لا تقلقي. أعدك..
ـ هولي هذا ليس رداً .. أنت تتجنبين الرد..
أطلقت نفساً متحشرجاً : ـ هولي.. لقد عرفت أباك مدة أربع ساعات حين.. حين وقعت في حبه بجنون.. ورغم ما شهرناه نحو بعضنا بعضاً، تبين أنها كانت غلطة رهيبة. لم نعرف بعضنا معرفة جيدة.. صدقيني أنني أعرف قوة الجاذبية الجسدية.. لكن.. عزيزتي.. غريب.. إنها لا تذكر متى آخر مرة سمعت مثل هذا الاهتمام والقلق العميق في صوت أمها: أمي..
ونفرت الدموع من عينيها: الأمر أكثر من هذا .. حقاً .. أنا لست صغيرة كما كنت أنت .. أمي .. أرجوك.. تمني لي الحظ.
ارتجف صوت الأم:" ألن تنتظري؟".
ردت هامسة:"لا".
ـ أتمنى.. أتمنى فعلاً لك السعادة هولي.. ماكنا يوماً على تواصل لكنني أردت لك دوماً كل ماهو أفضل.. تعرفين هذا.. أليس كذلك؟
ـ أجل.. أجل أعرف أمي.. بالتأكيد..
كانت الغصة في حلقها وبدا لها أن من السخف أن تكون عاطفية إلى هذا الحد.. مع ذلك.. ربما في الزواج ما يقرب الأمهات والبنات معاً ، مهما كانت المسافة بينهما بعيدة.. لم تكن غلطة أية واحدة منهما لأن نظرتهما إلى القيم والحياة مختلفة..
ـ شكراً لك أمي.. أشكرك لكل مافعلته من أجلي..
تنهدت:" هولي.. أتمنى أن تكوني عارفة بما تقدمين عليه".
ـ وأنا كذلك.. يجب أن أنهي المكالمة الآن أمي. سأتصل بك في القريب العاجل.
أحست هولي براحة كبيرة لإنهاء المكالمة التي لم تتصور للحظة أنها ستكدرها.. ربما حين تلتقيان مرة أخرى تعودان إلى ما كانا عليه من التباعد.. كقطبين متناحرين.. لكن، كان من الجيد، ولو لمرة واحدة، أن تطمئن أنها ليست ابنة اللايزر بالنسبة لأمها.. وأنها تهتم فعلياً بها.. مسحت عينيها وسحبت نفساً عميقاً ..ثمة أمر واحد يمكنها القيام به لإسعاد أمها وهو أن ترسل لها صورة عن الزفاف ولتكون الصورة جيدة عليها ارتداء ثياب تعجب أمها.. وبما أنها لن تسمع من فيلكس شيئاً إلى مابعد الظهر فهذا يعني أن لديها الوقت الكافي للخروج ولشراء بزة العرس.. وشيء مميزمعاً . على أي حال، الزواج مناسبة مميزة بحياة الإنسان.. مهما كانت الترتيبات غير طبيعية. استمتعت فعلاً بفترة الصباح وجابت فيها ثلاث دور للعرائس قبل أن تجد ماتريده. أعجبت بعدة أثواب رومانسية، ولكنها فكرت في النظرة الساخرة التي ستظهر في عيني فيلكس الخضراوين.. تلك البذلة الحريرية البيضاء التي اختارتها كانت رائعة، بسيطة، وأنيقة، وغالية الثمن. أبرز طرازها الكلاسيكي، ثنايا جسدها. وهذه السترة، وهذه التنورة ما كانتا أكثر تناسباً مع جسدها، لو أنها طلبت تفصيلهما على مقاسها.. ثم اعتمرت قبعة صغيرة أنيقة تتناسب مع البذلة، مصنوعة من القماش الحريري ذاته، ثم اشترت حذاء وحقيبة لتتم زيها. أخيراً عادت إلى الفندق مسرورة بما اشترته.. نشرت كل شيء فوق السرير، لتستمتع بالتطلع إليها.. ثم طلبت غداء خفيفاً إلى غرفتها. ما إن وضعت الهاتف من يدها، حتى بدأ يرن مرة أخرى.. فالتقطته ثانية، ولكم أدهشها سماع صوت فيلكس الذي اتصل قبل وقت مما اتفقا عليه.
قال بلهجة ماكرة: حاولت الاتصال بك طوال الصباح..
ردت بصراحة مماثلة: لقد أبعدت اللوحة من المعرض.
ـ أعرف هذا .. أردت فقط أن أتأكد ما إذا كنت بحاجة لشيء.. ثياب أو ماشابه..
ـ أنا على مايرام.. شكراً لك.
رد ساخراً :" عرفت أنك ستكونين منظمة.. ولم أتوقع ماهو أقل من هذا".
ردت بتحد: بإمكانك التراجع ساعة تشاء فيلكس.
قال بصوت: " ثلاث ساعات على العد العكسي".
ردت بحدة:" عظيم"!
ـ لسوء الحظ ثمة مشكلة إضافية علينا الاهتمام بها . فأمي تطالب بمقابلتك، ولقد وصلت هذا الصباح.. ولأنك العروس العتيدة، يجب أن تظهري بهذا الدور.. وأعتقد أن الملابس التي عندك تغطي هذا الأمر غير المتوقع! .
إذن لهذا كان يتصل بها! ابتسمت هولي.
ـ أمي تطالبني بشيء أيضاً فيلكس، صورة عن الزفاف. لذا اشتريت بزة مناسبة هذا الصباح. فهل ترتب أمر المصور، أم أرتبه أنا؟
تمتم بشيء من بين أنفاسه قبل أن يرد: اتركي الأمر لي. هل بمقدورك أن تكوني جاهزة في الساعة الثانية؟
ـبكل تأكيد.
ـ أمرت رئيس مصممي الجواهر أن يأتي من " بيرت" ومعه مجموعة مناسبة لعروس من الماس.. وأظن الفكرة ستعجبك. وإذا سار كل شيء كما يجب سأجلبه معي إلى غرفتك في الساعة الثانية.. بعض القطع قد تتطلب بعض التجربة.
ـ كما تشاء..
لايعني الألماس لها شيئاً .. لكن لم يعد هناك شك أنها الأساس في هذا الزواج.. ولاتستطيع إحباط فيلكس بهذا الخصوص.
قال بصوت متهكم: أيتها الآنسة الصغيرة الباردة.. هل لديك فكرة كم من المثير.. ؟ لا.. لاتردي على هذا.. أنا واثق أنك على علم بما أنت مقدمة عليه.
وانقطع الخط فجأة . فيما كانت تضع السماعة مكانها، لم تستطع إلا الابتسام لنفسها ابتسامة عريضة.. لقد زل لسان فيلكس.. وكشف أنه يجد واجهتها الباردة، مثيرة. ربما توصلت إلى نفسه كما توصل هو إليها.. وإذا كان الأمر هكذا.. حسن جداً ، فقد تكون عروس الماس، لكنها ستكون زوجة لن يسهل على فيلكس ويستون التخلص منها.
أفقدها انفعالها شهيتها، لذا عندما وصل الغداء لم تستطع إلا تناول السلطة.. وهمس لها التعقل أن إحساسها بالبهجة والترقب غير مبرر في مثل هذه الظروف.. لكنها مسرورة كثيراً بالاستعداد للزفاف.
استحمت واعتنت بأظافرها وتعطرت، وارتدت قبل الثانية بخمس دقائق.. ولم يبق أمامها. غير اعتمار القبعة ولكن عليها ألاتعتمرها إلابعد زيارة الجوهري.. وضعت شيئاً من التبرج الأنيق على عينيها فعليها أن تظهر أجمل مايمكن أن تكون، فثمة صورة تريد إرسالها إلى أمها.. لم تكن هولي ممن يهتم بالتوافه التي تهتم بها النساء عادة ولكنها عرفت أنها تبدو كأفضل ما يمكن أن تبدو.
وعندما رآها فيلكس بعدما فتحت له الباب برقت عيناه علامة الرضا.. فخفق عندئذ قلبها بقفزة مثيرة ولم تستطع غير رسم ابتسامة مهذبة على شفتيها.. انتزعت عينيها عن الزوج العتيد إلى الرجل الذي يرافقه. كان رجلاً صغير الجسم، تجاوز منتصف العمر.. كتفاه منحيتان قليلاً ، وشعره رمادي.. ولكن عينيه كانتا حادتين من فرط الفضول وهو يقوم هولي.
قدمهما فيلكس بسرعة: أريك تانر.. هولي هل لنا أن ندخل؟
ـ كيف حالك سيد تانر؟
ومدت له يدها فسارع الرجل ينقل حقيبته من يد إلى أخرى ليصافحها وقال مبتسماً ابتسامة مشرقة: تسرني مقابلتك آنسة رايدال.
أصدر فيلكس صوتاً فيلكس صوتاً ينم عن نفاد الصبر.. فنظرت هولي إليه نظرة فوقية، مع أن نبضها كان يتسارع بسببه.. تراجعت إلى الوراء ولوحت للرجلين ليدخلا إلى الغرفة. أسرع أريك تانر إلى الطاولة الموجودة تحت المرآة ووضع حقيبته عليها، ثم أخذ يفتح أقفالها المتعددة.. ووقف فيلكس إلى جانب هولي وعيناه الخضراوان تومضان بإعجاب متهكم.
قال بصوت منخفض: لقد كسبت إعجاب السيد تانر.. لكنك أبرع ما يكون في الكسب.. أليس كذلك؟
ردت بسخرية مماثلة:"أعرف كيف يكون الخاسر.. والواقع أنني لم أجد الخسارة تجربة سعيدة".
ثم توجهت نحو الجواهري الذي فتح الحقيبة، وسألها الرجل: أتعرفين مقاس خاتمك آنسة رايدال؟
ـلا.. سيد تانر.. لا أعرفه.
ـ هل لي بيدك اليسرى.. أرجوك؟
جرب سلسلة من الخواتم على إصبعها الثالث حتى عرف القياس.. بعد ذلك، نظر إلى أذنيها فلاحظ القرط الذي تضعه.
ـ عظيم، إنهما مثقوبتان.. لا مشكلة إذن .
أعطى فيلكس علبة متمتماً : هذا هو القرط.
ثم رفع علبة أخرى من حقيبته وفتحها دونما اكتراث.. عندما شهقت هولي شهقة ملؤها عدم التصديق ابتسم الرجل، وقال لها بفخر: نجمة الشرق.
كانت القلادة فعلاً أشبه بنجمة في وسطها الألماس النفيس وكان حجمها ولونها الوردي الأخاذ يسلب الأنفاس.راقب فيلكس عن كثب و الجواهري يثبت السلسلة البلاتينية حول عنقها، ثم قال: سنرفعها قليلاً .. أجل هذا ممتاز.
أزيلت القلادة عن عنقها، وعادت إلى حقيبة الجوهري الذي قال لفيلكس: لن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً فيلكس.
ـ عظيم سنكون هنا.
ورافق الرجل إلى خارج الغرفة.
حاولت هولي استجماع شيء من رباطة جأشها.. لاتظن أن في مجوهرات أسرة رايدال مايشبه ولو من بعيد" نجمة الشرق" ، وتشك كثيراً أن يكون هناك ما يماثلها في أي مكان. إلا ربما، بين جواهر التاج البريطاني. لقد قالت لأمها إن فيلكس فاحش الثراء.. وهذه الألماسة الوردية تساوي بمفردها عشرات الملايين!
قال فيلكس ساخراً وهو يعود إليها: راضية؟
ردت بجفاء:" إنها جميلة جداً ".
التوى فمه:" بل هي فريدة من نوعها هولي.. والخاتم مع القرط يشبهانها.. ستحسدك نساء العالم أجمع عليها ".
رفع يده يداعب تجويف عنقها.. ووجدت هولي من الصعب إبقاء تنفسها طبيعياً ، وأملت أن لا يشعر بنبضاتها المتسارعة.
أردف:" ولديك الجمال الذي سيزيدهن غيظاً .. آمل أن تكوني راضية؟".
ـ راضية كل الرضا.
ـ بما أننا اخترنا هذا السبيل لتسوية المسألة بيننا، فلاداعي أن تعرف أمي أنك ابنة ايرول ماكنافش.. أنت هولي رايدال من بوسطن، ماساتشوستس، وسنترك ألم الماضي للماضي.. وإلى الأبد هولي.. فهل هذا مفهوم؟ أنا أدفع الكثير، وأنت لم تفعلي إلا القليل القليل.
إذن الفريق الآخر كان يتألم أيضاً ، وليس أبوها فقط هو الذي تألم.. لكن هذا غير مهم الآن .. قالت تذكره: كما قلت أنت ليلة أمس.. أنا لست غبية.. ثم لدي كرامتي.
بحثت عيناه الخضراوان عن عينيها بنظرة إمعان ثم قال ببطء: ماكنت لأظن هذا.. لكن لابد من مجيء وقت نعرف هذا، جميعاً .
قالت:" أنت ستعرف وحدك".
لم يكن هناك جدوى من القول له إنها لاتنوى أبداً إيذاء أحد.. ولكن لو أظهرت له أي ضعف لداسها.. ولو عرف يوماً ماذا فعل بنفسه.. لقتلها على الأرجح.
انتزع الرضا البرودة من عينيه.
ـ هل أطلب منك الكثير؟. أتظنين أنك تستطيعين التظاهر بأنك تحبينني بجنون من أجل أمي؟ أفضل أن تكون سعيدة.. لاتعيسة.
ـ شرط أن تمثل ذلك أيضاً من أجل أمي. بضع لقطات للزفاف المبارك؟ أتظن أنك قادر على تحملها؟
ارتفع حاجباه لسخريتها: ألاتعرف أمك ماكنت تنوين عليه؟
ـ أمي لاتعرف أكثر مماتعرف أمك. وهي تكره ماقد يذكرها بزواجها الأول، بل يؤلمها مجرد ذكر اسم أبي.
ـ إذن .. نحن في صدد خدعة كبيرة.. على الأقل، لن يكون الأمر مملاً.
وضحك ضحكته المثيرة الأجشة.
ردت لتخفي سرورها ببسمة جافة: هذا بالضبط ما أفكر فيه.
التقط يدها ووضع علبة الأقراط في كفها: هذه هي الأقراط.. من الأفضل أن تضعيها الآن.
جلس مشيراً إليها أن تتوجه نحو المرآة: هيا.. ألا تموتين شوقاً لتريهما في أذنيك؟
قالت بسرعة:" لم أطلبهما فيلكس".
أمرها وعيناه تقسوان:ضعيهما.. كنت أنوي دوماً أن أهديهما إلى عروسي عندما أتزوج.
تسلل الشعور بالذنب إلى قلب هولي فهو كان يريد تقديم القرطين إلى المرأة التي يحب.. ولكنه ليس صغيراً .. أتراه لم يستطع أن يحب امرأة؟.. كما أنه لم يكن مجبراً على الموافقة على الزواج بها.. وهو اختارها هي عروساً له.. ويريد منها تدعي حبه أمام أمه.
دنت من المرآة دون جدال.. كانت تشعر به يراقبها وهي تفتح العلبة.. وتألق القرط مشعاً في وجهها .. توسطت كل ألماسة وردية مجموعة من الألماسات البيضاء الصغيرة.. أصغر بكثير من ماسات القلادة، ولكنها رائعة مثلها.. ارتجفت يداها قليلاً وهي تأخذ الزينتين الذهبيتين وتعلق ثروة في أذنيها.
قال ساخراً :إنها تناسبك.. وهذا ما ظننته.
ـ يسرني أنك راض.
برقت عيناه خطيراً لكنه سيطر على نفسه، وهز رأسه مشيراً إلى السرير: هل هذه القطعة الجميلة قبعة؟
ـ أجل.. وهل تحب رؤيتها على رأسي كذلك؟
ـ ولم لا؟
كانت تضعها بدقة على رأسها حين عاد الجوهري.. رد فيلكس على الباب لكنه لم يتركه يدخل بل سمعته هولي يشكره ثم عاد إليها ليقول معلقاً على القبعة: ذوقها رفيع.
ثم فتح إحدى العلبتين اللتين كان يحملهما، وأخرج منها القلادة. وعندما وضعها حول عنقها اقشعرت بشرتها ولكن عيونهما تلاقتا في المرآة، وللحظة قصيرة تبادلا النظرات.. فهما غريبان على وشك الدخول في أقدس العلاقات بين المرأة و الرجل.
تمتم فيلكس:" والآن، الخاتم".
واشتد وجهه توتراً وكأن هذه اللحظة أزعجته بطريقة ما.. ثم دس الخاتم في إصبعها.. كانت الألماسة الوردية أكبر بقليل من تلك التي في القرطين، لكن التصميم واحد.. جمع فيلكس العلب الثلاثة، ورماها في حقيبة ملابسها، وقال وهو يتوجه نحو الهاتف: إن انتهيت من توضيب حقائبك فسأستدعي الحمال.
بعد ثلاثين دقيقة خرجت هولي من الفندق، وتوجها إلى شقة فيلكس، وعندما وصلا استقلا مصعده الخاص.. شعرت وهما في المصعد بتوتر فيلكس.. وبعدما توقف المصعد، لم يسارع للخروج منه، بل مال إلى الأمام وضغط زر إغلاق الباب.. ثم بدا أنه يستجمع شجاعته قبل أن يستدير نحوها.
ـ تذكري أن أمي وزوجها لا يعنيان لك شيئاً .. تظاهري أنك لا تعرفين شيئاً عنهما..
هزت رأسها تسخر من سخرية القدر فهي فعلاً لا تعرف شيئاً عن امه وزوجها! حتى أنها لاتعرف اسميهما!
ـ إذا كان هذا ماسندعيه، فلاتنس القيام بالتعارف الرسمي، فيلكس.
التوى فمه: وبإمكانك كذلك الادعاء أنني أنا وأنت.. حبيبتي.. زوجان سعيدان.. فابتسمي. وابتسمت
ـ ابتسامة غير سيئة ولكن أضيفي إليها بعض الدفء و التألق، وعندئذ ستكون ابتسامتك أكثر إقناعاً.
ـ أعطني الدفء ، أعطيك إياه.
أحست أنه يسترخي وهو يضحك: سأقوم بما هو أكثر.. كوني متأكدة من شيء واحد .. ستعرفين الليلة مامعنى تكون زوجتي . ليس عليك إلا التفكير في هذا ومامن أحد سيشك بشعوري نحوك.
اجتاحت موجة من الحر هولي، بينما عيناه تجولان في جسمها بتفجر ملتهب. إنه يسعى إلى تخفيض قيمتها لتكون امرأة أخرى في حياته. المسألة ليست رغبة بقدر ماهي حاجة ملحة للانتقام منها بأقدم طريقة عرفها الزمن وهي طريقة سيطرة الذكر. برق وميض التسلية و النصر في عينيه، عندما لاحظ ارتفاع اللون الأحمر إلى وجنتيها. ابتسم وتلمس بشرتها المحترقة بأطراف أصابعه.
ـ لديك الآن الحرارة و الدفء.. فلاتنسي الابتسامة. حبيبتي.. القليل من الإشراق مطلوب. فكري في الألماس.
ثم حرك أصابعه نحو زر المصعد مجدداً، وفتح الباب. لم تكن مستعدة للصدمة التي عصفت بها حين دخلت إلى غرفة الاستقبال، ونهض الزوجان المنتظران عن الأريكة.. في هذا الوقت احتاجت هولي إلى كل الانضباط الذاتي الذي تملكه لتحافظ على ابتسامتها في مكانها. دل وجه المرأة على الكبر.. لكن جماله لم يتغير.. فما زالت تانك العينان الهائمتان كما كانتا عندما رسمهما أبوها في اللوحة.. تسعيان إلى شيء ما.. تتذكران شيئاً ما .. تشتاقان بألم إلى شيء ضاع إلى الأبد.. وهاتان العينان تعلقتا بوجه هولي وكأنهما تريان منظراً يعذب روحها.
قدمهما فيلكس لها: هولي.. هذه أمي وزوجها، دونا و جاك ويستبرون.
سمعت هولي القلق في صوته مع أنه حاول ادعاء الاسترخاء. دونا. رنة صوت ناعمة تتردد عبر جبال كيمبرلي، وتهمس في الحقول التبنية الشاحبة لتبقى متواجدة في زوايا الشغف الزرقاء.. دونا.. العينان الشاردتان بقيتا معلقتين بوجه هولي تسببان لها توتراً حاداً. مد جاك ويستبرون يده نحو هولي ليبعد نظرة زوجته الشاردة، لكن يده أمسكت بيد المرأة إلى جانبه.. لأن تلك المرأة همست بصوت أجش متقطع: إنه هو.. لاشك أنك تراه جاك.. فيلكس يخدعني.. يخدعنا معاً.. إنهما عينا ايرول.. ولون شعره.. وليس هذا صدفة مجنونة.. لا يمكن أن تكون أي شخص آخر.. إنها ابنة ايرول.
الماضي.. الذي أراد فيلكس إخفاءه لم يعد في طيات النسيان بل أصبح هنا.. حياً ينتفض ويضج بالألم في هذه الغرفة.








يتبــــــــــــــــــــع

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 09-09-08, 02:40 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94019
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: bobo doll عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bobo doll غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تسلمي ياقلبي على دي الجزئيه

بس حابه اعرف كم فصل باقي

 
 

 

عرض البوم صور bobo doll   رد مع اقتباس
قديم 09-09-08, 08:33 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,042
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الله يسلمك ياقلبي..باقي من رواية .. 9 اجـــــــــزاء

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 12:31 AM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 87632
المشاركات: 50
الجنس أنثى
معدل التقييم: Miis Nano عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Miis Nano غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تسلمي ياقلبي على التكملة
مررررررررررررررررره حماااااااااس

 
 

 

عرض البوم صور Miis Nano   رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 01:13 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63116
المشاركات: 68
الجنس أنثى
معدل التقييم: hinata عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hinata غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

thank you soooooooooooooo much

 
 

 

عرض البوم صور hinata   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
bride of diamonds, ايما دارسى, emma darcy, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات احلام الرومانسية, روايات رومانسية, رواية, رواية الماس لوبكى
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t87723.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط§ظ„ظ…ط§ط³ ظ„ظˆ ط¨ظƒظ‰ This thread Refback 27-03-16 10:43 PM
Untitled document This thread Refback 30-04-10 09:01 PM


الساعة الآن 11:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية