لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-08, 09:44 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

قالت هيلاري بغير إشفاق : بل تعرفين وهذا يفسر كل شيء .. زيادة وزنك مزاجك المتقلب وافتقارك للشهية والإغماء … ثم استعجالك بالزواج .. لهذا السبب ترفضين أن تخيط لك السيدة انغلوز ثوب العرس إذ تخشين أن تشك فيك .
_ ستشك بالتأكيد لأنها شديدة الملاحظة .
أمسكت يد هيلاري بقوة : ويجب ألا تعرف .. يجب ألا يعرف أحد .. العرس قريب .. وفي بعض الأحيان يلد الطفل الأول قبل أوانه .. أليس كذلك هيلاري ؟
وتذكرت الذعر في صوتها حين قالت منذ زمن بعيد ليس هناك ما هو مخيف في الظلام .. أليس كذلك هيلاري ؟ ليس هناك غول يأتي إلي إن لم أنم ؟
توسلت لورنا مرة أخرى : ألا يأتون هكذا ؟
تنهدت هيلاري : لا أعرف حبيبتي .. ربما .. وهل يهم على أي حال ؟ قد تحدث أمور كهذه ..
قالت لورنا بسرعة وهي تتعلق بيد هيلاري : لكن الأمر مهم .. لا أريد أن يعرف أحد ….
ابتسمت هيلاري مؤنبة : لكن الناس يعرفون .. فأنا عرفت .. وهناك تشارلي ..
_ لا
حدقت إليها بذهول : لا أفهم .
بللت لورنا شفتيها بطرف لسانها : أنا .. لم أخبره .
سألت بذهول : لكنه لم لا ؟ حبيبتي … له الحق أن يعرف .. يجب أن تفهمي هذا .. يجب أن تفهمي هذا وهل تظنين أن لهذا فرقاً كبيراً ؟ تعرفين أنه يحبك .
_ أجل أعرف .. ولكنني لا أريد أن يعرف … بأمر الطفل .
ارتجفت فجأة : لا أريد أن يعرف أحد سواي .
نظرت إليها هيلاري باضطراب واعتقدت أنها فهمت فقد يقول تشارلي لأمه التي ستستغرب وترفض وسيظهر هذا في تصرفها نحو لورنا والله يعرف أن الأمور متوترة بما فيه الكفاية .
انحنت تلثم وجنة لورنا : حاولي أن تنامي حبي .. وقبل أي شيء انتبهي لنفسك فهذا يضر الطفل .
اشتدت أصابع لورنا حول أصابع هيلاري لحظة ثم استرخت : هيلاري ! أنا سعيدة لأنك معي .. أنا مسرورة بعودتك .. أنا بحاجة إليك فعلاً .
ابتسمت هيلاري لها : هذا عظيم … ما أروع أن يشعر المرء بأن أحداً يحتاج إليه .
نزلت للاتصال بالمصنع بغية إخبار بروس بأن لورنا لن تأخذ سيارتها .
طلبت رقم المصنع ثم طلبت مكتب بروس كانت تتوقع سماع صوت سكرتيرته ولكنها فوجئت بصوت بروس يقول : نعم
قالت مقطوعة الأنفاس : إنها لورنا .. لقد عدنا إلى المنزل باكراً لأنها لم تكن بعافية وأعتقد أن عليك أن تعرف .
قال ساخراً : حسناً ..عرفت .. ما بال لورنا ؟
قالت كاذبة : لا أدري .. ربما أنفلونزا … إنه موسمها .
فكرت : لماذا أتحدث بأمور تافهة وهناك أشياء هامة أخرى يجب أن أقولها … ليتني أجد الكلمات المناسبة .
_ حسناً .. قولي لها ألا تقلق بخصوص السيارة .. أما السيدة ستارلت فأخبريها بأنني لن أعود إلى المنزل للعشاء .
_ سأقول لها .. وداعاً بروس .
علقت السماعة بسرعة .
مل إن ابتعدت عن الهاتف لتبلغ الرسالة حتى تساءلت لماذا لن يأتي إلى العشاء أهو موعد عمل .. أم شيء خاص ؟ وجدت نفسها تتساءل كيف سيكون الأمر لو كانت واحدة من نسائه ترى ماذا سيكون الأمر لو كانت هيلاري كوارثمان غريبة تلتقي بروس جيلفورد فجأة في حفلة فيدعوها إلى العشاء ؟ .. وما هو الإحساس بأن تكون معه بدون الحاجة إلى الخفاء ؟ أن تكون بين ذراعيه … أن تعرف السعادة بدل ألم الحب ؟
همست لنفسها : أن أعرف أنه بحاجة إلي ولو لفترة بسيطة ..
مرت الأيام التالية من دون أحداث تذكر .. واجتازت لورنا أزمتها بدون أن يلاحظ أحد شيئاً .
بعد ظهر أحد الأيام ذهبت الفتاتان إلى سيكبتون حيث اشترت لورنا فستان الزفاف في هذه المرة لاحظت هيلاري أنها طلبت قياس اثنا عشر .
كانتا تسيران في الشارع الرئيسي تشاهدان منصات السوق حيث حياهما أحدهم .. نظرت هيلاري حولها بدهشة إنه جون ميدوينتر .
تهلل وجه لورنا : جون ما أجمل أن نراك ماذا تفعل هنا ؟
أزور زبوناً .. وماذا عنكما ؟
_ نتسوق ……
وانتظرت هيلاري منها أن تذكر ثوب العرس لكنها تابعت بالقول بصوت عفوي : كنا سنتناول الشاي هل لديك وقت ؟
رد مبتسماً ووضع نفسه بينهما : دائماً .. أعتقد أنه يوم سعدي .
قالت لورنا بعد جلوسهم على طاولة الشاي :لماذا تزور الزبائن ؟ خلت أن مركزك أهم من أن تزورهم .
كشر وجهه قليلاً : اسمياً أجل .. لكن عملياً أنفذ ما يطلب مني .
اختلست إليه هيلاري النظر وهو يهذر مع لورنا إنه جذاب جداً لكن في فمه وذقنه ضعفاً أساسياً لم تلحظه من قبل .. ربما أن حياته سهلة وتذكرت جمال أغنيس ووقاحتها وفظاظتها معه ولكنها لم تكن قط مختلفة عما هي عليه الآن ولا ريب أنه عرف هذا حين تزوجها .
فكرت : يا للغرابة كيف شعرت يوماً بميل تجاهه .. ولكنها في تلك الفترة من الأيام كانت تنظر للحب من وجهة نظر مثالية ورومانسية ولكن ما فات قد مات وقد تهشمت مثالياتها إلى الأبد .
التقطت فنجان الشاي ترتشفه في محاولة لتهدئة الضيق المؤلم المفاجئ في حلقها ..
كانت غارقة في أفكارها العميقة وهم يعودون إلى موقف السيارات ولكنها انتفضت عندما سمعت صيحة لورنا : أوه اللعنة لقد نسيت قفازي على طاولة المقهى .. يجب أن أعود لأسترده .
قالت هيلاري التي لاحظت علامات التعب عليها : لا ابقي هنا في السيارة .. سأذهب أنا .
أسرعت إلى غرفة الشاي
تبحث عنه فلم تجد أثراً للقفاز أخيراً عثرت عليه في المحل حيث اشترتا الفستان .. دفعته هيلاري على عجل إلى حقيبتها ثم عادت تركض إلى موقف السيارات .
ولكنها لم تجد أثراً للمينى السوداء وبدل ذلك أبعد جون نفسه عن روفر خضراء وتقدم منها معتذراً .
_ اضطرت لورنا للذهاب .. تذكرت أنها على موعد مع القسيس لأمر يتعلق بالزهور في الكنيسة .. وطلبت مني أن أعيدك .
كادت هيلاري تصرخ غيظاً .. لكنها جمعت ابتسامة هادئة وكلمة شكر مهذبة ثم صعدت إلى سيارته لولا سخافة الفكرة التي طرأت على بالها لظنت أن لورنا ناورتها لتكون بصحبة جون .. فهذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها عن موعد القسيس .. لقد تقرر معظم التفاصيل حول مراسم الزواج وانتهى أمرها .. وبسبب ملاحظة لورنا عن حب هيلاري القديم له بدا من المحرج أن تكون في صحبته هكذا .
تبادلا أحاديث عامة منها الفرق بين السكن في يوركشاير ولندن .. بدا جون في هذا حسوداً قليلاً .. فسألت : أليس لشركة والد زوجتك فرع في لندن ؟ تستطيع الانتقال إلى هناك بالتأكيد .

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
قديم 06-08-08, 09:45 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

بالسهولة التي تبدو .. إذ يعتبر الانتقال إلى هناك عادة مكافأة على تصرف جيد .. ولا أظن أنني أتأهل لهذا !
سألت : يا الله!ماذا فعلت ؟
رد بخفة : خطيئة إهمال الواجب .. على الأقل هذا ما أظنك ستسمينه والفشل في الوفاء بعملي مائة بالمائة و الأخطر فشلي في التوفير حفيد ووريث للاينر العجوز .
_ ولكن مازال الوقت باكراً على الإنجاب فلم يمض على زواجكما سنوات عديدة وقد ينتهي بكما الأمر بأن تنجبا ستة أولاد .
قال جون ساخراً : أشك كثيراً في هذا .
غيرت هيلاري دفة الموضوع بسرعة لأنها تتطفل على مسائل خاصة مع أنها لم تلق صداً من جون ولاذا بالصمت حتى وصلا إلى ستونكليف فأحست هيلاري بالسعادة لانتهاء الرحلة .. والتفتت إليه تشكره وتدعوه إلى فنجان قهوة لكنه رفض كما توقعت .
ثم سرعان ما شعرت بالصدمة فقد وصلت سيارة خلف سيارة جون .. سيارة باتت تعرف صوتها جيداً .
تمتمت بوحشية : أوه اللعنة !
ودخلت المنزل تاركة بروس و جون يتبادلان التحية ولم تكد تصل الدرج حتى ظهر بروس في الردهة السفلى فناداها بصوت حاد هامس : هيلاري ! هل لك أن تنزلي إلى هنا أرجوك ؟ أريد كلمة معك .
ترددت هيلاري .. فأضاف برقة : أرجوك لا تضطريني إلى الصعود لأنزلك هيلاري .
ارتدت على عقبيها عائدة أدراجها فمرت به ثم دخلت إلى المكتبة فلحق بها ورمى حقيبة أوراقه على الطاولة وعندما راح يتأملها بدا وجهه قاتماً ومخيفاً .
قال : أنت لا تصغين أبداً للتلميحات أو للتحذيرات كم مرة يجب أن يقال لك إن جون ميدوينتر ليس لك ؟
ارتجف صوتها وهي ترد : وكم مرة يجب أن أقول إنني لا أهتم به أبداً ؟
_ لا أظن زوجته تجد تأكيداتك مقبولة وقد تتساءل لماذا اخترت قضاء بعد ظهر اليوم معه وكيف يستطيع جون أن يجد وقتاً ليجوب الريف معك .
_ ما أسهل أن يفترض المرء ما يريد بروس لم أقض بعد الظهر معه .. كنت مع لورنا في سكيبتون إلى ما قبل النصف الساعة الأخيرة ولكنها تركتني مقطوعة هناك فوجدتني بين أمرين إما القبول بعرض جون .. أو الانتظار ساعات حتى استقل الباص .
التوى فمه بعدم تصديق : وهل التقيت به صدفة ؟ وهل قررت لورنا لعب دور كيوبيد .. عجباً .. فكرة من هذه ؟
انتفضت هيلاري .. أهذا دافع لورنا ؟ أتصدق تلك الغبية أنها لا تزال تحمل في نفسها حباً لجون ؟
رفعت ذقنها تنظر إليه بتحد : ليست فكرتي بالتأكيد .. فجون لا يؤثر في أبداً .
_ هذا مؤكد فتاة الأمبر قادرة على اختيار من تشاء .. وهو بالنسبة لمرتزقة فاسقة حقيرة مثلك فاشلاً عديم الشأن .
صعقتها وحشية كلماته لكنها قالت ببرود : شكراً … هل لي أن أذهب الآن ؟ أم لديك بعض الإهانات الأخرى ؟
قال ساخراً : الحقيقة مؤلمة .. أليس كذلك ؟
_ الحقيقة ! وماذا تعرف عنها ؟.
_ أعرف كل ما أحتاج إليه هيلاري … تعرفين أنني درست الموضوع عن كثب سنين عدة إذا كنت تذكرين ورغم كل الدلائل كدت تخدعيني فترة حتى بدأت أظن ..
وتردد ثم شد فكيه ورأت عضلة صغيرة تنتفض بلا توقف … ثم قال : هذا غير مهم الآن .
ابيض وجهها غضباً : إنك لعلى حق … فرأيك بي لا يهم أبداً فطالما كرهتك وطالما عرفت أنك متعجرف قذر لا تهتم بشيء …
_وماذا عنك أنسيت روي هورلي ؟ أنسيت أنك استسلمت له كامرأة عديمة الأخلاق ؟
وقعت كلماته كضربات المطرقة على وعيها .. و لأنها ترفض أن تتركه يعرف مدى ألمها جعلت صوتها حلواً كالسم : ولماذا بروس .. هل تغار من روي المسكين ؟
رأت قبضته تتكور بشدة فذعرت وتساءلت ما إذا كان العنف في صوته سيتحول إلى واقع جسدي .
لكنه أجاب : لا حبيبتي .. لا أغار منه أو من أي غبي مننت عليه .. بسخاء لكنني لا أريد أن يصبح جون أحدهم فهو صديق .. ولا أظنه قادراً على التحمل حين يكتشف أن هذا غير صحيح !
_ وما هو غير صحيح ؟
كانت حمقاء لأنها طرحت هذا السؤال
_ مظهرك هيلاري … هاتان العينين البريئتان وهذا الفم الشهي … لا شك أن حواء كانت هكذا حين استيقظ آدم في الجنة فرآها قربه .. يا حلوتي .. لكنك لست حواء .. بل أنت ربة الشر الفاسقة ذات الوجه الملائكي والروح الفاسدة .
ارتفعت يده فأمسكت ذقنها بقوة حتى أنها تساءلت بذهول عما إذا كان وجهها سيصبح مكدوماً : لا آبه كم رجلاً في حياتك في لندن هيلاري ولا تهمني طبيعة الحياة التي تعيشينها هناك .. ولكنك هنا وسيكون عليك أن تحسني التصرف إذ أرفض أن يتعرض هوود أو لورنا للمعاناة بسبب المزيد من الكلام عنك .
_ مزيد من الكلام .
انتزعت نفسها منه بالقوة : هلا شرحت لي عما تتكلم ؟
قال ببرود : أتكلم عن أمر حدث قبل سنتين هل تصورت أن زياراتك للأخوين هورلي والآخرين لم يلاحظها أحد ؟ أو ظننت أن ما من أحد من المجتمع سيعرف أو يتكلم ؟ لقد قيل لي تلميحاً بأن علي أ أفتح عيني على نساء منزلي .. أتعرفين هيلاري … لم أصدق في الواقع ما يقال و أظنني ضحكت يومها وقلت أنهم مخطئين وسخرت من الشائعات والنظرات الجانبية والتلميحات المستورة حتى رأيتك بأم عيني تعودين من منزلهم في وضح النهار فحاولت أن أقنع نفسي أن الشائعات المحلية تجعل من الحبة قبة وأن البراءة في عينيك حقيقية .
أفلتت شهقة من شفتيها .. إذن رغم كل ما فعلته .. ورغم كل ما قاسته .. ما تزال هناك شائعات و أدركت أن لورنا هي المجهولة التي كان يهتم بها أدعياء الخير وأن ما من أحد منهم قد ذكر اسماً .. ولكن يا للأسف افترض بروس أنهم يشيرون إليها ! وكان الافتراض طبيعياً لأن لورنا أصغر سناً من أن يشك فيها أحد 0
أحست بالغثيان فجأة …
_ حسناً ؟ أليس لديك ما تقولينه ؟
_ وهل من جدوى ؟ هل لي أن أذهب الآن ؟
_ بكل سرور … لكن أريد منك أولاً وعداً مهما كانت قيمته بأنك ستتركين جون وشأنه لا أعرف أي خداع استخدمت لإقناع لورنا بتركك معه ولكن ..
قاطعته متوترة : لو قلت لك لن تصدقني حسناً لك وعدي سأبتعد عن جون فهل اكتفيت الآن ؟
ظل صامتاً لحظات ثم ابتسم ابتسامة قاسية لا شفقة فيها وقال ساخراً يقلدها : لو قلت لك لن تصدقني .
كانت آخر سنتين قاحلتين أقنعت نفسها فيهما أن قسوة بروس المتعمدة قتلت فيها ينبوع الدفء والعطاء في داخلها … لقد استخدمت جاذبيتها وشهرتها وفتنتها لإبقاء العالم بعيداً عنها ولقد نجحت .
أما الآن فتعرف أنه نجاح واه … لقد تصرفت ببرود وأبقت معجبيها على بعد ذراع ليس لأن فيهم عيباً بل لأن حبها لبروس لم يمت .
يا إلهي … فكرت مذهولة .. ليته يلمسني … ليته يعانقني .
رأته يدنو خطوة منها ثم يتوقف وفمه يلتوي بازدراء ذاتي .
قال : سألت إذا كان بإمكانك الذهاب … فماذا تنتظرين ؟
تحركت شفتاها لتقولا بصمت كلمة : لا شيء .
ثم ارتدت على عقبيها مبتعدة .

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
قديم 06-08-08, 09:53 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8_ جنون لا يشفى
ذلك المساء كادت هيلاري تتشاجر مع لورنا
قالت غاضبة : ما الذي دهاك لتفعلي شيئاً كذلك لتفعلي شيئاً كهذا ؟ لقد جعلتني أبدو غبية بلهاء .. ثم ما هذا الموعد المزعوم مع القسيس ؟
هزت لورنا كتفيها بعدم اكتراث .. كانت جالسة إلى طاولة الزينة تسرح شعرها فنظرت إلى هيلاري إلى هيلاري والقلق في عينيها :
إنها مشكلة تتعلق بالتراتيل .
تراتيل ؟ ظننتها تتعلق بالزهور .
وهذه أيضاً … تعرفين كيف هي هذه الترتيبات الصغيرة …
لكن تلك الكلمات لا تخدع هيلاري .
ولم تستطيعي الانتظار خمس دقائق ؟
لقد تأخرت .. ولم يعترض جون … أنا واثقة .
أما أنا فأعترض …
وأرادت أن تضيف : وكذلك بروس لكنها أردفت : وهل أتممت كل الترتيبات في الكنيسة ؟
تلاعبت لورنا بفرشاة شعرها : ليس تماماً .. لم أجد القسيس الذي خرج لعيادة مريض لذا كان كل شيء مضيعة للوقت .
تنهدت هيلاري متعبة : حباً بالله لورنا .. ماذا تحاولين أن تفعلي ؟ لا أصدق أنك كنت تريدين مقابلة القسيس .
ران صمت قصير ثم قالت لورنا بتمرد : حسناً … شكراً لم لأقابله الحقيقة أن جون أزعجني فصعدت إلى السيارة وانطلقت غاضبة .. أنا .. أنا لم أفكر فيك إلا عندما أصبحت في منتصف الطريق .. وبدا لي من غير المجدي أن أعود فقد عرفت أن جون سيقلك .
_ حسناً شكراً على كل الأحوال .. ما الذي قاله لك حتى أثيرت حفيظتك على هذا النحو .
وضعت لورنا بعض قطرات من العطر على معصميها .
ضحكت مترددة .
لن أجادلك لأنني لا أعرفه إلى هذا الحد .. هل سيأتي تشارلي إلى العشاء الليلة ؟
_ لا .. لأنهم يتوقعون زواراً من أقاربهم وعليه أن يساعد في تسليتهم .
دهشت هيلاري : ألم يطلب منك أن تكوني هناك ؟
ردت لورنا بحدة : بلى .. طلب لكنني رفضت .. فبعد الزواج سأرى ما فيه الكفاية من أفراد عائلته الكبيرة ولم أرى سبباً يدعوني للبدء منذ الآن .
ثم ابتسمت لهيلاري ..
_ هل ننزل الآن ؟ أحب فستانك .. ليتني أرتدي هذا اللون الأخضر .. إنه لون لطيف .
عندما دخلتا إلى غرفة الجلوس حيث كان هوود بانتظارهما وجدتاه مسروراً وأعلن أن علاجه الفيزيائي قد بدأ يعطي ثماره
قال مبتسماً لهما : وقد أعود إلى حقل الغولف مجدداً … والتفتت إلى لورنا : لكنني لن أستطيع تسليمك إلى عريسك حبيبتي إلا إذ أردت تأجيل الزواج بضعة أشهر .
صاحت لورنا بعنف تقريباً : لا !
ونظر إليها والدها مستغرباً قبل أن يلتفت بروس الواقف في نهاية الغرفة قرب النافذة أجبرت لورنا نفسها على الابتسام ولكن هيلاري لاحظت أن مفاصل أصابعها المشدودة معاً كانت بيضاء من فرط التوتر .
_ أنا … آسفة دادي .
قال هوود بلطف : لا يهم حبيبتي لم أكن جاداً على أي حال .. لن أقف في وجه حب الشباب .. من المؤسف ألا يكون تشارلي هنا ليسمع صرختك اليائسة .. فلو كان موجوداً لأشتد غروراً دون شك !
تمتمت لورنا رداً ما ومرت لحظة التوتر .
أخذت الهدايا مع اقتراب موعد العرس بالوصول بكثرة .
قالت بغضب تقريباً ذات صباح وهي تنظر إلى آخر الهدايا : ليتني لا أتلقى هدية من أحد ! ليس عندي مكان لكل هذا .
قالت هيلاري : لكنك لن تقضي حياتك كلها في تلك الشقة .. حين تكبر عائلتك فستحتاجين إلى المنزل أكبر .. أما هذه الأشياء فيمكن خزنها حتى ذلك الوقت .
ارتجفت لورنا قليلاً : هذا صحيح .
سألتها هيلاري : ما الأمر حبي ؟
_ كنت أفكر .. في السنوات القادمة التي سأكون فيها زوجة تشارلي يبدو لي هذا غريباً .
نظرت هيلاري إليها بقلق فابتسمت : أنا سخيفة فقط .. أتعتقدين أن هذا ما تشعر فيه كل عروس .
_ ربما … لا أدري ..
_ لا .. ألم تفكري قط بالزواج هيلاري ؟ وبما أنك عارضة ناجحة لا فلا شك أنك قابلت العديد من الرجال ألم يكن بينهم من أعجبك ؟
_ هذا غير كاف للزواج .
وأضافت بينها وبين نفسها : أو للحب .
وابتسمت : اكتفي بزواجك حبي ولا تحاولي تزويجي أنا سعيدة بما أنا عليه .
سعيدة جعلتها الكلمة تنكمش في داخلها .. هل كانت يوماً أقل سعادة من الآن ؟ حتى العذاب البارد و الإذلال اللذين دفعاها بعيداً عن هذا المكان أصلاً .. أفضل بكثير من الجحيم الذي تجد نفسها فيه .
أخذت تتجنب بروس قدر الإمكان وكانت مهمة سهلة بسبب غيابه شبه الدائم عن المنزل .. ذات صباح تذمر هوود لأنهم لا يرونه كثيراً هذه الأيام وهذا ما جعل هيلاري تعتقد بأنه يختلق الأعذار للبقاء بعيداً .. قالت لنفسها إن عليها أن تكون شاكرة صنيعه ولكنها في الواقع كانت تبكي في داخلها .
قريباً ستتزوج لورنا وقريباً تترك ستونكليف إلى الأبد .. فعندما تعود سيكون عملها بانتظارها وسيكون ستانلي منتظراً أيضاً .
جاء الزوجان ميدوينتر إلى العشاء في بعض المناسبات و أحست هيلاري ببرودة مميزة في تصرف أغنيس نحوها لا شك أن أحداً أخبرها بأنها كانت في سيارة جون ..
لكن هيلاري لم تتوقع التطور التالي .. فقد كانت بمفردها في غرفة الجلوس ذات ظهيرة حين انفتح الباب ودخلت أغنيس ترافقها السيدة ستارلت المرتبكة المنظر ..
وضعت هيلاري الصحيفة التي كانت تقرأها من يدها ووقفت : أوه مرحباً أغنيس .. هل تريدين محادثة لورنا ؟ إنها غير موجودة .. إنها ..
قاطعتها أغنيس : لا أريدها بل أريدك أنت .
قالت هيلاري بحذر : لا أفهم .
ضحكت أغنيس ضحكة مقرفة : أوه .. بل تفهمين .
دنت بعدوانية من هيلاري ووقفت تنظر إليها : ابتعدي عن زوجي !
انفجرت هيلاري : أوه .. هيا الآن أ،ا لم أره إلا معك .
_ كذابة ! كنت معه في سيارته يوماً . أظنك تقابلينه سراً .. أنا لست غبية !
ضبطت هيلاري غضبها بجهد : نعم أنت ليست غبية .. لكن توشكين أن تجعلي من نفسك غبية وبلهاء .. لقد أوصلني جون مرة .. مرة واحدة فقط والحقيقة أننا لا نهتم ببعضنا بعضاً أبداً .
ضحكت أغنيس حكة وعدم تصديق : وتتوقعين أن أصدق قولك ؟ تغير منذ عودتك كلياً أصبح مزاجياً قلقاً ويكاد لا يرد علي بأدب .. و أصبح غير قادر على تنفيذ عمله كما يجب ولهذا غضب والدي منه .
_ ربما هو مريض .
_ ربما مريض بالحب .. هو متأثر باهتمامك به .. إنه رجل بكل ما للكلمة من معنى .. لكن لا تتصوري أن وراء هذا التأثر شيئاً آخر .ز جون هو زوجي وهو يعرف حده .. ولن يتركني .
أحست هيلاري بالقرف والقلق بسبب تعابير أغنيس السوقية .
_ هل أنت واثقة من هذا حقاً ؟ أعتقد أن زيارتك اليوم دليل على عدم الأمان .
ارتفعت يد أغنيس التي طبعت صفعة على خذ هيلاري استجابت لها بصرخة .
في هذا الوقت بالذات أتاهما صوت من ورائهما يسأل : ماذا يجري هنا بالضبط ؟
ارتدت إليه أغنيس شاكية : بروس آسفة على الفضيحة .. ولكنني لم أستطع التفاهم مع هذه الفتاة .. إ،ها لا تدرك مدى الأذى الذي تسببه لي ولزوجي .. جئت أتوسل إليها أن تبتعد عن زوجي ويبدوا أني فقدت أعصابي .ظ
قال بروس بصوت لطيف : أقترح أ، تعودي إلى بيتك أغنيس .. لن يفيدك وجودك هنا .. سأتعامل مع هيلاري .
رافقها إلى الباب واختفيا معاً …
عندما عاد بروس كانت تغلي من الغضب فقالت بغيظ : قبل أن تتفوه بكلمة .. لا علاقة بيني وبين جون وإن كان على علاقة مع امرأة أخرى والله يعرف أني لا ألومه فعلى امرأته الفاتنة أن تبحث في مكان آخر عن شريكته .
_ أيتها الحمقاء الصغيرة ! ألم أحذرك من أغنيس ومن غيرتها ؟ الله يعلم أنك بذلت كل ما في وسعك لتصبي الزيت على النار منذ رحت تتحدثين عن حبك له في الطفولة وقبلت أن يقلك بسيارته .
أرادت أن تحتج .. فليست هي من ذكر حب الطفولة بل لورنا .. و لورنا هي التي أجبرتها على موقف اضطرت فيه للعودة مع جون إلى البيت أرادت أن تقول ذلك ولكن شيئاً ما أبقاها صامتة ..
تابع بروس بقسوة لا تلين : من الأفضل أ، تشكري حظك لأنها صفعتك فقط .. فما كان سيفيد وجهك كثيراً لو استخدمت أظافرها .. وهذا ما هي قادرة على فعله عادة .
أحست بموجة من الغثيان فقد ظلت ترى وجه أغنيس متجعداً بالغضب والغيرة .. للحظات ارتفعت يدها إلى وجهها المحترق .
_ هيلاري .
في صوت بروس حدة تشبه القلق فردت عليه بصوت منخفض : أنا بخير .. دعني أجلس لحظة .
تمتم بين أنفاسه وتحرك كنمر ينقض على فريسته ورفعها بين ذراعيه ليضعها على الأريكة .
فتصلبت ذعراً : دعني وشأني !
_ اصمتي .. سأحضر لك القهوة .http://www.liilas.com

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
قديم 06-08-08, 09:56 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

_ لا أريدها .
وأجهشت بالبكاء .. تساقطت من مآقيها دموع غزيرة لم تستطع السيطرة عليها ..كانت تتدحرج على خديها الشاحبين .
_ دعني بمفردي .. أرجوك .. أوه .. لماذا أجبرتني على المجيء إلى هنا ؟ ليتني مت أولاً !
قال بصوت أجش : و أنا ؟ وماذا تتصورين شعوري ؟ أتظنين أنني لم ألعن اليوم الذي جئت فيه إلى هنا ؟ أتعلمين أ،ني تمنيت لو أن الماضي مات ودفن ألف مرة ؟ لكن المسألة ليست بهذه السهولة هيلاري …
وانخفض صوته حتى الهمس : أنت كالجنون داخلي .. أنت حمى لا أستطيع الشفاء منها .
دس أصابعه في شعره بقسوة حتى كاد يشده .. ثم تحولت نظرته إليها إلى وجهها الجميل.
فأضاف بصوت أجش هامس لا يكاد يسمعه أحد : يا الله ! هيلاري .. أعيدي لي راحة البال !
ومال إلى الأمام يرفعها عن الأريكة يضمها .. حاولت المقاومة ولكنه أثبتها على الوسائد فلم تقدر .. أمسك بوجهها بين يديه برقة فتلاشت تحت سيادة لمسته كل رغبة عندها بالمقاومة .
سمعت هيلاري نفسها تتأوه وانسلت يداها إليه بلهفة فطوقتا عنقه ..
فجأة غابت مرارة السنيتين وعادت مرة أخرى فتاة صغيرة يخفق قلبها بجنون وجنون من قلبها المجنون .
أدركت الآن الحقيقة فقد كانت تقول لنفسها طوال حياتها إنها تكرهه ولكن هذا غير صحيح وهذا ما تعرفه الآن .. آه ! في البداية رفضته كرهت تسلطه لكن أراءه كانت مهمة جداً عندها وكانت تتأثر بأية كلمة إطراء منه ولو عرضية ومع أنها كانت نادرة إلا أنها كانت تعتز بكل واحدة منها وعندما نتبادل المزاح مع لورنا عن فتياته كانت تشعر بذلك الألم الغريب الحاد في أعماقها .
أقنعت نفسها أن تصرفه الغاضب المزدري معها كبت أنوثتها وفرض عليها حملاً لن تستطيع معه أن تستعيد حيويتها .. وكلما كان يقترب منها أي رجل كانت تتشنج .. وها هي الآن تعرف السبب .
حملتها غريزتها كالعمياء نحو الخضوع .. وهذه هي السلطة التي يملكها عليها .. بحيث أنها وهي مجروحة الكرامة إلى أقصى مدى منه تبقى مستعدة للزحف عند قدميه من أجل كلمة حنان أو عناق .
فجأة صاح متأوهاً لا . وابتعد عنها رأت ناراً تحترق في أعماقها وكانت خصلات شعره تتدلى على جبينه .. نظرت هيلاري إليه ليقرأ ما في قلبها من حب له .
همست بشوق : بروس .
هز رأسه وتمتم : يا إلهي هيلاري .. ماذا نفعل ؟ جننا بلا ريب .
نظر حوله مزدرياً نفسه : في غرفة جلوس أبي وهي غرفة ممكن أن يدخلها أي شخص ولكنك تجعلينني أنسى كل شيء حتى الإحساس بالحشمة .
أحنت هيلاري رأسها بانكسار فمد يده يمسح بها على شعرها وكأنها عادت طفلة صغيرة وبعد قليل شعرت به يرفع شعرها البني الأحمر بين يديه ويحمله إلى فمه ويدفن وجهه في أعماقه الكثيفة ارتجفت وتذكرت أنه منذ أيام ارتد بقرف لأن شعرها لامس وجهه .. ولكنه ابتعد متمتماً بشيء من بين أنفاسه وارتمى رأسها إلى الخلف على كتفه .
قال بصوت أجش : ماذا تفعلين بي ؟ أنت تدمرنني ! ثم توقف هنيهة قبل أن يردف : أخرجي قبل أن يأتي أحد .
سمعت أصواتاً تقترب من غرفة الجلوس فهبت مسرعة وخرجت من الأبواب الزجاجية إلى الهواء النقي البارد .. إنها فترة العصر ويكاد الظلام يحل والثلج لا يكاد بل بدأ بالتساقط ولكنها رغم ذلك نزلت درج الشرفة المسقوفة إلى الممر المرصوف بالحصى الذي يدور حول المنزل غير عابئة بالبرد .
لن تستطيع مواجهة أحد أو المشاركة بالحديث ومشاعرها مشتتة .
لقد اتضح لها الآن أن بروس لم يقل كلمة واحدة عن الحب تكلم عن الرغبة وعن الحمى .. وهذا كل شيء .. ارتجفت فجأة تقول لنفسها إن الثلج والريح يؤثران فيها فقررت السير ببطء حول المنزل لتحمي نفسها .
قالت لنفسها : لا تكوني حمقاء ! إنه لا يبحث عن علاقة دائمة بل عن دواء للحمى التي فيه .
وقفت تحدق أمامها بدون أن ترى شيئاً وكانت رقع الثلج على وجهها كالدموع المتحجرة .
عادت إلى المنزل من الباب الجانبي وفي نيتها التسلل إلى غرفتها بهدوء لتغير ملابسها استعداداً للعشاء لكن الردهة بدت مزدحمة على غير العادة و هوود هناك يبدو وسيماً وأنيقاً في إحدى ستراته المخملية و بروس واقف خلفه .
خفق قلبها بشدة .. وفكرت : يا إلهي كم أحبه ! أرادت منه أن ينظر إليها أن يبتسم لكنه لم يبتسم بل بدت عيناه بعيدتين متحفظتين كعيني غريب .
قالت لورنا : آه ! ها أنت يا حبيبتي .. هيلاري هل خرجت من تحت الثلج بدون معطفك ؟ ستصابين بإلتهاب رئوي لهذا لم أستطع أن أجدك !
_ وهل كنت تبحثين عني ؟
سؤال غبي .. لكن ماذا يهم ؟ فلا تريد أن تعرف إلا سبب ظهور بروس فجأة بمظهر غريب .
ضحكت لورنا : في سائر أنحاء المنزل تلقيت مخابرة هاتفية من شخص صوته مثير جداً . اسمه ستانلي ويبدو مشتاقاً إليك .
تسمرت هيلاري في أرضها وقالت : هذا مستحيل لأنني لم أذكر له المكان الذي أقصده .
ضحكت لورنا : لقد عرف عنوانك من فتاة تدعى جوليا وقال أنك ستسامحينه على هذا حسناً حبيبتي أعتقد أن عليك إبداء السرور .. أليس من الرائع وجود شخص مخلص يتشوق لعودتك ؟
لم تنظر هيلاري إلى بروس وقالت بخفة : أمر رائع والآن هل عذرتموني .. سأصعد لأغير ملابسي .
سألت لورنا : لكن ألن تتصلي به ؟
اشتدت أصابع هيلاري على خشب درابزين الدرج وقالت : فيما بعد ربما .
وتابعت الصعود بدون أن تنظر للخلف .
حين أصبحت في غرفتها فكرت في أن ستانلي كما هو واضح شرح للورنا عن تقاربهما والواضح أنه مستاء من اختفائها المفاجئ من حياته ولكنه يا للأسف اختار أسوء لحظة ليثير اهتمامها وأطلقت تنهيدة مسكين ستانلي سيستاء كثيراً حين يعرف أنها لم تفكر فيه بالأيام الأخيرة ليس له أية أهمية ف حياتها ولن يكون له أبداً وهذا أمر يجب أن يعرفه بلطف قدر المستطاع متى التقيا مجدداً .
استحمت وغيرت ملابسها .. مشطت شعرها حتى أصبح براقاً ومشعاً ووضعت قرطاً من اللؤلؤ في أذنيها .
حين نزلت إلى غرفة الجلوس وجدت تشارلي هناك ولكنها رأت أن هناك خطباً ما .. فقد وقف مع لورنا قرب النافذة يتحدث إليها همساً وبدا غاضباً و لورنا متمردة ..
غار قلب هيلاري عندما تناولت كوب عصير من بروس وشكرته بلطف رسمي فارتد صامتاً وراح يتحدث إلى هوود في الناحية الأخرى .. يا إلهي أتمنى ألا يعود إلى بروده فقلبها لا يتحمل منه الجفاء والنبذ ..
دنت من النافذة ووقفت تتطلع إلى الظلام في الخارج .. بدا أن الثلج يتساقط بسرعة فائقة ..
راقبت هيلاري لورنا أثناء العشاء وأقلقها أن ترى أنها و تشارلي لم يتبادلا الحديث إلا قليلاً وأنه يضع على وجهه ملامح الشخص المجروح ولم يكن من المستغرب بعد إدخال السيدة ستارلت للقهوة إلى غرفة الجلوس أن تعلن لورنا فجأة أن لديها صداع و أنها ستذهب لتنام ولم يكن مستغرباً بأن يختلق تشارلي عذراً واهياً بعد دقائق .. أما بروس فانسحب لمكتبه مع القهوة لإنهاء أعمال مكتبية .
حين صعدت إلى غرفة لورنا دقت بلطف على بابها آملة أن تكون مستيقظة لتتحادثا قليلاً ولكنها لم تلق جواب .
دخلت إلى غرفتها متألمة من برودة بروس وراحت تفكر في ما عليها فعله لتبعد عنه تلك البرودة والقسوة وبعد تفكير وجدت أن لا سبيل لمحادثته لتعرف ما يضايقه فآخر ما تريده في هذه المرحلة أن يسيء الظن بها أو يفسر كل ما يتعلق بها على نحو خاطئ .

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
قديم 06-08-08, 09:57 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

خرجت من الغرفة وتوجهت نحو الدرج حين وصلت إلى الردهة رأت شعاع نور رفيع من تحت باب المكتبة ففتحت الباب ودخلت من دون أن تقرع .
كان مصباح المنضدة مشتعلاً والأوراق منثورة على سطحها الأملس المصقول لكنه لم يكن يعمل بل كان مرتداً في كرسيه إلى الوراء وقد خلع سترته وربطة عنقه أما أكمامه فمرفوعة بدون ترتيب لتكشف عن عضلات ساعديه القوية وشعره الأسود يتدلى بغير ترتيب على جبهته .
سأل بهدوء : ما الأمر هيلاري ؟
لم ترد عليه بل وقفت تنظر إليه فكرر : ما الأمر هيلاري ؟ أتريدين شيئاً ؟
فتحت يدها أمامها وكأنها تتوسل : أريد محادثتك .
_ عم تريدين التحدث ؟
_ عنا ؟ عني وعنك .
رد ببطء : لا تفسري ما حدث بعد الظهر على نحو خاطئ .. فقد محت أحداث أخرى كل شيء وأنا لا أحتاج إليك ولا أطلب وجودك هنا .
أجفلت وسألت همساً : لكن .. لماذا ؟ لماذا تفعل بي ذلك ؟
رفع كتفيه : لعدد من الأسباب لن أزعجك بها كلها فلنقل إنني أفكر في ذلك المسكين المنظر في لندن الذي يعتقد أنك تستحقين الانتظار .
_ ستانلي ؟ أتعني ستانلي ؟ لكنه لا يعني لي شيئاً لي ..
_ لا شك أنه يعني لك شيئاً ما دمت تشاركينه حياتك .
_ حياتي ؟
ثم صمتت لأنها تذكرت كيف أنها تعمدت تضليله في أنها و ستانلي يعيشان معاً .. وابتلعت ريقها بصعوبة : أوه فهمت .
يسرني أنك فهمت .
استقام في جلسته ونظر إليها من بين عينين نصف مغمضتين : وجهك جميل هيلاري وجسدك مغر لكن هذا كله مجرد واجهة فلا شيء أبداً وراء عينيك وابتسامتك لا وفاء لا إخلاص لا أنوثة ولا دفء .. ألهذا تضيعين نفسك في علاقات عابرة لأنك تعرفين أن لا عمق في طبيعتك يخولك إقامة علاقة حقيقية مع رجل ؟ لماذا لا تحطمين هذه القوقعة التي أحطت نفسك بها ؟ إذا كان ستانلي هذا يحبك قاطعته بهدوء إنه لا يحبني .. ولا أحبه .. فكما قلت إن علاقتنا عابرة .
أضافت لنفسها : لكن ليس كما تظن .. وأكملت بصوت مرتفع : بروس ما إن ينتهي العرس حتى أرحل ولن تراني مجدداً
قال بصوت أجش : أعي ذلك صدقيني .
عليها أن تجمع شتات شجاعتها : أعرف أن رأيك بي منحط ولم تردني قط أبداً عضواً في عائلتك ولم ترد أمي حتى .
_ لقد تعلمت نقبل أمك .
ووضع فنجان القهوة من يده بقوة فانسكب البن على المكتب المصقول .
قالت هيلاري لقد سكبت القهوة .. سيدبغ الخشب .. أليس معك منديل ورقي أو قطعة قماش ؟
قال ساخراً أتحاولين إقناعي بكفاءتك المنزلية ؟ لن يفيدك ذلك هيلاري .. فابتعدي عني .
عقدت ذراعيها أمامها وكأنها تحمي نفسها من الازدراء الذي في صوته ..
أرف بصوت خال من الشفقة : لقد تكلمت للتو عن أمك .. ماذا سيكون رأيها لو رأت بعضاً من صورك منشورة في المجلات ؟ ذلك المايوه المذهب مثلاً ماذا كانت ستقول لو رأت طفلتها الصغيرة مصدر فخرها وسرورها معروضة في ذلك الثوب ليراها العالم كله ؟ ألن تتساءل من أين تعلمت تلك النظرة التي توحي بأنك تعرضين الجنة في عينيك ؟
همست : كنت أنظر إليك بروس .
_ لي أنا ؟
وضحك بوحشية : ولماذا أنا .. هيلاري ؟ ما الذي جعلني مميزاً بين الكثيرين ؟
داخلت المرارة صوتها : أو ليس من التقاليد أن تتذكر الفتاة أول حب لها .
_ الحب … يا إلهي !
رمت رأسها إلى الوراء تحدق إليه : لقد تكلمت عن أمي وعما ستظنه بي وبحياتي كعارضة أزياء ..وماذا كانت ستعتبرك بروس ؟ ماذا لو عرفت بما كدت تقدم عليه تلك الليلة قبل سنتين ؟
قال ساخراً : تفكير سليم هيلاري لكنه غير مقنع فذلك الخنزير القذر روي هورلي لا يعاشر عذراء أبداً وتلك الحفلات التي يقيمها حفلات فجور وفسق ولولا مداهمة فرقة مكافحة المخدرات المنزل لقام بذلك عدد من المحليين كيف تجروءين بعد اختلاطك بنذل مثله على إدعاء البراءة .
_ ومن قال أني اختلطت به ؟ الشائعات القيل و القال الغمز واللمز ؟ لكنني أقسم أن ما من أحد ذكر اسمي .. ما من أحد قال لك إن هيلاري كوارثمان كانت في إحدى حفلات روي هورلي .. هل سمعت باسمي بروس ؟ لا أحد يستطيع لأنني لم أكن هناك قط إلا بعد ظهر ذلك اليوم الذي ذهبت فيه إلى هناك لأحذرهما ..
وصمتت لأنها أدركت أنها تخوض في منطقة خطرة .
_ تحذرينهم مم ؟ من المداهمة الوشيكة ؟ أمن فرقة الانتقام المحلية التي أنشئت ؟
هزت كتفيها بيأس : لأحذرهما فكما قلت لقد ساءت سمعتهما .
قال ساخراً : يا له من اندفاع للخدمة العامة وهل من المفترض حقاً أن أصدق هذه الخرافة ؟
حركت هيلاري يديها بقلق : وهل يهم لو صدقت ؟ ولكن مهما كانت القصة التي سأقولها فستبقى على رأيك ولن تصدق إلا أسوء الأمور عني أصبحت معتادة على هذا الآن .
وضحكت بوحشية : يا إلهي كم اعتدت على هذا كنت حمقاء لأنني صدقت أن الأمور قد تختلف !
_ إنها وجهة نظر واقعية بكل تأكيد أما بالنسبة لنا أنا و أنت فعاجلاً أم آجلاً سيتدخل ستانلي أو أي شخص سواه ولا أنوي أن أحول نفسي إلى علامة افتخار أخرى تعلقينها على حزامك .. يا حلوتي .
جاء دورها للسخرية : حذار يا حبيبي … فهذا اعتراف صريح بضعفك .
ؤد بهدوء : إن كان ما تقولينه صحيح فاعلمي أنني قادر على التغلب على هذا الضعف .. شكراً لك والآن عودي لغرفتك وغداً نتابع حياتنا كالعادة ونتظاهر بأن ذاك العناق المجنون الذي تبادلناه لم يحدث .
ابتسمت ساخرة : ما ألطفك ! لكنني لا أستطيع النسيان بسهولة فأنا .. أريدك بروس .
لم تؤثر فيه كلماتها وظل جامداً كالحجر .
_ ليس الأمر بهذه البساطة بالتأكيد المسألة مسألة أولويات .. وأولوياتك في مكان آخر والآن اخرجي من هنا .
ظلت واقفة للحظات وهي غير قادرة على تقبل فشلها ونبذها مرة أخرى الأمر تقريباً ينافي العقل إنها تعرف دون أي غرور تأثيرها في معظم الرجال .. في وجه ستانلي جوع كلما نظر إليها مع ذلك و ها هي واقفة أمام بروس تخبره بمشاعرها فيرفضها ويطردها من حياته .
سوت هامتها بوقار مثير للشفقة وحاولت بصمت السيطرة على مشاعرها .
وقف بروس : حباً بالله .. اذهبي من هنا .
في صوته حدة فعلى ما يبدو أن سيطرته على نفسه بدأت تهتز ولكنها لم تتحطم وليس لها هنا سوى النبذ والرفض ..
ارتدت على عقبيها بصمت وغادرت الغرفة أحست بالخدر وهي تتسلق السلم ما عدا ضيق في حلقها و إحساس حارق وراء عينيها لكنها لن تترك نفسها تبكي لقد ذرفت الكثير من الدموع في السابق ..
فيما بعد فكرت بتحفظ إنها على الأرجح ستشعر بالعار للطريقة الفاجرة التي عرضت فيها نفسها لكن ليس الآن .
كل ما تستطيع التفكير به الآن هو أن تهرب تبتعد عن هذا المكان .. بعيداً عن هذا الرجل إلى الأبد .

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, dark summer dawn, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, ساره كرافن, sara craven, وشم الجمر
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية