02-08-08, 03:23 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
| المعلومات |
| الكاتب: |
|
| اللقب: |
عضو راقي ضحى ليلاس الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس   |
|
| مدونتي |
|
 |
| الإتصالات |
| الحالة: |
|
| وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
البلد دى احسن من غيرها
توقف يوسف فاتحا صدره مادا ذراعيه للامام يحتضن هذا الهواء العليل الذى سبح فى نسماته وبرودته الخفيفة التى كانت احدى الاسباب التى هونت عليه مكوثه فى هذا المكان المنعزل0 ومد بصره يملى عينيه من تلك الخضرة الشاسعة الممتدة التى غمس فيها مجهوده وصبره وعرقه0000000
ثم حول نظره ليشاهد افضل مشهد على وجه الكرة الارضية 00مشهد الغروب الذى تغوص فيه الشمس وراء هذه الرمال الصفراء الناعمة 00لتودع العالم بتلك الاضواء البرتقالية الاخاذة ليظهر من بعدها الليل الاسود الحالم0
اغمض يوسف عينيه وهو يتذكر تلك الليلة التى وقف فيها فى النافذة متطلعا الى القمر الذى كان يشاركه افكاره فى حل مشكلة الشباب المصرى 00البطالة ثم البطالة ثم البطالة
لقد اعلن رئيس الوزراء عن فرص عمل ل35 الف شاب 80% منهم فى القطاع الخاص 000اى ان الدولة وفرت 6000 فرصة عمل فقط لا غير من اصل 400000 شاب وشابة يدخلون سوق العمل كل سنة 000 وتشغيل 400000 شاب\ة يتطلب 70 مليار جنية كل عام !!!!!!!!!!!!
هل لهذه الازمة المصرية الحادة من حل؟ هل لحلم الشباب الذى تهاوى وتحطم على صخرة الواقع من امل فى تحقيقه ؟ هل لاعصاب الاسر المصرية التى كافحت ودفعت دم قلبها فى تربية ابنائها من حين لترتاح ؟
هل آن ليوسف ان يجد قوت يومة بيديه ! هل آن لوالدته ان ترتاح قليلا من حمل همه ودعواتها القلبية الملتهبة لربه ! هل آن لوالده ان يرى زهرة عمره قد وقفت على قدميه واكمل رسالته فى الحياة ونصف دينه! هل آن لشروق ان يضمها بيت الزوجية معه بعد قلقها الدائم المستمر من ايجاد اسباب لرفض كل عريس يتقدم لها ! منتدى ليلاس الثقافي
كان يوسف جالسا مع اصدقائه الذين تجمعوا على امل واحد وهدف واحد 00العمل00
كان كل شاب فيهم يشعر بالخزى والعار لمد يده كل صباح ليأخذ مصروفه من ابيه الذى يعطيه اياه مع نظرة بها حسرة وحزن ومرارة حرقت قلب كل شاب فيهم وهو يرى نفسه وقد خط الشنب فى وجهه وتخرج من الجامعة ومازال يأخذ مصروف يده 0
لقد حفيت قدماه بحثا عن عمل بشهادته او بغير شهادته وفى كل مرة يتحطم امله ويتحول لشظايا صغيرة تحتاج لعدسة مكبرة لرؤئيتها 0 بكى على حاله بدلا من الدموع دم حتى ايقن فى يوم انه لا مزيد تقدمه هذة البلد له 0 يجب ان يخرج منها ويبحث عن رزقه فى مكان اخر 0
اتسعت عيناه فى صدمة ودهشة ! وابتسمت شفتيه فى سخرية وهو يسمع من محدثه المبلغ الذى يجب ان يدفعه ليهاجر الى الخارج
حتى الحل الوحيد الذى رآه امامه تحول لسراب هو الاخر ! لكنه فى الآونة الاخيرة استمع لنصائح العديدين بأن يبحث عن مصلحته فى مكان اخر 00 مكان بعيد عن الاعين وبأقل القليل 00 مكان سيحقق له احلامه وطموحاته ليعود بعد وقت قصير محققا ما اراده 0
اعطته امه دهبها وهو يأخذه بكرامة جريحة 0 واعطاه اباه مبلغ اخذه منه بنفس ابيه ورأس منكس واستدان الباقى مع وعد برده قريبا 0
ودعته شروق بدموع ملتهبة ووجهه حزين وقلب مجروح لفراقه ووعد بانتظاره
كبت دموعه وكتم لوعته لفراقها وفراق بلدة الحبيب لكنه لم يجد وسيلة اخرى
لقد حاول وبذل مايستطيع ولم يصل لشىء 000 لعله يصل الى مايطمح اليه فى ايطاليا 0
جلس وسط اصدقاؤه فى تلك السفينة الصغيرة التى تجرى على صفحات البحر الابيض المتوسط0
اجتمعوا بأمالهم العريقة واحلامهم الواسعة
عينان كل شاب فيهم تنطق بالسعادة وقلب كل شاب فيهم يدق فى امل وفرحة لاقتراب ما يحلمون به0
كل منهم يطمع فى الكسب السريع والعودة لاحبائهم فى مصر 0 كانت احلامهم بسيطة لا تتماشى ابدا مع قوة العاصفة التى دمرت سفينتهم الصغيرة واغرقتها فرقدت الى الابد فى اعماق البحر واغرقت معها شباب فى عمر الزهور 000 شباب نشأ فى ذلك الواقع الصعب 00 نشأ يواجه ضغوط عديدة 00 كل ما يريده شقة وزوجة وحال مستور لكن ابى الزمن عليه بذلك 00 جعله يسلك طريقه غير مشروع ويدفع من دم وعرق اسرته فى حلم وسراب ضائع0
تعلق يوسف بذلك اللوح الخشبى الطائف فوق الماء وهو يذرف دموعه بلوعة ناظرا الى ذلك العدد القليل من الشباب الذى تعلق مثله بأمل فى الحياة وفى الغد
مرت عليه ساعاااات حسبها دهورا من حلكتها وظلمتها 00مات الامل وغرق الحلم فى اعماق البحر المالح 00ضياع بدون مرفأ للامان 00رأى امامه خيرة شباب مصر وهم يغوصون فى البحر المتلاطم الذى بلع امالهم واحلامهم معه0
تلقى المواساة من الكل وسمع الامال الكذابة تنطلق من افواه الجميع لكنه عاد الى ما كان عليه 00 لم يقدم له اى احد الحل 0
الا هو 00000000000000
ذلك المسئول الامنى الذى اهتم بقضيتهم وتبنى احلامهم وساعد على تحويلها الى حقيقة 0
لم يصدق عينيه وهو يريه تلك الرمال الصفراء الممتدة امامه الى مالا نهاية 00حاول ان يخبره انه لن يستطيع ان يحيا هنا وان يحول هذه الرمال الى ارض خضراء لكنه قال له جملة واحدة قوت من عزيمته 00 واشعلت حماسته
"عرقك الغزيز الذى كنت ستذرفه فى الغربة اذرفه هنا فى بلدك ووسط اهلك "
نزعه من شروده ضحكات ولديه اللذان يقتربان منه فى سرعة وورائهم تعدو شروق وهى تحمل كوب الشاى الذى يعشقه من يديها
تلقى يوسف خالد ونهى الصغيرين بين احضانه وقال وهو يجلس بجوارهم على الملائة التى فرشتها شروق على الارض:
-اريد ان اقص عليكم قصة عاشق تراب هذا الوطن 0
رفعت شروق حاجبيها فى دهشة وتعاطف قائلة:
-هل انت مستعد لرواية هذة التجربة الرهيبة ؟!
نظر يوسف الى الارض الخضراء الممتدة امامه وهو يقول بشرود :
-لقد آن الاوان ليعلمه ان البلد دى احسن من غيرها وان خيرها جميل فى اعناقنا يجب ان نرده00 فمن غيرنا سيدفعها الى التقدم ؟!
تمت بحمد الله
**********************
|
|
|
جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
العرض الشجري
