لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-08, 10:31 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


4- فرصة الانتقام


كاد كوب العصير الذي تحمله أن يقع من يدها ، عيناها انفتحت واسعتين كما تنفتح المظلة ، تسأل برعب :
- ماذا قلت ؟
- مابالك ؟ ألا تعجبك الفكرة أؤكد لك أن هناك الكثير من النساء يعملن المستحيل للحصول على فرصة إقامة علاقة مع فيكتور دومارشيه 0
وابتسم بخبث ، وفمه العريض يرتجف مكراً عند الزوايا 0
يا للتافه ال****************!
- إذاً دعهن يعملن المستحيل ! فأنا آسفة لتخيبي أملك ! أنا لست واحدة منهن ! واعتقد أن لك جرأة واضحة للتفكير بمثل هذا الاقتراح !
اتسعت ابتسامته !! إضافة أن الرجل لا يملك ذوقاً مدركاً ، فهو يملك دون شك إحساس بشعاً بالمرح!!
راقبته بقلق وهو يجر مقعده نحوها قليلاً 00
- اهدئي عزيزتي 00أنت تنظرين إلي بخفة 00العلاقة التي أفكر فيها ليست حقيقية ، مجرد واجهة لمصلحة الناس فقط 0
وماذا يفترض بهذا أن يعني ؟ هزت رأسها بعبوس وتابعت :
- أنا آسفة 00لا أفهمك 0
- إذاً دعيني أشرح لك 00كما قلت لك منذ لحظة ، في نيتي أن ألقي القبض على من يكون وراء هذه الحملة التخريبية 00دون شك أستطيع أن أفعل هذا لوحدي 00لكنني قررت إنها قد تكون أسرع لو استعنت بمساعدتك لي 0
- تستعين بي ظ أهذا ما تسميها ؟ تكاد تصفها بأنها عملية تطوعية !
- هيا الآن ياعزيزي 00دعينا لانتجادل حول التفاصيل 00ما أنوي فعله هو الاعتماد على الاهتمام الذي يبدو أن علاقتنا قد أثارته 00الجواسيس الذي يراقبونني يظنونا منغمسين في علاقة حب متقدة 00
صمت بابتسامة متعة خبيثة وهو يراقب القرف على وجهها 00ثم تابع :
- 00إذاً لاشيء أكثر طبيعية أن يتمتع حبيبين مثلنا بنزهة على جزيرة مثالية نائية في البحر الكاريبي ؟ 00ومن الطبيعي أن يلحق بنا الجواسيس ، معتقدين أننا مشغولان يبعضنا أكثر من أن نلاحظ وجودهم 00ولن يلزمنا الكثير من العناء لخداعهم والكشف عنهم 00
وبينما هو ينتظر ردها 00نظرت إليه ليجي بعينين عدائيتين 00ما كل هذا الكلام عن نحن ومعاً 00؟ أنه لاشك يفترض حتى قبل توضيح خطته لها ، أنها ستوافق على تنفيذها 00لكنها لم تعترض ، لأنها تعرف كيف يرد عليها 00هكذا استمرت في التقاط العيوب في منطقه 0
- بكل تأكيد 00بعد التهديد ، سيتوقعون حتماً أن تكون حذراً ، ولو سألتني رأيي أقول إنهم سيشكون على الفور بأن كل هذا مجرد فخ 0
ابتسم لها :
- محاولة جيدة ، لكن التحليل النفسي , كما أرى ليس من فضائلك القوية 00فبعيداً عن الاعتقاد بالفخ ، سيفترضون ببساطة أنني أتصرف حسب شخصيتي المعروفة 00ولن تكون هذه المرة الأولى في حياتي التي أقضي فيها إجازة مع شابة جميلة 0
بالفعل لا00تابع :
- أعدائي ليسوا غرباء عني ، وأنا واثق تماماً من هذا ، ويعرفون أنني لست من النوع الذي ينهار في وجه التهديد 00ويعرفون أنني لا أغير طريقة حياتي بسهولة 00وأنا واثق أنهم سيرتابون لو فعلت 00في الواقع يعرفون أنني سأعامل تهديداتهم بالازدراء الذي تستحقها 0
لايمكن لليجي أن تنكر ذلك 00على الأقل هو قادر أن يكون صادقاً حول نفسه 0ويعترف أنه زير نساء متعجرف ، يضع نزواته الأنانية قبل كل شيء0
لكنها تجاهلت تعليقه التالي وهو يقول :
- من الطبيعي أن يصدقوا كل هذه الأمور ، لأنهم يصدقون كل الهراء الذي يقرؤونه عني 0
هراء ! يا سلام ! نظرت إليه ساخرة وصرة مفاجئه لاليانور تقفز إلى ذهنها 0انها تعرف شخصياً كم هو صحيح ما يدعوه بالهراء لسوء حظ فيكتور دومارشيه0
ضيقت عينيها محاولة للتخلص من الفخ الذي يتراءى لها 0
- لماذا لا تذهب على تلك اللجنة التي ذكرتها 00تلك التي ستقرر مسألة البيع 00وتشرح لها ما يجري ؟ يمكنك بهذا تحذير أعضاءها مقدماً ، من أن يصدقوا القصص المسيئة التي قد تظهر عنك في الصحافة0
- ولنضع في أذهانهم بذور الشك ظ لا 00فلست انوي الانتحار المهني 00على أي حال ، حتى ولو أقنعت اللجنة ، فمثل هذه القصص تثير الناس علىّ 00وسأجد نفسي مرة أخرى حيث بدأت 00
ابتسمت لفكرة خطرت لها :
- أقم دعوة ضد الصحيفة 00وامنعها من نشر أية أخبار مسيئة 0
ابتسم بدورة ك
- محاولاتك لمساعدتي مؤثرة جداً 00على أي حال، أخشى أن يكون هذا الاقتراح فاشلاً أيضاً0فحتى لوحصلت على حكم محكمة ، فإن أعدائي قد يتصلون بصحيفة أخرى ، ولا يمكنني الحصول على حكم ضد كل صحف العالم 0
أحست بأنها محاصرة 00وردت بتوتر :
- لا أرى لماذا يجب أن تفعل شيئاً بنفسك على أي حال 00قلت لي أنك استخدمت تحرياً خاصاً 00فلماذا لاتترك له الأمر ؟
- قد اضطر لهذا في النهاية 00لكن كما سبق وقلت لك ، التحري الخاص مجرد دعم لي 00وأنا أفضل أن احل اللغز بنفسي 0
إنه عنيد مثير للأعصاب !
- أتفضل أن تشتري كلباً ثم تنبح بنفسك ؟
ضحك فيكتور لهذا التشبيه 0
- إذا كنت ترين الأمر هكذا ، نعم 0لكنني آمل أن أقوم بأشياء أكثر من النباح 00في الواقع أنا أتطلع شوقاً إلى لذة غرز أسناني في وجوههم القذرة 00هذه ليست لعبة 00إنه تحد شخصي ، لاأنوي التراجع عنه 0
انكمشت ليجي 00لقد حصلت على الرد 00لا يكفيه إلقاء القبض على مهدديه ن بل يجب أن يحصل على لذة تسديد الضربة النهائية !
تباً له 00وتباً لغروره 00
صاحت به ك
- حسناً 00أنا لن أتعاون معك ! فلأمر ليس ضروري ولن أقوم به !
فجأة دون مقدمات ، مال نحوها ، ممسكا ذراعي مقعدها بشدة :
- أوه 00لا عزيزتي !
وقبل أن تستطيع القيام بشيء يمنعه ، شد المقعد إليه ن مع إبقائه لها سجينة المقعد ، أحست أن قلبها يخفق بجنون 0
اقترب بوجهه منها ، مما جعلها ترتد للوراء :
- أجد من المضجر جداً أن استمر في تذكيرك بطبيعة الموقف بيننا 0
هز المقعد بشدة ن مما جعل عظامها تهتز :
- هل ذاكرتك ضعيفة لهذا الحد عزيزتي ؟
لم تستطع الرد عليه 00تابع بحدة :
- بكل تأكيد لاترغبين في أن تجبريني على كشفك ؟ فهذا سيكون خسارة كبيرة 0
يا للوغد 00!!
- لاستطيع الموافقة على ما تقترح !
انعقد الحاجبان الأسودان :
- ولماذا لا ؟ وهل هناك مانع ؟ ذلك الأمريكي الشاب صديقك 000هل خططتما لشيء ؟ كأن يلحق بك على باربادوس ؟
كانت توشك أن تقول نعم 00لكنها تعرف أن كذبتها لن تغير شيئاً حتى لو كانت صحيحة 00رجل مثله لن يسمح لأمثال آلن أن يقفوا في طريقه ، فهو يزيحهم بكل بساطة من طريقه ، أو يدوس عليهم ، كما فعل باليانور تماماً 0
هزت رأسها بوقار وأكدت له :
- لا 00آلن ليس مسافراً معي 0
- حسناً إذاً 00عزيزتي 00
هزها مرة أخرى :
- هذه مشكلة انتهينا منها 00فهل هناك مشاكل أخرى أغفلت ذكرها لي ؟
فقط ، أنني أكرهك وأحتقرك 00وبكل ذرة في كياني 00وأنني لن أسامحك على ما فعلته باليانور 00وأنني أدعو كي تتعفن في جهنم لبد الآبدين !
لكنه كان بانتظار ردها :
- إذا لم يكن هناك مشاكل أخرى ، أعتقد أنني قادر على الافتراض أنك ستقبلين 00أن تتعاوني معي ؟
نظرت ليجي على وجهه ن وهي على حافة الهزيمة ن تكره نفسها 0كيف ستعيش بعد الآن مع نفسها ؟! وهي تعرف أن هذا العدو المرير ، قد استطاع التسلط عليها ودفعها للتحالف معه 00!!وهي تسعى لدماره ؟
ثم واتتها فكرة من حيث لا تعلم 00فجأة ، ما كانت تصلي لأجله كان ينظر لها وجه لوجه 0
أطرقت برأسها لمقاومة ابتهاجها المفاجئ ن وتمتمت بانهزام :
- ليس لدي خيار 00سافعل ما تقول 0
فجأة واتتها الفكرة وكأنها نور سماوي 00وعرفت كيف ستنتقم !
عندما تركها 00انتظرت طلوع الصبح بفارغ الصبر 00
استلقت في فراشها تلك الليلة تخطط ، وفكرها متهلل بما تخططه 00وابتسمت في الظلام 00كيف اتفق أنها تأخرت هكذا للتفكير بها ؟
وفكرت مرتجفة 000يا إلهي ! لو عرف فيكتور دومارشيه!
استيقظت في الصباح التالي ، واستحمت وارتدت ثيابها أبكر من عادتها 00لقد أمرها فيكتور دومارشيه أن تقابله في البهو عند التاسعة والنصف ن حقائبها جاهزة ومستعدة للطيران إلى باربادوس وهذا يعني أن وقتها محدود للغاية 00
لحظة لامس عقرب الساعة التاسعة تماما ً ن التقطت سماعة الهاتف ، وطلبت الرقم الذي أمضت الليل تستظهره 00رن الجرس مرتين :
- مكتب تحرير صحيفة ( بوغل )
ابتلعت ريقها لتريح حلقها الجاف :
- أريد التحدث إلى مدير التحرير ، سيد كوبي 0
- السيد كوبي لم يحضر إلي المكتب بعد 00أترغبين في ترك رسالة له ؟
تأوهت ليجي فهذا ما كانت تخشاه ك
- لا00يجب أن أكلمه شخصياً000متى تتوقعين حضوره ؟
- بعد العاشرة بقليل 00هل اطلب منه الاتصال بك حين يصل ظ
في العاشرة ستكون في طريقها للمطار 00ومن هناك على باربادوس وأحست بذعر ن فهل ستفشل بسبب نصف ساعة ؟00
- هل هناك شخص آخر أستطيع أن أكلمه ؟ ماذا عن المرأة التي تكتب مقالة الشائعات ؟
- الانسه ديانا ايفرارد ؟ ليست هنا أيضاً، لكنها تصل حوالي التاسعة والنصف 0
أحست أنها ستبكي من الإحباط :
- في حال وصلت باكرة ، اتركي لها رسالة واطلبي منها أن تتصل بي فوراً 00فلأمر عاجل حقاً ، وسأكون على هذا الرقم لمدة نصف ساعة فقط0
سجلت السكرتيرة الاسم والرقم 00كانت تذرع الغرفة كقطة على رماد ساخن ، حين رن جرس الهاتف الذي جعلها تقفز لتمسك السماعة :
- آلو ؟ ليجي دايلي تتكلم 0
- صباح الخير يا عزيزتي 0
غاص قلبها كبالون من الرصاص :
- أتصل لأذكرك ، أننا سنلتقي بعد عشرين دقيقة 0
ردت بلهجة حادة :
- لم أنس 00لا تقلق 00سأكون هناك ، وداعاً0
وأقفلت السماعة 0
نظرت ببؤس إلى ساعتها 00التاسعة وثلاثة عشر دقيقة 00أحست وكأنها تعد الدقائق لموعد إعدامها 0نظرت لصورتها في المرآة 00محاولة رائعة ليجي 00من المؤسف أن تفشل 00
ثم مع بدء موت أملها ، انبعثت الحياة في الهاتف 0رفعت السماعة بقلب متجمد 00كادت تبكي فرحاً لسماع صوت أنثويا متشدقاً :
- ديانا إيفرارد 00أعتقد أنك تريدين التحدث إلي ؟
لزمها خمس دقائق لتقول ما حضرته 00فقد حفظته غيباً لمرات لا عد لها00أحست بتأثر عميق وهي تروي للمجهولة في الطرف الآخر من الخط قصة اليانور وكيف قتلها فيكتور دومارشيه00
في نهاية كشفها ن صمتت قليلا ، ثم قالت الآنسة ديانا :
- تدركين طبعاً ، أننا يجب أن نتحقق من القصة بأنفسنا قبل نشرها ؟
- تحققي كما تشائين 00كل كلمة قلتها هي الحقيقة 00وكما قلت لك أنا أنوي انتزاع المزيد من الأسرار منه 00أي نوع أنا متأكدة أن صحيفتكم ستهتم بنشره 00فأنا متلهفة كذلك لمنع عملية الاستيلاء 0
بدأت المرأة الأخرى تفكر بكلامها ك
- فهمت 00وأنا واثقة أننا سنهتم بأية قصص قد تبلغينا بها 0
حين أعادت ليجي السماعة إلى مكانها 00كانت يداها ترتجفان 00ومعدتها متقلصة 00لقد فعلتها !! وهنأت نفسها كان رأسها يترنح من هول ما فعلت 00لقد دفعت العجلات للحركة 00العجلاات التي ستحمل فيكتور دومارشيه في النهاية إلى دماره الذي يستحقه جيداً0

******************
- استرخي عزيزتي 00حاولي الابتسام قليلاً 00تذكري من المفترض أننا حبيبان حالمان ن ننطلق في رحلة كاريبية مثالية 0
عنده تلاعب خيالي بالكلمات 00كانا يتسلقان سلم الطائرة التي ستقلهما في رحلتهما إلى باربادوس00
بدل من تعذيب نفسها بعقدة الذنب ، من الأفضل لها أن تركز على ما أمامها من مهمة 00كيف ستتمكن من إيجاد توازن بين دورين تلعبهما الآن 00من ناحية هي رفيقة لفيكتور بالقوة ، وفي نفس الوقت يجب أن تشق طريقها بدفء إلى ثقته بها بما يكفي لتشجعه على مصارحتها 0
لن تكون مهنة هينة 00فلو غير تصرفها معه فجأة لارتاب بها 00من الضروري أن تتصرف بسرعة فأمامها وقت محدد لا يجب أن تضيعه لتجمع أكبر قدر من الأدلة ضده 00ولن تسنح لها فرصة مثل هذه للانتقام مرة أخرى 0
استغرقت الرحلة لباربادوس ربع ساعة 00نعمت فيها ليجي بالنعيم فلأول مرة في حياتها تسافر في الدرجة الأولى 0
قال لها فيكتور :
- أنا دائماً أسافر في الدرجة الأولى ، وكذلك السيدات اللواتي يرافقنني 00بالطبع ، أجريت الترتيبات اللازمة لإقامتنا 00حين نصل بإمكانك إلغاء الحجز في فندقك 00وسأدفع أي مبلغ قد يطالبون به 0أنا واثق أنك سترتاحين أكثر حيث نحن ذاهبان 00على الأقل ستكونين متأكدة أنه ليس هناك صراصير 0
عبست في وجهه فقال ك
- ابتسمي! حاولي إقناع من يرانا 00إذا أصريت على التجهم فسيرتابون بأنك تحقدين علي 00أو أنني لا أغازلك بما يكفي 0
إنه دون خجل 00بغيض ، بلا أخلاق تماماً 00على الأقل هو لا يشك بشيء 00
أخيراً أخذت الطائرة تهبط نحو الأرض 00أمام المنظر الذي واجهها شهقت عجباً 00تحتها كان البحر يمتد بلا نهاية ، أزرق ياقوتي يلمع تحت أشعة الشمس وكأنه جوهرة ضخمة لا ثمن لها 00في وسطه كانت جزيرة زمردية خضراء كانت تكبر وتكبر، وتزداد جملا مع استمرار الطائرة في الدوران نحو الأسفل 00أنها باربادوس لؤلؤة البحر الكاريبي0
مال فيكتور من ورائها ينظر إلى الأسفل 0
- جميلة، أليست كذلك ظ
هزت رأسها موافقة 00فهي لم تر شيئاً يماثل هذا الجمال في حياتها 0
رحلة التاكسي من المطار كانت مماثلة في الإثارة 00أخذت عيناها تتنقلان من جانب لآخر بانشداه كامل للجمال البراق ، تستوعب التلال الخضراء المتموجة المرقطة بالخباز البري القرمزي وبغابات من النباتات المتعرشة الزاهية والكاريبي العظيم المتدفق وفيه كل ألوان الأزرق المتدرجة التي يمكن للمرء إن يتصورها 0
فتنت الجزيرة الساحرة خطفت أنفاسها 00
عادت للواقع مجفلة مع انتقال التاكسي من الطريق الرئيسي على الطريق الفرعي 0
مرا عبر بوابتين مرتفعتين ، تحملان اسم ( الخليج الفضي ) كانت تظنه فندق 00لكن ما يقتربان منه ليس فندقاً 00بل فيلا خاصة 0
بإجفال حذر ، استدارت إليه :
- إلى أين تأخذني ؟
رفع حاجبيه ن وابتسم لها ك
- مابالك ؟ ألا يعجبك ؟
لم تكن المسالة يعجبها أو لا ، فلا مجال لإنكار مظهر المكان الرائع 00مايهم أنها فيلا خاصة 00بعيدة بأميال عن أي مكان 00
- ظننت أننا سنقيم في فندق 0
رد عليها بابتسامة خبيثة :
- لا00لا عزيزتي 0 في وضعنا هذا 00سنكون وحدنا معاً تماماً00دون شك ما كنت تتمنين إزعاج الفندق 00مع الناس حولنا باستمرار ؟
لكن بالضبط هذا ما كانت تتمناه 00أن تكون محاطة بالناس 00
الباب الرئيسي للمنزل كان في الطابق الأول ، سلم خشبي يرتفع نحوه وتحيط به شرفة 00فجاة انفتح الباب ، وظهرت امرأة من السكان المحليين مبتسمة ، نزلت السلم بسرعة لتستقبلهما 0
- أنا مارولا 00أرسلتني الوكالة لأعتني بكما 0
أشكر الله على هذا ! بارتياح ردت ليجي على ابتسامة المرأة 00إذاً لن تكون هي وفيكتور لوحدهما 00وهذا ما جعلها تشعر بأنها أفضل حالا!
سألتهما مارولا ماذا كانا يرغبان في شراب بارد ووجبة طعام خفيفة ، بينما تفرغ الحقائب 00فهزت ليجي رأسها ، فالحرارة شديدة في الخارج والشراب البارد هم بالضبط ما ترغب به الآن 00لكن قبل أن تقول ذلك ن قطع فيكتور المسافة بينهما ن ولرعبها سمعته يقول :
- لا أظن هذا 00ليس الآن مارولا 00فالآنسة دايلي وأنا نفضل أن نكون وحدنا 00ربما يمكنك أن ترشدينا لغرفة النوم الرئيسية 0
استدارت مارولا بابتسامة معرفة ماكرة لتشير إلى الممر الرخامي 0
- إنها هناك إلى اليسار ياسيدي ، وهي جاهزة 0 وستجدانها مريحة جداً0
رد بصوت منخفض ك
- ممتاز 0
ثم استدار ليلقي ابتسامة في وجه ليجي المحمر ك
- الآنسة دايلي وأنا 00سنتناول وجبة ما فيما بعد 00ربما ساعتين 0
ماهي إلا لحظات حتى كان يقودها ، بالرغم من ممانعتها المتصلة في لممر 00لغرفة النوم المنتظرة 0000


*************************************

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 13-07-08, 10:34 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


5- لعبة بلا قوانين

ما أن أصبحا داخل غرفة النوم ن حتى ابتعدت ليجي عنه ، واستدارت لتواجهه ك
- ما الذي تظن نفسك فاعله ؟ ألا تظن أنك تبالغ ؟
- أبداً عزيزتي 00من الطبيعي أن نرغب في أن نكون لوحدنا 00هل نسيت أننا عاشقان ظ
- لا00لسنا عاشقان! نحن فقط ندعي ذلك ! وعلى أي حال ، في رأي أنت تدفع بالأمور إلى البعيد كثيرا!
هز فيكتور رأسه ببطء ونظر لوجهها الأحمر:
- ما بالك ألا تملكين في نفسك أي عاطفة ؟ أليس لديك خيال ؟ واضح أنك لم تعرفي علاقة حب من قبل ، وإلا ما كنت مضطراً لأن أشرح لك الاندفاع الملح لحبيبين يريدان أن يكونا لوحدهما !
على الأقل هو محق في شيء واحد 00لم يسبق لليجي أن كان لها علاقة حب في حياتها ، أما بالنسبة للخيال والعاطفة ن فلديها ما يكفي لتحس أنها في خطر مطبق 00والعاطفة في نفسه هو ، هي التي تقلقها 00
بابتسامة ماكرة أدار فيكتور المفتاح في قفل الباب ، ووضعه في جيبه :
- بما أنك بهذه البراءة ، أرى أن أعطيك التعليمات 00يجب أن نتعامل فورا مع هذه الفجوة المحزنة في ثقافتك عزيزتي 00
خلع سترته ورماها على ظهر كرسي00ثم أرخى ربطة عنقه ، وجلس على السرير ليخلع حذائه 0
الرجل لا يطاق ! ما الذي يقترحه ؟ 000أحست ليجي نفسها مجمدة على الجدار 00
- عما تتحدث ؟ ولطفاً لماذا أقفلت الباب بالمفتاح ظ
- للخلوة عزيزتي 00لن نرغب أن يزعجنا أحد 0
فك ياقة قميصه ، ثم مال مستنداً إلى كومة وسائد ناعمة 0ربت على الغطاء إلى جانبه :
- تعالي عزيزتي 00تعالي وأجلسي هنا 00
لم تتحرك ليجي قيد أنملة :
- لماذا ؟
- لماذا !!00كي أتمكن من إعطائك بعض المعلومات عن الحب 00فأنت ، كما فهمت تجهلين هذه الأمور !!
نظرت إلي بغضب :
- أنوي أن أبقى هكذا !
لو تجرأ وقام بحركة واحدة نحوها ، فستصرخ حتى تدمر هذا المنزل اللعين !
لكنه لم يتحرك ، بل ابتسم قائلاً :
- إهدائي ياليجي 00لا شيء تخافين منه 0
فتح زرين من قميصه وهو يمعن النظر إليها :
- أؤكد لك أن نوع التعليمات التي في ذهني هي نظرية بالكامل ، وليست عملية 0 بماذا تفكرين ؟!
لاحظ الارتياح ، والنظرة البلهاء على وجهها :
- هل فكرت أنني أنوي الاعتداء عليك ؟ لا شك أنك تعتبرينني يائساً حقاً كي الجأ لمثل هذا التصرف الوحشي ؟
أحست بالاهانة لقوله ( يائس حقاً ) فردت عليه بحدة :
- وما المفترض بفتاة محترمة أن تظن غير هذا ؟ حين يقفل رجل الباب عليها في غرفة نوم ويضع المفتاح في جيبه ؟ أظنها ستكون معذورة في مثل هذا الاستنتاج !
- إذاً هذا ما أقلقك ؟ لكن لا يجب أن تقفزي لاستنتاجات لا أساس لها 00إقفالي الباب ، هو لأجل مارولا 00وللتأكيد على حاجتنا أن نكون لوحدنا ، دون خوف من المقاطعة 00ولم يكن بقصد إخافتك 0
نظرت ليجي إليه ، نصف مصدقة لما يقول ، فواقع أنه لا ينوي فرض نفسه عليها ، دون شك صحيح 0 فيكتور دومارشيه الفاتن الكبير لن يكون بحاجة لهذا 0 علاقاته تعتمد على رقة سحره وجاذبيته 00
أما ادعاؤه أنه لم يكن ينوي أخافتها ، فهي لا تتقبل هذا كثيراً ، إنه لاعب ماهر خبير ، عديم الرحمة 00ولن يتردد أمام شيء لتكون له اليد العليا 0
واست نفسها وهي تتقدم لتجلس إلى جانبه 000تذكري هذا : لقد اخترت عدو لدود خطير 00وإذا قللت من شأنه فسيكون ذلك على حسابك 00
سألته بابتسامة باردة :
- إذاً 00ماهي هذه التعليمات التي تنوي إعطاؤها لي ؟ هيا 00أخبرني 00كلي آذان صاغية 0
استند إلى الخلف على الوسائد ، ووضع يديه خلف رأسه :
- يبدو أنك بحاجة إلى تعليمات حول كيفية التعامل مع علاقة ، أو بالأحرى كيفية التظاهر بالتعامل معها 00بما أن وجهة النظر لكل هذا العمل هو شد الانتباه إلى أنفسنا ، يجب أن نتأكد أن تمثيليتنا الصغيرة مقنعة ، ويجب أن أقول أن أداءك في الرحلة إلى هنا كان يبعث على الشفقة 0
ارتفع اللون الأحمر إلى وجهها ، وهي تلمح لمعاناً خبيثاً في عينيه ك
- وبأي طريقة تظن أن أدائي لها يفي جداً بالمراد ؟
قطب وجهه :
- هذا ما كنت أخشاه ، ولهذا نحن بحاجة إلى الحديث 00المفترض أن نكون عاشقان عزيزتي 00وأننا شخصان يشتاقان لبعضهما 00وليس مجرد اثنين يعرفان بعضهما ، ويجفلان مبتعدين عن بعضهما كل فترة !
وضعه التصوري جعل وجهها يلتهب 00وقالت محتجة :
- بكل تأكيد يكفي أن نكون معاً نعيش في هذا المنزل 0ولا أرى أية ضرورة لأي شيء أكثر من هذا 0
- إذاً عزيزتي ، أنا مضطر لأن أصحح وهمك 00براءتك فاتنة ، لكن جهلك يجب أن يصحح 00فإذا كان لهذه الخطة أي فرصة للنجاح ، يجب إذن أن تقومي بجهد لأداء دورينا بطريقة صحيحة 00وإذا كنت تذكرين ، وافقت على التعاون الكامل 0
ابتسمت لنفسها سراً 00فليس هذا كل ما وافقت عليه 00لكنه لو يعلم ؟ قالت له :
- أجل 00أذكر 00وسأتعاون0
استرخى على السرير :
- هذا سيكون أفضل 0 وبإمكانك دوماً مواساة نفسك بواقع أن تظاهرنا هو للإرضاء العلني فقط00حين نكون وحدنا 00يكون تصرفنا من اختيارنا 0
- في هذه الحالة إذا كنت لا تمانع ، سأستغل هذه الفرصة لأستريح في غرفتي الخاصة 0
نزلت من السرير ، ومدت يدها له وتابعت بحدة :
- أعطني المفتاح ، درسك التوجيهي مفهوم تماماً0
ابتسم يهز رأسه ببطء :
- قد يكون درسي قد انتهى ن لكنك ستبقين هنا ، فهذه ، عزيزتي غرفتك وغرفتي !
- لكنك قلت لتوك 00! بالتأكيد لا تتوقع أن أشاركك غرفة النوم ؟
- أنا لا أتوقع فحسب بل أصر عليه ! ماذا ستظن مارولا لو أننا نمنا في غرفتين منفصلتين 00لا 00لا عزيزتي ، لا يمكننا المخاطرة 00مثل هذه المعلومات تنتشر بسهولة 0
أنه على حق 00أعترفت بقلب هابط 0تلعن نفسها لسذاجتها 00لم يخطر ببالها التفكير بمثل هذه التفاصيل حين رمت نفسها بكل تهور في هذه المهزلة !
- حسناً أنا واثقة تماماً أنني لن أشاركك السرير 0 لذا لاتحاول إقناعي أن هذا جزء ضروري من الخطة فلا مجال لذلك 0
- لن أحاول عزيزتي 00في الواقع ، فكرت بحل لهذه المشكلة بالذات 0الفراش على هذا السرير ، هو فراشان منفردان ملتصقان ، سأفصلهما واضع ,أحدا على الأرض ، ثم نعيد جمعهما في الصباح 0وهذا سيشمل تخريب الأغطية بالطبع 00
تابع بتسلية خبيثة :
- 00لكنني أشك في أن تتوقع مارولا أن تكون الأغطية في حالة سوية في الصباح 0
تكورت شفتي ليجي بسخط 00لديه طريقة خبيثة في التلاعب بالألفاظ ، وتجاهل للذوق السليم 0 من سيصدق بعد الآن أنها فتاة لها مثل أخلاقية عليا؟
وكأنه قرأ أفكارها :
- لا تقلقي 00إذا سار كل شيء على ما يرام ، سنتمكن من إنهاء كل شيء قبل أن تنتشر القصص حولنا 00فمن غير المحتمل أن يعرف أصدقاؤك وعائلتك في لندن شيئاً عن هذا 0
نظرت إليه بكراهية 00فالخوف من أن تعرف أمها بهذا دخل رأسها 00وبعد ما فعله فيكتور باليانور لن تسامحها أمها 00وأكمل :
- أما بالنسبة لأهل البلاد هنا ، فأؤكد لك أن لا أحد منهم سيهتم 00أما مارولا 00فلن تزعج رأسها 00واستطيع القول ، من مجرد النظر إليها إنها امرأة خبيرة 0
وهو خبير بالنساء 00طبعاً ! استدارت إليه بسخط :
- امرأة خبيرة أم لا ، لم تكن بحاجة للتمادي بإعطائها انطباع سيء بأننا على وشك التمادي في علاقتنا 0
التوى فمه :
- إن قضاءنا ساعتين معاً لا يعتبر تمادياً ، أنت حقاً بحاجة لأن تعرفي ألكثير عن الحب 0
هذا أمر لا شك فيه 00لكن لن يكون هو من يعلمها 00
تراجعت خطوة وهو ينزل عن السرير مبتسماً لها :
- إذا ماذا تقترحين لنمضي ما بقي من الساعتين ؟ يمكن لساعة ونصف أن تمر ثقيلة 0 إلا إذا ، بالطبع فكرت مجدداً في التمادي الذي كنا نتحدث عنه 0
تسمرت عينيها على وجهه ، تكره السخرية والوقاحة المشعة منه 00كيف ستتمكن من انجاز مهمتها والتلاعب به ؟ لا يمكن التلاعب معه ! والأكثر من ذلك لديها إحساس غير مريح بأنها هي التي يتلاعب بها ، بدا يفك ما تبقى من أزرار قميصه ، وعيناه لا تفارقانه 0
ابتلعت ريقها بصعوبة :
- ماذا تفعل الآن ؟
- ماذا تأملين أن أفعل ، عزيزتي ؟ طالما أنت غير راغبة في شيء ، سأستحم 0
ثم استدار متجها ً إلى الحمام 00
راقبته بقلب يخفق بجنون 00هذا الرجل هو أكثر خطراً مما تظن ، وربما تكون هذه بداية تأثيره عليها 0

************************************


أثبتت فيكتور شهامة لم تكن تعرفها فيه 0
في أول ليلة لهما معاً ، ولدهشة ليجي أصر على أن يأخذ الفراش الذي على الأرض تاركاً ليجي تنعم بفخامة السرير لنفسها ، ثم استسلم وعلى الفور في نوم عميق 00بينما تقلبت هي بشكل يدعو للأسى لوقت طويل قبل أن يأتي النوم ليستولي عليها 0 فلم يكن التعامل مع مقلات الإشاعات يروق لها 00في الحقيقة كانت تكره صحفاً ****************ة مثل ( البوغل ) وأحست إحساس غير مريح لمجرد أنها باحت لهم بسرها 0
وهي بكل بساطة لم تكن متعودة على كل هذه الأسرار والغموض 00فمثلاً 00لقد اتفقت مع ديانا إيفرارد ، أنا أي معلومات ستتمكن من انتزاعها من فيكتور ، سترسلها بالبريد فوراً لميامي ، وأنها حال وصولها لباربادوس ستعلم الصحيفة بمكان إقامتها ، في حال اضطرت للاتصال بها 0
تقلبت في الفراش يجب أن تكتب لهذه المرأة فوراً لتعلمها بضرورة إيجاد ترتيبات أخرى00لكن كيف ترسك أية كلمة وفيكتور يلازمها كأنفاسها طوال الوقت ؟ وبالتفكير هل ستتمكن من لعب دور الجاسوسة دون أن يشك بها ؟ ثم ما هي أفضل إستراتيجية لكسب ثقته ؟
كانت كل هذه الأسئلة ، لاتزال دون جواب ، حين استولى عليها الإرهاق واستسلمت للنوم00
لم يكن يبدو على فيكتور أي اضطراب على عكس حالتها المضطربة ففي الصباح التالي وهما يتناولان الفطور ، شرع باستمتاع ينفذ تمثيليتهما 0
اضطرت ليجي لوضع قناع الشجاعة على وجهها ، وهو يعرضها لكل أنواع الغزل وفنون التودد ، ألأمر الذي وفر لمارولا تسلية سهلة لاشك أنه مثل هذا الدور دائماً00لدرجة أنه قادر على تمثيله وهو نائم !!
من جهتها جارته في لعبته ، لا تبدأ شيئاً ، لكنها لا تصده ، شيئا فشيئاً00يجب أن تبدو وكأنه يكسبها وقليلاً قليلاً يجب أن تقنعه بأن يثق بها 0
كانت فيلتهما على رمية حجر من الكاريبي 00وهناك بقعة على الشاطئ محفوفة بأشجار النخيل منزوية لاستخدامهما الخاص 00هاهي الآن ، ولساعتين من النعيم ستغلق عينيها – وهي ممدة على فراش الشمس – ناسية وجود فيكتور متظاهرة بأنها لوحدها !!
لكن كل ما حصلت عليه كان بضع دقائق 0
وقع ظل فوقها فجأة ، وسأل صوت مخملي عميق ك
- يجب أن تضعي الزيت عليك عزيزتي 1 أنصحك بهذا ، الشمس هنا أقوى مما تظنين 0
جلست منتفضة 00وقالت بحدة :
- لا أحتاج لنصائحك !
- هذه ليست الطريقة الملائمة للرد على حبيبك 0
كانت لهجته حادة وهو يخفض جسده على فراش الشمس قربها 0
- قد تظنين أننا في خلوة هنا 00لكن ، من يعلم أية عيون سرية تراقبنا ؟
تطلع لأشجار النخيل المتداخلة ، ثم مد إشارته إلى البحر ، حيث مجموعة ملونة من المراكب الصغيرة :
- بكل تأكيد لا يمكن أن تتوقعي ممن عملهم التجسس علينا أن يعلنوا عن مكان وجودهم بألعاب نارية وأعلام خفاقة ؟
- بالطبع لا 00كنت سخيفة 0
صوتها لم يكشف عن مشاعرها لكنها انتظرت لحظة لتقول ك
- إذا لم يكن لديك خطط أخرى 00أريد الذهاب إلى بلدة ( بريد جتاون ) بعد الغداء 0
- لا بأس في هذا بالنسبة لي 00هل من سبب محدد؟ هل هناك شيء معين تفعلينه هناك ؟
- لا 00لاشيء محدد00لمجرد التفرج على المحلات ، وربما لشراء بعض البطاقات البريدية0
أكملت لنفسها سراً : وللذهاب لمكتب البريد لإرسال رسالة إلى ميامي 0
قال محذراً :
- حسن جدا 00لكن أرجو أن لا تكوني تخططين للضياع بين الجموع ، فهذا سيكون مضيعة للوقت 0
قلدت صوت البراءة ك
- وهل أفعل شيء كهذا ظ
وردت بنظرة باردة على ابتسامته 00لكنها في داخلها كان قلبها يخفق توتراً 00لكن كان يجب أن تتغلب على توترها وتقوم بالاتصال بديانا ايفارارد0
بينما فيكتور يغير ثيابه ن أغلقت على نفسها الحمام ،وكتبت بسرعة رسالة لديانا 00كانت في معظمها توسلاً لها أن لا تحاول الاتصال بها بل أن تكتب لها عبر البريد في ( بريد جتاون )0
ترددت لحظة : هل تضيف إلى رسالتها تقول أنها غيرت رأيها ؟ هل تتراجع الآن وأمامها الوقت اللازم ؟
متنهدة لعقت غلاف الرسالة وألصقته 00وأمرت نفسها ، فكري بإيجابية !
قادها فيكتور نزولا على السلم الخشبي إلى حيث الكاديلاك البيضاء المؤجرة 0 وقال مبتسماً :
- إلى مهمة ( بريد جتاون )0
مزاجه الجيد استمر طوال بعد الظهر ، وهو يأخذها في جولة حول العاصمة :
- يقال أن ( بريد جتاون )هي الأكثر انكليزية بين مدن الكاريبي 00ولسوف تشعرين بأنك في بلادك 0
نظرت ليجي للساحة المغبرة بواجهات محلاتها الملونة ، وأرضها المرصوفة بالكوبالت وردت ساخرة :
- أوه 00أجل إنها مثل انكلترا تماماً 00في كل التفاصيل خاصة في الطقس 0
- لا يمكنك توقع شيء 00فالطقس الانكليزي فريد من نوعه 00لكن أراهن أنك لم تكوني تتوقعين أن تجدي نفسك وسط الكاريبي وفي وسط ساحة ترافلغار 0
أكملت قائلة :
- أنظر إلى نسخة مصغرة من تمثال نيلسون 00كان هذا بالفعل مفاجأة 00للحظة ظننت نفسي عدت إلى لندن ! كيف اتفق أنك تعرف هذا المكان جيداً0
ضحك :
- زرت الجزيرة من قبل ، إنها أحد الأمكنة المفضلة عندي في العالم 0
- أعتقد أنها ستصبح كذلك بالنسبة لي 0
- من يدري ! أشياء أغرب من هذه حصلت !
مع التقاء عيونهما ، مرت بينهما ومضة تعاطف ، ودون تفكير تجاوبت مع ابتسامته 0
وأكمل :
- أنوي أن أكون متأكداً أنك ستحصلين على أفضل ما يمكن من رحلتك هذه 00ولا سبب يمنعنا من أن لا نتمتع ، بسبب ( اتفاقنا )0
أشاحت بوجهها 00كارهة التفكير بهذا الاقتراح 00لكنها في الواقع كانت تتمتع تماماً 00حين لا يكون متسلط، يكون مرافق ساحر0
نظر لساعته :
- اقترح أن نقف بعد هذا عند مركز البريد ، قلت أنك تريدين إرسال بطاقات بريدية ، ولست واثقاً من موعد إقفال المكتب0
أخفت ارتباكها :
- حسن جدا00لا بأس بهذا بالنسبة لي 0
على الفور أخذ قلبها يضرب بشدة وهما يسيران لمركز البريد 00بطريقة ما يجب أن ترسل الرسالة لديانا، لكن كيف ستتمكن من ذلك إذا أصر فيكتور على الدخول معها لمركز البريد ؟
قاطع أفكارها مقترحاً :
- إذا كنت تظنين انه بإمكانك تدبير أمر نفسك ، سأذهب إلى ذلك المتجر عبر الشارع ، واشتري بعض علب العصير والمرطبات 0
أحست بارتياح :
- فكرة جيدة 00سأنتظرك في الخارج حين أنتهي 0
أسرعت لداخل مكتب البريد مسلحة بالطوابع البريدية ، وبيدين مرتجفتين ، وضعت الطوابع على المغلف ن ثم أعادته لحقيبتها وأكملت بسرعة بقية البطاقات 00وأسرعت نحو صندوق بريد ورمت الرسالة فيه 00بعدها تعاملت مع بقية الطوابع بروية 0
وهي تستدير أحست براحة ضعيفة في قلبها 00لكن في اللحظة التالية جمد الدم في عروقها 00وامتلأت عيناها بصورة الجسم الطويل الذي كان يراقبها عند الباب 000أوه 0000يالله 0000هل شاهدها تضع الرسالة ؟
تقدمت نحوه بساقين غير ثابتتين 00لكن كل ماقاله :
- هل أنهيت كل شيء ؟ تعالي إذن دعينا نذهب 0
ودون تفكير لحقت به تحت أشعة الشمس القوية التي تعكس دفء الارتياح في قلبها 00لم يكن ارتياحها لأنها أرسلت الرسالة فقط ن بل لأن لاضرر حقيقي حدث حتى الآن 00وهذا سيجعلها تكسب ثقته 00
لكن وهما يسيران معاً عبر الشارع كانت هناك زاوية سرية في قلبها تعرف أن هذا لم يعد صحيحا تماماً0


*******************************************

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 13-07-08, 10:34 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


6-أسئلة بلا أجوبة

تناولت ليجي ملء فمها من الحلوى اللذيذة ن ونظرت إلى فيكتور عبر الطاولة المزينة بالشموع ك
- إذا كم جاسوسا اكتشفت حتى الآن ؟
كان يرتدي بنطلوناً أسود اللون ، وسترة بيضاء ، وقميصاً أبيض ، مع ربطة عنق 00في نور الشموع كانت خطوط وجهه الخشنة أحياناً ترق وتزداد سحراً 00وهو يبتسم كانت تزداد زرقة عينيه بشكل مذهل 00وقال :
- ليس بعد 00إنهم مختفون عن الأنظار 00لكن لاتقلقي ، فالليل لا زال في أوله0
هذا صحيح 00والقصد من مجيئهما لهذا النادي الفخم لم يكن للمتعة فقط 00كانت نية فيكتور وفكرته إغراء أعدائه بالظهور علناً 0منذ وصولهما على الجزيرة في الأيام القليلة الماضية ، كان مقتنعاً في مناسبتين منفصلتين ن مرة على الشاطئ ومرة في الفيلا ، أن شخصا كان يراقبهما 00وهو يأمل هنا في النادي أن يكشف النقاب عنه ، أو عنهم 0
قال يقنعها ك
- في مكان محصور كهذا لن يكون من السهل بقاؤهم مختبئين ، وسيكون من السهل أن نكشف أي إنسان يتصرف بطريقة مشبوهة 0
- ما يحيرني كيف ستتمكن من التفريق بين جواسيسك الذين تدفع لهم من وكالة التحري ، وبين من يفترض أنهم يلاحقوك 0لكنني أعتقد أنك في هذه الأمور أكثر خبرة مني 00
ابتسم بكسل :
- ربما لهذا أجد براءتك ساحرة ن مع إنك تبدين أقل براءة هذا المساء 0
أحست بالاحمرار يتسلل من عنقها صعوداً 00ونظرته الكسولة تتركز على وجهها 0ثم فوق ياقة الفستان المتعدد الأوان بتنوره الواسعة ، وخصر يحيط به حزام عريض ، وقلادة ذهبية صغيرة ، تلمع عند عنقها 0
ابتسم لها :
- هذا الفستان يناسبك عزيزتي 00أنت هذا المساء افتن من العادة 0
ارتجفت حين تقابلت نظراتهما :
- ستفسدني دلالاً بكل هذه الإطراءات 00تذكر نحن الانكليزيات العمليات لسنا معتادات على الفتنة الفرنسية 0
طبعاً في ظروف أخرى ستصده 00لكن الشيء الذي يمنعها أنها بحاجة لأن تسحره 00إنه جزء محسوب بدقة من خطتها 0

وخطتها الآن تعمل بنجاح 00فقد تجاوب فيكتور مع تغيير تصرفاتها نحوه بحماس الرجل المتمرس ، فقد تبادل معها الابتسامات والنظرات ن لكنه لم يخطو خارج الحدود التي كانت تضعها بحزم في ذهنها :
- إذاً ، أنت مسرورة لإصراري على المجئ معك ؟ لا بد وأن تعترفي أنك تمضين وقتاً أفضل معي مما لو كنت مع صديقك الآخر 00آلن 0
رفرفت عينيها لعجرفته ، لكنها لم تستطع أن تنكر أن في كلامه بعض الحقيقة 00فخلال البضعة أيام الماضية كان عند وعده بأن يحرص على أن تتمتع بعطلتها 00ولم يكن هناك لحظة ملل واحدة 0
أجابت :
- آلن ليس صديقي كما تظن ، إنه صديق عادي ، كما سبق وقلت لك 0
- أنا مسرور لسماع هذا 00وهل لديك آلن آخر في وطنك ؟
- ًذا كنت تقصد أصدقاء من الرجال 00أجل لدي البعض منهم 0
- لكن ،دون شخص مميز ؟
- ليس في الوقت الحاضر 0
- إذاً كان هناك في الماضي ؟
كانت على وشك أن تقول له إن هذا ليس من شأنك ، لكن لسبب ما وجدت نفسها ترد :
- مرة ، كان هناك شخص مميز 00وتبين لي أنني كنت مخطئة 0
أحست أنه ابتسم :
- هذا ما كنت أظن ، وهذا ما يفسر قلقك 00لكن يجب أن تتعلمي أن تكوني أكثر ثقة بالناس ، فتاة مثلك يجب أن يكون لها شخص مميز في حياتها 00لا بد أنك تدركين أنك قد لاتجدين هذا الشخص إذا استمريت في إضاعة الوقت مع شبان مثل آلن 0
- وما الخطب في آلن ؟
- لا شيء أبداً 00لفتاة غيرك 00لكن ليس لك عزيزتي ليجي 00ما تحتاجين إليه نوع مختلف من الرجال 0
وهو يميل نحوها فجأة ، ويثبت نظره تجاهها ، قالت :
- وكيف تعرف ما أحتاج إليه ؟ أنت لا تعرف عني في الواقع أي شيء0
هب واقفاً وقال :
- دعينا نوضح شيء عما أعنيه 00تعالي عزيزتي ، دعينا نرقص 0
استطاعت بصعوبة أن تسيطر على خفقان قلبها وهو يراقصها 00هل هذا ما يعنيه ؟! هل هذا الإيضاح الذي ينويه ؟ هل يريد أن يظهر لها أنه قادر على التأثير فيها كما لم يؤثر عليها رجل من قبل ؟
- أترين 00تدعين أنني لا أعرف شيئاً عنك 00لكنني أعرف الكثير ، أكثر مما تظنين 0
أحست ببرودة مفاجئة في داخلها 00هل كشف سرها ؟ أيعرف من هي ؟ بل الأسوأ : هل اكتشف ما تنوي القيام به ؟
لكنه أكمل :
- وكيف يمكن غير هذا ؟ في الأيام الماضية عشنا معاً 00وأظنك أصبحت تعرفين قليلاً عني كذلك 00ولم تعودي تعتقدين أنني متوحش 0
للأسف الشديد هذا صحيح 00مع مرور كل يوم ، كانت تجد صعوبة أكبر في متابعة النظر إليه كما كانت تنظر من قبل ، وكأنه تجسيد للمكر ، بل لذهولها وجدت فيه أشياء تعجبها ، ولهذا بالرغم من تعاظم القلق بينهما ، لم تحاول أن تنتزع منه أي أسرار ، وهذا يجعلها تحس بالذنب العميق :
- هل أنا محقة أم مخطئة في اعتقادي أنك متوحش ؟
ابتسم بتسلط ، قائلاً :
- سأكون ما تريدين أن أكون 0 إذا كنت تحبين الوحوش فأنا متوحش ن وإذا كنت تفضلين شيء أكثر رقة ، فسأكون دميتك 0
مالت إليه تحس بارتباك أكثر من السابق 00فقد شكت في وجود حقيقة في هذا القول الصادر من قلب خلي 00فيكتور دمارشيه كالحرباء المتقلبة ، قادر على أن يكون ما يشاء 0
توقفت الموسيقى وعادا إلى الطاولة 00فجأة نادى صوت نسائي :
- فيكتور دمارشيه ! هذا أنت ! على أي حال ! من بين كل الناس ممن التقي بهم صدفة !
لحقت ليجي بعيني فيكتور عبر الطاولات إلى حيث تجلس امرأة شقراء الشعر في ثوب أسود ناعم مسترسل ، تلوح لجذب انتباهه 00صاح عجباً ، وأسرع نحوها :
- نادين !
بعد عشر دقائق ، جرى إعادة ترتيب الطاولات ، لتجلس ليجي وفيكتور مع نادين وزوجها اللطيف كينيث ، معاً يضحكون ويتبادلون أطراف الحديث 0
كانت نادين ، كم اكتشفت ليجي على علاقة سابقة مع فيكتور 00وهذا أدهش ليجي !!
لم تكن مسألة أنهما كانا عللا علاقة هو الذي صعب على ليجي تصديقه !! فغرام فيكتور بالنساء الجميلات أمر معروف جداً ، ما أدهشها وأربكها هو كونهما الآن وبشكل واضح صديقان عزيزان 00وهذا شيء لا ينطبق على سمعته العامة كرجل يتخلى عمن يحب بقساوة ، بحيث لا يمكن لصديقة سابقة أن تشعر بمثل هذه اللهفة تجاهه 0
ليست صديقته السابقة فقط ، بل زوجها كذلك ، فمن الواضح أن الثلاثة هم أصدقاء مقربون جداً 00وتزايد تشوش ليجي 00
كانوا يتحدثون عن ذوقهم في الموسيقى ، نادين تتحدث عن موسيقى الآلات النحاسية في الكاريبي 00حين وافق فيكتور ، أطلقت ضحكة خبيثة :
- أرى أنك تتوسع في ذوقك الموسيقي 00ما كنا نصغي سوى للموسيقى الكلاسيكية !
رد ملاحظتها بمرح :
- هذا غبر صحيح ! فأنا لي ذوق عام وواسع في الموسيقى إلى أقصى حد !
قاطعته ليجي بلا تفكير :
- سمعت أنك مولع بالأوبرا ؟
ولم تكن أبداً مستعدة لرد نادين ك
- ومن قال لك هذا ؟ فيكتور يكره الأوبرا ! لطالما حاولت إقناعه أكثر من مرة ، لكنه كان يرفض حتى الإصغاء إليها !
- لكنني ظننت 00
وصمتت تتذكر مصدر معلوماتها الخاطئة 00إنها اليانور ، المتعلقة بحب ( فيردي ) والتي قصت لها تفاصيل رحلتها إلى باريس مع فيكتور لإلى دار الأوبرا ، لعرض خاص لأوبرا ( عايدة )0
وهي تتراجع في كرسيها مرتبكة ، أكد لها فيكتور :
- نادين محقة تماماً 00وأنا واثق أن هذه فجوة رهيبة في ثقافتي الموسيقية 00لكنني لم أحضر أوبرا في حياتي 0
هزت ليجي كتفيها وضحكت ك
- لا بد أنني حلمت بالأمر !
مع متابعة الحديث في مواضيع أخرى ن كان دماغها يمتلئ بسؤال مقلق 00لماذا تخترع اليانور تلك القصة ؟ هذا لايبدو منطقيا أبداً 00وهذا قادها لسؤال آخر ، وأكثر بعثاً للقلق 00إذا كانت اليانور قد اخترعت هذه القصة حول الأوبرا ، أمن الممكن أن تكون اخترعت أشياء أخرى ؟
أحست بخفة غادرة من الإثارة لهذه الفكرة 0 لو كان اتهام اليانور لفيكتور غير صحيح ، فهذا سيبرر تغير مشاعرها نحوه ، ولن تعود تشعر بعقدة الذنب 0
لكن على الفور شعرت بالخجل من نفسها 00اليانور شقيقتها ويجب أن يكون ولاءها لها 00وفكذبة صغيرة روتها لا تلغي قصتها كلها 00
بطريقة ما انتقل الحديث إلى التزلج 00كانت نادين تسأل فيكتور :
- ألا زلت تحتفظ بالشاليه في ( الهوت سافوا ) ؟
هز فيكتور رأسه ، فالتفتت نادين إلى ليجي :
- يجب أن تقنعيه أن يأخذك يوماً إلى هناك ، خاصة إن كنت تهتمين بالتزلج 0
دست يدها بعاطفة في ذراع زوجها :
- كينيث وأنا أمضينا أجمل عطلة تزلج هناك منذ سنتين 0
تجنبت ليجي النظر لفيكتور متعمده ، فهي تتصور مدى تسليه اقتراح نادين !
ردت :
- في الواقع أنا مولعة جداً بالتزلج 00مع أنني لا زلت مبتدئة 0
- فليعلمك فيكتور 00إنه خبير ومعلم صبور ، 00أؤكد لك هذا 0
ضحك كينيث :
- وأنا أؤكده أيضاً 00فهو الذي أخرجني من منحدرات التدريب 0
مالت نادين نحو زوجها :
- كينيث زوج رائع 00لكنه قطعاً ليس رياضي 00وإن كان صادقاً سيقول لك إنه يفضل ما بعد التزلج ، على التزلج نفسه !
وغمزت ليجي مبتسمة 00وافقها كينيث :
- أنا أحب الجانب الاجتماعي في رحلات التزلج 00ولحسن الحظ حين تكونين مع فيكتور لا ينقصك هذا 0
ابتسمت ليجي موافقة 00فقد أصبحت تعرف عنه هذا 00ثم أخذت تنظر إلى نادين التي أخذت تضحك فجأة :
- بينما نحن نتحدث في الحياة الاجتماعية ، ما رأيك بتلك الحفلة التي أقمتها السنة الماضية ، وشاركت فيها تلك السيدة المعروفة التي لم تكن هناك لأجل التزلج ؟
سمت رجل سياسي فرنسي 00وتابعت :
- يالها من قصة فظيعة قديمة الطراز 00مالذي حدث بالضبط يا فيكتور ؟ لم تخبرنا أبداً بالتفاصيل 0
بدا مترددا ثم قال :
- كانت قضية غامضة ، واخشي أن أكون نسيت معظم التفاصيل 0
لكن طريقة إشاحته بعينيه وهو يتكلم ليبدي اهتمام مفاجئ بطاولة قرب مؤخرة الغرفة ، هي التي أطلقت أجهزة الإنذار في رأس ليجي 00
استدار كينيث بدبلوماسيه إلى زوجته يدعوها للرقص مدركاً تلميح فيكتور ، وثبتت ليجي عينيها على جانب وجه فيكتور بإحساس ندم مختلط بالخوف 00
لقد أدركت أنه يخفي شيئاً 00ربما تكون القصة التي صممت أن تحصل عليها 00وفي نفس اللحظة ، في أعماق قلبها كانت تصلي أن لا تكون هناك قصة إطلاقاً0
افترق الفريق الرباعي بعد منتصف الليل بقليل ، وبعد الاتفاق على اللقاء مجدداً بعد يومين ،وقضاء يوم كامل في عرض البحر 00وعد كينيث وهما يصعدان كل لسيارته :
- سأتدبر أمر القارب من فندقنا 00سأتصل بك فيما بعد ، ونتفق على التفاصيل 0
صعد فيكتور إلى الكاديلاك ، وأدار المحرك ونظر إليها :
- هل تمتعت بالأمسية ؟
- جداً 00إن نادين وكينيث شخصان رائعان حقاً 00وأنا سعيدة للقائنا بهما 000ومع ذلك ، من المؤسف أنك لم تلق القبض على أي جاسوس !
دفع فيكتور مقبض المحرك لمستوى القيادة ، وغمزها قائلاً :
- لكنك مخطئة ! قد لا أكون نجحت في إلقاء القبض على أحد 00إلا أنني تمكنت من ملاحظتهم على أي حال 0كانت هناك امرأة حمراء الشعر ، وشاب نحيل يجلسان على بعد طاولتين منا 00وكان لهما بكل تأكيد اهتمام بنا 00تمكنت من النظر إليهما جيداً ، وأنا واثق تماماً أنني سأعرفهما لو رأيتهما مرة أخرى 0
- هذا جيد 0
لكنها لاحظت بأنها تجد صعوبة في فهم كلمة مما يقول لأنه كان ينظر إليها بثبات 0
أخذت نفساً عميقاً لتوقف نبض قلبها وسألته :
- إذاً ، ما هي الخطوة الثانية ؟
- لست واثقاً بالضبط 00أعتقد أنني سأبقى مترقباً لأرى ما إذا كنت سأراهما مرة أخرى 00يبدو أن خطتنا بدأت تعمل 0
هزت رأسها كالمسحورة وأجابت :
- عظيم 00
لكنها في الواقع لم تعرف أهذا جيد أم لا0
توقف فيكتور تحت الشرفة المضيئة للفيلا 00وشد المكبح اليدوي 00ثم 00وليجي تمد يدها إللا المقبض ، استدار إليها ووضع ذراعه على مؤخرة مقعدها ليتأملها من جديد بنظراته 0
نظرت إلى عينيه بإحساس شوق يائس 00وفي تلك اللحظة صدمتها فكرة فقطبت في وجهه بينما خفق قلبها بشدة :
- ذانك الشخصان اللذان شاهدتهما في النادي 00متى لمحتهما بالضبط ؟ في أية مرحلة من الأمسية ؟
انضم حاجباه معاً :
- لا أتذكر 00كان ذلك حوالي النهاية 0
- حين كنا نتكلم عن التزلج ؟ قبل أن يذهب نادين وكينيث للرقص ؟
هز رأسه :
- أجل 00في الواقع 00أعتقد ذلك 00وما الفرق ؟ ولماذا أردت أن تعرفي ؟
- لا سبب 00لا سبب أبداً 0
ابتسامة كبيرة ملأت وجهها 00فقد عرفت لماذا تغير مزاجه عندما أثارت نادين موضوع تلك الفضيحة فوق جبال الألب ، وليس السبب ما ارتابت به ليجي من قبل فهو لم يكن يشعر بالذنب إطلاقاً بل السبب أنه في تلك اللحظة شاهد الشخصين يراقبانهما 0
رقص قلبها في داخلها 00كانت مخطئة في أن تشك به 00لم يكن يحاول إخفاء شيء ما ! ثم تذكرت كذبة اليانور حول الأوبرا 00زخاصية صداقة فيكتور لنادين ، صديقته السابقة 00كل الأشياء السيئة التي سمعتها عنه لا يمكن أن تكون صحيحة ! هي وبقية العالم أساءوا الحكم عليه!!
أحست بقبضة مفاجئة من الحزن تمزق قلبها 0
فقد أدركت فجأة ، وهو يستدير عنها ، أن الشوق في داخلها ، لن يستجاب 00ومه أنها بالنسبة له مجرد امرأة من بين الآلاف ، صورة مارة سرعان ما ينساها 000إلا أنها في تلك اللحظة كانت مستعدة لبيع روحها من أجل أن تسمع منه تمتمة لكلمة حب واحدة !

************************************************** ******************

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 13-07-08, 10:35 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


7- قلب الجاسوسية

هذا كله جنون 00طبعاً 00وتعرف ليجي هذا !
بسماحها لنفسها أن تشعر نحو فيكتور بما تشعر به ، كانت تحضر نفسها لخيبة أمل كبيرة 00فهي لم تخدع نفسها لحظة في أنها بالنسبة له ليست أكثر من تسلية عابرة 0
إنه ذلك الدافع الماسوشي لنساء عائلة دايلي في الوقوع في حب الرجل الخاطئ ، يتصاعد في داخلها ويجرها إلى الأسفل مجدداً0
لكنها هذه المرة تستحق ميدالية ذهبية ! فهي تعلم مقدماً كم هو خطير فيكتور ، مع هذا اعتقدت نفسها منيعة ضده ، محمية بغضبها !!
تلك الليلة في السهرة أقنعت نفسها ان فيكتور بريء ، وأن اليانور كانت كاذبة ، وأن العالم أساء الحكم عليه 00لكن في وضح النهار البارد ، اعترفت أن جدالها مع نفسها كان أساسه الحدس والتخمين ، وطالب دماغها العلمي المدرب طالبها بالاعتماد على حقائق أكثر صلابة 00
بإمكانها ما إن تحصل على هذه الوقائع السير وراء قلبها إلى دماره المحتم 00
ضحكت بمرارة ، وتذكرت كيف بدأت تبحث عن دليل تستخدمه ضده ، وهاهي الآن وبعد أسبوع قصير تأمل بيأس أن تكشف سيئاً يمكن أن يبرئه في النهاية !
بقيت خطتها على أي حال نفسها 00بطريقة ما ، يجب عليها انتزاع الأسرار منه 00قد تكون الأسرار هذه المرة بطبيعة مختلفة 00ثم وبعد أن رضيت بهذا القرار ، وعدت نفسها بأن تتصل بديانا ايفرارد وأن تسحب قصتها التي قالتها لها ، وتقطع صلتها بصحيفة ( البوغل ) نهائياً00
في البداية ، حين لم تكن تعرف عما تبحث ، قامت بمبادرات كانت للأسف خاطئة 0 وقت العشاء تلك الليلة ، وهي تمطر فيكتور أسئلة عن عائلته ، وتأمل أن تستخلص منه معلومات قد تفيدها ، توقف عن تناول الطعام ونظر إليها بعينين ضيقتين 0
- أنت فضولية جداً 00ربما يجب أن أزودك بتاريخ مكتوب لعائلة دوما رشيه 00ظننت أن التجسس الصناعي هو مجالك ؟ لربما قررت أن توسعي نشاطك قليلاً ؟
شتمت ليجي نفسها ، وحاولت تغيير الموضوع :
- آسفة 00كل مافي الأمر أنكم عائلة تثير الاهتمام 0اضافة إلى هذا ، أنت تعلم أنني لست جاسوسة صناعية 0لا يمكنك الاستمرار في تصديق شي كهذا عني بكل تأكيد 0
نظر إلى عينيها مباشرة وقال :
- كلي عزيزتي ، ولا تطرحي أسئلة كثيرة 0
لم يكن بالرجل السهل انتزاع الثقة منه 00هكذا فكرت وهي مستلقية في السرير 00يجب عليها أن تكون صبورة ن وأن تتحرك بحذر فعاجلاً أو أجلاً ن لابد أن يكشف لها شيئاً0
في الصباح التالي ، على الشاطئ ، كادت أن ترتكب هفوة أخرى 00مرت لحظة سريعة بدا أن عينيه أسودتا ، وعرفت أنها عادت لطرح الأسئلة الكثيرة ن غيرت الموضوع بالباقة ، قبل أن ينتقدها 0
وهما يتناولان الغداء معاً في الفيلا 00جاءت الفرصة التي كانت تنتظرها 0
كانا قد أمضيا معظم الصباح في التزلج على الماء 00على الأقل هذا ما فعله فيكتور ، وأمضت ليجي الوقت تقع وتجر نفسها في الماء 000
قال فيكتور وهو يضع قطع ( الكركتو ) في طبقها :
- لا تقلقي 00لقد كانت محاولاتك جيدة كبداية 00وأشعر واثقاً ، أنك في الغد ستتمكنين من التزلج جيداً0
- أتمنى لو أستطيع التزلج مثلك 00أنت حقاً تجعل الأمر يبدو سهلاً 0
غمزها قائلاً:
- لا تكوني نافذة الصبر00وتذكري أنني أمارس التزلج منذ سنوات 00كنت أتزلج على الثلج وعلى الماء منذ تمكنت من السير تقريباً0
- أعتقد أن هذا صحيح 0
تذكرت في تلك اللحظة الحديث تلك الليلة في النادي حين سألته نادين عن الشاليه وانتهى بها الأمر إلى التلميح إلى نوع من الفضيحة 00ذلك الوقت تسألت ليجي عما إذا كانت تلك القصة التي تسعى إليها ، لكنها سرعان ما تمنعت عن متابعتها 00الآن ساورتها نفس الفكرة ، لكن بدوافع مختلفة 0
فكرت أن تستخدم نفس الأسلوب الذي كانت ستستخدمه ضده ، لتثبت أن لا وجود لشيء يخجل منه ، وإن كان هناك فضيحة فهو لا شك أن دوره فيها كان دور البريء 00وإذا كان الأمر كذلك فهي مستعدة للقبول بهذا كدليل أخير 0
أحست بإثارة داخلها ، فلو استطاعت الوصول لقلب القصة فإن عذابها سينتهي 00هذه فرصتك 00فلا تضيعيها !! انطلقي خلفها! واكشفي الحقيقة !!
أخذت نفس عميق ، وأكملت :
- أنت محظوظ جداً لحصولك على كل هذه الفرص الرائعة لممارسة الرياضة 0 أعتقد إنكم في كورسيكا تمارسون التزلج على الماء طوال السنة تقريباً ! وبامتلاكك الشاليه الألبي في ( هوت سافوا ) فبإمكانك التزلج على الثلج طوال الشتاء كما تشتهي 00أخبرني عن شاليه اللب 00يبدو لي مثالياً حقاً 0
ابتسمت لها عيناه الزرقاوان :
- هذا صحيح 00أنه يقع على ارتفاع ما يزيد عن ألفي متر 00نحصل هناك على أفضل موسم ثلج ومناظر رائعة 0
- أراهن على هذا 00وأستطيع تصوره 00وأراهن أن كل أصدقاؤك يطالبون صاخبين باستخدامه 0
هز كتفيه قليلاً :
- إنه مشهور جداً 00ولحسن الحظ كبير بما يكفي لاحتواء بضع ضيوف 0
كتمت أنفاسها لحظة ، وسألته مبتسمة :
- أعتقد أنك تقيم حفلات كثيرة ؟
- ليس الكثير 00مرة أو مرتين في السنة 0
اخذ قلبها يخفق بجنون :
- لا بد أن هذا أمر مرح 000وأظن أن هذه الحفلات تصبح مجنونة أحياناً ؟
رفع حاجبيه :
- ولماذا تظنين هذا ؟
أحست بقلبها يعتصر لهفة 00كان في صوته لمحة من التأنيب 00رمته بنظرة متوسلة ، وتظاهرت بالفضول :
- ذكرت نادين شيء عن حفلة صاخبة ، شملت زوجة وزير بارز 000وأنا واثقة أن الأمر لم يكن فضيحة كما صورته 0 لكنني لم استطع إلا أن أتسأل 00
نظر إليها مباشرة :
- ربما كانت أسوأ بكثير مما صورته نادين 000أو كادت تكون بالفعل فضيحة كبيرة 00لكن لحسن الحظ تمكنا من تلافيها في الوقت المناسب 0
ضحكت بتوتر ، لابد أنها الآن أمام شيء ما!
- تلافيها ؟ إذا كان يجب تلافيها فلا بد أنها كانت جدية 00ماذا حدث بالضبط ؟
نظر للبعيد :
- لم تكن قصة جيدة ، وأظن من الأفضل نسيانها 0
لا يمكنها التراجع ، قالت محاولة الممازحة :
- لماذا تتكتم لهذه الدرجة ؟ هيا أخبرني عنها 0لن أخبر أحد 0
نظر إليها بحدة :
- أتريدين حقاً أن تعرفي ؟
شيء في أعماقها طلب منها أن تقول لا000لكنها هزت رأسها إيجاباً ، وفات وقت التراجع 0
- حسن جدا إذا كنت تريدين أن تعرفي ، سأقول لك 00لم أخبر أحد من قبل بأي شيء من هذا 0ربما لن يكون الأمر سيئاً في أن أخرجه من نفسي 00وكما سبق وحذرتك ، إنها قصة غير لطيفة 0 أواثقة أنت أنك تريدين سماعها ؟
تمتمت مع أنا لم تكن واثقة :
- أجل0
- حسناً جدا ً ، هكذا كانت 00
تراجع في كرسيه :
- السيدة التي تتركز القصة عليها ، زوجة الوزير ، كانت صديقة مقربة مني 00تقيم في الشاليه 00وفي أحدى الأمسيات أقمت حفلة 0
صمت 00ثم أكمل بنفس اللهجة الباردة :
- لسوء الحظ ، والحفلة في أوجها ، داهمتنا الشرطة ، ودون توقع ، اكتشفوا مواد ممنوعة ، وارتكبنا غلطة محاولة رشوة الشرطة ، وكادت المسألة تتفجر في فضيحة رئيسية 0 ولحسن حظنا جميعاً ، ولأن مستقبل الوزير كان في خطر ، تدخل شخص في مركز مرموق ، ولم توجه أي اتهامات إلينا وهكذا خمدت القصة 0
ابتسم لها ابتسامة متجهمة :
- وكانت هذه أسوأ الأخطار التي تعرضت لها في حياتي 0كادت تكون بالفعل نهاية لحياتي العملية لو أن تلك المسألة وصلت للمحاكم 0
نظرت ليجي إليه ، أحست بالدوار والصدمة ، وصارت تراه فجأة كشخص غريب 00لقد حصلت على قصتها ، وأمامها الدليل ، لكنه لم يكن الدليل الذي تبحث عنه 0
فجأة أحست برغبة في أن تخسر كل ما تملك بدلا من سماعها كلمة واحدة من هذه القصة !!

**********************************


بالطبع كانت هذه نهاية كل خيالاتها المضللة 00ةأحست بالغثيان والصدمة لاعتراف فيكتور 00أغلقت على نفسها باب الحمام ، وكتبت بغضب لنصف ساعة 00لم يعد هنا أي شك في ما هو واجبها 00وما عرفته نوت أن تمرره إلى ( البوغل ) 0
استلقت تلك الليلة 00تصغي إلى تنفس فيكتور المطمئن 00روح هذا الرجل مفتوحة الشهية مثل بركة وحل في مزرعة ثيران ، ولا يزيد ضميره عن سماكة شريحة لحم رقيقة!! ابتلعت دموع الاحباط00بفتنته خدعها ، كما خدع اليانور ، وهي لم تصدقه فقط بل أرادت أن تثق به مما أثار سخطها 0
مع كل هذا ، وبالرغم من الرسالة الموجهة لديانا في حقيبتها ، كان جزء منها لا يزال يرحب بدليل ولو صغير على أنه في الواقع ليس سيئاً إلى هذا الحد 00لكن يا للأسف كل الدلائل تشير إلى العكس 00
كان الاتفاق أن يلتقيا مع نادين وكينيث في الصباح الباكر 00على أن ينطلقوا من الميناء الملحق بفندق الصديقين 0
قالت نادين حين اتصلت لتأكيد الاتفاق :
- أجلبا معكما سلة الطعام 0بعض أفخاذ الدجاج السندويشات وعلب المرطبات 0
كلف فيكتور الخادمة مارولا ، مسؤولية تحضير سلة الطعام ، وهما يستعدان للرحيل قبل الثامنة بقليل 0 تقدمت مارولا إلى السيارة تحمل السلة ، فقال فيكتور بخشونة :
- سأضعها في الصندوق ، أعطني إياها 0
انتزعها منها بقسوة 00أجفلت ليجي فهذا تصرف ليس من طبيعة فيكتور ، فهو عادة مثال للأخلاق الطيبة 00لكنها لاحظت أنه متوتر وأن توتره يزداد 0
بدلا من أن يفتح الصندوق ليضع السلة ، فتح غطاء السلة وصاح :
- ماهذا ؟ قلت لك أن تضعي علب المرطبات ، وليس إبريقاً من العصير أيتها المرأة الغبية ! ألا يمكنك فعل شيء صحيح ؟
راقبت ليجي وجه مارولا ينكمش :
- أنا آسفة يا سيدي 00ظننت 00
- ظننت ! ظننت ! لا تقولي لي ما ظننت ! أفعلي فقط ما أقول ! فأنت لا تقبضين أجرك لتظني 00!
كان هذا تصرف مشين لا يغتفر 00ولو أنها أحست بمعنوياتها مرتفعة أكثر لتدخلت لكنها استدارت ، أحست بالغثيان والقرف في معدتها 00لو كان لديها أدنى تردد فيما نوت أن تفعله لقوت هذه الحادثة غبر اللطيفة من عزيمتها 0
ما أن أصبحا في السيارة حتى سألته :
- هل بإمكانك التوقف عند مكتب البريد ، لأتمكن من إرسال المزيد من البطاقات ؟
لم ينظر إليها وهو يرد :
- وما هو الملح في بطاقتين بريديتين ؟ هل هناك سبب محدد لإرسالهما الآن ؟
- لا سبب أبداً 0 وبالطبع لا داعي للعجلة 00إذا كنت تصر بإمكاني إرسالهما بعد الظهر 0
لكن حمل الرسالة معها طوال الوقت ، أشبه بالقنبلة الموقوتة ! لكن لو جادلته أكثر من هذا سيجعله يشك ، وهو في مزاج صعب وخطير 0
لحن الحظ بدا أن مزاجه قد لان قليلاً بعد أن خرجوا في عرض البحر 0فقد كان نادين وكينيث رفيقان رائعان ، وصيد السمك بحد ذاته كان طريقة مسلية لقضاء الوقت 0
أخذهم صاحب المركب المدعو ماك جيل إلى المياه السوداء الأعمق في المحيط :
- هناك الكثير من سمك ( البركودا ) 00ربما يحالفكم الحظ وتصطادون شيء منها !
ضحكت نادين وهي تنظر لزوجها :
- إنهم لا يكبرون أبداً 00مهما بلغ سنهم ، فقلوبهم تبقى صغيرة 0
نظرت ليجي للرجل الجالس في المقعد الثابت المخصص للصيد ، يتصرف مع القصبة الثقيلة بحنكة خبير ، بدا لها أنه فعلا يملك جواً من الطفولة حوله والذي قد يبدو ساحراً لكل من ينظر إليه ببراءة 00لكنها وهي ترد ابتسامة نادين في موافقة لبقة ، كانت تحس بخيبة أمل عميقة 0من المؤسف أن يكون رجل بمثل هذا الكمال ، دون أساس أخلاقي متين 0
دعا ماك جيل إلى استراحة بعد وقت قصير ، وقال :
- بإمكانكم تناول الغداء بينما أتجه إلى الأعماق0
اجتمع الأربعة حول سلتي الطعام ، وكان من الواضح أن هواء البحر قد زاد من شهيتهم 00أخرج فيكتور بعض أفخاذ الدجاج المحمرة ، وقبل أطراف أصابعه على الطريقة الفرنسية لإظهار إعجابه ، وقال بحماس :
- رائع!
وحث نادين وكينيث على تناول بعضها :
- إنها تبدو لذيذة جداً0
رمقته ليجي من تحت رموشها بسخط متذكرة ما فعله بمارولا من أجل علب المرطبات 00بدا أنه نسي تماماً تلك الحادثة المزعجة الصغيرة ، وهو يأخذ العلب الباردة ويفتحها ويصب منها في الأكواب ، وبابتسامة تذيب العظام ، قدم الكوب الأول لليجي 0
كرهت ليجي تحرك أحاسيسها نتيجة ملامسة أصابعه ليدها برقة 00كيف يمكن أن تشعر بهذا العجز ن فيما يقف قلبها ضده تماماً ، تمنت لو تنتهي هذه العطلة 00فكل دقيقة تجبر نفسها فيها على البقاء معه ، ستكون عقوبة ذاتية لها 0
لكن نادين قرأت الموقف يشكل مختلف 00حين عاد الرجلان على الصيد فيما بعد ن وتمددت المرأتان مجددا في الشمس ، نظرت إلى ليجي وقالت :
= لو لم أكن امرأة متزوجة وسعيدة ن لحسدتك 00كلاكما تبدوان رائعين معاً 00إحرصي على التمسك به ، إنه رجل فريد من نوعه0
يا لنادين المسكينة المخدوعة 00ابتسمت ليجي لها :
- لا أظن أن أحد منا جاد تماما تجاه الآخر 00فما بيننا لايعدو كونه مجرد عطلة رومانسية 0
- أمر مؤسف 00كانت لدي آمال كبيرة في فيكتور 00لكنني أعتقد أنني قابلته في وقت غير مناسب 00كان هذا بعد وقت قصير من موت والده واضطراره لاستلام إدارة المؤسسة ، وكان لديه مشاغل كثيرة 0
بدت الدهشة على ليجي :
- أتعرفينه منذ ذلك الوقت ؟ لم يكن لدي فكرة أنكما صديقان منذ زمن بعيد 0
ابتسمت نادين :
-= منذ ثماني سنوات تقريبا ، وأعتقد أن هذا وقت طويل 0
ثماني سنوات لا يمكن أن يكون هذا صحيحا؟
- لكنه تولى إدارة الشركة وهو في 21 ، وهذا يعني 15 سنة !!
- وقائعك مخطئة قليلا، كان صغير حين استلم الإدارة لكن ليس بهذا القدر 00كان يقارب 28عاما0
قطبت ليجي 00كم هذا غريب 00اليانور قالت انه كان في 21 00فهل كذبت أيضا ؟ أم أخطأت ؟ قاطع حديث المرأتين صيحة انتصار من كينيث :
- هاي 00لقد التقطت شيئاً 0
كان ماك جيل قربه :
- تبدو كبيرة 00من الأفضل أن ترتدي الرباط00
أشار برأسه لحزام أمان جلدي ، متصل بكرسي كينيث 0
- بعض هذه الأسماك قوية جدا 00ويمكنها المقاومة بشراسة 0
استدار كينيث مبتسماً ومتجاهلا الخطر ، ومخففا قبضته على القصبة 00كان هذا لمجرد لحظة ، لكنها كافية 00وأمام رعب ليجي اشتد الخيط بشراسة منتزعاً كينيث من مقعده 00وجره معه فوق سطح المركب 00ما كان سيصيبه أي ضرر لو ترك القصبة من يده ، لكنه استمر متمسكا بها ليرميه الخيط المشدود على جانب المركب 0
هب فيكتور مادا ذراعيه ليمسك بصديقه ، لكن قبضته كانت أقصر بسنتمتر واحد ن ثم طار كينيث من فوق المركب بحركة رهيبة 00
ساد صمت فوري ، وكأن الزمن توقف ، ثم وفي لمح البصر وقبل أن يستعيد الباقون وعيهم ، كان فيكتور يقفز من فوق سياج المركب خلف صديقه 00
وقفت ليجي مذعورة 0 ونظرت لنادين التي بادلتها النظر 00وعرفت كل منهما ما تفكر به الأخرى 00كان هذا مكتوب في الخوف الصارم الذي يشع من وجهيهما 00كلمة واحدة رهيبة 00البراكودا المفترسة !
أسرع ماك جيل ، ليخفف من سرعة المركب ويصيح في نفس الوقت :
- أمسكا حزام الأمان !
رمت المرأتان بنفسيهما على مقدمة المركب 00ووصلت ليجي لهناك أولا لتميل فوق السياج وتنظر للأمواج
لم تجد أثر للرجلين وكأن الأعماق ابتلعتهما معاً000
أخذت ليجي تدعو 00
- أوه 00ياإلهي 00ياإليه العزيز !رحمتك
كانت تحس بموجة من الرعب 00غمرتها وشلت تفكيرها 00
- راقنا الميمنة !
استدارت ليجي 00وهناك على بعد 50 ياردة من المركب ظهر رأس أسود 00إنه فيكتور 00وكان يلوح لهم 00أنها لا تكاد تصدق 00المحيط لم يبتلعه !!
لحظة بعدها ظهر رأس آخر لكينيث الذي كان فاقد للوعي 00تقدم ماك جيل يحمل إطار نجاة رماه للرجلين 00على الفور سبح فيكتور بقوة نحوه وهو ممسك بكينث بالذراع الأخرى 00وأخذ ماك جيل يسحبهما للمركب 00
ما بدا كأنه أبدي لا ينتهي لم يكن في الواقع سوى بضع دقائق 00جُر كينيث للمركب ولحق به فيكتور الذي رفع نفسه بسهولة للسطح 0
وقفت ليجي تنظر إليه مشلولة المشاعر 00تحاول استيعاب أنه لم يصب بأذى 00وأنها لم تشعر بهذه البهجة أبدا في حياتها 00ثم وهو ينظر إليها بتلك الابتسامة التي تعودت عليها 00شيء في داخلها أنفجر متحررا ، ورمت بنفسها عبر السطح إليه 00يكاد قلبها يتوقف وهو يدنو منها 0
وهي تذرف دموع الارتياح ، سمعت نفسها تقول :
- أوه 00أجمد الله على سلامتك 00لا تفعل شيء كهذا مرة أخرى! سأموت لو حدث شيء لك !
كان الاهتمام منصب على كينيث المصدوم المنقلب على وجهه للنصف ساعة التي تلت 0
ما إن أصبح فوق المركب حتى استعاد وعيه 00لفوه ببطانية ونقلوه للأسفل وأعد له ماك قهوة حلوة ساخنة 0
قال كينيث بحرج :
- أنا بخير الآن 00لا تقلقوا علي ! أنا فقط لآسف لأنني كنت أحمق غير مكترث ، وانتهى بي الأمر بتعريض فيكتور أيضا للخطر 0
رد فيكتور بتواضع :
- أحداث كهذه تحصل لأي كان 00ربما في يوم ما ستبادلني الشيء نفسه 0
بالطبع كانت هذه نهاية لرحلة الصيد 00لم يعد لأي منهم مزاج للمتابعة ، وبتعليمات من فيكتور عاد المركب نحو باربادوس00كان الوقت لا يزال مبكراً نسبياً فالساعة لم تتجاوز الخامسة عندما رسى المركب في ميناء الفندق 00أصرت نادين على دعوتهما :
- ابقيا هنا لتناول القهوة قبل عودتكما للفيلا 0
لكن فيكتور رفض :
- كينيث بحاجة للراحة ن كلاكما يجب أن يرتاح 0لقد تلقينا صدمة مزعجة جدا ، لا تقلقي سنراكما قبل أن نغادر 0
صعد ليجي وفيكتور السيارة عائدان إلى ( الخليج الفضي )
مزاج غريب خيم على ليجي ما أن مرت لحظات التخلي عن الأمل فوق المركب ، لقد آمنت وهي بجانبه دون تحفظ بأنها تحبه 0
وكانت فكرة رهيبة ، مع ذلك وفي تلك اللحظة العنيفة اشتعل قلبها ولم تستطع أطلاقاً مقاومة المشاعر التي غمرتها ، ممتلئة بشوق يائس أن تحول عاطفتها لكلمات 0
ولقد قالت كثيراً 00ذكرى الكلمات التي قالتها أخجلتها 00لكن لم تقل كلمات أكثر حسماً 00لم تقل ( أحبك ) وبدا لها أن قلبها أصبح بلا كرامة أو تعقل 00كيف يمكن أن تحب رجلا كهذا؟
تستطيع الآن تصور كم سيستجيب بسخرية لإظهارها المعيب لعاطفتها 000لكن لو كان يفكر باستغلال هذا الموقف فلسوف تصحح له وهمه 0
فاجأها قائلاً :
- هاي ، ألم ننس شيئاً ؟ الأفضل أن نمر على مكتب البريد قبل أن يقفل 0
قطبت ليجي ناسية :
- مكتب البريد ؟
- لبطاقاتك البريدية 00التي كنت متلهفة على إرسالها هذا الصباح 0
- أوه 00أجل 00بالطبع 0
الرسالة التي كتبتها ( للبوغل ) كانت لا تزال في حقيبتها :
- لقد نسيتها 0
وأحست بارتباك :
- ألا زلت ترغبين في إرسالها ؟
- أوه 00أجل 00بالطبع 0
خارج مكتب البريد ، شد فيكتور المكبح اليدوي :
- سأنتظر هنا ، أدخلي وانهي ما جئت من أجله 0
ما إن وقفت على الرصيف ، حتى تملكتها الشكوك 00فجأة بدا لها ما تنوي فعله كريهاً لا أخلاقياً 00كيف يمكنها وبدم بارد أن تخون الرجل الذي ومنذ ساعات قصار، أمنت بأنها تحبه ؟!
لأنها لا تحبه ولأنها لا تستطيع أن تحبه 000وبإرسالها الرسالة ستبرهن لنفسها على هذا 00
دخلت وبتصميم لمكتب البريد 00فكري باليانور 00فكري بمارولا 00فكري بتلك القصة التي سمعتها منه ليلة أمس 00! الرجل لا يستحق مشاعرك المجنونة 00أظهري قليل من الشجاعة وعامليه بما يستحق !
كانت هناك أفكار كثيرة لا يمكنها جمعها 00كتلة ضخمة من الارتباك لا يمكنها فهمها 00مثل تلك القصة التي روتها نادين اليوم والتي لا تنطبق مع الصورة التي رسمتها اليانور 0كل هذا ذكرها بشكوكها في مسألة الأوبرا 0
نظر إليها موظف البريد :
- كيف أستطيع أن أخدمك آنسة ؟
كادت ليجي أن تبكي 00فهل تبحث بهذا عن سبيل للتراجع بسماحها لأحاسيسها الغبية أن تقع رهينة عواطفها ؟
تنفست بعمق:
- أريد بعض الطوابع 0
في لمحة تفكير بسيطة 00قررت أن لا ترسل الرسالة اليوم، وستنام لتفكر بالمشكلة ، وربما سترسلها في الغد
وأكملت مبتسمة :
- طوابع لانكلترا ، أرجوك 0
ثم بإحساس بالارتياح ، أخرجت من حقيبتها بضع البطاقات البريدية 000لكنها وهي تخرجها تجمد الدم في عروقها !! فالرسالة التي تسببت لها في كل هذا العذاب ، لم تكن هناك !!
كانت صدمة الاكتشاف كضربة جسدية لأحاسيسها ، أين ذهبت الرسالة ؟ تجمد فكرها من الرعب 00دفعت ثمن الطوابع وتمكنت بطريقة ما من إلصاقها على البطاقات البريدية 00لا شك أنها وقعت منها وهي على المركب أو الفندق 00
راجع عقلها كل الاحتمالات بنوع من العذاب المبرح 00لكن دون جدوى 00لقد اختفت الرسالة ، وانتهى الأمر 0خرجت من مكتب البريد إلى الشارع ، وأحست بالبرد رغم حرارة الجو ، لو أنها أوقعتها في الفندق فلا خطر في ذلك ، فلا يوجد على المغلف ما يربطها بها 00لكن إن وجدها ماك جيل على مركبه ، فسيعرف أنها لواحد من ركاب اليوم 00وسيتصل بنادين وكينيث وهما سيعلمان أنها أما لها أو لفيكتور 0
وصلت السيارة وقلبها ثقيل كالرصاص 00فتح لها فيكتور الباب 00ودخلت مترددة ، سألها بلطف :
- أنهيت كل شيء ؟
- هزت رأسها دون أن تنظر إليه 0
- أجل 00شكراً0
وفي طريق العودة كانت ممتنة طوال الطريق أنه لم يكلمها ، لأن كل زاوية في دماغها كانت تتركز على الرعب الذي سيحصل لو عرف محتويات الرسالة 00
عليها التفكير بطريقة تتجنب فيها حدوث مثل هذه الكارثة 00ولا بدمن وجود طريقة 00آه لو أن دماغها يستطيع الوصول إليها 0
كانت خلاياها الرمادية تتمخض في غضب مجنون وهما يدخلان بوابات الفيلا الحديدية الكبيرة 00ويتجهان بسرعة للممر الداخلي 00لو أنها فقط تستطيع الحصول على ساعة من الهدوء والسكينة ، فلربما استطاعت الخروج بفكرة من الممكن أن تنفذها 0
أصبح فيكتور وراءها تماما ، وهي تسرع صاعدة السلم إلى الشرفة :
- إلى أين أنت ذاهبة ؟ تبدين مستعجلة ؟
استدارت بنفاذ صبر وقالت بحدة :
- أنا ذاهبة لأستحم ، وسأستلقي في المغطس لوقت طويل 0
- فكرة جيدة 0
لكنه لم يتركها ، وأصبحت عيناه كقطعتي ماس ، ومد يده لجيب بنطلونه الخلفي ، وبحركة سريعة أخرج منه شيئاً 00وقال بحدة :
- ستحصلين على حمامك عزيزتي 00بعد أن تتاح لنا فرصة للكلام معاً0
- كلام ؟ حول ماذا ؟
لكنها تصلبت رعباً 00عندما قال بلهجة جمدت كل عصب فيها :
- حول هذا عزيزتي 0
ومد يده أمامها بالرسالة المفقودة متجعدة مفتوحة00


************************************************** *************

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 13-07-08, 10:36 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


8-هل قتلت أختي ؟


حدقت ليجي بالرسالة مصدومة غير مصدقة ، وقالت هامسة وهي تحس بالدم يتجمد في عروقها :
- أنت 000! أين وجدتها ؟
قبل أن يرد دفعها أمامه على السلم إلى الأعلى ، وجرها إلى غرفة الجلوس 00فتهاوت ووقعت فوق مقعد بذراعين 00ووقف فوفقها :
- وجدتها في حقيبتك 00وقرأتها وأنت في مكتب البريد وأنت تشترين الطوابع البريدية !
أحست وكأنها وقعت رأسا على عقب وتجد نفسها في كابوس !!
سألته بوهن :
- وأي حق لك في أن تعبث بحقيبتي ، وتقرأ رسائلي الخاصة ؟
أطلق شخرة جمدت الدم في عروقها ، وانكمشت في مقعدها :
- أتجرؤين عن السؤال عن أي حق لي ؟ لست أنا من يخضع للاستجواب ! بل أنت من يجب أن تقدم التفسير!
ضمت قدميها تحت تنوره فستانها وقالت ببؤس :
- لم أكن سأرسلها ، أقسم لك ، لقد غيرت رأيي
لم يصدقها تكورت شفتاه في تعبير خشن مخيف ثم تقدم منها وكأنما ليمسك بها ، وانعقد حاجباه :
- ما أريد أن أعرفه ، هو لماذا تفعلين هذا ؟ ومن أنت بحق الله على أي حال ؟
تصاعد التوتر داخلها وابتلعت ريقها :
- من 000أنا ؟
_ من أنت عزيزتي 000وسؤالي بسيط بما يكفي ! هل ستجيبين أم أجبرك على الإجابة ؟
لم يعد دماغها قادراً على تشكيل الكلمات 00
- سألتك سؤالا ! وأنا أنتظر الرد !
كانت أصابع كالفولاذ تطبق عليها ، وتجعلها تجفل ذعراً وألماً ، وتشهق لتتنفس :
- أنا منتظر أن تخبريني من أنت !
حاولت الخلاص منه لكنه شد قبضته وصاح بنفاذ صبر :
_- انطقي ! من أنت ؟
أغمضت عينيها ، لا تجرؤ على النظر إليه 00وتمتمت :
- أنا 000شقيقة اليانور 0
هبط سكون وصمت رهيبين ، وكأنه يحاول استيعاب ما قالته ، ثم مع فتحها لعينيها ، سألها :
- أتغنين اليانور وايت ؟
- أجل 00أنت تذكرها إذاً؟
- بالطبع أذكرها ! لكنني لا أفهم لماذا تتورط شقيقة اليانور بحملة لتدميري 00أعتقد أن هذا ما كنت تحاولين فعله ظ
أحست بموجة عارمة من الخجل 00ثم أبعدتها عن نفسها 00إنه يستحق ! نظرت إليه بثبات قائلة :
- أردت الانتقام منك لموت اليانور 0
- موت اليانور ؟ وما دخلي بموتها ؟ لقد ماتت بمحض اختيارها كما عرفت 00وبعد سنة من عودتها لانكلترا 0
- والفضل لك ، ولما فعلته بها !
لقد آمنت بهذا لمدة طويلة حتى أنها الآن تقوله دون تفكير 00مع ذلك كان هناك شك في أعماقها بدا يتعاظم 00في الحقيقة لم تعد متأكدة مائة بالمائة 0
وقف أمامها جامداً 00ثم سأل :
- وماذا فعلت بها ؟
- حطمت قلبها 00هذا ما فعلت ! ربما لم تكن موجود ساعة موتها ، لكنك أنت من دفعها لتنهي حياتها !
رد بلهجة مريرة تبلغ حد القسوة :
- أشك في هذا كثيراً 00في الواقع فإذا لم أكن أنا ، فهناك أحد ،أو شيء ما ، كان سيوصلها إلى هذا المصير في النهاية 0 فشقيقتك ، كما لابد تعرفين لم تكن ثابتة عاطفياً 00فقد حدث في حياتها طلاق وسلسلة من العلاقات التي تحطمت ، قبل أن تلتقي بي 0
ثار غضبها 00أنه يدافع عن نفسه بتشويه سمعة اليانور !
- شقيقتي لم تكن غير مستقرة عاطفياً ! كانت ببساطة قليلة الحظ 00حكمها سيء على الرجال 00وبما أنك تقول أنك تعرف ماضيها ! ألم يكن هذا سبباً كافياً لأن تعاملها ببعض الحنان والمراعاة ؟ أم رجلاً مثلك ينظر إلى المرأة الضعيفة ، كلعبة تسلية ؟
لم يرد00لكن صمته كان راعداً 00ملأ الغرفة بترقب رهيب 00سارعت ليجي تكمل :
- لماذا لم تتركها وشأنها إذا كنت لا تريدها ؟ لماذا استمريت في إغوائها ؟
ضاقت العينان الزرقاوان :
- أهذا ما قالته لك ؟
- وهل تنكر ؟
استدار فجأة لينظر إلى الشرفة في الخارج 00مديراً ظهره نحو المقعد الذي تجلس عليه 00وقفت ليجي متمايلة ، وخائفة أن يوقف الحديث ويتركها قبل أن تنهي ما تريد 00فبالرغم من الهجوم المرير الذي أطلقته ، كان جزء معذب منها يتوق لإنكار الذي سينهي في النهاية كل ما آمنت به سابقاً

كان صوتها يرتجف وهي تسأل :
- هل تقول أنك لم تعدها بشيء أبداً 00وأنك لم تطلبها للزواج 00وأنها اخترعت كل هذا ؟
استدار ينظر إليها :
- أنكر هذا بكل تأكيد !الفكرة بحد ذاتها منافية للعقل !
خفق قلبها ، وشدت على قبضتها بقوة :
- أيمكنك إثبات هذا ؟
فجأة وقف أمامها شامخاً وبخطوتين غطى المسافة بينهما :
- أثبته ؟ إذا كان لأحد أن يثبت شيئاً فهو أنت ، وليس أنا !
انتزع الرسالة مرة أخرى ، ومدها إليها :
- أنت من يوزع الاتهامات 00وعبء إثبات الأكاذيب يقع على عاتقك !
قال بلهجة قاسية لا ترحم :
- وما هي القصص الأخرى التي سربتها ( للبوغل ) هيا 000قوليها 00ماذا قلت بعد ؟
- إنك دفعت أختي للموت 00ولا شيء غيرة 00أقسم لك 00! فقط هذا !
أطلق من فمه سباباً ، ثم قال :
- هذا فقط !! يا إلهي ! لقد كان يومك فعلاً مشهوداً ! إذن أخبريني 00متى خططت لكل هذا ؟ هل جئت للمؤتمر وخطتك جاهزة ؟
- بالطبع لا ! لم أكن أعرف أنك ستكون هناك ! قررت أن أفعل هذا حين أخبرتني عن الذين يلاحقونك ، وأجبرتني على الاشتراك في هذه المهزلة الغبية 0
ضاقت عيناه ، غير مصدق :
- لماذا سرقت مسجلتي إذاً ؟
نظرت إليه ببؤس 00كانت قد نسيت ذلك التصرف الغبي الذي كان البداية المهلكة التي قادت إلى هذا المأزق :
- لم يكن لذلك علاقة بهذا ، أخذتها فقط لأزعجك 00ولم أكن أفكر بأي شيء آخر في تلك المرحلة 0أرجوك صدقني 00أنت نفسك أعطيتني الفكرة .
- فهمت 0
يبدو ، والشكر لله أنه صدقها 00وابتعد عنها 0
- إذاً ، وبعد أن أعطيتك الفكرة بكل كرم ، قررت الاتصال بالمرأة في ( البوغل ) وعرضت عليها أن تكوني أنت الواشية ؟ وإذا لم يستطع البقية النيل مني فستفعلين هذا أنت ؟
- شيء مثل هذا 00
الطريقة التي وصف بها الأمر تبدو شريرة وقاسية 0تراجع عنها ببطء ونظر إليها :
- أتعلمين 00بدأ كل شيء يعود إلى ذاكرتي 00أنت ( ليلي )0
أجفلت لذكره اسم طفولتها ، فابتسم بمرارة ك
- من كان يظن أن طفلة بريئة التقيتها منذ سنوات في كورسيكا ، ستنقلب لتصبح نموذج شرير مخادع ،؟ أنت تلعبين دور العميل المزدوج ؟ لا بد أنك تشعرين بالاعتزاز بنفسك !
في الواقع ، هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة 00أحست بالحقارة والوضاعة 00فقالت محتجة :
- لم أكن سأرسل الرسالة 00قلت لك هذا 00لقد غيرت رأيي 0
سخر منها :
- بالطبع غيرت رأيك ! لهذا كنت مصممة على أن آخذك لمكتب البريد 0
ثم وبحركة شرسة متعمدة ، رماها بالرسالة لتستقر لحظات على كتفها ، ثم تقع أرضاً:
- لكن أخشى يا عزيزتي ، أن لا تكوني صالحة لان تكوني جاسوسة 0 فالطريقة التي استمريت فيها بطرح الأسئلة علي فيها ، جهلتني أرتاب بأنك تنوين شيئاً 00مع أنني أعترف أنه لم يخطر ببالي شيء كريه مثير للاشمئزاز كهذا 0
صمت ليتفرس فيها بعينين كخطافين من فولاذ :
- على فكرة ن القصة التي رويتها لك محض خيال 00ابتكرتها لأرضي فضولك 0تلك الحادثة المزعجة ، حدثت وكما أخبرتها لك 00لكنني لم أكن متورط بها ، ولم تجر في الشاليه الذي أملكه 0
ضحك بخشونة وبلا مرح :
- ابحثي عن القصة لو شئت 0 أو أرسليها إلى أصدقائك في ( البوغل ) وليتأكدوا منها 0
دس قبضتي يده في جيبي بنطلونه ، كأنما يفضل أن يبقيهما تحت سيطرته ، ونظر إليها كما ينظر المرء إلى لطخة فوق سجادة :
- ظننت شقيقتك كاذبة وقحة ، لكن أنت في طبقة مميزة وحدك !
ثم وكأنه لم يعد يستطيع تنفس الهواء 00استدار باحتقار ، وخرج من الغرفة 0وسمعت ليجي وقع خطواته تنزل السلم 0وبعد لحظة كانت السيارة تدوس الحصى تحت إطاراتها 0


بعد أن رحل 00جلست لوقت طويل تحدق ببلاهة إلى الرسالة 00كم كانت غبية بلهاء عندما اعتقدت أنها تستطيع هزيمته ! لقد عرف مقاسها وصنفها من اللحظة الأولى 0
لم يكن فيكتور شخصية ضعيفة ليتورط في مثل هذه العلاقات القذرة بالرغم من عيوبه ن لو أنها توقفت للتفكير بهذا وبتعقل ، للحظة ، لأدركت دون شك هذا بنفسها 00
عبست لنفسها : كم كانت ستبدو بلهاء لو أرسلت القصة إلى ( البوغل ) !
أقل ما يقال بعد أن يتأكدوا من صحتها أولا ، أنها مهوسة حقودة!!
مررت يدها في شعرها 00ماذا الآن عن ذنب فيكتور بالنسبة لاليانور ؟ هل تبت لها خطأها في هذا أيضا ؟
تذكرت غضبه البارد :- عبء إيجاد الدليل يقع على عاتقك أنت ! فأنت من ترمين الاتهامات !
إنه محق طبعاً00وأي دليل لديها عدا كلمات أختها المشكوك فيها ؟ من إن كذبتين لا يمكن اعتبارهما دليل على كذب قصتها كلها ، إلا أنها على الأقل ترميان ظلال الشك 00وأدركت ليجي بمشاعر مختلطة أنها أنما تحاول تبرير مشاعرها الممتلئة ذنباً 0وبغض النظر عما تشعر به نحو فيكتور ، لم تعد قادرة على اتهامه 0
وقفت في مقعدها مصممة وتقدمت من الهاتف في الردهة ، التقطت السماعة ، وطلبت رقم مركز الهاتف في المدينة 0
- آلو ! أريد أن أرسل برقية دولية 0
بعد دقائق 00وهي تعيد السماعة مكانها ، أحست وكأن عبئا ضخماً ارتفع عن كاهلها 00البرقية موجهة للآنسة ديانا ايفرارد في صحيفة البوغل تسحب فيها كل كلمة من قصتها حول اليانور وفيكتور ، وتصرح بشكل نهائي لا رجعة فيه أنها لن تعطي أي معلومات ضد فيكتور 0
حينما يعود فيكتور ستخبره أنها أرسلت البرقية ، وما عليها إلا أن تدعو الله ليجد في قلبه فسحة ويغفر لها 0000وإذا رأى أنها نادمة تمتما 00ربما يسنح لها بفرصة أخرى 00
فرصة أخرى لماذا؟فرصة في استرجاع أي أمل قد يكون لها في إقامة نوع من العلاقة التي لا معنى لها ؟00لم يكن لهذا الأمر سوى أمل ضئيل منذ البداية 00فأي أمل بقي لها الآن ؟
في الصباح التالي ، كان فيكتور لا زال غائباً00
بعد الثامنة بقليل ، كانت ليجي تسير نحو مائدة الفطور ، شاعرة بالإرهاق بعد ليلة بلا نوم ، منتظرة عودته 00أحست بمارولا تراقبها ، خلسة من طرف عينها 00ثم أخيراً أجبرت ليجي نفسها أن تسأل :
- لا أعتقد أنك سمعت شيئاً من السيد دومارشيه ؟
التقت عيناها بعيني مارولا :
- لا آنسة ، لم أسمع شيء 0
ثم تقدمت لتقف أمام ليجي وتابعت :
- أرى أنك قلقة 00لذا أعتقد أن الوقت حان لأخبرك بأن رجلك هذا ينوي أمراً 00وهناك شيء أظن أن عليك معرفته0
سألتها وكلها اهتمام :
- أخبريني 0
- حسناً 00يجب أن أشرح لك أمراً حول ما حدث صباح أمس ، كبداية 00ذلك الجدل الحاد حول المرطبات ، حين أخذ السيد فيكتور يصيح في وجهي 00
لدهشة ليجي تهلل وجه المرأة بابتسامة :
- لست أدري إذا كنت أدركت هذا ، كانت كلها تمثيلاً0
سألتها مجفلة :
- أتعنين أنها كانت محضرة ؟ لماذا ؟
هزت مارولا كتفيها :
- لست واثقة آنسة 00لم يقل لي أي تفاصيل 00كل ما قاله أنه يظن أن هناك أشخاص يراقبون المنزل ، وإنه إذا دفعهم إلى الظن أن بيننا خلاف فعلى الأرجح سيأتون ليدقوا الباب ، ويقنعوني بأن انتقم وأتجسس عليك وعلى السيد فيكتور ، وأخبرهم أية فضحية ممكنة ، أتوصل إليها 0
تجهم وجه المرأة وهي تؤكد لمستمعتها ك
- بالطبع ن أنا لن أفعل مثل هذا أبداً 00فسيكون هذا خيانة ****************ة مني 00لكن السيد فيكتور أخبرني أن أقول لهم 00إذا تبين أنه على حق واتصلوا بي 00
- وهل اتصلوا بك ؟ هل جاء أحد وقرع بابك ظ
- بكل تأكيد 00بينما كنتما في رحلة الصيد ، جاءت امرأة حمراء الشعر ، وشاب نحيل جداً00
نفس الشخصين من نادي ( هامنغ بيرد ) اللذين قال لها فيكتور أنه شاهدهما !
- وماذا قال لك فيكتور أن تقولي لهما ؟
جلست مارولا :
- حسناً00طلب مني القول أنني قادرة على بيعهما شيئاً أكثر إثارة من إشاعة ، صور 00صور سرية يبقيها السيد فيكتور في صندوق لوحة السيارة 0
وضحكت هازة رأسها 00استطاعت ليجي أن تتصور كم لعبت دورها بإتقان :
- قلت لهم أنني استطيع الحصول على الصور وأنا أنظف السيارة ، بعد عودتكما من رحلة الصيد 00وأعطيت لهما موعد للقائهما مساء أمس ، في فندق صغير في ( بريد جتاون ) لتسليمهما الصور00وبالطبع ، عرضا علي المال ، لكنني لم أكن أنوي أن أقابلهما ، ولا إن أسرق الصور من السيارة 0قال السيد فيكتور إنه سيذهب إلى الموعد بدلا مني 00وهذا آنسة كل ما أعرف 0ةطلب مني أن أبقي الأمر سراً 00لكنني فكرت ، وقد اختفى هكذا أن من الأفضل أن أخبرك 0
ابتسمت ليجي لها :
_ أنا مسرورة لأنك أخبرتني 00
أولا 00أحست بالراحة لوجود تفسير لغيابه 00فهي كانت أكثر من قلقة 00لأنه غادر المنزل في مزاج رهيب جدا ، حتى أنها خشيت أن يكون ٌد حصل له حادث 0
ثانياً 00من المطمئن لها أن تعرف أن ذلك الجدل مع مارولا يوم أمي لم يكن إلا تمثيلية 00لقد أزعجها أن تصدق بأنه قادر أن يعامل الخادمة بهذا السوء 00
أغمضت عينيها وكبحت دموعها 00غفرانه له هو ما يجب أن تسعى إليه 00وبهذا وحده يمكن أن ترتاح وتقنع 0
كان الوقت بعد الظهر عندما سمعت الكاديلاك تدخل الممر الداخلي للفيلا 00
توقف قلبها 00ستأتي الآن لحظة الحقيقة !مع إقفال باب السيارة ، وتصاعد صوت وقع الأقدام على السلم الخشبي ، كتمت أنفاسها وانتظرت ، مع تقدم وقع الأقدام على الشرفة 0
وما هي إلا لحظة حتى كان يقف أمامها 00ولجزء من الثانية أشتعل قلبها بسعادة حقيقية لمجرد رؤيته 00
تمكنت من إخفاء الألم وهو يقول ك
- إذن 00لا زلت هنا ؟

وإين يتوقع أن تكون ؟ هل كان يأمل أن ترحل ؟ 00لن تسمح لنفسها أن تحبط عزيمتها هذه البداية السيئة !
- قالت مارولا أنك خرجت وراء ذانك الشخصين اللذين كانا يلحقان بك 00فهل حصلت على مبتغاك ؟ هل تمكنت من إلقاء القبض عليهما ؟
وضع يديه في جيبي بنطلونه ، واستند للسياج :
- وماذا لو فعلت ؟ ماذا يمكن أن يهمك في هذا كله ظ
قالت بإصرار:
- أنا مهتمة 00حقاً ، وأمل أن تكون لحق بهما 0
- هل أنت متأكدة أنك لم تكوني تأملين أن أفشل ؟ أظنك نسيت إلى صف من كنت تقفين ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة 00إنه قاسي القلب لا يرحم :
- قلت لك من قبل 00لقد غيرت رأيي 00أرسلت برقية للبوغل وأنت غائب سحبت فيها كل كلمة قلتها لهم00أقول لك الحقيقة 00يجب أن تصدقني 0
ضحك ساخراً :
- ولماذا أصدقك ؟ لماذا أصدق من لم نفعل شيء سوى خداعي منذ اللحظة الأولى التي التقينا فيها ؟
ارتجف صوتها :
- إنني لا أحاول خداعك بعد الآن 00بل أحاول أن أعوض عما فعلت 00أقسم على ذلك 0
ثنت عينيه عليها وقال :
- ما الذي سبب هذا الانقلاب المفاجئ 00إذا كان حقاً انقلاب ؟
إذا هو في منتصف الطريق لتصديقها 00وارتاحت قليلاً :
- لقد أدركت أن ما قلته صحيح 00وليس لدي دليل على أي شيء 00إنها ببساطة ، مسألة كلمتك ضد كلمة أختي 0
ضحك ساخراً:
- كم أن هذا مؤثر ! ظننت أن كلمة أختك مقدسة ؟.
أشاحت بنظرها عنه تخفي ارتباكها ، ثم أعادت النظر إليه متعمدة :
- لقد قلت لك صدقاً إنني لم أعد ضدك 00فلماذا لا تعطيني على الأقل فرصة الاستفادة من الشك ؟
بتنهيده حادة تنم عن نفاذ صبره أبعد نفسه عن السياج ، وتقدم نحوها ليجلس في مواجهتها ، وينظر إليها بعينين غير مقرؤتين :
- حسنا جدا 00بما أنك مهتمة لهذا الحد ، سأخبرك بما حدث ، بالرغم أنك خططت أساسا أن تفعلي العكس ، إلا أنك ساهمت في نجاح خطتي 0
مالت إلى الأمام :
- أتعني أنك تمكنت من النيل منهما ؟
هز رأسه :
- كان الأمر سهلا جداً في النهاية 00ولم يكونا ذكيين جداً 00على فكرة كنت أعرف أن مارولا ستبوح بحقيقة مؤامرتنا الصغيرة 00إنها امرأة طيبة القلب ، ولن ترغب في أن تتركك متوترة 0
نظرت بعيداً ، لا تستطيع احتواء الأمل الذي أخذ ينبعث إلى الحياة داخلها 00إذن بالرغم من إيمانه أنها خانته ، لا زال بكل كرم أخلاق يفكر بها 00ربما لم يضع كل شيء بعد 00
- ليلة أمس ، بعد أن غادرت المنزل ، ذهبت إلى الموعد الذي قطعته مارولا 00في فندق صغير مغمور وسط ( بريد جتاون ) حيث كان الشخصان يتوقعان استلام الصور 00ذهبت باكراً ، وحجزت غرفة باسم مارولا ، طلبت من موظف الحجز أن يقول لهما إن مارولا تنتظر في الغرفة 0
سمح لنفسه بابتسامة انتصار صغيرة ك
- كان فخاً بسيطاً 00لكنهما سارا إليه مباشرة 0
- وهل ( كانا ) هم ؟ ذانك الشخصان اللذان رأيتهما في النادي ظ
- كانا فعلا 0مدام كيم مومزي ، زوجة موظف سابق عندي ، ومصور مأجور ، ريشار غانسيا 00وما إن أحسا أنهما علقا 00حتى أصبحا يثيران الإشفاق 00وباحا بكل شيء دون انزعاج 00كل القصة المؤسفة ، كما تبين لي ، كما كنت توقعت تماماً0
مال للخلف ووضع يديه على ذراعي المقعد :
- كيم مومزي كان يعمل للمؤسسة 00كان رجل جيد ومواظب على عمله ، لكنه لسوء الحظ كان جشع وورط نفسه بكل أنواع العبث 00وجمع ما لا بأس به 00قبل أن يكتشف أمره ويطرد 0آخر ما سمعت عنه أنه في مونتريال ، لكنه يبدو أنه انتقل إلى هيوستن منذ ثلاث سنوات00في هذه الأثناء أسس لنفسه حياة جديدة ، بما فيها زوجة من تكساس 0
ابتسم بسخرية وتنهد :
- كان من الحكمة أكثر لو ترك الأمور على ما هي عليه 0لكن ومن المؤسف ، كان ينوي الانتقام 00فهو لم يسامحني على طردي له ، حين سمع بمسألة شرائي لتلك الشركة ، لم يستطع مقاومة تعقيد الأمور لي 00لكن للانتقام عادة سيئة بأن تسير أموره في اتجاه خاطئ00خاصة حين لا يكون له أسباب موجبة0
أحست ليجي أن التأنيب موجه لها 00لكن ألم تتعلم هذا بالطريقة الصعبة المريرة ؟
فجأة غيرت الموضوع :
- إذا كان هو وراء كل هذا ؟ ودفع بزوجته والمصور للحاق بك 00
-00 وعلى أمال أن يفاجئاني في لحظة حرجة 00في هذا الوقت كان هو واثنان من أصدقائه مشغولين بجمع كل ما كتب عني عبر السنوات 00على أمل نبش شيء قد يضر بي00وأنا سعيد أن أقول إنهم لم ينجحوا 0
- 00بعدما اعترفا 00ماذا حصل ؟
- حرصت على تسجيل كل الاعترافات ، دون علمهما طبعا00ثم بعد إجبار زوجته على إعطائي عنوانهما في هيوستن أخذت أول طائرة إلى أمريكا وذهبت فوراً لزيارة مومزي شخصياً 00وسأوفر عليك سماع تفاصيل ما جرى بيننا 00فلم يكن ماجرى لطيفا 00يكفي القول أن المسألة كلها وضعت بيد البوليس 0
أنزل يديه عن ذراعي المقعد وقال بلهجة انتصار :
- كل شيء كانت خاتمته مرضية 00إضافة إلى كل هذا تلقيت ليلة أمس أخباراً أن مسألة البيع أخذت الموافقة 0
أحست بالسعادة لأجله 00بل حتى قليل من العزاء لنفسها 00على الأقل لم تضره مؤامرتها 00كان على وشك التعبير عن أفكارها حين وقف :
- هكذا كل شيء جيد سوف تكون نهايته جيدة ن كما يقال 0وأعتقد أن علينا وضع خلافاتنا وراءنا 00فلا داعي أبداً لنحمل الأضغان ضد بعضنا 0
قفزت واقفة :
- أتعني هذا حقاً ؟ أتعني أنك تسامحني ؟
ابتسامة خفيفة لامست شفتيه :
- أسامحك 00أجل ، لكن على أي حال هناك شيء يجب أن أصر عليه 00
حبست ليجي أنفاسها ، ثم أحست بالدنيا تتشتت من حولها وهو يتابع بلهجة باردة :
- في هذه الظروف ن لن يكون مناسباً لنا أن نستمر في مشاركة هذه الفيلا 00لذا أصر على أن تنتقلي منها فوراًُ ، وهذا المساء بالتحديد 00وأنا واثق أن مارولا ستساعدك على توضيب حقائبك 0
ثم استدار على عقبيه ، وابتعد عنها ليدخل غرفة الجلوس دون أن ينظر إليها مجدداً0

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, دار الفراشة, روايات, على حافة الفجر
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية