لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > محكمة ليلاس > المخابرات والجاسوسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

المخابرات والجاسوسية المخابرات والجاسوسية


مختارات من وثائق المخابرات المركزية الامريكية

مختارات من وثائق المخابرات المركزية الأمريكية ما بين (1950 - 1970) الحرب العربية "الإسرائيلية" عام 1967... وانطلاق حركات المقاومة الفلسطينية المصدر: موقع "قانون حرية المعلومات" على الانترنت

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-07-08, 03:42 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الحب



البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 56979
المشاركات: 4,653
الجنس أنثى
معدل التقييم: dr_e عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dr_e غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المخابرات والجاسوسية
افتراضي مختارات من وثائق المخابرات المركزية الامريكية

 

مختارات من وثائق المخابرات المركزية الأمريكية
ما بين (1950 - 1970)
الحرب العربية "الإسرائيلية" عام 1967... وانطلاق حركات المقاومة الفلسطينية



المصدر:
موقع "قانون حرية المعلومات" على الانترنت


إعداد:
قسم الترجمة في صحيفة الخليج الإماراتية
(من 29/6/2007 حتى 20/7/2007)


تنسيق وترتيب:
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات - بيروت


الفهرس

السياسة السوفييتية والحرب العربية - "الإسرائيلية" عام 1967

1. المقدمة

2. الفيتو السوفييتي حال دون إصدار قرار من مجلس الأمن يدين العمليات الفدائية

3. السوفييت يحثون على الوحدة بين سوريا ومصر أواخر 1966 وأوائل 1967

4. إغلاق خليج العقبة فاجأ السوفييت

5. تعزيز قوات الجمهورية العربية المتحدة

6. السوفييت يبدون أكثر دموية

7. ناصر يغلق خليج العقبة

8. الاتحاد السوفييتي وإغلاق الخليج

9. المواقف السوفييتية تحير الدول العربية

10. السوفييت يحثّون على ضبط النفس من دون جهد كاف، وبعد فوات الأوان

11. المواقف تتصلب

12. اندلاع الحرب.. "اسرائيل" تهاجم والاتحاد السوفييتي يتفاعل

13. تهم بتورط أمريكي بريطاني

14. السوفييت يدعمون وقف إطلاق النار

15. تهديد بالتدخل السوفييتي ومؤتمر موسكو

16. موسكو تتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الهزيمة

17. ردة فعل السوفييت تجاه الهزيمة

18. الجهود لاسترداد المكانة الدولية

19. تغير في تكتيكات السوفييت

20. تسهيلات بحرية للسوفييت في مصر وسوريا

21. موقف أكثر مرونة في الأمم المتحدة

22. تيارات متقاطعة في القيادة السوفييتية

23. حماية ييجوريتشيف

24. إغراق المدمرة "إيلات" عزز شعور عبد الناصر باستعادة مكانة مصر

25. تزايد التوتر


الفدائيون.. وحركات المقاومة

26. المقدمة

27. عبد الناصر تدخل لدى موسكو لاستقبال عرفات

28. "فتح" تسحب البساط من تحت منظمة التحرير الفلسطينية

29. سيطرة فتح على المنظمة

30. فتح تحاول السيطرة على جيش التحرير الفلسطيني

31. فتح تحتفظ بهويتها

32. صراعات داخل فتح وضغوط على قيادة عرفات

33. تكتيكات فتح وعملياتها

34. تمويل فتح

35. صعود حركة القوميين العرب وانقسامها بين حبش وحواتمة وجبريل

36. خلفية الأجنحة الفدائية لحركة القوميين العرب

37. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تغرق في الفوضى

38. استراتيجية الجبهة الشعبية

39. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تتجه نحو الاعتدال

40. تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

41. تمويل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

42. الجبهة الديمقراطية تدعو إلى حرب شعبية طويلة الأمد

43. تنظيم الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين

44. تمويل الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين

45. منظمة العمل لتحرير فلسطين


جماعات الفدائيين المستقلة الصغيرة

46. جبهة النضال الشعبي

47. منظمة فلسطين العربية

48. المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين

49. هكذا ولدت "الصاعقة" و"جبهة التحرير العربية" و"الأنصار"

طلائع حرب التحرير الشعبية "الصاعقة"

50. جبهة التحرير العربية

51. قوات الأنصار

52. الاتحاد السوفييتي يغير موقفه تجاه الفدائيين ويقرر دعمهم

53. قرار تشكيل قوات الأنصار

54. الحزب الشيوعي الأردني يشكل "الأنصار"

55. رفض طلب "الأنصار"

56. الأحزاب الشيوعية تختار الأردن مركزاً سياسياً ولبنان قاعدة إعلامية

57. التنظيم والعمليات

58. المجلس الوطني الفلسطيني.. خلافات ومساومات

59. قيادة الكفاح المسلح الفلسطيني

60. المجلس الوطني الفلسطيني أيلول 1969

61. قيادة الفدائيين الموحدة فبراير 1970

62. اتفاق الوحدة الوطنية - مايو 1970

63. المجلس الوطني الفلسطيني - يونيو 1970

64. اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية

65. أزمة الأردن- سبتمبر 1970




السياسة السوفييتية والحرب العربية - "الإسرائيلية" عام 1967

1. المقدمة

نشرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) في موقع "قانون حرية المعلومات" على الانترنت، وثائق سرية وتحليلات استخبارية تربو على اثني عشر ألف صفحة تلقي ضوءاً على نشاطاتها بين أعوام 1950 - 1970، ومن ضمنها محاولات اغتيال رؤساء ومسؤولين، وعمليات تنصت على قادة وصحافيين، ومراقبة طلاب، وفتح رسائل بريدية، وملفات وتحليلات عن أزمة السويس والحرب العربية "الاسرائيلية" عام 1967، والسياسات الداخلية لكل من الاتحاد السوفييتي والصين، وكذلك العلاقات السوفييتية الصينية وغيرها من المسائل الخاصة بدول العالم.
وقد تم إعداد تلك الملفات عام 1973، بطلب من جيمس شليزنجر مديرCIA آنذاك، بعد الكشف عن تورط وكالة الاستخبارات في فضيحة ووترجيت التي أدت إلى استقالة ريتشارد نيكسون عام 1974. وقد أعلن مدير الوكالة مايك هايدن عن نزع السرية عن تلك الملفات يوم الخميس قبل الماضي أمام جمعية مؤرخي العلاقات الخارجية الأمريكية، وقال إن معظم النشاطات غير مشرف ولكن هذا هو تاريخ الوكالة.
ومن بين هذا الكم الهائل من الملفات، اختارت "الخليج" بعض ما يهم القارئ العربي، وخاصة حرب يونيو/ حزيران 1967، وانطلاق حركات المقاومة الفلسطينية.
شكلت الحرب العربية "الاسرائيلية" في يونيو عام 1967 هزيمة مهينة للعرب وتراجعا كبيرا في هيبة السوفييت. فقد خصص السوفييت كميات كبيرة من المساعدات والدعم السياسي للعرب، في الوقت الذي ساهمت السياسة الاقتصادية التي اعتمدوها في منتصف عام 1966، إلى حد كبير، في التوترات التي حدثت قبل الحرب. وعلى أمل ضمان دعم وبقاء النظام السوري الجديد، بدأ السوفييت في ذلك الوقت، في اعتماد لغة عسكرية ضد "اسرائيل". وفي الوقت الذي كان فيه عبد الناصر والسوفييت يأملون من خلال ذلك، بالتحكم أكثر بالسوريين المتشددين، تمثلت النتيجة النهائية لتلك السياسة في دفع عبد الناصر إلى اتخاذ موقف أكثر عدائية تجاه "اسرائيل". فقد فشل السوفييت في استشراف نتائج هذه السياسة، وعندما فقدوا السيطرة على الوضع، استخدموا نفوذهم مكرهين في محاولة لكبح جماح عبد الناصر.


2. الفيتو السوفييتي حال دون إصدار قرار من مجلس الأمن يدين العمليات الفدائية


وقد دفعت النتائج المحرجة لسياسة ما قبل الحرب، السوفييت إلى إجراء بعض التغييرات في طريقة تعاملهم مع الشرق الأوسط. فقبل الحرب كشفوا علناً عن دعمهم لمواقف الأنظمة العربية العسكرية الأكثر تطرفا في معاداة "اسرائيل"، ومن ثم عادوا ليدعموا المواقف الأكثر اعتدالا مع أنها ما تزال تشكل خطاً مناهضاً ل "اسرائيل". وأفسحت الرغبة في خوض مغامرة كبيرة في وضع فقدوا التحكم فيه من أجل تحقيق أهداف قصيرة الأمد المجال لاتباع نهج متدرج وأكثر حذراً إلى حد ما، بعد الحرب. فالمخاطر التي ينطوي عليها الالتزام بدعم نظام يساري راديكالي، أصبحت واضحة. فقبل الحرب، عمد السوفييت إلى بذل الجهود اللازمة فقط للحيلولة دون إثارة غضب السوريين، أما الآن، فقد بدأوا في فرض قيود بطريقة متأنية وجدية. وهكذا، استبدلوا تصريحاتهم الديماغوجية المتضاربة في فترة ما قبل الحرب، بتعهدات بتوفير الدعم اتسمت عمداً بالغموض، لتتضح بذلك حدود الدعم الذي يمكن أن يقدموه للعرب. ونتيجة لذلك انهارت القوات العسكرية العربية، وفي مقابل تقديم الدعم، طلب الاتحاد السوفييتي أن يُمنح المدربون والمستشارون العسكريون السلطة الكاملة لتدريب وتنظيم القوات المسلحة السورية والمصرية من كافة المستويات.
ورغم أن السوفييت غيّروا تكتيكاتهم، إلا أنهم استمروا في تطبيق الاستراتيجية التي ساهمت في الإهانة التي تلقاها العرب في حرب الأيام الستة، حيث ظلوا مقتنعين بأن الحفاظ على حالة التوتر بين العرب و"اسرائيل" عند أعلى مستوى، يعزز النفوذ السوفييتي في المنطقة. وعلى كل حال، كانوا يأملون بتحقيق النجاح الذي عجزوا عن تحقيقه في يونيو 1967، وهو أن تكون سيطرتهم على العرب فعلية، وبالتالي تجنب تكرار حدوث كارثة يونيو. ولكن في المحصلة بدت السياسة السوفييتية في الشرق الأوسط مصابة بالانفصام.
فعلى سبيل المثال، أوضح السوفييت بجلاء للعرب أنهم لا ينوون أن ينخرطوا عسكريا في نزاع مستقبلي، وفي الوقت نفسه عززت موسكو حجم أسطولها في البحر المتوسط، وسعت جاهدة من أجل استعادة ثقة العرب بدعمها الحقيقي لهم وذلك من خلال الزيارات المطولة للسفن السوفييتية إلى الموانئ السورية والمصرية. كما أن وجود الأعداد الضخمة من المستشارين والعسكريين السوفييت في المنطقة، رغم أن القصد من ذلك ربما كان ضمان عدم إفلات الأمور من أيديهم مرة أخرى، قد زاد من مخاطر التدخل السوفييتي في حال نشوب حرب. وعليه، استمر تدفق الكميات الكبيرة من المواد إلى المنطقة من أجل إعادة بناء القوات المسلحة العربية. ورغم التهديد المتواصل الذي يشكله نمو المنظمات والجماعات المسلحة "الإرهابية" العربية على السلام في الشرق الأوسط، تجنب الاتحاد السوفييتي القيام بأي تحرك يمكن أن يعرض موقعه لدى تلك المجموعات للخطر، حيث قدم الدعم العسكري لعدد من تلك المنظمات، عبر الجمهورية العربية المتحدة والعراق باستخدام حلفائه الأوروبيين كتجار أسلحة. وبينما كان السوفييت يأملون من خلال ذلك بتحقيق بعض السيطرة على قيادة تلك الجماعات المسلحة، غير أنهم على ما يبدو نسوا فشل السياسة المشابهة التي اتبعوها مع المقاتلين السوريين قبل حرب يونيو.
ومهما كانت الحالة، فقد حصل تغيّر جوهري خلال العام الأخير، حيث تحول السوفييت عن استراتيجية الحذر والجدية التي اتبعوها بعد حرب يونيو، وجددوا دعمهم لنزعة القتال لدى العرب. وقد برز هذا التحول من خلال ملاحظات كوسيجن التي سلطت عبرها الضوء على خط جديد من الدعم للموقف العربي المناهض ل "اسرائيل" (10 ديسمبر)، وأيضا من خلال الدعاية السوفييتية لنشاطات وممارسات الجماعات المسلحة المقاتلة.
ومع ذلك، فإن رغبة السوفييت بعد الحرب في تسوية سياسية عن طريق المفاوضات في الشرق الأوسط، لم تندثر بشكل كامل. فقد كان الاعتبار الأول بالنسبة لموسكو، كما كان قبل حرب يونيو، هو ترسيخ مكانتها كنصر لحركة التحرر الوطني العربية والحركة المناهضة للإمبريالية. ومن هذا المنطلق قامت بدعم المجموعات المقاتلة. ويطمح السوفييت من خلال هذه السياسة، إلى تحقيق مكاسب طويلة الأجل لنفوذهم في المنطقة من أجل منع خروج الأحداث الخطيرة عن سيطرتهم مرة أخرى، كما حدث في يونيو 1967 وعليه، وافق السوفييت على الشروط العربية المسبقة لتسوية في الشرق الأوسط، رغم أنهم لن يقبلوا العروض الأمريكية التي يمكن أن يُدفع العرب إلى القبول بها حسب اعتقادهم. وفي حين يسعى السوفييت لتجنب حدوث أي مواجهة في المنطقة، فهم يعتقدون أن تجديد الدعم لعبد الناصر والجماعات المقاتلة قد يعزز فرصة حدوث مواجهة. وعلاوة على ذلك، يبدو أن السوفييت مرة أخرى واثقون من أن بإمكانهم السيطرة على عبد الناصر ومنع وقوع حرب بين العرب و"اسرائيل". فمخاطر هذه السياسة قد تكون أكبر مما تعتقد القيادة السوفييتة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ميل عبد الناصر، الذي اتضح بجلاء في مايو 1967، إلى العمل بأسلوب غير متوقع، وغريب وعنيف غالباً، وانتحاري على الصعيد السياسي في بعض الأحيان.
في أوائل الخمسينات بدأ السوفييت يتعهدون برعاية الأنظمة العربية القومية الناشئة، مستفيدين من العاطفة المناهضة للغرب، المتنامية والمشتركة بين هذه الأنظمة. وكان جمال عبد الناصر الهدف المبدئي للسوفييت، لأنه الأشد إثارة للإعجاب في السلالة الجديدة من الزعماء العرب، ولأنه رئيس أقوى دولة عربية. وكان الاتحاد السوفييتي يعول بشدة على الجمهورية العربية المتحدة. وبحلول سنة 1965 كانت القاهرة تعتمد كلياً تقريباً على موسكو في العون العسكري. وقد تبين أن مخاوف العرب من أن المعونة السوفييتية للشرق الأوسط قد تتقلص أو تتوقف نتيجة للإطاحة بخروتشوف، لم تكن صحيحة.
وبعد الاطاحة بالزعيم الشيشكلي في سوريا سنة ،1954 كانت علاقة السوفييت بتلك الدولة مقتضبة ومتقطعة. وقد أسفر الانقلاب العسكري في فبراير/ شباط 1966، الذي قام به الجناح المتطرف في حزب البعث المغالي في قوميته، عن تقارب سريع في العلاقات السوفييتية السورية، كما أن اشتمال مجلس الوزراء السوري على وزير شيوعي قد أثلج صدر السوفييت بوجه خاص. ومنذ ذلك الوقت زاد الاتحاد السوفييتي معونته العسكرية والاقتصادية لسوريا زيادة كبيرة، وأصبح الحرص على استمرار بقاء البعثيين الراديكاليين أحد الاعتبارات الرئيسية في السياسة السوفييتية في الشرق الأوسط.
وفي مسعى للإفادة من الوضع في سوريا، شرع السوفييت في التأييد العلني لخط ميال للقتال بصورة متزايدة ومناوئ ل "اسرائيل"، وأخذوا يصدرون التحذيرات ضد أي تدخل في الشؤون الداخلية لعميلتهم الجديدة. وبسبب قلقهم فيما يبدو من أن جارة سوريا، الأردن، قد تتخذ بعض الإجراءات ضد النظام السوري الجديد، حذر السوفييت الأردنيين سراً من أن يفعلوا ذلك. وذكر أن السفير السوفييتي في الأردن، سلايوسارينكي، نقل مثل هذه الرسالة في 28 مايو/ أيار إلى الملك حسين، وقال له إن تقارير المخابرات السوفييتية أشارت إلى أن مثل هذا التدخل يوشك أن يحدث.
وعلى الصعيد العلني، هاجمت مقالة نشرتها صحيفة "ازفستيا" في 7 مايو/ أيار 1966 "اسرائيل" بسبب "الاستفزازات المسلحة" ضد سوريا، الهادفة إلى الإطاحة بالنظام الجديد، وحذرت "اسرائيل" من التدخل.
وفي 27 مايو/أيار تضمن خبر نشرته وكالة تاس زيادة الدعم السياسي السوفييتي للنظام السوري. وحسبما ورد في ذلك الخبر، فإن الاتحاد السوفييتي "لن يقف مكتوف الأيدي إزاء محاولات زعزعة السلام في المنطقة التي تقع على أعتاب الاتحاد السوفييتي". وقد خص التصريح الوارد في الخبر بالهجوم القوى "المتطرفة" في "اسرائيل" واتهم الدوائر "الرجعية" في الأردن والعربية السعودية، مدعومة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالتآمر على سوريا. وكان أثر التصريح السوفييتي- رغم الانطباع الدبلوماسي الذي يشيع في لغته- تشجيع السياسة السورية ضد "اسرائيل" على زيادة نشاطها. وكان السوريون في هذه الفترة يساندون حملات الفدائيين على "اسرائيل" من الحدود الأردنية، وعلى الرغم من أن عدد هذه الحملات لا يقارن بمستوى هجمات الفدائيين في الفترة التي أعقبت الحرب، إلا أنها شهدت زيادة كبيرة عما كانت عليه من قبل.


3. السوفييت يحثون على الوحدة بين سوريا ومصر أواخر 1966 وأوائل 1967
بالإضافة إلى إصدار التحذيرات ضد التدخل، سعى السوفييت إلى ضمان أمن النظام السوري الجديد بالحث على المصالحة بين السوريين والمصريين، وكانت الدولتان متنافرتين منذ انفصال سوريا سنة 1961 من الوحدة مع مصر، وقد طالب كوسيجن في كلمة وجهها إلى الجمعية الوطنية للجمهورية العربية المتحدة في منتصف مايو/أيار 1966، بالوحدة بين الدول العربية "التقدمية". ولعل السوفييت كانوا يأملون في أن يتبنى السوريون موقفاً أقل استفزازاً نظير الحماية التي تتوفر لهم من خلال تحالف مع الجمهورية العربية المتحدة، لكن يبدو أن النتيجة النهائية كانت تشجع عبد الناصر على تبني خط أكثر ميلاً للقتال.
وخلال خريف سنة 1966 اشتدت الغارات الإرهابية العربية على "اسرائيل" انطلاقاً من سوريا والأردن، واستمرت مع دخول سنة 1967. وكانت "اسرائيل" ترد عليها بغارات انتقامية، وفي أكتوبر/تشرين الأول أعلن رئيس الوزراء السوري يوسف زعين ان سوريا لن تتخذ ابداً اجراءات لكبح الفدائيين. وقد اجتمع مجلس الأمن التابع للامم المتحدة عدة مرات بين 14 اكتوبر/تشرين الأول و4 نوفمبر/تشرين الثاني بناء على طلب "اسرائيل"، لكن الفيتو السوفييتي حال دون صدور قرار يدين الغارات الإرهابية.
وقد حدد السلوك السوفييتي في خريف 1966 نمط الأداء اللاحق في ربيع 1967. وفي 12 اكتوبر/تشرين الاول تلقت "اسرائيل" مذكرة من الاتحاد السوفييتي تتضمن اتهاماً بأن حشداً للقوات "الاسرائيلية" قد تشكل على طول الحدود السورية وأن "الاسرائيليين" يستعدون لشن هجوم جوي يعقبه توغل عميق للقوات "الاسرائيلية" في سوريا، وقد كرر السفير السوفييتي الاتهام بعد يومين في الأمم المتحدة، وامتنع تحقيق أجرته الأمم المتحدة عن تأييد الاتهامات السوفييتية. وفي هذه الأثناء، سعت موسكو في 14 و15 اكتوبر/تشرين الاول الى تحرير العرب من أي تفكير بالرد بطريقة مغامرة، وهكذا كانت موسكو تحث الحكومتين السورية والمصرية في آن واحد على البقاء هادئتين وتجنب اعطاء "اسرائيل" ذريعة للعدوان.
وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1966 أي بعد نحو ثلاثة اسابيع من توكيد السوفييت على ادعائهم بوشوك وقوع غزو "اسرائيلي" لسوريا، وقعت الجمهورية العربية المتحدة اتفاق دفاع مشترك مع سوريا، ويوحي توقيته بأن التقرير الذي أعد برعاية السوفييت والذي يحذر من هجوم "اسرائيلي" قد يكون شجع هذين النظامين العربيين على توقيع الاتفاق. وما من شك في أن التقرير السوفييتي قد وفر للحكومة السورية حافزاً اضافياً لأن تنشد الحماية في ظل تحالف مع عبد الناصر، كما أن عبد الناصر يمكن أن يكون قد منى نفسه باكتساب بعض السيطرة على السوريين في المقابل، وكان التقرير الزائف عن التعبئة "الاسرائيلية" يخدم على خير وجه الهدف السوفييتي المتمثل في ايجاد تقارب مصري سوري، وقد اعطى تقرير زائف آخر، نشر في مايو/ أيار 1967، نتائج عكسية، وساعد في وقوع سلسلة الأحداث التي افضت إلى الحرب.
ويبدو أن الاتحاد السوفييتي كان يأمل في أن يوفر تحالف الجمهورية العربية المتحدة وسوريا أمناً أكبر للنظام الراديكالي في سوريا، وأن يحد من ميل النظام السوري إلى القيام بمغامرات بمفرده، ولكن عبد الناصر لم يفلح في تهدئة السياسة السورية الاستفزازية إزاء "اسرائيل"، وعلى العكس من ذلك، أصبح عبد الناصر، المرتبط بالسوريين الذين يفوقونه في النزعة إلى الحرب، أشد هشاشة في وجه استثارة السوريين الغوغائية للعواطف المناوئة ل "اسرائيل" في الدول العربية.
* هامش: كان عبد الناصر عرضة للاتهامات بالتراخي من قبل كل من اليسار واليمين، وقد جعلت غارة "اسرائيلية" على قرية السمّوع الحدودية الأردنية في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1966، الملك حسين يبدأ بالسخرية من عبد الناصر.
وفي أوائل سنة 1967 كان التوتر على طول الحدود "الاسرائيلية" السورية شديداً حيث ازدادت عمليات تبادل القصف المدفعي. وقد مارست سوريا (التي كان من الواضح أنها ليست قوية بما يكفي لمواجهة "اسرائيل" بمفردها) ضغطاً كبيراً على عبد الناصر ليظهر زعامته للعالم العربي، وليبرهن على قيمة اتفاق الدفاع الذي وقع في نوفمبر/ تشرين الثاني، وخلال هذه المرحلة، حذر السوفييت السوريين في مناسبتين على الأقل، وأخبروهم بأن السوفييت لا يريدون ان يخرج الوضع عن السيطرة، ولكن رغبة السوفييت في الإفادة من التوتر المهيمن لكي يزيدوا نفوذهم على حساب الولايات المتحدة، منعتهم من اتخاذ اي موقف قوي مع السوريين، وأدت إلى وقوع بعض الأعمال المتناقضة على نحو ما. وعلى سبيل المثال، في 3 فبراير/ شباط، أي بعد اسابيع قليلة من تحذير السوفييت للسوريين سراً من الاندفاع نحو الحرب، نشرت صحيفة "ازفستيا" مقالة تتهم "اسرائيل" بحشد قوات ضخمة على الحدود السورية، واستدعاء قوات الاحتياط، ووضع القوات العسكرية في حالة تأهب.
وفي 7 ابريل/نيسان 1967، في أعقاب تبادل لاطلاق النار عبر الحدود، شنت "اسرائيل" أعمق غارات جوية على سوريا حتى ذلك الوقت، وقد يكون ذلك مؤشراً إلى تغير رئيسي في سياسة "اسرائيل" الانتقامية، حيث كان طياروها مخولين باختراق سوريا في العمق. وأحس السوريون بالمهانة، كما شعر السوفييت، الذين كانوا قد زودوا سوريا بالطائرات، بالحرج إزاء النجاح "الاسرائيلي".
وبعد خمسة أيام كانت هنالك معركة مدفعية شرسة أخرى عبر الحدود "الاسرائيلية" السورية، وانتقدت الدول العربية الجمهورية العربية المتحدة على بقائها صامتة وسلبية نسبياً خلال تلك الفترة. ومن جانب آخر، كانت اذاعة موسكو صارخة في اتهامها للأسطول الأمريكي بالتحرك و"التآمر"، وتحذيرها من خطط "اسرائيلية" لغزو سوريا، وقد كشفت معركة 7 ابريل/ نيسان للسوفييت وللسوريين هشاشة سوريا أمام الهجمات "الاسرائيلية"، وقد يكون السوفييت استنتجوا أنه من أجل ردع "اسرائيل" يجب على مصر أن تبدي التزاماً أشد نحو سوريا.
وفي منتصف ابريل/ نيسان ارسل السوفييت إلى "اسرائيل" مذكرة إنذار تذكر أنه يجب على "اسرائيل" أن تتحمل المسؤولية التامة عن أعمالها، و"تأمل" المذكرة كذلك ألا تسمح "اسرائيل" لنفسها بأن تُستغلّ من قِبل من سيجعلونها دمية في أيدي القوات المعادية الأجنبية، واستمرت الدعاية السوفييتية في الربط بين "اسرائيل" والولايات المتحدة في التآمر ضد سوريا. وفي 24 ابريل/ نيسان، دعا بريجنيف إلى سحب الأسطول السادس الأمريكي من البحر المتوسط.

 
 

 

عرض البوم صور dr_e   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أجهزة المخابرات العالمية, محكمة أمن الدولة, أسرار المخابرات المصرية, المخابرات الألمانية, المخابرات المصرية, المخابرات المغربية, المخابرات الباكستانية, المخابرات العامة الروسية, المخابرات العامة الفرنسية, المخابرات الإسرائيلية, الموساد, البوليس السري النازي, الجستابو, السيكوريتاتيا, جاسوس, جهاز المخابرات الأمريكي, جهاز المخابرات البريطانية, جهاز المخابرات السوفيتية, جواسيس, حقيقة المخابرات المصرية
facebook




جديد مواضيع قسم المخابرات والجاسوسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية