لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > ما وراء الطبيعة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

ما وراء الطبيعة روايات ما وراء الطبيعة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-08, 09:30 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : ما وراء الطبيعة
افتراضي

 

لقد اعتدت منه ـ مثلاً ـ أن يجىء مكتبى ليقول لى فى هستريا :
ـ سئمت الفقر و المرض !
كأنما ـ الأحمق ـ يتوقع أن عندى على مكتبى زرين .. زر خاص بمنع الفقر .. و زر خاص بمنع المرض و أن شكواه لى ستدفعنى دفعاً الى ضغط الزرين فيزول الفقر و المرض .. !
أحياناً أخرى يقتحم المكتب هاتفاً :
ـ تباً للحروب !
فأمد يدى باحثاً عن زر ( وقف الحروب) على مكتبى ، لكنى لا أجد واحداً .. للأسف ..
ان موهبتى البارعة فى الانصات قد جلبت على الوبال .. و أعرف عشرات يحسبون مهمتى فى الحياة هى الاصغاء لآلامهم و هواجسهم .. لا أكثر ..
اذن لى أن أتوقع أن ( مدحت) يريدنى لشىء من هذا القبيل على غرار ( يسقط الاستعمار) أو (فلتحى الارادة الفيتنامية) أو أى شىء قد يتفتق عنه ذهنه . . .
فى المساء :
بالمصادفة البحتة قابلت د . (محمد شاهين ) .. أستاذ ( الأنثروبولوجى) العتيد البرىء كالأطفال .. ، ان علاقتى ب د . (محمد ) تعود الى ذلك اللقاء العاصف فى شقتى يوم كان يحسبنى آكل بشر .. ، بعدها التقينا مرات محدودة جداً كان آخرها ذلك اللقاء فى فيللا د . (سامى) ليلة راح كل منا يحكى خبراته مع الرعب .. ماذا كانت قصته هو ؟ .. لا أذكر بالضبط ..أعتقد أنه تحدث عن قط خائف بلا سبب .. و صديقه الشبيه بالشيطان .. ربما كان ذلك .... المهم ......
كان كلانا يشعر بالخواء و الحاجة الى رفيق .. ، فأنا أعزب قليل الأصدقاء ، و هو أرمل فى الآونة الاخيرة ، و قد أدركت من نحوله و شحوبه أن أموره ليست على ما يرام .. و لا غرابة فى هذا .. فهو رجل يحتاج الى زوجة عاقلة تمنعه من ايذاء نفسه أو ارتكاب حماقات تجلبها براءته القاتلة ..
جلسنا فى مقهى ( الفيشاوى) .. العبق الساحر الذى لا يزول لحى ( الحسين) .. و ذلك الحزن المرهف لليالى الصيف .. استنشقت هواء المساء .. و تسربت قشعريرة الى جلدى .. ، أريد أن أبكى و لا أعرف سبباً لهذا لقد أعاد لى هذا الرجل ذكرى حاولت أن أتجاهلها طيلة الوقت حتى حسبتنى نسيت .....
لقد كانت (هويدا) موجودة فى كل لحظة قابلته فيها ! كلا .. لم يكن حباً .. بالتأكيد لم يكن كذلك .. لكنه شعور دام يؤلمنى .. سمه الألفة .. سمه الاشتياق .. سمه أى شىء .. و من يدرى ؟ . لربما كان الأمر كله حنيناً الى ( رفعت اسماعيل) تلك الأيام التى لن تعود .
حول كوبين من الشاى الجيد جلسنا نثرثر .. قرقرة الماء فى ( الشيشة) التى يدخنها باحتراف حقيقى ..و صراخ النادل .. و ارتطام أحجار ( الدمينو) .. قال لى د . (محمد) وهو يضع المزيد من قطع الفحم بالماسك :
ـ ما هى آخر أخبارك ؟
ـ خواء .. لا أكثر ..
ـ أنت اخترت هذا لنفسك .. لماذا لم تتزوج حين كان سنك مناسباً؟ ثم استدرك .. و قال فى حرج :
ـ لازالت سنك مناسبة .. أعنى أنها كانت مناسبة أكثر !
قلت و أنا أذيب مزيداً من السكر فى الشاى :
ـ اننى ( هاملت ) المصرى.. البطل بلا بطولة .. أتكلم و أتكلم لكنى أخشى أن أفعل .. لم أزل أعتبر من يقدمون على الزواج شجعاناً الى حد غير عادى .. ثم من هى البطلة التى تتحمل انساناً يقضى نصف يومه فى القراءة .. ونصفه فى النوم .. و نصفه الثالث ـ ان كان له نصف ثالث ـ فى الاكتئاب ؟
ـ .. و النصف الرابع فى مواجهة الاشباح .. !
ثم انه قال لى و هو يجرع جرعته الاولى من الشاى :
ـ عندى لك عروس مناسبة .. فقط اذا كنت جاداً ..
تثاءبت .. و قلت فى تعاسة :
ـ أنا متحمس .. لكن لا تبدو الحماسة على ملامحى .
ـ اذن نلتقى هنا غداً لنرتب اللقاء ..
* * *
الاثنين 14 يوليو :
عندى اليوم موعدان يثيران فضولى الى حد ما :
الموعد الأول : مع ( مدحت ) الطالب المتحمس اياه .
الموعد الثانى : مع د . (محمد شاهين ) ليلاً للحديث عن زيجتى القادمة . و اليك ما حدث ...
فى العاشرة صباحاً كنت جالساً فى مكتبى منهمكاً فى كتابة احدى الأوراق العلمية ، حين سمعت من يقرع الباب مستئذناً للدخول ..
رفعت عينى فوجدت ( مدحت) على الباب .. و على كتفه تتدلى حقبة يد صغيرة ..
أشرت له أن أدخل ففعل .. أشرت له أن اجلس فجلس..
أشرت له أن تكلم سريعاً .. فتكلم .. و كان ما قاله مثيراًً للاهتمام :
ـ أنت تعرف يا د . (رفعت ) أننى من هواة التصوير ..ثمة شىء غير عادى لاحظته فى تلك الرحلة التى قمنا
بها معك الى القناطر قبل سفرك .. سقط القلم من يدى و نظرت له بامعان.. فأردف :
ـ كنت أشك فى الأمر حتى رأيت صورك و صور صديق آخر كان يحمل كاميرا هو الآخر ... هل تأملت الصور بعناية ؟!
و مد لى يده حاملاً مجموعة من الصور أخرجها من الحقيبة .. فتناولتها منه دون أن أبعد عينى عن عينيه ..
هل سيقول هذا الفتى شيئاًمما يجول بذهنى ؟ ..
رحت أتصفح الصور دون كلمة .. لم أرى ما يثير كل هذا الوجل لديه .. كلها مماثلة لصورى أنا .. ذات الوجوه الضاحكة فى بلاهة ..
قلت له محاولاً أن يبدو صوتى هادئاً :
ـ ماذا تراه هنا و يثير ريبتك ؟ ..
اتسعت عيناه و تناول صورة منها ليشير الى شخص يقف فيها :
ـ هذا هو ( شريف السعدنى ) .. و هو يتحدث الى شخص ما ..، و هذه الصورة .. يبدو فيها ( ماهر) و هو
يضع يده على كتف شخص ما .. ، أذكر هذه الصور جيداً لأننى لم ألتقطها بنفسى .. هناك صديق التقطها لنا ليظهرنى ضمن المجموعة ..
ـ ان هذا ليس مبرراً كافياً للذعر فيما أرى ..
ـ كلا .. أنت لا تفهمنى ..
و فى لهجة أثارت الرعب فى قلبى غمغم :
ـ أين أنت؟ .. لا أجدك فى أية صورة برغم أن ( شريف) كان يحدثك .. و ( ماهر ) كان يضع يده على كتفك أنت .. ! !
...................... !
* * *

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 06:06 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : ما وراء الطبيعة
افتراضي

 

3 ـ أين أنا
__________

الاثنين 14 يوليو :
شعرت ـ كما هو متوقع ـ بالذهول ..
كان هذا آخر شىء أتوقع أن يقوله لى الفتى . .
اذن ف د . ( لوسيفر ) لم يكن مخطئاً على طول الخط . . ثمة شىء من الصواب فيما قال . . لكنه أخطأ بصدد الشخص . . !
كنت شارداً فى كل هذا بينما الفتى يضيف :
ـ . . و حين رأيت صورك أدركت أنه من المستحيل أن أكون واهماً . . لأن صورتى و أنا أحمل الكاميرا و أصوبها تجاهك واضحة فى عشر لقطات على الأقل . . بمعنى أنه كان من المفترض أن أجد بدورى عشر لقطات تبدو أنت فيها حاملاً الكاميرا . . !
و ابتلع ريقه :
ـ من المعتاد ـ عند وجود مصورين لذات الحدث ـ أن يظهر كل منهما مراراً على فيلم الآخر . . .
بللت شفتى بلسانى .. و تأملت الصور :
ـ هذا حق .. و لكن لابد من تفسير ما . . .
اذن كنت واهماً بصدد الزوجين . .
واحد فقط كان يستحق أن أبحث عنه فى الصور بشك . . و هذا الواحد هو أنا . . . ! . . .
تساءل ( مدحت ) فى قلق :
ـ هل تملك تفسيراً لهذا يا د . ( رفعت ) ؟
ـ بالطبع لا أملك . . كل ما أعرفه هو أننى لست شبحاً !
قال و ينهض و يجمع صوره:
ـ أنا أعرف أن لديك خبرة بهذه الأمور . . لهذا . . .
ـ أية أمور ؟!
شعر بأنه محرج . . و ارتجفت يداه و هو يقول :
ـ هذه الأمور . . أعنى . . كان واجباً أن أنبهك . . لربما هو داءعضال فى بدايته . . . أو . . .
قلت له فى جدية :
ـ اسمع . . أريد أن تبقى هذه الصور معى . . أريد كذلك أن يظل هذا الموضوع سراً بيننا . .
ـ أنت تعرف أنك تستطيع الاعتماد على يا د . ( رفعت ) .
و كانت هذه هى بداية اليوم . . . ! . .
و يالها من بداية غير عادية ! . . .
كان أول شىء فعلته بالطبع هو أن ذهبت لأتأكد من أن وجهى موجود فى المرآة المعلقة فى الحمام . .
كل شىء كما هو . . ذات القبح و النحول و الصلع و الحمد لله . .
ثم اننى تركت العمل مبكراً ، و هرعت الى أحد استديوهات التصوير حيث طلبت أن يصورنى من أجل جواز السفر بضع صور . . .
كنت متأنقاً فى هذا اليوم بشدة و هذا من حسن حظ الصورة . . لكن المصور وقف خلف الكاميرا ، و دارى رأسه بمنفاخها بعض الوقت . . توطئة لأن يبرز رأسه من جديد ليقول فى كياسة :
ـ هل ترى أن نؤجل هذه الصورة بعض الوقت حتى يكون مظهرك ملائماً ؟ !
عليك اللعنة ! .. اننى لفى أفضل حالاتى اليوم . .
ـ انه ملائم بالفعل !
و هكذا التقط لى الرجل الصورة غير مقتنع . . و دعانى أن أزوره غداً لأتسلمها …
ـ و هل من طريقة لتسلمها الآن ؟ . .
ـ للاسف . . هذا مستحيل (*)
هذا عن منتصف اليوم . .
ـــــــــــــــ
(*) لا تنسوا أن الاحداث في نهاية الستينيات . . حين كانت الصور الفورية نوعاً من قصص الخيال العلمى. .


اما عن نهايته . . فقد ذهبت الى ( الفيشاوى ) فى المساء باحثاً عن د . (محمد شاهين ) . .
كان جالساً على ذات المائدة يدخن الشيشة واضعاً ساقاً على ساق . . و قد استرخى كرشه أمامه . . و صلعته تلتمع بالعرق . .
فما ان رأنى حتى هش و بش .. و طلب لى فنجاناً من القهوة . .
قلت له فى كياسة رأيى عن تدخين أستاذ جامعى للشيشة . . فخلع منظاره السميك كاشفاً عن عينيه الضيقتين المنهكتين و قال :
التدخين نفسه عادة همجية . . نوع من العربدة الذاتية . . فإذا أنت رأيت رجلاً يحرق نفسه بموقد الكيروسين بدلاً من موقد الغاز ، فلا تلمه إلا على إحراق نفسه . . .
ـ منطق لا بأس به . .
و أحضر النادل صينية عليها فنجان القهوة . . فجرعت جرعة ماء حتى لا أصاب بالقرحة ( فأنا لم أذق طعاماً من ليلة أمس لأننى لم أجد عندى رغبة فى طهى افطار و لا غداء . . ) . .
شرعت احكى له بعض الأكاذيب مستمتعاً بأنه يصدق كل حرف مما أقول . . لولا البلهاء ـ كما قال ( مارك توين ) ـ لما حقق الآخرون فى هذا العالم أى نجاح . . .
و بعد نصف ساعة طلبت منه أن يحكى لى عن هذه العروس . . قال لى :
ـ هى تدرس الفلسفة فى كليتنا ، و قد فاتها قطار الزواج لأنها انهمكت فى عملها إلى حد أنها لم تسمع صفارته إذ يرحل . .
صحت فى حنق :
ـ يا سلام ! . . و لماذا أتزوج واحدة فاتها قطار الزو . . ؟
رأيت عينيه المرهقتين تحدقان فى عينى .. و سمعته يقول :
لأنك شخت حقاً يا ( رفعت ) . . ألم تفهم هذا بعد ؟
يا للألم ! . . أبداً لن يفارقنى االشعور بأننى مازلت طفلاً . . أصغر من كل هذه الكلمات الكبيرة . . و فى لحظة احتضارى لن أشعر سوى بأننى طفل يموت . . لقد شخت حقاً . .
قلت منهمكاً مستسلماً:
ـ بلى .. أفهم . . حسن . . هل هى جميلة ؟
توقعت أن يقول : فاتنة . . و كان هذا سيثير قلقى . . فأنا لا أثق بذوقه البتة . . فهذا الغرير لا يعرف حتماً معنى كلمة ( جميل ) . . لكنه أراحنى إذ مط شفته السفلى . . و هز كتفه بمعنى أن . . .
ـ بين . . بين
لا بأس . . إذن هناك أمل . . مادامت لم ترق له . .
ـ و ماذا عن شخصيتها . . ؟
ـ بين .. بين
ـ و عائلتها ؟
ـ بين .. بين . .
ـ و هل هى على شىء من الرجولة ؟
ـ بين بين . . . ماذا ؟ .. هل تمزح ؟
قلت و أنا أرشف القهوة :
ـ ظننت عتهاً أصابك فجعلك لا تردد إلا ( بين بين )
ثم وضعت الفنجان متسائلاً :
ـ متى و كيف أراها ؟
ـ تعال إلى غداً فى تمام العاشرة صباحاً . . و سنجد طريقة ..
و هكذا .. جلست أرمق الجالسين فى فضول . . و أدس بذور اللب بين أسنانى .. غريب أننى نسيت تماماً ما حدث صباح اليوم . . بالتأكيد هو مجرد كابوس أو خطأ معين . . سيتضح كل شىء لى غداً أما الآن فلنحاول تسلية د . ( محمد ) . . سألته فى إغراء :
ـ هل تلعب الطاولة ؟
ـ بالتأكيد . . .
ـ أنا لا ألعبها . . . !
لا أدرى لماذا أشعر بأننى أستفز هذا الرجل . . !

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 06:56 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : ما وراء الطبيعة
افتراضي

 

الله يعطيكي العافية وتسلمي على المجهود يا عضوتنا الجديدة

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 09-07-08, 06:15 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : ما وراء الطبيعة
افتراضي

 

شكراً عزيزتى لحظة زمن على تفاعلك



الثلاثاء 15 يوليو :
عرجت على استديو التصوير فوجدته مازال مغلقاً . . إذن سنرى شأن هذه الصورة حينما نعود إلى الدار . .
و هرعت إلى كلية الآداب ، فوجدت د . ( محمد شاهين) جالساً مع اثنين من طلبة الدراسات العليا ، يحدثهما عن تصوره لما ينبغى أن تكونه ال ., . المهم . . دعونا من هذا . . .
بعد أن انصرفا سألنى عن سبب شحوبى . . هل هو الحياء ؟ . .
ـ الواقع أن هناك ما يثير توترى هذه الأيام . .
ثم سألته مباشرة و بلا تمهيد :
ـ متى لا يظهر الإنسان فى الصور الفوتوغرافية ؟ !
ـ سؤال غريب حقاً !
و تأمل الأوراق التى بين يديه . . ثم قال :
ـ قالوا لنا : أن الأشباح لا تظهر . . و كذلك لا يظهر مصاًو الدماء . .
ـ ألا يوجد تفسير آخر ؟
ـ لو كان هناك واحد فأنا لا أعرفه . . و لكن لماذا تسأل ؟
قلت و أنا أنهض و أشير إليه أن يحذو حذوى :
ـ إن من لا يظهر فى الصور الفوتوغرافية لهو إنسان فى مأزق . . إذ كيف يستطيع هذا البائس أن يظهر فى صورة العرس ؟!

بدا الذهول على وجهه . . و ظننت أنه يحاول أن يربط الكلمات بعضها بالبعض . . لكنه قال فى سذاجة:
ـ لا داعى لصورة العرس . . أنا لم آخذ صورة عرس عندما تزوجت !
لن يفهمنى هذا الرجل أبداً . .
لن يعرف أبداً لحظات مزاحى من جدى . .
و ذهبنا إلى قسم الفلسفة . . فياله من مكان محبط ! . . كنت أتوقع أن أرى الفلاسفة الرواقيين جالسين على درجات السلم . . و أن أجد من يمشى حاملاً فانوساً . . أو أن أرى من يعيش فى برميل . . لكنه كان مكاناً عادياً جداً . . مكاتب . . و سكرتيرة تطبع شيئاً ما على الآلة الكاتبة . . و بعض طلبة يسألون عن ميعاد امتحان التخلف . . و . .
ـ دكتورة ( كاميليا ) ؟
كانت هناك . . تدير ظهرها لنا و تلتقط كتاباً ما من فوق أحد الرفوف . .
و لمحت شعراً كستنائياً قصيراً . . و تايوراً رمادى اللون . . و يداً معروقة عصبية تتحرك هنا و هناك بحثاً عن صيد فلسفى جديد . .
شعرت بالهلع . . إنه كابوسى القديم . . سوف تستدير هذه المرأة لأكتشف أنها مسخ ذو أنياب . . أو أن لها رأس ذئب . . أو . .
لكن ـ لشدة الغرابة ـ رأيت وجهاً رقيقاً
كانت ترتدى منظاراً أنيقاً يرتفع فوقه حاجبان متحديان . . و كانت تضع كمية هائلة من مساحيق التجميل . . لا أدرى السبب فى وجود علاقة طردية بين قوة شخصية المرأة و بين حبها لتلطيخ سحنتها بهذه الأًصباغ ، لتبدو كهندى أحمر من ( الشيين ) ذاهب لإحراق معسكر . .
و على الفور راح ( الكمبيوتر ) فى رأسى الأصلع يصنف و يفند .. و يضع هذه المرأة فى ملف من ملفات البشر التى أحتفظ بها ..
و كان الملف الذى دخلته د . ( كاميليا ) هو ملف( المثقفة الهستيرية التى لا تهمد ، و المدافعة أبداً عن حرية المرأة ) . . و هو ملف مناسب إلى أن أعرفها أكثر
كانت( هويدا ) موضوعة فى ملف ( أنثى بلهاء تبحث عن عريس ، و لا تقرأ سوى حظها فى الصحف ) .
و كانت( ماجى ) موضوعة فى ملف ( الصديق الذكى اللطيف ) . . و أنا نفسى موضوع فى ملف ( المتشاءم المكتئب الذى زاده الخوف من الكون نحولاً )
و رأيت ( كاميليا ) تتقدم نحونا و على فمها ابتسامة متحفظة . . و هنا عرفت حقيقة مروعة . .
عندما تنوى أن تبدأ مشروع زواج لا تصطحب معك أحداً . . و بمعنى أفضل . . لا تصطحب د . ( محمد شاهين ) بالذات . . إن هذا الرجل لفضيحة تمشى على قدمين . . لقد راح يعرفنى بالدكتورة ( كاميليا ) و على وجهه ابتسامة خبيثة .. و راح يقول كلاماً واضح المغزى . . و يغمز بكلتا عينيه . . و . . و . . حتى إننى تمنيت لو تحولت يدى إلى قذيفة نووية أدسها فى فمه ليخرس إلى الأبد . . .
قالت لى بصوت رجولى قليلاً :
ـ فهمت أن سيادتك من المهتمين بالفلسفة . .
و قبل أن أرد صاح د . ( محمد ) فى حماس ، و اللعاب يتطاير من شدقه :
ـ جداً . . جداً . . إن د . ( رفعت ) فيلسوف عالى المستوى . . إنه يتفلسف فى كل مكان . . فى الشارع . . فى العمل. . فى الفراش . . فى دورة المياه . . إن هذا الرجل هو ـ ما شاء الله ـ ( أرسطو ) مصر !
قالت فى رزانة :
ـ عظيم ! . .سيكون من دواعى سرورى أن أتبادل الحديث معك . و لكن ليكن ذلك فى وقت آخر . . حيث إن ظروفى . . .
و نظرت إلى ساعتها . . ، فهززت رأسى بمعنى أننى أقدر و أتفهم . . ووليت الأدبار مع د . ( محمد ) . . .
سألنى و نحن عائدان عما يجول بخاطرى . . .
ـ لا أدرى ـ قلت له ـ لا أعتقد أنها تناسبنى أو أننى أناسبها. .
ـ هو مجرد انطباع . . تعال غداً بدونى و جاذبها أطراف الحديث . .
و هكذا . . . تم تأجيل الحكم فى قضية زواجى . .
الآن جاء وقت العودة لدارى . .
عرجت على استديو التصوير لأخذ صورى . . ، قال لى المدير فى حيرة : إنه آسف على الخطأ غير المقصود الذى حدث . .
ـ أى خطأ ؟!
ـ صورتك يا سيدى . . لم تلتقط . . وجدنا ( النيجاتيف ) خالياً من وجهك الكريم . . و برغم هذا كان المنظر الخلفى موجوداً بكل تفاصيله . . لابد أن خطأ ما قد حدث . . و لكن يخيل لى أنك ترتجف يا سيدى . . ترتجف ! . . فما هو السبب فى هذا ؟! ........................................................
* * *

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 13-07-08, 02:41 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70400
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: عزي إيماني عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عزي إيماني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : ما وراء الطبيعة
افتراضي

 

تسلم إيدك أختي..
ممكن - لا هنت - تنزلين الباقي ؟
مع جزيل الشكر ..

 
 

 

عرض البوم صور عزي إيماني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماوراء الطبيعة, أسطورة عدو الشمس
facebook



جديد مواضيع قسم ما وراء الطبيعة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية