لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > البحوث الإسلامية
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية


مفهوم محبة وحقوق آل البيت بين أهل السنة والشيعة

بسم الله الرحمن الرحيم مفهوم محبة وحقوق آل البيت بين أهل السنة والشيعة. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعـــد: فقد أوجب الله جل جلاله لأهل بيت نبيه

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-08, 11:10 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81701
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: أحمدباري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحمدباري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البحوث الإسلامية
Newsuae مفهوم محبة وحقوق آل البيت بين أهل السنة والشيعة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مفهوم محبة وحقوق آل البيت بين أهل السنة والشيعة.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعـــد:

فقد أوجب الله جل جلاله لأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حقوقًا، وخصهم بفضائل، وقد ظهر الفرق جليًا بين أهل السنة وبين مخالفيهم في تلقيهم لهذه الحقوق والفضائل، فأهل السنة أقروا بها وقاموا بها دون أي غلو أو تفريط، أما مخالفوهم فقد كانوا على طرفي نقيض في هذا، فمنهم من زاد على هذه الحقوق أشياء حتى بلغ بأصحابها منزلة رب العالمين، ومنهم من تركها واعترض عليها، حتى جعل أصحابها في منزلة الظالمين الكافرين.

فنسأل الله عز وجل أن يعيننا على بيان هذه الحقوق وأدائها على وجهها الذي أمر به وأمر به نبيه صلوات الله وسلامه عليه.

التعريف اللغوي

* معنى الآل والمراد بآل النبي صلى الله عليه وأله وسلم *

الآل في اللغة: آل الرجل: أهله وعياله ويقال: الآل هم في اللغة: أقارب الرجل وعشيرته وعترته وكل من يجمعه وإياهم نسب، وكل من ينتمي إليه بقرابة وكذا مصاهرة. .-لسان العرب والقاموس المْحيط – مادة (أول- و- أهل).-

ومن معاني الآل في اللغة الأتباع , يقال : آل الرجل : أي أتباعه وأولياؤه. ويستعمل فيما فيه شرف غالبًا , فلا يقال آل الإسكاف كما يقال أهله -لسان العرب والقاموس المْحيط – مادة (أول- و- أهل).


خصوصياتها

1- أنها لا تضاف إلا إلى معظم من شأنه أن يؤل غيره، أو يسوسه؛ فيكون مآله إليه.

2- وأنها لا تضاف إلا إلى الأعلام النّاطقين؛ فلا يقال: آل رجل، ولا آل الزمان.

3- وأن الرّجل حيث أضاف إليه آله دخل هو فيه؛مثل قوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين). [ آل عمران:33 ].

* * *


الفرق بين كلمة (آل) وبين كلمة (أهل):

فهي تتفق في معناها علي العيال والقرابة؛ لكن كلمة(أهل) اطلاقاتها أوسع؛ حيث تضاف إلى المعظم وغير المعظم, وإلى الجماد، والأعلام غير الناطقين؛ فتقول: أهل الملك، وأهل الأسكافي، وأهل الدار، وأهل الزمان، وأهل الرجل.

كما أنه لو أضافها رجل إليه يحتمل أن يدخل فيهم أو يخرج، لكن يفهم من السياق؛ فتقول: أهل زيد؛ فلا يلزم أن يكون معهم زيد.

وعلى هذا فإن ( آل، أهل) إذا أطلقت على البيت النبوي فدلالتهما واحدة؛ لأن (أهل)- في هذا السياق- بخصائص(آل) المتقدمة ذكرها--انظر معجم ما يخص آل البيت النبوي للدكتور عبد الكريم آل غضية- (ص23) وانظر القاموس الْمحيط، وجلاء الأفهام-

التعريف الاصطلاحي

اختلف العلماء في تحديد آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أقوال أشهرها:

القول الأول: هم الذين حرِّمت عليهم الصدقة، وبه قال الجمهور.

القول الثاني: هم ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه خاصة، اختاره ابن العربي وانتصر له، ومن القائلين بهذا القول مَنْ أخرج زوجاته..

القول الثالث: آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم أتباعه إلى يوم القيامة، واختاره الإمام النووي من الشافعية. والمرداوي من الحنابلة. انظر: شرح صحيح مسلم (4/368). انظر: الإنصاف (2/79).

القول الرابع: هم الأتقياء من أمته.

والراجح من هذه الأقوال هو القول الأول.


مسألة: من هم الذين حُرِّمت عليهم الصدقة؟

الجواب: هم بنو هاشم وبنو المطلب، وهذا هو الراجح؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) رواه البخاري.

ومن العلماء من قَصَرَ التحريم على بني هاشم فقط دون بني المطلب.


* * *

مفهوم آل البيت عند الشيعة الإثني عشرية


جمهور الشيعة يرون أن المراد بأهل البيت هم أصحاب الكساء الخمسة، وأنهم هم الذين نزلت فيهم آية التطهير: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب : 33 )

وهم: سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، وقد زادت الجعفرية على أصحاب الكساء بقية الأئمة الاثني عشر.

وهم يرون عدم دخول أمهات المؤمنين في مسمى آل البيت. انظر: شرح الزيارة الجامعة لعبد الله شبر (ص:127-128)، الإمام جعفر الصادق (رضي الله عنه) لعبد الحليم الجندي (ص:73)، مودة أهل البيت . مركز الرسالة (ص:23).

واستدلوا على ذلك الحصر بآية التطهير السابقة.

ونحن نقول: أين الحصر في الآية الذي بموجبه زعموا أن زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يدخلن فيه؟

فإن نص الآية وسياقها يدل ولأول وهلة أن المراد بأهل البيت أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين؛ لأن ما قبل آية التطهير وما بعدها خطاب لهن رضي الله عنهن، ولهذا قال بعد هذا كله:
(وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ) (الأحزاب : 34 )

وكذلك تزعم الشيعة أن خطاب التذكير في قوله تعالى: (عنكم) و(يطهركم) يمنع من دخول أمهات المؤمنين في جملة أهل البيت.

وهذا مردود؛ وذلك لأنه إذا اجتمع المذكر والمؤنث في جملة غلب المذكر، والآية عامة في جميع آل البيت كما سبق، فناسب أن يعبر عنهم بصيغة المذكر.

وإذا كان الشيعة -هداهم الله- قد تشددوا في الاستدلال بدلالة الحصر وخطاب التذكير على عدم دخول أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آل البيت، فإننا نلزمهم الآتي:

أولا: تركهم ومخالفتهم لاستدلالهم السابق، وذلك لعدم تقيدهم بالحصر، فقد أدخلوا مع أصحاب الكساء غيرهم!! فأين الأدلة والنصوص التي تدل على إدخال غيرهم معهم؟


ثانيًا:
حصر آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في علي والحسن والحسين رضي الله عنهم ، وفي تسعة من أبناء الحسين فقط. فهل هؤلاء هم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟

يا سبحان الله! أين أعمام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!

- أليس حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله وأسد رسوله شهيد أحد وفارسَ بدر، وعندما استشهد حزن عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حزنًا شديدًا وقال: (سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة) ؟!. الحاكم في المستدرك (2/130).

- أليس العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه شهد فتح مكة وثبت يوم حنين، وقال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إن العباس مني وأنا منه). الترمذي (3759)، النسائي (8/33).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (يا أيها الناس! من آذى عمي فقد آذاني؛ فإنما عم الرجل صنو أبيه). الترمذي (3758)، أحمد (4/165).

أين أبناء أعمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟!

- أليس جعفر الطيار رضي الله عنه صاحب المآثر والمحامد، وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أشبهت خَلْقي وخُلُقي) . صحيح البخاري
وقد كان أحد السابقين إلى الإسلام، وممن هاجر إلى الحبشة، ولم يزل هناك إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، فقدم إلى المدينة يوم فتح خيبر، ففرح به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرحًا شديدًا، وقام إليه وعانقه وقبَّله بين عينيه.

ولما أرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مؤتة نائبًا لزيد بن حارثة رضي الله عنه أبلى بلاءً حسنًا، وقاتل حتى قطعت يداه واستشهد، فعوَّضه الله عن يديه جناحين في الجنة، فكان يقال له بعد قتله: الطيار، ولما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم نبأ استشهاده حزن عليه حزنًا شديدًا، وقال: (دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها وإذا جعفر يطير مع الملائكة) . الحاكم في المستدرك (3/217)، والطبراني في الكبير (2/107).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (مر بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة، وهو مخضب الجناحين بالدم أبيض الفؤاد). الحاكم في المستدرك (3/234).

فهذه بعض مناقبه التي تدل على عظيم مكانته وعلو شأنه فرضي الله عنه وأرضاه.

- أليس عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- حبر الأمة وترجمان القرآن؛ وقد كان يلقب بالحبر والبحر لاتساع علمه وكثرة فهمه، وكمال عقله وسعة فضله؛ فقد لازم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ودعا له صلى الله عليه وآله وسلم بالفقه في الدين وعلم التأويل، وكان ممن شهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين، وقد اعترف له بذلك الفضل كبار الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان؟

- أين بقية ذرية الحسين رضي الله عنه؛ مثل حفيده شهيد الكوفة زيد بن علي بن الحسين، وسائر ذرية أولاده؟!

- أين ذرية الحسن رضي الله عنه؟

- أين حقوق هؤلاء؟ وهل هم من آل البيت أم ليسوا منهم؟!

وإن لم يكونوا منهم فمن الذي أخرجهم؟ وبأي دليل أخرجهم من آل البيت؟

وقد ذهب بعض الجعفرية إلى عدم حصر آل البيت بهؤلاء، وقال: هؤلاء هم الأئمة المعصومون، وآل البيت أشمل وأعم، وربطها بصفات.انظر: أهل البيت في الكتاب والسنة، لمحمد الريشهري.
فجعلها عامة تشمل من اتصف بتلك الصفات أيًا كان نسبه ووطنه وقوميته.

ولكن هذا لا يكاد يوجد إلا في بطون بعض الكتب، أما الواقع فهو كما تشاهد.

إذًا: مما سبق يظهر جليًا الفرق الشاسع بين أهل السنة وبين مخالفيهم في بيان من هم أهل البيت.


***

 
 

 

عرض البوم صور أحمدباري   رد مع اقتباس

قديم 23-06-08, 11:11 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81701
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: أحمدباري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحمدباري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحمدباري المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

تابع

فضائل آل البيت عند أهل السنة

أولا: فضائلهم في القرآن:

مما لا شك فيه أن أهل البيت ورد في شأنهم، وعلو مكانتهم، ورفعة درجاتهم، وتطهيرهم وذهاب الرجس عنهم؛ نصوص واضحة البيان في مواضع متعددة من القرآن، منها:

1) قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب : 33 )

وهذه الآية هي منبع فضائل أهل البيت النبوي، حيث شرَّفهم الله تعالى بها وطهرهم، وأذهب عنهم الرجس من الأفعال الخبيثة والأخلاق الذميمة.

وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)).

2) قوله تعالى: (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ..) (آل عمران : 61 )

ففي هذه الآية فضيلة كبرى لأصحاب الكساء.

فقد جاء في صحيح مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: «لما نزلت هذه الآية: (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ..) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليًا وفاطمة وحسنًا وحسينًا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي».

ثانيًا: فضائلهم في السنة:

1- ما ورد في صحيح مسلم عن يزيد بن حيان قال:
(انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال:
قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومًا فينا خطيبًا بماء يدعى خمًا، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: أما بعد: ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما: كتاب الله؛ فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي...) الحديث.

فهذا الحديث فيه دلالة واضحة على فضيلة أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث جعلهم صلى الله عليه وآله وسلم ثقلًا وقرن الوصية بهم بالوصية بالالتزام والتمسك بكتاب الله الذي فيه الهدى والنور، وهذا دليل واضح على عظيم حقهم، وارتفاع شأنهم، وعلو مكانتهم.

2- روى مسلم في صحيحه عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
(إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).

3- روى الإمام أحمد في مسنده بإسناده عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول:
(اللهم صلِّ على محمد، وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد، وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد).

قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: «فجمع بين الأزواج والذرية والأهل، وإنما نص عليهم بتعيينهم ليبين أنهم حقيقون بالدخول في الآل، وأنهم ليسوا بخارجين منه، بل هم أحق من دخل فيه، وهذا كنظائره من عطف الخاص على العام وعكسه؛ تنبيهًا على شرفه، وتخصيصًا له بالذكر من بين النوع؛ لأنه أحق أفراد النوع بالدخول فيه».انظر: جلاء الأفهام (ص:338).

هذه بعض الآيات والآثار في فضائل آل البيت عليهم السلام ، وسوف يأتي مزيد من ذلك في مبحث حقوق آل البيت عليهم السلام .

وبعد هذا أقول: أيها القارئ الكريم -من غير إلزام- انظر في فهارس صحيح البخاري ومسلم وغيرها من مصادر أهل السنة لكي تدرك الأحاديث التي رواها أهل السنة في كتبهم في مناقب وفضائل أهل البيت، والتي منها ما روي عامًا ومنها ما ورد بذكر الأعيان.

***

عقيدة أهل السنة والجماعة في آل البيت عليهم السلام


يتهم الشيعة أهل السنة بأنهم يبغضون أهل البيت؛ لذا يسمونهم بالنواصب أو الخوارج، ولكن الحق أن مذهب أهل السنة مذهب مستقل، ومذهب النواصب والخوارج مذهب آخر..

فأهل السنة وسط في حب آل البيت بين المذاهب:

- فالشيعة يغالون في حب آل البيت، ومنهم من يطوف على قبورهم، ويدعوهم بكشف الضر وجلب النفع، ومنهم من يزعم أنهم يعلمون الغيب... إلخ.

- وأما النواصب! فيبغضون آل البيت ويحاربونهم، والخوارج منهم قتلوا عليًا رضي الله عنه وشنعوا عليه..

- وأما أهل السنة فيحبون آل البيت ويذكرون فضائلهم، ويعتبرون حبهم إيمانًا، وبغضهم نفاقًا، لكنهم لا يغلون فيهم، فلا يطوفون حول قبورهم؛ لأن الله أمر بالطواف حول الكعبة فقط، ولأن الطواف عبادة والعبادة لا تكون إلا لله... وكذلك لا يدَّعون فيهم أنهم يعلمون الغيب؛ لأن الله يقول: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) (النمل : 65 )

وهذه العقيدة -عقيدة أهل السنة في آل البيت رضوان الله عليهم- موجودة في كتبهم: كتب الحديث، وكتب العقائد، وكتب الفقه، حيث يذكرها كل صاحب مصنف في الموضع الذي يناسبه، ففي كتب الحديث تجد أبوابًا في فضائلهم، وفي كتب العقائد تجد أبوابًا في بيان المعتقد فيهم، وفي كتب الفقه تجد أبوابًا فيما يتعلق بهم من أحكام، كتحريم الصدقة عليهم.. وغير ذلك.

وخلاصة الكلام في عقيدة أهل السنة هو ما قرره ابن تيمية في العقيدة الواسطية، ورسالته هذه مع أنها مختصرة جدًا، إلا أنه قال فيها:
«ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث قال يوم غدير خم: (أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي).رواه مسلم، (2/918)،

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم أيضًا للعباس عمه، وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم، فقال: (والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي) رواه أحمد.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) » رواه مسلم، وانظر:مجموع الفتاوى (3/154).

أي: من أصول أهل السنة والجماعة محبة آل البيت، وسبب هذه المحبة أمران: إيمانهم وقرابتهم، فإذا اجتمع هذان الأمران لا يكرهونهم أبدًا.

فإن كفروا فإننا لا نحبهم ولو كانوا من أقارب الرسول عليه الصلاة والسلام، فأبو لهب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يجوز أن نحبه بأي حال من الأحوال، بل يجب أن نكرهه لكفره ولإيذائه النبي صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (2/274-275).

وقد قال الإمام الطحاوي -رحمه الله تعالى- في العقيدة الطحاوية: «ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولًا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، تفضيلًا له وتقديمًا على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم لعثمان رضي الله عنه ، ثم لعلي رضي الله عنه ».

قال ابن أبي العز -رحمه الله تعالى- في شرح هذه الجملة: «أي: ونثبت الخلافة بعد عثمان لعلي رضي الله عنه، لما قتل عثمان، وبايع الناس عليًا صار إمامًا حقًا واجب الطاعة، وهو الخليفة في زمانه خلافة النبوة، كما دل عليه حديث سفينة، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء) . رواه أبو داود (4646)، أحمد (5/220، 221)، ابن حبان (6657).

وكانت خلافة أبي بكر الصديق سنتين وثلاثة أشهر، وخلافة عمر عشر سنين ونصفًا، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة، وخلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر، وخلافة الحسن ابنه ستة أشهر.

وأول ملوك المسلمين معاوية رضي الله عنه ، وهو خير ملوك المسلمين، لكنه إنما صار إمامًا حقًا لما فوض إليه الحسن بن علي رضي الله عنهما الخلافة...» .انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص:722).

فتأمل كيف أن أهل السنة يثبتون الخلافة من أبي بكر إلى تنازل الحسن وصلحه مع معاوية، وأن الملك يبدأ من تولي معاوية الحكم سنة أربعين من الهجرة، وهذا بناءً على الحديث السابق.

ثم قال ابن أبي العز -رحمه الله تعالى- بعد أن ساق خلاف علي مع معاوية رضي الله عنهما: «والحق مع علي رضي الله عنه ؛ فإن عثمان رضي الله عنه لما قتل كثر الكذب والافتراء على عثمان، وعلى من كان بالمدينة من أكابر الصحابة، كعلي وطلحة والزبير، وعظمت الشبهة عند من لم يعرف الحال، وقويت الشهوة في نفوس ذوي الأهواء والأغراض ممن بعدت داره من أهل الشام، ومحبي عثمان تظن بالأكابر ظنون سوء، وبُلّغَ عنهم أخبار، منها ما هو كذب، ومنها ما هو محرف، ومنها ما لم يعرف وجهه...». المصدر السابق (ص:723). وانظر: مجموع الفتاوى (3/406).

فتأمل! كيف أن أهل السنة يرون أن الحق مع علي رضي الله عنه ؛ لأنهم لا يجاملون أحدًا لكن يقولون الحق.

وأيضًا هم يعتذرون لجميع الصحابة، سواءً كان عليًا أو معاوية أو غيرهما رضي الله عنهم أجمعين.
ثم إنهم يقولون: إن ما ينسب لعلي -رضي الله عنه- أو غيره من الصحابة لا يخلو من أحد أربعة أمور:

الأول: إما أنه كذب عليهم رضي الله عنهم.

الثاني: وإما أنه محرف عن حقيقته، فزيد فيه أو نقص، وغُيِّر عن وجهه.

الثالث: وإما أن له سببًا لم يعرف.

الرابع: وإما أنهم مخطئون فيه باجتهاد، والله هو الذي سيحاسبهم وليس نحن.

ثم قال -رحمه الله تعالى- عما جرى من الفتن في عهد علي رضي الله عنه: «والفتن التي كانت في أيامه قد صان الله عنها أيدينا فنسأل الله أن يصون عنها ألسنتنا بمنه وكرمه». شرح العقيدة الطحاوية (ص724-725).

* * *


تنبيه هام،،،،

من المغالطات الكبرى التي صدّقها كثير من الشيعة وانتشرت واستقرت كحقيقة مسلمة في أذهانهم بلا برهان ولا دليل بينهم وصف أهل السنة بأنهم نواصب.

وأقول بكل يقين: لا يمكن ذكر أي نقل عن أهل السنة فيه ذم أو تعرض لآل البيت كعلي وفاطمة وابنيها والعباس وجعفر الطيار وصالحي آل البيت عليهم السلام .

بل إن إثبات أن أهل السنة تحدثوا عن هؤلاء بكلام لا يليق من المستحيلات.

ومن له معرفة بكتب أهل السنة يجد نقدهم للنواصب صريحًا واضحًا وكذلك تبديعهم للخوارج بل جعلهم من رؤوس الضلال.

واقرأ معي كلام ابن تيمية الذي رمي بالنصب، حيث يقول -رحمه الله- (وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). مجموع الفتاوى (4/487).
وانظر إلى كلامه في نفس المرجع حول هذه القضية.

***

 
 

 

عرض البوم صور أحمدباري   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 11:12 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81701
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: أحمدباري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحمدباري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحمدباري المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

تابع

حقوق آل البيت عليهم السلام

لآل البيت عليهم السلام عند أهل السنة والجماعة حقوق وواجبات:

- منها: حق الموالاة والمحبة، فتجب محبتهم لإيمانهم، وتجب محبتهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أذكركم الله في أهل بيتي). رواه البخاري

ولحديث: (والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي) رواه أحمد

ولقوله تعالى: (قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (الشورى : 23 )

وهذه الآية لها معنيان: أحدهما السابق، والآخر: أن تحبوني لقرابتي فيكم؛ فإنه لا يخلو بطن في قريش إلا وله صلة قرابة به صلى الله عليه وآله وسلم.

- ومنها: حق الدفاع والذب عنهم، وتبرئة ساحتهم مما ينسب إليهم كذبًا وزورًا، والدفاع عنهم لا يعني مجرد الرد على من يسبهم، بل يشمل ذلك، ويشمل الرد على من غلا فيهم، وأنزلهم فوق منزلتهم؛ فإن ذلك يؤذيهم، وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كتابه الكبير منهاج السنة في الرد على من غلا فيهم.

- ومنها: مشروعية الصلاة عليهم، وذلك في عقب الأذان، وفي التشهد آخر الصلاة، وعند الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم... فقد جاء في هذا عدة نصوص؛ كقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب : 56 )

وكما جاء في الحديث لما سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كيفية الصلاة عليه في الصلاة؟ قال: (قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد، والسلام كما قد علمتم). رواه مسلم: كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد التشهد (1/305).

فالصلاة على آله من تمام الصلاة عليه وتوابعها؛ لأن ذلك مما تقرُّ به عينه، ويزيده الله به شرفًا وعلوًا.

وقد ألف ابن القيم -رحمه الله- كتابًا مستقلًا في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم سماه: «جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام»، وقد بين فيه أن الصلاة على آل البيت حق لهم دون سائر الأمة، بغير خلاف بين الأئمة.انظر: جلاء الأفهام (1/224).

لكن قد يورد البعض مسألتين:

الأولى: أن أهل السنة كثيرًا ما يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدون ذكر (الآل) فيقولون: صلى الله عليه وسلم.

والثانية: أن أهل السنة إذا صلوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بداية الكلام يضيفون مع الآل الأصحاب، فيقولون: صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

والجواب على المسألة الأولى أن يقال:

الأمر في ذلك واسع؛ فقد أمر الله في القرآن بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يذكر الآل؛ كما قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، فإن ذُكر الآل فأمر حسن، وإن لم يُذكروا فالأمر فيه سعة.

وأما الجواب على المسألة الثانية: فإن الله أمر نبيه بالصلاة على أصحابه في قوله: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ) (التوبة : 103 ) ، ونحن مأمورون بالاقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم ، فذكرهم في الصلاة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه سعة، وهو من الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

- ومن حقوق آل البيت عليهم السلام عند أهل السنة، حقهم من الخُمس - أي خمس الغنيمة والفيء، وهي ما غنمه المسلمون من الكفار من أموال، سواء بحرب أو بدونها، ولا يدخل فيه ما اكتسبه المسلمون من غير هذا الطريق-

كما قال تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) (الأنفال : 41 )

وقوله تعالى: (مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) (الحشر : 7 )

وثبت في السنة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: (سمعت عليًا يقول: ولاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خُمس الخُمس، فوضعته مواضعه حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحياة أبي بكر، وحياة عمر، فأتي بمال فدعاني، فقال: خذه، فقلت: لا أريده، قال: خذه؛ فأنتم أحق به، قلت: قد استغنينا عنه. فجعله في بيت المال) رواه أبو داود والحاكم .

لكنّ أهل السنة -بخلاف الشيعة- يقولون: إنهم يعطون من خمس الغنائم، وليس من خمس الأموال، فليس في الإرث خمس، وكذا في المسكن والسيارة وغيرها؛ لأن الله يقول: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ) (الأنفال : 41 ) فقال: ( أَنَّمَا غَنِمْتُم) ولم يقل: من أموالكم.

ففي الخمس سهم خاص بذي القربى، وهو ثابت لهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو قول جمهور العلماء، وهو الصحيح. انظر: المغني (9/288)، كما توجد رسالة صغيرة لشيخ الإسلام ابن تيمية في حقوق آل البيت اعتنى بها أبو تراب الظاهري.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: «فآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها؛ فإن الله جعل لهم حقًا في الخمس والفيء، وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ». انظر: مجموع الفتاوى (3/407).

- ومنها: اليقين الجازم بأن نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذريته هو أشرف أنساب العرب قاطبة؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».

- ومن هذه الحقوق: تحريم الزكاة و الصدقة عليهم؛ وذلك لكرامتهم وتنزيههم عن الأوساخ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد».

قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وأما تحريم الصدقة فحرمها عليه وعلى أهل بيته تكميلاً لتطهيرهم، ودفعًا للتهمة عنه؛ كما لم يورث، فلا يأخذ ورثته درهمًا ولا دينارًا». مجموع الفتاوى (19/30).

والحقوق كثيرة، وقد أشرنا إلى أهم تلك الحقوق؛ فالواجب على كل مسلم مراعاتها ومعرفتها، واتباع ما أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم تجاهها، فضلًا عن محبتهم وتوقيرهم.



أما شروط من يستحق هذه الحقوق من آل البيت، فهو من توفر فيه شرطان، وهما:

أولًا: الإسلام؛ فلا يستحق الكافر تلك الحقوق ولو ثبت نسبه، بل لابد من حسن العمل، ولذلك كان رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم يحذر من الاعتماد على النسب، قال عليه الصلاة والسلام: (يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب! لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفية! عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لا أغني عنكِ من الله شيئًا، يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئتِ، لا أغني عنك من الله شيئًا). رواه البخاري ومسلم .

ومعلوم ما نزل في أبي لهب من الدعاء عليه بالحسرة والندامة بسبب كفره وطغيانه.

ثانيًا: ثبوت النسب؛ فلا يجوز الانتساب إلى آل البيت إلا بحق، وقد جاء الوعيد الشديد فيمن انتسب إلى غير أبيه، أو ادعى قومًا ليس له فيهم نسب، فقد جاء في الصحيح

عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قومًا ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار).

فالواجب على من ينتسب إلى أهل البيت المطهر واللائق به، أن يكون من أولى الناس حظًا بتقوى الله وخشيته، واتباع طريقة وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولًا وعملًا، باطنًا وظاهرًا، ناظرًا إلى أن التفضيل الحقيقي، إنما هو بتقوى الله عز وجل ، واتباع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.



إذًا: من الحقوق التي اعتقدها أهل السنة والجماعة لآل البيت عليهم السلام:

- حق الموالاة والمحبة.

- حق الدفاع والذب عنهم، وتبرئة ساحتهم مما ينسب إليهم كذبًا وزورًا.

- مشروعية الصلاة عليهم.

- حقهم من الخمس.

- اليقين الجازم بأن نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذريته هو أشرف الأنساب.

- تحريم الزكاة والصدقة عليهم.


* * *

 
 

 

عرض البوم صور أحمدباري   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 11:13 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81701
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: أحمدباري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحمدباري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحمدباري المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

تابع

محبة آل البيت بين الادعاء والحقيقة

أخي الكريم! هذا المبحث المختصر هو لب رسالتنا هذه؛ فأمعن نظرك فيه، وليكن ذهنك حاضرًا؛ فإنك بمنزلة القاضي الذي يحكم على صحة الدعوى أو بطلانها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء رجالٍ وأموالهم، ولكن البينة على المدعي).رواه مسلم وأحمد

نعم! لابد من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة على صدق المحبة.

فقولك: أنا من شيعة آل البيت، وأحب آل البيت، ومن أتباع آل البيت.. كل هذا لا يكفي؛ بل يبقى: أين الأدلة على صحة كلامك؟


إن الانتساب إلى آل البيت شرف وسؤدد ورفعة منزلة... و... و... لذا كلٌ يدعي محبتهم وتوقيرهم، فمثلا:

الزيدية: أتباع زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه ، وهم الذين قالوا بإمامته بعد أخيه الباقر، ولهم وجود في اليمن ودول أخرى، يرون أن الحق معهم، وأنهم هم الذين فازوا بشرف حب آل البيت واتباعهم.

الإسماعيلية: وهم الذين يرون إمامة إسماعيل بن جعفر الصادق، وبقوا على ذلك بعد وفاته، ورفضوا القول بأن الإمامة انتقلت إلى أخيه موسى، وقالوا: بل هي في إسماعيل (الابن الأكبر لجعفر).. هم على اختلاف فرقهم يرون أنهم هم الشيعة أتباع الأئمة دون غيرهم، ولهم وجود في الهند وفي اليمن وفي أنحاء من العالم.

والإثنا عشرية: الذين قصروا الإمامة على اثني عشر إمامًا، يرون أنهم أتباع آل البيت، وينبزون غيرهم بأنهم نواصب.

فمن نصدق؟؟

وما هي براهين هؤلاء وأولئك؟؟

أما أهل السنة فعلى اختلاف مذاهبهم يرون أنهم قالوا الحق في آل البيت من حيث تعميم معنى آل البيت؛ فإنهم لم يحصروه في أفراد معدودين، بل إن حمزة والعباس وجعفر الطيار عندهم من آل البيت رضي الله عنهم أجمعين، وكذلك ذرية الحسن رضي الله عنه وقد سبق بيان ذلك، وهذا القول هو القول الوسط، وقد سبق ذكر بعض حقوقهم والثناء عليهم.

ومن براهين أهل السنة على ذلك:
- أن الكمال في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومحبة أهل بيته لأجل ذاته صلى الله عليه وآله وسلم وبركاته صلى الله عليه وآله وسلم .

وقد نال آل البيت عليهم السلام المنزلة بسبب قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك أصحابه، فنحن ندافع عن الصحابة ونحبهم، ونذكر فضائلهم، وجهادهم، وصبرهم وبذلهم ونصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..... فإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شرف بذاتها، ولها منزلة خاصة، وهي تاج على رءوس الأصحاب.

مما سبق نعرف أن الأصل في احترام آل البيت وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هو ذات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولما لهم من سبق في الإسلام وجهاد، فالحجة عند أهل السنة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إمام أهل البيت.

والاتباع عند أهل السنة هو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إمام البشر، فهو القدوة عند أهل السنة.

سيد البشر عند أهل السنة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

الشافع يوم الحشر عند أهل السنة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

صاحب لواء الحمد عند أهل السنة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

صاحب المقام المحمود عند أهل السنة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

صاحب الحوض عند أهل السنة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

صاحب المنزلة الرفيعة في الجنة عند أهل السنة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقرروا بأن معرفة الله عز وجل لا تكون إلا عن طريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقرروا بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى بلَّغه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقرروا بأن عبادة المولى جل جلاله تكون وفق شرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

فكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجة على الناس.


والتقرب إلى الله والتعبد للمولى سبحانه لا يتم إلا على وفق شرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فنحن معشر أهل السنة نعبد الله وفق عبادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إمام المتقين وسيد العابدين وقدوتهم.

كما قرر أهل السنة وجوب المحبة القلبية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن يكون شخصه أحب إلينا من أنفسنا.

وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم:
(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين).

كما قرر أهل السنة وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة، وهي المعروفة بالصلاة الإبراهيمية، وقد تقدم بسط القول في ذلك في: «حقوق آل البيت عليهم السلام ».

وقد قرر أهل السنة مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل دعاء، وأنه من دواعي استجابة الدعاء، وكذلك الصلاة عليه بعد الفراغ من متابعة المؤذن، والدعاء له صلى الله عليه وآله وسلم بالدعاء المشهور: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا...). رواه البخاري.

وهو صلى الله عليه وآله وسلم خاتم المرسلين وإمامهم وسيد البشر؛ لذلك قرر أهل السنة قاطبة -ولا خلاف بينهم- أن واجب الاتباع هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن الحجة في أقواله وأفعاله عليه الصلاة والسلام.

فكيف يقال بأن أهل السنة لا يحبون أهل البيت، وارتباطهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعرفه خصومهم حق المعرفة؟؟

فأهل السنة يقررون أنه لا إيمان للعبد إلا بتصديق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلابد من تصديق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخبر، وكذلك طاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وعبادة الله وفق ما شرع.

أما من عداه من ذريته عليه الصلاة والسلام ومن أقاربه وأصحابه فمهما بلغت منزلتهم فهم دون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيؤخذ من قولهم ويترك ما لم يكن إجماعًا.

فهل يلام أهل السنة باتباعهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وترك ما سواه؟!

أيها القارئ الكريم! ضع يدك بيد إخوانك، واجعل قدوتك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون ما سواه، فهو إمام العترة والتمسك بسنته فيها النجاة.


* * *

الخلاصـة

لاشك أن أهل السنة قد أصابوا في موقفهم من أهل البيت عليهم السلام ؛ حيث أحبوهم واحترموهم ووقروهم، وعرفوا منزلتهم التي جعلها الله لهم، فهم بشر اصطفاهم الله بقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنهم من نبغ في العبادة والعلم والشجاعة والورع، وحاز صفات الخير، ومنهم من هو دون ذلك.

فتكون محبة أهل السنة لآل البيت حقيقية؛ فقد أحبوهم على طبيعتهم البشرية، وأنهم يصيبون ويخطئون، مثلهم في ذلك مثل سائر الصالحين، حاشا رسول الله؛ فهو المعصوم صلوات الله وسلامه عليه.

أما غير أهل السنة فأحبوا بعض آل البيت بسبب الهالات العظيمة التي جعلوها لهم؛ لذا لا يمكن أن تقبل عقول كثير منهم محبتهم على صفتهم وطبيعتهم من غير غلو!

وهنا يظهر الفرق بين محبة أهل السنة لآل البيت ومحبة غيرهم.

حيث إن محبة غيرهم إنما هي لهذا الغلو الذي جعلوه للأئمة، وعامته من خصائص المولى جل جلاله ، وليست محبة لذات الأئمة، فتأمل ذلك! وانظر من الصادق في المحبة: الذي أحب الحقيقة أم الذي أحب الخيال؟.

هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

والحمد لله رب العالمين

 
 

 

عرض البوم صور أحمدباري   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 11:32 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81701
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: أحمدباري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحمدباري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحمدباري المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

الخلاصـة

لاشك أن أهل السنة قد أصابوا في موقفهم من أهل البيت عليهم السلام ؛ حيث أحبوهم واحترموهم ووقروهم، وعرفوا منزلتهم التي جعلها الله لهم، فهم بشر اصطفاهم الله بقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنهم من نبغ في العبادة والعلم والشجاعة والورع، وحاز صفات الخير، ومنهم من هو دون ذلك.

فتكون محبة أهل السنة لآل البيت حقيقية؛ فقد أحبوهم على طبيعتهم البشرية، وأنهم يصيبون ويخطئون، مثلهم في ذلك مثل سائر الصالحين، حاشا رسول الله؛ فهو المعصوم صلوات الله وسلامه عليه.

أما غير أهل السنة فأحبوا بعض آل البيت بسبب الهالات العظيمة التي جعلوها لهم؛ لذا لا يمكن أن تقبل عقول كثير منهم محبتهم على صفتهم وطبيعتهم من غير غلو!

وهنا يظهر الفرق بين محبة أهل السنة لآل البيت ومحبة غيرهم.

حيث إن محبة غيرهم إنما هي لهذا الغلو الذي جعلوه للأئمة، وعامته من خصائص المولى جل جلاله ، وليست محبة لذات الأئمة، فتأمل ذلك! وانظر من الصادق في المحبة: الذي أحب الحقيقة أم الذي أحب الخيال؟.

هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

والحمد لله رب العالمين

 
 

 

عرض البوم صور أحمدباري   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مفهوم آل البيت عند الشيعة الإثني عشرية, مفهوم محبة وحقوق آل البيت بين أهل السنة والشيعة, من هم ال البيت, من هم الذين حُرِّمت عليهم الصدقة, ال البيت في عقبده اهل السنه, بحث متكامل عن عقيده اهل السنه في ال بيت الرسول عليه افضل الصلاه والسلام, حب اهل السنه لال البيت وبيان فضائلهم, عقيدة أهل السنة والجماعة في آل البيت, فضائل آل البيت عند أهل السنة
facebook



جديد مواضيع قسم البحوث الإسلامية
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:08 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية