لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-08, 03:58 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26350
المشاركات: 235
الجنس أنثى
معدل التقييم: saleee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saleee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : arewa المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ألف شكر على مجهودك الرائع وفي انتظار التكملة

ما اطولي علينا

 
 

 

عرض البوم صور saleee   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 05:46 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45653
المشاركات: 214
الجنس أنثى
معدل التقييم: arewa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
arewa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : arewa المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

3- في الذاكرة... دائما
-لم يبق سوى السيدة ديننغ .
ناولت سارا الملف لنيال جيلسبي ثم ابتسكت للمرأة المستلقية على سرير الفحص .
- كيف حالك يا جويس ؟ تبدين في أحسن حال !
- في قمة الازدهار .
وابتسمت جويس ديننغ وهي تحاول أن تستريح على السرير قدر إمكانها , نظرا لوصولها الى المرحلة الأخيرة من حملها . ضغطت بيديها على بطنها المنتفخة ثم قالت مكشرة :
- آه , كما ترين أخذ " سام " يرفس عندما استلقت أمه على السرير.
- " سام " ؟
ورفع الطبيب نظره بابتسامة , مقطبا جبينه عند سماعه ما قالته المرأة , وأدركت سارا لم يقرأ سوى سطور معدودة من ملف المرأة , وتساءلت عما إذا كان عليها أن تخبره بكل البيانات مسبقا . لكن , قبل أن تنطق بأي كلمة , أجابت المريضة على سؤاله وقد اعلت وجهها ابتسامة باهتة .
- نعم . نعرف أنه ذكر , يا دكتور جيلسبي . لقد أخبرونا بذلك عندما ظهرت نتيجة فحص السائل الأمنيوسي . وأظن أن ذلك ساعدنا على اتخاذ القرار المناسب , لا سيما بعد أن رتبت لنا سارا أمر الاجتماع بروبي .
قطب نيال جيلسبي جبينه مجددا وهو يعود الى تقليب الأوراق بسرعة . ورأته سارا يتوقف عندما وصل الى نتائج الاختبار الأمنيوسي الذي تخضع له الأمهات اللآتي تجاوزن الخامسة والثلاثين من العمر . ولهذا الاختبار أهمية قصوى , إذ يكشف التشوهات التي قد تصيب الجنين ومنها اصابة العمود الفقري . ولسوء الحظ , أظهر هذا الاختبار أن طفل جويس دننغ لن يولد طبيعيا .
وضع نيال أوراق المختبر جانبا ثم عقد ذراعيه وهو ينظر الى المريضة بهدوء .
ضحكت المرأة برقة رغم الحزن الذي بدا في عينيها , ثم قالت :
- كان الأمر بمثابة صدمة لنا . فلا أحد يود أن يعرف أَنَ طفله سيولد معاقا , اليس كذلك ؟ لقد حاولنا أنا ورالف , لسنوات أن ننجب طفلا , حتى لم يعد لدينا أمل في ذلك . وإذ بي فجأة اكتشف , وأنا في سن ارابعة والأربعين , انني حامل !
أمسكت سارا بيد جويس تشد عليها . لقد كانت حاضرة حين علم آل دننغ بالخبر , ولكم صدمت هي أيضا . وقد تركت شجاعتهما فيها أثرا عميقا .
وتابعت المرأة حديثها قائلة :
- لقد اصبنا بصدمة وذهول بالغين حين علمنا أن سام معاق ورحنا , نحن الاثنان , نبكي لمدة اسبوع بعد ان وصلتنا نتيجة الفحص كان حزني وذهولي بالغين حينذاك الى حد لم أعبأ فيه بمعرفة جنس الطفل وعدنا الى العيادة , فأخبرتنا سارا أن الطفل ذكر , فانقلبت كافة الموازين .
- وكيف ذلك ؟
كان نيال يصغي باهتمام الى ما تقوله المريضة . ورأته سارا يقطب جبينه محاولا فهمها قبل أن يبتسم فجأة ويقول :
- فهمت . لم يعد الطفل مجرد جنين بل أصبح طفلكما الذكر , اليس هذا ما تعنينه ؟
- نعم . اصبحنا بعد ذلك , نراه طفلا صغيرا ...
ومسحت جويس دمعة ثم ابتسمت وهي تنظر الى سارا :
- ثم رتبت لنا سارا موعدا للتعرف الى " روبي " ووالديه .
- ومن هو روبي ؟
طرح نيال هذا السؤال , وهو ينظر الى سارا التي احمر وجهها حين شعرت بنظراته الباردة تستقر عليها . تجنبت النظر اليه , وقالت :
- "روبي " هو ابن قابلة كانت تعمل هنا . واعاقته هي نفس اعاقة سام . وقد ولد بعد استلامي العمل بعدة أشهر . فلم يكن ثمة سبب يدفعها الى إجراء الاختبار . كانت في الثامنة والعشرين من عمرها , ولهذا لم تكن مصنفة من النساء المعرضات لذلك . لقد كادا , هي وزوجها " أيان " , ينهاران في البداية لكنهما ما لبثا أن تمالكا نفسيهما واعتادا الأمر .
وابتسمت سارا وهي تتابع : اتمنى لو ترى "روبي " .. عندها يمكنك أن تفهم . لأنه فتى بالغ الحيوية , وذكي جدا بالرغم من إعاقته . أنا لا أحاول الادعاء بأن الأمور طبيعية , وبأنهم لن يواجهوا مشاكل في المستقبل , لكنني أعرف أن لورا وزوجها لن يستطيعا العيش بدونه .
قال نيال ببطء :
- إنها سارا إذن التي عرفتكما بروبي ووالديه , مما خفف من هول المصاب عليكما ؟
حاولت سارا أن تفهم المعنى الذي حمله صوته , لكن استحال عليها ذلك . اتراه كان مدهوشا ؟ أم غاضبا ؟ هل يظن أنه ما كان عليها أن تتدخل ؟ لم تكن واثقة , لكنها لم تكن صماء , وقد سجل عقلها المعنى المبطن المبهم في صوته .
أبعدت هذه الأفكار عن ذهنها عندما أجابت جويس موجهة الحديث إليها :
- نعم . هذا ما فعلته يا سارا . لا شك لدي في ذلك ! فقد جعلتنا نرى أن المستقبل لا يكتنفه السواد فقط , وأدركنا أن بإمكاننا أن نواجه الآتي. إن رؤيتنا لروبي والبهجة التي يضفيها على حياة والديه , جعلت من السهل علينا التفكير في إبننا . وبدلا من أن نخجل بسام أمام الناس , أصبحنا نعتبره هدية غير عادية من الله بعد انتظار دام لسنوات .
منتديات ليلاس
- أظن أن رأيك هذا رائع , يا سيدة دننغ . إنني واثق من أنك وزوجك ستسعدان بهذا الطفل . ولآن دعيني أفحصك رغم أن طريقة رفس الطفل في بطنك تنبىء بأن لا داعي للقلق .
ضحكوا جميعا , وفحص نيال المرأة واستمع إلى دقات قلب الطفل وتحسس وضعه . ثم تراجع الى الوراء , بينما غطتها سارا بالملاءة وسألها :
- أنت .. في الأسبوع السابع والثلاثون الآن أليس كذلك ؟
وعندما أومأت جويس إيجابا , تابع يقول , وهو يدون ملاحظاته:
- حسنا أصبح رأس سام الآن في الوضعية المناسبة للخروج الى هذا العالم . ولعلك لاحظت تغييرا ما , منذ يوم أو نحوه .
- هذا صحيح . ظننتني أتخيل ذلك . لكن الرفس بدا وكأنه أخف من ذي قبل .
- لا لم تتخيلي ذلك . وستلاحظين تغييرات أخرى لاحقا , لكن لا تخافي , فقد لايعود سام الى الحركة كما كان يفعل وهذا لايعني أن هناك خطبا ما . كل مافي الأمر أنه لم يعد يستطيع تحريك جسمه بعد أن ثبت رأسه في وضعية الخروج . سيتمكن من تحريك ساقيه وذراعية ولكن ليس كمن يلعب كلرة القدم في داخلك ! وقد تشعرين ببعض الضيق أثناء جلوسك , لكن ذلك طبيعي في هذه المرحلة , انما اعلمي أن موعد خروجه اقترب .
وضحك وهو يغلق ماف جويس ويقول :
- سجلي موعدا لزيارتك التالية الأسبوع القادم , لكن لدي شعور أنك لن تحتاجيه .
غادر غرفة الفحص فيما بقيت سارا لتساعد جويس على النزول عن السرير . ولم تكن بالمهمة السهلة نظرا لحجم بطنها المنتفخ . تنهدت جيسون .
- حسنا إذن يا جيسون . سأعود وأطمئنك حالما أتمكن من ذلك .
وأسرعت سارا مبتعدة , وتركت الفتى يجلس على كرسي والتعاسة على وجهه . استقلت المصعد وهي تدعو الله ألا يكون الأوان قد فات بالنسبة للأم والطفل معا .
***
- ضغط الدم مئة وأربعين على خمسة وتسعين يا دكتور .
- حسنا , يجب أن نخفضه , وأن نعطيها دواء يمنع التشنجات .
أعطى نيال توجيهاته متجهما بعد أن انتهى من فحص المريضة , ثم سأل :
- متى بدأت هذه العوارض بحسب قول صديقها ؟
أجابت سارا بهدوء : " أمس بعد الظهر ".
- تبا لهم ! ولم يفكروا في نقلها الى هنا حتى الآن !
لم يحاول إخفاء غضبه وهو يستدير ليحملق فيها وكأنه يحملها مسؤولية حالة أرييل .
قابلت نظراته باتزان , متفهمة القنوط البلغ الذي سببته له هذه الحالة , فهذه الأمور ينبغي ألا تحدث في عصرنا هذا .
قالت له برقة :
- أشك أن أيا منهما يدرك مدى خطورة الأمر .
- أعلم هذا . آسف , فقد تملكني القنوط .
تنهد وهو يبتسم لها بأسى , ثم عاد الى إيرين التي كانت تراقب حالة أرييل . وابتعدت سارا لتعد الحقنة اللازمة , محاولة أن تهدىء دقات قلبها المتسارعة العنيفة . لقد أثرت فيها إبتسامة نيال تأثيرا بالغا , فانشغل بالها بها .
قالت إيرين وهي تفحص ضغط الجنين :
- لست راضية عما أرى , يا دكتور . يبدو أن نبضات قلب الجنين تتباطأ .
- دعيني أرى .
وأخذ نيال يفحصه بسرعة , ثم أضاف :
- هذا صحيح . الحالة غير مطمئنة على الإطلاق . أظننا بحاجة الى...
وسكت فجأة عندما صدرت عن أرييل شهقة , تصلبت على أثرها .
- هيا , إنها تتشنج . هيا الى العمل , علينا أن تعطيها أملاح
" الثيونبتون " لوقف التشنجات ثم نجري بعدها عملية قيصرية لإنقاذ الطفل .
وشرع الجميع بالعمل على الفور لإنقاذ حياة الأم والطفل .
حقنتها بالدواء وقلبها يعتصر على تلك الفتاة المستلقية غافلة عما يحدث لها . وبعد لحظات , استرخت أرييل وتباطأت أنفاسها وهي تغيب عن الوعي . وراحت أرييل تصلي كي ينجح الدواء في منع نوبة تشنج أخرى , ولكن لم يكن هناك أي ضمانات في هذه المرحلة.
- علينا أن نتجنب العدوى .
وقطب نيال حاجبيه وهو يرى مدى قذارة ساقي أرييل ثم تابع يقول:
- الله أعلم كيف وصلت الى هذه الحالة .
قالت ساترا وهي تنظف بطن الفتاة بحذر بمحلول مطهر :
- هناك مجموعة من رحالة " الجيل الجديد " تخيم في ضاحية المدينة , وهي معهم .
- هذا ليس عذرا . لقد عملت في بلاد كان الماء فيها أغلى من الذهب ومع ذلك كان الناس يحرصون على نظافة أجسادهم .
كانت لهجة نيال قاطعة وقد ظهر عليه الغضب من جديد .
ألقت عليه نظرة سريعة , متسائلة عن السبب الحقيقي لاستيائه .
بدا وكأنه ناشىء عن شعور أبعد من مجرد الاهتمام بحالة أرييل وكأن الخطر المحدق بالمريضة وطفلها يؤثر فيه شخصيا .
قطبت سارا جبينها , وتابعت عملها في تعقيم موضع العملية .
لقد ظنت من قبل أن نيال رجل غامض , والآن أصبح ظنها يقينا .
ما الذي جعل نيال جيلسبي ما هو عليه الآن ؟ وتمنت لو تكتشف الحقيقة , رغم أنها لم تستطع أن تفهم لما احتل هذا الرجل هذه الأهمية عندها

 
 

 

عرض البوم صور arewa   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 05:52 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45653
المشاركات: 214
الجنس أنثى
معدل التقييم: arewa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
arewa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : arewa المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الأحزان والأشجان .
***
- لكن لماذا لا أستطيع أن أراها ؟ أريد أن أطمئن على حالتها .
تنهدت سارا حين لاحظت أن الموجودين في غرفة الانتظار يتبادلون نظرات الضيق , فأشارت الى جيسون بأن يتبعها الى الممر , بعيدا عن مسامع الآخرين .
- ما زالت أرييل مريضة للغاية . وهي حاليا تحت تأثير المخدر ولن تعرفك . لقد تعرضت , لسوء الحظ , الى تشنج , ولا نريد أن يتكرر ذلك مرة ثانية , ولهذا منع عنها الدكتور جيلسبي الزيارات حاليا .
فردد قولها مذهولا :
- تشنج ؟ ... اتعنين نوعا من ... النوبة ؟
- نعم , وهذا نتيجة مرضها . عندما تستيقظ , يجب أن تتابع العلاج لفترة كي لا يصيبها المزيد من التشنج . ويمكن لأي إثارة أن تسبب لها نكسة وهذا ما نحاول تجنبه .
- فهمت . لكن ماذا عن المولود ؟ هل ... هل هو بخير ؟
وابتلع ريقه بجهد وقد بدا التكدر عليه . شعرت سارا بالعطف نحوه , لكن راحة الأم والطفلة كانت في أولوية اهتماماتها .
- انها في قسم العناية الفائقة , لقد اضطر الدكتور جيلسبي الى اجراء عملية قيصرية وإلا ماتت . انها صغيرة جدا لا تكاد تزن كيلو غراما ونصفا , كما تجد صعوبة في التنفس وهذا شيء عادي لدى الأطفال الذين يولدون قبل الأوان . الساعات القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لها هي أيضا .
- هي ؟ هل هي أنثى ؟
وانهمرت دموعه دون خجل , على وجههوهو يضيف :
- كانت أرييل تقول أنها بنت صغيرة . أرادت أن تسميها " ستار " .
تمنت سارا لو تستطيع أن تطمئنه أكثر . لكنها لم تشأ أن يبني آمال خاطئة على محاولتها التخفيف عنه , فقالت له :
- انه اسم رائع . وسأجعل الممرضة تضعه على سريرها .
- شكرا أتظنين أن بإمكاني رؤيتها ؟
ومسح جيسون أنفه بكمه وحاول أن يبتسم . فأدركت سارا أن وراء هذه القذارة فم جميل الشكل وأضاف :
- آه , أعلم أنه لا يمكنني حملها , ولكن إذا ما رأيتها , فسأتمكن من وصفها لأرييل . فلا بد أنها تريد أن تعرف شكلها حالما تستيقظ .
- حسنا ...
تنهدت سارا وهي تنظر الى ثيابه ثم قالت له :
- اسمع يا جيسون . لا يمكنك أن تقترب من قسم العناية الفائقة وأنت بهذه الحالة . فالأطفال هناك ضعفاء جدا ولا يستطيعون مقاومة العدوى , ولعلك تحمل كافة أنواع الجراثيم .
احمر وجهه وهو يتأمل مظهره .
- آه , ولكن .. ماذا لو اغتسلت ولبست ثيابا نظيفة . فهل يمكنني رؤيتها ؟
أجابت مشجعة :
- طبعا يمكنك ذلك . هل لديك مكان يمكنك أن تغتسل فيه وأن تغير ملابسك ؟
- حسنا , لا .
وهز رأسه وقد انعكست على وجهه خيبة أمله , لكنه أضاف :
- هناك جدول ماء قرب معسكرنا . اما بالنسبة الى الملابس , فهذه التي أرتديها هي كل ما أملكه .
عضت سارا على شفتيها متسائلة عما إذا كان هناك أي حل . فبالرغم من مظهره الرث , كان واضحا أنه يحب أرييل والطفلة كثيرا . وقطبت حاجبيها حين خطرت لها فكرة , وتساءلت عن رأيه فيها , لكنها جازفت وطرحتها :
- هناك شخص قد يقبل بمساعدتك . إنكم تخيمون قرب الكنيسة , أليس كذلك ؟ ما رأيك لو اتصلت بالكاهن لأرى إن كان بإمكانه أن يساعدك ؟ إنه رجل طيب ويسعده أن يقدم العون .
فقال بمرارة :
- لا أدري ... لا أظنه يحب مساعدة أمثالي . فمعظم الناس يرفضون ذلك حين يروننا .
- ربما يمنعهم من ذلك مظهركم هذا .
ورمقته بنظرة ذات مغزى , وتأملت خصلات شعره المتشابكة المتدلية على جبهته .
كان مظهر جيسون كفيلا ببعث الحذر في نفس من يراه , وشكت للحظة بصوابية وفائدة ما اقترحت .ولكن حين أومأ موافقا , لم تجد أمامها خيارا آخر سوى تنفيذ وعدها .
توجهت الى المكتب واتصلت بالكاهن , الذي أطلعته بتردد على سبب إتصالها به . وكانت قد قابلته أكثر من مرة حين كان يحضر الى قسم الولادة زوجة الأسقف , ولاحظت أنه رجل متواضع جدا .
في أثناء المكالمة ابتسمت ذلك أنه عرض عليها خدماته على الفور ,
متجاهلا ما ذكرته حول مظهر جيسون .
أخبرها باختصار , أنه كان في الماضي كاهنا في مدينة داخل البلاد قبل أن ينتقل الى "دلفرستون " , وقد عمل مع المتشردين . لهذا , تعلم منذ مدة طويلة ألا يمنعه المظهر من خدمة الإنسان .
وعندما عادت الى جيسون لتخبره بما جرى , أخذ يشكرها بشكل مؤثر , ثم أسرع متوجها الى مقر الكاهن . راحت سارا تنظر اليه , والابتسامة تعلو وجهها فقد أدركت أن الكاهن كان محقا . فالمظهر لا يهم كثيرا , إنما جوهر المرء هو الأهم . وأعاد ذلك أفكارها الى نيال جيلسبي مجددا , وإن لم تكن هذه الأفكار قد ابتعدت عنه كثيرا .
***
- سأمر لاصطحابك في السابعة . اتفقنا ؟
- حسنا لا أدري ...
وكبحت سارا آهة وهي ترى تعابير وجه مايك . فرسمت ابتسامة على وجهها , محاولة تجاهل ألم قدميها وظهرها , وتابعت :
- بكل تأكيد . الى اللقاء فيما بعد , إذن .
- ممتاز .
وابتسم لها وهو ينطلق على دراجته النارية , التي أخافت مجموعة من الطيور فجعلتها تطير عن الأشجار . وتبعته سارا على مهل , متمنية لو تحلت بالشجاعة الكافية لتخبره بعدم رغبتها في مشاهدة الفيلم الليلة .
كانت تكره أن تخيب أمله , لكن عليها أن تفعل قريبا . فمن الأفضل أن تقطع علاقتها بمايك في القريب العاجل , لئلا يعتقد أن الأمور بينهما قد تتطور الى أبعد مما هي عليه .
وضاعت في أفكارها الى درجة لم تلحظ معها السيارة خلفها . ولم تلتفت إلا حين أصبحت بمحاذاتها , وإذا بقلبها يتخبط بين ضلوعها فالجلس خلف عجلة القيادة نيال جيلسبي .
توقف بجانبها ثم أنزل زجاج النافذة , وسألها :
- هل تريدين أن أوصلك ؟ أنا ذاهب في اتجاه بيتك .
- آه , أنا .. حسنا ...
أربكها عرضه هذا بحيث لم تعرف بما تجيب . وعلا بوق سيارة فنظر نيال خلفه بفروغ صبر , وقال


- هيا اصعدي . يبدو أنني تسببت بزحمة سير .
ولم يعد أمامها إلا أن تطيعه . ففتحت باب السيارة وصعدت اليها .
وانتظر حتى وضعت حزام الأمان ليخرج بالسيارة من البوابة , مخففا سرعته وهو يشق زحمة السير .
وجدت سارا نفسها مسترخية في مقعدها , وقد شعرت بالاستقرار وكأنها في أيد آمنه . لم يساورها هذا الشعور في المرات القليلة التي وافقت فيها على الركوب خلف مايك على دراجته النارية , بل كان يتملكها التوتر فتجد نفسها عاجزة عن التنفس .
- فيم تفكرين ؟
أجفلت , بارتباك حين لاحظت أنها مستغرقة في أحلام اليقظة . نظرت حولها , رافضة أن تسرد تفاصيل ما كانت تفكر فيه , وقالت:
- آسفة كنت على بعد أميال من هنا . هل أنت واثق من أنني لن أؤخرك عن مشاغلك ؟
- أبدا . فأنا أسكن قرب النهر , في منزل جاكسون القديم . هل تعرفينه ؟
سألته بعدم تصديق :
- لست واثقة ... أليس ذلك البيت الريفي القديم المتصدع ؟
- هو نفسه .
وضحك لذهولها ثم أضاف :
- أظنك تعتبرينني مجنونا لاختياري بيتا كهذا .
وسكتت لأنها لم تعرف ماذا تقول .
- حسنا ...
- أرى أن لباقتك هي فضيلة أخرى من فضائلك .
وابتسم وهو يستدير بالسيارة ليترك الطريق الرئيسي ويتوجه نحو وسط المدينة .
فسألته مستفهمة قبل أن تتمكن من ردع نفسها : " فضيلة أخرى ؟ ".
ثم احمر وجهها عندما أدركت معنى ما قالته , وأضافت على عجل:
- انس ما قلته , فأنا لا أسعى لسماع المديح .
- لست بحاجة لاجهاد نفسك في السعي , يا سارا . فقد عنيت ماقلته عصر هذا اليوم , عندما أعربت عن تقديري لمهارتك المهنية . كما أن من الواضح للجميع أنك لست ماهرة في مهنتك وحسب بل تهتمين كثيرا بمرضاك . وهذا نادر في أيامنا هذه , فالطب أصبح مهنة أكثر منه رسالة . أشاحت بوجهها خشية أن تفضح أساريرها سرورها بهذا الإطراء . لقد عنى لها هذا الرأي الكثير , لا سيما أنه صادر عنه .
قالت بسرعة :
- أنا أعشق مهنتي , وقد تمنيت أن أمارسها منذ طفولتي , وعندما للتدريب في قسم التوليد أثناء فترة تعليمي , أدركت أنني أريد أن أتخصص في هذا المجال . إذ يتملكني شعور رائع عند كل ولادة أحضرها .
ضحكت بخجل ثم أضافت :
- ما كان علي أن أخبرك بهذا كله . ما الذي جعلك تختار هذه الاختصاص دون غيره .
شد نيال قبضتيه على عجلة القيادة حتى أضحت أطراف أصابعه بيضاء :
- أسبابي تختلف عن اسبابك , يا سارا .
ولم يزد .. فكان أن ترك حامساحة صغيرة من الصمت المشحون بالأسئلة . ما الذي عناه بذلك ؟ لقد فضح صوته ... ما يشبه العذاب وهو يجيب عن سؤالها , ولم تعلم السبب .
عضت على شفتها حائرة , والشوق يدفعها الى أن تطلب منه تفسيرا . لكنها شعرت بأنه لا يريد الإفصاح عن أمر ما , فشكل هذا لغزا آخر يضاف الى سجل غموض هذا الرجل .
وهكذا عادت الى حديثهما السابق :
- ما الذي جعلك تشتري بيت جاكسون على أي حال , بينما يمكنك شراء أفضل منه ؟
- هذا صحيح . لكنني لم أجد ما أريده , كالأرض مثلا .
ورمقها بنظرة ثاقبة سريعة , فتملكها الاضطراب وهي تتساءل عما قرأه من الأفكار المتضاربة في ذهنها , بما في ذلك شعورها المشوش نحوه .. وأخذت تتشاغل بترتيب ثوبها , وسألته :
- أنت إذن تهوى البستنة ؟ فهل هذا سبب رغبتك في الأرض ؟ أم أن لديك أسرة وتريد أرضا واسعة ليلعب الأطفال ؟
- لا ز ليس لي أولاد أو زوجة .
قال ذلك بخشونة فرمقته بنظرة خاطفة لكن وجهه لم يفضح أي شعور أو تعبير .
أخذ نفسا عميقا , باذلا جهده , كما يبدو ليبعث المرح في صوته ومزاحه :
- على أي حال في حياتي أنثى ملحاحة في طلباتها , ولهذا بحثت عن مكان فسيح .
والتقت إليها باسما وهو يراها تفغر فمها دهشة ثم تابع يقول :
- أتريدين التعرف إليها يا سارا ؟ أظنكما ستنسجمان معا , وهذا إطراء حقيقي لك لأن هذه السيدة لا تنسجم أبدا مع الإناث الأخريات.
وضحك برقة مازحا ولم تدرك السبب . وتساءلت كيف يمكنها أن ترفض هذا العرض من دون أن تجعله يتساءل عن السبب . وفي الواقع , لم تجد فكرة التعرف الى تلك المرأة الهامة في حياة نيال , ممتعة لكن عندما رأت عينيه الضاحكتين , لم تشأ أن ترفض .
منتديات ليلاس
كانت تود أن تعرف شيئا عنه , لكنها أدركت أن ذلك لن يعجبها .
- هاهي واسمها " أدير " . ما رأيك فيها يا سارا ؟ هل هي جميلة كما توقعتها ؟
أدركت سارا أنه كان يمازحها , وهو يمد ذراعه بعد أن لبس القفاز ليحمي ذراعه
من مخالب ذلك الطائر الأحمر الضخم المخيف الذي جثم عليها .
قالت سارا وهي تجاهد للسيطرة على مشاعرها :
- إنها جميلة جدا ... أي نوع من الطيور هي ؟
- إنها صقر أحمر .
ومرر يده بلطف على رأس الطائر المزهو بنفسه وراح يبتسم وهو يجيبه بأصوات خفيفة , ثم قال :
- إنها عندي منذ ثلاث سنوات , ومن أجلها أردت أرضا فسيحة .
واستدار لينظر الى القفص الهائل الذي يعيش فيه الطائر , وتابع :
- تحتاج أديرالى مكان واسع , وطول هذا القفص خمسة وثلاثون قدما , أما ارتفاعه وعرضه فخمس عشرة قدما . وهذا ضروري لكي تمرن جناحيها حين لايكون لدي الوقت الكافي لأطلقها وتطير بحرية .
- لماذا اسميتها " أدير " ؟
طرحت سؤالها بصوت خفيض يماثل صوته هدوء ورقة وقد اقتربت من الطائر وصاحبه , وإذا برأس الطائر يلتفت نحوها على الفور , وترمقها عيناه بنظرة حادة ثاقبة .
- إنه لقب المحاربين من الهنود الحمر , وهذا يتناسب مع لونها وطريقة حصولي عليها .
فمدت يدها لتلمس ريشها الناعم وقالت باسمة :
- هذه قصة تثير الفضولوعليك أن تخبرني اياها , يا نيال .
فضحك بنعومة وأجاب :
- طبعا . وقع حادث لشاحنة تنقل البترول قرب المستشفى الذي كنت أعمل فيه . فاشتعلت النيران في مساحة واسعة من الأراضي المغطاة بالغابات , وحاصرت عددا من الأشخاص الذين كانوا يخيمون فيها حين ذاك . وقد تجند جميع العاملين في المستشفى لمواجهة ذلك , وطلب مني المشاركة , لا سيما أن إمرأة حامل في شهرها السابع , احتجزت تحت شجرة , وبدأت تلد طفلها بفعل الصدمة .
ارتجفت سارا وهي تتصور ما حدث , وعلقت قائلة :
- لا بد أن ذلك كان مرعبا . وهل عاش الطفل ؟
فهز نيال رأسه بحزن وأجاب :
- لا . لم أستطع أن أنقذه , فقد كان ميتا . كل ما استطعت أن أفعله هو المساعدة في إنقاذ الأم . لقد شعر الجميع بالحزن لذلك : محاربو الهنود الحمر , الفريق الطبي , الشرطة ... وفيما كنا نستعد للرحيل , لاحظت شيئا ملقى على الأرض . وكان طائرا ... فرخ طير في الواقع . كان لا يزال حيا لهذا حملته معي الى البيت , إذ لم أستطع احتمال فكرة تركه يموت .
- وذلك الفرخ كان " أدير " . وقد دعوتها بهذا الاسم لأنها نجت من نار البترول , وتيمنا بالهنود الحمر الذين يطفئون النار التي تشبفي آبار البترول في أنحاء البلاد , أليس كذلك ؟
ضحكت سارا برقة وقد تأثرت بهذه القصة . وابتسم هو وعاد ليمرر يده على رأس الطائر :
- هذا صحيح . اعتقدت في البداية أنها لن تعيش . كان علي أن أرعاها بنفسي , إذ لم أستطع أن أعيدها الى الغابة لئلا تموت . لهذا حبستها في القفص ورحت أطلقها لتطير كلما أمكنني ذلك . ويبدو أنها سعيدة هنا .
- وهي كذلك . كما أنها متملكة جدا .
وضحكت عندما ألقت " أدير " عليها نظرة جانبية , وأضافت :
- أظنها تشعر نحوك بحب التملك .
- أعلم ذلك . فهي لم تتعود أن يشاركها فيَّ أحد .
وأعاد الطائر الى مجثمه , ثم خلع القفاز لكي يتمكن من فتح باب القفص .
تبعته سارا , وانتظرت حتى أقفل الباب الداخلي قبل أن يفتح البوابة الخارجية . التفتت الى الخلف وراحت تتأمل أدير وهي تطير برشاقة في القفص لتحط بعد ذلك على غصن شجرة وضعت داخله بمهارة لتكون مجثما طبيعيا لها .
ما الذي عناه نيال بقوله إن " أدير " لم تعتد أن تشاركها أحد فيه ؟ ألم تمر في حياته امرأة منذ ثلاث سنوات ؟
بدا ذلك صعب التصديق , خاصة أن نيال جيلسبي رجل جذاب للغاية , تتهافت عليه النساء . لكن سارا أحست بانه نطق بالحقيقة , مما أذهلها . لماذا تجنب العلاقات مع النساء في السنوات الأخيرة ؟ هل لأنه اختار التركيز على عمله فقط ؟ أم أن هناك سببا آخر ؟
فيما كانت تتبعه عائدة الى السيارة قطبت جبينها محاولة أن تجد جوابا عن تساؤلاتها . بدا واضحا أن نيال مأخوذ بعمله بحيث تفهم أن الوقت لا يسمح له بإقامة علاقات اجتماعية . ومع ذلك أحسست بأن ثمة سببا آخر لاختياره هذه الحياة .
هل سبق أن كانت له علاقات عاطفية سببت له صدمة بالغة ؟ وهل هذا ما جعله يتجنب أي علاقة أخرى ويركز حياته على على عمله ؟
تملكها الأسى لهذه الفكرة . لابد أن نيال جيلسبي أحب
المرأة التي خذلته الى حد جعله يجد صعوبة في الالتزام بعلاقة أخرى , حتى بعد مرور سنوات . وبدا جليا أنه لن يخاطر في الارتباط بعلاقة غرامية أخرى .
عادت سارا الى السيارة وهي تتساءل طوال طريق العودة عن السبب الذي جعلها تشعر بالفراغ بعد أن راودتها هذه الفكرة .. حتى أنها لم تنتبه الى أن نيال كان صامتا طوال تلك المدة وحين أوقف السيارة أمام منزلها.
التفتت اليه لتشكره , لكنها فوجئت بنظراته الغريبة الموجه نحوها كانت دافئة ورقيقة. فتسمرت عيناها على نظراته وكأنها منومة مغناطيسيا وأخذ قلبها يخفق بين ضلوعها بشكل موجع . وأحست بأنه يريد أن يقول لها شيئا . فجأة انتهى السحرحين انتفض وأطلق تأوها وكأنه وعى الى ما كان سيفعله فتمالك نفسه وعاد يمسك
بعجلة القيادة وهو يقول لها :
- تصبحين على خير ياسارا .
شكرته بصوت خنقته المشاعر واسرعت بالخروج من السيارة صاعدة درجات المنزل. وأخذت تبحث عن المفتاح في الحقيبة وعندما وجدته دلفت الى المنزل مغلقة الباب خلفها مستندة بظهرها عليه وكأن وحوش العالم تلاحقها, همست :
- يا الهي ... ماذا أفعل

 
 

 

عرض البوم صور arewa   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 11:31 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 37971
المشاركات: 17
الجنس أنثى
معدل التقييم: dora19 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dora19 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : arewa المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اااااااااااااارجوكي كمليااااااااااااا باين عليها جلوة كتبر

 
 

 

عرض البوم صور dora19   رد مع اقتباس
قديم 27-06-08, 05:45 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77529
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: sasa sasa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sasa sasa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : arewa المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شكرا اروى
فى انتظار البقيه

 
 

 

عرض البوم صور sasa sasa   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, دار الفراشة, جينيفر تايلور, jennifer taylor, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, سيد الصقر, tender loving care
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t82248.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 19-08-15 10:53 PM
Untitled document This thread Refback 26-04-10 10:05 PM


الساعة الآن 05:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية