لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-11, 08:30 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الواحد و الأربعون

صرخت أنا بهيام بحدة :" هيام تعالي "
ابتسمت بتهكم :" سآتي لأخلع العباءة لا تقلقوا "
و اتجهت نحو غرفة تبديل الملابس .. فقال مهند يخاطب جمانة :" أكل شيء على ما يرام "
ابتسمت جمانة :" نعم "
و أخرجت محفظتها و طلبت الفاتورة و تم كل شيء بسلام ..هنا أحسست بالنعمة التي أنا فيها .. جمانة أفضل بكثير من تلك المغرورة ..نظرت لي رحاب مغتاظة و قالت :" ما هذه الفتاة ؟ "
قلت مبتسماً :" أعطيني فاتورة هيام لو سمحت "
هنا جاءني صوت هيام :" حسام .. لا تتصرف من ورائي .. "
و رمت بالعباءة أمام مهند ..
نظر لها مهند لبرهة .. ثم قال بهدوء :" حسناً .. آنسة .. يمكنك المغادرة .. "
ابتسمت هيام بانتصار فصاحت رحاب :" ماذا أستاذ ؟ هل ستدفع لأجل دلال و غرور فتاة متعجرفة "
اتسعت ابتسامة هيام و قالت :" مغرورة و متدللة و جميلة .. لست مثلك يا ذات الوجه المخيف "
عضت رحاب على شفتيها غضباً .. فنظر لي مهند متنهداً يستجديني لفعل شيء ..
هنا صرخت رحاب بمهند :" أستاذ .. مستحيل أن تدفع شيئاً .. و إن دفعت .. هذا يعني أنك ضعيف الشخصية أمام فتاة مدللة مغرورة .. جاءت خصيصاً لفعل هذه الحركة .. لا أدري ما غرضها .. لكنها حتماً كانت متعمدة "
ابتسمت هيام بتكبر و خاطبتني :" هيا حسام .. بربك ما هذه الشركة السخيفة ؟ بموظيفها السخيفون "
--
صرخت بها :" أنك تافهة .. ما كان غرضك من احداث تلك الضوضاء ؟ .. الآن و بعد أن تكفلوا بدفع النقود عوضاً عنك .. هل ارتحت .. مجدداً .. ستضيعين وقتك للذهاب لمشغل آخر لتفصيل عباءة أخرى .. "
ابتسمت هي و ذهبت بأنظارها للنافذة و قالت :" سيكون لدي الوقت الكافي .. "
قالت جمانة :" هل ارتحت الآن من ما فعلته بالناس .. ألم تخجلي منهما ؟ "
ضحكت :" أتقصدين ذلك القصير و تلك البشعة .. لا يهماني أبداً "
رمقتها جمانة باستياء ثم همست :" كانت العباءات مناسبة و كما أردت .. لكني أعلم جيداً ما يدور في ذهنك "
ابتسمت هيام بسخرية :" هه .. لا يهمني "
--
في منزل جليل اجتمعنا ..تأملت سهيل و مهند اللذن انزويا على نفسهما .. و يتحدثان .. حرت كيف أقترب منهما و أسمع ما يقولانه .. نهضت من مكاني و اتجهت نحو جليل القريب منهما قليلاً و تظاهرت بأني أنسق له الكرسي بينما كنت أسترق السمع لهما و فهم جليل جيداً ما أفعله ..هنا سمعت سهيل يقول منفعلاً :
" رباه .. لازلت تفكر فيها ؟ "
تنهد مهند :" بصراحة نعم "
قال سهيل بغضب :" لماذا ؟ "
" لا أدري .. و لكنها بكل ما تفعله .. تجذبني أكثر فأكثر .. "
صاح سهيل :" أنت غبي .. لا تدعها تجرك نحو الهاوية باسلوبها الفريد في الحديث .."
زفر مهند ثم همس :" فلننصمت فحسام أمامنا "
--
في السيارة .. التفتت لمهند و مددت يدي له بمبلغ من المال قائلاً :" ثمن الثلاث العباءات .. ربما يكون أقل فسامحني "
رمقني مهند ثم قال :" ماذا تقول حسام ؟ أهلك هم أهلي بالتأكيد "
و هنا صمت لبرهة يفكر فيما قاله للتو .. ثم ابتسم :" أقصد .. لا داعي لهذا فنحن أخوان أليس كذلك حسام "
ابتسمت :" نعم .. و ليس هناك أخ مثلك .. أرجوك اعذرني على ما حصل في شركة الخياطة .. كانت ......"
ابتسم و قال :" لا داعي للاعتذار حسام .. و انس الأمر "
و منذ تلك اللحظة بدأت فكرة أن مهند شخص سيء تزول و تختفي .. فالتغييرات التي طرأت عليه ايجابية و كثيرة .. و صرت أتنبأ بزواج قريب يجمعه مع هيام .. و تنبأت بأن هذا الزواج سيدوم .. فمن سابع المستحيلات أن تعجب هيام بشخص ما .. لكنها تقريباً أُعجبت بمهند و هذا ما أكدته من خلال تصرفاتها ..
--
في اليوم التالي .. دخلت شركة الخياطة .. فوجئت بصابر شقيق مهند يخرج منها .. انتبابني قلق كبير.. فاتجهت مسرعاً نحو مكتب مهند .. جلست أمامه فرأيته منشغل بتصفح ألبوم صغير .. رفع رأسه لي و قال :" أين طعام الغداء "
انفعلت :" دع عنك الطعام الآن ..ماذا يفعل شقيقك صابر هنا .. ألم تقل لي .."
قاطعني مبتسماً :" صابر أتى ليريني صورة ابنه .. عمره ثلاث سنوات و لم أره مرة في حياتي .. أنظر كيف يشبهني "
و قرب لي الألبوم .. ألقيت نظرة على صورة الطفل ثم قلت :" نعم يشبهك .. لكن كيف أصبحت علاقتكما هكذا و فجأة ؟"
ابتسم :" لم أكن أقف ساكناً و بعيداً ؟.... لقد حاولت مرات و مرات أن أكسب وده .. و قد نجحت "
و أتمم :" لا تتوقع يا حسام أني مرتاح لحالي هذه ..أنا أريد العودة لأهلي مجدداً .و عن طريق صابر الذي اعترف أخيراً برابطة الأخوة التي تجمعنا "
و استدرك :" حسام .. سآتي لزيارتك يوماً ..و سأجلب معي ألبوم الأسرة القديم .. و الذي أعطاني إياه صابر "
ابتسمت :" أتمنى لك كل خير "
--
حضرنا حفل خطوبة سهيل بالآنسة سجى .. امتلئت صالة الرجال بالحاضرين و ضجت بفوضى العرس اللذيذة .. تأملنا سهيل السعيد .. بل و الغارق في السعادة ..الذي لفت انتباهي ضيق كمال الشديد و الذي لا يبدو عليه أنه فرح لزواج سهيل .. فجأة نهض و قائلا :"تزيدون جراح غيركم .. و تدعون أنكم تداوونه ؟ و تشهرون ما جرى له بين الناس ؟ كم أكره هذه النوعية من الناس "
نظرنا إليه مستغربين .. و قال مهند :" كمال أأنت في وعيك ؟ "
صرخ كمال فجمع إلينا الأنظار :" اخرس "
و لمعت عيناه بالدموع .. و احتقن وجهه .. أما نحن لم ندري ما الذي يجري .. همس و هو يرمق مهند :"أنت بالذات اخرس .. لن تشعران بمصيبتي .. ماذا أفعل بذلك العريس سهيل .. عندما أوشكت على النهوض من مأساتي يأتي و يلقيني طريحاً ..و أنت ..... و أنت يا مهند .. "
ثم عض على شفتيه :" لن تفهم شيئاً "
و غادر مسرعاً .. بقينا متسمرين .. ماذا جرى له .. قلت أنا :" مؤكد أنه يهذي "
و نظرت لجليل ثم لمهند الذي صمت لبرهة ثم أشار برأسه بالنفي و همس :
" كأني فهمت ما يقصد .. و لكن كيف علم بالأمر ؟"



" سأسعى دائماً لأذيقك الطعم اللاذع الذي أذقتني إياه "

==

تسمرت أنا مذهولاً.. قرصتني جمانة :" اصفعها .. افعل شيئاً .. كن رجلاً أمامها .. ما بك"

==

و مهند لازال مذهولاً يحملق بتلك الكلمة التي كتبتها هيام و هي ترمقه بتلك النظرات الحادة و الابتسامة الماكرة ترتسم على شفتيها

==

"هيام .. شقتي .. لا تفكري بدخولها .. و زوجتي لا تفكري بمحادثتها و أنا كلي ابتعدي عني .. و إن شعرت أنك فعلت أمراً مخجلاً آخر مع مهند أو غيره.. لسوف تكون نهايتك على يدي .. لسوف أُعلم والدي "

==

رفع رأسه و نظر لي طويلاً .. ثم نظر للبقية و هم يتقدمون .. و عاد ينظر لي بعينيه اللامعتين بضيق .. ثم همس :

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 08:31 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الثاني و الأربعون

كما وعدنا سهيل .. بأنه سيدعونا على غداء محترم في مطعم فخم بمناسبة زواجه .. اجتمعنا حول طاولة الطعام و طلبنا ما نود تناوله .. نظرت أنا لكمال الصامت فقال جليل بدعابة :" سهيل .. أول مرة في حياته يدعونا على وجبة غداء .. "
استنكر سهيل :" و هل تظنني بخيلاً .. "
ابتسم مهند :" سهيل بعد ارتباطه أصبح كريماً و لبقاً "
ضحكت :" و أصبح ناعماً "
و انفجرنا ضحكاً :" إلا هذه "
قطع ضحكنا صوت كمال الحزين :" سهيل أأنت سعيد ؟"
رفع سهيل رأسه و قال :" بالطبع بل غارق في السعادة "
نظر مهند لكمال و نكس رأسه فقال كمال بهمس :" سرقت بقايا سعادتي "
قطب سهيل حاجبيه و حاول جليل قول شيء لكني أشرت له أن يصمت .. فقال سهيل :" ماذا تخرف ؟ "
رمق مهند كمال الذي ضحك بسخرية و قال بحزن :" الآن أنا أخرف .. ؟ لم تسأل نفسك يا سهيل يا ترى ماذا فعلت بكمال .. لست تدري أنك فتقت جرحاً عميقاً .. أنت .. أنت لا تبالي بأحد "
نكس مهند رأسه و قال سهيل مستغرباً :" ماذا ؟ أي جرح و أي فتق .. مؤكد أنك جننت .. صرت تهذي "
نظر كمال لمهند و قال :" هاه مهند .. أأنت سعيد بمعرفة القصة كاملة .. لتنشرها أيضاً لشخص آخر "
نظر مهند له بعمق و نكس رأسه حرجاً .. و قال سهيل :" كمال هل جننت ؟ "
تنهد كمال و همس :" ببساطة تسحب مهند فور عودته من السفر و تستمتع بسرد قصتي له .. لم تبالي أنك تتحدث عن عرض و شرف .. لو وُضع أي شخص في مكاني..... لقتلك "
صُدم سهيل و لم يدري ما يقول .. و مهند منكس رأسه محرجاً و جليل ينظر لي .. ابتسم كمال و همس :
" سأسعى دائماً لأذيقك الطعم اللاذع الذي أذقتني إياه "
صُدمنا جميعا !!!!
--
وقفت متسمراً أراقبهما بجانبي جمانة .. خاطبتها :" راقبي فقط "
كنا في المكتبة ..لا أدري كيف جاءت هذه الصدفة مجدداً ليلتقي مهند و هيام ..من جديد .. هي تتفحص الألوان و تفكر بعمق .. و هو مع رحاب يتفقان مع الموظف أن يطبع لهم شعار الشركة على الملابس و يتفقان على السعر ..التفتت هيام لهما و هي تحمل علبة كبيرة لطلاء أحمر .. ابتسمت و هي ترمق مهند المشغول في مناقشة الموظف .. ثم نظرت لرحاب و اتسعت ابتسامتها الماكرة .. و رمقت الطلاء الأحمر .. ثم تقدمت و وقفت بجانب رحاب و وضعت الطلاء على الطاولة و التفتت يسرة و يمنة .. و ببطء فتحت العلبة و أبقت الغطاء فوقها .. و ابتسمت و هي تنظر لرحاب .. و مشت ناحية علب الطلاء و جاءت بعلبة أخرى و وضعتها بجانب العلبة الاولى و نظرت لمهند و هو يستمر في مناقشة رحاب .. و كما توقعت .. بدأت بدفع الطلاء الثاني ليدفع الطلاء الأحمر ناحية رحاب .. صحت أنا :" هيام !!!! "
لم تكن إلا لحظات ليندفع الطلاء الأحمر مسقطاً الغطاء و ينسكب الطلاء على عباءة الآنسة رحاب من أعلاها إلى أسفلها ..فتفجرت المكتبة من صرخات رحاب .. انحنى مهند لرفع العلبة قبل أن يؤذي الطلاء شيئاً آخر فانحنت هيام و رمقته ثم أخذت شيئاً من الطلاء و بدأت بالكتابة على البلاط باصبعها .. ركزت أكثر لأقرأ كلمة :
" أريدك "
تسمرت أنا مذهولاً.. قرصتني جمانة :" اصفعها .. افعل شيئاً .. كن رجلاً أمامها .. ما بك"
لم أكن أتخيل أن جرأة هيام ستصل لهذا الحد .. رحاب المسكينة مشغولة بعباءتها الحمراء .. و مهند لازال مذهولاً يحملق بتلك الكلمة التي كتبتها هيام و هي ترمقه بتلك النظرات الحادة و الابتسامة الماكرة ترتسم على شفتيها .. احمر وجهه و أصبح كلون الطلاء .. بالكاد رفع أنظاره و نظر لها طويلاً .. و نهض فنهضت هي و هي ترمقه بتلك النظرات.. و مدت له اصبعها الملطخة بالطلاء و همست :" منديل "
رمقها طويلاً ناسياً رحاب التي تناديه و تطلب مساعدته و أخرج من جيبه المنديل و قدمه لها .. فبدلال مسحت أصابعها به .. و رمت به على الأرض و بحذائها قامت بسحب المنديل ليمسح تلك الكلمة ..و أنا أشتعل غضباً..
و مرت فترة و هو ينكس رأسه صامتاً حرجاً تاركاً وراءه رحاب مع مجموعة من الفتيات يساعدونها على ازالة الطلاء من على عباءتها .. و هيام تبتعد و تقترب مني .. ثم تقف بجانبي مبتسمة .. فجأة نظرت لي تتفحص ملامحي إذ كنت رأيت ما فعلت أم لا .. رمقتها بحدة فانتفضت .. و حاولت أن تضع قناع الغرور مجدداً لكنها لم تستطع و كنت أخبئ لها الكثير..
--
فتحت باب الشقة و اتجهت نحو أحد المقاعد و رميت بجسدي عليه و تأملت هيام و هي تدخل مع جمانة .. رمقتها بحدة و قلت بتهكم :" شيء من الطلاء أصاب أظافرك الناعمة "
وقفت هي و رمقت ظفرها .. ثم نظرت لي .. فقلت :" لابد أنك مسحته بمنديل مهند "
نظرت لي بارتياب ثم حولت أنظارها لجمانة الخائفة من الحرب التي ستندلع الآن ..أشرت لهيام أن تقترب و تجلس أمامي ففعلت .. نظرت لها بعمق و همست :" كم أنت جريئة و قليلة حياء .. تفعلين ذلك أمامي .. لسوف تندمين "
رمقتني بحدة و استجمعت قواها و قالت :" حسام .. ليس لك دخل فيما أفعـ........ "
لم أدعها حتى تكمل حديثها حتى هويت بكفي على وجهها فصرخت .. و قبضت بأصابعي على شعرها و هي ترتجف خوفاً و خاطبتها :" هيام .. شقتي .. لا تفكري بدخولها .. و زوجتي لا تفكري بمحادثتها و أنا كلي ابتعدي عني .. و إن شعرت أنك فعلت أمراً مخجلاً آخر مع مهند أو غيره.. لسوف تكون نهايتك على يدي .. لسوف أُعلم والدي "
رمقتني بخوف و جمانة تقف بعيداً تمتم بالدعوات و الصلوات .. رمقت هيام بغضب و صرخت :
" سأخبر أمي .. لتمنعك من الخروج من المنزل "
عضت على شفتيها مستاءة .. و همست :" فلتترك شعري أرجوك "
--
في شقة مهند كنت مع سهيل نتحدث ..و مهند في غرفته ينسق بعض الأوراق .. هل أمر هيام يشغله لهذا الحد ؟ لدرجة أنه لم يحادثنا أبداً و اعتكف في غرفته ينسق أوراقه .. نهض سهيل ليتفحص التلفاز و رفع صوته مخاطباً مهند:
" مهند ألا تفكر أن تهديني هذا التلفاز ؟ تلفاز غرفتي قد تعطل .... "
و لم نجد إلا الصمت .. عاد سهيل يقول :" مهند .. ما رأيك ؟ .. أظنك في حالة ميسورة .. تستطيع شراء غيره و لا أظنك تتابع في التلفاز شيئاً سوى الأخبار .. يمكنك الاستغناء عنه بالجرائد .. ما رأيك ؟ "
و ظللنا ننتظر الرد .. خاطبني سهيل :" هل نام ؟ "
و اتجه نحو غرفته و طل عليه و همس يخاطبني :" حسام تعال أنظر "
نهضت و طللت أنا الآخر لأرى مهند يجلس أمام المكتبة و يسند رأسه على كفه و هو سارح .. قلت أنا بهدوء :
" مهند .. "
و لازال على وضعه .. فصرخ به سهيل :" مهند "
انتفض هو و التفت لنا مستغرباً و همس :" ماذا هناك ؟ "
رمقه سهيل طويلاً ثم قال :" سمكاً "
ضحك مهند و قال :" أتحدث بجد .. ماذا هناك ؟ "
اقترب منه سهيل و جلس على السرير و خاطبه :" ما بك ؟ "
رمقني مهند و همس :" لا شيء "
--
في الممشى .. لاحظت سرحان مهند الواضح .. كمال تقدم بجليل و معهم سهيل .. استدرت أنا لمهند الذي بالكاد يخطو خطوته .. اقتربت منه و قلت :" مهند .. ما بك ؟ "
رفع رأسه و نظر لي طويلاً .. ثم نظر للبقية و هم يتقدمون .. و عاد ينظر لي بعينيه اللامعتين بضيق .. ثم همس :
" حسام .. أنا مضطر .. .. "
و نكس رأسه ثم قال :" أنا محتاج لأن ....."
و رفع رأسه و نظر لي مرتبكاً و مشتتاً :" حسام .. إن بحت لك برغبتي بربك لا تقسو علي "
رمقته لبرهة ثم قلت :" ما بك مهند ؟ لست طبيعياً "
تنهد و مسح جبينه من حبات العرق و همس :" منذ زمن و أنا لست طبيعياً "
و رمقني لبرهة ثم همس :" أطلب يد أختك للزواج "
و لمعت عيناه ارتباكاً و خجلاً و همس :" فكر .. و أجبني متى أحببت .. "
و غادر ....



و الذي أخافني أكثر أنها شرطت عليه أن تعيش في منزل أهله !!

==

رمقها جليل بلهفة و قال بشجاعة لم أتوقعها منه :" آنسة حسناء .. تتزوجينني ؟ "

==

بدون سابق إنذار فتحت عيناها مصعوقة و صاحت :" ماذا ؟ "

==

"و كأنه قد كتب علي المرض و كتب علي عدم الزواج .."

==

"و فوق هذا و ذاك سيئة الأخلاق و حقودة و تميل للانتقام و فوق هذا أيضاً .............."



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 08:32 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الثالث و الأربعون

" صديقي مهند يطلب يدك للزواج "
لم تستطع أن تخفي ابتسامة النصر و النجاح و بمكابرة اصطنعت تقطيبة جبين و قالت :" من ؟؟ .. ذلك القصير ؟؟"
نظرت لها باحتقار و قلت :" نعم .. ألم تكوني ملهوفة لتدفعيه للزواج منك .. ؟"
خفضت من رأسها لتخفي ملامح الفرح الشديد و قالت :" موافقة على اجراء مقابلة "
--
و ككل مرة .. تُجرى المقابلة الأولى .. و المقابلة الثانية أيضاً للاتفاق على المهر و الشبكة .. مع لهفة أبي و أمي .. يترجان ربهما أن يتم كل شيء على خير .. هيام موافقة تقريباً ..مهند مرتبك قليلاً لأنهم مضطر أن يحكي كل تفاصيل حياته أو على الأقل النقاط المهمة .. مرضه .. خلافه مع أهله .. و غيره الكثير .. هيام لأول مرة تبدو متحمسة .. لتقدم أحدهم لها .. كانت تطيل الحديث مع جمانة و تطلب منها معلومات أكثر ..عن مهند..
ما يخيفني أنها تتعمد نعته بالقصير و كنت أكرر عليها أن هذا تقليل من شأنه حتى لو كان على سبيل المزاح لكنها لا تتوب و عندما أبدأ بشرح حالته المرضية تضجر و تقول أنها على دراية بموضوع المرض و لا داعي لتكراره ..و الذي أخافني أكثر أنها شرطت عليه أن تعيش في منزل أهله !! لأنها لا تتقن الطبخ و لا الكنس و لا الجلي و لا أي شيء .. فأجابها أنه سيدرس الموضوع أولاَ .. مهند لم يعد لأهله تماماً و لازال أخاه فياض يحقد عليه و أباه لازال يقسو عليه و ليست له علاقة بتاتاً بأخواته اللاتي يكاد ينسى أسماءهن .. فكيف سيكسن بينهم مع زوجته المدللة المغرورة هيام ؟!! .. هيام لا تبالي بالصعوبات التي يمر بها مهند حتى المالية .. في البداية طلبت طقم ألماس لولا أن أبي اعترض .. مهند مجرد مسؤول في شركة خياطة .. لكنها تظنه مسؤول على الشركة بأكملها .. أسمع أحاديثها مع جمانة بأنها تنوي أن تنسق أنفها قليلاً في لبنان و على حساب مهند .. و تنوي شراء فستان الزفاف من مصمم اجنبي مشهور .. لا أدري كيف أفهمها أن مهند ليس مليونير و أن الزواج ليس معناه التسوق و شراء أفخم الأشياء .. مهند خجله يمنعه من رفض أي طلب لها .. الشيء الذي أزعجني محاولات سهيل بثني مهند عن مواصلة مشوار الزواج هذا بحديثه حيث قال منفعلاً :" سوف تتزوجها يا مهند ؟.. لسوف تعاني الأمرين .. جريئة و مغرورة و لا يهمها أخاها الذي فعلت أمامه تلك الحركة السخيفة .. فوق هذا مطلقة مرتين و أكبر منك و تطالب بالعيش بين أهلك و لا تهتم للخلافات المريرة بينك و بينهم و لا تهتم بوضعك المالي المتواضع ..و فوق هذا و ذاك سيئة الأخلاق و حقودة و تميل للانتقام و فوق هذا أيضاً .............."
قاطعه مهند هامساً و هو ينظر لي بينما كنت أتظاهر بأني منشغل بالحاسوب .. ثم همس :" سهيل كفى .."
و قال حرجاً :" أنا قررت الزواج منها و لن أتراجع عن قراري أبداً .. غرورها ليس بالمشكلة العظمى و طلبها بالعيش مع أهلي أفضل طريق للعودة إليهم .. مطلقة مرتين ؟ لربما لم تجد من يفهمها و يصبر عليها .. كونها تعيش في عائلة ميسورة و أن تكون مدللة بينهم هذا ما يجعلها تطلب السفر للبنان و غيره ..ثم أني لم أصدق أنها ستتقبل موضوع المرض هذا .. أنت تعلم جيداً ماذا فعلت بي أسرة عبد القادر يوم تقدمت لخطبة ابنتهم و عرفوا عن مرضي .. تعجبوا كثيراً كيف تجرأت و تقدمت لخطبة ابنتهم و أنا مريض .. و فضحوا أمري في المنطقة بأسرها ..لازلت أذكر عبد القادر يكرر سؤاله علي بنظرات احتقار شديد و يقول كيف تقدمت لخطبة أخته و أنا مريض بهذا المرض و كأنه قد كتب علي المرض و كتب علي عدم الزواج .."
و قال متنهداً :" أنا بكل سلبياتي .. يجب أتقبل سلبياتها .. فليس هناك شخص كامل "
--
دارت دورة حول نفسها ضاحكة مستمتعة بالشعر الجديد .. صاحت بفرح :" واو .. كنت بحاجة لأن أجري تعديلاً على شعري و أنعمه و أصبغه هكذا "
نظرت لها لبرهة ثم قلت :" ألا ترين أن اللون البنفسجي ليس مناسباً ؟ "
ضحكت :" حسام أنك متخلف للغاية "
و قالت جمانة :" نعم شعرك رائع جداً .. "
قطبت حاجباي و صحت :" جمانة غضي بصرك أرجوك .. لربما أراك غداً بشعر أخضر "
ضحكنا و قالت هيام :" أنا أريد أن أجري عملية الأنف قبل الزواج .. و لا أريد من مهند أن يأتي معي .. أرجوك أوصل له هذا يا حسام "
--
سافرت هيام مع أخي جهاد و أخذت مني زوجتي جمانة ..و أخذوا خلود بما أن عطلتها المدرسية قد بدأت .. فبقيت وحيداً و مهند أيضاً وحيداً .. فمرة دخلنا أحد المطاعم و انهمكنا بتناول طعام العشاء .. قلت أنا :
" أنا معارض جداً جداً لسفر الزوجة دون الزوج .. "
ابتسم :" معك حق .. لكن حسام .. ماذا تود هيام أن تفعل هناك "
ضحكت :" ألم تخبرك .. عملية تجميل"
و أطلقت ضحكة عالية .. و ابتسم هو :" أعلم .. لكن ماذا بالضبط ؟"
ضحكت :" عملية تقصير .. لتصبح أقصر منك ""
ضحك هو فقلت أنا :" مهند هل كل شيء على ما يرام "
نظر لي و قال :" من أي ناحية ؟"
" أقصد أهلك .. هل ... ؟ "
قاطعني :" زرتهم و سلمت عليهم جميعاً .. صحيح أن فياض لازال حاقداً علي و أبي لا يبتسم لي .. و لم يسمحوا لي بالحديث مع أخواتي .. إلا التسليم فقط .. لكني أشعر أن الأمور ستتحسن ريثما تعود هيام .. و عندها سنجري الزفاف و أتوقع أن أهلي سيحظرونه جميعاً .. أما مسألة السكن معهم .. لازلت أمهد لهم الأمر .. الذي أدهشني الابتسامات التي ارتسمت على وجوههم يوم قلت لهم أني سأتزوج "
--
صرخ :" آنسة حسناء "
أغلقت الباب من خلفها مبتسمة و قالت بمرح :" ها قد عدت .. "
رمقها جليل بلهفة و قال بشجاعة لم أتوقعها منه :" آنسة حسناء .. تتزوجينني ؟ "
--
عندها خاض جليل مشوار الزواج الذي يخوضه مهند لكن جليل خاضه بشكل أسرع .. فقبل أن تعود هيام بيومين .. أقيم حفل زفاف جليل و حسناء .. حول الطاولة .. سهيل يستمر في مشاحنة زوجته في الهاتف ثم يغلقه في وجهها .. و يبقى يشتم و يلعن اللحظة التي تزوج فيها .. كمال صامت .. و أنا مع مهند نرمق جليل السعيد بفرح .. أخيراً تزوج جليل من حسناء ..
--
" ما رأيك ؟ "
تزيل الغطاء عن وجهها و تبتسم .. ابتسمت أنا :" يا للقبح .. أنفك أصبح كالقلم .. بربك كم دفعت لأجل هذا التخريف ؟ "
ابتسمت :" ليس من شأنك .. مهند هو من أعطاني المبلغ بارادته .. ثم أن هذا القلم الذي تسخر منه سيبهر الكثيرين "
" لو فعلت جمانة بأنفها هكذا لطلقتها "
قالت بسخرية :" أسكت .. زوجتك المصون لم تقاوم عمليات نفخ الشفتين و كادت أن تجن .. و صارت تلح علي برغبتها لكن حمد لله لم تكن تملك نقوداً .. و إلا طلقتها الآن "
تنهدت :" الحمد لله "
انتبهت هي قائلة :" علي أن أنبئ مهند بعودتي .."
قلت أنا :" المسكين كان كئيباً طوال غيابك .. بأي سحر سحرتيه؟"
ابتسمت :" بذكائي "
--
أخيراً أقيم حفل خطوبة مهند بهيام ... جليل لم يحظر لأنه مشغول للغاية بزوجته .. سهيل بالرغم أنه كان معارضاً لفكرة أن يتزوج مهند بأختي إلا أنه فرح للغاية .. كمال كالعادة صامت .. و مهند .. أي فرحة يشعر بها .. و أباه يقف بجانبه مبتسماً .. و لديه موعد بعد قليل بملكة الجمال هيام .. في صالة النساء ..

--
دخلت شركة الخياطة .. كلفني مهند بأن أضع أوراق معينة على مكتبه .. فاتجهت نحوه و فعلت ذلك .. حينها التفتت لي رحاب قائلة :" أين الأستاذ مهند .. ؟ لم يحظر اليوم و لا أمس "
ضحكت :" لم يخبرك ؟ الأخ تزوج .. "
بدون سابق إنذار فتحت عيناها مصعوقة و صاحت :" ماذا ؟ "
نظرت لها لبرهة فعدلت هي من نبرة صوتها بسرعة و اصطنعت ابتسامة قائلة :
" الأستاذ مهند تزوج .. ؟ متى و كيف و لماذا لم يخبرني "
ابتسمت :" تزوج من أختي هيام "
صرخت :" المغرورة ؟!! رباه !!!!!!! "

--
مرت الأيام .. حتى جاء اليوم الذي سمعت فيه هيام تخاطب مهند في الهاتف قائلة بحدة :" لن نقيم زفافنا إلا عندما تدبر موضوع السكن في منزل والدك .. لن نعيش في شقة أبداً "
تنهدت بعمق .. رباه



التي مستحيل أن تتصور أن من الممكن أن يكون أهل زوجها متربصين لها يسعون لتنفيذ الانتقام فيها ..

==

فخاطبني :" هذه ابنة عمي الغالية سوسن "

==

كنت مع أم مهند نرى هذه الحركة كل يوم تقريباً .. أتدرين ما يفعل ؟

==

زاد قلقي كثيراً .. ربي احفظك يا هيام من ذلك المتوحش فياض ..



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 08:34 AM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الرابع و الأربعون
و الأخير

مر كل شيء بسرعة .. بعد أربعة شهور .. دعونا نذهب ناحية أهل مهند .. يهمس لي مهند قلقاً و يقول أن هناك ثمة خطط و تدابير و مكائد تخطط له عائلته .. من خلف الأقنعة المصطنعة .. بينما هو يفرش الجناح الخاص به تحت مراقبة هيام .. التي تدخل المنزل و تخرج .. دون أن تقبل رأس حماتها و دون أن تبتسم لعمها أو أي أحد يعيش هناك ..الأمر الذي يقلق مهند .. و هو يلحظ تلك النظرات الثاقبة التي تلمع في عيون أهله.. هيام .. لا تهتم بأي شيء ..الذي زادني قلقاً فوق قلق .. صرخة من هيام موجهة نحو مهند :
" ثلاث ساعات سأقضيها في المشفى ..لأجل تخطيطك ؟ لست مضطرة أبداً "
نظر لها مهند بحزن ثم نظر لي و عاد ينظر لها قائلاً :" عليك الاعتياد على هذا الوضع .. أنا تقريباً كل اسبوع أذهب لأجري تخطيطاً .. "
تنهدت :" سأتعود .. لكن يا عزيزي .. سأنتظرك في المنزل .. ليس هناك داع لأنتظرك في المشفى "
تدخلت أنا :" هيام .. يجب أن تقفي معه في كل مشاكله "
قالت بحدة :" أقف معه ثلاث ساعات أجننت ؟ معه السائق .. أنا سأبقى في المنزل "
تنهد هو :" لا بأس .. "
--
أقيم حفل زواج مهند بهيام .. و بدآ العيش في منزل أهل مهند و منذ ذلك الوقت و أنا قلق على الاثنين .. خصوصاً أختي هيام المدللة و المغرورة و التي مستحيل أن تتصور أن من الممكن أن يكون أهل زوجها متربصين لها يسعون لتنفيذ الانتقام فيها .. هي لم تدرك جيداً قصة مهند مع أهله ..تظن أن الموضوع هو مجرد طرد أبا مهند له من المنزل .. هي لا تعلم أن فياض مختل عقلياً .. صرت أتصل بهما يومياً .. يصلني صوت هيام ناعساً :
" الساعة السابعة يا أخي .. و أنا سهرت البارحة .. بربك دعني أنام و دع عنك الظنون و المخاوف "
قلت بحدة :" هيام .. الآن الآن اذهبي لعمك و سلمي عليه و تحدثي معه بلطف و لا تنسي حماتك و لا تنسي البقية .."
تنهدت :" حاضر .. حاضر .. لكني سأتمم نومي "
صحت بها :" هيام لا تتساهلي بالموضوع .. و إياك و الاحتكاك بالمسمى فياض .. أين مهند "
زفرت :" نائم "
قلت منفعلاً :" هل تريدان من فياض أن يفجركما بقنبلة .. أيقضي زوجك بسرعة و اهبطا لتناول الفطور مع الأسرة كلها "
انزعجت :" صدعت رأسي يا حسام .. حاضر ، حاضر "
--
وصل بي القلق لدرجة أني نويت زيارة مهند لأرى الوضع هناك ..صحيح أنه لم يمر على زواجهما إلا أربعة أيام .. لكني كنت خائفاً على أختي و صديقي و يحق لي ..أخذت معي زوجتي و طفلتي ..و انطلقنا نحو منزل أهل مهند .. جلسنا في الصالة .. و ظللنا ننتظر هيام .. مهند سعيد للغاية و ذلك باد على ملامحه .. هنا هبطت هيام بدون حجاب و خاطبتنا قائلة :" اجلسوا في غرفة الجلوس .. لنأخذ راحتنا "
رمقها مهند مقطباً حاجباه مستغرباً .. فغطت شعرها بشال كان على كتفيها و قالت متنهدة :" هيا "
انتقلنا كما رغبت هي ..و جاءت هي و جلست بجانب مهند الذي انقلب من الفرح إلى الغضب .. فنظرت هي إليه لبرهة .. خاطبتها أنا :" هيام .. ما هي أحوالك هنا "
نظرت مجدداً لمهند ثم قالت :" أشعر أني الوحيدة التي أعيش هنا .. أبا مهند سافر .. ربما هروباً من رؤيتي .. أم مهند لا تخرج من غرفتها أبداً ..زوجة أبيه دائماً مع الجيران .. و إن عادت و لا تخرج من المطبخ .. أخوات مهند يعشن في منزل عمهن و سوف يعدن مع عودة أباهن أما أخوته الشباب .. لم أراهم منذ أن تزوجنا .. و عندما أسأل مهند عنهم يقول أنه لا يعلم بامرهم .. الشيء الأكبر .. مهند في عطلته يخرج مع تلك المدعوة رحاب زعماً بأنه يساعدها على عملها المتراكم "
نظرت لمهند الذي ينظر لها من طرف عين .. أشعر به سينفجر غضباً ..ثم اصطنع ابتسامة قائلاً :" سوف أترككم لوحدكم "
--
" كيف حالك يا ابن العم ؟ "
رمقها كمال بسعادة لا توصف و صاح :" سوسن ؟ لا أصدق عيناي "
ابتسمت هي بخجل و قالت :" أنا أعمل هنا في المشفى منذ اسبوع .. ماذا عنك ؟"
ضحك :" أنا لازلت بائعاً .. "
و اشار لي :" هذا صديقي حسام ..أفضل شخص على هذه الكرة الأرضية "
ضحكت بسعادة :" لا تبالغ "
فخاطبني :" هذه ابنة عمي الغالية سوسن "
و عاد يخاطبها :" مستحيل أن أنقطع عنكم مجدداً .. "
ضحكت هي :" إذاً .. لماذا لا تزورني هنا في الأيام المقبلة .. أظن أن المشفى قريب جداً من أحد محلاتك "
قال بفرح :" بالتأكيد سأزورك .. أتساءل هل تغيرت في حبك للمشاحنات ؟ "
ضحكت :" اطمئن .. لم أتغير "
ابتسم بسعادة تغمره ....و كنت غارقاً في أفكاري و أنا أرمق تلك الفتاة سوسن .. كأني ألمح شيئاً قادماً من بعيد ..ماشياً على قدميه .. أنه الحب على الأرجح ..
--
جاءني هذا الحديث كالصاعقة .. سمعته بالصدفة .. أو .. لكي لا أكذب عليكم فأني سمعته بالتجسس كالعادة .. سمعته من هيام و هي تهمس به في اذن جمانة :" ذلك المسمى فياض يحاول ايذاء مهند أو ايذائي بأي شكل من الأشكال و يستغل سفر أبيه ليمارس علينا أفعاله المخيفة .. لا تعلمين ..يتسلل إلى غرفتنا أثناء غفوة مهند و كنت مع أم مهند نرى هذه الحركة كل يوم تقريباً .. أتدرين ما يفعل ؟ يحاول أن يصيب زوجي بصدمة عصبية .. أنه يذهب ليفزعه من نومه .. و لم يتركني أنا بحالي .. دائماً يتسلل ببطء إلي و يفزعني بصرخة مدوية تجمع العائلة بأكملها "
قطبت جمانة حاجبيها :" و ماذا تفعلان ؟ "
تنهدت :" مهند يلزم الصمت أما أنا فلا أستطيع .. كنت أشكو تصرفاته لأمه أي زوجة أبي مهند الثانية ..فما كان منها أن تقول بكل بساطة أنه يمازحنا كوننا ضيفان في هذا المنزل .. و كانت تصر بوقاحة أننا ضيفان و سنخرج قريباً و هناك شيء آخر .. أخت مهند تحاول أن تشوه صورته أمامي .. تقول أنه كان يشرب الخمرة و كان يدخن .. بالتأكيد أنها تكذب .. "
نكست جمانة رأسها ثم قالت :" أي شيء عائلي يحدث لا تتدخلي أنت فيه و إن تحدثوا عن مهند بسوء قولي لهم أنك تعرفين ذلك و أنك مقتنعة به و بسلبياته "
زاد قلقي كثيراً .. ربي احفظك يا هيام من ذلك المتوحش فياض ..
[--
تعودت على التجسس على أحاديث هيام مع جمانة .. فأقلق أكثر فأكثر .. حتى أردت أن ألم بالأمر و أذهب لزيارة مهند في منزله فأحدثه عن هذا الموضوع الذي أقلقني أنه قال :" لن نتقابل في المنزل لأن أخي فياض هنا "
شعرت بحجم الخطر لكني أصررت على الحضور بوجود بفياض .. في غرفة الجلوس مهند يقفل الباب و هو يقول لي :
" أرأيت كيف يتربصني .. قلت لك لا يجب أن نتقابل في المنزل بوجود فياض "
نظرت لمهند طويلاً ثم قلت :" ألهذه الدرجة .. أنا صرت أخشى على أختي "
تنهد مهند :" لا .. أختك لن يمسها أي سوء .. هي تضخم الأمور و حسب "
" لكنها تقول أنه يتسلل لافزاعكما و .. "
قاطعني :" الموضوع ليس هكذا .. هذه الحركة هو يفعلها مع الجميع و حتى لو كنت أنا أكثر شخص يفعلها معي .. فأنه لا يفزع هيام إلا نادراً .. الموضوع أنه لا يعلم حدوده تجاه هيام و أنها فتاة غريبة عنه لا يحق له الاقتراب منه لهذا الحد و فعل هذه الحركات معها .. أنا صرت أتحير كثيراً .. كيف أفهمه هذا ..و حتى جناحنا صار يجول فيه دون استئذان .."
قلت قلقاً :" إذا كان الموضوع هكذا ماذا ستفعل "
تنهد ثم ابتسم :" هذا شيء لا يستحق قلقك يا حسام بالتأكيد سأجد طريقة للتفاهم معه "
نظرت له لبرهة ثم قلت بحدة :" مهند ما قصتك مع رحاب ؟ هل انتبهت لتوك أنها تستحق اهتمامك و بعد أن تزوجت ؟ "
نظر لي بصدمة :" حتى أنت يا حسام ؟؟ مجرد أني أساعدها في ............."
" لا يجب عليك تبرير هذا لي .. برر هذا لهيام التي صارت تتوقع أن رحاب قريباً ستكون ضرة لها "
--
سافر مهند و هيام لاحد البلدان .. .و مرت الأيام .. حتى اتصل بي مهند و قال :
" أختك عائدة الآن "
" و أنت ؟ "
" أنا سأبقى .. "
" كيف ذلك ؟"
" أختك عائدة بعد أن طلقتها "
..
شعرت بالأسى كثيراً .. فانتظرتها فجاءت بوجه شاحب .. خاطبتها بهمس :" لماذا ؟ "
نكست رأسها بحزن و قالت :" هو شاء ذلك "
و رفعت رأسها بعينين مغرورقتين بالدموع و قالت :" كله بسبب أخاه فياض "
----
بعد ثلاث سنوات من هذا .. و قرب شاطئ البحر .. أرى كمال يسير بجانب زوجته سوسن التي تحمل طفلاً سميناً ..يلتفت لي كمال و يضحك فأبتسم له .. أدرت رأسي ناحية مهند و زوجته رحاب المنشغلان بالشواء بينما كان طفليهما يحومان حولهما بفرح .. لوحت لمهند فضحك فرحاً .. ابتسمت .. و أدرت رأسي للخلف حيث كان سهيل يوبخ زوجته سجى ثم يأخذ طفلته من يديها بغضب و يستدير فأنفجر أنا ضحكاً.. و مجدداً أدير رأسي فأرى جليل و زوجته حسناء مع ابنهما يجلسون حول الطاولة و يتناولون طعامهم .. التفتت لي جليل فضحكت له ..
نكست رأسي قبل أن أنظر لكتلة الكآبة التي تقبع هناك .. نظرت لها .. وسط أمي و أبي و أخي تجلس و مثلي تراقب هؤلاء الأربعة بحزن .. ثم تنكس رأسها .. حاولت الهروب من كابوس العنوسة لكنها هربت إلى كابوس أشد رعباً .. مطلقة ثلاث مرات .. يا ترى أي حزن يعتريها في هذا الوقت ؟؟ ..
" حسام .. أراك سعيداً "
التفتتُ لها .. جمانة .. ضحكت :" مم .. لا شيء "
و عدت أراقب عينيها و ابتسمت بود قائلاً :" بصراحة .. أنا محظوظ بك يا زوجتي العزيزة "
ابتسمت هي بخجل فحولت أنظاري لابنتي خلود .. فعلاً الحب لا يأتيك سيراً على الأقدام .. بالتأكيد عليك أنت من تسعى إليه سيراً على الأقدام ..

تمت
24 – 8 – 2008
الساعة 6:55 مساءاً



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب لا يأتي سيراً على الأقدام, الحب لا يأتي سيراً على الأقدام للكاتبه براءة, القسم العام للروايات, الكاتبه براءة, شبكة ليلاس الثقافية
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:45 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية