لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-08, 08:26 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

في مدة أسبوع اتخذت دالاس قرارا مرده اساسا الى أن جين لم تعد تخبرها الحقيقة. وفي احدى الأمسيات قبعت دالاس التي كانت تتظاهر بالنوم في سريرها ساعات بعد عودة جين التي بدت متعبة وناحلة على أثر السهر والنهوض باكرا. وبدت دالاس في حال من القلق المستمر وتمنت من قلبها لو أن باريس ستافروس يجد لنفسه صديقة أخرى في المستقبل القريب.

وبما أنها لا تتوقع أي مساعدة مفيدة أو نصيحة من تشارلز فقد رأت أن الوسيلة الوحيدة لخلاص أختها هو أن تحاول الاتصال بوالد الفتى الكسندر ستافروس. وبدا أملا غير مجد فالكسندر كان يقيم في اليونان ولا تدري كيف تتصل به , وهي حتى لو استطاعت الاتصال به لما أهتم لما يحدث لشقيقتها مادام باريس سعيدا. الا اذا ردعه الخوف من فضيحة. ربما كان رجلا ذا قلب , ربما كان في استطاعتها أن تقنعه بفعل شئ ايجابي . شعرت دالاس باليأس فقد كانت تتمسك بأوهام وهي تعلم ذلك.

وذات صباح وكأن القدر كان يمد لها يد المساعدة , فقد قرأت في الجريدة وهي في طريقها الى عملها أن الكسندر ستافروس وصل الى انجلترا ليرى أبنه ويجري محادثات تجارية مع رجال الأعمال البريطانيين.

وقادتها كلمة عابرة عن الموضوع لجين في ذلك المساء الى تيار حقيقي من المعلومات عنه , حصلت عليها دون شك من باريس. وما هي الا أيام معدودة حتى علمت دالاس أنه كان يقيم في فندق ( دورشستر) وسيبقى هناك قرابة اسبوعين.

قررت دالاس الا تخبر تشارلز بقرارها واتصلت بفندق ( دورشستر) صباح اليوم التالي فأبلغتها موظفة الاستقبال أن السيد ستافروس ليس في الفندق لكنها تستطيع التحدث مع أحد أمناء سره اذا شائت ذلك.
- أحد أمناء سره ! هتفت دالاس مندهشة ثم قالت في صعوبة :
- متى سيعود السيد ستافروس؟
أجابت موظفة الاستقبال :
- الحقيقة , لا أدري أعذريني ولكن من المتحدث؟
قالت دالاس في ارتباك :
- أنا...أنا...لن يعرفني .
- اقترح عليك التحدث مع أحد أمناء سره. ان السيد ستافروس لا يتلقى المكالمات الهاتفية مباشرة. أنا متأكدة ان في امكانه مساعدتك .
ترددت دالاس لبرهة ثم قالت :
- ولكن هذه قضية شخصية. أليس هناك من سبيل كي أتحدث معه مباشرة؟
- اعذريني , علي أن اجيب على اتصالات هاتفية آخرى .
قالت موظفة الاستقبال متجنبة اجابة مباشرة .

واقفلت دالاس الخط مضطرة وخرجت من كشك الهاتف منزعجة.كان وقت الاستراحة الصباحية في المدرسة. وهكذا لم يكن أمامها سوى الاتصال ثانية في صباح اليوم التالي .

وفي اليوم التالي لم تستطع دالاس التركيز في عملها واجلت اجراء المكالمة الهاتفية طوال النهار وكرهت اضطرارها لوضع نفسها في مثل هذا الموقف المحرج. ماذا سيقول الكسندر ستافروس عنها اذا ما استطاعت مقابلته , أو ماذا يجب أن تقول له؟ أنه بالفعل أمر غير مقنع أن يهتم رجل في مقامه بنكرة مثلها...يا الهي كيف ستتولى الأمر..؟

عادت الى المنزل بعد العمل وحضرت وجبة العشاء ثم انتظرت الى أن تلبس جين ثيابها وتخرج لمقابلة باريس قبل أن تفكر جديا في الاتصال ثانية بالفندق. ولمتكن معتادة على مثل هذا المأزق. ففكرة مطالبته بمنع ابنه من ملاقاة جين بدت ساذجة وطفولية هذه اللحظة.

كانت متأكدة من أن اعصابها لن تحملها على تنفيذ الأمر , ايا كانت عواقب ذلك على جين. سيبدو الأمر مؤذيا وهي كالاخت القبيحة التي تحاول منع سندريللا من الذهاب الى الحفل. سخرت من هذ التصورات وهي تغسل الاطباق. كان سهلا ان تنفذ خطتها ساعة كانت لا تزال متحمسة لمقابلة الكسندر ستافروس أما الان فقد وهنت همتها وبدت الفكرة مستبعدة .

بعد ان انهت من غسل الاطباق ووضعتها مكانها على الرف واتجهت نحو الردهة. فتحت احد لادراج لتسحب منديلا فوقع شئ آخر على السجادة فانحنت والتقطته. كان سوارا لم يسبق لدالاس أن رأت مثله بدا وكأنه من الذهب الخالص مرصعا بحجارة كريمة حمراء وزرقاء كالجواهر والياقوت. وبسرعة اعادته دالاس الى الدرج وكأنه احرق أصابعها. لم تشك في مصدره, لابد أن باريس ستافروس اعطاه لجين , لكن لماذا؟

تبددت أي شكوك عندها في صحة قيامها بالمهمة التي ازمعت القيام بها. لم يكن لديها خيار الا أن تحاول القيام بشئ قبل فوات الأوان.

ارتدت سروالا أزرق وسترة رياضية قرمزية تخص جين. ضحكت عندما فكرت بأن تشارلز سينزعج لرؤيتها هكذا فهو يكره هذا النوع من اللباس ويفضل أن ترتدي دالاس ملابس انيقة مع قليل من التبرج. انسدل شعرها على كتفيها وعوض أن ترفعه مرة أخرى سرحته وفردته على كتفيها ووضعت قليلا من أحمر الشفاه ثم هرولت الى خارج المبنى. كان كشك التلفون يبعد قليلا عن المنزل فشعرت دالاس بحيوية مطلقة تغمرها وهي تسير نحو الهاتف.

كان الكشك مشغولا فانتظرت خارجا وهي تقفز لتمنع البرد القارس من التغلغل الى داخل ثيابها. وما هي الا هنيه حتى خرج الرجل من الكشك فانسلت اليه شاكرة.

اتصلت دالاس بفندق (دورشستر) وكان المجيب هذه المرة رجلا. ولكن عندما طلبت التحدث الى السيد ستافروس كانت اجوبة الرجل تشبه اجوبة المرأة. فقررت التكلم مع أمين سره السيد كارانتينوس لتخرج من هذه الحلقة المفرغة. وحولها الموظف الى جناحه.

في البدء كانت الخادمة على الطرف الآخر من الخط ثم سمعت لكنة ستيفانوس كارانتينوس فبادرته دالاس وهي تعض شفتها :
- مساء الخير, هل استطيع التحدث مع السيد ستافروس؟ انها قضية شخصية .
- السيد ستافروس يبدل ثيابه لارتباطه هذا المساء. بالتأكيد يمكنني مساعدتك. تقولين انها قضية شخصية ما هي طبيعة هذه القضية؟ كان مهذبا لكن حازما.
تنهدت دالاس :
- الأمر يتعلق ببارس ابن السيد ستافروس. انه يصادق أختي جين في الوقت الحاضر .
- هكذا؟ هذا ما تودين التحدث مع السيد ستافروس في شأنه؟
- نعم. أنا...أنا أريد الأمر أن ينتهي .
أدركت إنها صدمت الرجل ولكن في شكل مرح حيث انه انفجر ضاحك ا, وشعرت بغضب عارم فقالت صارخة بعنف :
- ليس الأمر مضحكا .
ثم سمعت أصواتا أخرى اوحت اليها أن شخصا آخر انضم الى المتكلم يسأله ما عسى أن تكون النكته. وسمعت مزيا من الضحك ثم صوتا آخر عميقا وجذابا يكاد يخلو من لكنة اجنبية :
- الكسندر ستافروس يتحدث, من المتكلم؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 08:44 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت لهجته ساخرة الا أن دالاس ارتاحت الى حد لم تأبه معه لسخريته لعلمها انها تتكلم أخيرا مع ستافروس بنفسه. قالت :
اسمي دالاس كولنز يا سيد ستافروس . يصعب علي الامر ولكن أختي جين تعمل في شركتك في مكتب لندن وهي هائمة حاليا بأبنك باريس...أريد منك اذا سمحت أن تستخدم نفوذك كي تضع حدا لهذه العلاقة قبل أن يحصل سوء.
- يحصل سوء؟ لمن؟
- لجين طبعا .
- فعلا؟
ساد الصمت برهة ثم تابع :
- يبدو لي يا آنسة كولينز انك تتدخلين في أمر لا يعنيك فعلا .
- لا يعنيني؟ جين عمرها 17 عاما فقط . والدانا متوفيان وأنا مسؤلة عنها شرعا .
- عمر باريس 18 عاما يا آنسة كولينز .
- اعلم ذلك. أنظر يا سيد ستافروس أنا اعلم أن ما سأقوله قد يبدو سخيفا ولكن اذا عرفت ملابسات القضية. . . واختنق صوتها.
- هدئي من روعك يا آنسه كولينز. الأمور ليست سيئة بقدر ما تبدو .
استطاعت أن تدرك الأن من لهجته انه لم يكن يهزل فقال :
- أنا لا أشعر بالرضى اذا الحق باريس الاذى بأختك آنسة كولينز. انه فتى ذكي وليس غبيا!
وبدا السيد ستافروس كأنه يفكر لبضع لحظات ثم قال :
- أنا لا أحب أن أبحث بشؤني الخاصة على الهاتف. لدي أرتباط بموعد عشاء ولكني سألغيه. أقترح أن تحضري هنا لمقابلتي يا آنسة كولينز , كي نستطيع مناقشة القضية في صورة أوضح .
- أوه, ولكن. . . بلعت دالاس ريقها بصعوبة واكملت :
- أنا...أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك .
ولم لا؟ ليس هذا باللقاء السري. سيكون أمين سري ستيفانوس موجودا. مهما كان رأيك بولدي أستطيع أن اؤكد لك اني لست مهتما بك شخصيا .

كانت لهجته متعجرفة جازمة وشعرت دالاس برغبة في اقفال الخط وتمنت لو تنسى انها اتصلت به. لكنها لم تكن لتستطيع فعل ذلك. فقالت بانزعاج :
- حسنا يا سيد ستافروس. لكني لا أستطيع التفكير بأي شئ آخر أقوله .
- سأتوقع حضورك خلال 15 دقيقة؟ هل هذا غير كاف؟
- سأ...سأحاول جهدي .

وأقفلت الخط وخرجت من الكشك وهي متجهمة. ما الذي اقحمت نفسها فيه الآن؟

أوصلها الباص الى قرب الفندق واقتربت من مدخله وهي تشعر بالامتعاض وتمنت لو كان لديها الوقت الكافي لتذهب الى المنزل وتبدل ملابسها قبل هذا اللقاء , لكن ارادة ستافروس المتصلبة لم تفسح لها المجال في عمل أي شئ آخر على رغم ادراكها الشديد لعدم لياقة سروالها وسترتها كلباس امسية في الحي الغربي من لندن. في أي حال , لم تكن لديها الرغبة في التأثير على الرجل. واذا لم يمل اليها فقد يتمنى أن تنتهي العلاقة بين ابنه وأختها بسرعة أكثر.

اقتربت من طاولة الاستقبال في حذر شاعرة بالعيون المستفسرة الشاخصة اليها , ومتوقعة في أي لحظة أن يوقفها صوت ما لكن شئ من هذا لم يحدث , وبدا جليا أن موظف الاستقبال احيط علما بقدومها لأنه عاملها باحترام , وطلب منها بتهذيب أن تنتظر ريثما يتصل بجناح السيد ستافروس.

مرت دقائق قليلة خالتها دالاس دهرا , اقترب منها رجل نحيل ضامر البنية اشيب الشعر ذو مظهر طيب وطبيعة حسنه. نهضت دالاس بسرعة. هل هذا الكسندر ستافروس؟ على الأقل يبدو متفهما ولو أن مظهره لم يطابق الانطباع الذي كونته عنه بعد سماعها ذلك الصوت المتعالي عل الهاتف.
الا أن توقعاتها انهارت بعد سماعها الرجل الذي قال :
- مساء الخير يا آنسة كولينز. اسمي ستيفانوس كارانتينوس. أن امين السيد ستافروس .
تنهدت دالاس وقالت :
- أنا دالاس كولينز. كيف الحال؟
وأمسك بيدها قائلا :
- تعالي. السيد ستافروس بانتظارك .

نقلهما مصعد إلى الطبقات العلوية من الفندق. نظر ستيفانوس كارنتينوس باستغراب الى دالاس وخاطبها وهو يستند الى حائط المصعد :
- اخبريني يا آنسة كولينز , هل أختك مثلك؟
هزت دالاس كتفيها :
...حسنا...بعض الشئ .

وضع ستيفانوس كارنتينوس يديه في جيب سرواله وقال بعفوية وكأنهما يتحدثان عن الطقس :
- باريس يحسن الاختيار .

واحمرت دالاس مرتبكة. توقف المصعد واستقام ستيفانوس بقامته وأشار اليها أن تسبقه عبر الممر المغطاة ارضه بالسجاد. كانت كتلة من الأعصاب ولم تكن تعرف ما ستواجه.

عبرا أبوابا بيضاء ودخلا الى جناح ستافروس , حدقت دالاس في السجادة ذات اللون الكريمي داخل باب الجناح وشعرت أنها خارج ذاتها بصورة يائسة. اغلق ستيفانوس كارنتينوس الباب وعبر المسافة التي تؤدي الى درجتين تفصلان بقية الردهة الكبيرة عن المدخل .

تفحصت دالاس المكان بذهول. لم يسبق لها حتى عندما كانت مع أبيها أن رأت مثل ذلك الترف , كراسي بيضاء جلدية وبرادي قرمزية , خشب منقوش باتقان ومقاعد تكسوها السجادات. وقفت في سيروالها وسترتها المتواضعين وكأنها في حضرة أمير.

ومما زاد هذه الصورة رسوخا نهوض امرأة بكسل من أحد المقاعد وهي تنظر الى دالاس في استهزاء وبانت اظافرها باللون الأحمر مختلفة عن حامل السيكارة الاسود الذي كانت تستعمله.
أ
خذت دالاس بها اذ انها الشخص الوحيد الاخر الذي كان يشغل الغرفة , وتساءلت من تكون هذه المرأة...شعرها الاسود الداكن معقود على قمة رأسها , والثوب الحريري الأبيض الذي كانت ترتديه تهادى على جسمها ليزيد من روعتها. رأت دالاس انها جميلة ولكن كان هناك أمر منفر في عينيها الواسعتين وفمها الصغير الجميل المطلي بالاحمر أيضا.

استدار استيفانوس كارنتينوس قبل أن يصعد الدرجتين وقال :
- ادخلي يا آنسة كولينز واجلسي .
وأشار إلى كرسي. فسارت دالاس لى الأمام ببطء وجلست.
- لن يتأخر السيد ستافروس في المجئ. هل ترغبين في شرب شئ؟
هزت دالاس رأسها بالنفي :
- لا أعتقد. شكرا .
- آه, اشربي شئ ما , سأحضر لك شرابا بنفسي , شرابا لذيذا اؤكد لك هذا .

وافتر ثغر دالاس عن شبه ابتسامة محاولة أن تبدو طبيعية بينما استمرت المرأة الاخرى في النظر اليها مبتسمة ثم قالت :
- يستطيع ستيفانوس أن يكون مقنعا جدا , لكنه ليس مهذبا دائما. لم يقدمني اليك فدعيني افعل هذا بنفسي. أنا اتين سياميترو .
وأومأت دالاس بتحية بسيطة بينما أحضر ستيفانوس كأسا من الشراب وقدمه لها. ثم قال :
- اتين لا تحتاج الى تعريف فلا مخافة عليها من أن تترك وجودها مغمورا .
كانت لهجته خفيفة ولكن هازئة وتسائلت دالاس عن السبب. دهشت عندما وجدت الشراب لذيذا وهو خليط من الليمون والحامض وشئ آخر لم تستطع معرفته. بعث الشراب في جسمها الدفء فشربته شاكرة.

وينما هي تتناول سيكارة من علبة قدمها اليها ستيفانوس فتح أحد الأبواب في الجناح ونظرت بعصبية لتشاهد رجلا يدخل الغرفة. والتقت نظراتهما لحظة وجيزة ثم اشاحت دالاس بوجهها بعيدا محاولة التركيز على اشعال سيكارتها. لكن انطباعا عن كل شئ عنه تكون لديها في تلك اللحظة القصيرة وعجبت عندما شعرت فجأة باحساس قوي من الخوف. لم يكن ابدا كما تصورت , اذ اختلطت فكرتها عنه بصور غير واضحة عن رجال اعمال ناجحين, بدينين ويغزو رأسهم الصلع , ملامحهم عدائية لا تنم عن أي احساس.

لم يكن الكسندر ستافروس أحدا من هؤلاء الاشخاص. كان طويلا ونحيلا , عريض المنكبين , كامل الأناقة, شديد السمرة , أسود الشعر والعينين. ومع أن دالاس علمت من انه لا بد أن يكون تجاوز الأربعين من العمر ولكن لم يبدو ذلك من مظهره. واستطاعت أن تتخيل كيف يمكن أن يجذب النساء كالمغناطيس ذلك انه بالاضافة الى صفاته الجسدية كان ثريا , وتسائلت ما اذا كانت زوجته تلاقي صعوبة في الاحتفاض باهتمامه عندما تشعر بكل تلك المنافسة حولها.

كان من الصعب هضم ردة فعلها وشعرت بضعف موقفها ومركزها الى حد عظيم , ولم تستطع الا أن تتساءل عن علاقته بأتين سياميترو وفي ما اذا كان رجلا مثله يهتم بالتزامات ابنه الأخلاقية.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 08:58 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقبل أن يتفوه بكلمة تناول علبة بلاتين رقيقة من جيبه واخرج سيكارا ووضعه بين أسنانه واشعله. ثم سار يتأني عبر الغرفة الى حيث كانت تجلس دالاس التي شعرت كأنما ركبتاها ستبدآن بطرق الواحدة الأخرى. كانت عيناه تتفحصانها فشعرت بالانكماش.

نهضت أتين سياميترو مرة أخرى ولكنها احست بالحيوية ثانية لحظة دخول الكسندر ستافروس. وبصوت جهوري مدلع قالت شيئا ما باليونانية , أو هكذا اعتقدت دالاس , ونظرت الى عيني الكسندر ستافرس .
هز الكسندر رأسه فجأة وأجاب بسخرية :
- تحدثي بالانجليزية يا أتين. زائرتنا لا تستطيع أن تفهمك .
- لكني أستطيع فهم اليونانية جيدا وأنت تستطيع ذلك أيضا, ولهذا لن يكون هناك مزيد من الكلام عن ارتباطنا هذا المساء. هه؟
ونظر إلى دالاس بإمعان قبل أن يتابع :
- اعتقدت أني ذكرت بأنه يجب أن ترحلي , لم لا تزالين هنا؟
ارتجفت دالاس , وفكرت انه لو تكلم معها هكذا وبذل الصوت البارد الكريه تقريبا لكانت اختفت من مكانها. أما أتين فقد تنهدت وقالت :
- أنت متوحش يا حبيبي .
ونظرت إلى دالاس في عطف وقالت :
- هدئي من روعك يا آنسة كولينز. انك تتعاملين مع قساوة تامة...في حالات, وفي حالات آخرى يمكن أن يكون...جذابا .
وضحكت وعبرت إلى المدخل حيث تناولت فراء بنيا ورمته على كتفيها من دون مبالاة وقالت :
- الوداع يا حبيبي , سأراك عما قريب .
وكان خروجها ثم اغلاقها الباب في عنف سببا في ضحكة خفيفة صدرت من ستيفانوس كارانتينوس.

شربت دالاس شرابها متجنبة النظر الى عيني الكسندر ستافروس الذي جلس قبالتها فاردا رجليه. وقال وهو يحدق فيها :
- والآن, هل أنت الآنسة كولينز؟
ونظرت دالاس إليه قائلة :
- نعم... أنا دالاس كولينز .
وهز الكسندر ستافروس رأسه ثم حول نظره صوب ستيفانوس قائلا :
- ناولني شرابا, تعرف أي نوع .
نهض ستيفانوس من قرب الشباك وعبر نحو خزانة الشراب التي شغلت زاوية الغرفة.
- وما هو اعتراضك على علاقة أختك بولدي؟ سألها الكسندر ستافروس وهو يدخن سيكاره .

فأطفأت دالاس سيكارتها في منفضدة قريبة واستمهلت نفسها في الاجابة. الآن وقد اثير الحديث وجدت نفسها فاقدة الأسباب!
- أنا...حسنا...جين طفلة يسهل التأثير عليها...واهتمام باريس بها يهدم كل مزايا طفولتها. اصبحت جشعة وغير قنوعة .
- أوه لا تبالغي , لا تستطيعين وضع اللوم في ذلك على ابني!
- أنا ألومه .
وعادت إليها ثقتها عندما اطمأنت الى سلوكه هذا فقالت :
- كانت جين مقتنعة بأن تحيا نوع الحياة التي عاشتها دائما الى أن بدأت تقابل ابنك. وبالطبع فهو يعيش ضمن بيئة مختلفة عنها , حيث الفتيات يمتلكن ثيابا أكثر , وهن أكثر غنى , ويستطعن أن يفعلن ما يردن ولا يعملن طوال النهار مثل جين .
هز الكسندر كتفيه العريضين قائلا :
- بالتأكيد يمكن لأختك أن ترى كل هذه الأمور بنفسها .
- إن جين تعتبر علاقتها باريس جدية...هي تؤمن حقا أن الناس يمكن أن يتلاقوا اذا أحب بعضهم بعضا ولو اختلفت مستوياتهم المعيشية!
- افهم منك أن لا تنظرين الى الأمور بالمنظار نفسه .
كانت لهجة ستافروس ساخرة فتخضبت وجنتا دالاس وقالت :
- هل تؤمن أنت بهذه النظرة؟
نهض ستافروس قبل أن يجيب, ثم استطرد متجاهلا سؤالها :
- أخبريني يا آنسة كولينز , هل احببت قبلا؟
- أنا...بالطبع!
- إذا ليست القضية مسألة غيرة فيما يختص بأختك .
- غيره؟!!
وانتفضت دالاس منتصبة :
- كيف تجرؤ؟
ناول ستيفانوس الكسندر ستافروس كأسه وبايماءة من سيده غادر الغرفة.

سارت دالاس نحو الدرج وعيناها على كأسها النصف فارغة ثم قالت ببرودة محتمية وراء غضبها :
- يبدو أنني اضيع وقتي , ودعا يا سيد ستافروس .
- انتظري!
شرب ستافروس نصف كأسه واستدار بعيدا ثم قال :
- كانت مجرد فكرة, لم اضع فيها أي ايمان, في أي حال هل طلبت من أختك عدم رؤية باريس؟
- طبعا
- وهي ترفض؟
- نعم
هز ستافروس رأسه وقال :
- ماذا تتوقعين مني أن أفعل؟
- حسنا أنك والده ولابد أن سيطرتك عليه مطلقة .
- ليس بالضرورة , على الرغم من اني أتحكم بدخله , ومن دون دخله يصبح باريس أقل...لنقل أقل...فاعلية
وابتسم في تهكم وقال :
- إنها حتما تجربة جديدة لي أن أتعرف الى شخص لا يقيم للمال وزنا. معظم معارفي يقدرون الأشياء بسعرها. وهذا ينطبق على البشر مثلما ينطبق على الأشياء أيضا. ويمكنني القول أن شخصا أقل استقامة منك كان وجد فرصة للاستفادة ماديا من مثل هذا الوضع .
جمدت دالاس ثم قالت :
- كما تقول أنا لست من ذلك النوع
سار ستافروس ببطء نحو النافذة ونظر الى اسفل حيث اضواء مدينة لندن. ثم قال :
- لا تشعري بالاهانة في مثل هذه السرعة يا آنسة كولينز
قال باقتضاب واستأنف حديثه :
- لست الذي أوجد هذا الوضع بل أنت . واسند نفسه الى النافذة وتابع حديثه :
- اخبريني عنك , ماذا تفعلين؟
احمرت وجنتا دالاس ثانيةوقالت :
- ليس مهما ما أفعل
- كلا , ولكني مهتم
تنهدت دالاس وقالت :
- أنا معلمة
- هل الأمر كذلك؟
استعاد تعبيره مظهر المرح وقال :
- لا تبدين كأي معلمة أعرفها
- المظاهر خداعة
قالت دالاس ذلك بعد لحظات فرد عليها :
- نعم , اوافقك في ذلك. وهل هذا هوكل طموحك؟ اعني أن تكوني معلمة

استهجنت دالاس هذا الاستجواب لكنها لم تجد طريق لتجنبه, هذا اذا أرادت أن يستخدم الكسندر ستافروس تأثيره لمصلحتها. كانت متأكدة من انه شعر بذلك أيضا وبأنه كان يسلي نفسه فقط برؤية مدى استعدادها للاستمرار في الاجابة عن اسئلته. وقالت :
- بالطبع أريد أن أتزوج وأن تكون لي عائلة
- هكذا؟ وهل هناك رجل ضمن مشروعك سبق لك التعرف اليه وهو الذي سيؤمن تحقيق هذه الأمور؟
كان التهكم واضحا في صوته وقال متابعا :
- شخص من محيطك الصغير بالطبع
- هذه هي الحقيقة بالفعل . ردت دالاس ببرود ثم قالت :
- أنا مخطوبة لأتزوج
- حسنا , ماذا ستفعل أختك عندما تتزوجين؟
- ستعيش معي وتشارلز بالطبع
- وهل تريد ذلك؟
وبدت دالاس منهكة ولكنها قالت :
- إذا أرادت أم لا ليس بالأمر المهم. نستطيع أن نؤمن لها منزلا وطمأنينة وهذا كل ما تحتاج اليه
ضجت الغرفة بصوت قهقهة ثم هتف بجدية :
- يا عزيزتي الآنسة كولينز , لا يمكن أن تكوني جادة فيما تقولين! هل تؤمنين باخلاص انه مادام هناك قوت وماء ومكان يأوي المرء اليه تسير الحياة في مجرها الطبيعي؟
- كلا...اعني. . .
وطأطأت دالاس رأسها قائلة :
- انك تسئ فهمي قصدي كانت جين سعيدة تماما قبل أن تلتقي باريس. وما أن يغيب أثره حتى تعود سعيدة
- آنسة كولينز , ان سذاجتك أكثر من أن تصدق! هناك أناس يعيشون حياة ملؤها السعادة ولكنهم لا يتقيدون فيها بأي من قوانينك الصغيرة التافهة , وبمجرد استعدادك لقبول ما هو اقل من الاكتفاء الكامل يجب الا يجعلك تتوقعين أن يكون كل شخص مثلك .

وأطفأ سيكاره بعصبية وشعرت دالاس نفسها تهوي الى الحضيض لأنها اذا كانت قد اغضبته فعلا فقد تبخرت للتو كل آمالها في أن يساعدها.

صعدت الدرج واتجهت نحو الباب ببطء ثم توقفت واستدارت لتنظر الى الخلف. كان الكسندر ستافروس يقف في انزعاج وسط الغرفة وهو ينظر اليها بعينين جاحظتين. شعرت دالاس شعورا غريبا في احشائها وهي تنظر اليه , وجدت نفسها تسائل نفسها ثانيةعن زوجته. ولأول مرة في حياتها وجدت نفسها في وضع لا تستطيع السيطرة عليه. كانت قد ظنت نفسها راشدة ومدركة دائما وحتما ليس ذلك النوع من النساء اللاتي ينجذبن الى رجل بهذه الطريقة, ولكن الكسندر ستافروس لم يكن يستطيع شيئا حيال جاذبيته وشعرت أن عدم رؤيته ثانية سيكون أفضل شئ. ربما كانت علاقة جين بباريس من النوع نفسه ولأن باريس أظهر اهتماما مباشرا بجين فلم يكون في وسع اختها الا أن تشعر بالزهو.

- إذن أنت ذاهبة يا آنسة كولينز. لقد...تمتعت بحديثنا الصغير. كان حديثا شيقا صدقيني .

لم تجب دالاس. لم يبدو أن هناك المزيد للقول. ففتحت الباب وخرجت وشعرت بالكآبة تملأ كيانها حالما أغلقته.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 09:04 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثاني

الصدمة المروعة


في عطلة نهاية الأسبوع ذهلت دالاس عندما اكتشفت أن جين لا ترى باريس. وظنت أن مقابلتها لألكسندر استافروس كان لها تأثير على القضية كلها , ولم تستطع تصديق انه فاتح باريس بالأمر. ولكن من الواضح ان جين لم تعلم بما فعلت وكانت ممتنة لهذا الأمر.
منتديات ليلاس
جاء تشارلز بعد ظهر يوم السبت ليأخذها الى مايدن هيد لتمضية بقية النهار هناك واقترحت دالاس في اندفاع أن تأتي جين معهما. لكن جين لم ترغب في ذلك , واعتذرت بتهذيب مفضلة البقاء في المنزل وغسل شعرها.

كانت السيدة جينينغز تنتظرهما بفارغ الصبر , واضطرت دالاس لتمضية بعد الظهر تتحدث معها بينما خرج تشارلز ليعمل في الحديقة. لم تكن السيدة العجوز تتكلم بكثرة وهكذا كان على دالاس أن تأخذ المبادرة معظم الوقت. وكان واضحا أن تشارلز لم يستطع الاحتفاظ لنفسه بما قالته دالاس عن رغبتها في أن يكون لهما بيت مستقل , فقد كان أول أمر تحدثت عنه السيدة جينينغز :
- تشارلز اخبرني بأنه يفكر في تحويل هذا المنزل الى شقتين
شعرت دالاس بوجنتيها تلتهبان فقالت :
- آه, انه يفكر في الأمر؟
- أنت تعلمين انه يفكر في ذلك. كان هذا اقتراحك أليس كذلك؟ "
- لا ليس تماما , فكرت أنه ينبغي أن يكون لدينا بيت خاص بنا
ردت السيدة جينينغز :
- سخف وهراء ، ثم تابعت قائلة :
- أنا وتشارلز نتفق تماما ولا أحب أن يأتي أي شخص الى المنزل و. . .
قاطعتها دالاس قائلة :
- لكني سأكون في المنزل وتشارلز سيكون زوجي...اعتقد أنه يجب أن يكون لي رأي في الموضوع
بدا الانزعاج على السيدة جينينغز ثم قالت :
- كل هذه أفكار مستحدثة! عندما كنت فتاة صغيرة كان يسعدني أن اجد سقفا أستظل به. بيت كبير كهذا, يا للخسارة!
- أعلم , أعلم , لكني بالطبع سأشتري الحاجيات التي نستعملها , أثاث المنزل , البرادي , أنه منزلنا!
صاحت السيدة جينينغز :
- انك فتاة غير شاكرة. اعتقد أن أختك الطائشة هي التي تضع الأفكار في رأسك!
- دعينا نترك جين خارج الموضوع ، قالتها دالاس بحدة.
- ولماذا؟ انها في صلب الموضوع , أليس كذلك؟ وهي تلهو مع ابن ستافروس...حسنا, لا تظن انها تستطيع التصرف على هذا النحو عندما تأتي لتسكن هنا .

ان تجد دالاس علة ما في جين كان أمرا مختلفا أما أن تنهال عليها الأنتقادات من انسان يكاد يكون غريبا عنها كالسيدة جنينينغز فهذا أمر مختلف , وشعرت دالاس بدمها يفور بسبب تعليقات السيدة. قالت :
- اشك في ما اذا كانت جين ترغب في السكن هنا ، ثم تابعت دالاس وهي تتحكم بمزاجها بصعوبة :
- في أي حال الزواج لن يتم قبل اربعة اشهر وهناك وقت كافي لمزيد من البحث في وقت لاحق

تأففت السيدة جنينيغز الا أنها اضطر لتغيير الموضوع عندما رفضت دالاس الخوض في المزيد. لكن دالاس شعرت بموجة متزايده من الاستياء.

في الأسبوع التالي كادت دالاس أن تسأل جين مرات عدة عن سبب عدم رؤيتها باريس, لكنها ادركت أنها لا تستطيع فعل ذلك. كان عليها الأنتظار الى أن تصبح جين مستعدة لتخبرها بنفسها , قل خروج جين كثيرا والمرةالوحيدة التي خرجت فيها ذهبت الى السنما مع صديقة لها وعادت بعد العاشرة بقليل كما كان متوقعا.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 09:15 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

دالاس لم تستطع أن تصدق أن الأمر سيكون بمثل هذه السهولة. كانت جين متصلبة كثيرا قبلا كي تتخلى عن باريس من دون شجار ولم يبدو باريس مما سمعته عنه ذلك النوع من الفتيان الذي يخاف التهديد وحتى لو كان من والده. كانت قلقة على جين من ناحية آخرى أيضا , لم تبدو حالة شقيقتها الصحية جيدة وشهيتها تكاد تكون مفقودة , ولأول وهلة عزت دالاس الأمر الى فراقها الاضراري عن باريس, لكنها بدأت تتساءل بعد فترة اذا كان هذا كل ما في الأمر.

بدت جين متعبة جدا في الصباح وكأنما فقدت الحيوية التي كانت تتمتع بها. قلقت دالاس ولم تستطع أن تخبئ مشاعرها تماما عن تشارلزعندما جاء لزيارتها و الذي قال لها موبخا :
- آه يا دالاس ماذا تريدين؟ منذ أسبوعين كنت قلقة لأنها كانت تخرج مع باريس ستافروس والآن أنت قلقة لأنها لا تفعل! انك غير معقولة!
- أعلم , أعلم... أنه مجرد...أوه يا تشارلز, لدي شعور سيئ, الأمور ليست في البساطة التي تريدني أن أراها فيها .
- هراء...عادت الطفلة الى ذاتها هذا كل شئ, كان لكلامك معها اثره الفعال. ولابد أن أعترف بأني فؤجئت في البداية , لكني استطيع أن أتقبل الأمر الآن , لم لا تستطيعين أنت؟
احمرت دالاس , لم تخبر أحدا بزيارتها لألكسندر ستافروس ولا حتى تشارلز. فقد تخوفت أن يغضب بسبب تدخلها فقالت :
- لا ألم , ربما لأن الامر يبدو ابعد من الحقيقة .

في عطلة الأسبوع التالية , استيقظت دالاس باكرا صباح الأحد على صوت دقات عالية على باب الشقة. وانسلت من سريرها , وانتبهت أن سرير جين كان شاغرا. فقد كان الأمر مستغربا. لم تعتد جين أن تنهض قبلها أبدا أيام الآحاد.

لبست رداء منزليا سميكا أزرق اللون وسرحت خصلات شعرها المتساقطة الى الوراء ثم عبرت الممر نحو باب الشقة محاولة تذكر أحداث ليلة الأمس...

كانت قد ذهبت الى مايدن هيد مع تشارلز كالعادة وعندما عادت الى المنزل كانت جين في فراشها كما حدث الأسبوع السابق. لم تفكر بالأمر واحترمت صمت جين ظنا منها أنها نائمة. اذن أين هي الآن؟ هل نهضت باكرا وخرجت ونسيت أن تأخذ مفاتيحها؟

فتحت الباب ونظرت الى الرجل الذي كان واقفا على العتبة. كان طويلا أسمر البشرة مثل الكسندر ستافروس, هكذا خيل اليها رغما عنها لكن الشبه انتهى الى هذا الحد. كان الرجل ملتحيا ذا شاربين اسودين, يوناني المظهر, يلبس معطفا من الفراء السميك, وبدا عريض المنكبين مفتول العضلات. ارتعشت دالاس رغما عنها وقالت :
- نعم...ماذا تريد؟
- أنت الآنسة دالاس كولينز؟
- ...نعم
- حسنا. هلا ترتدين ثيابك وتأتين معي من فضلك. السيد ستافروس يريد أن يراك , الكسندر ستافروس
بلعت دالاس ريقها بصعوبة :
- أنا...لا أفهم. لماذا يريد السيد ستافروس أن يراني؟
- هو سيخبرك بالامر. سأنتظرك حتى ترتدي ثيابك
- مهلك يا.... أريد أن اعلم ماذا يجري
ابتسم الرجل شبه ابتسامة صغيرة وقال :
- ظن السيد ستافروس أنك قد تقولين ذلك. حسن جدا. أنا مايرون سارافانوس, أمين سر السيد
ستافروس. أنه يرغب في التحدث اليك في ما يختص أختك وباريس...لقد هربا معا ليلة أمس
- ماذا؟!
أنتاب دالاس الخوف. فأكمل الرجل :
- الم تفتقدي أختك؟
- كلا. في الأقل لم افتقدها الا...الآن. رأيت أنها لم تكن في سريرها .
شعرت دالاس بنفسها تكاد تبكي فجأة وقالت متأثرة :
- أوه , أرجوك أدخل. يجب أن أرتدي ثيابي. هل يعلم السيد ستافروس الى أين ذهبا؟
- سيفسر لك كل شئ , لا تضطربي سيتم العثور عليهما وسيجلبان الى المنزل. أنه أمر سئ ولكن ليس صعبا

اغلقت دالاس الباب بعد أن دخل الشقة ثم هرعت الى غرفة النوم لأرتداء ملابسها. لم تتوقف لتفكر ماذا تلبس , ووجدت نفسها ترتدي لباس الجوخ الاخضر الذي ارتدته الليلة السابقة ومعطفا من جلد الخروف. ثم نظرت الى الرجل قائلة :
- أنا جاهزة , هلا نذهب

كانت تنتظرهما سيارة حمراء طويلة فخمة وسائقها , الا أن دالاس لم تكن في حال تسمح لها أن ترى ما حولها.

كان الكسندر ستافروس ينتظر في جناح الفندق. وبدا قلقا وفظا وهو يتمشى في الغرفة مرتديا بنطلونا أزرق اللون غامقا وقميصا مطرزة زرقاء. توقف عند دخولهما وقال :
- مخاوفك لها ما يبررها يا آنسة كولينز

هزت دالاس رأسها غير واثقة من قدرتها على الكلام. ومن دون أن يسألها اذا كانت ترغب في شراب أم لا. وضع بين يديها المرتجفتين كأسا قائلا :
اشربي هذا. سيعيد اليك ثقتك بنفسك ويعيد...صوت

تناولت دالاس الكوب وقبلت سيكارة, واستوت في مقعد وثير. وسألت بعد أن ارتوت قليلا :
- الى...الى أين ذهبا؟
- لست متأكدا
قال هازا كتفيه ثم تابع :
- حسب معرفتي لباريس , اشك في ما اذا كان يعلم الى أين سيتوجه
- ولكن...اعني...الا تعتقد انهما في طريقها الى اسكوتلندا؟
- الى اسكوتلاندا؟
حدق فيها ثم قال :
- آه, نعم نعنين غريتنا غوين, أليس كذلك؟ أستطيع أن ابوح لك بشكي في ما اذا كان ابني يفكر في الزواج
امتقع وجه دالاس وانتفض هو قائلا :
- آه, حقا يا آنسة كولينز, لا تغبي عن الوعي. حتما حتى أنت لا يمكن أن تكوني تقليدية التفكير الى درجة تعتقدين معها أن كل اثنين يهربان معا يذهبان الى غريتنا غوين!
- كلا , ولكن كيف يمكنك أن تكون متأكدا الى هذا الحد؟
- كان لي حديث قصير مع ابني عن الفتيات الانجليزيات. واخبرني باريس حينها انه لا ينوي التورط مع أي فتاة بشكل جدي هنا. فهو يدرك مسؤولياته تماما تجاهي واتجاه خطيبته في ليكسانروس .
- خطيبته؟!
رددت دالاس بصوت خافت فتابع الكسندر حديثه :
- اخاف أن يكون الأمر كذلك. لقد رتب أمر زواجه منذ سنوات , وخطيبته هي أبنة أحد أعز أصدقائي. يا آنسة كولينز اننا لا نزال محافظين بعض الشئ في اليونان ونجد أن مثل هذه الزيجات تنجح الى درجة عظيمة .
هزت دلاس رأسها وقالت بهدوء :
-جين لا تعلم شئ عن خطيبته ، ومهما كان تفكيرك فهي تؤمن فعلا أن باريس يحبها
-انها مولعة بثرائه يا الهي لم أدرك أنه يوجد في العالم مخلوقات مثلها حتى يومنا هذا
ثم حضر لنفسه شرابا واستدار نحوها وتابع :
-أنت فعلا فريدة من نوعك يا آنسة كولينز
احست دالاس بحرارة في وجنتيها. كان يهزأ بها ولم تجب.

بدا واضحا أنه مل من تعذيبها, فقد سار نحو مايرون سارافانوس الذي كان يدخن سيكارة بهدوء قرب النافذة, ودار بين الأثنين حديث قصير باليونانية ثم غادر مايرون سارافانوس الغرفة ورفع الكسندر ستافروس سماعة الهاتف. لم تراقب دالاس ما يجري حولها. فكرت انه ربما كان يجب عليها الاتصال بتشارلز الا أنها أدركت انه سينزعج اذا ايقظته في الساعة السابعة صباحا, لذا قررت عدم الاتصال.

مر الوقت. كانت مدركة أن التحريات جارية في محاولة للعثور على مكان المفقودين, وظهر ستيفانوس كارانتينوس وامضى بعض الوقت يتحدث الى الكسندر ستافروس.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, خيط الرماد, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, the legend of lexandros, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية