لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-08, 03:41 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63902
المشاركات: 1,376
الجنس أنثى
معدل التقييم: ميثان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ميثان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ميثان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



في ذلك اليوم وفي حوالي الساعة الرابعة صباحا ً ,ناديت عبداللطيف من وراء الحائط وطلبت منه

ان يتحرى اذا كانت امي حية ام ميتة

من وراء الحائط اجابني بهلع :

نبضات قلبها ضعيفة للغاية .

هرعت الى الباب المصفح وتعلقت بالشباك الحديدي ورحت اصيح واصرخ :

أغيثوني ,أمي على وشك ان تموت ونحن على شفير الانهيار .

بح صوتي من كثرة الصياح ,ولم يجاوبني احد .كنت اسمع صدى كلماتي التي كانت تردد في

العتمة ,شعرت بالمذلة والمهانة وانا اتوسل اليهم واناشدهم ان يهبوا الى انقاذ امي

هددتهم أن ان افجر قارورة الغاز الصغيرة ,لتحولنا جميعا الى اشلاء مالم يتحركوا .بفزع شديد

دخلوا الى زنزانتها ولكنهم خرجوا دون ان يعتنوا بها

شرحت لعبداللطيف كيف يضمد جراحها بخرقة من احد الشراشف ,كانت امي تتنفس لكنها

فقدت الكثير من دمها ولكنها في الاخير نجت


((ليلة السكاكين الطويلة ))

كما اسميناها كانت من افضع مامر بنا خلال الاربع عشرة سنه .

أصبح كل شئ ممكنا .قتل الاخ او الاخت ,الانتحار ,تفجير السجن بقارورة الغاز التي كانت لدينا

كل منا يريد ان يكون البادئ بالخطوة .


أجرينا سحب بالقرعة وفازت سكينة ,تمددت على سريرها واخذت وضعية مريحة وشرعت في

جرح معصمها بقطعة حديد من علبة السردين وصنارة الصوف

اخترقت اللحم وانا انشج وكأن هذا جرحي ,نجحت في ان اثقب لها شريانا ً ,كانت سكينة تبتلع

الالم وما لبثت أن غابت عن الوعي .

تبادلنا النظرات انا وماريا وميمي ,اعتقدنا انها ماتت

كانت عيوننا مليئة بالدموع لم تشأ ان تتساقط بالرغم من يأسنا كنا سعداء من أجلها لانها لن

تتألم بعد اليوم .


عادت سكينة الى وعيها بعد ربع ساعة .القت بنفسها على صدري وأخذت تتهمني وتقول :

لاتريدين ان تقتليني أليس كذلك ؟؟ لاتريدنني أن أموت ؟؟

-بلى صدقيني ,اريدك ؟أن تموتي ...سكينمة صدقيني حاولت كل مافي وسعي

فشل الامر ....انظري الى كمية الدم التي فقدتها .....انها الحقيقة .صدقيني .

بعد ان تناقشنا فيما بيننا لفترة وجيزة ,فيما اذا كان ينبغي تضميد جرحها ام لا ,تغلب علينا

النعاس وقعنا فوق الاسرة ولم ندر اذا ما كنا نياما او كان مغمى علينا


هذه المحاولات الفاشلة للانتحار ,انطبعت في نفوسنا الى الابد .الاقتراب من الموت لم يكن مختلفا عنه .

 
 

 

عرض البوم صور ميثان   رد مع اقتباس
قديم 27-07-08, 03:46 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63902
المشاركات: 1,376
الجنس أنثى
معدل التقييم: ميثان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ميثان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ميثان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


في صباح اليوم التالي ,سمعت خطوات الحراس وهم في طريقهم الى زنزانة رؤوف . . . .ثم تعالت

الصيحات المذعورة

من تحت الباب المصفح تابعت تحركاتهم المضطربة باتجاة زنزانته


ليلة امس(( ليلة السكاكين الطويلة )) قطع رؤوف هو ايضا شرايينه .كاد ينجح .. . . .

اعتقدوه ميتا ً.

انتظرنا طوال النهار . . . . دون ان يتكرموا علينا باي خبر .


وفي المساء ألقوا جسده في الباحة التي يلفها البرد القارس .حيث تركوه مسجى بدون علاج

أربعة ايام كاملة .


كان رؤوف في غيبوبة .


شيئا فشيئا ً أخذ رؤوف يستعيد وعية في الليلة الرابعة ورغم ان جسده واهن الا ان ذهنه حاضراً

وسمع القائد يتحدث الى بورو قائلا ً:

- هذا الوضع يحول حياتي الى جحيم لايطاق . أشعر بالخزي والعار عندما أنظر الى

هؤلاء الاطفال المساكين .شبح هذه الجريمة التي نقترفها يطاردني وينقص عيشي

- لااستطيع أن أساهم في قتل الاطفال لم بامكاني المضي أكثر في هذه المهزلة ,

ماذا يريدون ؟؟

أجابة بورو :
- أنت لم تدرك بعد مع انه واضح سيموتون جميعا وسيدفنون هنا وحتى يأتي اجلهم ,

ما علينا الا الانتظار . هذه هي الاوامر .


كان لوقع كلامهم أثر الصدمة الكهربائية على أخي وبقدرة قادر أستجمع قوته وعاد الى زنزانته

مغلقا وراءه الباب



راح الليل بطولة ينزع البلاط ويوسع الثغرة الموجودة في الحائط الذي يفصل بينه وبين الممر

وعملت حليمة وعاشورا الامر عينه وهكذا تمكنت من الاتصال معه حيث كان يفصل بيننا جدار

تمدد من جهته على الارض كما فعلت انا من جهتي لم يكن بامكاننا رؤية بعضنا لكننا نجحنا بالتلامس

بعد أن دفع كل منا يده داخل الفتحة باتجاه الاخر

كان يقبض على يدي أكثر مما يلامسها .

كنت مغمضة العينين ,كنت استمع الى صوته وحاولت أستعيد صورته انه طبق الاصل عن ابي

كان يائساً لدرجة لاينفع معها أي طفيف أمل صادر الحرس الراديو عندما فتشوا زنزانته ,انقطعت

صلتنا نهائيا ً مع العالم


قال وهو ينشج بالبكاء :
- كيكا سنموت هنا ,هذا مايريدونه لقد سمعتهم قالوا انهم سيجهزون علينا ومن سيموت

اولا ً سيتم دفنه في باحة السجن


قضيت ساعات طويلة وانا احاول ان اهدي من روعة وابعث الطمانينة الى نفسه

- لن ندعهم ينفذون مخططاتهم . . . سترى اننا سنقاوم . . .


بقينا في هذه الوضعية ,اليد باليد حتى الصباح .كانت عيناي مطفأتين . . . لكن لوعتي كانت متوقدة .




ساهمت ليلة السكاكين الطوياة بالاضافة الى كلام بورو في تغيير وجهة سيرنا

لن نكون مستسلمين بعد اليوم ولن ندعهم يعبثون اكثر بحياتنا .عادت أرواحنا الى التوثب والامل

والتحدي والمقاومة . .



مشروع الهرب بات متبلورا ً . لاينقصنا الا البدء بتنفيذه .. . . .






قراءة شيقة . . . .

 
 

 

عرض البوم صور ميثان   رد مع اقتباس
قديم 09-08-08, 02:32 AM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63902
المشاركات: 1,376
الجنس أنثى
معدل التقييم: ميثان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ميثان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ميثان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





النفق


منذ ((ليلة السكاكين الطويلة )) ترسخت لدينا قناعة وفكرة الهروب وعرفنا انه لا خيار امامنا انهم

يراهنون على سقوطنا

وتلاشينا لكن لا والف لا لن نسمح لهم ان ينالوا منا بعد اليوم .


بعد الاف المناقشات (التي تمت طبعاً من الثقوب التي في الجدران ) قررنا ان نحفر نفقاً في

الزنزانة المعتمة المحاذية لنا

حيث هذه الزنزانة تفضي الى حقل بور حيث لم نسمع يوما ً أي صوت يصدر منه او ضجة او حياة

ومن المؤكد ان السجانين كانوا قد ضغطوا على مالكه لكي يهجره .




أمي ورؤوف مهندسا الفريق هما اللذان وضعا تصميما للمشروع الذي تم تنفيذه في الزنزانة المظلمة

حلل رؤوف التراب الذي ارسلته له وشرح لي كيف يمكننا ان نتعرف على طبقات الارض

الصلصال يعني أنني وصلت الى الأساسات , وعندها يجب متابعة الحفر بشكل عمودي .

كان يغلي من حنقه لأنه لايشاركنا بنفسه ,كان يروح ويجي في زنزانته مثل الوحش الهائج في قفصه .



في 27 يناير 1987

في ذلك اليوم قررنا أن نبدأ ما اعتزمنا به نزعنا الاسمنت ورفعنا البلاطات وذلك كان بملعقة ومقبض

وسكين وغطاء علبة سردين .

عندما اقول نحن فانا اقصد انا وماريا وسكينة أما ميمي فكانت ضعيفة ولكنها فعالة فيما يتعلق

الأمر بتنظيف الأرضية من أثار الركام

قمنا كذلك بتوسيع الثقرات التي أحدثتها الجرذان في الجدران والتي عمل الحرس على سدها

بالاسمنت وأعدنا فتحها مجدداً

حيث كنا نرطبه بالماء كي لايشتد ويقسو .

في اليوم الذي نجحنا فيه اخيراً من نزع البلاطات المطلوبة وبشكل صحيح انتقلنا الى الخطوة التالية

وهي حفر ثغرة تصل الى مستوى الأساسات

في اليوم الأول من الحفر واجهني حجر بضخامة الصخرة كان من المستحيل متابعة الحفر ونقلت

هذا الخبر السيئ

الى رؤوف فقال لي بلهجة آمرة :

- اعملي على اقتلاعه

- ولكن اين سأضعه؟؟

- تدبري أمرك . تريدين الهرب ام لا ؟؟


في زنزانة أمي وعبد اللطيف علية مرتفعة عن الأرض يتم الوصول اليها عبر سلم خشبي كانت تضع

فيها أمي حاجياتها

ولكن بعد ليلة السكاكين الطويلة قام الحراس بنزع السلم وسدوا الفتحة .

بعد ان خرج الحراس , سارعت أمي ببعد نظرها , الى رفع عبداللطيف فوق كتفها ويعيد انتزاع

إحدى اللبنات بسرعة قبل أن يجف طينها ويصبح من المستحيل تحريكها من مكانها .

ايضا ً كنا قد حفرنا حفرة ضخمة تحت سريري بين زنزانتنا وزنزانة والدتي .

صنعت أمي من سراويلنا البالية مساند مستطيلة مختلفة الأحجام كنا نملأها بالتراب الذي الذي

كنا نخرجه

والاحجار التي كانت تعترضنا ونحن نحفر النفق فكانت تحزمها أمي في هذه المساند ومن ثم

تحمل عبداللطيف على اكتافها كي يرميها في العلية والبعض منها نعيده الى النفق .


كنا نعمل كفريق وبشكل آلي



كنت في الحفرة املأ صفيحة زيت قديمة تزن خمسة ليترات بالتراب ثم أشد الحبل فتنتبه أخواتي

في الأعلى أن رفع الصفيحة قد حان فيرمين الفائض من التراب داخل الزنزانة ثم يخلطنه بالماء

ويعجننه وكانه خبز بمساعدة حليمة وعاشورا اللتان تتسللان الى زنزانتنا من كوة قد شقت في

الجدار الفاصل بيننا وكان عبداللطيف يتسلل بدوره من الكوة التي كنا قد حفرناها بين زنزانته هو

وامي وزنزانتنا كي يشاركنا ايضا في تنفيذ المشروع




بعد ليالي من الحفر بلغنا الأساسات فتبدل لون التراب من الأحمر الى الرمادي حينها شرعنا نحفر

بشكل أفقي حسب نصائح رؤوف .


حيث كنا نتواصل معه عن طريق الكوة فنسرد له تباعا ما انجزنا





كنا نحفر انا واخواتي الى الساعة الرابعة فجرا ً بعدها نتوقف عن العمل ونحاول إعادة الأمور الى

حالها فنغفل النفق ونسد الكوات بين زنزاناتنا


خلال النهار كنت أتابع قصة سرد مشروعنا كنا لانأكل شيئا ً تقريبا ً وننام ساعات قليلة ونعيش

على اعصابنا .........



قراءة شيقة . . . . . .





 
 

 

عرض البوم صور ميثان   رد مع اقتباس
قديم 13-08-08, 02:12 AM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63902
المشاركات: 1,376
الجنس أنثى
معدل التقييم: ميثان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ميثان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ميثان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



الهروب





يوم الاحد 19 ابريل 1987

اليوم التالي لاغلاقنا النفق ,كنت افترش أرض الزنزانة معرضة وجهي لأشعة الشمس الربيعية

كنا نشعر بالرضا بالرغم من كل ماكانت تحفل به هذه الأشهر الاخيرة من الانتظار

ان لدينا مايدفعنا الى التأمل والرجاء


اخيرا اوشكنا على الخروج من هذا القبر

كانت ميمي تنام في سريرها بينما كانت سكينه وماريا ترقدان بجانبي وكنا نثرثر باسترخاء

فجأة تناهى الى اسماعي صوت ((الحركة التحذيرة )) الصادرة من زنزانة أمي

التي همست قائلة لي :

_ اسمعي يامليكة , سمعتهم وهم يتحدثون . لقد تلقوا امرا ً ببناء محراس وبرج مراقبة فوق

سطح الزنزانة التي تقع فوق النفق وان الكوخ سيبنى تماما ً فوق مخرج النفق وسيكون

هنالك كشافات ضوئية .

_ ماذا عسانا ان نفعل ؟؟

أجابتني بتمزق وحيرة :

_ مامن خيار اخر , سينتهون من ذلك خلال ثمان وعشرون ساعة . هذا يعني وداعا ً للهروب

يجب عليكم حفر النفق مباشرة الان , والرحيل هذه الليلة

كانت لدي اعتراضات كثيرة , اذ كيف يمكنني أن احفر عموديا ً ثلاثة امتار خلال عدة ساعات ؟؟

كان هذا ضربا ً من المستحيل

اصرت أمي على رأيها قائلة :

_ اما هذا او لاشيء . اذا لم ترحلوا هذه الليلة فانكم لن تخرجوا من هنا أبدا ً أخبري رؤوف حالاً بالامر .

كان رؤوف متوافق مع امي باننا لانملك خيار اخر

وهكذا بدأت الحفر عند الظهيرة لانتهي من حفر المسافة المطلوبة في الساعة السادسة مساءً

كنت اعمل باستماتة , لم تعد الملعقة تكفيني لو تسنى لي ان احفر الارض باسناني لفعلت

كنت احفر وافرغ , تعطل تفكيري وانسلخت عن الوجود غدوت كآلة متحركة احفر التراب وافرغ

واحفر وافرغ التراب . . . . . كطاحونة هوائية لاتتوقف عن الدوران .

وقعت على عشبة لبلاب تضرب بجذورها عميقا ً في الارض

شددتها بكل قوتي خلال عدة ساعات . كنت اناضل كي اقتلعها واجتثها من جذورها . لوهلة بدا

الامر مستحيل

الا انني وضعت كل ما لدي من قوة , كان يجب ان ازيل هذه العقبة باي ثمن

فجأة لاحت السماء امام عيني , كانت خيوط الضوء تشير الى نهاية النهار , شعرت بنسمة ربيعية

تداعب وجهي بنعومة .

_ يالهي , ماروع هذا , ايعقل ان الحياة هنا على قاب قوسين او ادنى من متناول يدي ؟!

لا ادري بعدها كيف تابعت ازالة واقتلاع ماتبقى من اعشاب وانا ابكي والدموع تغطي وجهي ,

ما اجملها من لحظات وما ارهبها ايضا ً !



عدت الى الزنزانة واعلنت لهم اننا انتصرنا .

سارعت ماريا وسكينه لاجتياز النفق و التاكد من جهوزيته بنفسيهما وعادتا وعلامات الرضا ترتسم

على وجهيهما

ثم ارسلنا عبداللطيف للاستكشاف وللاستطلاع





((كانت أمي قد خاطت لنا ثيابا ً خاصة لتلك الليلة ثيابا ً سوداء مفتوحة فقط من عند الفم والعينين

وصنعت من جلد حقائبنا التي كانت فاخرة ذات يوم نعالا ً .

رغم دقة التنظيم للهروب الا اننا لم نتفق على الذين يريدون المشاركة في هذه المغامرة

كان رؤوف يريد الفرار وحده وبلوغ السفارة الفرنسية وذلك لخشيته علينا اما انا فكنت واثقة من مرافقته

اما ماريا أعلنت انها ستنتحر ان لم نأخذها معنا

كان عبداللطيف سيشاركنا المغامرة فهو أكثرنا حرمانا ً اذ انه لم ير من الحياة الا هذا المعتقل

اما الوالدة فكانت تتمنى الفرار الا ان جسدها المتورم لا يسمح لها بدخول النفق

وافقت سكينه على البقاء مع الوالدة مؤكدة نبلها وشجاعتها وهي التي كانت ستقفل النفق بعد

رحيلنا فتربحنا وقتا ً ثمينا ً

وحدها ميمي ولهشاشة صحتها لم تكن قادرة على التفكير بمواكبتنا .



خطتنا الاساسية هي التوجه الى السفارة الفرنسية وطلب اللجوء السياسي

ولبلوغ هدفنا كنا سنحتاج الى وقت كاف ٍ لتأخير اكتشاف الحراس لفرارنا

ويوم هربنا كانت الخطة تقضي بان تسعى أمي الى استبقاء الحراس وقت الطول في زنزانتها ))



مررت لنا أمي الملابس التي خاطتها لنا وبعض المواد الغذائية والسندوتشات

ومع هبوط الليل وصل رؤوف كالعادة متسللا ً من الثغرة وحانت لحظة الوداع

تشابكت يدي مع يد امي عبر الثغرة وتبادلنا رسائل صامته


كان صوتها يرجف عندما تكلمت اخيرا ً لتقول لي :

انني اتمنك ِ على لحمي ودمي , انني أضع بين يديك فلذات كبدي أعرف انك ستكونين كالام لهم .



كانت سكينة ترتعد , كان الدمع يلتمع في عينيها , كانت المسؤلية التي تنتظرها جسيمة

انها هي من سيعيد سد الفتحة بعد ان نمضي لانهم كلما تأخروا في اكتشاف أمرنا كلما كان الامر
في مصلحتنا .

ارتدينا ملابسنا بصمت حمل كل واحد منا جعبته , ومضينا الواحد تلو الاخر عبداللطيف وماريا وانا ورؤوف



كان صعبا ً بالنسبة لنا ان نستوعب أن المرحلة الاولى من خطتنا قد انقضت بسلام


استعدنا رباطة جأشنا وأخذنا نفسا ً عميقا ً قبل أن نبدأ المغامرة الكبرى .. . . . .

 
 

 

عرض البوم صور ميثان   رد مع اقتباس
قديم 14-08-08, 05:37 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63902
المشاركات: 1,376
الجنس أنثى
معدل التقييم: ميثان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ميثان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ميثان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



الهاربون



اعتادت اعيننا على العتمة بدون خوف غصنا في لجة الليل كنا نتعلق بأيدي بعضنا البعض

فيما كان يسيطر علينا شعور جارف بالحماس والنشوة

وجدنا أنفسنا في حقل مزروع بالفول وبهدوء شديد قطفنا بعض الفول ورحنا نأكله نيئا ً , كان

طعمه منعشا ً وحلوا ً كطعم الحرية

في ذلك الظلام الدامس رحنا نتخبط على غير هدى

لم يكن هناك أدنى مؤشر أو علامة نستدل بهما على تحديد وجهة سيرنا



كانت أمي قد علمتني كيف أتبع حركة النجوم , لكن التجربة أثبتت أنني كنت تلميذة فاشلة



بينما كنا نهيم على وجوهنا وأجسادنا منهكة من شدة الألم وملابسنا تقطر ماء من الزحف في

الحقل ناداني عبداللطيف :


كيكا , تعالي انظري . . . انه قاس ٍ . . . لا اعرف ماهو . هرعت باتجاهه


لأجد أمامي طريقا ً تعلوه طبقة من الإسفلت , قفزنا من شدة الفرح وانهمرنا على عبداللطيف

لثما ً وتقبيلا ً . . . ياللمسكين أنها المرة الأولى في حياته تقع عيناه على الإسفلت



بعد عدة كيلومترات من المشي شاهدنا باص ركاب من النوع الذي يجوب القرى والنواحي انضممنا

إليهم وعرض رؤوف على السائق ان يدفع له سوار الذهب ((الوحيد الذي تمتلكه والدتي)) ثمنا ً

لنقلنا للدار البيضاء


ولكن رفض السائق الذي أصر على الدراهم أو لاشيء

تخلينا عن فكرة الباص وعاودنا المسير.........


في آخر القرية يوجد موقف لسيارات الأجرة وأخيرا ً وجدنا سائق وافق على اصطحابنا مقابل

السوار الذهبي


صعدنا نحن الأربعة في الخلف . . .انطلق السائق كالإعصار التزمنا الصمت وسرحنا في أفكارنا

بحرقة وألم


بدأت أفكر بأمي الحبيبة وأخواتي


منذ مدة طويلة أدرك فجأة الحالة المأسوية التي مر بها عبداللطيف . سُجن عندما كان في

الثانية والنصف من عمره ,انه أول خروج له في حياته التي بلغت الثامنة عشرة


كان يحدق في كل مايمر أمامه باندهاش وانبهار . .



كيف لاتخطف أبصاره كل هذه المناظر والاكتشافات ؟؟ فهو لم يصعد للسيارة إلا مرتين أو ثلاثا ً في

حياته , فقط كي يشحن من سجن لآخر .

كانت أختي ماريا بالكاد تزن ثلاثين كيلو غرام .كانت عيناها الكبيرتان تلتهمان وجهها الناعم الصغير

رؤوف أيضا ً كان نحيلا ً مثلها لكنه تورم وانتفخ بسبب داء الزلال كان شاحبا ً ومحموما ً وبدون أسنان


كانت خمس عشرة سنة قد مضت , خمس عشرة سنة من العذاب الذي ترك اثار فظيعة لايمكن

أن تمحى .......

 
 

 

عرض البوم صور ميثان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مليكة أوفقير, الكاتبة ميشيل فيتوسي, رواية السجينة, قسم الروايات, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية