لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-08, 02:22 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- لا ، ليس بالتأكيد. كانت خالتي مود مريضة. تريدني ان ازورها في فرصة الميلاد ورأس السنة. مسكينة ، تطلب مني المساعدة لحل مشاكلها.
- كم مضى من الوقت لغيابك عنها؟
- سبع سنوات تقريبا ، زرتها اخر مرة مع والدتي ، قبل سفر والدي الى جامايكا اذكر ان والدتي الحت علي كي ارافقها. كأنها تعرف مسبقا انها لن ترى اختها فيما بعد ، وكان حدسها صادقا ، اذ ماتت والدتي باكرا ، وبعد وفاتها فكرت مرارا بزيارة خالتي ، وكان الوقت يغدرني ، كنت امضي عطلتي في السفر او عند ابي.
-اذا لا شيء يمنعك من السفر في الوقت الحاضر ، حتى لو اتصل بك ريتشارد هاتون وطلب منك العودة الى العمل. انت بحاجة يا عزيزتي ليزا الى القليل من الراحة والهدوء. العطله ستفيدك حتما لأتخاذ قرار على صعيد عملك.
بدات ليزا تتمشى في الغرفة بخطى واسعة سارحه في افكارها ، تعيد في رأسها رسالة خالتها وما قالته ماندي ، لا شك ان صديقتها ماندي على حق فيما تقول ، فهي في امس الحاجة الى عطله.
وبدأت ترودها صورة المركب الذي يقلها الى الجزيرة وصورة البحر الذي يلمع تحت الاضواء ، وصورة القرية القديمة خلف البحر قرية اردمونت التي تعتبر مركزا مهما لرياضة اليخوت والشمهورة ايضا بمصانعها العتيقه لغزل اجود انواع الاقمشه ، خاصه التويد. لاقت اردمونت لسنوات مضت ازدهارا يصعب على اهاليها تناسيه بسهوله...تمر كل هذه الصور امام ليزا ، وهي تتمشى في غرفتها ويعود الى ذاكرتها بيت خالتها مود روي المصنوع من الحجر الاسمر العتيق والصلب ، والذي يطل على البحر من خلف التلال المكسوة بالاشجار ذات الازهار البنفسجيه ، ويشرف على المرفأ حيث ترسو اليخوت بهدوء. تعود هذه الصوره الى ليزا دفعة واحدة ، ويزداد فيها الشوق الى السفر ، ورؤية خالتها مود روي بعد غياب دام سبعة اعوام.
فجأة رن الهاتف في شقة ليزا وماندي فأعاد ليزا الى الوافع فنادت صديقتها بنشاط وحيويه :
- ماندي! ارجوك ، ايمكنك الاجابه على الهاتف! اظنه ريتشارد هاتون ، قولي له انني سافرت ولا اود العودة الى العمل ، اطلاقا!
هكذا قررت ليزا ، وهكذا تركت عملها عند مديرها ريتشارد هاتون ، لتنطلق نحو الجزيرة خلف البحر ، نحو قريت اردمونت حيث تنتظرها خالتها. كان تنفيذها سريعا ، فلم تمضي على قرارها فترة قصيرة ، حتى كانت على ضهر المركب الذي ينقلها الى اردمونت بعدما ابرقت لخالتها تخبرها عن مجيئها ووجدت من يحل محلها بالقرب من صديقتها ماندي.
ليزا ، الان على ضهر المركب والهواء البارد يلفح وجهها تقف منتصبة ، تتأمل الجزر التي تلوح امامها خلف السحاب وتحمي كتفيها ورأسها داخل ياقة معطفها التي رفعتها لتجابه هبات الهواء القارسه وبينما هي سابحه في تأملاتها اطل عليها صبي اشقر في السابعه من عمره يرتدي معطفا مناسبا للرحله وبيده قطعة حلوى يتذوقها باهتمام. اقترب منها الصبي وهو يحدق في وجهها وقال بفضول :
- ترتدين معطفا واسعا كالساحرات ، الا تخافين الهواء؟!
اجابت ليزا بابتسامه :
- معطفي يدفئني بما فيه الكفاية...فلا اخاف الهواء.
- يحب ابي مثلك الهواء الطلق ، لكن سارة لا توافقه الرأي فهي تكره الهواء.
تعجبت ليزا من مبادرت هذا الصبي تجاهها ومحادثته نعها بعفويه بالغه وتساءلت كيف انه يتجول بمفرده على ظهر المركب بدون مراقبة احد من ذويه فسألته مستفسرة :
- اين والدتك؟
- في تازمانيا.
واضاف بلا مبالاة :
- يتناول ابي طعام العشاء مع سارة في الداخل.

وصل المركب الى المرفأ واختفى الصبي فجأة كما اطل على ليزا. وبدأ المسافرون بالهبوط واتجهت ليزا اليهم تاركة تأملاتها تغيب في الوان البحر. وفجأة سمعت صوت رجل خلفها يناديها :
- صباح الخير...الآنسة ليزا روي سميث اليس كذلك؟
استدارت ليزا ، ناحية الصوت ، فاذا الرجل الذي ناداها ، اشقر، وسيم بهي الطلعة مد يده للتحيه فبادلته السلام.
- نعم انا ليزا.
- اعرفك بنفسي. ساندي لويس. تقابلنا منذ سبع سنوات، اتذكرينني؟
- انت المدير المسؤل عن مصنع اقمشة التويد...تذكرت، نعم. لو تفضلت وقلت لي، من هو الصبي الذي كان يكلمني على ظهر المركب؟
-انه جوني لامون ابن صديقي فرايزر يعامله والده بكثير من الاستقلاليه ، كأنه راشد...هه...هذا ابي يتجه نحونا ، سنرافقك حتى منزلك...
استقبل والد ساندي ، تشارلي لويس ليزا بحرارة وبلهجته الاسكتلنديه الاصيله الصافيه:
- هيا بنا ، مود في انتظارنا ، وعدتنا بقالب من الحلوى وبكثير من الشاي.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 20-05-08, 02:34 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

انطلقت السيارة ، بليزا روي سميث ، وبساندي لويس ، وتولى والد ساندي السيد تشارلس لويس القيادة. وبينما كانت سيارتهم تسير على مهل في الطرقات الجبليه الضيقه ، تنبه ساندي لسيارة كبيرة سوداء تقترب منهم ، فقطع حديثه مع ليزا ليقول لوالده :
- ابي ، خذ اقصى الشمال هنالك سيارة تقترب منا بسرعة.
لا تتسع الطرقات الضيقه في اردمونت لسيارتين ، لذلك كان السيد تشارلس لويس يسير على مهل. لكن عندما اقتربت السيارة السوداء وبدأ سائقها يعطي اشارة للمرور مطلقا العنان لزموره طالبا التجاوز ، اضطر السيد تشارلس الى الاسراع متمتما بغضب :
- من يعتبر نفسه هذا الوقح المتغطرس! لن افسح له مجالا للمرور ليست الطرقات له ايظن انه يملك كل شيء؟
التفتت ليزا الى الوراء ولمحت سيارة سوداء كبيرة تزاحم سيارتهم فما كان من ساندي الذي حافظ على هدوئه الا ان انفجر ضاحكا وقال معلقا :
- ان كان لا يملك كل شيء ، فهر يملك القسم الاكبر من القرية. اسمعني يا والدي وكن عاقلا خذ اقصى الشمال وانحرف قليلا ودعه يمر.
ولم ينه ساندي كلامه لوالده حتى دوى زمور آخر اقوى من السابق مما زاد السيد تشارلس عصبيه. فالتفت ساندي متفقدا السيارة التي خلفهم وجدد دعوته لوالده بشيء من القلق :
- دعه يمر ، سارة ترافقه مع ابينه جوني.
- حسنا ، سادعه يمر.
ثم اضاف باستغراب :
- ماذا تفعل سارة هنا؟
اجاب ساندي والده بتجرد وبوجه قاتم :
- اتت لتمضي العطله عند ذويها ، بعد حصولها على الطلاق.
لاحظت ليزا ان ساندي ، بدا حزينا فجأة وهو يتكلم عن سارة ، بالغرم من اللامبالاة التي حاول اضهارها.
في هذه اللحظه ، تجاوزتهم السيارة السوداء محدثة ازيزا مزعجا فلمحت ليزا بداخلها على المقعد الخلفي الصبي الذي حدثها على ظهر المركب. لم يستطع السيد تشارلس كتم شعوره ، فتذمر قائلا :
- انظر الى هذا المجنون ، كيف يقود سيارته بسرعه ، مسكين ابنه.
فانزعج ساندي هذه المرة من تعليق والده وأجابه :
- لا تنسى ان فرايزر يتولى امر تربية ابنه جوني بمفرده ، وانه يبذل ما بوسعه من اجل ارضائه.
- كل امرأة تحلم بالاهتمام بهذا الصبي ، وستكون سعيدة ان شاءت لها الظروف لكن الامر العسير ، في هذا الموضوع ، يعود الى اطباع الاب التي لا تطاق. ساندي قل لي ماذا طرأ فجأة على فرايزر حتى قرر شراء "فيللا الشروق".
- لم يطرأ عليه شيء ، كل مافي الامر ان عائلة موريسون تود بيع املاكها ، وهو الشاري الوحيد في المنطقة ، وسيحول "فيللا الشروق" الى فندق فخم ، وهذا ما ينقصنا هنا بالفعل في اردمونت. لم تكن يوما دوافع فرايزر في التوسع والامتلاك سيئة ، كل ما يفعله يعود بالفائدة على قريتنا ، كانت دائما مشاريعه مدروسه وواضحه ، لذا ، علينا ان نشكره ونحفظ له الجميل. الم يكن الوحيد الذي اعاد حركة المراكب الى الشاطئ؟ يكفي انه بفضل مبادرته هذه، عاد الكثيرون من شبابنا الذين تركوا في السابق قريتهم بحثا عن عمل في الخارج !
فضحك السيد تشارلس لويس هازئا :
- انت تدافع عنه بضراوة.
- اضنك نسيت ان فرايزر لامون انقذني من الغرق عندما كنت صغيرا.
والتفت ساندي الى ليزا ، التي كانت تسمع بهدء وبانتباه هذا الحوار العنيف بين ساندي ووالده ، فقال لها ساندي مجاملا :
- معطفك انيق جدا ، وعلى درجة كبيرة من الذوق!
- انه من تصميمي.
- ارجوك ، لاتعيري انتباهك لشجارنا انا ووالدي ، ويهمني جدا ان يكون هذا المعطف من تصميمك. اظن ان هذا النموذج من المعاطف ، يليق بقماش فخم، كالتويد الذي ننتجه.
- تثيرني زيارة مصانعكم للاطلاع على اقمشتكم ، هل هذا ممكن؟
- بكل تأكيد! عندما تشائين يهمني جدا ان تزوري مصانعنا وتشاهدي كيف ينسج القماش ويلون ، انت مدعوه من هذه اللحظه بالذات.
- عملت مصممة ازياء لمدة سنتين ، لذا يهمني الاطلاع عن كثب على عملية نسج القماش. هذا الامر يستهويني للغاية!
- انت الشخص الذي نحن بحاجه ماسه اليه. ها قد وصلنا عند خالتك مود.
اوقف السيد تشارلس السيارة امام الباب الخارجي لمنزل مود روي ، وهرعت ليزا الى المدخل تتفقد عن قرب المكان الذي غابت عنه. لأول وهلة بدا لها كل شيء كما كان في السابق، ولم تلحظ الفرق الا عندما اصبحت على بعد مترين من منزل خالتها مود ، فلفت انتباهها عنبر جديد للجهة الشرقيه ، يغطي منظر التلال المجاورة للمنزل. ادركت في الحين اهمية الرسالة التي بعثت بها خالتها اليها واهمية مجيئها الى اردمونت. وبدأت تدور بأفكارها حول هذا الشخص الذي تكلمت عنه خالتها والذي يرغب في شراء منزلها ، انه الشخص نفسه الذي دار حوله الحديث بين ساندي ووالده فرايزر لامون ، من اجله اتت الى اردمونت.
فتحت مود الباب ، فبدت عمتها كما في السابق تتكئ على عصاها ناعمة ، هادئة ، خلف بسمتها الرقيقه ، تخفي وجها وقورا. فسارعت مود اليها :
- ليزا ، واخير اتيت الى اردمونت! ليزا يا عزيزتي ، ما زلت تحافظين على نظارتك...لكنني اراك نحيلة. اعرف اطباعك ، نحافتك هذه مطابقه لذوق العصر ، وانت يهمك كثيرا التمشي وفق العادات.
ثم تقدمت مود روي ، من ساندي وتشارلس لويس ، وابتسمت لهما شاكرة ، في هذه الاثناء كان ساندي ينقل حقائب ليزا الى الداخل :
- اهلا وسهلا بكما. تفضلا ! ساندي لم ارك من مدة طويلة...لم هذا الغياب؟ تفضلوا...الشاي وقالب الحلوى بانتظارنا جميعا.
دخل الجميع الى الصالون ، ودارت الاحاديث كالعادة حول ما يجري في القرية ، في هذه الاثناء استغلت ليزا الفرصه واخذت تتأمل منزل خالتها بعد غيابها الطويل عنه. لم يزل الصالون كما كان عليه في السابق. الاواني الفضيه ، الخزف الصيني ، حتى النار في المدفأة التي تبعث دفئا خاصا وتخفف من وطأة الوحدة. ما زالت تحافظ على رونقها. تدور ليزا في البيت ، وتتفقد كل غرض في مكانه. كل شيء كان يبدو لها مألوفا: العاج الافريقي ، التماثيل الصغيره ، الملاعق الفضيه المنقوشه ، الستائر السميكه التي تخفي واجهة المنزل الزجاجية ، لم يتغير شيء في الداخل ، ما زالت خالتها تحافظ على الاسلوب نفسه، فرحت ليزا لشعورها هذا ولم يعكر صفوها الا هذا العنبر الذي رأته عند وصولها.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 20-05-08, 02:46 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عادت الى زائريها السيد تشارلس وساندي لويس . امضوا سهرة ممتعه امام المدفأة ، يتجاذبون اطراف الحديث. وقبل ان يغادر ساندي لويس منزل الخالة مود ، كرر على ليزا الدعوة لزيارة مصانعهم. وكانت فرحة الخالة مود كبيرة فعبرت عنها بقولها :
- هكذا اربح ليزا مدة اطول! اظنها لو زارت مصانعكم في اردمونت لقررت المكوث هنا نهائيا... وبهذه الطريقة اكون قد اثبتت لهذا الوغد فرايزر ، انني لم اكذب عليه عندما قلت له ان احد افراد اسرتي ، سيسكن هذا البيت معي.
فضحك الجميع لانفعال الخالة مود ، واضاف ساندي مازحا :
- لم تكن لديك حجة اخرى لارغامه على العدول عن فكرته في الوقت الحاضر!
- لكنه لم يغير رأيه ، يا ساندي ، اظنه سيبدأ ورشة البناء قريبا في الارض السفلى التي تواجه ارضي تماما.
- يجب ان تمنعيه.
هتف السيد تشارلس بغضب :
- انه يتعدى على املاكك الخاصه ، هذه حقوقك ، راجعي القوانين.
اجابت مود بحسرة :
- حاولت معه مرارا دون جدوى. استشرت اخيرا المحامي موردو مانزيس . ولم اصل الى نتيجه بعد ، كان جواب المحامي واضحا ، طالما ان فرايزر لا يحجب عني نور الشمس ، فلا يحق لي تقديم شكوى ضده.
فأضاف السيد تشارلس بلهجة مستسلمة :
- لم يغب عنه شئ فرايزر اللعين ، حسب حساب كل شيء.
- صحيح! حسب حساب كل شيء. اما الآن فلا يمكنني التراجع عن موقفي ، صممت خوض هذه المعركه ضد فرايزر حتى النهاية ، ولن اقبل بالهزيمة ابدا.
هكذا انقضت السهرة عند مود موري وذهب المدعوان ، لكن الخالة مود ، لم تخلد الى النوم ، بل امضت الليل قرب المدفأة ، تخبر ليزا عما يشغل بالها :
- لم اتخلى طوال حياتي عن استقلاليتي بل بالعكس حاربت بضراوة من اجل الحفاظ على حريتي الشخصيه ، وعلى ارضي وبيتي. اما اليوم ، فأنا اكبر سنا ولم تعد لي المقدرة على العراك ، لذا يا حبيبتي طلبت مساعدتك. قضية فرايزر ارهقتني. هو ما زال شابا ، قويا ، مندفعا ، وما يزيده ثقه بنفس، ، جاذبيته التي لا تقاوم !
بدأت قضية فرايزر تثير فضول ليزا :
- خالتي ، اخبريني من هو فرايزر بالضبط؟ من اين اتى قبل مجيئه الى اردمونت؟ الاخبار عنه متضاربه ، هناك من يقول انه اتى من المهجر ، ومنهم من يزعم انه عندما كان صغيرا درس هنا ، في مدرسة القرية.
- يا حبيبتي ، فرايزر لامون ، من عائلة كريمة واصيلة في اردمونت ، التي امتازت عن سواها ، بشهرتها في صنع المراكب منذ اجيال بعيده. والد فرايزر ،شارلي لامون ، لم يوفق في حياته. لم يكن مثلما هو ابنه اليوم. كانت تنقصه الحنكه التي يتمتع بها عامة رجال الاعمال الناجحين. لذا ، قبل وفاته في حادث غرق كان يشرف على الافلاس.
فقاطعتها ليزا بتعجب :
-اخبريني كيف جرت هذه الحادثه؟
-حادث مؤسف يا ليزا...في اي حال، سأخبرك... كان شارلي لامون كعادته، كل مساء، يقود مركبا الى المرفأ ولا احد يعرف كيف انقلبت عليه عارضة الصاري واصابته في جبينه، فهوى عن متن المركب وغرق في الحال، في هذا الوقت كان فرايزر في الثانية عشرة من عمره، فاضطرت والدته، بعد هذه الحادثه، الى بيع حوض السفن والسفر الى غلاسكو عند ذويها آخذة معها ولديها، فرايزر واخته آنا. لم يكن الامر سهلا بالطبع على فرايزر، فهو كوالده، يعشق منذ صغره صنع المراكب ويكفيه انه اضطر الى ترك المكان الذي ولد فيه. صدمة قويه حلت على عائلتهم بوفاة الوالد كان لها اعمق الاثر في نفسه.
صمتت الخاله مود قليلا، ثم اردفت قائلة بتهكم، كأنها لم تنس معاملة فرايزر لها:
-مهما كانت الصدمة عنيفة على عائلة لامون فهذا لن يغير شيئا من تصرفه معنا. اظنه كان في السابق قاسي القلب وعديم الشعور، لذا هو اليوم يتعامل على هذا النحو.
-متى عاد الى اردمونت؟ لم اشاهده خلال زيارتي الاخيرة لك منذ سبع سنوات.
-عاد الى القرية منذ خمس سنوات ولا احد يعرف اين كان، ومن اين اتى. رأيناه فجأة بيننا مع ابنه، هو يزعم انه ابنه في اي حال، لاحظت علامة شبه بينه وبين ابنه. من المعقول جدا اذا، ان يكون هو والده. لا احد يعرف شيئا ايضا عن زوجتة فرايزر، يبدو ان فرايزر هاجر الى تازمانيا بعدما انهى دراسته في بناء السفن ويقولون ان تازمانيا، تعتبر مركزا هاما لصناعة المراكب.
تابعت ليزا بشغف. وعادت تسأل من جديد:
-لماذا عاد اذاً؟
-اعتقد ان الحنين الى بلاده هو السبب. عاد ليشتري حوض السفن الذي كان يملكه والده. كثيرون قبله، غرباء عن المنظقة، استملكوا هذا الحوض، وفشلوا في استثماره.
-يعني، هو الوحيد الذي نجح في تسيير الاعمال وادارتها. يكفي كم بنى من عنابر، واليوم يبغي شراء منزلك يا خالتي العزيزة.
-منذ عودته الى اردمونت، وهو مأخوذ ببناء المراكب. لا شيء يلهيه عن عمله هذا. في اي حال. انه بارع في مهنته ويتعامل مع اهم رجال الاعمال، ولديه عدد لا يستهان به من الزبائن، الذين يقصدونه من كل صوب. كل شيء يسير على ما يرام، مشكلته الوحيده هي التاليه: بما انه لا يستطيع التوسع، لا من ناحية الغرب، ولا من ناحية الشمال، بسبب الشاطئ الصخري الذي يعيق تقدمه، يفكر بشراء اراضي، هذا اذا قبلت عرضه. زارني ثلاث مرات الاسبوع الفائت بهذا الصدد. وفي كل مرة كنت اطلب منه العدول عن فكرة الشراء. صمدت تجاه عرضه المغري، لأنني لا اقبل ان اتخلى عن الاملاك التي تخصنا، الى عائلة اخرى. ولهذا قرر البناء في البقعة المجاورة.
لدى سماعها هذا، قطبت ليزا جبينها وقالت:
-من تخص هذه الارض المجاورة للبحر؟
-انها لعائلة موريسون.
-فيلا الشروق اجل. تذكرت ان فرايزر يود شراء "فيلا الشروق" من عائلة موريسون. حدثني ساندي عن هذا الموضوع، وقال ان فرايزر يريد انشاء فندق فخم مكان الفيلا.
فاتفضت الخاله مود وقالت بغضب شديد :
-اي رجل شيطاني، هذا! كأنه لا يشبع من امتلاك الاراضي. الا يكفيه ما ابتاع حتى اليوم من مساكن لعماله. كيف يجرؤ ان يقدم على عمل كهذا؟
بدت الخاله مود في حالة توتر شديد، ولم تعرف ليزا ما العمل للتخفيف عنها. فاكملت الخاله بصوت خافت:
-انا متأكده انه سينجح في مشروعه. لا احد سواه قادر على شراء "فيلا الشروق" من عائلة موريسون. ليزا، يجب ان نمنعه من تنفيذ هذا المشروع.
اجابت ليزا على الفور :
-هل تملكين ما يلزم من المال؟
فوجئت الخاله كمود بسؤال ليزا المباشر، وحدقت فيها بتمعن فرأت في عينيها لمعاناً مضيئاً، فتشجعت واجابت :
-لدي مبلغ بسيط. ماذا تقصدين من سؤالك؟
-اقصد شراء "فيلا الشروق" من عائلة موريسون.
-هذا امر مستحيل، يطلبون مبلغا كبيرا، لا احد سوى فرايزر يقدر على الشراء بهذا السعر.
-من اين اتى فرايزر بثروته؟
-تزوج من امرأة غنية في تازمانيا، وورثها بعد وفاتها.
-ياله من محظوظ، وانا يمكنني طلب قرض من ابي.
-ليزا انا لا افهمك، ماهي غايتنا من شراء "فيلا الشروق"؟
-بناء فندق بالطبع! فرايزر على حق! اردمونت بحاجه الى فندق. فهو لم يعد الوحيد بعد الان في تخطيط المشاريع وتنفيذها. هل من مانع لديك؟
هدأت الخاله مود قليلا، وتأملت ليزا بفرح، ثم انفجرت ضاحكه، كطفله:
-ليزا، انت الشخص الذي يناسبني، كنت اعرف ذلك عندما كتبت اليك. صدقيني، انني بدأت اضعف عندما رأيته يباشر البناء، ولم اجد الطريقة الملائمه لمنعه. وها انت الان تبعثين في الامل من جديد، واشعر بتحسن. لم اضحك على النحو منذ سنوات.
فرحت ليزا، لدى رؤية خالتها مرتاحه ومطمئنة.
-انا سعيدة ايضا يا خالتي. سعيدة بك لا تخافي، بعد الآن، سأكتب لأبي قريبا جدا، وسألقن السيد فرايزر درسا لن ينساه طوال حياته.
-انتظري قليلايا ليزا، لدي فكرة ارغب في تنفيذها قبل المباشرة بمشروعك، ما رأيك لو ندع جورج موريسون الى العشاء؟ انا على يقين انه لن يرفض طلبي.
اضافت ليزا، بتحبب، وبتحد :
-فرايزر لامون...سوف ترى سيدات عائلة روي كيف يتصرفن في الوقت اللازم!

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 21-05-08, 12:43 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29968
المشاركات: 82
الجنس أنثى
معدل التقييم: همسه قلب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدSerbia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همسه قلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يسلمووووووووووووو

 
 

 

عرض البوم صور همسه قلب   رد مع اقتباس
قديم 21-05-08, 02:49 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 17376
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: ســواد العــين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ســواد العــين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يسلموووو حبيبتي ..
..
دمتي بخير ..

 
 

 

عرض البوم صور ســواد العــين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انقذني الغرق, flora kidd, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the taming of lisa, عبير القديمة, فلورا كيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t79303.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-09-17 10:26 PM


الساعة الآن 11:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية