المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
جرحي....
--------------------------------------------------------------------------------
اعزائي قراء منتدى ليلاس
يسعدني ويشرفني ان اعود اليكم بعد غيابي البسيط لانشغالي في وضع اللمسات الاخيره لاول تجربه لي في كتابه القصص ......
منتدى ليلاس الثقافي
وهي محاوله لتجسيد معاناه المرأه الفلسطينيه بين الاحتلال الاسرائيلي والاقتتال الداخلي
مع تمنياتي ان تنال اعجابكم ولا تبخلوا علي بالردود.......
.................................................. .................................................. .........
جــــــــــــــــــرحـــــــــــــــي
أخذت أولادى إلى بحر خان يونس للتنزه وكانت هذه أول مرة نخرج فيها للبحر في هذا الصيف بعدما اشتد تذمر أبنائي وطال صبرهم
وأنا في طريقي وفي سيارة الأجرة سمعت عبر المذياع بأن قوة تنفيذيه اقتحمت مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة وقتلت بدم بارد 6 جرحى لفتح قد أصيبوا في أحداث سابقه ...لحول ولا قوة إلا بالله ....دائما يتردد هذا السؤال لذهني : لمصلحه من الذي يحدث هنا في غزة ؟ وما أخر هذا الاقتتال المستمر بين أبناء الشعب الواحد ؟؟ ومتى سيتوقف شلال الدم هذا؟؟
لم نمكث في البحر كما تعودنا للساعة 9 ليلا بل قبل الثامنة قررت العودة لماذا؟؟؟ هاجس ما انتابني بأن هناك شيئا ما سيحدث وبرغم تذمر أبنائي من هذا القرار
ركبنا سيارة الاجره لتفاجأ من السائق بأن الإحداث تصاعدت بشكل كبير وان مدينه خان يونس نفسها أقفلت أبواب محالها . وأعلن حاله الاستنفار العام وان الشهداء الستة أصبحوا 12 شهيدا في غضون ساعتين .
توالت الإحداث وتسارعت بشكل كبير . المقرات الامنيه تتسقط الواحد تلو الأخر.
استلقيت على سريري تلك ألليله. لم استطع النوم كنت كمن يتقلب على الجمر ومن بعد تلك ألليله توالت ليالي الأرق ....قمت وأشعلت التلفاز وأنا استمع إلى نداءات المواطنين في نقل مباشر على قناة فلسطين الفضائية
نداءات من مواطنين في كل أنحاء غزة ...من رفح جنوبا حتى بيت لاهيا شمالا يستغيثون من هول النيران وهول مايحدث لهم ومن وحشيه الخصم يتكلمون وهم مذهولون من خصومهم ؟ أبناء وطنهم؟ أبناء غزة ؟ أبناء الصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي ...سيده أثارت شفقتي وهي تنادي
:هل هذا هو الإسلام ؟؟ممن يريدون أن يحرروا غزة؟؟ أي كفرة وأي أعداء ؟؟ من أعطاهم الحق بأن يكفروا هذا وهذا
نداء استغاثة أثار انتباهي وأوقف حبل التساؤلات في راسي نداء استغاثة من الكتيبة التانيه ...ياالهي الكتيبة الثانية؟؟
أوقفت سيل من مئات الصور والذكريات التي قفزت إلى راسي ــيبدو أنها ستكون ليله طويلة . لأذهب واحضر كوب من القهوة....
أصبحت النداءات تتوالى على التلفاز سريعا . يطلبون الدعم والمساعدة .كتائب القسام اعتلت أسطح المباني المجاورة للمقر وبدأت تقصف في مقر الكتيبة وجنود الأمن الوطني وعددهم 12 رجل كما قال المستغيث وذخيرتهم بدأت تنفذ ولكنه أكد بأنهم صامدون ويتصدون ببسالة منقطعة النظير دفاعا عن مقرهم .
خرجت النسوة والأطفال القانطون حول مقر الكتيبة للمساعدة وليكونوا دروع بشريه لفك الحصار عن أبنائهم
بعد دقائق معدودة تتصل سيده وهي تلهث )) :حاولنا كسر الحصار عن شبابنا لكن القسام الله لايوفقهم أطلقوا النار علينا وأصيبت أحدى السيدات في قدمها وتم نقلها إلى المستشفى )) ياربي كن معهم يالله . قف بجانبهم .فهم بحاجه إليك.
ياترى من هم في تلك المناوبة فانا اعرف أغلبيتهم وعاشرتهم وعاشرت عائلاتهم منذ أيام زوجي...زوجي ...آه الحمد لله ...الحمد لله رب العالمين على كل حال وأي حال
الساعة 6 صباحا نفذت الذخيرة ويستسلم كل من في المقر فيقوم كتائب الموت بإطلاق الرصاص على أقدام الشباب ..
دخلت القسام للمقر ويأخذوا كل مافي المقر فهذه غنائم حرب بالنسبة لهم ....ويا للعجب اخذوا مكبر الصوت الخاص بمصلى الكتيبة وتركوا كتاب الله (القران الكريم) ليحترق
ورفعوا على المقر المدمر علم حماس الأخضر ...لا حول ولا قوة إلا بالله ماذا حرروا هؤلاء القوم ؟؟وممن حرروها؟؟؟من أبناء شعبهم
توالت الأحداث المخزية فدمرت المليشيات السوداء مقر الأمن الوقائي من خلال نفق تحت المقر ملئ بعبوة ناسفه شديدة الانفجار دفنت عناصر القوة المدافعة عن المقر تحت أنقاضه ليسقطوا شهداء جميعا
هؤلاء اللذين ادعوا بأنهم يحفرون الأنفاق من اجل المقاومة...أي مقاومه هذه ؟؟مقاومه الاحتلال أم مقاومه الوصول للحكم التي تسمح بدفن 17 شابا في مقتبل العمر تحت أنقاض مقرهم
يارب استر علينا في الأيام القادمة ..يارب مالحقنا ننسى اللي جرى فينا واللي خسرانهم يارب
صوت طفلتي ينادي .((.ماما...ماما.))..وأنا ممده على السرير أحاول أن أنام ..لكن هيهات ..لم انم منذ خمس أيام اوحتى يغمض لي جفن .((...نعم ياروح ماما ..مالك ياسوسو؟؟
القسام اجو عندنا ...شو؟؟؟...القسام هيهم تحت))..سألتها((:وين إخوتك؟؟)) قالت: ((هيهم جايين ورايا على الدرج بيركضوا ركض ))...أسرعت ولبست عباءتي السوداء ومنديلي ...نظرت من النافذة فراءيتهم بلباسهم الأسود وفي أيديهم أسلحتهم كما الغربان يهددون ويتوعدون وسياراتهم تحيط بعمارات حينا الصغير..ينادي قائدهم )) اللي عنده سلاح يطلعوا أحسن بعد 7 دقائق إذا فتشنا ولقينا سلاح عند حد ح نطلق الرصاص عليه قدام جميع السكان واقسم بالله العظيم على ذلك ))....نزل الرجال لساحة العمارات وبقيت النسوة على النوافذ تراقب الموقف ..لم يتحرك احد من مكانه
فبدأ التفتيش شقه شقه حتى الشقق الفارغة لم تسلم من تخريبهم فكسروا أقفالها ....لم يجدوا شيئا سوى أسلحه خفيفة شخصيه....
وجدتهم فجاه يطرقون باب بيتي نظرت من ثقب الباب فرايتهم وكان جارنا ابوسعيد واقف أمامهم ويقول لهم)) ياعمي هدي ست عايشه لوحدها مع أولادها وجوزها استشهد من خمس سنين ومافي حد غيرها وأولادها))....قالوا (( بدنا نتأكد يمكن يكون عندها سلاح)) فتحت لهم الباب وخاطبتهم )) نعم.. شو... في؟؟
بدنا نفتش ...مالراجل قال لكم مافيش سلاح ...بدنا نتأكد .....هو بده يخسر حجته علشانكم ))...دفع الباب وهو يقول ( بدنا نتأكد))
دخلوا ثلاثة مقنعين بلباسهم الأسود ووقف رابعهم على الباب ..اختبأ أبنائي ورائي وهم خائفون نهرت ابني الكبير والبالغ من العمر 13 أن يقف إمامهم بقوة وصمود فانا لااريد إن يتعلم الاختباء .....انسحبوا بعد إن عثروا على مسدس زوجي الشهيد الذي كنت احتفظ به كتذكار والذي لم تشفع دموعي ولا توسلاتي في أن يتركوا لي ..واضطرت أن اتركه لهم بعد أن هددوا بأخذ احد أبنائي...بعد هذه الحادثة بيومين وفي تمام الساعة الرابعة بعد صلاة العصر اقترحت على أبنائي زيارة مقر الأمن الوطني ...اندهش ابني الكبير وقال : ((ولكن القسام دمروا المبنى ليش بدنا نروح هناك ...خلينا نتفرج على المكان ))...أجبته وأنا ارتدي ملابسي ..مشيت أنا وأبنائي الثلاثة ننظر بترقب من حولنا ...اخترت أن اذهب مشيا لأمارس هوايتي في المشي ولا شاهد كل شئ بتمعن ..نظرت للشوارع فإذا بها خاليه إلا من بعض دوريات تنفيذيه حماس وبعض الناس الواقفين أمام بيوتهم ..ولا يوجد شارع مررت به إلا كان بيت للعزاء قد أقيم فيه..كل شوارع خان يونس وأزقتها تبكي أبناءها من الاجهزة الامنيه ....
وصلت للمكان تفاجات عندما رايته ....كانت السيارات محترقة والحوائط مهدمه والمقر محروق على آخرة..ياالهي000 أهذا هو مقر الأمن الوطني؟؟؟
أهذا نفس المكان الذي استشهد فيه زوجي دفاعا عنه .....فجأة رن في أذني صوتي وأنا ابكي على المحمول : ((علشان الله اطلع من الموقع ...سلم حالك...أنت واللي معك .....أنا عاهدت الله أنا وزملائي إني أموت هون في المقر اللي بشتغل فيه ...علشان خاطري وخاطر أولادك وأولاد اللي معك....اطلع قبل ماينهد على راسك ورأسهم ....أنا سامعه صوت الجرافه الاسرائيليه .....آه ماهيا كل مالها بتقرب.....طيب اطلع قبل ماينهد المقر الله يخليك ..إذا مش علشاني من خاطر أولادك ....قاطعني بقوة : أبدا ماراح اسلم حالي ...راح أظل أدافع عن المقر لأخر قطرة ...صحيح الذخيرة خلصت بس أحنا موجودين االمهم أنتي ديري بالك على الأولاد ....الشهادة أهون عليا إني واقع بيت أيديهم ويأسروني و...........))...انقطع الصوت
بكيت بحرقه وبكل مااوتيت من قوة )) رد عليا....الوووووووووو......وين رحت ....الوووو..)).سمعت صوت صراخ ....والشباب ينطقون بالشهادة ثم صوت انهيارات .....ولا شئ بعد ذلك
.................................................. .................................................. ....................
|
18-05-08, 07:42 PM
جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
العرض الشجري
