لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-08, 01:53 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 27124
المشاركات: 1,276
الجنس أنثى
معدل التقييم: reem99sh عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
reem99sh غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : reem99sh المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




الجزء الثالث عشر





في اليوم التالي


وصلت جواهر مع بدء الدوام ولاحظت أن الوضع غريب في الإدارة... والموظفين

في كل مكان حتى لمحها أبو حسن وهي تدخل مكتبها فلحقها وسلم عليها وهي لا

تزال واقفة وقال: المدير طالبنا أنا وأنتي ...

نظرت إلى ساعتها وسألته: الحين ؟؟!!!

أبو حسن: المدير هنيه من الفجر ....واتصل وجابنا وقال أول ما توصلين نروح

عنده...

وضعت حقيبة يدها في الدرج وقفلته ثم لحقته بهدوء حتى وصلوا إلى مكتب

السكرتير وسمعوا صوت المدير وهو يتكلم بعصبية وبصوت عالي في الهاتف وكأنه

يستعجل شيء ما قد تأخر...دقائق ودخلوا عليه ولاحظت الضيق على محياه فرأفت

له وجلست في طاولة الاجتماعات مع أبو حسن بصمت منتظرة المدير ليطرح

الموضوع عليهم تحرك من خلف مكتبه وانضم لهم وبدأ كلامه بالشرح

لجواهر : بشرح لج الموضوع لأن كل اللي في الإدارة عرفوا قبلج.. في جريمتين

قتل صارت البارحة في الليل في مزرعة واحد معروف ...الشرطة جاها بلاغ من

جارهم حارس المزرعة بأن شخص قتل شخص أخر في المزرعة برشاش وهو كان

قاعد في غرفة الحارس معاه ولما سمعوا الصوت طلع الحارس يشوف شالسالفة

فانقتل هو بعد والشاهد انخش تحت السرير وشاف القاتل يدّور في الحجرة عن أي

حد ثاني وبعدين طلع ... وفي الدوحة كانت هناك محاولة قتل خادمة بسلاح مشابهه

بس هي ما ماتت ودخلت في غيبوبة..وإحنا شغالين من الصبح نبغي نربط بين

الجرايم الثلاث ...


كانت جواهر تنصت باهتمام وهي تدون ملاحظاتها ثم سألته: الشباب خلصوا من

جمع الأدلة سيدي ؟

أبو حسن: ايه توهم واصلين من ساعتين لقوا أثر نعال الله يعزكم في المكانين

ولقوا خراطيش فاضيه ....

جواهر: سيدي والشاهد ؟ شاف القاتل؟

سيف: شافه وأعطى وصفه للضباط....

وهنا رن هاتف المكتب فاعتذر منهم وذهب ليرد عليه وسمعت جواهر التالي

سيف: صادوه ....زين زين... خلاص الجماعة هنيه بيخلصون فحص أثر رجله

وأنتو طرشوا نعاله الله يعزك...وبيقارنون بينها وبين الدليل اللي عندهم من موقع

الجريمة والنتائج بتكون عندكم بأسرع ما يمكن ...


عاد لهم وهو يقول : صادوه حسب وصف الشاهد طلع سواق العيله اللي عندها

الخدامة والمزرعة...أبغيكم انتو الاثنين تشرفون على التحاليل اللي بيسوونها

الشباب اللي ممكن تثبت أنه الجاني أو تبريه وتخلصون التقرير وتحولونه علي..

يله عساكم على القوة....


استأذنت جواهر وخرجت وهي مهمومة...فمن جهة يجب عليها أن تنهي عملها

وبأكمل وجه ومن جهة أخرى يجب أن تعود لأمها المريضة.... وما أن خرجت حتى

قال أبو حسن لسيف: سيدي... أنا أحس أن جواهر ما تقدر تقعد معانا مثل كل مرة

لين تخلص التقرير...

سيف: ليش ؟؟

أبو حسن : سيدي..سمعت أن أمها وايد تعبانه ....وهي كانت غايبة من يومين

عشان توديها المستشفى ....

سيف: أنا بشوف الموضوع ماعليك أنت ...


بعد عشر دقائق ذهب سيف إلى جواهر ورآها تشتغل على الكمبيوتر فوقف على

الباب ونادها بحنان : جواهر...

رفعت جواهر رأسها له ولاحظ السواد حول عينيها وأحس بالذنب ....

ردت وهي تقف : نعم سيدي؟؟

سيف: الوالدة شحالها ؟

جواهر: الحمد لله على كل حال ...

سيف : سمعت أنها مهب صاحيه ...

جواهر: عندها مشاكل في قلبها ....سيدي

سيف: للحين هي تعبانه؟

جواهر: أحسن شوي مع الحبوب ....سيدي...

سيف: تبغيني اشيل عنج هالقضية عشان تقدرين ترجعين لها من وهل؟

جواهر: بشوف حد يروح يقعد عندها لين اخلص ...وإذا مالقيت ببلغك سيدي..

سيف: تدرين يا جواهر شكثر أعتمد عليج في الشغل ....لو اخليه عليهم بتطلع

الأخطاء وأنتي أكثر وحده شايفه...

جواهر وهي تنظر له بدون قصد وتتسمر عيناها على عيناه لوهلة ... أكملوا

حديثهم بدون أن ينطقوا ولأول مرة تعرف جواهر لغة العيون والذي كثيراً ما قرأت

وسمعت عنها...أعتذر لها على الإزعاج وقدرت هي مسؤوليته تجاه عمله ورغبته

بإظهار الحقيقة بأدق طريقة ممكنه ....قال لها أنه يشعر بالأسى لمرض أمها وأنه

يتمنى لو يساعدها... شكرته لاهتمامه ثم انتبهت لوضعها معه فأنزلت رأسها بخجل

وابتسم سيف وعاد لمكتبه ...لاحظ السكرتير أن مزاج مديره قد تغير في دقائق

قليله من عصبي لسعيد وتعجب لذلك ....


أما سيف فقد كان سعيداً لما جرى بينه وبين جواهر واخذ يفكر( هالبنت بتخبل بي..

قوية جداً وفي نفس الوقت هشة ....جريئة جداً وفي نفس الوقت خجولة ...

بس دايماً تكسر خاطري ....وحسيت أنها تفهمني من نظرة عيوني .. أول مرة حد

يفهمني من عيوني....ساحرة هالبنت ساحرة )


أما جواهر فاتصلت بنوف وكانت نائمة ...: نوف ....حبيبتي ...ابغي اطلب منج

طلب...

نوف وهي نصف نائمة: شتبين يالسنداره متصلة من الفجر...امج فيها شي؟

جواهر: لا الحمد لله ...بس

قاطعتها نوف بغضب : عيل ليش متصله هالحزه؟؟؟

جواهر: أنتي عطيني فرصة اقولج .....

نوف وهي تتأفف: قولي خلصيني...

جواهر: ممكن تروحين تقعدين عند أمي لين ارجع من الشغل؟؟

نوف: ليش شصاير؟؟

جواهر: عندي قضية مهمة وأنا ما قدر اطلع إلا إذا خلصت التقرير...وما راح

اعرف اشتغل إلا إذا كنت مطمنه انج عندها...

نوف وهي تزفر براحه: اشوا ...صبيتي قلبي قلت صار شي وإلا شي...بس جذيه؟؟

أن شاء الله ولا يهمج ..بس على شرط....

جواهر: وشو بعد ؟؟؟

نوف : تعشينا من مطعم شبستان .....يوصل منازل .....

جواهر: أن شاء الله والغنيمة ...بس من شبستان ؟؟؟ خليني اخلص من هالقضية

وبطلب لج اللي تبغينه ....

نوف: يله خليني أقوم أجهز أنا والعيال وأروح لأمج ...


في نهاية اليوم كان التقرير جاهز وذهب أبو حسن لتسليمه للمدير والذي ما أن قرأه

حتى أبتسم وطلب من سكرتيرة كتابة خطاب تغطية للتقرير تمهيداً لرفعه للنائب

العام..ثم التفت لأبو حسن وقال : تدري ....الجاني السواق طلع يحب الخدامة..

أبو حسن : يحب وحده ويثّور على ثلاثة ...

سيف: وكان بيصير فيه واحد رابع معاهم بس طلع ذكي وانَخش..


كانت جواهر تجهز نفسها للانصراف قبل أذان المغرب ...خرجت من مكتبها

وأغلقت الباب ثم توجهت للمصعد فرآها سيف وهو يقف مع أبو حسن والذي كان

على وشك المغادرة ولاحظ الحزن على وجهها....ودعتهم وأكملت طريقها وفوجئت

بسيف يلحقها ويدخل معها المصعد ويسألها : اتصلتي في أمج؟؟ شحالها الحين؟؟

أن شاء الله اشوا ؟؟

جواهر وهي تنظر للأرض : نعم سيدي...أن شاء الله إنها أحسن....

سيف: كالعادة كنتِ عند حسن ظني...وطلعت نتائج الأدلة تتطابق مع القاتل...

جواهر: أنا كملت شغل غيري سيدي....إحنا نشتغل كفريق وكلنا نكمل بعض...

فُتح باب المصعد وخرجوا أوصلها للباب وودعته وخرجت وبقى هو يراقبها من

خلف الزجاج إلى أن وصلت لسيارتها وصعدت فيها وذهبت .....تذكر قصيدة خالد

الفيصل المشهورة ....


يا ضايق الصدر بالله وسع الخاطر


دنياك يازين ما تستاهل الضيقه


الله على ما يفرج كربتك قادر


والله له الحكم في دبرة مخاليقه


حلو العيون استهانت دمعها الحادر


كف العباير حزين الدمع ما طيقه


حسايف الحزن يغشى وجهك الطاهر


والورد في وجنتك حرام تغريقه


يفداك قلب على ما تشتهي حاضر


يفداك باللي بقى لي من معاليقه


ما فات خله ولا تهتم من باكر


وأغنم من اليوم ما ساقت توافيقه



صعد ثانية إلى مكتبه ...


في المساء كانت جواهر جالسة مع نوف وأمها في الصالة وأكواب الشاي الأخضر

أمامهم على الطاولة ...








نوف: وأنتي شنهي القضية اللي شغلتج اليوم ...

جواهر: الجاني شاف الطباخ يضحك مع الخدامة اللي يحبها فقرر أنه يتخلص منه..

فأقنعه يروح معاه يجيبون أغراض من الزرع وراح معاه ...الأخ طلع ماخذ رشاش

الكلاشينكوف مال معَزبه وأول ما نزلوا طلَعه وثّور فيه كم طلقة.... والحارس كان

قاعد يتعلل مع حارس الزرع اللي حذاهم فطلع على الصوت رغم تحذيره وشافه

القاتل وقتله بعد ...ورجع البيت وكّمل على الخدامة بس لأنها شردت فصادتها

رصاصة وحده وقدروا يطلعونها ....وبتعيش وبتشهد عليه بعد..

نوف : وشو بعد هذا الكلاشنوف؟؟

ضحكت جواهر وقالت : كلاينشنكوف هذا اسم اللي اخترع هالرشاش الروسي

ميخائيل كلاشنكوف اللي صممه وهو في المستشفى قبل الحرب العالمية الثانية تّم

يدرس تصاميم أسلحة لين سوا تصميم حق بندقية آلية وأول من استخدمها كان

الجيش الروسي لكن عقبها تصنع حق العالم لأنه سهل وخفيف وسريع وبلاد كثيرة

قلدوه حتى الصين ومصر...

نوف: ابغي اعرف أنتي من وين تجيبين هالمعلومات؟؟

جواهر: من القراءة ومن الجامعة ومن التلفزيون ....ههه...ماقلتيلي عجبج

العشا؟؟

نوف: الحمد لله ...من زمان ماكلت اطباق ايرانية من رحنا دبي آخر مره...

جواهر: تصدقين وحشتني دبي....من زمان ما رحت لها ...أكيد تغيرت ...

نوف: طبعاً ...كل شهر تتغير مهب كل سنه ...

جواهر: والدوحة بعد بتصير مثلها وأحسن ...سمو الأمير الله يعطيه طولة العمر

عنده نظرة مستقبلية للبلد وكل الخبرا الأجانب يقولون أن المستقبل هنيه...

نوف: فديته والله ...متهيئلي لو شفته في مكان عام بحبه على خشمه...

جواهر:هههه...على خشمه عاد!!!

نوف: على خشمه وعلى راسه....كيفي...ولي أمرنا هذا...

جواهر: تعالي ..شخبار ريلج ..؟

نوف : مستانس ...مساعه متصل ومشّغل G3 ويراوني الشاليه اللي مأجرينه هو

ورفيجه ورواني كل شي والبحر قريب من الشاليه والمنظر يهبل ...ويقوللي شوفي

شفوتّي ..وقاللي أنه بيرجع مره ثانية معاي ويجيب العيال عقب ما شاف المكان كله

عوايل ....

جواهر: وشفتي رفيجه ؟؟

نوف : شفته كان رايح يسبح في حمام السباحة اللي في الشاليه...

جواهر: في الشاليه؟

نوف: اقولج كان شي عجيب ....لا اكيد بنروح إذا الله راد...

جواهر: الله يهنيكم ...ويهدّي بالج....

أطرقت نوف وقد فهمت مغزى كلامها ....


في نفس الوقت كان سيف مع سعيد في المقهى عندما لاحظ 3 فتيات جالسات

بالقرب منهم وهم يعبثون بهواتفهم وصوت ضحكهم مسموع فسأل سعيد...

سيف: هذول شيسوّن؟

سعيد: أبد ....يطرشون بلوتوث ويستقبلون غيره...

سيف: حق من ؟

سعيد: حق من يعني ؟؟؟ حقنا وحق غيرنا ... ما تشوفني من مساعه اضغط على

الجوال ؟؟ كنت ارفض ....وأنت عشان جوالك في مخباك ما تدري بهم...

سيف: ومصبغين وجوههم بألف لون ولون ....ما يدورن أنهم جنهم سيابيل وهم

يضَحكون ....؟

سعيد: شوف هذي جنها حاطه جص على وجهها ...

قهقه سيف بقوه لتشبيه سعيد .... ثم ارتشف القليل من Cafe la tea

ثم سرح قليلاً إلى أن أحس بيد سعيد عليه تهزه وصوته وهو يقول: اللي واخد

عقلك يتهنا به....

سيف: أن شاء الله ....

اعتدل سعيد في جلسته وهو يقول : احلف ....

ابتسم سيف وقال : والله ....

سعيد: يعني بديت تفكر ...

رسم ابتسامة لؤم على وجهه ثم قال : أصلا طول عمري وأنا أفكر فيها ومحد قاعد

في عقلي ومتربع في قلبي غيرها ....

سعيد وهو متعجب: أنت قصدك على من ؟؟

سيف: أمي حبيبتي بعد من!!!

سعيد: مالت عليك وعلى اللي يسولف معاك ....

قال سعيد ذلك وصّد عنه وهو يصطنع الغضب ....فابتسم سيف وقال : اليوم أخرّتها

في الشغل مسكينة ...وأمها مريضه ...

لم يرد عليه سعيد فأكمل : بس حسَت بالمسؤولية وتصَرفت ....خَلت حد يقعد معاها

لين خلصت شغلها .... تصدق أمها مالها إلا هي ....مثلي ...بالضبط ... حسيت

بالذنب لأني أخرتها عنها...ووصلتها لين الباب ....

تأمله سعيد بنظرة لؤم ثم سأله : أنت عن من تتكلم ؟

سيف: عنها ....بعد من يعني ؟؟

سعيد: من يعني ؟ أنا مدري أن أمك تشتغل ...وإلا أن عندك جدة للحين عايشه!!

سيف: ومن قالك أني أنا أتكلم عن أمي ؟؟

سعيد: أنت ...توك قايل....

سيف: وأنت كل شي تصدقه ؟؟؟

لم يرد عليه سعيد ولكنه صّر بعينيه وهو ينظر لسيف الذي ضحك بصوت عالي...



في اليوم التالي


وصلت جواهر في الوقت المناسب لمكتبها لتلاحظ وقوف ابتهاج عند الباب وهي

تهز رجلها من التوتر ....سلمت عليها وفتحت الباب ودخلت ودعتها للدخول... لما

جلست اتصلت بالفراش وطلبت لهما قهوة وسألت ابتهاج : شخبارج ابتهاج؟؟ جني

من زمان ما شفتج ...

ابتهاج : أنتي بتسهبلي...؟ منتي شافياني امبارح واول امبارح ...بس اكمنك كنتي

مشغولة بقضية بتاع المزرعة فمخدتيش بالك من أي حاجة وأي حد ...

جواهر: أي حد وفهمناها ...بس أي حاجه !!! شقصدج ... شصار أمس وأنا ما

لاحظت؟؟

ابتهاج : أنتي ما شفتيش خلود وهي نافشه ريشها وبتقول لنا أنها كلها أيام ونيجي

نترجاها عشان تتوسط لينا ...

جواهر: ليش تتوسط لكم ؟؟؟ أنتو محتاجين شي؟؟؟ ومن من بتتوسط لكم ؟؟

ابتهاج : مائالتش...بس باينه ....أكيد من المدير بتاعنا ...

جواهر: شمعنى ؟؟؟

ابتهاج : ماهو دا اللي محيّرني ومش عارفه ليه دلوئت بالزات ....

جواهر: وأنتي ليش محتره ؟؟؟ خليها تتكلم على كيفها ...أنتي تدرين أن مديرنا ما

يعطي وجه لأي احد ....خاصة لو كان مثلها...

ابتهاج : بس أنا أُلتلك أنها بترسم على تقيل اوي وأنتي ماسدئتنيش.....

جواهر: حبيبتي أنا معاها أؤمن بمثل معروف يقول ( فيه ناس تحشمهم وناس

تحشم نفسك عنهم ) تعرفين شمعناه ؟؟

ابتهاج : لا ..يعني أيه ؟؟

جواهر: يعني ناس تحترمينهم وناس تحترمين نفسج منهم ...على قولتكم أنتو على

بنات الحواري أنكم تترفعون عنهم لأنهم لين دخلوا في خناقة معاكم بيفرشوا لكم

الملايه ....صح؟

ابتهاج : صح ...بس هي ممكن فعلاً تفرشلي الملايه ....؟؟

جواهر: وأنتي بتعطينها فرصه؟؟ سوي مثل ما تقولون انتو صباح الخير يا جاري..

أنت في حالك وأنا في حالي... فهمتي وإلا لسه؟؟

ابتهاج : فهمت طبعاً ...

ارتشفت جواهر من القهوة وهي تفتح بريدها الالكتروني الخاص بالعمل....جلست

ابتهاج معها قليلاً قبل أن تعود لمكتبها ....







في منتصف النهار وقبل صلاة الظهر نهض سيف من مكتبه وقرر أن يخرج ليتمشى

قليلاً ليمرن رجله وفي نفس الوقت يطمئن على سير العمل ....مر بمكتب جواهر

ولاحظ من خلال الزجاج أنها منهمكة في عملها فأكمل طريقة للمكاتب الأخرى وبعد

عشر دقائق عاد لمكتب جواهر ووقف عند الباب مستنداً عليه رافعاً قدماً على

الأخرى ولم يتكلم إلا أن أحست أن هناك غيرها في الغرفة فرفعت رأسها ورأته

فحاولت الوقوف ولكن سيف منعها قائلاً : خلج ..خلج ...أنا مار على الموظفين

بسلًم وبشوفكم محتاجين شي ...

جواهر: شكراً سيدي....

سيف: شحال الوالدة أن شاء الله بخير؟

جواهر: الحمد لله ارتاحت على العلاج لين تشوف موعدها مع أخصائي القلب..

سيف: منهو الأخصائي اللي تروحون له؟

جواهر: د. جاسم السويدي...

سيف: زين ...زين ...هذا رفيقنا ...حتى أحمد يعرفه ...بوَصيه عليكم ...

جواهر: لا تكلف على نفسك سيدي ...أنا اقدر ادبّر عمري ...

سيف : أدري ...أدري أنج تقدرين تسوين كل شي ...بس أنا مستحب أني أساعد

أمج ...لأني أحسها مثل أمي ....والله العالم أني أعزها مثلها حتى وأنا عمري ما

شفتها ....

ابتسمت جواهر وقالت : شكراً سيدي ...ما تقصر ....

وقف قليلاً ينظر لها وهي تعبث بالأوراق التي أمامها فقال : يلله بروح أصلي

تأمرين على شي؟

جواهر: سلامتك ...سيدي...

ثم تحرك عائداً لمكتبه.. ليتوضأ ويذهب للصلاة في المسجد الصغير الخاص

بالمجمع ....


بعد أن صلّت جواهر المغرب جلست مع أمها في الصالة ...وجاءت الخادمة تعلن

قدوم ابن عمها سالم فلبست شيلة وذهبت لتفتح الباب بنفسها له وهي تبتسم

وترحب به جواهر : حياّك حياّك ....اقرب ...اقرب...

تقّدم سالم لها وهو يسلم : هلا ببنت عمي اللي ما تسأل ....

أدخلته وهي تقول : والله أني مشغولة وكنت مسافرة وتونّي جاييه من السفر...

سلم على أمها وجلس بجانبها وهو يقول: شحالج يمه أن شاء الله بخير...

أم جواهر: بخير جعلك بخير...أنت شحالك ؟؟ طمني عنك؟؟؟

سالم: أنا بخير دام أنج بخير..

أم جواهر: متى وصلت ؟

سالم: اليوم الصبح...رقدت شوي وجيتج بتعشى معاكم ..عندكم عشا والا اروح

اشتري؟؟

جواهر وهي تبتسم : شتشتري الله يهداك!!! الخير وايد..

وقفت لتذهب للمطبخ فقال لها سالم: اقعدي مهب الحين ...تو الناس..ليكون تبغين

تعشيني عشان اطلع... أنا جاي اسهر ترى...

ضحكت جواهر وعادت للجلوس وصبت له كوب من الشاي ثم سألته : شخبار

اسكتلندا ؟ وشخبار بناتهم؟؟

سالم : البلد للحين حلوة وبناتهم للحين حلوات ....بس ضعاف وايد ...

ما ياكلون..معصقلين ...

جواهر: قصدك على الموضه ....مثل العارضات...

سالم: أي عارضات الله يسلمج....هذول مافيهم طول ....عادي طولج يعني ... بس

شقر بنات اللذين...طبيعي مهب صبغ....والعيون اه من العيون ....خضر وزرق..

مثل زرقة البحر في الصيف...

جواهر: بل بل... ليكون خذت وحده منهم ؟؟؟

سالم : يخسون ...أنا اخذ منهم !!! هذول اللي لي وحق غيري؟؟؟؟ أنا مرتي لازم

تكون ملكة جمال ....وتكون ذكية وطيبة ودينّه وتموت فيني ....وبخليها بعدين

تحبكم ...يله شتبون بعد....؟

جواهر: ومن وين بنجيبها لك بالله هالمره؟؟؟

سالم : لين نويت أتزوج بتروحين تدورين وغصبن عنج بتتعبين لين تلقينها مرتي

حبيبتي...

جواهر: ومتى ناوي أن شاء الله؟؟

سالم : للحين ....ارتاحي الحين ...توني مخلص الجامعة ....

جواهر: عيل شبتسوي الحين ؟؟؟

سالم : ابد ...بعيش طرطنقي شوي.... ابغي أحس بالحياة ....ابغي أعيش...

جواهر: وأنت طول هالسنين كنت ميت؟

سالم: طبعاً... كارفينا طول هالسنين ....دراسة ودراسة ....وتدرين علي ماخلاني

ارتاح عقب الثانوية...

جواهر: أخوك العود ويفكر في مصلحتك...

سالم :والحين وناسة هو لاهي بمشاكل الشركة ومشاكل عياله ...وبرتاح منه

شوي...

جواهر: ههههه الله يغربل بليسك ولا كأنه أخوك ....

سالم : سنداره هالاخو..استوى مثل الشياب من توفى الوالد الله يرحمه ... جنه

روح الوالد انتقلت له....

جواهر: استغفر الله شهالكلام ...قمت تخوره أشوف ...

سالم : هههه يمه شوفي جوجوه شتقولي ...أنا اخوره !!!

ام جواهر: كيفك انت وياها ....

سالم : افا الحين أنا قلت أمي بتوقف معاي تقومين تقولين جذيه !!! خلاص بروح

عنكم ...خلو عشاكم لكم ( ووقف بطريقة مسرحية فأجلسته جواهر ثانية )

جواهر: اضحك معاك وأنت صدقت !!!

سالم : قولي آسفة عمي...

جواهر: آسفة عمي ...

سالم : حبيني على راسي ...

جواهر: تخسي ....ترى أنا اللي اكبر منك مهب أنت اللي اكبر مني....

سالم وهو يضحك : كله مشّوطه هالبنت ...!!!

جواهر: روح حق اللي قاص عليهم ولا يشوطون ...

سالم : انا شسوي ...؟؟ مهب بيدي أن الله خلقني جميل ....والمعجبات يحذفون

نفسهم علي..

جواهر: عدال...لا تنفجر من التواضع ...

سالم : بتروحين معاي السينما بكرة؟؟

جواهر: وأمي وين أخليها؟ بروحي أخليها بسبة هالدوام بعد أروح السينما...

سالم : نادي اللزقه تقعد معاها...

جواهر: من قصدك ؟؟

سالم : بعد من هذي نايف مدري نواف ....

جواهر: هذي اسامي صبيان .....وبعدين اسمها الشيخة نوف....

سالم : شاخت عظامها وعظامج ....مهب علي الشيخة هذي...

جواهر بهلع : اسم الله علينا ....

سالم : خلاص ...خلها تنفعج ...انا قلت بوديج لأنج متملله وعشان اخذ اجر فيج

لكن الحين خل نوافوه تنفعج....


سالم في الثانية والعشرين من عمره, طويل وذو بنية معتدلة وسيم مهتم بنفسه له

لحية على شكل القفل أنيق جداً يرتدي دائماً أفضل الماركات...أبن عم جواهر والذي

عاش اغلب وقته في بيت جواهر وربته أمها كابنها الذي لم تنجبه ...لذا لهم معزة

خاصة بقلبه ويعتبرهم كأم وأخت له لأنه لم يكن له أخت فقط 7 أخوة .... الأكبر

حمد كان هو المسيطر على العائلة بعد وفاة أبيهم ...درس هندسة الحساب الآلي

في اسكتلندا في جامعة The University of St Andrew إجازاته كان

يقضيها في بيتهم.. حتى أنه كان لديه غرفة في الطابق السفلي ينام فيها أحيانا...

************************

 
 

 

عرض البوم صور reem99sh   رد مع اقتباس
قديم 03-06-08, 01:29 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63033
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبوبي(m)الغالي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبوبي(m)الغالي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : reem99sh المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

هذي القصص والا بلاش
تسلم لي هالاصابع الذهبية والخيال الممتع......
كنت اتمنى اعيش قصص حب ما اطلع منها ابد
اتمنى لك التوفيق ولا تطولين

 
 

 

عرض البوم صور محبوبي(m)الغالي   رد مع اقتباس
قديم 03-06-08, 09:30 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 27124
المشاركات: 1,276
الجنس أنثى
معدل التقييم: reem99sh عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
reem99sh غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : reem99sh المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الرابع عشر



في منزل جواهر

فيما بعد وبعد أن تناولوا عشائهم جلسوا في صالة التلفزيون وامسك سالم جهاز

التحكم بيده واخذ يشاهد قناة الكأس...كان هناك تحليل بعد إحدى مباريات دوري

كرة القدم القطرية وكان منصت للغاية لهم ولم ينتبه لجواهر التي أتت من وراءه

وألصقت فمها بأذنه وصرخت قائلة : تبغي شاي؟

قفز سالم من مقعده وهو يصرخ: الله ياخذج ... شفيج؟؟

جواهر وتبدو البراءة على وجهها: مافيني شي ..أسألك تبغي شاي؟

سالم : عمى بلى عمى يعميج ....جذيه يعزمون على الناس...

جلس وادر لها ظهره وعاد لمشاهدة البرنامج ....وهو مقطب حاجبيه...وعادت

جواهر وخفضت رأسها مرة أخرى قائلة : أنت مندمج وما تسمعني من مساعه

أسألك وأنت خبر خير...

دفع رأسها بقوة للخلف وهو لازال في نفس جلسته قائلاً : ازحمي عن راسي لا

اعطيج سطار والصقج في الطوفه...

ذهبت جواهر للمطبخ الداخلي وهي تضحك وجدت الخادمة قد أعدت صينية الشاي

والقهوة فحملتها وعادت لهم ... وضعت الصينية على الطاولة إمامهم وصبت

فنجان قهوة لأمها أولاً ثم لسالم الذي أخذه ولا زالت عيونه متسمرة على الشاشة

وشرب ما فيه في رشفة واحدة ووضع الفنجان على الطاولة ...

انتظرت جواهر إلى أن انتهى البرنامج والتفت سالم لهم فصبت له كأس شاي

وناولته إياه وصبت لها آخر وسألته: الحين أنت من صجك؟ جاي تقعد عندنا ومن

زمان ما شفناك وتجابل التلفزيون !!

سالم : غبية أنتي وإلا تتغابين؟ الحين أنا ما بغيت القى هالتحليل اللي خلاني اعرف

شالسالفه هالأيام وتبغيني اهده واجابلج!!!!

جواهر : أي سالفه مع ويهك؟؟

سالم : الدوري يعني شسالفته !!!

جواهر: وان شاء الله لي فازوا بتطلع في المسيرة معاهم مثل كل مره؟

سالم : لو فاز الريان واشك إنه يفوز ...بسوي اللي ما يستوي لكن لو فاز غيره

عادي بنسوي مسيرة وبنستعبط ....

جواهر: أنا قلت تخرجت وعقلت تراك للحين بزر...

سالم : بزر في عينج ...جوجوه ...تراني معطيج وجه لا تخليني احرمج من شوفتي

أسبوع عشان تتأدبين ...

جواهر: ويهياك قلبك؟

سالم : اذا مللتيني ...ايه..

جواهر: خلاص مهب مللتك ...

سالم :قومي صبي لي شاي مره ثانية....

جواهر: أن شاء الله عمي ....

صبت له كأس ثانيه من الشاي وصبت لها كذلك ثم صبت لأمها فنجان قهوة...

سالم بصوت واطئ : شخبار الموعد ؟؟

جواهر: ما لقينا قبل...الدكتور مسافر وبيجي عقب كم يوم والموعد عقب اسبوع..

سالم : والدكتور زين؟

جواهر: يمدحونه ...بس أنا اول مره بروح له...اسمه د. جاسم السويدي..

سالم: قطري ؟؟!!!

جواهر: قطري ....ليش فيه شي؟

سالم : كنت بروح معاكم ...بس يمكن يعجب فيج الدكتور واذا رحت معاج يحسبني

ريلج وما يتقدم....

جواهر: ههههههههههههه سويت فلم هندي .....بيعجب فيني وبخطبني بعد !!!

انزين وإذا طلع كبير ودب وقبيح ولابس نظارات متينه ... وما عجبني ؟؟ شسوي؟

سالم : مهب مهم ...المهم انتي تعجبينه ....

جواهر: قم اشوف ....قم اطلع من بيتي ...الشرهه علي اللي مخليه نوف حبيبتي

ومجابلتك مع ويهك ..

سالم : روحي زين ....قال بيتها قال....يمه تسمعينها شتقول ؟؟

نظرت له أم جواهر للحظه ثم صدت بوجهها عنه وعادت لمشاهدة التلفزيون...لقد

تعودت على مشاحناتهم الدائمة ...

وقف سالم عند اهتز هاتفه النقال ألقى نظره على المتصل وقال : أنا إنسان عندي

كرامه..(وأخذ يغني مقلداً عبد المجيد عبد الله) بريحك مني خلاص وبغيب عن

عينك..مادام هذي رغبتك لازم أحققها ...

جواهر: من صجك انت ؟؟ اقعد عاد ..

سالم : وقتكم انتهى خلاص... في معجبين غير ينطروني في المجلس...

جواهر: في الميلس والا ....

سالم : كيفي ...في المجلس وفي ....حرّه ....يله مع السلامه ....

وغادرهم وعلى وجههم ابتسامة ....كان ينجح دائماً برسمها على وجوههم..


في نفس الوقت كان سيف يتجهز للمغادرة الى المجلس وشرب فنجان قهوة معه ثم

قبلها على رأسها مودعاً إياها قائلاً : لا تسهرين وتنطريني ...بروح المجلس

وبعدين بطلع مع سعيد ويمكن أتأخر..

أمه : اصلاً مافيني رقاد ... لا تحاتيني ...

سيف: بتم افكر فيج لأنج تنطريني ...فديتج يمه ارقدي ...

امه : لين جاتني النوده برقد ...خلاص روح أنت ولا تحاتي...

وصل المجلس بعد دقائق ووجدهم مجتمعين ...سلم عليهم ثم جلس بين أحمد

وسعيد ووضع ذراعيه خلهما على الكنبة ثم قال : طبعاً تعشيتوا....مالكم رفيق.

ضحك احمد وقال : اطرش الصبي يجيب لك عشى؟ الخير واجد ...

سيف: واكل بروحي كني مجروب ...!!!

عبد الله : شدعوه ...!! مجروب عاد!!!

سيف: عيل شفيها اذا نطرتوني ....خونه ...خلاص مابغي عشاكم ...

سعيد: ما عليكم منه ...هذا متعشي مع أمه ويقص عليكم...

ابتسم سيف وهو يقول لسعيد : وأنت ليش تتليقف ؟؟؟

عبد الله : صدق انك نذل ...يعني متعشي وتخلينا نتلَوم فيك !!!

سيف وهو يضحك : أحسن ...عشان ثاني مره تنطروني ...

في تلك اللحظة دخل سالم المجلس فوقفوا جميعاً ورحبوا به وسلموا عليه وجلس

بقربهم وهو يسأل: الا المجلس خالي اليوم غريبة!!!

عبد الله: واحنا مهب عاجبينك؟

سالم : مهب قصدي ...عادةً يكون مليان ما شاء الله حتى اخواني محد!!!

أحمد : يا ابني اليوم أول الأسبوع متلخلخين من الدوام ...

سالم : الكبر شين ...مشكله هالشياب...

عبد الله : أنت متى وصلت ؟

سالم : الفجر ...وما شفت حد في بيتنا جنه مهجور ...ما شفت الا بنت عمي وأمي

مزنه وتوني جاي من عندهم ..

احمد : تعشيت والا نحطلك عشى؟

سالم : تعشيت عند حبيبة قلبي فديتها ...ما خلتني اطلع من عندهم الا وانا شبعان

لا ابشرك وغداي بكره عندها بعد ...تبغي تسوي لي مجبوس هامور اللي احبه..

التفت عليه سيف واخذ ينظر له غير مصدق ما يسمع... ( من يقصد هذا ؟؟؟

معقولة قصده جواهر ... هو ما قال ...يمكن وحده ثانية )



بعد ساعة كانت جواهر تتحدث مع نوف وهي في غرفتها ...

جواهر: وقالي أن امي مثل امه ...

نوف: يه ..يه.. تطور هذا ...حنون صاير ويفكر في غيره..

جواهر: حس بالذنب الا عشان كرفني امس وامي مريضه..

نوف: شهالذنب اللي من امس لليوم !!!!

جواهر: تعالي ....يسلم عليج سالم ...

نوف بملل : مابغي سلامه ..خله له...متى رجع هذا بعد؟

جواهر: اليوم الفجر...شوفي عاد ويوم جانا مساعه ذكرج...

نوف: اكيد تطنز علي كالعاده...

جواهر: حرام عليج كله ظالمته ....

نوف :شعنده ؟

جواهر: جاي يسلم علينا لأنه خلص الجامعة خلاص وتخرج...

نوف: الحمدلله على السلامه ...مابغى يتخرج ...شبع من الهياته مع الانجليزيات

جواهر: نوفه حبيبتي....شفيج عالريال...؟

نوف: ما فيني شي ...بس ماحبه ...ما ادانيه خير شر...

ضحكت جواهر وهي تسمع كلامها فالشعور متبادل بينهما...استمرت مكالمتهما

نصف ساعة ثم أقفلت جواهر لأنها أحست بالنوم يطبق عليها..



فيما بعد


كان سيف مع سعيد في المقهى والصمت بينهما ...وسعيد يلتفت على سيف وينظر

له ويوشك أن يقول شيء لكنه يعدل عنه ...حتى واتته الشجاعة في أن يسأله :

أنت من طلعنا من الميلس وانت ساكت ....شفيك ؟؟؟ شاللي شاغل عقلك؟

سيف: ما شي...

سعيد: علي انا ؟؟؟ بتكلم ؟ والا انا اتكلم...

سيف: تكلم من ماسكك ؟

سعيد: سالم ضيّق عليك؟

سيف: اشمعنى سالم يعني ؟؟؟

سعيد: لأنه قعد يهذر عن بيت عمه قدامنا ...

سيف: أصلاً هذا احمد واخوه وولد عمه ما عندهم ما يعرفون سنع ..يبيلهم حد

يربيهم من الأول..

سعيد وهو يضحك : كلهم مهب متربين؟ ليش يبه ؟؟

سيف: عيل يقولهم ( مقلداً سالم ) تعشيت عند حبيبة قلبي فديتها ...ماخلتني اطلع

من عندهم ألا وانا شبعان ...وغداي بكره عندها بعد بتسويلي مجبوس الهامور اللي

احبه.. وهم يتضحكون وعادي عندهم ...

سعيد : كلامه عادي ما اشوف فيه شي ...

سيف: يعني عادي يتكلم عن أختهم قدامهم وقدام الرجاجيل ويقول حبيبة قلبي...

ضحك سعيد وقال : أنت ليش مخك وصخ؟ والبنت وينها في السالفة ؟

سيف: البنت في السالفة كلها .....شفيك؟؟ زاد غبائك !!!

سعيد: أنا !!! احتمال ...

سيف:أنت ما سمعته يوم يقول عنها أنها حبيبة قلبه ؟؟؟

سعيد: هو ما جاب طاريها ابد ...لا تقعد تسوي إشاعات ...

سيف: والله انه قال .... وأنا متأكد من اللي سمعته..

سعيد: هو قال تعشى عند حبيبة قلبه بس ما قال إنها بنت عمه ...

سيف: معاك حق يمكن خدامتهم عيل....

سعيد : الحين حتى لو كلامك صحيح.. أنت شحارك ؟؟؟ هم أخوانها وعادي عندهم

وهو ولد عمها ....يمكن يحبها صج وبياخذها....

سيف بانفعال: أنت شتقول هذا اصغر منها بوايد...هذا بزر شتبي فيه؟؟؟

سعيد وبكل هدوء : إذا عن العمر أنا اعرف شباب وايد ماخذين بنات عمرهم اللي

اكبر منهم ....عادي ...

لم يرد سيف عليه لكنه وجه نظره لأبعد نقطه وبدأ بالتفكير .....كانت أفكار

سوداويه....لم يعرف ماذا يقول او ماذا يفعل ....











بعد عدة أيام


تغيرت حالة سيف النفسية والجميع لاحظ ذلك فقد اخذ بالانطواء ولم يتحدث مع

الجميع كعادته بل كان يكتفي بأبسط الكلمات لم يعد يرغب بالذهاب إلى المجلس

وحتى عندما يخرج مع سعيد كان يكتفي بالتعليق البسيط على أحاديث سعيد .....

لقد خمن السبب ولكنه لم يناقشه فيه بل أراد لسيف أن يعيش الوضع بأقسى ما فيه

ليكتشف بنفسه مشاعره الحقيقة , لابد من أن يجتاز مرحلة الإنكار ليدخل مرحلة

القبول.. وعليه أن يكون لوحده في هذه المرحلة ...



في مكتبه كان سيف يتذكر اجتماعه الشهري مع الموظفين ....حاول أن لا يحصل

أي تواصل بالعيون مع جواهر...حاول بكل الطرق أن يتجنب النظر لها وهو يتناقش

معهم ...وكم كان ذلك صعباً خصوصاً أنها جلست مقابله على طاولة الاجتماعات

وحاول أن يركز نظره على الآخرين وخصوصاً خلود التي حضرت بأكمل زينتها

حتى عندما دخلت المكتب تسبقها رائحة عطرها النفاذة ونظراتها التي كانت عليه

منذ أن دخلت من الباب....كان يهرب من جواهر إلى خلود بدون قصد منه...لم

ينتبه أن الجميع لاحظ نظارته لخلود مما أسعدها ...حتى انتهى من الاجتماع وترك

الطاولة وهو يتصنع الانشغال بهاتفه النقال ووضعه على أذنه وتركهم جميعاً ووقف

أمام النافذة وهو معطيهم ظهره ينظر الى حديقة المجمع..


عادت جواهر إلى مكتبها ومعها ابتهاج التي أخذت بإبداء امتعاضها من تصرف

المدير أثناء الاجتماع ...وجواهر معها بجسدها فقط ولكن عقلها كان بمكان اخر..

ابتهاج : مكانش بيبص لحد غيرها !!! أنت مبترديش ليه؟؟ هو أنا بكلم نفسي؟

جواهر: نعم ؟؟؟ أنتِ قلتِ شي؟

ابتهاج: لا أبداً كُنت بقول مالك؟

جواهر: ما فيني شي؟

ابتهاج : علّي أنا الحركات دي؟؟ لا ياختي خدي بالك أنا خابزاك وعجناك....

جواهر : شدعوه فطيره!!!

ابتهاج: امك ازيها؟

جواهر: بخير أحسن مع الحبوب اللي كتبها لها الدكتور...

ابتهاج : وانتي شافيه أن اللي حصل شيء عادي؟

جواهر: وشو ؟

ابتهاج : لما المدير بتاعنا يسيبنا كلنا ويفضل يبص للي ماتتسماش طول الاجتماع

يبئا كلامها طلع صحيح...

جواهر: ما كان يطالعها هي بس.... نظره كان على الكل أنتِ تبالغين ... يمكن

لفتت نظره مثلنا من هيئها الغريبة المبالغ فيها ...خبرج...

ابتهاج وهي تحك ذقنها: يمكن .. دي عامله زي عروسة المولد... أنا نفسي

اشوفها ساعة عزا ..او وهي صاحية من النوم..

جواهر: عزا؟؟؟ الحين تشوفين العالم يروحون العزا بمكياج كامل... راحت ايام

التعاطف مع الناس وحزنهم ...وصار اذا كانت الوحده متوفي لها قريب وايد مثل

امها او ابوها تتنازل وتحط كريم اساس بس.... يا زَعَم هي حزينة...

ابتهاج : معاكي حئ ....بس عندنا الحال زي ماهوا ...يمكن اللي بيعملو كده هم

الناس المتريشه بس...

طلبت ابتهاج لهم فنجانين قهوة واخذوا يراجعون بعض الأوراق ولم يلحظوا أن

سيف وقف من بعيد وهو ينظر لجواهر ويمسك ورقة في يده ليبدو أنه يقرأها..

تحرك عائداً لمكتبه عندما سمع صوت موظف في الممر....

كان في مكتبه بعد أن صلى الظهر يتفحص البريد ولكنه قفل الملف بقوة ثم تنهد

في هذه اللحظة اكتشف سبب ضيقه وملله .....اكتشف سبب سهره وعدم نومه...

اكتشف سبب فقدان شهيته وعدم جوعه ....اكتشف جلوسه في بيته وعدم رغبته

في السمر مع الأصحاب ....وقف بسرعة وذهب للنافذة وأحس بغصة في صدره لقد

اكتشف أنه يحب ....يحب جواهر ....شعور مختلف عن شعوره تجاه أي احد..

حتى جين ....كان شعور قوي جارف به الكثير من الأنانية والاهتمام.. أنانية منه

لأنه يرغب بأن يكون الوحيد في حياتها ....والاهتمام بكل تفاصيل حياتها

الصغيرة... كان يحبها ....لأجل ذلك كانت تصعب عليه حين تقوم بكل مشاورها

لوحدها ... كان يرأف لحالها ....( كنت أتمنى لو أني اروح معاها كل مكان عشان

ما تكون بروحها ....شالفايده الحين فات الاوان....ولد عمها يبغيها.. يمكن عشان

جذيه كانت ترد اللي قبل.. لأنها تنطره يخلص دراسته.... مالت عليك من قلب

....اللي ما تعرف متى تحب والا من ....)


في المساء وبعد صلاة المغرب


توجهت مع أمها لعيادة القلب وبعد أن انتظروا ساعة دخلوا على الطبيب تفحصته

جواهر لثانية قبل أن تجلس مع أمها إمام مكتبه الصغير ..كان شاب في الأربعينات

من عمره ممتلئ الجسم تبدو عليه الثقة الشديدة بالنفس....وبعد أن اخذ بعض

المعلومات تفحصها لدقائق ثم قرأ التحاليل المرفقة مع جواهر واخيراً التفت على

جواهر وقال بهدوء ورزانة : الوالدة محتاجه فحوصات جديدة وبعضها دقيق

ويبغيلكم شوية صبر....وبحاول اشوفكم بعدها ..

جواهر: يعني ما تقدر تعرف من الفحوصات حالتها بشكل مبدئي...

د.جاسم وابتسامه مرتسمة على وجهه: اختي أنا مقدر خوفج على امج ...بس أنا

ما تعودت أعطي تشخيص مبدئي.... لازم المريض يسوي كل التحاليل اللازمه

عشان مع النتائج تكتمل عندي الصورة واعرف أيش نواجه بالضبط...

جواهر: والدوا ...نكّمل عليه...؟

د.جاسم : مهب كله ...بس نوع واحد ( وامسك العلبة لتراها ) Dilatren هذا

لضغط القلب وبضيف لكم حبوب ثانية تعطينها حبه وحده في اليوم لين أشوفكم مره

ثانية...

التفت على الممرضة وسألها : متى اقرب موعد ممكن اشوفهم فيه؟

تفحصت الممرضة دفتر المواعيد وقالت : بعد أسبوع مناسب الساعة 7 فالليل ؟ في

مريض اعتذر لأنه بيسافر .......

جواهر: مناسب ....نكون خلصنا من التحاليل والفحوصات المطلوبة...

د.جاسم : اتفقنا عيل ....بنطركم بعد أسبوع أن شاء الله ...( ثم التفت إلى أمها

وأكمل ) لا تحاتين يمه أن شاء الله مابه الا الخير...واللي الله كاتبه هو اللي

بيصير...

ام جواهر: ونعم بالله ....








خرجوا من عنده ونزلوا بالمصعد إلى الدور الأرضي وأجلست أمها على كرسي ثم

اتصلت بالسائق ليأخذهم الذي لم يتأخر وخلال دقائق كان ينتظرهم أمام الباب

صعدوا للسيارة وعادوا للبيت ولكنها في الطريق أمرت السائق بأخذ طريق

الكورنيش لترفه عن أمها قليلاً ...اشترت لها عصير طازج من الانفال ثم أكملوا

طريقهم للبيت...


فيما بعد... وبعد أن وصلوا للبيت جاءهم سالم ليتطمئن على ام جواهر...

جواهر: تعشيت ؟

سالم : مابغي... ردي علي ...قال شي الدكتور؟

جواهر: طلب فحوصات زياده وعطانا موعد بعد اسبوع...

سالم : موعد مع طبيب في مستشفى حمد بعد اسبوع !!! اكيد دكتور خرطي ومحد

يبغيه....

جواهر: حرام عليك هذا وايد زين بس حظنا أنه واحد لغى موعده وحطونا بداله..

سالم: وصدقتي ؟ هذي لعبه عشان يبين أنه مزحوم...

جواهر: انا شفت بعيني الممرضه وهي تحط اسم امي بدل الريال... وبعدين الدكتور

جاسم يعرف احمد...

سالم : والله والكوبه...هذا سبب اقوى انج تدورين عن واحد ثاني...

ضحكت جواهر وقالت : لا يسمعك احمد ياويلك...

سالم: المعاش اللي ينزله في حسابي خله يقطعه....

جواهر:قصدك يكلم اخوك عشان يقطعه ....ما انت عايش بطالي واخوك بصرف

عليك...

سالم : الحين هو ساكت وراضي ...انتي شحارج؟؟؟ وبعدين هذا حلالنا كلنا...

جواهر: وانت ما تستحي على ويهك ريال شكبرك للحين تاخذ مصروف من اخوك؟

متى بتشتغل..؟

سالم وهو غاضب : ومن قالج أني مهب مشتغل ...توه امس قايللي عن وظيفة في

الشركة بس أنا افكر اروح اقدم في هيئة من الهيئات..

جواهر: تهد شركتكم وتروح حق الغُرب...

سالم : اخاف يمللني عقب لين تم مشاهدني كل يوم.... وليش متأخر وليش

هالشغل.. ومن هذا الكلام ...

جواهر: ويمكن ما يسوي معاك أي شي من انت تقول عنه ....اصلاً انت كله تبالغ.

سالم وهو يقف : يتروالج ..لأنج ماتعرفينه كثري ....يله بروح المجلس .... مع

السلامة..



فيما بعد في المجلس

كان سيف جالس مع سعيد وعبدالله واحمد وانضم لهم سالم ....

أحمد :وش اللي شغلك عن المجلس كل هالمده ...

سيف: مشاغل ياخوي ...مشاغل...

تفاجأ الجميع بدخول عبد العزيز المحامي عليهم الذي سلم عليهم وجلس ... وبعد

اقل من نصف ساعة طلب من احمد أن يحدثه في موضوع على انفراد فذهبا الى

زاوية المجلس مع نظرات سيف تتبعهما...

وبعد نصف عشر دقائق انتهى عبد العزيز من حديثه فسلم عليهم وغادر المجلس..

انتظروا احمد الى أن جلس وسأله عبد الله : شيبغي منك هذا ؟

أحمد : ابد ...جاي يخطب ...

عبد الله : يخطب من ؟؟

احمد : الرضيعه بعد من ؟؟ بنتي للحين ياهل...

سالم :ومن هذا بعد ... ومن ابوه ....بروح اسأل عنه ؟؟؟

كان سيف يتابع الحوار بينهم وهو مستغرب... ويفكر بسرعة..بأسرع من السرعة

نفسها...( الحين مهب هذيه اللي كان يقول عنها حبيبته ... بيروح يسأل عن عبد

العزيز...كيف تصير ... يعني كلام سعيد كان صحيح ؟ ما كان يقصدها ....عيل من

يقصد؟؟ هي وحيدة أمها !!! والله مشكلة...يعني طلعت مهب له والحين طارت من

يدي !!! يخطبها هالخايس وانا قاعد مثل الاهبل ..)

حلت عليه المسألة كالصاعقة ... كانت متاحه له والآن ....خطبها شخص اخر...

غيره ... ماذا يفعل....؟؟ ماذا بإمكانه فعله الآن؟؟ كم كان غبياً...

كل هذا كان يجري أمام المتفرج الأوحد سعيد....كان يعلم بكل شي ولم ينطق

بحرف... ماذا بإمكانه القول؟؟؟ لا شي ....فجلس متفرجاً فقط...ينظر الى وجه

سيف ثم وجوه البقية ثم يعود لوجه سيف وهكذا....حتى استأذن سيف للمغادرة

ومعه سعيد.... صعدوا للاند كروزر بدون أن ينطقوا بأي حرف وتوجه سيف تلقائياً

للشاطئ الموازي للنادي الدبلوماسي ونزل ولحقه وفتح الباب الخلفي للسيارة

وجلس عليه وفعل مثله سعيد ....كان ينظر لأمواج البحر والأضواء المنعكسة على

سطح الماء في ظلام الليل كان البحر غامضاً ولكنه في نفس الوقت مغرياً

للسباحة...مع أن الوقت كان متأخراً لكن كان هناك بعض العوائل المتوقفة سياراتهم

بجوار الشاطئ وبعض الأطفال يسبحون في البحر علا صوت صراخهم وضحكهم

المكان ....


كان سيف ينظر للبحر ولكنه انفصل عن ما حوله...كان في عالم خاص به ولكن

كلمات خالد الفيصل كانت تتردد في عقله مراراً وتكراراً...


غرتني الايام باقبالها يوم

أثر النكوفه عند الايّام عجله


جتني لياليها على دف و نغوم

أثر الليالي بالغرابيل جزله


فرحة نهارٍ عقبها ليل و هموم

من يوم جذ البعد محبوب وصله


فرق الضحى تسهل على باقي القوم

لكن على الخلاّن ماهيب سهله


ما همّني بعد المسافات معلوم

لاشك بعد القرب للصّب قتله


راعي الهوى من راحة البال محروم

قربه و بعده نار ماينعرف له


عزّ الله إني في ظبي نجد مغروم

راعي العيون اللّي مع الزيّن خجله


من حبّهم كنّي من الحب مظلوم

و نفسي عليهم ياهل العرف وجْله

بعد ربع ساعة حاول سعيد تهدئة سيف بأن قال : هونها ياخوي ....هونها وهي

تهون...قل حملك على القدير الرحيم ....

سيف: خسرتها يا سعيد خسرتها بكل غباء ....خسرتها حق واحد مغازلجي سيرته

على كل لسان....خسرتها لأني غبي ....تسمعني .....غبي ....

واطرق رأسه وهو ممسكه بكلتا يديه....

سعيد: ياخوي إذا الله كاتبها لك محد بياخذها .... إذكر ربك ....واطلبه ...

سيف: .....لا اله الا الله ...

سعيد: تدري ...يمكن لين سالوا عنه وعرفوا سوالفه مايقربونه...

سيف: انا مالي حظ...مادري ليش ؟؟

سعيد: انت مهب مالك حظ ؟؟؟؟ انتي نحوسي... وعنيد ...وراسك يابس ... مابغي

اقولك أني قلتلك وانت ما سمعت الكلام...

لم يرد عليه سيف...بل نزل من السيارة واخذ يمشي على الرمل الناعم وهو يدخل

قدمه فيه ويرفعه لينتثر في الهواء كأنه يفرغ ما في صدره في الرمل...





في نفس الوقت كانت جواهر تتحدث مع نوف في الهاتف....

جواهر: تصدقين ولا التفت صوبي طول الاجتماع....كأنه كان يتجنبني ..جنه زعلان

مني...

نوف: انتي زعلتيه بشي؟

جواهر: لا والله ...حتى هو في الفترة الأخيرة تغير معاي وانتي بنفسج لاحظتي

هالشي....صح والا لا؟

نوف : يمكن شي مزعله في الشغل؟

جواهر: ويكلمهم كلهم الا انا!!! يعني أنا الوحيدة اللي اشتغل معاه!!!

نوف: خله يولي ...انتي ليش مهتمه فيه ؟؟؟ مهب هو كله يضايقج بكلامه؟ كهب

أنتي ماتحبينه ؟خلاص احسن أنه مايكلمج...افتكيتي...

جواهر وهي تغير الموضوع : انتي بتجينا بكره؟

نوف: على حسب...

جواهر: على حسب ؟؟؟

نوف: على حسب الشيخ سالم متى بيمر عليكم؟

جواهر: وانتي شلج خص فيه ؟ اذا جا بنروح مجلس الحريم...

نوف: يرفع ضغطي...ما احبه...

جواهر: لا تحطين عقلج بعقله...هذا للحين مراهق....

نوف : مراهق وهو مخلص جامعه!!!! عيل متى بيعقل.؟ لين صك الاربعين؟

جواهر: عاد لا تمصخينها ...تعالي عقب المغرب...

نوف : ان شاء الله ...بتسوون لنا مكرونه بالباشميل؟

جواهر: بنسوي لكم ....تعالوا انتو بس....


في اليوم التالي


لم يذهب سيف للعمل بل قدّم على إجازة لأربعة أيام وذهب هو وأمه إلى الشاليه

الخاص بالعائلة في لفاّن في الشمال ...ودعا سعيد للانضمام لهم في أي وقت يراه

مناسب...سبقهم الى هناك الخادمة مع السائق لينظفوا المكان قبل وصولهم...

فتح لهم الحارس البوابة بعد أن سمع صوت بوق السيارة ثم دخلوا الى ممر طويل

تحيطه اشجار السنديان العتيقة ...اوقف السيارة مقابل درجات المدخل ونزل ثم دار

حول السيارة وفتح الباب لأمه وساعدها على النزول لأنها جسمها ممتلئ وأمسك

بيدها وصعدوا الدرج ثم فتح لها الباب الرئيسي ودخلت وتبعها ....كانت أرضية

الشاليه من السيراميك المطفئ الزيتوني وأخذها إلى جلسة الصالون المشجرة

وأجلسها هناك أمامها حائط زجاجي وفتح الباب الزجاجي المزدوج ودخل لهم هواء

البحر الرطب وخرج للشرفة الكبيرة ووقف بجانب السور الحجري ونظر للبحر

أمامه وتنشق من الهواء العليل بقوة حتى كأنه أحس باليود يدخل رئته .... وقف

لفترة ثم قرر أن ينزل ليتمشى على البحر مر على شاليهات فارغة من أهلها ومضى

به الوقت حتى أنتبه لزيادة الحرارة فعاد أدراجه الى داخل الشاليه... جلس مع امه

قليلاً وشرب كأس ماء ثم استلقى ووضع رأسه في حضنها..فقامت باللعب بشعره

كما يحب منذ أن كان صغيراً وأخذت تقرأ عليه المعوذات ... كانت متأكدة أنه

متضايق من شيء ما ولكنها لم تسأله تعودت أن تنتظره الى أن يفصح عن ضيقه

بنفسه ...

قالت له بعد نصف ساعة : اذن الظهر يبه....قوم صل وخلني اصلي بعد ...

قام عن حضنها ودخل الى القسم الخاص بغرف النوم وفتح باب غرفته ودخل

وتوضأ ثم صلى وغير ثيابه وارتدى سروال قصير ابيض وفانله بيضاء بدون أكمام

وخرج للصالة مرة أخرى...




في نفس الوقت

جواهر علمت من ابتهاج أن المدير أخذ اجازة طارئة وفكرت ....( انا من عرفته

ماخذا اجازة ... صاير له شي؟؟ يمكن امه صار لها شي؟؟ مادري ليش حاسه أن

الموضوع فيه أن )

في المساء كانت جواهر تستقبل نوف وتذهب معها للصالة الداخليه سلمت على ام

نوف ثم جلست معها ...وبعد عدة دقائق جاءت الخادمة لتعلن عن قدوم سالم التفتت

جواهر لنوف التي تأففت ثم وقفت وذهبت للمجلس ...ادخلت جواهر سالم وسلم

عليها وعلى امها وجلس بجانب امها وعندها انتبه لوجود اولاد نوف فسأل جواهر:

عيل اللزقه هنيه؟

ابتسمت جواهر وقالت : قصدك نوف؟

سالم : نوف مادري نواف ...ليش كم لزقة عندج...؟

جواهر: سالم ...لا تتكلم جذيه عنها ....ترى بتسمعك وبتزعل....

سالم : في الطقاق...

جواهر وهي تقف : انا مارضى عليها ...وأنا مخليتها بروحها عشان اسلم عليك..

سالم : اقعدي زين .... لاحقه عليها هالنايف ...اذا كان معاك القمر مالك ومال

النجوم...

جواهر: اشوفك بعدين...


عندما دخلت الى المجلس لاحظت لمحة حزن على وجه نوف فسألتها : سمعتي

شي؟

أومأت نوف برأسها ....فعرفت أنها استأت من كلام سالم عنها ...

فقالت: تدرين أنه مخرخش ومحد ياخذ على كلامه ...

نوف بهدوء غريب: ذكرني بشي كنت احسب أني نسيته...

جواهر: لا تحطين في بالج حبيبتي...اكيد ذكرج بأبوج ..

نوف: تذكرت أنه عمره ماحبني وكان رافضني من قبل لا انولد...حتى يوم كبرت

وقمت اسافر معاه ومع عيلته الثانية كان يحسسني دايماً أني حمل على ظهره بعكس

عياله ...تذكرت اول مره رحت معاهم لندن واشتهوا اخواني ياكلون برغر قام ودانا

كلنا .... ودفع لهم كلهم وخلاني ادفع ثمن وجبتي واقعد في طاولة بروحي وقعدت

اشوفهم يسولفون ويضحكون وأنا كأني وحيد ماكنهم هلي.... ماكفاه اللي سواه في

امي كملها معاي .....محد كان يهّون علي هناك الا مرته الطيبه واللي كانت تحاول

تساعدني وتوقف معاي بس هو مايرضى ويهاوشها... تخيلي أن مرته تحبني وهو

لا....

جواهر: الحين ليش تتذكرين هالسوالف الكئيبة وتضيقين على نفسج... سالم يفرق

عنه وايد ... سالم يضحك معاي يبغي يغضني بس ...صدقيني والله يبغي يحرني


سمعوا صراخ سالم منادياً جواهر بصوت عالي فضحكت جواهر قائلة: ماقلتلج

مخرخش ...

ابتسمت نوف وذهبت خلفها لتسرق النظرة من خلف الباب .... أحست بالفضول

لترى شكله بعد عودته من السفر.....


في الشاليه


كان سيف يجلس على الشاطئ على كرسي من الخشب وبجانبه سعيد وبينهما

طاوله عليها صينية بها كأسين عصير وزجاجتين مياة معدنية... وموج البحر قريب

من قدميهما ....كان الجو رائعاً هبت عليهم ريح بارده بعد أن غربت

الشمس....حاول سعيد أن يغير مزاجه فقال: تعال ...قول من اتصل فيني مساعه؟؟

سيف: من ؟

سعيد: ناصر ....

سيف : رجع من السفر؟؟

سعيد : توه من يومين راجع ...

سيف: شخباره ؟؟ شسوا مع مرته؟

سعيد: يسأل عنك ؟؟؟ يقول يسوي لك وجوالك يعطي مسكر... قلتله أنك في

اجازة... وصاني ابلغك السلام واقولك أن المحامي حاول مع مرته وأنها بدت تلين

وأول ما محاميها يوافق على العرض اللي قدمناه بيتصل فيه وبيروح يكمل

الإجراءات ويستلم ولده...

سيف بعدم اهتمام : زين ...زين ..

سعيد : أحمد اتصل يسألني عنك يقول أن جوالك كله مسّكر...

التفت سيف له وسأله : شيبغي؟

سعيد : ماشي ...يسأل عنك ...ويقول كان يبغي يكلمك في موضوع...

سيف بضيق : مابغي اكلم حد ولا ابغي حد يكلمني ...

سعيد: بل ....شدعوه عاد ...أنت ياخي قالبها حزن ....

سيف: مهب بيدي ياخوي....

سعيد: بسألك سؤال ورد علي بصراحه...أنت تحبها ؟؟

سيف بتردد: أيه...

سعيد: واللي يقولك أني عندي احساس أنهم بيردونه....وانت خبرك احساسي

مايخيب.... بس السؤال هو.... إذا ردوه ...أنت شبتسوي ؟؟؟ بتخطبها...

سيف: الله كريم ... يصير خير... لين ردوه بيحللها الف حلال...




********

 
 

 

عرض البوم صور reem99sh   رد مع اقتباس
قديم 06-06-08, 10:51 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 27124
المشاركات: 1,276
الجنس أنثى
معدل التقييم: reem99sh عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
reem99sh غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : reem99sh المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





الجزء الخامس عشر



في منزل جواهر


كانت جواهر واقفة مع سالم بجانب الباب لتودعه وهو لا زال يتحدث...

سالم : وأنا شدراني أنها بتسمع كلامي ....وبعدين تعالي ... أنا ما قلت شي

يزعل.. ليش تهاوشيني ....نوافوه مالتج وايد حساسة....وأنا اشك أن فيه بنت

حساسة !!!

جواهر: نعم ؟؟ ما اسمع ؟؟؟ تدري وشو الكلام الأصح من كلامك؟؟؟ أن ما فيه

رجّال حساس في هالعالم....

سالم : امبلا فيه ..... أنا .... أنا فديت عمري حساس وجميل وطيب وغني ...

وأدوّر على فتاة أحلامي...

جواهر: حط لها هالاعلان في الجريدة.... جميل وغني ....So what ? الأخلاق

أهم شي في الإنسان ....ولو كان بلا أخلاق ماتنفعه لا فلوسه ولا جماله..

وبالله عاد .... عطني مقفاك تأخرت على المَره....( وتفتح الباب )

سالم : تطرديني أنا عشان لزقه افندي.... ( وامسك لحيته ) شوفي من يقولج أخر

الأخبار ....خلج على عمَاج .... وخلها تنفعج...

جواهر وهي تمسكه من ذراعه قبل أن يخرج: قول شعندك....

سالم وهو ينفض يدها ويخرج وبصوت عالي يقول : خلي مقفاي يقولج ...

ضحك بصوت عالي وهو يتجه لسيارته اللاند كروزر البيضاء وهي تنظر له بغيظ ثم

تصفق الباب بقوة وتنادي نوف لتنضم لها ولأمها في الصالة كما كانوا قبل مجئ

سالم ...



جواهر وهي تنظر لنوف وتقول : سمعتيه شيقول ؟؟؟ يحّر ....

نوف : توّج قايله أنه مخرخش..

جواهر: وأنا صادقه عند ربي.... واللي سواه اكبر دليل...

ابتسمت نوف وهي تنظر لجواهر ثم سألتها : شخبار مديركم ؟؟

جواهر باهتمام : ما جا اليوم ...يقولون ماخذ إجازة كم يوم...

نوف: مسافر؟

جواهر: مادري ...يمكن ... بس مهب عادته ...

نوف: ما فهمت ؟؟؟ يعني ما ياخذ أجازة إلا إذا فيه شي!!!

جواهر: أنتي ما تعرفينه ... هذا مدمن شغل مستحيل ياخذ إجازة مثل الناس ..

نوف : ايواااا .... قلتيلي .... لا ماله حق .... تصدقين يذكرني بناس مثله مدمنين

بعد...

جواهر: من صدقي أنا ...في الفترة الأخيرة كان مهب طبيعي واليوم يطلع إجازة!!!

صدقيني فيه شي...

نوف : يمكن عاشق...

جواهر: عاشق؟؟

نوف: ايه ...يحب يعني ....

جواهر وقد بدأت تسرح: يحب !!!

نوف: ايه يحب ... مهب ريال هو؟؟ يمكن لقاله وحده يحبها ....

لم ترد جواهر وسرحت في سيف .....وبعد خمس دقائق أمسكت نوف يدها وهي

تقول : أنتي ما تسمعيني؟؟

جواهر: نعم؟؟

نوف: أقول بتعشونا وألا نروح نتعشى في بيتنا... محمد بيمر علينا بعد ساعة..

جواهر: بخليها تحط العشا لنا ....

نادت الخادمة وأمرتها بوضع عشائهم ...وعادت لنوف وسألتها : شخبار ريلج؟

نوف : من رجع وهو مستأنس ... أنفعه تغيير الجو.. حتى عياله لاحظوا لأنه

وداهم المطعم اليوم وخلاهم يلعبون على راحتهم وعقب تغدو ....

جواهر: جعله دوم مهب يوم ...

نوف : أمين يا رب العالمين ...هو طيب بس عصبيته مخربه عليه...

جواهر: بس ؟

نوف : وأنانيته ....لأنه يبغي يكون حر مثل العزوبي حتى وهو معرس وعنده

عيال...

جواهر: ما دام أنج عارفته وعارفه طبعه احمدي ربج ...غيرج مهب لاقي

هالحياة...

نوف : الحمد لله .. عارفه والله عارفه ... تذكرين أول ما تزوجنا كان يطلع اغلب

اليوم من البيت ويخليني بروحي حتى لما جبت راشد وسعود ....ما غيّر حياته

ولولاج أنتي وأمج جان رجعت لأمي ....

جواهر: لأني ما كنت ابغيج تعيشين عيشة أمج ....وتتعذبين مثلها..أنتي ما بغيتي

تفتكين من مرت خالج ..ترجعين لها!!! لا وعندج ولدين .... نسيتي شكانت تسوي

فيج أنتي وأمج ؟؟؟ لولا أن أمج عاقلة جان سوت شي ثاني...

نوف: خالي طيب ...شذنبه أن مرته جذيه؟ ما كانت تبغي تنكد عليه ... خصوصاً

أن شغله متعب ...

جواهر: ورأسها يابس ما ترضى تجي تعيش عندج ....

نوف: لأن خالي ما رضى ... وهي ما بغت تثقل على محمد ....

جواهر: لو كانت في الدوحة كان أسهل لها تمر عليج كل يوم ....بس في الخور..

نوف: والله أني عاذرتها يا جواهر... أحس أن الله طرشكم لي سند معاها في

هالدنيا ...

جواهر: وطرشج لنا بعد ....

صمتت جواهر وعادت للتفكير في سيف ....ولا تعلم سبب ذلك ... تأخذها أفكارها

له ...




في الشاليه


وبعد العشاء كان سعيد لازال جالساً معهم في الصالة وهم يتفرجون على التلفزيون

قالت أم سيف له: ما كلت شي يا ولدي .... تبغيني اسويلك سندويش؟ يمكن تجوع

بعدين ...

سيف: والله ما تقومين ... لين جعت بعدين بروح وبسوي لي شي..ادله المطبخ..

التفتت على سعيد وقالت : أمسي عندنا الليلة ... أحسن لك بدل ما تسري في ذا

الليل..

سعيد: ودي يا يمه ... بس وراي دوام ....

أم سيف: عيل أنا بترخص منكم وبروح ارقد ...تصبحون على خير يمه ...

سيف وسعيد : وأنتي بخير...



بعد ربع ساعة استأذن سعيد وذهب هو أيضاً وظل سيف وحيداً إلا من أفكاره....

لقد أنكر مشاعره حتى فات الأوان ....خرج من باب الشرفة ووقف بجانب سورها

وهو يمسكه بكلتا يديه وينظر للبحر ..لعب الهواء بشعره وفكر ببيت لخالد الفيصل

تذكره


من لا يسابـق زمانـه

يقعـد والأيام تجـري



تذكر كلام سعيد وفكر ( سعيد معاه حق ... أنا بنطر لين نشوف نهاية موضوعها

مع عريس الغفلة وبعدين لازم اكلمها ....لازم اكلمها قبل لا أطرش الوالدة ....

يمكن ما ترضى فيني بعد وافشّل أمي..لا والله ما احطها في هالموقف ...معقولة ما

ترضى فيني!!! يمكن ...ليش لا؟؟ هي ترضى بحد هذي....ما فيه إلا أني افتح

الجوال وأشوف شيبغي أحمد مني...)


بعد يومين


وفي مكتبها كانت جواهر تجري بعض الاختبارات عندما جاءت ابتهاج وبعد السلام

جلست بجانبها وقالت : أنا حبيت أفكرك أني هسافر بعد أسبوعين ....

جواهر: بهالسرعة؟

ابتهاج : سرعة ايه ؟؟؟ منتي عارفة من ساعة ما عملوا جدول الأجازات أني رايحة

في الوئت ده عشان الشغل ما يتعطلش....

جواهر: ادري... بس كأن الوقت مر بسرعة ...

ابتهاج : سبحان الله... بئالي سنه ما شفتش اهلي وانتي بتئولي بسرعة!!! وانتي

خاسس عليكي حاجة ؟ منت جنب امك ربنا يخليها لك ... الدور والبائي على الغلابه

اللي زيي..

جواهر: الله يعينج ... خلصتي تشرّي لهم؟

ابتهاج : لا ما تخافيش ... السنة دي عملت حسابي وكنت بشتري حجاتي من

التنزيلات ...وهاشحنهم بكره أن شاء الله.. بدل البهدله في المطار... لازم نودي

الحاجة قبل الطيارة بيوم ... ويوم السفر لازم نكون في المطار من الفجر...ولما

توصلي تلاقي امة لا اله الا الله سابئاكي....حكاية .. أنا مش حاخد معايا الا شنطة

صغيرة..

جواهر: والله إنها فكره عبقرية ... أحسن لج... بتفتكين ...


في المساء

تلقى سيف اتصالاً هاتفياً من أحمد في موضوع لم يتوقعه مطلقاً ...

احمد : شرايك في عبد العزيز؟؟

سيف: كيف يعني رأيي؟

احمد : يعني ينفع يناسبنا ؟ رجال وتحطه على يمناك ... وإلا ....

سيف: وليش تسألني أنا ؟؟ روح اسأل عنه في شغله وإلا عند جيرانه..

احمد : بس أنت احتكيت فيه في السفر ... شفت عليه شي؟؟

سيف: والله ما دري شاقول لك ياخوي؟؟

احمد : قول الصدق ياخوك هذا زواج مهب لعبه والأمانة تحتم عليك أن تصدق مع

اللي يسألك عن خاطب وما تخش عليه شي ؟؟؟

سيف: والله اللي اعرفه عنه ما يشجع ....

احمد : مثل ايش يعني؟

سيف: يعني راعي سوالف ...مغازلجي ...وحتى في باريس كان يسهر كل ليله في

ملاهي الليدو والمولان روج...

احمد : وأنت شدراك ؟؟؟ شفته هناك ؟؟

سيف: يا سلام عليك....وانت تخَبرني راعي هالسوالف؟؟ طبعاً هو كان يقول...

ويفتخر بهالشي...

احمد : يمكن لين خذا الرضيعة بتعَقله ؟؟

سيف: القطو العود ما يتربى ياخوك..أنتوا شاورتوها ؟؟

احمد : أنت مهب غريب يا سيف.. البنت كبرت وكل ما جاها رجّال ردته .. وأمها

تحاتيها والحين من مرضت وهي تحاتيها زود..تبغي تتطمن عليها قبل لا تموت..

سيف وهو يحس بالضيق يجتاح صدره : الاعمار بيد الله ياخوي مهب بيدك...

احمد : أخاف نرده ما يجي غيره وتتحسف بعدين أنها ما تزوجت وان إحنا

ساعدناها...لكن إذا جاها الحين حد أخير منه ممكن نقنعها ....( رمى أحمد هذه

الجملة الخطيرة أمام سيف وسكت )

سيف: خير أن شاء الله...اللي الله كاتبه بيصير..أنا الحين في الشمال مع الوالدة

ويمكن نرجع بكره ... وبمّر عليكم في المجلس لي جيت الدوحة أن شاء الله...



فهم أحمد قصده فسّلم عليه واقفل الخط ....


فيما بعد وهو جالس لوحده على البحر على نفس الكرسي الخشب كان يفكر بحديثه

الهاتفي مع أحمد.. ( أكيد كان يبغيني ... بس اقوله عن جواهر في التليفون مهب

عدله ... وبعدين كيف أخطب على خطبة عبد العزيز....لازم افّهم أحمد ...اكيد راح

عن باله....)

انضمت له أمه بعد دقائق وجلست بجانبه وسألته : للحين ماتبغي تقولي وش اللي

مضايقك؟

التفت سيف لها وابتسم وقال : متأكدة أنج تبغين تعرفين؟

أمه : اكيد أبغي اعرف .. أنت ولدي ليش ما عرف يمكن أهون عليك..

سيف: وتفهميني ؟؟؟

أمه : بتكلم وإلا أقوم عنك؟؟ تراك مصختها ..

سيف : بقول خلاص ... لا تعصبين ...تذكرين خويي أحمد ...

أمه : ايه ....مهب ولد خليفه؟

سيف: ايه ...

أمه: شفيه ؟

سيف: أخته تشتغل معاي ...

أمه : انزين ...

سيف: البنت خلوقه وجميله ومتربيه ...

أمه مقاطعه : وبنت ناس اجاويد...

هز سيف رأسه ثم أكمل : وعاجبتني ....

أمه : عاجبتك يعني تبغي تتزوجها؟

سيف : خاطري ... لكن غيري سبق...

أمه : تزوجت ؟؟؟!!!

سيف: لا انخطبت بس ...واللي خطبها واحد ما يستاهلها ...

أمه : وقربوه؟؟

سيف: للحين ...اليوم احمد متصل ينشدني عن الرجال لأني اعرفه...

أمه : وقلتله اللي تعرفه ؟؟

سيف: ايه ... والمشكلة أنهم يفكرون أنه ممكن يكون أخر واحد يجيها لأنها ردت

وايد قبله...

أمه : وليش ردتهم ؟؟

سيف: ما دري ... البنت وحيدة أمها ويمكن تبغيها تعيش معاها...

أمه : كيف وحيدتها واحمد ؟؟

سيف: عندها اخوان من أبوها الله يرحمه ...

أمه: الله يرحمه... وأنت بعد يمكن لي خطبت تردك ؟؟؟

سيف: يمكن ... ويمكن لا...

أمه: وش الله حادك ؟؟؟ ليش ما تخليني اخطب لك بنت خالك ...

سيف: يمه هذي بزر .... وانا قلتلج من قبل أني ما بغيها ...

أمه : والحل؟

سيف: بكره بشوف ....ولا تخافين بتشوفينها وإذا ما يازتلج ما بيصير أي شي إلا

برضاج...

أمه : الله يوقفك يا ولدي ويكتب لك المَرة الصالحة...

سيف: أمين يا رب العالمين ...يمه ........شرايج نرجع بيتنا بكرة؟

أمه: توكل على الله...







في نفس الوقت في بيت جواهر

جلس احمد مع جواهر في المجلس ليكَلمها على انفراد في موضوع الخطبة وفي

النهاية قال لها: لا تستعجلين وترفضينه مثل اللي قبله ....فكري في الموضوع

ورّدي علي بعدين ...

جواهر: سألتوا عنه ؟

احمد : سألنا ...

جواهر: وشقالولكم ؟؟؟

احمد : قالوا ...أنه كان مغازلجي....

جواهر: بعَدي...يعني راعي بنات ؟؟

احمد : لا تستعجلين يا بنيه.... الرجال يتغير مع حرمه تعرف له ...

جواهر: ما علينا يصلي في المسجد ؟؟؟

احمد : ما دري ... ما قالوا...

جواهر: رد اسأل وعلمني...ويصير خير...




في اليوم التالي

قرُب الدوام على الانتهاء وجواهر في مكتبها تعمل على جهازها لتطبع التقرير قبل

أن تذهب لبيتها عندما دخلت عليها خلود وسألتها : أنتي كله تشتغلين وبس؟

رفعت جواهر رأسها وقالت : أنتي شرايج؟

خلود : كل ما أمر اشوفج تشتغلين ؟؟ أنتي ما تتمللين من كثر ما تشتغلين ؟

جواهر وهي ترفع حاجبها : ليش الناس هنيه شيسوون؟

خلود : يشتغلون شوي ويستانسون شوي... ساعة لك وساعة لربك...

جواهر: والله يا حبيبتي أنا جايه الشغل عشان اشتغل وبس... وما اعرف عن

غيري...

خلود : صدقيني العمر يخلص والشغل ما يخلص...

عادت جواهر لعملها وهي تقول: كلامج صحيح ... بس الرسول صلى الله عليه

وسلم يقول ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) وإحنا مسئولين قدام

ربنا عن كل دقيقة نقضيها بدون ما نستفيد منها ....




خلود: كيفج ...إنا كنت أفكر في مصلحتج .... يلله أنا بروح الحين بمر على زينه

ما شفتها اليوم....

خرجت من المكتب وجواهر تنظر لها وهي تمشي في الممر وتهز رأسها متعجبة

من حوارها مع خلود....انتبهت لنفسها وعادت لعملها ...



في نفس الوقت

كان سيف مع أمه في طريقهما إلى الدوحة عبر الطريق السريع الذي أوصلهم في

اقل من نصف ساعة إلى أطراف العاصمة ومن ثم نصف ساعة أخرى ووصلوا إلى

بيتهم ....جلس مع أمه بعد أن تناولوا غدائهم إلى أن سمع أذان العصر فصعد

ليتوضأ وبعد الصلاة أتصل في سعيد وسبقه إلى Costa Café في السنتر

وانتظر هناك ... وعندما وصل سعيد رآه جالساً بدون أن يطلب شيئاً فذهب إلى

المحاسب واختار لهما كيكة التراميسو ونسكافيه ودفع ثم توجه إلى حيث جلس

سيف وجلس أمامه ولوح بيده لينتبه له وقال : نحن هنا ...

أغمض سيف عيناه بسرعة وفتحهما ثم قال : هلا والله ....متى وصلت؟؟

سعيد : صار لي مده ... وطلبت لنا بعد وأنت خبر خير....

سيف: اسمحلي يا خوي في شي شاغلني ....

سعيد: بيعنا في السوق يا خوي...

سيف: نشتريك .... بس أحمد كلمني البارحة يسألني عن عبد العزيز ...

سعيد: وشقلتله؟؟

سيف: شقلتله بعد؟؟؟ حاولت أتشّرد لكنه ما خلاني ...

سعيد : يعني قلتله أنه ما يصلح؟؟

سيف: لا ... مهب أنا اللي أقرر إذا يصلح وإلا لا؟ أنا علي أعلمهم عنه وهم

بكيفهم..

سعيد : طالعني ... حط عينك بعيني...بكيفهم عاد....

سيف: ايه كيفهم ....إذا هم يبغون يوافقون عليه بعد شسوي ؟؟؟

سعيد: أنت راسك يابس ...وما فيه فايده فيك ....

سيف مغيراً الموضوع: وأنت متى بتملج ؟؟

سعيد : قريب أن شاء الله .... عقب أسبوعين ....عقب ما تخلص أخر امتحان لها

في الجامعة وتتخرج...

سيف: الله يوفقك أن شاء الله ... ( ابتسم وسأله ) بتعزمني ؟؟؟

سعيد: سؤال سخيف....

سيف: أنا قصدي بتعزمني لين دخلت حق العروس ....

سعيد : أن شااااااااااالله ... ولا يهمك ... انطر أنت بس ...

ضحك سيف بصوت عالي وفكر سعيد ( الحمد لله ...رجع سيف اللي اعرفه ....)


في المساء وفي مجلس أحمد


وصل سيف وسعيد إلى المجلس في وقت متأخر ومع ذلك كان هناك بعض الرجال

يشاهدون التلفزيون ...بعد السلام جلسوا في الجهة المقابلة لهم وانضم لهم عبد الله

وسالم وبعد دقائق سأل سالم : الحين أنت مدير طيب وإلا شرير ...

ابتسم سيف وقال : شمعنى ؟

سالم : لا ...اسولف وياك ...أنت كيف مع موظفينك؟؟

سيف وبنذالة : ليش ؟؟ ناوي تتوظف عندنا ؟؟

سالم : أنا ؟؟؟ الله لا يقوله ...

سيف: وليش أن شاء الله؟؟ ما نعجب .؟

سالم : لا ما تعجبون ... كَرف طول اليوم والاسم إنك إنسان ...

ابتسم سيف وقال: بل..للهدرجه !!!! من اللي قاص عليك ومطلع علينا إشاعات ؟

سالم : أقول ...صج كنت برع البلاد بس ترى ارجع أيام وأشوف الأهل ما يرجعون

إلا نص الليل ... قاصين عليها.....إلا إذا تروح مكان ثاني ..هذا شي ثاني..

قال سيف : شوف يا حبيبي ...على حسب ضغط الشغل ؟؟؟ ساعات ما نقدر نحّك

رأسنا وساعات ما نقدر نحك ريلنا...

سالم : ناقص بس تحكون ظهركم ...روح زين ....أقعد طرطنقي عيل أحسن ...

ضحك الجميع على كلامه ...


بعد نصف ساعة وبعد أن انصرف الضيوف طلب أحمد من سيف أن يتبعه متخذاً

زاوية بعيدة عنهم ...وفتح الموضوع بسرعة ...

أحمد : أنا كلمت الرضيعة عن الموضوع ...

سيف: وش رأيها؟

أحمد : تبغينا نسأل عن صلاته وبعدين بتفكر....

سيف: نفذ لها اللي تبغيه.....

أحمد : وأنت يا سيف؟

سيف: شفيني أنا ؟

أحمد : متى بتعرس؟

سيف وهو يتنهد: أعرّس ...يصير خير ...

أحمد : أنت مثل اخوي ...كنت أتمنى أنك تأخذها....محد غيرك يستاهلها....

فهم سيف من التي يعنيها أحمد فأجاب : كان ودي .... بس ...سبقني ... وما

يجوز اخطب على خطبة أخي المسلم مثل ما تعرف...

أحمد : يعني ...؟

سيف: يعني ما بيدنا ألا ننطر قرار صاحبة الشأن...وإذا الله كاتبها لي باخذها..

أطرق أحمد قليلاً ثم قال : معاك حق...



في اليوم التالي

وصلت جواهر لعملها وهي تفكر بموعد أمها في مساء الغد ...كانت ترتدي نظارتها

الشمسية ودخلت من الباب الرئيسي ولم تلحظ أن هناك رجل في طريقه للخروج

فكانت ستصدمه لولا إن توقف في اللحظة الأخيرة قبل أن يلمس وجهها صدره

تلعثمت وهي تقول ( اسس... اسفه ) وعندما رفعت عينها وجدت نفسها أمام

غانم...مبتسم لها وهو يقول : عادي الشيخة ....حصل خير...

انتبهت لنفسها... لا تزال واقفة فحاولت أن تتجاوزه وتكمل طريقها ولكنه تصدى

لمحاولتها لكي لا يدع لها فرصة وقال : شحالج جواهر؟

جواهر وهي تحاول أن تتجاوزه من الناحية الأخرى : بخير .. ممكن أروح لو

سمحت ..أنا متأخره...

غانم : تو الناس ... وانا ما لحقت اشوفج .. واسلم عليج...

جواهر: سلمت وخلاص ... ولو سمحت ممكن تفتح لي طريق عشان أروح ..

في تلك اللحظة دخل موظف من خلفها وانتبه غانم وأفسح لها الطريق وخرج بدوره

من المبنى ....

جواهر صعدت في المصعد وكل ما كان يدور في خلدها هي جملة واحدة

( شيسوي هذيه هنيه ؟ ) كانت تتكرر وتتكرر إلا أن أحست بصداع في رأسها..

بعد أن دخلت مكتبها اتصلت بالفراش وطلبت لها قهوة واتصلت في ابتهاج وطلبت

منها القدوم لمكتبها ...وفي اقل من دقيقة كانت ابتهاج تجلس في الكرسي أمامها

وهي ترفع حاجبها منتظرة وعندما احضر الفراش القهوة طلبت لها فنجان أخر لها

ثم سألت جواهر: خير ؟؟؟ شكلك زي ما تكوني شفتي شبح ....

جواهر: بالضبط... شفت شبح ...

وحكت لها موقفها مع غانم ...فسألتها : هو ايه اللي فكرهُ بيكي بعد كل ده ؟؟

جواهر: ما دري ؟؟؟ أنا نسيته ...

ابتهاج : كنا قلنا أنه هم وانزاح.... إيه اللي رجعه ...

جواهر وهي تفتح بريدها الالكتروني: ما دري ...

ابتهاج : تعااااالي ... هو أنا ما قلتيكيش؟

جواهر بعدم اهتمام : لا ما قلتيلي ...

ابتهاج : مش طلعت أم خلود بلدياتي !!! وطلعت حكايتها حكايه ....

جواهر: كيف عرفتي ؟؟؟

ابتهاج : مش هتصدئي لو أولتلك ....أمبارح كلمتني فريدة صاحبتي وألتلي أنها

رايحة تزور وحده من أرايبها في المستشفى في العناية وكانت عايزاني أروح

معاها...ولما رحت هناك لقيت الست المسكينة مرمية على فرشتها ومعلئين عليها

أسلاك ألوان وأشكال وبطنها مفتوح وفيه فوط صغيّرة عليه ... كان شكلها يخوف

ويئرف كمان ... دموعي نزلت غصب عني من اللي شفته ولما خرجنا حكت لي

حكايتها ....

جواهر : شوقتيني اعرف سالفتها المسكينة...ليش بطنها مخلينه مفتوح؟؟

ابتهاج : حكايتها حكاية ...هحاول اختصرها أنا عارفة أنك مشغولة ... اسمعي يا

ستي ... خلود عندها أخت اكبر منها من أبوها... اللي كان مطلئ أمها قبل ما

يتجوز أم خلود...وكان سايبها عند أمها وما كانش بيسأل عنها خالص..حتى لما

تخرجت من المدرسة والكلية ...وأمها كانت مخوفاها منه لياخدها عنده وهو كان

بخيل بخل وكان بيشحت عشان بنزين العربية وعشان يحلئ...ولما مات حضرت

عزاه في بيتهم طول أيام العزا لغاية أخر يوم ألت لها مرات أبوها أنه معندوش إلا

معاش التقاعد ....فالبت قالت لها الله الغني عنه...خليه لأخواتي ...وبعد كام شهر

كلمها عمها وأل لها أنها لازم تروح المحكمة تسبت حقها في ورس ابوها وأنه مش

فئير زي ما هيا فاهمة وأن أخواتها وامهم أنكروا قدام القاضي أن ليهم أخت

تانية..تصدقي ؟؟؟

جواهر: أعوذ بالله .....ينكرون أختهم !!!! عشان ما تورث!!!!

ابتهاج : لا والادهى من كده .... إن أبوهم طلع مليونير....

جواهر: مليونير وأنتي تقولين كان يطر فلوس الحلاق؟؟؟

ابتهاج: شفتي ...؟؟ الراجل كان بيبعد عنه العين ... وطلع عنده شي وشويات في

بنوك كتيره.... غير الأراضي الكتيرة....وكانوا عاوزين يدحكوا على البت

اليتيمة....

جواهر: وبعدين ؟؟ خذت ورثها منهم ؟؟

ابتهاج : الئاضي طلع ابن حلال ... طلَع لها نصيبها من الورس بعد ما تأكد أنها

بنته... لكن مرات ابوها من ساعتها وهي عيانه ومحدش عارف فيها ايه بالزبط...

يا عيني ما لحقتش تهنى بفلوسها ...ولا حد من ولادها بيزورها في المستشفى ...

بئت لوحدها ....يا حرام...

جواهر وهي تهز رأسها :الله يغنينا عن المال الحرام ...

ابتهاج : أمين يا رب العالمين...

جواهر: والمشكلة هالبنت تجي الشغل وهي عيشة حياتها ولا هامها شي ولا كأن

أمها في العناية!!!!

ابتهاج : ناس ما تختشيش صحيح....

جواهر: تعالي شوفي هالتحليل ...حاولي تعيدنه وتتأكدين من النتيجة ...

ابتهاج: دلوئتي؟؟

جواهر: لا بكره ... اكيد الحين...يلله بسج هذره...





في ما بعد


وبعد أن صّلت الظهر في مكتبها أتصل بها سكرتير المدير يخبرها عن اجتماع طارئ

معها ومع أبو حسن في الحال.... فذهبت ودخلت من باب المكتب وعندما وقعت

أنظارها عليه كان لا زال واقفاً مع أبو حسن يتحدثان ولكنه التفت إليها بدون وعي

والتقت عيناهما فأحست بدقات قلبها تتسارع وبرجفة خفيفة في جسمها... وبرغبة

شديدة في شرب كأس ماء ... لقد نشف ريقها فجأة ولم تعلم السبب ...وكانت لا

تزال واقفة بجانب الباب وانتبهت إلى أبو حسن يشير عليها لتجلس إلى طاولة

الاجتماعات إلى أن يفرغا...


وبعد دقائق جلسا معها على الطاولة وبدأ سيف الاجتماع بقوله ...

سيف: الشرطة اليوم محولين لنا ملف ضحية قدامكم نسخ منه مش معروف سبب

وفاته والطبيب الشرعي بنفسه محتار من حالة الوفاة ...

أبو حسن : وليش ما تكون الوفاة طبيعية ..سيدي ؟

سيف: لأن الضحية شاب وفي مكتمل الصحة ولا يعاني من أي أمراض بس أطرافه

كانت زرقا وما لقوا سبب لها ...

جواهر وبتردد: بس سيدي..أكيد الضباط شاكين في شي وإلا ما اعتبروه

ضحية..سيف: الضحية كان يستخدم العنف مع زوجته باستمرار...والجيران شهدوا

أنهم كانوا يسمعون صراخها لما يضربها ويحاولون يتدخلون بس بدون فايده ....

ابغيكم تدرسون الحالة عدل وتجتمعون مع الطبيب الشرعي ومع الضابط المسئول

المهم أنكم تعرفون سبب الوفاة وبأسرع وقت ممكن ...

أبو حسن : بس هذا مش تخصصنا سيدي؟؟

سيف: امبلا.. تخصصنا ...مهب أحنا اللي انطّلع الجاني ؟؟ هذه الحالة لو عرفنا

سبب موته بنعرف الجاني ...

جواهر: مكتوب هنيه أنهم لقوا نسب من السيانيد في كبده وأن عنده ارتفاع في

إنزيم الكبد Alanine transaminase ومش من فتره طويلة ...وبعد فيه

نسبة من الـ أكيتامينوفين ...

سيف: بس مش الكمية اللي تكفي للتسمم بسرعه....مثل ما قلتلكم ...خذوا وقتكم

وسووا أبحاثكم واجتمعوا معاهم وبينحل الغموض بأذن الله ...يالله... الله معاكم..


نظرت له جواهر قبل أن تغادر المكتب فلاحظت الحزن في عيناه وتوقفت قبل أن

تصل الباب لسماعها صوته يسألها: شحال الوالدة جواهر؟

التفتت له بنصف جسمها فقط وابتسمت ابتسامه صغيرة وهي تجيب : الحمد لله ..

سيدي.. موعدها بكرة وبنعرف نتائج أخر التحاليل اللي سويناها لها طول الأسبوع..

سيف وهو ينظر لقلمه في يده : أن شاء الله خير ...الله يطمنج عليها ....

جواهر : مشكور سيدي ... تامرعلى شي سيدي...

سيف : لا ... طمنينا على الوالدة بكره ...الله معاج...



خرجت من المكتب ووتيرة دقات قلبها لا زالت سريعة دخلت مكتبها بسرعة وفتحت

لها زجاجة ماء Evian باردة وشربت نصفها وبعد أن انتهت حاولت تمالك

نفسها ضّمت يديها إلى صدرها وأخذت تقرأ آيات قرآنية لتهدئ من روعها أو هكذا

ظنت ...كان إحساس غريب وتحسه لأول مرة ولذا لم تعرف ما هو ...

فتحت الملف الذي أعطاها اياه سيف وبدأت في القراءة وأعادت القراءة ثم أخذت

تتفحص المعلومات بدقه وبعدها ذهبت إلى مكتب أبو حسن ... طرقت الباب ودخلت

بعد أن سمعت صوته يدعوها للدخول وتركت الباب مفتوحاً ثم جلست أمامه وقالت :

قريت الملف ؟؟

أبو حسن : نعم قريته وما قدرت أوصل لشي ...

جواهر : أنا عندي شك في مسألة وابغيك تطلب الضابط المسئول والطبيب الشرعي

إلى اجتماع مغلق في أسرع وقت ممكن...

أبو حسن : انزين قولي لي في ايش شاكه ؟

جواهر: مادري .. ابغي ادش النت عشان أأكد شكوكي أو انفيها... المهم أنت كلمهم

وأنا بقعد معاك قبل لا يجون ونتناقش ولا يهمك ...

أبو حسن : توكلي على الله...

عادت لمكتبها وتوغلت في صفحات الشبكة العنكبوتيه وبعد ساعتين كانت قد دونت

معلومات كثيرة وأتصل فيها أبو حسن ليخبرهم أنهم سيكونون في مكتبه غداً صباحاً

قبل الساعة الثامنة ...

اتصلت في أمها واطمأنت عليها وأخذت تطبع ملاحظاتها في الحاسب ورتبتها ثم

وبعد أقل من نصف ساعة طبعتها ....أخفتها في الدرج وقفلته ثم جمعت أغراضها

وأخذت حقيبة يدها الصغيرة وتوجهت الى سيارتها فالوقت تجاوز الثالثة وقد تأخرت

على أمها....



طوال الطريق وهي تفكر بمشاعرها أمام مديرها وقررت أن تتصل في نوف والتي

ردت عليها بعد مده ...

نوف : هلا والله بالمشغولة واللي ما تعطي ويه ...

جواهر: عيارتج البارحة مكلمتج وكان وجهي عندج طول الليل ....

نوف: وطبعاً توّج طالعه من الشغل...

جواهر: طبعاً ...

نوف: شالاخبار ؟؟؟

جواهر : الأخبار كلها في الجريدة اليوم ....

نوف: هههه... أنا قصدي أخبارج أنتي ...

جواهر: اليوم سمعت سالفة غريبة ....بس ما قدر اقولج في الجوال ...

نوف :خل نطلع اليوم والله تمللت من البيت...

جواهر: للأسف ما قدر اطلع لين اعرف نتيجة التحاليل وهذا بيكون بكره أن شاء

الله...

نوف : اوفف .... عيل بشوف محمد إذا بيطلع اليوم بخليه ينزلني مع اليهال

عندكم...

جواهر: حياكم الله ...

نوف : الله يحّيج حبيبتي ...يلله مع السلامة ...

جواهر: مع السلامة ....



دخلت على أمها بعد دقائق قليلة وسلمت عليها ثم صعدت لغرفتها لتصلي وتبدل...

فيما بعد كانت تجلس مع أمها بعد الغداء وتتحدث معها عن ما جرى في يومها ...

وأخبرتها عن نوف ثم استأذنت منها وصعدت إلى غرفتها لترتاح قليلاً قبل صلاة

المغرب ....


في نفس الوقت في بيت سيف


كان سيف جالساً مع أمه يتفرجان على مسلسل الضوء الشارد في التلفزيون وهو

مستلقي على الأريكة فسألها : الحين هالمسلسل ما شفتيه من قبل ميت مره؟؟؟

أمه : حشى ما شفته من قبل ...


سيف : يمه مهب البطل بيموت أخوه وهو عنده ولد ؟ وبعدين بيجيب مرته وولده

عنده هو أمه وبيحبها وفي النهاية بيتزوجها ؟

أمه : ما أتذكر...يمكن شفته بدوني ...

سيف: أي بدونج يايمه ؟.... شايفينه في الصيف في الفضائية المصرية يوم كنا في

المانيا ...تذكرتي الحين؟


أمه : يا ولدي ما تذكر ....خلنا نشوف بس ....أكيه العيوز تصيح مسكينة ...

سيف: لأن ولدها ما يبغي مرت أخوه تقعد معاهم ...أنا حافظ القصة صم أساليني

أي سؤال بجاوبج عليه..

أمه : أقول ...روح ارقد لك ساعة أحسن وفكني خلني أتابع المسلسل بس...

سيف: أفا .. تطرديني أنا ولدج حبيبج !!! عشان مسلسل ..

لم ترد عليه أمه بل اكتفت بالمتابعه فوقف وقال لها : إذا ما قعدت عقب ساعة

قعديني لا تنسيني بسببهم وتروح علي صلاة المغرب ...

أمه : أن شاء الله ...



في المساء في بيت جواهر

كانت جواهر تجلس مع أمها ومع نوف وحصة في حضنها تلعب معها والطفلة

تقهقه بصوت عالي ...وبعد قليل وضعتها في حضن أمها وذهبت تنادي الخادمة

لتضع العشاء لهم...

فيما بعد كانت تجلس مع نوف في الصالة وأمها بقيت مع أولاد نوف في صالة

التلفزيون يشاهدون الرسوم المتحركة....

نوف: أنتي اليوم مهب عاجبتني ....فيج شي؟؟

جواهر: شفيني ؟؟ شحلاتي وشزيني...

نوف: سرحانه ...ومخج مشغول.. في ايش؟

جواهر: جاتنا قضية جديدة اليوم...

نوف: كل يوم تجيكم قضية... أنا أتكلم عن شي ثاني...

جواهر: عن ايش يعني ؟؟؟

نوف : صار شي اليوم ؟؟ رجع مديركم التعيس من أجازته ..؟

جواهر: رجع المسكين وبدا الكراف على طول...

نوف : يعني هو بدا الكراف وألا بدا يكرفكم...

جواهر: وألا هو ما يفضى ... بس بدا الشغل مع قضية صعبه ويبغيلها بحث

وتحاليل وايد ...

نوف وهي ترفع حاجبها : وبس ؟؟؟

جواهر: وصار لي شي غريب اليوم.... شعور غريب مش موقف يعني ...

نوف : شقصدج ...؟

جواهر: ما دري ... ما عرف شلون ؟؟؟ اليوم طلبنا المدير لاجتماع عاجل ولما

دخلت .....وطاحت عيني في عينه .....

نوف: كملي ليش وقفتي؟

جواهر: ما دري ....قلبي تم يطق بقو ...... حسيت أنه بيطلع من جسمي ...

نوف بنذالة: ليش كان شكله يخرع ؟؟؟

جواهر: شكله ....... اممممم شكله كان حلو بس كان فيه قلق في عيونه...كأنه

كان حيران ....ما دري ...ما عرف .. ما عرف...

نوف ولا زالت تتصرف بنذالة: يمكن كان يفكر في القضية ....مثلج....

جواهر بتردد: تهقين ؟؟؟ والله يمكن ....

نوف: وأنتي ليش شاغله نفسج فيه؟؟

جواهر: هاه ... أنا ....

نوف : أيه انتي ....ليش شاغله نفسج فيه.... مهب هذا هو التعيس اللي

تكرهينه؟؟

جواهر: ممكن تغيرين الموضوع..؟؟

نوف: عادي بغيره... شخبار عبد العزيز ؟؟ بتوافقين عليه والا لا...؟

جواهر: امحق تغيير ...لا للحين ... قلت حق احمد يسأل عن صلاته وللحين ما رد

علي..

نوف: استخرتي؟؟

جواهر: لا ..لأني للحين اجمع المعلومات وبعدين إذا احترت باستخير ربي..

وبعدين أنا الحين مهب متفرغة ... ابغي اتطمن على أمي بكره...وبعدين يصير

خير...

نوف: الله يطمنا على أمج...أمين يا رب العالمين ...


جاءت لهم الخادمة تعلن قدوم سالم ...وقفت نوف وقالت : أنا بامشي ....

جواهر: لا تصيرين سخيفة .... اقعدي شوي ....

نوف: اسمحيللي .... أنا منب قاعدة معاه ....كلمي الدريول خليه يشغل السيارة..

جواهر: نوف ...عن الخبال ...

ذهبت وارتدت عباءتها ونادت الخادمة والتي ألبست أطفالها أحذيتهم وخرجوا من

الباب الرئيسي لتجد سالم لا زال جالساً في سيارته والضوء الأمامي في سيارته

يتشغل وبدا واضحاً جداً ... ركبت السيارة مع أطفالها بسرعة وألقت نظرة على

سالم الذي كان يبتسم وهو يؤشر بيده وكأنه يحدث أحداً ...أنه يتحدث في هاتفه..

فكرت ( يغازل اكيد ...ويقص على البنية ...وهي مصدقته ... )













انتظرها سالم إلى أن تحركت في السيارة ثم نزل وذهب يطرق الباب وفتحت له

جواهر وأدخلته ....وبعد أن سلّم وجلس سأل جواهر: شفيها اللزقة تركض شاردة

جنه حد يلحقها ؟؟؟

جواهر: سلّوم ... ابتدينا ...

سالم : سلوم في عينج ... اسمي سالم ...عمج سالم والا نسيتي..؟؟

جواهر : قوم زين ... عمي مات الله يرحمه أنت اللي نسيت...

سالم : الله يرحمه ...المهم ... هذي ليش شردت جنها شافت جني؟؟

جواهر: لا وأنت الصادق شافتك...

سالم : يعني أنا الجني .... ؟ يجوز ... المهم تعشت المسكينة وإلا شردت بجوعها

هي وعيالها؟

جواهر: أشوف تحاتيها ...

سالم : ولا احاتيها ولا شي ... بس احنا عيال ناس ويهمنا الضيف ياكل ويشبع

وبعدين يشرد....هههههههه

جواهر: ههههههههه... الله يغربل سوالفك ....

سالم : بتعشوني أنا بعد وإلا اشرد للمجلس ؟؟؟

جواهر: الخير وايد ...بس أنت اسكت شوي ... سندرتني...

سالم : يمه شوفيها بتذلني عشان تعشيني..

أم جواهر : بصرك أنت وياها ...لكن أنا بروح أمر لك على عشى ولا يهمك..

سالم : والله ما قمتي ...قومي جوجو ... قومي نادي الخدامة...

قامت جواهر ونادت على الخادمة وأمرتها بإحضار عشاء لسالم وعادت لمكانها

فسألها سالم : موعدكم مع الدكتور عشان نتيجة التحاليل متى؟

جواهر: بكرة فالليل أن شاء الله ...

سالم : من بيوديكم ؟؟

جواهر: أمي مهب رايحة بروح بروحي مع الدريول...

سالم : لا.. أنا بروح معاج ... الساعة كم الموعد ؟؟؟

جواهر: سبع...

سالم : خلاص عيل بصلي المغرب وبجيج ...والقاج بارزه ....

جواهر: أن شاء الله عمي ..

سالم : غصباً عنج ... وبعدين بوديج عشان خاطر أمي ... فلا تستانسين وايد...

جواهر وهي تضع صينية الطعام أمامه: أكل أنت بس وفكنا ....

شمّر سالم عن ساعديه وبدأ بتناوله أو بالأحرى بدأ بالعراك ...وفي دقائق كانت

الصحون فارغة....

فيما بعد سألته : شخبار شغلك ؟؟

سالم : تطرّي شي عدل مع ويهج...

جواهر: من صدقي أنا ... قررت وين بتشتغل ؟؟


سالم : أفكر اشتغل مع اخوي حبيبي في الشركة .. بس بشروطي ...

جواهر: شروط بعد؟

سالم : طبعاً ... لأني لو تركتها عليه بيخليني أداوم طول اليوم ... عادي عنده..

جواهر: حرام عليك....

سالم : إلا حرام عليه....بشتغل دوام واحد بس ... عاجبه أهلاً وسهلاً مهب عاجبه

كيفه ...

جواهر: وإذا اختربت الكميوترات في الليل ؟؟ شيسوون وانت محد؟؟

سالم: شقالولج ... فني كمبيوتر أنا ... هالشغلات لها موظفين هناك ... أنا شغلتي

اكبر من جذيه .. أنا اصمم برامج ... اسوي كمبيوتر كامل ...

جواهر: الله ... سولي واحد .... مخصوص لي...

سالم : باخذ لج لاب توب أحسن ...

جواهر: والمواصفات ؟

سالم : أنتي ما عليج ...بختار لج واحد ما تحلمين فيه وكل اللي يشوفه يتمناه حتى

نوافوه....

جواهر: إنا لله وأنا اليه راجعون ... الحين شجابها على بالك؟؟ لازم اتدخلها في كل

شي؟

سالم : ما يحتاج هي داخله داخله ما تبغي مساعده ....

جواهر: تدري ... قوم روح المجلس ...قوم ...

سالم بطريقة مسرحية: أنا ... أنا انطرد من بيت عمي !!!! هزُلت ....

جواهر: مع السلامة ... والقلب داعيلك....

سالم وهو يقف : والله لو ما أني صدق متأخر على الرجاجيل كان ما تحركت قيد

أنمله .... حلوه هذي قيد أنمله ... شوفي للحين أثار مدرسة الريان الثانوية

مترسخة في العقل الباطن ....

جواهر: الله يعين عقلك الباطن وش بيشيل والا بيشيل؟؟؟ تعال ... أنت كل الأفلام

الجديدة عندك ..شوفلي CD فيلم A Good Year حق راسل كرو...

سالم : هذي ماركة إطارات ...الشيخة...

جواهر: أي تواير أنت مع ويهك ... أقولك فلم من بطولة راسل كرو ... رومانسي

وأنت تقول تواير!!!! لكن وينك أنت ووين الرومانسية ...

سالم: روحي ولي مع رومانسيتج ..أصلاً أنتي وجهج مهب ويه رومانسيه أبد...

جواهر: تكفى ...يا رشدي اباظه ....

سالم : أحلى منه ... وغصباً عنج ...يلله ... فمان الله...

جواهر: هههه.... في أمان الكريم...



في نفس الوقت في مقهى رأس السنعة على كورنيش الدوحة


أختار سيف طاوله مجاورة للماء وأخذ ينظر للبحر في الظلام وأضواء مارينا النادي

تضرب على سطح الماء مكونة منظر في غاية الجمال ...

سيف: تذكر يوم رحنا جزر العذاري ؟؟ يوم انأجر لنا يخت ابيض مثل ذاك اللي في

المارينا ..

سعيد: ايه والله ... أيام .... شكثر استانسنا ....

سيف: وإلا الغطس .... عجيب ... مع هذيك المزيونه اللي لصقت فيك ولا عطتنا

ويه ... ما شافت إلا أنت ...

سعيد : هههه ... أتذكر يوم تسوي فيني مقلب وتقول لها يوم جات عندك أني

معجب فيها ومستحي أقول .... وهي ما قصرت عاد ... مللتني لين رجعنا

المينا....

سيف: كنت استأنس لين أشوفك متوهق خصوصاً مع البنات...

سعيد: من يوم عرفتك وأنت شرير...

ضحك سيف وعاد لمشاهدة البحر ورفع رأسه ورأى النجوم ذات البريق الأخاذ

متألقة وتشكّل مع القمر المتصدر عنان السماء فريقاً رائعاً وكأن هناك سيمفونية

تُعزف بطريقة استثنائية ....

التفت إلى سعيد وقال : أذكر قصيد لخالد الفيصل يقول فيها :



أحب الليل و نجوم الليالي

حبيباتي أساهرهن لحالي


لقيت بصحبة النجمات سلوى

عقب ما فارق الخفّاق غالي


ألا يا ساريات الليل سيري

على واديه مع مسرى خيالي


تجلّي في سما خلّ المودّه

وقولي للحبيب وش جرالي


هنيك يا نجوم تناظرينه

و انا مالي على النظره مجال ِ


ولكني ولو شابت عيوني

أحب الليل و نجوم الليالي


صبرت و كل حي لو تصبّر

إلى مالت ليالي العمر مالِ


سعيد : صح لسانك ولسانه ... تعاااااااال ما باركتلك...

سيف: الله يبارك فيك ... على ايش؟

سعيد :يقولون الملك عين خالد الفيصل أمير مكة المكرمة ....

سيف: أيه ادري ... من عقب ما كان أمير أبها ....الله يوفقه .... والله أنه أمير

صدق بدون محد يعطيه ألقاب ....

سعيد: يه.. يه ...يا حظه ... متى بتقول عني مثل هالكلام؟

سيف: قريب أن شاء الله .... لين ترقيت بعد انت ....ههههههههههه

سعيد:سخيف...........





********

 
 

 

عرض البوم صور reem99sh   رد مع اقتباس
قديم 06-06-08, 11:26 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 27124
المشاركات: 1,276
الجنس أنثى
معدل التقييم: reem99sh عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
reem99sh غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : reem99sh المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الجزء السادس عشر




في صباح اليوم التالي


توجهت جواهر إلى عملها مبكرة حتى تجهز أوراقها قبل الاجتماع كان صوت

المقرئ محمد ايوب يصدح في سيارتها وحاولت هي أيضاً مجاراته في الآيات التي

تحفظها وهي تعبر الشوارع المزحومة والمؤدية إلى مقر عملها ...وأوقفت سيارتها

في موقفها المعتاد ونزلت ومشت للباب ورأت مديرها يمشي هو أيضاً من الجهة

المقابلة وهو يرتدي نظارته الشمسية مثلها تماماً...لم تستطع أن ترى عينيه أحست

براحه غريبة عندما توقف وسلم عليها أنه لن يستطيع هو أيضاً رؤية عينيها وما

تحتويه عينيها.... دخلا معاً من الباب ودلفا إلى المصعد مع موظف كان ينتظر

قبلهم ووقفت في الجانب الآخر ...

سألها : شخبار القضية؟

جواهر: عندنا اجتماع سيدي مع الطبيب الشرعي والضابط المسئول بعد ساعة وأنا

جهزت بعض المعلومات وعندي بعض الاستفسارات لفك بعض الغموض وبأذن الله

على نهاية اليوم يكون التقرير على مكتبك...

سيف: من الضابط ؟؟؟ علي ؟؟؟

جواهر: ما عرف سيدي... ما قالي ابو حسن.. هو اللي مرتب الاجتماع..

سيف: خير أن شاء الله ... بخصوص التقرير بنطرج تقدمينه بنفسج متى ما

خلصتيه ...

جواهر: حاضر سيدي...


أكملت طريقها إلى مكتبها وبدأت عملها ما أن جلست خلف مكتبها وطلبت

قهوتها...كانت تحس بحرارة قوية تكاد تخرج من خديها فأخرجت المرآة ونظرت

لوجهها وفكرت ( من الحر ... اكيد خدودي احمرت من الحر ....الحين بابرد من

المكيف وبتروح الحرارة ) هكذا أوهمت نفسها أن الاحمرار كان من جراء الحر

وليس لتواجدها مع سيف في المصعد ..


بعد اجتماعهم المثمر عكفت جواهر على كتابة تقريرها وانتهت منه في مدة بسيطة

واتصلت تسأل سكرتير المدير عن إمكانية لقاءها إياه فاخبرها بأنه ذهب للصلاة

وعليها أن تحضر بعد ربع ساعة ... انتهزت الفرصة وصلّت صلاة الظهر هي

الأخرى ...وبعدها تأملت وجهها في المرآة مرة أخرى ورتبت شيلتها قبل أن تحمل

تقريرها وتذهب لمكتب المدير ...


وبعد دقائق كانت تجلس أمام سيف وهو يقرأ التقرير وقلبها يدق بسرعة وهي

تتمنى لو أنها تمكنت من تهدئته ... كانت تلعب بخاتمها الماسي البسيط من

Bvlgari بينما هي تنتظره أن ينتهي من القراءة ....

وبعد مده رفع رأسه ونظر لها وهو يسألها : وش اللي قوى عندج الحدس أن

زوجته ممكن تكون الجانية ؟؟؟

جواهر: سيدي ...مثل ما هو مكتوب في التقرير المجني عليه شاب وما كان يشكي

من شي لكن بعد التدقيق طلع أن عنده التهاب الكبد فئة ب وأصحاب هالمرض

المفروض ما ياخذون التايلينول أبدا لأنه خطر عليهم وعلى أي مريض بالكبد

والدراسة اللي طلعتها كانت في 2006, توضح أن استهلاك كمية كبيرة من الدواء

تسبب ارتفاع في إنزيم الكبد Alanine transaminase عند البالغين

الأصحاء. وأي جرعات زائدة منه تسبب الوفاة....

سيف: لكن هالدوا أنتي كاتبه أنه مسكن !!!!

جواهر: هالدوا بالذات سيدي أصله أمريكي ينصرف بدون وصفة طبية وتلقاه

بسهوله في الصيدليات و أقسام الأدوية في الجمعيات حق تخفيف الألم و تقليل

الحرارة, والصداع, وآلام المفاصل, وأعراض الحساسية, والإنفلونزا....

سيف: شيفرق عن البندول ...

جواهر: هذا اقوى سيدي... وفيه نسبه سيانيد ...هالنسبة اللي ذبحت أكثر من 7

أشخاص في شيكاغو وميتروبوليتان وإلينوي في امريكا سنة 1982 عقب ما خذوا

تايلينول بروحهم ولا حد عرف سبب موتهم ... ووقفوا الدوا بعد ما قلت مبيعاته

وبعدين رجعوه لما رجعت سمعته بعد سنين....

سيف: ويمكن هو راح شراه بروحه وخذاه ...

جواهر: مستحيل سيدي..لأن جرعاته كانت في دمه صار لها مده ... يعني كانت

تنعطى له بشكل مستمر يمكن في قهوة او عصير وبعدين الجرعة الأخيرة كانت

مفرطة ..

سيف: بلغتي الضابط عشان يستجوبون المَره ويخلصون الموضوع...

جواهر: نعم سيدي وبيبلغنا بالنتيجة بكره أن شاء الله ...

اقفل سيف الملف وسألها باهتمام : والله وجبتيها يا جواهر...عساج على القوة...

إلا قوللي لي ... شخبار الوالدة؟؟؟

جواهر باستحياء : بخير سيدي... موعدنا الليلة نشوف النتيجة وأن شاء الله خير..

سيف: الله يطمنج عليها ....( ونظر إلى عينيها مباشرة وأكمل بحنان زائد ) لي

احتجتي أي شي عشانها لا يردج الا لسانج ... تسمعين ....لا تقولين يمكن

ويمكن.. قوللي اللي تبغينه وبدون ما تستحين ...

تلعثمت جواهر وأحست بالحرارة تخرج من خديها مرة أخرى وحاولت الرد عليه

بأن قالت : للل.. لل.. لا سيدي ...( ووقفت بسرعة وهي تسأله ) تأمر على شي

سيدي؟ عندي اختبار لازم أساعد الجماعة فيه ....

ابتسم سيف عندما لاحظ ارتباكها واحمرار خداها وقال وهو لازال يتأملها بحب : لا.

روحي لشغلج ...

خرجت وهي تحس بأن هناك من يطاردها ولم تهدأ إلا عندما جلست ثانية خلف

مكتبها وهي تحضن وجهها بيدها مُديرةً ظهرها للباب ...ثم شربت لها قليل من

الماء لتهدئ من روعها قليلاً وهي لا زالت تفكر ( أنا شفيني كل ما شفته تخزبقت؟؟

ليش قلبي يدّف واحس أني مصخنه ؟؟ ) ...




في نفس الوقت في مكتب سيف


كان يفكر ( يحليلها توردت خدودها .... تستحي فديتها .... من زمان ما شفت بنت

جذيه ...لكن هذي جواهر غيرررر .. في كل شي غير..هذي عبد العزيز يخطبها!!

يخسي الا هو ... أن شاء الله بترفضه عقب ما تعرف بسواد ويهه وساعتها أنا

بخطبها ويا ويلها أن رفضت ....يعني شبسوي إذا رفضت صج ؟ تخسي ترفضني..

ما عاش اللي يرفضني ...بخطفها بوديها الشاليه وبقنعها أني أنا بس اللي اصلح

اكون ريلها... شدعوه اخطفها فلم هندي!! لو حد سمعني بيضحك علي .. أصلاً

مستحيل اكلمها قبل ما اجس نبضها مستحيل احط نفسي في موقف سخيف معاها..

لازم احس بميلها حقي قبل ...لازم ) وظل يفكر فيها إلى أن انتهى دوامه وعاد

للبيت...


في منزل جواهر


بعد الغداء طلبت جواهر من أمها أن ترسل لها الخادمة لتتأكد من أنها صاحية

لصلاة المغرب وصعدت لغرفتها ...ولكنها لم تستطع النوم ....كانت تفكر في سيف

وفي حالتها الغريبة أمامه ...اشغلتها أفكارها عن النوم حتى رأت الساعة فقامت

لتأخذ لها حمام سريع وتستعد للصلاة وللذهاب مع سالم للمستشفى بعدها..




فيما بعد


كانت جواهر جالسة مع أمها في الصالة عندما سمعت بوق سيارة سالم فلبست

عباءتها وخرجت له وأشرت له بأن ينزل ورد عليها بأن تحضر فأحضرت حقيبتها

وذهبت له وصعدت بجانبه وسلمّت ...وكان صوت خالد عبد الرحمن الحزين يَصدح

في السيارة حاولت أن توطي من الصوت ولكنه ضربها على يدها مانعاً اياها وقائلاً

: سيارتي كيفي اعلّي الصوت وإلا اقصّر عليه...

جواهر وهي تصرخ : حرام عليك الصوت بيصدعني ....قصّر عليه شوي...

سالم : صج ما عندج سالفه صوت خالد عبد الرحمن يصّدع بج !!! ما عندج

ذوق...

جواهر : خليت الذوق لك ... أرجوك عمي سالم قّصر عليه ...

سالم وهو يبتسم : الحين بقّصر يوم قلتي الكلمة السحرية ...

أصبحت السيارة أكثر هدوءاً وصار في إمكانهم الحديث ...

جواهر: بتنزل معاي عند الدكتور؟؟

سالم : شرايج أنتي ؟؟ وإلا ابغي اصير لج دريول بس!!!!

جواهر : مهب قصدي بس ليش تبغي تدش معاي؟؟

سالم : ابغي اعرف عن حالتها عدل ...بنفسي ...

جواهر: يعني لو سألتني بقص عليك؟؟؟

سالم : جواهر... سكري على الموضوع ....قلتلج ابغي اعرف بروحي ...خلاص.

عم الصمت الأجواء ولم يكن هناك إلا صوت خالد عبد الرحمن فقط ولكن لم يكن

هناك من يستمع له فقد سرح كل منهما في أفكاره ...


بعد ساعة من الانتظار الممل كان سالم واقف أمام غرفة الطبيب لعدم وجود مكان

للانتظار قريب من جواهر....خرجت الممرضة تعلن عن دخول المريضة مزنه ...

لفضت اسمها بطريقة مضحكه مما جعل سالم يقلدها حتى دخل للطبيب مع جواهر..

سلم عليه وسأله عن حاله وحال أهله وسأله د. جاسم عن أهله ثم عن احمد ..

سالم : احنا جايين اليوم نسأل عن النتائج اللي سويتوها حق أمي مزنه ؟؟

د.جاسم : هذي امك !!!

سالم : أمي اللي مربيتني ....

د. جاسم وهو ينقل نظره لجواهر ويقول : والله يا خوي مادري شاقول لكم...

الوالدة قلبها تعبان وعندها انسداد في 3 شرايين و...

جواهر: و ايش يا دكتور...

د.جاسم : اثنين منهم شريانات تاجيه ويمكن لازم يتغير...

جواهر: هالشي يزيد حالة أمي خطوره ..؟

د.جاسم : احتمال النجاح اكبر من احتمال الفشل بوايد...العملية عادية ويسوونها

الآلاف ... عادي لا تخافون ...

جواهر: وهذا رأيك بروحك؟؟...وإذا ابغي رأي طبيب ثاني ...

د.جاسم : حقج ...بس أنا فعلاً خذت راي د. جيلاني ...وقال نفس الشي..

أطرقت جواهر من اليأس وسأل سالم: والحل يا دكتور...

د.جاسم : عمليتين اول وحده منظار عشان نتأكد إذا تتوسع الشرايين بالبالون

والثانية بتكون للتوسيع أو تغير الشريان كله وهذي أصعب واخطر وحده...

جواهر : ومتى هالعمليات لازم تستوي...

د.جاسم : عملية المنظار قبل أي شي وبعدين بنشوف متى الباقي.... عملية

القسطرة تكون من فتحه الشريان التاجي الأيسر أول, وبعدين الشريان التاجي

الأيمن, وناخذ صور حق الشرايين عن طريق حقن سائل ملون من مادة اليود

لمعرفة وضع الشرايين ومكان التضيقات والتشنجات فيها....بشرح لكم شوي عن

عمل القلب ...؟


توقف ومشى إلى الجدار المقابل حيث علقت هناك لوحة كبيرة فيها رسمة قلب بارز

مفصّل بالألوان الطبيعية وحوله الكثير من المصطلحات الطبية مع الأسهم التي تشير

على مكان الاسم على القلب نفسه...

د. جاسم : هذا القلب وهذي الشرايين اللي توصلّه الدم .. في حالة تجمع وتراكم

المواد الدهنية على طول جدران شرايين الجسم. اللي مع الوقت تصير كثيفة وقوية

فهي تسبب تضيق الشرايين ويمكن انسدادها وبعدين يضعف تدفق الدم عبر هذا

الشريان اللي يغذيه ..

أما إذا حصل لا سمح الله انسداد كامل لهذا الشريان فاحتمالية حدوث موت جزء من

عضلة القلب نتيجة لانسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة واردة. وفي

بعض الحالات يؤدي تراكم الدهون على جدران الشرايين إلى ضعف الجدار وبالتالي

تمزقه وحدوث النزيف.

جواهر: وعملية البالون شلون تسوونها؟؟

د. جاسم : بعد تحديد مكان التضييق وحجمه ونسبته نسوي حق المريض العملية

الثانية .. نحط بنج موضعي في الشريان الرئيسي للفخذ وندّخل دليل معدني في

الشريان المتضيق, نوصله إلى أبعد نقطة ممكنة داخل هذا الشريان بعد اختراق

المنطقة المتضيقة عقبها نستعين بالدليل المعدني الموجود داخل الشريان لإيصال

بالون صغير مش منفوخ نوقفه على مستوى المنطقة المطلوبة بالضبط . نُنفخ هذا

البالون وبعدين نُفرغه كم مرّه على مستويات مختلفة, ولفترات تتراوح بين الثلاثين

ثانية والخمس دقائق في بعض الأحيان.

سالم : مافيه أعراض جانبية لهالعملية؟؟

د. جاسم :اكيد فيه أعراض جانبية ....محتمل يصير تمزّق في جدار الشريان واللي

ممكن أنه يؤدي أحياناً الى انسداده جزئياً أو كلياً, والمنطقة الموسعة بالبالون يمكن

أنها تكون عرضة لتكاثر غير طبيعي للخلايا العضلية واحتمال معاودة الانسداد

بنسبة تتراوح بين 30% إلى 50% خلال الأشهر الستة اللي بعد عملية التوسيع.

وأخر شي اخترعوه عشان ما تنسد الشرايين مره ثانية أنهم يحطون جسر معدني

مثل اللولب في المنطقة التي تم توسيعها بالبالون لتقوية جدار الشريان هالاختراع

نجح إلى حد بعيد في خفّض إمكانية معاودة التضييق بشكل كبير.

جواهر: ممكن تعطينا كم يوم نفكر قبل لا نقرر ...

د.جاسم : طبعاً بس لا تبطون علينا ... لازم نعرف بسرعة عشان نَدخلها

المستشفى ونجهزها للمنظار...

سالم وهو يراقب جواهر والضيق تملكهم جميعاً : خلاص ...على خيرة الله..

خلنتوكل على الله الحين ولنا رجعه ثانية....

وقفت جواهر أثر كلامه وخرجت من الغرفة بدون أن تقول شيئاً وأكملت طريقها إلى

أن وصلت إلى المصعد فوجئت بيد سالم تمسكها بقوه وهو يقول: وين رحتي

وخليتيني !!!؟؟

رفعت رأسها ثم نظرت إليه بصمت ...ولما فتح الباب دخلت ودخل معها ثم ضغط

للأسفل ... عندما صعدوا السيارة لم يشغل المسجل ..احترم رغبتها بالصمت ولم

يقل لها شيئاً ...أنها أمها ويعلم الموقف الذي وجدت نفسها فيه....حتى وصل قرب

بيتها التفت عليها وقال : أنتي مؤمنه .. تحملي تنزلين عند أمج وأنتي في هالحالة

غَيري شكل ويهج وطمنيها بأي شي لا تحَملينها الهم كفاية اللي هي فيه...

جوجو..تسمعيني شقول ؟؟؟

هزّت جواهر رأسها بالموافقة بدون أن تفتح فمها ...وبعد قليل توقفت السيارة أمام

باب الفيلا ونزلت جواهر من السيارة ودخلت البيت وأغلقت الباب وراءها.. انتظرها

سالم إلى أن دخلت ثم انصرف وتوجه للمجلس..








في نفس الوقت كان سيف مع سعيد في المجلس عبد الله واحمد عندما دخل عليهم

سالم وسألوه عن ما جرى في المستشفى ...

سالم : يسلم عليك الدكتور جاسم ويسأل عنك ...

انتبه سيف لجملته ورفع رأسه ونظر له باهتمام وسمع أحمد يجيبه : شخباره ؟

للحين دب وإلا ضعف ؟؟

سالم : نفس الشي والكرش كبرت...

عبد الله: شخبار أمي مزنه ؟؟ شقال عنها ؟؟

سالم : المسكينة عندها انسداد في 3 شرايين في القلب ولازم عملية توسيع...

أحمد : تفوو ...3 شرايين مره وحده!!!

سالم وهو يتنهد : نعم ... 3 ...

سيف: مهب لازم يسوون قسطرة قبل ؟؟

سالم : امبلا ... قال لازم يسوي .. ولازم نرد عليه بأسرع وقت عشان يحدد موعد

لها ...

أحمد : أنا بروح عنكم شوي وبرجع ...

علموا أنه سيذهب لجواهر وأكملوا مناقشاتهم بعد أن خرج...

دخل أحمد البيت وبعد أن سلم وجلس معهم طلب من جواهر أن تذهب معه ليحدثها

في موضوع ... وقامت معه للصالة الأخرى وسألها عن حالة أمها بالتفصيل ثم

سألها : وليش ما قلتيله يحدد موعد القسطرة وأنتي عنده؟


جواهر: قلت لازم اسأل عنها أكثر واقرا عنها وبعدين بتصل فيه...

أحمد بعد دقيقة صمت : ترى أنا سألت عن صلاة الرجال..

جواهر وبدون اهتمام: انزين؟

أحمد : صلاته رديه ...

جواهر: خلاص عيل .. هذي إجابتك اللي تنطرها ... شتنطر من واحد صلاته رديه

حتى لو ملك العالم بفلوسه وجماله ....

هز أحمد رأسه موافقاً ثم وقف وغادرهم عائداً للمجلس ...وهناك وبعد ساعة اقترب

من سيف وهمس في أذنه : الرضيعة رفضت عبد العزيز ...

أجابه سيف: على خيرة الله ...


بعد ساعة

كانت جواهر في غرفتها تتحدث مع نوف ...

نوف: وأمج قلتيلها كل هذيه؟

جواهر: لا ..طبعاً...حاولت بقدر الإمكان أني ارسم على وجهي ابتسامة وأنا أقولها

أنهم للحين ما يعرفون وإنها لازم تسوي عملية المنظار وبعدها بنعرف..

نوف: وصدقتج ؟

جواهر: ما كان عندها بديل ...

نوف: ومتى قررتي تسوونها؟؟

جواهر: مادري ؟؟؟ بسوي بحث في النت بعد شوي وبكره بكلم احمد بأخذ رايه

وبعدين يصير خير..

نوف: أنا رايي تتوكلين على الله وتسوون المنظار اول...

جواهر: المنظار مهب مشكلة المشكلة اللي عقب المنظار...

نوف : شرايج تتطلبين من الدكتور تقرير وتطرشينه حق لندن أحسن ...

جواهر: كنت أفكر في هالحل... بس ابغي أدور أحسن مستشفى...الليلة أن شاء الله

ما راح ارقد إلا إذا لقيت أجوبه حق كل الأسئلة اللي راسي ...

نوف : عيل اخليج الحين ...روحي خلصي شغلج ولا تسهرين وايد وراج دوام..

جواهر: عادي أروح الدوام وأنا مواصلة... أصلاً وين تجيني النوده وأنا فيني كل

هل هّم....

نوف: تعوذي من ابليس ...اذكري ربج ...

جواهر: لا اله الا الله.... ما تصدقين يا نوف ...أحس أن الهم اللي فيني لو يتوزع

على الناس كلهم بعد بيزيد ....

نوف: الله يهداج يا جوجو شهالكلام ؟؟؟ إذا هَونتيها بتهون ترى...

جواهر: الله بيعين أن شاء الله ... يلله روحي حق ريلج ...

نوف: تصبحين على خير...

جواهر: وأنتي من هله..


في نفس الوقت في مقهى كوستا كان سيف جالساً مع سعيد وهو يفكر ثم التفت

عليه وقال : ياخي انقهرت ....مخلين أختهم تروح مع ولد عمهم وهم قاعدين..

يعني يوم ما راحت بروحها راحت مع ولد عمها ... محد مهتم فيها ابد؟

سعيد: يكفي أنت مهتم ...

سيف بغضب: متفرغ أنت بعد ؟

ثم بعد لحظات ...قال سيف: من صدقي أنا ...حتى مع موعد مهم مثل هذا ما راحوا

معاها...

سعيد : أنت تدري أنها معتمده على نفسها وايد ... واستقلاليه بعد وشفتها بعينك

يوم سافرتوا مع بعض صح والا لا؟

سيف: أنا ما أتكلم عن الاستقلالية بالعكس أنا تعجبني ... لكن أنا اقصد الدعم

المعنوي ... هذي أختهم لازم يحسون فيها ويوقفون معاها..

سعيد : عندي حل ... عشان ما تنقهر مره ثانية ..

سيف: قول يا فصيح ...

سعيد: أخطبها وعطها كل الدعم المعنوي والعاطفي بعد ... شرايك ؟؟

سيف: تقول فيها ؟؟؟ بس أتأكد من شعورها تجاهي وبعدين بتوكل على الله...

سعيد: أي شعور أي بطيخ ... شكلك تبغي تتهرب ومهب عارف ..وطلعت هالحجة..

سيف: حرام عليك يا سعيد ... الحين أنت تقول جذيه ..!!! أنا الزم ما علي كرامتي

وأنت تعرف عدل هالشي .. لو ما كنت متأكد أنها تبادلني الشعور أو على الأقل

تقبلني وإلا مستحيل أحط نفسي في الموقف ...

سعيد: يقولك مافي كرامة في الحب ..

سيف: صح ...بين اثنين يحبون بعض مهب بين واحد ايه ووحده ما يندرى عنها..


سعيد: الحين تبغي تقنعني أن في وحده في الدوحة تقدر تمسك نفسها عن لا تعجب

فيك !!!!

سيف: البنات يحبون اللي مثلك شكلهم حلو ...يغّرهم الشكل بس..

سعيد : ما عليك قصور ... شهالكلام اللي تقوله ؟؟

سيف: أقول الصدق ....أقول اللي أشوفه ...


في غرفة جواهر

قضت جواهر ليلها كله وحتى آذان الفجر في البحث في الانترنت قامت لتصلي الفجر

وعادت لمقعدها وبعد ساعة استحمت واستعدت للذهاب للعمل وعندما نزلت طلبت

من الخادمة قهوة ثقيلة وجلست مع أمها قليلاً قبل أن تكمل قهوتها وتتوجه

لعملها...لاحقاً في السيارة كان صوت القرآن يذَكّرها برحمة الله ...

عندما وصلت كانت لا تزال مكتئبة من المعلومات التي قرأتها طوال الليل ودخلت

مكتبها بهدوء وبدون أي رغبه لمخاطبة أحداً اليوم ...

بعد ساعة كان سيف يطرق الباب ودخل بعد أن رآها واضعة رأسها على المكتب..

رفعته بسرعة عندما سمعت صوت الطرق ...بدا عليها السهر والتعب ... سّلم

وجلس أمامها وسألها : شحال الوالدة ؟

جواهر: الحمد لله سيدي ...

سيف: قال لنا سالم عن موعدكم أمس...وأنا عندي رأي إذا تسمحين لي يعني؟؟

نظرت جواهر له وكأنها تسأله المعونة ولم تقل شيئاً تركت عيناها تقول له كل

شي..رحبت به وأخبرته عن حاجتها لشخص يساندها في هذه اللحظة ويقف معها..

شخص تعتمد عليه وترمي بحملها عليه ... حملها الذي كسر ظهرها.. اخبرها بأنه

معها في كل شي ... وأنه رهن إشارتها ....


تذكر أنهم في المكتب فقال : توكلي على الله وسوو القسطرة عشان تتأكدون من

حالة الشرايين بالضبط ... أنا كنت مع أبوي الله يرحمه يوم صارت له نفس الحالة

بالضبط .... والقسطرة وضحت لنا أشياء أكثر في تشخيص حالته ...

جواهر: أن شاء الله سيدي...

سيف: متى قال لكم د. جاسم أنه يقدر يسويها؟

جواهر: بأسرع وقت سيدي ..بس لازم اتصل فيه عشان يحدد موعد العملية ..

سيف: اتصلي الحين فيه قبل لا تنشغلين ..

جواهر: أن شاء الله سيدي الحين بتصل...

كانت تنتظر انصرافه حتى تقوم بالاتصال ....لاحظ سيف ذلك فقام من مكانه وهو

يقول: الله يعطيج العافية...


انصرف إلى مكتبه وابتسامة على وجهه وجلس وفتح شاشة الكمبيوتر وانشغل به

في لحظة..


اتصلت جواهر في العيادة وحددت مع الطبيب موعد سريع لعملية القسطرة لأمها

خلال أيام وسيتصلون بها لأعلامها بالوقت بعد ساعة...وفعلاً اتصلوا فيما بعد

وحددوا يوم الأحد القادم موعداً للعملية...


في المساء في مجلس أحمد

أخبرهم سعيد بأن عقد قرانه سيكون يوم الخميس وباركوا له وابتسم سيف قائلاً :

الفال لي ...

سعيد : أن شاء الله أنت عزّم وتوكل على الله ...

سيف: وتخلي عرسك مع عرسي في نفس اليوم ؟

سعيد: كيف ..كيف ...ما سمعت ؟؟ بايعها أنا ؟؟؟ أنا ما بغيت اعرس أقوم اربط يوم

عرسي بك!!! عز الله بنطر... لا يبه استريح .... بعرس بروحي أنا ...

سيف: بل عليك... صدقوا يوم قالوا ...من لقى احبابه نسى صحابه....

سعيد: والله لين شفت احبابي بنسى الدنيا كلها مهب بس أصحابي... أصلاً ذيك
الساعة ولا أعرفكم موليه...

ضحك الشباب لجملته ...

التفت سيف إلى سالم وسأله : وأنت متى بتنسى أصحابك؟

سالم : بسم الله علي... أنا للحين ما شفت الدنيا وأنت تبغي تحبسني... !!وبعدين

ليش أنت ما تعرس يوم أنك شيبت ... الحق على الدنيا يا خوك قبل لا تفنقش...

ضحك الجميع على سالم إلا سيف الذي نظر إليه بغضب ثم قال : شابت لحيتك .. أنا

شيبت يا اللي ما تفهم ؟ أنا إلا اكبر منك بكم سنه بس....

سالم : واضح ...واضح.... خف علينا يالصغير....







في نفس الوقت

كانت جواهر تتحدث مع نوف في غرفتها ...

جواهر: أنا كنت راقده يوم تتصلين ... تدرين مواصلة من أمس...

نوف: كنت أبغي اتطمن ... وشقررتي؟

جواهر: كلمت الدكتور وحددنا يوم الأحد موعد حق العملية...

نوف: زين ... زين ... متى قررتي...

جواهر: اليوم في الدوام ... عقب بحثي طول الليل جاني سيف وقاللي أنها أحسن

لو سوتها...

نوف: لحظه ... لحظة... سيف !! ما غيره مديرج؟؟

جواهر: ايه ..فيه غيره بعد؟؟

نوف: صار سيف الحين !!! مهب مديرج!!!

جواهر بدلع: عااااد ... انا اكلمج انتي ..شحقه الرسميات بعد ؟؟؟

نوف: ما علينا ... شقالج هو ؟؟؟ ابغي بالتفصيل الممل ..

جواهر بعد أن حكت لها كل شي: لو شفتي وجهه وهو يكلمني... وإلا عيونه ...

حسيت فيه فهمني بدون ما أقول أي شي...

نوف : يا عيني يا عيني ... أشوف تطورت العلاقة...!!

جواهر: نووووووووف...

نوف: بلا نوف .. بلا خرابيط ...اعترفي... يعجبج وتعجبينه ...

جواهر: مادري يا نوف.... مشاعري بدت تتغير ...حتى هو صار غير معاي.. صار

حنون ...وهذا اللي خلاني تغيرت.... وصرت أشوفه بعيون ثانية ...

نوف: يعني ... فيه أمل؟؟

تنهدت جواهر بقوة ثم قالت : أخاف يا نوف... أخاف يطلع مثل فهد ....

نوف : الله لا يقوله ... لو مثله جان ما رافقوه اخوانج... وبعدين انتي سافرتي

معاه ..شفتي عليه شي ؟؟

جواهر: لا ...بس ...

نوف: بدون بس... لين متى بتمين حاطه حوالين نفسج طوفه كبيرة ما في أي ريال

يقدر يدخل منها ...

جواهر: تلوميني يا نوف؟؟؟!!! أنتي الوحيدة اللي تعرفين بقصتي معاه وتلوميني!!!

نوف: ما الومج يا حبيبتي ...بس ما ابغيج تتعقدين من كل الريايل بسبة واحد حقير

ما عنده ضمير ... ترى أصابع يدج مهب وحده...

بدا الضيق يزيد في صدر جواهر فاستأذنت من نوف وأقفلت الهاتف وجلست على

سريرها وضمت لها ساقيها كما تفعل دوماً أن تضايقت ووضعت ذقنها على ركبتها

وأخذت تفكر....وتتذكر ....


فهد وبعد أن أعيته الحيلة تجاهها ورفضها لكل الدعوات التي قدمها لها ..أصبح

يتفادى ملاقاتها واعتقدت أنه فهم أنها لن تقبل بأن تكون واحده من الفتيات اللاتي

يواعدهن ..بعد أن اعتاد على إظهار اهتمامه بها أمام الجميع ومعاملتها بحب ودلال

لظنه أنها تتعزز عليه كالبقية ....

وفي يوم ...كانت تعمل إلى وقت متأخر مع أستاذها هاملتون على بحث لها في

متحف التاريخ الطبيعي عندما انتبهت إلى تأخر الوقت وانصراف الجميع... والهدوء

يعم المكان فقد انصرف الطلبة الذين يزورون المتحف منذ ساعات وأقفل أبوابه إلا

من العاملين به أو من بعض طلبة الجامعة ذوي التصاريح الخاصة كالذي تضعه

جواهر على قميصها....


والمتحف يقع بالقرب من الجامعة في Parks Road ويدخله الزائرون مجاناً ...

سقفه الزجاجي الفريد من نوعه يجلب له المعماريين من كل مكان والذي يُدخل

شعاع الشمس في النهار كان مظلماً بظلمة السماء والأعمدة المتراصة في الدور

الأرضي مكونه من أحجار بريطانية مختلفة جمعها العالم الجيولوجي جون فيلبس

وهو القيّم على المتحف ... كانت تماثيل العلماء المشهورين موجودة بين هذه

الأعمدة في الدور الأرضي... وهو يتكون من طابقين وأربعة أقسام ...علم طبقات

الأرض والمعادن والحيوان والحشرات ... ويجمع ويحفظ ويعرض مجموعة

التاريخ الطبيعي الخاص بالجامعة لرفع مستوى البحث والتدريس لطلبة الجامعة...

أخذت أوراقها وسارت في الطابق الفارغ إلا من المعروضات ولم تسمع إلا صوت

كعب حذائها ... فتحت الباب المؤدي للدرج ونزلت بثقة وقبل أن تصل لاستراحة

الدرج أحسّت بشي غريب .. أحست بأنها ليست لوحدها فأسرعت بالنزول قبل أن

يطفأ النور الذي أشعلته عندما فتحت الباب ...لم تنتبه للزاوية في استراحة الدرج

والذي اختبأ فيها فهد وجذبها له بذراعها عندما مرت أمامه ...الصق ظهرها على

صدره وهو يقول لها في إذنها بصوت كفحيح الافعى : ما بغيتي تنزلين ... صار لي

سنة أنطرج حبيبتي....

حاولت التملص منه وهي تقول بحّده : هد يدي ليش ماسكها ؟


فهد : بتشردين عني ....وأنتي وحشتيني ... تعرفين شكثر وحشتيني ؟؟


جواهر بضعف: فهد ... أرجوك هدني ...


فهد: مهب قبل لا أخذ اللي جيت عشانه ... تعبت وأنا انطرج ... وايد تغليتي علي..

من تحسبين نفسج؟؟؟ ليش تعذبيني ؟؟؟


ووضع شفتيه اللزجة على خدها ليقبلها ...وهي تنتفض بقوة وتحاول التملص منه

وتصرخ عليه بصوت عالي عندما فُتح الباب ودخل أستاذها اللي سمع صوتها ونزل

مسرعاً لها وهو يسأل : Is that you Jowaher

د. هاملتون: هل هذه أنتِ يا جواهر؟

عندئذ تركها ونزل مسرعاً قبل أن يراه الأستاذ... والذي عندما وصل لها سألها مرة

أخرى : Have you been hurt?

د. هاملتون: هل تأذيتِ ؟

Jowaher : No , thank god you came.

جواهر : لا ....شكراً لله لأنك جئت ..

Dr. Hamilton :You have to be careful theses days you

never know what could happen to you. Come with me

I’ll walk you home.

د. هاملتون: يجب عليكِ أن تحذري هذه الأيام ..لا نعلم ما الذي ممكن حصوله لكِ..

تعالي معي سأمشي معكِ للبيت...

لملمت شتات نفسها ومشت معه إلى شقتها والتي لا تبعد عن الجامعة ووصلوا إلى

المبنى ذا الحجر الأحمر المشهور في المنطقة والمكون من ثلاثة ادوار.. احتلت

جواهر مع أمها شقة في الطابق الثاني ... شكرته ثم أخرجت مفتاحها من حقيبة

يدها وفتحت الباب ودخلت ثم أغلقته ورائها وصعدت إلى شقتها وهي تحاول أن لا

تفقد رباطة جأشها ... دخلت الشقة سلمت على أمها ثم دخلت غرفتها وأغلقت

الباب بالمفتاح وظلت واقفة خلف الباب وفي ثواني كانت دموعها على خدها

كالسيل.. تذكرت لمسة شفتاه فأخذت تمسح خدها بكم ثوبها بقوة وتعيد الكرة مرتان

وثلاث ثم لم يكفها هذا فذهبت للحمام وأمسكت صابونه اليد من على المغسلة

وفتحت صنبور الماء وأخذت تغسل وجهها مراراً حتى اقتنعت أخيراً بأنها أزالت

القذارة من وجهها حينئذ نزعت ثيابها واستحمت وتوضأت ثم صلت.. وشكرت ربها

كثيراً لإرساله أستاذها لإنقاذها في اللحظة الأخيرة ...


وبعدها ظلت تؤقت خروجها مع صديقتها ندى والتي حكت لها ما جرى لها فوعدتها

بعدم التخلي عنها ومساعدتها قدر الإمكان ..وكانت تلمح نظرات فهد الغاضبة لهم

من بعيد ...ومرت الشهور حتى شارفت بعثتها على الانتهاء..


وفي مساء يوم كانت جالسة في الساحة بجانب سور خشبي بانتظار ندى ليذهبوا

معاً للمكتبة لأجراء بحث.. جاءتها طالبه انجليزية تحضر معها بعض المحاضرات

لتقول لها أن ندى تعبانه وتطلب حضورها لها في غرفتها في السكن ... فأسرعت

لتذهب لصديقتها وطرقت باب غرفتها ثم دخلت ولم تجد أحد في الغرفة فأغلقت

الباب وطرقت باب الحمام وفُتح ووجدت فهد في وجهها ... أحست بالرعب يجتاحها

ودارت بجسمها لتهرب من المكان فسبقها ووقف أمام الباب وحال بينها وبينه ...


أمرته بقوه : وخّر عن طريقي أحسن لك ... وإلا بصّرخ وبلّم عليك الناس.. أحنا

في سكن مهب بروحنا...

سمعت صوت رنين هاتفها النقال ولكنها لم تستطع الرد عليه...

قال فهد بلطف وهي يضع يده في مواجهتها: ما في داعي للصراخ أنا نيتي سليمه..

ارجوج اسمعيني ..

جواهر بإصرار: ما يهمني ... قوم عن الباب ..الحين..


فهد محاولاً إقناعها : جواهر اسمعيني شوي...


رّن هاتفها مرة أخرى....

جواهر: وين ندى؟؟

فهد: ندى راحت المكتبة لج لأنج سبقتيها هناك...

جواهر: وش بتكسب من هاللي تسويه؟؟؟ أنا ومستحيل أغير رأيي فيك...

فهد: أبغيج....

جواهر: وأنا ما ابغيك... قوم عن طريقي...

تقدم فهد تجاهها وهو يقول: بتغيرين راييج .. أنا متأكد...أنتي بس عطيني فرصه..

جواهر وهي تصرخ: لا تقرب فهد أنا أحذرك..ترى بصرخ ...

أستمر رنين هاتفها وحاولت أن تخرجه من حقيبة يدها ولكنه ضربه بيده وأسقطه

على الأرض وأمسك يدها وحاول أن يحضنها وقاومت هي بأن رفست رجله

بحذائها..صرخ وجذبها بقوه وهو يقول : ما تليق عليج الدفاشه ...

كانت تحاول التملص من يديه وهي تصرخ بصوت عالي بالانجليزية : Help

أمسك حجابها وحاول نزعه من على رأسها وخرجت خصلات من شعرها فواصلت

صرخات الاستنجاد أما هو فاستثاره شعرها الذي رآه فقال : شعرج حرير يا

عمري...

وفي لحظه فُتح الباب ودخلت ندى عليهم وهي تصرخ : شتسوي يالحيوان ؟؟

دخل خلفها بعض الطالبات والطلبة الذين رأوها وهي تجري في الممر وتبعوها لأنها

لم ترد على أسئلتهم وتفاجأ بهم فهد الذي تركها وهو يقول : أبد .. هي مواعدتني

هنيه ...

جواهر وهي ترتب حجابها وبصوت عالي: كذاب ...والله أنه كذاب ...

ندى : أدري ... لكن الحين عندنا شهود على تحرشه فيج والموضوع بنرفعه

لمجلس الجامعة ...

فهد مهدداً وهو ينصرف : لا تسوين شي تندمين عليه .. أنتي تعرفين من أنا...

ندى : يدك وما تطول... احنا ما نخاف إلا من رب العالمين ...

أنصرف فهد وهو يجرجر أذيال الخيبة وشكرت ندى الطلبة والطالبات وطلبت منهم

الاستعداد للشهادة عند مجلس الجامعة في حال طلبهم التحقيق ووافقوا ... أقفلت

الباب خلفهم وعادت لجواهر التي وانهارت شجاعتها وبدأت بالبكاء وهي تقول:

شيبغي فيني ؟؟ ليش ما يخليني في حالي...اشمعنى أنا ؟؟

ندى وهي تحضنها : ما تعرفين ليش؟ لأنج الوحيدة اللي قلتي له لا... وهو يحسب

أنه يقدر يشتري كل شي بفلوسه .... حتى البشر...

كانت جواهر ترتجف من الغيظ .... وبعد نصف ساعة هدأت قليلاً وسألت ندى :

اللي متحسفه عليه أني في البداية صدقته ... كسر خاطري وصدقته ولولا أنج

حذرتيني منه أكثر من مره كان ممكن أصدقه للأبد...

ندى: أنتي بريئة وهو إنسان صايع ...كان من الطبيعي أنه يقدر يقص عليج..

جواهر : أنتي شلون عرفتي ؟؟

ندى :جاتني وحده تقوللي أنج في المكتبة وتعبانه ... وتبغيني .. رحت المكتبة وفي

الطريق انتبهت واستغربت أنج ما كلمتيني بالجوال ... وقفت واتصلت فيج بس ما

رديتي علي ... قلبي قرصني فرحت صوب المكان اللي اتفقنا نتقابل فيه وسألت

الطالبات عنج قالوا أنهم شافوج رايحه صوب السكن حسيت أن فيه شي وجيتج

اركض...وطول الطريق أتصل وما تردين وهالشي اللي خوفني زود...

جواهر وهي تغسل وجهها : الحقير ... ما ادري متى بيفكني .. وبيخليني في

حالي؟؟

ندى : أنا أعرف متى.. بكرة من الصبح تقدمين شكوى حق مجلس الجامعة بطلب

تحقيق في تعديه عليج وأنا والطلبه بنشهد معاج ...

جواهر: وإذا قدمنا الشكوى شبيسوون ؟؟؟

ندى : يمكن ينطرد ... والا اقل شي ياخذون عليه تعهد بعدم الاقتراب منج ..

وبهالطريقة تخلصين دراستج بأمان ...

جواهر: ما ادري شكنت بسوي بدونج ...

ندى : أنتي مثل أختي ... لا تقولين جذيه ...أنتي اللي هونتي علي غربتي...

جواهر: والله أني ما طلع من جزاج ...الله يجزيج كل خير...

ندى : أمين ويرزقني ريل طيب وجميل ويحبني...

جواهر: ويرزقج بالرجل الصالح ... أمين يا رب العالمين ...

ندى وهي تبتسم وترفع يدها : من بئك لباب السما ...

فيما بعد تدخلت سفارة بلاده وحفظ الموضوع لكن مع تعهد خطي من فهد بعدم

التعرض لجواهر أبداً...مرت عليها الأيام الأخيرة بثقل وبطء غريب.. فقدت فيه

الأمان فكانت حذره عندما تخرج من بيتها وتمشي في الشارع فتلتفت كثيراً وكأنها

تتأكد من أنه ليس هناك من يتبعها ... الرعب والقلق والحزن تحكما فيها إلى أن

غادرت بريطانيا عائدة إلى بلادها ..وقد فقدت ثقتها في الرجال جميعاً..

بعد مدة نامت جواهر وهي متكورة على نفسها ....ولم تحس الا بجرس المنبه يعلن

عن موعد صلاتها للفجر...استيقظت بثقل وقامت تتوضأ ....



************************

 
 

 

عرض البوم صور reem99sh   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة الملكة الام, روايات, رواية مالوم قلبي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:42 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية