لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-08, 04:07 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

((الفصل الثاني والعشرون))
وفي جناحه الفخم كان جالسا على سريره وقد غير ملابسه لتوه ، خرجت مسرعة من الحمام رمقته بنظرة حاقدة ثم اتجهت إلى الغرفة الأخرى ، فتحت جهاز التلفاز وجلست على الأريكة ، تنهد وهو يعلم بأن ليلته ستكون صعبة ، لحق بها وجلس يضع ذراعه خلفها على مسند الأريكة ، تأملها بيأس كانت قد ارتدت بجامة قطنية زرقاء اللون ، وغلست بالماء كل أثر للزينة عن وجهها وشعرها :
_ ليش غسلتي وجهك ؟
نظرت نحو بازدراء :
_ كيفي ... (وأعطته ظهرها تقلب في القنوات) ...
وابتسم من جمودها :
_ بس ما أمداني أشوف الكشخة ...
_ مو لازم تشوف ..
_ أجل منو اللي لازم يشوف ...؟!
التفتت نحوه والحقد يفيض من عينيها العصية الدمع :
_ الناس ... العالم ... اللي جمعتهم ... وفخفخت قدامهم لمن شبعت ... وانا وأنت اللي أساس الموضوع ... مو مهم ... بالطقاق ... أهم شي عماني راضين ... وأنت أرضيت غرورك ... وش نبي بالباقي ؟!... (وعادت لتلفازها) ...
انصدم من انفجارها ، لكنه يعرف طبعها جيدا :
_ انتي كشختي ولعبتي دور العروس ... ما احد اجبرك ؟!
نظرت له بحزن عميق :
_ في مية لون ولون للغصيبة يا ولد عمي ... (وانطلقت تعود لغرفتها) ...
تنهد بألم وهو يغمض عينيه "هذي شفيها .. ليش تكبر المواضيع ؟!...صج بزر ... كل ما اقول زانت شانت ... قلت صرنا حلوين يوم البر ... ما صارت هالبوسة علي ... سارقها انا ؟... لو اني ؟!... أستغفر الله العظيم " ، ونهض يلحق بها وجد الغرفة مظلمة وهي قد آوت إلى السرير ، جاراها وتمدد بجانبها .
ولم يزر النوم عينيه هذه الليلة أيضا " ياربي ... لمتى ؟!... ما عاد أقدر أستحمل ... حاس إني بنفجر ؟!.. حتى مو عارف أتصرف ... ولمنو أشكي ؟!... نايف مستحيل ... أعرفه دمه حامي وما عنده تفاهم ... وعمي ما أبي أجيب له الهم ... رجال كبير ومو ناقص... اخواني !... ما أبي أغثهم مثل ما أنا مغثوث ... أجل وش أسوي يا ربي ؟!... وش أسوي ؟!) ... ولاح له الحل الذي سينقذه من الاحساس بالذل والمهانة والخوف من المجهول ...
على متن الطائرة المتجهة إلى روما وفي الساعة السابعة صباحا :
_ شفيك ؟!
كانت مغمضة عينيها وهي تتمتم :
_ ما في شي ..
حاول أن يكتم ضحكته "يا حليلها ... أجل الشجاعة وين؟!" ، وجاء نداء ربط الأحزمة ، شهقت رعبا وهي تنظر نحوه :
_ نسيت ... ناصر اربط الحزام ... ما أعرف ... (ورفعت يديها عن خصرها) ..
وربط حزامها فتنهدت براحة كبيرة وظلت تضغط بيديها الحزام نحو جسدها :
_ خايفة ؟!
ردت بحدة وهي لا تزال مغمضة عينيها :
_ لا ...
واستغرب رعبها "أجل هذا وشو؟!" ...
_ منول ... منولتي ... وينج ؟!... يا منال ...
ودخل غرفته فوجدها تطوي المصحف لتضعه على الكوميدينو :
_ صدق الله العظيم ... شفيك ؟... ليش الصياح ؟!
_ اناديك صار لي ساعة ...
_ كنت أقرأ قرأن ...
_ تدرين اليوم ... (وتمدد على السرير ورأسه في حجرها) ... جبت فيلم troy ...
_ أي فيلم ؟!...
_ اللي قلت لك عليه ... قصته مرة حلوة ... انا شايفه أكثر من مرة ... بس اليوم بنشوفه انا وياك ...
_ ماجد حبيبي ... (وظلت تمسد شعره بيديها) ... مو لاحظ إنك ما تطلع من البيت ؟!
_ أطلع وين أروح ... ؟!
_ يعني ما لك ربع ... ما اشتقت لهم ... فهد وصلاح ومبارك ... ليش ما تزورهم وتطلع معاهم ... ؟!
_ ليش مليتي مني ...؟!
أجبرت نفسها وقبلت رأسه :
_ الله يسامحك انا أمل منك !... بس علشان أبيك تستانس ...
_ انا مستانس معاك ... أطلع مع هالمبزرة وش أسوي ؟!
وابتسمت "يعني انت اللي كبير يا ماجد" ، ورن جرس الباب :
_ بارتي ... اتركيه أنا أفتح ... (وطار مسرعا) ...
وفتح الباب ، ووجده خلفه باسما كما يعرفه ، ثوبه مجعد وغترته على كتفه ، ولا أحد يفكر بالزيارة في مثل هذا الوقت الا هو :
_ أحمــــــــــــــــــــــــــــــــــد !...هههههههه ...
وارتميا كالطفلين في أحضان بعضهما البعض ، يدفعهما شوق حار ومشاعر ود لا تنتهي بينهما :
_ وينك ؟.. من زمان عنك ...
_ الشكوى لله ... صرت راعي بيت ... وما تمر ولا تعبرني ...
_ هههههههه ... ما نستغني يا أبو حميد ... حياك ... حياك ...
ودخل الشقة التي اعتاد على الجلوس فيها خلال فترة خطبة (ماجد) القصيرة :
_ شلونك ؟!... ليش ما جيت العرس أمس ...؟ (وجلس بجانيه) ...
وبوجهه الحزين :
_ نسيت ... ولا ناصر قبله بيوم ذكرني ... بس ...
وقاطعه بسفاهة :
_ طافك ... الزفة اللي صارت ... نصور طلع شي ... ربعه سوا له زفة في كل شوارع الرياض ... ولا العرس .. تحلف ما في أحد من أهل الرياض ما حضر ...
وضحك وهو يعود بظهره إلى الوراء :
_ لا ... لا ...
_ قسم بالله ... من زحمة القاعة ... وقفنا حنا برا نوسع للناس ...
_ ههههههه ... يا حليله ... يستاهل أبو فواز ...
_ تحسفت ... يا ريتني صبرت وسويت عرسي في قاعة ... والله كان طلع أحسن من عرس ناصر ...
_ ههههههههه ... (وداعب رأس هذا الصغير) ...
كانت تستمع لهذا الحديث من غرفتها "أكيد أحمد ولد عمي ... دايما ماجد يتكلم عنه أكثر من ما يتكلم عن أبوه واخوانه ... غريبة علاقتهم ببعض ؟!... حتى ما بينهم شي مشترك" ، غطت وجهها ودخلت الصالة :
_ السلام عليكم ... (وردا عليها السلام) ... شلونك احمد ؟
_ الحمد الله ... شلونك أنتي منال ؟!...
_ بخير عساك بخير ...
_علميني هالدلخ يعذبك ... خليني أنتف أذانيه ... (وأمسك رأس ماجد الذي انفجر ضحكا) ...
_ ههههه ... (ونهض ليقف بجانبها وقد تشعث رأسه) ... هيه أنت ... احترمني ... حرمتي واقفة ...
_ عن إذنك احمد ... (وهمست) ... تعال ماجد أبيك شوي ...
وعند باب المطبخ :
_ احمد بيمشي ولا بيطول ؟!
_ هههههه ... حتى لو يبي يروح ما أخليه ... أنا من زمان ما شفته ...
_ أجل بسوي القهوة ... شوي وتعال خذها ... وبقعد بالصالة الثانية لما يروح ...
_ أوكي يا قلبي ... (وقبل خدها بسرعة ثم انصرف) ...
_ صاير سخيف ... وانضميت لنايف وراشد ... حركات متزوجين هاه ؟!
_ ههههههه ... هذي منال تبي تسوي لك قهوة ... (وضربه) ...
_ إخس ... صاير تعرف لسوالف التقدير بعد ...!
وتنهد بفخر وهو يعدل من ياقة ثوبه :
_ احممممممممم ...
_ هههههههه ... مستانس ؟! ... (وتأمله بكل عطف وهو يتوسد يده) ...
ابتسم بسعادة :
_ يوووووووووه ... نصيحة يا أحمد ... تزوج والله الزواج وناسة ...
_ لا يا شيخ ... (ومسك وجهه يضرب خده) ... وشو الوناسة اللي فيه ؟!
وأبعد وجهه عنه وهو يمسد شعره المشعث :
_ هههههههه ... والله كل شي ... على الأقل حرمتك تحبك بس أنت ... تموت عليك ... وكل اللي تبيه تسويه لك ... وتشوف لك وجه حلو تقابله ... مو الربع اللي كل واحد منهم خشته تجيب الهم ... ولا ...
_ هههههههههه ... هيه انت !... (وضرب خده) ... هههههه ... عيب تسولف عن حرمتك ... ههههههههه ...
وببراءة :
_ ليش عادي ... أنت مو غريب ... منال قالت لا تقول قدام أحد غريب...
ودوت ضحكته حتى سمعتها (منال) في المطبخ وهو يحتضنه:
_ ههههههههههههه ... آآآآآآآآخ يا مجود ... ههههههههههههههه ...
كان قد مر وقت طويل وهو يقرأ في هذه المجلة ، قطع قرأته صوت المضيفة وهي تسأله عن ما يفضله من شراب :
_ أنوار ...
_ هــــــــــــــــــاه ... (كانت لا تزال تغمض عينيها بكل قوة وتتشبث بالحزام ، عض شفتيه حتى لا يضحك من شكلها) ..
_ تبين عصير ؟
_ قلت لك ما أبي شي ...(ولم يأخذ هو شي وانصرفت المضيفة) ...
_ أنوار ... افتحي الحزام .. ترى صار لنا ساعة بالجو ...
_ أنت شكو ؟!... حزامي ولا حزامك ...؟!
ابتسم من لهجتها المأساوية :
_ آآآآفا ... أثاريك خوافة !...(أراد أن يصرف انتباهها) ..
وفتحت عيناها لأول مرة :
_ الخواف اللي جابته أمك ...
_ منو اللي صار له ساعة مسكر عيونه ومجود بالحزام ...؟!
_ هذا حرص ... والحرص مو خوف ...
_ آآآآآآها ...!
_ وشو آها ؟!
_ شفيها آها ؟!
_ يعني شقصدك ؟!
_ بعد آها صار فيها قصد ومو قصد ..؟!
_ إيه فيها ...
_ يجوز ... (وعاد لمجلته) ...
_ ليش تسفهني ؟!
ونظر في وجهها :
_ كيفي ...
_ لا مو كيفك ...
_ أجل كيف منو ؟
وظلت صامتة تحترق :
_ تدري إنك إنسان واطي ...
_ وش قلنا على قلة الأدب ... وطولة اللسان ..؟!
_ خايفة منك يعني ... إيه واطي ... وحقير و...
وفتح حزامها بيد واحدة دون ان تشعر ، وعاد لمجلته :
_ ناصر ... سكر الحزام ...
انتبه لملامح الرعب التي كستها :
_ سكريه إنتي ...
_ ما أعرف ...
_ خلي طولة اللسان تنفعك ...
وبدت دموعها تتساقط :
_ ناصر ... تكفى والله خايفة ... مرة فهد فتح الحزام وأغمى علي ... تكفى ناصر ... والله خايفة .. ناصر ..!
أحس بأنها خائفة فعلا :
_ طيب ... بشرط .. تعتذرين مني ..
وأمسكت ساعده :
_ والله آسف .. بس سكر الحزام ... تكفى ...
أشفق عليها وهو يضحك في داخله :
_ طيب ... (وأغلق الحزام) ...
دخل المنزل لتوه ، عائدا من صلاة الجمعة :
_ السلام عليكم ...
_ وعليكم السلام ... (ومسحت دموعها بمنديلها) ...
_ خير ... شفيك ؟!... (وجلس بجانبها) ...
_ ما في شي ... تذكرت انوار ...
_ الله يسعدها ... (وعن عمق تجربة) ... الزواج ستر للبنت يا بدرية ...
_ الله يهنيها يا رب .. أنا عادي .. (وظلت تشهق) ... بس شفت فهد قبل شوي نايم بغرفتها وما تحملت ... (وانفجرت بالبكاء) ...
_ أمي وين ؟!
_ أكيد تصلي ... (وانصرف) ..
كانت قد غرقت في النوم دون أن تشعر ، (أحمد) و(ماجد) استمتعا بمشاهدة الفيلم لوحدهما وهما غرقان في القهوة والشاي والفوشار والحلوى :
_ قصة قوية ...!
_ تابعتها 12 مرة ...
_ أوف !... وليه ...؟!
_ مجنون انت ؟!.. الفيلم يأخذ العقل ...
_ وش بيصير الحين ؟!
_ شفت هذا هكتور اللي ذبح ولد عم أخليس ... راح يذبحه أخليس ويجر جثته قدام الناس ...(كان ماجد منفعلا) ...
وحينما مر المشهد الذي قال عنه (ماجد) تأثر (أحمد) :
_ياااااااااااااااااااااااو ... عز الله إنه محروق على ولد عمه ... الله يلوم اللي يلومه ...
وسأل (ماجد) بفرح غبي :
_ تخيل أحمد ... تخيل ... يعني واحد يذبحني ... وتسوي فيه كذا .. وتصير بطل ومشهور مثل أخليس ...
صدم (أحمد) من هذه الأمنية :
_ تف على وجهك ... (وبصق الهواء في وجهه) ... خبل إنت ؟!
_ يوووووووووه ... شفيك ؟... صاير معقد مثل الحريم ... منال كل ما أقول لها تخيلي اموت ... تقوم تبكي ... انا قلت اموت صج ... أقول تخيلي ... ههههههههه ... هبلة ...!
وابتلع حبيبات من الفوشار وهو يتسأل :
_ وليش تبكي ...؟!
_ لأن منال ...(والتفت خلفه ليطمئن بانها ليست قريبة منهم) ... ما تحب خوالي ... خالي عصبي معاها ... ونايف واخوانها كلهم ... وهي ما عندها ام ... وحتى خواتها ما تحبهم حيل ... أصلا من تزوجنا ولا مرة زارتهم ... بس مرات نايف يسير علينا ... (وظل ماجد يسرد كل شي يخص منال بدون توقف ...) .
فتح باب الغرفة بهدوء بعد أن طرقه ، وجدها على سجادتها تسبح ، اقترب منها وقبل يدها :
_ مقبولة يا الغالية ...
_ منا ومنك يا نظر عيني ... (وجلس بجانبها) ...
_ يمه أبيك بموضوع ...
_ خير يمه ...!
_ يمه ... انا ... أنا ... قررت إني أتزوج ...
وتهللت أسارير والدته وهي تمسك بوجهه بين يديها لتقبل قمة رأسه :
_ هذي الساعة المباركة يا ولدي ... ما بغيت تفرح قلب أمك ...!
_ هذاني نويت يمه ..
_ الله لا يعوقك يا أبوي ... عندي لك خوش بنية ... أعرف أهلها .. ما في أطيب منهم ..و ...
_ لا يمه ... أنا البنت اللي أبيها من بنات عماني ...
_ بنات عمانك ؟!
_ حصة ... حصة بنت عمي فلاح ...
_ حصة !
_ ايه حصة ...
_ بس ما تشوف أنها صغيرة عليك ... و...
_ لا يمه لا صغيرة ولا شي ... والرجال ما يعيبه العمر ...
_ على قولتك يمه ... توكلنا على الله ... انا أكلم أبوك يخطبها لك من عمك ...
_ ما تقصرين يا الغالية .. (وقبل رأسها) ...

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 04:09 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

((الفصل الثالث والعشرون))
وفي فندق راق ، خرج وهو يلف الروب القطني حول جسده بعد حمام دافئ خلصه من إرهاق ساعات السفر الطويلة ، وجدها نائمة بعمق فوق الغطاء وبروبها القطني الذي ارتدته بعد استحمامها ، شعرها القصير لازال مبللا لم يمشط بعد ، كانت تبدو منهكة حقا من اختبار الرعب الذي مرت به في الطائرة ، تنهد بعمق أطفىء كل الأنوار وأغلق الستائر ، جر الغطاء من تحتها برقة ودخل فيه معها وغط في نوم عميق .
ورن جرس الباب ، أسرع (ماجد) ليفتحه :
_ هلا أبو فلاح ...
_ هلا ماجد ... شلونك ؟
تبادلا السلام ، وحين سار حتى الصالة :
_ أحمد !
_ هلا نايف ...(وتبادلا السلام) ...
_ زين اللي شفناك ... وينك أمس ؟!
وهز (أحمد) رأسه بيأس وهو يعلم خواء هذه المحادثة مع (نايف) :
_ نايف ... اجلس معنا والله خوش فيلم ...
_ لا خل الأفلام لك ولاحمد ... منال وينها ؟!
_ داخل بالصالة الثانية ... أناديها لك ...
ووضع يده على صدر (ماجد) يمنعه :
_ خلك مع احمد ... أنا اروح لها ... (وانصرف) ...
ووجدها جالسة بملل على أريكتها وقد استيقظت من النوم :
_ نايف !
_ قوة ... (قبل وجنتها وجلس قبالتها) ...
_ أبوي فيه شي ؟!
_ هههههه ... لا أبوي ما فيه إلا العافية ... لا تخافين ... شلونك إنتي ؟
واعتدلت بجلستها وهي محرجة :
_ الحمد الله بخير ... انت شلونك ؟.. وأبوي شلونه ؟
نظر نحوها وهو يبتسم ثم تكلم :
_ صج لي قالوا ... البنت رب واتعب ... ويجي الزوج ويأخذ الجمل بما حمل ... لو هامك أبوي ... على الأقل تزورينه ... يا القاطعة من تزوجتي ما دخلتي بيتنا ... ما صدقتي على الله (لكنها التزمت الصمت وأخفضت رأسها) ... ماجد مانعك ؟!
ردت بكل ثقة :
_ لا ...
_ أجل ...
ألمها هذا العتاب الأخوي الرقيق ، لم تتوقعه ، لم تتوقعه من (نايف) بالذات :
_ أدري مقصرة يا اخوي ... بس ...
قاطعها او بالأحرى قاطع احساسها بالخجل الذي تدفق من عينيها :
_ اليوم جمعة ... قومي البسي عباتك خلينا نروح تسلمين على أبوي ... بيصبر ماجد عنك هالكم ساعة ... دام احمد هنا ...
_ إن شاء الله ...(وانصرفت) ...
كان الوقت ليلا ، فتحت عينيها تحس بألم في معدتها " يا ربي شفيني نمت ليل وقعدت ليل ... هذي مو غطاي ... ولا مخدتي ... ولا ...!"، وظلت تستوعب المكان والزمان بشكل بطئ حتى تذكرت كل شي ، نهضت كالمسعورة وهي تحس بكفه ساقطة على رقبتها ، استنشقت الهواء بصعوبة وهي تلف الروب حول جسدها بقوة ، وظل هو نائما بكل راحة ، حاولت أن تدخل الحمام لكن قفزتها المرعوبة استهلكت كل طاقة كانت لديها ، وحاولت ان تسير لكنها أحست بالموت في كل خطوة ، عادت فقذفت نفسها فوق السرير :
_ نــــ ... ناصـــ... ناصر !... ناصر !
كان صوتها يخرج خافتا لأنها دفنت وجهها في الوسادة :
_ أنـــ... (وفتح عينيه ببطء) ... أنـــــــوار ... أنـــــــوار ...(وهب جالسا ، رفع رأسها ووضعه في حجره) ... شفيك ؟!
كانت تمسك ببطنها تتلوى:
_ بطني ... (وسبقتها شهقاتها ودموعها) ... بطني يعورني ... بطني أبي اموت يا ناصر ...
_ وين ؟!... وين يعورك ؟!
ومن قوة ألمها لم تنتبه إلى ان روبها قد انحسر فكشف عن ساقيها وهي تتلوى ولم يبقى منه إلا الرباط المحيط بخصرها ، أخذت يده ترشده إلى الألم الذي يكاد يميتها :
_ هنا ... هنا ...آآآآآآآآآه ...
_ هنا ؟!... (وضغط على الموضع) ...
_ آآآآآآآآآآآآآآآآه ... أبموت يا ناصر ...
_ هذي المعدة ... وش مأكلة إنتي ...؟
_ والله ما أكلت شي .. أصلا من أمس ما أكلت ... حتى ماي ما شربت ...
وظل يفكر :
_ طيب ... (وتركها ونهض عن السرير) ...
_ نـــــــــــاصر !... آآآآآآآآآآآه ...
كانت تحمل الطفل بين ذراعيها وهو يلعب بشعرها باسما :
_ يا قلبي يا حمود ... والله كبران ...!.(وابتسمت لها مريم) ... يا حياتي... (وقبلته بشوق) ... إلا وين الباقين ؟... بس أبوي وسيف ومبارك وإنتي بالبيت ...
_ عمتي أم نايف عند جارتنا أم لافي بنتها والدة ... وعمتي أم فارس راحت بيت أبوي هي والعيال ... وحصة راحت لبيت عمتي أم ماجد ...
_ ومضاوي ...
_ راحت لأهلها ...(وأكملت احتساء شايها) ...
_ وإنتي ؟!.. ليش ما رحتي تزورين أهلك ؟!
_ هههههههه .. تعرفين أخوك ... ما يحب الروحات والجايات ... إذا سافر بشغل بأنقع عند أهلي لما يرجع ... وغير كذا ما يحب اقوله ابي اروح مكان ...
وساد الصمت بينهما :
_ منال !... متغيرة ..!
ابتسمت :
_ شلون يعني ؟!
_ ما أدري ... أحسك ضعفانة ... ولونك أصفر ... متأكدة إنك مو مريضة ؟!
_ لا عادي ... من قلة الأكل ... صايرة ما أحب أكل ...
وساد الصمت من جديد ، جاءت المربية وأخذت الطفل الصغير ، وأخيرا تجرأت (منال) :
_ مريم !... عادي أسألك سؤال ؟!
وضعت شايها على المنضدة وهي فرحة ، لأن هذه الفتاة المنغلقة تخلت عن صمتها :
_ أكيد عادي ... إسألي اللي تبين ؟
وبتردد :
_ أنتي ... مرة حسيتي إنك تكرهين نايف ؟!
_ هههههههههههه ... أنا أكره نايف !... لو أكره امي وأبوي ما اكره نايف ... وإنتي تدرين ...
_ أدري .. أنا بعد أحب ماجد ... إلا أموت فيه ... بس ... مرات يعني ... أحس إني ما أطيقه ...
_ شلون يعني ؟!
_ يعني ما ودي يقرب لي ... اكره لما يظل قاعد معاي ...و..
_ منال !... إنتي حامل ؟!
وانصدمت من هذه الكلمة :
_ هــــاه ... لا ... ما أدري ...
_ لازم تحللين ... إنتي متغيرة ... وعلى قولك ما تحبين الأكل ... وزهقانة من ماجد ... أكيد تتوحمين ...
_ هــــــاه ...!
وأمسكت كتفيها :
_ السواق هنا ... شرايك نستأذن من عمي ونروح المستشفى ...؟!
وخرجت من الحمام لا تقوى على النظر في عينيه ، عادت وجلست في مكانها على الأريكة ، اواني الطعام التي التهمتها لا زالت على الطاولة :
_ ارتحتي الحين ؟!
_ الحمد الله ...
_ وليش الصيام إن شاء الله ...؟!
_ مو صيام ... نسيت ...
_ أحد ينسى لا يأكل ... كنتي راح تموتين ...
_ بطني ولا بطنك ... ما لك شغل ...
_ يا سلام ... ومنو اللي صحتني تبكي ؟!... (يقلدها) ... ناصر بطني .. بطني يعورني ...
_ شنو أسوي يعني .. تبيني أموت ؟!
واجابها برقة وهو يقترب منها :
_ لا ... (وظلت هي صافنة) ... ما تهونين علي ... (وجال نظره فيها) ... أقول ... شكلك مرتاحة بهالروب ... ما انتي ناوية تلبسين ملابس ...؟!
سألت ببلاهة :
_ ليش ؟!
وانتبهت إلى ان نظرته التي تجمدت على صدرها المكشوف :
_هههههه .... والله خايف على عيوني يا قلبي ...
ونهضت غاصبة تلاحقها لغرفة نومهما ضحكته :
_ ههههههههههه ... خلاص تعالي ... يا كلمة ردي مكانك ... أنوار ...!
وفي غرفتها ، على سريرها كانت تنتظر بفارغ الصبر ، اشعاعات السعادة والفرح تتسرب من جوانحها "يا ربي .. وش فيه تأخر؟!" ، وجاء منهكا :
_ مساء الخير ...
_ مساء النور يا قلبي ... (ومدت له يدها ، أمسك بها فقبلها ثم نام على صدرها) ..
_ تعبـــــــــــــــــــان !... مريت خوالي ... قالوا إن السواق وصلك ...
وظلت تمسح على رأسه :
_ آسفة ... نسيت ما اتصل عليك ...
_ آآآآآآآآآآه ... (كان مغمضا عينيه) ... طلعت مع صالح خويي .. لعبنا بلياردو ... لما طاح حيلي ...
_ ماجـــد !
_ امممممممممممممم ... (كان النوم قد بدأ يتسلل لعينيه) ...
ورفعت رأسه بكلتا يديها لينظر نحوها بعينين نصف نائمتين :
_ نعسان ؟!
_ من قلب ... وبكرا عندي دوام من الصبح .. كله منك عودتيني أنام مبكر ...(وعاد إلى صدرها) ...
_ طيب أنا عندي لك مفاجأة ...
_ قولي .. اسمع ...
_ أكيد ..؟!
_ والله ... معاك .. معاك ...
_ ماجد !... أنا حامل ...
وطار كل ذلك النوم الذي كان سلطانا ، ابتعد عنها وجحظت عيناه وهو ينظر نحوها بدهشة :
_ شنو ؟
_ هههههههههههههه ... ماجد حياتي ... شوي شوي ... (وأمسكت رأسه بين يديها تقبله بدفء) ...
ابتلع ريقه بصعوبة :
_ متأكدة منال ؟!
_ ههههههههه ... والله العظيم ... قبل شوي رحنا انا ومريم المستشفى .. وحللت .. قالوا لي مبروك مدام ... انت حامل بالشهر الثاني ...
وسقط نظره نحو بطنها ، اقتربت يده التي كانت ترتجف منها :
_ يتحرك ...؟!
_ ههههههههههه ... لا يا قلبي .. تو الناس ما يتحرك الحين ...
وأغمض عينيه ثم استوعب الواقع ، قفز صارخا فوق السرير وسط ضحكات زوجته حتى سقط فضمها بقوة وقبل خدها :
_ يا بعد عمري والله ...
_ هههههههههههههههههه ... توك نعسان ...
_ بكرا ... ما في دوام ..واللي بعده ... الأسبوع هذا كله ما في دوام ...
_ هههههههههههه ... لا ماجد بتترك الوظيفة ؟!
_ كيفي ... زوجتي حامل ...
_ ههههههههههههههههه ... بيذبحك بدر ...
وهكذا كانت فرحتهما .

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 04:11 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

((الفصل الرابع والعشرون))
ومر أول أسبوع من شهر العسل فاترا بينهما (ناصر) يحاول و(أنوار) بكل عناد تتصلب ، تحدد زفاف (بدر) و(حصة) بعد شهرين ، الكل تفاجأ واولهم (حصة) "عادي ... أهم شي بدر ديمقراطي ومتحرر ... يعني بتخلص من عقد نايف وأبوي" وبدأت تعد بكل تفاني لهذا الزواج .
_ هلا يا الغالية ... شلونك ؟... أكيد اشتقت لي ... ههههههههه ... (واقتربت منه لتجلس أمام التلفاز) ... بخير ... دام إنتي بخير انا بخير ... (وراقب صمتها الذي لا تخدشه قنبلة وهي تشرب العصير) ... إن شاء الله ... أكيد بعيوني ... كلها أسبوعين وأنا عندك ... أوكي ... أنوار تسلم عليك ..(ورفعت نظرها نحوه) ... إن شاء الله ... يوصل .. إذا احتجتي أي شي إتصلي علي ... مع السلامة ... (وأغلق الجوال) ... (وظلت صامتة) ... هذي أمي ...
_ أدري ...
_ تسلم عليك ...
_ الله يسلمها ..(وكانت عينيها على التلفاز) ...
نهض حتى جلس قريبا منها وأمسك يدها :
_ أنــــــــــوار !
_ لا تلمسني .. (وانتفضت فأبعد يده ) ...
كانت تريد ان تنهض لكن مسند الأريكة خلفها وهو امامها :
_ أوفففففف ... (ونهضت) ..
_ أنــــــــــوار !... خلينا نتفاهم ... (وعاد يجلسها مكانها بثبات) ..
_ شتبي ؟!... وخر ... (وصارت تتلوى بين ذراعيه كقطة حتى أرخى قبضته وهربت) ...
تبعها إلى الغرفة يجر خطاه الثقيلة وهو يضع يديه في جيبه ويستند على الباب :
_ ما أبي ... (وأبعدت شعرها عن وجهها وهي ثلهث ، لقد بذلت مجهودا كبيرا منذ قليل) ... لو تذبحني ...
تنهد بيأس :
_ طيب ... انا بس كنت أبي أقولك ... نطلع نتمشى ... ما مليتي ... حابسين أنفسنا من أسبوع ؟!
كتفت يديها بعناد :
_ روح تمشى لحالك ... (وتركها وذهب لوحده) ...
عاد من عمله منهكا :
_ بارتي ... مدام وين ؟!
_ sleeping sir...
_ أوكي ...(واتجه إلى غرفته) ...
وجدها نائمة بعمق ، تبدو متعبة ، في الأيام الأخيرة لم تكن تأكل إلا قليلا ، لم تكن تنعم بنوم هادئ ، وتكره حين يقترب منها أو يلمسها ، جلس عند قدميها وأدخل يديه في الغطاء يدلكهما بلطف ويتأملها :
_ ماجـــــد !..(وابتسمت لوجهه المحبب) ...
_ صحيتك ؟!
_ لا عادي ... شبعت نوم ... تعال ... (ومدت له يدها) ...
_ لا خليني بعيد .. أحسن ما تضايقين ...
كانت تعلم بأنه يعاني من جراء تجاهلها ونبذه له خلال الفترة الماضية ، لكن فرحته بهذا الحمل أنسته أن يشكي كعادته كلما ابتعدت عنه ، وظلت تضحك في نفسها فهذا هو طفلها المدلل ولن تستبدله أو تنبذه من أجل آخر ولو كان جزءا منه :
_ تعال ماجد ... عادي ... صرت زينة الحين ...
وعاد إلى أحضانها من جديد ...
_ هيه ... هيه ... وش هاللجة ؟!...(كان صراخ الطفلتين ورجائهما يصل حتى الشارع) ... السلام عليكم ... (وقبل رأس أمه وجلس بجانبها) ... وش فيهم بناتك ؟!
(هيا) بنفاذ صبر وتجاهل :
_ مهبل ...!
واقتربت منه (دينا) :
_ خالي صلاح ... ودنا الحديقة ... ماما مو راضية تودينا .. صار لنا يومين ما طلعنا ...
_ وليش ما تودين بناتك يا مدام ...؟!
وأكملت مشاهدة التلفاز :
_ ما لي خلق ... ودهم انت ...
_ لا والله ... وأضل أركض وراهم كأني خبل ...أنتي أمهم ..!
_ خوذ الخدامة تركض وراهم ... انت بس راقبهم ...
_ يمه صلاح .. ودهم هالمساكين ... ما عندك دوام اليوم وشبعان نوم ... فرحهم الله يفرحك ...
_ تأمرين أمر .. (وقبل رأسها) ... ترى علشان أمي ... مو علشانك ... (وأشاحت هيا بنظرها عنه) ...
هتفت الصغيرتين :
_ يعيش خالي صلاح ... يعيش ... يعيش ... يعيش ...
ودخل الجناح ، وجدها جالسة كعادتها أمام التلفاز :
_ السلام عليكم ...
_ وعليكم السلام ...
وجلس بجانبها وهو خائر القوى :
_ تعشيتي ؟
_ إيه ...
_ وليش ما نطرتيني ...؟!
_ كنت جوعانة ...
_ طيب ... قومي طلعي لي ملابس .. أبي أخذ شور ...
والتفتت نحوه :
_ وليش ما تطلع لنفسك ... خدامة عندك انا ...؟!
أراد ان يحرجها ويرعبها أيضا :
_ أنوار ... (واقترب منها) .. تدرين وين رحت ..؟!
_ ما يهمني ... (وعادت لتلفازها) ...
_ آآآآآآآآآآآآخ بس ... صج هذي النسا ولا بلاش ... ملهى ليلي .. إنما إيه ... (وقبل إبهامه وهو يهز حاجبيه) ...
وجمدت هي وجحظت عيناها والتزمت الصمت :
_ تدرين أنوار ... شرايك بكرا تروحين معاي .. والله بتستانسين ... (وجمدت عيناها في وجهه) ... والله إذا عندك عقدة ... يحلونها لك ... الحريم هناك أجرئ من الرياجيل ... (وغمز بعينه) ...
كانت تحتضن وسادة بين يديها ، نهضت غاضبة وهي تضربه بها :
_ هذا ...(ضربة) ... جوك ...(ضربة) ... ياللي ما تستحي ... (ضربة) ... خل يحلون عقدك أنت ...(ضربة) ... يا الفاسق ... يا ويلك من ربك ... (ضربة) ...
ناصر كان غارقا في الضحك وهو لا يتفادى ضرباتها ، رمى الوسادة بعيدا وأمسك بجسدها الصغير فألقى به ممدا على الأريكة وثبت ذراعيها بيديه :
_ وووووووخر ... (كانت تلهث) ...
_ منو الفاسق ...؟!
_ اللي يدوج في الملاهي الليلية ...
_ ههههههههههه ... تغارين علي ..؟!
_ أخاف من ربي وانت الصاج ... ووووووخر ... (وظلت تحرك ساقيها) ..
_آآآآآآوج .... (انتبه لخدش ألمه في خده من أظافرها) ... صايرة قطوة ؟!
_ ناصر تعبت .. (وخارت قواها فعلا) ... وخررر ...
_ اعتذري أول ...
_ الحين منو اللي غلطان ...؟!
_ انا ما رحت ملهى ليلي ... ولا شفت اللي قلت لك عليه ...
_ أجل شاللي حدك على الكذب ... يا ...؟!
وأخفض رأسه ليسكتها بقبلة ... ظلت جامدة ... منذ تلك القبلة الأولى بينهما في البر وهي تشعر باحساس غريب لا تعرفه ... أرخى قبضته وهو يغوص في عينيها ... قذفته بعيدا عنها وانصرفت لغرفة النوم وهي تغالب دموعها ..."هذي البنت شفيها ؟!... لا يكون معقدة ... تصرفاتها مو طبيعية ... الله يقطعك يا الحيا " ... وفضل ان لا يلحق بها وظل يشاهد التلفاز .
_ خالي ... ليش الحديقة صايرة بعيدة ...؟!
_ حنا مو رايحين الحديقة .. (وحين رأى خيبة الامل المرسومة على الوجوه الصغيرة الجالسة بقربه في السيارة) ... بوديكم عند أمل وجود ...
وتعالت صرخات الفرح من جديد :
_ الله ... وناسة ...
وفرح هو أيضا :
_ أكيد وناسة ...
وغطت في النوم من جديد ، وضع الغطاء حولها برفق وانسل بنفسه إلى الصالة ، وأخرج جواله :
_ هلا مجود ...
_ هلا خالة ... شلونك ؟!
_ أنا بخير ... انت شلونك ؟... ومنال شلونها ؟
_ تمام ... انتي وين ؟!
_ ههههههههه .. والله سفيرة النوايا الحسنة مستقرة حاليا في بيت ناصر ... تعرف المعاريس في شهر العسل ... ومرت أخوي لحالها ...
_ طيب ... وش رايك تجين عندنا كم يوم ؟!
_ خير ... ماجد وش صاير ...؟!
_ ما صار شي ... بس منال تعبانة شوي من الحمل ... وانا أروح الدوام الصبح ... وتظل لحالها مع الخدامة ...
_ وينها هي ؟.. عطنياها أكلمها ؟!
_ نايمة الحين ...
_ نوم العوافي إن شاء الله ... خلاص ماجد ... أشوف وأرد لك خبر ...
_ أوكي ... سلمي على خالتي ام ناصر ...
_ يوصل مع السلامة ...
_ مع السلامة ..(وأغلق الهاتف) ..
وفي الجانب الأخر :
_ وش عنده ماجد ؟...(واحتست شايها) ...
_ أبد ... يقول منال تعبانة من الحمل ... ويبيني أروح أقعد معهم كم يوم ..
_ لا يكون البنت فيها شي ...؟!
_ أنا مكلمتها أمس .. مجرد ارهاق ... بس ماجد يكبر الأمور ...
ووضعت يدها على يد (شريفة) :
_ شريفة روحي عندهم .. حرام البنت حسبة اليتيمة ... لا أم ولا مداري ...
_ وانتي ؟!... أخليك بروحك ... ناصر موصيني ما أمشي لما يرجع ...
_ بزر انا يا شريفة ؟!... البنت أول حمال لها ومحتاجة لأحد يداريها ... وأنا الحمد الله البيت مليان خدم ... وباتصل على بنات أخوي أبو مطلق يجون يقعدون عندي ... وش قلتي ؟!... يوديك السواق ...؟!
وازدادت ضجة المنزل الصاخب بقدوم الضيوف الجدد ، سألت (أم راشد) :
_ دينا ... لينا .. منو جابكم ... السواق ؟!
_ لا خالي صلاح ..(والتفتت لصاحباتها) ...
ابتسمت (عهود) بنشوة لنفسها ، وحانت من (بشاير) التفاتة لها فضحكت من حال أختها :
_ يوووووووه ... عمة ..(وسارت نحو أم بدر كمذنبة) ... خالي صلاح قال لي أناديك علشان تروحين له بالمجلس ... يبي يسلم عليك ...
_ هههههههه ..(وقبلت الطفلة) .. زين يمه ..
وانصرفت الأم ، وانصرفت (عهود) في الاتجاه الآخر سألت نوف :
_ عهـــــــــــود !.. وين رايحة ..؟!
_ هــــــــــاه !... (وضحكت بشاير بصمت من ارتباكها) .. بروح المطبخ ..
_ طيب قولي حق ماري تخلي السواق يشغل السيارة ... خليها تودي بناتي وبنات هيا الحديقة .. إذا اقعدوا في البيت بيجننونا ..
_ طيب ... (وانصرفت مسرعة) ..
ودخلت المجلس :
_ هلا صلاح ..(ونهض واقفا) ...
_ هلا عمة ..(قبل رأسها) .. وشلونك ؟.. وشلون راشد ؟!
_ بخير يمه ... انت شلونك ؟.. أمك وأبوك ؟
_ والله يسلمون .. اعذرونا عاد بنات هيا أذونا إلا يجون عند أمل وجود ...
_ جهال ويدورون اللعب .. خلهم يستانسون ...
_ على قولتك ... (وظل واقفا لا يريد ان ينصرف) ... عمة لا أعطلك .. انا لقيت القهوة جاهزة .. (وأشار للقهوة) .. أقهوي حالي ...
_ ههههههههه ...عاد إنت راعي بيت يا صلاح ...
_ تسلمين يا عمة ..(وانصرفت العمة) ... سلم على أمك وأبوك وهيا ...
_ يوصل ...(وعاد لجلسته) ...
ودخلت المجلس وكانها لصة تنتظر اللحظة المستورة :
_ ما بغت أمي تطلع ...
_ هــــــــــــــــــــــــلا ... وغـــــــــــــــــلا ... (وترك فنجانه وهو يقف) .. شلونك ؟ ... (ومد يده يصافحها) ...
ضحكت وهي تتجاهل يده الممدودة :
_ الحمد الله زينة ... أنت شلونك ؟
_ إذا أشوفك انا بخير ... (وزاد خجلها ، أخرج الكيس الذي كان معه) ..
_ وشو هذا ؟!
_ هدية ...
_ وشو المناسبة ؟!
_ كل هداياي لك بدون مناسبة ... (وابتسمت) ... المناسبة إني قدرت أشوفك ... مع إنك كنتي خاينة بالعرس ... وما خليتيني أشوفك ...
وأحست بالذنب :
_ والله صلاح مو بإيدي ...
_ أدري يا قلب صلاح إنتي ... خوذي الهدية وروحي داخل ... قبل لا يجي أحد ويشوفك ...
_ تخاف علي ... ؟!
وابتسم لوجهها الذي يعشقه :
_ أكيد أخاف عليك ...
_ طيب ... (وأخذت الكيس من يده) ... يعطيك العافية ..
_ يعافيك يا رب ... (وانصرفت) ...

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 04:15 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(( الفصل الخامس والعشرون))
أصبح لها الآن ساعة تقريبا منذ ان دخلت الحمام ، ترك المجلة من يده ونهض " أففففف ... اللهم طولك يا روح ... من صجها هذي ..." ، وطرق الباب :
_ أنوار .. انوار ... أنـوار ...!
وجاءه صوتها المبحوح مثخنا بالغضب :
_ شتبي ؟!
_ شفيك ؟... صار لك ساعة ...
_ يا ربي منك ... يا اخي كيفي ... ما لك شغل ...
وفقد اعصابه من غبائها فصرخ :
_ أنــــــــــــــــــــــــــــوار .. اطلعي ترى ما يصير لك طيب ...
_ ما أبي .. قلت لك ما أبي ... يا ناصر ارحمني ... (واجهشت في البكاء) ...
وأسند رأسه إلى الباب وهو يحاول ان يهدئ غضبه :
_ أنوار .. مو زين حابسة نفسك بالحمام وتبكين .. ما تسوى علي بوسة ترى ؟! .. (وظلت تلتزم الصمت) ... إذا ما تبيني ألمسك مرة ثانية خلاص ... والله ما أقرب منك ... (وظلت صامتة) ... أنوار !... وبعدين يعني ... أقولك خلاص ...
اقتربت من الباب بخفة ترهف سمعها :
_ أحلف ...!
وتنهد بصعوبة :
_ والله ... خلاص إذا ما تبين ما أجبرك ... اطلعي بس ...
وخرجت من الحمام ، لاحظ وجهها المحمر "أووووووف ... كل هذا بكا ؟.. صج خبلة" ، نظر نحوها بشفقة وبغضب ، سألته وهي لا زالت ترتجف :
_ متى نرجع الرياض ..؟!
_ متى ما تبين ... (وانصرف يجلس على سريره ويعود لمجلته) ...
وبحماس :
_ بكرا ... خل نرجع بكرا ..
ومنع دهشته وخيبة أمله من ان تقفز من عينيه :
_ بس انتي بعد حتى ما شفتي روما ..
_ ما أبي أشوفها .. أبي أرجع الرياض ...
_ طيب ... (ووقف) .. أروح أشوف الحجوزات .. وبكرا بنكون بالرياض ...
كانت تقلب الهدية بين يديها ، لوحة مصغرة رسمها بيده لوجهها وهي شاردة الذهن كتب فوقها :
قلت للزيم الروح آمر على الروح !!
تجيك يا الغالي ولو هي عزيزة !!
لعنبو من عدها دونك ربوح !!
ولعنبو من ساقها لغيرك رهينة !!
ولعنبو من جابها لغيرك تبوح !!
عن خفايا العشق وأسرار دفينة !!
(صــــــــــــــــــــــــــــــــلاح)
ووضعها في إطار أنيق :
_ شفيك ؟..(وجلست مقابلها على السرير) ..
_ ولا شي ... (ومسحت دموعها) ...
_ من منو الهدية ؟..
وأحست بالذنب :
_ صــــلاح ... (وأعادت اللوحة لعلبتها) ...
سألتها بهدوء :
_ رحتي شفتيه ...؟!
_ صدفة ...( ونهضت تخفي الهدية في درج تسريحتها) ...
_ ليش تكذبين ...؟!
_ بشاير ... خلاص عاد .. ليش التحقيق ؟..(وعادت لتجلس معها بملل) ..
نظرت في عيني شقيقتها بحزم :
_ عهود .. اللي تسوينه غلط .. أنا مو قاعدة أحاكم تصرفاتكم ... بس اللي تسونه ورا أهاليكم أكيد غلط وعيب .. لو تدري فيك أمي ولا راشد .. شلون تتوقعين موقفهم ولا تصرفهم معاك ؟
_ أنتي حبيتي متعب ..؟!
واقتربت تمسك كتفيها بشفقة :
_ أنا ما أقولك لا تحبينه ... أنا ما كنت أقابل متعب من ورا أهلي .. ومن كبرت ما سمحت له يشوف وجهي ... ولا حتى قعدت معاه بروحي .. وشوفي الدنيا ... ما طلع في نصيب بينا ..
_ بس .. أنا وصلاح يعني .. من وحنا صغار نحب بعض .. والله الصور والرسايل للحين عندي من يوم عمرنا 10 سنوات ...
_ أدري .. وحلو حب الطفولة يكبر بينكم ويستمر .. بس بالحلال وبالحدود .. مو بالنهيبة ... ما تدرين وش مخبية لكم الدنيا ...
_ بشاير .. انتي تخافين علي من صلاح ؟
_ لا .. صلاح ولد عمنا .. ومستحيل تكون نواياه معاج شينة .. بس هذي الدنيا يا عهود .. دوارة وما تثقين فيها حتى بنفسك ... طالعي انا وين كنت وكيف صرت ...
وظلت تفكر بكلام أختها .
_ هلا يمه .. والله تو ما نور البيت ...
_ منور فيك يا الغالية ... (وقبل يدها ورأسها بكل حب) ..
_ شلونك يمة أنوار ...؟
(أنوار) كانت جالسة في الأريكة البعيدة ، تراقب شوق هذه الأم لوحيدها وهي جالسة بقربه :
_ الحمد الله بخيرعمة .. إنتي شلونك ؟
وتذكر (ناصر) :
_ إلا صج .. عمتي شريفة وين ؟.. أنا منبها ما تطلع من البيت لما أرجع ..
_ ههههههه .. لا يمه .. منال بنت عمك تعبانة .. وراحت تقعد عندهم كم يوم ... وبنات خالك أمس راحوا من عندي ..
وسألت (أنوار) بتردد :
_ شفيها منال عمة ؟
_ ههههه .. حامل ومتعبها الحمال ... الفال لكم إن شاء الله .. (والتفتت لابنها ووضعت يدها فوق يده وركز هو نظره على وجه زوجته الذي أصبح شاحبا) ..
_ عن إذنكم ...(ونهضت) ..
_ أكيد تعبانة ... تدلين غرفة ناصر ... روحي يمه ارتاحي .. (وانصرفت) ...
التفتت إلى ابنها ووجدته يراقب زوجته الراحلة بألم ... تعرف ناصر ... تعرف كيف تفسر كل نظرة من نظرات عينيه ... وفي هذه اللحظة كانت عيناه تفيضان بالحسرة وقلة الحيلة :
_ وش بلاها حرمتك يمه ؟!
وهز كتفيه :
_ عادي يمه .. ارهاق من السفر ...
_ بس مرة نحفانة ... ولونها صاير أصفر ...
"لو تدرين عن التعذيب اللي سببته لنفسها ولي يا يمه !" :
_ ارهاق يمه ... ارهاق ..
_ من جابكم من المطار ...؟
_ سعود ...
_ وليش راجعين بدري ...؟!
ابتسم رغما عنه :
_ شدعوه يمه ... ما تبيني ؟!
_ أنت فاهم قصدي يا ناصر ... ما صار لكم حتى أسبوعين ...!!
_ ما حبيت أتركك لحالك ... (وقبل يدها) .. وأدري فيك ما تصبرين عني ...
وخنقتها دموعها وهي ترتمي في أحضان ابنها الغالي علها توحي له بأنها لا تدرك مدى عذاباته .
وبعد فترة كانت قد اخذت حماما دافئا ، ارتدت بيجامة بيضاء اللون وتركت شعرها القصير مبللا وعلى سجيته ، دخل الغرفة فملأ حضوره المكان فورا :
_ ما شاء الله ... أخذتي راحتك بسرعة ...؟!
ابتسمت بخفة وهي تتذكر :
_ دايما كنت أحب غرفتك ... (وجلست على السرير) ... لما كنا صغار ويصير ببيتكم عزايم ... أنا وبشاير كنا نقعد فيها ...
_ ههههههههههههه ... (وجلس بجانبها) ... ولا يكون سرقتوا شي بعد ...
وأخفضت رأسها مرة أخرى :
_ مرة وحدة ... كان في عند الخزانة ... أشرطة dvd ... وأخذت واحد ... بشاير ما رضت بس أنا جبرتها ...
_ يا سلام ... لا تعرف الأصول ... تدخلون غرفتي ... وتسرقون أشرطتي ... (ثم وكأنه فكر بعمق) ... وبعدين أنتم شلون تأخذون أشرطة ... مأخذين أي شي ثاني ... يمكن الشريط يكون ... (ورمى عليها نظرة ذات مغزى) ...
دافعت بحماس :
_ لا والله ... انا الشريط قريت عنوانه قبل لا أخذه ... (ثم تذكرت) ... شنو يعني يكون فيه ...؟
_ والله مدري ... ههههههههههههه ... انا ولد ما تقدرين تقولين علي ...
وسألت ببلاهة :
_ يعني انت تشوف أفلام مو زينة ؟!
وحرك يديه بخوف مصطنع :
_ ههههههههههه ... آسف يمه لا تضربيني بعد ما أعيدها ...
وأخفضت رأسها (إيه والله انا ملقوفة .. شعلي فيه؟!) :
_ آسفة ...
وظل يتأملها (أول مرة تعتذرين بدون ما تقطعين قلبي) :
_ أنا بروح اسلم على عمي أبو نايف ... (ونهض) ...
_ خوذني معاك ... (وحين نظر نحوها) ... ودني لأهلي ... أبي أشوف أمي وأبوي ... وأبارك لبدر على الزواج ...
_ بكرا روحي ...
_ ناصر ... أبي أروح اليوم ... أقعد بالبيت شنو أسوي ؟!
_ هــــــــــــــاه ... شفيك إنتي ؟... تونا واصلين اقعدي مع امي ... وانا شوي وراجع ...
وبدأت تصرخ :
_ ما أبي ... أبي أروح لأهلي ...
وصار يهمس بغضب :
_ لا تعلين صوتك ... امي تحت ...
واستمر صراخها :
_ ما لي شغل ... تبي تمنعني عن اهلي يعني ...
_ أنـــــــــــــــــــــــــــــــوار ...
_ لا تصارخ علي ...
وجحظت عيناه :
_ بعــــــــــــــــــــــــــــــــد !
وكتفت يديها وهي تحاول ان تهدأ :
_ أروح ... ما لي شغل ...
وضغط على كل حرف يخرج من فمه :
_ قلت لك ما تروحين ...
_ مو على كيفك ...
_ اللهم طولك يا روح ... (وتنهد بعمق) ... الله يهداج بس .. (واتجه نحو الباب) ...
وثارت بشكل أكبر :
_ شنو شايفني مجنونة ..؟!
رمقها بنظرة طويلة ، ثم خرج وكأنه لم يسمع منها شيئا .
كانا يجلسان على الأريكة ، تأكل من علبة "برينجلز" وهي متكئة على صدره وعيناها مسمرتان على التلفاز ، وهو كان يمسك بالهاتف :
_ هههههههههههههه ... احلف ... هو قال لك ... منو بيجي بعد ... لا انا ما أقدر أجي ... (والتفتت نحوه) ... والله حتى الصبح عندي دوام ما أقدر ... شنو أصرف نفسي ... بدر صاير ما يعطي مجال ... وشو حليو ؟.. هذا قبل ... الحين صاير أردى من نايف ... هههههههههه ... أوكي ... سلم عاللي عندك ... باي ...
_ منو هذا ؟
_ صالح خويي ...
_ وين يبيك تروح ؟
_ الاستراحة يقول مسوين سهرة ...
ودخلت (شريفة) والمنشفة حول رأسها ، ابتعدت (منال) عن زوجها واستوت في جلستها :
_ يااااااااااااااااااو ... (وجلست) ... والله الواحد من يتحمم يحس نفسه مولود من جديد ... (ونظرت نحو منال) ... شربتي الدوا ؟
_ إيه عمة شربته ... من أمس أحس نفسي زينة ...
_ الحمد الله ..
وارتسم الرعب في وجهه :
_ وشو الدوا ... شفيك مريضة ؟
_ لا ...
وفسرت (شريفة) :
_ لا تخاف ... كل وحدة حامل لازم تأكل هذولا الحبوب علشان تتقوى ...
وسأل مستفسرا :
_ عمة !... منال يعني متى تولد ...؟
_ بعد ست شهور إن شاء الله ...
_ أوفففففففففففف ... مطولة مرة ...
وضحكت (منال) وهي تمسك بيده :
_ كل الحريم يولدون بعد تسع شهور ...
وبنفس نبرة الحنان التي تحبها :
_ بس كذا تتعبين ... منال ثاني مرة لا تحملين ... (وابتسمت له) ...
علقت العمة التي كانت تراقب الموقف بصمت :
_ مجود .. ليه ما حملت إنت عنها ...؟!
وتذكرا انها جالسة معهما ، ضحكت (منال) وهي تعاتبها :
_ هههههههههههه ... عـــــــــــــــــمة !
_ وانا الصاجة ... كل الحريم تحمل وتولد ... إنتي يا الحامل ما خفتي ... (ونظرت نحوه) ... انت شاللي مصرقعك ؟!
_ محترة علشان أخاف على زوجتي ... (وضم كتفيها) ... كان تزوجتي عمي أبو احمد ... ومدلعك ... وفاكتنا ... (وكتمت منال ضحكتها) ...
_ مالت عليك ... خل أروح أمشط شعري أصرف لي ... (وانصرفت) ...
_ هههههههههههه ... ليش تقول لعمتي كذا ؟!
_ قهرتني ... كله تقعد وتفشل فيني قدامك ... الحين أطيح من عينك والسبة هي ...
وابتسمت وهي تمسك خده :
_ أنت ما أحد يطيحك من عيني ...
_ احلفي !
_ ورأس عبودي ...
_ منو عبودي ؟!
_ ههههههههههه ... ولدنا ... شفيك ؟
واتسعت ابتسامته :
_ تحبينه ؟!
وأمسكت بطنها :
_ أنا من الحين صرت اموت فيه ... الله يعينه علي إذا طلع من بطني ... راح أكله ...
_ منو تحبين أكثر ... انا ولا هو ؟!
واقتربت منه تغوص في عينيه ، سؤاله كان غبيا لكنها لطالما عشقت براءته :
_ أنا أصلا ما أحبه إلا لأنك أبوه ...
_ تخيلي يطلع يشبهني ؟
_ إن شاء الله ...
_ أنا أبي بنت ... ما أبي ولد ...
_ ليش ؟!
_ أحب البنات ... علشان أدلعها ...
_ ههههههههههههه ... وحتى الولد نقدر ندلعه ... (وحركت أزرار ثوبه) ... هذا أنا أدلعك ليل ونهار ...
_ خلاص أجل نجيب ولد ... كيفك ؟
_ هههههههههههههه ... اللي يجي من الله نعمة ... (وقبلت يدها شكرا لله) ...
_ ما أسميه عبودي ... (كان قد فكر قليلا) ...
_ منو ؟
_ ولدنا !
_ ههههههههههههههه ... ليش ؟... اسم عمي حلو ...!
وقال بفخر :
_ أسميه ... أحمد !
استغربت منه :
_ علشان احمد ولد عمي ؟!
_ ايه ...
_ خلنا نسمي أول واحد عبدالله ... والثاني أحمد ...
_ لا ... أبيهم ينادوني أبو أحمد ... أنا أحب أحمد أكثر من أبوي ..
صدمتها صراحته وصدمها أكثر واقع هذه العلاقة :
_ ماجد ... علاقتك بأحمد قوية ... و ...
قاطعها :
_ أحمد أحسن واحد بالدنيا ... طيب مرة ... ويحبني أكثر من صلاح وعزيز ... أنقهر لما خوالي يتكلمون عليه ... وحتى عمي مرة اضربه وانا قعدت أبكي ... لا تصدقين لمن يقعدون يسبون فيه ... أنه صايع وهالسوالف ... والله هو أحسن منهم كلهم ...
كان دفاعه حاميا فصدقت منال عمق محبته لأحمد ، ودعت ربها أن يهدي أحمد حتى لا ينقهر ماجد من سهام اللوم التي توجه له :











--------------------------------------------------------------------------------

(( الفصل السادس والعشرون))
_ ساريتا ... ساريتا ... يا ساريتا ...
وجاءت (ساريتا) :
_ يس مستر ...
_ ماما وين ؟!
_ ماما كبير ... آند ماما أنوار ... روح ...
_ وين ؟!
_ بيت ماما أنوار ...(وكأنها اكتشفت شيئا) ... آند بيت شوق ...
_ منو وداهم ؟!
_ كمال بابا ...
_ طيب ... روحي إنتي ...
وجلس على الأريكة وهو يحاول ان يخرج غضبه خارج صدره بتنهيدة قوية : (سويتها يا أنوار ... أوففففف ... الساعة ست الحين ... مصدق نفسي معرس وجاي بدري ... أدور على المدام وأحوس في البيت ... أثاري المدام طالعة ... وكاسرة كلمتي بعد ... ومخلية الجوال بالغرفة علشان ما اتصل عليها ... بسيطة يا أنوار) .
_ ما أبي ... بدريه تكفين ... قولي لأبوي ...
كانت تبكي ، (دلال) وببطنها المنتفخ كانت تقف وهي تغلق الباب تحاول أن لا يخرج صوتها الباكي فيصل لمسامع (أم ناصر) ، نهضت (بدريه) عن السرير وهي تقذف يدها التي تشبثت بذراعها بعيدا :
_ صاحية إنتي ؟!... تبين أبوي يموت ... لعنبو دارك ما صار لك أسبوعين !
_ والله ما أرجع له ... لو تذبحوني ...
وفقدت (بدريه) أعصابها :
_ قصري صوتك ... أم رجلك تحت يا اللي ما تستحين ...
_ ما يهمني ... أصلا كانت واصلة فيني أقولها ...
وصرخت (دلال) بيأس وهي تبتعد عن الباب وتقترب منهن :
_ أنوار مجنونة إنتي ... عيب هالكلام ...
وصرخت يائسة وهي تضرب الوسادة :
_ أقولكم ما أبيه ... ما أبيه ... ما تفهمون ...
_ شفيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه !
كان قد اقتحم الغرفة بعد أن سمع صراخا وهو يمر بجانب غرفتها :
_ أنـــــــوار !... شصاير ؟
القى السلام على (أم ناصر) قبل قليل وعلم بأن شقيقته عادت من شهر عسلها ، لكن لماذا تملأ الدموع مآقيها الآن :
_ بـــــــــــــــــــــــــدر !
وغاص وجهها بين يديها باكيا :
_ شفيكم ؟... (ووجه نظره نحو بدريه وهو يدخل الغرفة ، دلال خرجت بكل هدوء) ...
_ مدري عن أختك ... (واقتربت تهمس له) ... ما صار لها أسبوعين ... وراجعة لنا ببشارة ... تقول ما تبي ناصر ... توها تتذكر الأخت ...
وقذفت نفسها على السرير تنتحب :
_ بدرية ... اطلعي برا وسكري الباب ...
وانصرفت (بدرية) ، اقترب من سريرها :
_ أنــوار .. (وظلت تنتحب) ... أنــــــــــــــــــــــــــوار ... (وسحبها من ذراعها لتوجهه) ... شصاير ؟!
_ قلت لك يا بدر ... قلت لك من أول شي ما أبيه ... ليش أجبرتوني ؟... ليش ؟
_ انــــــــــــــوار ... كلام البزارين هذا خلصنا منه ...
_ ما أبي يا بدر ... تكفى يا أخوي ... أنا غصبته نرجع من السفر علشان أجيكم ... لا ترجعني يا بدر ... (وارتمت في أحضانه) ... تكفى ... تكفى يا بدر ...
_ اسمعي ... (وأبعدها وهو ينظر في عينيها) ... سالفة ما ابي ناصر تنسينها ... عمتي ام ناصر تحت ... وناصر بعد شوي أكيد بيجي يأخذكم ... حركات الهبال هذي بطليها ... (ووقف) ...
كانت قد فقدت اعصابها (إذا هذا موقف بدر الباقين وشلون؟!) :
_ بــــــــــــــدر !... ما أبي ... ما أرجع ... والله لأقول لأبوي ... لو تقطعوني ما أرجع له ... اذبحني ... لو اموت ... أقولك ما ابيه .. ما ابيه ...
_ صاحية إنتي ... اللي ما تبينه يا مدام ... صار زوجك ... تبين تفضحينا ؟!
وتحدت صراخه الذي أرعبها فصرخ لسانها الحاد قبل عقلها :
_ أصلا أنا ما خليته حتى يلمسني ...!
وأحست بالصفعة ساخنة على خدها ... لأول مرة يفقد بدر أعصابه ... ولأول مرة يعاملها بهذه الطريقة ، لقد تغير بدر كثيرا :
_ الظاهر ولد عمي عطاك وجه اكثر من اللازم ...(وانصرف وهو مشمئزا منها) ...
وبعد قليل غادرت غرفتها ، اتجهت إلى الحديقة الخلفية حيث جلس الجميع يتسامرون ، رمقتها بدرية بنظرة استحقار ، وبادلتها دلال نظرة شفقة ، "أشوى لبست جلال علشان ما يبين كف بدر" ، استقرت في الكرسي المجاور لكرسي (أم ناصر) وبعد قليل اقتربت منها لتهمس :
_ عمة !
_ هلا يمه !
_ عادي انام اليوم عند أهلي ...؟!
_ قلتي لناصر !
_ جوالي ناسيته بالبيت ... فهد للحين ما جاء وما سلمت عليه ... وما راح ألحق أقعد معاه ...
ووضعت يدا فوق اليد الشابة وهي تبتسم بود :
_ خلاص يمة ... هالمرة أنا واسطتك ... هههههههههه ...الله يعيني على رجلك الليلة ...
وغمزت بعينها وهي تعود لتشارك في الحديث : (يا حليلك يا عمة ... ما تدرين عن الحال) .
وفي الثانية عشرة كانت في غرفتها ... ممددة على سريرها ... الباب مغلق ... وسلك الهاتف الطويل يمتد من خلاله ... ومحادثات آخر الليل في وقتها وكأن شيئا لم يتغير :
_ يا عيني ... والله وصرنا حريم ...
_ اسكتي يا بشاير ... لا تهيضين المواجع ...
_ وصار لنا مواجع بعد ...
_ وحشتيني يا دبة ...
_ تضيعين السالفة !
_ ههههههههههههه ... شنو تبين تعرفين يعني من السالفة ... كلها ضيقة خلق من اولها لتاليها ...
_ آآآآآآآآآآفا ... هذا وما صار لنا أسبوعين ...
_ أوففففففففففف ... تصدقين يا بشاير ... يبي يمشيني على كيفه ... لا تروحين لا تجين ... لا ويطول صوته علي ...
_ هههههههههههههه ... زوجك يا خبلة ... زوجــــــــــــــــــــــك ...!
_ بشاير ... بلا مواعظ ...
_ وشلون أقنعتي أبو الشباب إنك اليوم تنامين عند أهلك ...؟!
_ ما قلت له ... خليت عمتي تتفاهم معاه ...
_ ما كلمتيه ؟!
_ ناسية جوالي بالبيت ...
_ ناسيته ولا تناسيتيه ... (وصمتت) ... يعني تحديتي سلطته !... الله يعينك على اللي جاي ...
_ تبين تخوفيني ؟!
_ أنوار ... انت الحين وحدة متزوجة ... يعني في شريك لحياتك ... لا تقلبينه عدو ... إنتي اللي بتخسرين لأنك الطرف الأضعف ...
_ لا تتفلسفين على رأسي ...
_ ههههههههههههههههههههه ... الله يعين ناصر عليك ... عاد اللي أعرفه إنه مثقف ... وحنون ... ورومانسي ؟
_ والله ما أدري ...
_ يا عيني ... ونعم الزوجة والله ...
_ آآآآآآآآآآآآآخ ... فكينا من هالسيرة ... إنتي شلونك ؟
_ مثل ما كنت ... أكل ومرعى وقلة صنعة ...
_ ومتعب ؟!
_ للحين ما رجع ...
_ وموضوعكم ؟!
_ أنوار ... ترى صار لك أسبوعين بس ما كلمتيني ...
_ هههههههههههههه ... والله كأنهم سنتين ... (واستمر الحديث) ...
دخل الصالة الكبيرة ، وجهه لم يفارقه الشحوب منذ مدة ، وشعر ذقنه بدأ بالنمو بشكل واضح :
_ السلام عليكم ...(ورد الجميع السلام) ... بدرية ... شوق نامت ...؟
_ إيه قبل شوي نامت ...
_ حطيتيها بغرفتي ...؟
_ خلها نايمة عندي ...
_ لا ... قومي حطيها بغرفتي ... من زمان ما نامت معاي ...
_ إن شاء الله ... (ونهضت بدرية) ...
_ إلا صج يمه ... حجزت قاعة للعرس ؟
وعقد حاجبيه "يعني لازم تذكريني يا يمه" :
_ قلت لمشعل يحجزها ... (وأراد تغيير الموضوع) ... أبوي نام ؟
_ من الساعة 8 ... بدر ... اتصل على فهد شوف وينه ؟
عيناه كانتا مسمرتان على التلفاز :
_ أكيد مع ربعه ...
_ صارت الساعة 2 ... ما صارت هالربع ... أخته اتركت رجلها ونامت هنا علشان تسلم عليه ...
وضاقت عيناه :
_ أنوار هنا ؟
_ قاعدة بغرفتها ... الله يجزا ناصر خير ... خلاها تنام عندنا الليلة ...
تنهد بغضب ثم نهض يجري على السلم وسط دهشة أمه ، كانت النيران التي تستعر بداخله هي التي تسيره ، فتح باب الغرفة ووجدها جالسة على سريرها وكأنها لم تفارقه ليلة :
_ بـــــــــــدر !
واعتدلت ، أغلق الباب خلفه بقوة :
_ ليش نمت هنا ...؟!
_ عمتي أم ناصر ... قالــــــ...
قاطعها وهو يصرخ :
_ عمتي ام ناصر قالت لك ... ولا إنتي اللي طلبتي منها ...
_ بدر !... شفيك لا تصارخ ...
_ اسمعي ... خمس دقايق ... تلبسين عباتك وتنزلين ... ناطرك بالسيارة ... (وانصرف) ...
وبعد فترة أوقف السيارة بجانب المنزل الكبير :
_ شوفي ... اللي صار اليوم ما أبيه يتكرر ...
حاولت ان تفهم لماذا هو غاضب لهذه الدرجة :
_ إن شاء الله ...
_ انا قلت لأمي إنك إنتي اللي قلت لي أوصلك ... أمي ما أبيها تدري بالموضوع وتكدر ... فاهمة ؟!
_ فاهمة ... يعطيك العافية يا أخوي ...
_ مع السلامة ... (ونزلت) ...

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 04:24 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

((الفصل السابع والعشرون))
كان ممددا على الأريكة ... رأسه في حجر والدته ... ممسكا بالريموت كنترول ... يشاهد أخبار قناة (العربية) ... عيناه على الشاشة وعقله في مكان آخر " أنا ليش صابر عليها ... قلنا صغيرة بس تصرفاتها تصرفات وحدة طايشة ... لمتى يعني بتظل حياتنا كذا ... معقولة خدعت نفسي لما قلت انها ممكن تتغير ... اليوم تحدتني ... وحتى ما حطت لوجودي حساب ... بس انا صبرت علشان أمي ... آآآخ يا انوار ... يا من شرى له من حلاله علة ... صبرني يا رب " ... :
- السلام عليكم ...
وانتشله صوتها الرهيف من زحمة أفكاره ، سقطت عيناه في عيناها مباشرة :
- هلا يمه من جابك ؟؟
- بدر ...
- جاك فهد ؟؟
- لا يا عمة ... شكله مطول بالسهر ... وقلت لبدر يجيبني ... تصبحون
على خير ...
ردت أم ناصر :
- وانتي من أهله ... (وعادت تمسد شعر ابنها) ... سبحان الله ... ما أسرع ما تتعود الحرمة على رجالها ...
نهض ناصر وهو يقبل رأس أمه :
_ تصبحين على خير يمه ...
_ تلاقي الخير يا يمه ...
كانت قد غيرت لباسها ... وارتادت واحدة من بيجاماتها السخيفة ... جلست على السرير وهي تفكر بدهشة " ليش سوى كذا ؟... بدر عمره ما تعامل معاي بهالطريقة !!... يمكن متأزم من سالفة الزواج ... بس امي تقول هو اللي اختار وما أحد اجبره ... وشفيه بدر يا ربي ؟؟... أخوي أبد مو أخوي " ... :
_ شفيك ؟؟... (انتبهت الى انه جلس مقابلها) ...
أخفضت رأسها تتهرب منه :
_ ما في شي ...
_ اليوم أنا قلت لك لا تروحين لاهلك ...
تنهدت بيأس وهي ترد عليه بحدة :
_ ورحت ... ما شفت الدنيا خربت ...
تأمل أثر الكدمة على خدها فاستغرب :
_ من ضاربك ؟
تحسست الأثر الذي لا زال يؤلمها :
_ ما أحد ... (وسحبت الغطاء) ... طحت ...
سحب يدها ليرفع الغطاء :
_ انوار !!... أكلمك انا !!
_ يوووووووه يا ناصر ... خلاص خلني أنام والله مو رايقة ...
وتركها لتنام حتى لا ينقلب ضيقها إلى بكاء حاد ... خرج لينزل إلى الشرفة في الجزء الأخر من الجناح ... أمسك الجوال واتصل :
_ قوة بدر !!
أجابه صوت بدر الذي دخل المنزل لتوه :
_ هلا ناصر ...
_ انا ابي اعرف ... انوار زوجتي ولا زوجتك ... وش له جايبها بأنصاص الليالي ...؟
لأحس بدر بغصة :
_ آآفا ... هذا اللي يبي الفكة ... بدال ما تشكرني يا النسيب ..
_ كيفي ... انا اللي سامح لها تنام وش له اللقافة ... مسوي نفسك طيب يعني ...
_ لا حول صج انك بلشة ... وش تبي الحين ؟
_ طيب تقول لسعود حسابي معاه بعدين وانا اعلمه وش لون يمد يده على زوجتي ...
تنهد بدر وهو يبتسم " يا حليلك يا ناصر يعني يقال تكشفني " :
_ لا تظلم سعود ... انا اللي ضاربها ...
_ يا عل يدك للكسر ... وليش ان شاء الله ؟
_ كيفي اختي وانت شكو ...
_ هين يا بدر ... هذا وجهي ان دشت بيتكم بعد ... توها عروس وانت جالس تكفخ فيها ... يا اخي اذا فيك حرة ... طالعها في اللي مسود عيشتك ... انوار ما لك شغل فيها ...
_ خلصت ... ترى صدع رأسي ...
_ ممكن أعرف ليش ضريتها ؟
_ شي بيني وبينها ... اذا صج قوي ... خلها هي تقول لك ...
_ طيب يا بدر ... هي راح تقول لي ... بس والله ما أخليها لك ... ان ما كفخت بنتك ... ما اكون انا ناصر ...
_ ههههههههه ... طيب ازعجتني تبي شي ...
_ سلامتك ... كوابيس مرعبة ان شاء الله ...(وأغلق الجوال) ...
تأمل بدر الجوال وهو يبتسم " طول عمرك حنون يا ناصر ... يا ليت بس اختي الهبلة تقدر هالشي ... بس انوار ما فيها ذرة عقل ... (وتنهد) ... ليش الحريم من متى فيهم عقول أصلا ؟؟) ...
بعد شهرين (عرس بدر) <<<
_ آآآآآآآه ... (يتثاءب) ... يا حاو النومة ...
ولا زال يسير من المسجد الى البيت مع سعود :
_ غريبة اليوم قاعد للصلاة بدري ... بالعادة غصب ...
رمقه مشعل بسخرية :
_ لا لا يا أبو عكرمة ... متى راح ترضى علي وتقبل تصرفاتي ...
ودخلوا الصالة :
_ صبحك الله بالخير يا الغالية ... (قبل رأس أمه وجلس بجانبها) ...
_ صبحك الله بالخير يمه ... أحط لكم الفطور ...
قبل سعود يدها وهو ينهض :
_ تسلمين يمه ... اليوم خميس وودي أكمل صيامي ... راح أرتاح شوي ... (وخرج) ...
_ يمه مشعل ... بدر أخوك وينه ؟
_ أكيد نايم ...
_ مو بغرفته من أمس وجهازه مغلق ...
_ يمكن نايم ببيته ... يضبط البشرة الاخ ... من قده ... آآآه ... ذبحني المثاوب ... خل أروح أنام أحس لي ... (وانصرف ليكمل نومه) ...
ودخل جناحه ... ثم اتجه إلى غرفته ... وجدها واقفة بخوف تمسك بقوائم السرير ... تتصبب عرقا ... ووجها يعلوه شحوب مميت :
_ دلال !!... شفيك ؟
_ مدري ... بطني تعورني ...
_ ليش وش مأكلة انتي ؟؟
_ أقولك بطني ... نسيت اني حامل ...
ضرب رأسه بغباء :
_ ايه والله صدق ... أروح انادي أمي ...
أمسكت يده برجاء :
_ بسرعة مشعل ... تكفى أبي أموت ..
ونزل يركض على درجات السلم :
_ يمـــــــــــــــه .... يمــــــــــــــــــــه ...
وقفت الام مرعوبة من صراخه :
_ شفيك ؟؟
_ يمه بسرعة دلال جابت ...
وتلونت ملامح أمه برعب :
_ ولدت ؟!... بغرفتكم ...
ضرب رأسه بغباء اكبر :
_ يوووووه ... أقصد تبي تولد ... بطنها يعورها ...
وركضت وتبعها هو .
على مائدة الفطور ... جلست ام راشد ... وبجانبها عهود ... دخلت بشاير بهدوء واتجهت نحوهن :
_ صباح الخير ...
_ صباح النور ...
_ وين بنات راشد ... ما لهم حس ...
_ نوف راحت بيت عمي أبو نايف من الصبح ... علشان تروح مع حصة المشغل ...
ورن جرس الهاتف :
_ بسم الله الرحمن الرحيم ... من داق علينا هالحزة ... يمه بشاير شوفي التلفون ...
واتجهت بشاير نحو التلفون :
_ آلووو ... وعليكم السلام ... هلا مشعل ... شلونك ؟... صج ... متى ؟... أي مستشفى ؟... (وجحظت عينا عهود وامها) ... طيب طيب ... مسافة الطريق ونجيكم ... مع السلامة ...
صرخت عهود برعب :
_ شفيه ؟... وش صاير ؟
_ لا تخافون ... مشعل يقول دلال بالمستشفى ... وعندها ولادة ...
هبت الام واقفة :
_ ولادة الحين ؟... توها بالسابع ... أكيد أختك فيها شي ...
_ يمه استهدي بالله ... واجد حريم يولدون بالسابع ... ولو فيها شي ... مشعل قال لنا ...
_ وانا وش ينطرني علشان مشعل يقول لنا ... عهود بسرعة جيبي عباتي ... يا ماري .... يا ماري ... (وانصرفت تبحث عن ماري) ...
في المشفى <<<
بعد ساعتين خرجت الطبيبة فرحة :
_ خير دكتورة ...
_ مبروك يا أخ مشعل جاك ولد ... والمدام بصحة ممتازة وولدتها جدا كانت سهلة ...
علت ابتسامة فرح وجه مشعل البشوش :
_ الله يبشرك بالخير ...
سألت أم راشد :
_ بنتي يا دكتورة ... نقدر نشوفها ...
_ ما عليش يا خالة ... ربع ساعة ان شاء الله وبنزلها الغرفة وشوفيها على راحتك ...(وانصرفت) ...
أمكست أم بدر ظهر ابنها بفرح :
_ مبروك يا يمه ...(بعدها ام راشد) ... مبروك يا مشعل ...
قبل يد أمه :
_ الله يبارك فيكم ...
_ يتربى بعزك يا مشعل ...
_ تسلمين يا بشاير ... خل اتصل على بدريه تبشر أبوي ...
خرج من الحمام يلف منشفة حول خصره ... يتقطر الماء الندي من قمة رأسه ... أشاحت عنه بعينيها ... تبحث في الجوارير ... حتى بعد أكثر من شهرين لم تتعود على رؤيته بهذا الشكل ... رن جوالها فاتجهت نحوه مسرعة :
_ آلووو ... هلا بشورة ... وينك انتي في بيت أهلي ... احلفي ... لا يا الدبة ... ما صبرت شوي ... هههههه ... طيب ... متى بتروحين ؟؟ ... انا شوي بروح المشغل .... القاك هناك مو تتأخرين ... طيب ... مع السلامة ... (وأغلقت الجوال) ...
_ شفيه ؟؟؟
_ هاه ... (انتبهت إلى انه تمدد بجانبها على السرير) ... مشعل أخوي جاه ولد ... (واتصلت على جواله) ... هلا مشعل ... مبروك يا الدب ... هههههههههه ... لا يكون طالع دب مثلك ... على الأقل أحسن منك ... وشلون دلال ؟... طيب مو تسنتر بالمستشفى ... ترى اليوم عرس أخونا ...
اقترب منها وجه ناصر حتى لفحتها أنفاسه الحارة ... مد يده نحو الجوال :
_ عطيني ياه ...
ارتبكت بشده :
_ هاك مشعل ناصر يبيك ...
أعطته الجوال ونهضت كالملسوعة ... لم يستغرب حركتها وظل يراقبها بقهر :
_ هلا مشعل ... مبروك ولي العهد ... يتربى بعزك ... هههههه ... لا حنا .. (ونظر نحو انوار) ... تو الناس علينا ... ما حنا مشافيح مثل بعض الناس ... وش نويت تسميه ؟... ههههههه ... للحين ما غيرت رأيك ... يا اخي عليك ذوق ... زبالة ... هههههههه ... سلم ... مع السلامة ... (وأغلق الجوال) ...
التفت فوجدها واقفة بخوف ... نظرة الرعب التي تتراقص فيها الدموع وسط مآقيها تتكرر ... حتى حفظها عن ظهر قلب :
_ مشعل يبي يسمي ولده حربي ... (وابتسم بألم) ...
لا زالت نظرتها مثبتة على وجهه برعب ... ابتلعت ريقها :
_ اليوم أبي أنام عند أهلي ...
نهض يتجه نحو الخزانة :
_ قومي البسي عباتك ... خليني أوديك المشغل ...
_ لا ... (نظر نحوها بيأس فبررت) ... أروح مع السواق ...
وضع يدا على خصره :
_ وليش ما تروحين معاي ان شاء الله ...
_ ما أبي أتعبك ...
أخرج ملابسه وهو يرمقها بأسى :
_ لا يا شيخه ...
دخل نايف المجلس يتبعه صلاح :
_ يالله حي أبو فلاح ...
_ تحيا يا بعدي ... (وجلس) ... أحمد هنا ؟... اتصلت عالاستراحة قال لي الحارس إنه مو موجود ...
_ سيارته بالكراج ... أكيد موجود ... ليش وش تبي فيه ...
_ أبي أزنطه من الحين وأجلسه بالقاعة ... مو معقولة ما يحضر عرس بدر بعد ... أخوك هذا مسبب لي عقدة ...
_ هههههههه ... والله معاك حق ... أجل خل أروح أقعده ...
وخرج صلاح ... وبعد قليل دخل :
_ الســــــلام عليكم ...
وتفاجأ نايف :
_ عزيــــــز !!... هلا ...
_ هلا بك أكثر ... (وتبادلا السلام الحار) ...
_ متى الوصول ؟
_ أمس بالليل ... وراج بكرا الفجر ... تدري مو معقولة ما أحضر عرس بدر ...
_ لا فيك الخير ... ما قال لي صلاح ؟
_ ما أحد يدري ... الفجر اتصلت على أحمد وجا أخذني من المطار .. والكل كان نايم ... توهم سلموا علي ...
وجاءت الخادمة بالقهوة ... اخذها عبدالعزيز وبدأ بصب الفناجين :
_ وشلون الدراسة معك ؟
_ تمام ... على فكرة صادفت واحد اسمه جوزيف ... لبناني ... قال لي انه يعرفك ويعرف ناصر ...
_ وين شفته ؟
_ رحنا زيارة ... وفد من جامعتنا لجامعة اكسفورد ... وهو دكتور محاضر فيها ...
_ ايه عرفته ... يا حليله جوزيف ... كان معاي انا وناصر ... وطموحه كان قوي الله يذكره بالخير ... اذا شفته مرة ثانية سلم عليه ...
_ يوصل ... الا نايف صحيح ... بغيتك بموضوع ؟؟
أحس نايف بأن هذا الوضوع يخص بشاير :
_ خير ان شاء الله ...
_ خير ... بس أخاف صلاح يطب علينا ... وأنا الموضوع هذا ما ودي أحد يدري فيه غيرك ...
_ لا تخاف ... صلاح راح يقعد أحمد ... وعلى ما يصحى احمد يا عايش ... (وارتشف من فنجانه) ... قول ...
أحس نايف بأنه متردد " هي كانت أشجع منك يا عزيز " :
_ بشاير ... بشاير بنت عمي عبد الرحمن ...








--------------------------------------------------------------------------------

((الفصل الثامن والعشرون))
دخل المنزل بكآبة ... اتجه إلى الصالة ووجد ابنته تتابع باندماج شديد فيلم كرتوني على التلفاز ... ابتسم وهو يستند إلى الحائط ... ويراقب هذه الكتلة من البراءة والتي يعشقها بجنون ... كم تمنى أن يسرقها من هذا العالم المريض ... ويهرب بها بعيدا ... بعيدا جدا :
أبســـــــــــــــــــــالك !!
باللي زرع فيني غصونــــــــــــك ...
ليه عيون الناس ما تشبـــــــــــــــه ...
عيونـــــــــــــــــــــــك ؟!!
_ شلون حبيبة بابا ... (والتهم وجهها بشوق) ...
_ يوووووووه ... بابا ... (وأبعدته عنها بملل لتتابع فيلمها) ..
_ بـــــــــــــدر !
ودخلت بدرية ... تحمل بين يديها كوبا من الكاكاو الساخن بالحليب قدمته لشوق بدهشة :
_ شفيكم اليوم ؟... اللي يشوفني يتروع ...
وجلست براحة وهي تتنهد :
_ يا أخي انت اللي وينك ؟... من أمس ندور عليك ... وأمي بس تحاتي ...
_ كنت نايم بالاستراحة ... أمي وين ؟
_ بالمستشفى ..
حجظت عيناه من الخوف :
_ أبوي ...
_ لا تخاف أبوي نايم ... دلال جابت ولد اليوم الفجر ...
_ لا ... الحمد الله عالسلامة ... خوفتيني ...
_ عاد الله يهداها ... ما لقت تولد الا يوم عرسك ... اخبصتنا اكثر ما حنا مختبصين ...
عاد برأسه إلى الوراء وهو يغمض عيناه :
_ الله يعين ...
نظرت في ساعتها :
_ بدر ... الساعة الحين 3 ... ما انت ناوي تشيل هالعشة اللي على وجهك ... وتظبط نفسك ... ولا تقول لي معرس للمرة الثانية ... ترى كل زواجة ولها طعم ...
ابتسم بألم وهو لا زال يغمض عيناه " معاك حق يا بدريه ... فيها الحالي وفيها اللي مر " ...
كان يفتح عيناه دهشة وصدمة مما يسمع :
_ انت وش قاعد تقول ؟
_ هذا اللي صار يا نايف ...
_ يعني هي اتصلت عليك وقالت لك تزوجني ؟
_ لا مو جذي ... بس حسيت من كلامها ... وبعدين يا أخي تشكي منك ... انت وش عليك فيها ... حرمتها من الدراسة ودمرت حياتها ...
_ هي قالت لك كذا ...
_ ايه ... نايف بشاير غير عن بناتها ... صدقني لا تخلطها معاهم ... البنت طموحة وأحلامها حلوة ... وشخصيتها قوية وما احد يقدر يستغفلها ... لما كنا صغار كانت هي الوحيدة اللي تشجعني وتنمي كل حلم حلو فيني ...
_ بس دللت على نفسها عندك ...
_ لا تفهم البنت غلط ... مثل ما قلت لك بشاير شخصيتها قوية ... وبهالمواضيع الصعبة تحب يكون الاختيار لها ... ويمكن تشوفني أنسب واحد ...
أحس نايف بأنه سينفجر :
_ وانت وش رأيك ؟
_ ما أدري ... أحس أسبابها مو مقنعة ... يعني هي متعلقة فيني بس لأني أقدر أحقق أحلامها ... وأنا ما عندي استعداد ارتبط مع بنت على هالاساس ...
أحس نايف فعلا برغبة في قتله :
_ والزبدة ...
_ تفاهم انت معاها ...
_ بس هي التجئت لك ... مو لي ...
_ اللي فيها ... تدري اني ما احب هالتقاليد ... لو كل بنت جتني والتجئت لي وما رديتها ما نخلص ...
_ طيب يا عزيز ... روح ناد لي احمد ...
_ ان شاء الله ... (ونهض عزيز) ...
_ عزيز ... (والتفت نحوه) .. هالموضوع ما أبي جنس مخلوق يدري فيه ... فاهم ؟؟
_ تبشر ...
تنهد نايف وهو يتنفس النار بدل الهواء " كذا يا بشاير ... تستغفليني أنا ... بسيطة ... آآآآآآآخ ... وش أسوي فيها هذي ؟... بعدين انا صج غبي ... اللي حرمتني منه ... ليش أنا كنت أدري بعبدالعزيز علشان أحرمه منه ... وبعدين هي ما لقت الا عبد العزيز ... الظاهر العيشة برا نسته كل شي ... حتى مرجلته وغيرته على أقرب الناس له ... آآآآآآآآخ ... بس ... والله لو أنها عندي الحين كان ارتكبت فيها جريمة ... هدي يا نايف ... هدي ... اليوم عرس بدر لا تحوس الدنيا وتخرب فرحة الناس ... ومسودة الوجه هذي دواها عندي " ...
وجاءت لحظات الفرح التي حملت للجميع معاني السعادة والبهجة ... وخاصة لحصة التي أستنزف هذا الزواج منها كل جهد حتى يكون كما حلمت به دائما ... دخلت القاعة تشع عيناها بالفرح :
الـــــــــــــــــــــــــــزيـــــــــــــــــــ ـــن !!
طاغي فيك ... وش له ازمام ؟؟
خل يلبسه من زينهم ... قد حاله ؟؟
كل المزين لك يصيرون ... خدام ؟؟
مثل القمر يجلس نجومه ... قباله ؟؟
يا اللي مكانك بينهم صار ... قدام ؟؟
يا حظ قلب(ن) صار قلبك ... حلاله ؟؟
ان جيت كلي معلن الحب... ما أنلام ؟؟
قلبي بلادك وانت صاحب ... جلاله ؟؟
قبلك وقلبي ما عرف ... حب وهيام ؟؟
الحب قبلك ما يداعب ... خياله ؟؟
وان غبت عني ما اتهنا ... ولا انام ؟؟
الشوق في غيابك يزيد ... اشتعاله ؟؟
حرام انا اشوفك من العام ... للعام ؟؟
ولي خافق (ن) ما مر غيرك ... في باله ؟؟
أبغى أشوفك شايل أو لابس ... ازمام ؟؟
أبغى أشوفك جد في ... أي حالة ؟؟
ودخل بدر القاعة ... بوجهه الكئيب ... وفرحته المسروقة ... التي عللها الكل بذكرى زوجته الاولى التي لا زال يحتفظ بها ... حمل شوق بين ذراعيه وقبلها قبل ان يسلمها لبدرية ... أمسك بيد عروسه المتألقة وخرج وسط فرحة الأهل والحضور الغفير .
في بيت بدر الجديد<<<
دخل الغرفة بعد أن أوصل نايف إلى الباب ... اتجه نحو عروسه التي جلست على السرير بخجل ولا زالت بكامل زينتها ... ابتسم منها اشمئزازا ... جلس على الأريكة الصغيرة مقابل السرير وهو يلعب بمسباحه وينظر في وجهها :
" هذا شفيه ؟... ليش مبقق عيونه كذا ... يا ربي ... والله قاعد يحرجني ... أوووف ... (وابتسمت) ... الظاهر عجبه شكلي ... أكيد بيعجبه غصبن عنه ... ولا كل هالجمال وما أعجبه ... يخسي ... وينك يا ريم تشوفين زوجي العزيز منسطل علي " ...
" ليش يا حصة ؟... ليش ؟... كل هالجمال ... والاصل الطيب ... شاللي حدك ؟... وش اللي جبرك تغلطين ؟... المشكلة انه توك صغيرة ...الخطا فينا ولا فيك ؟ "
تنحنح فرفعت رأسها :
_ اسمعي يا حصة ... أنا الزواج هذا لا أنا باغيه ولا لي فيه نية ... بس ما حدني على المر إلا اللي أمر منه ...
كان ينظر في عينيها مباشرة ... أحست بأن ماء باردا صب فوق ظهرها ... ظلت تنظر نحوه بدهشة :
_ بدر !
رفع يدها يسكتها :
_ اسمعيني للأخير ... انتي كنتي تعرفين واحد اسمه سالم ؟
أحست بأن الأرض مادت بها وأنها على وشك الموت لقد قررت أن تطوي صفحة الطيش هذه وإلى الأبد ... أرادت أن تنقذ نفسها فتظاهرت بالغضب وهي تقف :
_ أنت وش قاعد تقول ؟!
وقف غاضبا أكثر منها ... ألم يختزن هو غضب الأشهر الماضية :
_ لا تعلين صوتك ... والموضوع أنا متأكد منه ... فلا تسوين نفسك بريئة ...
_ بدر شفيك ؟... وش قاعد تخربط انت ؟
_ جب ولا كلمة ... (ووضع اصبعه على فمه) ... الأخ يا مدام كان يسوي بطولات من مكالماته معاك ... هههه ... ويا عيني لما جت بطولات الصور ... مصورك يا حلوة ... معاه وبكابينة مطعم ... وقدام الشباب يقول خلصت منها وأهلها ما يدرون ... تدرين بشنو حسيت لحظتها ؟
سالت دموعها غزيرة دون أن تشعر بأنها بللت وجهها كله :
_ بدر ... والله يكذب ... كذاب والله ...
صرخ بدر الذي أثارت دموعها أعصابه :
_ لا تنكرين ... أنا شايف الصور بعيوني ... حمدت ربي أنك مو قايلة له على اسمك الحقيقي ... ولا كان ... (كان يتنهد بسرعة) ... شلون تجرأتي ... عشرين شارب وعشرين لحية وراك يا بنت عمي .. ما عملتي لأي واحد فينا حساب ... بعتينا قبل ما تبعين نفسك ...
صرخت ألما من كلامه الذي انزرع في قلبها كالخناجر السامة :
_ بدر ... والله كذاب ... لا تصدقه ... انا صح كنت أكلمه وأطلع معاه ... بس بعمره ما لمسني ... ولما طلب مني هالشي تركته ...
ضحك بسخرية :
_ لا شريفة ما شاء الله عليك ... احمدي ربك اني أنا اللي كشفتك ... تخيلي لو نايف شايف الصور ... صدقيني رقبتك وما راح تكفيه ...
وانتحبت وهي تقترب منه وتمسك بساعده برجاء :
_ بدر تكفى الا نايف ... تكفى ...
قذفها بعيدا عنه وباشمئزاز :
_ ليش حطيتي نفسك في هالموقف ... أنا بالاول كان ودي أتهور معاك ... بس فكرت ... عمي ... أبوي ... نايف ... شبابنا وبناتنا ... وحتى نفسي ... ليش نضيع كلنا بجريرة وحدة ما تستاهل ... ليش كلنا ندفع الثمن وانتي الوحيدة اللي غلطتي ... ضحيت براحتي ... وقلت أتزوجك ... مو علشان شي ... بس لأني أنا اللي عارفك ... وأنا اللي أقدر أتعامل معاك ... ما أبي اللي يعزون علي يذوقون القهر اللي ذقته ...
حاولت أن تترجاه ... قذفها عنه بقرف ... وخرج من الغرفة ... سمعت صوت قفل الباب فازداد انتحابها .
جالسة على الأريكة تأكل من صحن مليء ... ابتسمت وهي تنتبه إلى أنها أصبحت شرهة ... خرج من غرفتهما بعد الحمام يلف الروب حول جسده المبلل :
_ طالعة اليوم قمررررررر ... (وقبل خدها وهو يجلس بجانبها) ...
_ أي قمر وانا بهالكرشة ... وبعدين تعال انا مو قلت لا ترقص معاي قدام الحريم ...
_ وش أسوي ... شفتك بالزفة وما تحملت ... وتعرفيني أهبل وأحب أرقص ...
_ هههههههه ... بس الزفة كانت حلوة ... وبدر ما شاء الله عليه طلع يجنن ...
_ وعععع ... بدر وينه ووين الزين ... أبيض وباهس ...
_ حرا عليك والله حلو ...
_ طيب منو أحلى أنا ولا هو ؟
ضمت رأسه بحنان :
_ ههههههه ... ليش انت في أحلى منك في الدنيا هذي كلها ...
كانت على سريرها ... شاردة الذهن ... أخرج رأسه من الباب وهو يبتسم :
_ ممكن أدخل ...
ابتسمت لوجه أخيها المحبب :
_ هلا فهود تعال ...
وتقدم فهد حتى جلس مقابلها على السرير :
_ شفيك تفكرين ؟
_ مو مصدقة إن بدر ما راح يعيش معنا ...
_ يا دلوعة يعني انتي اللي عايشة معانا ... ناصر حتى نوم ما يخليك تنامين هنا ... صج وش اللي جرى اليوم نايمة عندنا ؟
_ بيت أبوي أنام فيه متى ما أبي ... مو بكيفه يمنعني ...
_ لا يا قوية ... أتحداك تقولين هذا الكلام قدامه ...
ورن جوالها ... هذه هي المكالمة السابعة ... انتبه فهد للرقم :
_ ناصر !... الظاهر اشتاق للحبايب ... خليني أطلع بكرامتي ... تصبحين على خير ... (وأغلق الباب خلفه) ...
وظل الجوال يلح ... قررت أن ترد هذه المرة :
_ هلا ناصر !
_ زين اللي رديتي ... مسوية علي حجر ...
_ كنت أخذ شاور ...
_ نعيما ...
_ الله ينعم عليك ...
افتقدها كثيرا هذه الليلة ... لم يفارقها منذ أن تزوجا ... رغم علاقتهما المتوترة الا أنه اعتاد وجودها بشكل كبير ... ممددا على سريره ... سألها بصوت رقيق :
_ شلونك ؟
_ زينة ...
_ ليش ما رجعتي البيت مع أمي ...
_ قلت لك أبي أنام عند أهلي الليلة ..
_ بس أنا ما وافقت ... (التزمت الصمت) ... آآآآه ... أبي أعرف شي واحد ... ليش دايما تتعمدين تتحديني ؟
_ انت اللي تبدأ ...
_ لأنك ما تسمعين الكلام ... وتجبريني أعاملك كطفلة ...
_ ما أحد اجبرك تأخذني ... انت اللي جبت عوار الراس لنفسك ...
_ يعني انتي الحين تعاقبيني ...
_ فسرها مثل ما تبي ...
تنهد بيأس :
_ طيب ... وشلون العرس اليوم ؟
_ حلو ... وناسة ...
ابتسم بخبث " زين في تطور ... صار لنا خمس دقايق نتكلم بهدوء " :
_ شنو كنتي لابسة ؟
_ فستان !
_ أدري فستان ... قصدي شنو لونه ؟
_ أخضر ...
_ امممم ... عاد تصدقين انا ما احب اللون الأخضر ... بس زين فيك تطور بالعادة كله أسود وبني ... وإذا فتحتي رمادي ... فيك تطور ... الأخضر لون بناتي ...
_ أدري ذوقي ما يعجبك ... أصلا انا كلي مو عاجبتك ...
آلمه مقدار الأسى في صوتها :
_ ليش ما عندك ثقة بنفسك ؟!
لمس فيها وترا حساسا "الثقة بالنفس" ... لطالما افتقدتها ... ثقتها بنفسها ... بنجاحها ... حب الناس لها ... أنوثتها ... وبكل شيء :
_ مو مسألة ثقة ... بس ...
_ لا تنكرين ... انتي لو عندك ثقة بنفسك ... ولا ثقة فيني ... ولا في حياتنا ... كان ما صار هذا حالنا ...
ارتجفت شفتاها :
_ قلت لك ما أحد جبرك ...
_ وليش انتي ما تحاولين تقدمين تنازلات ...
ملأت مآقيها الدموع وهي تتذكر ليالي الرعب والترقب التي عاشتها معه :
_ ما أقدر يا ناصر .... صدقني ما أقدر ... حاولت ... بس ...
_ ومع واحد ثاني ؟؟
_ انت وش قاعد تقول ؟
_ تخيلي متزوجة واحد غيري ... شلون راح تكون حياتك معاه ؟
_ أنا أصلا خير شر ما أصلح للزواج ...
_ شفتي شلون ؟... الغلط فيك ... انتي اللي قاعدة تخدعين نفسك ... أنوار ... أنا كل حقوقي عليك تنازلت عنها بإرادتي ... روحاتك وجياتك ما مارست عليها أي سلطة ... حياتك في بيت عمي هي نفسها حياتك في بيتي ...
مسحت دموعها بألم :
_ أدري فيك ما قصرت ... بس يا ناصر وش أسوي ...
_ اسمعيني ... انتي خلصي نفسك من هالوساوس ... وفكري انك لازم تعيشين حياة جديدة ... وانا معاك أساعدك باللي أقدر عليه صدقيني يا انوار تعبت وما عاد فيني ... بس أهم شي انك تحاولين ... وش قلتي ؟
_ إن شاء الله ...
_ وعد ...
_ وعد ... بكرا عندك دوام ؟
ابتسم بارتياح :
_ بكرا يا طويلة العمر عندي سفرة ...
_ سفرة ؟
_ اخوك البطة حاجز بس ولدت زوجته وعيا لا يسافر ... وطاحت السفرة برأسي ...
_ بس ما قلت لي ...
_ يعني لو قايل لك ... تهدين بيت ابوك وتجيني طيران ...
_ يمكن وش دراك ؟
_ هههههه ... شفيه صوتك ... سكرانة ؟
_ أنعس وفيني النوم ...
_ لا يا حلوة ... طيارتي بعد ساعتين ... سولفي علي وونسيني ... ما أحد قال لك تخليني وتروحين تنامين عند امك ...
_ ناصر بجد تعبانة ... والمكيف بارد ... والفراش دافي ... ما اقدر أقاوم ...
_ ههههههههه ... انا اللي ما اقدر اقاوم ... دقايق وانا عندك... ومشعل باللي ما يرده يروح يشوف شغله ...
_ ههههههههههههه ... تبي البطة يذبحني ...
_ يخسي الا هو ...
_ آآآآآآآخ ... (وأمسكت ظهرها) ... جسمي كله يعورني ...
_ من الرقص ...
_ أي والله ... بس عاد وش أسوي هذا ابو شوق الغالي ...
حرك حاجبيه بخبث :
_ حلو يعني تعرفين ترقصين ...؟
_ ليش ؟... انت ما تعرف ترقص ...
_ ههههههههههههههه ... يا روحي عالدايخين ... اقول انوار ...
_ هلا ...
_ تصبحين على خير يا عمري ...
_ وانت من اهله ...
وسقط الجوال من يدها قبل ان تغلقه وغطت في نوم عميق.

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, للكاتبة كليوباترا نجد, سلامة رماحك اللي جرحها غالي, سلامة رماحك اللي جرحها غالي لكاتبة كليوباترا نجد, كليوباترا نجد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:58 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية