لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-08, 08:13 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 74371
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon spirit عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon spirit غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon spirit المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أن هذا مؤلم جدآ، إنها بحاجة لكثير من الوقت كي
تستعيد ثقتها بنفسها. أما بالنسبة لإقامتها المقررة في سان
انطونيو فهي ترغب الآن بالتخلي عنها، ولكن للاسف
هي مضطرة للذهاب إلى تلك المدينة لكي تشرف على
الإعلان والترويج لكتابها ولكن فيما بعد. . .
فجأة عادت إليها طبيعتها المقاومة ، لا لن تغير خططها!
لن تتراجع عن الطريق الذي رسمته بسبب رجل مثل رايدر
كنترل !. لديها أبحاث يجب القيام بها ولا مجال للتخلي
عنها! .
كما وأنه ليس من المستحيل أن يكون قد كذب عليها
قد لا يكون يسكن في سان انطونيو. وحتى لوكان يعيش
فيها ستحاول بريانا أن تتجنب لقائه . المدينة كبيرة وقد لا
تسمح بلقاء عدوين لدودين . . . .
بالتأكيد هو يعرف في أي فندق هي تنزل ، ولكن
إحتمال محاولته البحث عنها ضئيل جدأ على كل حال لن
تبق فيه طويلآ، بعد الندوة التي ستبثها الاذاعة والتليفزيون ،
ستكون حرة . وستبحث عن شقة صغيرة وتبدأ عملها.
في روايتها القادمة ، ستجد وسيلة بشعة تجعل من
خلالها الشخصية التي تريدها هزأة كبيرة . أوه ستجعله
شخصية شريرة غريبة ، لن تعطيه ملامح رايدر طبعآ. . .
لكنها ستجعل عدو البطل اسخف رجل تهزأ منه كل
الأرض ! وهكذا ستشعر .أنها انتقمت قليلآ. . .
ابتسمت بسخرية ، وخلعت ثوبها واتجهت نحو الحمام
بخطى سريعة ، إنها بحاجة ماسة لدوش حار يزيل عنها
تعب وذل اليوم الثاني لها في تكساس . هذا البلد الذي
كانت تحبه كثيرآ . .
كانت المسافة بين دالاس وسان انطونيو تدوم خمسة
ساعات وبريانا كانت متعبة بالتأكيد من القيادة » ومع ذلك
لم تفكر بالانتقال بوسيلة أخرى . القيادة وحدها على
طرقات تكساس ، مباشرة نحو الجنوب ، هي تجربة جيدة
وهي تسمح لها بعدم الانغماس في أفكارها التي
تعذبها
.
كم كانت تحب أن تتوقف في إحدى مزارع واكو، وأن
تقضي يوما في اوستن عاصمة الولاية وترتاح في ريف
سان ماركوس ونيو برونفلز! _للأسف ، ليس لديها الوقت
لذلك إنهم بانتظارها في محطة الاذاعة في الساعة
السابعة . قبل ذلك يجب أن تضع حقائبها في الفندق ،
وتأخذ دوشأ وتبدل ملابسها وتتناول سندويشا قبل بداية بث
البرنامج . ومع ذلك كانت قد غادرت مدينة دالاس عند
الظهر تقريبآ
كانت قد قررت الانطلاق ابكر من ذلك الوقت بكثير،
لكنها لم تكن قد نامت ليلتها جيدا مما اضطرها للإستغراق
بالنوم . وكأن هذا لم يكن كافيا فما إن فتحت عينيها حتى
كان رايدر أول فكرة خطرت ببالها . هذه ليست أفضل
طريقة لمواجهة نهار جديد .ا
من حسن حظها أن تفاؤلها عاد شيئأ فشيئأ مع مرور
الوقت ، وتركت بريانا نفسها تتمتع بمناظر تكساس
الجميلة . إن حبها لهذه الولاية وسكانها عاد يكبر من
جديد. . .
كانت تنتظر بفارغ الصبر أن تتمكن من البدء بأبحاثها
كي تعمق معرفتها لتاريخ تكساس . إن تصميم روايتها
القادمة بدأ يتحدد في فكرها. وتفكر بأن تجعل أحداثها
تدور فى العصر الذي كان هذا البلد لا يزال تحت السيطرة
المكسيكية ، قبل الاستقلال بفترة قليلة ، عندما وصل أوائل
الانفلوساكسونين لاستصلاح الأراضي التي لا تزال
بكر. سيكون من المثير جدآ إظهار العلاقات وتضارب
المصالح بين المجتمع المكسيكي والرواد بإطار عاطفي
شيق 0

 
 

 

عرض البوم صور lebanon spirit  
قديم 11-05-08, 08:14 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 74371
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon spirit عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon spirit غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon spirit المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-3-الفصل الثالث








عندما وصلت إلى سان انطونيو» اتجهت فورأ إلى
الفندق . كانت غرفتها تطل على الباسيوديل ريو، الذي
امتدح رايدر سحره كثيرأ ، لم تلق الفتاة حتى نظرة واحدة
على الشارع الممتد على طول النهر في قلب المدينة
القديمة . من المؤسف حقا أن لا تزور هذه المنطقة
السياحية ، وأن لا تتنزه على ضفافه . . .
إن هذا الباسيوديل ريو يذكرها برايدر كنترل . رايدر
الذي قررت أن تطرده من رأسها . . .
كانت محطة الإذاعة تشبه تلك المحطات التي سبق أن
زارتها في الأسابيع الأخيرة . ممرات عديد، غرف زجاجية
حيث يضع فيها كل غريب . لحسن حظ بريانا التقت
بمذيع قادها حتى الاستديو الذي سيبث منه برنامجها . كان
المذيع المختص بهذه البرامج قد سبقها ، وجلس خلف
طاولة مجهزة بمذياعين ، وعندما دخلت بريانا » نهض وشد
على يدها بحرارة .
«برافو انت دقيقة بمواعيدك ! قال لها وهو ينظر إليها
بإعجاب .
ابتسمت بريانا ، يبدو إن كل مذيعي الراديو تخرجوا من
مدرسة واحدة لطفاء » حيويين شكلهم جذاب ، ولا
يضيعون طاقاتهم . ينتظرون حتى يصبحوا على الهواء
مباشرة كي يتناقشوا مع ضيوفهم وتكون آخر كلمة لهم
طالما إنهم هم من يريد اللعبة 0
جازون دايلي يبدو نموذجا جيدآ عنهم » ما إن جلست
الفتاة قبالته حتى عاد لينغمس من جديد في قراءة
ملاحظاته .
هذا لم يكن يزعج بريانا كثيرأ . أنها معتادة على هذا النوع من التكتيك ، ولكي تكون مثيرة كانت تشعر بأنها
قادرة على مواجهة أي مذيع مهما كان قويآ . مرت عشرة دقائق في صمت تام . بينما كان مخرج
البرنامج ومساعدوه. يهتمون بآخر التفاصيل . أما جازون
دايلي فكان يتابع دراسة ملفاته . واخيرآ رفع رأسه .
«جيد جدآ . . . » اجابته بريانا » واحست برعشة خفيفة »
لكنها تمالكت نفسها بسرعة وفكرت مبتسمة بأنها احرزت
تقدمأ ملحوظآ في الفترة الأخيرة ، في الماضي كانت بمجرد
رؤيتها للمذياع تحس بالارتباك وتفقد كل شجاعتها . . .
رتب المذيع <سماعته » واصغى جيدآ لنهاية الوقفة
الإعلانية
"ها نحن ، جاء دورنا» همس بصوت منخفض .
ارتفعت الموسيقى الخاصة بهذا البرنامج ثم قدم
جازون دايلي ضيفته بصوته الجهير. بدأ بذكر إسمها»
وبملخص قصير عن مهنتها اعلن أنها حاليآ في سان
انطونيو لتقدم كتابها الأخير. وذكر بأنه بإمكان المستمعين
أن يتصلو هاتفيآ لطرح الأسئلة على الكاتبة الرومنسية خلال
مدة نصف ساعة . ثم أشار إلى مهندس الصوت كي يضع
أسطوانة غنائية .
عندما بدأت الأغنية عبر الهواء، اشعل جازون سيجارة
"هل قرأت صحيفة المساء؟" سألها فجأة .
"لا. . . " اجابته بقليل من الدهشة
ارتسمت ابتسامة على وجه المذيع
"لماذا؟ أكان يجب أن افعل ؟" أضافت بسرعة
"اعتقد أن هذا كان سيهمك " اجابها المذيع بابتسامة
ماكرة . لم يسمح لها الوقت بالاستيضاح آكثر. لأنهما عادا
على الهواء بسرعة . . . خلال نصف ساعة ، اجابت بريانا
على أسئلة جازون دايلي . وكان قد سبق لها أن قامت بعدة
مقابلات مشابهه . لدرجة أنها اصبحت تجيب بسرعة وهي
تكرر نفس الأشياء. يبدو أن الصحفين يفتقدون للخيال
كثيرآ
ولكن فجأة ، تغيرت لهجة وموضوع النقاش . حتى
الآن ، كان جازون يحاول أن يكون لطيفا. إلا إنه الأن بدأ
يكشف عن مخالبه .


«قولي لي . . . » هاجمها بابتسامة لا تدل على النية
الحسنة «ألم تلاحظي أنك تتركين تاثيرأ مؤسفأ على قرائك ؟
أنا افكر بشكل خاص بالمراهقات التي تقرا رواياتك . الا
تدفعينهن بطريقة غير مباشرة طبعأ . للاندفاع في تجارب
جنسية خطيرة ؟» .
لشدة مفاجئتها» كادت بريانا تقع عن مقعدها . يا الهي
لماذإ يثير هذا الاتهامات ؟ إنها جديدة تمامأ! لم يسبق لإي
صحفي أومذيع أن طرح عليها مثل هذا السؤال
«اعتقد بأن الناس ليسوا مطيعين كما تتخيل » سيد دايلي
وأغلبهم راشدون ومسؤولون عن تصرفاتهم مثلي ومثلك
تمامأ . . . » .
"اتقصدين أن البالغين هم الذين يشترون كتبك ؟" .
«طبعا . . . .
«ولهم أنت تكتبين ؟" .
تململت بريانا وقد بدأت تفقد صبرها . لا يجب ابدا أن
يلاحظ محدثها مدى توترها» والا سيوقعها في مأزق حرج
«نعم . . . اجابته بحزم .
«لكن كثيرات من المراهقات يقرأن كتبك ايضآ اليس
كذلك ؟» .
" تمامأ» .
" ألا يزعجك ذلك ؟» .
«لماذا؟.
«لأنك تناقضين القيم الأخلاقية »تتجاهلين تقاليد
مجتمعنا مع ان هذا حساس في النموذج الأدبي الذي
تدافعين عنه قد تكون هذه إحدى الأسباب التي تزيد من
وجود عدد كبير من العازبات الصغيرات الحوامل . . . "
«كنت اجهل أنه بالإمكان الحمل في مجرد تصفح رواية
حب !» اجابته بسخرية
قطب جازون حاجبيه يبدو أن ثقة بريانا بنفسها لا
يعجبه ابدا.
"انت تعلمين جيدأ ما اقصد قوله اجابها بجفاف " انت
تعطين المراهقات أفكارأ. . . "
"هذه الافكار إذا كنت تسميها هكذا، ليست بحاجة
لأن تقترح !» قاطعته بسرعة «إنها مرتبطة بالطبيعة البشرية
بالإضافة إلى انه من الافضل اكتشاف بعض .. الحقائق الإنسانية في كتاب ، من اكتشافه بين ذراعي شاب عديم
الأخلاق ." ثم تابعت كلامها لتأخذ نفسا عميقا، وأضافت
بلهجة حازمة "انا لا اخجل مما اكتبه ، سيد دايلي .
ورواياتي ليست مخزية ولا تشجع على التخلي عن
الأخلاق . . "
اصطنع المذيع سعالآ حادأ، وأشار الى مهندسي الصوت
لكي يضع أسطوانة جديدة . وساد جو من التوتر على
الاستديو، بينما حاولت بريانا ان ترتب أفكارها. لماذا
بهاجمها جازون دايلي بهذا الشكل ؟ ان طبيعته هجومية ،
لكن لا شيء يفسر أسلوبه معها. والتفسير الوحيد الذي طرأ
على رأس بريانا هو مقال في جريدة المساء . هل اعتمد في
اتهاماته على مقال ما؟
لم يسمح لها الوقت بسؤاله ، لأن جازون دايلي عاد إلى الهواء مباشرة . وطلب من المستمعين أن يتدخلوا في
النقاش الذي دار بينه وبين الكاتبة الرومنسية ، »كرر رقم
الهاتف الذي يمكنهم الإتصال من خلاله . وما إن انهى كلامه » حتى رن جرس الهاتف في الاستديو. خلال نصف الساعة التالية اجابت بريانا على أسئلة
وانتقادات المستمعين وكان كل المتصلين موافقة على
نقطة واحدة ، لا يوجد أي شيء معيب في رواياتها ومن
غير العادل آن نرمي مسؤولية اخطاء المراهقات على عاتق
بريانا. وبعض المستمعات المراهقات اتصلن وابدين.
اعتراضاتهن وأعلن أن جازون دايلي على خطأ» أنه لا
يعرف الفتيات الشابات جيدآ» ولهذا السبب يعتقد أنهن
قابلات للتأثر بأي شيء كان .
عندما ارتفعت الموسيقى معلنة نهاية فترة البرنامج ،
تنهدت بريانا وشعرت براحة كبيرة . ثم نهضت ومدت يدها
لجازون لتثبت له أنها تتحلى بالروح الرياضية »أنها لا
تكن له أي حقد. فمد يده نحوها وكان يبدو نادمآ لأنه فقد
برودة اعصابه أثناء المناقشة .
في غرفة التسجيل الزجاجية » لاحظت ان التقنين
يبتسمون لها. فأدار جازون لهم ظهره ، فأخذوا يصفقون
بحماس ، وكأنهم يريدون أن يفهموها بأنها ربحت
الجولة . . .
خرجت بريانا بسرعة من محطة الإذاعة ، واسرعت لشراء جريدة المساء قبل أن تركب سيارتها. وجلست خلف
المقود وتصفحت الجريدة بتوتر شديد. كان هناك مقال فى الصفحه الأولى تحت عنوان " يوميات رايدر كنترل . . .
احست بريانا فجأه بقشعريرة بارده . إذأ هو صحفي ! يا
الهى لماذا لم اشك بذلك ؟ لقد دلت على سذاجه كبيرة !
ولقد اخضعها لاستجواب حقيقى ، واجابت على كل
اسئلته ، دون أن تنتبه للفخ . كف أمكنها أن تكون غبيه
لهذه الدرجه ؟ ولكن ماذا اخبرته ؟ .
اخذت ترتجف من الخوف ، وبدأت تقرأ .
آه ، الأدب العاطفى ! من لم يقرا ولو لمرة واحده فى
حياته قصه من هذا النوع ؟ لا أحد اليس كذلك ؟
الرومنسيه قيمه كبيره ودائمه . . . القاموس يفسر هذه الكلمة
بأنها ، الإنجذاب للاحلام الرائعة . . . باختصار. . . روح
الرومنسيه تنمو فى الخيال اكثر منها فى الواقع ومع
ذلك . . . فلنسأل أطباء مدينتنا . أنهم يجيبون بأن الحب
بالنسبه للمراهقات ينتهى دائما بشكل سىء ، احيانا كثيره
بولاده طفل غير مرغوب فيه . واحيانا كثيرة وللأسف
بالإجهاض . كم من الدموع والعذاب الغير ضرورى يضيع
فتيات رومنسيات ! ولكن دعنا من كل هذا ، ولنهتم قليلا
بأولئك الذين جعلوا من الرومنسيه مهنة لهم . انا افكر
بشكل خاص بكاتبه رومنسيه تزور ولايتنا هذه الأمام لتقدم
كتابها الأخير، زهره الرمال 0 لقد التقيت بريانا سان كلير
صدفه ، فى مكتبة فى دالاس حيث توقع كتابها انها فى
السابعه والعشرين من العمر جميله جدا ، شعرها طويل
أشقر، عيونها خضراء » وقامتها رشيقة وجذابة بشكل مؤثر
على أى رجل »مهما كان طبعه وبالأضافة إلى مزاياها هذه ، هي مغرمة جدا بمهنتها 0
خلال ساعات , نظرت اليها وهي تواجه المعجبات بها اللواتي جئن لرؤيتها من مختلف المناطق وبحماس كبير 0
لم تتخلى الأنسة سان كلير ابدا عن ابتسامتها المشرقة , وقارئات رواياتها تركنها وهن سعيدات بدفع أربع دولارات للحصول على نسخة موقعة من كاتبتهم المفضلة 0
لكن الطريقة التي تتصرف بها صديقتنا بريانا مع جمهورها لم تكن الشئ الأكثر بالنسبة لي 0وليس هذا ما دفعني للبقاء الى جانبها نهارا كاملا 0 لا 0 كنت ارغب فقط بمعرفة الأنسة سان كلير اكثر000حميميا 0 اردت اكتشاف اية شخصية تختبئ خلف قناعها الساحر 0
حسنا 0 يجب ان اعترف بأن الأنسة سان كلير رائعة وجذابة , انها صادقة وصريحة وتدافع عن ادبها بحماس كبير , بكلمة واحدة , وهي مقتنعة بأسلوبها 00ومقنعة جدا 0
أوه , اريد ان اطمئن المخلصين والأوفياء لهذه اليوميات التي اكتبها , انا لم افقد رأسي تماما , وسيجدون منذ الغد المواضيع أقل تفاهة وخاصة التي اعتادوا عليها 0 هذا المقال ليس خال من الأفادة , انه نوع من الخدمة أقدمها للمجتمع 0 لأنها تصوروا , الأنسة سان كلير شخصية خطيرة 0
بالفعل لقد اعترفت بأن بعض شخصياتها مستوحاة من محيطها 0 بالمناسبة, انصحكم بقراءة زهرة الرمال بانتباه كبير 0 هذا اذا تمكنتم من قراءة الكتاب المؤلف من 500 صفحة واعترف لكم انني فعلت ذلك بنفسي 0
ستكتشفون انه في هذه الرواية يوجد صاحب خمارة يحاول اغتصاب البطلة 0 هذا الرجل هو عبارة عن كريكتير لمدير شركة يعمل فيها والد كاتبتنا الرومنسية 0 وكما تصفه الأنسه سان كلير , هو زير نساء حاول عدة مرات اغراءها ولم يتردد في اغراء والدتها ايضا 0


لايمكنني ان امنع نفسي من التساؤل اذا كانت صديقتنا الرائعة لاتتعذب احيانا من مخيلتها الجامحة 00
مهما كان الأمر , اعزائي القراء , انصحكم بفتح عيونكم جيدا 0 بريانا سان كلير تصل اليوم الى مدينتنا الطيبة سان انطونيو وستقيم بين جدراننا خلل اسابيع قليلة 00رمت بريانا الصحيفة على المقعد امامها , القذر ! كيف تجرأ على السسخرية منها , وعلى صفحة الجريدة ؟ أوه , ياالهي , لماذا هذه الأهانة الجديدة ؟
انزلت زجاج الباب , وتنشقت هواء الليل بعمق 0 كانت تشعر بأنها ستختنق 0 كيف تجرأ رايدر على نشر ما اخبرته به عن مدير الشركة التي يعمل فيها والدها ؟ ماذا سيحصل اذا وصلت هذه الصحيفة الى بنسلفانيا ؟ الم يفكر بذلك ؟ لا طبعا 000انه يستخف كثيرا بنتائج مقالاته , المهم بالنسبة له ان يكتب مقالا يسلي قراءه , ايجب ان يكون ذلك على حساب بريانا 00؟
بجهد كبير , حاولت السيطرة على نفسها , أي موقف تتخذه الأن ؟ للحظة فكرت بأن تلاحق هذه الجريدة 00ما اسمها هذه اللعينة ؟ ,ه نعم " الشمس 000"
ولكن لا , هذه ليست فكرة جيدة 0 انها تحتاج لكثير من
الوقت ولمجهود كبير الأفضل أن تتجاهل هذا النقد اللاذع الذي يصفها باحتقار شديد. رابطة الجأش ، وروح الفكاهة هي أفضل وسيلة لمواجهة الخصم . يجب أن
تأمل فقط بأن يؤيدها سكان سان انطونية . . .
الأصعب سيكون البرنامج التليفزيوني مساء غد. وقد
يسألونها عن الهجوم الذي تعرضت له في هذا المقال . ولن
يكون من السهل أن تدافع عن نفسها بالابتسام . . .
«هيا» تشجعي! قالت لنغسها وهي ترفع رأسها باعتزاز.
المقابلة التليفزيونية لم تكن اصعب من المقابلة
الإذاعية . الا ان النقاش ركز أكثر على الشخصيات
الحقيقية التي تستوحيها بريانا في كتبها، ولحسن الحظ
لم تثر الصحيفة المذيعة ولم تلمح لمدير الشركة التي
يعمل فيها0والدها» هذا ما طمأن الكاتبة وجعلها تتجنب
الوقوع في أي فخ بمزاج فكاهي ظريف .
بعد ذلك اتجهت فورأ إلى المكتبة حيث ينتظرونها
لتوقع كتابها. كان هناك العديد من المشجعين ينتظرون
أمام المكتبة يبدو أنها اصبحت مشهورة ثي سان
انطونيو. . . كان الجميع قد استقبلوها بحرارة واكدوا لها
أنهم يتابعون نجاح مهنتها باهتمام كبير.
عندما عادت إلى الفندق ، اتجهت فورا إلى البار لتشرب شيئأ ينعشها. جلست قرب طاولة صغيرة وطلبت كوبا من
عصير الفاكهه » كانت قد قضت ربع ساعة في البار عندما
دخل رجل ونظر حوله قليلآ قبل أن يتقدم نحو بريانا. كان
طويلا وسيما مرحأ. " ورده قايين "
"مساء الخير! هل انت الآنسه سان كلير؟"
"نعم " اجابته بحذر.
"كنت متأكدآ! لقد رأيتك على شاشة التليفزيون قبل
الظهر أتسمحين لى بالجلوس ؟" .
"نعم . . . " اجابته وهي تحمل حقيبة يدها "على كل
حال كنت استعد للذهاب . . . » .
"أوه يا للخسارة ! كنت ارغب بالثرثرة قليلآ معك ! إن
زوجتي هى إحدى المعجبات جدآ بك . هل انت حقا
مستعجلة ؟" .
تأملته بريانا قليلآ دون أن تجيبه . كانت الخيبة واضحة
على وجهه ، فلم يطيعها قلبها بخيبة امله
"لا . . . تفضل بالجلوس ارجوك "
"شكرا! " اجابها بابتسامه مشرقة . ثم طلب شرابأ والتفت
نحوها من جديد .
"انت تنزلين فى هذا الفندق؟» .
"نعم . . . " .
"وكم ستبقين فى سان انطونيو؟ .
"بضعه اسابيع . . . " اجابه بتردد". فمنذ تجربتها في
دالاس » وهى تحذر من كل الغرباء الفضولين .
"لييس من المريح الإقامة طويلا في الفنادق ، أنا مثلا لا اتحمل ذلك . . . » .
" انت ايضا تنزل في هذا الفندق؟" .
"لا لحسن الحظ ! انا وزوجتى آن نسكن في شمال
المدينة . انا اعمل في العقارات . . . " . انتفضت بريانا فجأة 0
" العقارات ؟"
" نعم 000بالمناسبة اذا كنت تفكرين بالبحث عن شقة في سان انطونيو فأنا بأمكاني مساعدتك , لدي منزل جميل وبسعر مناسب جدا 000
" انا لا انوي شراء منزل , سيد 000
" أوه , ماذا اصابني ؟ انا لم اقدم لك نفسي ! انا بول دانيالز اما المنزل الذي اكلمك عنه فهو ليس للبيع , بل للأيجار "
" هذا لا يهمني , انا لا 000"

 
 

 

عرض البوم صور lebanon spirit  
قديم 11-05-08, 08:17 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 74371
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon spirit عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon spirit غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon spirit المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- الفصل الرابع









" ارجوك ، لا ترفضي بسرعة انها صفقة مميزة . المكان
ساحر، والإيجار قليل نسبيا. . . "
"لا بد أنه كوخ . . .» اجابته ممازحة
"اطمئني" اجابها ضاحكا "السقف ليس على وشك
الانهيار، والأرض بحالة جيدة بكل بساطة مالكه هو أحد
اصدقائي، وكانت عائلته تقيم في هذا المنزل . وكل غرفة
فيه تذكره بذكريات بعضها مؤلم بالنسبة له . إنه لا يريد أن
يسكنه ، ولكنه لا يفكر بالتخلي عنه وببيعه . ولهذا السبب
طلب مني أن أجد له مستأجرأ حاليأ».
"واين يقع هذا المنزل الرائع ؟
عرض هذا الرجل اعجبها كثيرأ، لكنها لا ترغب بقضاء
كل الوقت على الطرقات تريد شقة قريبة من مركز
تكساس الثقافي ، حيث يجب عليها الذهاب يوميأ
إنه ليس بعيدآ من هنا إنه في الأحياء القديمة قرب البلاذا" .
هذا جميل جدآ! مركز التوثيق قريب جدآ من تلك
الساحة !
"حسنآ، كل هذا يبدو لي مثيرآ، إذا اعجبني هذا
المنزل ، قد اقبل عرضك » سيد دانيالز"» .
"انا متأكد من ذلك ، ايمكنك أن تزوريه صباح غد؟»
"بكل سرور. . . " . "إذا موعدنا الساعة العاشرة ، موافقة ؟"
"عظيم . . . "
ثم نهض بول وشد على يدها بحرارة .
"انا متأكد انك لن تندمي ابدآ" قال قبل أن يبتعد
في اليوم التالي وبرفقة بول دانيالز وصلت بريانا الى
أجمل منزل فيكتورى شاهدته في هذه المدينة . جدرانه
مرتفعة » واجهته الأمامية تطل على شرفة واسعة . نوافذه
واسعة, تطل على حديقة واسعة . .
"إذآ ما رأيك ؟" سألها بول
"سأستأجره . . . " اجابته بحماس
"دون أن تلق نظرة إلى الدأخل ؟" سألها بلطف ساخر
"تماما إنه رائع . . . "
"كنت متأكدآ إنه سيعجبك » أنه يعود لنهاية القرن االتاسع
عشر ككل هذا الحي . وكما تلاحظين » اكثر هذه المنازل مرممة . . .". فى الداخل كان المنزل جميلأ ايضأ. سقفه مرتفع
درجه حلزونى، أثاثه قديم فاخر، كان يضم عشرة غرف »
ثلاثه للنوم حمامين ، مطبخ ، صالون » غرفة طعام
مكتبه ، وغرفه واسعه مطله على الحديقة الخضراء 0"إذا، ما رأيك ؟ ألا تزالين مصممه ؟" سألها بول .
لم يكن هذا منطقيأ» لاحظت بريانا أخيرأ، هذا المكان
كبرا جدا ومع ذلك ، لا تجروء على الرفض . لقد وقعت
أسيره حب هذا المكان
"اتفقنا سيد دانيالز!" اجابته بحزم .
"عظم ! إذا لم يكن لديك مانع اقترح عليك أن تمري
على مكتبى لتوقيع عقد الأيجار، وفيما بعد. . . " وسكت وتأملها كأنه يتوسل لها "أتقبلين مشاركتنا الغداء؟ زوجتي آن
ترغب كثيرأ بالتعرف عليك ! إذا لم اصطحبك معى،
ستقتلني حتما. ولكن قد يكون لديك مواعيد أخرى؟".
"لا» انا حره اليوم . كما وانني لا اريد أن اكون مسؤولة
عن جريمة قتل " اجابته ضاحكه "شكرأ على دعوتك . . . "»
"مجب أن نسرع آن تعد لنا السباغتى إنه
اختصاصها"
"رائع انا احب هذا الطبق . . .
خلال الطريق إلى مكتب بول كانت بريانا تفكر بما
ستفعله غدا» ستصل إلى منزلها الجديد وستمر على بائع الخضار وتشتري الحاجيات كما يجب عليها الإتصال
بوالديها هذا المساء لتعلم إذا كانت الصحيفة التي تنشر
مقال رايدر قد وصلت بنسلفانيا.
إن مجرد التفكير بهذا الإسم يجعل قلبها يدق بسرعة .
القذر!. فكرت بغضب شديد كم تتمنى لو تخنقه
بيديها ولكن لا، هذا سيشرفه كثيرآ. إنه يستحق أن تمحيه
من ذاكرتها إلى الأبد.
ما إن دخلا إلى مكتب بول ، حتى اسرع كل الموظفين
نحو بريانا يبدوأن بول موهوب في الدعاية والإعلان !
سلمت بريانا على كل واحد منهم بلطف ، ثم «قعت عقد
إيجار المنزل وعادت مع بول إلى السيارة
«انا آسف . . . " قال لها بول مبتسما «" كان يجب أن
احفظ لساني وألا اخبرهم بزيارتك للمكتب ".
فتأملته بريانا قليلآ» إنه لطيف جدآ ومن المستحيل أن
تغضب من رجل مثله ، إنه يشبه طفلآ صغيرا كبر بسرعه . . .
"لا تعذر، هؤلاء الموظفين لطفاء جدا، ان سعيدة
بالثرثرة معهم » .
"للحقيقه ، انت أول كاتبه مشهوره التقيها فى حياتى ،
هل كلهم مثلك ؟" .
«هذا يعني . . . ؟" سألته ضاحكه .
«حسنا. . . انت رائعة حتما، وبسيطة جدأ"
«أوه ، انا لا استحق كل هذا! لدى ثلاثة أخوة وأخت
واحده عندما يبدأ رأس أحد منا بالانتفاخ والتعجرف يسرع الأخرون لإعادته إلى ما بين كتفيه ! انت تعلم ، الشهره لا تعني الشىء الكثير . . . » .


لاستقبالهما بسرعة رغم بطنها المنتفخة التي تثقل حركتها
«انا سعيدة جدأ لأنك تمكنت من الحضور!» قالت لها
آن وهي تشد على يدها بحرارة
تأملتها بريانا بدهشة ، آن تبدو طفلة كبيرة رغم حملها
المتقدم
"انا اشكرك على دعوتك هذه اجابتها بريانا بصدق
واحست فورأ ان هذه الإمراة الرقيقة الملامح يمكنها أن
تصبح افضل صديقاتها.
"إنه شرف كبير لنا. . . » قالت آن واقتربت من زوجها
وابتسمت له باشراق شرف لنا جميعأ بول وانا
والصغير. . .
"كما تلاحظين عزيزتي بريانا، العائلة سترزق قريبأ
بوريث جديد!" اجاب بول بحنان . "تقول والدتي إنه سيكون بنتأ ووالدة بول تقول بأنه
سيكون صبيآ!" شرحت لها آن بمرح «بالنسبة لي هذا ليس
مهمآ . سأكون أسعد أم على الوجود حتى ولوكان لولدي
شعر احمر كشعر والده ! ضحك الجميع ، وتأملت بريانا الزوجين السعيدين بقليل من الحسد! يبدو انهما مغرمين جدأ
ببعض
"اعذريني يجب أن اراقب الطعام » قالت آن «عزيزي
اهتم جيدأ بضيفتنا لو سمحت . . . » واتجهت نحو المطبخ .
التفت بول نحو بريانا وعيونه تشرق بالفخر.
«إنها جميلة جدأ" قالت بريانا بلطف .
«نعم ، انه رأيي انا ايضا. . . » . "متى سيحين موعد الولادة ؟.
«بعد اسبوعين تقريبأ . . . " .
بعد ربع ساعة » كان الثلاثة يتذقون طعام آن الشهي
وخلال الغداء كانوا يثرثرون بمرح ، » يتبادلون المزاح
وكأنهم اصدقاء قدامى .
«هذا غريب !.» فكرت بريانا فجأة . احيانآ كثيرة نلتقي
باناس نعرفهم منذ سنين طويلة ولا نشعر تجاههم بأية
مودة ، واحيانأ اخرى نتعرف على اناس نشعر بأنهم اصدقاء
فورأ . ومن النظرة الأولى نتمنى أن نفتح لهم قلوبنا
ونشاركهم حياتهم . . . هذا تمامآ ما حصل لها عندما تعرفت على رايدر . . أوه ، لماذا تفكر به دائمآ´! ألم يكن
ذلك الدرس كافيآ؟ لا يوجد شيء بينهما سوى الإهانة التي
وجهها لها . . .
"بريانا؟»" قالت لها آن بقلق "أتشعرين بألم ما" .
«لا ابدآ اعذريني . . . اعتقد انني كنت شاردة
فقط . . . " .
"اتفكرين فى كتابك القادم ؟" .
. اعتقد انني كنت شاردة
"اجأبتهأ بريأنأ وقد سرت بهذه
الحجة 0
«اعتقد إنه شيء رائع أن يتمكن المرء من خلق
عوالم . . . .
"ولكن هذا يتطلب جهدا كبيرآ تدخل بول وهو ينظر
إلى رفيقته بلطف .
«هذا صحيح . . . " اعترفت بريانا . «أنت تحبين مهنتك اليس كذلك ؟ »
"نعم ويبدو لي أنه من المستحيل أن اعيش بدون
الكتابة »
مرت فترة بعد الظهر بسرعة . وعندما نظرت بريانا إلى
ساعة يدها» لم تستطع أن تخفي دهشتها.
"يا إلهي! إنها الساعة الخامسة ».
"وإذأ؟» سألها بول ببراءة .
"يجب أن اذهب !. انا هنا منذ الظهر!.».
"وهل هذا شيء مأساوي؟
"لا.، ولكن . . .».
"عزيزتي بريانا، ليس من اللطف أن ترحلي ´امل ان
~تستيقظ آن " قاطعها ضاحكا.
فألقت نظرة إلى يمينها ورأت آن نائمة على الكنبة .
"وعملك ؟» سألته بخجل .
"لا تقلقي انا بحاجة لبعض الراحة . . .». "انك تجد كل الأعذار للبقاء بجانب آن » اليس كذلك ) " .
"تمامآ، يبدو لي .انك انت .ايضآ بحاجة للراحة هل انا مخطئ ؟" .
" لا "
«.اذا. ارتاحي ولإ تفكري بشيء» .
"هل هذا امر، دكتور؟» .
"نعم ! أخى طبيب وهذ. ما يجعلني قادر على وصف العلاج0 "اه ، بول اناشقيقة مهندس إذا يمكننى أن اشيد
المنازل ؟». «بالتاكيد !»
«بول . . . هل سبق أن قال لك أحد بأنك رائع ؟"
"كل يوم اسمع هذا الكلام ".
" بهذه الحاله ، لن يزعجك أن اكرر ذلك انا ايضا؟" .
"لا ابدا، ارجوك انا لست سريع التأثر "
ضحكا معا" وتنهدت بريانا مسروره . وفجأه حدث شئ
بدل ملامح بول . لقد توقف عن الضحك وهو يثبت نظره
على الباب بذهول التفتت بريانا بقلق 00وشعرت فجأه
أن الدم تجمد فى عروقها رايدر كنرل هنا، يقف امام الباب . . .

رايدر!" قال بول بدهشه وهو ينظر إلى بريانا برعب
"ولكن . . . . ماذا تفعل هنا؟"
لم يجبه الصحفى فورا. ظل واقفا يتأمل بريانا التى
احدث وجوده المفاجىء صدمه كبيرة عليها.
"لقد طرقت على الباب قبل أن ادخل " قال رايدر
بأبتسامه صغيره واشرقت عيونه الزرقاء .
"مساء الخير بريانا. . . كيف حالك ؟" .
ظلت هذه الكلمات معلقه فى الجو الذى تكهرب فجأه
فى الغرفه . ولم تسطع بريانا الكلام وكانت تتأمل رايدر
كأنه شبح امامها هذا ليس ممكنا، إنه ليس رايدر! لا
يمكنه أن يظهر هكذا ويسلم عليها كأنهما افترقا كصديقين نهض 0بول من مقعده .
"كنت . . . كنت اعتقد انك لا تزال في دالاس ! ."
«لكنني عدت . . . " اجابه رايدر ممازحأ » واتجه نحو آن
التي لا تزال نائمة . وانحنى ورفع خصلة شعر عن جبينها .
لكن آن لم تستيقظ . . .
"متى عدت ؟" سأله بول وهو يحاول تمالك نفسه .
"منذ ساعة تقريبأ . . . " .
"كان بإمكانك أن تتصل قبل مجيئك . . . " .
"لماذا؟ الست مرغوبآ في منزلك ، بول ؟" .
"بلى بالتأكيد ، ولكن . . . »" والتفت نحو بريانا والقلق
والانزعاج باديان على وجهه .
"أوه ، اهذا بسبب ضيفتك ؟اجابه الصحفي بسخرية
"انت مع ذلك لا تجهل بأننا التقينا من قبل . . . " ثم تقدم
نحو بريانا التي كانت لا تزال تحت تأثير الصدمة . وتوقف
امامها ورفع وجهها ليجبرها على النظر إليه .
"نحن نعرف بعضنا . . . جيدآ اليس كذلك ؟" همس
بلهجة استفزاز» هذه الكلمات ايقظت بريانا من دهشتها
وذهولها .
"نعم ، للاسف ! " اجابته وقد لمع الغضب في عيونها .
"أوه ، صديقتنا ليست مسرورة . . . " قال مداعبأ .
تمنت بريانا لو تنشق الأرض وتبتلعها! هذا الموقف
يفوق قدرتها على التحمل . «اريد أن اقولك لك شيثأ سيد رايدر كنترل ! » صرخت
فجأة "اذهب إلى الجحيم ! » .
صراخها المفاجى ايقظ آن من نومها م، ففتحت
عينيها وحاولت النهوض بصعوبة .
«ماذا يجري؟» سألت بقلق ثم التفتت فرأت رايدر "أوه ، لا00
«حسنأ!» قال الصحفي ضاحكأ «ما كل هذا الحماس
يا عزيزتي؟»
«انا سعيدة برؤيتك رايدر ولكن . . . »
فهمت بريانا بسرعة ، يا إلهي ما هذه الخيبة ! طوال هذه
الساعات كانت تعتقد أن آل دانيالز صادقون ! لكنهم
كاذبون . . . رايدر صديقهم . وبالتأكيد يعرفون ما كتبه
عنها. . .
«شكرأ على هذه الوجبة اللذيذة » قالت ببرودة "الآن إذا
سمحتما اريد أن استعمل الهاتف . . . "
" لماذا؟ قال لها بول بقلق .
«كي اطلب سيارة تاكسي».
"أوه بريانا! قالت آن وهي تتجه نحوها "ارجوك ،
لا. . . » اسرع بول وامسك كتفي زوجته بحنان .
«ارجوك راعي وضع آن . . » همس رايدر بإذن بريانا «إن
حملها يتعبها كثيرأ، إذا كنت لا تويدين ان يولد الصبي قبل
اوانه . لا تخرجي غاضبة !».
لاحظت بريانا رغمأ عنها أن رايدر على حق . لقد
شحب وجه آن ، وبدت منهارة حقأ.
«ساوصلك بنفسي » اضاف الصحفي بصوت موتفع
»يجب أن اتكلم معك قليلا». . ». «نعم هذا صحيح » قالت آن متلعثمة بريانا، نحن
أسفان جدأ!. لم نكن نريد إيذائك . . . ».
«اتركيهما يذهبان يا عزيزتي» قاطعها بول بهدؤ 0
خرجا معأ من المنزل ، وتبعته الفتاة رغما عنها إلى
السيارة فتح رايدر لها الباب ، فجلست واقفلت الباب دون
أن تلق نظرة الى آل دانيالز لم تكن تريد ان تزيد من
احراج آن ، ولكنها رغم ذلك ، لم يكن بإمكانها ان تتصرف
وكأن شيئا لم يكن . شعرت فجأة بأنها تعرضت لخيانة من
جانبهما.
«ما إن نبتعد عن منزلهما سأنزل من هذه السيارة وسأ ستقل سيارة إجرة » قررت بريانا وقد بدأ الغضب يتطاير
من عيونها. جلس رايدر خلف المقود» وانطلق بسرعة
وظلت بريانا تظر إلى الأمام مباشرة وقد قررت أن لا تنطق
بأية كلمة وأن تطلب منه أن يتوقف ما ان يصلا الى
الشارع العام . وقد زاد من غضبها السرعة الجنونية التي
كان يقود بها سيارته .
"إذأ هل انت فخورة بنفسك ؟ سألها فجأة .
التفتت نحوه بدهشة كبيرة وكانها لا تصدق إذنيها.
"أعلي انا تطرح هذا السؤال ؟" سألته بصوت مرتفع .
«نعم ! بسببك انت يشعر بول وآن بأنهما أحقر من دود
الأرض !".
"هذا كثير!. انا لست مسؤولة عما حصل ، انك انت
المسؤول ! لا تحاول أن تبرء نفسك !"
«انا لم اتصرف كطفل مدلل . . . »
" ولا , انا !"
" هذه مسألة رأي, يا صديقتي العزيزة 000"
" لا , هذا كثير جدا " صرخت بصوت يرتجف من شدة الغضب 0
" اوقف هذه السيارة فورا , اريد ان استقل سيارة اجرة!
" اتعتقدين انك ستجدين سيارة هنا ؟
" لايهمني ذلك , دعني انزل !
" لا 0
" ماذا ؟
" قلت لا "
وصلا الى تقاطع طرق 0 كانت الأشارة بلون برتقالي فوضعت بريانا يها على مقبض الباب 0 اضطر رايدر للتوقف , عند الأشارة الحمراء 0 فاستغلت هذه الفرصة 0 انها فرصتها الأخيرة 000
لكن وللأسف , كان رايدر يتوقع ذلك فامسك ذراعها ليمنعها من تنفيذ خطتها 0 فحاولت التخلص من قبضته لكنها لم تنجح 0 ولم يترك ذراعها الا عندما انطلق من جديد0
" اتكون سعيدا جدا عندما تتغلب على النساء الضعيفات ؟ سألته بحدة وهي تدلك باشمئزاز المكان الذي امسكها به 0
لم يكن قد آلمها كثيرا , لكنها لم تفوت هذه الفرصة لأحتقاره !
«لم يكن لدي خيار آخر»اجابها بهدوء «اما أن امسكك
بقوة » وإما أن اسرع بشكل اعرض فيه حياتك للخطر .
«كان بإمكانك ان تتركني انزل » اليس كذلك ؟» .
«لا» تذكري انه يجب علينا أن نتناقش» .
«وانا، انا اعرف آن النقاش يتطلب وجود متحدثين !
بينما انا ليس لدي ما اقوله لك ! » .
"حسنأ» في هذه الحالة ، انت ستستمعين ، مهما كان
الامر» انا انصحك بعدم محاولة الهرب من جديد . . . » .
"والا؟» سألته بتحد.
«ستندمين كثيرأ»
"أوه حقأ؟ وأي عقاب ستنزل بي ، لو سمحت ؟ الجلد
بالسوط أم حمام الزيت المغلي؟ لماذا لا تسحقني وتجعل
مني طابة بينغ بونغ ؟»" سخريتها هذه نزلت عليه كنزول
المطر على ريش طيور البط .
"لديك حقآ خيال واسع . . . » قال لها ممازحأ
"شكرأ! " اجابته باشمئزاز.
ولشدة غضبها، لم تكن قد انتبهت الى أنه يخفف
السرعة ، وعندما توقف انتفضت وتلفتت حولها بدهشة .

"اين نحن ؟" سألته بقلق وخشية
"هل سبق لك أن سمعتي عن ألامو؟" .
«طبعآ"
ومن لم يسمع بالمكان الشهير الذي قاوم فيه مجموعة
من أهالي تكساس أيامآ طويلة امام الجيش المكسيكي؟
كانت هذه إحدى اهم حروب الاستقلال .
»ولا انا! " . "حسنأ، افتحي عيونك جيدأ» ألامو هنا» على يمينك مباشرة أيهمك أن تزوري المكان ؟"
التفتت بريانا إلى اليمين .» ولاحظت المدينة القديمة
الإسبانية » الأميركية . "إذآ؟ سألها رايدر "ما رأيك باقتراحي؟" .
ادركت بريانا أنه يريد المناقشة معها بإصرار. وسيحاول
التأئير عليها بجعلها تتأثر بآثار الماضي الذي تعشقه . لقد
اوقعها من جديد في الفخ . كما فعل عندما رافقها إلى
الفندق حيث اجابت على كل أسئلته بدون حذر. لكن هذه المرة » سيكون هذا سخيفآ جدآ. . . ومع ذلك هي لا
ترغب بالعدول عن زيارة هذا المكان .
"حسنأ، موافقة . . . هيا بنا!"
«أوه » انت تستسلمين بسرعة . . . »» وتأملها بنظرات
ملؤها الشك "ماذا تخططين الآن ؟"
"ألامو تثيرني فعلآ. هذا كل شيء"
«ولكنك لست مستعدة للكلام معي . . . "
"لقد قلت لي مند لحظات انك ستتكلم وليس علي إلا
أن استمع " فابتسم الصحفي بسخرية
" انا لست مجرمآ لدرجة أن افرض عليك الصمت . كما
وانني متأكد أن هذا سيكون فوق طاقتك . . . "
«انت تعتقد انك تعرفني جيدآ، اليس كذلك ؟" سألت
بسخرية .
«اوه للاسف . . . " اجاب وهو ينظر مباشرة في عيونها
«انت لغز بالنسبة لي يا عزيزتي . . . لغز غريب . . . »
"وانوي البقاء هكذا إلى أن انتقم منك ! فكرت
بإصرار.
بعد ساعتين ، وبعد أن انتهت من زيارة الامو اصطحبها
رايدر إلى حديقة صغيرة محاطة بأشجار السنديان القديمة
وساعدها في الجلوس على مقعد حجري وجلس بقربها .
"إذأ كيف وجدت آلامو؟» .
للاسف ، كانت بريانا مضطرة للاعتراف بأن رايدر دليل
ممتاز وخبير بتاريخ بلاده
"أنه مثير فعلآ" اجابته بجفاف .
"اتعتقدين أن هذا المكان سيفيدك فى كتابك القادم ؟» .
"هذا ممكن . . . " .
وساد صمت بينهما، وظلت الفتاة تتأمل العدم آمامها .
كانت لا تزال ترفض الاستماع إلى ما يريد أن يقوله لها
رايدر، ومع ذلك لم تفكر بالذهاب .
«لقد غيرت رأيي قال رايدرفجأة لم أعد أرغب بالكلام
افضل أن استمع لك "
"وماذا تريدني أن اروي لك "
"كل شيء . . . »
"هذا غير واضح ! " . "بريانا . . . " . فشدت على قبضة يدها بغضب شديد . فليذهب قرارها
بالتزام الهدوء إلى الجحيم . لم تعد قادرة على التظاهر
بعدم المبالاة بما أنه يبحث عن عصا لبدء القتال ، فهي
لن تخيب أمله !
"حسنآ! " وتنهدت بعمق إن موقفك هو أحد اغرب واحقر شيء عرفته . حتى انك لم تكن صادقآ وشريفا ولم
تخبرني بأنك صحفي. وسلبت مني معلومات كثيرة » وبعد
ذلك لم تتردد" لحظة في نشرها!. ثم سكتت واخذت نفسآ
عميقا واضافت باحتقار شديد.
"انت تعلم ، انا لا احب الصحفين ابدآ، إنهم يفسدون
كل شيء بتحوير الأجوبة التي يحصلون عليها!".
«هل انا حورت اجوبك ؟" سألها بهدوء.
«لا وهذا الأكثر غرابة ! هل كنت تخفي آلة تسجيل في
إحدى جيوبك ؟".
«لا ضرورة لذلك ، فذاكرتي قوية ".
" قوية جدا لدرجة توقعك في مآزق كبيرة ! ألا تدرك بأنه
بإمكاني أن اجرك أمام العدالة انت وصحيفتك اللعينة ؟".
«لماذا؟».
"بسبب القدح والقذف !" اجابته بحدة .
"وهذا يعني. . .؟»".
"انك ألمحت إلى انني. . . إلى انا. . . ".
"إلى اننا قضينا الليلة معا. . . هذا ما لم تتمكن من
لفظه بصوت مرتفع "انا لم ألمح لشيء من هذا!ء اجابها
وكأنه ادرك افكارها.
"على كل حال انت استغليت في مقالك اللاذع إحدى
الاشياء التي اسررت بها لك وحدك !.
طانتبهي! لا تهيني مقالاتي اليومية » إنها جيدة جدا!».
«هذه مسألة رأي، يا صديقي العزمز» اجابته ضاحكة .
«مثير!»همس بمرح
لكن غضب بريانا لم يتبدد نهائيأ
"لقد نشرت ما قلته لك عن مدير الشركة التي يعمل فيها
والدي" أضافت بحده «ألم تفكر بالخطر الذي سينتج عن
ذلك إذا وصله المقال ؟»
"لن يعلم شيئا . إن مقالاتي لا تتجاوز حدود تكساس " .
"ايمكنك أن تؤكد لى ذلك ؟» .
"طبعآ . . . "» .
"آه انت تعلم ! "
"على كل حال انا قلت بأن هذه القصه تبدو لى من
نتاج خيالك . . . "
"لكنك جعلتني ابدو غبيه ومخيفة !
"انت تبالغين ، يا عزيزتى ، القراء كبار بالغين ويعرفون
كف يستنتجون بأنفسهم »»
"ولا مره واحدة خلال ذلك النهار لم تمنعيني من استعمال كلامك إذا انا لم اخل بأي قاعدة من قواعد نظام
مهنتي ! "» .
شدت بريانا على قبضتيها بعصبية شديدة .
"انت لم تلمح لكونك صحفى . انا اسمح لنفسي بأن
اذكرك بذلك ! "
"انا لا افهم سبب غضبك ، فكل المؤلفين يستوحون
شخصيات أبطالهم من محيطهم لا يوجد ما يصدم بهذا
ولا احد يجهله . . . "
" تملك جوابا لكل شيء اليس كذلك ؟" .
" لا "
«بل هذا صحيح !"
«أوه كفى!» صرخ فجأه "هذا النقاش لا يقود لشىء
لقد قلت ما لديك ، جاء دورى الآن . . ." ثم سكت وتأملها
قليلا وأضاف "رأيك بى يهمنى قليلا، لدى ما يكفى من
اعداء في هذه المدينه » وإذا كنت واحده منهم فهذا لن
يميتني. انا كل ما يهمنى الآن آل دانيالز، أنهم حقا لطفاء،
ولا يحق لك أن تلوميهم . اقسم لك إنهم لم يقصدوا جرح
مشاعرك . كانوا يحاولون مساعدتك لأننى انا من طلب
منهم ذلك انا. . ..
"ايؤنبك ضميرك ؟" قاطعته بسخرية
" لا انا لست خجلا من تصرفى معك . لقد تركتك فورا
عندما بدأت اشعر بالخجل من نفسى انت تذكرين
ذلك ؟
احست الفتاة بالنيران تشتعل فى خديها، فأسرعت
وادارت رأسها. هكذا إذا! لقد دفعها بسبب أخلاقة
ومبادئه . . . برافو! الآن ماذا ينتظر منها؟ 0ان تهنئه ؟ .
«كنت قد وعدتك بأن ارسل لك أحدا يساعدك على
إيجاد مسكن فى سان انطونيو.كنت اقصد بول "
طانت رجل صاحب كلمه " اجابته بتهكم
«احاول أن . . . ".
«لا يجب أن يكون هذا سهلا بالنسبه لطبيعتك " قاطعته
باحتقار فهز كتفيه .
«فكرى بي ما يحلولك »" اجابها «وقد بدأ يفقد صبره
«ولكن ارجوك لا تدعى انتقامك يقع على بول
" وأن 000.
" امام صمتها المفاجى، تنهد بيأس ونهض .
"هيا سأوصلك الآن ".
«لا شكرآ. . . افضل أن اعود سيرأ».
"الفندق بعيد من هنا.
"هذا ليس مهمآ انا احب المشي».
"ولكن سيكون قد حل الظلام قبل وصولك » ألح رايدر.
«انا لا اخاف الظلام .
"يا لها من شجاعة !. ألا تخشين أن تلتقي بأشياء سيئة
ممكنة ؟".
"هذا لن يكون أسوأ مما اصابني منذ مدة قصيرة ".
"إذآ لم اكن مخطئآ» فهذا تلميح الى خادمك التعيس ".
"انا لم اطلب منك آن تقول ذلك ! الوداع سيد كنترل »".
"إلى اللقاء،.بريانا".

 
 

 

عرض البوم صور lebanon spirit  
قديم 11-05-08, 08:26 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 74371
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon spirit عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon spirit غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon spirit المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تستطع الفتاة منع نفسها من الارتعاش ، لم يسبق لأحد أن لفظ اسمها بهذه الطريقة ، وبهذا الأحساس
المثير. . . .ولن يتمكن أحد ايضأ من التأئير عليها بهذا
العمق بصوته فقط فكرت بريانا بحزن وهي تبتعد.
رايدر كان محقا كانت نزهتها طويلة لقد مشت مسافة
ساعة ونصف ، كانت تتوقف كل لحظة لتسأل المارة عن
طريقها. ولكن ولحسن الحظ وصلت سالمة إلى الفندق .
ما أن دخلت غرفتها حتى اسرعت إلى الحمام ، وقضت
وقتآ طويلآ في المياه الدافئة المعطرة . كانت بحاجة ماسة
للاسترخاء. فنقاشها مع رايدر جعلها في قمة التوتر. " ورده قايين"
هذا الرجل لا يمكن تحمله ! كان لديه جواب على كل
شىء» ولم يكن يشعر ابدأ بالذنب تجاهها. للاسف ،
اضطرت للاعتراف بأنها غذت مقاله ، بالطبع لم تكن
تعلم بأنه صحفى» ولكن هذا لم يكن تعليلا كافيا ، لا لقد
كانت صريحة جدأ، بكل بساطه وصادقة . »للاسف
كلامها اليوم ، قد يسبب إحراجا لوالدها. كان يجب على
رايدر أن يفكر بذلك ! .
تنهدت الفتاه بأسى» والمنزل ؟ ايجب عليها أن تتراجع
عن قرارها بشأنه ؟ هذه المشكله أعادتها للتفكير ببول وان
دانمالز. هل هما بريئان كما أكد لها رايدرأ.هذه الفكره
تشعرها بالراحه لأنها كانت قد شعرت فورأ بالموده نحوهما
وهى تتمنى من كل قلبها أن لا يكونا خانها. .لكن رايدر
صديقهما.
أوه فليذهبوا كلهم للجحيم ! ستنتقل لمنزلها الجديد،
ولن تفكر بهؤلاء الناس ! إنها هنا من اجل العمل فقط
ثم خرجت من الحمام ، واتجهت نحو الهاتف » يجب أن
تعلم إذا كان مقال رايدر وصل إلى بنسلفانا
كانت شقيقتها سيلفا هى الى اجابت على اتصالها
«اوه بريانا! اين انت يا عزيزتى الاتزالين في تكساس ؟» ابتسمت بريانا واحست بالراحه . كانت دائما
تشعر بالقرب من شقيقتها مع أنها اصغر منها بكثير
" نعم » انا فى سان انطونيو. وسأبقى بضعه اسابيع لقد
استأجرت هذا الصباح منزلا فكتوريا رائعا"
«ايمكنني زيارته ؟».
"أوه ، نعم متى ستأتين »
"كنت امزح. . . «من المستحيل أن اترك الصغار».
«لماذا؟ ستكون أمي وأبي سعيدين جدأ بالاهتمام
باولادك . . . » .
"اخشى أنلا يتغير موقفهما منا. نحن هنا منذ الأمس
فقط ، وقد احدث ابني تومي انفجارأ في المطبخ .
تصوري إن ابن اختك يهوى الكيمياء!".
"فليرحمنا الله !" اجابتها بريانا ضاحكة
"نعم سيكون هذا ضروريآ! اتريدين أن تتكلمي مع
والدتنا؟ إنها في الكاراج مع حفيدها يحاولان إصلاح
المصباح القديم "
ابتسمت بريانا من جديد. كانت والدتها دائما تحب
تعلم كل شي ولا تواجهها أية مشكلة في الكهرباء.
كانت مواهبها تتفوق كثيرأ على مواهب زوجها الذي لا
يعرف كيف يدق مسمارأ
"لا، لا تزعجيها. . . كنت اتصل فقط لاطمئنكم
عني"
"ألم يخطفك كوي بوي حتى الآن ؟»
"لم ار واحدأ منهم ، وبدأت اتساءل إذا كانوا جميعهم
قد هجرو تكساس اجابتها بريانا وهي تصطنع الضحك .
"بالمقابل » نلتقي صحفيين من كل زوايا الشوارع »
فكرت بسخرية
"ياللخسارة !كنت اتمنى ان تمنحيني صهرا من تكساس 0 ان لهجتهم تعجبني كثيرا 000" احست بريانا ببعض الإحراج وحاولت أن تغير
الموضوع » وتطمئن على الهدف من اتصالها الهاتفي هذا
هل وصل مقال رايدر إلى بنسلفانيا
"كيف حال والدي؟" سألتها بلهجة حاولت أن تكون طبيعيه
"ألا يواجه مشاكل في العمل ؟" " لا "
تنهدت بريانا بسرور 0لقد سمعت السماء صلواتها 0 لم يعلم احد من افراد العائلة بأمر هذا المقال اللعين 00
" حسنا , لن اؤخرك كثيرا قبلي الجميع عني , سيلفيا "
" حسنا انتبهي لنفسك جيدا يا عزيزتي 00
اقفلت بريانا السماعة , وظلت لحظة مسمرة مكانها غارقة في افكارها 0 لاداع للقلق على والدها , وهكذا يمكنها الأهتمام بعملها وقلبها مطمئن 0 واخذت ترتب اغراضها 0 غدا صباحا ستنتقل الى منزلها الجديد 0 ثم رمت نفسها على السرير 0 لقد كان يوما شاقا0
ولكن للأسف لم تستطع النوم بسهولة , كان يتمثل امام عينيها شيطان عيونه زرقاء 0يبتسم بسخرية 00
في اليوم التالي , عند الظهر , كانت بريانا تجلس في منزلها الجديد 0 ولم تكن عملية الأنتقال قد كلفتها جهدا كبيرا 0 اختارت غرفة نوم لها, ورتبت اغراضها وملابسها في الخزانة ونظفت الثلاجة ووضعت فيها ما اشترته من حاجيات , وكانت قد طلبت امرأة نظفت كل المنزل حتى إنه لم يعد هناك أئر للغبار فيه .
بعد الغداء، شعرت ببعض النشاط فقررت الذهاب
إلى المركز الثقافي . لم تكن ترغب بالعمل . لكنها ارادت
زيارة المكان حيث ستمضي ساعات طويلة خلال الأسابيع
القادمة .
كانت تعلم أن المركز الثقافي يضم معرضآ للتراث
يمكنها أن تجد فيه أشياء كثيرة تدلها على طريقة عيش
الناس في هذه المنطقة قديمآ. وبقليل من الحظ ، قد
تتمكن من مقابلة المسؤول عن هذا المتحف الصغير ومن
الثرثرة معه قليلآ. لا بد آنه سيتمكن من إخبارها عن عادات
وتقاليد المجتمع المكسيكي القديم ايام الاستعمار الانكلو
سكسوني . وبعد ذلك ستلقي نظرة على المكتبة العامة .
خرجت من المنزل واتجهت نحو سيارتها بحماس
وما أن جلست خلف المقود حتى سمعت وصول سيارة
أخرى. . . للحظة فكرت أنه قد يكون رايدر، وبدأ قلبها
يدق بسرعة ، ولكن لا السيارة ليست سيارة رايدر. . . آنه
بول . . .
توقف بول ، ونزل بسرعة من سيارته واقترب منها.
"أيجب أن الوح بعلم أبيض ؟" قال لها ممازحأ "أم انك
ستطلقين النار بدون أي إنذار؟"
كتمت بريانا نفاذ صبرها. فمنذ الصباح وهي تحاول أن
تنسى حادث الأمس . وهذا لم يكن سهلآ عليها، مع أنها
كانت مقتنعة بأنها تريد استيضاح موقف آل دانيالز.
"هذا يتوقف على ما تنوي قوله لي اجابته ببرودة .
"ايمكنك أن تدعوني لشرب فنجان قهوة . لوسمحت ؟
هذا سيمنحني الشجاعة لكي اشرح موقفي واقدم
اعتذاري. . . "
هذه المرة لم تستطع الفتاة منع نفسها من الابتسام 0
"حسنآ موافقة . . . ". "اتمنى أن لا اكون ازعجتك . ألديك موعد هام؟"
"لا» لا شيء مهم . . . " أكدت له ونزلت من سيارتها»
دخلا المنزل وقادته بريانا إلى المطبخ .
«تفضل بالجلوس . يجب أن ابحث عن إبريق القهوة ،
لم أعتد بعد على هذا المنزل "
"إنه في الخزانة التي على اليسار. . . "
تأملته بريانا بحيرة وشك .
"»كيف تعرف هذا؟»"
"الجميع يضعون أدوات المطبخ إلى اليسار اليس
كذلك ؟ كما وانني. . . لقد سبق أن قلت لك انني كنت
اعرف صاحب المنزل . . . ".
لم تعلق بريانا على ذلك . ووجدت إبريق القهوة في
المكان الذي أشار إليه بول واخذت تعد القهوة
"اترغب بالانتقال إلى الصالون ؟".
"لا لنبق هنا . إن جو المطبخ يريحني اكثر. . . "
جلست بريانا إلى جانبه بصمت
" بريانا. . ." بدأ بصوت هادىء "نحن لم نكن نعلم شيئآ
عن مقال رايدر الذي كتبه عنك . . . لم نكن قد قرأنا
الصحيفة » اقسم لك لكن آن تصفحتها وهى تعد الغداء» فاتصلت بي فورأ إلى المكتب لتحذرني . انت تذكرين ؟ كنا
في مكتبي على وشك توقيع عقد الإيجار عندما اتصلت0 بالفعل تلقى بول اتصالآ من زوجته بينما كانت بريانا
تثرثر مع الموظفين في المكتب
"ماذا كان بإمكاننا أن نفعل ؟ رايدر هو أفضل صديق
لنا . . . لقد نشأت آن في المنزل المجاور لهذا . . . .
انتفضت بريانا فجأة
"ماذا؟»"
فاخفض بول رأسه وتنهد .
«سأشرح لك كل شيء . ولكن إذا كنت لا ترغبين
رؤيتنا انا وآن فنحن سنحاول ان نفهم و. . . "
«رايدر مالك هذا المنزل اهذا ما تعنيه ؟" قاطعته
"نعم . . . " اعترف بول "كما قلت لك إنه لم يعد
يرغب بالعيش هنا . فطلب مني أن اعرض عليك هذا
المنزل . طالما انك تبحثين عن مكان بريانا . . . رايدر
ليس سيئآ كما تعتقدين إنه يهتم كثيرأ بالأخرين . . . »» .
"نعم . . نعم . . . " اجابته بسخرية "صدقيني . . . " ألح بول "بفضل يومياته التي ينشرها
ساعد كثيرأ من الناس وهذا ما أحاطه بعدد أكبر من
الأعداء . ولكن هذا لم يمنعه من ملاحقة مخالفي
القوانين " . "بكلمة واحدة ، انت تعني أن صديقك هو نوع من
سوبرمان !» اجابته بتهكم .
«تقريبآ . . . إنه لا يترد" في تحمل المخاطر في سبيل
الوصول إلى هدفه »"
"نعم ، فانا اعترف بذلك بعد تجربتي معه " اجابته بألم
فتح بول ذراعيه بيأس .
"كان مقاله ساخرآ، انا اوافقك الرأي . لكنه ليس
شرير رايدر يحتفظ بمقالاته اللاذعه للسياسيين وللمالين
والمرابين . . . إنه يتعرض لهم بدون أيه شفقة . وهذا ما
يجعلنا انا وآن دائمى القلق عليه . . . " .
"لماذا ، إنه بمستوى الدفاع عن نفسه " .
"مبدئآ ، نعم . . . ولكنه تعرض مؤخرآ لحادث فظيع ،
وبأعجوبه كبيره خرج منه حيآ . . . "
هزت بريانا كتفيها ، وتظاهرت بعدم المبالاه ، مع أن قلبها انقبض فجأة . . .
"ما دخلي انا بكل هذا؟" سألته بجفاف . تأملها بول طويلا، وكأنه يحاول تكهن ما يخفيه قناعها
الذي تخفى نفسها خلفه .
"لا شيء . . . " اجابها وهو يتنهد . "كنت احاول فقط أن
اشرح لك . . . " .
«انت قلت بأن آن نشأت فى هذا الحى؟" قاطعته بحدة .
"نعم » كانت تسكن في المنزل المجاور"
"ألا تزال عائلتها تقيم فيه ؟" . «لقد انتقلوا إلى حى آخر. أما والدي رايدر في توفيا
منذ ثمانية أعوام . كما وفقد رايدر أخته الوحيده بعد شهور
قليلة 0
احست بريانا بانفعال غريب لم تفهمه ، فنهضت لترفع
فناجين القهوه عن الطاولة »0ولم تنتبه الى بول اذا كان قد
لاحظ ارتباكها.
فنهض بول بدوره ، وتأملها قليلا.
"لقد اعترفت لك بكل شىء. . . إذا لم تكوني ترغبين
بالبقاء في هذا المنزل ، سأساعدك بإيجاد مسكن آخر. قد
لا تسامحيننى ابدا انا وزوجتي. . . ولكن . . . أيمكننى أن
آمل بأن تفكرى بحديثنا هذا؟".
"نعم ، اعدك بذلك . . ." اجابه بصدق.
فأخرج بطاقه من جيبه . "هذا عنواننا ورقم هاتفنا اذا احتجت لأي شيء. . .»».
"شكرأ" اجابته وتناولت البطاقة منه .
بعد ذهاب بول ، احست بريانا بقلق كبير، عندما علمت
أن هذا المنزل هو ملك لرايدر، احست بان كل فرحها بهذا
الديكور الجميل والحميم ". هذا سخيف ، إنها تدرك
ذلك . لكنه ليس كافيأ للشعور بالقلق الذى يسيطر عليها.
`إن ما اخبرها اياه بول عن صديقه هو سبب ارتباكها. كانت
سترفض التفكير بأن رايدر إنسان جيدا كما يدعي صديقه بول. كانت تفضل الاحتفاظ برأيها الأول فيه ، هذا يسمح
لها بأن تستمر باحتقاره ، وتصر على عدم رؤيته من
جديد. .
أه ه ، بالتأكيد، يجب أن تعترف بأن حقدها كان مشبوهأ
مشكوكآ فيه » فلماذا تلومه بهذا الشكل ؟ لأنه نشر أشياء
قالتها له عن موضوع مدير، الشركة التي يعمل فيها والدها؟
لا. . . بصراحة » ليس هذا كل شيء
ألم يكن سبب حقدها عليه كونه دفعها باللحظة التي
كانت مستعدة فيها لمنحه نفسها: بالتأكيد، كان موقفه
محترمآ، ولكن هذا لا يريح . بريانا ابدآ. «ان ترمى بهذا
الشكل موقف جرح مشاعرها بعمق شديد. . .
رفضت الاستسلام اكثر لألام الذكريات ، فحملت حقيبة
يدها وخرجت من المنزل . كانت على وشك الذهاب إلى
المؤسسة الثقافية عندما وصل بول . لا يزال امامها متسع من
الوقت لزيارة المؤسسة .
لم تجد بريانا صعوبة في الوصول إلى المركز الثقافي،
كان المبنى الكبير يظهر من بعد. بعد أن عبرت الباب
الخارجي اتجهت نحو المتحف التاريخي الذي كانت
تتمنى زيارته .
´ المجموعة التي كان يضمها المتحف كانت رائعة مثيرة ، تجولت بريانا بين الواجهات »تمكنت من تكوين
فكرة عن ماضي هذا البلد ومجتمعه ومراحل تطوره ،
الهندي0 الفرنسي، الاسباني، المكسيكي» الإلماني، كل
هولاء هم أساس شعبه الراقي. . .
وشعرت بسعادة كبيرة وهي تتأمل احذية وملابس مطرزة
قديمة تدل على فن وذوق كبيرين ، وفجأة احست بأنها
مراقبة00



ادارت رأسها ببط ء فالتقت نظراتها بنظرات رايدر
الزرقاء. . . كان ينظر إليها بشكل جعلها تشعر بإحمرار
وجهها. وتذكرت بحزن كبير أنه نظر اليها بهذا الشكل قبل
أن يقبلها في دالاس . . . شعرت بتوتر وارتباك وعضت على
شفتها. وكأنه ادرك ارتباكها فاخفض نظره واتجه نحوها
على مهل . أوه » كمن رغبت بالهرب كى تختف من أمامه للابد. . . لكنها لم تهرب ، وواجهته بلهجة جافة .
"اليس لديك شيء آخر غير ملاحقتي؟»
"بلي . . . »» اجابها مبتسمأ
"إذآ، ماذا تفعل هنا؟".
"لدي موعد مع رجل ، لكنه لم يأت حتى الأن » انا
انتظره . . . "
"ألهذا علاقة مع يومياتك ؟»" سألته بقلق وقد تذكرت
حديثها مع بول .
"نعم "
فتركته واتجهت إلى إحدى الواجهات التي تعرض آثارأ
هندية فتبعها رايدر بدون تردد". كان يرتدي بنطلون جينز
وقميص كارو وبوطآ قديما» كان يبدو كراع بقر خرج فورأ
من مزرعته
ازاد توتر ، بريانا أمام وسامته ، واخذت تتلاعب بعصبية
بسلسلتها الذهبية التي تتدلى من عنقها أي موقف تتبناه ؟
اتغادر المتحف ؟ أتتوسل لرفيقها أن يتركها بسلام ؟ . بصراحة وصدق » لم تكن ترغب بذلك . . . لكنها كانت
تتمنى لو أنها تجلس أمام طاولتها وتستسلم لخيالها فى مثل هذا الموقف ! أمام أوراقها البيضاء لا تجد صعوبة في خلق
الحوار المشوق . لكن في الواقع ، تختلف الأمور كثيرا
معها. حاولت أن تتمالك نفسها لكن يبدو أن رايدر قادر
على جعلها تفقد كل ثقتها بنفسها أمامه إنها تشعر باختلال
توازنها معه . . . اقتربا من عربة تعود للقرن الماضي
واعجبت بريانا بها كثيرآ وتعجبت من بقاءها على حالتها
الجيدة » لامس رايدر إحدى عجلاتها وقال
"غير معقول ! أهذه السيارة قادرة على السير حقآ؟" رغمآ
عنها، ابتسمت بريانا.
"نعم، انه شئ مثير حقأ. . . لقد سافر الكثيرون في
هذه العربة واستعملوا كل الأدوات التي يعرضها هذا
المتحف . كان لديهم مشاكلهم وأفراحهم ، كان لديهم
الحب والخوف . . . تمامآ مثلنا نحن في هذه الأيام . . . "
امسك رايدر يدها بهدوء وتابعا جولتهما معأ .
"اتتمنين لو ولدت في عصر آخر؟" سألها رايدر
"هل هذا استجواب غير مباشر؟" سألته بسخرية
"لا، إنه مجرد حديث عادي" اجابها ضاحكآ .
"بهذه الحالة ، جوابي هو لا »انت ؟" . فهز كتفيه واجاب .
"أوه ، هذا يتوقف على . . . احيانا أتأسف لأنني لم
اعش في روما القديمة ، يبدو لي انني كنت سأصبح
سيناتور" .
"سيناتور روماني؟" سألته بدهشة "لماذا؟" . «بسبب الخدع والاحتيالات السياسية . . . كان ذلك
شيقأ بدون شك !".
"انت تعلم بأن اكثرهم ماتوا ميتة شنيعة !.» فهز كتفيه من جديد
"ليس من الضروري ان يكون المرء سيناتور حتى
يجازف بهذه المخاطر. . . ".
فجأة انقبض قلب الفتاة أصحيح ان رايدر في خطر
كما فهمت من كلام بول ؟ في هذه الحالة ، لماذا يستخف
بهذا الواقع ؟ أليس هو متمسك بالحياة ؟ .
"انا لا استطيع أن اتصورك في ملابس السيناتور!." قالت
له ممازحة وهي تحاول إخفاء قلقها.
"ولا انا ايضآ" اجابها ضاحكا «افضل بنطلوني الجينز
القديم "
ثم توقفا أمام واجهة تعرض أدوات الحلاقة ، فتأملت
بريانا المعروضات باهتمام كبير، ولاحظت أن رفيقها نفذ
صبره كان يلقي كل لحظة نظرة على ساعة يده ، ويبحث
بعيونه عن الرجل الذي كان على موعد معه .
«ألم يأت بعد؟ سألته بهدوء.
"لا لقد اكتفيت من الأنتظار، إذا كان يريد رؤيتي،
سيتصل بي بالتأكيد" ئم سكت قليلأ ونظر في عيونها
مباشرة .
"هل انهيت زيارتك ؟" سألها بصوت هامس.
ازدادت دقات قلبها. كانت قد قررت البقاء في المتحف
حتى ساعة إقفاله ولكن لم يعد لذلك أية اهمية فجأة .
بعد كل شيء، إنها في سان انطونيو لبضعة اسابيع » وبأمكانها العودة الى المتحف مرة اخرى 00
" نعم00
" اذا 000لماذا لانتناول العشاء معا ؟ هل سبق لك ان زرت الباسيو ديل ريو ؟
" لا "
لم تكن مستعدة للاعتراف له بأنها لم تخرج إلى شرفة الفندق ولم تنظر إلى الشارع المشهور. وذلك فقط لان
رايدر كان قد أشاد بجماله . . .
«في هذه الحالة » انا مستعد لكي أكون دليلك »
ايمكنني أن أمر عليك في الساعة الخامسة والنصف ؟".
لم يكن يجب على بريانا الاستماع له ، ادركت ذلك اخيرأ فبعد تلك المجابهة بينهما يعتبر قبولها لدعوته على
العشاء ضربأ من الجنون . ولكن للاسف ، لم تكن قادرة على مقاومة سحر هذا الرجل الذي يؤثر عليها. . .
"حسنآ، موافقة ". "اتحبين الطعام المكسيكي؟".
«للحقيقة . . . لم اتذوقه من قبل ".
"يجب أن تجربيه ! سأحجز طاولة في الكازا ديل ريو".
"حسنآ".
"إلى اللقاء، بريانا. . . " همس رايدر بابتسامة حارة . ثم
ابتعد بخطوات سريعة .
كانت بريانا قد اصبحت مستعدة في الساعة الخامسة
والنصف تمامآ، وتردي ثوبآ حريريا يظهر رشاقة قامتها
ويزيدها سحرآ . . .
وعندما كان رايدر قد تركها في المتحف » لاحظت انه
ليس امامها سوى ساعة واحده لكى تستعد. فأسرعت إلى
منزلها وكات تخشى ان لا يسمح لها الوقت بالاستحمام
والمكياج وكوي ملابسها. . . ومع ذلك نجحت في
الاستعداد قبل الوت المحدد بدقائق . تأملت ثوبها للمرة
الأخير أمام المراة بتوتر وعصبيه ، كان لونه أصفر يتناسب
مع لون شعرها الأشقر كانت تبدو وكأنها من عالم
الخيال . . . ولكن أليس هذا الثوب مثيرأ كثيرأ؟ إنها تحبه
كثيرا، لكن هذا المساء. . .
قطع رنين جرس الباب حبل أفكارها، فاسرعت لتفتحه
وساقاها ترتجفان قليلآ إنه رايدر يقف أمام الباب وقد
ارتدى بدله سوداء أنيقة جدا. تأملها بإعجاب كبير قبل أن
يهمس .
"أيمكنني الدخول ؟"
اعادت هذه الكلمات بريانا إلى الواقع لماذا.تبقى
مسمره مكانها غر قادره على الكلام وقد احمرت
وجبنتاها» وزادت دقات قلبها؟ إنها بالغه ، وهذه ليست أول
مرة يواعدها رجل ! بالتأكيد، ولكن الأخيرين لم يكونوا بمثل سحر رايدر كنترل . .
"نعم » بالتأكد. . . انت فى منزلك . . . " "لا، هذا المنزل منزلك . . . طالما انك مستأجرته انا
اقوم .بزيارة فقط . . "
"اتريد أن تشرب شيئا ؟» سألته ببعض الحرج "حاليأ
ليس لدي سوى القهوه اقدمها لك . . .
" لا شكرا : وتأملها من جديد " انت تشبهين فراشة ذهبية 00رقيقة فاتنة 000
"شكرآ . . . أنت .ايضآ لست بشعآ . . . "
كانت الفكاهة وسيلتها الوحيدة للتغلب على ارتباكها
الذي سببه كلام رايدر الشاعري
"شكرآ" اجابها مبتسما .
"اتحاول أن تسخر مني صدفة ؟" سألته بدلال
"لا ابدآ"
".«! لقد طمأنتني . . . " .
اقترب منها وامسك يدها بسرعة .
"اعتقد انه من الافضل أن نخرج فورآ" همس رايدر
"والا، فنحن لن نتناول العشاء ابدا. . . . "
كانت نظراته عميقة لدرجة أن الفتاة احست بأنها ترتعش ان من الغباء أن تعرض نفسها لجروح جديدة ،
ولكنها غير قادرة على مقاومة الانجذاب الذي تشعر به
نحوه . ومجرد لمساته على ذراعها العاري كافية
لإرباكها . . .
"هل وجدت صعوبة في حجز طاولة !" سألته محاولة
تركيز تفكيرها . "لا، لأن مدير الكازاديل ريو هو أحد اصدقائي" .
اذأ ليس لديك فقط اعداء ؟ فهز كتفيه
«اشخاص نادرون هم الذين اعتبرهم اصدقائي . . . " ثم
سكت ورفع يدها إلى شفتيه .
"وانت بريانا؟"" .اضاف بصوت هامس " ضمن أية
مجموعة تضعين نفسك ؟ هل . . . سامحتيني؟"
حتى مساء الأمس كان بإمكانها الإجابة على هذا
السؤال . ولكن الأن ، هي لا تعلم . . . وكي تكون صادقة
مع نفسها يجب أن تعترف بأنها لا تكن أي حقد له .
كانت تحاول أن تنسى تصرفه معها وكان جسدها يرفض
أن يستمع لعقلها. ولم تكن قادرة على منع نفسها من
الارتعاش أمامه . .
منذ اللحظة التي رأت فيها رايدر في مكتبة دالاس
فقدت بريانا السيطرة على نفسها. الأن هي ترغب من
جديد بهذا الرجل وبشكل جنوني. . . كما وأنها ترغب
بمعرفته أكثر، واكتشاف طريقة عيشه ، وتفكيره
وتصرفاته . . . قد يكون حقآ كما وصفه بول ! .
"انا. . . احاول أن اسامحك " اجابته متلعثمة .
فابتسم بحنان كبير غريب .
"هذا جيد جدأ كبداية ".
تبعته بصمت إلى السيارة ، والأمل بدأ يكبرفي قلبها.
لم يتبادلا الكلام طوال الطريق ، ولكن الصمت لم يكن
ثقيلا بينهما. كانت تسود بينهما عواطف منسجمة اكثر
ببلاغة من أي كلام
عندما وصلا إلى الحي الذي يوجد فيه الفندق الذي
كانت بريانا تنزل فيه ، خرج رايدرعن صمته .
"اتمنى أن لا تكوني جائعة جدآ! فنحن لن نتناول
العشاء قبل الساعة التاسعة "
«الساعة التاسعة ؟»سألته بدهشة
«نعم » انا اعددت لك مفاجأة صغيره " .
"حقا؟» صرخت بفرح طفولى "أوه قل لي ما هي !» .
«لا مجال لذلك ! » اجابها ضاحكا "إذا كنت ترغبين
بإمكاننا أن نأكل سندويشآ خفيفا يسمح لنا بالصبر حتى
الساعة التاسعة " .
"انت جائع ؟" .
وتذكرت فجأة شهيته للطعام التي اظهرها في دالاس .
"قليلا اجاب بدلال "لن ارفض بعض الناشوز" .
«ما هذا الناشوز؟" .
"يا إلهي ! ماذا علموك في المدرسة ، يا صغيرتى
العزيزة ؟ يجب أن يتطوع أحد للإشراف على تثقيفك ، وانا
مستعد لذلك . . . بكل سرور" .
أخذت بريانا نفسأ عميقآ هذا الوقت ليس مناسبآ
للاحمرار.
"بهذه الحالة أيجب علي أن اناديك بروفسور كنترل ؟"
سألته ممازحة .
«إذا فعلت ذلك ، لن اسمح لك بتناول الناشوز! "
«انت قاس حقآ! حسنآ موافقة » لن افعل " .
«قرار حكيم " .
اوقف رايدر سيارته في شارع صغير محاط بالبنايات
المرتفعة وساعد رفيقته على النزول من السيارة . بعد أمتار
قليلة وصلا إلى أعلى السلم حيث كان الناس يجلسون على
الدرجات يستمعون إلى اوركسترا المارياشي التي تعزف
الحانأ جميلة على ضفة النهر.
لم يكن رايدر يكذب عندما اكد لها أن الباسيو ديل ريو
مكان رائع . فالشارع الطويل المخصص للمشاة فقط كان
مليئأ بالأزهار وبالجسور الخشبية الصغير وبمقاعد حجرية
تحت الأشجار
والثنائيون يتمشون في الممرات الممتدة حتى قمة
النهر» وآخرون يتنزهون بالمراكب الصغيرة بينما يلعب
الأولاد تحت مراقبة أمهاتهم . . . تاثرت بريانا بهذا المكان
الذي ما يزال على طبيعته ، والتفتت نحو رفيقها وابتسمت
بإشراق . ظل رايدر صامتأ لكن عيونه اشرقت ببريق
ساحر. .
ثم قادها نحو المكان حيث يقدمون فيه الناشوز.
واكتشفت أخيرأ أنه فطائر صغيرة من اللحم الناعم والجبنة
والفلفل ، وعندما عرض رايد على بريانا أن تتذوق فطيرة
اختارها لنفسه ، فتحت فمها بسرعة كطفلة صغيرة . كانت
الفطيرة كبيرة لدرجة أن بريانا كادت تختنق . فانفجر
الصحفي ضاحكأ وسعيدأ لأنه استطاع أن يوقعها في
الفخ . .
تابعا نزهتهما مع هبوط الظلام . وكانت أشعة شمس
المغيب تنعكس بخجل على مياه النهر وتخلق جوأ
شاعريا . تأثرت بريانا كثيرا بهذه اللحظات وتأسفت لأن
رايدر لا يحاول أن يكون حنونا معها كان يسير إلى جانبها
ويداه في جيوبه كان يخاف أن يلمسها 00
وصلا أخيرأ إلى المطعم . كانت الطاولات موزعة على
الشرفة المحيطة بالمطعم والتي تطل على المياه » كانت
الحركة نشيطة بداخله ، والخدم مشغولون حول الزبائن .
فتمنت الفتاة أن يكون رايدر قد حجز طاولة مطلة على
النهر. لم يسبق لها ان تناولت الطعام في جو مشابه
لهذا . . .
"رايدر! " نادى صوت رجل من خلفهما .
التفتا إلى الخلف فرأت رجلآ أسمرآ وسيمآ يبدو انه
من اصل مكسيكي ، يبتسم لهما بإشراق .
«جايمز! " قال الصحفي وهو يشد بحرارة على يد صديقه
"أنأ سعيد جد لرؤيتك ، يا صديقي . . . لقد مضت مدة
طويلة لم تأت فيها إلى هنا" .
"ولم آكل فيها طعامآ مكسيكيا لذيذآ!"
"انا سعيد بسماع ذلك !." اجابه جايمز وهو ينظر إلى
بريانا بإعجاب شديد .
"ماذا تنتظر لتعرفني على هذه الآنسة الرائعة ؟" .
"انتبهي بريانا . . . إنه يعبد الشقراوات " .
"انا صاحب ذوق يا عزيزي . . . "
"نعم » لكنه يحب ايضأ ذوات الشعر الأحمر،
والبني . . . " أضاف رايدر بمكر.
"حسنآ، انا اعترف كل النساء تعجبني! " .
"ولهذا السبب انا انصحها بالحذر!." قال رايدر
ضاحكآ .
«انت فظيع ، رايدر إذآ هل ستقدمني إلى هذه الآنسة
الفاتنة ؟" انحنى رايدر بشكل رسمي .
"اسمحي لي أن اقدم لك جايمز دياغو راميريز صاحب
مطعم الكازا ديل ريو جايمز، اقدم لك الآنسة بريانا سان
كلير. . . » .
"تشرفت بمعرفتك ، آنسة سان كليرا» قال جايمز وهو
يمد يده نحوها.
انسجمت بريانا بمرح الصديقين ودخلت اللعبة
معهما
"الشرف الكبير لي انا اجابته بابتسامة دلال
ضحك جايمز ونظر إلى رايدر بمكر.
"آه رايدر! اعتقد انك هذه المرة وجدت امرأة حياتك !
هيا يا أعزائي اقدم لكما كل بركتي! .
ونفذ القول بالفعل وضمهما كل واحد بذراع 0كانت
بريانا تنتظر أن يعترض رايدر على كلام صديقه » لكنه لم
يفعل ، وسأله ممازحأ
"هل كل شيء جاهز؟"» .
"طبعآ" اجابه جايمز بفخر واعتزاز.
"اعتقد انك تريد ميدالية ؟» مازحه رايدر
"اتريدها من الذهب أم من الفضة ؟ .
"ألا يمكن أن احصل على الأثنين ؟».
«يا لك من طماع .
"حسنأ، بهذه الحالة » سأكتفي بكلمة .شكرأ»
ضحك رايدر ثم ربت على كتف صديقه ، وعاد للهجة
الجد
«انا اشكرك جايمز" .
"تسلى جيدأ يا صديقي العزيز" ثم التفت نحو بريانا
"انت ايضا ، صديقة جديدة لي . ارجو أن تنتبهي على هذا
الرجل موافقة ؟ أنه وحيد جدآ . . . " .
"فلنسرع ، بريانا وإلا سيروي لك قصة حياتي كلها! "
قال رايدر مبتسمآ وهو يمسك يد الفتاة . .
فتبعته بصمت ولكن كانت كلما تقدمت بين الطاولات
تحس بشعور كبير يدفعها للالتفات نحو جايمز. وعندما
التفتت إلى الوراء التقت بنظرات جايمز. وبدا لها أنها
قرأت فيها شيئآ من القلق قريب من الصلاة . . .
"ماذا يحاول إفهامي؟ " تساءلت وهي تبتعد مع رايدر
وشعرت بانقباض في قلبها . . .
كان رايدر قد وعدها بمفاجأة . ولم يكن يكذب عليها .
وبدل أن يقودها إلى إحدى الطاولات ، قادها إلى قمة
النهر، نحو مركب صغير تفاجأت الفتاة كثيرآ عندما
وجدت طاولة ممتدة على متنه وتزينها باقة من أزهار
التوليب البيضاء في مزهوية من الكريستال . وبجانبها خادم
ينتظرهما مبتسمآ . . .
"ايعجبك هذا؟ " سألها الصحفي بهدوء .
«إنه رائع . . . " اجابته ولمعت عيونها بالفرح .
امسك رايدر يدها وساعدها في الصعود إلى المركب ،
وقدم لها كرسيآ ثم أشر بيده إلى الكابتن الذي شغل
المحرك فورآ ، وابتعد المركب ببط ء إلى ان وصل إلى
منتصف النهر.
تأثرت بريانا كثيرآ والتفتت إلى الخلف تتأمل أنوار الكازا
ديل ريو المشعة بألوانها المتعددة لو عاشت مئة عام ، لن
تنسى هذه اللحظات ابدأ
"اتريد أن تتذوق الخمر سنيور؟» اقترح الخادم على
رايدر وهو يقدم له كأسا
انتبهت بريانا من أحلأمها، ونظرت إلى رفيقها وهو
يشرب جرعة من الخمر، ثم هز رأسه برضى كبير. هبت
نسمة هواء طيرت خصلة من شعره واوقعتها على جبينه .
فرغبت بريانا فجأة بأن تضع يدها على شعر رفيقها الأسود
الناعم
"انا سعيد لأن فكرتي اعجبتك . . . همس رايدر.
"إنها فكرة رومنسية رائعة اجابته بسرعة محاولة آن
تتمالك نفسها
"هذا يتناسب مع كاتبة روايات الحب اليس كذلك ؟»
مازحها بلطف " اتمنى أن يعجبك ايضا الطعام الذي
طلبته " .
"انا متأكدة من ذلك " .
لم يضف رايدر شيئأ، وظل يتأملها بصمت والظلام
يلفهما ونور مصابيح المركب الخفيفة تنعكس على
نظراتها
بعد ساعة تقريبآ، عاد المركب إلى الرصيف . وفي هذه
الساعة اكتشفت بريانا أن الطعام المكسيكي لذيذ جدأ،
الانشيلادامر التاكومى، الفاصوليا الحمراء . . . كلها كانت
شهية .
كذلك كان حديثهما مثيرأ كانا قد ثرثرأ بكل شيء .
وشعرت بريانا أنها اصبحت تعرف هذا الصحفي اكثر
الآن هي تعلم أنه من مشجعي فريق الباسكيت المحلي »
وانه عضو في نادي السيارات ، وأنه فاز بالمرتبة الثانية في
السباق الأخير الذي اشترك فيه . وان سنواته التي قضاها في
الجامعة كانت أجمل فترة في حياته . . .
عندما غادرا المركب لم يعودا فورأ إلى السيارة
لكنهما قاما بنزهة جديدة على ضفة النهر. هذه المرة كانا
يسيران كعاشقين يدا بيد . يتمتعا بصمت وهدوء المساء .
شيء جديد أظهر تغيرأ في علاقتهما . العداء الذي كانا
يظهراناه حتى الأن ، اختفى . . .
في السيارة جلست بريانا على مقعدها وتنهدت بسرور.
هذه السهرة كانت رائعة ، قريبة من الكمال ، وكل هذا
بفضل رايدر. . . التفتت نحو رفيقها وتأملته قليلآ وهزتها
مشاعر وانفعالات قوية . لم تستطع تحديد مشاعرها تجاه
هذا الرجل بشكل دقيق ، مع أنها كانت متأكدة إنه ليس
مجرد رغبة جسدية فقط . هناك شيء آخر، اكثر عمقا واكثر
غرابة . . .
عندما توقفا امام منزلها، احست الفتاة بتوتر شديد
مفاجىء ماذا تفعل ؟ اتقترح عليه ان يدخل لشرب كأس
أخير؟ كيف سيفسر هذه الدعوة ؟ إنها لا تريد ارتكاب هفوة
تفسد فيها كل شيء . . .
لحسن الحظ ، وفر عليها الصحفي هذا الإحراج » ونزل
من السيارة وفتح لها الباب » فمدت له يدها مبتسمة . ودون
ان تنطق بأية كلمة تقدمته نحو المنزل .

صعدت الدرجات الثلاث واخرجت مفاتيحها من حقيبة
يدها ، إن المشهد الذي حصل في دالاس يتكرر الأن . .
ولكن هذ. المرة كانت اصابعها ترتجف لدرجة أنها لم
تتمكن من إدخال المفتاح في القفل . فاضطر رايدر
لمساعدتها
"اترغب بفنجان من القهوة ؟» سألته متلعثمة فور
دخولها
"بكل سرور . . . "
فاسرعت إلى المطبخ , وشعرت ببعض الراحة لأنها
ووجدت نفسها وحيدة للحظات كانت بحاجة لترتيب
أفكارها . ولكن للاسف ، انضم رايدر إليها بسرعة .
"انا لم آت إلى هنا منذ سنوات طويلة ، ايزعجك أن
القي نظرة على المنزل ريثما تعدين القهوة ؟0.
«لا. . . لا ابدأ . . . " .
بجهد كبير . تمكنت بيريانا من السيطرة على حركات
يديها، إن وجود رايدر متكأ على الطاولة الخشبية يزيد من
توترها
"اتقصد انك لم تدخل إلى هذا المنزل منذ سنوات ؟" .
"بالفعل "
"لقد اخبرني بول بأن والديك توفيا، اناآسفة من
اجلك . . . " عقد رايدر حاجبيه وبدا عليه التأثر.
"إنه القدر. . . "
"كيف حصل ذلك ؟0
"توفيا بحادث سيارة . كانا في طريق عودتهما بعد أن
اوصلا شقيقتي إلى جامعة اوستن فانقلبت سيارتهما
واشتعلت . . . » .
"أوه » هذا فظيع . . . قالت بخوف وحزن
"نعم »
«هل اضطررت لنقل الخبر لأختك بنفسك أ؟" .
«نعم اجابها واخفض رأسه
«لا بد إن هذا كان أمرا صعبآ»
«جدآ"
"وتوفيت شقيقتك في العام التالي ، اليس كذلك
أضافت بتردد"
"نعم "
"لم تكن كبيرة » اليس كذلك ؟"
«كانت في التاسعة عشرة من عمرها فقط "
"وكيف حدث ذلك ؟" .
أمام صمت الصحفي إحمرت وجنتا بريانا أن فضولها
ليس مناسبآ. هي لا تمثل شيثا بالنسبة لهذا الرجل ، ولا
يحق لها أن تحاول معرفة أسراره
"اعذرني اعلنت بسرعة "لم يكن يجب علي أن اطرح
هذا السؤال »
«لقد توفيت أثناء عملية إجهاض مخالف للقانون
كانت تلك مذبحة حقيقية » لشدة مفاجئتها، وقع الفنجان
من يد بريانا وتحطم على الأرض
إذأ هذا هو الأمر! لهذا السبب » اشار رايدر في مقاله
إلى ان الروايات العاطفية تؤثر احيانآ بشكل سلبي على
المراهقات وتدفعهن للقيام بعلاقات جنسية دون الاكتراث
بالمخاطر التي قد تنتج عن ذلك ! كيف امكن ذلك ؟ رايدر
ذكي متعقل » وليس رجلا محدودا ليكون مقتنعا بما
كتبه .
وفجأة أعادها إلى الواقع اقتراب رايدر منها، ولم تشعر
إلا وهي بين ذراعيه ، فرفعت عيونها المتلالئة بالدموع
نحوه .
"أوه ، يا الهي . . . انا فعلا آسفة . . . » قالت له بأسف
شديد، عقد رايدر حاجيه وتأملها بنظرات غريبة .
"لا، لا تتأسفي . ليس لهذه القصة اية علاقة بك
انا. . . كان مقالي غبيآ، بريانا. . . »
فنظرت إليه بدهشة كبيرة . هل هي تحلم أم أن رايدر
اعتذر حقا؟
"هل جرحت يدك ؟» سألها بقلق وهويمسك يدها «لقد
انفجر الفنجان كأنه قنبلة . . . ».
"لا شيء مهم » تمتمت بذهول وهي لا تزال تحت تاثير
الصدمة
"الأفضل أن تطهري يدك ، قد تكون نثرات البورسلان لا
تزال عالقة في جلدك
فاطاعته بهدوء، وينما اخذ ينظف الأرض ، التفتت نحوه
من جديد» ولاحظت إنه كان يتاملها.
"لماذا لا نجلس في الصالون ؟ اقترح عليها بهدوء
«سأحضر لك القهوة »
فهزت رأسها بطريقة آلية ودخلت إلى الصالون
وجلست على الكنبة . بعد لحظات انضم إليها الصحفي ،
ووضع صينية القهوة على الطاولة الصغيرة ثم جلس قربها
كانت القهوة كثيفة فسرت بريانا ، كانت بحاجة كبيرة
لشيء يهدىء توترها، ويقضي على الضعف الذي احست
به بعد اعترافات رايدر.
"ارجو أن تعذرني . . . " قالت له متلعثمة "لقد اجبرتك
على احياء ذكريات أليمة " .
"لقد رويت كل ذلك بكامل ارادتي . كان بإمكاني أن لا
اجيب على أسئلتك لو شئت " .
"لم يكن يجب عليك أن تعتذر عن . . . مقالك " أكدت
له بخجل .
"بلى ، كان يجب علي ذلك ، انا احاول دائمآ أن اقوم
بمهنتي بكل صدق ممكن . لكني لم اكن شريفآ معك
كما وانني . . . " .
وسكت ولم يتابع كلامه ، وهز كتفيه قليلآ .
الا انني لم اكن اتصور ان اعترافاتي هذه ستربكك
لدرجة أن يقع الفنجان من يدك . . . » أضاف بمكر.
«سبب هذا صدمة لي اعترف بذلك " .
«ارجوأن تعذريني" همس وهو يداعب خدها بحنان .
ارتعشت بريانا وأدارت وجهها كي لا يلاحظ انفعالها .
«هل أفسدت هذه السهرة تمامآ؟" سألها بصوت ضعيف
يرتجف من القلق الصادق .
"لا . . . " .
"هذا افضل . . . » وابتسم واقترب منها آكثر.
لم تتحرك بريانا» واخذ قلبها يدق بسرعة . كانت تعلم
بأن رايدر سيضمها اليه ، كانت تقرأ ذلك في عيونه . . .
وعندما قبلها» لم تستطع منع نفسها من مبادلته القبلة
بالقبلة » كانت شفتاه دافئتين ويداه قويتين . . . كانت تحترق
من الرغبة في الانضمام إليه أكثر، والاستلام لعناقه ،
ولكنها لم تنسى ما حصل في دالاس . كان قد تركها حينما.
رغبت في الاستسلام له كليأ. لن تسمح الأن بتكرار ما
حدث .
يجب أن تضع حدأ لهذه القبلات قبل أن يفت الأوان .
بعد لحظات لن تمتلك القدرة على مقاومة رغباتها . . .
يا إلهي » إن تبتعد عن ذراعي هذا الرجل هو شيء
فظيع ولكن يجب عليها ذلك . . . وابتعدت عنه اخيرا
وهي ترتجف
"احب تقبيلك ، بريانا . . . تنهد بصوت يرتجف من
الرغبة "احب أن اضمك إلى صدري وأتلمسك . . . " .
وتأملها بعيون تلتهب بالحنان . واحست بأصابعه تتوقف
على كتفيها لقد فهم أنها ترفض الاستسلام له . . .
"اعتقد أنه من الافضل أن اذهب الأن " وابعد يديه عنها
"اليس كذلك ؟»" .
لم تجبه بريانا، واحست بجفاف في حنجرتها لدرجة
أنها لا تستطيع التلفظ بأقل كلمة كانت ترغب بأن تصرخ
وتدعوه للبقاء . . . لكنها كانت تعلم بأن هذا سيكون خطأ
كبيرآ . أن موقف رايدر منها تغير كثيرأ منذ بداية هذه
السهرة . إذا سمحت له بقضاء الليلة هنا، ماذا سيحصل
غدأ؟ هل سيرغب ايضأ برؤيتها؟ .
نهضت بريانا ، وتجاهلت الأسئلة التي تتزاحم في
رأسها ، وتقدمت رفيقها نحو الباب » هناك التفت رايدر
نحوها وابتسم ابتسامة خجولة .
«انا اشكرك على مرافقتي . . . " وداعب خدها المشتعل
بآصابع يده » وأضاف بصوت ناعم "انتبهي على نفسك
بريانا» وخرج واغلق الباب وراءه .
هذه الليلة ، لم تستطع بريانا النوم بسهولة ولم تتمكن
من إيجاد الهدوء ، ومن التخلص من الأسئلة التي ترهقها .
متى سترى رايدر من جديد؟ حتى أنه لم يشر إلى أنه
سيتصل بها ، وهي امتنعت عن القيام بالمبادرة . كان يجب
عليها آن تصبر ولا تستعجل الظروف .
اوه ، يا الهي ، انها تكره الانتظار !. لأول مرة في حياتها ،
التقت بالرجل الذي كانت ترغب بالتعرف به بشكل
جنوني » إنه الرجل الذي تتمنى أن تكتشف الحب معه . . .
ولكن هو، ماذا يشعر نحوها؟ أنها تعجبه ، هذا شيء
واضح إلا إنه حتى ولو اعترف لها هذا المساء ببعض
آموره الخاصة » سيبقيها بعيدة عن حياته كانت تشعر بأنه
يتمالك نفسه بحذر شديد » حتى أنها احست احيانآ بأنه
يضع مسافة بينهما .
ماذا سينفعها العذاب بهذا الشكل ؟ بعد كل شيء ،
إنهما لم يتعارفا سوى منذ أيام فقط » يجب أن تترك الوقت
يتكفل بكل شيء » قد يتمكن الوقت من التقريب
ينهما . . .
"نعم يجب ذلك " قالت بصوت مرتفع وهي تربت على
وسادتها "يجب أن اتعلم السيطرة على نفسي وأن أتحلى
بالصبر، وأن امنح كلينا فرصة أكبر. . ..
خلال الأسبوع التالي انغمست بريانا في العمل
وكانت تقضى معظم وقتها في مكتبة المركز الثقافي. تدرس
كل شيء يخص تلك الفترة من التاريخ التي ستدور خلالها
أحداث روايتها القادمة . لقد جمعت حتى الأن ملفا مهما. ولم يكن رايدر قد اتصل بها أوحاول رؤيتها. . .
الوسيلة الوحيدة التي كانت تربط بينهما هي يومياته التي
تنشر في صحيفة الشمس والتي اصبحت بريانا من قرائها
المخلصين ، اعجبت كثيرا بأسلوب الصحفي وبطريقته
في استعمال الفكاهه ليشير بها إلى الحرب التي يخوضها
ضد كل أنواع المخالفات الظاهرة في المجتمع وفي
السياسة
كما وأنها بدأت تفهم لماذا يدعي أن لديه اعداء في
ولاية كساس . . . مثلآ في مقال نشره مؤخرآ شهر
بتعامل شركة عقارية ، لقد حاولت هذه الشركة اقناع رجل
عجوز بالتخلي عن منزله من اجل انشاء بنايات حديثة على
هذه الأرض
وتوسط هذه الشركة عن طريق الخدع جعل العجوز
فريسة للممولين الذي يحلمون بالأرباح السريعة «الغير
قانونية


في صباح يوم السبت » كانت الفتاة على وشك تناول
فطورها عندما رن جرس. الهاتف . فانتفضت تأملت الهاتف
بطرف عينها، أيمكن أن يكون رايدر؟ وجمعت كل شجاعتها ورفعت السماعه
" بريانا؟ انا آن . . . كف حالك ؟» يا الهي» كانت قد نسيت ال دامنالز تمامأ! كان يجب
عليها الاتصال بهم قبل الأن بكثير
" آن !» صرخت بريانا بفرح صادق "انا بخير، وانت؟""
" انا بخير ايضا. . . كنت متردده وانا اطلب رقم هاتفك
اجابتها آن بمرح .
"كان يجب ان اتصل بكما بنفسى . لقد تصرفت كطفله
صغيرة » لم يكن يحق لى أن احملكما مسؤوليه مشاكلى مع
رايدر»
"كم انا سعيده بسماعك تتكلمين هكذا! بول وانا اسفان
جدا! اعتقدت انت اننا خدعناك لكن هذا ليس صحيحأ
هل انت مقتنعة الأن ؟».
"تمامأ. . . فلننسى كل هذه القصه ، موافقه ؟"
"طبعأ موافقه ! اجابتها آن بسرور كبير. لماذا لا نتاول
الغداء معأ غدأ؟ بإمكاننا ان نقضى فتره بعد الظهر معأ؟"
"هذه فكره رائعة . فى أيه ساعه يجب أن اصل ؟"
"نحن نتناول الغداء فى الساعه الثانية عاده ولكن
بإمكانك المجىء ساعة تشائين . سنشوى اللحم فى
الحديقة وسأعد حلوى ستعجبك حتمأ. . . . "رائع . ان دعوتك تغريني حقأ» آن . . . انك وبول
صديقاى الوحيدان فى هذه المدينه »
" شكرا على هذا الكلام . . . سأنقله إلى زوجى بكل سرور، سيسعد به كثيرأ، كنا نخشى ان لا نراك ابدآ.» .
"إلى اللقاء آن . . انا بانتظار الغد على أحر من الجمر! " .
في صباح اليوم التالي ، استيقظت بريانا متأخرة . وهي
منذ ذلك العشاء مع رايدر والنوم يهرب منها . كانت تبقى
ساعات طويلة في الظلام تتأمل ، تفكر تتذكر
وتساءل . . . تتساءل إذا كان الصحفي حقأ في خطر ان
كلمات بول لا تزال ترن في إذنيها وكذلك نظرات القلق
في عيون صاحب مطعم الكازا ديل ريو. . . كانت تفكر
بطلاق رايدر لماذا فشل زواجه الأول ؟ كيف كانت زوجته
السابقة ؟ ألا يزال يحبها؟ أيفكر في العودة لها؟» . " ورده قايين "
عند الظهر، غادرت بريانا المنزل . فمرت على السوق
واشترت بعض الحاجيات ، ثم توقفت امام بائع أزهار، واشترت باقة كبيرة من الأزهار الملونة لتقدمها لآن . ثم
اتجهت نحو منزل آل دانيالز وكانت تعلم أن وقت الغداء لا يزال باكرأ ولكن آن قالت لها انها بإمكانها ان
تاتي ساعة تشاء
ما إن وصلت إلى المنزل حتى رأت سيارة رايدر متوقفة
إلى الجانب الأخر من الشارع . لو رأت هذه السيارة قبل
أسبوع لكانت غضبت كثيرأ لكنها هذه المرة شعرت بأنها
سترقص من الفرح
لم يكن رايدر قد اتصل بها ولا زارها حتى انه لم
يحاول أن يعرف إذا كانت لا تزال على قيد الحياة . ولكن
كل هذا ليس مهمأ إنها سعيدة جدأ لأنها ستراه
نزلت من سيارتها بسرعة واتجهت نحو باب المدخل ،
ورنت على الجرس وقلبها يدق بسرعة ، وقد ازداد بريق
عيونها الخضراء . كانت تعلم بأنها بهذا الشعر المنسدل
على كتفيها، وببنطلونها الشورت الأحمر وقميصها الأبيض
تبدو فاتنة وهذا ما جعلها تشعر بالإطمئنان . . . فتحت لها
آن الباب ، وكانت تبدو منفعلة ومتوترة جدآ .
"بريانا . . . رايدر هنا لم انجح في التخلص منه ! "
قالت لها بسرعة وهي تتلعثم بكلماتها .
حاولت بريانا أن لا تظهر فرحها . لم تكن تريد أن تبدو
كفتاة صغيرة أمام آل دانيالز.
"لا تقلقي آن هذا لا يزعجني . . . " .
تأملتها آن بحيرة وتوتر
"هل انت متأكدة ؟ .
"نعم . . . تفضلي ، هذه الباقة لك " اجابتها وهي تقدم
لها باقة الأزهار.
"أوه » شكرآ بريانا . . . " .
واتجهت الإمرأتان إلى الصالون ، ولم تتمكن بريانا
منع نفسها على النظر من النافذة على أمل أن ترى الصحفي .
" إنهما في الحديقة » قالت آن التي كانت لاتزال تحت
تأثير المفاجئة . ثم هزت رأسها وقالت بدلال .
«يجب أن يتكلم أحد ويشرح لي الموقف . اشعر بأن
هناك أشياء تفوتني معرفتها . . . .
«انا . . . سأضع الأزهار في الماء . . . " قالت بريانا
بسرعة محاولة أن تتهرب من اسئلة آن . "يوجد مزهرية فوق الثلاجة
"حسنأ. . . لا تتحركي انت » اجابتها بريانا وأخذت باقة
الزهر من يدها واسرعت نحو المطبخ . هناك عندما وقفت
أمام المغسلة رأت رايدر اخيرأ. كان مع بول قرب الكاراج
يتفحصان سيارة بول كان يرتدي بنطلون جينز وقميص
مقلم . . . كان بكل بساطة رائعأ
"هل وجدت المزهرية ؟" سألتها آن فجأة وهي تقف
خلفها.
انتفضت بريانا» ولم تكن قد انتبهت للإناء الذي كان
يطفح بالماء منذ دقائق
"إيه . . . نعم . . . لقد امتلا الإناء00. قالت
متلعثمة "هذا ما أراه بوضوح . . . " .
احمرت وجنتا بريانا، والتفتت نحو آن التي كانت عيونها تلمع ببريق المكر
"يبدو لي انني قرأت في إحدى المجلات أن الزهور
بحاجة للماء البارد كي تدوم طويلا. . . » شرحت لها وقد
زاد إحمرار وجهها
"لا بد انك . قرات هذه النصائح في مجلة سيدة المنزل »
اجابتها آن ضاحكة
"نعم بدون شك . . .
"بالتأكيد . . . لحظة ، اعتقدت أن شرودك على علاقة
مع وجود رايدر. . . »
دون أن تجيبها» ركزت بريانا انتباهها على تنسيق الزهور التي بين يديها . لا ، هذه الزهرة ليست في مكانها
«لأن ، كما ترين ، لرايدر تأثير غريب على النساء . . . "
أضافت آن بسخرية لطيفة "ما إن يظهر في مجال الرؤية ،
حتى تبدو كل بنات حواء شاردات ! " .
لحسن الحظ ، دخل الرجلان في هذه اللحظة ، وخلصا
بريانا من الإحراج .
«نهار سعيد! " صرخ بول "كم انا سعيد بوجودك هنا ! "
اضاف وهو يشد على يدها بحرارة .
فابتسمت له بحرارة ممائلة .
"انا ايضآ سعيدة جدآ بدعوتكم لي . . . »" .
وكانت تحاول أن تتمالك دقات قلبها ، فالتفتت نحو
الصحفي الذي كان يقف عند العتبة ، ويتأملها جيدآ ويحدق
بساقيها الطويلين وخصرها النحيف » وشعرها الأشقر الطويل
المسترسل على كتفيها . . . "نهارك سعيد » رايدر . . . " قالت ` بصوت ضعيف "لم
اكن اعتقد انني سأجدك هنا . . . " .
"ولا انا ايضآ . . . " .
وبجهد كبير ليتمالك نفسه » تقدم نحو آن وداعب خدها بمحبه .
«الأن فهمت لماذا كنت لا تتوقفين عن سؤالي إذا لم
تكن قد تأخرت على عملي . . . " قال لها ممازحآ، فاحمر
وجهها آه .
«كيف كان بإمكاني أن اتكهن بأن الأمور تتغير بينكما؟
آخر مرة التقيتما فيها تحت سقف منزلي ، كانت بريانا تريد أن تخنقك وانت لم تكن بأفضل منها.» .
"الذين يتحاربون كثيرأ» يتخاصمون اكثر. . . " .
تظاهرت بريانا بأنها لم تسمع شيئأ كانت تفضل أن لا
تعرف إذا كان جادأ فيما قاله ، أم أنه مجرد مزاح . . .
"عظيم ." قالت آن بما انكما لم تعودا متخاصمين ،
لماذا لا تتناول الغداء معنا، رايدر؟» .
«للاسف لدي موعد هام بعد دقائق قليلة ، ولكن . .
إذا كان بإمكانكم انتظاري . . . ».
"بالتأكيد!" تدخل بول «هيا اسرع وعد قبل أن نموت من
الجوع !".


"اعدك بأن لا اتأخر. . . إلى اللقاء قال وهويلتفت نحو
بريانا.
"إلى اللقا"" اجابته بصوت هامس .
هي كانت تحلم ؟ أم آنها رأت في عيون الصحفي بريقا
خاصآ؟
كانت شعلة غريبة تتوهج في عيونه كانها وعد . . .
وعندما خرج رايدر احست فجأة بأنها تائهة . . . لكن صوت
آن أعادها الى الواقع .
"ما رأيك لو نشرب العصير بينما يهتم بول في مشواة
اللحم ؟"
"حسنآ"
وتبعتها إلى الشرفة » وجلستا على مقاعد مريحة تشربان عصير الفاكهة . تنهدت بريانا واغمضت عينيها للحظة
"ما هي حقيقة مشاعرك نحو رايدر؟ سألتها آن فجأة بصوت هأدىء.
تفاجأت بريانا بهذا السؤال لدرجة أنها كادت توقع كوبها
من يدها.
"انا. . . انا لا افهم . . . ".
ابتسمت آن بمحبة .
" انا لست عمياء» بريانا. . .»".
"ولكني لا. . . .
"اطمئني انت لست مضطرة للاعتراف لي لكنني
أحب أن تستمعي لي قليلآ. . . " ثم سكتت وكأنها تحاول
جمع أفكارها وأضافت ببعض التردد".
"رايدر صديق عزيز» وانا اعتبره أخآ لي. . . ولهذا السبب انصحك بأن تكوني حذرة معه . . أنه مختلف جدأ عن كل الرجال الذين يمكن أن تلتقيهم في حياتك
أنه . . بإمكانه أن يعذب النساء اللواتي يتعلقن به
كثيرآ. . .».
"انت تقصدين أنه يتلاعب بعواطف النساء ؟"
"آوه ، انا لا اقصد أن انتقده !" وتنهدت آن بحزن "انا
احبه كثيرأ، ولكني اكن لك مشاعر الصداقة إيضآ، ولهذا
السبب اتكلم هكذا. . . رايدر مر بمراحل صعبة وبتجارب
اصعب » وجروحه لم تندمل نهائيآ. . . ".
"هذا يعني؟" سألتها بريانا وهي تبلع ريقها بصعوبة .
"حسنا. . . أتعلمين بأنه كان متزوجآ؟"
" نعم ».
«كانت زوجته السابقة سيئة جدأ! لم تكن تهتم ابدآ
بزوجها» ولم تكن تفكر سوى باستغلالة . الجميع كانوا
يعلمون ذلك ولكن رايدر كان يرفض ان يفتح عينيه ليرى
حقيقتها، كان لا يزال شابأ صغيرأ! تزوج في سن الرابعة
والعشرين فقط . . . »
"هل دام زواجهما طويلأ؟».
"ستة سنوات . . . جعلته يعيش جحيمأ حقيقيأ، وكلنا كنا نتساءل كيف استطاع أن يتحملها كل هذه المدة . . . » ثم سكتت آن من جديد، وتنهدت وأضافت
"واخيرآ تطلقا لكن رايدر خرج من هذه التجربة
منهارآ، وبعد ذلك توفي والديه » وشعر بأنه مسؤول عن
وفاتهما، بالفعل ، كان يجب عليه هو أن يعيد أخته الى
اوستن . لكن مقابلة صحفية منعته في الدقائق الاخيرة فذهب
والداه مكانه . وعندما توفيت أخته مأليسا في السنة التالية ،
اعتقدت أن رايدر لن يخرج من هذا الحزن الجديد، لا اريد أن ادخل بالتفاصيل ولكن رايدر كان مقتنعا بأنه كان بإمكانه أن يتجنب هذه المأساة ، لوكانت ماليسا تثق به ولو كانت كلمته عن مشاكلها. . .
"
ظلت بريانا صامتة تحاول حبس دموعها لم تكن ترغب
بأن تقول لآن بأن رايدر شرح لها هذه المأساة
"منذ ذلك اليوم ، وهو يعيش في عزلة . . . " أضافت آن «كأنه فقد إمكانية الانفعال ، وكرس كل وقته لمقالاته وحصر صداقته بنا وببعض الأصدقاء القليلين جدآ، بالطبع كان له
علاقات . . . لكن قلبه لم يخفق لأية إمرأة . . . " ثم نظرت
بصدق إلى بريانا " انا آسفة بريانا. . . كنت اريد فقط أن احذرك كي
تتجنبي الدموع الغير ضرورية . . . ».
لم تجبها بريانا. لم تكن تعرف ماذا تقول . . بالتاكيد
كان بإمكانها أن تؤكد لآن بأنها لا تشعر بشيء تجاه
الصحفي لكنها كانت تعلم ايضا أن آن ليست غبية
عندما عاد رايدر، وجدت بريانا نفسها مضطرة للإعتراف
بأن كل تطميناتها النظرية ميئوس منها. . . كانت في المطبخ تثرثر بمرح مع آن ، عندما وصل الصحفي . كانت
مشغولة في تقطيع البندورة عندما احست فجأة بوجود أحد
إلى جانبها.
دون أن تدير راسها، احست فورآ بهوية صاحب الجسد
الذي حرارته تحرقها. ارتعشت ودق قلبها سرعة ، وكادت
السكينة تلامس كم قميص رايدر. . .
«هاي! انتبهي وانت تحملين هذا السلاح آنسة ! قال
وهو يلتهم قطعة بندورة «انا اريد أن اشارككم هذا الغداء
لكنني لا ارغب في أن اكون طبقكم المفضل !".
عندما التقت نظرتها بنظراته الماكرة ، تأكد لها شيء قوي لقد وصلت إلى نقطة لا يمكن الرجوع عنها
هذا الرجل اصبح يشكل جزءآ من وجودها. يجب أن تقبل هذه الحقيقة » وتتحمل بشجاعة كل ما ينتج عنها بما فيها
العذاب . . .
اذا كنت تريد البقاء حيأ لا تمد يدك إلى السلطة قبل
أن تصبح على المائدة " قالت له مهددة " .
ابتسم رايدر والتفت نحو آن التي تراقبهم باهتمام . "هذه البندورة لك انت ، يا عزيزتي آن . . . ايمكنني أن
ابتلع قطعة أخرى؟"
قلبت آن شفتيها بمعنى أنها تفضل البقاء على الحياد . "لو كنت مكانك لأطعت الآنسة . . . » اجابته ضاحكة
أخيرأ "انتبه أنها دائمأ مسلحة » .
نظر رايدر من جديد إلى عيون بريانا
"انا مستعد للمخاطرة !" اجابها بابتسامة شيطانية .
ثم نفذ القول بالفعل وسرق قطعة بندورة بسرعة وابتلعها دون أن يترك لبريانا فرصة وابتعد مسرعأ وهو يضحك . . . مرت فترة بعد الظهر كأنه حلم . وكانت الشمس قد بدأت بالمغيب عندما انضمت لمضيفتها في المطبخ لتنظيف
الأطباق . وظل الرجلان في الحديقة . كانت بريانا تجفف الأطباق عندما لاحظت أن آن جلست على كرسي والتعب باديأ على وجهها الشاحب . "انت بخير آن ؟ سألتها بريانا بقلق . "يبدو انني استعد لإنجاب طفلي بين لحظة وأخرى»
انتفضت بريانا بخوف .
"بين لحظة وأخرى؟ اتشعرين بآلام المخاض ؟ "نعم . . . لقد بدأ ذلك منذ قليل . . . لكن الآلام بدأت
تقترب اكثر. . . » .
"يا إلهي ! لماذا لم تقولي قبل الآن ؟ . «بريانا . . . " قالت آن وهي تحبس آلامها «اعتقد أنه من
الأفضل أن تضعي الماء على النار. لن يتأخر الطفل
كثيرأ . . . » .
هذه الكلمات احدثت صدمة كبيرة في نفس بريانا فصرخت بكل قوتها من نافذة المطبخ المفتوحة . "بول ! اسرع ! آن على وشك الوضع ! " . ركض بول باقصى سرعة إلى المطبخ وانضم لزوجته ، نظرت إليه آن بنظرات ملؤها الحب .
«لقد حان الموعد أخيرأ ، يا عزيزي . . . » وشدت على اسفل بطنها من الألم الذي عاد فجأة .
للحظة ظل ببول مذهولآ وكأنه تلقى صدمة عنيفة .
«شحب وجهه ووقف شعر رأسه . وأخيرأ تمالك نفسه وقال
متلعثما .
«سأحضر حقيبتك . . . » . وابتعد متعثرأ ، وعاد بعد لحظات يحمل حقيبة صغيرة "ايمكنك أن تسيري حتى السيارة ؟» سألها بصوت
مرتجف .
"نعم بالتأكيد. . . ».
«اذأ» الأفضل أن نذهب إلى المستشفى بسرعة اليس
كذلك ؟».
«اعتقد ذلك . . . » أجابته آن بابتسامة حنونة .
ساعدها بول في النهوض ، وساعده رايدر الذي كان
ينظر إليهما بمحبة .
«هل انت متأكد انك تستطيع القيادة ؟» سأله رايدر
بلطف .
«نعم . . .».
"إذأ سننضم إليكما في المستشفى حظأ موفقأ، يا
عزيزتي . . . » قال وهو يقبل آن بحنان .
ما إن ابتعدت سيارة آل دايالز، التفت رايدر نحو
بريانا
"من غير الضروري أن نأخذ السيارتين اليس كذلك ؟
على كل حال سآعيدك إلى هنا بعد عودتنا من
المستشفى لتأخذي سيارتك . . . »

 
 

 

عرض البوم صور lebanon spirit  
قديم 11-05-08, 08:35 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 74371
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon spirit عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon spirit غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon spirit المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مع أن آن واجهت صعوبات في فترة حملها الأولى ، إلا أنها انجبت طفلها بدون صعوبات غير عادية . كانت بريانا ورايدر وجدا وجدتا المولود الجديد يقطعون غرفة الانتظار
والممر ذهابآ وأيابأ بتوتر شديد، عندما خرج بول من غرفة
الولادة مشرقآ بالسعادة . .
"أنها فتاة ! " قال وهو يربت على ظهر رايدر "أنها رائعة »"
أضاف وهو يشد على يد بريانا بحرارة "آن بألف خير .
وكان قد بقي مع آن يشد على يديها طوال وقت
الوضع » لم يكن يتخيل أن حضور ولادة أول طفل له
سيكون مؤثرآ لهذا الدرجة . انها اجمل أيام حياته . . .
التفتت بريانا نحو رايدر فوجدت أنه ينظر الى صديقه بفخر
وتأثر شديدين
"أيحق لنا أن نذهب لرؤية ربيكا الصغيرة ؟» سأله رايدر
"أليس هذا هو إسمها؟"
"طبعأ ربيكا . . . "» أجابه بول بسعادة كبيرة
كانت الصغيرة جميلة جدأ كما قال والدها . لونها آحمر،
لكن شعرها الخفيف أسود. . . كانت نائمة وتضع قبضة
يدهأ ألصغيرة على فمهأ. . .
«انا لا اصدق أنها حقأ هنا . . » همس بول وكأنه يخشى أن يزعجها «هذا الصباح كنا انا وآن وحدنا والآن . . . » .
ثم سكت لشدة انفعاله ." واحست بريانا بأن الدموع تكاد تطفر من عينيها أنها سعيدة جدآ لأجل آل دانيإلز وكيف لا يمكن أن تتأثر أمام حياة جديدة تبدى، وأمام هذه الطفلة البريئة النائمة ؟ .
وفجأة لاحظت أنها مراقبة ، فالتفتت بهدوء، ولاحظت أن الصحفي يتأملها بنظرات غريبة فحاولت الابتسام لكنها لم تستطع . . . واحست بالإحراج فابتعدت بسرعة ، لا بد أنه يعتبرها سخيفة لأنها بكت هكذا . . .
بعد قليل ، توجها إلى غرفة آن ، وكانت مشرقة من الفرح وقد ازدادت جمالأ آكثر من قبل ، كان بول يتأملها بحب كبير مما اضطر بريانا لتمالك نفسها كي لا تبكي . . .
كانت الساعة قد اصبحت التاسعة مساء عندما غادرا المستشفى . في السيارة لم تستطع بريانا أن تتمالك تنهيدة تدل على تعبها.
«كان نهارأ طويلآ، اليس كذلك ؟» سألها رايدر بهدوء «خاصة بالنسبة لبول وآن . . . .
«نعم . . . انا احمد الله الى ان كل شيء تم على خير ما يرام بالنسبة لهما» .
«وانا ايضا .
"لماذا؟ انت بالكاد تعرفينهما0
لم تجبه بريانا فورآ . كانت تشعر بأنه يحاول أن يجربها .
"انت محق " اجابته اخيرا «لكن . . . احيأنآ نشعر بأننا نحب اناسآ ونتمنى لهم كل السعادة . . . 0.
"" أن تمنحيهم قلبك بكل سخاء . ولو جازفت بتعرضك لبعض الجروح . . . " أكمل رايدر بدلا منها .
"هذا صحيح . وخاصة إذا كنت تعزل نفسك عن الناس فقط لأنك تخاف العذاب ، وهكذا تكون حياتك قاحلة كالصحراء . . . وتكون الوحيد المسبب لتعاستك . . . " .
لاحظت بريانا اصابع رايدر تنكمش على المقود . فدق قلبها بسرعة وانتظرت . لقد شرحت لها آن كيف عزل الصحفي نفسه في وحدته . وبالتأكيد هو يشعر بأنه هو المقصود من خلال كلامها . لقد نطقت بهذه الكلمات لأنها تؤمن بها . أنه رأيها في الحياة والناس ، ويجب عليه أن يقبل أو يرفض . . .
بريانا . . . انت لم تمر من قبل بظروف صعبة اليس كذلك »
" لا "
"" بهذه الحالة ، انت لا تعلمين عما تتكلمين » .
"وانت ؟" سألته بتحد .
كانت تفضل أن لا تظهر له بأنها لا تجهل لأية درجة كانت سنوات زواجه شاقة
"انا؟" سألها بضحكة مريرة «للاسف انا اعلم جيدأ عن ماذا اتكلم "

«الا ترغب بمناقشة ذلك ؟0. لم يكن سؤالها بدافع الفضول ، كانت تشعر بكل بساطة أنه بحاجة ليحرر نفسه قليلأ.
"لا "
فالتفتت بريانا نحوه ووجدت ملامحه منقبضة على نور الشارع الخفيف .
«احيانأ يكون من الأفضل أن يفتح الإنسان قلبه قليلآ»
«ليس هذا سهلا عندما يكون الإنسان ميتا خلال سنوات طويلآ» .
«هل كان ذلك خطيرأ لهذه الدرجة ؟"
." انت تحبين لعب دور الطبيب النفساني اليس كذلك ؟» سألها بشيء من السخرية دون أن يجيب على سؤالها .
«لا بل انا احاول أن افهم من يشبهونني " .
«وهل حصل لك قبل هذا؟" .
«ماذا تقصد؟ سألته باضطراب .
"هل فكرت مثلأ انني قد اجعلك تتعذبين ؟" احست الفتاة بآن قلبها توقف فجأة . وحاولت أن لا تظهر ارتباكها . «لن اسمح لك بذلك .
«لن يكون أمامك الخيار" .
«يا لك من مدع !» اجابته ضاحكة .
«انا لم اخلق بالأمس، تصوري وانا لم انس الطريقة التي تجاوب فيها جسدك مع لمساتي . . . " انتفضت الفتاة
وكأنها تلقت ضربة قوية .
"لن اتركك تهزأ بي ! » اجابته بحدة
"كنت جميلة جدأ"
"ليس هذا السبب الوحيد! .
"انت تقولين هذا"
"بهذه الحالة ، لماذا تفكر بأن الامر كان مختلفا معيبا .
حسنآ. . " ونظر إليها نظرات استفزاز وساد الصمت بينهما قليلآ، ثم همس رايدر بصوته العذب
"اتريدين أن نتحقق من صدق نظرياتنا؟ .
""عفوا؟»" سألته وقد جحظت عينيها فجأة
"نعم يجب أن نتأكد من النظرية إذا كنا فقط نشعر بالرغبة تجاه بعضنا . . " .
شعرت بريانا بتوتر شديد . واحست بأن الموقف قد تخطى إمكانياتها لدرجة لا تستطيع تمالك نفسها . "انا . . . انا . . . "
"إن شقتي ليست بعيدة من هنا . . . " .
فبلعت ريقها بصعوبة يا إلهي بماذا تجيبه على هذا السؤال الصريح ؟
"اعدك بأن لا اكتب شيئا عن هذا الموضوع " أضاف رايدر بصوت هامس "على شرط طبعا أن تفعلي انت نفس الشيء . . . "
هذا طبيعي ايعتقد أن مشاهد الحب التي تضعها في رواياتها هي نتيجة خبرتها! منذ بداية علاقتهما وهو يخطىء بحقها . . . بدون شك يتخيل أنها كانت على علاقات
عديدة . . .
فتحت فمها لكي تدافع عن نفسها» لكنها لاحظت أنه زاد من سرعة السيارة ، يبدو انه اعتبر صمتها موافقة ! . رايدر انا. . . » وتلعثمت بسرعة .
"ماذا؟» قاطعها بسخرية "ألم تقولي أنه يجب الاقتراب من مشابهينا دون خوف من الجروح ؟».
"بلى، ولكني. . .».
"الست مقتنعة ؟»"."
"بلى ولكن . . .»."
«انا على وشك الوقوع بخطىء جسيم " فكرت بخوف .
حتى الآن ، كانت دائمآ حذرة ومتعقلة . ماذا ستجني؟ لا شيء. . . منذ أن التقت بهذا الرجل » وهي لا تتوقف عن التكرار بأنها لا تشعر نحوه بأي شعور عميق سوى الرغبة اتية . لم يسبق لأي رجل ان اربكها هكذا، ولكنها معه هو، تتمنى أن تكتشف أسرار الحب . وبعد ذلك ، ستتمكن من فهم سيطرته عليها، على الأقل هي تأمل بذلك . . .
"كفاك أسئلة سخيفة !» فكرت بتمرد على نفسها "هذا ليس وقت التفكير وقياس الحقائق اللحظة هي لحظة العيش . . .
كانت شقة رايدر تقع في بناية فخمة ، في قلب مدينة سان انطونيو. إنها شقة دوبلوكس مرتبة بذوق كبير.
تأملت بريانا الصالون الكبير، واللوحات المعلقة على الجدران ، وهي تود أن لا تظهر توترها. كانت تشعر في
شورتها الأحمر وقميصها الأبيض انها رقيقة جدأ
"شقتك جميلة جدا» قالت وهي تجلس على الكنبة ."
"نعم ، لا بأس بها. . . ماذا ترغبين أن تشربي؟ .
"ويسكي لو سمحت "
"مع الماء أو مع الصودا؟»
"اريدها ساك " .
كانت بحاجة ماسة لشيء يمنحها الشجاعة ، فهز رايدر حاجبيه
"لم اكن اعلم انك تحبين المشروبات القوية . . . ".
"هذا يحصل معي احيانا. . . ".
تأخر رايدر قليلآ أمام البار ثم عاد وجلس بقربها وناولها كأسها كيف استطاعت آن تنجح في شرب كأسها دون أن تقلب الكحول على صدرها؟ يبدو أن السماء تساعدها في تمالك اضطرابها.
لان رايدر يراقبها بصمت وعيونه تتأمل ساقيها وصدرها وشعرها الطويل وشفتيها المرتجفتين . . . "لقد قرأت كتابك " قال لها فجأة "نعم ، اعلم ذلك" "
فابتسم رايدر برقة
""اين عقلي ؟ لقد تكلمت عنه في مقالي، بالتأكيد000
على كل حال اعجبني كثيرا ""
هل ادهشك ذلك ؟"،"
"بصراحة نعم »"
"لماذا؟"
«لأنني لم اقرأ من قبل رواية عاطفية ابدأ
«بسبب مبادئك ؟» .
«لا . . . ببساطة لم تسمح لي الظروف بقراءة كتاب من هذا النوع » .
"ما الذي اعجبك فيه بشكل مميز؟» .
«اسلوبك ، وطريقة صياغتك للكلمات " .
«كونك صحفي انا اعتبر كلامك هذا إطراء"
" نعم » .
«في هذه الحالة ، قد تصبح أحد قرائي؟»
"هذا ممكن » .
وضعت بريانا كأسهاعلى الطاولة الصغيرة . . «هناك شيء فاجئني بشكل خاص . . . »
«ما هو؟.
«البطل والبطلة كانا مخلصين جدأ لبعضهما . . . قال وهو يداعب شعرها بلطف .
"كل شخصياتي هكذا، انا اصفهم "دائمأ بالصدق والوفاء لا تنسى ذلك " .
«الله وحده يعلم لماذا انا اتخيل أنه في هذا النوع من الأدب أن الأبطال يعشقون المغامرات . . . »
«مرة جديدة انت مخطىء . . . عندما نحب احدأ بعمق ، لا يعود هناك أهمية لأي شيء آخر في الوجود. . . » .
دس رايدر يده تحت شعرها وداعب عنقها ببط ء . "اهناك أحد تخلصين له في بنسلفانيا؟"
«لقد سبق وقلت لك إن رفيقي الوحيد هو هرتي . . . » اجابته وهي ترتعش بحدة .
«انا لست مقتنعا ، يبدو لي أن هذا صعب تصديقه » .
«و. . . وانت ؟ » سألته متلعثمة «هل انت مرتبط حاليأ بأحد؟ » .
«لا .
«هذا يبدو لي صعب تصديقه اجابته ممازحة رغمأ عن توترها الشديد


.
فهز رايدر كتفيه .
«لم اهتم كفاية بأحد . . . على الأقل هذا صحيح حتى فترة وجيزة . . . "
اخذ قلب الفتاة يدق بسرعة . اللحظة التي كانت تتمناها وتخاف منها حانت . . . انحنى رايدر نحوها ونظر مباشرة الى عينيها . . . يا إلهي ، تكاد تغرق في هذه العيون الأكثر عمقأ من كل بحيرات العالم . . .
ولكن لا ، أنه هنا لإنقاذها شفتاه الرقيقتان تمنحانها الحياة تحملانها إلى عالم من السحر حيث لا تتوقف الشمس عن الإشراق . . .
وأصابعه الرقيقة الدافئة تتحرك بحب وحنان على جسدها المرتجف . . . لشدة تأثرها وانفعالها اسندت نفسها إلى صدره ، واستسلمت لقبلاته الحارة . . . أن رغبتها القوية كانت ضعيفة جدأ أمام رغبة رايدر، أنه خبير بالحب ، كان يقودها´ بلطف وببط ء الى قمة اللذة ، ولكن الرغبة كانت قوية على الفتاة فتنهدت من أعماق كيانها ، فضمها إليه أكثر ورفعت يدها المرتجفة
نحو وجهها الجميل يلامسه بلطف .
كان جسدها الناعم يبدو كزهرة نضرة عطرة . . . وبريانا تائهة كفراشة تبحث عن الضوء . كانت تعلم بالبقاء هكذا حتى آخر لحظة من عمرها ، بين هاتين الذراعين القويتين اللتين تشعلان نيران عواطفها
رفع رايدر رأسه ، وحدق بعيونها .
"اريدك بريانا سان كلير. . . » همس بصوت لاهث . فخبأت وجهها في صدره واسندت جسدها المرتجف على جسده ، كان فمه الوسيلة الوحيدة لتهدئة الانفعالات القوية التي تلتهمها . . .
فجأة ، دفعها رايدر ونهض .
"تعالي . . . غرفتي في الاعلى . . . " .
في اللحظة الأولى ظلت بريانا مسمرة مكانها واخيرآ ، أحمر خداها ومدت له يدها بخجل . فساعدها رايدر على النهوض وقبل كتفها العاري بحنان .
"انت رائعة الجمال . . . " .
جف حلق الفتاة من شدة الانفعال وتبعته على السلم بصمت , لو اعترفت له الآن بأنها المرة الأولى لها لا لن يصدقها "تشجعي !. » قالت لنفسها "الحياة ليست سوى سلسلة اكتشافات ، أول كلمات , أول خطوات , اول قبلات . . . وتعلم الحب هو فقط مرحلة في هذه الطريق الطويل ، هذاالرجل هو الذي كنت انتظره 00"
عندما اصبحا في غرفة رايدر حملها ومددها بلطف على السرير الواسع في وسط الغرفة ، ارتبكت بريانا كثيرأ ،
يا إلهي ! كم تتمنى لو كانت خبيرة كبطلات رواياتها.
"" ما بك ، بريانا؟" سألها الصحفي وقد عقد حاجبيه قليلأ "أهناك شيء لا يسير على ما يرام ؟" .
"" لا. . . "» اجابته بصوت مرتجف
يبدو وأن جوابها أرضاه » لأنه ضمها إليه وهو يبتسم بحنان . وبدأت الفتاة تستسلم للمساته ، ولكن عندما شعرت بأن رايدر يحاول أن يفتح سحاب شورتها انكمشت على نفسها ودون أن تشعر دفعته عنها وحاولت اقفال السحاب . كانت أصابعها ترتجف وادركت أن تصرفها سخيف كأنها وزة بيضاء صغيرة ، لكنها لا تستطيع أن تمنع نفسها عن هذا التصرف . . .
تأملها رايدر وقد تقطعت أنفاسها بنظرات فيها الشعور بالدهشة والخيبة .
"أيمكن أن تتكرمي علي وتقولي لي أية نحلة"
لسعتك ؟" .
"انا. . . انا. . . "
الأكثر من ذلك ، أنها لم تعد تتصرف فقط بغباء ومخافة بل اصبحت عاجزة عن النطق بأقل كلمة ! اتحاولين أن تردي لي الصاع صاعين ؟»" سألها رايدر بحدة ، فتأملته بدون أن تفهم
"بسبب تلك السهرة في دالاس . . . » شرح لها بهدوء "عندما تركتك وهربت . . . » .
فتحت بريانا فمها لتقول له بأنه مخطىء، لكنه لم يسمح لها بذلك .
"إذا كان الأمر كذلك ، فانا انصحك بتغيير خطتك ! هذا
المساء كلانا يعلم ما نفعله ، لقد اوضحت لك انني ارغب بقضاء الليلة معك وانت تبعتني إلى غرفتي بكامل وعيك وإرادتك ، إذأ ، فلنتوقف عن لعب دور الهر والفأرة " . زادت كلماته هذه من إحراج الفتاة فبدأت تتراجع رغما عنها بإتجاه الباب .
"اتخافين مني؟» سألها وكأنه لا يصدق ما يحصل ."
فاخفضت رأسها أوه لماذا هي غبية هكذا ! إنها ترتجف كورقة في مهب الرياح
«بلى ! » أضاف رايدر بدهشة كبيرة "انت ترتجفين. من الخوف "" وتقلصت أصابعه على كتفيها العاريين .
" اهذه هي المرة الأولى لك ؟ " .
وهز كتفيه بانزعاج شديد كأنه ارتكب غلطة كبيرة
«لا مستحيل . . . لا يمكنك أن تخترعي مشاهد الحب التي تكتبينها في رواياتك بدون أية تجربة سابقة . . . " .
ثم سكت وحدق بعيونها مباشرة ، وكأنه يبحث عن الحقيقة في اعماق روحها .
"كان لديك عشاق اليس كذلك ؟ »" سألها بصوت هامس ، ادارت بريانا رأسها . لكنه امسك ذقنها واجبرها على النظر إليه .
" اليس كذلك ؟ كرر سؤاله وقد فرغ صبره
انهمرت دموع الفتاة بغزارة ، يا إلهي ! لماذا يحاول تعذيبي؟ .
"لا» اعترفت له اخيرأ وهي تجهش بالبكاء . «يا الهي . . . »
وظل لحظات مذهولا ، وكأنه اصيب بضربة الصاعقة . ثم تركها فجأة » وكأن جلد الفتاة العاري يحرقه ...
"لماذا لم تقولي لي ذلك قبلا؟ " سألها بصوت مرتفع
"ماذا كان بإمكاني أن افعل برأيك ؟ أأحمل لوحة أعلقها حول عنقي وقد كتبت عليها عذراء؟ "
ابتسم رايدر وهز رأسه .
"هذا أشرف بكثير! ". .
"بالنسبة لمن ؟"

بالنسبة للرجال الذين يثقون بأنفسهم كثيرآ . . . "
"فليذهبوا إلى الجحيم كلهم ! " اجابته بغضب شديد . دون أن يجيبها اتجه رايدر إلى الخزانة وناولها قميصا من قمصانه .
"خذي » غطي نفسك جيدآ » ارجوك . . . " . احمر وجه الفتاة وكانت قد نسيت تمامآ أن صدرها عار» وأنها لا ترتدي سوى شورتها القصير "شكرآ" تمتمت وهي تلف القميص على صدرها بسرعة
"تعالي نخرج من هذه الغرفة . :. . "
رفعت بريانا رأسها لم تكن تنوي أن تترك الكلمة الأخيرة للصحفي !
"ماذا حصل ؟»" سألته بسخرية " الآن وبعد أن عرفت سري الفظيع لم تعد ترغب بي؟ " .
نظر رايدر إليها نظرات قاسية لدرجة أنها ارتعشت من الخوف لماذا تتحداه هكذا؟ وكيف ستتصرف إذا غير
رأيه؟
"بلى . . . فلنقل فقط أن الوقت لم يحن بعد"
«حقأ؟» سألته بسخرية كأنها أمام شيطان ماكر"إذا كانت برائتي تزعجك ، بإمكاني أن اجد بسهولة كبيرة ، رجل يقبل في تدريبي وجعلي مناسبة لك ! " .
«اهذا ما تتمنينه ؟» .
«بصراحة لا . . . » اجابته واخفضت رأسها . "إذأ ، لا تفعلي ، على الأقل ليس بسببي انا" .
الغريب أن هذه الجملة جرحت مشاعرها كثيرآ ، يبدو أنها تحمل معنى واحدآ "انا لا انوي أن العب أي دور في حياتك . . .
عندما عادا إلى الصالون ارتبكت بريانا اكثر عندما رأت ملابسها مرمية على الأرض ، فتناولتها بسرعة وازعجتها نظرات رايدر المبتسم .
"لا لن اخجل ! " فكرت بسرعة "هذا يكفي لهذا اليوم » .
«اين يمكنني أن ابدل ملابسي؟" سألته بجفاف .
«هناك . . . " اجابها وهو يشير إلى باب غرفة الحمام .
ارتدت بريانا ملابسها وترددت قليلا قبل أن تنضم لرايدر. كانت تشعر بالغباء . . . مع أنها كانت تدرك أن رايدر لم يكن يسخر منها ، كان متفاجئآ فقط ، ولم يضحك ابدأ . . .
«ياإلهي من حسن الحظ أنه لم ينفجر ضاحكآ! " ثم رتبت شعرها وغادرت الحمام .
"انا جاهزه " قالت له ببرودة
"عظيم ، هيا بنا"
"طوال الطريق » ظلا صامتين ، أوصلها رايدر أمام منزل آل دانيالز حيث تركت سيارتها. وبعد أن سلم عليها بيده ، أدار محرك سيارته وابتعد بسرعة
عادت بريانا إلى منزلها وهي تشعر بفراغ كبير في رأسها يجب عليها أن تزيل ذكرى هذه الليلة من خيالها، وتنسى رايدر إلى الأبد. . . ولكن للاسف كانت تعلم جيدآ أن هذا مستحيل0
في الأسبوع التالي» كرست بريانا كل وقتها للعمل رغم قلقها الدائم . للاسف لم تكن ترغب بمتابعة أبحاثها حول كتابها الجديد. وكانت الصعوبة في التركيز يضيف همآ إلى همومها. . .
حتى زيارتها لآل دانيالز وللصغيرة ربيكا لم تفدها كثيرآ على الصعيد النفسي. . . بل على العكس طوال الوقت الذي قضته في المستشفى كانت تخشى من ظهور الرجل المسؤول عن عذابها، وعندما غادرت المستشفى شعرت بالخيبة لأنها لم تلتق به . . .
"يا إلهي لقد اصبحت مجنونة " رددت بغضب شديد، أنها لا تتمكن من طرد هذا الرجل من أفكارها، احيانآ كانت تشعر بأنها تكرهه » واحيانأ كثيرة تشعر بأنها بحاجة لوجوده معها. الأسوأ من ذلك » أنها لم تكن متأكدة أنها ستراه يوما خاصة بعد أن افترقا بجفاف ذلك المساء» ولم يظهر رايدر لها أنه ينوي الاتصال بها أو رؤيتها. . .
أو.، لماذا دخل رايدر حياتها؟ لقد قلب وجودها كله
لقد تغيرت كل نظراتها للحياة الآن . . . تشعر بأن حياتها القادمه ستكون كلها من وحي معرفتها به . كل هذا بسبب
هذا الرجل الغريب الذي يسيطر عليها سيطرة تامة ! .
صباح يوم الإثنين » استيقظت بريانا من نومها على رنين جرس الباب » فنهضت رغمآ عنها ، من يجرؤ على ازعاجها بمثل هذا الوقت المبكر؟ ارتدت روبها فوق البيجاما ونزلت بسرعة . وهي تحاول أن ترتب شعرها قدر الإمكان . "من الطارق ؟ " سألت قبل أن تفتح . «من ترغبين أن يكون ؟» .
بدأ قلب الفتاة يدق بسرعة ، رايدر! . . . "ماذا رايدر؟ " سألته متلعثمة .
أوه » أنها سخيفة دائمأ ! لماذا طرحت هذا السؤال ؟ . "اريد رؤيتك . . . » .
"لماذا؟ سألته بقلق وهي تبلع ريقها .
"اريد أن اعطيك شيئآ؟
اجابها بلهجة السؤال وكأنه يريد أن يجربها .
«ماذا؟ »
«دعيني ادخل وستعرفين الجواب . «انا لست مرتدية ملابسي ! . اجابته وادركت انه يبتسم الآن «هذا افضل . . . » .
"ارجوك رايدر! » صرخت غاضبة .
"دعيني ادخل » كرر بإلحاح .
"لم اكن انتظرك . . . »
"اذا"
"اختف فورآ ! "
"حتى ولو كان ما احمله لك على علاقة بهذا المنزل ؟
"إذآ ضعه أمام الباب وارحل »
. "لاسبيل لذلك » .
"انت مستحيل حقا! لماذا لا تهتم بعقاراتك الأخرى؟ عندما كنا في دالاس ، اخبرتني انك تهتم بالعقارات اليس كذلك ؟"» .
"اعمالي الأخرى ليست بحاجة .لي الآن
"هذا إذا كانت موجودة حقا! "
"أسألي الملتزمين الذين يهتمون بذلك "
"أهم على وشك إنشاء مستشفى للمجانين من اجل استعمالك الشخصي؟" .
"لا، بكل بساطة أنهم يهتمون بإنشاء مركز تجاري في إحدى ألضواحي اسمعي لقد تعبت من الكلام من خلف الباب . . . "
"إذآ إلى اللقاء." .
"بريانا . . . " .
ترددت قليلآ ثم اجابته بدلال
"حسنآ موافقة . . . بإمكانك العودة بعد عشرة دقائق »
"اعلمي انني اعرف ماذا تشبهين وانت . . . عارية هكذا . . . " اجابها ضاحكآ .
وكما كان يتوقع ، لسعت كلماته هذه الفتاة لسعة قوية
ففتحت الباب فجأة بعنف
.
" إذا كنت تتوقع أن اكون مجنونة ، فانت ستصاب بخيبة أمل ! » قالت له وعيونها تقدح شررأ .
بذهول تأمل .رايدر بيجامتها الزهر، وروبها الأحمر. . . وجحظت عيونه أكثر عندما رأى مشايتها الخفيفة ، أنها تبدو كطفلة صغيرة . . .
«احب أن اكون مرتاح وانا أنام !. " قالت له بسرعة ، فلمعت عيون الصحفي ببريق ماكر.
. «ارتداء كل هذه الملابس قد لا يكون مثاليآ . . . " تمتم بلهجة استفزازية .
فنظرت إليه بحدة بالطبع هو فاتن دائمآ وكان يرتدي هذا الصباح بنطلون أسود وقميص باج ! ولكن ماذا يحمل بيده ؟ باقة من المرغريت . . .
"جئت لأقدم لك هذه . . . " قال رايدر بصوت هادىء . هذا من أجل ديكور الصالون . . . كما اردت أن اقترح عليك أن نزور معآ ال مركادو" .
"ال مركادو؟" ردت بدهشة
" نعم إنه السوق المكسيكي ، تجدين فيه كل ما يمكن أن تتخيليه " .
ظلت بريانا تتأمله بذهول ، إنه هنا أمامها ، يدعوها لنزهة ! إذأ هو لم يقرر عدم رؤيتها من جديد! لماذا؟ .
«متى تريد أن نذهب ؟» سألته متلعثمة . الأن ؟» .
"يجب أن ابدل ملابسي أولأ . . . .
"بصراحة هذا يبدو لي ضروريا» اجابها بضحكة صغيره0
كان بإمكانها أن ترفض . هذا الرجل واثق جدا من
نفسه ، وواثق جدأ من سيطرته عليها، يجب عليها ان
ترفض ، ولكنها للاسف لا تمتلك القوة على قول كلمة لا 0
"خذي راحتك انا لست مستعجلأ» قال وهو يدخل الى المطبخ ، وباقة المرغيبت لا تزال بيده .
ظلت بريانا واثقة تتأمله يبتعد نحو المطبخ لماذا يشرق العالم كله عندما يظهر رايدر؟ هذا غريب حقآ . . . انه يشبه ظواهر الحب ودلائله . . . ولكن لا، أن تحب رجلأ مثله هذا ضرب من السخرية والجنون بينما بريانا لاتزال تملك عقلا في رأسها . . .
طردت هذه الأفكار بسرعة من رأسها وأسرعت إلى الطابق العلوي لكي تستعد للخروج معه .
كان السوق المكسيكي مثيرأ بالفعل ، بضجيجه والوانه المتعددة . يعرضون فيه كل ما يمكن أن يفكر المرء بشرائه من الأشياء الخفيفة حتى الأشياء الغريبة جدأ .
كانت بريانا تتأمل منحوتة خشبية عندما لفت رايدر انتباهها إلى رسومات تمثل أحياء سان انطونيو القديمة ، فصرخت الفتاة بفرح كبير هذه الرسومات رائعة حقا.
"هذه الرسومات بسعر منخفض » قال لها البائع بفخر "كل لوحتين بتسعة دولارات فقط »




"اانت من رسمها:» سألته بريانا بإعجاب .
" لا , لقد رسمها صديق لي "
«لا ، لقد رسمها صديق لي .
"سنعطيك ثلاثة دولارات فقط " تدخل رايدر وهو يمسك بيد بريانا كي يمنعها من فتح حقيبة يدها وإخراج المال فنظرت إليه بدهشة ، لكنها لم تعترض .
أما البائع ، فرمى نفسه على كرسيه وبدأ نقاشآ طويلآ باللغة الإسبانية مع رايدر» ولم تتمكن الفتاة من فهم أية كلمة من نقاشهما هذا ، واخيرأ اتفقا على خمسة دولارات » فأسرعت بريانا بدفع المبلغ وحملت اللوحتين وهي سعيدة بهما .
عندما ابتعدا ، ربت رايدر على كتفها مبتسمآ .
"لقد احسنا التصرف ، اليس كذلك ؟ كما وأن صديقنا البائع كسب ربحا جيدآ" .
"اتعتقد ذلك ؟" .
«طبعا والا لما كان استسلم بسهولة ! " .
"الهذا السبب كان يبتسم بذهول ؟" .
"هذا محتمل . . . وقد يكون سعيدأ لأنه رأى فتاة جميلة أمامه . . . » ثم توقف وأمسك يدها بحنان » ونظر مباشرة إلى عيونها .
«انت جميلة جدأ بريانا . . . " .
احست الفتاة بانفعال غريب ، ورفعت نحوه نظراتها الخضراء المشرقة . كان بإمكانها أن تدير رأسها ، وتتابع سيرها » لكنه لم تجرؤ على ذلك وكأنهما كانا وحيدين في هذا العالم » ضمها رايدر إليه وقبلها بحرارة . ارتعشت الفتاة وبادلته القبلة بنفس الحرارة .
عندما افترقت شفاههما تأمل رايدر الفتاة بحدة
«انت تملكين تأثيرأ قويأ علي . . . » همس بصوت بتقطع "إنه تأثير رائع . . . بدون شك ، لهذا السبب لا استطيع ان اطردك من أفكاري» .
اخذ قلب الفتاة يدق بسرعة ، وكانت يداها لا تزالان حول عنقه وبدون وعي منها اخذت تداعب عنقه بحنان . إذآ انت تحاول ذلك ؟» .
ارتسمت ابتسامة صغيرة مثيرة على شفتي الصحفي .
"أوه نعم ، احاول جاهدأ! وللأسف » فشلت كل جهودي . . . "» .
احست بريانا فجأة بالدوار، ايمكن آن يكون مهتمأ بها على عكس ما كانت تظن ؟ .
«و. . . انت تنوي متابعة جهودك ؟" سألته بضعف . وانتظرت جوابه وهي "تحبس أنفاسها. لسبب غريب كانت تشعر بين هذه اللحظة ستكون الأهم في حياتها.
"لست متأكدآ من ذلك . . . »" اجابها وقد عقد حاجبيه » فلمعت عيون الفتاة واجابته مبتسمة
"هذا أفضل "
"قد يكون هذا أسوأ بالنسبة لي . . . »
"لماذا تقول هذا؟" سألته وقد اعتراها أمل كبير.
دون أن يجيبها، نظر إليها بعمق لدرجة أنها شعرت بأها تترنح . كان يتأمل وجهها كأنه يبحث عن روحها. . .
"قد اقع في حبك وهذا ما اخشاه . . . » تمتم بصوت ضعيف اخترق قلب الفتاة كالبرق . وفجأة اصبح كل شيء
مشرقا . . .
كثيرأ ما كانت تتساءل عن المشاعر التي يكنها لها رايدر» كانت تعتقد ايضأ أنها تشعر نحوه فقط بالرغبة الجسدية أما الآن فهي تعلم أنها تحب هذا الرجل
تحبه بجنون وبيأس . . . ولكن لا مجال للاعتراف له الآن بحقيقة مشاعرها . لقد
تكلم الصحفي عن احتمال . . .
ادرك رايدر مدى الارتباك الذي احدثه كلامه عليها،
فقبل جبينها بحنان . . .
"لا تقلقي نفسك " قال لها بهدوء "هذه مشكلتي انا، وانا من سيجد لها حلآ. . . ".
كيف يمكن له أن يجد حلآ لهذا؟ فكرت بقلق . بدفعه للمشاعر والانفعالات التي تجعل قلبه يدق ؟ بالتظاهر بعدم المبالاة وبالبرودة ؟ لم تعترض بريانا عندما قرر رايدر أن يسلكا طريق العودة . لم تكن الفتاة ترى أو تسمع أحدآ غيره وكأن الجميع اختفوا فجأة من حولها. لم يعد هناك سوى يد رايدر التي تمسك يدها وجسديهما الذين يتلامسا أثناء سيرهما بنفس الخطوات نحو المجهول . . .
تلك الليلة لم تتمكن بريانا من النوم . كانت لا تزال تحت تأثير ما اكتشفته ماذا ينتظرها؟ أنها تحب رايدر بكل روحها ولكن ومع ذلك ، لا يجب أن يشك بشي إنه حذر جدآ بالنسبة للحب » هذا ما قالته آن بوضوح لقد ترك كل النساء اللواتي تعلقن به كثيرا، فقط لأنه لا يملك ما يقدمه لهن . وبريانا لن تجازف كي لا تجد نفسها
متروكة ، سيكون هذا صعب جدآ عليها .
لكن موقفه كان يبدو مختلفأ . بعد كل شيء ، أنه رايدر الذي أشار إلى إمكانية وقوعه في حب بريانا . بالتأكيد هو قادر على التغلب على عواطفه . إلا أن هذا يثبت ايضأ أنه فقد توازنه وهدوءه الفكري . . . كان رقيقا و. . .
بدأت خطة تداعب آفكار بريانا . إن بطلات رواياتها يخرجن دائمأ منتصرات من الحرب الحنونة التي يواجهنها مع الرجال الذين يحتلون أفكارهن . وينجحن دائمأ في تخطي كل الحواجز التي تقف في طريق سعادتهن . إذا لماذا لا تنجح هي ايضأ؟ .
في صباح اليوم التالي قررت بريانا أن تبدأ بتنفيذ خطتها إنها عبارة عن دعوة للعشاء تضم آن وبول وربيكا الصغيرة و... . رايدر، ستحضر الكاري باللحم الصنف الذي هو من اختصاصها ، انه صنف سيعجب الصحفي حتمآ .
اتصلت بريانا أولا بآل دانيالز لتدعوهم للعشاء ، قبلت آن الدعوة فورا ، لم تكن قد خرجت منذ عودتها من المستشفى » وكانت سعيده بفكرة قضاء السهرة مع أصدقائها ء وأكدت لبريانا أن ربيكا طفلة هادئة وستنام طوال السهرة كالملائكة .
اقفلت بريانا الخط وتنهدت بعمق قبل أن تطلب الرقم الاخر
"صحيفة الشمس ، نعم . . . " اجابها صوت إمرأة "ايمكنني أن اكلم السيد رايدر كنترال ، لو سمحت ؟"
قالت لها . بريانا ببعض التردد .
" من يريده ؟" .
«بريانا سان كلير . . . "
"لحظة من فضلك " .
بعد لحظات سمعت رنين الهاتف الداخلي .
"بريانا؟" سألها رايدر بلهجة تدل على مفاجئته بمكالمتها .
"ماذا هنالك ؟" .
"لا شيء خطير اطمئن . . . اريد فقط أن ادعوك للعشاء مساء غد . سيكون بول وآن وطفلتهما موجودين ايضآ أضافت بسرعة .
"غدآ؟ سألها بتردد.
"نعم » في الساعة الثامنة »"
"هل انت من سيعد الطعام ؟
"لا تخف ! " اجابته ضاحكة "انا اجيد فن الطهي عندما انوي ذلك . اتمنى أن لا يكون لديك شيء ضد الكاري باللحم ؟"
"لا على العكس تمامأ" .
"هذا افضل ! إذآ ستأتي.؟
. . "نعم . . . إلى اللقاء غدأ و. . . شكرا على هذه الدعوة اللطيفة .
«إلى اللقاء . . . " .
بعد أن انتهى الاتصال ، ظلت بريانا تمسك السماعة وتتأملها بسعادة كبيرة ، لقد قبل رايدر دعوتها!
انها بحاجة لثوب جديد . . . وذهبت الى السوق وتجولت طويلا أمام واجهات المحلات واخيرأ وقع اختيارها على ثوب حريري أخضر فاتح يتناسب مع لون عينيها ومرت على السوبر ماركت واشترت كل ما ستحتاج اليه لعشاء الغد00
وفي صباح اليوم التالي رتبت المنزل ، وهي تفكر بهذه السهرة وما سينتج عنها
تأملت نفسها اخيرأ امام المرآة ، وتنهدت برضى، كانت حقأ رائعة ومثيرة في قامتها الرشيقة وصدرها الممتلىء وبشرتها التي لوحتها الشمس قليلأ في هذه البلاد، ووجهها الرقيق الملامح . . . عندما نزلت من جديد الى الطابق السفلي، وصلت رائحة الكاري الشهي إلى انفها وبمرحها المعتاد، فكرت أنها تقوم بمجازفة كبيرة » قد ينسجم رايدر كثيرآ بهذا الطبق الشهي الذي تعده لدرجة أن لا ينظر إليها ولو نظرة واحدة . .
اجتاحها حماس طفولي، وكادت ترقص من فرحها واضطرت للتنفس بعمق كي تهدأ حماسها "قليلا من الهدوء" قالت لنفسها بحزم . هذا ليس الوقت المناسب للتصرف كتلميذة صغيرة «يجب أن تكوني قوية وفاتنة كي لا تثيري حذر الصحفي».
ألم يعترف أنه عاجز عن طرد بريانا من أفكاره ؟ إذأ، يجب عليها أن تجبره للقبول بحبه لها
ولكن للاسف ، لم تسر الأمر كما كانت قد خططت لها. لقد وصل رايدر متأخرآ جدأ
كانت على وشك تقديم العشاء بيأس وخيبة عندما رن
جرس الباب اخيرأ.
"إنه رايدر بالتأكيد» قال بول الذي كان يجلس قرب آن 0
"عندما يستطيع لا يتخلف عن موعده ".
اتجهت بريانا نحو الباب وكانت تجتاحها انفعالات كثيرة
متناقضة . كانت غاضبة جدأ منه لأنه تأخر 0
وتساءلت هل تأخر عمدأ لكي يظهر لها ان وجوده لا يدور ابدآ حولها؟
إلا أنها كانت سعيدة بمجيئه . . .
كان رايدر بالفعل ، أنيقأ جدأ ببدلته السوداء »قميصه
الأبيض وكان يضع كرافات مقلمة 0
«هل تأخرت كثيرآ؟»" سألها بابتسامته المشرقة كالعادة .
ظلت بريانا صامته » وارتعشت قليلآ رغمآ عنها إن جاذبية
كبيرة تنبعث من هذا الرجل .ا واضطرت لبذل جهد كبير كي
لا ترمي نفسها بين ذراعيه . . .
"بريانا؟" ألح بصوت ناعم وكأنه يريد إعادتها إلى
الواقع .
فانتفضت وابتسمت بخجل .
لا. . . لا. . . بالتأكيد".
وابتعدت لكي تسمح له بالدخول ، اقفل رايدر الباب
وراءه . وكانت بريانا تشعر بأنه يتأملها، كانت تحس
بنظراته عليها وهذا ما جعلها ترتبك اكثر.
عندما دخلا إلي الصالون » نهض بول وقال بمرح .
«ها انت اخيرآ!. كنا قد بدأنا نيأس من مجيئك . . . ".
"انا حقا آسف . . . ولكن اين ربيكا الصغيرة ؟"" سأله
"إنها في الغرفة فوق » على وشك ان تنام » اجابته آن
بسرعة "وانا امنعك من محاولة أيقاظها! انا بحاجة لبعض
الراحة . . . »
«مساء امس ، لم تغمض هذه الشيطانة الصغيرة عينيها»
شرح له بول «يبدو انها لا تميز بين النهار والليل »
"أنها ليست الوحيدة في هذه الحالة » اجابه الصحفي
بغموض . تأمله بول قليلأ بفضول .
«لماذا تقول هذا؟
«تصور انني كنت على وشك أن انام وهذا سبب
تأخري»
"آه . . . هل لنشاطاتك الليلة علاقة بالعمل الذي
يشغلك منذ شهر؟» سألته بريانا.
انقبضت ملامح رايدر بسرعة .
"انت على علم بذلك ؟» سألها بجفاف
"لا انه حدس فقط . . .
«رايدر. . . » تدخلت آن بقلق لا يجب أن تتورط بهذه
المسألة ، لقد كادوا يقتلونك في المرة الأخيرة ». .
كاد قلب بريانا يتوقف فجاة . وشعرت بأن دمها تجمد
في عروقها من شدة الخوف . وتأملت الرجل الذي تحبه
بصمت .
" آه انت تبالغين كثيرأ آن . . . »
«حقأ؟» قالت آن بحدة اتعتقد أنهم بملاحقتهم لك
وبمحاولتهم ..قلب سيارتك » هذه ليست محاولة قتل ؟»
"قد لا يكون هذا الحادث مرتبطآ بتحقيقي "
"ليس هذا ما أكدته في المستشفى"
«لم اكن في وعي التام "
"مهما كان الأمر، انت تخاطر كثيرآ" قاطعه بول بحدة
هز رايدر كتفيه والتفت نحو بريانا ونظر إليها بإعجاب .
"لقد قلت لي أن العشاء جاهزآ اليس كذلك ؟" وابتسم
مشيرأ بوضوح إلى أن موضوع النقاش قد انتهى
"نعم " اجابته الفتاة بصعوبة . وكان الخوف يعقد
حنجرتها ياالهي ان رايدر في خطر. .
"إذآ، لنبدأ بالعشاء انا جائع جدآ ! وانتم ؟"
تبادل بول وزوجته نظرات حزينة . «فهمت بريانا بماذا
يفكران . من العبث محاولة نصح الصحفي باتخاذ الحذر
يبدو أنه مصمم على إنهاء المهمة التي يركز عليها.
ولكن ما هي طبيعة هذه المهمة ؟ لا تتحمل بريانا البقاء
في جهلها، يجب أن يشرح لها أحد حقيقة الموقف كله !.
بما أن رايدر مصمم على الصمت ، فهي ستسأل آن ! .
بعد تناول العشاء، نهضت آن وبريانا لتنظفا الطاولة .
ورفضتا مساعدة الرجلين واتجهتا نحو المطبخ . ما إن
اصبحتا وحدهما حتى امسكت آن بيد بريانا، وبدا القلق
في عينيها.
«بريانا. . . اتعتقدين انك قادرة على اقناع رايدر بأن
يتعقل ؟".
«لماذا انا؟ سألتها بريانا بدهشة .
«قد تنجحين انت حيث فشلنا نحن !
"ولكن لماذا تطلبين مني انا ذلك ؟ في المرة الأخيرة
التي تكلمنا فيها عن رايدر ؟ نصحتني بان لا اطور علاقتي
"هذا صحيح إلا أن الوضع يبدو لي قد تغير. . . » دق
قلب بريانا بسرعة ، ورمت نفسها على أقرب كرسي .
"ايمكنك أن تشرحي لي الخطر الذي يهدد رايدر؟ .
"إنه مصر على نشر كتب يفضح فيه تصرفات عصابة في
سان انطونيو تتاجر بالعمال المهاجرين من المكسيك .
"أوه ، هذا مرعب . . . »
"نعم . . . إنهم يعدون هؤلاء المساكين بعبور الحدود
بشروط قاسية ويخدعونهم ويبتزون منهم اموالهم
وأجورهم ، ويتركونهم بدون أوراقهم الثبوتية . . . " .
جحظت عيون بريانا . أن مواجهة هؤلاء المجرمين
ضرب من ضروب الجنون !
"يا إلهي ! "
.هزت آن رأسها بيأس . وظلت ألإمرأتان صامتتين
للحظات .
اتعتقدين أنه بإمكاني أن ادفعه للتخلي عن هذه
الخطة ؟"» سألتها بريانا بصوت مرتجف .
"هذا سيدهشني كثيرأ . . . على الأقل ، بإمكانك أن
تقنعيه بالتزام الحذر"
«الا يلتزم هو الحيطة والحذر؟ سألتها بريانا وقد اخذت
ترتجف فجأة
«إنه لم يكن حذرأ ابدأ . . . " وتنهدت آن بحزن «إنه لا
يهتم بحياته ولا يتردد في تعريضها للخطر. . . "
انهت الصديقتان تنظيف الصحون بصمت ، وكل منهما
غارقة في أفكارها. ولم تستطع بريانا إخفاء ارتعاشها و خوفها،
كما وأن كلمات آن جعلتها تشعر ببعض السخافة والحرج .
لم يعد يهمها الآن اغراء رايدر واجباره على حبها. إنها
تتمنى فقط أن يعيش ! وإذا لم يكن يريدها، فهي ستمتلك
القوة لتحمل ذلك لكن إذا قتل أو تعرض لجروح
خطيرة . . .
عندما عادتا إلى الصالون اكتشفتا أن ربيكا استيقظت ،
ووالدها يحملها بين ذراعيه .
جلست بريانا على الكنبة واخفضت رأسها، وتمنت أن
تكون بعيدة عن رايدر، كانت تعلم جيدا أنها إذا نظرت إلى
الصحفي فإن كل يأسها وحبها سيظهران في عيونها.
يجب عليها أن لا. . .
أشارت آن سرآ إلى زوجها فنهض فورآ 0
"حسنا. . . يجب أن نذهب الأن " قال بول رغما عنه
"الآن ؟ لا يزال الوقت باكرا" قال له رايدر وقد شك بشئ ما 0
" انا متعبة جدآ" تدخلت آن بسرعة ، ثم التفتت نحو
بريانا وابتسمت لها بمودة .
"شكرأ على هذا العشاء اللذيذ. . . لا تنسي ان تعطيني
وصفة الكاري قبل سفرك . . . ".
"أي سفر؟" قاطعها رايدر وقد عقد حاجبيه .
"انا اذكرك بأن بريانا هي في إجازة . وأنها ستعودالى موطنها " اجابته آن متظاهرة بالبراءة0
خرج آل دانيالز . وظل رايدر وبريانا صامتين للحظات
طو يلة . كان رايدر ينظر في الفراغ وهو عاقد الحاجبين
" هل ستعودين إلى بلادك قريبا ؟ " سألها رايدر أخيرآ ،
انتفضت الفتاة كان هذا السؤال بعيدأ عن افكارها !
"لم احدد موعدآ حتى الآن . . . "
"في الاسبوع القادم ؟"
"لست ادري . . . "
قبل هذا العشاء . كان مثل هذا التبدل في ملامح رايدر
يمنحها بعض الأمل يبدو أنه لا يرغب برؤيتها ترحل .
ولكن الآن ، أنها لا تفكر سوى بالخطر الذي يهدد حياة
الرجل الذي تحبه بكل كيانها .
احست بانفعال غريب لم تستطع مقاومته فنهضت
واقتربت منه . ظلت واقفة أمامه للحظة ثم جلست على
ركبتيها واسندت رأسها على ركبتيه بهدوء ، واحاطت خصره بيديها
شعرت بأنه يرتعش ، فضمته إليها أكثر. فأمسك ذقنها
وأجبرها على النظر إليه . عندما لاحظ أنها تبكي تفاجأ
أولأ ، ثم لمعت عيونه الزرقاء ببريق عميق .
"رايدر . . . "
تنهد الصحفي بألم وابعدها عنه بلطف ونهض .
"لا يجب . . . بريانا . . . " تمتم بيأس .
نهضت بريانا بدورها مع أنها كانت ترتجف .
" انا لا افهم . . . "
فهز كتفيه وقد فقد صبره 0
"اوه ما نفع كل هذا!صرخ بحدة يجب ان اتغيب
لبضعة ايام . . . " .
شحب وجه الفتاة ان الخوف يقبض قلبها .
«إلى اين انت ذاهب ؟" .
"من المستحيل ان اخبرك بذلك " .
"لماذا؟ الهذا علاقة بما كان بول يتكلم عنه في بداية
السهرة ؟" .
"آن روت لك كل شيء اليس كذلك ؟" سألها غاضبآ .
"نعم . . . انها تظن بانني . . . " .
"ماذا؟" قاطعها بغضب شديد "بانك قادرة على جعلي
اتخلى عن هدفي بانني سأغير راي عندما اراك تبكين ،
خاصة وانا اعلم انك سترحلين قريبآ الى سان انطونيو !
ثم مد ذراعه وضمها إليه بعنف وكان كل جسده يرتجف ، وكانه مصاب بحمى عنيفة .
"حسنآ، انها محقة . . . " اضاف بمرارة "انا لا اريد السفر
، لا شيء يهمني اكثر من ان اضمك بين ذراعي 0
»اقبلك ، الامسك الى ان اجعلك ترتجفين من الرغبة 00
انا مستعد للتضحية بحياتي كي اكون اول من يحبك 0ويعلمك اكتشاف اللذة ، كي تفكري بي ، فيما بعد وانت تكتبين رواياتك ، حلمي الوحيد هو ان اعريك من هذا الثوب وأمارس الحب معك طوال الليلة وان استيقظ الى جانبك صباح غد000
وخبأ وجهه فى شعرها وضمها اليه بحرارة وشوق كبيرين قبل ان يتركها اخيرا 0 ونظر إليها طويلآ وقد شحب
وجهه0
"ولكن للأسف هذا إلحلم مستحيل . . . " أضاف
بصوت مرتجف "لا يحق لي البقاء معك . عشرات الناس
يعتمدون علي ، وسأذهب إلى آخر الدنيا في سبيل
مساعدتهم "
رفعت بريانا نحوه نظراتها اليائسة يبدو أن قرار رايدر لا
يمكن التراجع عنه
"إلى اللقاء بريانا. . . »" تمتم بصوت حنون "لا
ترافقيني ، انا اعرف الطريق جيدأ . . . "



كانت هذه الليلة من اطول الليالي التي عرفتها الفتاة في
حياتها، لم تتمكن خلالها من النوم ابدا، لا بد أن رايدر
مسافر إلى الخارج أنها متأكدة من ذلك . لكن إلى اين
يذهب ؟ هل سيتمتع ببعض الحماية أم أنه سيواجه المخاطر
وحده ؟ أنها تعيش عذابا حقيقيا يا إلهيء كم تحبه ! لم يعد يهمها الآن أن تعرف إذا كان يشاركها مشاعرها أم لا، لقد تخلت نهائيأ عن خطتها
السخيفة لإغرائه 0في الظلام لمحت خيال ثوبها الحريري الأخضر الذي كانت قد اشترته لمحاولة إغراء رايدر. الآن يبدو لها سخيفآ 0لا فائدة له . ألم يسبق لرايدر أن قال لها كم يرغب بها؟
إن صدى كلماته هذه لا يزال يرن في أذنيها. . .
وهي ترتعش عندما تتذكر الطريقة التي كان يضمها بها
الى صدره .وهو يهمس بإذنها أنه يحلم بممارسة الحب
معها والاستيقاظ إلى جانبها لكن مع ذلك رحل ، رحل الى حيث الواجب يناديه 0
أن شخصية رايدر معقده تماما، كانت . بريانا تشعر بذلك
منذ لقاءهما الأول ، لطيف ، مبتسم ، ودود وبإمكانه في
اللحظة التاليه أن يكون قاسيا ساخرا، بصوره عامه ، هذا
الرجل يعتبر لغزا بالنسبة لبريانا رغم الحس النفسي الذى
انعمت الطبيعة عليها به . . . .
لقد شرح لها أن عددا من الناس يعتمدون عليه كليه ، .أنه لا يحق له أن يخيب أملهم فيه فهمت بريانا أن هذا الموقف
الحازم نابع من تجاربه القاسية الخاصة التي مر بها. إنه
يشعر بأنه المسؤول عن وفاه والديه وأخته ، النضال ضد
المجرمين ومخالفى القانون يدفعه لنجده المساكين كوسيله
لإراحة الضمير وإيجاد يعنى الهدوء النفسي. إنه يعتقد أنه
خان أهله «هذا الشعور بالذنب يدفعه للمخاطرة بحياته .
ود يكون يحتقر نفسه كثيرا. .
تنهدت بريانا بيأس . يا إلهي، بأمكانها أن تضحي بحياتها من أجله !. ألم يكن يجب عليها أن تقول له بأنها ستنتظره مهما طال الأمر؟ لكنه لم يطلب منها شيئأ. حتى أنه لمم يظهر رغبته فى بقائها فى سان انطونيو 0
هذا الصباح رن جرس الهاتف وسحبهامن تأملاتها
المؤلمة ، اسرعت نحو الهاتف وقلبها يدق بسرعة . قد
يكون رايدر!
عندما سمعت صوت آن عبر الهاتف ، احست
بدوار، واتكأت على الحائط كي لا تقع .
"بريانا هذه انت؟ رددت آن للمرة الثانية بقلق 0
شدت بريانا على السماعة اكثر , اوه , لماذا لم يتصل رايدربها 0
"نعم . . . " تمتمت بشرود وشعرت بقشعريرة باردة .
"اهناك اخبار"
"كنت "سأطرح عليك نفس السؤال ، اعذري تطفلي . . .
لكن . . . هل رايدر معك إلآن ؟" .
" لا 00"
واحست بريانا بأن اية كلمة ستقولها ستظهر مدى عذابها 0
"إذآ . . . انت لم تنجحي في اقناعه بالعدول عن سفره ؟" .
"لا . . . " .

 
 

 

عرض البوم صور lebanon spirit  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بريق في عيونك, game of hearts, ginger chambers, جنجر شامبرز, رواايت عبير الجديدة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t78448.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 12-05-16 01:15 PM
ط¨ط±ظٹظ‚ ظپظٹ ط¹ظٹظˆظ†ظƒ - ط¬ظ†ط¬ط± ط´ط§ظ…ط¨ط±ط² - ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± … - طھط±ط§ظ†ظٹ طھط§ط«ط±طھ This thread Refback 19-03-16 11:06 AM


الساعة الآن 12:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية