لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-08, 10:17 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69661
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon cat عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon cat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon cat المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الخامس:

خرجت بيلي وجمعت ملابسها قبل ان يبعثرها الهواء اكثر , وعادت الى المنزل كي تستعد للرحيل.
وفي الممر الذي يبن الغرف, مرت امام باب غرفة كنت. المنظر الذي رأته سمرها مكانها. وكان اعصارا خرب محتويات الغرفة, الاوراق موزعة في كل ارجائها, والسرير متلئ بالاوراق ويضعها على مكتبه, ثم حمل مجموعة اخرى , لكنه قبل ان يضعها , نشرها الهواء في زوايا الغرفة الاربع, حبست بيلي ضحكتها, ودخلت لمساعدته.
" ماكل هذا؟" سألته بسخرية وهي تحاول ترتيب الاوراق.
" انه عملي... او مابقى منه" اجابها غاضبا.
تفحصت بيلي احدى هذه الاوراق فوجدتها مليئة بالكلمات الممحية والمكتوبة من جديد والمحاطة بالحبر الاحمر, وبعض الفقرات مسطر تحتها , وثلاثة ارباع الكلمات لايمكن قراءتها.
" اذا كانت هذه نموذجا عما تكتبه عادة". قالت بيلي بسخرية."
"اخشى ان لايكون الالهام سهل معك..." ابتسم كنت وهو يرتب اوراقه.
" تقصدين الفوضة , اليس كذالك؟ هل فهمت الان لماذا ادفع مثل هذا الراتب المرتفع. والا لكانت سكرتيرتي رحلت منذ مدة طويلة. فخطي ليس واضحا ولا مرتبا. وعندما اطبع على الالة الكاتبة, لايكون الوضع افضل.
وعندما اكتب , املا الصفحات والصفحات, دون ان اتوقف, وانا اكتب وامحي وابدل الكلمات..."
" ماذا تعمل انت بالتحديد, سيد تايلور؟"نظر اليها للحظة وكانه يزين سؤالها, ثم هز كتفيه " حاليا , انا اكتب سناريو لفيلم سيخرجه رينولدز ستنديش, يجب ان يكون جاهزا قبل نهاية شهر اب".
حبست بيلي انفاسها, رينولدز ستنديش المخرج الاكثر شهرة في هوليود! وهذا الرجل الذي يقف امامها هو الذي يكتب له السيناريو... اذا لهذا السبب يطلب سكرتيرة كفؤة. ثم وضعت الاوراق على المكتب وخرجت بهدوء. بعد ساعة كانت بيلي تضع جقيبتها على الشرفة, وذهبت لاحضار حذاءها الذي تركته سنشف على درج المطبخ, وعندما انتعلته, رفعت راسها, فتفاجأت بكنت يحمل علما اصفر يلوح به من على سطح المنزل.
" ماذا تفعل؟" سألته وهي ترفع رأسها نحوه وتحمي مقلتيها من الشمس.
" انها اشارة للفاري, وانا الوح له بالعلم كلما اردته ان يتوقف".
لابأس بهذه الفكرة. قالت بيلي لنفسها, على هذه الجزيرة, بدون هاتف , وبدون جيران.... ولكن ماذا يفعل كنت تايلور اذا تعرض لجروج خطيرة؟ كيف يطلب المساعدة؟ ثم هزت كتفيها, هذه ليست مشكلتها.
وبعد قليل ستصبح بعيدة جدا في طريقها الى مخيم وانواي, والراتب الذي ستتقاضاه هنا زهيد جدا بالنسبة لما كان سيقدمه لها السيد تايلور.
قامت بيلي بجولة حول المنزل, وقطفت زهرة برية, واتجهت نحو الشاطئ, والاعشاب التي اخافتها جدا ليلة امس تبدو اليوم رائعة تحت ضوء النهار, وعلى الشاطئ جمعت بعض الاصداف المتعددة الاشكال, ووضعتها في جيبها وعادت الى المنزل.
الجزيرة كانت هادئة جدا, فتنهدت بيلي بحسرة , كم كانت تتمنى لو تقضي الصيف هنا ... وعندما وصلت الى الشرفة , استقلبها كنت بجفاف.
" لقد وصلت الفاري".
التفتت بيلي نحو الشاطئ, فرأت باخرة كبيرة تقترب بسرعة, حمل كنت الحقيبة ونزل باتجاه الشاطئ تتبعه بيلي .... توقفت الباخرة بعيدا وارسلت مركبا صغيرا. التفتت بيلي نحو كنت ودمت يدها لتحمل حقيبتها, لكنها تفاجأت عندما رأته يصعد معها الى المركب.
"لم اكن اعلم انك سترافقني...."
"يجب ان اشتري بعض التموين بين الحين والاخر".
اجابها بايجاز. وعندما صعدوا الى الباخرة, استند على الداربزين بينما جلست بيلي بعيدا عنه, وحاولت ان تتمتع بهدوء هذه الرحلة.
كان الهواء لطيفا, لكنه رمى الزهرة البرية التي كانت قد نسيتها في شعرها قرب كنت. التقطها هو وشم عطرها ثم رماها في البحر. فهزت بيلي كتفيها وادرات وجهها.
وفوقهم كانت رفوف النورس تترك الهواء يحملها, وشاهدت بيلي بعض الصايدين يرمون شباكهم, وتتجمع حولهم الطيور على امل ان تحصل على نصيبها من الغنائم, وهي الجهة الاخرى ترتفع الشواطئ الصخرية التي بلون البريك الاحمر. انها جزيرة الامير ادوراد.
اقتربت الفاري من المرفأ الغين بعد ان مرت على شواطئ خالية من اي اثر للبشر وتنتشر فيها المغاور الصخرية ... اخفضت بيلي رأسها بحزن عندما تذكرت ما ينتظرها اثنتا عشرة ساعة من السير في طريق متعبة تصل بعدها الى نيويورك, حيث الناس المتسارعون وضجيج السيارات والهواء الملوث ... كيف واين ستجد عملا؟ يجب ان تكون سعيدة جدا اذا وجدت عملا كخادمة او كبائعة ...يحب ان تهتم بهذه المشكلة فورا كي تجد لها مسكنا. لقد ذابت كل امكانياتها المادية كما يذوب الثلج .... واجتاحها يأس كبير ... وتاهت في افكارها, ةولم تنتبه لكنت الذي كان يراقبها منذ بعض الوقت. توقفت الباخرة, وبدأ السواح يتزاحمون فرحين وكأنهم في عيد ... امسكت بيلي حقيبتها وتبعت السواح ونزلت. وكانت دهشتها كبيرة عندما رأت كنت ينتظرها في الاسفل .
" اين تركت سيارتك؟"
"على الطريق, ولكنني تركت المفاتيح مع السيد غانون, لابد انه احضرها لكي يصلحها".
"انت من النوع الحريص, اليس كذلك؟"
"يجب ام اكون كذلك,سيد تايلور".
"بدون شك هناك عشرات الرجال ينتظرون كلمة منك لتقديم المساعدة"قال لها بسخرية.
"انت مخطئ, فأنا قادرة على التصرف وحدي" فنظر اليها لحظة, ثم قطب حاجبيه.
"انا اسف .. لم اكن اقصد جرح مشاعرك".
ثم اتجها نحو الكراج, واستقبلهما السيد غانون بالترحيب
" هاقد عدت , انسة اندرز؟"
"بوقت قصير لم اكن اتوقعه"اجابته ونظرت نحو كنت الذي ظل صامتا, "اذا, سيد غانون, السيارة؟"
"للحقيقة ... هناك اشياء عديدة بحاجة للتصليح, ولم اعرف من اين ابدأ ..."
" ارهن انها لم تكن البطارية...." اجابته بيلي منتهدة." اوه, نعم ... ولكن هذا ليس كل شيء!"
احست بيلي بان شجاعتها خانتها.
"هيا, تابع, ماذا هنالك ايضا؟"
"اولا يجب استبدال هذه البطارية لان حالتها لاتسمح بشحنها. ولكن هناك ايضا هذه البطارية لان حالتها لاتسمح بشحنها. ولكن هناك ايضا الشمعات, وبدون هذاكله, لن تنجح سيارتك بالسير خطوة واحدة".
"ايمكنك اصلاحها؟"
"نعم , ولكن يجب ان اطلب بعض القطع من الولايات المتحدة".
" وهل سيحتاج هذا لوقت طويل؟"
"اسبوع تقريبا".
" ماذا ؟ اسبوع؟" صرخت بيلي بدهشة.
"اوه اكثر". تدخل كنت.
"تلك هي سيارتك, اليس كذالك؟"
"نعم" اجاب بيلي بيأس.
"برأيي, من الافضل ان تشتر سيارة جديدة."منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lebanon cat   رد مع اقتباس
قديم 27-04-08, 10:17 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69661
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon cat عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon cat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon cat المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس:

رمقته بيلي بنظرة حادة " هذا ما انويه, سيد تايلور, ولكن فور حصولي على المال! انت تجهل بانه يوجد اناس لايستطيعون دفع ايجار سكنهم..."
"اعذريني, لم اكن اريد ان اكون فظا, ولكن حقا ارى ان المال الذي ستدفعينه على اصلاح هذه السيارة سيذهب سدى".
ادرات بيلي وجهها " كم يكلف كل هذا , سيد غانون؟"
"لحظة, لاحسب لك كل التكاليف".
حاول كنت التدخل, ولكنها لم تسمح له بذالك..
"على كل حال , سيد غانون, ليس لدي خيار اخر ... استبدال البطارية والشمعات فقط, وعندما سأصل الى نيويورك سأقوم ببقية التصليحات . متى ستنتهي منها؟"
"بعد ساعة او ساعتين. ولكن لايمكنك الوصول الى النيويورك بهذه السيارة. قد تتعطل في طريق معزولة كما حصل معك بالامس".
"شكرا على النصيحة , سيد غانون, ولكن لايمكنني ان افعل غير ذلك"
ثم خرجت وهي على وشك الانهيار, ورمت حقيبتها في السيارة. بعد لحظات انضم اليها كنت.
" اعرف مقهى صغير قريب من هنا, هيا بنا نشرب القهوة".
تركته بيلي يقودها نحو المقهى الذي كان يديره رجل وامرأة مسنان.
استقبلتهما فتاة شابة وارشدتهما الى احد الطاولات.
"سنأخذ فنجانين من القهوة". قال لها كنت.
"فنجانين من القهوة ياجدي!" نادت الفتاة بصوت مرتفع.
من انقباض وجه بيلي , اعتقد انها ستبكي. كانت تعض على شفتها لتتمالك نفسها, ظل كنت يراقبها بتأثر صادق.
"مالذي يقلقلك , انسة اندرز؟"
"لاشئ ... فقط هذه الفتاة تنادي جدها ... كما كنت انا انادي جدي..."
"كنت تناديه ..."
"لقد مات العام الماضي!" ثم اخفضت رأسها واضافت:" كان كل عائلتي, لم اكن اعرف احد غيره, هو الذي اشرف على تربيتي".
"اذا هذا هو السبب الذي دفعك نحو الاستقلالية والاندفاع!"
"ماذا؟" صرخت بحده وقد جعلها الغضب تنسى همها.
" كيف تجرؤ"
"انت لا تشبهين احدا, بيلي اندرز . لا اعرف اية امرأة اخر تقود سيارتها المعطلة في طريق خالية, ولاتملك اية فكرة عما تفعله بعد ان خسرت عملا كانت تعتمد عليه بعد ان قطعت مسافة طويلة جدا ..."
لم تجبه بيلي , ولم تكن ترغب بالنقاش, كانت تشعر بالتعب والانهيار.
احضرت الخادمة القهوة , فقدم لها كنت فنجانا وقال لها بهدوء:"انسة اندرز ... لدي اقتراح ..."
فرفعت نظرها نحوه بحذر.
"انا بحاجة لسكرتير فورا , وليس لدي متسع من الوقت لانشر اعلانات في الصحف من جديد , لدي عمل يجب ان انهيه في مدة محددة, وانت لديك سيارة معطلة تعمل قبل ايام طويلة..."
نظرت بيلي الى مقلتيه مباشرة, وظلت على موقف الحذر , فهي لم تنس استقباله السيء لها مساء امس " كنت اعتقد انك تريد رجلا"
"طبعا انا بحاجة لرجل! ولكن الوقت يمر بسرعة يجب ان انهي السيناريو وليس لدي دقيقة اضيعها. كنت قد طلبت رجلا كي لا اجد نفسي مع احدى الخادمات اللواتي لايعرفن عدد
اصابعهن. وخلال هذه الايام الاخيرة, تكدست اوراق كثيرة بحاجة للطبع وانت لست من النوع الضعيف, اشعر بانك ستعرفين كيف تتأقلمين دون مساعدة احد".
"والراتب الشهري؟" سألته وكانت قد وضعت في راسها ان هذا الرجل لايغير رأيه ابدا.
"سيكون نفس الراتب الذي اشير اليه في الاعلان, ولكن قبل ان تتخذي قرارك, اريد ان اشير الى بعض التفاصيل. اولا, انا لا اتقيد بساعات عمل محددة اكتب في اي وقت, واحيانا اقضي الليل كله اكتب واصله بالنهار دون توقف, عموما, انا اسهر كثيرا وانام قبل الظهر, واحيانا انام على مكتبي مدرة اربع وعشرين ساعة متواصلة من شدة التعب. انا لا احتمل اي ازعاج, ولهذا السبب اخترت هذه الجزيرة, فرنين الهاتف, وصوت التلفزيون وحتى مجرد زيادرة بسيطة تجعلني افقد اعصابي. انا رجل متطلب وفظ جدا اذا سارت الامور على غير ما اتمناه. ويجب على سكرتيرتي ان تتحمل مزاجي, وتتحمل العزلة, وقد تضطر لاعادة الطبع اكثر من مرة, اريد ان تتم طباعة الفقرات باسرع وقت ممكن كي اتمكن من قراءتها وتصحيحها قبل البدء بالمشهد التالي!"
كانت مقلتيه تظهر فقدان صبره... بدون شك , انه كما يصف نفسه! بالنتظار جوابها , التفت نحو النافذة يتأمل المارة دون ان يراهم وكأنه تأئه في عالمه الخاص, شعرت بيلي بانه وان كان يجلس قربها, الا ان عقله هناك في تلك الجزيرة حيث ينتظره عمله.
فاجأها وهي تنظر اليه خلسة , فأخفضت نظرها واحمر وجهها , وبدا على كنت انه وجد لذة برؤيتها ترتبك. ولم يبعد نظره عنها, فحاولت ان تركز اهتمامها على اي شيء في الشارع....
هذا ليس كل شيء . ليس لدي وقت اضيعه في اللباقة , انسة ادرز, واحيانا تمضي ايام عديدة لا احلق فيها ذقني , وقلما يهمني ما البسه من ملابس , واحيانا كثيرة انسى ان اتناول طعامي ... اذا ارتكبت اية غلطة, سأقتلع مقليتيك , واذا لزم الامر , سأجعلك تعملين اربع وعشرين ساعة بشكل متواصل, وعندما سينتهي كل شيء , ستكرهينني كثيرا , انسة اندرز, وهذا لايهمني , كل مايهمني هو ان ينتهي هذا السيناريو بموعده . ايناسبك هذا البرنامج ؟"
شعرب بيلي بالتحدي خلف السخرية, فقررت ان تقبل التحدي.
"من يسمعك , يفهم انه حقا ناد رائع لتمضية الاجازة في جزيرتك الحالمة, كيف يمكنني المقاومة؟ على كل حال... ليس لدي خيار اخر." اضافت بمرارة.
"ولا انا ايضا".
لم يكن بامكان بيلي الرفض. كما وانها لاتحب هذا الرجل ولا ترغب بقضاء الصيف وحدها معه, لكن الرفضيعني الكارثة, لانها ستضطر للسفر بسيارتها المعطلة, وسترمي نفسها في البؤس اكيد .. فمدت يدها نحو كنت الذي لازال يراقبها.
تردد لحظة , ثم شد على يدها بسرعة وكانه يريد التخلص من عمل مرهق, ثم وقف بسرعة.
"بما اننا اتفقنا ! هيا بنا لنشتري بعض الحاجيات ثم نحضر امتعتك من الكراج."منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lebanon cat   رد مع اقتباس
قديم 27-04-08, 10:18 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69661
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon cat عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon cat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon cat المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السابع:

تبعته بيلي , وبعد ان اشتريا بعض التموين عادا الى الكراج.
"اريد ان اقول للسيد غانون ان يطلب لي القطع التي تحتاجها سيارتي" قالت له بتردد.
"لاضرورة لذلك , لقد سبق وطلبت منه ان يفعل".
"ماذا! وكيف عرفت انني سأقبل عرضك؟"
"حساب بسيط , فالحل المنطقي الوحيد هو في ان تقولي نعم . والان هيا بنا لنسرع قبل ان يفوتنا الفاري"..
"لم يكن يجب عليك ان تفعل ذلك , سيد تايلور" اجابته غاضبة.
"انا اتخذ قراراتي وحدي, واعتقد انه سبق لي ان اخبرتك بذلك".
ادار كنت وجهه وابتسم.
وفي طريف العودة , بدأت بيلي تشعر بسعادة امام فكرة العودة الى هذه الجزيرة المعزولة, سيكون بامكانها التنزه بحرية واكتشاف جمال هذه المناطق , ثم القت نظر نحو الرجل الذي يجلس امامها . يبدوا انه ليس لديه سوى فكرة واحدة : العودة الى جزيرته واستئناف عمله ... وفجأة شعرت انه قد يكون اسوأ مما ذكره , شيء ما ينبئها بأنها ستندم كثيرا على قبولها هذا العمل.
فور وصولهما , املى كنت عليها تعليماته الصارمة, وكانت تستمع اليه باهتمام ولم تكن تتوقع ان تجد نفسها على تلة من الاوراق كهذه.
"هل فهمت؟"
"فهمت ما تنتظره مني ... اعتق ذلك , سيكون لدي طبعا بعض الاسئلة اطرحها عليك كي اتمكن من التصرف في هذه الغابة الكثيفة من الاوراق. ولكني اعتقد انني سأحسن التصرف."
" عظيم .... ولكن بما اننا سنقضي الصيف تحت سقف واحد , فأنا لا انوي الاستمرار بمناداتك انسة ادرز, ساناديك بيلي , وافضل ان تناديني كنت ".
" حسنا ... حسنا ... كنت". ولفت نظرها عنوان السيناريو ." الحرية الاخيرة"... قالت بكل احترام فكاتب هذه القصة هو كنسنغتون مارتن.
" هل سبق ان قرأتها؟"
" نعم , احببتها كثيرا! وانت تعمل عليها؟ ولكن لماذا لا يقوم المؤلف بهذا العمل بنفسه؟"
تأمل كنت وجهها للحظة ثم اجاب بجفاف:" قد يكون مشغولا باعداد مسلسل جديد من اروع القصص , تقول الشائعات انه ليس عليه سوى ان يجلس امام ورقه وتأتيه الافكار وحدها ..." ثم ضحك بمرارة "الا اذا لم يكن قد وقع تحت سحراحدى هذه المخلوقات اللواتي يملان حياته".
"نعم , لقد سمعت عن علاقاته الغرامية المتعددة ولكن لاتقلل من شأنه , كنت . برأيي هو من افضل كتابنا".
"يجب ان تكوني من هواة المطالعة كي تصدري مثل هذا الحكم الواضح!" اجابها بسخرية.
"اقرأ مايكفي لا علم اذا احب ام لا".
" هل قرأت كتابه الاول؟"سألها بجدية مفاجئة
"نعم, ولقد اعجبني كثيرا . وتمتعت بكل فقراته, وانا بغاية الشوق لارى ما ستفعله بهذه القصة ! لابد انك ستقوم بتغيرات كثيرة من اجل السينما".
"تقريبا, وبما ان بعض الادوار سبق ان وزعت فيجب ادخال بعض التعديلات على السيناريو كي يناسب بعض الشخصيات. ولكن الجوهر سيبقى كما هو."
" هذا افضل, انا لا احب ان يطرأ تغيرات مهمة تسئ الى جوهر العمل". ثم ابتسمت واضافت:"تصور ان هذا الكتاب لم يكن يفارقني في ليال طويلة , وها انا من سيطبع السيناريو! يصعب علي تصديق ذلك""اعذريني الان, العمل ينتظرني . قومي بجولة في المنزل واختاري الغرفة التي تعجبك, ستجدين آلة الطباعةوبعض الادوات في المكتب الامامي".
وعندما همت بالخروج , استوقفها مجددا
"لايهمني كيف تقضين وقتك عندما تنهين العمل الذي اطلبه منك , لا يوجد كثير من التسلية هنا , لاراديو ولا تليفون, ولايزورنا احد غير جو العجوز. بامكانك السباحة , والاستمتاع بأشعة الشمس , ولكن ليس لدي مركب تستعملينه في نزهاتك, وسيكون عليك اعداد وجباتك بنفسك".
لم تتحمس بيلي كثيرا, ولكن كلمة اليأس لاتعني شيئا بالنسبة لها , وبعد ان زارت المنزل كله , اختارت لنفسها زاوية على الشرفة مقفلة بالزجاج.
لكنها منارة وتصلها اشعة الشمس طوال النهار, كما وانها بعيدة عن غرفة كنت , كي تتمكن من الطباعة دون ان تزعجه, وبعد ان استأذنت كنت, نقلت الى مكتبها الجديد كنبة مريحة وطاولة صغيرة وكل ماتحتاج اليه في عملها.
وبينما هي ترتب مكانها, تفاجأت بكنت يتأملها بصمت.
"ان عثرت علىهذا القميص؟" سألها بجفاف عندما رآها ترتدي احد قمصانه القديمة.
"لقد وجدتها في احد الغرف . ايزعجك انني استعرتها؟"
"لا...لا ... انه قميص قديم , لكنني تفاجأت برؤيتك ترتدينه".
رفع كنت يده عن كم القميص فجأة وعقد حاجبيه .
"سأبدا بعملي, لقد اضعت الكثير من الوقت".
تبعته بيلي بعينها, وهي تداعب كم قميصها, وعندما انتبهت لما تفعله, انتفضت مذعورة, مالذي دفعها لاستعارة قميصه؟ لماذا شعرت فجأة بهذه الحرارة القوية؟.
مع مرور الايام , اصبح مكتب بيلي مريحا اكثر, انه يعكس شخصيتها المرحة, وكانت كل يوم تجمع باقة من الازهار البرية تزين بها المكان, وكانت تجمع اثناء تنزهها بعض الاصداف والاحجار الجميلة تضعها على الطاولة الزجاجية.
الاعمال الطارئة اصبحت بالنسبة لبيلي نوعا من الروتين.
وقد تبدلت حياتها المنظمة وقفا لمزاج كنت الذي كان يعمل حتى ساعات الفجر , ودائما يرمي نفسه في سريره في نفس الوقت الذي تستيقظ هي فيه.... واحيانا كثيرة كان يضع في مكتبها الاوراق التي انهاها خلال الليل, ولكن احيانا اخرى, كان ينام بين اورقه المبعثرة فتضطر بيلي للدخول على اطراف اصابعها كي تأخذ حصيلة عمله اليومي.
ورغم تحفظها لم تكن قادرة على ابعاد نظرها عن قامة الرجل النائم الذي يدس راسه في الوسادة, وكان ينام اكثر الاحيان في شورته القصير وعاري الصدر دون ان يشعر باي شيء حوله, ولهذا كانت بيلي تدخل بحذر كل لاتزعجه في نومه. واحيانا, كانت تقف طويلا تتأمل عضلاته القوية ... وكتفيه العريضين وبشرته البرونزية , وصدره الذي يرتفع مع تنفسه بشكل يفتن الفتاة, كان ينام كطفل برئ بعد نهار طويل في اللعب.
للحقيقة, لم يكن كنت جميلا بكل معنى الكلمة , وكما ان شعره الاشقر الفوضوي بحاجة لحلاق ماهر, ومن يرى ذقنه الطويلة, يظن بأنه نسي عادة الحلاقة.... ومقليته! لم تكن خضراء ولا زرقاء , بل هي صفراء مثل عيون هر اشتعل فيها الغضب.منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lebanon cat   رد مع اقتباس
قديم 27-04-08, 10:19 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69661
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon cat عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon cat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon cat المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن:

تاملت بيلي خصرة النحيف ساقيه العاريين المغطيان بالشعر الذهبي . رغم اهماله لنفسه ، كان لديه اناقة طبيعية وسحر خاص . لكنه فظ، عيند ... باختصار هو اخر رجل كانت بيلي تفكر بقضاء الصيف معه!.
والغريب بالامر ، ان كنت كان رجلا فوضويا جدا, كانت ملابسه تبقى اياما حيث يتركها. وهناك دفاتر في كل زوايا الغرفة, والاقلام مرمية على الارض، وبينما يعتمد ا:ثر الناس المحتضرين على وجبة الغذاء، كان هو يأكل بنهم في الصباح.
وبالمقابل كان يظهر منتبها لاقصى حد فيما يخص مهنته ، كان البريد يصله بصورة منتظمو الى مرفأ الغين ثم يحمله اليه جو العجوز كلما مر بالجزيرة او كلما التقاه كنتوهو يقوم بالتسوق في المدينة.
كان يصر على ان يسلمه جو البريد بيده . وكان قد نبه بيلي عدة مرات الى هذه النقطة.
"حتى ولو كنت نائما عندما يصل جو ، يجب ان يصعد ويسلمني البريد بنفسه ، دون ان يمر عليك . هل هذا واضح ؟".
وكثيرا ما تساءلت بيلي عن سبب تكتمه ، قد يكون ذلك بدافع الحذر كي لا تفوته اية رسالة هامة ، من رينولدز ستنديش مثلا...
ولم يكن كنت يظهر سوى اثناء تناول وجبات الطعام ، وكل ما كان يهمه السيناريو والبريد عندما يصل.
احيانا كانت بيلي ايضا تنام متأخرة ، او تستيقظ في منتصف الليل . ولكن مهما كانت الساعة ، كانت ترى النور مضاء في غرفة كنت وتسمع خطواته العصبية . بعد عدة ايام على هذا المنوال ، اصبحت خطواته هذه مألوفة لديها، لدرجة انها اصبحت تشعر براحة عندما تسمعها في سكوت الليل.
كفتاة نشأت في ضجيج المدينة ، تفاجأت بيلي بتأقلمها السريع مع الوحدة في هذه الجزيرة ، وتعلمت الاستماع لزقزقة العصافير ، واخيرا، اكتشفت الهدوء.
وذات صباح ، فاجأها كنت وهي تراقب شروق الشمس .
"اوه! ماذا تفعلين هنا باكرا؟"
"لم استطع النوم اكثر ، كما وان منظر الصيادين رائع ، فلم استطع مقاومة هذا المسرح الصباحي...."
"انت ايضا تحبين هذا؟" سألها بهدوء.
احنت رأسها بصمت ، يبدو انهما يتشاركان نفس المشاعر نحو البحر ... هذه الفكرة ادفأت قلبها.
"اكثر هؤلاء الصيادين هم من الاكاديين . اتعرفين قصتهم؟"
اشارت له بيلي بالنفي . ولم تكن تجروء على الكلام كي لا يلاحظ ارتباكها... كان قريبا جدا منها.
"اجدادهم ينحدرون من اصل فرنسي، وهم اناس فخورون جدا بأنفسهم . وعلمهم نفس العلم الفرنسي بالاضافة لنجمة مذهبة وخط ازرق يمثل نجمة ماريا. نجمة البحر ... فقط لو كان لدي متسع من الوقت ... ان قراهم الصغيرة ستعجبك كثيرا . يقدمون هناك اشهى انواع السمك ... اذا تقدم سير العمل قليلا, قد نقوم بجولة على احدى تلك القرى ". ولاحظ ابتسامتها المشرقة.
"انا ايضا احب ان آخذ اجازة اليوم ، ولكن لدي الكثير من العمل...." ثم عاد الى المنزل ببطء وكأنه مرغم على ذلك.
تبعته بيلي بنظرها وكان قد اعجبها كلامه عن الصيادين، فهو بكلامه عنهم يجعلهم يبدون وكأنهم حاضرون امامه كما لايفعل اي كاتب اخر ... وجو العجوز يعود في اصله الى الاكاديين


ولهذا السبب يحبه كنت ، يبدو انه يحترم تقاليدهم وتراثهم، وتذكرت بيلي ليلة وصولها الى مرفا الغين ، كيف حاول غانون وجو مساعدتها.
تابعت بيلي جولتها على طول الشاطئ لكنها لم تستطع ابعاد افكارها عن الرجل الجذاب الذي تعمل عنده ، القوي الصلب المتعجرف . ولكن خلف هذه الاقنعة، اكتشفت بيلي لتوها احترامه لشعب بلد يحبه. قد يكون ايضا يملك حنانا لاشياء اخرى ، ولكن كل هذا مدفون في اعماق اعماق كيانه.
عند الظهر ، استبدلت بيلي ملابسها بالمايوه البيكيني.
وتمددت على الصخور ساعتين تتمتع بأشعة الشمس والهدوء . وكانت بشرتها قد اكتسبت بعض السمرة خلال نزهاتها الطويلة في هذه الجزيرة ، وكانت دائما تتجول مرتدية شورت قصير وقميص قطني تعقده تحت صدرها كي تتمتع اكثر بحريتها مع الطبيعة.
اماكنت ، فكان ينزل الى البحر في فترة بعد الظهر ويسبح مسافة بعيدة بمايوهه الصغير ثم يقوم بنزهته وحيدا على طول الشاطئ.
كانت بيلي تتجنب ازعاجه لانها كانت تشعر بحاجته للوحدة ، ولكن كان يحصل احيانا ان يلتقيا .
بعد ظهر هذا اليوم ، كانت بيلي لاتزال مسترخية على صخرتها تحت اشعة الشمس ، وكانت قج حلت عقدة حاملة النهدين وتعرض ظهرها العاري للشمس ، وفجأة سمعت ضجة جعلتها تنتفض. فأقفلت حاملة نهديها وتلفتت حولها ، كان كنت واقفا في الماء ، ووجهه على مستوى وجهها ...
"كنت اعتقدك نائمة ..."
"كنت تمكنت من ذلك ... لو انك اخترت مكانا آخر تسبح فيه ". اجابته متعلثمة وهي تتابع اصلاح مايوهها.
تابع كنت النظر الى حركات يديها ... فأدارت مقلتيها وقد احمر وجهها . ساد صمت مزعج . واخذت تبحث بيأس عن شيء تقوله.
"الشمس تلوح بشرتك وتجعلها كالثمرة الناضجة". قال لها كنت باعجاب.
لم تجرؤ بيلي على ان تقول له رأيها به ، وانت ايضا تشبة الها اغريقيا...
"وانت لا بأس بك ... وكانك لا تقضي الليالي في النضال مع الكلمات".
"انا اتحارب مع الكلمات ، انا!" سألها متظاهرا بالغضب.
"ياصغيرتي ، اعلمي انك امام عبقري .ونحن العباقرة لا نتعذب في ايجاد الكلمات ، انها تسيل من افواهنا الذهبية ، كما يسيل الخمر من الجرار".
انفجرت بيلي ضاحكة ، لم يسبق لها ان رأته يمزح يهذا الشكل ... ثم اضاف كنت مبتسما:" ولكن بما ان العبقيرية في اجازة الان ، فأنا اتحداك في السباحة حتى تلك الصخور هناك".
قفزت بيلي عن الصخرة ، وكانت سباحة ماهرة، ولكن لا امل لديها للتغلب على كنت الذي قطع المسفة بلمح البصر وبدون مجهود كبير . وصلت بيلي بدورها، فانحنى كنت وحملها كالريشة الخفيفة.
ضربتها موجة قوية ، فضمها كنت اليه كي تجد توازنها...
احست الفتاة بتيار كهربائي يجتاحها .... ونظرت اليه وهي ترتعش وكانت مقليته تشرق ببريق الرغبة.
"اتشعرين بالبرد؟" سألها واخذ يدلك كتفيها كي يدفئها، ثم دلك ذرعيها.
"لا!" اجابته بسرعة وهي تشعر بارتباك شديد
"الان افضل؟" وعاد يدلك كتفيها، شعرت بانفاسه على عنقها.
"لا!" اجابت وقد جف حلقها.
"لا؟" وانزلقت يداه على عنقها ناعمة رقيقة ، فاجتاحتها انفعالات ممتزجة بالخوف والحذر وازداد اضطرابها. فأمسك كنت وجهها بين يديه وتأملها قليلا وكأنه يحاول قراءة افكارها, وببطء اسند شفتيه على شفتيها وفتح براعمهما ، وتذوق رحيقهما.

 
 

 

عرض البوم صور lebanon cat   رد مع اقتباس
قديم 27-04-08, 10:19 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69661
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon cat عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon cat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon cat المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل التاسع:

ظلت بيلي بدون حراك ، فرفع رأسه . وهي لا تزال دون جراك مذهولة بما تقرأه في مقلتيه.فأطبق على شفتيها من جديد محاولا ابعاد الخوف والشك عنها.
وعندما ابعد وجهه عن وجهها، لاحظ انها انهارت تحت اوائل مظاهر الرغبة. وهذه المرة، كانت هي من وقف على اطراف اصابعه بحثا عن شفتيه. واغمضت عينيها، وشعرت بالدوار، فأمسكت خصر كنت بيديها جيدا. طالت قبلتهما ... وتجرأت بيلي اكثر، وتلمسد جسده الرطب، وعضلات صدره التي تتلاعب على نغم دقات قلبه المتسارعة. وسالت بعض قطرات الماء المالح عن وجهها فتذوقها كنت مع قبلاتها، فشعرت وكأن الاف النجوم من اللذه تتفجر في رأسها هل هذا بتأثير القبلة ام ان الارض تدور حولها بسبب اشعة الشمس؟ فابتعدت عنه فجأة ورمت نفسها في المياه الباردة وسبحت حتى الشاطئ دون ان تلتفت خلفها وقد افزعها استسلامها لرغبتها بهذه السهولة.
عندما وصلت الى الشاطئ ،توقفت قليلا لتلقط انفاسها، وتجرأت والتفت الى الخلف فوجدت كنت لا يزال واقفا مكانه ينظر باتجاهها ، كانت هذه تجربة قاسية . فأسرعت نحو المنزل، ونشفت جسدها والغضب يسيطر عليها . كيف سمحت لنفسها ان تذوب لهذه الدرجة بين ذراعيه؟ حتى الان، كانا قد حافظا على علاقتهما التي ترتكز حول محور العمل فقط . لاشيء اخر ، ولا يجب ان يتغير شيء! ارتعشت طويلا. انه رجل خبير بالنساء بدون شك. وبالطبع معتاد على اصطحابهن اينما يشاء ... ولابد انه لاحظ عدم خبرتها وسخر منها . كم تسلى برؤيتها تهرب! ماذا ستفعل الان كي تتصرف معه وكأن شيئا لم يكن ، وكأنه لم يترك في نفسها اضطرابا لا يزال يلهث انفاسها؟.
كل شيء كان هادئا ، الجزيرة نائمة، وبعض الاشعاع بدأ يوقظ المياه الباردة، وفجأة ظهر قرص الشمس.
بيلي كانت هناك على شاطئ البحر تتأمل جمال الفجر كما تفعل كل صباح دون ان تمل منه.
وكانت قد قضت الليل بطوله تتقلب في فراشها، بينما كانت تسمع في الغرفة الاخرى خطوات كنت . وكانت قد استعادت في فكرها كل التفاصيل التي عرفتها معه فوق الصخور، وصدمتها ردة فعلها واستسلامها السريع لقبلاته!.
بالطبع هو خبير معتاد على النساء بينما بيلي ببراءتها ليست سوى فريسة سهلة.... كانت ذكرى لمساته على جسدها تجعلها تشعر بثمل غريب . ولكن ، لو لم تكن تشعر بشيء نحوه، من اين جاء هذا الاحساس الجميل بين ذراعيه؟.
طوال الليل، كان يلاحقها كنت بجسده الرياضي وبشرته البرونزية ... كان رائعا ، قويا ، حاضرا الى جانبها، انها لا تزال تشعر بشفتيه الحارتين المتطلبتين اللتين ولدتا في كيانها رغبة قوية.... ولما لم تستطع النوم، نهضت وارتدت ملابسها بهدوء وخرجت لتراقب طلوع الفجر.
وهمت بيلي بالعودة الى المنزل، لكنها توقفت مكانها واخذ قلبها يدق بسرعة, فكنت ينزل باتجاهها، حافي القدمين، يرتدي كعادته بنطلون جينز وقميص كارو معجوك، وحتى من بعيد، يمكن التأكد من انه لم يسرح شعره وما ان اقترب منها حتى لة.احظ اثر السهر حول مقلتيها.
" اعتقد انه وقت تناول الفطور" قال بلهجة ارادها طبيعي
"تعالي ، كل شيء جاهز".
ابتسمت بيلي عندما تذكرت اول وجبة طعام اعدها لها ، ولكن على الاقل ، لم يحاول ان يتجنبها، وهذا ما كانت تخشاه بعد حادث الامس.
"سأتناول القهوة والتوست فقط كي ابدأ بالعمل". كان هذا عذرها الوحيد كي لاتجلس معه حول نفس المائدة.
"ليس هناك شيء كثير لتطبعيه هذا الصباح، انا لم اكتب الكثير هذه الليلة..."
بدا عليه بعض التردد ثم صمت. اهو نام؟ ايحاول الاعتذار؟.كان افطارا فظيعا، البيض المسلوق يشبه طابات التنس، اما التوست فكان يشبه الفحم كعادته. وكان كنت قد بذل جهدا كبيرا في عصر كوبين من البرتقال ، لكنه نسي ان يصفي العصير.
" مفاجأة ، اليس كذالك؟"
فرفعت نظرها نحوه وغرقت في الضحك
"نعم ، انها مفاجأة، مع انني كنت اعرف مهارتك في فن الطهي..."ثم ضحكت من جديد واضافت : انا احمد الله لان مواهبك في الكتابة لاتشابه مواهبك في الطهي".
جلس كنت واسند ظهره على الكرسي وارتاح لانه راها تسترخي.
"اذا لم تعجبك مفاجأتي هذه، بامكانك، انسة اندرز ان تجلي الصحون!".
"بكل سرور ، فهذا يخلصني من ذكرى اطباق البيض هذه ... ولكن ، هل كانت حقا بيضا؟"
ثم حملت الاطباق الى المغسلة وهي تتابع الضحك, رضي كنت كثيرا عن التغيير الذي بدا على وجهها، فأخذ يشرب قهوته بهدوء والابتسامة على شفتيه، كان قد وجد رفيقة مرحة لكل الايام.
"يبدو ان الوحي يأتي مسرعا ، اراك لاحقا"، واسرع الى غرفته.
ومضت ساعات وبيلي تسمع خطواته ترن في المنزل يبدو انه سيكون لديها الكثير لتطبعه الان. وبعد الظهر ، وصل جو العجوز يحمل البريد ، فأسرعت بيلي لتحضر بعض الرسائل التي تريد ان ترسلها بالبريد ، وعندما خرجت من المنزل ، التقت بكنت مبتسما.
"لدي رسائل اريد ان يضعها جو في البريد"شرحت له بيلي.
"هاتها ، سأعطيها له".
ناولته بيلي الرسائل ، فألق كنت نظرة سريعة على الرسالة الاولى، واختفت ابتسامته فجأة.
" ماهذه ؟" سألها بحدة.
انتفضت بيلي ، مابه؟ لماذا كل هذا الغضب؟
"انها رسالة لصديق لي ، بكل بساطة!"
" صديق يعمل في صحيفة النيويورك بريس ، صدفة!"
"واذا؟ انه يعمل في هذه الصحيفة ، في قسم الارشيف ... وماذا في الامر؟"
بدا على كنت وكأنه يحاول خنق غضبه، لكن وجهه ظل قاسيا والشرر يتراقص في مقلتيه ... وبجهد كبير، كتم غضبه وابتعد دون ان يضيف اية كلمة اخرى.
ظلت بيلي مسمرة مكانها تنظر اليه وهو يسير بخطوات عصبية، ثم تبادل البريد مع جو وعاد مباشرة الى غرفته، دون ان يكلمها ، لم تدر بيلي سبب تبدل مزاجه وعصبيته بلحظة واحدة، مالذي فعلته حتى انقلب بهذا الشكل؟..
هذه الرسالة؟ ولكن لا ، لا يمكنه ان يكون غيورا من رسالة ترسلها لصديق ... حتى ولو كان يظن انها على علاقة معه.
فعلى كل حال ، حياتها الخاصة لاتعنيه ... وقد يكون يكره تلك الصحيفة . ولكن هذه مشكلته خو، كما وانه لم يلمح لاي شيء من هذا النوع ، لديه اسرار خطيرة يخفيها؟..منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lebanon cat   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
hidden isle, ريث لالغن, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير الجديدة, ruth langan, عبير, وكان الصيف
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:20 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية