لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-04-08, 05:30 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9746
المشاركات: 282
الجنس أنثى
معدل التقييم: Electron عضو له عدد لاباس به من النقاطElectron عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 107

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Electron غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Electron المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل الرابع عشر "يوم و لا في الأفلام"
(1)


و في مرة من المرات سألت حصة بنت كانت تجلس في الكرسي الي جنبي: كيف تتحملين ريم؟!
 البنت و كانت مستجدة: عادي..ليش؟
 ..............>>مجموعة من الشتائم ما سمعت ولا وحدة منها و كل البنات سمعوها!!!!
..<<لأني صرت أفضل أبعد عنها و أجلس قدام..و أحط السماعات في أذني و أسمع أغاني f.m. أحسن من صوتها!
 فسألتني وحدة من البنات إلي جنبي: ريم تزعجك حصة؟
 أيه..
 طيب ليش ما تكلمينها؟
 لأنها ما تكلمني.. و أنا عارفة بأنها ما تسوي كذا إلا علشان تستفزني.
((و ر فعت صوتي و قلت)):و أنا ما أعطي هالأشكال وجه..لأني أؤمن بأن القافلة تسير و الكلاب تنبح!
 طيب أشتكي عليها..و أحنا معك..
 بصوت عالي: مشكورين قلبي عارفة بأنكم معي ...و هالأشكال ما تربت.. و لا يشرف باصنا أنها تكون فيه..لكني ما أحب أشغل بالي بها..صحيح بأني قاعدة أجمع لها أخطاءها لكن ما تهمني.. و أنا متى ما بغيت طلعتها من الباص بمزاجي..(كنت أبغى أسقيها من الكاس الي سقتني أياه شهور..ليس إلا)
 تراها بنت عايلة كبيرة ما عليهم..
 و بنفس الصوت العالي: حبيتي عايلة كبيرة تربي بناتها..مو بأخلاق بنات الخزان<<حي شعبي
_كنت أعرف بأنها تنقهر من سيرة الخزان، لأن أبوها عنده عماير هناك، و كانوا ساكنين فيه أيام الابتدائي،
و حصة تتغتر و تتكبر على بنات الجامعة لأنها ساكنة في العليا!!_
شفتها في آخر الباص بتطق قهر..
..أحسن.. بردت قلبي.. و خلاص ما يفرق معي..
عرفت هالحين بأن البنات ينتقدونها..و أهنتها مثل ما أهانتي..و بأسلوبها..

لكنها طلعت فعلاً ما تربت.. و لا تعرف الأخلاق..و ناسية هي وين ساكنة..
في العليا.. إلي ياما تباهت فيه قدام البنات..
حي الأتكيت..و البرستيج..
و الناس تنتقدك على أتفه شيء.. و لا تفتك من لسان الجيران..<<و الدليل يوم أرغموا جارنا عبدالكريم ما يخلي ولده المتخلف عقلياً يطلع الشارع.. مع أنه ما سوى شيء..و ما غير جالس قدام بيتهم..يتفرج على إلي رايح و إلي جاي..!!

فلما نزلت من الباص وفي لحظة..فتحت حصة الشباك و تفلت _بصقت_ في الشارع عليّ و قالت: تفو يا.........>>شتيمة لأول مرة في حياتي أسمعها.. و واضح بأنها شتيمة ناس.......
بعدها قررت هالأشــــكـــــال ما ينسكت لها..
سجلت الشكوى بالتاريخ..
و الساعة..
و الاسماء..
و قررت أشتكي..لكن البنات مثل العادة همهم دراستهم.. و ما يبون مشاكل..و رفضوا يشهدون معي..
• و نصحتني عهود و قالت : آخر مستوي لك في الجامعة بعده.. تدريب مالك بالمشاكل و عوار الراس..أحمدي ربك بأنها طلعت بصورة مو كويسة قدام البنات..

يمكن لولا ما كنت على وجه خطوبة.. و ما بي مشاكل قدام حمولتي كان اشتكيت..لكن ويــنــه حسن؟!
إلي شاغلني ليل و نهار..أجلس أخطط و أفكر و أحلم ..بالأيام الجاية..
يا ترى أيش بألبس إذا جاء أهله؟
و أيش بألبس إذا جاء لشوفة الشرعية؟
يا ترى بيعجبه شكلي و لا لا؟
يا ترى أيش بسوي في الملكة؟

تعلمت الطبخ علشانه
و صرت أوفر كل قرش ممكن..في الجامعة أشتري الشاهي و لا أرمي الكوب علشان بعدين أحط فيه شاهي ثاني بدون ما أدفع ريال واحد..
ما عاد صرت أشتري من دايت شوب..و لا حتى سلطة رغم أني طفشانة من أكل الكافتريا ..أكل في كافتيريا12 بعد ما أنطردت المعجبات منها..لأنها أرخص مع أن أكلهم مو نظيف..
أحاول ما أتصل بالجوال كثير...أوفر في الشيبس و الشكولاتة و المجلات..و ما عاد شريت لا مكياج أو عطور أو ملابس..ولا رحت لكوافير.. حتى أغراض الجامعة و أعمالها أحاول أوفر فيها..لكني ما قدرت..
كل هذي شغلات بسيطة يمكن ما توفر لي غير ألف و لا ألفين في أحسن الفروض..لكني كنت عارفة بأني رح أحتاج لكل قرش.. وإذا عطتني أمي ألف و لا ألفين ..حسب قدرتها ما رح يعطيني أبوي..و لا ريال على كلامه..

• ثمن دق علي عمي سعود يقول بأن "أهل حسن أجــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــوا الزيارة..لظروفهم الخاصة.."
أنـــقـــهــــرت
لكن بعدين قلت: " لا تصيرين مستعجلة كل تأخيره فيها خير..كذا بأخذ وقتي في الدراسة بدون ما أكون مسعجلة على الجهاز..و المصاريف..

(2)

و أخيراً وصلنا لآخر الترم.. طالبوا مني- بما أني صديقة قسم- التطوع في حفل التخرج..و مع الشغل و الربكة ما شفت وحدة من الإساتذة الفعالات في الأنشطة.. و كان عندي أسئلة كثير.. فلقيت بأن أفضل وحدة أسئلها د........ فهي مجال الأنشطة التطوعية من العلامات البارزة داخل الجامعة و خارجها..
و استفدت من معرفتي بها استفادة كبيرة..خلت لي دور في المجتمع..خلتني شاركت في مدونة من ثلاث مئة إمرأة سعودية مثقفة تندد بالعدوان الأسرائلي على لبنان عام2006..و أقدم طلب تطوع في جمعية الهلال الأحمر..و الكثير من الأنشطة الي شاركت فيها هي إلي قالت لي عليها..
عرفتها من معرض الاحتفال بمرور خمسين سنة على إنشاء جامعة الملك سعود..و بعدين حسيت بأني صرت فعلاً طالبة جامعية لها دورها في التغيير في المجتمع..أذكر كيف شافتي مرتبكة قدام زوجة الملك في المعرض و لا عرفت أتكلم.. تكلمت بدالي..و مدحتي قدامها..
فأول ما وصلت الباص دقيت عليها.. و سألتها عن "المسؤلة عنا..و الزي الرسمي..و متى نجي؟..الخ.."

مشى الباص و أنا جالسة أشوف مفكرتي..و أيش إلي لازم أسويه.. و أدبر لي وسيلة أروح فيها لمقر الحفل..توقف الباص عند بوابة 2 ..
ما أهتميت..
فأحياناً تكون فيه بنت طلعت منها.. لأن الاستاذة أخرتهم.. و لقت بوابة الباصات سكرت...
لكن استغربت بأن الباب ما فتح و رفعت راسي لقيت كل البنات يطالعون لجهة اليسار..شفت وش فيه؟!

لقيت سيارة شرطة.. و سيارة الهيئة..و بنت تنزل من سيارة خاصة..
كل هذا عـــادي حـــتــــى...
ركضت البنت في الشارع..و طلعت لابسة بنطلون جينز!!!و لحقها شرطي..و طلع شعرها و سحبه.. و رمها في الأرض..قعدت تصيح على الأزفلت..

و دخل رجل الهيئة السيارة.. و كلم الشاب الي معها..الي طـــلــع يــعــدل شماغه..!!<<و الله لو ماسكينه قاطع إشارة ما كان بكل هالامبالاة!!!

شفت البنت شكلها من بيئة فقيرة..بتصرفها هذا بــتـــفــصــل من الجامعة أكيد.
الجامعة إلي ما دخلناها إلا بشق الأنفس..إلي فيه بنات كثير كل سنة يدقون على الفضائيات يصيحون "ما قبلونا"...
إلي كم بنت حاسدتنا عليها.. ضيعتها.. و ضيعت مستقبلها.. و سمعتها.. بطيشها..
و في الباص تنوعت حالاتنا..أنا كنت عجيز
جالسة أقول: "الله يستر علينا..الله يحفظنا..الله يستر علينا دنيا و آخره...الله يستر على عيالنا و أهلنا.. "
أما حصة فكانت خايفة و تصارخ: "يمــه ..يمـــــه" و بعدين أنهارت و قامت تصيح..جلست بنت تهديها..
و بنت ثانية صارخت عليها: خلاص عاد..خذت جزاها..حسبي الله عليها خربت سمعتنا"

كلامها صــحــيـــح جامعة فيها حوالي عشرين ألف طالبة..أنا أحلف _من عندي_ نصفهم لابد أنها أرتكبت مخالفات
مثل: تأخر عن المحاظرة..
جابت جوال الكاميرا تكشخ فيه قدام البنات..أو لأنه ما عندها غيره..
لبست بلوزة فوشي و لا أورنج،

لكن مثل هالبنت إلي قصتها وصلت للعمادة..و صارت تعرف بنت بوابة 2، و موضوعها صار أحد المواضيع المفضلة في كفتريا التربية بــــــعــــد:
(ترتيب جامعنا بين الجامعات العالمية..
الإستاذة إلي رسبت 51طالبة من شعبة مدخل لتخلف العقلي إلي فيها بس حوالي 60طالبة..في الوقت الي نجحت فيه كل بنات الشعبة الثانية60إلا 1طالبة..
زيارات فزاع و بطل ستار أكاديمي هشام لسوق المملكة و هبال البنات عليهم..
ويوم محمد فهد يصوت ضــــد محمد الدوسري....
و حادثة سحب الجنسية من ستة الاف قطري..
و الحوادث الأرهابية كلها و بأخص شارع الوشم.._لأنه جنب الجامعة_..
سوالف ستار أكاديمي و شاعر الخليج..الخ)

وسالفتها مثل سالفة هنادي..تعد على الأصابع.. لكن من كبر قضيتهم ..كبروا الناس السالفة ..و خذوا كل بنات الجامعة بذنب وحدة!!
و مع الأسف ما فيه جامعة خالية من هالقصص..
الشيء الذي صار بعد هالقصة أن سمعة حصة صارت في الطين..لأن البنات استغربوا تصرفها..
• "ليش أنتِ زيها؟ علشان كذا خايفة؟!"
فصاروا ما يحترمونها..ما أظلم حصة ما أتوقع بأنها كذا..لكني أصلاً من الأول ما أحترمها فما فرق معي تصرفها..
أذكر بأن سواق الباص جالس طول الوقت حاط شماغه فوق فمه..و يطالع فيها..كانت في الكرسي الي وراي..فناظرته بنظرة شديدة ..و نزل عينه.
لكن ما عاد يهمني شيء خلاص بأودع الجامعة أروح التدريب بعد الاختبارت..فما عادت تفرق معي حصة و لا غيرها...

جلست في الباص ما أني مصدقة بأني خلصت..كل المشاريع و الأعمال و الأبحاث..الخ سلمتها,,و ما بقى غير الاختبارات..
ما كان عندي غير ثلاث اختبار ..لأن أغلب مواد المستوى السابع عملي و تقييم مستمر..
و بكرة الاحتفال بحفل التخرج كنت أبغى أشوفه..أشوف مسيرة الخريجات.. و تسليم مراتب الشرف.. علشان أتجهز له..
مسكت المفكرة و كتبت الأشياء إلي لازم اسويها.. و إلي أجلتها أسابيع..(مذكرة مادة مناهج البحث.. غسل و كوي الملابس..تنظيف غرفتي..ترتيب مكتبي و مكتبتي إلي أختلط الحابل بالنابل فيها..تنظيف المطبخ و دورات المياة-الله يكرمكم- و كنس الصالات و المجالس_إذا ما شبت قيامة خالتي عليّ) >>كانت شغالتنا راحت أمس.. و صرت في حالة لا يعلم بها إلا الله.. مهما قالوا عن أضرار الخادمات لكني أقر بفضلهم و دورهم في الاستقرار الأسري! بالذات في العوايل مثل عايلتي..

أتصل علي عمي سعود:
 ألو ..هلا يالغالي. كيف حالك؟
 بخير.. جعلك بخير..كيف حالك؟ و كيف اخبار الجامعة؟ خلصتي؟
 و الله تمام..اليوم أخر يوم..و ما عاد عندي غير الاختبارات..
 أقول ترى ولد ال......مـــا عـــــاد كـــلـــمـــنــي في موضوع الخطبة..و الله يــــــعــــوضــــــك بــإلــي أحــســن منه..
 أنا كنت حاسة.. لأنه مر حوالي شهر و نصف على التأجيل..يالله.. الله يكتب إلي فيه الصالح و الخير.
>>كان ضايق صدري.. حلمت..و شريت..و أعدت تفكيري لأكون زوجة له..و بديت أحس بأن ما بعده غير العنوسة..
لكني بنت عاقلة مو معقولة أطلع نفسي بصورة مفجوعة على العرس قدام عمي<<
 لا و أنا بعد سمعت بأنه خــــــطـــــب..و بصراحة الولد..ما فيه ذاك الزود<<كأنه ما خلاه أحسن واحد في الدنيا! لكن عمي.. حبيبي.. يبغى يخفف تأثير الموقف عليّ<<
لكن جاء واحد من عيال أعمامنا طلال ولد الوليد بن.. مهندس في ارامكو.. وعمره حوالي خمس و ثلاثين..و رجل سمعته ما عليها في العايلة.. توفت زوجته الشهر الماضي...و جايني بالاسم ما يبي غيرك..
 عنده عيال؟
 عنده ولدين توئم صغار..عمرهم حوالي ثلاث سنين..
 يا عمي تبني أتزوج واحد..خاطبني بعد وفاة زوجته بشهر؟! و عنده ولدين!
 يا بنيتي ما رح يجيك واحد أحسن منه..و العمر يمضي و أنتِ مانتي صغيرة..
 بس يا عمي هذا أرمل..يعني أكيد بقارن بيني و بينها ..و لا تنس بأن له عيال..بالله عليك لولا هالولدين كان ما استعجل في الخطبة؟!
 على العموم ..هو ما عطاني كلمة ثابتة بيكلم أهله و أهل زوجته..و عنده مؤتمر في امريكا بيروح له الاسبوع الجاي..و إذا رجع يمكن يكلم خالد و أنتِ فكري لا تضيعينه من يدك..
جلست في الباص أفكر.." كذا يا حسن تعلقني ترم كامل ثمن تروح تخطب وحدة ثانية؟!
أصلاً أنا الغبية إلي توقعت بأن فيه واحد يرضى بأنه يتزوج وحدة أهلها خطبوه!!
لكن إذا ما تزوجني من بيتزوجني؟! أرمل و عنده ولد و أنا عمري ستة و عشرين سنة بس! و بعدين توه مترمل و تفكيره أكيد مشوش..فغالباً مارح يصير شيء..
و أخيراً تنازلت العائلة.. و سمحت تزوج واحد من عيالها الممتازين بنت محمد..بس أيش؟
أرمل! يعني لا رومـــانــســية و لا حتى في شهر العسل..هذا إذا كان فيه شهر عسل من أساسه..
و بـأصير مربية لعياله..يا ترى بأقدر نفسياً أربي عيال غيري و لا أفرق بينهم و بين عيالي؟ أحس بأنها صعبة..
عرس خالي من أغلب أحلام البنات..ما رح يكون فيه حفلة.. و زفة..أكيد..و لا شهر عسل يمكن..و طبعاً مارح يسوون لي زوارت(= عزيمة للعروس بعد شهر العسل) و لا أحد من حمولتي بيقول لي مبروك.. و طيب أنا وش إلي يحدني على ها لعرس؟!..اللهم أكفنيه بما تشاء."

ثمن حسيت بالذنب.. الزواج رحلة عمر مو شهر عسل و حفلة..
من يدري يمكن يكون لي زوج صالح إلي قعدت سنين طويلة أدعي ربي بأنه يجي..
"يا لله.. الله يكتب الي فيه الخير..خل أشوف شغلي و بعد اختباري يصير خير.."
(3)

شاركت في تنظيم حفلة التخرج..إلي كان الفوضى عنونها..مثل كل مؤتمر و لا معرض و لا حتى ندوة شاركت فيها..
و المشكلة الحقيقة في ضعف التنسيق بين الأعضاء المنظمين..ما أحد يعرف من هم إلي تحته.. و كيف ننسق بين الطالبات المتعاونات..إلي أصلاً ما ينعرف من جاء منهم..من إلي ما جاء..و لا تم توزيع مسبق لمهامهم.. فتركوا أشياء كثيرة للجهودنا الفردية.. و النتيجة فوضي و حوسة.. حتى العميدة و الضيوف تضايقوا..
و لأن حفل التخرج ما فيه عشاء مريت على برجر كنق.. و خذت تشكن فرايز.. و دقيت على بنات خالتي أسئلهم كانوا يبون شيء؟. شريت لهم وجبات.. و رجعت البيت..كان اليوم الأربعاء..فجلسوا البنات في الصالة يتعشون..قالوا لي: تعالي تعشي معنا..
عجبتني الفكرة ليش لا؟ علاقتي زينة ببنات خالتي هتون رغم مشاكلي مع أمهم.. حتى أنها تنقهر إذا شافتني مع بناتها نسولف..حطيت إبريق الموية على النار..و رقيت أغير ملابسي..لبست بنطلون جينز و تي شيرت مكتوب عليه"live your life"و خذت جوالي معي.. و فسخت جزمتي و مشيت حافية.. لأن رجولي بعد الحفل توجعني..مريت على غرفة جدتي لقيتها جالسة تبخر ملابسها ..
 قلت لها: يمه هيلة.. ترانا سهرانين تحت.. و بنسوي قهوة كان ودك تجين معنا..
 قالت: بجي ..بأطيب ملابسي و أكل دواي و أجي ..لا تقومون..
رحمتها تحب الجمعة و الوناسة..و عندها عايلة مشتتة و كئيبة..
يا مشاكل و خناق كل ساعة.. يا كل واحد في غرفته.. يا طالع للشغل و الجامعة و الدورات..أي شيء علشان يطلع من البيت..
فجلسة وناسة ما تجي إلا مرة في العمر في هالبيت.. و يا هي كانت غالية هالجلسة!!
نزلت تحت و جلسنا نتعشى و بعد شوي..جت جدتي و جلست معنا..
 جدتي: تراني حطيت العود في غرفتك يطيبها..
 قلت: جزاك الله خير..
 هاجر: عندنا في المدرسة بنت مهوية..تدرين مرة قاعدة تقول "طفشت من حياتي أبغى أنتحر ..بنات الواحد ينفع ينتحر ببنادول؟!"
 قلت: ليش تبي تنحر؟
 هاجر: بس.. تستهبل..المهم قلت لها" صبي على نفسك بنزين و شبي النار زي الأفلام.."قالت "لا أبي شيء ما يوجع!" لا و صديقاتها و هم يودعونها يقولون له "نتمنى لك انتحار بدون الم.."
 قلت: ما شاء الله عليهم..!!
 هاجر: هالحين يا ريم..وشو صعوبات التعلم؟ يعني البنات الكسلانات؟
 قلت: لا البنات إلي يذاكرون بس ما يقدون يفهمون الدروس.. و لا يحلون صح..
 هاجر: وشلون؟
 قلت: عندك أنا مثلاً..أيام الابتدائي كنت أنجح بممتاز و جيد جداً..مع أن ما حد يدرسني..و يوم جيت المتوسط و ما كنت أشوف..فصرت أرسب.. و يوم لبست نظارات و صرت أذاكر نحجت و دخلت الجامعة..هذا ما يعتبر صعوبات..لكن فيه بنات يدرسون ..و يدرسونهم أهاليهم بالساعات و لا فيه فايدة..هذولي هم الصعوبات..
 هاجر: طيب ليش؟وش إلي يسبب الصعوبات؟
 قلت: سبب وراثي..و سبحان الله إحياناً أقول أنه إمتحان من رب العالمين لأن العلم عبادة..فأنها تجاهد نفسها علشان تتعلم هذا لها أجر أكثر..
 هاجر: ليش دخلتيه أحسه مو حلو..كان دخلتي حقين لغة الأشارة أحلى..
 قلت: بالعكس الصعوبات مرة حلوة..و دخلته لأني حسيت بأني قريبة منهم أكثر من غيرهم ..عارفة أهمية العلم..هاجر لو ما كنت أعرف أقرء.. كان ما صرت ريم إلي قدامك هالحين.. كانت اهتماماتي سطحية و سخيفة..و مالي الأ المطبخ..يعني و الله حرام.. يرغمون يعيشون أقل من الناس و هم إذكياء و طبيعين..عندي بنت في سادس ابتدائي عندها صعوبات في الرياضيات..وش أقولك؟! البنت أطول مني..و لما أكلمها أحس ما بين و بينها فرق خمس طعش سنة..O.k. من ناحية المشاعر و التصرفات تحسين بأنها بنت سادس ابتدائي...بس عليها عقل! أنا الموهوبة أحس بأنها أذكى منيّ..
 هاجر: أقول.. ترى أزعجتينا بالموهبة إلي عندك..و لا تعرفين ترسمين وردة!
 قلت: مو موهبة في الرسم..لكن يعني ذكية جداً..المفروض أني أقول متفوقة عقلياً بس مارح تفهمون المصطلح..
 هاجر: أيه بالله.. يالمتفوقة عقلياً خلينا ساكتين بس..إلي زميلتك تقولك كلمني بالمسن..تقولين وشو هذا؟! فشلتينا قدام الناس..!!
 قلت: وش تبني أسوي؟ ما أعرف للماسنجر.. و لا أني حريصة عليه..و بعدين ما عندنا DSL ..يعني بصراحة شكلنا غلط.. ساكنين عند شارع التحلية و لا عندنا DSL.!.
 هاجر: وراء ما تحطينه؟ هما عندك مكافأة..
 قلت: بصراحة خايفة أحط و أتخسر.. و ألاقي كل العايلة مستفيدة مجاناً منه..يعني تراني أقل وحدة دخل شهري في هالبيت.
 هاجر: أيه بالله يا دخل الشهري..ذكرتني بالتدبير في المتوسط..
 قلت: هاجر تراني أكبر منك بعشر سنين ..يعني شويه احترام..
 هاجر: أمون.. صح؟
 قلت: أيه بس يا هاجر إذا كان صاحبك عسل لا تلحسه كله..
 هاجر: أنا ما أحب العسل!
 قلت: حرام عليك يعني ما تحبني؟!..
 سمر: ريـــــــحـــــــة حــــــــريــــــق..
 هاجر: أبريق الموية..
لكني عرفت من الريحة أنه مو ريحة أبريق الموية إذا أحترق – سبق و أني حرقته- و مثل كلب البوليسي-الله يكرمكم- تبعت الريحة و ركضت لها
..جايه من فوق...و سط الظلام صرت أركض بدون تفكير.. كان جاي من الجناح الغربي..رحت و بديت أشوف الدخان من أول الصالة العلوية...بسرعة فتحت باب غرفتي..و دفني الدخان على وراء.. و طحت على ظهري..و طاح مني جوالي.. فقمت أشوف وش أحترق؟ ما شفت في الغرفة إلا الدخان.. و شعلة النار عند مكتبي..و المكتبة إلي على كامل الجدار..عرفت بأن الأمر كبير.. و لازم أتصرف من دون عواطف..
رحت أدور جوالي و بسرعة على تحت..في أول الصالة شفت هاجرجاية على أول الدرج..
قلت لها: أطــــــــــلـــــــــــــــعــــــــوا بــــــــــــــرا.-كح كح-. البيت يحترق..بأدق على المطافي..
و ما شفت إلا غبارهم..دورت عداد الكهرب العلوي.. و لما لقيته..خفت لو لمسته يبفجر فيني..
فقلت: "يا لله تموت وحدة و لا يموت ستة..أشــهـــد بــأن لا الله إلا الله و أن مــحــمــد رســـــــــول الله..
و سكرته..و أنا أنزل الدرج دقيت على المطافي:
 الو -كح كح- المطافي.
 نعم..المطافي.
 ما عرفت وش أقول لكن قلتها: في بيتنا حريقة.
 وين بيتكم فيه؟
 -كح- في العليا.
 وين في العليا؟
و بووووووووووووووووم..
صوت أنفجار رج البيت كله و بعده سمعت صراخ البنات في الحديقة: ريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــم.
طحت في الدرج.. و مع الصدمة صرخت:آآآه.
قمت بسرعة..و كملت ركض للباب البيت.. و خذت عباية شفتها في الصالة..و كل هذا و أنا أحاول أكلم المكالمة..
 الو الووو..
 الو -كح كح- معك معك..
 روحوا بعيد عن الحريق..
 هذني أطلع..
 طيب ليش تصارخين؟!
قلت في نفسي:"باللهي هذا سؤال؟! أنا أبغى أعرف من وظف هالأشكال في الرد على المكالمات الطارئة؟! جالس يلومني ليش أصارخ و بيتنا يحترق!
..يأخي حاول تهديني..مو تنتقدني!"
 لكني رديت: سمعت صوت أنفجار -كح كح كح-..أحنا عند شارع- كح كح كح كح- التحلية تدخل يمين، من عند مطعم الريف الايطالي- كح كح كح كح كح كح-..و تقدم قدام بيت الزواية -كح كح- على ثلاث جهات -كح كح-..ترى الزواية صايرة زي الحديقة الدائرية -كح كح كح- لها دوار بسيط تمر من عنده السيارة -كح كح كح كح- و الشجر يغطي باب البيت..و على جنب مظلة السيارة... -كح كح كح كح كح كح-

كنت وصلت للحديقة الداخلية..و شفت خالتي و بناتها و جدتي ..مفجوعين و يصيحون..و جارنا عبدالكريم يصارخ: خــــــــالــــــــد طــــلـــعـــهــــم..أطـــــــــلـــــعـــــــوا.. أطـــــــــلعــــــــوا..
و فجأة طلع خالد من البيت.. لابس بجامة.. و واقف يطالعنا مذهول عند باب المطبخ الخارجي تحت غرفتي بالضبط..

كنت أشوف النار تطلع من الشباك.. تحرق ستة و عشرين سنة من عمري..
تحرق الماضي بحرق مذكراتي..و ألعابي القديمة (عرايس باربي و الدباديب) و أوتجرافي و صوري..
تحرق الحاضر بحرق كتبي و ملفاتي.. ملابسي إلي كنت أوفر من مصروفي شهور حتى أشتري شنطة و لا بلوزة..و أوراقي وشهاداتي..و لاب توبي
و تحرق أحلامي بحرق وسائلي و مقاييسي و الأشياء إلي جامعتها للتدريب المستوى الجاي.. جهازي إلي أجهزه قطعة قطعة من سنين للعريس إلي ما بعد جاء..

ثمن..أنفجار ثاني من داخل حمامي..فوق خالد بالضبط ..فحسيت رجولي أنشلت فصرخت: خــــــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــــــــ ــد ..أطــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــــــع.
 خلاص هالحين بتجيكم سيارة المطافي..
 شكراً -كح كح-

• ألفت على البنات و قلت: يالله..لازم نطلع من البيت- كح كح كح كح كح كح-..
• قالت خالتي: وين نروح؟
• ردت هاجر و هي تصيح : بيت بابا..
أشرت لها بالعباية..جت و حظنتها و هديتها.. و لفينا العباية علينا و رحنا ..و طفيت العداد الاساسي و كنت أحاول أركض بس ما كنت أقدر.
التنفس يزيد كل لحظة صعوبة عليّ.. و أحس بنار جوا صدري..
طلعنا الشارع و ورنا خالتي إلي تتدلع.. تبغى عباية لها بلحالها..و جدتي إلي يجرها خالد جر ما تقدر تسرع من الروماتيزم..
الشارع كان فاضي إلا من سيارة وحدة ..كانت لافه من عند التحلية.. شافنا صاحبها و أكيد استغرب لثلاث حريم في عباية وحدة يركضون في الشارع ..ويمكن شاف البيت يحترق.. وقف السيارة..و طلع منها
 و قــال: أي مســـاعـــدة؟ مــحتــاجـــيـــن شــيء؟
أشرت له بيدي من تحت العباية "لا ..لا"
و بعدين قدام درج بيت طليق خالتي..ما قدرت رجولي تشيلني.. و طحت من جوا العباية.. على الازفلت.. و ما قدرت أنفس..بدت تظلم الدنيا في وجهي..شفت أحد يشلني من الأرض...
 و يقول: أنا دكتور..لا تخافين....
 صرخت هاجر: ريــــــم..
 قال: ريــــــــم..أنتِ ريـــــم؟
جلس على عتبة الباب و أنا بين يديه..
 و قال: ريم خليكِ معي..رح أحاول أساعدك..هدي أعصابك..كل شيء تمام..
كنت خلاص حاسة بالمــــــــوت..ما أقدر أتنفس..الألم في صدري شديد..
تذكرت حياتي كلها...
مشاكلي مع أخوالي و أبوي و خالد...
بناتي إلي سويت لهم دراسة الحالة ..وبديت أخطط الخطط العلاجية..
اختباراتي الي ما بعد ذكرتها..
أحلامي بالزواج و الأطفال و العايلة إلي أنحرمت منه..
و ياما تمنتِ أبني عايلة مستقرة للعيالي..أفضل ألف مرة من عايلتي إلي كنت فيها شيء غير مرغوب به..
.كل هذا بيروح في لــــحـــظــة..
(4)

تندمت على الأغاني..و شوفتي لستار اكاديمي و طاش ما طاش.. و كل المسلسات و الأفلام..و على لبسي القصير و البناطيل..و كل ساعة ضيعتها بلا عبادة..
كانت الدنيا تدور فيني..حاولت أتشهد ما قدرت..
 و هالدكتور ما زل يكلمني و هو يرجف ..و يبعد شعري عن وجهي:ريم خليكِ معي..أنتِ قوية و شجاعة.. طلعتي من تحت كفرات السيارة و رحتي المدرسة.. تذكرين؟!...ناظرني.. ما رح تموتين.. أصلاً مادمك تكحين معناته أنك بخير..الله يرحم والديك.. خليكِ معي.. هالحين جايه سيارة الاسعاف..
تنبهت بأنه يحاول يعطني نفس صناعي أبعدته بيدي..و حاولت أتنفس..
 خلاص.. لا تخافين..حاولي تتنفسين بشويش..أنتِ هالحين بعيدة عن الدخان.. ناظرني..
ناظرته..ما شفت غير نظارته..
• قال لي: أنتِ عارفة وش مكتوب في تي شيرتك؟ مكتوب عيشي حياتك..بتعيشين حياتك و كل هذا بيصير ذكرى..
كلنا يوم من الأيام يصير لنا هذا.. لا تخافين ما رح يصير لك شيء..بيصير كل هذا مجرد ذكريات..
و بتكتبيها خواطر و يمكن مقال..
ريــم تسمعين؟ هذا صوت الأسعاف..الأسعاف جاء يا ريــم..حاولي تصبرين كلها ثواني ..

كانت الدنيا تدور فيني..و شفته يحرك يده في الهواء للسيارة المطافي..أشر لهم على البيت
 و صرخ: معي حالة اختناق..معي حالة اختناق..
ولما وقفت سيارة الأسعاف..ركض في الشارع وهو شايلني بين أيديه.
 .و يقول: مــعـــي حـــالـــة اخــتــنــاق..
 أول ما فتحوا باب السيارة..قال: أنا الدكتور عبدالعزيز الشهم..و معي حالة اختناق..اوكــســجــيـــن بـــســـرعــــة..
حطو قناع الاوكسحين فوقي و بديت..أتنفس بسرعة..
 قال :شوي.. شوي..هو رح يدخل.. أسترخي.
و حسيت نفسي لعبة بين المسعفين إلي يقيس الضغط..و إلي يكشف بالسماعة..و ما أدري أيش؟ كنت بأموت من الحرج..من شكلي معهم
 ثمن سألني الدكتور الي دخلني : عندك مرض معين..تتعاطين أدوية.
أشرت بيدي على شكل بخاخ عند خشمي
 ربو.
أشرت "لا"
 حساسية.
أشرت "نعم"
 علشان كذا تأثرتي بالدخان بسرعة..
 قال له المسعف: لو سمحت يا دكتور خلنا نشوف شغلنا..أنت ما تعرف عنها شيء؟!
 أنا أول طبيب وصل فبالتالي هي my patient "مريضتي.".و ما رح أطلع لغاية ما أتأكد من أنها تلقت العناية الكاملة.
 ناظرني المسعف و قال: ما تنلام.
 وش تقصد؟
 لا أبداً..هالحين وين أهلها؟
 وسط الحريق..أيش تتوقع؟!
و ألتفت و شاف سمر عند الباب و ناداها: يا بابا.. جيبي العباية لريم.
من بعيد شفت خالد صدره عاري..و يحاول يساعد جدتي إلي تغطت بطرف شيلتها ..و خالتي هتون متغطية بقميص البيجامة خالد..كلهم جايين للبيت طليق خالتي..و لسيارة الأسعاف..
• صرخ عليهم: كلكم سالمين؟ مافي أصابات؟
• سمعت صوت خالد.."لا.. سالمين"
لما دخل خالد جدتي و خالتي..
• قال الدكتور له: لو سمحت تعال شوي؟
كان الشارع بدء يمتلي بالناس..و صرنا فرجة للناس..
 جاء خالد فقال له: لو سمحت.. أختك تتلقى العلاج عن الاختناق..يا ليت تجيب لها عباية..و أحد يجي يجلس معها.. و لو- أن شاء الله- طفل.
 طل عليّ خالد و راح و نادى سمر..و خلاها تجيب العباية إلي كانت معهم..
خذها الدكتور بسرعة و عطاني أياها..
و أنا ما صدقت لفيت جسمي بها.. و غطيت شعري و ما تركت إلا مكان الكمامة..
راح خالد مع المطافي للبيت..
• و بعد شوي جاء طليق خالتي و سأل المسعفين: هاه..كيف حالها هالحين؟
 المسعف: الحمد الله..استقرت حالتها.. ما فيها أي أصابات أو مضاعفات.. بس اختناق بسيط ..و أحنا نعالجه هالحين..و ما فيه حاجة لنقلها للمست فى..
 متى بتخلص؟
ناظرتي كنت بديت اتنفس بشكل طبيعي.. و خف الألم إلي في صدري..
 هالحين خلاص تقدر تقوم هالحين ..
 سمر..بأطلع السيارة و أوديكم لأمكم لطيفة..
 فك المسعف الاوكسجين عني: و خلاص تقديرين تتنفسين بشكل عادي هالحين.. بس لا تجهدين نفسك الليلة.. و ياليت تفتحين الشبابيك..
قمت ولفيت نفسي بالعباية..ما تركت غير مكان صغير أشوف منه..شفت الدكتور إلي حاول يسعفني أول ما طحت مازال واقف في سيارة الأسعاف..
عطاني جوالي إلي خذوه مني يوم قاسوا لي الضغط..
 وقال : الحمد على السلامة.
 كان فيه كلام كثير أبغى أقوله ما اسعفتي الكلمات.. فقلت: شكراً..
و مسكت يد سمر و و طلعنا... رحت و سمر لبيت أبوها..و راح هو لسيارته..

لقيت خالتي و جدتي وهاجر في الحوش..وقف طليق خالتي السيارة عند الباب..و نادنا..
طلعت وخالتي وهاجر في عباية وحدة يالله مغطين وجيهنا وشعورنا..و الباقي طالع..كنت و هاجر لابسين بناطيل جينز وسيعة..أما خالتي فلابسه جلابية..و كلنا حافين..
صار المهم عندنا أن ما يصورنا أحد.. و نصير بلوتوث جديد!..
يسمى باسم(فضيحة بنات العليا)
لأنه كونك بنت تتعرضين لمصيبة فهي فضيحة لك إذا صورت!!..لكن المجرم إلي يصور يعتبر نفسه (بطل)..يطلع عيوب المجتمع!!

ركنبا السيارة و ركب طليق خالتي جدتي الكرسي الامامي..
 ثمن سأل بناته: أوديكم لأمكم لطيفة؟
 ..قلت لا ودنيا لأمي..
<<كان هذا أفضل خيار..لأنه ما ينفع نجلس في بيته و هو ما عنده حريم في البيت..خصوصاً خالتي -فهي قدام الناس طليقته و خالعته-..و أمه مهما يكن رح ننحرج في بيتها..أما أمي فهي.. أمي..و بنت جدتي..و أخت طليقته..و خالة بناته..و أكبر عيالها في خامس ابتدائي..فالأصول أننا نروح عندها..>>
 سألني وين بيتها فيه؟ قلت عند قاعة الحمراء..
 و دقيت على أمي و قلت لها: ترانا جايينك هالحين..
 قالت جدتي لي: لا تروعينها ..
 سألتني أمي و هي قلقانة: وش فيكم؟!
 قلت: بنجي هالحين و نقولك..ترى جايبنا أبو هاجر..فبنتصل عليك تدلينا من قاعة الحمراء.
و في السيارة نفس أسلوب طلعتنا من البيت..غطينا رؤسنا بالعباية -زي ما نكون أغراض سفر مغطاة ببطانية!- جاء عبد الكريم جارنا-يشده ولده فجبنه الأيسر كله مشلول بعد الجلطة-
 و قال لنا: " تفضلوا عندنا..محتاجين شيء..؟"
 لكن أبو هاجر قال: لا شكراً بأوديهم لأمهم..
و تحركت السيارة..ناظرت وراء .
شفت البيت يحترق..و الناس متجمعين يتفرجون..و سيارات المطافي و الاسعاف..
و كل هذا يـبـعـد عن عـيـوني..

طلعت من البيت إلي عشت فيه خمسة و عشرين سنة..ما معي و لا الشبشب_الله يكرمكم_
بيت عشت فيه محسودة ..و الكل يخطط و يدبر حتى يطلعني منه..
طلعت منه نصف الليل..بأشــر طرده..
كرهته.. و كرهت الظلم الذي شفته بسببه من أقرب الناس..

كان أبو هاجر يسرع فينا في الشوارع.. و كل الناس تطالع فينا مستغربة أشكالنا.. و خالتي كل شوي ترفع العباية على أنها تطالع الطريق و هي تتستعرض قدام طليقها..
قلت في نفسي: "ما دامك تبينه ليش طلبتي الطلاق.. و فضحتي فيه في المحاكم؟!..عناد..و تبين تقهرنيه بس!!"
في لحظات وصلنا للقاعة الحمراء شفت أخواني عند القاعة..خفت عليهم..أكيد أمي ما طلعتهم إلا هي متوقعة مصيبة صايرة..دلونا على البيت و لما جينا نطلع ..طلعنا كلنا(هاجر و خالتي و أنا) من السيارة زي ما دخلناها

و دخلت البيت أول وحدة.. و مع حركتي السريعة طلعت من العباية..فشافتني أمي..داخلة عليها حافية و بدون عباية..
 صرخت: ريـــــــــــــــم..وش فيك؟ وش جابكم؟
ما عرفت كيف أقول السالفة..وقفت ساكتة...دخلت وراي هاجر
 و دفاشة قالت و هي تحرك يدينها في الهواء: خالتي.. خالتي..أحترق بيتنا..
 أمي: هه ..بسم الله عليكم..عساكم سلمتوا.. سمي ..بسم الله عليك..
 ريم جاها أختناق.. و طاحت في الشارع.. وجاو الأسعاف...
قلت في نفسي: "حسبي الله يا هويجر..صدق أنك بزر.. بالعة رادو..أنتِ ناوية تموتين أمي؟!"
• قلت: لا الحمد لله ما صار شيء..بس اختنقت شوي..و الحمد لله ما صار شيء..و كلنا سالمين..
و وطيت رجل هاجر عساها تسكت..لكنها بزر..
 صرخت : آي..و جوا المطافي.. و تجمعوا الناس.. و أنفجر مكيف ريم.. و أحنا في الحديقة.....بعدين أفجرت السخانة و شفنا النار طالعة منه...و ...
 قاطعتها: هـــاجــر خـــــلاص.
 هاجر: طيب خلاص ..أنا كنت أعلمها..بس يا خالتي متنا خوف..مرة مرة النار تروع..
قلت في نفسي: "يا ربيه متى بتسكت هالبزر؟!"
دخلت خالتي و سمر و جدتي..
 أمي : حياكم الله.. تفضلوا.. تفضلوا.. البيت بيتكم...أن ما شالتكم الأرض تشيلكم عيونا..
>>و لا كأن خالتي طاردتها من البيت من ثلاثة شهور.. لكن أمي يمكن تكون قروية.. و ما معها غير المتوسط..و ما تهمها المظاهر..لكنها تعرف الأصول.. الحق و الواجب..حتى مع الناس إلي ما تــســــتــاهــــل..<<
دخلنا للصالة.. و راحت تسوي لنا قهوة..و تطلع بطانيات و مخاد لنا...
 أمي: وين تحبون ترقدون فيه؟
 جدتي: أنا رجيلاتي موجعتي..خلني أرقد تحت..في الصالة..
 أمي: خلاص بأفرش لك في الصالة..و من بيرقد معك؟
 خالتي بعصبية: أنا..
 أمي: لا.. تعالي أرقدي في غرفتي بأخلي لك سريري..
 خالتي بعصبية أكثر: لا مابي..
 بهواك.. أجل يا بنات بحطكم في غرفة العيال..تنومون على سراريهم..و ريم و العيال في غرفتي..و إذا جاء خالد ينوم في المجلس.. تراني سويت قهوة..تبون تقهوون ولا ترقدون؟
 جدتي : جيبي القهوة..و الله أني كنت بأرقد بس جو قالوا لي بنسوي قهوة..ولا شربتها..
 قلت: يمه خلنيا نجلس نتقهوى في الحوش.. تونا طالعين من الدخان و نبي هواء..
طلعنا للحوش..
و أتصلت على خالد أسئله عن إذا كان الحريق خلص أو لا..
....................
 ما أثار الحريق؟ هل ستحترق المنزل.. و لن تعود إليه مرة أخرى؟أم..
 خرجت من البيت و هو يحترق لا أحمل غير جوالي...كيف سأعيش؟
 وماذا سيحدث في آخر إختبار لي في لجامعة _بعد أن احترقت كتبي_ هل سأرسب.. و أخسر مرتبة الشرف؟ أم..
 ذالك الطبيب من أين يعرف أني كنت أكتب مقالات و خواطر؟ و ما قصة خروجي من تحت عجلات السيارة التي قالها لي؟

أنتظر إجابتكم على هذه الأسئلة أو
تابعوني في الفصول القادمة لأجيب على كل هذه الأسئلة و للأحداث المثيرة القادمة..


الفصل الخامس عشر: "و تبعثرت أوراق حياتي!"

 
 

 

عرض البوم صور Electron   رد مع اقتباس
قديم 20-04-08, 05:32 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9746
المشاركات: 282
الجنس أنثى
معدل التقييم: Electron عضو له عدد لاباس به من النقاطElectron عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 107

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Electron غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Electron المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل الخامس عشر: "و تبعثرت أوراق حياتي!"(1)

 خالد: لا. مازالوا يطفون في غرفتك..حاصروا الحريق في الجناح الغربي .. و بتصل عليكم إذا صار شيء جديد..
 أمي: ترى الساعة 2 روحوا أرقدوا..و الصباح رباح..
 ما أقدر أنوم.. حتى أطمن على غرفتي.. وش صار عليها؟ هالحين وش بنسوي..و الأسبوع الجاي اختبارات الاعداد العام..
 هاجر: أيه صح.. وش بنسوي في المدرسة؟ يعني ترى كل كتبنا و و أغراضنا احترقت..
 رديت: ما أتوقع..الحريق في غرفتي.. و إذا قلنا بأنه ممكن فيه أضرار في الجناح الغربي..ما وصل للجناح الشرقي..إلا يمكن الدخان...لا تنسين بأن المطافي جت بسرعة.. قبل ما تطلع أمي هيلة من البيت...فلا تخافين ما رح تحترق كتبك..
و بعدين كتب أولى ثانوي... عندك أسبوع كامل تقديرين تصويرنها من البنات..
أنا إلي اختباري الأربعاء الجاي و كل شيء راح...الكتاب و الملازم..و الدفتر الذي كنت أكتب فيه الnotes في المحاظرات.. هذولي كيف أعوضها؟!
...الحمد لله بأني سلمت ملفات دراسة الحالة و إلا كان راح كل شيء ..التشخيص.. و الاختبارات و المقاييس.. و الخطط العلاجية..و خطط تعديل السلوك.. و كل البيانات الثانية..
 خالتي هتون: حسدونا الحيران! قايلة لكم بيعوا البيت..تذكرون يوم تجي زوجة عبد الكريم و تسألنا ما نتم ناوين تبيعونه؟..إلى هالحين حاطين عينهم على البيت..أكيد نضلونا!!
 قلت لها: و الله ..إذا كان أحد محسود فهو أنا! بيتكم ما جاه شيء..أنا إلي كلتها..غرفتي كلها راحت..الكتب و المقاييس إلي شريتها من معرض الكتاب إلي ما تنوجد في كل المملكة.. و البطاقات الشخصية و الجامعية و الشهادات..و الملابس..و كل شيء راح..

و كانت غلطتي بأني رديت عليها!!
فهي من حوالي أربع سنين و لا كأني عايشة معها في بيت واحد..
أبعد عنها و لا أكلمها حتى لو بغت تتخانق معي.. فما صدقت فرصة تطلع كل إلي في قلبها عليّ..و إلي زاده المرض..و تجاهلي لها

 صارخت: على أيش شايفه نفسك؟! مو كفاية أنك حرقتي بيتنا!! و احترمي نفسك.. أيه.. احترمي نفسك..مير مقيولة " البيت بيت أبونا جو القوم و نهبونا"! ما كان لكم خالة( كنها يوم من الأيام فكرت بأننا عيال أختها!) و لا تقدروني..مير جعلي خير ما تظنون و أخذ خير ما تعملون.... أيـــه ..الحمد لله..جعل إلي صابكم ما يبتلينا... أيــه..لو كان حلال كان ما راح.. "أقلب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها!"
 قاطعتها: يـــشـــــــــــرفني بأنـــي أطـــلــع علــى أمـــي..
 و أمي ما غير تصارخ علي: ريم أسكتي..أسكتي..

ما هي شايفة كلام أختها إلي يعث؟!..لكن أختها ضيفة في بيتها و مريضة و أنا بنتها....
قامت الخالة الي توزع حكم و أمثال..و شالت كاس الموية و كسرته على الطاولة..و رفعته في وجهي تــهـــدد..
 و كملت صراخ: نعم؟! على أيش شايفة نفسك أنتِ؟! جعل إلى صابني يصيبك؟ جعلي أشوفك جنازة..ياليتك رحتي في الحريقة.. أنتِ ما تربتي و يبي لكِ من يربيك و يشوه وجــــهــــك ..
 صارخت أمي: ريــــــــــــــــم ..أطلعي.. روحي ..روحي..
ركضت بسرعة لغرفة أمي و خالتي هتون تلحقني.. و أمي و جدتي و البنات يحاولون يهدونها و يمنعونها..و الحمد لله قدرت أدخل الغرفة و أسكر الباب..قبل ما توصل لي..
 قامت تطق الباب و تصارخ:" أفتحي يا الكلبة...يا بنت الشوارع.. أفتحي يا الحسود..الحقود..
يا جعلك ما تفلحبن في دراستك..
يا جعلك تشوفين إلي شفته و أكثر..
يا جعلك تتزوجين أربعة و تتطلقين عشر..
يا جعلك السرطان..و الجلطة ...
جعلي أشوفك مــجــنــونــة..الله يــهــبــل بك مثل ما هبلوتوا فيني أنتِ و رجلي الكلب وأمه ..
و أمـــي بعد إلي تحبك و تغليك..حسبي الله عليها..الله ينتقم لــي منها..الله يــعــاقــبــها و لا يــشــفــيها إلي تفضلك عليّ..
الله يـــحـــرق قــلــبــك مثل ما أحترق البيت..
الله يفجعك في شبابك..
جعلك ما تهنين كثر ما تهنيتي..
مير ما ينفع معك شيِء يا ســاحــرة..
طلعت من بيت رجلي و تطلقت..
و دخلت المدرسة و تركتها..
و دعيت إلين تعبت..
و ما تركت شيء ما سويته..
و أنتِ ما جـــاك شيء...!!
الله يــقــهــرك مثل مــا قـهـرتـنـي..
الله ينتقم لي منكِ..
ياليتك مــتـــي يا بنت العليا..
يا ليتك متي و رحيتي قلبي..
الله يحرق قلوبكم مثل ما حرقتوا قلبي.. مير ما يجيكم شيء..
شياطين...
أنا أشوف الويل و أنتِ من عز إلى أعز..
يا بنت الشوراع..
يالي أهلك راميك..
يالي ربوك الناس..
آآآآه الله يبرد قلبي فيك..
و يحرق عمرك..
الله يفجع أمك و أمي فيك..
آآآآآآآآآآآآه مارح يبرد قلبي إلا موتك يا الملعونة..
أفتحي الله ياخذك..يالي ما ربيتي عند أمك و أبوك..
يالي ربوك الناس.."

جلست على الأرض و أنا أرجـــــــــف...
الحياة مع مريض نفساني متعبة.. فكيف إذا كان يكرهك لدرجة أنه دمر حياته بس علشان يدمرك؟!
في السنوات الماضية كنت عايشة كرجل..دراسة و شغل ..و أنشطة تطوعية..
ساعات ما أرجع إلا الساعة أثنعش في الليل..من مؤتمر و لا دورة..
و في البيت يا في غرفتي..يا في غرفة خالد أتفرج على التلفزيون..
ما كنت أجلس مع جدتي و خالد إلا في النادر و كانت دايم تجي تنكد علينا....كنت أحاول أبعد عنها بأي طريقة..
لكني كنت أعيش و أطور من نفسي و خبراتي..بأسلوبي هذا..
أم هي فكانت تجلس في البيت تشوف حياتها تتدمر قدام عيونها..
و إلي كانت تبغى تدمرهم...ينجحون..و كل الناس يحبونهم..

شايفة العالم يتكلمون عن رفضنا للعرسان..و هي ما جاها أحد..
شايفة كيف الناس يزعلون لو جو يوم و لا شافوني فيه.. وهي ما حد يسأل عنها غير الدكتور النفساني..
حياتها صعبة ما أتمناها لمخلوق..لكني أعرف بأنها هي من وصل نفسها لها المرحلة..
شحنت نفسها بالأنانية و الحسد و الحقد..و كرهت الناس و كرهوها..فالأخير ذكاءها إلي أستغلته في الشر ما نفعها..

ما قدرت أنوم رغم التعب و القهر..من الساعة ست العصر.. و أنا واقفة على رجلي..في حفل التخرج..
و أول ما رجعت شبت حريقة في بيتنا...
و تعرضت للاختناق..
ثمن محاولة قتل أو تشوية من خالتي المريضة....
أنتظرت الصبح إلى ما طلع..و خالتي بعد ما تعبت إنهارت و راحت لجدتي تصيح و تدعي عليّ.. و على أمي... و على جدتي نفسها..
ثمن نامت..بعد ما نكدت على البيت كله..

و بعد صلاة الفجر..
 أتصل خالد :السلام عليكم..
 و عليكم السلام.هاه وش الأخبار؟
 طفوا الحريق..و شركة الكهرب فصلت التيار حتى نهاية التحقيق..
 وشو تحقيقه؟!
 يبون يعرفون وش سبب الحريق؟ أنتِ ما تركتي شيء مشغل؟ مكيف ..و لا اللاب توب على الشاحن؟
 لا..ما تركت شيء..أصلاً أنا كنت توني راجعة من حفل التخرج.. و ما لحقت...أصبر..أصبر..أمي هيلة قالت بأنها حطت العود في غرفتي..الظاهر هو السبب..
 و كتبك ذي أذتنا..قعدوا ساعة كاملة يطفون فيها..
 لاه ما أذاكم إلا كتبي؟! المهم متى بنرجع البيت؟
 ما فيه رجعة..كل الدور العلوي..ممنوع دخلته إلين يشيلون البصمات..
 لا و الله ..حادثة أرهابية ذي؟! يا أخوي كلها مدخنة عود طاحت على كتب..أبغى أروح أشوف وش صار في غرفتي؟
 أنـــــتـــــهـــــت ..صارت رماد..
 لا يا خالد أبغى أشوف بعيوني...ما رح أرتاح لغاية ما أعرف وش صار؟
 أجل.. شوفي بأجي أخذك العصر..شوفي الغرفة و شوفوا وش تاخذون من البيت لأن شكل جلستنا بتطول..
 طيب أنتِ وينك فيه هالحين؟
 في بيت أبو هاجر..الرجال كثر خيره..ما خلاني أروح..و ما بغيت أخلي البيت لا يصير فيه شعلة لا شيء..الحمد لله أني طفيت الغاز قبل ما أطلع أمي هيلة..
 طيب..يالله مع السلامة.
 مع السلامة..
(2)
رحت أقول لأمي و جدتي و هاجر.. كانت خالتي هتون نايمة و ما حد كان عنده استعداد يقومها.. و حتى العصر ما قامت -حمدت ربي- و رحت مع أمي و هاجر..
دخلنا البيت..كانت الحديقة الخارجية مليانة أوراق محروقة.. ورماد ..و الشبابيك..كلها سوداء..و حديد شباكي رايح ثلاث أرباعه..و الحديقة كلها أوراق كتبي محترقة..حتى النخل و الورد و شجر كانت ذابلة...و في الداخل كان الصوفات و الكراسي و السجاد مليان موية و رماد..و الرخام مسود من الرماد و الموية
شفنا بقايا أكل أمس و أثار جلستنا..فكرت: " كأني قاعدة أشوف أثار ناس ثانين..مو أحنا إلي كنا هنا من أقل من 12ساعة.
رقينا الدرج لدور العلوي..الجناح الشرقي كانت جدرانه و شبابيكه كلها عليها رماد الدخان..
لكن لما رحنا للجناح الغربي...
كان كل إلي شفناه و لا شيء..!!
الثريات طاحية على الأرض و متكسر كرستالها..
و الأسقف المستعارة الي في الصالة طاحت معها و تكسرت..
و اسود قزاز شباك الصالة الكبير..إلي كان ملون و عليه رسومات أندلسية
حتى الجصتين على الجدران متكسر و متفتت..
و ورق الجدران.. و الموكيت.. و السجاجيد.. و الستاير.. ما عاد لها وجود..
و الجدران و السقف كلها سوداء من الدخان..
كــــل شـــيء صار جمر..و رماد...

كانت أبواب غرفة جدتي و حمامها.. و غرفة الملابس.. والبلكونة.. عليها أثار حرق و سوداء..لكن باب حمامي-أكرمكم الله- و باب غرفتي..أحترقت و تفحمت تماماً..
حمام جدتي-أكرمكم الله- صار كله سواد الجاكوزي..و المرايا ..و الرخام و السقف..
أما غرفة جدتي فكانت كلها مغطاة بطبقة سوداء من الدخان.. الأسقف المستعارة، و الثريات، الشبابيك، الأثاث -الي كان من المعدن- ما تأثر بالحريق زي الستائر،، و المفارش،، و الصوفا،، إلي أحترقت..
و غرفة الملابس فكانت أبعد غرفة عن الحريق..فأسودت أبواب دواليبها و المرايا، و حتى كل الملابس إلي فيها سودت من الدخان لكن ما أحترق فيها شيء، غير شوي من بابها..
حمامي_الله يكرمكم_ كان كله أسود..و المراية مابقى منها غير المسامير..و الدش و الحنفيات ألتوت من الحرارة.. و السخان منفجر.. و ستارة البانيو ما تشوف منها غير شيء أسود على البانيو.. إلي ما ينشاف من السواد إلي عليه..حتى رخام الجدران طاح و تكسر..

أما غرفتي...فما قدرت أشوف شيء..راحت هاجر و أمي بسرعة لها و قبلهم خالد.. و سكروا عليّ الباب بأجسامهم.. و ما أسمع غير. .
شهقات..و صراخ.. .
أو
" أوه..لا حول ولا قوة إلا بالله..الله يحفضنا.."
قلت : "أفتحوا طريق ..لو سمحتوا ..يمه فسحي شوي.. الغرفة غرفتي.."
بغيت أضحك على عمري..
"الغرفة غرفتي"
ما عاد فيه غرفة!!

في التلفزيون لما يجيبون بيت بعد حريقة ..تشوف سرير محروق..مكتبة محروقة..
لكني مـــــــــــــــــــا شـــــــــــــــــفــــــــــــــت شــــــــــــيء!!
غرفتي إلي شاريتها كلها من إيكيا.. قطعة.. قطعة..من أيام المتوسط..و أنا كلما بغيت أشتري شيء أوفر من مصروفي شهور.. علشان أشتري سرير و لا دولاب..
كل هذا صار جــمــر و رماد..الأرض كلها جــمــر..
ما فيه لا لاب توب..و لا دولاب ملابس..و لا كتب ..ولا سرير..و لا شيء..حتى حديد الشباك راح..و إلي بقى منه ألتف..

شفت دبابيني محترقة تماماً و ما بقى منها غيربعض حشوها..و عرايس الباربي و صوري و صور أخواني.. و أوتجرافي.. و مذكرتي..و الهدايا.. و شهادات التقدير..راحــــت
و شهادات الدورات.. و ورش العمل..و شهادة الخبرة من شغلي..و البطاقة الشخصية.. و الجامعية..و بطاقات البنك..و بطاقات المستشفى..و أوراق مهامي طول سنتين صديقة قسم راحـــــــــــت..
و دولاب الملابس إلي كان مغطي الجدار كله.. راح..
و الملابس بما فيها هدايا ندى كل ما سافرت جابت لي..و الفرو إلي شاريته بخمس ألاف ريال.. و الساعات و المجوهرات إلي كلها هدايا من أمي و جدتي و عماتي راحــت...
كتبي و مقاييسي و الملازم و c.d's كلها راحــت..
و جهازي الطرحة إلي أشتغلت عليها ثلاث سنين..و التحف..و المفارش إلي كنت أشتغلها في أوقات فراغي..
و files إلي جمعت فيه كل المعلومات إلي أحتاجها في عرسي سواء كنت بأسويه في فورسيزن و لا في استراحة..و كتب الاستعداد للحياة الزوجية..راحــــت.
كاميرا الديجتال إلي ما شريتها إلا من قريب راحت..و الطابعة و السكنر.. و اللاب توب.. و القاموس الالكتروني راحــوا...

كل شيء راح في لحظة و كنت بأروح معه لولا هالدكتور..أيش اسمه؟ عبدالله لا لا عبدالعزيز..
ما أذكر منه غير نظارته..أساساً ما قدرت أشوف وجهه ..لأن نظارتي كانت وسخة..و ما كنت في مزاج أفكر بشكله..
أيش قال لي؟ قال لي " تي شيرتك مكتوب عليه عيشي حياتك..كان يظن أني ما أعرف.. لكني كنت عارفة و علشان كذا شريته..
طالعت الكلام المكتوب على التي شيرت..و قلت: "آآه يا دكتور..لو تفكر كيف هي حياتي علشان أعيشها؟! كل الناس شافيني عايشة في عز..ما يدورن وش يصير داخل القصور و الفلل؟!
ما يدورون معني تكون وحيد و منبوذ زي بيب في توقعات عظيمة؟ آآه يا دكنز عرفت كيف تعبر عن الوحدة و الياس و الألم..و سبحان الله ما حسيت قد أيش عايشة في عز حتى فقدت كل شيء."

لكني كنت غلطانة ما فقدت كل شيء فيه.. أشياء بأفقدها و أنقهر عليها أكثر من قهري على كل الأشياء المادية الغالية إلي قفدها في الحريق..و الأيام ما بعد قالت كلمتها الأخيرة.
..

و راحت هاجر و خذت كتبهم و أغراضهم و ملابس لهم..لأن الجناح إلي هم فيه ما جاه غير الدخان..
أما أنا فما لقيت شيء في غرفتي إلي صارت فحم و رماد.. فجلست أحفر الجــــمر بأيدي أدور أي شيء باقي..
أي شيء مو مهم أيش يكون..
بطاقة شخصية..صور..ملابس ..
أي شيء..لأحس بأني طلعت به من هالحريق بشيء..
لقيت الدرج في أسفل التسريحة..
حاولت أفتحه لكن كان عالق.. لأن الخشب أحترق و تماسك مع بعض..جبت سكين و كسرته..و يالله لقيت فيه فرش مكياج "ماك" كلها ريحة حريق ..لكن كنت فرحانة كثير لأني طلعت بشيء أبدء فيها حياتي من جديد..
و رحت لغرفة جدتي خذت أدويتها و ملابس لها..و جمعت عبايات و شباشب -أكرمكم الله- لنستعملها كلنا..
ورحت لغرفة الملابس خذت كل إلي فيها و وديناها لمغاسل الرهدن..
و بعدين رحت لثلاجات و طلعت إلي فيها..دق علي عمي سعود يتطمن علينا و يقول: "تعالوا عندي"
كنت عارفة بأنها مجاملة.. و أن وجودنا بيأثر على حياتهم الأسرية..علشان كذا رفضت و شكرته..

لما طلعنا بالأغراض ناظرت البيت.. و أثار الحريق ..و غرفتي إلي صارت علامة بازة في البيت..(شباك مكسور، و رايح حديده، و كل المكان إلي حواليه طاح رخامه، و الجدران سوداء) حسيت بأحساس الشخصيات في المسلسات المصرية لما تطلع من فـــلـــة العــز لشقة فوق السطوح..

بيت أمي ما كان شقة فوق السطوح..لكن الإحساس بالخسارة و أنك ما تملك غير ملابسك إلي تلبسها صعب جدا..ًفكرت قد أيش أحنا نتعلق بأغراضنا؟ فكرت بمعاناة الفلسطينين و العراقين إلي كل يوم يهد بيت واحد منهم..و لا ضحايا العمليات الأرهابية ..إلي كانوا عايشين مستقرين في حياتهم و لهم مشاكلهم.. و في لحظة يروح كل شيء..حسيت قد ايش بني أدم ضعيف؟! و ما له قدرة على يسوي شيء إذا الله ما كتبه؟ آآه يا ربي وكلت أمري إليك..

رحت لبيت أمي و بدينا نفكر أش نسوي، خالد طلب شركتين تنظيف علشان يشوف خالي إبراهيم أحسن وحدة فيهم، رفضهم كلهم و جاب وحدة من عنده،
و سوا نفس الحركة بالنسبة لشركة الصيانة، ساعتها فهم خالد المقصود
((لا تتجاوز حدودك يا ولد العليا..ترى ما لكم رأي و لا في لون بوية غرفة أختك..البيت بيتنا.. و أنتِ غريب فيه))

فقال : "البيت بيتكم، و الحلال حلالكم، و أنا ما لي دخل..و لا حد يقول لي شيء..عندكم خالكم.. تفاهموا معه "

أما أنا فكان لازم أسوي شيء بالنسبة لاختبارات يوم الأربعاء..كنت داقة على زميلتي خلود -إلي معي في نفس مدرسة دراسة الحالة- قبل ما أروح للبيتنا خذت منها الملازم و الكتب و المذكرات و تركتها في التصوير حتى خلصنا من البيت.. بعدين رجعت أغراضها..
و كنت محتاجة ملابس و على الأقل فرشاة أسنان و شبشب-الله يكرمكم- عطتني أمي من عندها عباية و شبشب بيت..
و رحت معها الصبح اليوم الي بعده للسوبر ماركت.. شريت كل إلي أحتاجه من شامبو و فرشاة اسنان و غيره.. و بعض الحاجات البسيطة..
و رجعنا للعليا أنا رحت للمملكة عطتني أمي و جدتي ألفين ريال..أشتري أغراضي الضرورية من دبنهامز..و أمي راحت تشتري لي جلابيات البيت من العويس..

ما قدرت أشتري إلا حاجات بسيطة..و ما كنت أبغى أكلف على أمي و جدتي..ففي ذلك الأسبوع ما كنت أقدر أسوي غير مذاكرة إختباراتي..
خصوصاً و أن خالتي العزيزة شافت الحياة إلي عايشتها أمي رغم كل إلي سوته فيها..
و خاصة و أن أمي من حرصها على أكرامنا تطبخ كل يوم _و مو من طبعها_
و تطلب حلويات و شيبس و شابورة_ ما كانت تهتم كثير قبل_ بس علشان بنات خالتي ينبسطون..خصوصاً و أن ما في بيتها ستلايات..
و تطلب لنا عشاء من المطاعم إلي يحب بنات خالتي هارديز..كنتاكي..بيتزا هت..الخ..

هذا الشيء بدل ما يسعد خالتي..على أعتبار أن أختها حريصة على راحتها و أكرامها كانت تنقهر..
لأنها شافت كيف عايشة أمي مرتاحة و معها عيالها..و لهم جوهم في بيتهم..و فيه ناس يدورونهم و ما إلي سوته فيها مع خالها ما جاب نتيجة!!

مع العلم بأن أمي تخسر كثير في مصاريف ما تعودت عليها..لكن من كرم أخلاقها ما توضح شيء..و تقول: "يومين و يرجعون بيتهم"
فكانت خالتي هتون تتفتعل الخناقات عمال على بطال!!
تتخانق معنا و حتى أخواني الصغار ما سلموا منها..
مرة شرب هشام بيالة الشاهي مرة وحدة..
• فقامت تهاوشه و تتريق عليه: أنت مثل رجلي!! مطفوق و خبل..بعدين وش ذا؟! قاعد تشرب خمر؟!
و ما بقت مسبة و لا شتيمة و لا كلمة ما قالتها.. كأن الولد سوى جريمة..هذا ألفاظها الغير أخلاقية إلي تقولها للعيال إلي و الله لو مراهق منحرف ما قالها!!

• و كل شوي تقول: "أبغى حقي و حق أمي..خالي ظالم ليش يعطي منيرة حقها من الورث و لا يعطيني؟! أبغى حقي و حق أمي في حـــيــاتــــها!!"
يعني ساكنة في بيت لها و لأمها و مال أحد فيه نصيب و تقول: "ما خذت حقي!!" لكنها كانت تبغى تستولي على نصيب أمها كله بحيث ما تارث أمي ريال واحد!!
أبغى أعرف شيء واحد إذا خذت حلالها -على حسب كلامها- وين بتسكن؟!

الخال الغالي صار يجي كل يوم ينكد علينا عيشتنا في بيت أمي..و هو الي ما عتب درجته بعد سالفته و ولده عمر.. فقلتها يوم صريحة في وجهه:
• ((بنت أختك مريضة نفسياً.. و تتعالج عند دكتور نفساني))

بعد مشكلة مع بنت أخته المفضلة، أضطررت بسبتها أطلع من البيت، و أوقف في الشارع نصف ساعة -مو كني بنت- بعد ما بغت تعيد الكرة و تقتلني..!!
وأتصلت عليه و شكتني له.. فجاء يهوشني و يتهمني بأني مــــضـــيـــقــــة صـــدرهــا!!!
 قلت له: تراها مريضة نفسياً و الظاهر ما خذت أدويتها..و بصراحة أحنا ما نقدرنا نسوي لها شيء!!
 فكذبني..و قال: ما فيها شيء!!و أني أنا إلي غلطت عليها!!
 تفضل على أقرب مستشفى و تأكد بنفسك..بعدين أنتِ تضحك علينا ولا على نفسك؟!

قبل كانت من نيته طردنا من قصر الغدر.. ما زالت لك نيته..لكن بعد ما حضرته شاف الورطة إلي ورط نفسه فيها
فهو سمع كلامها عن زوجها، و خلعها منه بعد ما تفشل قدام القاضي، و طلع كلامها على زوجها كله كذب..
و بعدين عرف لو طلعنا من بيجلس عند أخته و بنتها المريضة؟!
ما عنده أستعداد يتحملها يوم واحد في بيته..
و عارف بأنها غير قادرة على تعيش بلحالها مع أمها المقعدة..
لأنها نفسها محتاجة للي يراعيها ..فما فيه غيرنا نتحملها.. ما هي خالتنا؟! مو أهلها ربونا؟!

المشكلة لو كانت بس مرضها.. كان الأمر محتمل شوي..لو كانت تحبنا كان لنا كلمة عليها.. و نقدر نهديها..
و نحرص على أنها تأخذ دواها..لكن كانت تنكر مرضها.. و في نفس الوقت تتكلم علينا..و لا تتقبل منا كلمة..
و خالها هذا -إلي رجله و القبر- حالة الأنكار عنده أقوي..

سهل عليه يقول بأننا ما نحبها و لا نحترمها_كأنها شخصية جديرة بالاحترام!_ و أنها تعبانة في حياتها و زوجها ظلمها..
و صعب عليه يتقبل فكرة بأنها مريضة نفسياً..و أن أغلب إلي تقوله غير صحيح..
و طبعاً ما عنده استعداد يأخذها عنده..لكن عنده أستعداد و رغبة يجي يهوشنا " خالتكم و خالتكم"

و طول فترة جلوسنا عند أمي كانت الحياة جحيم..خال ظالم كل يوم جاي يستلعن علينا..و خالة مريضة تكرهنا..ما خلوني أعرف أذاكر..
ما كان يريح قلبي غير إتصالات أخوالي و أعمامي و عيالهم يتطمنون علينا..
و في يوم أول اختباراتي النهائية..
كنت جالسة في الصالة أنتظر خالد يلبس يوديني.. فجت خالتي هتون و وقفت قدامي..و لا تحركت.. و لا قالت و لا كلمة..
 فقلت: تبين شيء؟
 قالت- أقصد صارخت- : لا حتى ترقبون علينا وين نروح وين نجي!..وش دخلك أنتِ؟! مير الله لا يوفقك في دراستك إلي راحية لها..جعلك تسقطين..تجعلك ما تفلحين..أنتِ وش شايفة نفسك..فعلاً لا ترجى خير من وحدة ما رباها أبوها و أمها!

جاية و واقفة فوق راسي و يوم اسئلها "تبين شيء" شغلت اسطوانتها!!
أتوقع و أجزم بأن هذا إلي كانت تبغاه!!
فيها عصبية تبغى تطلعها على!!
و تودعني بــــها و أنا رايحة لأخر إختباراتي!!
تعطيني شحنة معنوية!!
تركتها تشتم و تدعي و رحت لجامعتي..بعد ما طلع خالد مفجوع على المسرحية إلي مسويتها...
 و مثل العادة في ها العائلة قال: ما عليك منها..لا تستفزينها..
 صارخت عليه- لأن أعصابي ما عادت تستحمل الضعط النفسي الي أنا عايشة فيه-: أنا وش أستفزيتها فيه؟! حرام عليكم ما بقى إلا هالمريضة تسلط عليّ.. و أنتم تلومني على مرضها!
 أنتِ مجرد وجودك يستفزها! أبعدي عنها..بعدين و الله أني قايل أنكم ما عندكم حكمة و تصرف..
 لا و الله.. ما عندنا حكمة و تصرف؟! خلينا ما نضحك على بعض.. خالتك هذا إلي تبغاه..الصراخ و الزعاق..و المشاهد الميلودراما!! تذكرني بليدي ماكبت ذي.
 يا حبك للتفلسف و الكلام الفاضي!!
 إذا ما تعرف ليدي ماكبت أرجع لكتاب إنجليزي حق ثالث ثانوي!! بعدين بالمناسبة ترى ليدى ماكبت في النهاية أنجنت..بس الإختلاف بينها و بين خالتك..أن ليدي ماكبت أنجنت نــدم على إلي جرايمها..و خالتك أنجنت حـــســـرة على أن الله حما ضحاياها من جرايمها!
 لا تهزين ترى يصيبك..
 أنا ما تهزيت..أنا أتكلم في حقائق..عندكم إنسانة مريضة من سنين..و كل يوم تسوي مليودراما..تجون تلوموني على تصرفاتها الهسترية..أقسم بأنها ما تتصرف كذا إلا علشان تحطني في مشاكل ..و أنتم ما شاء الله المهم عندكم ما يطلع الصوت للجيران..و لا تقدرون تقلون لها شيء.. فصارين تلوموني على مرضها!
 ..................


الحمد لله بعد ما خلصت إختباراتي لقيت لي وسيلة أطلع من البيت، و أفتك من شوفه ليدي ماكبت-خالتي- لأن ماريا بنت عمي فيصل زارتني وعطتني ثلاثة الأف ريال من عمي-كان توه في سفارتنا في أوروبا،
و عطاني أبوي مصروفي و زاده لي..و بعدين كل أعمامي و عماتي جو و عطوني ما بين ألف إلى ثلاثة ألاف.. في الأخير صار معي حوالي عشرة الالاف..
صرت أطلع كل يوم مع أمي.. أو أتقابل مع عهود ونروح المملكة و الفيصيلية و صحارى و غرناطة نشتري ملابس و بجامات و مكياج و جزم و شنط....الخ.. و كل شيء أحتاجه..
تركت حوالي أربعة ألالاف للمصاريف الغرفة الجديدة..
و مع أني كنت أحاول ما أشتري غير إلي أحتاج..لكن المحلات إلي تعودت أشتري منها أصلاً أسعارها غالية إلي حد ما..لوحدة تشتري كل شيء من العباية إلى الجزمة-الله يكرمكم-

و إحياناً في الليل بعد ما ينوم كل الي في البيت..أجلس في سرير أمي في الظلام أتذكر ليلة الحريق..
مرة جلست أتذكر الكلام إلي قاله لي الدكتور عبدالعزيز -إلي أنقذ حياتي- بعد خناقة حامية الوطيس مع خالتي هتون:
• ("ريم خليكِ معي..أنتِ قوية و شجاعة.. طلعتي من تحت كفرات السيارة و رحتي المدرسة")
• قلت:" وش دراه عن ذاك الحادث؟!"

(3)
قبل ست سنوات كنت في أولى ثانوي،
و كان عندي أختبار نهائي في الفيزياء و أنا ماشية في الشارع للمدرسة إلا و سيارة كانت جاية من الحارة صدمتني و فرملت..
و ما لقيت نفسي إلا تحتها و في يدي كتاب الفيزياء.. و فردة جزمتي اليمنى -الله يكرمكم- طايرة في الهواء إلى بعد حوالي مترين، و طايحة عند سيارة ولد الجيران..إلي ما أنسى نظرة الفزع فيه و هو يشوفها و يشوفني..حسيت بأني بــأمــوت.. و أن كــل شــيء وقـــف ما تــحــرك..و أنتظرت كفرات السيارة تمشي علــيّ..لكن ما مشت..كل إلي فكرت فيه ساعتها
"خلني أحاول أطلع أروح للاختبار"..
طلعت أجر نفسي..الحمد لله ما بان وجهي..فصلحت عبايتي و خذت -الله يكرمكم- جزمتي من تحت سيارة ولد الجيران إلي كان توه فاتح بابها و لا سكره..و لبستها
و رحت المدرسة أجر رجولي جر..
و الناس كلهم يناظروني..كان جسمي كله رضوض..و جروح حتى العباية كان عليها أثار دم من يدي اليسار إلي أنجرحت..
كنت قررت أنجح.. و لا أسمح لأي شيء يـأثر على دراستي..حتى هالحادث!!

لكن كيف عرف هذا الدكتور قصتي؟
و كيف عرف بأني ريم إلي صار لها الحادث؟

يمكن لأني وصلت المدرسة و عبايتي وسخة و كلها دم..فكل المدرسة عرفت بالسالفة و أكيد راحوا البنات و قالوها لأهاليهم..و احتمال سمعها من وحدة منهم..

طيب و موضوع الخواطر؟
أنا أكتبها في رسالة الجامعة فأحتمال يكون توه طالب طب..أو له أحد في الجامعة.. فخواطري أكتشفت بأنها صارت مشهورة.. و كثيرين حاولوا تقليدي..
لأني أتكلم عن مواضيع وجدانية عامة كل واحد يحس فيها
..السعادة ..اليأس..الأمل ..الموت..الفشل.. الأحلام..
مواضبع تناسب أنها تنكتب في جريدة طلابية محافظة.. و في نفس الوقت كل واحد يتفاعل فيها..
قطع أفكاري نغمة جوالي..
((رسالة جديدة))

المرسل: ماريا فيصل
(ولدت أختي ناديا بالسلامة اليوم و جابت بنت و يسرنا استقابلكم .. في مستشفى الولادة السعودي البريطاني للنساء و الولادة غرفة***)
أتصلت على خالد أقوله يودني بكرة..

لما رحت أزورها بعد صلاة العشاء مريت محل الورد شريت باقة ورد.. شفت فهد ولد عمي الوليد و عبدالرحمن ولد عمتي حصة جالسين في الاستراحة مع راكان..كلهم ناظروني..
ثمن تغير وجه فهد و ناظر الجهة الثانية..و راكان و عبدالرحمن استمروا يناظروني..

كان باب غرفة ناديا كله بالونات pink دقيته و أنا أخاف أخربها و دخلت..طلعت لي ماريا
 هلا و غلا يا ريم..تفضلي حياك..ليش يا قلبي أتعبني نفسك؟!
 أهلين ماريا..حق و واجب ..الحمد لله على سلامة ناديا..
 الله يسلمك تفضلي..

دخلت و شفت نصف حريم العايلة.. عمتي حصة و بناتها الهنوف و نجود و العنود.. و عمتي نورة و بنتها نوف و ريما زوجة راكان.. و زوجة عمي الوليد.. و دينا..إلي أول ما شفتني جت و ضمتني

 و قالت: Ohh reamy hi sweaty
 hi..دينا.. الحمد الله على سلامة ناديا و سلامتك..متى جيتي؟
 قبل حوالي week بإدخل الجامعة السمستر الجاي..
 مبروك..هاه.. أي قسم؟
 قانون.
 حلو أجل بتصيرين محامية..المهم أقولك حسني تعبيرك بالعربي..حاولي تقرين و تكتبين عربي كثير..خلي عنك الألماني و الأنجليزي..و ركزي شوي على العربي لأن أغلب أسئلة القانون مقالية فلازم يصير تعبيرك جيد و لا قولي bay bay على المعدل!!
 أوه ريم، لا تخوفيني....
 لا.. أن شاء الله ..لا تخافين.. لكن بس أنبهك لأنه مع الأسف عندنا المهم وش تحل في الاختبار... أما مستوى فهمك.....يالله..الله يوفقك يا دينا..
و تركتها و رحت أسلم على ناديا و الضيوف ..
ثمن جلست جنب دينا إلي ما دريت إلا سألتني:
 هالحين صدق بيجون أليسا في عرس ندى؟
 سألت: عــــــــــــــرس نـــــــــــــــدى؟!
 عن السخافة يا ريم..ترى كلن عرف..و بعدين لا تنسين أن مـــــــلـــــــكــــــتـــها قـــبـــل أمـــس..يعني خلاص ما له داعي تخبين!


 ما قصة زواج ندى؟ و لماذا لم أعرف عنه شيء؟ و من هو عريسها؟
 ماذا سيحدث في خطبة و لد عيال العم طلال و هل سيؤثر عليها الحريق الذي حصل؟
 ذالك الطبيب..من يكون؟ و ماذا سيكون دوره في حياتي؟
 لماذا يقال عنا بأننا نرفض العرسان؟

أنتظر إجابتكم على هذه الأسئلة أو
تابعوني في الفصول القادمة لأجيب على كل هذه الأسئلة و للأحداث المثيرة القادمة

الفصل السادس عشر: " صدمة عمري"

 
 

 

عرض البوم صور Electron   رد مع اقتباس
قديم 20-04-08, 05:35 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9746
المشاركات: 282
الجنس أنثى
معدل التقييم: Electron عضو له عدد لاباس به من النقاطElectron عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 107

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Electron غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Electron المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل السادس عشر: " صدمة عمري"


أنحرجت ما عرفت وش أقول ؟ هالحين ندى صديقة عمري إلي علمتني اللبس و الماكياج و الرقص..و نطلع مع بعض و كل أسراري عندها..و إلي كنت أظن كل أسرارها عندي..
ما أدري شيء عن عرسها..؟!على الأقل يوم تملكت و درا كل الناس تعلمني..
أنا أول وحدة تدري وين يسافرون.. و تغير ديكورات بيتهم..حتى إذا سافرت وحدة من خدمهم دريت عنها ما أدري عن عرسها! ليش؟؟
تذكرت بأن اتصالاتها قلت هالترم..و أنا كنت مشغولة بالدراسة فما فضيت أتصل عليها...
لا..لا..اتصالاتها توقفت في الشهرين الماضية..
بعد سالفة اعتذار أهل حسن عن الزيارة بحوالي أيام..في عز زحمة الأعمال و الاختبارات..حتى لما زارنا عمي بعد الحريق..ما جاء معه أحد لدرجة أني استغربت..
شكل ندى مطبقة نظام (التخفير) الأول..و بعد الخطبة ما تطلع من البيت و لا تكلم أحد..
و لا شافت عمرها علينا يا عــزوبــيـــات...خصوصاً و أن العايلة بدت تشوفني عـــانـــس..و الأمل مفقود فيني..!

قلت في نفسي "يا بعد قلبي يا ندو و أخيراً بتتزوجين..و بديتي تشوفين عمرك علينا.. الله يوفقك يا حبيتي و يسعدك.."
 قلت: دينا تراني ما فضيت لشيء..أخر سنة في الجامعة و حريقة البيت..
 أجل فاتتك الأخبار ..شوفي بيسون عرسهم في الفورسيزن..و بيجبون أليسا و نديبة علشان الحريم الكبار ما يزعلون..و ندى سافرت تتجهز برا..و فستانها بيصممه لها جورج حبيقة...
 ما شاء الله كل هذا!!..إلا من بتاخذ؟

 قطعت كلامنا عمتي حصة: إلا يا بنات..وش عندكم؟ قولوا لنا..
 أبد يا عمتي كنت أسولف على ريم عن عرس ندى..تسوي نفسها ما تدري عنه!!
 هه..إلا يا ريم خلصتي خلاص دراسة.. و لا باقي لك شيء..
 لا الحمد لله يا عمتي خلصت..و أبشرك نجحت في كل المواد..و بعد أسبوع يبدء التدريب..إلا صحيح.. مبروك عرس ندى..من بتاخذ؟
 الله يبارك فيك..و يرزقك الزوج الصالح..الواحد ما يدري وش الصالح فيه..و ترى كل شيء قسمة و نصيب..و الواحد يقول الي ما يبك لا تبيه..مير وش أخبار بيتكم.؟. ما بعد خلص؟
قلت في نفسي: " وش فيهم ما يبون يعلموني من بتاخذ ندى؟! يكون أمير و لا ولد مسؤول و يخافون أني أغار منها؟! يالله كل شيء جايز.."

 لا ما خلص..يالله استاذن..الحمد لله على سلامتك يا ناديا....دينا ..أنا الأسبوع الجاي بروح الجامعة عندي أجتماع التدريب و ورش عمل..إذا أحتجتي شيء دقي علي..معك رقمي؟
 لا.. كم؟
 **********
............................
و بدت الدراسة الفصل الثاني
ولد العم الأرمل طلال ماعاد سمعت عنه شيء..
و ما كنت مستغربة لأن زوجته تـــوفـــت في حريق..و أنا أول ما خطبني أحترقت غرفتي..!
و ما رجعنا بيتنا..
أول أسبوع رحت للجامعة لأن عندي أجتماع التدريب و ورش العمل..
و قدمت طلب بدل فاقد للبطاقة الجامعية..و بطاقة المكافأة..
و شهادات الدورات و ورش العمل إلي حضرتها في الجامعة..و أعدت جرد أنشطتي كصديقة قسم..باضافة طبعاً لاستمارة طلب التخرج..
و خذت ملفات دراسة الحالة..
بعدين صار لأزم أروح للمدرسة أتدرب..ما كانت تبعد عن بيتنا في العليا إلا حوالي عشر دقايق..لكن ما لقيت أحد يوديني لأن خالد ما يبي يقوم الصبح مبكر..
يمكن يكون الموضوع مجرد كسل و أنانية بالنسبة له
لكن بالنسبة لي كان حجرة جديدة في الجــــــــدار الي بينا..
المهم أني تعودت ما أسمح له و لألف مثله أو مثل أبوي أنهم يأثرون على دراستي..

فبدءت أحل المشكلة بلحالي مثل عادتي
أتفقت مع باص معلمات يوديني للمدرسة..و أتعببني ما كان يبي يجيبني..أضطريت أزيد له الفلوس..و كان دايم يأخرني..
حتى قلت له "تعالي أول وحدة..وصلني ثمن خذ المعلمات إلي معك.."
فصرت أروح للمدرسة أول وحدة حتى أني أحياناً أدق على باب البواب يفتح لي..
طبعاً كــــــــل هذا مع تعب التدريب و الوسائل..و حوسة استخراج بدل فاقد للبطاقات البنك و الشهادات..
خلاني ما أفضى لشيء ولا حتى أقرب إنسانة "نــــــــدى"
فأرسلت لها رسالة تهنئة

(("هلا بأحلى عروس..ألف ألف مبروك..
وين ما كنتِ الله يوفقك و يسعدك دنيا و آخرة يا حبيتي..
مشتاقة لك شوق الهواء لروحي..أول ما تقدرين كلمني.. بلا سخافة..
تراني بأموت لو ما سمعت صوتك يا أغلى إنسانة على قلبي"))
و ما جاني أي رد..

بعد مرور حوالي شهرين و نصف من الحريق و شهر و نصف على بداية الدراسة..رجعنا لبيتنا بعد ما رجع الكهرباء و خلصت الترميم الأساسي ..
كان ما زال يجي عمال..لكن قدرنا نرجع..

رجعنا لبيت ثاني غير إلي طلعنا منه..
بيت راح ديكوراته الفخمة و الثريات و بدلت بنجفات(لمبات إضاءة رخيصة) و بوية رخيصة بيضاء..
الغريب أن أمي منيرة دفعت إبراهيم لخالي خمسة الآلاف ريال..كانت موفرتها علشان تشتري صوفات و كراسي للمجلس..
رغم أن البيت مو بيتها و أنطردت منه..
لكن خالي إبراهيم قعد يمن علينا بالثلاثة الآلاف إلي دفعها في تصليح غرفتي.. و كنه دافع من جيبه ريال ..ولا أن البيت بيتهم..!

و لولا أنه ناوي على بيعه ما صلح لي لمبة..
و أخته هي إلي تسببت في حرق غرفتي و كل إلي فيها..

المهم أن خالد أضطر يأخذ سلفه على راتبه و سحبت من رصيدي إلي أوفره للتدريب و عطيناه ستة الآلاف ( الدبل)
و على كلام خالد: "ما ولدته أمه إلي يهين عيال العليا..و الله لو أســـــــجـــــــن ما أخــــلـــيــه يـــمـــن علينا بريال..و إلي له عندنا ريال يأخذه دبل"

و يوم دخلت الغرفة إلي من علي فيها..
لقيت شغل المغصوب و قليل العرقة..
مكيف من الحراج ما يشتغل!!
أفياش ما فيها كهرب..
بوية بيضاء بعد ما كانت غرفتي مصبوغة بالليلكي...
أضطريت بأني أجيب لها كهربائي يصلح خراب شغل عمال الخال ..إلي يوم قلت له..
• قال:" خلي خالد يجيب كهربائي..أنا مالي فاضي!"

طيب والفلوس إلي خذها؟!
و إلا الفكرة العامة عند العايلة "عيال العليا ما خذين النقعة و شاربين البقعة!" من كثر ما حنا عايشين في عز و استغلالين!!

و صرفت من رصيدي و رحت أشتري غرفة نوم وطني من أسواق بن دايل..
بعد ما كان ودي أشتري من مفروشات العامر و لا حتى إيكيا..لكن الشكوى لله.. و يا خسارة الستة الآلاف على الناس إلي ما تستاهل

و ندى ما عاد دقت علي حتى بعد ما رجعت من إيطاليا و بيروت و دبي الي راحت لهم تتجهز ..
رغم بأني دقيت عليها أكثر من مرة..و لا ترد..
و أرسلت لها رسايل..
و أتصل على بيت عمي و يقولون "نايمة.."

استغربت لــيــش؟ يا تـرى قــلــت كــلــمــة ضــايــقــتــها و لا تستحي تكلمني"

كنت أسمع أخبار عرسها و رجعتها من دينا..
إلي صارت بين وقت و الثاني..تدق عليّ تشتكي من حال الجامعة..
و كان أكبر معاناتها بأن أخواتها ماريا و ناديا دارسين في الجامعة الأمريكية في لندن أيام شغل عمي في سفارتنا هناك.. فما يعرفون لكيفية الدراسة عندنا..
و عمي فيصل ما عاد بقى له غير سنة وشوي و يجي فما ينفع تدرس هناك..
وبعدين ما عاد صارت تجيب لي سيرة ندى..و ألاحظ بأنها تتضايق لو سألتها عنها..

حتى يوم شريت لندى هدية
( عطر بالشاور جل و اللوشن له نفس الريحة من شانيل)
و دقيت علي أمها أقول "بأني أبغى أزوركم أعطي ندى هديتها.."
• قالت: "ما له داعي..و لا تكلفين على نفسك.. ما حد رح يشره عليك.."
• فقلت: "حق و واجب يا خالة..و ندى أختي..وبعدين أنا شريت خلاص..متى أقدر أجيكم؟ "
• قعدت تعذر مني "ما هم فاضين" و كل يوم أقترحه "يا بيجيهم ناس..يا بيرحون لناس.."
• ساعتها عرفت "أقعدي في بيتك يا بنت أبرك لك..يا أن الهدية مو من مقامهم..و لا ما تبغى تأخذ مني شيء ..ليش؟! يمكن علشان الحريق و الناس بينقدون عليها إذا خذت مني شيء.. يــــــمــكــن؟ "

شريت فستان لعرسها أول ما خفض هارفي نيكرز..فأنا متأكدة بأن العرس أكيد بيكون فخم ..
فهي أول عيال عمي إلي يتزوجون بعد ما صار وزير..
<<ما صار وزير إلا أيام ما كنت في الثانوية العامة>>

و على الأخر الترم شفت ((صـــدمـــة عــمـــري))..

و عرفت سبب ها لمعاملة من ندى
و عماتي
و بنات العايلة
لـــمـــا و صلتني
((بطاقة دعوة لعرس ندى))

كنت جالسة يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء أصلح وسائلي لدروس بكرة..فما دريت إلا خالد داخل عليّ و معه قزازه شكلها غريب..
 قال: شايفة عايلة عمك الوزير إلي على أيــش شايفين أعمارهم؟! توهم يعطوني بطاقتك لعرس ندى!! من زين نسبتكم عاد!

طالعته ماني فاهمة..عطاني القزازة لقيت فيها بطاقة مخمل و مكتوبة بموية الذهب..
فتحتها و بديت أقرء بسرعة:

((يسر حرم د.الوليد بن خالد العليا
دعوتكن
لحفل زفاف ابنتنا ندى على الشاب حـــــــــســــــن بن صـــالـــح ال......
في فندق الفورسيزن يوم الأربعاء ******))

العرس بـــكـــرة..لكن إلي صدمتي هو اســـــــــــــم العــريــــــــــس؟؟
كان حـــــــــــــــســــــــــــــن
إلي تقدم لي و خذوا مــوعــد.. ثمن أجلوا الزيارة و الخطبة!!
قعدت أحسب ما بين اعذارهم عن الزيارة و ملكة ندى غير حوالي شهرين و أسبوع!! معقولة يكون هو و لا أنا غلطانة؟؟
 خالد: يوم عطوني بطاقتي بس.. و سألتهم يوم يعطوني بطاقتي من أســبـــــوعــــيــــن عن بطاقتك قالوا.."يمكن ما يحطون عرس للحريم!" شوفي بكرة تروحين و ما تصيرين أقل من بناتهم بشيء ..إلا صيري أكثر أناقة و ستايل منهم..
 سألت: هالحين من بتأخذ؟
 ولد واحد من معارف عمي سعود..
 وش يشتغل؟
 أن كاني ماني واهم في جوازات المطار
 كبير؟ مطلق؟ و لا...؟
 لا عمره في حدود الثلاثين..و لا قد تزوج.هو إلي ولد عمه ماخذ بنت عضو مجلس الشورى..إلي العام أزعجونا بصور عرسهم في كل الجرايد...إلا ليش تسألين؟
 هه.... لا... بس لقافة..
 المهم أحرصي تكشخين..لا تفشلينا..
 شريت فستان بس الكوافير...ما عندي فلوس
 كم تبين؟
 مدري بس كوافير محترم رح يكون حوالي ست مية و لا سبع..
 حسبي الله عليك..طيب خلاص بأعطيك ما فيه حل..بس لا تأخرينا..
 أن شاء الله..

في ذيك اللحظة كان لازم ما أفكر..كان لازم أتصرف..إلي سمعته من دينا بأن العرس بيكون عرس الموسم..فما عندي استعداد أصير أقل من بنات أعمامي بشيء..
دقيت على ال fortuneلكن ما عندهم حجز بكرة..فدقيت على صديقتي عهود لتساعدني..نصحتني بكوافيرات بـــســـام فــتــــوح في المملكة..دقيت عليهم و الحمد لله لقيت حجز..
طبعاً كنت أخر الترم و ماني فاضية أهتم بفسي..علشان كذا تعذبت الظهر و العصر.. و أنا قاعدة أسوي لنفسي الواكس.. و البدكير.. و أشقر حواجبي.. و أخذ شاور ..و رحت للمملكة مول و أنا قلبي يرجف.. من الــلــيــل ما قـــدرت أنــوم من التــفــكــيـر
..أبــغـــى أفــهــم إلي صــار..
حسن و أهله واضح أنهم لما شافوا عمي هو إلي خطبه لي.. عرفوا بأن عايلتنا ما عندها مشكلة في نسبهم..
ثمن سألوا عنا و عرفوا كل شيء..
لكن من الواضح بأن ندى كانت مميزاتها أقوى لدرجة أنهم خطوبها و كنسلوني (me cancel)..يا الله.. الله يــوفــقــهــم!!
ما رح أنكر بأني أنــجــرحــت.. وحاسة بــحـــرج من هالسالفة..
لكن ندى أكبر مني..و وصلت الثلاثين..و - أتوقع لولا هذا رضى عمي يناسبه-... و أنا توني صغيرة..سبع و عشرين سنة ..و ماريا أجمل بنات العايلة-قبل الزواج و الحمل- و ما تزوجت إلا في عمري..
بس لازم أقــهــر أهــل العــريــــس شـــوي.. و أوضح لهم بأنه مــــــو هــامــنــي ولدهم..و أطــلــع أحــلـــى بــنــت في العرس..

كنت جالسة في الكوافير محترق دمي قلق من الليلة يا ترى وش بيصير فيها؟..
 إلين جت عهود: السلام عليكم ..

كانت الكوافيرة مايا تشتغل على شعري..فما قدرت أني أقوم لها..فاكتفيت بالمصافحة..

 و عليكم السلام.. أهلين عهود..سامحيني ما أقدر أقوم أسلم عليك..
 لا عادي..تفضلي..
و عطتني الاكسسورات الي بألبسها مع الفستان ..لأني ما لحقت أشتري لي اكسسورات..كانت حلق كبير من و توكة شوارفسكي..خذتها و عطيتها الكوافيرة مايا تشوفها..و
 قلت: مشكورة عهود..و الله أني منحرجة منك...
 لا عادي يا عمري..ياما استعرت منك فرو الثعلب..و اللاب توب..و الكتب..و أحنا أخوات ما بينا فرق..أغراضك أغراضي.. إلا ما قلتي لي.. وش بتلبسين؟
 أشرت لها على الكيس..و قلت لها: أفتحيه.

فتحت الكيس و طلعت الفستان..كان تايجر من الشيفون.. قصته ديكوتيه و له ذيل..عجبني لأنه يبرز كل جمال قوامي..

 عهود:الله يا ريم تـــحـــفـــة..تــــحـــفــة..
 مايا:و لما تلبسيه بيطلع عليكِ STYLISH مع الماكياج و التسريحة..و أن شاء الله بتطلعي مخطوبة من الحفلة,,
 طالعتها و قلت في نفسي "يا ترى و لو تدري بأن العريس ..كان يعتبر في يوم من الأيام خـــطـــيــبــي وش بتقول؟!" ابتسمت مجاملة..
 عهود: لا صحيح يا ريم..فستانك ما ينفع إلا لوحدة نحيفة مـــرة و جسمها حلو..زيـــك.
 شكراً..عيونك الحلوة..
 مايا: لا و اللهِ جسمك بيعقد..بتطلعي مــلــكــة في الحفلة..
 عهود: عاد أنتم كل بناتكم ملكات..خلف الله علينا ما عندنا غير هالحفلات إلي صايرة زي مسابقات الجمال..!! نلبس و نكشخ و نروح و ودنا نصير أحلى البنات..
 لا و أنا رايحة اليوم للفورسيزن.. و في زواج بنت الوزير.. فلازم أسمع كلام خالد و أطلع مو بس ما أقل عن بنات العايلة لكن بعد "مـلكــة الحفلة"..
 عهود: إلا حلو ..تحسنت علاقتك بخالد؟
 خالد ما عليه.. كريم..لكن مشكلتي معه -مشكلة بنات كثير مع أخوانهم- أسلوبه في الكلام و التصرف معي سيئة...و هو يشوفه شيء عادي..لا تنسين بأن أهالينا..ربونا على أن الولد مــلــك و أخته جــاريــتــه.. !فبصراحة ما استغرب هالمعاملة السيئة منه..فأنا لما أناقشه في سلوك سيء معي..تدخل جدتي و تلومني و تقول" أخوك.. و أخوك" كأني أنا الغلطانة!! فمو غريب هالمعاملة منه..!! صدقني يا عهود المــرأة عــدوة المـــرأة.!.ما رجعنا وراء إلا المرأة إلي تمنع غيرها من الحصول على حقوقها..
 عهود: الله يذكر أيام الجامعة بالخير.. كنتِ دايم من المطالبات بحقوق المرأة..!
 الله يرضى عليك يا عهوده..أنتِ عارفة بأني أكره هالكلمة..لأنها أسلوب لاستخفاف بكل كلمة تقال..و تحسنني بأنها تحولني لمجرد ثائرة بلا قضية..و أنتِ شايفة إلي صاير في كل العالم المرأة مو مجرد مواطن درجة ثانية إلا عاشرة!!و شوفي الفرق بين جامعة الأولاد و جامعتنا علشان تتأكدين..
 عهود :ما يحتاج.. متأكدة..أربع سنين في الجامعة..بما فيها التدريب في المستشفى و تقولين ماني متأكدة؟! حاسة بالاستهانة بقدراتي لمجرد _على كلمتك_ أني أحمل الكروموسوم x)) مو الكروموسوم ((Y !!
 تذكرين يا عهود يوم أنخانق مع الدكتور تركي لمجرد أني حسيت بأنه يستخف بنا لمجرد أننا بنات..!!
 عهود: أيــه.. إلي كنت معجبة به..؟
 أنا مـــا كــنــت مــعــجــبــة بــه..لكن صراحة بعد ما قــال عن خــطــتــي العــلاجــيــة "حــــلو هذا إلي كنت أبغاه"
حسيت بأنه مقـتـنـع بأن الأخصائية لا تقل كفاءة عن الأخصائي..و أني أخيراً قــــدرت أقنعته بكفاءتي..بعد ما كان ما حد عاجبه..!
و دكتور توه جاي في أمريكا..و ما ترك أحد ما أشتكي عليه!! لكثر ما هو مثالي في شغله..يقوم من على الكرسي ويقول " حلو هذا إلي أنا أبغاه" و تبني مـــا أفــرح؟! و مـا أمـدح فيه مثل مــا مــدح فيني و في عملي..؟!
 عهود: تدرين فيه إشاعة بأنه تزوج وحدة من طالباته؟!
 لاه.. مبروك..بصراحة ما ينفع له غير وحدة من طالباته..
 عهود: ليش؟
 شوفي.. درستني ترم كامل.. هلكنا بالأعمال و الواجبات.. و حرق أعصابنا ..و تخانقنا معه!.. شخصية جادة، و مثالية، وأول أولوياته العلم، و يهتم بإفراط بالتربية الخاصة، و المشكلة الأكبر أنه عصبي..!واحد زي هذا صعبة يلاقي وحدة تفهمه..تذكرين يوم حاولت حذف المادة بعد ما تخانق معي؟! و غسلنا شراع بعض!! والله العظيم.. قعدت كم يوم أصيح و أقول "بيحملني المادة"..في الأخير عطاني A ! صحيح أني أستاهل + A..بس يالله مع التصحيح لابد يجي نقص..
 عهود: طيب ليش ما تنفع له إلا طالبته؟
 لأننا صارين نعرف طبايع الدكتارتنا من كثر مشاكلنا معهم! بعدين أحس مثل هالنوع يهمه شخصية زوجته أكثر من غيره..
 عهود: وش الشخصية إلي تناسب له؟
 إنسانة متدينة بالدرجة الأولي..لأنه متدين..و تحمل عصبيته لأن يطلعها مرة وحدة..ثمن ينسى السالفة.. و تكون مثقفة.. و جادة..و يعتمد عليها..و تهمها التربية الخاصة..
 عهود: ههههههههههه، و الله شرط مميز في عروس..(تهمها التربية الخاصة).
 لا صحيح يا عهود،،فيه ناس يكون وظايفهم أسلوب حياتهم.. فإذا ما كان زوجاتهم أو أزواجهم يقدرونها.. بتأثر على حياتهم الزوجية..بعدين أتذكره لما يتكلم بــقـــهـــر عن التربية الخاصة تحسين ما أحد يهتم بكلامه..من أهله و أقاربه..
 عهود: الله يرزقك واحد زيه..أحسن بأن هذي شخصية الزوج المثالي لك..
 جزالك الله خير..و الله يرزقك اللي تتمنينه..

خلصت مايا من شعري، و رحت للماكياج فراحت عهود تسوي لفة في السوق قبل ما توصلني للفندق ..لأنه جنب السوق.. لكني ما أبغى أطلع بماكياجي و تسريحتي و فستاني أروح الفندق قدام الناس، و طلبت من عهود توصلني بسيارتها..
خلصت و لبست الفستان و الإكسسوارات، و دقيت على عهود، جت و شافتي أناظر نفسي في المراية..و أنا متوترة من الليلة..
كان فستاني أضيق واحد لبسته في حياتي..يوصف كل جسمي..و يطلع نصف ظهري.. و جزء من رجولي.. و في حياتي ما لبست مثله..
لكن اليــوم غــيــر كــل يوم..
و أنا أبغى أطلع بنت حلوة و STYLE
إما شعري فكان نصف شينون عليه التوكة على الطرف و خصلات متموجة تغطي أغلب الفتحة إلي في ظهري..و ماكياجي أوبن بنانا مكبر عيوني و مبرز خشمي..لأول مرة في حياتي..
 لكن الكوافيرة قالت لي: منخارك حلو خليكِ .special.الله شوفي قد أيش صايرة hot!.. الليلة عرسك؟
 لا.
 عن جد؟!
 و عن عم و خال!
 دخلت عهود و شافتني وقالت: ما شاء الله..ما شاء الله..الله يحرسك من العين..
 ألفت عليها و قلت: حلو؟
 حلو بس! إلا قولي wooow. مسكينة ندى بتاكلين الجو عليها في عرسها..
 ما أظن..لا تخافين عليها.. جايبة أحسن الخبراء علشان طلتها الليلة..
 بس سامحيني يا ريم..القالب غالب..أنتِ أحلى منها مليون مرة..و مع هالفستنان الحلو و الماكياج و الشعر..الله يعينها
قلت في نفسي: "و الله حسن و أهله عاجبتهم..لدرجة أنهم (me cancel)..علشانها! يالله.. الله يوفقها.. و الحمد لله أني كنت مستخيرة..يمكن لو كنت تزوجته ما صرت سعيدة معه"
صورتني عهود بالكاميرا.. و طلعت معها و قعدت توصيني: " أقرى المعوذات و الأذكار قبل ما تدخلين الفندق... لا لا خلي أغراضك.. مو حلو شكلك و أنتِ داخلة فيها.. أنا بوصلها لبيتكم "
قبل ما أطلع من السيارة عند باب الفندق..ألتفت عليها
 و قلت: عهود..
 سمي؟
 ضميتها و قلت: مشكورة عهوده.. من كل قلبي مشكورة..و الله لو كنتِ أختي ما سويتي لي كل هذا..حتى صديقات الثانوي انقطعت علاقتنا بعد ما دخلنا الجامعة..و أنتِ كنتِ الوحيدة إلي وقفتي معي..عهود لو أقعد طول عمري أشكر فيك ما وفيتك حقك.
 ما سويت شيء. ريم..لا تشلين في خاطرك.. ياما ساعدتني أيام الجامعة...يالله روحي انبسطي و أرقصي في عرس ندى الغـــالـــيــة على قــلــبــك..يالله يا حياتي.. ياما دعتي لها و أنتظرتي هالليلة علشان تفرحين فيها...روحي أرقصي و أنبسطي في الفورسيزن.. و أنا بروح أتفرج على التلفزيون..الله لــنــا.


 ماذا سيحدث في عرس حسن و ندى؟
 من سأقابل في العرس؟
 كيف ستكون مشاعري في هذه الليلة؟
 و ما أثار المستقبلية لعرسهم عليّ؟

أنتظر إجابتكم على هذه الأسئلة أو
تابعوني في الفصول القادمة لأجيب على كل هذه الأسئلة و للأحداث المثيرة القادمة

 
 

 

عرض البوم صور Electron   رد مع اقتباس
قديم 20-04-08, 05:38 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9746
المشاركات: 282
الجنس أنثى
معدل التقييم: Electron عضو له عدد لاباس به من النقاطElectron عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 107

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Electron غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Electron المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل السابع عشر:"ليلة لا تنسى"


نزلت من السيارة مرتبكة..فكرت: "كيف بأتصرف في العرس؟"
بعدين تذكرت عرس راكان، فقلت: "بأتصرف مثل عرس راكان..أساساً ما صار بينا شيء حتى أهله ما جو يشوفوني..أكيد بأن ندى كانت عارفة بأنه تكلم عليّ قبلها..و منحرجة مني..لكنها أغلي إنسانة على قلبي.. و لا حسن و لا كل رجال العالم..يخربون إلي بيننا.."

دخلت القاعة.. و و قفت قدام المرايا أرتب نفسي ..شفت شكلي في المراية و أرتفعت ثقتي بنفسي..طالعة ملكة جمال..و ما فيه أحد يتوقع بأن عمري فوق العشرين..
حطيت عباتي في الأمانات..
و دخلت زي الملكة للقاعة.. واثقة من نفسي.. و بابتسامة واسعة.. تقدمت للاستقبال أسلم و أبارك..
شفت ماجدة و زوجة عمي الوليد تغيرت وجيهم لما شافوني.. تقدموا لي يسلمون..
و لحقهم عماتي نورة و حصة و بناتهم إلي ابتسموا ثمن عبسوا.. ثمن ابتسموا.. ثمن عبسوا...ما كانوا عارفين أيش يسون ..
أما أم العريس حسن و أخواته و عماته ..فابتسموا ابتسامات واسعة..واضح بأني دخلت مزاجهم.. و صنفوني على طول من الضيوف المهمين.. وقدموا لي يسلمون.
 قلت لزوجة عمي و أنا أبوس رأسها: مبروك..
 ارتبكت و قالت: الله يبارك فيك..إلا ما شاء الله عليك..قدرتي تجين!!

 سلمت على عمتي حصة و بست رأسها و قلت: مبروك..
 قالت: كل شيء قسمة ونصيب..و لو أنك يا بنتي تسمنين شوي..!!

 سلمت على عمتي نورة بست رأسها و قلت: مبروك..
 قالت: الله يبارك فيك و يخفضك..إذا كان صدرك ضايق لا تجين!!

 سلمت على ماجدة و قلت: مبروك..
 قالت: الله يبارك فيك..ما كان له داعي تتعبين نفسك و تجين يا ريم!!

 قالت أم العريس: ريــــــــــــــــــــــــم! أنتِ ريـــــــــــــــــــــم؟!
 قلت: أيـــــــــــــه..كيف حالك يا خالة؟ مبروك..الله يوفقهم أن شاء الله..
و بست رأسها..و هي ساكتة ما هي عارفة وش تقول..و نفس الحال لبناتها إلي سلمت عليهم..أما بنات عماتي و حريم العيال فكانت أول وحدة هي ماريا بنت عمي فيصل لما
 قلت لها: مبروك.
 ردت علي وهي مرتبكة: الله يبارك فيك.
فصار كل الباقيات يقولون زيها..و الحمد لله خلصت من السلام..

و إذا كانوا ما يعرفون الذوق و الأصول فتراني أعرفه..
و مو من الأصول أني مــا أحضر عرس بنت عمي..و أخلي الناس بيتكلمون عليّ..

رحت في القاعة أسلم على كل الي أعرفهم..الحمد لله بأن العدد إلي كان عارف بالسالفة قليل..فصاروا كل الحريم يقولون لي الكلمة إلي ما قلها لي أهلي:
"وش ذا الزين يا ريم؟!"
"وين سويتي ماكياجك؟"
"عقبالك"

أما أهلي فحكموا عليّ بالعنوسة..و من الجور في الدعاء يقولون لي " عقبالك" و لو مجاملة!!

خلصت من السلام..و قعدت أدور وين أجلس فيه؟
شفت بأن كل العايلة حتى حريم العيال جالسين في الاستقبال..
و عيب أني ما أستقبل معهم في عرس بنت عمي..فرحت و جلست معهم..
و كأني ملك الموت جاثم على صدورهم!!الكل كان متضايق..و عيون أهل العريس تقطعني..
 و قالت لي ماجدة: ريم روحي ارتاحي..

طرده مودبة..طردة بنت وزير!!
أول ما شفت أن الناس كثير.. و ما أحد رح ينتبه لي قــمـــت.. ما عرفت وين أروح الحفلة في أولها و مو حلوة أقوم في لحظة عن الاستقبال و أروح أجلس.
فقلت في نفسي "خلني أروح لندى.. و أوضح لها بأني مو متضايقة.. و فرحانة لها"
رحت لغرفتها ..كنت عارفة الطريق لأن عرس ناديا كان فيه..

 و دخلت الغرفة..و أنا أنادي: "ندو.. وين عروستنا الحلوة؟"
شفت ذيل فستانها..فرحت لها
 و أنا أقول: ألــــــــــــــــــــف ألــــــــــــف مــبــروك..الله يــســـعــدك يا حــبــيــتــي..

كنت متحمسة لأني عارفة بأن ندى تــحــبــنــي و أنا أحـــبـــهـــا..و مهما صار مــــا نــقــدر نــســتــغــنــي عن بعض..

 ألتفت علي و هي مفجوعة: ريــــــــــــــــــم وش جــابــك؟!و ش تــبــيــن؟!
 جرحني أسلوبها لكن قلت: أبغى أســلــم و أبــارك على أحــلى عروس في الكــون..مبروك حياتي..الله يوفقك و...
 قاطعتني و قالت: قــولــي مــا شــاء الله.
 جرحتني مرة ثانية لكن قلت: ما شاء الله.. و لا الله إلا الله..الله يحرسك و يحميك...
 قاطعتني للمرة الثانية و جرحتني من جديد: لو سمحتي يا ريم يا ليت تطلعين أبغى أكمل ألبس..أصلاً من سمح لك تدخلين..روز..روز
ما عرفت أحافظ على ذوقي مع هالأهانات و التجريح المستمر..و أنا مو من طبعي المجاملة..
 قفلت: على العموم.. مبروك..أشوفك على خير..
طلعت
و ما أعرف كيف قدرت أسيطر على نفسي إلين ما وصلت دورات المياه- الله يكرمكم-
..دخلت الحمام و سكرت الباب و جلست على المرحاض- الله يكرمكم- و أنا أرجف زي المحموم..
كنت محمومة من احتقار الأهل..
و من إهانة بنت العم إلي كانت زي أختي..
و من تخلي الخطيب..و خطبته مباشرة لبنت عمي..
لكني ما أقدر أصيح..
ودي أصيح و أغسل بدموعي ألــمــي و قـــهـــري و آهــــــــــاتي..
لكن ما أقدر لازم أكمل المسرحية..لازم أكمل الليلة و ما أوضح لأحد بأني متضايقة أو مجروحة..
فسحبت ورق التواليت و قعدت أقطعه قهر..و أنا أشاهق أبغى أمنع دموعي من أنها تخرب ماكياجي...!!

"ياليتني ما جيت!..يا حظك يا عهود..جالسة في بيتكم تتفرجين على التلفزيون و ما شفتي إلي شفته!!
يا ليتني ما شريت الفستان و أنا محتاجة لكل قرش للتدريب..
ياليتني ما كلفت على خالد و دفعته فلوس الكوافير..
لــيــش يا أهلي ؟ لــيــش؟ لــيــش يا ندى تــعــامــلـيـني بها الشكل؟

خطيبي لما تقدم لك... ما خذتي وقت في الخطبة..و في شهرين و نصف تملكتي!! متى تكلمتوا في المهر و الشبكة و البيت؟!
يا ترى للحــظــة وحــــدة فــكـــرتــي فيني؟! يا ترى قالوا لك أنه ما جاني إلا و عمي إلي خاطبه لي؟!!و كان أخر فرصة لي..بعده العنوسة!!

و حتى لو كنتِ وصلتي الثلاثين و كنتِ أقل مني جمال.. لا ليش نجامل؟! خلينا صريحين مع بعض، ندى ما عندها أي لمحة للجمال..لا جسم و لا وجه.. و كل إلي تصرفه ما يغير من الحقيقة شيء..
جاية تقول أني بأحسدها.. من جدها ذي؟!
فجورج حبيقة سوى لها فستان فخم و حلو..لكن من الواضح بأنه كان مركز على التخفيف من سمنتها المفرطة..فسوى لها فستان على طراز الأمبير علشان يخفي بطنها..و لبسها طرحتها أكمام علشان يخفي يدينها..لكنه ما قدر يخلي جسمها حلو..
و بسام فتوح بنفسه ما قدر رغم مكياجه الدخاني..و كل فنونه..يغير من الحقيقة شيء..
لــــيـــش يا ندى لـــيـــش تسوين معي كذا؟"

..تذكرت المشهد..
"كنت خايفة لما تشوفني ندى تتضايق في شكلي في الفستان..مثل عادتها لما ألبس شيء يبرز جسمي في عزيمة كبيرة..
و هذا عرسها..كان إلي يهمني أنها تــنــبــســط..
أما هي فما فكرت فيني ثانية واحدة!!

إلا كانت ما تبيني أجي..يا ترى من قال لهم أرسلوا بطاقة لريم؟
كان يبغون بس ما أقول ليش ما عزموني؟ و لا ألحق أتجهز؟!
و لا خافوا ينحرجون قدام الناس ليش ما جت بنت محمد..؟!
لــيــش يا ندى لــيـــش؟
معقولة تخليتي عن كل اللحظات الحلوة إلي بينا؟
تبين تتزوجين؟ هــــــــــو لــــــــك.. خــــــــــــذيــــــــــــه.
لكن أرجوك لا تهنيني و تذلني علشانه..
و لــيــش يا أهلي لــيــش الذل و الطرد؟
تكفون يا أهــلــي أنا بــنــتــكــم..خافوا عليّ و راعوا مشاعري مثلها.. ماني مجرد البنت الفقيرة إلي تتصدقون عليها..عندي كرامة.. و عزة نفس..و لي احترامي"

طلعت من المرحاض -الله يكرمكم-
و قلت:"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ربي أصلح لي شأني كله و لا تكلني لنفسي طرفة عين..
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ربي أصلح لي شأني كله و لا تكلني لنفسي طرفة عين..
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ربي أصلح لي شأني كله و لا تكلني لنفسي طرفة عين.."
وقفت قدام المغاسل أرتب ماكياجي..فجت ورأي العنود..
 قالت: ريــــم..وينك فيه؟ ندورك؟
ناظرها بقهر"هذي وش تبي؟ مو كفاية الأهانات إلي نازلة عليّ من يوم ما جيت"
 فلت: في الحمام- الله يكرمك-
 قالت: طيب تعالي خلينا نجلس.
قلت في نفسي: " ليش تخافون مني أدخل عليها من جديد؟! ..جايبن لي قوات حفظ السلام! "
مشيت معها
سألتها: كيف أخبار عيالك؟
 أيــــــــــــــــــــش؟!
 أخـــــبار بنتك؟ عساها بخير.
 الحمد لله.

سكتت..
أفضل شيء أني أسكت..و إذا حابين يحققون معي ما عندي أي مــشــكــلــة..بس ما رح أفتح موضوع مع هالنظرات المرتابة..
صرت أتفرج على القاعة و الديكورات..كانت الكوشة زي السواتر و كلها كرستالات و ورد جوري أحمر..
و كل السقف معلق عليه ستاير حمراء طويلة.. و عليها حروف أسماء ندى و حسن..
و باقات ورد و الكريستال على كل طاولة..جلست أشرب قهوة و أكل الحلويات إلي كانت..أشكال و ألوان.. و كل شوي جاي صنف جديد..و أتفرج على الرقص..فكرت أروح مع دينا و فرح و مرح بنات عمي سعود.. نجلس على المنصة لكن
• الهنوف قالت: لا.. ما له داعي..أجلسي يا ريم تقهوي..
فقلت في نفسي: "واضح أنه واصلها تعليمات مشددة..يا لله مو فارقة معي..خلني هنا أحسن "
غنت نديبة "عزة"
و كنت أحبها.. فجلست أنددنها مع الطقاقة.. و أتفرج على رقص البنات:
(عزه يا قلب من الهم عزه..
و من يواسي دمعتي قال: خيرة..!
وشلون خيرة بعد فرقاه!
لا تقولوا خيرة ..خيبة كبيرة..
عزه يا قلب من الهم عزه..
و من يواسي دمعتي قال: خيرة..
وشلون خيرة بعد فرقا؟!
لا تقولوا خيرة خيبة كبيرة..
يالي تواسني كلامك حفضناه..
أنا أبغى منك خدمة صغيرة..)

ألتفت على البنات.. لقيت
ماجدة.. بنت عمي الوليد
نوف..بنت عمتي نورة
و الهنوف..ونجود..و العنود.. بنات عمتي حصة
و ماريا..و دينا..و ناديا.. بنات عمي فيصل
و مرح..و فرح.. بنات عمي سعود
و ريما.. زوجة راكان
و لطيفة.. زوجة ريان
و يارا.. زوجة عبد الرحمن

كلهم يطالعوني كأي مجنونة!!
سكتت و خذت لي شكولاتة باتشي..

يمكن يكون صعب على البنت أنها تحضر حفل زواج خطيبها..
لكن كيف لما يكون مأخذ أعز إنسانة على قلبها..
و تهينها في العرس..
و كل أهلها يذلونها ..
و يحطون عليها مراقبين و حرس..
لدرجة أنها ما تقدر تدندن بأغنية من دون ما يشكون فيها..!

كيف رح يكون شعورها؟!

و هي في ليلة وحدة فقدت الخطيب.. و الأهل... و أعز إنسانة على قلبها..

و تمثل قدام الناس السعادة و الفرح علشانهم...
علشان ناس تخلوا عنها.. جرحوها..و أهانوها..

شعور فــــضـــيــع.. عارفة لو فكرت فيه ما رح أقدر أكمل المسرحية علشان كذا تجاهلته..
 و قلت لدنيا: كيف أخبار الجامعة؟
 دينا: هه...ok ...زينة.
 قلت: عندك هالأيام اختبارات؟
 دينا: هه..لا.
واضح بأن البنت خايفة مني..و ما أدري وش تظنني؟ الله يعيني على هالليلة..
جت وحدة عند طاولتنا و قالت : ريم.
 ألتفت عليها و قلت: ســـــوزان..
 قمت و سلمت عليها و عرفتها على لجنة المراقبة: هذي صديقتي أيام الثانوي سوزان ال.......... هاه وش أخبارك؟ عاش من شافك..و لا تدقين و لا تقولين لي صديقة..
 أنت بعد ما عاد دقتي..أنا على الأقل طب ولي عذري..أنتِ إلي ما عاد دقيتي..
 و ربي مشتاقة لك موت..تعالي علميني أخبارك...كيف أخبار الجامعة؟ و بنات الثانوي؟ تكلمينهم؟
و سحبتها من يدها و رحنا لكراسي بعيدة شوي..كنت أبغى أطلع من جو العانس المجروحة إلي جالسين أهلي يحسسوني به..لجو بنت عادية رايحة لعرس في الفورسيزن و شافت صديقتها..
 جلست مع سوزان و قالت لي: هالحين تقربين للعروس؟
 أيه بنت عمي..
 عمك أخو أبوك؟ و لا من بعيد؟
 لا عمي أخو أبوي..تذكرين يوم البنات يسألوني في الثانوي عنه.. يوم صار وزير؟
 أيه أذكر..عسى العروس تشبهك؟
 ليش؟
 لان العريس كان معذب أهله..يبغى وحدة في مواصفاتك..نحيفة وأنيقة و حلوة و ناعمة..
جلست أفكر في ندى" لا هي نحيفة و لا حلوة أما النعومة و الأناقة فيها نظر..لكن سبحان الله لما يجي الجد تتغير الشروط.."
 سألت: وش دراك عنه؟.. يقرب لك؟
 لا بس زوجة أخوي صديقة أخته من زمان.. و كانت تكلمها بأنهم يدورون له عروس..
 لا و الله.. حلو أجل أني شفتك..
 أيه ..أول ما وصلت بطاقة لزوجة أخوي نشبت فيها أبغى أجي أشوف عرس الفورسيزن ..و يعني ممكن أشوفك..و جابت لي بطاقة ..
 وش أخبار الدراسة؟
 آآآآه..يا ريم وش أقولك؟! متعبة بالحيل..أحس أن الطب صار كل حياتي..ودي أصير مثل باقي البنات و أقدر أستانس و أنبسط..لكن يا لله الحمد لله على كل حال..

تركت سوزان تتكلم عن سواليف الطب و الدراسة..و أنا أضغط على أعصابي..ما كانت نفسيتي تسمح لي بالكلام كثير.. لأني حاسة في أي لحظة بأصيح و أفجر كل البراكين إلي تــحـــرق قــلــبــي و تــشـــويــه شـــوي..
حمدت ربي بأن غزيل و أخواتي تهاني و أفراح ما جو.. كان شمتت فيني..لأنه مستحيل على أسلوب المعاملة هذا ما تنتبه..الحمد لله أنهم راحوا لعرس عند أخوالهم..
أصلاً غزيل ما تهتم بمناسباتنا و لا عمرها وقفت في استقبال أحد من عيالنا..
جت عمتي نورة تشوف وش قاعدة أسوي مع سوزان..
كانت سوزان تتكلم عن قصة صارت لها في المستشفى و مندمجة في السواليف:
 "...كنا جالسين في الطوارئ.. و كان الدكتور يحاول يسوي إنعاش قلبي لمريض كبير في السن..لكن ما نفع.. و عرف بأنه مات فرفع الأجهزة عنه..و سكر عيونه..فشهقت و قلت: "مـــــــــــــــات.."ما كنت أدري بأن ولده كان جالس على الكرسي جنبي و سمعني..فقام يصارخ عليّ" لا تقولين مــات،،أبوي ما مــات،،أنتِ ما تفهمين.." و بعدين...
 قاطعت كلامها عمتي نورة: إلا يا ريم..ما عرفتينا على إلي معك..
 قمت واقفة احتراماً و قلت: هلا عمتي..هذي سوزان ال .......... صديقتي أيام الثانوي..
 قالت: حياك الله يا بنتي..إلا يا ريم وراء ما ترقصين؟ فشلتونا قدام الناس..

وراء ما أرقص؟!
من لها نفس ترقص في عرس خطيبها على بنت عمتها إلي أهانتها و طردتها..!!
أرقص زي الطيور المجروحة..؟!أرقص ألم و قهر و خيبة..؟!
هي الميتة تقدر ترقص؟! أنا مــات قلبي و فرحتي و أحلامي..و كل المشاعر فينيّ..مــــاتت...

أرقص علشان ما أحد يتكلم عليّ..و لا علشان ما أفشل أهلي قدام الناس؟
طلب صعب.. لكني قــدها و قدود ..
ما عاش من يتكلم عني ربع كلمة..و بأرقص في عرسك يا ندى و أنت يا حسن..

و ما رح أسمح لأحد يقول بأني زعلانة مجرد زعل على أي شيء سويتوه فيني..
و لا تخافون يا أهلي..بنت الموظف البسيط المرمية في قصر الغدر ما رح تخرب عرس بنت الوزير..
أنا عارفة حجمي كويس..و ما يحتاج أحد يقولي..
بدو يغنون

كل العليا كلهم لا فرق الله شملهم..
و يا زين الوليد بينهم..
و فيصل لا تخلونه..
و كل العليا خيالة عليهم رزة الراية..
و سعود لا تخلونه..

رقصت و تدللت و أنا حاسة بأقسى مشاعر النبذ و أني ما أسوى..من عظم الإهانة ما غنوا في أبوي..!!مع أنه طول عمرهم يغنون فيه على الأقل قدام الناس..
يمكن نست الطقاقة و لا ماجدة نسيت تقول لها ..<<الله يبارك في العقل الباطن..الشيء ما نحبه ينسينا أياه..
حسيت بأني دخيلة في العايلة فلا أنا بنت العليا و لا أسوي عندهم شيء..إنا بنت العلة إلي وارطين به و بمشاكله..
أنا العانس إلا ما بغاها أحد غير واحد على نسبه علامات استفهام بعد ما خطبه عمي لي.. و لا ما بغاني و راح لبنت عمي الوزير إلي تشرفه و ترفع اسمه..

بدءوا يطفون أنوار القاعة..استعداد للزفة..و قبل ما تنزف ندى طلعت إليسا..و كل القاعة تزاعق
"وااااااااااااوووووووووو إليـــــــــسا إليـــــــــــــسا"
فرجعت لكرسيي
و طلعت ندى على شريط زفة مغنيته إليسا بفرقة كاملة..لكني ما قدرت أسمع و لا كلمة منه..

أول ما شفت ندى تذكرت موقفها معي الليلة.. و تذكرت بأنها بتروح لجـــنـــاح العـــرســــان مع حسن..
حسن إلي جلست ترم كامل أحلم به..
حسن إلي شغلي عقلي و قلبي.. ثمن تركني بدون تبرير.. و راح في ساعتها لبنت عمي..
حسن إلي رغم عيوبه لكن ما جاني إلا لما نزلني عمي له..
حسن إلي جرح أنوثتي ..و رماني بعد ما تنازلت عن شروطي و أحلامي علشان أتزوجه..
و رضيت فيه و بنسبه إلي عليه كلام..و رضيت أعرض عيالي لمعاناة تقليل من أصلهم..
حـــســن إلي راح لـــنـــدى

ندى أعز مخلوقة على قلبي.. أهانتي و طردتني و حرمتني من الفرحة في ليلة عرسها..
ندى خذت خطيبي و لا فكرت لحظة في مشاعري..
ندى إلي كنت أعرف بأنها تغار مني لكني كنت أتجاهل غيرتها..لأنها كانت تسيطر عليها..
يا ترى هالحين خلاص تــخــلــصــت من غيرتها بعد ما خـــــــــلــصــت على أحلامي؟!
و خلتني عانس..و خلت جمالي يسرقه الهم و الألم..بدل ما ينبسط به أي زوج..أي رجل..يأخذ تصريح باستمتاع بجمالي و نعومتي بعقد زواج شرعي و قدام الناس..
لأني لا يمكن أن أسمح لأي رجل بأنه ينبسط بشوفه وجهي لو ما عقد علي..حتى لو مت أو صرت عانس عجوز و كلي تجاعيد..ما رح أتنازل عن أخلاقياتي..
ويروح كل رجال الدنيا في ستين داهية..
ناظرت حوليني لقيت كل البنات يطالعون فيني..بغيت أسوي نفسي الموضوع مو هامني ..خذت شكولاتة باتشي ..
ثمن يوم حسيت بأن الأنظار صارت مسروقة لي.. خذت شكولاتة و حطيتها في شنطتي!
مو رغبة فيها... لكن قدامهم أني أسرق حلاو.. و لا أني متهتمة من زواج ندى لحسن..


بعد ما خلصت الزفة و جلست ندى على الكوشة غنت إليسا الأغنية الأولى..
و لا رقص أحد حسب العادات و التقاليد فكنت مخططة بأني أرقص على الأغنية الثانية..مع بنات أعمامي
كانت:
((بستناك))
قامت نوف و دينا و مرح و فرح و نجود..

و زي ما أكون ممثلة محترفة..
مثلت الفرح و قلبي عامر بالحزن..
مثلت الانسجام و أنا فقدت كل شيء ممتع في حياتي ..
مثلت السعادة إلي ما عاد صرت أعرف أسمها..
رقصت بكل مواهبي.. و تدلعت قدام مرح و فرح..و تظاهرت بالاستمتاع باللحن و الكلمات و دندنت الأغنية..و أنا كنت حاسة الأغنية تقص قصتي

((ليه، أسمع كلام و أحلم معاه و أتشد ليه..؟
فجأة الغرام يطلع كلام عشمني بيه..
و مين عارف أكيد قابل غرام ثاني..و أيه تاني الهوى مخبيه..؟
ليه برضى بعذاب قلبي أللي داب من عشقي ليه..؟
أيام جميلة فعمرنا و هانت عليه..
حرام ينسى إللي كان بينا و ينساني و أنا و بس أللي فكر فيه...

بستناك و بتمنى أعيش العمر كلو حبيبي معاك..
و مش عارفة لأمتى الشوق يخلي هواك يتمناك..
مش نسياك و في بعادك ليالي حلمت أني بعيش وياك..
نسيت كل إللي بينا إزاي و بعت هوايا و بعت هواك..))

وقفت الأغنية فألتفت على ندى في كوشة و شفت وجهها متغير..حسيت بأنها كانت تظن بأني أرسل لها كلمات الأغنية إهداء..و أذكرها بأني كنت في مقام خطيبة لعريسها..
في لحظة قررت أنــتــقــم..
لليلة إلي عيشتني فيها.. و الأيام الجاية إلي بأعيشها..
فطالعتها بكل ثقة.. و دندنت بكلمات الأغنية إلي بدت.. و رقصت رقصة الانتقام..وحيدة..من دون أحد.. قدام كل الناس..

((طلوب تمني تصير جنوني بتصيربلمح البصر..
لو بدك تسهر بعيوني منسهر تيغفى السهر..

لو بدك تغفى بكير بسهر عينني نواطير..
بكلف غيمة حتى تصير تتوصلك ضوء القمر..

طلوب تمني تصير البسمة البيني و بينك بسمة حــــــب..
تطلع فيي و قول الكلمة اللي فيها عــشـــق و دقة قلب..

لو بدك تغفى بكير بسهر عينني نواطير..
بكلف غيمة حتى تصير تتوصلك ضوء القمر..

طلوب تمنى العمر الباقي يصير بقربك أحلى عمر..
من لهفة قلبي و شوقي طلوب تمنى بتـأمر أمر..

لو بدك تغفى بكير بسهر عينني نواطير..
بكلف غيمة حتى تصير تتوصلك ضوء القمر..))

و لما وقفت الموسيقى كان قلبي واقف معها..من الضغط النفسي إلي عايشته..ناظرت ندى و قلت لها في نفسي:" هذي لك يا ندى..هذي هديتي لك" و رحت أسلم عليها ..
 و قلت: مبروك..
 قالت بتوتر: الله يبارك فيك..
قلت في نفسي "متأكدة؟!"
و نزلت ...كانت أعصابي تلفانة و ماني قادرة أستحمل.. تركتهم كلهم و رحت لدورة المياه_الله يكرمكم_
سكرت علي باب المرحاض و جلست أرجف أحاول أتماسك نفسي..ما عاد فيه دموع و آهات..لكن الألم صار شريك حياتي..
• دق علي خالد يقول: ما خلصتِ..تراني خالص و أبغى أروح أنام..
• قالت: يا لله أنا طالعة هالحين..
طلعت و رحت أخذ عبايتي على طول..و ما سلمت على أحد..ما عاد عندي قدرة على تحمل سلامهم الجارح..
مريت من دفتر ذكريات ندى..و شفت صورتين وحدة لها و وحدة لحسن..
كان وسيم بس شكله نحيف و علشان كذا ما طلعته في الصورة معها حتى ما يقولون الناس عنهم "لوريل و هاري"مثل ما كانوا يقولون عنا..
حسيت بأن ندى استبدلتني بلوريل ثاني..
كملت المشهد الأخير في مسرحية الليلة و كتبت في دفتر الذكريات:
" ألف مبروك يا أحلى عرسان..أتمنى لكم أيـــــــــــــام حــــــــــلـــــــــــوة زيــــــــــكم..
و أفــــرح فــيــكــم الــيـــوم و دوم..
بنت عمك ريم بنت محمد العليا"

و طلعت...
سمعتهم ينادون للعشاء..لكني مــيـــتـــة ما أقدر أحب..
و ما أقدر أصيح..
ما أقدر أجوع..
أنــــا شــبــح إنــســـان.. خذوا مني كل شيء..خذته من كانت روحي:
"نـــــدى"

 ماذا بعد؟ ما أخر الألم و الحرمان و القهر؟
 ندى و حسن هل سيكونون سعداء؟ أم...
 و أنا ماذا سيحدث لي؟
أنتظر إجابتكم على هذه الأسئلة أو
تابعوني في الفصول القادمة لأجيب على كل هذه الأسئلة و للأحداث المثيرة القادمة

 
 

 

عرض البوم صور Electron   رد مع اقتباس
قديم 20-04-08, 05:41 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9746
المشاركات: 282
الجنس أنثى
معدل التقييم: Electron عضو له عدد لاباس به من النقاطElectron عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 107

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Electron غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Electron المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل الثامن عشر: كيف يعيش الأموات؟!


أول ما وصلت للبيت رحت لغرفتي على طول..و رميت نفسي على سريري..و فسخت الدور إلي مثلته طول الليل.. فسخت قناع القوة..
بغيت أصيح و أخلي دموعي تغسل أوجاعي..
لكني ما قدرت جلست أشاهق و أتألم بدون ما دمعة وحدة تطفي نار قلبي..
ساعتها عرفت كيف رح أطلعها..فتحت ipod إلي كنت ما خذته من خالد على شريكتي في الحلم و الألم..
..نانسي..

أنت أيــــــــه..

مش كفاية عليك تجرحني..حرام عليك
أنت أيه.. أنت ليه جواي حبيي تهون عليك
طب و لـــيـــه..
دنا راضية أنك تجرحني و روحي فيك
طب وليه..
راضية بعذابي بين يديك
أنت أيه..أنت ليه جواي حبيي تهون عليك..
مش كفاية عليك تجرحني..حرام عليك
طب و ليه..
طب وليه يعني أيه راضية بعذابي بين أيدك
لو كان دا حب يا ولي منه
لو كان دا ذنب ماتوب عنه..
لو كان نصيبي.. حأعيش في جراح.. حعيش في جراح

لو كان دا حب ياولي منه
لو كان دا ذنب متوب عنه..
لو كان نصيبي.. أعيش في جراح.. حعيش في جراح..

مش حرام..؟! مش حرام..؟! أنك تخدعني في حبي ليك..
مش حرام..؟! مش حرام..؟!
الغرام و سنين حياتي و عشقي ليك.. ضاع أوااااااام و لا كان لعبة في حياتك تدويك.. ضاع أوااااااام و من حيات يا حزن ألقبي و أملي فيك
مش حرام مش حرام أنك تخدعني في حبي ليك..
مش حــــرام..؟! مش حرام..؟!
الغرام و سنين حياتي و عشقي ليك.. ضاع أوااااااام و لا كان لعبة في حياتك تدويك.. ضاع أوااااااام و من حيات يا حزن ألقبي و أملي فيك
لو كان دا حب ياولي منه
لو كان دا ذنب بتوب منه..
لو كان دنا نصيبي.. أعيش في جراح.. حعيش في جراح..

لو كان دا حب ياولي منه
لو كان دا ذنب بتوب منه..
لو كان دنا نصيبي أعيش في جراح.. حــــعــــيـــــش فــــي جـــــراح..



رميت نفسي على السرير و صـــــــــــحــــت بكل خلية من جسمي..
و بدموعي كنت أودع أحلامي..و أدفن مشاعري..وأعزي نفسي..
كل شيء فقدته.. كل شي راح.. و ترك جراح..تعيش معي باقي حياتي و تلون لي حياتي.. بالكآبة و الحرمان و الآهات..

القلب إلي عطا بكل أخلاص و كرم.. أنحرم من أنه يحب و يفرح..
في ليلة وحدة شفت ..هجر الخطيب.. و غدر الحبيب.. و قهر القريب..

"ليه يا ندى ليه تسوين فيني كذا؟
ليه يا حسن ليه تسوي فيني كذا؟
ليه يا أهلي ليه تسون فيني كذا؟

أنا وش سويت لكم..
ليه يا ربي ؟..ليه كل هذا صار؟"

طلع الصبح
و دموعي وحيدة تــنـــزف.. و ما فيه أحد داري عــنــها و عني..
طول الليل أصيح.. و أصرخ.. و أشهق..
لكن الجراح عميقة ودموع العالم كله ما تعوضني ليلة أمس..

بديت أحس بضغطي يهبط و أني بأدوخ..جلست على السرير أكل شيبس ليز بالملح.. ودموعي تغسل كحلي و ماكياجي.. و أقول لنفسي:
"من اليوم و رايح ما رح أحلم و لا أفكر بالعرس و العيال..أنا مو وحدة عادية.. عيالي هم إلي أدرسهم و أساعدهم..
من اليوم و رايح من رح أسمح لأحد ينزل دمعة من عيني..
من اليوم و رايح ما رح أثق بأحد حتى ما يجرحني..
من اليوم و رايح ما رح يقدر أحد يحرمني من شيء
لأنــــي فـــقـــدت كــــــــــل شــــــــــيء.."

(2)
يوم السبت قمت من النوم بصعوبة و رحت للمدرسة ، وفقت في الطابور أتفرج على بناتي إلي كانت شوفتهم كل يوم تفرحني، لكني ما عاد أقدر أفرح
لأني مجروحة من جوا..جرح كبير..لكني قلت لنفسي:" لو أموت ما رح أفرط بأمانتي ..و بناتي أمانة في رقبتي ما رح أسمح لأي شيء يأثر على عطائي"
دخلت أول درس و تركت كل الدنيا وراي..ما أفكر إلا في بنتي منال و كيف أقدر أساعدها..طلت علي زميلتي خلود من البار تشن..و أشرت بالجوال..نزلت رأسي لمنال و كملت الدرس.. و أول ما طلعت
قلت لخلود: " ماعليش يا خلود لكنك عارفة بأن منال عندها تشتت انتباه و أي حركة تأثر عليها..فرجاءً ما فيه سبب يخليك ما تقديرين تتنظرين لغاية ما أخلص ..
قالت: ريم.. المشرفة دقت عليك و الدكتورة بعد.. يقولون لازم تروحين الجامعة هالحين ضروري..
قلت: ليش؟
قالت: ما قالوا لي.. لكنهم قالوا.. لازم تكلمينهم..
خفت.. قلت في نفسي: "وش السالفة"
فتحت جوالي لقيت مكالمات لم يرد عليها فوق الخمس من الدكتورة و المشرفة المسئولين عني..و من الأستاذة عواطف رئيسة لجنة النشاط..دقيت على الدكتورة وما ردت لأنه غالباً عندها محاضرة ..فدقيت على مشرفتي..
كلمتها:
 ألو..
 ألو هلا ريم.. وينك؟ ما تردين على جوالك؟
 كان عندي تفريغ مع وحدة من طالباتي و حاطة الجوال على الصامت..
 ريم روحي الجامعة هالحين ضروي..دقوا علي قالوا لي أرسلك لهم..اليوم مقابلات اختيار الطالبة المثالية على الجامعة..
 طيب ..أنا وش دخلني؟
 القسم رشحك المثالية عليه..و الكلية لما استلمت السير الذاتية للمرشحات لقيك أفضل وحدة..فرشحتك عنها..و اليوم بيختارون المثالية على الجامعة فلازم تروحين.. يا ريم سمعة قسمنا بين يديك لازم تأخذين اللقب..
 طيب و دروسي اليوم ؟
 أجليها و أطلعي.. كلمت مديرة المدرسة و سمحت لك..المهم ترى المقابلات في قاعة الخنساء...خليك هادية و واثقة من نفسك..لازم نأخذ اللقب من كلية الطب..

دقيت على أكبر خان يجي يأخذني للجامعة.. و رحت اعتذر طالباتي على الدروس العلاجية.. واستأذنت من المديرة و جمعت وسائلي و أغراضي ..
و جلست أنتظر أكبر خان و أنا مرتبكة.
"يااااااه ياما حلمت بهذا اليوم.. لكني خايفة.. خايفة.. ما أدري وش بيصير في المقابلة..أخاف أرتبك..أتوتر..ما أعرف أرد..دايماً كنا و كلية الطب نتنافس على جائزة الطالبة المثالية و غالباً تروح لهم.. ما أدري هل يا ترى بأكون قد المسؤولية و أقدر أجيب الجائزة.."
حاولت أسترخي..و أخذ نفس عميق..لكن في داخلي براكين و زلازل..جلست أقول لنفسي:
"يا ربي لا تخيب رجاي.. وفقني و أعني..اللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين"
لما وصلت الجامعة مريت دورات المياه-الله يكرمكم- قبل ما أروح للمقابلة..شفت نفسي في المراية..
((صــورة من الــبــؤس و الإحــبــاط..))
قلت أكلم نفسي في المراية: so what? (طيب) يمكن أكون no thing ( ولا شي) في الحياة العائلية.. لكني طالبة مميزة عارفة نفسي.. و شايفة حال البنات.. يالله يا ريمو القوية روحي و أذهليهم .لا تفكرين إلا في شيء واحد.. Yow can do it. (أنتِ تقدرين)
شفت نفسي من جديد في المراية بكل ثقة و إصرار
• و قلت: اللقب للعليشة.. و للكلية التربية.. و أنا بحول الله جايبته.. جايبته..يا أنا يا هو..!

لحسن الحظ بأني كنت لابسة تنوره جينز سوداء و قميص أبيض..تقريباً لبس رسمي..بعد العرس ما كان لي نفس لا على ماكياج و لا استشوار و لا شيء.. علشان كذا كان شعري ذيل حصان من دون أي اهتمام..رتبته و حطيت الكحل و الجلوس إلي كنت أحطهم في الشنطة حتى لو طلعت مبكرة الصبح أقدر أرتب نفسي في المدرسة..
و ابتسمت لنفسي في المراية و خذت نفس عميق و أشرت لنفسي في المراية و قلت: gust do it.(فقط قومي به)
طلعت و رحت لقاعة المقابلات..كنت أحس قلبي أجراس نوتردام... لكني أهملته و حاولت أني ما أفكر في مشاعري.. لأني أكيد بأضعف لو فكرت لحظة أيش حاسة فيه.. عرفت عن نفسي و جلست أنتظر دوري..
و لما دخــــــلت
شفت قدامي عميدة الأقسام الإنسانية –عليشة-.. و عميدة الأقسام العلمية –الملز-..و مديرة النشاط..و مديرة شئون الطالبات..و ناس ثانين ما أعرفهم ..
سلمت سألوني عن اسمي و كليتي..قلت بكل ثقة و فخر: ريـــم مــحـــمـــــــــد العـــلـــيـــا المثالية على كلية التربية.
<<يمكن طول عمري ما كنت أقدر أفتخر بأني بنت محمد.. لكن بأخليه يفتخر بأنه أبو ريم..
مرت عليّ الدقايق الجاية كأنها ساعات..
تركت نفسي لتيار المقابلة..و أجراس نوتردام جواي أحاول ما أسمعها..
الحمد لله أني لابسة جزمة مغطية أصابع رجولي..كنت أفرغ كل توتري بتحريك أصابعي داخل الجزمة..و أحافظ على جسم و وجه (شكله) واثق..
كانت الأسئلة عادية.. عن الجامعة و الأنشطة و التطوع..و سألوني عن وظيفتي و هوياتي و أفكاري..

بعد مقابلتي للتحويل عرفت بأنه لازم ما أكون الحلقة الأضعف في المقابلة و أعطيهم معلومات بمزاجي لصالحي..أحياناً في غير محل السؤال..لكني أوضح و أمثل بها..
كنت أعرف بأن ليس المهم الإجابة على قدر السؤال لكن حول السؤال الصعب لصالحك..
و مع هذا ما أدري كيف كان الانطباع إلي عطيتهم إياه..طلعت محافظة على مشتي المستقيمة و الواثقة..
و أول ما سكرت الباب..خذت نفس..و رحيت أكتافي المتصلبة..و جلست على الدرج مغطية وجهي أرجف..و أخذ نفسي بصعوبة..
جلست أكلم لنفسي: "خلاص الحمد لله خلصت...أنا سويت إلي عليّ..يا غبية لو أني قلت...
Sweaty أنتهي كل شيء...و أنا هالحين الطالبة المثالية على كلية التربية...
الغريبة ما اشتغلت الواسطات هالسنة..حظي حلو...
حظي حلو...هههههههههههه..على أيش؟! على حياة الوحدة و البؤس؟! و لا على غدر الأهل و الأحباب ..؟!ريمو خليك إيجابية..
حظك حلو بأنهم اختارونك مثالية على كليتك من دون واسطة.. من دون شيء..ما حد يدري أيش الي جاي بكرة..يا لله يا ريم..شكلك قدام البنات....يفوق الوصف!!"

قمت من مكاني و رقيت الدرج إلي سطح المبني كان بابه مسكر بس الدرج ما فيه أحد..جلست و هديت أعصابي شوي..
ثمن رحت لقسمي.. كلمت الوكيلة و دكتورتي عن أني قدمت المقابلة.. و أني راجعة للبيت..لأن دوام المدرسة خلص..لما رحت البيت بنفس ملابسي رقدت على السرير و تغطيت ببطانية و جلست أرجف..
كانت أعصابي على وشك الانهيار..ما كان عندي استعداد أفشل من جديد..كان اللقب حلم لي..كنت أشوف بأني إذا خذته بأنسي كل الفشل و الإحباط و المعاناة إلي عانيتها في دراستي..و بأكون إنسانة محترمة..
إنسانة محترمة؟!
طول عمري إنسانة محترمة و ما أحد يقدر يتكلم عني ربع كلمة..
ممكن ..لكني ما أحس بأني أعامل باحترام في عالم المظاهر والماديات..لأنه عالم يحترمك على حسب نفوذك و فلوسك..و أنا طبعاً كنت في هالعالم
((مواطن درجة ثانية))
كان لازم أثور و أحارب ليكون لي مكانتي إلي أصنعها بجهدي لا باسم أبوي و لا بفلوسه..
بدون ما أحد ما يساعدني و يوقف جبني..فالكل واقف في وجهي..كان لازم أحارب علشان أعيش بكرامة و احترام..و لقب الطالبة المثالية كان بالنسبة لي وثيقة الاستقلال..إلي أطلعها في وجه أهلي..
...............
و لكل مشوار خاتمة..و لكل طريق نهاية..

انتهى الفصل الدراسي و رحت الجامعة أسلم ملفات التدريب..
أول ما دخلت القسم شفت اسمي في لوحة الإعلانات يمكن للمرة الأخيرة كطالبة بكالوريوس.. فقربت أقراه...

((يسر قسم التربية الخاصة تهنئة طالبته
ريـــــــــــــم مـــــــــحـــــــمـــــــــد الـــعــــلـــيـــا
على اختيارها الطالبة المـــثـــالــيــة للجامعة))
رميت أكياسي و
• صرخت:واااااااااااااااااااو..
سمع صراخي الأساتذة..و طلعت أستاذة إيمان _أول أستاذة في القسم أتعامل معها_ من غرفتها..و لقت البنات محاوطيني
• و يسألوني: "وش فيك؟" وش صار؟..
• رديت عليهم: اختاروني..اخــــتــــارونـــي..
و إلي تبارك لي.. و إلي تهديني<< كأني أحتاج من يهديني..!
حطيت يديني على فمي.. و ضحكت بفرحة حقيقة لأول مرة من بعد عرس ندى و حسن..
• ابتسمت أستاذة إيمان و قالت: مبروك يا ريم..
• و أنا أشهق فرح: الله يبارك فيك يا أستاذة..
• كنت عارفة من أول مقابلة التحويل معك بأن هاليوم جاي.شدي حيلك.. قدامك مستقبل مشرق..
مستقبل مشرق؟!
آآآآآآآآآآآآه يا ها المستقبل يا أني خايفة منك؟؟
(3)
نزل معدلي في النت شفته..لقيت أني خذت في التدريب امتياز ..كويس مع دكتورتي ..الحمد لله تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى..

و بعدين..
• لمحت قدام خالد "على السفر لدراسة برى.."
• فلمح لي" بأنه وده يروح بلـــحــــالــــه!!"
• فسألته: "طيب كيف؟ و هو متخرج بتقدير مقبول؟!"
• لمح لي "بأنه لو يجيبها بالواسطة.. و إذا ما صار ما رح يــســافــر بـــأي أســـلــــــــــوب ثـــــــــانــــي!!و أساساً هو يبغى يشــتـــغـــل في بنك"

• يعني: "يا ريم مهما تحاولين ما رح أروح معك محرم... مهما كانت الفوائد إلي بتعطيني إياها..أنا عندي أني ما أسافر و لا أنك تسافرين بواسطتي"!!

و تـحـــطـــم حـــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــــــــ ـم حـــــيـــاتــي على صــــــــخــــــــور الواقـــــــــــــــــــع
...............
كنت راقدة على السرير ما أبغى أقوم..هذا اليوم بروح أستلم وثيقة تخرجي..ما كنت أبغى أروح..
ياااااااااااااه..شفت مشاكل كثير خلتني أخاف أطلع ما خذت شهادتي زي مشكلة هنادي..و مشكلة حصة..الحمد لله أني تصرفت بتعقل فيها و بعدت عن المشاكل..
بأفقد الجامعة من قلب
بأفقد بوابة 2، و شارع 5، و كفتريا التربية و 12، و مبنى 4...
بأفقد الباصات ، و سيارات الجولف إلي يركبها بعض الموظفات و إحنا نمشي في الشمس..
بأفقد البنات و جلسات الحش في الدكاترة و الموظفات و كيف نتهرب من الأمن لما نلبس بلوزة بلون مخالف زى أصفر و لا فوشي...
بأفقد البنك، و السوق، و العمادة، و قاعة الندوات،
بأفقد المحاضرات، والأنشطة، و الأيام المفتوحة،و المعارض،و الدورات التدريبية، ورش العمل، و السيمنارات (المناقشات)،و المؤتمرات..
بأفقد العشب و الأزفلت و البلاط و المكيفات إلي يا باردة مرة.. يا حارة مرة..
كل هذولي كانت حياتي..
أربع سنين من عمري جلستها في الجامعة كانت أحلى سنين عمري،، طلعت و شفت الدنيا،، و تفلسفت و ناقشت،،درست و اشتغلت و تطوعت،،
و عشت الحياة إلي أحبها..
حياة كان أقيم بأخلاقي و عملي مو بأبوي..
حياة كنت فيها إنــســـانـــة.

و بعدها

بأرجع لقصر الغدر إلي ما أبيه و لا يبني..
بأرجع يوم بيوم.. ساعة بساعة أقابل أكثر إنسانة أحتقرها...خالتي هتون يا ترى وش أخرتها معها؟!
يا تقتلني يا أقتلها دفاع عن النفس..إلي مستحيل أحد يعترف فيه..
فهي خالتي و لازم أحترمها!!!!
و ما تنلام..!
أما أنا فكل اللوم عليّ..!
ألام على عدم ثقتي و اهتمامي بها!
ألام عن معاملتها السيئة لي!!
ألام على متاعبها النفسية و مرضها!!!

لـــــــــيه؟
لأنها بنت الغدر و هذا بيت أبوها و أنا الغريبة الدخيلة..
لأنها عندها خالها يدافع عنها و أنا ما عندي أحد..
لأنها الخالة و أنا بنت الأخت..
و أحنا في مجتمع مو أعمالك إلي تصنع احترامك و مكانتك.. أنما مكانتك إلي تصنع احترامك مهما كانت أعمالك..!

كرهت القومة من السرير..تمنيت أنوم ألف سنة..و أحلم بمكان ثاني..مكان أنتمي له..مكان أكون محبوبة فيه..

دق عليّ عمي سعود..
استغربت لأنه بارك لي بالمثالية لما علمته..لأنه لولا الله ثم لولاه ما كنت دخلت الجامعة..
أما باقي العايلة فكنت أتهرب منهم من بعد العرس..ما كان عندي مزاج لشوفتهم بعد ما عرفت قدري عندهم..
لكن أغلبهم دقوا على أو أرسلوا sms ,e-mailو باركوا لي..
رديت:
 الو هلا..
 هلا ريم.. كيف حالك؟
 بخير دامك بخير..كيفك أنت؟ و كيف حال خالتي أم عبد العزيز؟ و البنات؟
 و الله تمام..عسى ما أكون قومتك من النوم؟
 لا كنت قايمة اليوم بروح استلم وثيقتي.
 ألف مبروك...
 الله يبارك فيك...
 إلا يا ريم جاني واحد... يشتغل عندنا في التخصصي..عمره حوالي ثلاثين..و هو شاب ما عليه كلام..ولد عايلة كبيرة ..أهله شيوخ إل....
قلت في نفسي: "ثــــــــــــــــــــــــانـــــــــــــي!!"
 شف إلي فيه صالح يا عمي..بس يا ليت ما أحد يدري من عماتي..ألين الملكة.. لا يصير مثل إلي قبله..
 لا..هذا إن شاء الله غير..و الله العظيم ما قلت له شيء.. هو إلي جاني و لا أنا ما أعرفه..
قلت في نفسي: "بــعــد ما تعرفه لا و الله كــمــلــت!"
 عمي.. الله يرضى عليك..عماتي عارف رأيهم من زمان ما عندهم مانع على أي واحد..فما له داعي الفضايح.. يمكن ما يصير شيء و نتفشل قدامهم..
 خير أن شاء الله يا بنتي ..أجل ما عندك مانع..
قلت في نفسي: "لا أنا ما عندي مانع..لكن يا ترى هو عنده مانع؟! الله يهديك يا عمي ما بعد تبت؟!"
 لا يا عمي.. ما دمه أخلاق و سمعته زينة.. فالكلمة كلمتكم و الشور شوركم..و أنا بنتكم ما أطلع من شوركم..
 خير أن شاء الله..مع السلامة.<<و لا قال لي استخيري..شكله عارف أن ما فيه أمل!


 من يكون العريس الجديد؟ و هل سبق و أن جاء في مجرى الأحداث؟ أم..
 كيف ستكون حياتي بعد التخرج؟
 هل ستتغير نظرة أعمامي لي بعد هذه الخطبة؟
أنتظر إجابتكم على هذه الأسئلة أو
تابعوني في الفصول القادمة لأجيب على كل هذه الأسئلة و للأحداث المثيرة القادمة

 
 

 

عرض البوم صور Electron   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات بنت العليا, مذكرات بنت العليا للكاتبة لحظات حرجة, الكاتبة لحظات حرجة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:54 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية