لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-10, 02:56 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياءk.s.a المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جلس الجميع مع عذا في غرفتها .. و امها جالسة جنبها في السرير وعذا حاطة راسها على كتفها وام عبدالله تلعب في شعرها ... شعور رائع أول ما تقابلت عذا مع امها ... يا شين فراق الأهل وشلون عاد وهم بعيدين عنها ست شهور ؟؟ لا وفوق هذا مرت بأمور ما كانت عاملة حسابها انها بتواجهها يوم من الأيام ...
ما أحلى حضن الأم ودفئ حنانها ... تحس بروحك خالي من الهموم والمشاكل بمجرد ماتشوف أمك وابوك حواليك .. واخوانك يضحكون معك ويسولفون ...
هذا اللي كانت عذا تحس فيه ... كانت سكرانة من السعادة وأن امها جنبها وتشم ريحتها ونايمة على كتفها ... وفي المقابل ابوها جالس قدامها ويسولف هو واعز الأشخاص على قلبها عن رحلته واللي شافه هناك ...
لكنها مع ذلك ما قدرت تتخلص من مشاعر الألم والغيرة والعذاب اللي تحسها مخلوقة في صدرها ضد زياد ... كانت تشوفه يضحك و مستانس مع امها وابوها ..
لكنها في نفس الوقت تشوف نظرات أسامة له ... وكأنها تحرقه في مكانه .. ولو أنها كانت رصاصات نارية .. كان الحين جسم زياد مشوه من كثر الطلقات اللي اخترقته من عيون سام ...
تنفسها صار صعب وهي تسمع صوته يضحك ويسولف ... ماتقدر تبعد عن بالها آخر موقف جمعهم مع بعض وجرأته في أنه يسكت ويتكتم على الموضوع إلى أن صار كل شي تام وفي الأخير تكرم وقال لها عن سالفة زواجه .. والأدهى والأمر انه قال لها في نفس اليوم ... يعني جرح ما بعده جرح ...
تسمعهم يسولفون لكنها مو مركزة معهم في هوية الموضوع ... ولا قادرة تشاركهم شي لأن اللي في قلبها الله وحده عليم به .. صدق مرتاحة من وجود امها لكن راحتها هذي لأنها لقت اللي بتلجأ لهم بعد رب العالمين من ظلم زياد وعذابه ...
كانت منزلة راسها وعلى وجهها الوجوم وملامحها جامدة أو كأنها ملامح حزن ..
ابتسمت لها امها أول ماانتبهت وهمست لها ::: وش فيها الدلوعة ؟؟
رفعت عذا عينها لأمها وشافتها وهي تبتسم .. ماقدرت تمسك دمعتها لأن الأحزان رجعت لها من شافت وجه امها الملائكي الطاهر ونزلت دموعها من دون استئذان ...
عقدت ام عبدالله حواجبها وقالت لها بصوت واطي علشان ماتحرجها :: وش فيك حبيبتي ؟؟
شهقت عذا وبصوت أقرب للصمت :: قولي لزياد يطلع ؟؟؟
سكتت ام عبدالله وتمت تطالع في بنتها مستغربة طلبها ... لكنها تفاجأت لما رجعت عذا تطلب نفس الطلب مرة ثانية ::يمه تكفين قولي له يروح ما أتحمله ...
خافت هنا ام عبدالله وحست ان فيه شي صاير لبنتها ... يمكن ردة فعل لأنها أجهضت ؟؟؟ أو يمكن فيه بينهم مشكلة ما انحلت ...؟ او حتى يمكن لأن عذا ما حصلته جنبها أول ماتعبت ؟؟ لكن وشلون تطرد الولد وتقول لها قم اطلع ؟؟؟ مستحيل لايمكن تسويها ؟؟ ولذلك ابتسمت لبنتها بتهون عليها لكنها انصعقت لما سمعت الملقوف اسامة يكلم زياد :: ابو سلطان سلمت على امي وابوي و تحمدت لهم بالسلامة ؟؟؟
نظرات زياد كانت تمثل قلقه لكنه ابتسم يخفيه :: انت وش تشوف ؟؟
ابتسم سام بخبث :: انك سلمت وشفتهم وسولفت معهم .. والحين جاء دور شغلك تروح تقابله ..
رفع زياد حاجبه باستنكار .. وابو عبدالله مباشرة لف لولده وناظره بنظرة تأدبه على هالأسلوب ؟؟
لكن زياد رجع يبتسم :: عندي إجازة هالفترة ...
وهالكلمة كانت كفيلة انها تطلع أسامة من طوره لأنه حس بالألم اللي سببتها هالحروف لقلب اخته ..:: لكن وجودك غير مرغوب فيه ... ومو مني هالكلام ؟؟ ولكن من اللي انت جاي تزورهم ؟؟
كل الوجوه انلفعت وانقلب لونها للأسود ...؟؟ مهما تكن فعلة زياد لكن تصرف أسامة غلط ؟؟؟ يطرده وهو ضيف عندهم ... لا ......!! و المشكلة ان الموجودة في المستشفى زوجته ؟؟؟
الكل تم يطالع في أسامة ويعاتبه بالنظرات على اللي قاله ... أما هو فما يهمه احد وما اهتم لشي .. لأن في باله ان اللي سواه صح وبمجرد مايعرفون اهله السالفة ... أكيد بيعذرونه ...
ما أقدر أقولكم كيف كان المسكين زياد ... في البداية كانت تعلو ملامحه ابتسامة خجلى وخايفة من تمرد أسامة ... لكن الحين الإبتسامة موجودة ايه نعم لكنها كانت واضحة انها ابتسامة فشيلة وانحراج ..
لف بعينه لعذا وشافها ماسكة يد أمها وما همست حتى بحرف واحد ...
حاول يبعثر نظراته بعيد عنها وعن عمته وزوجها لأن ماله وجه يقابلهم ... متفشل وفوق هذا عرف انهم ماعرفوا باللي صار ..
وقف على طول والإبتسامة اياها محفورة على وجهه ... وانحفرت بعد في عيون عذا اللي القت عليه نظرة اخيرة ورجعت تنزل عيونها ..
زياد :: زين نشوفكم على خير ياعمه ... أنا استأذن ...
تنهدت ام عبدالله بغضب في وجه اسامة ولفت لزياد بسرعة :: أقعد زياد تونا ماشبعنا منك ...
هز راسه من دون مايطالعها :: الجايات أكثر ..
ضغطت عذا على يد امها وكأنها تنبهها علشان ماتقنعه بالحيل يجلس ...
انتبهت ام عبدالله لبنتها الي منزلة راسها والحزن ينزل محل الدموع على يدها ... عقدت حواجبها وما رجعت تلزم على زياد ... لكنها تسمع ابو عبدالله يتكلم معه ويقنعه بالجلوس ...
وفي النهاية ... عطاهم زياد ظهره بألم وسكاكين تطعن في صدره ...
مشى عنهم وطلع ...
طلع زياد المنكوب ...
مكسور الخاطر ..
مجروح القلب ...
كيف وعذاه هي اللي طلبت منه يطلع لأنها ماتبيه ؟؟؟ كيف بيعيش عقب ساعته هذي ويذوق طعم النوم والحياة وهو عارف أن حب حياته من ولادته ماعاد تطيق اسمه وسيرته ؟؟
في أول حياته عاش العذاب وشرب الويل من عمه ..لكن حب عذا اللي في قلبه كان هو اللي مصبره ومخليه يعيش في تفاؤل ...
ولما تزوجها كان كأنه مالك خزائن الأرض ... وكأنهم عينوه ملك العشاق والمحبين .. كيف لا وهو يتوج حبه الطفولي بأقدس وأشرف علاقة على وجه الأرض ...
كان قبل يتمنى يرجع للبيت بسرعة لأنه يشتاق لها بمجرد ما يعتب برا البيت ...
ولما يكون في البيت كان يتمنى يجلس فيه وما يطلع لأنه يبي يسولف معها وهو ينبسط بهالشي ...
لكن الحين وين ييمم وجهه له ؟؟؟
وين يروح وعذا لاهي في البيت ولا هي في الخيال ؟؟؟
عذا صارت شي من الستحيلات بالنسبة له ؟؟؟
اليوم شاف وش كثر مآخذه في خاطرها عليه ؟؟؟
ماكانت تكلم ولاتدافع عنه ولاتواسيه بكلمتين ...
كانت ساكتة وملتزمة الصمت وكأن كلام أسامة هو اللي عاجبها ويبرد حرتها ؟؟؟
ليه انكتب عليه الشقاء وهو اللي يشقي نفسه علشان الباقين يسعدون ؟؟؟
معقولة صار مثل الشمعة ؟؟؟ تحترق علشان تنور على الناس .. وبعد ماتنتهي يرمونها ويجيبون غيرها ؟؟ معقولة يا زياد صرت ماعاد تهم عذا ؟؟؟ عذا البنت الوحيدة اللي قدرت تدخل عقلك وقلبك بعنف وتتسيد الإثنين .. ولاتسمح لك تفكر في أي احد غيرها ؟؟؟ معقولة ؟؟؟
طلع من الجناح وسكر الباب وراه وفي خاطره يدعي ان ربي ما يسكر قدامه ابواب السعادة والأمل ...
تنفس بعمق أليم وهو يحس لأول مرة ان الهواء يجرّح صدره المكلوم ...
مشى يكمل طريقه بيطلع من الجناح ويروح للاشئ ... يمكن بيروح يجلس في سيارته لحد ما يهدأ نفسيا ... وفي لحظة ضعف تمنى لو انه وهو طالع تتقدم سيارة جيب كبيرة وتدعسه تحت كفراتها ويرتاح هو من الغثى ...
تنهد ورفع عينه لطريقه لكنه تفاجأ لما شافه يمشي في نفس السيب ومتوجه لنفس المكان اللي طلع هو منه ...
انتبه لعبدالله وهو يبتسم وعلى يمينه بنت ... وإن ماخاب ظن زياد فهي لمياء ...
عند هالمشهد ماقدر زياد يستمر على همه وتكشيرته .. فبمجرد ماشاف عبدالله ابتسم له ابتسامة شوق ورضا ... وكأنه فعلا متوله عليه ... كيف لا وهو صديقه الروحي واخوه اللي ما كتب الله ان امه وابوه يعيشون ويهبونه له على الأقل يشيل همه معه في هالفترة ...
اسرع بخطواته لهم وبمجرد ماتواجه مع عبدالله .. سلم عليه بحرارة وهو يبتسم ... :: الحمدلله على السلامة .. وألف مبروك التخرج يالغالي ...
ربت عبدالله على يد زياد :: الله يسلمك ويبارك فيك ...
تنهد زياد :: و اخيرا خلصت وارتحت وانا اخوك ... والله يخليك لاتقول لي بعد تبي تسافر تكمل دراستك ... والا ان كان ولابد بتسافر فأجلها لبعد سنتين والا ثلاث خلنا نشبع منك يا اخي ونحس بقيمتك اللي افتقدناها ...
ضحك عبدالله :: الله يالدنيا الحين صار ماعاد لي قيمة ...؟؟ والا كل شي عندك يا زياد يصير ماله قيمة بمجرد ما تلقى اللي احسن منه ؟؟؟
انمسحت الإبتسامة من وجهه وهو يحس بشي غريب في كلام عبدالله لكنه قال :: وش دعوى .. انت آخر واحد يتكلم عن قيمته عندي ...
أطال عبدالله النظر في عيون زياد وكأنه يعاتبه على اللي سمعه من لمياء باللي سواه زياد في عذا اخته ...
ارتبك زياد من هالنظرات .. وهو اللي ماعمل حسابه لهالمواجهة المبكرة خصوصا بينه وبين عبدالله .. صديق طفولته ...
لف بوجهه عنه وطالع لمياء :: الحمدلله على سلامة الأهل يا لمياء ..
ابتسمت لمياء اللي وقفها الفضول علشان تشوف مواجهة الإثنين :: الله يسلمك .. والحمدلله على سلامتك انت ...
حس بقشعريرة تسري في جسمه لما تقدم منه عبدالله وحط يده على كتفه :: من يوم كنا صغار وانا أقول لك .. يا زياد واجه مخاوفك ولا تهرب منها ... ويا زياد المشكلة لاتطلع منها من دون لاتحلها حل صحيح ويرضيك ... لأنها بتستمر تلاحقك لحد ما تعكر عليك حياتك وتخضع لها ... لكنك للأسف ما فهمت الدرس .. وهذا انا اشوفك ضيعت المشيتين ..؟
انصدم زياد من كلام عبدالله .. وحس انه دخل لصميم قلبه وعقله .. فعلا يا ما كان ينصحه عبدالله بهالكلام ... وآخر موقف نصحه فيه هو يوم زواجه من عذا ...
مشى عبدالله من دون لايحس زياد بتحركه ... وأول ما انتبه زياد للمكان اللي هو فيه وان عبدالله مشى وتركه ... لاشعوريا التف وراه بيشوف خيال عبدالله المبتسم من دقائق ويعاتبه .. لكنه شافه مع ظهره وهو ماسك وحده بعبايتها ويهديها ويمشي معها للغرفة ... والظاهر انها سارة لإن لمياء لازالت واقفة قدامه .. وكأنها تشفق على حالة زياد ... او انكسر خاطرها عليه ...
ابتسمت لمياء وهي بتمشي :: هذي هي الدنيا ... تواجهنا بأشياء كثيرة نعجز عن مواجهتها لأننا ماعملنا حساب لها ... وهذا هو غلطنا .. نستمتع بلذة اللحظة اللي نعيشها ..
انتبه زياد لها ووقفها ...
والتفتت له لمياء وعلى وجهها ابتسامة سخرية وألم على الحالة اللي وصلوا لها زياد وعذا ..
استجمع زياد قوته اللي اختفت من كلام الإثنين وبصوت واطي :: لمياء وش اللي صار لعذا ؟؟؟
طالعته لمياء بألم :: ليه ... انت ما شفتها وسألتها ؟؟؟
هز زياد راسه وهو يقرب منها :: إلا قالت لي .. بس انا ابي أعرف التفاصيل ...
هزت لمياء كتوفها :: اسأل الدكتورة المشرفة على حالتها ...
تنهد زياد بألم واضح هز مشاعر لمياء الرحومة :: لمياء الله يخليك لاتزيدين حالتي زود ... أبي اسمع الكلام منك انتي .. لأنك انتي اللي كنت معها
نزلت لمياء عيونها للأرض وكأنها تسترجع ذكريات الليلة الماضية واللي كانت طول هالفترة تحاول تنساها ,, وحكت له القصة كاملة ...
انصدم زياد من الكلام اللي سمعه وماكان ناقص هم فوق همه :: يعني شلون كل هذا يصير ؟؟؟
ابتسمت لمياء :: لاتخاف .. عذا صارت قوية كفاية والطبيبة أكدت لنا أن عملية الإستئصال مستبعدة حاليا ... لأن ضغطها ودمها مستقرين وفي مستواهم الطبيعي ..
طالعها زياد بعيون متلهفة ::طيب قلتوا لها ان البيبي مات أول ماطلعت من غرفة الولادة ؟؟
ضحكت لمياء بخفيف :: أصلا عذا ماكانت في وعيها علشان تسمع شي ... طلعوها من هنا وودها للعناية من الجهة الثانية ... كان ضغطها منخفض وحالتها الله وحده كان اعلم بها ...
تنهد زياد وعيونه راحت للأرض وكأنه ما يبي يتخيل ...
كانت لمياء بتمشي .. لكنها حست ان فيه شي لازم زياد يعرفه ويحس بقيمته :: زياد ..
ورفع عينه لها ...
وكملت هي :: ترى عذا أمس وطول فترة ألمها وتعبها ... ما تهذي إلا بأسمك ... ولاحظ انها تتذكرك انت وامي وابوي وبس ... يعني لاأنا اللي كنت معها من البداية ولا أسامة اللي تبرع لها بنص دمه وتعب من عقبه كنا على بالها ولا حتى سارة او عبدالله ... شف وشلون انها حاطتك مع امي وابوي ..!! ولا تتذكر الا انتم ..!! لكنكم ماكنتم موجودين ... اثنين معذورين بغيابهم .. لكن الثالث غير معذور أبدا .. لأنه هو اللي سبب لها هالدمار وهو اللي ابتعد عنها برضاه ...
انصدم زياد ورد بسرعة:: يا لمياء اقسم لكم انها الظر ....
قاطعته لمياء لما رفعت يدها :: هالعذر غير مقبول أبدا ... لو كان عندك شي أقوى منه حاول تقنع فيه عذا ..
تنهد زياد :: تتوقعين بتقتنع به او بغيره ؟؟
هزت راسها بالنفي :: في الوقت الحالي .. لا .. لكن يمكن بعدين ؟؟
وتركته وراء ظهرها متوجهه لغرفة اختها ...
تركت وراها حطام زياد وبقايا عاشق ...
تركت وراها واحد روحه ماتت بين ضلوعه من سمع اللي سمعه عن عذاه ...
حس انه مجرم في حقها وهي اللي ماتستاهل منه كل اللي يصير ..
بس هو معه عذره .. وهو بعد مايستاهل اللي يحصل له ...؟؟؟
وهو صادق لما يقولهم الظروف ...
ومن منا يقدر يغير الظروف والا يسخرها لرغباته ؟؟؟
ابتسم بقهر وألم وهز راسه بأسى على حالته المزرية اللي وصل لها .. ومشى بخطوات ميتة بطيئة وعيونه تشوف قدامه بس ماتشوف شي ...
-----------------------------------------------------------------------
على الساعة 12 بالليل وقفت قدام مرايتها تمسح بقايا المكياج اللي على وجهها وتدندن بألحان واغاني مالها هدف او معنى ... لكنها في نفس الوقت مبسوطة ومبتسمة وتحس بالوناسة تغمرها ..
طاحت عينها في المراية على اللي واقف وراها ويطالعها .. ابتسمت له بحب ولفت وجهها له :: وين سرحان فيه ؟؟؟
من دون لايبتسم عبدالله طالعها بنظرة عتاب قاسية وجلس على طرف السرير ... كأنه يبي ينبهها انه زعلان ومتضايق منها وهي اللي من دخلت ما انتبهت له ...
تنهدت وهي حاسة فيه ورمت المنديل اللي في يدها وراحت لعبدالله على السرير وجلست جنبه :: أدري انك زعلان ومتضايق لأني ما رحت لعذا ... بس والله كان ودي عبادي لكن أهلي مجتمعين عند خالتي .. وانت تعرف انا وش كثر مشتاقة لهم ..
تنفس عبدالله بعمق ولف بوجهه الحزين لها :: كان رحتي معي دقيقتين وبعدين انا مستعد اوصلك لبيت خالتك برسم الخدمة ...
ابتسمت له وحطت يدها على يده :: ما تقصر ... ولك مني بكرة من افتح عيوني واشوف الشمس ساطعة اطلع واتوجه للمستشفى واسلم على عذا ... وش قلت ؟؟
ابتسم لها عبدالله من وراء خاطره :: كذا تمام ...
هزت راسها مبتسمة له وشد عبدالله على مسكة يدها :: ريم ترى انا ما زعلني إلا لأني ابغاك تكونين شيخة الحريم ... أبغى كل شي زين يطلع منك ... وما ابغى احد يسبقك بالمعروف ... يعني مثل اليوم .. كان ودي تزورين عذا من نفسك من دون لا أقول لك .. ودي تحسين ان اهلي هم اهلك وعائلتي انتي منهم ... يعني كثر ما كنتِ مشتاقة لخالتك واهلك ودي تكونين مشتاقة لجمعة اهلي ...
ريم :: انت واهلك يا عبدالله على عيني وراسي ... (( و حبته على خده )) ولا تزعل والله ما كان قصدي أضايقك ...
ابتسمت له وواجهته تنتظر منه رد ... لكنها ما شافت الرضا في عيونه .. وحست ان فيه شيء عالق في باله ومضايقه منها ...
عقدت حواجبها :: للحين زعلان ؟؟
ما رد عليها عبدالله وهو لايزال يطالعها بس واضح انه ما كان مركز ويفكر في شي ثاني ...
حركت يدها قدام وجهه :: يا اخ نحن هنا ؟؟
انتبه عبدالله لنفسه ووقف بسرعة من دون لايرد عليها ومشى متوجه للشماعة يبدل ملابسه ...
استغربت ريم ردة فعل عبدالله و مو على عوايده ...!! لكنها أجلت النقاش معه لوقت ثاني .. و وقفت وراه ومشت للتسريحة تكمل هي شغلها علشان تبدل وتنام وتريح جسدها المنهك ...
وأول ما اندمجت في ترطيب بشرتها صدمها الكلام اللي قاله عبدالله لدرجة اهتزت اصابعها الملطخة بالكريم وحست ان المواجهة حانت ...
..................:: ريم ليه خدعتيني واخفيتي علي شي مثل هذا ؟؟
سكتت ريم وحاولت تبلع ريقها االلي صار طعمه علقم ...
تقدم منها عبدالله ووقف على راسها :: كنتِ عارفة وساكتة ؟؟؟ وشوفي النتائج ؟؟
رفعت عينها له ببطء شديد وحذر :: وش تتكلم عنه ؟؟؟
ابتسم لها باستهزاء :: انتي المفروض تقولين انا وش اتكلم عنه مو انا اللي اقول لك ؟؟ انا اللي اعرفه انك مريتي بحالة نفسية صعبة شوي لما كنا في كندا وما كنت تبين احد يتكلم وانتي موجودة .. وكلما سألتك قلتي لي صداع وبيروح ؟؟ والحين أستنتج انه ماكان صداع ؟؟
بلعت ريم ريقها وهي تبعثر نظراتها وتلهي نفسها بالكريم :: أجل وش كان ؟؟؟
مسك يدها يوقفها عن تمليس بشرتها :: انتبهي لي وانا اكلمك ...
تنفست بعمق ووقفت مواجهته ..:: انت وش فيك اليوم راكبتك الشياطين ؟؟؟
طالعها عبدالله بنظرة :: لأني عرفت انك تدرين باللي صار لعذا وساكتة ؟؟
طالعته بتحدي :: وش تبيني أقول لك ؟؟ إن اختك زوجها بيتزوج عليها ويآخذ بنت خالتي ؟؟؟ تبيني أنكد عليك وانا اشوف علاقتك بأهلك ؟؟؟ انا لأني ابي مصلحتك خبيت عليك .. ما قلت لك لأني عارفة انك ممكن ما تحل زين في اختباراتك ويضيع جهدك وتعب سنين الغربة .. او حتى ما كنت مستبعدة عليك انك ترجع للسعودية على اقرب طيارة ...
ضحك بسخرية :: بتفهميني انك خايفة على مصلحتي ؟؟؟ وما خفتي لا أروح واخرب على بنت خالتك ؟؟
شهقت ريم وطارت عيونها فيها :: انا ما أخاف عليك عبدالله ؟؟
نزل عيونه للأرض وشد قبضة يده :: مو قصدي هالكلام .. لكني انصدمت لما عرفت انك صرتي تخبين علي أشياء .. والله اعلم وش انتي مخبية بعد ؟؟
مسكته مع يده وكأنها تتوسله :: عبدالله انا وش بيدي يوم خالتي تتصل علي وتقول ترى ما نبي أحد يدري ؟؟؟ وش بيدي إنهم هم أصلا كانوا مخبين علي علشان مايوصلك الخبر والسبب ولد خالك ... هو اللي طالب منهم محد يدري بالموضوع الا لما يصير .. أنا كنت اسمع اختك تشتكي منه وانت تتضايق من تصرفاته وانا تقريبا عارفة وش فيه لكن الظروف هي اللي مجبرتني اسكت ...
قاطعها بغضب :: والظروف هذي شوفي وين وصلت عذا له ؟؟؟ منومة في المستشفى في وضع حرج وفقدت طفلها وبكرها .. وحياتها مع زوجها مهددة بالإنهيار ؟؟؟ مبسوطة الحين ؟؟
هزت راسها بالنفي :: .... أصلا أنا لو ما كنت اتصلت على راشد اخوي اسأل وش صار عليه كان ماعرفت للحين .... وحالي بيكون من حالك ؟؟
سكت هالمرة ومارد عليها .. يمكن مقتنع .. ويمكن يقنع نفسه ......!!
قربت منه ريم :: عبدالله اقسم لك اني كنت مغصوبة على السكوت ... يعني لما خالتي ام العروس تطلب مني هالشي تبيني ارفضه ؟؟ ما اقدر عبدالله ما اقدر .. وبعدين لاتنسى انها بنت خالتي وبعد يهمني انها ترتاح ..
طالعها بحاجب مرفوع :: وعلى بالك انها الحين مرتاحة ؟؟؟ صدقيني بتشوف العذاب بعينها .. ومن يد اقرب الناس لها ... وساعتها بتندمين لأنك سكتي وسمعتي كلامهم وعلى بالك انها مصلحتها ...
ابتسم يخفف عن ريم قلقها .. وهي اللي ماتهون عليه ... وهو اللي قلبه كبير يسامح ويتغاضى علشان اللي يحبهم ...
ما قدر يرد تنفسه وهو القلق مستعمر قلبه ... كان شايل في خاطره على ريم وزياد من عرف بالسالفة ... ريم وتفاهم معها ... لكن الحين باقي زياد ...
الشخص الوحيد اللي عبدالله مايقدر انه ينام وهو شايل في قلبه شي عليه ... يخاف ان الأيام تمشي وقلبه يقسى ناحيته...
توجه للشماعة ورجع يلبس ثوبه مرة ثانية .. ومشى للكومدينو اخذ مفتاح السيارة وشماغه ومشى للباب بيطلع .. وقفته ريم :: عبدالله وين بتروح هالوقت ؟؟؟
تنفس بصوت مسموع :: أبنفس عن اللي في خاطري علشان اقدر انام ...
وطلع وسكر الباب وراه من دون لايزيد ولا كلمة ... وعقبه جلست ريم على الكرسي بتعب وهي مرتاحة لأن المواجهة تمت وقدرت تقلب دفة الحوار لصالحها ... وتقنع عبدالله بموقفها المحرج اللي مرت فيه ..
.
.
.
.

جالس في المجلس وراسه بين يديه ... خايف من المواجهة أو بالأحرى متفشل ومستحي من اللي سواه ... عبدالله وعمته وعيالهم ؟؟؟ كلهم مستحي يقابلهم عقب ما عرف انهم دروا باللي صار ؟؟؟ هو تزوج بنتهم ووعدهم أنها بتصير عيونه .. وهذا هو فجأة وبتصرف متهور .. قرر انه يكون اعمى ويفقأ عيونه الثنتين ... وصار اللي صار ....
عموما هو كان متوقع جيت عبدالله بنسبة 99% .. ومن يوم تقابلوا في المستشفى وسمع منه اللي سمعه ... صار متأكد 1000% ...
كان كل شوي يطالع جواله وينتظر إتصال عبدالله اللي يبلغه بأنه يبي يشوفه ... وفعلا تم الإتصال وقرر زياد انه يقابله في بيته اللي جمعه بعذا وسجل له احلى ذكريات عمره و ما قابله في بيته الجديد ،،، البيت المزيف اللي اهداه له عمه بمناسبة زواجه وهو سكن فيه مع سحر... عروسه الجديدة ..!!
تنهد ورفع راسه لكنه تفاجأ باللي واقف قدامه ويبتسم بهدوء ... عقد حواجبه والتفت بنظره للباب وشافه مفتوح .. ابتسم وتذكر انه فتح الباب لعبدالله علشان مايضطر يرن الجرس ويجلس في الشارع ...
جلس عبدالله في الكنب المقابل لزياد وبينهم مسافة تتوسطها طاولة خشبية ضخمة مزينة بالزجاج ...
تلفت عبدالله حوله وقال :: توقعتك مابعد وصلت للبيت ؟؟؟ لأني شفته مظلم ..
ابتسم زياد وهو يلعب بيديه في حضنه :: وشلون تبيه ينور ونوره وأساسه مو موجود ؟؟
طالعه عبدالله بحاجب مرفوع :: قصدك انت ؟؟
تنفس بعمق :: انت عارف من أقصد ...
رفع عبدالله طرف فمه بابتسامة تهكم :: يكفي هالكلام اللي يعذبك ...
سكت زياد وما رد ...
وسكت معه عبدالله احتراما لصمته ...
وعقب ثواني بدأ عبدالله :: أنا نبهتك ... وقلت لك ... انت مو قد عمك وتراك بتضيع عمرك بين هالأمور ... وانا ما ابي اختي تتعذب معك لكنك عارضت وركبت راسك .. وحلفت ان عمك بيقدر على كل شي الا انه يفرق بينك وبين عذا ؟؟؟ وهذا انا اشوفه فرقكم وفوق هذا اجتمعتوا انت واياه وكسرتوا قلبها وحطمتوا امنيتها في انها بتصير أم ..
غمض زياد عينه وكأنه يتألم :: عبدالله اللي صار كان فوق طاقتي ؟؟؟
رفع عبدالله صوته :: بتفهمني ان اللي فوق طاقتك هو انه سحب منك الصلاحيات وانت يا ولد العز ما قدرت تتحمل وفضلت وسخ دنيا على اختي اللي سلمتها لك وقلبي متطمن ؟؟؟ سلمتها لك بعد ماوعدتني انك ماتضايقها وتكون في عيونك ...
رفع زياد عينه وقلبه مجروح من كلام عبدالله :: لاتضغط علي عبدالله ولاتصير انت والزمن ضدي ...
ضحك باستهزاء وهو يوقف:: زياد انا لو ماكنت قلت لك يوم جيت تشاورني انك بتخطب عذا إن زواجك منها ممكن يجلب لك التعاسة أكثر من السعادة كان الحين لايمكن الومك وبلوم نفسي أكثر شي ... (( والتفت عليه )) لكني للأسف نبهتك وقلت لك اللي خلق حب عذا في صدرك ممكن يخلق غيره ... المهم راحتك وراحتها وما اظن انك ترضى لها بالمذلة والمهانة ... وتتذكر وش قلت لي ..؟؟؟
سكت زياد وهو يبلع ريقه ...
وكمل عبدالله :: قلت لي أبد ... أنا أموت لو عذا ماصارت نصيبي .... ولو صار شي يأذيها ممكن أقتل من سبب لها التعاسة ؟؟؟ وللأسف سخرية القدر خلتك انت تكون مصدر تعاستها ؟؟
رفع عينه لعبدالله وكأنه ينتظره يكمل كلامه ويزيد طعونه ... وترى الشاة ما يضر سلخها بعد ذبحها ...
تقابلت نظراتهم وطالت لثواني ... وعقبها لف عبدالله بعينه :: زياد انا ما أقدر اخدمك بشي ولا تضغط علي وتطلب مني ... لكني في نفس الوقت ما راح اوقف ضدك لأنك اخوي وما تهون علي ... اللي أبيك تثق منه هو ان اللي تبيه عذا انا بسويه ... واللي يريحها هو اللي بيصير سواء رضيت والا ..
قاطعه زياد وهو يبتسم :: اليوم قالت لأمك انها ماتبي تشوفني في الغرفة ... وقالت اني السبب في موت ولدها ...
رفع عبدالله عينه له مستنكر :: طردتك ؟؟
هز راسه بالنفي :: ما تقدر تقول لي اطلع وما ابيك ؟؟ لكني انتبهت لها ... والظاهر صار لها واسطات قوية ماكنت متوقعها ؟؟
سكت عبدالله وما رد عليه ...
وبعد ثواني قال زياد وهو منزل راسه :: تتوقع انها بترجع لي ؟؟
رفع عبدالله عينه لزياد وشاف فيها هم وحزن .. وإن ماخاب ظنه ... لمعة الحزن تبلورت وصارت دمعة مختفية وراء جدران عينه .. وحاجبه البؤبؤ
ماهان عليه يشوف زياد مكسور ومتألم .. وخصوصا انه يعرف وش كثر هو متعلق في عذا ويبيها ... ويتذكر المحادثات اللي جمعته بزياد من عرف أن مصعب خطب عذا ... ومن خطب له عمه سحر بنته ... وكيف سحب منه عمه كل الصلاحيات في العمل ... ومع ذلك زياد تمسك بعذا لاخر لحظة ... ويمكن اجتمعت عليه هالأمور اللي أأجل حلها لحد ماصارت عقبة في طريق حياتهم وصار اللي صار ...
وقف عبدالله بعد تنفس عميق ومشى متوجه للباب بيطلع .. ما يتحمل هالمشهد اللي فيه زياد يهوجس ويفكر وعقله مو معه ...
لكن وقفه صوته :: وش قلت ياعبدالله ؟؟ تتوقع انها بترجع لي ؟؟
التفت عليه عبدالله وهز كتوفه :: الرأي رايها ... ما اقدر اجزم لك بشي ...
مشى عبدالله بعد ما بلع غصته ... وسكر الباب وراه ... وطلع من الفلة كلها وسكر الباب الخارجي للبيت ... وعقبها لف لوراء وواجه الباب ... وابتسم لما تذكر اول زيارة له لهالبيت ؟؟؟ والأحداث اللي يمرون فيها اهل هالبيت .. بعد مرور شهور ...
تنهد وراح لسيارته منطلق وراجع لبيتهم ... وقلبه موزع عند عذا و زياد .. والله يكون في عون الجميع ...
----------------------------------------------------------------------------
من أصبح الصبح ... وسمع صوت العصافير تغرد على أغصان شجر البيت .. فز من النوم ومباشرة لدورة المياه ... خذ له حمام على السريع ينشطه ويريحه ويخفف التعب والإرهاق اللي أكيد واضحين في عيونه ... وبعدها طلع وفتح الدولاب يجهز ملابسه ... انتبه لصوت الباب ينفتح ... أبعد راسه عن الدولاب وطل بوجهه يشوف من اللي دخل ... وعقد حواجبه لما شاف سحر صاحيه وتبتسم له عند الباب ..
ما بادلها الإبتسامة ولا حتى عبرها بنظرة ... رجع لشغله وطلع ملابسه بهدوء صامت ..
تنهدت سحر وحاولت ان الإبتسامة ماتختفي من على وجهها وتقدمت له :: خلني أساعدك ...
ابتعد زياد عنها :: خلصت ...
بلعت ريقها وهي لاتزال مبتسمة :: الفطور جاهز تحت ...
ومن دون لايلتفت :: مستعجل ولا ابغى فطور ... (( والتفت له مستغرب )) انتي وش مصحيك هالوقت ؟؟
ابتسمت وفرحت لأنه انتبه وسألها :: شفتك قمت وقلت اقوم معك واجهز فطورك ...
توجه زياد للتسريحة بعد ما لبس ثوبه :: لهالدرجة نومك خفيف ؟؟
سحر ما توسعها الفرحة انه على الأقل تكلم معها هالكلمتين وراحت له وهي شبه تضحك :: اصلا طول الليل انا مانمت .. وحاسة فيك وانت صاحي ؟؟؟
التفت لها بحاجب معقود وما رد على كلامها ... ومشى متخطيها بيآخذ شماغه من على السرير ..
لفت سحر عنه وراحت متوجهه للباب في الوقت اللي رن فيه جوال زياد وبسرعة التقطه من شاف الرقم ... لكن سحر طلعت قبل لاتسمع من يكلم او وش بيقول له ؟؟؟ لإنها هي وحده من الثنتين ؟؟ يا شي يخص عذا وهي في هالحالة بتنقهر وتغتاظ أو شي يخص شغله وهي مالها حاجة تسمع امور الشغل اللي تعور الرأس ...
عقبها بدقائق نزل زياد بسرعة مع الدرج وكان وجهه مسود ومكفهر وشكله سمع خبر مو كويس أو حاجة مو عاجبته ... نزل بسرعة بيروح يطلع مع الباب لكنها وقفته والتفت لها وشاف في يدها صينية صغيرة فيها كوب شاهي وساندوتش ..
سحرمبتسمة :: على الأقل اشرب شاهي ؟؟؟
تنهد بغيظ :: أنا اظني قلت لك ما ابي فطور. ..
وعطاها ظهره بيمشي لكنها قالت :: ايه بس هذا مو فطور ؟؟ شاهي اشربه على السريع ...
التفت لها زياد والشياطين تلعب قدام عيونه وصر على أسنانه لحد ما وضح بياض فكه القائم :: سحر ترى زهقتيني بهالأسلوب ؟؟ أنا اذا قلت كلمة قلتها .. ومااابي شي تعني ماابي شي ... وهذا مو وقت شاهيك ولا وقت فطورك وما أظن اني طلبت منك شي .. والله يخليك لاتضغطين علي بهالصورة المقرفة ... يكفي اني متحمل أكبر ضغط في حياتي وفوق هذا مفروض علي فرض ..
ابتسمت سحر بألم من كلامه ..؟؟ ماتوقعت بيكون هذا رده لأنها صحت معه وراحت تجهز له الفطور بيديها ... هذا هو جزاها ؟؟؟ :: واللي هو انا هذا الضغط والفرض ؟؟
سكت زياد ومارد ... وسكتت سحر وعيونها تتفحص ملامحه وضغطته على قبضة يده ...
انتبهوا الإثنين لباب الصالة اللي انفتح ودخلت منه الخدامة مبتسمة ووراها دخل ابو مشاري يبتسم هو الثاني والفرحة باينه في عيونه وتشع لحد مانورت الظلام اللي يعيش داخله :: اشوفكم قمتوا ؟؟؟
ابتسمت له سحر وحاولت تخفي ملامح الحزن اللي اعتمرت قلبها من دقائق ومشت له بعد ما نزلت الصينية من يدها على الطاولة اللي جنبها ... راحت لأبوها وحبته على راسه لكنها ماقدرت ماتحضنه وهي تحس أنها محتاجة هالشي ؟؟؟
ابتسم ابو مشاري :: خلاص يا سحر ترى خليتيني استحي ..
ضحكت سحر وواجهته :: وش اسوي يبه ؟؟ يعني ما كنت متوقعة أبدا اني اليوم بصبح بوجهك ؟؟
قرصها ابوها مع يدها بخفيف :: ياخوفي يصير يومك تعيس وتقلبينها علي؟؟
مسكت ذراعه :: أنت وجهك كله سعد وهنا ..
التفت لها :: ومن هذولا ؟؟؟
ضحكت عليه وضحك ابوها معها وابتسم زياد اللي تجمد في مكانه للحظات وراح يسلم على عمه والتوتر باين في ملامحه .. :: صبحك الله بالخير عمي ..
ابتسم له ابو مشاري :: يصبحك بالنور والعافية ...
تصافحوا وحب زياد عمه على راسه وتوجهت عيونه لسحر مباشرة وكأنه يبي يشوف ردة فعلها وهل ممكن انها تقول شي لعمه أو بتسكت .. لكنه شافها تبتسم له وعقبها قالت :: يبه ترى لازم تعذر زياد عنده شغل مهم وهذا الي مخليه يصحى بدري ..
طالعها ابوها :: يعني بيطلع ..؟؟
نتحنح زياد :: ايه والله .. وان شاء الله مابطول ...
عقد ابو مشاري حاجبه :: اجل روحي لأمك لاتجلسين في البيت بروحك
ضحكت سحر ودقت على صدرها :: لاتخاف علي تراني رجاله ...
ضحكوا عليها واستأذن منهم زياد وطلع تشيعه نظرات سحر الحزينة المخفية عن عيون ابوها ...
.
.
.
.
بعد صلاة الظهر وقفت ام عبدالله وفي يدها الشنطة اللي فيها اغراضها بعد ما انفتح الباب ودخلت سارة باندفاع ...
سألتها ام عبدالله :: وين ابوك ؟؟
سلمت سارة على عذا :: برا عند كاونتر الممرضات ... قال لي روحي عند اختك وهو بيشوف موضوع مهم ..
ابتسمت ام عبدالله والتفتت لعذا اللي طالعتها بنظرة مكسورة متوسلة وقلقة ...
طالعت سارة في عذا :: ما قالوا متى بتطلعين ؟؟؟
التفتت لها عذا وحاولت تبتسم :: يمكن بكرة او اليوم في الليل ...
تنهدت سارة :: وأخيرا ... على الأقل نقابل فيسك في البيت ولا في هالمستشفى الخايس ...
ضحكت ام عبدالله ومشت :: انا بروح الحين ... وانتبهي لأختك يا سارة ولا تسوين ازعاج وقلق في القسم ...
شهقت سارة وهي تدق صدرها :: الحين متعنية من بيتنا علشان انزرع هنا وتقولين لي هالكلام ؟؟ ما هقيتها منك والله
هزت ام عبدالله راسها بأسى :: المهم انتبهوا لأنفسكم انا كلها ساعتين وراجعة ماراح أطول ..
رفعت سارة حاجبها :: يمه ترى يا ويلكم لو رحتي انتي وابوي تتمشون والا تتغدون في مطعم ؟؟؟ ترى والله لو يوصلني خبر بهالشي لأنتحر ..
ضحكت عذا :: روحي معهم علشان تتأكدين ...
التفتت لها سارة تضحك :: صدق عادي اروح ومحد يقعد معك ..
ردت امها :: ســــــــــــارة اثقلي شوي
تنهدت سارة :: والله اني كنت قايلة لأسامة يوصلني بس السخيف ما رضى يقوم من النوم ... وروميو ما رضى على جولييته وقال بس انا بوديك خلي امك ترجع وترتاح شوي قبل العصر ...
هزت ام عبدالله راسها ومشت تاركتهم لأنها لو بتجلس دقيقتين ممكن ماعاد تطلع من عندهم ...
جلسوا سارة وعذا وبدت سوالفهم الأرستقراطية ... وحده ما بقى احد ما تكلمت فيه والثانية تضحك وتعلق تعليقات بسيطة ... لأن قلبها مجروح وروحها مو معها فـ ماتقدر تستانس وتنبسط أبداً ...
بعد ما طلعت أمهم بنصف ساعة او يزيد ... سمعوا دق على الباب وانقرص قلب عذا من سمعت صوت الدقات ؟؟؟ تعرفها وتعرف راعيها ...
التفتت لسارة برعب وبلعت ريقها :: زيـــــــــــــــاد...!!
رفعت سارة حاجبها :: يخسى يدخل هنا وانا موجودة ...
مسكتها عذا مع يدها :: سارة لا تتمشكلين معه وبعدين انا..... انـ ـ
سحبت سارة يدها :: لو ماتبين تشوفينه يخسى يدخل ... لكن لو تبين تواجهينه قدامي أهلا وسهلا ..
طالعتها عذا بنظرة مترددة وكأنها تبي تشوفه بس خايفة انه سمع وعرف باللي صار وسوته..
وأصلا ماعطاهم فرصة وسمعوه يتنحنح بيدخل الغرفة ؟؟؟ وبسرعة رفعت سارة طرحتها وتغطت بها ... ورفعت عذا طرف المفرش ومسكته بأصابعها الصغيرة المرتجفة قلق من المواجهة ...
وقف زياد عند مدخل الغرفة وعينه راحت لعذا على طول متجاهل الموجود وجالس جنبها او يمكن الأحرى انه ماشافه اصلا ...
بلع ريقه وهو يحاول يبتسم وذكرى امس رجعت له وهي تقول ماتبي تشوفه ؟؟
اما عذا فكانت عيونها على اصابعها المتوردة من قوة الشد وما حاولت ترفعهم ...
بعد ثواني تكلم زياد :: مساء الخير جميعا ...
ردت سارة بصوت واثق :: مساء النور والسرور ...
عرف زياد ان المسألة ما بتعدي على خير مادام ان سارة موجودة ؟؟؟ ليت عمته هي اللي كانت فيه او حتى لمياء ؟؟؟
تقدم شوي للسرير وحس ساعتها باضطراب عذا وتوترها وتسارع تنفسها فما حب يضغط عليها ويحرجها وجلس على الكنب البعيد شوي عن سريرها :: كيف حالك اليوم عذا ...؟
حست بأذنها انصمت من صوته وهو يوجه لها سؤال مباشر وتزاحمت الحروف عند فمها وماعرفت تركب جملة على بعض ... وفي نفس الوقت خافت لا سارة تتهور وتنفجر ويطلع اللي في قلبها كله وتصير هوشه في المستشفى ..
حاولت تحرك فمها القرمزي الصغير ونطقت بالحروف :: اليوم أحسن .. الحمدلله..
الدنيا ماوسعته لما سمع صوتها مرتاح :: الحمدلله على كل حال ... لكن ليه رفضتي انتقالك للمستشفى الخاص ؟؟ كنت حاجز لك جناح كامل ومجهز هناك ...!
هنا ردت سارة :: لإنها مو محتاجة صدقات من احد ...
طالعها زياد وخذ نفس عميق :: أنا زوجها وملزوم علي اني ادور راحتها ...
رفعت سارة حاجبها :: وهي مرتاحة هنا واليوم ان شاء الله بتطلع من المستشفى
سفههاا زياد وطالع في عذا :: عذاي انتي لازم تروحين للمستشفى اللي كنتي تراجعينه يوم حملك علشان تشوفك الدكتورة الخاصة فيك ... مو جالسة هنا من دون رعاية طبية شديدة ...
طالعته هالمرة عذا وهي تحس ان كلامه فيه اهانة لأهلها :: بس انا احس ان كل شي ماشي تمام ... حتى الدكتورة اللي هنا ماقصرت وانا ماشافت للحين شي موكويس .. وبعدين انا بطلع قريب ...
ابتسم زياد ووقف بهيبته وطولة وملامحه الوسيمة اللي تأسر ناظرها وبخطوات هادية مشى لسريرها وهو يتمتم :: وعلى بالك انا مو مبسوط لأنك بتطلعين ومو محتاجة مستشفيات ؟؟؟
تكلمت سارة وكأنها تبي توقفه :: اخااف لاتكون ندمان على الفلوس اللي حطيتها في حجز الجناح هناك ؟؟
ومن دون لايلتفت لسارة وعينه على عذا :: كل شي فدا عذا ... لا الفلوس ولا راعيها ..
ارتبكت عذا من كلمته وحست بالحنين لأيامها معه .. لكنها ما تقدر ترجع مثل اول .. تسامحه وتحبه وتتقبل منه الكلام ؟؟؟ يعني الحين هي تسمع صوته لكنها تحس انها منقرفة مقهورة ومشاعر غبية مجتمعة ومتزاحمة في قلبها ...
كان على وشك انه بيجلس على السرير لكن قلب عذا هالمرة هو اللي نطق مو لسانها وانكمشت على السرير :: لا ...... لاتجلس ...
رفع زياد حاجبه وهو يحس بالحرارة تطلع من مسامات وجهه ؟؟؟ يعني فعلا البنت ماعاد تتقبله خلاص ؟؟؟
توه بيتكلم لكن رن جواله ... وحس انها فرصة له يختفي من عيونهم شوي ... طلع الجوال وشاف سحر تتصل فيه ؟؟؟ على فكرة للحين مسميها في جواله "" البيت "" ومو قادر يدور لها على اسم يرضيه ...
رفع السماعة بتوتر :: مرحبا ..........
لكن ماوصله رد ...
عقد حاجبه :: ألووووووو ...!!
واخيرا نتبهت سحر إلى انه رد ومسحت دموعها وبصوت متهدج :: اهلين زياد .. كيفك ؟؟
حس زياد ان صوتها متغير فدار بظهره لعذا ومشى للباب :: تمام .. خير وش في صوتك ؟؟
شي غريب اعتمر قلب سحر من سؤاله :: سلامتك ... بس ما قلت لي بتجي على الغدا والا بعد ماتبي ؟؟
تنهد زياد :: مادري يا سحر ... لكن انتي تغدي لاتنتظريني
هنا وصاحت سحر لأنها ماقدرت تتحمل ::زياد حرام عليك ... طيب علشان خاطر أغلى الناس عندك ومو شرط خاطري انا لأني عارفة وش بترد .. بس تكلم قول بتجي للبيت والا لا ؟؟ مو يكفي من طلعت الصبح ما اتصلت علي ولا طمنتني ؟؟؟ بعد الحين تقول لي ماتدري ؟؟؟ إذا ماراح تجي تكلم وخلني اروح لبيت اهلي ..
حس زياد بغلطه وتأنيب الضمير ناحيتها ؟؟؟ هي وش ذنبها يعاقبها ؟؟ حاول يهدي نفسه ويرطب لسانه :: سحر لا تصيحين ... ولا تزعلين نفسك لأنه مو زين علشانك .. وولا يهمك جهزي الغدا وساعة بالكثير وانا في البيت ...
لحظة .... هل هذا زياد اللي يكلمها والا واحد غيره وهي غلطانة في الرقم ... ابتسمت هالمرة بفرح :: أحلى غدا بيكون جاهز لك ... لا تتأخر ...
ابتسم برضا لإنه رجع لطبيعته الطيبة الغير قاسية :: زين يالله مع السلامة ...
وسكرت السماعة عنه وهي فرحانة والحياة رجعت تبتسم لها من جديد ...
طالع زياد في الجوال دقيقة وهو يتذكر مكالمته معها ... ما توقع انها بتكون بهالصورة أبدا ... قبل كان كلمة ورد غطاها ... والحين الظاهر الأمور بدت تتغير يا زياد ...
رجع الجوال لجيبه ورجع للغرفة ... عقد حاجبه وهو ينتبه لنفسه انه ماطلع من الغرفة وكل اللي سواه انه فتح الباب ووقف عنده ...
دخل على عذا وانتبه للكهرب الموجود في الجو ؟؟؟؟ وانتبه بعد للنار اللي تشتعل من مكان سارة ...
توه بيتقدم لكن هالمرة عذا ما قدرت تسكت :: لاتدخل زياد ولا تكمل طريقك ... والمكان اللي جيت منه ارجع له ... انا ماعاد ابغى اشوفك ولا ابغى منك شي ... كل شي سويته لي وجبته لي مشكور عليه لكن ما عاد ابغى منك المزيد ... خلاص اللي وصلني منك يكفيني ... مستشفاك اللي حجزته لي رفضت اني اروح له لأني احس نفسي ماعاد صرت من ضمن حساباتك خلاص .. انت ولد خالي وانا بنت عمتك وانتهينـ ـ ـ
وشهقت من الصياح وهي تحط يديها على وجهه تمنعه يشوف الضعف المولود في ملامحها ... والكذب اللي بروز عيونها ولسانها ...
تقطع قلب زياد من كلامها اللي ما يتحمله جبل ... وشلون هو .. زياد العاشق لحروف اسم عذا ... واللي دنياه تعني عذا وبس .. تقدم لها بيحاول يتفاهم معها لكن وقفته سارة : وش رايك تذبحها ؟؟
التفت لها زياد معصب :: سارة اسكتي مو وقتك ...
لكنها هبت في وجهه .. وكيف تسكت وهي سارة اللي محد يدوس لها على طرف :: لا ماراح اسكت .. إذا كان الموضوع يخصك بروحك والا معك بنت عمك اللي ماتتسمى صدقني اببلع سم واسكت ومالي دخل لافيك ولافيها ... لكن عند اختي حدك وما اسمح لك تدوس لها على طرف او تضايقها ... يكفيها اللي فيها لو سمحت ...
رفعت عذا راسها لهم وشافت نظرات زياد النارية على سارة ... وهالمرة خافت لاتكبر المشكلة وهالإثنين ينشبون في بعض وساعتها من بيفكهم ...:: ســــــــارة خلاص ..
سكتت سارة ورمت نفسها على الكرسي واللي مخفي عن الجميع هو ان دموعها نزلت لكنها دموع ألم على اختها والكلام اللي سمعته من زياد وهو يكلم ست الحسن والدلال ..
لف زياد بوجهه عن سارة وحاول يمسك اعصابه وتقدم لعذا لكنها صرخت في وجهه :: لاتقرب أكثر ... وخلاص زياد اطلع ولا عاد ترجع لهالمكان ... لاتضغط علي زياد وتخليني كل مرة اقول لك كلام يعور قلبي ... لاتخليني يا زياد اقول لك اطلع وما ابي اشوفك لأني ماتعودت اوجه لك هالخطاب .,. فالله يخليك انت من نفسك لاعاد ترجع بليز زياد لاترجع مرة ثانية ولاتخلينا نتقابل أبد ...
التقت عيونه بعيونها وكان فيه حوار قاسي من عيونها لكن حوار عيونه هو كان دافي ومجروح وكأنه يتوسلها العفو ..
دخلت الممرضتين في هالوقت يبتسمون وهم مايدرون وش كان يدور من دقايق ... وطلبوا من الموجودين انهم يطلعون من الغرفة ...
ودقيقتين وكان الكل مختفي عن عيون عذا وماتشوف الا خيال زياد واقف قدامها ويبتسم ... وتتذكر أحلى لحظاتها معه وذكرياتها واياه لما كانوا في شهر العسل...
---------------------------------------------------------------------------

طلع من المكتب وسكر الباب وراه .. لكن الشرود والتفكير كان واضح في عيونه ... ومن تعقيدة حواجبه يقدر الواحد يعرف ان فيه شي مقلق تفكيره ومشتت ذهنه ...
مشى لحد ما وصل لمكتب نواف وجلس عنده ... بينما نواف كان مشغول في مكالمة وبمجرد ما انتهى منها وجه نظره لعبدالعزيز اللي جالس قدامه على طول وراح يتفحص ملامحه وسرحانه ..
نواف :: عبدالعزيز وش فيك ؟؟
انتبه عزيز والتفت له :: انت ملاحظ شي على زياد ؟؟
ابتسم نواف :: توّك تشوفه ؟؟؟ من زمان وهالولد على هالحال ... من يوم رجعنا عقب إجازة عيد الأضحى وهو هذا حاله ... متوتر ومهموم وماله خلق يتكلم مع أي أحد ...
اعتدل عبدالعزيز في جلسته باهتمام :: تصدق لدرجة اني اسأله عن قضية العمارة اللي لها مشكلة مع البلدية ولا عطاني رأي فيها ؟؟ قاعد ساعة أتكلم له عن وضع القضية ووضعنا القانوني وفي النهاية تنهد وقال لي تفاهم مع مشاري والا شف اللي يصلح وعدله ...
تنهد نواف :: قلت لك وضعه مو عاجبني ؟؟ ومادري وشلون بتزوج وآخذ إجازة واتركه على هالوضع ؟؟
ابتسم عبدالعزيز :: تزوج انت ولاتهتم ؟؟ يعني انا وين رحت ؟؟
ضحك نواف :: يعني على بالك بأجل زواجي اللي ماصدقت خبر يصير ... (( ورجع لجديته )) لكن صدق عزيز كلمه حاول تفهم منه وش السالفة ؟؟ يمكن يقول لك شي ما يقوله لي ؟؟
تنهد عزيز بتفكير :: وانت الصادق عبدالله ولد عمته هو اللي بيجيب قراره ...
رفع نواف حاجبه بشك :: يا خوفي ان بيت عمته هم اللي لهم يد في موضوعه ...
سكت عبدالعزيز شوي ورجع يقول بتنكيت :: هذا وهو عنده بيتين ومآخذ عروسين هذا حاله ؟؟ اجل حنا اللي مابعد تزوجنا وش المفروض يكون حالنا ؟؟
ضحك نواف :: والظاهر ان هذا بيكون واحد من الأسباب اللي مخليه خويك يصير بهالوضع والحال ...
تفاجاؤا الإثنين وسكتوا عن الكلام لما شافوه داخل عليهم المكتب باقتحام وكأنه داخل غرفته الخاصة او بيته ... ومشى متوجه لمكتب زياد من دون حتى لا يطالع في نواف أو يطلب الإذن ...
ومن شافه نواف وعرف ملامحه الكريهة اشتعل الدم في عروقه مرة ثانية وحس بقلبه يضخ جمر بدل الدم ... وقفه بصوت عالي :: أنت يا اخ وين داخل ؟؟ وكالة من غير بواب هي ؟؟
وقف مؤيد في نص طريقه ولف لمصدر الصوت وعلى وجهه نفس الإبتسامة الوسخة الكريهة :: أووووووووه اشوف الشلة كلها مجتمعة هنا ؟؟؟ (( ورجعت ملامحه تتجهم ))
وقف نواف في وجهه بعد ماطلع من مكتبه :: وين رايح ؟؟ يعني تعتقد انك بتدخل من دون لاتآخذ الإذن ؟؟
رفع مؤيد حاجبه بازدراء وعدل طرف شماغه :: أنا ما أحتاج آخذ إذن منك ...
وتوه بيمشي لكن وقفه نواف لما مسكه مع يده ... والتفت له مؤيد :: شل يدك ... لأني ما أضمن لك هالمرة وش راح تكون ردة فعلي ؟؟
ابتسم نواف باستهزاء :: بتخوفني يعني ؟؟
طالعه مؤيد من فوق لتحت وبعدها ابتسم بخبث :: ما أظنك نسيت خصم الراتب وفصل أسبوع لأنك سويت اللي سويته ... وترى هالشي صار بعد واسطة مني انهم ما يفصلونك .. يعني رحمتك يا حرام شاب مجتهد ويرعى أهله وجماعته كلهم ... يستاهل تكون له وظيفة ...
وسحب يده من قبضة نواف اللي كان يطالع في مؤيد بكره وغيرة ووده لو فعلا هالمرة يهجم عليه وينهش لحمه ...
كمل مؤيد وهو يبتسم :: وهالمرة بعد زاد عليك حمل المصاريف ... خصوصا انك بتفتح بيت ..
ضحك ضحكة استهزاء ومشى ... اما نواف فكان مخدر في مكانه ولا قدر يتحرك او يهمس بحرف ؟؟؟
هالموضوع بالذات ينرفزه ويخلي كل موازينه تنقلب فوق تحت ... ما قدر يرد على مؤيد مو ضعف منه ولكن اللي في قلبه كان أكبر من انه يواجه مؤيد ... وخصوصا انه مقرر يتجاهل هالموضوع نهائيا علشان ما يعكر عليه حياته الجايه ... وهو شاف وذاق عواقب هالموضوع وكيف بيكون وقعه على عبير ...
انتبه لعبدالعزيز اللي حط يده على كتفه :: ماعليك منه ... هذا واحد وسخ
حاول نواف يفك العصبية اللي عقدت لسانه :: الله يهديه ...
مد عبدالعزيز ملف لنواف :: خذ هذا ملف القضية .. صوره وحط النسخة عندك ... وإذا شفت زياد مروق وممكن يقرأه لا تتأخر وعطه اياه أو أرسله لمشاري يطلع عليه ... وأي شي يلاحظونه عليه او يقترحونه يتصلون علي وأنا بشوف الثغرات القانونية وموقفنا وبتعامل معه ... زين ؟؟
هز نواف راسه وهو يستلم الملف من يد عبدالعزيز ومشى لمكتبه ...
صرخ له عبدالعزيز :: صوره يا أخي مو تدسه في مكتبك .. عطني الأصل وخذ الصورة ..
ضحك نواف وراح للآلة التصوير بيصور اللي في يده وتبعه عزيز وهو يعلق ...
وتوهم يشغلون آلة التصوير ويبدون ... إلا وسمعوا صوت صراخ من مكتب زياد ... والصوت واضح انه لزياد بعينه ...
وفجأة انفتح باب مكتبه ووقف عنده زياد وهو كتلة نار تشتعل من الغضب وتنفسه مسموع من القهر ... :: اطلع يا وقح يا خسيس ولا عاد اشوفك معتب باب المكتب ... هالشركة هذي وهالمكتب بالتحديد يتعذرونك ..
لمحوا مؤيد واقف قريب من زياد ونظرات الغضب واضحه في عيونه ... مشى بخطوات حديدية هزت المكان ولما وقف مواجه لزياد رفع اصبعه في وجهه :: بتندم ؟؟؟ صدقني بتذوق المر على اللي شفته منك ؟؟؟ وحط المواقف اللي جمعتنا في بالك زين ولا تنسى اسمي في حياتك كلها ابدا ..
ترك زياد مقبض الباب وصلب طوله في وجه مؤيد وبان الفرق بين الإثنين :: اعلى ما في خيلك اركبه ... وصدقني ببلغ عنك مرة ومليون وثلاث ... وطول ما انت واحد خسيس فانا ببلغ عنك ..
طالعه مؤيد من فوق لتحت بنظرة غضب وتحدي ... ومشى تاركه وراء ظهره .. وانتبه لوقوف عبدالعزيز ونواف في وسط مكتب السكرتارية وعيونهم المركزة على باب المكتب ... سفههم وسفه نظراتهم وطلع من المكتب للجحيم ...
مشى عبدالعزيز بخطوات سريعة لمكتب زياد وتبعه نواف بعد ما نزل الأوراق من يده ...
دخلوا عليه وحصلوه جالس على الكنب في وسط المكتب وراسه بين يديه ... والتعب واضح في جلسته وشكله ..
تقدم له عزيز بقلق :: زيــــ ـ ـ ـاد
قاطعه زياد لما وقف بغضب :: ما فيني شي عبدالعزيز .. واللي شفتوه ترى ماصار ولاحصل ...
وهالمؤيد لو شفتوه واقف عند باب الشركة يعني بس واقف اتصلوا على الشرطة وبلغوهم ...
ومشى من دون لايطالع في ولا واحد منهم أخذ مفاتيحه وجواله من على المكتب وترك الإثنين وراه محتارين ومايدرون وش اللي صار بينهم ؟؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------
وصلت هي وندى لبيتها بعد ماكانوا يلفون السوق لأن الأخيرة تجهز لوصول البيبي... اللي بيكون اول حفيد لعائلة ابو مشاري ... وما يحتاج أقول لكم وش راح تكون مكانته عند الجميع .. وخصوصا انه ولد بكرهم وأول فرحتهم ...
وقفوا الثنتين عند البيت وتفاجأت سحر لما شافت سيارة زياد واقفة عند الباب ؟؟؟ يعني مو عادته يطلع من الشركة وقت المغرب ؟؟؟ اللي تعرفه انه يستغل كل دقيقة وثانية علشان يكون برا البيت .. أو بالأحرى بعيد عنها ...
ابتسمت بألم من جاء في بالها هالكلام والتفتت لندى :: بتنزلين معي والا بتروحين لبيتك ؟؟
ابتسمت لها ندى وعينها على الشارع :: الظاهر بنزل أسلم على زياد وعقب أروح ... (( والتفتت لها )) مو هذي سيارته ؟؟؟
هزت سحر راسها وهي تنزل :: إلا هي .. حياك ادخلي ..
نزلوا من السيارة ودخلوا داخل البيت ... وتوجهوا للصالة لكنهم ماحصلوه موجود ... أما ندى فماقدرت تقاوم لذة الأريكة اللي قدامها وعلى طول تمددت عليها :: روحي شوفيه لو هو فوق علشان ينزل أسلم عليه ...
ابتسمت سحر :: والله عجزتي وصرتي ماعاد تقوين تطلعين الدرج ؟؟
تنهدت ندى ويدها على بطنها :: خلي الأستاذ يشرف ويريحني من همه وشقاه ...
ضحكت سحر ونزلت الطرحة على كتوفها ومشت طالعة الدرج بتشوف زياد وين فيه ؟؟ ووش اللي خلاه يرجع بدري ؟؟ وبيني وبينكم قلبها كان قلقان عليه لايكون فيه شي والا تعبان ...
مباشرة توجهت لجناحهم وفتحت الباب بهدوء وحصلته متمدد على السرير ويديه معقودة على صدره وراسه مرفوع لفوق وعيونه مغمضة ؟؟؟ عقدت حواجبها من الخوف وتركت مقبض الباب وتوجهت له :: زيـــــــــــــــاد ؟؟؟
وما رد عليها واكتفى بالصمت .. ولا حتى بدل وضعيته ...
بلعت ريقها : زياد نايم ؟؟
فتح عيونه عليها وكانت تصطلي بنار جهنم من الإحمرار والغضب وأشياء ثانية تلعب في صدره وموترته :: وش تبين ؟؟
خافت سحر من نبرة صوته لكنها مضطرة تبلغه بوجود ندى :: ما ابي شي بس ندى اختك تحت تبي تسلم عليك ..
اطال النظر في عيونها وبصوت معصب واسنان مصرورة رد :: ما ابي اشوف احد الحين ..
سكتت سحر وهي تشوفه رجع يغمض عيونه :: زياد وش فيك ؟؟ وش صاير لك الحين اقول لك ندى متعنية تحـ ـ ـ
فتح عينه على آخرها وصرخ بعالي صوته الرجولي المخيف :: ســــــــحر ترى آخر كا ئن بشري أبي اسمع صوته في هاللحظة هو انتي ؟؟؟ وآخر ناس اتمنى افتح عيوني واشوفهم هم انتي ؟؟ فلو سمحتي اطلعي وسكري الباب وراك لأن نفسيتي ماتسمح لي اتكلم مع احد او اشوف احد ..
اقشعر جسمها من كلامه ؟؟؟ وحست بالدنيا تدور فيها من أسلوبه ؟؟؟ كل شي مستعدة تتحمله إلا الإهانة ؟؟؟ كيف يتجرأ ويقول في وجهها أنها شخص غير مرغوب في تواجده أبدا ...
ماقدرت تتحمل أكثر وطلعت من عنده وسكرت وراها الباب بهدوء في محاولة منها انها تمسك اعصابها لا تنهار قدام ندى أو يصير لها شي ...
حاولت تمسك دموعها ونزلت درجات السلم بهدوء وشافت ندى في الصالة تطالع التلفزيون ... راحت لها ووقفت على راسها .. ورفعت ندى عينها لها تطالعها مستغربة وقفتها بهالشكل :: وش عندك صايرة بدي قارد ؟؟
سكتت سحر شوي وقالت :: يالله نروح للبيت ؟؟
عقدت ندى حواجبها :: وين زياد ؟؟؟
ماقدرت سحر تمسك دمعتها ونزلت على خدها اليمين ..
خافت ندى وهبت واقفة :: وش فيه أخوي يا سحر ؟؟
مسحت دمعتها بسرعة من شافت الرعب في عيون بنت عمها :: ما فيه الا العافية لكنه ما يبي يشوفنا ؟؟
رفعت ندى حواجبها منصدمة :: وليش ان شاء الله متوحم علينا ؟؟
ومشت بتطلع الدرج :: خليني اطلع له اوريك فيه ؟؟
لحقتها سحر ومسكتها :: لا لاتروحين ؟؟ تراه معصب ومتنرفز وماله نفس يتكلم ... اخاف يغلط عليك ...............!؟!
طالعتها ندى بقلق :: سحر وش قال لك ؟؟
حاولت سحر تبتسم لكن عبرتها واضحة في تقوس فمها :: ولا شي ..
مسكتها ندى مع كتفها وبنبرة استفهام :: سحر ؟؟
هنا وصاحت سحر من الألم اللي سببه لها كلام زياد :: ما يبيني ولا يرغب في وجودي بحياته ..
وغطت وجهها بيديها ...
تنفست ندى بعمق وحاولت تبعد يديها عن وجهها :: سحر اذكري الله .. يمكن انه مضغوط في الشغل ومو عارف وش قاعد يقول ؟؟ صدقيني كلها دقائق وتشوفينه متندم على اللي قاله هذا زياد وانا اعرفه ؟؟
تنهدت سحر ولازالت تصيح :: لا يا ندى زياد مو اللي انتي تعرفينه ؟؟ وبعدين هذي مو اول مرة يقول مثل هالكلام لي وانا متحملته ؟؟ ندى حتى موعدي اللي من يومين كانوا على وشك ينوموني في المستشفى بسبب الإضطراب في ضربات القلب ... لكني رفضت والحين موعدي بعد يومين علشان يتأكدون من عدم استمرار الحالة .. واخوك ولاداري عني ولا حاس فيني ؟؟ حتى موعدي ما سألني عنه ولا كلف نفسه يروح معي ؟؟؟ والحين بعد جاي يزود علي بهالكلام السم ؟؟؟
ما قدرت ندى تطالع في سحر وتسكت .. تقدمت منها وحضنتها وهي تحس انها مسؤولة عن المهزلة اللي قاعده تصير ... ولو صار شي لزياد او سحر او حتى عذا فبتتهم نفسها مباشرة وساعتها ماراح تلقى احد يشفع لها عند روحها ولا عند غيرها ؟؟
ومشت معها طالعين من البيت ... والله اعلم وش راح يكون بعد هاللي صار ؟؟
.
.
.
.
فز من نومه وجبينه يتصبب عرق .. كابوس فظيع شافه في منامه ..
نفث على يمينه وتعوذ من الشيطان ورفع جواله من على الكومدينو يشوف كم الساعة ...
انصدم لما شافها 12 بالليل ؟؟ يعني ماصلى العشاء ... ووقتها على وشك ينتهي ؟؟
قام بسرعة من على السرير وراح لدورة المياه غسل وتوضأ وطلع يصلي ... واول ما سلم منتهي من الصلاة .. رفع يديه يشكي حاله لربي ويدعيه ..
عقبها تنهد وقام وهو حاس بضيقة في صدره وشي كاتم على قلبه ومخلي التنفس عنده صعب ...
فتح باب الجناح ومشى نازل تحت ... يحس بنفسه جوعان لكن مو مشتهي يآكل .. فيه شي ساد نفسه عن الأكل والشرب وحتى انه يستمتع بحياته كـ شاب ...
توقع انه يلقى سحر في الصالة تحت .. لكنه لما شاف البيت هدوء استغرب وين بتكون هالوقت ؟؟
وسرعان مارجعت له الذاكرة وتذكر اللي صار بينهم اليوم ؟؟؟ وهو وش قال وهي وش سوت ؟؟
تنهد بعمق ورمى بكتلة جسمه على الكنب وهو يمسح على شعره ؟؟؟ التفت على التليفون وكأن نفسه تدعوه يتصل عليها ؟؟؟ لكنه سرعان ماتراجع عن قراره و صد بوجهه للجهة الثانية ؟؟ خلاص يكفي ضغط ؟؟ يبي يتصرف بحرية ... يبي يريح نفسه ولو مرة وحده ويتصرف بالشي اللي هو يبيه ويرتاح له... ولو بحث في هاللحظة في أعماق نفسه كان بيحصل انه مشتاق يتصل على عذا اكثر من سحر ؟؟؟ لكن هالشي صعب ومايقدر عليه ...
لكنه يقدر على شي ثاني ...!!
يقدر انه يروح للمكان اللي جمعه معها ... وعاش فيه أحلى لحظات عمره ...
يقدر انه يروح يسترجع ذكرياته ويروي ضماه بسبب فراق الغالية ...
يقدر انه ينام هناك ... على الأقل يلقى ريحتها في الفراش وفي أركان البيت والغرفة .. ويسمع ضحكتها ترن في أذنه ...
وعلى هالقرار ... قام من مكانه ...
وبملابس البيت ومن دون اهتمام مشى طالع لبيته القديم ... اللي اشتراه هو علشان يكون بيته هو وعذا وبس ... وطلع ...................!!
----------------------------------------------------------------------------------------
ابو عبدالله في هالوقت كان في مكتبه الشخصي يقرأ من كتبه اللي تعود يطلع عليها قبل لاينام ... بينما البقية ملتمين في الصالة ويطالعون التلفزيون ...
وام عبدالله بسلطتها القوية فارضة عليهم يشغلون مسرحية قديمة ... وكلما ابدوا تذمرهم وطلبوا منها تغيرها ... قالت لهم لا ... هالمسرحية تذكرني بأول أيام زواجي ...
وهم يسكتون ... ويرضخون للأمر الواقع ...
وفي النهاية انسجموا معها وتحمسوا ...
التفتت ام عبدالله على ريم :: عبد الله ماقال لك متى بيجون ؟؟
هزت ريم راسها :: لا ما قال شي ... بس أكيد ماراح يطولون أكثر من كذا ...
هزت ام عبدالله راسها ووجهت نظرها لعذا اللي جالسة معها على الكنب وتطالع التلفزيون :: وانت عذا ماجاك النوم ؟؟
التفتت سارة لأمها بنص عين :: وش معنى عذا بس اللي تنسأل ؟؟؟ وانا يعني جماد ما أحس ولا أغار لأنك تهتمين فيها هاليومين ؟؟
ضحكت ريم :: خلاص أجل سقطي علشان يهتمون فيك انت بعد ..
شهقت ام عبدالله بخوف حقيقي :: بسم الله عليها ...
استحت ريم من كلمتها وطالعتها سارة بنظرة غريبة :: تتمنين يصير لي هالشي انت ؟؟ لكن دا بعدك يا عنيا .. انا قطو بسبعة أرواح ...
ابتسمت عذا :: الظاهر في المقطع الأخير بتنظلين نفسك ...
ضحكت ام عبدالله .. وسمعوا لحظتها صوت عبدالله وأسامة داخلين البيت ...
أول ماحسوا انهم قريبين .. قامت ريم بتدور على جلالها تتغطى علشان لو بيدخل سام ...
لكن عبدالله دخل قبل وقال لها انه ماراح يدخل أسامة ... وابتسمت هي ورجعت تجلس مكانها ..
هذا هو وضعها من رجعوا من السفر وسكنت مع اهل زوجها ... طول وقتها بجلالها ولازم تآخذ الحيطة والحذر من دخلات أسامة المفاجأة ... ساعات تحس بنفسها متضايقة من عدم وجود الإستقلالية اللي كانت تحلم فيها ... وساعات تحس نفسها مبسوطة مع جمعتهم ويا بعض وسوالفهم وهبالهم ... وفكرة انهم ينتقلون في بيت بروحهم مستحيل تكلم عبدالله عنها ... على الأقل في الوقت الحالي ... لأنه أكيد بيرفض وبيقول أجلي الموضوع ...
دخل عبدالله ونزل لأمه يحب راسها بعد ما ألقى السلام على كل الموجودين ...
ومباشرة لف يجلس جنب امه وعينه راحت لريم بنظرات حب حلوة فيها رسالة شوق لها ... لكن لسانه ما قدر يبوح بها لها قدام اهله ... لأن طبعه خجول .. وما يقدر يسوي هالشي .. على العكس من سام اللي ما أظن انه بيتخاذل ...
ابتسمت ام عبدالله :: أجل أسامة راح ينام ؟؟
هز عبدالله راسه وهو يلعب في اصابعها :: طلع لغرفته يقول عنده أشغال بيخلصها للجامعة ..
رفعت سارة حاجبها :: بكرة الدي أوف حقه ؟؟ وما أظن ان اخوي بهالشطارة علشان يجهز امور يوم السبت ؟؟
ضحك عبدالله :: وانت حافظة جدوله ؟؟
لعبت بحواجبها :: افا عليك كل اربعاء الصبح أدخل عليه قبل لاأروح للمدرسة أعطيه كم عين حارة وكم دعوة جهنمية ان الكوابيس تحاصره وما تخليه يتهنى في نومه وبعدين اروح للمدرسة ..
ابتسمت عذا :: ويطاوعك قلبك لو صار له شي من دعواتك ؟؟
لوت سارة بوزها وردت عنها أمها :: ما بيندم غيرها وما بيفتقده الا هي .. بس الواحد ما يحس بالنعمة الا اذا راحت ...
شهقت سارة :: يمه بسم الله عليه لاتفاولين ..
طارت عيون ام عبدالله :: الحين انا قايلة شي ؟؟
ضحكوا كلهم عليها ...
وطاحت عين عذا لاشعوريا على عبدالله اخوها وهو يبتسم لريم .. والظاهر انه يقول لها شي ؟؟
ابتسمت بينها وبين نفسها .. وحست ان الغصة رجعت لها مرة ثانية والكآبة خيمت قدام عيونها وصارت ما تبي تشوف الا زياد وبس ...
انتبهت لعبدالله يكلم امها :: وتراه كان مقرر هالخميس لكني اعتذرت منه .. وقلت له إلى ان تصح اختي عذا شوي وتسترد عافيتها علشان تحضر معنا هالحفلة ...
ابتسمت ام عبدالله :: اخاف لاتضغط عليه ياعبدالله ..
تنهد :: اعتذرت منه وماقبل اعتذاري ..
ابتسمت عذا :: من هذا ؟؟
التفتت لها ريم بحاجب مرفوع بغرور :: أبوي ...!!
انتبهت ريم لسارة اللي طاحت عينها عليها وهي تكلم عذا من دون نفس وحاولت تتجاهل الموضوع ..
والتفتت سارة لعذا اختها :: ابو ريم عازم عبدالله بمناسبة تخرجه وهو أجلها ..
لفت عذا لعبدالله :: عبدالله لا تتفشل معه .. ترى عادي انا مو ضروري أحضر ..
هز عبدالله راسه بالنفي وقاطعها ::لا لا لا .. يكفي انكم ما حضرتوا حفلي اللي في ألمانيا بعد ما تبون تحضرونه هنا ؟؟ أنا ابغى الكل يحتفل معي .. الللي اعرفه واللي ما اعرفه ..
ام عبدالله :: طيب وهو وافق والا ؟؟
ابتسم عبدالله :: يقول اللي يريحك ...
ابتسمت عذا :: ما يقصر ابو ريم (( والتفتت لريم تبتسم لها بحب وبراءة ))
التفتت لها ريم وبنبرة كبر :: أكيد ماراح يقصر ... حبيبتي هذا زوج بنته ومتخرج من أكبر جامعة في كندا ؟؟ ماتبينه يحتفل فيه ؟؟ ولاحظي اني بنته الأخيرة ... يعني آخر العنقود ومن حقي تكون مكانتي غير .. ومكانة عبدالله بعد غير .. والعزيمة بعد لازم تكون غير .. انا ريم بنت سعود مو أي أحد ...!!
تفاجأت عذا من الرد لكنها حاولت تبتسم :: الله يخليه لكم ..
تنفست ريم بعمق :: آميـــن ... ويطول بعمره ..
حاولت عذا تبعثر نظراتها ... كان ودها تصيح لكن تحس ان دموعها هالوقت مالها داعي ...
حست في لحظة ان الحزن اللي جاها من كلام ريم مو من الكلام نفسه .. ولكن من متاعب نفسية هي أصلا قاعده تمر فيها ...
لا من فقدانها للطفل اللي ياما حلمت فيه ..
ولا من شوقها لزياد وحياتها معه ...
طاحت عينها على عبدالله وشافت نظراته هالمرة لريم مختلفة .. وكأنها تلومها او تعاتبها ...
ماحبت هالشي وحست بانها متضايقة أكثر هالمرة ..
ما تبي تخسّر عبدالله أكثر من اللي خسره ...
يكفي ان علاقته مع زياد توترت والسبب هي ...
بعد ما تبي علاقته مع شريكة حياته تتوتر بسببها ؟؟؟
انتبهت لريم وهي توقف وتستأذن من الجميع انها بتطلع تنام ...
وبعدها بدقائق استأذن منهم عبدالله هو الثاني علشان يروح ينام لأن بكرة عنده دوام ....
سكت الجميع وما حبوا يعلقون على اللي صار ...
طبعا اقصد بهالكلام عذا وامها ...
لكن سارة انتم عارفينها ... ودها لو انها راده ومصرخة بعد ...
لكنها سكتت احتراما لأخوها وامها اللي جالسين ...
التفتت أم عبدالله لسارة :: سارونة روحي نادي سام لو كان يبي يجلس معنا..
ردت سارة من دون نفس :: لو يبي يجلس معنا كان نزل من زمان ...
تنهدت ام عبدالله وعينها مركزة على سارة اللي تطالعها ..
لوت سارة بوزها :: طيب لاتطالعيني بهالشكل .. بروح الحين ..
وقامت بتطلع فوق لكنها التفتت لأمها :: ترى لو صار نايم بقتص منك ؟؟
حاولت امها ترميها بالخددية الصغيرة لكنها احتمت بيديها :: خلاص أمزح معك ... ياربي منك ما يمزح معك أحد ....
ضحكت عذا عليهم وتنهدت سارة وهي تتحرطم :: هذا انتم .. مسويني شغالة البيت ... يا حرام واللـ ـ ـ
وما كملت كلامها لأن اسامة دخل وعلى طول سارة بتسوي فيه موقف :: لحظة لحظة .. ريم فيه
طالعها بحاجب مرفوع :: عادي واذا صارت فيه ؟؟ هي مرت اخوي وانا مستحيل انظر لها بشي أكثر من كذا ...
طالعته سارة بحقد :: أشوفك تحررت وافكارك صارت خربوطة ؟؟
دفها من كتفها :: طيب ابعدي عن طريقي امشي ..
وراح لأمه حبها على راسها وانسدح جنبها :: سويرة روحي شوفي لي إن كان فيه ببسي في الثلاجة ..
تخصرت له سارة :: شايفني سوداء وأقول أتشا بابا ؟؟؟
ضحكوا كلهم وقال سام :: لا والله شايفك سويرة ام لسانين ..
سفهته ومن القهر رجعت وجلست :: لو تبي شي قم انت بنفسك وخذه .. انا ما اشتغل عند احد ...
قاطعتهم ام عبدالله :: الا تعال ؟؟ وشلون تدخل كذا وبس ؟؟ افرض لو ريم كانت فيه ؟؟
ضحك سام :: لا تخافين ما تحررت افكاري .. بس لأني سامعهم يطلعون الدور الثاني .. فعرفت انها ماعاد صارت تحت ..
نطت عذا في الخط :: كان يهاوشها عبدالله ؟
رفع حاجبه في استهزاء :: الحين عبدالله يهاوش ريم ؟؟؟ انسي
وهز راسه بأسى ..
وضربته امه وهي تبتسم بشكل مخفي ..
رجعوا يطالعون التلفزيون وسام وسارة مو مخلين امهم في حالها ...
ولا حتى عذا سلمت من شرهم ...
يا اما يتضاربون والا يعلقون والا يرفعون اصواتهم وبعدين يسمعون ابوهم ينادي عليهم بهواش علشان يسكتون ؟؟؟
يعني حالتهم مستعصية ..
انتبهت لجوالها يهز جنبها ...
واول ماطاحت عينها على الأسم ..
تفاجأت ... ماتوقعت في لحظة ان افكارها تتمثل على أرض الواقع واللي تفكر فيه صار ...
معقولة هذا رقم بيتها ؟؟
معقولة ان زياد هو اللي يتصل منه ؟؟؟
يعني هو واياها في بيتي ؟؟؟
في غرفتي ؟؟؟
بلعت غصتها وعينها على الجوال لحد ما انتهت رناته ...
رحمها ربي ان الجوال كان سايلنت ومحد سمعه ولا شافه غيرها ..
التفتت لأهلها والدموع مغطية عيونها بتشوف وش ردة فعلهم وكأنها تحس انهم عرفوا بالجريمة اللي سواها زياد باتصاله عليها من بيتها ..
لكنها شافتهم لاهين عنها بالتلفزيون ومحد اصلا يطالعها ...
رن الجوال مرة ثانية .. وفي هاللحظة من دون شعور التقطته وردت عليه بدون تفكير ...
دقيقة صمت مروا فيها الإثنين ...
لا هو تكلم ... ولا هي بدت بالكلام ...
وبعد هالدقيقة أخيرا ... فتح فمه بكلمة وحده بس :: عـــــــــــــذا ...؟!
غمضت عيونها من وصل صوته لمسامعها ... حست ان قلبها انتفض بين ضلوعها ...
وحست ان دمها يغلي في عروقها منه ...
كل المشاعر البغيضة والمتناقضة رجعت لها ...
مشتاقة له وفي نفس الوقت ماتبي تسمع صوته لأنه يذكرها بخيانته ...
مشتاقة تشوفه وفي نفس الوقت ممتنعة انها تطلع له .. لأنها تخاف تقرأ في عيونه الكذب والتزييف ...
حاولت تستجمع قوتها وترد عليه ... لكن صوت الضحكات اللي اطلقوه اخوانها خلاها تسكت ..
ما عرفت وشلون ترد وهو كيف بيسمعها ...
لكن زياد هالمرة ماسكت ورجع يقول :: أنا عارفك عذا وعارف ان هذا انتي ؟؟ صوت دقات قلبك اميزها من بين الملايين .. وطريقة تنفسك اعرفها وأنا الخبير فيها ...
ماقدرت عذا تتحمل او تسكت ،، صلبت طولها وطلعت من الغرفة ...
وراحت بخطوات سريعة واندست تحت الدرج ... يمكن ساعتها ماكانت تبي احد يسمعها لأنها تحس بروحها مجرمة لأنها ردت على واحد مثل زياد ...
أو بالأصح ماكانت تبي سارة تدري عنها .. لأن عذا نفسها طلبت من سارونة انها تعلمها كيف تصير قوية وتتخذ موقف من زياد ...
وعموما هي اصلا متخذه الموقف ومنتهية لكنها كانت تحتاج احد يدعمها ...!
وبصوت مبحوح هادئ ردت عليه :: ليش متصل ..؟؟
ما اقدر اقول لكم وش كانت مشاعر زياد من سمع صوتها ...
لكن عارفين النار لما نرش عليها مويه ؟؟ كيف تبرد ؟؟
او عارفين الجرح لما نحط عليه مرهم كيف يسكن ؟؟
هذا هو كان وضع زياد ؟؟
ابتسم من قلبه لما سمع صوتها :: اتصلت لأني مشتاق.. و
قاطعته وهي تصيح :: كــــــذاب ... كيف بتشتاق لي وهي معك ؟؟؟ كيف بتشتاق لي وانت معها كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ؟؟
قاطعها بصوت عالي مبحوح :: أنا لو كنت في نهاية العالم بشتاق لك .. ومحد يغنيني عنك ؟؟ عذا افهميني .. افهمي مشاعر زياد ولاتعذبينه الله يخليك
صاحت عذا :: انت اللي ارحمني وافهمني وانسى اني كنت زوجتك ؟؟
كمل من دون مايسمع كلامها :: عذا انا مستعد تعاقبيني بأي شي ... لاتكلميني لا تسولفين معي .. كل يوم قولي عني خاين وكذاب لكن ارجعي لي ... تعالي معي وعيشي معي يا عذا لأني ما اقدر على فراقك ... انا ضعيف عند هالموقف ومااقدر اتحمله ...
سكت شوي وسكتت عذا معه لكنه يسمع صوت شهقاتها ...
تنهد وهو يمسح على شعره ويذرع الغرفة روحه وجيه :: عذا تسمعيني ؟؟
وما سمع منها رد الا صوت الشهقات ..
كمل بصوت واطي هامس :: أنا حياتي ولا شي من دونك .. ضايع ومكتأب وما فيه شي يسليني ؟؟ تخيلي رجعتي اليوم لبيتنا وجلستي في غرفتنا وشوفتي لألبومات الصور هي الشي الوحيد اللي خلاني أقدر أرتاح واتطمن ... عذا سامحيني ... وانا مستعد ابيع الدنيا علشانك ..!؟
قاطعته وهي تصيح لكن بصوت واطي :: انت اللي افهمني ... خلاص لاتعذب نفسك ولا تعذبني معك ... انا وانت مانصلح نجتمع مرة ثانية لأني ماعاد اثق فيك ومالك مكانة في قلبي ... انتهى اللي بيننا فلاتحرق اعصابي واعصابك ... انت عندك بنت عمك وانا لي الله
صرخ عليها :: بنت عمي ولا شي قدام مكانتك ؟؟؟
ردت بسرعة :: ليه محتفظ فيها ...؟
سكت شوي وهو مو متوقع هالسؤال من عذا ..
وهي الثانية حست ان سؤالها ممكن يغير أشياء كثيرة فرجعت تسأله :: ليه للحين هي زوجتك ؟؟
رد عليها بصوت مكسور :: لأني ما تزوجتها علشان أطلقها ...
انقهرت منه وزاد صياحها :: اجل روح لها ..
وسكرت الخط في وجهه ... وما اكتفت بهالشي لكن قفلت الجوال كله ..
ما تنكر انها من قبل كانت مشتاقة له ..
ما تنكر انها من يومين كانت ندمانة لأنه جاها يوم العيد بيعيد عليها وما رضت تنزل له ... وانه زارهم بعد كذا وبعد ما نزلت له ...
لكن الحين كل شي اختفى وكل شي انتهى ... ليتها تقدر تحقد عليه ؟؟ ليتها تقدر ما تحبه وما تشتاق له ... كان ممكن ترتاح أكثر ... وتصير حياتها أحسن بكثير ..!!
زاد نحيبها وهي تحس بصوته يرن في أذنها وكلمته ما نستها "انا ماتزوجتها علشان اطلقها "
يعني فيه بينهم شي وهي ماكانت تدري عنه ؟؟؟
ياخسارتك يا زياد ويا خسارة الحب اللي عطتك اياه ؟؟؟
وياخسارة الأيام الحلوة اللي قظتها معك ...
حاولت تقوم من مكانها اللي تسمرت فيه وماعاد قدرت تتحرك علشان تطلع لغرفتها وتسكر على نفسها الباب وتصيح ...
تحركت بخطوات بطيئة وطلعت من تحت الدرج ومشت بتروح للدور الثاني ..
لكنها تفاجأت من شافته واقف قدامها وكأس مويه في يده ...
تقوس فمها بالحزن مرة ثانية وكأنها هالأطفال اللي من يشوفون امهم والا ابوهم يصيحون للدلع وبس ...
طالعته بعيون غرقانة دموع وهو تقدم منها :: كنت تكلمينه ؟؟
هزت راسها بالإيجاب وصاحت ...
تقدم منها ابوها وخذها في حضنه وراح يمسح على شعرها :: هدي عمرك وريحي اعصابك لأنك تعبانة ... واللي فيه خير ربي بيقدمه لك ..
وفي وسط شهقاتها :: يبغى بنت عمه ...!
ابتسم ابو عبدالله :: انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد ..
مسكها مع كتوفها وطبع على جبينها قبلة أبويه حانية وقلقة على مصير بنته اللي ماتتحمل شي .. وهو يشوفها تذبل بين يديه وما يقدر يقدم لها شي ...
مسكها ومشى معها بيطلع واياها للدور الثاني .. وهي لازالت تصيح بصمت وألم وعذاب وجرح غائر في قلبها و محد يقدر يضمده له من خيانة أعز الناس على قلبها ...
وش كثر صعب الموقف انك تنام وتصحى وتحصل الشخص اللي كنت تعتقده حياتك كلها .. يبيعك بالرخيص ... ويقول لك مالك مكان في حياتي ؟؟؟
اول ما راحوا يطلعون الدرج . انتبه ابو عبدالله لسام اللي واقف عند مدخل الصالة وعاقد يديه على صدره وفي عيونه نظرة غضب وقهر ...
حاول ابو عبدالله يبتسم ويأشر بعيونه ان كل شي تمام علشان أسامة ما يتضايق ويتهور ويسوي شي لاتحمد عقباه .. خصوصا انه متهور وعند اخواته ممكن يسوي اي شي ...!؟
---------------------------------------------------------------------------------------

فتح عيونه الصبح بتعب وارهاق ...
صداع شديد خطر يفتك بخلايا مخه ...
وبالموت قدر يشيل راسه من فوق المخده ويعتدل في جلسته على السرير ...
في البداية عيونه راحت تدور في الغرفة والأشياء حوله ؟؟ يحس ان فيه شي متغير وان المكان هذا ما يعرفه ...
لكن بعد ثواني ... وبعد ماطاحت عينه على صورته هو اياها يوم زواجهم ... تذكر كل شي ..
وتذكر اللي صار أمس كله ..
وتذكر انها سكرت الخط في وجهه ... وقفلت الجهاز من بعدها وما رضت ترد عليه ...
كسرت قلبه فوق ما هو مكسور ..
حطمت الباقي من الأمل في حياته ...
الآن وفي هاللحظة ... حس زياد أن رجعت عذا له أصبحت شبه مستحيلة لكن هذا لا يعني استسلامه مهما كان ...!
تنفس بعمق ورفع راسه وراح يمسد جبهته بارهاق وتعب ...
وبصعوبة نزل رجوله وقام بكسل لدورة المياه غسل وطالع الساعة وشافها قريب من وقت صلاة الظهر ...
عقبها قرر يروح لبيته ويتجهز للصلاة ...
وقبل لايطلع القى نظرة أخيرة على الغرفة ... وابتسامة ذكرى جميلة انرسمت على محياه ...
شاف ألبومات الصور على السرير فتوجه لها ...
رفعها من مكانها والقى عليها نظرة أخيرة قبل لايرجعها للدرج الخاص فيها ...
وللأسف كان الألبوم اللي في يده هو احلى البوم ذكريات ممكن الواحد يمتلكه ...
كان البوم يوم زواجهم ...!!
شاف فيه عذا تبتسم بحياء وخجل منه ...
شاف حمرة الخدود الطبيعية اللي اكتست وجهها لأنه في هاللقطة هذي كان قريب منها ويتذكر انه كان يسمع دقات قلبها ولا ينسى انه ابتسم لها وغمز لها وقال "" هدي نفسك ،، انا زياد مو دراكولا "" ...
غمض عيونه بتعب وارهاق .... حس انه يعذب نفسه باللي قاعد يسويه ...
رجع كل شي لمكانه ... وابتسم بحب وكأنه يودع عذا في هالغرفة وطلع وسكر الباب وراه ...
وطلع من البيت كله ... وقفل البوابة الخارجية ...
وكله امل ان اليوم اللي يجتمع فيه هو وعذا يجي ... وبأسرع وقت ...
ركب سيارته وانطلق إلى شي ما يدري وش يكون ؟؟؟
.
.
.
.
أما هي ... فمعتكفة في غرفتها من أمس ...
مالها خلق تكلم احد او تشوف احد ...
رد زياد فاجأها ؟؟ كيف يقول لها انه مستعد يبيع الدنيا علشانها وبعدين يستثني بنت عمه ويقول انه ماتزوجها علشان يطلقها ؟؟؟
وش هالتناقض اللي يعيش فيه زياد ؟؟
وش هالألم اللي يسببه لها وهو ما يدري ؟؟؟
غمضت عيونها وهي تتذكر كل يوم وكل لحظة في حياتها مع زياد ؟؟؟
شافت انها من أروع ما يكون ؟؟؟
شافت زياد احلى وأرق زوج ممكن الوحدة تحصل عليه ؟؟؟
رجعت لها العبرة مرة ثانية وتقوس فمها حزن وتعب لما تذكرت ان هالزوج صار لوحده غيرها ؟؟
وحده غيرها تصبح وتمسي وهي تشوف ابتسامة زياد وتسمع صوته وسوالفه ؟؟؟
تذكرت حركاته لما يجي يصحيها من النوم ... وهنا زادت العبرة ونزلت الدموع اكثر وأكثر ...
لأنها تخيلت المشهد وهو يصحي سحر بدل عنها؟؟؟
فتحت عيونها بسرعة ومسحت دموعها وهي تحاول تقوي قلبها وتنسى كل شي ...
لو سمحت لنفسها تسترسل في هالأفكار والخيالات ... يعني بتموت قبل يومها ...
او ممكن تجيها حالة نفسية عنيفة ....
قامت لدورة المياه غسلت وجهها عسى المويه تزيل آثار التعب والهموم ...
وبعدها طلعت وفتحت باب غرفتها وطلعت نازلة ... تبي تعيش مع اهلها عساهم ينسونها التفكير اللي هي مقوقعة نفسها في وسطه ...
نزلت وشافت ما في الصالة غير ريم .. سارة ما بعد رجعت من المدرسة وامها اكيد في المطبخ ...!
ابتسمت وهي تدخل الغرفة بهدوء وبطء على عادتها وجلست على الكنب من دون ما تتكلم ...
لمحت أرنب نايم جنبها فشالته وراحت تمسح عليه ...
قالت ريم وهي تقلب في القنوات :: السلام لله ...!!
ابتسمت عذا متفشلة :: نسيت ... السلام عليكم ...
التفتت لها ريم :: وعليكم السلام ... (( عقدت حاجبها بمغزى )) وش فيك ؟؟
ارتبكت عذا وبلعت ريقها :: وش فيني ؟؟
ابتسمت ريم بخبث :: يعني بتقولين لي انك ما كنت تصيحين ؟؟؟
لفت عذا بوجهها وراحت تمسح على اللي في يدها متجاهلة كلام مرت اخوها ...
لكن هيهات ريم تسكت عنها :: على زياد بعد ؟؟؟
التفتت لها عذا والغصة رجعت لها من جديد .... لكنها ما ردت وبسرعة بعثرت نظرها عن المكان اللي جالسة فيه ريم ...
تنهدت ريم :: لاحول ولا قوة الا بالله ... يا عذا خلاص انسيه ولا عاد تفكرين فيه ؟؟؟ تراك تعذبين نفسك وتعذبين امك وابوك معك ؟؟؟ واكثر واحد يشتعل غضبه ويتنرفز من يشوفك هو عبدالله وانا انقهر علشانه المسكين ...؟؟ يعني مو معقولة انتي بصراحة ؟؟؟ مو يكفي ان علاقته بزياد ضعفت عقب اللي صار بعد تبين اهلك كلهم يعادونه ؟؟؟ مو على اساس انك رحوم وحبوبة وما تحبين احد يكره احد علشانك ؟؟ وين هالكلام كله ؟؟؟
التفتت لها عذا مصدومة من كلامها :: يعني انتي ممكن تنسين عبدالله في يوم وليلة ؟؟
ابتسمت ريم بتهكم :: بس انا عبدالله ما تزوج علي ؟؟؟ ولا بينه وبين اهلي علاقة ممكن تتأثر ..؟؟ ولا هو يتيم وحالته تكسر الخاطر وفي حاجة عمته وعيالها اللي مثل اخوانه وعزوته في الحياة ؟؟
صرت عذا على اسنانها وهي تحس بشي من الألم والشفقة وتأنيب الضمير ::: وانا زياد ما تزوج علي ... واللي يصير كله من تحت راس بنت خالتك اللي رمت نفسها عليه ،، ؟؟ والا هو في الحقيقة يحبني ويبيني انا ويكون في علمك لازال متمسك فيني لآخر لحظة ...
رفعت حاجبها ريم وهي لازالت تبتسم :: والله ... يعني بتقنعيني انه ما يحب سحر ؟؟؟ ولا يبيها في حياته ؟؟ طيب ليه ما يطلقها ويرجعك ؟؟؟ او تدرين ليه اصلا من البداية تزوجها وتركك ؟؟ ما فكرتي فيها ؟؟يعني انتي بنت عمته وتوك متزوجته يعني ما مداه يمل منك وفوق هذا كنت حامل ؟؟؟؟ واضيفي لمعلوماتك أن زواجه عليك كان على المحك .. يعني كان بيفتح عليه باب مشاكل هو في غنى عنها ؟؟؟ ومع ذلك تزوج ؟؟؟؟؟ والا لأنها مقيولة .. من لقى احبابه ينسى اصحابه ...
وقفت عذا بقهر ونست الأرنب اللي في حضنها وطاح على الأرض طالعت في ريم بنظرات غضب وألم ودموعها مخفية نصف الصورة ...
شهقة خفيفة طلعت منها وبعدها طلعت من الصالة وهي تمشي بخطوات سريعة بتطلع الدرج ...
انتبهت لها سارة اللي دخلت مع الباب ووراها سام اخوها ...
التفتوا يطالعون في بعض مستغربين حركة عذا ...
وراحت سارة بسرعة وراها بتشوف وش فيها ... ولحقها سام هو بعد بيتأكد وش في اخته ؟؟
لما وصلوا لغرفتها حصلوا الباب مفتوح وعذا رامية نفسها على السرير و تصيح بصوت يقطع نياط القلب ...
تنهدت سارة والتفتت لسام وبصوت واطي :: ولد خالك هذا نهايته على يدي ...
ابتسم سام واشر لها علشان تروح لعذا ...
تنفست سارة بعمق ورمت عبايتها على الكرسي وراحت جلست جنب عذا واسامة واقف مكانه ويطالعهم ...
سارة :: عذاي وش فيك ؟؟ ليه تصيحين ؟؟
كانت تصيح بشراهة و ما ردت على أحد ..
التفتت سارة لسام وبعدها رجعت لعذا :: عذا قولي وش فيك ؟؟؟
سكتوا شوي وهم يشوفون عذا تحاول تقوم وتجلس على طرف السرير ... وبعدها مسحت على وجهها ورجعت تضبط شعرها وهي لازالت تصيح وشهقاتها متواصلة ...
تقدمت لها سارة وحطت يدها على يد اختها :: عذا وش صار لك ؟؟ من اللي مضايقك ؟؟
التفتت لها عذا وبصوت يائس :: انا ليه ما اموت وارتاح ؟؟ ليه ما مت يوم كنت اولد ؟؟ (( والتفتت لأسامة )) انت ليه تبرعت لي بدم ؟؟ كان خليتني اموت وارتاح ؟؟ كان خليتني اروح مع ولدي ولا اقابل اهلي ويدرون عن اللي صار لي ولا اشوف مرت اخوي اللي كنا فرحانين فيها ؟؟؟ ليه يا سام ليه ؟؟
غطت وجهها بيديها ورجعت تصيح ...
اما سام فما قدر يتحمل ومشى لها وجلس جنبها وخذها على صدره :: اموت انا ولا اشوفك تموتين قدامي واسكت ...
رفعت عذا عينها له بتوسل :: اسامة طلقوني منه ؟؟؟ ما عاد ابي اعيش معه ؟؟
تنهد سام وهز راسه بصمت ...
و طالعتهم سارة والغصة خانقتها وهي تقريبا عرفت وش اللي مخلي عذا تنهار بهالطريقة ...
قامت من عندهم وبخطوات نارية سريعة وعيون تصطلي بنار جهنم نزلت تحت ودخلت الصالة ...
وشافت امها وريم هم الموجودين ...
التفتت لريم بعد ما اعطت امها نظرة :: انتي وش قلتي لها ؟؟
طالعتها ريم بنظرة بريئة :: من هي ؟؟
رفعت سارة صوتها بغضب :: انتي عارفة انا وش اقصد ولا تراوغين يا ريم ؟؟ تراني عارفتك وعارفة حركاتك وتنغيزاتك ؟؟
رفعت ام عبدالله صوتها في غضب :: ســـــــــــــــارة ...
غمضت سارة عيونها وهي كانها توها تصحى من اللي هي فيه :: ريم تكلمي ؟؟
رفعت ريم حاجبها وهي تحاول تمسك نفسها :: ترى انا مو اصغر عيالك تجين تكلميني بهالأسلوب ؟؟؟ إذا أمك وابوك يسمحون لك بهالتصرفات فأنا غير ...
ضحكت سارة باستهزاء :: أكيد غير عنهم .. لأن امي وابوي أرقى منك واحسن منك مليون مرة ..
طالعتها ريم بنظرة غضب وكملت سارة :: والكلام اللي قلتيه لعذا بتندمين عليه ... وعلى يدي ...
يعني مو يكفينا بنت خالتك ؟؟؟ بعد تجين انتي ؟؟؟
توها ام عبدالله بتتكلم لكن دخل عبدالله عليهم وهو يبتسم بوجهه الطيب المسالم :: السلام عليكم ..
انتبهوا له جميعا وحاولت سارة تخفي غضبها واللي صار من شوي بينها وبين زوجته علشان ما يتضايق هو ...
لكن هيهات يخفون شي مثل هذا عن عبدالله اللي قلبه يحس فيهم قبل عيونه وعقله ... :: وش فيكم ؟؟
ابتسمت امه :: سلامتك حبيبي وش فينا ؟؟
هز كتوفه وهو يمشي بيجلس :: احس انه صاير شي ...
التفتت له سارة :: عذا شوي متضايقة ووترتنا معها (( وحولت نظرها لريم ))
اما ام عبدالله اللي ماكانت تدري عن سالفة عذا :: وش فيها اختك ؟؟
ولازالت سارة تطالع ريم اللي تناظر التلفزيون :: انا علشان كذا نازلة أسألكم يمه ؟؟؟
مشت سارة بعد ماعطتهم ظهرها وطلعت من الغرفة ...
وعقبها لحقتها امها على طول تشوف وش صاير لعذا ؟؟ وش اللي حصل لها وخلا سارة تنزل عليهم ثايرة من الغضب ....

دخلت عليه المجلس مبتسمة ووجهها مشرق من الراحة والفرحة في نفس الوقت ...
يحق لها تعيش هاللحظات الحلوة مادام انها حصلت على واحد مثل نواف ... يحبها ويخاف عليها ويداريها عن النسمة لا تلعب في خصلات شعرها ...
حطت صينية الشاهي على الطاولة بعد ماخلصوا من الغدا وصبت البيالة لنواف ومشت بتمدها له ...
ومثل ماكانت متوقعة ...!! نواف سرحان ومو معها بالمرة ...؟؟
فيه شي شاغل باله وتفكيره لكنها عجزت تتوصل له ؟؟؟
...... :: نواف نحن هنا ...؟؟
انتبه لها اخيرا وابتسم وهو يرفع عيونه يطالعها :: آسف سرحت شوي ...!!
ابتسمت :: شوي بس ؟؟؟ الا قل من وصلت بيتنا وانت سرحان ؟؟؟
طالعها بنظرات حلوة وهو ينزل البيالة :: إذا ما سرحت في بيتكم وعندك ؟؟ من تبيني اسرح فيه؟؟
وضحت نظرات الخجل في عيونها .. ومسكها نواف مع معصمها وخلاها تجلس جنبه ...
مشاعر حلوة تحس فيها عبير لما تعيش هاللحظات مع نواف ...
مشاعر رائعة عمرها ما حست فيها من قبل ...
لما تكون جنبه .. يحسسها بالأمان اللي كانت تفتقده بسبب هيبته وشخصيته الرجولية ...
يحسسها بالمشاعر الحلوة اللي تنخلق بين اثنين ... يكنون لبعض مشاعر راقية وجميله ...
هو يحبها بكل حواسه .. وهي حاسة بهالشي ...
وهي بعد .. تحبه بكل ذرات جسمها ... وما تقدر تتخيل كيف بتكون حياتها لو هي ماكنت زوجته .. وهو ماكان نصيبها ...
انتبه انها اطالت النظر في عيونه و باين انها تفكر في شي حلو .. وهذا استشفه من ابتسامتها المرسومة بحلاوة على وجهها ...
نواف :: اللي مآخذ عقلك يتهنى فيه ...!!
انتبهت له وابتسمت :: آآميـــــــــــــــــــن ..!!
تنهد وهو ينزل البيالة من يده ويحطها على الطاولة اللي جنبه ...
رفعت عبير حاجبها وعينها عليه :: نواف وش فيك ؟؟؟ حاسة انك مو طبيعي ؟؟
التفت لها وهموم الدنيا تحوم في راسه :: وش تبيني اقول لك ؟؟؟ أو من وين تبيني أبدأ ؟؟
خافت عبير من لهجته وتغير نبرة صوته :: نواف عسى ما شر ؟؟
ابتسم لها ابتسامة صفراء :: كل خير يالغالية وما شر إن شاء الله .. لكن هموم بسيطة تراكمت وصار اللي تشوفينه ...!
أوجس قلبها خيفة من كلامه و ارتعدت أطرافها من الإرتباك والقلق لايكون اللي في نواف هو نفسه اللي صار لهم من شهرين :: تكلم نواف ولاتلعب بأعصابي ..
التفت لها هالمرة نواف بعد ماكان منزل راسه والتفكير مآخذ منه مأخذ ... وانتبه للقلق اللي في عيونها والخوف الواضح في تسارع نفسها ودقات قلبها ...
ابتسم لها يهديها :: ترى مو شي شديد .. لكنها مشاكل عمل بس ...
طالعته بعين ضيقة :: يعني ما بتقول لي وش هي ؟؟؟
ابتسم لها هالمرة وعينه في عينها :: وش دعوى ما أقول لك .. لكن ماكان ودي أضايقك ... هذي هي المسألة ...
مسكته مع يده والدمعة شوي وبتنزل :: نواف لاتكذب علي ... لو كان عندك كلام قوله ولا تشيل في قلبك ... الله يخليك ...
عقد نواف حواجبه مستغرب كلامها .. وبعد ثواني بدأ يستوعب هي وش تفكر فيه .. ووش اللي جاء في بالها من وضعه ...
ومباشرة عقد حواجبه في غضب :: عبير لا يكون تحطين في بالك نفس السالفة الكريهة اللي صارت من فترة ؟؟؟ ترى انا نسيتها وماعاد لها مكان في حياتي وذكرياتي .. وانتي بعد لازم تكونين نفس الشي ..
طالعته بتوسل :: أجل قول لي وش فيك ؟؟
تنفس بعمق :: تعرفين زياد ؟؟؟
عقدت حاجبها في تفكير وكأنها تتذكر :: اللي تشتغل معه ؟؟
هز راسه بالإيجاب :: وصلتي خير .. وضعه هاليومين مضايقني ومو مخليني مرتاح أبدا ...!
خافت عبير :: وش فيه ؟؟
هز راسه بأسى : هذي هي المشكلة .. إني مادري وش فيه ولا أقدر اسوي له شي ...
....:: يعني عنده مشاكل في البيت والا العمل ؟؟
رد عليها وعيونه سرحانه في اللي قدامه :: العمل ما اتوقع ان مشاكله بتسوي فيه هالسوات ... لكن الأحرى انها مشاكل بيت يعني مشاكل عائلية ..
سكتت عبير شوي وبعدين :: ما حاولت تستفهم منه وش فيه وش اللي غيره ؟؟
ابتسم بتهكم :: ما حاولت ؟؟؟؟ مستحيل عبير ... انا من شفته على هالوضع وانا كل يوم اسأله لكن ما يجاوبني يبتسم في وجهي ويقول شوي ضغوطات و بتروح .. وانا احترم صمته وما اضغط عليه ..
عبير :: من زمان وهو على هالوضع ؟؟؟
ضحك بسخرية :: من زواجه الأخير ...!!
طالعته عبير بحاجب مرفوع :: شفت شلون ؟؟؟ قل لي يالله وش أخذ من هالزواجات اللي وراء بعض غير الهم والنكد ؟؟؟
ضحك نواف وهو يطالعها ...
وكملت هي بشوي انحيازية :: والله اكلمك جد ... وتلاقيكم انتم يا ربعه حاسدينه ليش ان عنده بيتين ومتزوج ثنتين ... وهو المسكين شف وضعه ؟؟ لاهو مع الحيين ولا مع الميتين .. عايش في همه وغمه ومحد يدري عنه ...
ضحك هالمرة بصوت عالي : طيب شوي شوي ... وانا وش دخلني تعصبين علي ؟؟
تنهدت متفشلة :: ما قصدت لكنك اثرت حفيظتي ...
ابتسم لها :: لاتخافين ... انا مستحيل اسوي سواته ...
خجلت من كلمته لكنها تظاهرت بالقوة :: يمكن لأن العين بصيرة و اليد قصير ...
طالعها مبتسم شوي وبعدين قال :: شفتي لو اني املك مال قارون ؟؟؟ ما راح يهنا لي الا وانتي تشاركيني فيه ...
ابتسمت له بخجل وهو يطالعها ...
وسألها :: واثقة من كلامي ؟؟؟
نغزها قلبها من هالكلمة وماعاد صارت تحبها لأنها ببساطة تذكرته لما قال لها انها ماراح تندم على التوقيع ... وبعدها باسبوع رجع لها وهو ثائر من الغضب وكان على وشك يكسر راسها او يسوي شي لاتحمد عقباه ... وعرفت انه الثقة في كلامه ما منها فايدة ...!!
طالعته بنظرة قلقة :: انت واثق ...؟
تنفس بعمق وتوه بيتكلم لكنها قاطعته :: لا تقول شي الا وانت قده يا نواف ...!
رفع حاجبه مستغرب :: وش تقصدين ..؟
ابتسمت :: انت عارف انا وش اتكلم عنه ...
وقامت من قدامه وتوجهت للصينية بتشيلها وتطلع من عنده ...
لكنه وقفها لما قال :: أنا طول عمري واثق من المشاعر اللي احملها لك ... ولا عمري بخدعك فيها مهما كان ... وانتي شفتي ..................!!
التفتت له :: أتمنى نواف ... وثق اني سعيدة بهالكلام ...
ابتسم لها هو وبعد ووقف وراها ...
منها بيسلم عليها ويودعها ..
ومنها بيطلع ويروح للبيت يرتاح له شوي قبل الدوام المسائي ...
--------------------------------------------------------------------------------------
قبل العصر بوقت وصله مسج على غفلة وهو يمشي في سيارته راجع من المطعم اللي تغدا فيه ومتوجه لبيته ...
طلع الجوال من جيبه وهو عند الإشارة وشافه من ندى اخته ؟؟؟
ابتسم وهو يفتحه لكن مشاعر ثانية مختلفة انخلقت في صدره واتغيرت بسببها ملامحه لما قرا محتو ى الرسالة ...
كانت تعاتبه وتنبهه ان اللي تعتبر زوجته وبنت عمه في نفس الوقت اليوم عندها موعد مستشفى ضروري .. وهو حضرته ولاداري عنها من يومين كاملات ... لا اتصل ولا سأل ..
وكأنه توه يتذكر انه قال لها ما يبي يشوفها لكنه متأكد انه ما قصد انها تطلع من البيت لكنها هي فهمتها على كيفها وطلعت .. وهو ما كذب خبر ولا عاد سأل عنها ...
تنهد وهو يحس بروحه على حبل المشنقة والخناق كل ماله ويضيق حول رقبته اكثر واكثر وكأنه قرب يقتله .. وليته يخنقه في لحظة وحدة ويكتم نفسه ويموت ويرتاح من هالموت البطئ..
قرر في لحظة تأنيب ضمير انه يغير وجهته ويتوجه للمستشفى عندها .. على الأقل يشوف وش وضعها ويوضح انه مو مطنش ... لأنه يخاف من تبعات هالكلمة ... ويخاف ان اللي حصل من قبل يتكرر ثم يصير وكأنه ما استفاد شي من زواجه من بنت عمه ...
وبالفعل اتصل على اخته وخذ منها المعلومات المهمة وسألها وين هم فيه وين موقعهم بالضبط .. وأكيد سمع له كم كملة عتاب لأنه ما يدري حتى وين تراجع فيه زوجته ؟؟؟؟
.
.
.
كانت هي في هالوقت جالسة مع مشاري اخوها في غرفة الطبيب تنتظره يقرأ لهم نتايج الفحوصات والتحاليل اللي سوتها ...
خوفوها اول مادخلت عليهم وخذوها مباشرة لغرفة الأشعة و بعدين خذوها للمختبر علشان التحاليل ..
وكل هذا لأن المشرف على حالتها هالمرة راشد ولد خالتها ... وهو اللي ما اعجبه وضعها اللي وصلت لهم فيه في موعدها الأساسي من اسبوع ...
كان يقرأ في الأوراق لكن قلبه مآكله عليها من القلق والخوف ... وفي نفسه يتحسب على زياد اللي يعتبره السبب الرئيسي في اللي قاعد يصير لها .. لأنه عمره ماشاف سحر تجي لموعدها وهي محطمة بهالشكل ... لا وفوق هذا من تزوجته ماجابها ولا مرة للمستشفى وكل مرة تجي مع مشاري او مصعب ...؟؟ وهذ يعني ان زياد لامهتم فيها ولا ينااظرها ...
يموت ويدفع نصف عمره لكن يعرف .. ليه خالته سووا في بنتهم هالسوات وزوجوها واحد متزوج وزوجته كانت حامل ؟؟؟ يعني من قلة الخطاطيب اللي كانوا يجون لسحر ؟؟؟
طيب هو كان واحد منهم ومع ذلك رفضوه علشان هالزياد اللي مايدري من وين طلع له في الخط ..
نبهه صوت مشاري :: هاه يا راشد طمنا ؟؟
ابتسم وهو يرفع عينه :: كل شي تمام ... لكن شي خطير اكتشفته في هالأوراق وما اظنه بيعجب سحر أبد ... (( ووجه نظرته لها ))
ارتعدت سحر من الخوف وتجهمت ملامح مشاري:: خير يا راشد ؟؟
ابتسم يطمنهم :: مشاري أختك ما تداوم على علاجها .. والدليل ان تحاليل الدم اللي قدامي تقول ان سحر لها ثلاثة ايام وهي ما تآكل الكبسولة المسيلة للدم ... وهذا مؤشر خطر عليها ..
التفت لها مشاري :: وليش هذا كله يا سحر ؟؟؟ يعني انتي بيبي لازم الواحد يداريك ؟؟ والا لازم انبه زياد انه كل يوم لازم يحط الحبوب في فمك ويأكلك اياهم غصب ؟؟
تنفست بعمق والغصة تخنقها ولسان حالها يقول .. مو لازم يحط لي الحبوب في فمي ... بس يسألني أنا اكلتهم أو لا ...!! بس والله ما ابي اكثر من كذا ...!
..........:: سحر وين رحتي ؟؟
رفعت عينها لأخوها مبتسمة :: معك وين بروح ؟؟
تنهد :: وش ردك على كلام راشد ..؟
هزت كتوفها بألم :: اللي كاتبه ربي بيصير سواء كلت الدواء والا ما كلته ؟؟
رفع راشد حاجبه في غضب :: بس ربي يقول اسعى يا عبدي وانا اسعى معك ؟؟ ما قال اتكلوا على الأقدار ولا تجتهدون ولا تعملون بالأ سباب ؟؟
طالعها مشاري بقلق وهو اللي مو عاجبه وضع اخته مطلقا :: سحر فيه شي مضايقك ومخليك تنسين مواعيد علاجك ؟؟؟
توها بترد وتدافع عن زياد لا يتهمونه بشي .. لكن دقات الباب الخفيفة خلتها تسكت ..
والأنظار كلها توجهت للباب ...
عقد راشد حاجبه :: تفضل ...!!
انفتح الباب بهدوء وطل منه زياد بهيبته وطوله و طلته الوسيمة اللي خلت قلب سحر يتراقص بين ضلوعها ...
أول ما طاحت عينها عليه واستوعبت انه هو ... خنقتها العبرة وهي تتذكر الكلام اللي قاله لها .... لكنها لما شافته واصل لها للمستشفى ما قدرت تشيل في خاطرها اكثر وما تقدر تنكر فرحتها او تخفيها بجيته لها ...
ابتسم زياد لهم :: فاتني شي مهم ؟؟؟
ابتسم مشاري :: داخل سينما ؟؟؟
ضحك زياد وهو يسكر الباب وراه :: لا بس علشان أتأكد انكم ماتخبون علي شي عن حالة سحر ..
اول ما قال هالكلمة تسمرت نظرات سحر عليه وعلى عيونه بالتحديد ...
يعني مهتم فيها ويخاف عليها ؟؟؟
يعني أكيد تعني له شي ؟؟
ما قدرت تصدق أبدا وحست ودها تصيح من الفرحة ...
ابتسم راشد له :: سلامتك لكن تو حنا مكتشفين ان سحر ما تآكل ادويتها بشكل منتظم والأسباب مجهولة ؟؟؟
ونظره مركز على زياد ...!!
رفع الأخير حاجبه وطالع في سحر :: و ليه ماتآكلينهم ؟؟؟
ضحك مشاري :: وانت توك انتبهت ؟؟
هز زياد كتفه :: انا اللي اعرفه انها كبيرة كفاية علشان تعرف مواعيد ادويتها وماتحتاج احد يشيك عليها ... لكن الظاهر من هاللحظة لازم اراقبها ...!!
خلاص ما يحتاح تراقبني ... جيتك هاللحظة وكلامك اللي قاعد تقوله لي الحين كافي علشان اتحمس آكلهم واعيش باقي حياتي معك ... كان هذا الكلام اللي يدور في راسها ...
خلص راشد كاتب كلمتين على الورق اللي في يديه وبعدها طلع روشتة الأدوية وكتب كم كلمة وعقبها طالعهم :: ما فيه شي جديد الا ان سحر لازم تهتم بنفسها أكثر .. وهذي أسماء ادويتها الأولى في حال خلصت قبل الموعد الجاي علشان تقدرون تصرفونها من المستشفى بسهولة .. (( وابتسم ))
تقدم مشاري لكن زياد سبقه وخذ الورقة وهو يبتسم :: مشكور يا راشد وما قصرت ...
طالعه راشد بنظرة لها هدف :: المهم صحة سحر ... مو مهم المجهود اللي نبذله ؟؟!!
ما فهم زياد نظرة راشد لكنه عرف انه يقصد شي ..
اخذ الورقة وطالع في سحر :: يالله نمشي ...
وقامت سحر وراه على طول ومعهم مشاري وراحوا كلهم للباب بيطلعون ...
ولما ما بقى غير زياد وقبل لايطلع التفت لراشد بحاجب مرفوع :: كل مواعيد سحر عندك ؟؟
طالعه راشد من وراء النظارة :: ليه ..؟؟ أخاف ما عاجبك شغلي وتشخيصي كطبيب ؟؟
زياد :: لا العفو ... لكن أسأل بس ..
ابتسم راشد باستهزء وتهكم واضحين في ملامحه وجلس وهو يقول :: للأسف لا ... لكن هالمرة لأن موعدها طارئ حولته لعيادتي والا هي تراجع عند الدكتور إياد ..
هز زياد راسه و ابتسم على مضض واستأذن منه وسلم عليه وطلع يلحقهم ..
ويشوف حياته وش مخبيت له بعد ...؟؟!!
------------------------------------------------------------------------------------------

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 13-03-10, 02:57 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياءk.s.a المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بعد المغرب مباشرة ،، وبعد ما خلصت من صلاتها ...
طلعت للصالة والهم كاتم على صدرها ... قولوا لي وشلون ما تكتئب ويجيها الهم والغم وهي في كل مرة تروح للطبيبة تقول لها كلام يسم البدن ويقتل الروح بسكين شفرتها مو حادة ....!!
في البداية قالوا لها جسمك ما يتقبل العلاج بسهولة ... واليوم قالوا لها ان التوتر النفسي يضعف قدرة جسمها على تقبل العلاج واستمراريته ....!!
بالله علموها قولوا لها كيف ما تتوتر وهي تشوف ان الأمل في انجاب بيبي جديد بدأ يتلاشى من قدام عيونها ... صارت أفكارها تتوجه للغرب ... المكان اللي لايمكن الشمس تشرق منه في يوم من الأيام ...!! إلا في نهاية العالم ...!!
حصلت مهند متمدد على الكنبة وحوله ألوانه ودفاتره ويلون بحماس شديد لدرجة انه مطلع لسانه ... وعاقد حواجبه ...
ابتسمت براحة خفيفة وهي تشوف طفلها الوحيد مستانس ومبسوط ... على الأقل هالشي كفيل انه يرجع الفرحة لعيونها ...
تقدمت منه وجلست جنبه وأخذت من أقلام التلوين المبعثرة في كل مكان وابتسمت وهي تبدأ تلون في الصورة حقته وتساعده ... وطبعا ما يحتاج أقول لكم وش قد كان مهند مبسوط من اللي قاعده تسويه امه ... خصوصا انه يحس انها شي عظيم بالنسبة له ... ببساطة لأنها تلون بألوان حلوة ...!
انتبهوا الإثنين للي دخل عليهم الصالة بهدوء ورمى شماغه على الكنب وجلس وفي يده اوراق يطالعها باهتمام .. و حواجبه معقودة بتوتر وكأن في بطنه كلام بيقوله ...!!
.........:: بابا شوف ماما وش لونت معي ؟؟؟
ونزل من الكنب رايح لأبوه علشان يشوف الصورة ...
بينما لمياء ماسكة القلم في يدها بتوتر وهي حاسة ان فهد فيه شي ...
ابتسم وهو يرفع راسه ويطالع الرسمة :: وااااو ... انت وماما احلى فنانين في العائلة ...!
ابتسم مهند بفخر :: كل يوم توديني المكتبة علشان اشتري دفتر والوان انا وماما ..؟؟
رفع فهد حاجبه :: وانا ما يصير الون معكم ؟؟
لوى بوزه يفكر وبعدها التفت لأمه :: ماما معليش نسمح لبابا يلون معنا ؟؟؟
انتبهت لمياء لمهند وابتسمت :: إنت تبغاه يلون ؟؟؟
هز كتوفه :: إنتي على كيفك ؟؟؟
ابتسمت له :: خلاص اختار له صورة انت وهو يلونها ...
هز مهند راسه بفرح وراح يفتح في الدفتر علشان ينقى لأبوه صورة بينما صاحب الشأن لازال يكتب في هالأوراق ويطالع ويتأكد ...
.....................:: وش اللي في يديك ؟؟؟
ما رفع راسه وعلى باله تكلم مهند ..
لكنها رجعت ترد عليه :: فهد .............!!
رفع راسه ببطأ :: هلا ...!!
ابتسمت :: وش اللي معك ؟؟؟؟ لهالدرجة مهم ؟؟؟
هز راسه من دون لايتكلم ... لكن عيونه تكلمت وقالت لها انه يبي يقول شي لكن انتظري دقائق ..
صرخ مهند بفرح :: بابا هذي صورة حلوة ...!!
ما انتبه له فهد وما رفع عينه ...
هزه مهند مع رجله :: بابا أنا أكلمك ...!!
تنهد فهد بعصبية وطالعه :: نعم ... آمر ؟؟؟
ابتسم ...........:: لقيت لك صورة ؟؟؟
غمض فهد عيونه وكأنه يضبط أعصابه :: خلاص يا بابا انت لون الحين وانا الون بعد شوي .. اتفقنا ؟؟؟
طالعه مهند بخاطر مسكور لكنه حاول يبتسم :: اتفقنا ...!
ومشى عنه وراح لأمه ..
عقبها تنهد فهد وهو يرفع راسه وعينه للسقف ... وسند ظهره على خلفية الكنب ...
استرقت لمياء نظرة له ... لكنها ما ردت ولا عقبت ... لكن عورها قلبها وهي تتخيل ان اللي فيه بسبب الكلام اللي سمعه من الدكتورة اليوم ؟؟؟
يعني معقولة في اللحظة اللي تحس بنفسها بدت تقتنع بقسمة ربي يجي هو ويتغير من بعد ماكان يدعمها بكلامه وروحه المتفائلة ...!؟
نزل راسه وانتبه لها تطالعه ..
اما هي فحاولت تبعد عينها عنه لكنها ماقدرت ...
والأكيد انها ماقدرت تخفي عليه نظرة القلق والخوف ...
تنهد وهو يتقدم للطاولة اللي قدامه في منتصف الصالة وحط عليها الأوراق :: لمياء هذي البيانات ضرورية لازم تعبينها ...!!
عقدت حاجبها :: بيانات إيش ؟؟؟
سكت شوي وهو ما يدري وشلون يفاتحها بالموضوع ... ماوده يفاجأها بقراره وليد اللحظة ولا وده في نفس الوقت يآخذها على حين غرة ويحطها امام الأمر الواقع ...
تنفس بعمق وقال :: بيانات من دار الرعاية الإجتماعية ...!!
والكلمة الأخيرة كانت كفيلة انها تدمر كيانها الداخلي كله ....
هزت أركانها ثقته وهو يقول العبارة والجملة ؟؟؟
طالعها بعيون نظرتها ثاقبة :: بنشترك في مشروع الأسرة البديلة .. وطلبت منهم يوفرون لنا مولود معروفين اهله .. بحيث ان نهلة مرت فواز اخوي ترضعه مع ولدها ..
كانت ساكتة وما ترد ...
او يمكن ما سمعت هو وش قاعد يقول من الصبح ؟؟؟
كلامه جرحها لو كان مايدري ؟؟؟
خلى الدنيا سوداء في عينها وما عاد تشوف شي ولا تسمع غير الطنين اللي ينرفز ...
كمل فهد وهو يراعي الحذر في مخارج الحروف :: قلت لهم يجيبون لنا بنت ..!
وكانت الصدمة ...!!
يعني طول هذيك الفترة كنت تخدعني يا فهد ...
طول هذيك الأيام وانت تقول انك مو مهتم بكثرة العيال المهم ان عندك الحين مهند ويسوى عيونك ؟؟؟
كنت تقول لي هالكلام علشان تسكتني .. والا انت في الواقع جمرة الم تشتعل وتتأجج كل مرة نروح فيها للطبيب ؟؟؟
انتبهت له يبتسم وعيونها هي بتنزف الآن :: وش قلتي لمياء ؟؟
بلعت غصتها وهي تداري دموعها لاتنزل :: انت ما تحتاج رأيي لأنك انتهيت ؟؟؟
تنهد فهد والعصبية وضحت في اهتزاز حباله الصوتية :: ما ظنيت انك بترفضين راحتي وعلشان كذا تصرفت بسرعة ...
هزتها كلمته :: وراحتك انك تجيب طفلة من ميتم ؟؟؟
تنفس بعمق وهو يصر على أسنانه :: قولي لي وش تبيني اسوي ؟؟ اروح لأمي تقول لي كلام سم .. أروح للطبيبة اسمع منها كلام يقتل الروح سبعين مرة وفي كل مرة تخف حدة السكين ... وأشوفك وأحصلك يائسة ومتحطمة ؟؟؟ قولي لي وش اسوي غير اني اقدم ابسط الحلول اللي ممكن تريحني ؟؟؟
طالعته بغصة :: وامك وش تقول ؟؟؟
تنهد وهو يرجع يتسند ويمسد جبهته :: انتي تعرفين كلامها ما يحتاج اعيده عليك ...
حاولت تبتسم وأفكار مجنونة تدور في راسها ... حست انها بتتهور لكن هذا هو الحل السليم ...
و مو الحل انه يجيب له بنت من ميتم ويربيها ... وهو في الواقع يقدر يجيب من صلبه ...
ابتسمت له وسط دموعها :: عطني مهلة أفكر و ارد عليك ...
رفع عينه لها وهو يبي يستشف وش ردة فعلها الأولية من الموضوع ؟؟؟ لكنه ماقدر يقرأ شي ...
وشافها وهي تبتسم لمهند :: يالله بابا خلص اللي عنده ودي له الصورة يلونها معك ...
قام مهند وراح لأبوه ... بينما هي وقفت وعطتهم ظهرها متوجهه للغرفة ...
غمض فهد عينه عن خيالها وطيفها وهو يسمك الدفتر من مهند ...
يدري انه جرحها وحسسها بشي هي تخاف منه من انخلقت هالمشكلة ...
لكن هو معه حق ... يجرحها هالمرة ويداويها وهي جنبه ..
خير من انه يجرحها وما يلقى فرصه يضمد جرحه اللي سبب لها الألم والعذاب ...
------------------------------------------------------------------------------------------
دخلت الغرفة وهي كتلة نار تشتعل من القهر ...
صفقت الباب وراها وعينها على عبدالله اللي جالس على السرير ويقرأ في اللي بين يديه ...
رفع عينه لها وهو عاقد حاجبه :: عسى ما شر ؟؟
عقدت يديها على صدرها وعيونها تشع قهر :: ما شر استاذ عبدالله ... سلامتك ألف سلامة يالغالي .. انت اجلس هنا واقرأ واستانس مع امك واخواتك وانتي يالريم تحمليهم وتحملي اللي يصير لهم ويا ويلك لو تكلمتي ...
ما عجبه كلامها ونبرة صوتها فسكر الكتاب ونزله على السرير وعيونه تطالعها :: وش فيك وش صاير ..؟؟
ضحكت باستهزاء وهي تتقدم للكنب :: انزل تحت وشوف ...!! الظاهر انها مستقلة عدد سكان هالبيت وجاية تزيدهم ...
هالمرة عصب لكنه مسك نفسه :: من تقصدين ؟؟؟
التفتت له بعد ماتنهدت :: اختك الكبيرة ... لمياء ...!!
سكت عبدالله وهو يناظرها ونزل رجوله من على السرير أهبة للوقوف :: وش فيها لمياء ؟؟
تنفست بعمق :: الحلوة جايبه شنطتها واغراضها والظاهر انها هي الثانية تبي الطلاق بعد ... يعني ما يكفيها عذا ومشاكلها والا سارة ولسانها ومادري اسامة اللي كل يوم منزرع في الصالة وانت يا ريم لازم اللي تتحملين وتتغطين لكن هو ما يحترمك ويطلع ..
رفع صوته عبدالله بدون شعور :: ريم حاسبي على كلامك لأنه ما عجبني ؟؟؟
وقفت في وجهه وهي فعلا متنرفزة :: ما عجبك لأنه واقع وصراحة ... يعني بالله عليك عاجبتك الزحمة واكتظاظ السكان في هالبيت ..؟؟؟ الواحد ما يلقى حريته ولا استقلاليته ...
طالعها بعين ضيقة وهو وده يصرخ لكنه ماسك عمره علشان ما يتهور ...
وهي كملت :: قسم بالله يا عبدالله مليت وزهقت ... حركتي مقيدة ومحدودة والحركة هنا بحسابها واخواتك ماشاءالله كل مالهم ويتوافدون ... بالله عليك تحس نفسك متزوج ومستقل في وسط هالأجواء ...
طالعها بهدوء :: يعني أتبرأ من اهلي ..
تنهدت :: ما قلت كذا ... لكني اقول ابحث عن استقلاليتنا يا اخي .. خلنا نعيش مثل كل اثنين متزوجين في هدوء وراحة وسلام .. مو اختك ام لسانين كل شوي رامية لها كلمة مثل السم .. والا الثانية اللي ما تهمس ولا تتكلم وتجيب الكآبة ..
قاطعها وهو يتقدم منها :: ريم لا أسمعك تقولين هالكلام عن اخواتي فاهمتني والا اعيد ... وبالنسبة للطلعة من هالبيت فأنا اقول انسي الفكرة لأني مستحيل بطلع من البيت وعن اهلي بعد ما تعبوا وضبطوا لي كل شي ... يمكن بعدين ابدأ افكر بالموضوع لكن هالفترة هذي وقبل سنة أقل شي لاتفكرين ...
رمقها بنظرة تهديد وهو يمسح على شعره بقلق .. وتركها وراه ونزل تحت يشوف وش صاير عند اهله .. ووش اللي خلى ريم تطلع له وهي متنرفزة هالحد ...
وصل للصالة الأرضية وحصل الكل والجميع جالسين عدا أبوه اللي ماكان موجود ...
ابتسم لهم وهو يسلم على لمياء وعقبها جلس معهم ينتظرهم يتكلمون ...
لكن لاحياة لمن تنادي ومحد قال له شي ...
سكت وما حب يوضح لهم انه سمع شي من ريم او انها عترضت عليه في شي ...
لكنه انتبه للمحة الحزن في عيون لمياء ...
وتوتر نظرات امه اللي كل شوي تطالع فيها بنتها البكر ...
استأذنت منهم عذا وقامت بتطلع .. ومباشرة لحقتها سارة ... الظاهر ان الثنتين متفقات على هالشي ..
ابتسم عبدالله :: وين هو فهد ما جاء معك ؟؟
ارتبكت لمياء لكنها قدرت تمسك اعصابها :: عنده دوام ..!!
قاطعتها امها :: واتصلت علي ارسل لها سوراج ...
وطالعتها ام عبدالله بنظرة تفحص ...
وعبدالله اطال النظر في عيونها :: من زمان عنه ... ليته جاء معك نشوفه
حاولت تبتسم :: إن شاء الله بتشوفه ...
التفت سام لعبدالله وبعدين طالع لمياء :: بيجي يآخذك اليوم ؟؟
طالعتهم لمياء وسوت نفسها مستغربة :: يعني لهالدرجة وجودي مضايقكم ...
قاطعتها امها بعد ماتنفست بعمق :: أسباب وجودك هي اللي مقلقتني
بلعت لمياء ريقها :: عادي يمه جايه استجمام عندكم .. ما يحق لي أرجع ايام العزوبية وافتك من مسؤولية فهد شوي ؟؟
رفع عبدالله حاجبها :: يعني بتطولين عندنا ؟؟؟
تنهدت وابتسمت :: أخذت منه إجازة اسبوعين ؟؟
شهق سام :: قوية والله ...
نزلت لمياء عينها للأرض وهي تحارب دمعتها وتحاول ان جرحها ما يأثر فيها وتصيح قدام اخوانها ...
فاجأها عبدالله :: ووافق فهد ؟؟
رفعت عينها لها :: مو على كيفه ...
ولمح عبدالله الجرح الغائر في صدرها منعكس في بؤبؤ عينها الأسود الطيب ... وخاف أن شي صاير بينهم :: لميـــــــــــــــــــــــــــاء ... (( قالها بصوت مشكك ))
دارت لمياء بنظرها حولهم وسكتت ...
غمضت ام عبدالله عينها وابتسامة ألم انرسمت على محياها الملائكي ... وعرفت ان بنتها مو خالية :: لمياء قولي ... وش فيه بينكم ؟؟
سكتت وما ردت ...
وعبدالله تأكدت شكوكه لما شاف امه شاكة مثله وبنفس الشي ...
طالعها :: لمياء تكلمي والا اتصل على فهد وأساله ...
رفعت عينها لهم وعيونها قربت تنزف وبسرعة ردت :: لا لاتتصل عليه ... اتركه لحد مايوصل للبيت ويعرف ...
شهقت امها ويدها على صدرها :: طالعة من دون لايدري ...
ابتسمت لمياء وسط دموعها اللي ما قدرت تمسكها أكثر ... فراق الحبيب شي صعب ؟؟؟ كيف لاصار ابو عيالك و متملك قلبك .. :: بيدري يمه .. بيدري ...!!
فقد عبدالله هدوءه :: وش فيه بينكم ... وش الجرم اللي سواه فهد خلاك تجين للبيت ومع سوراج من دون لاهو يوصلك ؟؟
تنفست بعمق :: أصلا هو مايدري اني بجيكم او بجلس عندكم ... انا طلعت وتركت له نوت وقلت له اسبابي ...
قاطعها سام بنفاذ صبر وهو متألم من الوضع اللي وصلوا له :: و وش هي اسبابك ..؟
شهقت بألم ونزلت دموعها مدرارا وراحت تمسحها بسرعة :: يشوف حياته ويجيه عيال ... لمتى بستمر وانا معه ومانعته انه يدور نصيبه ؟؟؟ خلاص خله يروح ويتزوج
قاطعها عبدالله :: تزوج ؟؟؟؟؟؟؟
هزت راسه بالنفي :: لا انا ماقلت انه تزوج ... اقول أنا بتركه علشان ما يشيل هم اذا بغى يتزوج ولا يفكر فيني ..
هزت ام عبدالله راسها :: لمياء انتي وش قاعده تخربطين ؟؟؟ فهد عمره ما اشتكى من العيال ولا عمره قال انه بيتزوج عليك ؟؟
صرخت لمياء وذكرى البارحة تجول في خاطرها :: لا يمه يفكر .. ومن ما يفكر انه يكون عنده عيال .... أمس كل شي تحطم وبانت الصورة الحقيقية له ... يمه امس جاي البيت ومعه اوراق يبي يجيب بنت من ميتم يربيها ...
سكتت شوي وسكت الجميع معها ... ولو على سام كان صاح من الهم اللي يشوفه في عيون اخته ..
كملت لمياء بهدوء وهي تلعب بأصابعها وتحارب غصتها :: انا ما ابيه يجيب أي احد وهو قادر يجيب من صلبه ... وفي نفس الوقت ما اقدر اعيش معه واشوفه يتزوج ... ولا ابي اصير انانية واوقف في طريقه ... هذا كل الموضوع ..
ورفعت عينها تطالعهم ... كانوا كلهم محترمينها وهي تتكلم وعيونهم عليها ..
وانتبهت لسام اللي شاد قبضة يده في حضنه وكأن الظروف تمنعه من انه يسوي شي ...
زياد ويقوى عليه لأن ماله حق في اللي سواه ..
لكن فهد وش بيسوي معه ؟؟؟ وهو معه الحق أولا وأخيرا ...
ابتسمت لهم لمياء تهون عليهم وقامت من عندهم وطلعت للدور الثاني ...
يمكن تلقى في السرير والوسادة خير جليس ...
وتسقيهم من مر العذاب اللي شربته وبتشربه ... وما تدري متى تخلص كأسه ...
------------------------------------------------------------------------------------------
اليوم الثاني ..
وبعد المغرب مباشرة .. كان جالس في المجلس ينتظر دخولها عليه في أي لحظة ...
غبية ومتهورة وما تعرف تتصرف ... والا شلون وحده مثلها تشيل ملابسها وتطلع من البيت من دون لاتبلغه ... وهو يتفاجأ لما يوصل للبيت بأن ما فيه أحد ولا كأنه مسكون من أغلى الناس عنده ...
لكنه من قرأ النوت اللي حطته له على باب غرفة النوم ... عرف هي ليش طلعت ..
وعرف انه أساء لها بالموضوع اللي دار بينهم امس ..
لكنه اقسم بالرب العظيم انه ماكان يقصد يجرحها ... وأصلا كيف يقوى جرحها وهي حياته كلها ... كان يبي يريحها من كلام امه ...
يبيها تلتهي بهالطفل الجديد وتتجدد نفسيتها شوي عقب الكلام اللي تسمعه من الأطباء كلما راحت لموعدها ...
لكنها ما فهمته ... وعلى بالها انه يبي يكون عنده عيال بأي طريقة ...
مع إن العكس صحيح ...
يا ربي وش بتكون نظرة اخوانها لي ...
عبدالله .. سام ... وأهم شي سارة ام لسانين ؟؟
ماينسى موقفهم من زياد لما عرفوا عن زواجه ؟؟؟
والله يستر من الموقف اللي بيآخذونه ضده ...
ماهانت عليه نظرة ابو عبدالله الحزينة ... ولا هانت عليه خالته ام عبدالله اللي طلعت تسلم عليه بوجه بشوش وكأن شي ماصار ...
يحترم هالعائلة ويقدرها وما يبي يقدم لهم الإساءة وهو اللي عمره ماشاف منهم الا الإحسان .. وكل خير ..
وأهم خير عنده منهم .. هي لمياء بنتهم وام مهند ولده ...
أفضل نعمة قدمها له ربي عن طريق هالعائلة الرائعة ...
تنهد بأسى ورجله تهز من شدة التوتر ...
ولسانه يلهج بالدعاء بالثبات .. وان الله ما يخيبه ...
.
.
.
.
.
دخل الصالة بعد ما طلع من المجلس وحصل ام عبدالله وعذا جالسين في الصالة ..
ابتسم لهم يخفف عن العذاب المنتشر في صدره وسألهم :: لمياء وينها ؟؟؟
وقفت عذا :: بطلع اناديها لك من فوق ...
هز ابو عبدالله راسه وهو متقدم بيجلس على الكنب ..
ومشت عذا للدرج بتروح تنادي اختها لأبوها ...
التفت لها :: قولي لها لازم تنزل ....!
ابتسمت وهزت راسها بالإيجاب ..
تنهد وعيون الجوهرة عليه ... لكنه ما تجرأ يرفع عينه لها ...
هو حزين ومهموم من حال البنات ... وما يبي يزيد هم زوجته ...
يعني المفروض موقفه يكون قوي علشان يقدر يدعم عائلته ... وأهم شي أساس عائلته " ام عبدالله"
مو يكفي ولد اخوها رامي بنتها ؟؟؟؟؟؟
لفت له الجوهرة تبتسم :: تكلمت معه ؟؟
رفع عينه لها :: فهد ؟؟
هزت راسها بالإيجاب ...
وكمل هو :: ما قدرت افتح معه الموضوع ... لكني حسيت ان ماعنده نية زواج من الأصل ..
تنهدت :: انا عارفة ... بنتك هي اللي بتتركه علشان يتزوج ...
التفت طالعها وما رد عليها لأنه شاف لمياء تنزل بخطوات ثابتة ورزينة من الدرج ...
راح يراقبها لحد ما وقفت قدامه تبتسم :: سم يبه ...
تنهد ابو عبدالله ووقف :: يالله تعالي معي للمجلس ..
فتحت عينها بتعجب :: ليش ؟؟
رفع حاجبه في وجهها :: ابو مهند ينتظرك ؟؟
تنهدت وعينها في عين ابوها :: بس انا ما ابي اشوفه .. ما طلعت من البيت علشان يجيني هنا
تنفس ابوها بعمق :: لمياء ... أنا لما حسيت ان زياد غلطان ما سمحت له يقابل عذا وخليت اختك على راحتها لأني عارف انها مجروحة ... وزياد ما عنده اسباب على اللي سواه ... لكن انتي ما اقدر اجاريك في قرارك ولازم تشوفين ابو مهند .. لأني قابلته وحسيت انه اصلا ماعنده نية زواج .. وشاريك وما يبيعك بالرخيص ..
اعترضت :: يبه .. الله يخليك
صر ابوها على اسنانه :: بتقابلينه يا لمياء وتتفاهمون ...
عصبت لكنها ماسكة نفسها :: وش استفدت اجل من طلعتي عنه إذا قابلته ؟؟؟
قاطعها ويده تهتز باصرار وعصبية :: قلت لك بتطلعين له يعني بتطلعين له ...
تنهدت وطالعت ابوها بعين ضيقة مليانة دموع :: ما اشوفك عصبت على عذا لما اتخذت قرارها ... وش معنى انا ؟؟؟؟ مع اني الأكبر وفاهمة ان اللي اسويه هو الصح وفي مصلحتي انا واياه ..
تنهد ابوها :: انتي ما تفهمين شي ولا اختك ولا احد منكم ...
قاطعته ام عبدالله :: لمياء خلاص اطلعي لغرفتك ...
والتفتت لمحمد بعد ما اختفى طيف لمياء على الدرج :: وش فيك يا محمد ؟؟ ما خبرتك تتعامل معهم بهالعصبية ...
التفت لها بعيون غاضبة :: نرفزوني و وتروني ؟؟ بالله عليك هذي حالة ينسكت عنها
تنهدت :: قضاء ربك .. وش نسوي بعد
لف بوجهه يطالع الباب المودي للمجلس :: ما كانت هذي احوالهم ... ولا كنت متوقع انها بتكون ..
وتركها ومشى رايح للمجلس ...
يعتذر من ابو مهند اللي جالس على نار ..
ينتظر الحبيبة تدخل ويتفاهم معها ..
وماكان عامل حسابه انه بيرجع يقابل ابو عبدالله مرة ثانية ...
بعد ما تودعوا قبل دقائق ...
------------------------------------------------------------------------------------------


جالسة على سريرها وضامة ركبها لصدرها ...
اليوم هي حزينة بزيادة ... قلبها متحطم ومشاعرها كأنها توها تتذكر تنهض من جديد ...
مشتاقة له بالحيل ...
اليوم بالذات تحس انها محتاجة له أكثر من قبل ..
محتاجته يكون جنبها يمسح على شعرها ويواسيها ...
محتاجة صدره تحط راسها عليه وتصيح لحد ما تجف مدامعها ...
تعبت وهي كاتمة في صدرها كله علشان مايتضايقون اللي حولها ؟؟؟
ماتبي تنفعل وتتشكى علشان أخوها ما تزيد ردة فعله المعادية ضد أعز اصدقائه ..
ولا تبي أخوها الثاني يتهور ويسوي شي يأذي روحها وقلبها اللي لو صار له شي ممكن تموت بعده ...
والا أمها اللي تحب هالولد وتحسه قطعة منها هو واخته ..
لكن وين هو عنها ؟؟؟
ليته يجي يشوف وش سوى فيها فراقه ؟؟؟
وينه ماعاد رجع يسأل عنها ولا يتصل عليها ؟؟؟
لحظة ... هي أصلا غيرت جوالها عقب آخر اتصال منه ... اصرت على ابوها يبدل لها الرقم علشان ما تضطر او تضعف نفسها وترد عليه ويجرحها ... وهو رضخ لها وسوى لها اللي تبي ...
صحت من شرودها وتفكيرها على دخلة لمياء الهجومية ..
طالعتها بخوف والثانية ابتسمت :: آسفة اقلقت تفكيرك ... لكني بطلع الحين مع امي بروج اجيب فستاني وامر السوق بآخذ لي مكياج ... انتبهي لمهند تكفين ...
ابتسمت عذا لمهند الواقف جنب امه وحالته لله ... تعبان وحرارته مرتفعة والزكام ما رحمه :: تعال نوده عندي ...
مشى مهند وطلع لها السرير والتفتت عذا لأختها :: سارة بتروح معكم ؟؟
هزت راسها لمياء بالنفي وهي بتطلع :: تراها تحت تلعب بلاي ستيشن ... انتبهي لها لا يروح الوقت وهي ماتجهزت ولا تحممت .. زين ..!
هزت راسها بالإيجاب وبادلتها لمياء الإبتسامة وطلعت ...
رجعت عذا تشوف مهند اللي انسدح على رجلها وجذعه متمدد على السرير :: تعبان مهند ؟؟
رفع عينه الحمراء لها وهز راسه ..
ابتسمت له :: انا قلت لك لاتآكل ايس كريم بس انت ما تسمع الكلام ...
ارتجفوا كل الإثنين لما رجعت لمياء فتحت الباب بقوة وعينها راحت لعذا :: وانتي بعد تجهزي لاتنسين ..!! (( وركزت على الكلمة الأخيرة ))
تذكرت عذا اللي مقلقها اليوم ورجع الغم ينتشي في صدرها وسكتت ما ردت ...
ورجعت تمسح على راس مهند وهي تحارب دمعتها ...
كملت لمياء :: ترى يكفي النقاش اللي صار أمس .. مو اجي والقاك على حطة يدي ... وتكسرين خاطر عبدالله ...!!
رفعت لها عينها بتوسل :: لكنها بتجي يا لمياء ..
تنهدت الأخيرة بغضب :: وانتي وش عليك منها ؟؟؟ بتآكلك هي ؟؟؟ بكيفها احقريها وكأنها ولا شي ...
بلعت غصتها :: ما اقدر اعتبرها ولا شي ... وهي اللي سرقت مني اهم شي ..
تنهدت لمياء : عذا ما فيه وقت افتح معك النقاش اللي امس ... لكن تجهزي واتركي عنك الدلع وقوي قلبك ..
هزت راسها عذا :: جيبي لي ماونتن ديو ...!!
ضحكت لمياء بسخرية وطلعت ..
وابتسمت عذا وهي تحاول تضفي روح الدعابة على حياتها شوي ..
تبي تبتسم وتضحك مثل قبل ..
تبي تحس بروحها عايشة مع الناس مثل ماكانت تحس قبل لاتآخذ زياد ...
لكن هيهات ترجع لها هالأحاسيس مرة ثانية عقب اللي صار ...
الأحداث الأخيرة كسرتها ..
هزة جذعها الطري اللي مايتحمل عواصف الحياة ..
ورياح الألم والعذاب ...
سرقتها أفكارها وخيالاتها وودتها لبعيد ...
هناك وين ما تلقى زياد يبتسم لها ويداعبها بكلامها الغزلي المحرج ...
وين ما تشوف نظرات خوفه عليها ... وحبه لها ...
رجعها للواقع صوت مهند :: خاله عذا ...!!
ابتسمت له وهي تطالع عيونه :: عيونها ...
وعورها قلبها لما طلعت هالكلمة من فمها ... ببساطة تذكرته ....................!!
سألها وراسه على رجلها وعيونه تطالع الفراغ :: عمو زياد وينه ؟؟ أنا من زمان ما شفته ؟؟
لا يا مهند الله يخليك ...
مو وقت هالسؤال أبدا ..
يكفي جراحي اللي بدت تنزف من جديد .. ومو ناقصة سؤالك ...
سكتت عذا وماردت عليه ..
كل اللي سوته انها رفعت اصابعها الصغيرة لفمها تسكره علشان تمنع شهقة عنيفة بتطلع من بين شفايفها ...
حزن وأسى على اللي كان فراقها عنه غصب عنها ومو بخيارها ...
------------------------------------------------------------------------------------
طلعت الدرج مبتسمة ومنتشية سعادة ...
اليوم سألها عن علاجها اذا كانت أكلته والا لا ...
ابتسم معها وضحك ..
وفوق كل هذا سولف معها عن دوامه وعن موقفه مع ياسر ...
أشياء حلوة تغيرت فيك يا زياد ؟؟؟
الله يديمها ولا يحرمني من سعادتك يارب ...
وصلت للدور الثاني وعلى طول راحة للزواية اللي فيها الطاولة الخشبية وخذت من الصندوق النحاسي كسرة من البخور الملكي وحطتها في المدخن اللي في يدها ... وبعدها راحت متوجهة لجناحهم ...
دخلت وما حصلت زياد موجود ... ما مداها تعقد حواجبها متعجبة الا وهي تسمع صوت دندنته جاي من الحمام ... والمروش انفتح ...
ابتسمت وهي تتنفس بعمق مريح ...
زياد اليوم شي ...............!!
نزلت المدخن من يدها وراحت للدولاب تطلع ملابسه وتبخرها له قبل لايأذن العشاء ويطلع وبعدها يروح للعزيمة على طول قبل لاهي تسنعه وترتبه ...!
في هالأثناء كان هو زياد خالص من حمامه وعلى وشك انه يطلع ...
لف الفوطة على خصره وفتح الباب بكل اريحية وهدوء ومن دون لايسوي حس ...!!
رفع حاجبه مستغرب لما شافها معطيته ظهرها وتحوس في غرفة الملابس ... الظاهر اكتشف انها تبي تشوف له الثوب والشماغ ...
مشى خطوتين متوجه للسرير بيشوف جواله اللي سمعه يرن وهو يآخذ الحمام ...
لكن شد انتباهه شي ...
وشي خطير بعد ...
شي ما توقع انه في يوم من الأيام بيسويه أبدا ...
ولا حتى مر في خياله طيف اللي هو قاعد يسويه الحين ...!!
لف بوجهه لمراية الدولاب وشاف نفسه ...!!
وكيف تجرأت يا زياد على هالسوات ؟؟؟؟؟؟
تطلع من الحمام بهاللبس .. وعند سحر ؟؟؟!!!
وقف منتصب بطوله ويطالع نفسه بحقارة .... وذل ...
انت واحد خاين ومنافق وعذا صادقة لما قالتها لك ... يعني مو على أساس تحب عذا ؟؟
مو على اساس انك ماتبي تخونها ؟؟؟
مو انت اللي اصريت على رايك من تزوجت انك لعذا وبس .. ولا يمكن احد يشاركها ؟؟؟؟؟؟
وين هالكلام ووين هالوعود اللي قطعتها على نفسك الدنيئة ؟؟؟
والا نسيت نفسك ؟؟؟ وصرت عبد لرغباتك ...!!
لكن عذا هي السبب ... ايه هي السبب ..
من امس وخيالها مو راضي يفارقني ...
من امس وانا قلبي وعقلي وكلي عندها ومعها ...
من امس وانا في بيتنا القديم استرجع ذكرياتي معها ..
لكن هي وينها ؟؟؟
بعيدة عني ورافضتني من اساسي ورافضة تقابلني نتفاهم ؟؟؟؟؟؟
بلع غصته وهو يرجع للواقع ويرجع للصورة اللي قدامه ...!!
مهما كان ومهما تهور واللي صار صار ... لكن بتضل عذا هي نبض قلبه ... وحبه الأزلي..!!
تنهد ورجع للحمام مرة ثانية وسكر الباب عليه ...
رفع عينه وشاف نفسه بعد في مراية الحمام ... كأن الأقدار تبيه يشوف نفسه الحقيرة الكذابة ..!
وللمرة الثانية ما رضت نفسه عليه انه يسوي بعذا كذا من وراها .... لازم يحترم قلبه ومشاعره الطاهرة ناحيتها ...
ماقدر يتحمل صورته تقدم للمغسلة ورمى حفنة مويه من يده على المرايه .. عساها تشوش صورته وما يصير هو زياد ... الخـــــــــــــــــــــايـــــــــــــــــــــن ...!
بلع ريقه وهو يمسح على شعره وناداها ... :: سحر ...!!
وصلها صوته في التو واللحظة وتقدمت الأخيرة من باب الحمام :: زياد تبي شي ؟؟؟
تنفس بعمق :: جيبي لي سروال وفنيلة من الدولاب ...
ابتسمت سحر بوناسة :: ابشر ...
وراحت تركض ومن لخبطتها ماعاد عرفت وش يبي هو أصلا ...
قدرت تمسك نفسها وتنفست وخذت اللي هو يبي ..
وراحت له وعطته اياه ...
لبسهم زياد وطلع من الحمام .. ومباشرة لف بعينه لنفس مراية الدولاب وشاف زياد ثاني ...
زياد اللي يحاول قد ما يقدر انه ما يخون ذكرى وحب عذا ...!!
غض طرفه للأرض وعلى فمه ابتسامة سخرية ؟؟؟ لكن انت خنت حبها يا زياد ...
و في لحظة ضعف خنت الوعد اللي قطعته لها ولنفسك انك لها هي وبس ....!!
مشى بيلبس ثوبه وانتبه لسحر وهي تدخنهم له ...
وصراع مرير دار في داخله ...
هالبنت مو مقصرة عليه في شي .. وبالعكس تدور راحته بأي شكل ...
لاعمرها ضايقته ولا عمرها اشتكت له من رعونته ...
وهذي هي تبخر له لبسه وتدللـه ... ومن قده ...!!
وعلى كل حال هي وش ذنبها ؟؟؟؟
معقولة اعاقبها بجرم ابوها ...
لحظة زياد وانتبه لنفسك .. انت وش قاعد تقول ؟؟؟
وش فيك يا زياد انقلبت الموازين في حياتك ؟؟؟
وش فيك ماعاد تدري وش الأولويات اللي عندك ؟؟؟؟
وعذ وينها في حياتك ؟؟؟؟؟؟؟
وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه من عذا اللي نصف عذابي منها ...!!
مقاطعتني و معيشتني في جحيم الذكريات ...
كل يوم مالي غير بيتي القديم والبوم صوري ....
اشوفها واشبع نظري منها ...
اشتقت لها ياعالم والله العظيم اشتقت ...!!
ابيها بأي طريقة ... ابيها ترجع لي و انا مستعد ابيع الدنيا علشانها ...
ابي ارجع ايام اول ... وانا ادللها وهي تتغنج ...
ابي اسمع ضحكتها .. ابي اشوف غمازتها البريئة ونظرت عيونها الطفولية ...
ابي اسمع (( احبك )) من صوتها هي ...!!
ابي الف يديني والقاها هي اللي بينهم ؟؟؟
واقول لها وش كثر عذبتني في غيابها ووش كثر ولهت عليها ...
ابي اقولها يا عذا فراقك صعب ... صعب و زياد الرجل ما قدر عليه ....
تحملت فراق الوالدين ... تحملت فراق عبدالله لما سافر
لكن فراقك انتي مختلف وما ظنتي بقوى عليه ولا بد بيجي اليوم اللي بتشوفيني فيه منهار ...
وترى ذنبي في رقبتك هذيك الساعة ...!!
.....................:: نحن هنا استاذ زياد ...
تنهد زياد ورفع عينه ولمحها تبتسم ... ابتسم لها غصب وفي عقله يدور كلام مضمونه ..:
اللي يبينا عيّت النفس تبغيه ... واللي نبي عيا البخت لايجيبه ...
ابتسم غصب وهو يآخذ الثوب من يدها ...
سحر :: البس خلني ابخرك وانت لابس ... واحط لك دهن عود ...
ابتسم لها زياد :: مشكورة سحر ...!!
كانت بتحط يدها على فمه تسكته لكنها تراجعت وخصوصا لما شافت النظرة الغريبة في عيونه ... استحت وقالت :: زياد انا وانت ما فيه بينننا شكر ,,, (( ورفعت عينها عنه بتروح للتسريحة ))
تنهد ولبس ثوبه ومن شافته يسكر ازراره شالت مدخنها وبخرته وجابت دهن العود وبدت تحط له منه ...
توترت اعصاب يده ..
و عرق في فكه القائم بدأ ينبض من التوتر ومن قربها منه ؟؟
مايدري كيف من ساعات كانت قريبة منه اكثر من هالقرب ...؟؟؟
رفع عينه للسقف ينتظرها تنتهي ..
مايبي يشوفها ولا يبي عينها تجي في عينه ...
ومن خلصت تركها بسرعة من دون لايطالعها وراح للسرير ...
رفع جواله وشاف إتصال من نواف ....
تنهد وراح يدق عليه قبل لايأذن بيشوف وش عنده ...
اما سحر فالسعادة ما راحت من عيونها ...
لكنها من شافته يكلم .... راحت لغرفة الملابس شالت ملابسه القديمة وطلعت بعد ما التفتت له وابتسمت وهو بعد ابتسم ... وسكرت الباب وراها ...!
كانت في طريقها للتليفون بتحول الخط على الخدامة علشان تجي تآخذ الملابس ...
لكنها في لحظة ...
قررت ترجع للغرفة مرة ثانية .. علشان تآخذ باقي الملابس الوسخة وتعطيها لها مرة وحده تغسلها ...
وهذي هي لعبة القدر ...
وهذي هي الظروف تسيرنا على النحو اللي يتعسنا ويمسح الفرحة والبسمة من محيانا ..
ومن يوم ولادتك يا سحر .. ورب العالمين مقدر عليك هالرجعة للغرفة اللي طلعتي منها وانتي مستانسة ... قدر ربي ان سعادتك وتعاستك تبدأ من هالجناح ....!!
وكأنك رجعتي علشان تسمعين الكلام اللي احجم زياد عن تصريحه لنواف ردح من الزمن وما حصل وقت مناسب يبوح به الا هالوقت .....
وسمعتي اللي عمرك في حياتك كلها ما تمنيتي تسمعينه ؟؟؟
لامن زياد نفسه ولا من غيره .... !!
لكن تحملي ...
يمكن فيه شي احسن الأيام مخبيته لك ...!
-----------------------------------------------------------------------------------
وصلت لمقر الحفلة اللي ماقدرت تعتذر عنها بأي شكل ...
ريم ناشبة في حلقها مثل العظم في البلعوم والا لازم تحضرين ... !! " ينخاف من نواياك يا ريم "
وقفت قدام مرايات الزينة وبدت تعدل شكلها ...
وكيف تعدل الشكل مادام المضمون منهار ومنكسر ...
اللي سمعته اليوم كفيل انه يحطم الباقي من قلبها النابض ...
طالعت وجهها في المراية اللي قدامها ... والحمدلله ان فيه شي اسمه مكياج ...
على الأقل قدر يخفي علامات الصدمة المنحوتة على محياها ...
تنهدت بعذاب وتقدمت ترتب شكلها وشعرها ...
تفاجأت بريم من وراها وتدغدغها على خواصرها ..
التفتت لها سحر بقوة وابعدت يديها وعلى وجهها ابتسامة ..
ريم :: قسم انك حلوة وبتخربين عليها بعد ..!!
تنهدت سحر وهي تلعب بالروج في يدها :: في عيونك بس ... لكن هو ما يشوف غيرها ..!!
رفعت ريم حاجبها في غضب :: انتي متى بتخلص اوهامك اللي ذبحتيني فيها ؟؟؟ مو تقولين انه صار أحسن مليون مرة ؟؟ وش اللي قلبك فجأة ...
رفعت عينها لبنت خالتها :: اللي سمعته يقوله لنواف اليوم ... قلب موازيني كلها ..
تنهدت ريم ومسكتها مع يدها :: سحر أقسم لك بالله ان عذا ماعاد تبيه وعايفته .. ويا غبية هذا هو وقتك تثبتين وجودك ... وإن كان زياد قال لنواف انه لازال يحب عذا ... يمكن بكرة يكلمه ويقول له اني احب سحر أكثر ...
ابتسمت سحر بتعب واعياء ... ويا ليت هذا هو كلامه لنواف ...
ياليت كذبتها على ريم تكون حقيقة ...
ياليت هذا هو اللي سمعته و انه يحب عذا بس ... ليت ...!!
دموعها على وشك انها تنزل لكنها تماسكت لما شافت العنود بنت خالتها جاية تسلم عليها ...!!
تصافحوا الثنتين وخذوا سلامات بعض وعين ريم لازالت على سحر ...
ومن راحت العنود تقدمت ريم :: اسمعي سحر .. ابيك تتدلعين وتتغنجين قد ما تقدرين علشان عذا تيأس من زياد ...
طالعتها سحر :: وليش هذا كله ؟؟
ابتسمت ريم بقهر :: خلي سويرة تلتاع ويعورها قلبها على اختها ... ترى هالبنت مطلعة الشياطين من عيوني ... تقهرني هي وكلامها اللي ما يتثمن ..!!
..... : وانتي بتقهرين عذا والا سارة ؟؟؟
حركت ريم فكها بتفكير :: تقدرين تقولين الثنتين ... ابي عذا تيأس من زياد اللي خذته وهي ماتستاهله ... وابي سارة تنقهر أكثر وأكثر ..
حركة سحر كتفها بلامبالاة والتفتت مرة ثانية للمراية ...
شافت ريم تتحرك من وراها وهي تروح استجابة لمنادة امها ...
طالعت سحر روحها في المراية وشافت انه وجهها احسن بكثير وملامحها هدت شوي ...
صدق ان قلبها ملتاع ...
لكن في النهاية هذي هي فرصتها ولا زم تكسب زياد ...
لازم تحسسه انها مو سلعة اشتراها علشان يضمن حياة اخته ...
تبي تعلمه انها وحده تستاهل التضحية اكثر من هالعذا اللي ان شاء الله بدأ ينساها ..
وهالشي شافته امس ...
واليوم الصبح ...
ولحد قبل شوي ...!!
رفعت حاجبها في تحدي ...
وضبطت روجها الوردي ...
وقفت تشوف نفسها نظرة أخيرة في المراية ... وبعدها راحت للمجلس ...
.
.
.


وقفت سيارتهم قدام البيت ...
بيت الأشباح على قولة سارة ...
حست بكتلة حديد كبيرة وكأنها تسكر على مجرى تنفسها ...
وشلون طاوعتهم ومشت على هواهم وجت للجحيم برجولها ...
وشلون بتواجه البنت اللي خطفت من قلبها حياته ... ومن حياتها الوانها ...؟؟؟
وصلها صوت لمياء :: يالله عذا ما بتنزلين ؟؟؟
التفتت لها وعيونها تنذر بهطول امطار وما ردت ...
تنهدت لمياء ومسكتها مع يدها :: اذكري الله وقوي قلبك ... ترى كلما صرت ضعيفة كلما صرت سهلة ويستفزونك ... قوي قلبك مو علشانهم علشان اخوك وتثبتين لهم ان اللي يخونك ويبيعك ماعاد يهمك ...
بلعت عذا ريقها وحاولت تبتسم ونزلت مع اختها تحت مرأى أسامة اللي قلبه يتفطر على اخته ...
الوحيدة اللي يحس تجاهها بالرحمة والشفقة ... والحب أكثر من اخواتها الباقيات ...
طيبة وقلبها طاهر وماعندها مشاحنات مع احد او تكره احد ..
مرتاحة ومريحة .. لكن الدنيا ومشاكلها ما تترك احد ...
نزل الجميع ودخلو االبيت ...
حصلوا الكل في استقبالهم ...
ام ريم واختها وعماتهم والكل تقريبا ...
سلموا بيت ام عبدالله على الجميع وكذلك بيت عمهم والجدة ...
شافوا ندى وهي جاية مقبلة لهم ووجها يشع فرحة وسعادة بوصولهم ...
تجهم وجه عذا من شافت ندى وحست بالغثيان لأنها ذكرتها بزياد ...!! وحياتها معه ...!!
تقدمت ندى وسلمت على الجميع ..
ومن وصل دور عذا ... رصت ندى على يدها وابتسمت بأسف ..
أما عذا فما قدرت تستمر على شعورها الغبي وابتسمت لبنت خالها وهي مقتنعة انها في الحقيقة مالها ذنب ...
لكن انتي تعرفين نص الحقيقة يا عذا .. مو كلها ..؟؟؟؟
وعموما حتى وان كانت ندى هي اللي خاطبة لأخوها ...
فيبقى زياد رجل .. وله كلمته اللي لايمكن تنزل الأرض ..
ابتسمت ام عبدالله :: يالظالمة يا ندى من متى ماشافناك ؟؟ ما تقولين لي عمة تشتاق وتوله ؟؟
ابتسمت باحراج :: عمة والله اني تعبانة من هالمغوص والألم .. ودي اولد وارتاح ...!!
ضحكوا عليها وكملت ام عبدالله :: مهما كان تعالي زوريني ... خليني اتطمن عليك ..
تنهدت :: والله اني اتصل عليك يا عمة كلما اشتقت و ولهت .. وولا يهمك قريب بزورك ..
رفعت سارة حاجبها :: والا مستعرة من فعلة اخوك ومو مستعدة تواجهينا ؟؟؟
انفتحت عين ندى بصدمة وبلعت ريقها .. واللي على راسه بطحة يحسس عليها ...
عصبت ام عبدالله وهي تشوف ملامح عذا اللي انقلبت سوداء ..
وشردت بتفكيرها لشي ماتدري وش نهايته ..
صرخت بصوت عصبي :: ســـــــــــــــــــارة !!
التفتت لأمها بنفس وضعيتها :: يمه لاتعصبين علي وانتي مقتنعة باللي قلته ...
حاولت ندى تهدي الوضع :: انتي صادقة يا سارة ... لكن مو لدرجة استعر من اخوي ؟؟؟
ابتسمت لهم وراحت عنهم ... مالها وجه تواجههم وهي تشوف عذا بهالوضع المنكسر ..
وعمتها لازالت تداريهم ولا شالت في خاطرها ... حرام يقابلون إحسان هالعائلة لهم بمثل هالفعلة اللي كانوا عارفين بنتايجها من البداية ؟؟
سكتت ام عبدالله عن سارة وماحبت تزيد كلام عن اللي قالته ..
خصوصا انهم في عزيمة ومو حلوة علشانهم يتهاوشون ...
دخلوا المجلس وضربات قلب عذا في تزايد ... كله خوف من انها تواجه هالسحر ...
قبل لاتجي دعت ربي من كل قلبها انها تمر هالعزيمة على خير ويحقق لها اللي في بالها ...
وتشوف زياد وما تشوف سحر ..
على الأقل تملى عينها منه ... مو هي اشتاقت له ..؟؟؟ وهالشي صرحت به لنفسها ؟؟؟
كأنها تبشرت بالجنة من جالت بنظرها في المجلس وما لمحتها ؟؟
يارب انها ماجت (( هذا اللي كان يدور في خاطر المنكوبة عذا )) ...
من خلصوا وعلى وشك انهم بيجلسون ..
جت لهم ريم تبتسم وتقدمت لأم عبدالله : يا خالة باقي المجلس الثاني ... فيه حريم عمومتي وباقي البنات علشان تتعرفون عليهم ...!!
ابتسمت ام عبدالله :: ابشري .. وكم ريم عندنا ؟؟؟
قرصها قلبها ريم من كلمة خالتها ... وفي لحظة حست انها نذلة وخسيسة .. لأنها عارفة بمجرد ماتتضايق عذا يعني خالتها بتتنكد .. وهي ماتبي هالشي ... تحب ام عبدالله وتغليها وكأنها امها ... لكن البنات هم اللي قاهرينها .. وأكثر شي هالثنتين وبس ..!!
بلعت غصتها ريم ومشت مع الجميع للمجلس الثاني ...
كانت عذا شبه مغمضة عيونها لأن نفس المشاعر رجعت ؟؟؟
يعني مالقتها في هالمجلس ؟؟ احتمالية كبيرة تحصلها في الثاني ...!!
دخلوا يتقدمهم ام عبدالله وسارة ..
بينما لمياء وعذا متأخرين شوي ...
وهذا هو مصيرك يا عذا .. وقدرك المحتوم ...
الله كاتب انك تواجهينها سواء الآن والا بعد حين ...!!
ما استجاب ربي دعائك للأسف ... وهذي هي واقفة قدامك بكل شموخ وهيبة تبتسم بفرح والسعادة تشع من عيونها ...!
بلعت عذا ريقها ومشت مع اهلها ...
كانت في صراع داخلي ؟؟ هل تسلم عليها اولا ؟؟؟؟
ما انتبهت لنظرات سارة اللي تخزها .. والا للمحات لمياء اللي تعطيها اياه كل شوي ...
وتواجهوا بالعيون .. وكانت هذي هي البداية ...!!
مشت عذا لحد ما واجهتها ...
وانصدمت من اللي شافته وماتوقعته ...!!
كانت مشرقة بابتسامة سعيدة تنم عن راحة نفسية ...
يعني هي وزياد متفقين .. وفوق هذا مبسوطين ؟؟؟
والا ليش عيونها تلمع فرح .. وخدودها موردة من الحياء والسعادة ... كعروس !!؟؟
كانت سحر بفستان خليط ومشجر من الحرير الفوشيا و الأوف وايت والأورنج ... وألوان الفستان عاكسة على وجهها بالمكياج الوردي الهادي والشعر الناعم الكستنائي المسدول بنعومة على اكتافها ...
كانت جميلة وجذابة ... وهالشي ما تنكره اي عين تشوف سحر في هالمشهد ..
أما عذا فكانت بفستان اسود شيفون ناعم وقصير ...
وكأنه يعلن الحداد على وفاة قلبها عند اعتاب باب " بيت الأشباح " ...
يعلن حداده على وفاة حب زياد في قلبها .. اللي ماكان ينبض غير باسمه ...!!
تقدمت منها عذا والدمعة تعتصر نفسها تبي تنزل .. لكن عذا محصنتها ... ومانعتها من التهور ..!!
وقفت تواجهها ... بشبح ابتسامة !!
بينما سحر تبتسم بتشدق ...
ومن وسط جروحها ... واعصار الألم اللي في داخلها ... قدرت تجذب كلمتين :: مبروك . . . . . . عليك . . .. . . . . زيــــــــاد ...!!
ابتسمت سحر بتزييف وهي تمد يدها البيضاء النحيلة :: مبروك علينا زياد انا وانتي ...!!؟
هالكلمة وبس ..!! وعرفت سحر نقطة ضعف المسكينة عذا ....!!
و هذا هو الشي الوحيد اللي ماكانت في حاجته لأنها ماتبي تصيح ...
ماتبي احد يذكرها بخيانته ... وان ثنتين صاروا شريكات فيه .. وهو مرة يتملق عند هذي . ومرة يقول لهذي احبك ...!!؟؟؟؟؟ الكــــــــــــــــــــذاب ...!!
انقذت سارة الموقف لما وصلت ووقفت بمحاذاة عذا .... كانت نظرتها حادة وثاقبة بعيونها العسلية الوسيعة الشبيهة بأبوها أكثر شي ....
كانت تطالع سحر من فوق لتحت من دون لاتبتسم او تعلو ملامحها اي انفعالات ...
وبعدها ابتسمت بسخرية وبحاجب مرفوع:: صح ... نسيت ابارك لك فضلة زياد ....!!؟؟؟
شهقت عذا وحطت يدها على فمها ونظرها راح لسارة ... ودمعتها اللي لمعت بعينها نزلت من الزاوية ....
سكتت سحر لكنها انتبهت لردة فعل عذا ... وابتسمت بعد ما قدرت تقاوم وتمسك نفسها من الإنهيار :: ما اشوف اختك نست هالفضلة ...!!؟؟؟ او تخلت عنها ..!؟
صرت سارة على اسنانها :: حثالة ... انتي وااياه حثالة ...!! وما تستاهلون تكونون بشر من مشاعر وأحاسيس ؟؟
مسكتها عذا من كتفها :: سارة خلاص ... يكفي ..
دفتها قدامها ومشت معها ...
ولو على سارة كان كملت تهزيء ...
اما سحر وقفت مكانها جامدة ... ردة فعلهم قوية ماتوقعتهم بهالصورة الحقودة ...
لكن كل هذا في صالحها ...
بكل هالحقد تقدر تواجه زياد ... وتوضح له انها هي الأفضل ..
وان كلامه اللي سمعته يقوله لنواف اليوم ...بيندم عليه ... أشد ندم ؟؟
لأنها مو سلعة ... ومو جسر يقدر يوصل عن طريقه للي يبي وبعدين ينساه ....
لازم تكون لها بصمة في حياته ... وهذا هو الشي اللي قالته لها ريم .. وقبلها ندى !!!
اما الثنتين مشوا في طريقهم ..
سارة تتحرطم وعذا دموعها انصبت من عينها وهي منزلة عيونها للأرض ...
انتبهت سارة عليها والتفتت :: عذا لاتصيحين ترى مو وقته ...
شهقت عذا بصوت مسموع وعيونها لازالت للأرض :: سارة لاتقولين عن زياد فضلة ... الله يخليك لاعاد اسمعك تقولين هالكلمة ... ولاتقولين عنه حثالة ... تكفين .!
فتحت سارة عينها على الآخر ولفت تواجه اختها ووقفوا في نص الطريق :: ما يهون عليك عقب كل اللي سواه ؟؟؟
بلعت عذا ريقها وهي ماتدري وش صار لها وتأثرت من كلامهم عنه ...
مسكتها سارة مع كتفها وسحبتها لدورة المياه :: انتي مجنونة وبايعة نفسك ... وين اللي بتصير قوية وتواجهه ... وين اللي بتنسى الدموع علشان ترتاح من همه ؟؟ ما تشوفينه وشلون يحبها ومريحها ومرتاح معها ؟؟؟ ماتشوفينها وشلون الوناسة باينه في عيونها وكأنها فعلا عروس ؟؟؟
انتي وشو ؟؟؟ ماعندك كرامة ولا عزت نفس ؟؟؟ ماعندك شي اسمه شخصك ولازم تحترمينه ولا تبتذلينه ؟؟؟ عذا ترى بتندمين لو مشيتي ورى هواك .. بتصير نفسك رخيصة وساعتها مابيفيدك شي وبتندمين ...!!
انهارت عذا وهي اللي موقد هالكلام ... مو قد تضغط على نفسها وتصير قوية لأنها هي مو قوية من دونه ... هي قوتها فيه ... وشلون اذا فقدته ؟؟
انهارت على سارة وزاد نحيبها واخترب مكياجها ..
اختبصت سارة ماعرفت وش تسوي وفي نفس الوقت ندمت لأنها ضغطت على اختها وهي اصلا اليوم ماتتحمل شي ...
طلعت جوالها وعلى طول اتصلت على لمياء تبلغها ...ودقايق كانت لمياء عندهم .. دخلت وشافت عذا متسندة على الجدار وسارة تحاول تهديها ..
تنهدت لمياء وتقدمت منهم ...
حاولت تمسك عذا وتهديها والثانية استجابتها بطيئة ...وانفعالها قوي ..
التفتت لمياء لسارة :: وش صار لها ؟؟
هزت سارة كتوفها :: مادري من شافت سحر وهي بهالوضع ...!!
حاولت لمياء تتبطب عليها وتمسح دموعها .. لكنها كلما مسحت دمعة نزلوا مكانها عشر ..
حاولت تكلمها تفهم منها شي لكن الثانية محجمة عن الكلام ومكتفية بالصياح ...
تنهدت لمياء :: يعني تبينا نرجع للبيت ؟؟؟
رفعت عذا عينها المليانة دموع ومحتاسة بالكحل ..:: ابي زياد ...!!!
طارت عيون اخواتها الثنتين وعصبت سارة .. تقدمت منها وبالسبابة راحت تضرب على جبهة عذا :: انتي فاقده والا مجنونة ؟؟؟ ماتفهمين عربي ؟؟
عصبت لمياء من تصرف سارة لكنها عاذرتها :: سارة انتي ماعليك روحي لأمي علشان ماتفقدنا وانا خليني معها اسكتها واصلح مكياجها شوي ونلحقكم ...
تنفست سارة بعمق ولفت نظرها للمياء :: بروح .. لكن قولي لها ان هالزياد مايبيها خلاص خلها تنساه ..
هزت لمياء راسها وتنهدت سارة بألم على عذا وطلعت عنهم ...
حاولت لمياء تمسك عذا من كتوفها وتهديها :: عذا وش صار لك ؟؟ وش تبين في زياد وش اللي خلاك تنهارين لهالدرجة ...؟
شهقت عذا وعيونها للأرض وصارت تتكلم بعبارت غير مترابطة :: ابيه يالمياء ابيه ...!!! والله العظيم اشتقت له بقوة .. لمو ابي اقول له ليه خليتها تصير ضرتي ؟؟ ليه تزوجت سحر بالذات من كل بنات العالم ؟؟؟ بسأله ليه باعني واشتراها ليه ؟؟؟؟؟؟ لأنها احلى مني ... والا لأنها اقوى مني وما تنهار بسهولة ودمعتها صعب نزولها ...!!
حاولت لمياء تبتسم :: هو جاك وانتي رفضتي تقابلينه ؟؟؟
بلعت عذا غصتها :: ولا ابغى اشوفه ؟؟؟
ضحكت لمياء على اختها اللي ماتدري وش تبي لكن عذا زاد صياحها أكثر ورمت نفسها على صدر لمياء ...
والأخيرة راحت تهديها بقد ماتقدر وتواسيها ...
لحد ما هدت ... وعدلوا لها مكياجها باللي قدروا عليه ... وطلعوا للمعازيم ..
لكن بعيد عن سحر........................!
-----------------------------------------------------------------------------------
من دخلوا عيال عمته المجلس وعرف انها موجودة في نفس البيت ..
حس بمغص شديد في بطنه ...
حس بألم قوي يعتصر قلبه وأمعائه ...
قريبة منه ومايفصله عنها الا جدار . ومع ذلك ما يقدر يشوفها ...؟؟؟؟
كانت عينه على أسامة ... الأقرب اشباه لعذا قلبه ...
يطالعه ويملى عينه من شوفته .. على الأقل من ريحة الغالية ...
خصوصا انه زارهم مرتين لكن في كلهم ولا مرة طلع له اسامة ولا حتى سلم عليه ...
اكيد للحين شايلين في خاطرهم علي ...
تنهد وقام من مكانه وراح لعبدالله .. صديقه واخوه وعزوته في هالدنيا ...
ابتسم وهو يقبل عليهم ... لكنه ما شاف البشاشة في وجه اسامة ...
وشاف المجاملة في وجه عبدالله ..
اما محمد فكان يبتسم له من دون لا يوضح هوية مشاعره تجاه الشخص اللي كسر قلب بنته ...
سلم عليهم ولما وصل لأسامة الأخير ما اعطاه وجه ... وراح يطالعه من فوق لتحت وما رفع يده ..
انحرج زياد من هالتصرف ... وانحرج ابو عبدالله كذلك :: أسامة ... استح على وجهك ما خبرناها من سلوم الرجاجيل ...
التفت اسامة لأبوه بابتسامة :: اذا انت نسيت هو وش سوى في عذا ترى انا مانسيت ولا سامحت ... (( وجه نظره لزياد )) ولو هو ناسي أذكره ...
بلع زياد ريقه وما عرف يرد ...
أما اسامة فتركهم وراح يجلس بعيد عنهم ...
عقب اللي شافه من شوي في السيارة وردة فعل عذا .. ما قدريتحمل شوفة زياد ...
وده يذبحه بس ليت كل شي يبيه يقدر عليه ...
التفت ابو عبدالله لزياد :: عن اذنك وانا عمك بروح اسلم على ابو مشاري ..
ابتسم زياد :: اذنك معك يا عمي ..
راح ابو عبدالله وبقى الأصحاب هم اللي متواجدين ..
ابتسم زياد :: مبروك التخرج مرة ثانية .. والله وصرت نجم الحفلة ...
ابتسم عبدالله :: الله يبارك فيك وماعليك زود ...
كان الرد رسمي جاف ... ماتعوده زياد من عبدالله ابدا...
حاول يغير الموضوع او يلطف الجو .. او اي شي المهم انه يسولف مع عبدالله ..
...........:: هديتك محفوطة عندي ترى .. لا تظن اني نسيتها ...!!
ابتسم عبد الله وحط يده على كتف زياد :: ما قصرت يا ولد خالي ... هديتك وصلتني ... وما ظنتي بلقى اغلى منها ؟؟؟
غمز له زياد وكانه بيتكلم لكن هز راسه عبدالله ينفي بأسى ويقاطعه :: قصدي سحر مو شي ثاني ...!!
و رفع عينه له بعد ماكان منزلها للأرض .. واستأذن من زياد وتركه وراه ...
بلع الأخير ريقه بصعوبة ...
كلهم راحوا وتركوه ؟؟؟
كلهم تفرقوا وواضح انه مايبون يجلسون معه ؟؟
شايلين على خاطرهم وللحين ما سامحوه ؟؟؟
يا زياد وش سويت ؟؟
وش خربت على عمرك ووش خسرت ...؟؟؟
انت ما خسرت عذا وبس ..؟؟
انت خسرت عمتك وعائلتها كلهم ... عمك محمد ،،،، اسامة ،،،،،،،، والأهم عبدالله ؟؟؟ اخوك واعز ربعك ؟؟؟ ماعاد بقى لك احد يا زياد ؟؟؟ واللي تحبهم تركوك .. وهم موجودين ...!!
اللي انكسر لازم يتصلح ... " هذا هو اللي قرره زياد ... "
طلع جواله من جيبه واتصل على ندى ...
بيتفق معها .. ويسألها ..
عسى هاليوم يكون فاتحة خير عليه ....
ويشوفها ...!!!
-------------------------------------------------------------------------------------

بعد ما خلصوا من العشاء بوقت ...
بقت عذا جالسة قريب من المغاسل الخارجية ... كله على أمل انها تشوف سحر بروحها واقفة علشان تسألها السؤال اللي يدور في بالها ومعذب قلبها ليل ونهار ...
وهي عارفة ان محد بيجاوبها عليه غيرها هي وبس ...
بتخليها تحلف انها تقول لها الصراحة ولا تكذب عليها .. لأنها ملت الكذب والخداع ...
كانت سحر واقفة ومعها العنود بنت خالتها يضبطون اشكالهم عند المراية ...
مشت عنود وكأنها بتروح ... ومن انتبهت لها عذا راحت ،، قربت شوي علشان تقدر تمسك سحر لا تروح هي الثانية قبل لاتلحق عليها ....
كان قلبها يدق بسرعة وتنفسها مضطرب ومو عارفة كيف بتواجه سحر مرة ثانية او تكلمها ...
بمعنى آخر استغبت نفسها على الشي اللي بتسألها اياه ؟؟؟ لكن وش تسوي لازم تشفي غليلها وتطفي اللهيب اللي مشتب في ضلوعها ...
وقفت بعيد شوي تنتظر العنود تروح ...
التفتت العنود لسحر وهي تضحك :: من يوم زواجك وانا قايلة لك انه مايقدر يعيش بدونك ..!
ضحكت سحر وهي تحط روج :: لا والله بس من جد فاجأني لما طلع لي فوق و تارك العزيمة ويقول لي ترا انا ما صعدت الا علشان اقول لك اني احبك ...!!
العنود :: بعذره ما ينلام الضعيف ... انا يوم شفتك عجبتيني وشلون هو المنكوي بنارك ..
شهقت بألم وحطت يدها على فمها تمنع صرخة عذاب لا تطلع من جوفها المحترق ...
والسؤال اللي تبي تسأله جاوبت عليه سحر من دون لاعذا تحتاج انها تروح لها مرة ثانية وتتكبد مشقة ملاقاتها ...
لفت للزاوية تختفي عن الأنظار شوي ووسندت ظهرها للجدار وهي ماعاد تسمع شي غير طنين اذنها المزعج وصدى كلمات سحر ......
نزلت دمعتها غصب عنها وهي تحاول تكابدها لا تنزل وتفضحها ...
مشت بخطوات مهزوزة بعد ما قدرت تحرك رجولها اللي التحمت مع الأرض من هول اللي سمعته ولا توقعته ... يعني بهالسهولة نساها ؟؟؟
مشت بغير هدى وماتدري وين بتروح والا وين الطريق ...
تقابلت مع ندى بنت خالها اللي تفاجأت من منظرها ... لكنها ما علقت وهي عارفة وش السبب فماله داعي تزيد الموضوع فوق طاقته ..
ابتسمت وراحت لها :: يالله عذا اهلك بيروحون ؟؟؟
رفعت عينها لندى وهي مصدومة وباين انها ضايعة في افكارها ... وهزت راسها بالإيجاب ..
تركت بنت خالها بتروح تطلع ... وقلبها ينزف دم وياليتها ما انتظرت ولا فكرت تسأل ...
مشت ندى وقلبها معورها على عذا اللي ماتتحمل شي في هالدنيا و فجأة صارت في هالموقف الأليم اللي هي نفسها ندى ماكانت في يوم بتتحمله .. وشلون وهي عارفة بعمق محبة عذا لزياد ... واللي ماتقارن بمحبتها هي لمشاري ...!؟
وصلت لعنود وسحر اللي كانوا لازالوا يضحكون عند المغاسل ... :: خير ان شاء الله ضحكونا معكم ؟؟؟
التفتت عنود لها :: سلامة قلبك ... بس قُصيّ ولدي طالع لسحر يوم كانت فوق مع ريم وقال لها انا طالع لك علشان اقول لك احبك ...
ضحكت سحر :: ولا يفوتك يقول لأمه اخطبي لي بنتها اذا جابت بنت ...!!
ضحكت ندى :: وينك يا زياد تسمع منافسينك ... وبعدين انتي خفي شوي على هالمراهق ترى بتذبحينه ... لاعاد تلعبين معه وتسولفين خليه يستحي منك ترى كبر عليك ..
ابتسمت سحر بانقباض صدر :: ما اقدر تعودت عليه واحس اني استانس معه اعتبره اعز اصدقائي ...
مشت عنود وهي تقول :: المهم لاتضيعين مستقبل ولدي ترى توه في ثاني متوسط ... بكره اذا كبر وجيت اخطب له قال لا انا قلبي متعلق في سحر وماعاد ابي غييرها ...
ضحكوا كلهم ومشوا داخلين للبيت يشوفون معازيمهم ويودعون اللي بيروحون منهم ؟؟؟!!!
.
.
.
بقدرة قادر لبست عبايتها بشكل ماتدري وشلون ؟؟
لكنها في النهاية تأكدت من انها متغطية قبل لاتطلع للشارع ...
تلفتت تدور امها او اخواتها لكنها مالقت احد ... وقالت لها ريم انهم سبقوها وطلعوا ...
خذت نفس عميق وهي تحضن شنطتها لصدرها وتقربها منها وكانت تمشي في الممر الرئيسي اللي يودي للباب الخارجي بروحها ومعها أفكارها وبس ..
بلعت غصتها ووقفت دقايق قبل لاتطلع علشان تمسح دموعها وماتنتبه لها سارة او لمياء ...
تنفست بعمق وطلعت ... وهي تحاول تتناسى اللي صار واللي سمعته ...
لكن ما امداها تمسح دموعها من موقفها مع سحر الا وشافته هو براسه ...
بطوله وعرضه واقف قدامها بشحمه ولحمه وجاذبيته ويسلم على امها ...

جمدت اطرافها من المفاجأة ...؟؟
من زمان ما شفته بالقرب هذا أبدا ...
كان قريب منها بقوة لدرجة انها قدرت تشوفه وتلمح نظرة عيونه الموجهة لها ...
بتبلع غصتها .. بتمسح دمعتها ...!!
على الأقل تتنفس وتسحب أكسجين لأنها بتموت . لكن لاحياة لمن تنادي ..
أحااسيسها واطرافها ومشاعرها وكل شي حيوي فيها وقف عن العمل وكل حواسها توجهت لزياد ..
اللي وقف سيارته قدام الباب مباشرة وكأنه مستقصد هالشي علشان تطلع هي في وجهه وما يكون لها عذر انها ماتشوفه ...
كان على أمل انها اذا شافت الحزن في عيونه ترحمه ويكسر خاطرها ...
لكن هيهات يا زياد يحصل اللي تبيه عقب اللي سمعته عذا واللي صار في العزيمة ...!
لمحت ام عبدالله نظرات زياد الموجهة وراء ظهرها فالتفتت على طول وكأن قلبها قال لها من المتوقع يكون وراها ؟؟؟
ابتسمت من عرفت انها عذا ومتجمدة في مكانها ...
ماكانت تبي هالشي يصير لبنتها لكن القدر اقوى من رغباتهم ...
ما احرجتها ولا طلبت منها انها تتقدم تسلم ... سكتت وقلبها مولع نار على الحال اللي وصلت لها اقرب وحده من بناتها لقلبها ...
البنت اللي كانت تذكرها بنفسها أيام شبابها وايام زواجها من ابراهيم والألم اللي عاشته بسبب تسلطه ودكتاتوريته ..
وعقبها زواجها من محمد ...!! وهذي هي النقطة اللي تخوفها أكثر شي ...
ياخوفها نصيب بنتها يصير مثلها ... وهي اللي ماتبي هالشي يصير ..؟؟
كيف والأطراف في الموضوع هم بنتها وولد اخوها ...!!
يعني لما تشوف هذا يعورها قلبها ...ولما تشوف بنتها اللي ماتجاوزت الـ 19 سنة وتحمل لقب مطلقة تتفطر أوردتها من الهم والحزن ...
أما نظرات زياد فكانت ثواني وتخترق جسدها الصغير وتكسره ...
او يمكن كسرته خلاص .....!!
زادت رعشة يديها الصغيرة على صدرها .. وراحت نظراتها تجول حولها تبحث على الأقل عن سارة تسندها وتتكلم عنها ... لأنها باختصار فمها متصمغ وماتقدر تنطق حتى بالزفير ...!!
مسك سام مقبض الباب وهو يشوف اخته لازالت واقفة وكأنه حس بموقفها وأحاسيسها اللي تحس بها في هاللحظة ...!!
وقفته لمياء :: سام اتركها تتصرف بروحها ... لمتى بنكون معها ونتكلم عنها
التفت سام : ماتشوفينها يالمياء وشلون واقفة بخوف .. وهالحيوان متقصد هالشي .. لكنه بيندم والله لأوريه
راح بينزل لكن لمياء صرخت عليه :: اسامة ما اظنك تتمنى الشر لأختك ... خلاص اتركها مع قدرها .. يمكن الله رايد لها خير على هالموقف ...
طالعها سام مستغرب :: يعني تتمنين رجعتهم يا لمياء ؟؟؟
تنهدت وما ردت ..
صر اسامة على اسنانه :: عقب اللي سواه تبينها ترجع له ؟؟؟ على جثتي لو فكرت ترو ح له ... على الأقل خله يتأدب على اللي سواه ..!
طالعته لمياء وهي تحاول تمسك اعصابها :: أسامة خلها تتصرف من نفسها لا تروح هناك ؟؟؟ إن كانت تبي تقابله خلها توقف وتقابله وترتاح نفسيا .. وإن كانت ما تبي تكلمه ؟؟ فاتركها تتصرف ..
سكت اسامة وهو يغلي من داخل ... مقهور من هالزياد اللي حس فجأة انه منقرف منه ويتمنى لو انه ما فكر في يوم يوقف في وجه عذا ويقول لها ترفض مصعب علشانه ...!!
أما هي ...
فجمدت الدمعة على اهدابها ...!
وقفت نظراتها عليه ... او بالأحرى على عيونه !!!
افتقدتها وافتقدت راعيها ... !!
حنت له ولأيامها معه ...
اشتاقت لصوته وكلامه ...!!
صحاها من هواجيسها لما قال :: كيف حالك عذا ؟؟؟
كل جبال الجليد في العالم لا يمكن تنافس برودة اطرافها في هاللحظة ...
والدم اللي يمشي في عروقها تجمد ووقف في مكانه ...
والأدرينالين ما عاد يفرز ..
لكن بمجرد ما شافته يطلع الدرج بيوصل لها انتفضت وما حبت هالشي يصير أبداً ...
حركت رجولها تبتعد عنه ومشت لحد ماوصلت للدرج في اقصى اليمين .. بعيد عن الوسط وبعيد عن زياد نفسه ...!!
كانت تحس بنظراته عليها لكنها تجاهلتها ...
وهاللحظة ماعاد صارت تشوف غير سيارة أسامة اللي قدامها على طول ...
واللي امها تركتها متوجهه لها ...!!
ليه تخلوا عنها ؟؟؟؟
كانت بتلحق امها وتروح ...لكن يده وقفتها وهي على أول درجة بتنزل ...
كانت مثل كتلة النار على كتفها ... حرقتها وشوهتها ...
غمضت عيونها بألم وهي تحس بالأنهار تسري على خدودها ...!!
...............:: لهالدرجة ما اشتقتي لي ؟؟؟
ما اشتقت لك ؟؟؟ ليه أنا مخلوقة من حديد علشان ما احس بغيابك ؟؟؟
شايفني كتلة حجرية ما أفقد اعز الناس على قلبي ؟؟؟
الناس اللي عشت احلى ايام عمري معهم ؟؟؟
وهذالكلام كان يدور في خاطرها من دون لاتلتفت عليه ...
........:: طيب على الأقل طالعني ...
ما قوت ترد طلبه ... لأنها ببساطة اشتاقت له ...!
بلعت ريقها ولفت وجهها له .. أو الأصح جسمها كله ...
والتقت عينها بعيونه ...
ومن شافها تطالعه ابتسم لاشعوريا .. وهو يحس بالحياة رجعت لقلبه من جديد ...
هذي هي عذاه الصغيرونة اللي ممكن يموت ولا احد يحرمه منها ...
بلع ريقه وهو يشوف الدموع في عيونها المنزلة للأرض :: ماعاش اللي تنزلين دمعتك عليه ..!!
شهقت وهي اللي تحاول تمسك عمرها :: وانت للحين شاطر في الكلام وبس ..؟
ضحك من أعماق قلبه ... كم هو مشتاق لعتابها ..
كم هو مشتاق انه يسمع صوتها ...
هالصوت الناعم الخفيف يفتح شرايينه ويسمح لقلبه يضخ الدم ...
كان بينزل خطوة لكنها نفرت منه وابتعدت ... ومن شاف ردة فعلها فضل انه يبقى في مكانه على الأقل يشوفها من هالبعد ولا ينحرم منها ..!
تنهد وأخيرا نطق :: عذا ترى هالحال مو حال ... ولا عجبني أبـ ـ
قاطعته :: مو لازم يعجبك المهم يعجبني ؟؟
رفع حاجبه مستنكر :: يعجبك تكونين بعيدة عني ؟؟؟
هزت راسها بالإيجاب وهي تبلع ريقها و ما تدري وش هببت وش قالت وليه قالت كذا أصلا ..
انصدم زياد من ردها وماتوقع انها بتجرحه ..:: عذا انتي متاكدة من اللي قلتيه ؟؟
هزت راسها لاشعوريا وهي تكابد دموعها اللؤلؤية اللي تنزل بدون ماتشاورها ...
ابتسم بألم :: أهون عليك تقولين هالكلام في وجهي ؟؟
شهقت وهي تصيح منهارة من كلامه :: مثل ماهنت انا عليك ورميتني ؟؟
بلع ريقه :: عذا انا مارميتك ... أنا ظروفي صارت اقوى مني
صرخت عليه :: ظروفي ظروفي ظروفي ... أصلا انت ماعندك حجة تحاجني فيها قلت ظروفي ؟؟؟ يعني لما حبيتها قلت ظروف ... ولما صارت زوجتك قلت ظروف .. والمطلوب مني اصدقك وانا عارفة انك تخدعني
رفع صوته عليها لكن بغضب مكتوم :: انا ما عمري حبيت غيرك
دزته على صدره وهي تتقدم منه :: كذاب كذاب كذاب .. تحبها وتموت فيها بعد وهي قالت لي هالكلام ،،، والله قالت لي انك تتغزل فيها ... وانا صايرة صـ ـ ـ ـا يـ ـ ، ، ، صـ ـ ـ
ماقدرت تكمل وهي تشوفها وراه ...
سكرت وجهها بيديها وجلست على الدرج منهارة :: روح لها زياد وريحني منك .. انا ما ابغاك ولا ابغى اصير على ذمتك ...
حست بيده على كتفها ويحاول يبعد يديها .. رفعت راسها بعصبية وصرخت :: قلت لـ ـ ـ
قطعت كلامها وهي تشوفه اسامة اخوها ..
ماصدقت خبر وقفت على رجولها ومسكته مع ساعد يده وهي لازالت تصيح ...
اما سام فكانت نظراته مركزة على زياد اللي واقف قدامه ..
توسلته عذا وهي تدفه :: خلاص خلنا نروح سام ...
تنهد أسامة وهو يسمع توسلات اخته وصوتها المتقطع :: زياد لو شفتك مرة ثانية تكلمها من دون رضاها بيصير شي لاأنت ترضاه ولا أنا ارضاه لك ... فـ الله يصلحك خلك بعيد عنها ..!!
تنهد زياد وعينه على عذا ... :: بس أنا ما قلت لها شي يزعلها ؟؟
هدت اعصابها من سمعت نبرة صوته الحزينة المكسورة ...
وكأنها حست بنظرات اسامة اللي ماتمزح ...
واللي تعني انه اذا قال قال ...
حاولت تتماسك وشدت قبضتها على اسامة والتفت لها الأخير ..
وبنظرة ترجي :: خلاص ابي اروح ...!!
حاول يبتسم لها وهز راسه ..
مسكها ومشى معها للسيارة بعد ماعطى زياد نظره خلته يفقد آخر أمل له من رجعة عذا لبيته ...
غمض عينه وكأنه بيستبقي خيالها في عيونه ويمنعه يروح ...
وما امداه بيلتفت ويروح الا وشاف سحر واقفه وراه عند الباب ...!
والحين فهم انهيارها وعصبيتها ...
أكيد يازياد ياغبي ...
يعني شايفة ضرتها ... وهو عارف وش تكون ضرتها ...
هذي سحر بنت عمه اللي شافها اليوم غير عن كل الأيام ...
هو بنفسه اعترف بهالشي وقال انها أحلى من عذا بالشي الكثير ...!
لكن القلب وما يهوى ...
وما احتمل شوفة سحر واقفة وهو عارف ان لها يد في اللي بينه وبين عذاه ...
تركها ولف عنها بيروح للسيارة ...
وسحر من شافته متوجه لسيارته .. لحقته بسرعة ..
لازم تستغل الموقف والوضع وتقلبه لصالحه ... لعل هالزياد يحس ويعرف معنى الكرامة ..
أما هي المسكينة ...
فكان كل شي يصير قدامها ...
تشوف سحر بكل ثقة تمشي لسيارة زياد علشان تركب جنبه ..
وقريب منه ..
تسولف معه ..
تضحك ..
تنكت وتعلق ..
وكل اللي هي عذا نفسها كانت تسويه وتتذكره مع زياد ... سحر بتسوي نفسه ...
وانت يا قلب عذا لازم تتحمل هالعذاب اللي منت قده ..
لازم تتفطر وتتقطع علشان تتأقلم على الوضع ...

قال وشلون قلبك !! قلت في ذمة الله
قلبي مات وتكفّن !! واندفن في ثراك
يعني قلبي يهمك !! وانت دايم تذلّه
روح ربي حسيبك !! وايغفر لك خطاك
عقب ما كنت روحي صرت للروح علّه
تبت حبّك وتبتك !! علم قلته وجــاك
انسى انسان ذابك يوم ما كنت كلّه
يوم كان يتغنّى في قصـايد هــواك
ما انكر انّي احبّك حـب خـلٍ لخلّه
لكن الجرح ضيّع في ضلوعي غلاك
ما بقى غير دمعي استثيره واهلّه
يمكن ارتاح لحظه! لا بكيت وبكاك
خيّم الحزن فيني كنّي غادي محلّه
كل ما قلت ابرحل! قال راحــل وراك
ليش من بد غيري سيف حزني أسلّه
ليت ما كنت شاعر يحترق في رجاك
خاف من رب فوقك فك قيدي وحـلّه
ما اذكر اني ظلمتك كنت ادور رضاك
كنت لا شفت منّك يا منى الوجد زلّه
قلت ذا الذنب ذنبي كلي على بعضي فداك
كنت احبك مشاعر ما تبي أي أدلّه
فيه برهـان واضح غير عمري لقاك؟
الوكاد المشاعر كاس والجـرح دلـّه
قهوني من جروحك سم مبغي دواك
واترك القلب عنّك قلبي في ذمة الله
مات مات وتكفّن واندفن في ثـراك

----------------------------------------------------------------------------------
دخل البيت والشياطين تنطط من قدامه ومسيطر عليها بالموت ...
كان حاله يبين انه متضايق ومقهور وفيه شي في خاطره ما تحقق ...
صفق باب الفلة وراه بقوة وهو يشيل شماغه من على راسه ...
تنفس بعمق وكأنه يسمح لحويصلاته تتوسع وتريحه ...
غصب عنه دار بنظره على الدور الأول كله ..
كان على أمل انها تكون فيه لكنها خيبت ظنونه وصارت سابقته للدور الثاني ...!
طلع الدرج وهو يحاول يمسك نفسه علشان يتكلم معها بهدوء ...
ما ينكر انه جرحها بكلامه القاسي لها في السيارة ..
وانه قال كلام عمره ماتوقع انه بيطلع منه سواء لها او لغيرها ...
لكنه لحظتها للأسف ما قدر يمسك اعصابه وهو يشوف عذا تضيع من يديه بهالسهولة ؟؟؟
مع انها ما جته بالسهولة نفسها ...!!
فمالقى قدامه غيرها هي ... وعطاها اللي في خاطره كله ...
وصل للدور الثاني وهو ماكان حاط في باله يعتذر من سحر .. لكن مفكر انه يطيب خاطرها بكلمتين ..
مهما كان زياد ما يحب أحد يزعل منه والا يتضايق ... يمكنها طيبة أو لأنه هو حساس ومشاعره رهيفة ...!
ومثل ما توقع هالمرة شافها متكورة على الكنب في الصالة العلوية وعليها عبايتها ...
كانت ضامة رجولها ودافنة وجهها في ركبها وتصيح بشهقاات متواصلة ..
وصوتها يقطع القلب ..
مسكينة ما تستـــــــــــــــاهل ؟؟؟ وهي وش ذنبها ؟
تنفس بعمق وهو واقف جنب الصارية وعينه عليها :: ســحر ..!
لكنها ما ردت عليه .. والواضح انها ما سمعته ؟؟
لأنها تسمع صوتها هي وبس ..
حاول يتقدم منها ويوقف قدامها ... لكن من واجهها زادة حدة صوتها لأنها حست به قريب من عندها .. و توتر زياد أكثر وهو مايعرف وشلون يتعامل معها ؟؟
لو هي عذا كان المهمة بتكون أسهل عليه ..
بالعكس كان يحس بالسعادة لما هي تصيح وهو يغلس عليها وعقب يراضيها ؟؟
لكن مع سحر الوضع مختلف تماما ؟؟؟
مايقدر يعاملها معاملة عذا مهما صار ...؟؟
فرك جبهته بأطراف اصابعه المتوترة :: سحــر يكفي صياح واسمعيني ؟؟
سكتت شوي وكأنها هدت ...
لكن لما حاول زياد يتكلم رفعت راسها هي وسكتته وفمها كان متقوس بحزن وعبرة تبي تطلع ...
..........:: لا تتكلم ولا تسمني بكلام أكثر ... اللي قلته لي يكفيني العمر كله زياد ؟؟؟
حاول يقاطعها لكنها كملت بانفعال وعصبية :: حرام عليك يا ولد عمي انا وش سويت لك ؟؟ يعني ألقاها منك والا منها هي في العزيمة ؟؟؟ يعني تقول عنك حثالة وفضلة وانا اللي آكل الهوشة والكلام الجارح ؟؟؟ لكن هي لازلت تحبها وتعطيها من الريق الطيب ..
كان ساكت وما يرد لكن نظراته مركزة على المزهرية اللي قدامه وكأنه يفكر أو يهوجس ...
استغلت سحر الوضع ووقفت وهي تهز يدها :: انت لو سمعت كلامها لي عنك كان ما فكرت تجرحني انا و هاوشتها هي بدل عن وقفتك معها هذيك الساعة وتوسلاتك انها ترجع لك ...
بلعت ريقها وهي تلمح ملامح وجهه اللي انقبضت فجأة و زاوية فكه زادت حدتها ...
سكتوا شوي وهدت الأجواء ..
ما حبت سحر تكمل كلامها فالتفتت للكنب خذت شنطتها وكانت بتروح للغرفة ...
مشت وعطته ظهرها لكنه وقفها قبل لاتدخل مع باب الجناح :: وش قالت عني ؟؟؟
ومن دون لاتلتفت له حست ان عظامها اهتزت واعصابها منفلتة ... سحر هذي فرصتك ولازم ما تضيع من يدك ؟؟ انتي شفتيه اليوم وشلون ميت عليها ويبيها لكنها هي رافضته ورافضة كل محاولاته انه يرجعها ... فالعبي لعبتك وريحي الإثنين ...
وهي معطيته ظهرها ردت عليه :: باركت لي بزواجي من فضلة زياد ؟؟؟
احتدت نظرة عين زياد وهو يطالع ظهر سحر :: طيب التفتي وانت تكلميني ..
تنفست سحر بعمق ولفت بجذعها له وصارت مواجهته .. كانت تحتاج نظرة الصدق والثقة في عيونها علشان يصدق ...
أطال زياد النظر في عيونها بعدها نطق :: هي قالت عني فضلة ؟؟؟
هزت سحر راسها وهي تشد قبضتها على شنطتها ::/ ولما استمر الحديث وحاولت ادافع عنك قالوا لي انتي واياه حثالة ...!!
رفع حاجبه بتعجب :: ومن هم اللي قالوا لك ..؟
وهي تطالعه بثقة :: سارة وعذا ..
وكأن زياد ارتاحت ملامحه وهذا اللي لاحظته سحر :: يعني قولي ان سارة هي اللي قالت ..؟
اندفعت سحر بردها :: لا مو سارة ... عذا هي اللي تقول وسارة هي اللي تأيد ...
قاطعها : وعمتي وين كانت ؟؟؟
طالعته وهي تبي تبالغ في كذبتها بس عرفت انه مو مصدق :: ماكانت موجودة ؟؟؟
سكت شوي وكانه يهوجس وعقبها ابتسم وهو يعطيها ظهره وماشي بينزل تحت :: سحر مرة ثانية لاتقولين كلام منتي قده ... عذا انا اعرفها أكثر من نفسي مستحيل تقول عني هالكلام مهما صار .. واللي قال لك هالكملتين اقسم لك انها سارة لكن حطيتيها على عذا .. (( التفت لها وعيونه فيها غضب ونبرة صوته تحذيرية )) لاتحاولين تشوهين صورتها في عيني .. لأنها هي أصلا عيني .. وفهمتك هالكلام في السيارة ...!!
طالع عيونها وابتسم بسخرية :: فهمتيني ؟؟؟
وقبل لا ترد تركها ولف على نفسه متوجه للدرج ..
اما سحر فصدمها كلامه ...
هذا عديم الإحساس ... و مشاعره ميتة ؟؟؟
يقول لها كلام في السيارة ويجي يأكده ؟؟؟ مجنون والا يستهبل ؟؟؟
نزلت دموعها غصب عنها ..
وعلى أقرب كرسي جلست وعيونها صارت تصب دموع ...
تذكرت مكالمته مع نواف ... ماتنكر انها سمعت كل حرف لكنها كانت على امل انها تغيره ..
لكن لا ... زياد ما منه فايدة ...
وبما انه تزوجها علشان ندى اخته و حلالهم .. فبيتم على هالمبدأ ...
والظاهر عمره ما بيغير نظرته لها على انها مجرد جسر قدر يوصل من خلاله للي يبيه ..
ضمن استمرارية زواج ندى ... وضمن حلاله الكامل وشراكته في الشركة .. وهي انتهت وظيفتها ؟؟
لكن ماتدري ليه للحين مبقي عليها ؟؟؟ ومستحيل يكون يحبها ..؟
مسحت دموعها بهم وحزن هي موقده ولا عمرها جربته ...
لأنها من قبل كانت تحب زياد لكنها ماتدري عن مشاعره ولاتدري انه ممكن يبيع العالم كلها علشان عذاه ؟؟؟
وبمجرد ما اكتشفت هالشي ... حست بقلبها زادت طعونه ...
وجروحا تفتحت من جديد ..
وليتها عاشت على حلم ان زياد مو مرتاح مع عذا ومغصوب عليها ..!!
---------------------------------------------------------------------------------
تنهدت وهي جالسة على كرسي التسريحة تمسح مكياجها و ترطب بشرتها ...
من بعد ما جت لأهلها ... صارت جالسة عند عذا اختها في غرفتها ..
بينما مهند كان مشتت ... مرة عند سارة ومرة عند جدته .. والأغلب عند خاله أسامة !!!
عموما هو مبسوط بهالوضع ... وأمه موجودة متى مابغاها ماراح تضيع بيلقاها ؟؟؟
التفتت لعذا اللي من دخلت البيت وطلعت غرفتها وهي عايشة في صمت وعيونها تنزف دم بدل الدموع لكن من دون صوت ولا حتى شهقات ...
نزلت لمياء اللي في يدها وتنفست بعمق وقامت للسرير بتجلس جنب اختها وبتشوف وش فيها ؟؟؟
كانت تطالعها لمياء وتنتظرها تحط عينها بعينها .. لكن عذا لاحياة لمن تنادي ...
تهوجس وعيونها على الكومدينو اللي جنبها وعيونها تنسدل بتعب وتغمض ...
حست بيد تضغط على يدها وتوها تنتبه لأرض الواقع ...
لفت بعيونها وشافت لمياء تبتسم لها ..
حاولت تبتسم لكنها ما قدرت ...
وبالعكس زادت شرهتها وطلع صوت نحيبها يقطع الروح ...
ويخليك تحس بألمها غصب عنك ...
سحبت يدها من يد لمياء وغطت وجهها وانهارت ...
عقدت لمياء حواجبها وتقدمت اكثر من عذا :: يا عذا حرام عليك ؟؟ من جينا وانتي تصيحين ؟؟ ارحمي نفسك ؟؟
وسط شهقاتها نطقت :: هو ما رحمني ليه ارحم نفسي .. انا ........!!
....:: وش قال لك يوم قابلك ؟؟ جرحك او غلط عليك ؟؟
سكتت عذا وهي تشيل يديها عن وجهها ...
سكتت لمياء وهي تنتظرها ترد لكن الظاهر عذا ماعندها نية ...
لمياء :: عذا ؟؟ وش صار بينكم من شوي ؟؟
بلعت عذا ريقها وهي تمسح دموعها بطرف كم البيجامة :: ما صـ ـ ار شــ ـ ـ ـ شي
رفعت لمياء حاجبها :: كل هذا وما صار شي ؟؟
رفعت عذا عينها تواجه اختها ::: مجرد وقفته قـ ـ ـ دامي اتلفت اعصابي .. وكسرت الهشيم الباقي من قلبي ..!
سكتت لمياء شوي ...! وهي تطالعها ...
وبعدها سألت :: تبينه ؟؟؟؟ !!!!

بلعت ريقها وهي تتنفس بسرعة وماتوقعت هالسؤال ينطرح عليها بصوت عالي ..
كانت فعلا تفكر فيه باطنيا .. لكنه للأسف مازادها هالتفكير الا ألم وحسرة
وما وصلت لقرار يرضيها ...
أصرت عليها لمياء :: عذا جاوبيني ؟؟ تبين زياد والا ما تبينه ؟؟
بلعت عذا ريقها وهي صوتها يتقطع من العبرات المتلاحقة ..
هزت كتوفها وفمها متقوس بحزن :: مادري يالمياء .. مادري .
ابتسمت :: لمتى يا عذا بتستمرين على هالوضع ؟؟؟ كلما سألناك عن شي قلتي ما دري ؟؟؟ عذا ترى هالموقف موقفك انتي وانتي اللي لازم تقررين ؟؟ يا تبين زياد يا اما ماتبينه ؟؟ علشان ابوي واخواني يتصرفون وماتصيرين بهالوضع المأساوي ؟؟؟
سكتت عذا وهي تلعب في اظافرها وكل شوي تمسح دموعها بطرف كمها ...
وبعد مازادت في شهقاتها ودموعها :: لمياء انتي ساعديني ؟؟ يعني انتي معي وتشوفين هو وش سوى علشاني ؟؟؟ بالله عليك قارني بينه وبين فهد اللي كل يوم يتصل على البيت والا عليك علشان تكلمينه ... كل يوم يتحجج بمهند علشان يجي لبيتنا ... ولازال على أمل انك ترجعين له ؟؟؟ وفوق هذا وذاك مرسل لك اوراق الدار الإجتماعية وهو ممزعها .. كله علشان يقول لك ان انتي اللي في حياته وما شي ثاني يهمه ؟؟؟
سكتت وهي تصيح اكثر ومو قادرة تتحمل ...
بينما لمياء ساكتة وتفكر في مواقف فهد وتقارنها مع زياد .. اللي من تزوج ماشافوه غير بالمستشفى ،،، وبعد ماطلعت عذا منه جاهم مرتين وحده بارك لهم في العيد والثانية كان يبي يسلم عليها وهي رفضت ... وبعدها ماعاد جاء و هالحين بيكملون شهر وهو لاحس ولاخبر ...
انتبهت لعذا اللي تهورت :: يعني مع ان فهد معه عذره بانفصالكم لكن مع هذا شوفي وشلون تعامله ؟؟
كلماتها جت في الصميم .. وجرح جديد انفتح ...؟؟
انتي ياعذا تقولين لي هالكلام ؟؟؟
وانتبهت عذا للي قالته وحست بألم في صدرها على تهورها ؟؟سبت نفسها على اندفاعيتها وحاولت تسكت وتطالع في لمياء من عيونها المغشية بالدموع :: لميـ ـ
ابتسمت لمياء بمرارة :: ماعليك يا عذا انا فاهمة وش قصدك ؟؟؟
تنفست عذا بعمق :: لمياء لاتزعلين مني ترى انا ما اتحمل زعلك ولا انك تتضايقين ..؟
ما انتبهت لمياء لكلامها ولاردت عليها ...
كانت هواجيسها توديها شرق وغرب وتفكيرها رجع لها من جديد ...
ليه يا عذا ترجعين لي كوابيسي اللي احاول اتخلص منها على الأقل وقت النوم ؟؟؟
لكن يالله انتي معذورة .. واللي فيك يكفيك وانا عارفة انه ماكان هو الشي اللي انتي تقصدينه ؟؟
وكل قصدك مقارنة زياد بـ فهد ...!
تنهدت بصوت مسموع وانتبهت لعذا اللي شوي وتموت من الصياح ؟؟
تستغرب دموعها اللي للآن ما خلصت ؟؟
لا وفوق هذا عندها مخزون اضافي ؟؟؟
مسكت يد اختها وضغطت عليها ::: عذا ...
رفعت عينها الأخيرة وهي غرقانة دموع وباندفاعية تكلمت :: قولي لي وش العيب اللي فيني خلاه يعافني ؟؟؟
ركزت بنظرها على لمياء تنتظرها تجاوب لكن لمياء ساكتة وكأنها هي الثانية قلبها معورها على فهد ... وماكانت منتبهة لعذا المنتظرة ...
ملت الإنتظار واختها ساكتة ... ابتسمت بألم :: صح عليك .. فيني عيب ؟؟؟ والا وش جاب عذا لسحر ؟؟؟ وانتي اليوم شفتيها (( تهدج صوتها وبتصيح ))
تنهدت لمياء :: عذا لاتوهمين نفسك بخرابيط .. الحب عمره ماكان علشان الشكل والا المظهر ..
وبصوت عالي شوي :: كل شي فيها احسن مني يا لمياء لاتخدعيني ولاتخدعين نفسك ...
هي أحسن مني في كل شي ... لا مظهرها ولا مضمونها ... حلوة ودلوعة وفوق هذا ماتوصل مواصيلي في الانهزامية ..
ابتسمت لها لمياء :: يعني تعترفين انك صياحة ؟؟
بلعت ريقها بألم :: لكنه هو اعترف لي بانه مرتاح على وضعي ؟؟
مسكتها مع يدها تشجعها :: بس انتي لازم تنضجين أكثر ... وهالموقف هو الفيصل ...
قرري واستخيري وربك يقدم اللي فيه الخير ؟؟؟
رفعت عينها بقلق :: ولو قلت ما عاد ابغاه ؟؟؟
ابتسمت لمياء :: (( عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم ))
حاولت عذا تهز راسها بالموافقة .. او على الأقل تبتسم لكن ماعاد عندها اي استشعار او انفعال ..
هزهم صوت امهم اللي كانت تناديهم بأعلى صوتها ...

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 13-03-10, 02:59 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياءk.s.a المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

هزهم صوت امهم اللي كانت تناديهم بأعلى صوتها ...
كانت تصرخ على العيال و كأن فيه شي صاير ..
نقزت لمياء من مكانها ولحقتها عذا ...
ومن طلعوا شافوا عبدالله يطلع من جناحه ويطالعهم :: وش صاير ؟؟
انتبهوا لأسامة اللي طلع من غرفته وركض مع الدرج وهم يسمعون امهم وصوتها متغير ...
ولحقه الجميع ..!
ومن وصلوا للدور الأول شافو امهم جالسة على الدرج ويديها على راسها وتصيح ...
سرع عبدالله بخطواته ونزل لامه :: يمه وش فيك وش صاير ؟؟
ردت عليه وهي تصيح :: أبــوك مادري وش فيه ......................
وماعاد قدرت تكمل من الصياح ...
وعبدالله نفسه تركها وراح يركض للغرفة يشوف وش في أبوه وخلا امه تنهار بهالشكل ...
لحقته سارة لكن قبل لايدخلون الإثنين قابلهم أسامة طالع وهو يصيح وعظامه تنتفض ..
مسك عبدالله وهو يصرخ :: اتصل على الإسعاف والا خلنا نوديه للمستشفى .. بسرعة ..
هز عبدالله راسه وترك أسامة ودار على نفسه وهو يركض بيطلع ينادي سوراج علشان يشيلون ابوه ويودونه للمستشفى ...
طلع يركض في الحوش وهو ما يشوف طريقه من الدموع اللي تجمعت في عيونه ..
خاف من منظر أسامة يوم شافه ..
وخاف من التنبؤات اللي طرت على باله ...!
فتح باب الشارع وكان فهد في وجهه يبتسم وهو ماسك مهند في يده وتوه بيدق الجرس ...
لكن عبدالله تفاجأ لما شافه وكأن الله مرسله له في هاللحظة علشان ينقذهم ..
عبدالله بعصبية :: فهد الحق نودي ابوي للمستشفى ؟؟
عقد فهد حواجبه بقلق :: وش فيه ؟؟
سحبه عبدالله من يده :: تعال وعقب نتفاهم ...
دخلوا الإثنين ومهند يلحقهم مستغرب منهم اندفاعيتهم ..
وصلوا للغرفة وشافوا الكل مجتمع هناك والصياح والعويل يعج في المكان ...
كانت سارة ماسكة يد ابوها في ضعف وخوف :: يبه تسمعني ؟؟؟ رد علي ..
لكن لاحياة لمن تنادي ...
خاف عبدالله من المشهد ...
وحس بمسؤولية كبيرة انرمت على عاتقه ...
لازم يتماسك علشان اخواته ووضعهم الحساس وعلاقتهم بـ أبوه ..
صرخ بصوته العالي ::سارة خلاص اذكري الله .. واطلعوا خلوا فهد يدخل نشيل ابوي ...
هزت امه راسها من بين دموعها وحاولت تحضن سارة وتطلع هي واياها ... وتماسك الجميع وطلعوا من الغرفة ...
ودخلوا العيال كلهم وتعاونوا في شيل ابو عبدالله اللي كان طافح مويه بسبب ام عبدالله .. اللي من صدمتها في شوفته ما يتحرك ولا يتنفس راحت تكب عليه مويه من الجيك وترجع تملاه من موية المغاسل وتكب عليه ... كانت على أمل انه يصحى ويكلمها ويرد عليها ؟؟؟
تركته لمدة عشر دقايق بس وهو كان متمدد على السرير يقرأ كتابه ...
كونه فاجأها وهي ترتب الملابس في الدولاب لما تنهد يطالعها ،، وهي التفتت عليه :: وش فيك محمد ؟؟
حاول يبتسم :: سلامتك لكن احس بمرارة في حلقي وضيق تنفس رهيب ..؟؟
تركت اللي في يدها بخوف وراحت له وشافته يمسد صدره وهو يتألم ...
بلعت ريقها :: اروح اجيب لك دواء المرارة ..
وبصوت واطي :: وجيبي لي حليب بارد ..
هزت راسها وطلعت للغرفة وهي تدعي ان الله يستر ...
فتشت في الثلاجة وما حصلت حليب ..
فاضطرت تتصل على سوراج يروج يجيب لهم ...
وهي جلست في المطبخ تنتظر سوراج يوصل وتآخذ منه الحليب ..
وفي هالفترة انشغلت بترتيب الثلاجة اللي اهملتها ميري ...
و بعد عشر دقايق وصل سوراج بالحليب ..
وما صدقت خبر ام عبدالله وخذت علبة وراحت لمحمد في الغرفة لكنها تفاجأت لما شافته نام ولا كأنه طالب شي من دقايق ...
حاولت تصحيه لكنه مارد عليها ؟؟؟
حاولت تكلمه .... تهزه .... لكنه جامد في مكانه وما يتحرك وما يعطي أي إجابة ...
توقفت اطرافها وتشنجت عن الحركة من الصدمة ...
وكردة فعل مباشرة شالت جيك المويه اللي على الكومدينو وصبت عليه شوي ..
ومـــــــــــــــا تحــرك ؟؟؟
كملت باقي الجيك ... وبعد مــاتحــرك ...!!؟
حالة هستيرية صابتها ..
وخوف مجنون تلبسها ...
صارت تروح لمغاسل تعبي مويه وترجع تصبها على ابو عبدالله وهو مايرد ؟؟؟
ولما وصلت بها المواصيل لدرجة عدم الإحتمال وإنها ممكن تنهار ..
طلعت للصالة تشوف عيالها يجون لأبوهم ..
ويفزعون معها ...
.
.
.

طلعوا للشارع يركبونه السيارة ...
وتفاجأوا لما شافوا امهم واقفة عند الباب وعليها عبايتها ..
طالعها عبدالله :: يمه حنا بنروح وعقب نطمنكم عليه ..
هزت راسها بالنفي وباصرار :: انا معكم رايحة ..
وكان باين على صوتها الصياح والألم ...
التفت عليها فهد :: معي يا خالة .. يالله اركبي نروح ..
ركبت ام عبدالله وأسامة وفهد ومعهم محمد في السيارة وانطلقوا للمستشفى ..
بينما البنات كلهم طلعوا وركبوا مع عبدالله يلحقونهم ...
والوضع في السيارتين ما يبشر بالخير ...
في سيارة فهد كان الجوال يرن ...
ويرن ..
ويرن ..
لكنهم ما ردوا عليه ...
التفت سام لأمه وتقطع قلبه لما شافها ماسكه راس ابوه وتقرأ عليه وتشهق بالصياح وما كأنها معهم و لا كأنها عايشة في الدنيا وعلى أرض الواقع ..
خنقته العبرة وتجمعت دموعه في عيونه .. لكنه انتبه للجوال اللي يرن للمرة الثانية ..
اسامة :: يمه هذا جوالك ؟؟
انتبهت ام عبدالله له ورفعت راسها :: وش تقول ؟؟
تنهد اسامة وعينه على ابوه :: اقول اللي يرن جوالك ؟؟؟
انتبهت ام عبدالله للصوت ومصدره ... وعرفت من يخص صوت هالجوال ..!!
وتحركت بشوي شوي ودخلت يدها في جيبه وطلعت جواله منه ...
كانت ماتشوف شي من ضباب الدموع اللي على عينها ...
لكنها عرفت انه زياد هو المتصل ؟؟
احتارت ترد والا ما ترد ...
وفي الأخير تركته وما ردت ...
لكن زياد كان ملح في اتصاله ...
وما لقت بد من انها ترد ... :: ألو !!
قالتها بصوت متهدج مكسور واضح عليه القلق والخوف ...
عقد زياد حواجبه :: عمة ...!!
وانفجرت ام عبدالله بالصياح وما عرفت تتكلم ...
وهنا زاد قلقه :: خير يا عمة عسى ما شر ؟؟؟
انفجرت ام عبدالله :: عمك محمد يا زياد ما ندري وش فيه ؟؟؟ ادعي له يا ابوي ادعي له ..
توترت اعصابه واصطلب في وقفته وبصوت اقرب للهمس المخنوق :: وش فيه عمي ؟؟
حاولت ام عبدالله تتماسك :: حنا في الطريق بنوديه للطوارئ .. والله يستر ويكتب له عمر ..
ما سمعت رده ...
والظاهر انه سكر الخط في وجهها ؟؟ لأنه ببساطة ماتحمل الكلام اللي يسمعه ...!!
رمت ام عبدالله الجوال في مكان ما ما تدري وين ..
وانتبهت للأبواب اللي انفتحت وانهم وصلوا للمستشفى ..
وكانوا الممرضين ومعهم السرير يحاولون يشيلون ابو عبدالله وينزلونه ..
وبعدها ركبوه على السرير ومباشرة دخلوا به مع البوابة ..
والكل كان وراهم ...
البنات والعيال وامهم ... الجميع يلحقهم وحالتهم الله وحده يعلم بها ...
وصلوا لغرفة الإنعاش والعمليات ...
ووقفهم الطبيب هناك ... سمعوه يآخذ معلومات من الممرضين عن العلامات الحيوية ..
وبعدها عطى الممرضة الملف اللي في يده ودخل مع ابو عبدالله لغرفة العمليات والإنعاش ...
من دون لا يشوف اهل المريض او يكلمهم ...
وقفتهم الممرضة ومنعتهم من المواصلة .. وطلبت منهم يجلسون على كراسي الإنتظار لحد ما يطلع لهم الدكتور و يطمنهم ...
استندت ام عبدالله على يد عبدالله وهي تأن من الخوف والحسرة ...
حاول ولدها يمسكها بقوته اللي ضعفت من الموقف اللي هم فيها ومشى معها لحد ما جلسها على الكراسي ...
جلسوا كلهم ...
وفهد انتبه لها ... وشافها ميتة من الصياح والشهاق ...
ماهانت عليه يتركها وهو عارف وش يعني لها ابوها ...
تنهد بألم وتقدم لها وجلس جنبها ملتصق فيها ...
كانت لمياء منزله يديها على رجولها وتصيح وتدعي في نفس الوقت ...
عوره قلبه وهو يسمع تنهيداتها وصوتها الداعي ...
مسك يدها وضغط عليها بقوته :: بيكون بخير بإذن الله ...
التفتت له وهي تصيح :: فهد هذا ابوي .. لو صار له شي انا بلحقه ..
عقد فهد حواجبه وهو يشد من ضغطت يده :: اذكري الله وتفاءلي خير..وعمي ماعليه شر ..
بصوت مهزوم متقطع همست :: يــــــــ ـ ـارب
نزلت راسها على كتفه وهي لازالت تصيح ومتمسكة في يده اكثر وأكثر وكأنها تبيه يطمنها والا يوعدها بأن ابوها بيطلع لهم الحين وهو مافيه الا العافية ..!
لكن العجيب في الموقف هذا كله .. إن عـــــــــذا .. ما صــــــــــــــــــاحــــت ...
ولحد هالوقت مانزلت منها ولا دمعة ... جالسة على الكراسي وضامة يديها في حجرها وهدوءها مستغرب ...!!
وكأن " مخزونها الإضافي " انتهى ........!!
سارة منهارة وتروح و تجي في السيب من الخوف والقلق ...
اما اسامة فواقف عند الباب وينتظر هالدكتور يطلع ..
ثلث ساعة من التوتر والقلق مرت ولا فكر هالطبيب يطلع من وكره ...
لا هو اللي طمنهم .. ولا هو اللي ناوي يريحهم ...
عاشو اأصعب لحظات عمرهم وهم ينتظرون أحد يريح بالهم على ابوهم اللي يعني لهم كل شي حلو في هالدنيا ... يعني طفولتهم الحلوة معه ..
يعني الحنان اللي يسمعون فيه وهو يقدمه لهم من دون مقابل ...
يعني كل شي يخص احلى المشاعر و أنعمها ..!!
بعد هالثلث ساعة القاتلة ..
أخيرا انفتح الباب ...
وطلع طبيبين ومعهم ممرضة ...
ومن شافوهم قاموا كلهم واللهفة والخوف يسبقونهم ..
التم الجميع حول الطبيب اللي توتر من شاف وضعهم ...
وصعبت عليه المهمة أكثر ...
التفت للطبيبة اللي كانت معه وتنفس بعمق وطالعهم ...
عصب أسامة وبدأ يصرخ :: دكتور طمنا ؟؟ ابوي وش صار فيه ؟؟
لف الدكتور بنظره على الجميع ونزل عينه للأرض :: كانت جلطة على القلب ... حاولنا بكل قدراتنا ننقذه ... لكنه كان ينازع في الساعة اللي وصل لنا فيها ...
" ينــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــازع ؟؟؟ "
صرخة طلعت من ام عبدالله اللي مسكت راسها بصدمة وتعب ..
بلع الدكتور ريقه :: الوالد عطاكم عمره ... عظم الله أجركم ..!!
وقفت الساعة عن الدوران ..
ووقف الزمن عند هالكلمة ...
كل شي سكت و الكون عمه الصمت من هالكلمة المجلجلة ...؟؟؟
ذكرياتهم ،،، طفولتهم ،،،، احداث حياتهم اليومية وهو معهم وحولهم يضحك مع هذا ويلعب مع هذا ويزعل على هذا كلها مرت مثل الشريط الملون قدام عيونهم ...
أبوهم مـــــــــــــــــــــــــــــــــات ؟؟؟
وش هالقدر اللي ما يرحم ؟؟؟
وش هالدنيا اللي تفرق الأحباب ... والأبو عن عياله ؟؟؟
تقدم اسامة وعيونه تنزف ومسك الطبيب من تلابيبه :: انت نصــــــــــــــاب وتخسى تكون دكتور ..؟
تقدم عبدالله وهو اللي مافي حاله مزيد وحاول يبعد اسامة عن الدكتور ..
لكن الأخير كان يتفلت منه :: اتركني بأدبه ... خلني عليه يا عبدالله .....!!
صرخ عبدالله :: أسامة اذكر الله ... اذكر الله ياخوي ..
التفت له اسامة وهو يصيح مثل الطفل الصغير :: عبدالله يقول ان ابوي مات ؟؟ ليه تسمح له يفاول عليه ليه ؟؟؟ ابوي ما فيه الا العافية ؟؟ توه كان معنا في العزيمة وشلون يموت ؟؟ فهمني قل لي ؟؟
وانهار بعدها اسامة وهو مصدوم ومنكوب على فراق ابوه .
تنهد عبدالله ونزل يديه عن اخوه وتنفس بعمق وهو يمسح دموعه ..
إذا هذا هو حال اخوه ... كيف بيكون حال أمه واخواته ؟؟؟
امــــــــــه .. وتذكرها عبدالله في زحمة الموقف ورهبة المشهد ..
تلفت حوله يدورهم بس مالقى احد ..
شاف فهد واقف بعيد شوي وماسك لمياء المنهارة بين يديه ويحاول يهديها ..
راح بصره ناحية باب غرفة الإنعاش على طول ...
وإن ماخاب ظنه فـ امه واخواته هناك ...
وهذي هي الكارثة ..
تحرك بسرعة ودخل الغرفة بهجوم وكأنه بيمنع شي لايصير ..
وأسامة من انتبه له لحقه ...
دخلوها وليتهم ما دخلوا ...
اهون عليهم يدخلون القبر أموات ولا يدخلونه أحياء ...
الغرفة مكتومة وظلماء وسوداء كئيبة ..
جثته ممدة على السرير ومغطى نصف جسمه بالشرشف الأبيض ..
وجهه السمح يشوفونه ..
شعره المغزي بالشيب يودعهم في اللحظات الأخيرة ...
ملامحه القوية ونظراته الرجولية .. كلها راحت .. واختفت ...
حياته معهم ... مواقفه .. وتغليساته على امهم وعليهم انتهت ...!!
لكن ابتسامته موجودة ... والشهادة كانت كلمته الأخيرة والدليل اصبعه اللي لازال على رفعته ..!
كان محمد وابو عبدالله متمدد بسلام وكأنه نايم بهدوء ومن دون منغصات ...
لكن هالنوم بيستمر للأبد ...
لليوم اللي يصحون فيه الخلايق للحساب والجزاء ...؟؟
والله يكتب له الجنة ويجمعهم معه ..!!
هزتهم سارة بصراخها وعويلها وكأنها وعتهم من حلمهم ...
................:: يبه فتح عيونك تكفى يبه طالعني .. قولي انك تسوي مقلب قول
كانت تضرب برجولها على الأرض وامها تحاول تمسكها لكنها هي تتفلت منها ...
وبصوتها العالي :: يبه والله ما بزعل عليك ولا بقول ليه ماخليتني اشاركك بس انت فتح ..
راحت له سارة بجنون وحاولت تفتح عيونه :: يبه طالعني شوفني انا سارة ... يبه تكفى يالله قوم نروح ما نبي نجلس هنا ... يبه تراهم يقولون انك ميت ومايدرون انك تلعب عليهم ..؟ ما يعرفون انك تسوي مقالب مثلنا ؟؟؟
مسكتها امها وهي الثانية غرقانة في دموعها :: سارة لاتزيديني اهدي الله يخليك ..
التفتت لأمها وعيونها حمراء من الصياح والعصبية :: ليه تبيني اهدى ليه ؟؟ علشان تقنعيني انه راح ؟؟ ما عاد بنشوفه ؟؟؟ ماعاد يقوم الصبح ويطلع للأرانب ؟؟ ماعاد يضربني ويزاعلني ويقول اذا عقلتي تعالي قولي انت ابوي ؟؟؟
تركتها امها وهي تمسك راسها :: خلاص يكفي يا سارة يكفي ..
كملت سارة وهي تصيح بعنف شديد :: قولي لي من بيهاوشني ؟؟ من بيعصب علي ويقول لي انتي مومؤدبة ؟؟؟ قولي فهميني علميني ؟؟ ترى انا جاهلة في هالأمور وما اعرف الا محمد هواللي يقول لي هالكلام ؟؟
تركتها امها اللي ماعاد صارت تشوف شي غير ضحكة ابو عبدالله لها اول ما كانت بتروح لحفلة تخرج عبدالله وهويقول لها :: بيتوقعونك مرت عبدالله مو امه على هالأنوثة وصغر الملامح اللي فيك ؟
حاولت تصلب طولها وتتماسك بس شي يغشى على عيونها ويخلي الجو حولها مكتوم ومليان غبار وضباب ...
حاولت تتماسك لكنه هو هالمرة مسكها :: يمه انتي بخير ؟؟
فتحت عينها وشافت عبدالله واقف قدامها وفي عيونه دموع الم الفراق وعرفت ان اللي صار كله واقع وحقيقة وسندها وروحها وحبها الوحيد رحل وتركها في معترك الحياة وحيده لا سند ولا ظهر ... لفت بعينها وراه وشافت سارة بين يدين اسامة يحاول يهديها ...
وعقبها ماعاد شافت شي ........................!! غير صورته وصوت ضحكته في عالم اخضر ما فيه الا هي واياه أول أيام زواجهم ... وأيام ماكانوا شباب ...؟؟؟ وبس ,,!!
مسكها ولزقها على الجدار وهي تصيح ومو في وعيها :: سارة اصحي واسمعيني ؟؟
كانت تصارخ :: ما ابي اسمع شي ابي ابوي بس .....! ما ابيك انت بعد عني ..
كان تتحاول تتملص من يده لكنه ماسكها بشدة ولازال ملزقها على زاوية الجدار ويصرخ عليها بألم :: ابوي راح ياسارة افهمي .. ابوي راح
ضربته على صدره :: لا تكذب علي لا تكذب .. وخر عني بروح له ..
صرخ عليها اسامة وهو اللي فيه كافية وعيونه مو راضية توقف نزف :: ســـــــــــــــــــــارة خلاص حرام عليك اللي تسوينه فيني ...
سكرت وجهها بيديها وكأنها وعت لنفسها وبانهزامية وضعف جلست على الأرض وهي تشهق بالصياح :: ليه راح وتركني ليه ؟؟؟
تنهد أسامة وحاول يجلس جنبها ويهديها ... وانتبه للممرضة اللي دخلت وساعدت عبدالله يمسكون امه ... ماكان فيه قوة يروح مع عبدالله لأمه ويترك اخواته ؟؟؟
أخواته ؟؟؟
بقت عذا وينها ؟؟
تلفت حوله ولقاها ...
ولأول مرة يشوفها بهالهدوء الغير متوقع ...
جالسة على طرف السرير وحاضنة يد ابوها في يدها وتلعب باصابعه ...
وكانت تهز رجلها من التوتر .. اما عينها فكانت على وجه ابوها الصامت ...
تنهد اسامة وراح لها ووقف على راسها ...
استغرب لما ماشافها تذرف ولا دمعة ؟؟ مو من عادتها ؟؟
خاف من قلبه عليها وحط يده على كتفها :: عــذا ؟؟؟
رفعت عينها له ببرود طالعته ورجعت تنزلها مرة ثانية لوجه ابوها الجامد وهي لازالت تلعب باصابعه ..
خاف عليها اسامة وقرر انه يطلعهم من الغرفة و بلع ريقه :: عــذا يالله نروح ؟؟
هزت راسها بالنفي من دون لاترد عليه ورفعت كف ابوها وحبته بحرارة ... !! وعقب رفعته لخدها وكأنها تبي تدفي كفه الباردة ...
تنهد اسامة وهو يسمع نحيب سارة ويشوف برود عذا وحركاتها اللامتوقعة ..
مايدري يروح لمن والا يترك من ؟؟؟
دقيقتين وهم على نفس الوضع ..
وبعدها دخلت الطبيبة وفي يدها ورقة ومعها الممرضة وراها..
وقعت عليها و شخبطت ..
وبعدها تنفست بعمق وتقدمت للشخص الممدد على السرير وعينها على اسامة ..
رفعت الغطاء الأبيض تغطي وجهه وهي تقول لأسامة :: لازم ننقله للثلاجة وتخلصون اجراءاته ..!
غمض اسامة عينه بألم وهو يسمع هالكلام اللي مثل الصاعقة نزل عليه ...
وخلاص ... كل شي انتهى يبه و رحت وتركت لنا الدنيا باللي فيها ؟؟؟
انتبه لعذا اللي صرخت في وجه الطبيبة وهي تشيل الغطاء :: لا تغطين وجههه وبعدين ينكتم وما يقدر يتنفس ..؟
طالعتها الطبيبة بنظرة شفقة و حولت نظرها لأسامة من دون لا تتكلم ...
انتبهت الدكتورة لوضع اهل المتوفي وكيف كان مؤثر .. خصوصا سارة اللي متكورة على نفسها في الزاوية وتصيح ...

تنهدت وطالعت في عذا اللي راحت تمسح على شعر ابوها بهدوء ..
.........:: اختي الوالد توفى اطلبو له الرحمة .. واللي تسوونه ما يجوز لكم ولا له ؟؟
كانت هالكلمات القشة اللي قصمت ظهر البعير ...
وقفت عذا بكل عصبية وقهر وصرخت في وجه اللي قدامها واقفة :: انتي وحده وقحة وقليلة أدب .. تبين تذبحين مرضاك علشان ترتاحين منهم وتفتكين من علاجهم ؟؟؟
سكتت الطبيبة وهي مراعية الحالة اللي تمر فيه عذا ..
لكن عذا ما قدرت تسكت اكثر وتقدمت من الدكتورة وهي رافعه اصبعها :: أصلا لو انتي ماتدخلتي في الموضوع كان ابوي الحين مفتح عيونه وبيروح معنا لكن بسببك الحين بنضطر ننتظره لحد ما يصحى ؟؟؟
تنهدت الطبيبة وتقدمت منها تمسكها :: يا أختي (( إنما المؤمنون اللذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )) قولي اللهم أأجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها ؟؟
دفتها عذا وهي تبعد يديها عنها :: انتي وش تخربطين ؟؟
وبدأ يتهدج صوتها بالصياح :: ابوي ما صار له شي علشان تقولين لي هالكلام ؟؟ ابوي بيقوم بالسلامة وبيرجع معنا ؟؟
صرخت عليها سارة :: عذا ابوي مات خلاص ... يعني ما بيقوم مرة ثانية ما بيقوم ؟؟ افهمي ويكفي لاتعيشين نفسك في وهم ؟؟ الغالي راح وماعاد بنشوفه ؟؟
اضطرب تنفس عذا وعينها مركزة على سارة ... إذا اختها القوية في نظرها منهارة بهالشكل وتقول ان ابوهم مات ؟؟؟ معقولة هالكلام يكون صدق ؟؟؟
و صبت عيونها بالدموع من دون لاتحس ..
تقدمت للطبيبة ومسكتها مع جاكيتها : انتي ليه تسوين كذا ؟؟ ليه تكذبين على أهلي ؟؟ ليه تخلين سارة بهالشكل ؟؟ قولي لها انك تكذبين بسرعة خليها تسكت ...
مسكها اسامة وابعدها عن الطبيبة :: عذا اهدي ...
بعدته عنها وهي تصرخ :: ابعد عني اتركني خلني افهمها انها ما تستحق تكون طبيبة ؟؟
شد اسامة قبضته عليها :: عذا خلاص اهدي وابوي الله يرحمه ...
شافت عذا الدكتورة وهي ترجع تغطي وجه ابو عبدالله وعمال الثلاجة وصلوا بيشيلونه ...
صرخت عذا واسامة يحاول يمسكها :: اتركوه لاتآخذونه .. هذي كذابة ابوي ما مات .. هو قال انه بيكون معي في كل وقت .. هو قال بيعوضني عن كل شي .. مو على كيفكم تآخذونه وتحرموني منه ..
كانت تحاول تفك من سام وهي تصيح بألم :: فكني وروح امسكهم لايودونه روح بسرعة ..
لكن اسامة ضعفت قوته وهو يحس بهم من وراه ويحاولون يشيلون جثة الغالي الهامدة وبيطلعونه ...
فكت عذا من يد اسامة اللي انهار يصيح ..
وراحت تركض للعامل الهندي اللي واقف عند سرير ابوها ..
مسكته وهي تصيح :: اتركه قلت لك اتركه ..
كانت تبعد يديهم عن ابوها والعمال متأففين من تصرفها ؟؟
تعودوا على هالحالات اللي تجيهم .. وما تت قلوبهم من كثر الأموات اللي يشيلونهم ؟؟
..........: مدام روح بعيد ...
حاول يبعدها عنه لكنها هي متشبثة في ابوها :: اتركوه اتركوه يا حيوانات يا كذابين لاتآخذونه هذا ابوي .. ابوي ..؟
حاولت تبعدها الدكتورة اللي تأثرت من موقفهم لكنها ما قدرت ..
بس يديه هو هي الوحيدة اللي قوتها ..
مسكها مع معصمها وحاول يبعدها ..
صرخت عليه :: لا تمسكوني انا امسكوهم هم ؟؟ وش فيكم ؟؟ بيآخذون ابوي وانتم ساكتين ؟؟
قربها منه وقرب وجهه لها :: عذا اصحي لنفسك وللي تسوينه ...
طالعته بصمت وعقدت حواجبها وفلتت يديها منه لما حست ان قبضته ارتخت ...
كانت بتلحقهم لكنه لحق عليها ومسكها بقوة أكبر من قبل ...
صاحت عذا وانهارت :: اتركني الله يخليك بروح له ... اتركني .. وكانت تضرب برجولها على الأرض بعصبية وتحاول تفلت منه لكنها ما قدرت لأنه ماسكها بقوته ..
ومن خارت قواها وماعاد قدرت تقاومه رفعت عينها له بضعف وألم والتقت بعيونه ...
انتبهت له و شافته يصيح ... وعيونه فيها دموع ؟؟
مسك وجهها بيديه وطالعها من دون لايتكلم ...
كانت عيونه تعزيها وتواسيها ... وعيونها تطالعه بألم وتشكي له ضعف حالها بعده وبعد ابوها ؟؟؟
وبهمس وسط دموعها :: ابوي راح يا زياد ؟؟؟ سارة تقول انه مابيقوم ولا بيرجع معنا ؟؟؟
بلع غصته اللي ذبحته وكتمت نفسه وهز راسه :: انا بصير ابوك واخوك واللي تبين لكن انتي هدي نفسك ؟؟
توجهت عيونها للسرير اللي كان متمدد عليه اغلى انسان عندها قبل دقايق وشافته فاضي إلا من بقايا الفراش الأبيض المتبعثر من عقبه واشبه ما يكون ببعثرة حياتها اللي بتكون من عقب رحيله ...
رجعت نظرها لزياد اللي لازال يطالعها بألم وحزن ورفعت يدها ومسكت يديه المحوطة وجهها بقوة :: لا يآخذونك مثل ما اخذوه وتروح تتركني ؟؟
كسرت قلبه كلماتها القاسية وبدون شعور سحبها لحضنه وشد من قبضته عليه ...
ومن حست هي باللي حولها ووعت لنفسها وللي حاضنها ..؟؟
انفجرت بالصياح المؤلم ...
تمسكت في زياد أكثر كأنها ماتبي تخسره هو بعد ...
تمسكت فيه كأنها بتمنع القدر انه يبعده عنها من جديد ...
تمسكت فيه بقوتها ... وكأنها بتلقى عنده ابوها اللي ماتبي تفقده ..
ولاتحس برحيله المؤلم ؟؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------

.
.
.
.
.



سحاب الحزن مغيم على بيتهم ... واللي يمر من حارتهم يشوف السواد والكآبة تسيطر عليها ...
راح نورهم وراح حسهم في الدينا ..
راح ابو عبدالله اللي الكل يشهد له بالطيبة والخير والأخلاق الكريمة ...
راح ابو عبدالله وترك اهله وراه في مشاكلهم وحوستهم ..
تركهم وارتاح من غثا هالدنيا اللي اتعبته وما تركت احد في حاله ...!!
اليوم هو اليوم الثالث من عزاه .. رحمة الله عليه ...
كان الكل مجتمع في بيته يعزون اهله ويوقفون جنبهم ... ويواسونهم ..
ام عبدالله كانت ساكتة وهادية ... لكن الأرق وقلة النوم مبينه على عيونها ...
واضح انها مرهقة وتعبانه من فراقه ؟؟
كيف ما تتعب وهي خسرت اكثر واحد عاشرته وعاشت معه تقريبا نصف عمرها ؟؟؟
آآخ يا دنيا ما أقساك ...!!
اما اللي كانت منهارة بالفعل فـ هي ندى ...
لأنها ولأول مرة تفقد ابوها وهي كبيرة وفاهمة ؟؟
ايه نعم ابو عبدالله هو ابوها .. اللي من طلعت على الدنيا ماشافت حنان الأبوة الا عنده ؟؟؟
صدق كان عمها اقرب لهم بالنسب .. لكن زوج عمتها اقرب لهم بالمشاعر والحناان الأبوي اللي الكل يحسد عائلته عليه ...
كان اب بكل ماتحمله الكلمة من معنى ...
ولما كانت تسمع حنان الأب في صغرها ... كانت تتمثل صورة ابو عبدالله قدام عيونها ...
وام عبدالرحمن ... كانت انسانة مؤمنة بالقضاء والقدر ..!!
إنسانة الإيمان يعتمر قلبها ... فما جزعت على فراق ولدها ...
ولكنها كانت تدعي له في كل حركاتها وسكنتها ... وتذكر الحاضرين يدعون له بالثبات والرحمة ..
.
.
.
دخلت عليها الغرفة من دون لاتدق الباب ..
شافتها منسدحة على السرير مثل العادة .. وغرقانة في صمتها وما تناجي غير صورة ابوها اللي منومتها جنبها على المخدة ...
تنهدت لمياء وهي تترك مقبض الباب وماتدري تلقاها من وين والا من وين ؟؟
هي امها اللي كل شوي يغمى عليها من انخفاض السكر ؟؟؟ والا هالعذا اللي ماتآكل ولا تشرب وعايشة في صمت قاتل ؟؟ أو سارة اللي طول وقتها تصيح ومهملة نفسها وحيوانتها اللي شارفت على الموت ؟؟؟
تقدمت لها بهدوء :: عذا نايمة ؟؟
اصدرت صوت خفيف توضح لأختها انها لازالت صاحية ومانامت ؟؟ وكيف يجيها النوم والغالي تحت الثرى ؟؟؟
وقفت لمياء على راسها :: طيب ما بتنزلين تحت ؟؟
رفعت عذا عينها للمياء بتعب وأشرت لها بـ لا ..
تنهدت لمياء وعقدت يديها على صدرها :: عذا ترى امي نورة تسأل عنك ؟؟؟ وبعدين ثلاث أيام العزا ما نزلتي ولا أحد شافك ؟؟؟
شهقت ودمعتها نزلت غصب عنها :: ما ابي انزل ..
تنفست لمياء بعمق :: وش أقول لأمي نورة ؟؟
سكتت شوي وهي تمسح بيدها على الصورة وتصيح :: قولي لها يوم يروحون الناس بنزل ...
لمياء :: عذا ترى اللي تسوينه مو زين لا لك ولا لأبوي ...؟؟؟
غطت وجهها بالمفرش وغاصت في نوبة بكاء شديدة ...
حاولت لمياء توقفها وتخليها تسكت لكنها ما قدرت عليها .. وفي الأخير استسلمت وتركتها طالعة من الغرفة ...
هذي هي عذا من توفى ابوهم هذاك اليوم .. تجلس بالساعات تهوجس .. وما تصيح
لكن يوم تسمح لدموعها تنزل ماعاد تسكت .. وتستمر تصيح لحد ما يطلع اللي بقلبها كله ...
والله يكون في عون الجميع ..........!!
.
.
.
في مجلس الرجال ماكان الحزن أقل ...
بالعكس .. يبدو لي انه كان أقوى ... وخصوصا لما تشوف ملامح أسامة الذبلانة والحزينة ...
وقوة عبدالله الضعيفة اللي يحاول يتلبسها علشان يوقف مع امه واخواته ...
كانوا واقفين وماسكين العزا في أبوهم لكنهم للحين مو مصدقين انهم شالوه بيديهم ونزلوه القبر وغطوه بالتراب ؟؟؟
مو مصدقين انهم هم الإثنين نزلوه من النعش للحد ؟؟؟
كان الموقف رهيب ومؤلم ... وما أدري كيف تحملوه هالشابين ؟؟؟
زياد ما كان في حال أحسن منهم .. ويمكن بالعكس هو يحس بمشاعر الفقد الرهيبة اقوى منهم ؟؟
خسر امه وابوه وهو صغير ؟؟ وهذا هو يخسر ابوه مرة ثانية وهو كبير ...!!
تنهد بألم وانتبه لعبدالعزيز اللي وقف قدامه يسلم عليه ويودعه :: احسن الله عزاكم زياد والله يثبته ان شاء الله ويجعل الجنة مثواه ...!!
هز زياد راسه وهو يحارب غصته :: الله يجزاك خير ...
كان عبدالعزيز بيفلت يده ويمشي لكن زياد شد قبضته عليه وانتبه له عزيز وطالعه ..
تردد زياد وبعدها سأله :: نواف كيف حاله ؟؟
ابتسم عبدالعزيز بسعادة وهو يشوف ان زياد ما نسى نواف حتى في محنته :: يسلم عليك ؟؟ كان وده لو أنه أجل زواجه ؟؟ لكن انت الله يهديك ؟؟
تنهد زياد :: ولو أجله بيرجع عمي للحياة ؟؟؟ يالله الله يوفقه يا رب ؟؟
هز زياد راسه مبتسم :: آمين .. وأمس تم كل شي بهدوء وكان زواجه سكاتي ...
ابتسم زياد وهو يتنفس بصعوبة من الحزن ...
ومشى بعدها عبد الزيز متوجه لعبدالله وسام يعزيهم وبيطلع ...
أما زياد وقبل لايجلس انتبه لأبو عبدالرحمن اللي كان واقف جنبه :: وين ولد عمك ما شفته اليوم ؟؟؟
تلفت زياد حوله وهو يطالع في الوجوه :: ما ادري عنه يمكن جاء و راح ؟؟
هز ابوعبدالرحمن راسه :: لا اليوم ما شفته ؟؟ ولا هي من عادته ما يمسك العزا ؟؟ يعني من اول يوم وهو معنا ...!!
عقد زياد حواجبه وهو يحس بالقلق :: ابتصل عليه واشوفه وين ؟؟
ابتسم ابو عبدالرحمن اللي ثبتته قوة إيمانه في خسارة ولده .. وربت على كتف زياد ورجع يجلس بعد ماسلم على الرجال اللي دخلوا ...
طلع زياد جواله بيتصل على مشاري اللي استفقده بعد ما نبهه ابو عبدالرحمن ...
رفع السماعة لأذنه .. ووقتها طاحت عينه على سام وهو يطالع فيه ...!!
اسامة تغير من ناحيته ... ونظراته عقب وفاة ابوه تقول كلام خطير لزياد ...
والأخير ما عاد صار يحب يحط عينه بعينه خايف من الكلام اللي يشوفه ..
ما رد مشاري على مكالمة زياد .. والأخير قلقه بدأ يزيد ..
هو مو خايف من شي معين ... لكن الدنيا صارت تخوفه عقب اللي صار ...
رجع يتصل عليه مرة ثانية ولكنه ما رد ...
تنفس بعمق وغير الرقم واتصل على ندى اخته يستفسر منها عنه ...
والأخيرة ردت عليه من أول رنه ...
.......:: مرحبا ام ابراهيم ..
بلعت ندى ريقها بتعب :: هلا زياد ...
زياد مبتسم :: كيف حالك ان شاء الله اليوم احسن ؟؟
تنفست بعمق :: إن شاء الله .. ربي كريم ..!

تردد زياد في سؤاله وخاف لا يقلق اخته .. لكنه ما لقى حل الا انه يسألها :: ندى مشاري هو اللي موصلك لبيت عمتي ؟؟
ندى :: ايه وصلني وراح ... ما دخل عندكم ؟؟
تردد زياد وزاد خوفه :: انا ماشفته لكن ابو عبدالرحمن يسأل عنه ...
سكتت ندى شوي وسكت زياد معها وهو محتار ... يسكر الخط ويخلي اخته تخاف .. والا وش يسوي ..
انقذته ندى لما قالت :: انت ما اتصلت عليه ؟؟؟
بلع ريقه :: اتصلت وما يرد ...
سكتت ندى شوي :: ولا اتصل عليك هو ولا سحر ؟؟
عقد زيا حواجبه بخوف أكبر :: فيهم شي ؟؟؟
غمضت ندى عينها وهي تسب روحها في قلبها .. طول عمرها هالشكل ؟؟؟ ما ينقل الأخبار الشينة لأخوها الا هي ؟؟ ولا يسبب له مشاكل الا هي ؟؟ متى بتتغير يارب ؟؟
بعد تردد :: مو شي كايد .. بس سحر تعبت ووداها للمستشفى ؟؟
حاول زياد يتماسك :: وليش المستشفى ؟؟ يعني وش صار لها ؟؟
ردت عليه بعتاب :: يعني يا زياد من يوم توفى عمي محمد ما كلمتها ولاتدري وش مسوية ببيت اهلها ؟
توتر زياد وحس بنفسه خايف من جد :: ندى مو وقت هالكلام ؟؟ ووش فيها سحر ؟؟
ندى :: ما صار لها شي ..بس تعبت عليهم شوي واغمى عليها وهي تنزل الدرج .. فطاحت وتعورت على خفيف ؟؟
وقف زياد وهو يصلب طوله :: وش صار لها ؟؟
تداركت ندى الموقف :: ماصار لها شي لكنهم بينومونها الحين عندهم ويمكن ما تطول .. بس علشان يتأكدون ..
تنفس بعمق وهو يطلع من المجلس :: زين مع السلامة الحين ..
ندى بنبرة تردد :: بتروح لهم الحين ؟؟
طالع زياد في الساعة :: ايه بروح لهم قبل لايأذن المغرب ... علشان يمدني ارجع مرة ثانية ..
هزت ندى راسها :: زين تسوي .. يالله مع السلامة ..
سكر منها زياد وطلع من بيت عمته متوجه لسيارته ...
بيروح يشوف وش صاير عندهم .. وليش مشاري ما يرد على الجوال ؟؟
هل معقولة سحر فيها شي قوي وما يبي يعلمه ؟؟؟


كانت متمدةة على السرير الأبيض والهم والحزن في عيونها ...!
عقب الموقف اللي جمعها بزياد يوم العزيمة ماعاد شافته ولاعاد كلمها ..
حتى يوم جت لبيت اهلها ماعاد سأل عنها ... هي ماتلومه لأنه يمكن واقف مع عذا في محنتها وهذا من حقه وحقها ... لكن مو من حقه انه يهملها ومايعبرها طول هالفترة ...!؟
انتبهت لأمها اللي تحوس في الكومدينو اللي جنبها :: وش عندك يمه ؟؟
رفعت ام مشاري راسها :: ادور على شاحن اشحن جوالك ... يمكن يتصل زياد ..!!
ابتسمت بغصة وهي تلف بوجهها :: ما عليك يمه لاتتعبين نفسك ... اتصال ماراح يتصل ؟؟ يعني هو ما فكر فيني يوم السراء بيفكر في الضراء ..؟
تنهدت ام مشاري بضيقة :: سحر وش هالكلام ؟؟؟ انتي المفروض توقفين جنبه وتواسينه ؟؟ مو تقولين هالحكي ؟؟
سكتت سحر وهي مو مقتنعة بكلام امها ... لأنها هي الوحيدة اللي فاهمة طبيعة علاقتها مع زياد ...
ومحد بيفهمه كثرها ...
راحت ام مشاري وشبكت الجوال في الكهرب ورجعت بتجلس جنب بنتها ..
لكنهم سمعوا صوته يتنحنح ...
واستبشرت ام مشاري خير ...
اما سحر فانقبض قلبها وحست بشي يدور في معدتها وكأنها مو مصدقه انه جاي وهذا صوته ؟؟؟
طل عليهم بوجهه الأصفر وملامحه الذبلانة .. لكنه كان مثل ما هو ..
زياد اللي ينضح بالرجولة .. وملامحه الحادة اللي قدرت بأعجوبة تجذب سحر ... وتخليها تنسى اللي في قلبها عليه كله .. لكن هذا لايعني التنازل عن القرار اللي اتخذته مهما كان ...!!
..........:: السلام عليكم ...!!
قالها وهو يبتسم ابتسامة صفراء ..
ردو عليه السلام مبتسمات ... وتقدم زياد من السرير يسلم عليها ...!!
لكنه تفاجأ لما شاف الشاش الأبيض على طرف جبهتها الأيسر .. فعقد حواجبه :: سلامات سلامات ؟؟ وش منه كل هذا ؟؟
وتقرب منها يطالع الأضرار المرسومة على وجهها ...
اما هي فحست بحرارة شديدة تطلع من جسمها بسبب قربه منها ..؟
ياربي ليته يبعد ما ابغاه يأثر علي أكثر .....
ابتسمت ام مشاري :: ما عليك منها تتدلع عليك شوي ..!
ابتسم زياد وهو لازال على قربه وحاس بتوتر عضلاتها لكنه ماتراجع ... وفي نفس الوقت ما سلم عليها بالطريقة اللي هي كانت متوقعته ؟؟
اكتفى لما قال :: ما تشوفين شر ...!!
وابتعد عنها وجلس على الكرسي اللي جنبها ..!!
وهنا انصدمت سحر اللي كانت في لحظة بتغير قرارها ..
لكن عقب اللي سواه من دقائق .. لايمكن يطلع من الغرفة قبل لاينفذ طلبها ...
توجهت عينها له من دون شعور وشافته يضحك مع امها ..؟؟
لكنها ما انتبهت للي قالوه ...
فالتفتت لأمها اللي قالت لها :: اكلتي حبتك ؟؟
عضت على شفايفها وهي من جد متفشلة من نفسها ... وابتسمت بخجل لأمها ..
تنهدت ام مشاري :: كنت متوقعة ... وتوني قاعده اقول لزياد انك اكيد مو مآكلتها ..؟
قامت ام مشاري وراحت للطاولة خذت لها حبة وصبت مويه في الكاس ورجعت لبنتها ..
لكن شافت نظرتها حزينة على زياد ... و رجعت هالشي يمكن لأنها متأثرة منه ومن وفاة زوج عمته ...
مدت لها اللي في يدها وخذته منها سحر وأكلته ...
ابتسم لها :: الله يجعل فيه العافية ...
كانت بترد لكن لسانها ما اسعفها ... تبي تقوله الله يسلمك لكن ما قدرت فيه غصة في حلقها مانعتها ..؟؟ يا ربي وش منه هالغصة ..؟
سكتوا شوي وبعدها قررت سحر تستجمع قوتها وتتلكم ... خصوصا لما شافت الساعة وحست انه بيأذن و معناتها ان زياد يمكن يروح ..!
وبعد مجهود مضني تكلمت :: وش اخبارها عذا الحين ؟؟؟
رفع حاجبه متفاجأ من سؤالها الغير متوقع ؟؟؟ واللي في الحقيقة وعاه لشي هو نساه ..؟؟
فعلا عذا وش اخبارها ؟؟؟ هو عقب يوم انهم كانوا في المستشفى ماعاد شافها ؟؟؟؟
ايه بس هو حاول لكن سام هو اللي واقف مثل الحصن المنيع ورافض انه يقابلها ؟؟
ولما توسله بكلمتين قال له عذا في حالة ما تسمح لك انك تشوفها ؟؟
انتبهت سحر لسرحانه وتشتت افكاره وضح في عيونه ... ابتسمت ابتسامة صفراء :: كان ما تركتها وجيت .. هي محتاجتك اكثر مني ..؟
انتبه زياد لكلام سحر :: ثنتينكم محتاجات لي ...
وابتسم ..
نزلت سحر نظرها لحجرها وهي تلعب بسللك جهاز قياس ضربات القلب الموصول بيدها :: بس أنا يمكن اطول في المستشفى ... وما أظن انها حلوة تتردد علي وتترك اللي أهم مني ..
سكت زياد وما حب يرد عليها ...
وش يقول اصلا لو بيرد ؟؟؟ بيكذب عليها ويقول انتي اهم ؟؟
مستحيل لأن هالشي لايمكن يصير .. مهما طالت الدنيا والا قصرت ..!
انقهرت ام مشاري من كلام بنتها لكنها ما ردت عليها ..
والي قهرها زود ان زياد حتى ما جبر خاطرها بكلمتين ..؟
ومن شدة قهرها وقفت وعينها على سحر :: عن أذنكم شوي ..
ومشت لكن سحر وقفتها :: على وين يمه ؟؟
تنفست ام مشاري بعمق وعينها مركزة على سحر :: ابروح اغسل للصلاة .. تراه الحين بيأذن ..؟
رفع زياد معصمه وطالع ساعته وابتسم :: اي والله الحين بيأذن ...؟؟
تركتهم ام مشاري وراحت لدورة المياره في النصف الثاني من الجناح ...
ووقف بعدها زياد على طول وكأنه هو الثاني ينتظر هالصلاة علشان يطلع ؟؟ واللي يشوفه يقول جالس على جمر ...!
..........:: توصين شي سحر ؟؟
رفعت عينها له وهي حلفت وخلاص انها بتتشجع وتقول له اللي في خاطرها لأنها ماعاد تقدر تتحمل اكثر .. :: سلامتك ... لكن بترجع لي مرة ثانية ؟؟
انحرج من سؤالها :: أكيد برجع ... (( وابتسم يأكد لها )) يالله انا رايح ...
عطاها ظهره بيطلع لكنها وقفته واطرافها تنتفض ومتوتره حدها وحتى ريقها نشف وماتدري وشلون بتتكلم لكنها بتنطق مهما كانت الوسيلة ...
...........:: زيــــــــــــــــــــاد ...!
التفت لها من دون لايرد عليها ..
أما هي فنزلت عيونها لحضنها مرة ثانية وسكتت شوي ...
حاول هو يحثها تتكلم :: وش بغيتي سحر ؟؟
بلعت ريقها والدموع تجمعت في عيونها :: زيــاد .. انا يوم كنت في بيت اهلي وانت بعيد عني فكرت بتروي وأناة .. وحاولت اقيس الموضوع من كل الجوانب ... وأخيرا وصلت لشي يريحني من العذاب ويريحك من الهم ؟؟
عقد حواجبه مستغرب ومو فاهم شي :: وش تقصدين ؟؟ ووش موضوعه ؟؟
رفعت عينها له بتحدي :: زيـــاد .. انا ابي الطلاق ...!!
سكت شوي وعيونه طارت في وجهها ؟؟
" الظاهر الضربة أثرت على راسك " هذي هي الكلمة الوحيدة اللي طلعت من فمه ..
نزلت دمعتها غصب لكنها بسرعة مسحتها وهي تنشق :: لا زياد انا اكلمك وانا في كامل قواي العقلية ... زواجنا لا يمكن يستمر على هالحال ؟؟؟ والحل الوحيد هو الإنفصال ..؟
ضحك بسخرية :: هذا اللي قدرتي تفكرين فيه بس ؟؟
بادلته نفس الابتسامة :: لاتخاف .. فكرت في الكل .. وانت اولهم ؟؟ ولا يكون لك فكر ترى مركزك وحلالك واختك بيستمرون على ماهم عليه ... وهذي كلمة خذها مني ؟؟
طالعها منصدم وغصب عنه اقدامه مشته وواجهها ومن دون لا يتكلم طالعها بنظرة غضب ...
حس في كلامها نوع من الإهانة له ولأخته ؟؟؟
أو حس ان فيه جرح لكبريائه كرجل ...
او يمكن حركت مكامنه ....!
خافت سحر من نظرته لها لكنها حاولت تتحلى بالصبر والقوة ::زياد لا تنكر ان اللي اقوله صح ..؟
رفعت عينها له وشافته لازال يطالعها بنظرة غريبة ...
صاحت غصب عنها وتوسلته :: زياد الله يخليك وافق على اللي قلته .. وأوعدك انه ما فيه شي بيتغير في حياتكم لا انت ولا ندى .. لكن تكفى لا تعذبني فوق عذابي وتعيشني في جحيم ..
تنهد وهو يحاول يبعثر نظراته ؟؟؟
وش فيك يا زياد ضعفت ؟؟
وش فيك انصدمت من كلامها ؟؟
مو انت اللي كنت تتمنى انها تطلب هالطلب منك ؟؟
مو انت اللي سعيت في بداية زواجك علشان تنفصلون ..؟
هذي فرصتك ... لاتفوتها ؟؟؟
ابتسم في وجهها بدون شعور وقال :: مو وقت هالكلام وانتي تعبانة ؟؟
قالها بهدوء قاتل .. يعكس النار الشابه في اعصابه وتفكيره ومايدري كيف طلعت من فمه هالحروف ...!
هز راسه برضى وتركها وراه تصيح ..؟؟
وهو حاير في مشاعره ؟؟ ما يدري هل هو فعلا يبي يطلقها اولا ؟؟
واول ما وصل للباب ومسك مقبضه ... سمعها تصرخ عليه ..
........:: زيــاد لاعاد تجي مرة ثانية ولا عاد اشوفك لأني مصره على قراري .. وخل انفصالنا يتم بهدوء من دون شوشرة ؟؟؟
ابتسم وهو قلبه يتقطع على حاله ؟؟؟
وش سوى في حياته علشان اللي يحبها ينحرم منها .. واللي تحبه تضحي علشانه ؟؟؟
تنهد بألم وطلع وسكر الباب وراه من دون لايرد عليها ..
-------------------------------------------------------------------------------------------
طلعت من غرفت امها بعد ما تطمنت عليها وانها نامت اخيرا بعد ما كلت الحبوب المريحة للأعصاب واللي بالموت رضت تآخذها ...
سكرت الباب وراها وقلبها يتقطع من الألم ؟؟ ليت امها ترضى وتطلع من هالغرفة ؟؟
على الأقل بيخف عليها الألم شوي وماعاد تذكره كلما لفت بعيونها او تنفست وشمت ريحته ؟؟؟
مسحت الدمعة اللي نزلت من زاوية عينها ...
كملوا اسبوع الحين من وفاة ابوهم .. والأوضاع مثل ماهي وما اختلف شي ..
غير ان الناس ماعاد صاروا يجونهم بالكثرة السابقة ...!
وصلت للصالة ومثل ما تركت سارة كانت نفسها ماتغيرت وضعيتها ...
متمددة على الكنب وحاضنة المخده وعيونها مركزة في اللاشي ...
تنهدت لمياء وفي خاطرها تدور أفكار كيف تترك اهلها وهم للحين ولا احد منهم تقوى وصلب طوله ؟؟؟ حتى سام منهار وللحين أعصابه متوترة وعصبي وبسرعة ينرفز ..
وعبدالله يحاول انه يتماسك لكن الألم والضعف واضحين في عيونه بمجرد ما يشوف امه ويخطر على باله ابوه ... في هالحالة ما يقدر يمسك دموعه ...!
شافت ريم جالسة في الصالة مع سارة لكنها تطالع التلفزيون ..
حاولت لمياء تبتسم ومشت وجلست معهم ...
...............:: السلام عليكم ؟؟
ردت عليها ريم مبتسمة والتفتت لها :: نامت خالتي ؟؟
هزت لمياء راسها :: وأخيراً ..
خفتت الإبتسامة على وجه ريم :: الله يكون في عونها ..!!
التفتت لمياء لسارة :: سارونة طلعتي لأرانبك وتطمنتي عليهم ؟؟؟
سارة ساكتة وما ترد ؟؟
تنهدت لمياء :: ســــــــــــــارة ؟؟
وعت سارة اخيرا من سرحانها وطالعت اختها وهي تبلع غصتها :: نـعـــم ..!!
ابتسمت لها لمياء غصب عنها :: ارانبك وحيواناتك .. ترى انا طلعت لهم من شوي لكن ما ادري وش يبون ؟؟ رحتي لهم ؟؟
هزت راسها بالنفي ونزلت عيونها للأرض :: ما ابيهم خلاص ..؟؟
رفعت لمياء حاجبها :: وش اللي ماتبينهم ؟؟
صاحت سارة وما قدرت تتماسك :: ابي ابيعهم واتخلص منهم ؟؟
عورها قلبها لمياء على اللي قاعده تمر فيه اختها :: سارة ...!!
شهقت سارة بالصياح :: والله لمياء خلاص عفتهم .. وبعدين ما عاد فيه احد يهتم بهم ولا يناظرهم ؟؟ وشو له اخليهم عندي ؟؟
قامت لمياء من مكانها وراحت تجلس جنب اختها .. مسكتها مع يدها وهي تحاول تشجعها :: سارة واحنا وين رحنا ؟؟؟ انا وعبدالله وسام ؟؟ كلنا معك وبناظرهم ونهتم فيهم ؟؟
كانت لمياء عارفة بتعلق سارة بحيواناتها .. وما قالت هالكلام اللي من شوي الا من الألم اللي يعصر قلبها على فراق ابوها .. وهالأرانب بتضل تذكرها فيه ...
تعدلت سارة في جلستها وحضنت لمياء بقوة وهي تصيح :: لمياء الله يخليك لاتروحين مع فهد خليك عندنا هاليومين .. الله يخليك ..؟
بلعت لمياء ريقها بقلق وعينها راحت لريم " اكيد هي اللي قالت لها "
حاولت لمياء تهديها :: واذا رحت مع فهد يا سارة يعني ما بجيكم مرة ثانية ؟؟
ابتعدت سارة شوي :: بس ابغاك معنا في البيت ...؟
ابتسمت لها لمياء :: انا بطل عليكم كل يوم وهذا اكيد ... وانتم لازم تناظرون امي وتنبهون لها مو تهملونها وتهملون انفسكم ؟؟؟
صاحت سارة أكثر وقامت بسرعة وتركت الصالة بمن فيها وطلعت الدرج للدور الثاني ...
تنهدت لمياء بألم على اخواتها المتأثرات وعلى حالها اللي تعبت منه وهي تداريهم وتمنع حزنها ...
التفتت للريم بتقولها ليش تعلم سارة بسالفة روحتها لكن قبل لاتتكلم دخل عبدالله عليهم وهو يبتسم وشكله توه صاحي من النوم ..
ابتسمت له ريم :: صباح المغرب ؟؟
ابتسم للجميع :: صباح النور ...
سلم عليهم وجلس جنبها وعينه على لمياء :: امي نايمة ؟؟
هزت لمياء راسها :: نامت قبل شوي .. عقب ما صلت المغرب ..
تنهد :: زين خلها ترتاح شوي ..!
طالعته ريم :: احط لك غداء ؟؟
هز راسه بالنفي ويده على معدته :: مو مشتهي شي الحين .. بس سوي لي كوب شاهي ؟؟
ابتسمت وقامت من مكانها متوجهه للمطبخ ...
والتفت عبدالله للمياء :: اجل بترجعين مع فهد ؟
ابتسمت له لمياء وتنهدت : إن شاء الله اليوم ...!
ابتسم لها عبدالله :: الله يرزقكم ويهدي سركم ؟؟
ضحكت لمياء هالمرة من قلبها :: عجبتني يهدي سركم ؟؟
ابتسم لها :: مادري من وين طلعت ...
سكت شوي لكن واضح في عيونه كلام ..
وقفت لمياء بتطلع لكنه وقفها :: ما تقدرين تجلسين عندنا كم يوم ؟؟
رفعت حاجبها في وجهه :: يا ربي ادري اني مهمة بس مو لدرجة ان كل واحد يطلبني اجلس معه ؟؟
رفع حاجبه في وجهها باستنكار ؟؟:: ومن اللي طلبك ؟؟
ضحكت لمياء وهي تمشي وتعطيه ظهرها :: محد طلبني اجلس .. لكني بحاول مع فهد يخليني عندكم كم يوم ...؟
سمعته يصرخ عليها بعد ما طلعت من الصالة :: ارحميني يا واثقة من عمرك ؟؟؟
ابتسمت وتنفست بعمق وراحت بتطلع الدور الثاني تشوف سارة وعذا وش صار عليهم ...
لكنها شافت باب الصالة اللي يودي للساحة الخارجية مفتوح ...
راحت له بلقافة والحمدلله انها راحت هناك ...
وشافت ألعن اثنين جالسين على الدرج ...
وعذا معها ارنب في حضنها ..
أما سام فجالس جنبها و كلهم ساكتين ؟؟
طلعت لهم وحاولت تنكت معهم :: يعني بتسوون جو رومانسي ؟؟
التفت لها سام يبتسم ومتفاجأ من طلعتها :: نحاول بس ما قدرنا ..
ابتسمت له :: تنتظروني اطلع ؟؟
ابتسم هو يهز راسه ...وعيونه للأرض ..
اما عذا فما شاركتهم الحديث بحتى كلمة ...
جلست جنبهم لمياء وهي ساكتة ...
ولما ملت :: الحين وش جالسين تسوون ؟؟؟
ارتبك اسامة وطالعها :: يعني وش بنسوي .. نسولف ..؟
رفعت لمياء حاجبها والتفتت لعذا :: وش يسمم افكارك فيه ؟؟؟
رفعت عذا عينها للمياء وبعدها حولت نظرها لسام وهي ساكتة ما تكلمت ...
نزلت عينها للأرنب وهي تمسح عليه ..
ضربتها لمياء على يدها :: انتي من ماكل لسانك ؟؟؟
التفتت لها بألم :: آآآآآآي يا دوبا يعور ؟؟؟
ضحكت لمياء :: واخيرا تكلمتي يا الخايسة .. اسبوع وانتي ملتزمة الصمت كأنك ذا الراهبات ؟؟
ابتسمت عذا وتنهدت :: وليه نتكلم ؟؟؟ وليه نسولف ؟؟؟
طالعها سام بغضب :: نتكلم علشان نعيش ونسولف علشان ننبسط بالحياة ؟؟
طالعته بنظرة غضب :: تبينا نستانس يا سام ؟؟؟
لف بوجهه عنها وهو يداري دمعته ...
وانتبهت لمياء لتوتر الجو بينهم ؟؟؟ الظاهر كان فيه نقاش وكلام قبل لاهي تجيهم :: هدوا اللعب شوي وش فيكم وش صاير ؟؟
التفتت عذا للمياء :: سلامتك ...
ورجع الصمت من جديد ....
لكن لمياء قتلته بكلام مهم لازم يعرفونه :: تراني اليوم بروح .. يعني لازم تدارون امي وتنتبهون لها وتستفقدونها كل شوي ؟؟
التفتت لها عذا بصدمة :: وين بتروحين ؟؟
ابتسمت لمياء :: برجع مع فهد لبيتي ؟؟
شهقت عذا وحطت يدها على فمها :: اليوم ؟؟
هزت راسها بالإيجاب اما عذا فقامت تطالعها بنظرات حزن غريبة :: ليه يالمياء ؟؟
ابتسمت :: وش اللي ليه ؟؟
بلعت عذا غصتها : يعني ليش بترجعين له ؟؟
تنهدت لمياء :: لأنه طلبني ارجع معه ...
طالعها سام :: تصالحتوا تصالح نهائي ؟؟
ابتسمت بتعب :: خلاص نهائي .. الدنيا ماتسوى .. وآخر كلمة قالها لي ابوي أنه يتمنى رجعتي لفهد لأنه ما يستاهل اللي يصير له ولا انا استاهل ؟؟ وانا هالشي اعتبره وصية الغالي ..
ونزلت لمياء عينها بألم تداري تعب عيونها المرهقة ...
صاحت عذا غصب عنها :: طيب اجلسي عندنا هاليومين وبعدها روحي ؟؟
سكتت لمياء شوي :: بروح اليوم واكيد برجع لكم كل يوم وبمركم ..
هزت راسها عذا بصمت وهي تحاول تحبس دموعها ..
حظها لمياء .. رزقها ربي بواحد يقدر قيمتها وواقف معها وقت الشدة ؟؟
رجال واخلاقه كريمة ؟؟
مو انت يا زياد .. من وفاة ابوي وما دريت عنك ؟؟؟ ولا حتى سألت عني انا بخير والا اشكي من شي ؟؟
الله يسامحك يالغالي ؟؟
خنقتها الغصة بعذاب وشالت ارنبها وتركتهم وهي تسرع بخطواتها ...
ومباشرة توجهت للدرج وصعدت لغرفتها ... ملاذها الوحيد بعد كل اللي صار لها ...
-----------------------------------------------------------------------------------------
نزلت ام مشاري من الدور الثاني وهي تصطلي من الغضب على بنتها ..واعصابها منرفزة ومو طايقة تشوف أحد ...
قابلها مشاري ولدها وهو داخل البيت ومعه ندى لابسه عبايتها ...
ابتسم لها لكنها تنهدت في وجهه وحاولت تتجمل وتبتسم ...
عقد مشاري حواجبه في قلق :: وش فيك يمه ؟؟
تقدم منها وصافحها وعقب هوى على يدها يحبها ...
ابتسمت له ام مشاري بحزن وما قدرت تمسك دمعتها اكثر ونزلت قطرات دموعها من زاوية عينها ..
خافت هالمرة ندى وتقدمت :: خالتي وش فيك ؟؟
حطت ام مشاري يدها على فمها :: أختك يا مشاري بتعذبني في حياتي ...
سكت شوي مشاري وعقبها تنهد :: وش فيها هالمرة بعد ؟؟
تنفست ام مشاري بعمق وقلبت نظرها من ندى لمشاري :: طالبه الطلاق ورافضة تغير رأيها ؟؟
انصدم مشاري :: وش طالبه ؟؟؟
سكتت ام مشاري وهي تهز راسها بالإيجاب ..
عصب مشاري من كلام امه :: هذي انجنت ؟؟ توها ما كملت شهرين وتبي تتطلق ؟؟؟ واصلا ليش من البداية هي وافقت ؟؟؟
عند هالكلمة غمضت ندى عيونها بألم ؟؟؟
ليه وافقت ؟؟ لأني انا الغبية طاوعت عمي واقنعتها ؟؟
أنا الي فهمتها غلط ان زياد مو لهناك مع عذا ؟؟؟
انا اللي اصريت عليها توافق وهي اصلا مو محتاجة احد يصر عليها ؟؟؟
انتبهت لمشاري اللي كان شاد قبضته :: وابوي وش رايه ؟؟
مشت ام مشاري وأنها بتجلس على الكنب :: ابوك ما عنده رأي .. يقول راحت سحر هي الأهم وما يهمني كلام الناس ؟؟
تنفس مشاري بصوت مسوع :: هذا هو ابوي ؟؟؟ يسوي الشي وما يفكر في عواقبه ؟؟
اعتدلت ام مشاري في جلستها وهي تحاول تضبط نفسها :: مشاري وش اسوي باختك ؟؟ من اسبوع ومن طلعت من المستشفى وهي مصرة على قرارها ؟؟؟ وكلما احاول اكلمها تقولي لاتحاولين انا قررت وانتهيت ... وما احد يعرف بحياتي مع زياد واللي يصلح لي كثري ؟؟
تنهد مشاري وكأنه يفكر بشي وهو يتمتم :: أبشوف لها حل ... قريب .!
التفت لندى اللي ارتبكت منه وكأنها مسوية شي غلط ؟؟؟
طالعها :: تبينا نمر على زياد قبل لانروح نمشي ؟؟؟
بلعت ريقها :: بتتفاهم معه يعني ؟؟
هز راسه وهو لاف بيمشي للباب :: ايه .. بشوف وش رايه ووش يقول ووش اللي خلا سحر توصل لهالمرحلة ؟؟
لحقته ندى بهدوء :: مشاري لاتضغط عليهم ؟؟
التفت لها بغضب مكتوم :: أنا كل شي ولا أغصب احد ..!!
ابتسمت ندى تلطف الجو مع انها في داخلها تنتفض من الخوف من نظرته ..
لف مشاري لأمه وكأنه ذكر شي :: يمه انا وندى كنا جايين بنسلم عليك ونشوف لو كنتي بتروحين معنا نمشي شوي ؟؟ عسى هالهانم تولد (( وابتسم وهو يطالعها ))
ضحكت ام مشاري :: الله يقومها بالسلامة ويبلغك عيال عيالك قول آمين ...
ابتسم مشاري وعينه لازالت على ندى :: في حياتك يمه ...!!
استحت ندى من نظرته ومسكت يده تحاول تضيع مشاعرها ...
مسكها وطلع هو واياها من البيت ..
وفي قلبه عزم على انه يمر زياد يستفسر منه عن الموضوع ويصلحون اللي يتصلح ؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------
جلسته كان واضح عليها التوتر ..
ونظرات عبدالله الموجهة له مخليته ما يقدر يتنفس ولا يلقى أكسجين ؟؟؟
رفع عينه وشاف عبدالله لازال يطالعه ..
تنهد زياد وهو يرخي عضلات فكه :: عبدالله أرجوك .. هالمرة بس ثق فيني وخلني أشوفها ؟؟
فرك عبدالله جبهته بقلق :: زياد عذا ماتبي تشوفك ؟؟ وانا ما ابي اضغط عليها وخصوصا انت عارف بالظروف الحين ؟؟
عصب زياد :: بسبب هالظروف انا ابي اشوفها ؟؟ يا عبدالله انا من توفى ابوك ماعاد شفتها ؟؟ يا اخي بسلم عليها اعزيها ابي اكون قريب منها ؟؟ حرام عليكم هالضغط اللي تمارسونه علي ؟؟
تنهد عبدالله وهو يفرك كفوفه ببعض .. وبعدها وقف وعطى زياد ظهره بيطلع ...
وقبل لا يتركه التفت له :: زياد خف عليها شوي .. تراها هاليومين حساسة ؟؟
ابتسم زياد :: واختك من متى وهي مو حساسة ؟؟
ابتسم له عبدالله وهز راسه وطلع وترك زياد وراه يحترق في مكانه ...
خايف وقلق من المواجهة ؟؟
الحين هو في بيتهم وهي بتكون قدامه ؟؟
من زمان ما شافها اشتاق لها بالحيل ؟؟؟
غمض عيونه دقايق يتخيل مشهد لقائهم ؟؟
يا ترى بتضحك في وجهه ؟؟ بتبتسم له بخجل وتحمر وتورد خدودها ؟؟
بتقول له بصوتها الناعم " اشتقت لك "
لو قالتها ما بقدر اتحمل بحضنها وبقولها " أنا بموت من الشوق " ...
عذا .. من انخلقتي وانتي سبب عذابي ...
تنهد بتعب ورجع يفتح عيونه وهو يتخيلها داخله عليه من الباب ...
ابتسم غصب عنه .. وشفايفه تحركت بهمس " أحبك " من دون لايحس بحركتها ..
فز لما اهتز جواله اللي في جيبه وبحركة سريعة طلعه .. وشافه مشاري ..
تنهد وراحت عينه للباب ؟؟
معقولة بتدخل عليه وهو يكلم ؟؟
وش هالإستقبال الزفت يا زياد ؟؟ بتبين كأنك مومهتم لها ؟؟
سفه جواله وما رد عليه ...
لكنه رجع يتصل مرة ثانية .. وكذلك سفهه ؟؟
لكن عذا للحين ما شرفت ؟؟
كانت الوساوس تلعب في راسه وخوفه زاد لاتكون عذا رفضت ؟؟
رن جواله مرة ثالثة وحس زياد انه لازم يرد ؟؟ يمكن ندى فيها شي ؟؟؟
خاف من هالطاري ورد بسرعة ..
........:: وينك يا اخي ؟؟ كل هذا تغلي ؟؟
ابتسم زياد :: كان سايلنت وما انتبهت له ..
مشاري :: زين عذرناك ... بس ما قلتي انت وين الحين ؟؟
زياد:: ليه وش عندك ؟؟
ابتسم مشاري لندى اللي تقول له لا تخوفه :: سلامتك .. بس ابغاك في موضوع ضروري ومريتك البيت وما لقيتك ؟؟
رد زياد وعينه لازالت على الباب :: ايه والله مو موجود ..
استغرب مشاري ردود زياد وتوقع انه مشغول والا عنده احد ومن كذا يرد باقتضاب ...:: زين ترى انا وندى دخلنا البيت وهذا هي تسوي لي شاهي وبننتظرك لحد ما تجي بس انت لاتبطي علينا ..
ابتسم زياد وهو وده يسكر بسرعة :: خلاص ولا يهمك .. ساعة بالكثير وانا عندكم ...
سلم عليه مشاري وسكر الخط منه ...
اما زياد فرجع الجوال في جيبه وما حاول يشوش على تفكيره ويبي يركز في عذا وبس .!
.
.
.
.
هب واقف من مكانه لحد ما واجه عبدالله :: عبدالله ما لك حق تغصبها تطلع له ..
التفت عبدالله له :: وانت ما له داعي تشب نار الفتنة ؟؟؟
صر اسامة على اسنانه :: انا اسوي اللي عذا تبغاه .. مو مثلك ؟؟
بلع عبدالله ريقه :: وانا اسوي اللي في مصلحتها ..
التفت وشاف عذا واقفة بجمود وملامحها من دون مشاعر .. وجه اصفر وعيون ذبلانة وكأنها جسد بلا روح ...
ابتسم عبدالله :: عذا ان كنت تعزيني ... اطلعي له وقابليه ؟؟ يمكن يقول لك شي انتي لازم تسمعينه ؟؟
اطالت عذا النظر في عيون عبدالله وكأنها تعاتبه والا تتوسله ..
تنهد عبدالله :: يا عذا ترى موغصب لو ماتبين بكيفك ؟؟
ضحك اسامة باستهزاء :: توك تذكرت ؟؟
وقفتهم امهم عند حدهم :: خلاص انت واياه ؟؟ يعني بتتهاوشون قدامي ؟؟
التفت سام لأمه :: حقك علي يمه بس ولدك يقهر ؟؟
طالعته امه بنظرات غضب :: هذا اخوك الكبير اسامة ..!!
تأفف اسامة وتركهم وصعد لغرفته ...
ونزلت ام عبدالله عينها للأرض وهي تتنفس بصعوبة وتعاند دمعتها ..
حاول عبدالله يغير الموضوع والتفت لعذا :: هاه عذاي وش قلتي ؟؟
هزت عذا راسها بالموافقة ومشت عذا متعديته بتطلع للمجلس .. لكنه وقفها :: وين بتروحين ؟؟
التفتت له ببرود وعدم مبالاة :: مو تبيني اقابله ؟؟؟
طالعها عبدالله :: بلبسك هذا ؟؟
شافت عذا نفسها من فوق لتحت وكانت لابسة بنطلون جنز وتي شيرت ابيض ..
رفعت عينها له :: وش فيه ؟؟
رفع عبدالله حاجبه مستغرب :: وشعرك ؟؟ ما بتنزلينه ؟؟
مسكت شعرها وكانت رافعته بذيل حصان ...
انقهرت عذا من اخوها :: انا هذا هو شكلي ؟؟ وبعدين انا نفسيتي ماتسمح لي اتعدل لواحد مثله ؟؟
تبيني اطلع له كذا اوكي .. ما تبي احسن ؟؟
ومشت بتروح للدرج لكنه لحق عليها :: لالا خلاص .. اطلعي بالشكل اللي تبين ...
التفتت له والعبرة خانقتها بس تقاومها ..
تنهدت ومشت للمجلس الخارجي .. وتبعها عبدالله ..
ولما وقفت مواجه للباب خافت وارتعشت اطرافها ..
مجرد التفكير ان زياد وراء هالباب يخليها تتوتر وعيونها تحرقها تبي تصيح ..
لفت بتتراجع لكن عبدالله كان واقف لها بالمرصاد ويبتسم :: يالله ادخلي وانا معك ؟؟
حاول يمسح على خدها ومسكت هي يده :: عبدالله ما ابي ؟؟
بلع عبدالله ريقه :: انت ما بتخسرين شي ؟؟ بس تكلمي معه وشوفي وش عنده ؟؟
طالعت عيونه بتوسل :: خايفة ؟؟
ضحك عليها يلطف الجو :: لاتخافين .. لو سوا لك شي صرخي وانا بسمعك واجي لك ..
بلعت ريقها وهي مو قادرة تتنفس ...
توكلت على الله وشافت عبدالله يفتح الباب ويدخل ..
كانت بتنحاش .. بس هو لف لها ومسك يدها علشان تدخل ...
ومن شافها هو .. وقف قلبه عن الخفقان ... وارتعشت عظامه واطرافه ..؟؟
وأخيــــــــــــــــــــــراً يا عذا شفتك ؟؟؟
اشتقت لك والله العظيم مشتاق بالحيل ؟؟
هذا هو الكلام اللي تحكيه عيونه ... لكن عذا للأسف ما قرته لأنها منزلة عيونها للأرض .!
ابتسم عبدالله في وجه زياد اللي عينه مركزة على مكان عذا وبس :: زين انا اترككم الحين شوي .. ويا زياد مثل ما وصيتك ؟؟
التفت زياد بسرعة وكأنه يستعجل عبدالله علشان يطلع ::: ولا يهمك عبدالله ... تطمن من ناحيتي .
تنفس عبدالله بأريحية وترك يد عذا اللي شدت عليه تبيه يجلس لكن هو سحبها بعنف وطلع ؟؟
مهما كان هو مو قاسي بس يتمنى الخير لأخته ورفيق عمره ..!
طلع عبدالله وهو يدعي في سره .. وسكر الباب وراه ...
----------------------------------------------------------------------------

هب واقف من مكانه لحد ما واجه عبدالله :: عبدالله ما لك حق تغصبها تطلع له ..
التفت عبدالله له :: وانت ما له داعي تشب نار الفتنة ؟؟؟
صر اسامة على اسنانه :: انا اسوي اللي عذا تبغاه .. مو مثلك ؟؟
بلع عبدالله ريقه :: وانا اسوي اللي في مصلحتها ..
التفت وشاف عذا واقفة بجمود وملامحها من دون مشاعر .. وجه اصفر وعيون ذبلانة وكأنها جسد بلا روح ...
ابتسم عبدالله :: عذا ان كنت تعزيني ... اطلعي له وقابليه ؟؟ يمكن يقول لك شي انتي لازم تسمعينه ؟؟
اطالت عذا النظر في عيون عبدالله وكأنها تعاتبه والا تتوسله ..
تنهد عبدالله :: يا عذا ترى موغصب لو ماتبين بكيفك ؟؟
ضحك اسامة باستهزاء :: توك تذكرت ؟؟
وقفتهم امهم عند حدهم :: خلاص انت واياه ؟؟ يعني بتتهاوشون قدامي ؟؟
التفت سام لأمه :: حقك علي يمه بس ولدك يقهر ؟؟
طالعته امه بنظرات غضب :: هذا اخوك الكبير اسامة ..!!
تأفف اسامة وتركهم وصعد لغرفته ...
ونزلت ام عبدالله عينها للأرض وهي تتنفس بصعوبة وتعاند دمعتها ..
حاول عبدالله يغير الموضوع والتفت لعذا :: هاه عذاي وش قلتي ؟؟
هزت عذا راسها بالموافقة ومشت عذا متعديته بتطلع للمجلس .. لكنه وقفها :: وين بتروحين ؟؟
التفتت له ببرود وعدم مبالاة :: مو تبيني اقابله ؟؟؟
طالعها عبدالله :: بلبسك هذا ؟؟
شافت عذا نفسها من فوق لتحت وكانت لابسة بنطلون جنز وتي شيرت ابيض ..
رفعت عينها له :: وش فيه ؟؟
رفع عبدالله حاجبه مستغرب :: وشعرك ؟؟ ما بتنزلينه ؟؟
مسكت شعرها وكانت رافعته بذيل حصان ...
انقهرت عذا من اخوها :: انا هذا هو شكلي ؟؟ وبعدين انا نفسيتي ماتسمح لي اتعدل لواحد مثله ؟؟
تبيني اطلع له كذا اوكي .. ما تبي احسن ؟؟
ومشت بتروح للدرج لكنه لحق عليها :: لالا خلاص .. اطلعي بالشكل اللي تبين ...
التفتت له والعبرة خانقتها بس تقاومها ..
تنهدت ومشت للمجلس الخارجي .. وتبعها عبدالله ..
ولما وقفت مواجه للباب خافت وارتعشت اطرافها ..
مجرد التفكير ان زياد وراء هالباب يخليها تتوتر وعيونها تحرقها تبي تصيح ..
لفت بتتراجع لكن عبدالله كان واقف لها بالمرصاد ويبتسم :: يالله ادخلي وانا معك ؟؟
حاول يمسح على خدها ومسكت هي يده :: عبدالله ما ابي ؟؟
بلع عبدالله ريقه :: انت ما بتخسرين شي ؟؟ بس تكلمي معه وشوفي وش عنده ؟؟
طالعت عيونه بتوسل :: خايفة ؟؟
ضحك عليها يلطف الجو :: لاتخافين .. لو سوا لك شي صرخي وانا بسمعك واجي لك ..
بلعت ريقها وهي مو قادرة تتنفس ...
توكلت على الله وشافت عبدالله يفتح الباب ويدخل ..
كانت بتنحاش .. بس هو لف لها ومسك يدها علشان تدخل ...
ومن شافها هو .. وقف قلبه عن الخفقان ... وارتعشت عظامه واطرافه ..؟؟
وأخيــــــــــــــــــــــراً يا عذا شفتك ؟؟؟
اشتقت لك والله العظيم مشتاق بالحيل ؟؟
هذا هو الكلام اللي تحكيه عيونه ... لكن عذا للأسف ما قرته لأنها منزلة عيونها للأرض .!
ابتسم عبدالله في وجه زياد اللي عينه مركزة على مكان عذا وبس :: زين انا اترككم الحين شوي .. ويا زياد مثل ما وصيتك ؟؟
التفت زياد بسرعة وكأنه يستعجل عبدالله علشان يطلع ::: ولا يهمك عبدالله ... تطمن من ناحيتي .
تنفس عبدالله بأريحية وترك يد عذا اللي شدت عليه تبيه يجلس لكن هو سحبها بعنف وطلع ؟؟
مهما كان هو مو قاسي بس يتمنى الخير لأخته ورفيق عمره ..!
طلع عبدالله وهو يدعي في سره .. وسكر الباب وراه ...
وقف زياد بعده دقايق وهو بس يطالع في عذا اللي لازالت منزلة عيونها للأرض وما تحركت من مكانها ...
تنهد زياد بهدوء ومشى متقدم منها ... ومن حست به عذا يمشي ..
شهقت بالدموع من دون لاتحس ورفعت يدها لفمها تخفي صوتها المبحوح من كثر الصياح ..
تقطع قلبه عليها ومشى بسرعة لها لحد ما وقف يواجهها ..
دخل اصابعه الكبيرة بالنسبة لوجهها الصغير تحت لحيتها ورفع وجهها له ..
لكن غمضت عذا عينها عنه لأنها ماتبي تشوفه ؟؟ تخاف تضعف ؟؟
قرب لها وحب بين عيونها ...
ومن الصدمة فتحت عذا عينها له والتقت بعيونه ووجهه الباسم ؟؟؟
هذا هو زياد ؟؟؟
هذا هو اللي قاض مضجعي ومنسيني طعم النوم واقف قدامي وقريب مني ؟؟
أشم ريحة عطره واحس بحرارة انفاسه ؟؟؟
بصوته الهامس :: اشتقت لك .......!!
راحت تبعثر نظراتها في وجهه ؟؟ وهي بعد اشتاقت له بس ماتقدر تقول ؟؟
شي يمنعها تتكلم بهالكلام ؟؟ جرحها منه ما يسمح لها تقوله له " وانا بعد بموت وانت بعيد عني "
أحاط وجهها بيديه وهو لازال يطالعها :: عذا وش فيك ؟؟ ليه وجهك ذبلان وحالك ضعف ؟؟
تقوس فمها بحزن وألم وقهر منه وبصوت مبحوح هامس :: حتى نسيت وش صار في بيتنا ؟؟؟
طالعها مصدوم :: واللي صار شي ممكن احد ينساه ؟؟
نزلت دمعتها وهي تمسك يده بشوق :: لكني اشوفك نسيت تعزيني ؟؟
تذكر زياد انه فعلا ما عزاها في وفاة ابوها .. سب نفسه على بلادته وخباله ؟؟
سكت شوي ونزل عينه للأرض ...
ابتسمت عذا بقهر وبعدت يديه عن وجهها وتراجعت شوي عنه .. ماتبي تصير قريبه منه ..
تنهد زياد لما حس بحركتها ورفع عينه :: احسن الله عزا......
قاطعته وهي تصيح :: العزا مو كلام ؟؟ العزا فعل ؟؟ تعزيني يعني تواسيني وتوقف جنبي
قاطعها بصوت متوسل :: حاولت يا عذا بس اخوك ما سمح لي ؟؟ أسامة كان واقف في وجهي وما يبي اقابلك ؟؟ وكلما قلت له شي قال لي انك انت رافضة ؟؟
سكتت شوي وعقبها تشجعت :: وانا معي العذر لو رفضت ؟؟
ابتسم لها بألم : اجل لاتلوميني ؟؟
عطتها ظهرها ما تبيه يشوف ضعفها لكنها حست به يتقرب منها
شعرت به قريب من ظهرها ؟؟
وفي لحظة حست انها ملتصقة في صدره ..
حاولت تتقدم وتبتعد لكنه مسكه مع خصرها ...
زاد نحيبها وصياحها ::زياد أرجوك ابعد عني ؟؟
غمض عينه بألم وهو يتنفس بسرعة غير منتظمة ...
قربها منه بهالصورة وتره ؟؟
حاولت تتملص من يديه لكنه هو لف بوجهها له :: عذا اسمعيني ... انا احبك ومااقدر اكمل باقي حياتي بدونك ؟؟؟
سكتت وماردت عليه ..
أصلا ما تدري وش يقول ؟؟
هو قريب منها بقوة لدرجة انها فقدت تركيزها ...
كمل كلامه :: عذا ابيك ترجعين لي ... ابي حياتنا ترجع مثل قبل ؟؟ احنا الحين محتاجين بعض اكثر من أول ....!
رفعت عينها له بعذاب :: مستحيل زياد ؟؟ انت الحين زوج سحر بنت عمك ؟؟
تنرفز من هالطاري :: بالإسم ؟؟ لكن في الحقيقة انا زوجك انتي وبس
قاطعته :: لاتظلمها معك ؟؟؟ وانا راضية بانك تكون لها بروحها ..
ونزلت عينها للأرض تداري دمعتها ..
رفع وجهها علشان تشوف عيونه وبنظرات حزينه ونبرة مكسورة:: عفتيني يالغالية ؟؟؟
غطت وجهها بيديها :: أشم منك ريحة الخيانة والكذب ... وما اقدر اعيش في هالجو زياد ؟؟ ما اقدر ..!؟
غاصت في نوبة بكاء صامتة مكتومة ...
اما هو فنزل يديه عنها وابتعد شوي ..
ارتعشت عظامها برد لما تركتها لمسته الدافية ..
حست بالخوف يتملكها لما ابتعدت ريحة عطره وماعاد صارت تشمها ...
مشاعر الفقد والألم اعترشت قلبها من جديد وهي تحس ببروده الجو حولها وانفاسه اللي ابتعدت ..
شالت يديها وبنظراتها الملهوفة المجنونة راحت تدور عليه ..
حصلته واقف ومعطيها ظهره ويطالع الصورة الكبيرة المرتكزة على الطاولة ... وكانت صورة ابو عبدالله وعبدالله يوم تخرجه ..
تنهدت براحة لأنه ما طلع ..
مجنونة انتي يا عذا .. تبينه وما تبينه ؟؟
انتبهت له لما قال :: عذا لو اسامة اخوك في مشكلة ... ومساعدتك له تقتضي اضرار بسيطة لعبدالله .. ساعتها وش بتسوين ؟؟
سكتت وما ردت ..
رجع يلتفت لها :: وش بتسوين ؟؟
وطالعها بنظرة متلهفة لجوابها ؟؟
لكنها طالعته ببرود :: وش مناسبة هالسؤال ؟؟
تنهد :: انتي جاوبيني ؟؟
تنفست بعمق :: مستحيل اساعد واحد على حساب الثاني .. الإثنين احبهم ويعنون لي الكثير ؟
طالعها بخيبة أمل :: يعني بتتخلين عن سام ؟؟
ابتسمت :: سام اصلا ما بيسمح لي اساعده على حساب عبدالله ..
سكت عنها زياد وردها افحمه ..
فرك جبهته وانتبه لعذا اللي استرسلت :: بس يمكن عبدالله بعد ما يرضى يسكت وهو يقدر يساعد سام .. وكل شي بيتم بالتفاهم .. مو المفاجآت ؟؟
وطالعته بنظرة غضب و تنغيز ...
سكت هو وتنفس باضطراب ..
تقدمت منه وبنظرة رقيقة وصوت خافت :: زياد ليه تزوجت علي ؟؟؟
رفع عينه بتوتر لها وبلع ريقه ..
وملامح وجهه فضحت اسباب سؤاله ..
كان بيتهرب لكنها مسكته مع يده ؟؟
وقف شعره من لمستها له ... كانت تضغط على يده بهدوء ..؟؟
اشتاق لها والله ...!
تسمر في مكانه وطالعها ...
شافته بنظرات توسل :: انا برتاح لو جاوبتني ؟؟ لاتعيشني في عذاب يكفيني اللي فيني ؟؟
سكت شوي ونزل راسه للأرض وعينه تطالع في رجوله ..
وعذا لازالت شادة على قبضتها .. وكانها تمنعه يتحرك من مكانه اليوم قبل لايقول ؟
بلع ريقه بحزن وشريط ذكريات الأيام السوداء الماضية يرجع له ...
غمض عينه وهو يتذكر دوامة الأحداث اللي عاشها ..
كانت ايام عصيبة .. ما يدري وشلون تعداها ؟؟
تعداها ؟؟
وش هالنكتة ؟؟
هو ماتعداها هو خسر فيها أشياء كثيرة وتهيئ له انه تعداها ..
رفع عينه لها بنظرة تطلب العفو :: قالوا لي اختك بتخسر حياتها ؟؟؟ وولدها بيعيش بين اب وام مطلقين .. ولما يكبر بيقولون له خالك زياد هو السبب ،، وهالأخت نفسها تجيني وهي منهارة وتلومني على اللي سويته ؟؟؟؟ تقول انت دمرتني وعلقتني فيه ؟؟ ريح قلبي ...!!
ركز عينه في عينها وهو يحس بقبضتها ترتخي وتركز معه ..
كمل زياد وهو يبعد عيونه عنها :: ولما يقول لك عمك انك خسرت حلالك وفوق هذا مديون واختك خسرت حلالها بسبب غبائك ساعتها وش بترد على الناس ؟؟ ووش بتقول لأختك ؟؟ ضيعت فلوسك لأني ما كنت افكر ساعتها ؟؟؟
تنهد وهو يسترسل بغضب وفمه يهتز بسخرية ::ولما تشوف وحده يقولون بتموت بسببــك ... والمشكلة اني عارف بانها تحبني من قبل ... لكن قلبي مو ملكي .... و يوم تخطبها يرجع اخوها لأختك وتنصلح أحوالهم وحلالك و حلال اختك يرجع لك وديونك تختفي ....!!...
سكت شوي وطالعها بعيون متألمة وحزينة ...
عيون تحكي معانته وندمه ...
همس لها وهو يشوفها تطالع في الفراغ ومتألمة ...
......:: قولي لي كيف ارتاح وانا ادري ان اللي في بنتهم بسببي .. واللي في اختي بسببي ...
قاطعته بصراخ .. خلاااااص اسكت ...!! اسكت لا تكمل ...
بلع ريقه بألم وفرك جبهته قبل لايرفع عينه لها ...
وبعد ثواني من الصمت ..
طالعها بجرأة و لكنه انصدم لما شافها غرقانة في دموعها ...
ما طاوعه قلبه حاول يمسكها لكنها سحبت يدها منه بغضب ..:: اتركني ...!!
شهقت وغصت بدموعها ..
جلست على الكنب القريب منها وهي مصدومة وتصيح ..
مشى لها وقلبه يضرب بسرعة جنونية خايف من ردة فعلها ..
جلس على ركبه قدامها ومسك يديها وهي مو حاسة بالدنيا ولا حاسه فيه ...
رفع يده ومسح دموعها ومسك وجهها وقابلها :: مو انتي تبين تعرفين الأسباب ؟؟
رفعت عينها له وابعدت يديه عنها :: بس ما قلت لك طلعني برا حساباتك ؟؟
انصدم منها :: ومن قال هالكلام ؟؟
صرخت في وجهه وهي تهب واقفه :: انت قلت ؟؟ انت فكرت فيهم كلهم الا انا يا زياد الا انا ؟؟
وقف وهو قريب منها حد الإلتصاق :: أنا ما فكرت فيك ؟؟ انا يا عذا ما كنت انام كله اهوجس بك ؟؟
ضربته على صدره بألم :: كذاب كذاب .. انت قررت وانتهيت ولا حتى شاورتني ؟؟ اهتميت لندى ومنصبك ونفسك وحتى هي اهتميت لها وخفت عليها؟؟؟؟ لكن انا ..! ضيعتني في زحمة اولوياتك ؟؟.. كملت صياحها وبصوت هامس (( وانت اللي كنت تقول اني نفسك ))
قرب وجهه لها :: وانتي لازالتي أنا ...
رمت نفسها على صدره من دون شعور وتعلقت فيه وصاحت حد الموت ..
كلامه اغضبها .. اشعل نار الغيرة في صدرها ؟؟؟
كل هذا يصير له بسبب هالسحر ؟؟
كل هذا يحصل له لأنه ما تزوجها ؟؟
يعني كانت بتموت لأنه ما صار عريسها هي ؟؟؟
زاد نحيبها والأفكار تلعب في راسها ...
شدت يدها وتعلقت في زياد أكثر وكأنها تقول انت لي انا وبس وهالسحر اتركها تموت بكيفها ..!
والفلوس تضيع ... وولد ندى يعيش مع امه بسلامته ..
لكن انت لا تبتعد عني .. لأني ما لي عيشة وانت بعيد ؟؟
مالقى بد زياد من انه يطوقها بيديه وحبها على راسها ...
دقايق مرت وعذا على نفس وضعها متعلقة في زياد ومتمسكة فيه بخوف من الفقد ...
ما انتبهت للوقت ولا للساعة طالما انها مرتاحة في وضعها هذا .
لكنها فجأة وعت لعمرها وانتبهت لنفسها ..
لملمت شتات روحها اللي ضاعت وحاولت تبتعد عنه ..
لكنه ما سمح لها ...
ابعدها شوي عن صدره وخلاها تقابله شاف بحور الهم والحزن في عيونها ؟؟
شافها تتألم بصمت وهو قاعد يتفرج عليها ...
همس لها بصوته الرجولي :: انتي لازم ترجعين لي عذا ،،، لازم ؟؟
هزت راسها بالنفي :: انا ما ابيك .. ولا ابي ارجع لك
انصدم لكنه ماحاول يوضح .. نزل يديه لكتوفها ومسكها بشدة :: عذا حرام عليك ..انا محتاجك وانتي محتاجتني ..
بلعت ريقها : انا مو محتاجة واحد ما يفكر فيني الا آخر العالم والناس ؟؟
تنهد :: اللي تقولينه في حقي ما يجوز يا عذا ؟؟؟ انا زياد ؟؟ نسيتي وش يكون
نزلت عيونها للأرض :: زياد اللي حبيته راح .. وما بقى منه الا انت
كان بيتكلم لكنها قاطعته وهي تمسح دموعها بظهر كفها :: انت بقاياه السيئة ؟؟ اللي عمري ما فكرت ارتبط معها ؟؟
حاول يسكتها و يتكلم .. كان بيعصب لكنه مسك نفسه ...
صدمته بكلامها وردها .. توقع انها لانت وصارت تمام وانها مشتاقة له بحجم شوقه هو لها ؟؟
لكن الظاهر عذا لازال في قلبها الكثير عليه ...
هو يعرف هالشخصيات ..
تسامح لآخر نقطة ..
لكن الشي اللي يجيها من الغالين ويهز أركانها لايمكن تسامحه او تتغاضى عنه ..!
انتبه لها وهي متوجهه للباب بتطلع ..
وقفها لما قال :: انا لو مت يا عذا .. ترى ذنبي في رقبتك ...
التفتت له بخوف من هالطاري لكن ما تكلمت .. بس عيونها فضحت رعبها اللي هز قلبها للمرة الثاينة من بعد وفاة ابوها ...!!
كمل وهو يبتسم من خوفها عليه :: بس تذكري ان زياد كان ولا زال ما يحب في هالوجود من البنات الا انتي ؟؟؟
كانت بتصيح لكنها نزلت عيونها للأرض وكملت طريقها طالعه ..
وقبل ما تختفي عن نظره التفتت له وطالعته بنظرة ثانية هو اشتاق لها ..
توه بيتكلم لكنها ما عطته فرصة ..
نزلت دمعتها وراحت بحركة سريعة واختفت من قدامه ...
صحاه صوت جواله يرن ...
بلع غصته وطالع الرقم وشافه مشاري. ..؟
تذكر انهم ينتظرونه في بيته ...
وطلع هو الثاني من المجلس بحركة بطيئة توضح خيبة الأمل اللي تعرض لها ..
لكن قبل لايترك هالمجلس ..
توجه نظرة للزاوية اللي كان واقف فيها مع عذاه ؟؟
على الأقل .. قدر في دقيقتين يخمد نار الشوق اللي في قلبه ..
والحمدلله انها ماقاومته ..
وهي الظاهر كانت مشتاقة له اكثر لكنها ما تقدر تسامحه ..!!
-------------------------------------------------------------------------------------------
كان كتلة نار تشتعل على كرسي السيارة ؟؟
مو قادر يسيطر على اعصابه وهو يسوق ..!!
متوتر وكفوفه تنتفض على المقود ...
ما فيه قدام عيونه غير صورتها وهي رامية نفسها على صدره بحزن ..
ما يسمع غير صوتها وهي تعاتبه وتقول فكرت فيهم الاأنا ؟؟
معقولة انا انسى من هي روحي وحياتي ..
انسى اللي عشت طول عمري استمتع بحلم الإرتباط فيها ...؟؟
على الرغم من ان الأيام اللي قضيتها معها كانت متوترة ومابين مد وجزر الا انها كانت احلى ايامي ؟؟؟
يكفي اني ارجع من الدوام واشوفها جالسة في الصالة تتنظرني ؟؟
مشاعر ما اقدر اوصفها لكم لما اجلس على سفرة الغداء وهي معي وقدامي ؟؟؟
قبل كنت احس بالحرمان والتعطش للمشاعر الحلوة ..
لكن من ارتبطت فيها وانا احس اني مغمور سعادة وحب ..!!
هي تعني لي كل شي حلو في هالحياة ...
تعني الحب والصداقة ..
تعني لي أمي وابوي واهلي كلهم ؟؟؟ وفي هذي ما كذبت ..!!
ليتك تحسين ياعذا بالنار اللي تحرقني هاللحظة لأني تركتك في بيتكم وطلعت من دونك
ليتك تحسين بالألم اللي واقف في مجرى التنفس وبيخنقني لأنك كنت بين يديني من دقائق لكنك للحين متضايقة مني ؟؟؟
انا ما يهون علي أزعل أحد .. وشلون وانتي اللي زعلانة مني الحين ؟؟؟
مشكلتي اني احبك بهالقدر .. وليت حبك في قلبي يخف ؟؟ يمكن حياتي بتكون أفضل ..!
دخل الحارة اللي فيها بيته .. بيته الجديد اللي سكنت معه سحر فيه ..!!
مشى بهدوء في الحارة لحد ما وصل لباب البيت ...
مو قادر يحرك رجوله وينزل ...
ماعنده طاقة يقابل أحد ..
يبي يروح يرمي نفسه على السرير ويطلق العنان لأفكاره وأحلامه ..
يبي يروح يناجي نفسه ويرتب أموره ...
يبي أمه أو ابوه المهم واحد منهم يشيل عنه شي من همومه ..!!
وليتها امه اللي كانت على قيد الحياة ..!!
كانت بتآخذه في حضنها وتواسيه ... تآزره وتمسح على راسه وتهدي اللي في قلبه ..!
والا ليته على الأقل ابوه هو اللي موجود ..
لو كان ... فـ عمه مستحيل بيدوس لهم على طرف ..
مستحيل يهدد بفلوس ..!!
مستحيل بيجبر ندى على الزواج من مشاري ...
كان ابوه هواللي بيكون في وجه المدفع وهو اللي بيوقف في وجه اخوه ..!
تنهد بألم على الأحلام اللي راودته ...!!
وضعه ماعاد ينطاق ..
وحاله ما تسر عدو ولا صديق ...!!
نزل راسه على المقود وهو يتنفس بسرعة ...
يحس بنقص اكسجين فضيع ..
يحس بضيق تنفس وألم ينغز صدره ...!!
تعدل في جلسته وحاول يمسد صدره يمكن يقدر يفتح المجال للهواء ويدخل ...
بعد دقائق حس فيها انه تحسن ..
فتح الباب ونزل ...
حس بالدنيا تلف به لكنه تماسك ... وتسند على الباب لحد ما اتضحت الصور قدامه ..
وعقبها تنهد بتعب وسكر بابه ولف للسيارة يقفلها ..!
وبعدها طاحت عينه على سيارة مشاري الواقفة قدام باب البيت ..
عقد حواجبه وهو يحاول يخمن أسباب الزيارة ؟؟؟
ولما ما قدر ..
تنفس بعمق ومشى لباب البيت ...
صعد الدرجات بخفة واضحة ... تبين حركته الرياضية ..!
طلع مفاتيح البيت من جيبه .. وبيدخل المفتاح في مكانه ...
لكن للأسف زياد ...!!
دائما الأقدار أسرع من حركتنا ...
ودائما ما نعمل حسابنا لأشياء ممكن تصير لنا مثل ما صارت لغيرنا ...
سمعهم ينادونه باسمه ...!!
التفت باستغراب وحاجبه مرفوع يدور عليهم ... لكن اللي وصله كان اسرع من لمح البصر ...
واسرع من نظرته اللي ما قدرت تشوفهم او تميزهم ...!!
خمس رصاصات و استقرت اخيرا في جسم زيــــــــــاد بعد ما شقت عنان الهواء متوجهه لصدره ...
والفاعل ..؟؟ مجهول ؟؟
خمس رصاصات هزت جسد زياد المنهك وطيحته من على درجات البيت ؟؟
وتركته غرقان في دمه اللي تكون في شكل بركة ؟؟؟
غرقان في الدم اللي كان مشتعل في عروقه ... بسبب عذاه ؟؟؟
وما سمع مشاري الا صوت احتكاك الكفرات بسفلت الشارع من بعد صوت الطلقات ؟؟؟
طلع يركض من الخيمة الخارجية متوجه بسرعة جنونية لباب البيت الخارجي ..؟؟
اما ندى .... فلا تعليق ..!!
.
.
.
.
.
قربت الساعة لأذان الفجر وهي لازالت تتلوى على السرير بألم وعذاب ومرارة ..
كيف طاوعها قلبها تترك زياد يقول هالكلام اللي يغث وتطلع عنه ؟؟
ليه ما رجعت ليه ؟
ليه ما قالت له انااحبك واموت فيك و مشتاقة لك وبيدك اقدر اسامحك ؟؟
ليه تهورت ؟؟
ليه ما صارحته ؟؟
لكن هو صدمها ..
صدمها لما قال لها اسبابه ؟؟
معه عذره وما تلومه ... لكن حز في خاطرها انه يقول انتي سبب حزني ؟؟
هو ما قالها مباشرة لكنه لمح بها ؟؟
يقول انه من تزوج وكل شي ضاع منه ..
اخته فقدت زوجها وهو فقد حلاله ومنصبه ...
وبنت عمه كانت بتفقد حياتها ؟؟
يعني لهالدرجة وجودي بيسبب كارثة لحياتهم ؟؟
حركت كفها تمسح دموعها وهي حاضنة مخدتها ومتلحفة بالبطانية وتحس برجفة برد شديدة تعصر خلاياها ...!
شافت جوالها يأشر وانتبهت انه وصلها رسالة ..
مالها خلق تشوف شي ولا تقرأ شي ..
أصلا ما عاد شي يهمها ولا يونسها عقب اللي يصير لها كله ..؟؟
" يا رب أموت و ارتاح من هالهم اللي في صدري "
" ليتني أموت في سريري متجمدة وافتك "
كانت هذي هي الكلمات اللي ترددها بصوت هامس ..
رفعت يدها لجوالها ومسكته وفتحته ...
شافته مسج جميل يذكرها بالصبر في الشدائد ..
وكان من هناء صديقة طفولتها اللي للأسف سافرت برا مع اهلها وتركت عذا في محنتها ؟؟
لكن مع ذلك مانستها بالرسايل والتليفونات ...!!
تنهدت عذا وهي كل شي تجمع عليها ؟؟
كل حبايبها بعاد عنها وهي مشتاقة لهم ؟؟
يارب وش تسوي ؟؟ ووش الحيلة ؟؟
غصب عنها يدها راحت للملفات اللي في جوالها ...
الحركة كانت لا شعورية ...!!
فتحت الملف اللي فيها صوره هو وبس ...
راحت تنتقل من صورة لثانية وهي تزيد من دموعها وشهقاتها ...
هذا ابوها وظهرها في الدنيا راح وتركها ..
شافته يوم حفلة اسامة وتخرجه من الثانوي ؟؟
شافته وهو يضحك لها وفي يده قطوة يهددها بها ..
فتحت مقطع الفيديو وشافت ابوها يتحرك قدامها ... كانوا في مزرعتهم وفي الزراعة الخضراء .. اجمل منطقة في المزرعة كلها ..
كان يسمد شجرة التين وهي واقفة تطالعه وتعلق عليه وهو متلثم بشماغه ...
التفت لها وهو يضحك ورمى عليها من الطين والوسخ اللي في يده وشهقت هي بقوة ..
واستمر ابوها يحذفها باللي في يده ويصرخ عليها علشان تسكر التصوير ؟؟؟
شهقت عذا وحطت يدها على فمها من شدة الألم اللي عصر قلبها ..
مرت عل كل المقاطع واللي آلم قلبها وخلاها بتموت هو مشهد لأبوها وزياد لما كانوا في مكة قبل لا يسافر ابوها للأمانيا و يوم كانت توها عروس ؟؟؟!!
كانوا ابوها وزياد طالعين من بوابة الحرم ويتكلمون بعصبية وكأنهم يتناقشون في شي حاد ..
وهي تصورهم وتسمع صوت امها ولمياء وهم يسولفون عن الشي اللي ممكن يخلي هالأثنين يتهاوشون بهالصورة ؟؟
بعدها ابوها ضرب زياد على كتفه وهو يبتسم .. وزياد ضحك من كل قلبه ووقف في نص طريقه وهو مستسلم للضحك ..؟؟؟
من دون شعورها راحت تناجي صورته اللي انفتحت بعد المشهد هذا ؟؟؟
كان زياد هو الموجود قدامها ...
زياد يبتسم ... وكانوا في بيتهم ؟؟؟
.......... آسفة زياد ... آسفة لكن سامحني ؟؟؟ انا ما أقدر ارجع مثل أول ؟؟؟
ما أقدر اتغاضى عن خيانتك ولا أقدر انسى اليوم اللي تركتني فيه علشانها وفوق هذا طفلي اللي راح بسببك ..؟؟ ما اقدر انسى اسبابك اللي صعقتني بها ؟؟؟ ما اقدر ............!
ما كنت متخيلة في يوم انك تواجهني وتقول لي عذا انا اهتم لندى وسحر أكثر منك لأنهم هم القريبات مني ؟؟؟؟ ما كنت متوقعة في يوم انك بتتركني علشان فلوس او منصب .. او علشان ندى وسحر ؟؟؟؟ الله يسامحك يا زياد ليتني ما قابلتك ليت ؟؟؟
انهارت تصيح مرة ثانية ورمت الجوال اللي في يدها على السرير وهي خلاص تحس بأحشائها تتقطع من شهقات الصياح ...!
وصدح صوت الأذان بالتكبيرات وتسبيح الله العظيم ...
ووصلت لمسامع عذا المسكينة .. اللي حالها من سيئ لأسوأ ...
مسحت دموعها بطرف كمها ونامت على ظهرها وعيونها للسقف ..
الدنيا ظلام لكن نور الشارع الخفيف الواصل من الشباك يخليها تشوف محتويات سقفها ...!
كان فمها بيتقوس بحزن جديد لكنها حاولت تمسك نفسها وسكرت وجهها بيديها ...!!
وبسرعة قامت من على السرير ...
تنهدت وهي تجلس وراحت تردد وراء الإمام ...
وأول ما خلصت رفعت يديها في توسل ودعت ربي ...
... مو هذا من أوقات إجابة الدعوة ...؟
وبعد ما خلصت راحت للحمام تغسلت وتوضت وطلعت ...
وقبل لاتفرش السجادة وتصلي قررت تنزل لأمها وتمر على اللي في البيت تصحيهم ...
خصوصا امها علشان هي الوحيدة اللي تقدر على أسامة وتقومه لصلاة الفجر غصب عنه ..!
شافت شكلها في المراية وكان واضح عليها انها كانت ميتة من الصياح ...
ما اهتمت بس رتبت شعرها وطلعت من الغرفة ...
ونزلت تحت بحكم ان غرفة امها صارت تحت ...
لكن الجلبة والأصوات كانت مستغربة ؟؟؟
مو عادتهم هالوقت يكونون صاحين ؟؟؟
رفعت حاجبها بخوف وهي تسمع صوت اسامة يتكلم ؟؟؟
اسامة صــــــــــــــــــــــاحي ؟؟؟
شهقت وحطت يدها على صدرها خافت لايكون في أمها شي بعد ؟؟
نزلت بخطوات سريعة وركضت للصالة ودخلت عليهم ؟؟؟
كانت تتنفس بسرعة وحواجبها معقودة فوق عيونها اللوزية ؟؟؟
بلعت ريقها وهي تشوف امها جالسة على الكرسي وعيونها ملزقة في عبدالله اللي واقف وجواله في أذنه ...
التفتت لأمها برعب :: يمه وش فيكم ؟؟
انتبهت لها ام عبدالله وطالعتها بنظرة وما ردت عليها ؟؟
ورجعت تطالع في عبدالله وهي تهز رجلها وكل شوي تبلع ريقها وتمنع دمعتها ويدها مسكرة بها فمها وكأنها ما تبي يوضح عليها العبرة...!
خافت عذا ورجعت نظرها لعبدالله الي لفت انتباهها لما قال بصوته العالي :: هلا مشـاري هلا ... نعم ؟؟؟ ايه ايه كلمني مصعب بس ما قال لي التفاصيل بالضبط ؟؟ .............. طيب انتم وين الحين ؟؟؟ ............... وهو كيف حاله ؟؟؟ ......... أفاااااااااااااااا ؟؟ لاتقول ؟؟؟ لاحول ولا قوة الا بالله ؟؟
.................... وندى ؟؟؟ ....... زين حنا جايينك الحين دقائق وبنكون موجودين ؟؟؟ يالله تآمر بشي .. مع السلامة ؟؟؟
سكر عبدالله وانتبه للست عيون اللي تراقبه ؟؟؟
امه وعذا واسامة ؟؟؟
كانت عذا تطالع فيه ببلاهة ويدها على فمها من الخوف ؟؟
بلع عبدالله ريقه وعموما عذا من شافت لون وجه اخوها اللي انقلب اسود وهي حاسة ان فيه شي ..
لكنها بالمكابرة ما تبي تتوقعه ... مع ان كلمته ترن في أذنها ولا زال صداها يتردد داخلها لكنها تتجاهلها قد ما تقدر ...
تقدمت منه بخطوات بطيئة وسمعت امها اللي قالت بعجز:: هاه بشرني وش يقول ؟؟؟
التفت عبدالله لأمه :: في غرفة العمليات الحين وما بعد طلعوه ؟؟
صاحت ام عبدالله غصب ويدها على خدها :: طيب وش فيه وش قالوا عنه ؟؟
فرك عبدالله جبهته وهو يحاول يقاوم دمعته :: خمس رصاصات دخلت جسمه ثنتين في الكتف ووحده على القلب وثنتين في رجله ؟؟؟
صاحت ام عبدالله وحوقل أسامة بخوف وقلق ..
اما هو فحس بيدها ومسكتها الضعيفة على يده ..
ولما رفع عينه لها تنهد وحاله يقول " عذا انتي مو ناقصة "
بلعت ريقها وعيونها مليانة دموع :: زياد وينه ؟؟؟
مسك عبدالله يدها :: عذا
قاطعته بصراخ :: عبدالله لاتكذب علي وقول الحق .. زياد وينه ؟؟
وقف اسامة وتقدم منها :: زياد في المستشفى ..!
التفت عليه عبدالله بغضب اسود :: انت ما عندك رحمة ؟؟
التفت له سام :: هذا شي لازم تعرفه اليوم والا بكره ..؟
التفتت عذا لسام وهي مو مصدقة :: وش قلت ؟؟
رد عليها سام كلامه وهو يتقدم منها اكثر وخايف عليها من ردة الفعل :: في المستشفى وبيقوم بالسلامة ؟؟
هزت راسها بالنفي وعيونها تطالع في وجه سام :: كذاب ... زياد مات ؟؟؟ صح ؟؟ مات هو بعد وتركني ؟؟ راح وخلاني مرة ثانية وهو يقول انه بيوقف معي ؟؟ كلهم راحوا يمه كلهم (( والتفتت لأمها الي تنتحب في مكانها وتدعي ))
مسكها سام :: عذا تماسكي
صرخت في وجهه :: شفت قلت لك انت كذاب وزياد مات وتركني .. راح وهو يقول ان ذنبه في رقبتي ... راح وهو يطلبني ارجع معه وانا رفضت لأني حمارة ...!
ضربت على وجهها بألم وجلست على ركبها :: كله مني انا السبب انا اللي ذبحت ابوي وانا اللي بتسبب في موت زياد .. كان حاس انها نهايته وانا اللي تخليت عنه ،،، أنا اللي دست على قلبي وعلى بالي أكابر ولفيت وجهي عنه وكأنه ما همني ...!! يا حسرة قلبي علي ..... يا رب موتني يارب لاترحمني يارب ؟؟
جلس عبدالله قريب منها ومسكها مع يديها :: عذا اللي تسوينه حرام .. وبعدين زياد ما ندري عنه للحين وهو في غرفة العمليات .. ادعي له لأن حالته خطيرة ؟؟ مو تقعدين تفاولين عليه ؟؟
رفعت عذا عينها لعبدالله وهي تحس بصورته تتموج وعبدالله كل ماله وينقسم أكثر وأكثر لحد ما صار اكثر من واحد ...
وما عاد شافت شي عقبها ... لكنها حست بيديه يمسكها لا تطيح على الأرض ..!
---------------------------------------------------------------------------------------

فتحت عيونها ببطئ شديد وهي تحس بصداع غريب خطر يفتك بخلايا مخها ...!!
شافت نفسها في مكان غريب وحولها انابيب والوضع مختلف ؟؟؟
حاولت تقوم بس الإبرة في يدها منعتها ورجعت تضم كفها لصدرها بسبب الوخزة اللي عورتها ...
انتبهت لها لمياء وقامت لها :: الحمدلله على السلامة ؟؟
انتبهت عذا لأختها والتفتت عليها بنظرات متعجبة :: أنا وين ؟؟
ابتسمت لها رغم الوضع اللي هم فيه :: في غرفتك ؟؟ يعني وينك فيه في المستشفى ..!!
والكلمة الأخيرة كانت كفيلة أنها ترجع كل شريط الأحداث قدام عيون عذا ؟؟
كل شي قام يمر قدامها بسرعة ...
وما وقفت الصور الا على شكل عبدالله وهو يقولها ان حالته خطيرة ومحتاج الدعاء ..!!
طولت وهي تناظر لمياء لدرجة ان الأخيرة شكت في ان اختها في وعيها ..
هزتها مع كتفها :: عذا انتي معي ؟؟؟
انتبهت عذا لنفسها وهزت راسها والدموع تجمعت :: زياد وينه الحين ؟؟
تنهدت لمياء : إن شاء الله انه بخير ..؟
بلعت عذا ريقها :: والعملية ؟؟
سكتت لمياء شوي وبعدين ردت عليها :: طلع منها لكنه في العناية ؟؟
شهقت عذا وحطت يدها على فمها ..
وفي لمح البصر شالت المفرش اللي يغطيها ونزلت رجولها بتنزل من على السرير
وقفتها لمياء :: وين بتروحين ؟؟
ردت من دون لاتطالعها :: بروح لزياد ..!!
مسكتها لمياء :: ايه بس شوفي اللي في يدك طيب ؟؟
تذكرت عذا الإبرة اللي وخزتها في يدها ورفعت تطالعها .. وعقبها نزعتها وهي تتألم لكنها ما اهتمت ...! نزل دم من بعد الإبرة ... وبعد ما اهتمت عذا ..!!
وش سالفتك قوى قلبك يا حلوة ؟؟؟
كانت بتمشي للباب لكن حست بدوخه مرة ثانية والدنيا اسودت قدامها ...
مدت يدها بتتمسك في الجدار لكنه كان بعيد عنها ..
فلحقت عليها لمياء تمسكها ..
ومشت معها وجلستها على الكرسي ...
جلست عذا وهي تتنفس بسرعة وترمش بعيونها ..
خلتها لمياء تتسند :: انتي اللي فيك كافيك .. الحين انتبهي لنفسك وبعدين نروح لزياد ؟؟
التفتت لها عذا بتعب :: هو هنا في المستشفى ؟؟
هزت لمياء راسها وهي تقوم :: ايه .. وصلك عبدالله هنا للطوارئ وهو طلع فوق لزياد ...
رجعت لمياء لمكان اختها بعد ما جابت لها كاس مويه ..
خذته عذا وشربت رشفتين ..
وبعدها رفعت عينها للمياء :: ابي اشوفه لمياء تكفين ؟؟؟
ابتسمت لها :: بتشوفنيه .. بس انتي قبل قومي واغسلي واقضي صلواتك اللي فاتتك ؟؟
ما صليتي لا الفجر ولا الظهر ولا العصر ولا المغرب اللي توه أذن ؟؟
انصدمت عذا :: من الفجر وانا طايحه ؟؟
طالعتها لمياء بنظرة :: ولا حاسة في اللي حولك ...!!
نزلت عذا الكاس من يدها وحاولت تساعد نفسها علشان تقوم ...
وفعلا لما اعتدلت في وقفتها مشت متوجهه لدورة المياه تغسل ...
لكن لمياء قالت لها :: لا تسكرين الباب خليه مفتوح ؟؟؟
هزت عذا راسها وراحت ..
تغسلت وتنشطت وبعدها رجعت للغرفة وفرشت السجادة تصلي ...
سمعت جوال لمياء يرن والأخيرة ردت عليه ...
الظاهر كانت امها ...
...............:: ايه صحت من شوي ..... لا ماعليها الا العافية والحين تصلي ...... وانتي ما اتصلتي عليه ؟؟؟ ............... ما ادري يمكن المكان اللي هو فيه ما فيه ارسال ؟؟؟ .........
ولا حتى ندى ما اتصلت عليها لكن مشاري نقلها للمستشفى اللي فيه دكتورتها ..... خلاص انتي اتصلي عليهم وطمنيني ... إن شاء الله فمان الله ...
سلمت عذا منتهية من صلاة العصر والتفتت للمياء :: هذي أمي ؟؟
هزت لمياء راسها وهي تحوس في الجوال ...
كملت عذا :: ندى وش فيها ؟؟؟
رفعت لمياء عينها :: اغمى عليها وجاها نزيف وكانت هنا في المستشفى لكن مشاري شالها اليوم العصر ونقلها . عاد للحين مادري وش صار عليها ؟؟؟
رفعت عذا حاجبها وهي توقف :: ما اتصلتي عليها ؟؟؟
تنهدت لمياء :: جهازها مقفل ولا اعرف رقم مشاري ...
هزت عذا راسها وكبرت تصلي المغرب ...
.
.
.
.
.

في الجهة الثانية من المستشفى ...
كان هو مستلقي على السرير الأبيض من دون وعي ...
مو حاس بالدنيا اللي حوله
ولا حاس بالعالم الخايفة عليه وتنتظره يفتح عيونه ..!
كانت نظرات ابو مشاري اللي متعلقة فيه نظرات حزينة ومتألمة ...
مو قادر يكابر والا يقول انه قاسي وخالي من المشاعر ... مع انه يظهر هالشي لكن داخله مختلف تماما ...
تنهد بتعب وتمتم وهو يحب زياد على جبهته :: الله يقومك بالسلامة ..!!
ربت على يده وطلع بعدها من غرفة العناية وكان قدامه عبدالله ...
سلم عليه وشد على قبضة يده :: وش قال لكم الطبيب عنه ؟؟
تنهد عبدالله :: العملية نجحت مع انه خسر كمية دم كبيرة الا ان التبرع سد مكانها ... لكنهم خايفين من عملية نقل الدم وخايفين من سالفة انخفاض الضغط وضعف التنفس عنده ؟؟؟
سكت ابو مشاري شوي وكأن هموم الدنيا على راسه وبعدها قال :: طيب والرصاصات طلعوها ؟؟
هز عبدالله راسه ::الحمدلله ... لكن اللي في رجله سوت له تمزق أربطة وعضلات .. اما اللي في صدره فالحمددلله ما تجاوزت القفص الصدري لكنها كسرت ضلع له بس ...!
بلع ابو مشاري ريقه :: الله يقومه بالسلامة ...
هز عبدالله راسه وهو يداري دمعته :: آمين .. بس انتم ادعوا له ..!
لف ابو مشاري براسه لباب غرفة زياد وطالع من القزاز أشكال المرضى وانرسمت في مخيلته صورة زياد وهو طايح على الفراش من دون حيل ولا قوة ...!
... " يحس انه ظلم هالولد "
دارت في مخيلته كل الذكريات القديمة ؟؟
أيام ما كان زياد طفل وهو ( ابو مشاري ) ما يطالعه ولا يعتبره شي ....
مع انه كان يرحمه في بعض الأحيان ... لكن فجأة يقسى قلبه عليه لأنه ولد سلطان ؟؟ وبس ..!
تذكره وهو مراهق وهالسن اللي الشباب فيه يكونون في قمة طيشهم ..
لكن زياد كان مختلف .. والسبب ابو مشاري
كان يضغط عليه لدرجة الإنفجار ..
ما يبيه يطلع ولا يدخل الا بإذنه ..
ما يعطيه مصروف كثير لأنه يخاف انه ينحرف ويلتم على شلة خربانة تعطيه من هالسموم مهما كانت ...!!
ولما كبر وصار شاب وسلمه حلاله اجبره يتزوج بنته ...!!
وهذي هي الكارثة ... إنه ظلم الإثنين ...
تذكر فرحته وسعادته لما كان متزوج بنت عمته ...!!
تذكر كيف كان يشوفه كل يوم والفرحة باينه في عيونه والسعادة واضحة من راحته النفسية ..!!
وهذا كله لأنه حس بالإستقرارا وانه كون عائلة ...!
لكن كل شي انهد بسبب أنانية ابو مشاري ...!
لكنه مو قادر يلوم نفسه ... لأنهه عارف ان بنته متعلقة في ولد عمها !! و مؤمن انها هي أولى به ..!
تنهد على الحال وقلبه يقول والله انك قاسيت وعانيت يا زياد في حياتك مالله به عليم ....
كنت تفرح بأي شي وأي مناسبة سعيدة تصير لك ؟؟؟ وهذا الظاهر من شدة حرمانك للسعادة الروحية الحقيقية ؟؟ اللي يكون فيها اهل ام واب واخوان واخوات ؟؟؟
الله يكون في عيونك ويقومك بالسلامة يا رب ...!
استأذن منهم ابو مشاري ومشى طالع من المستشفى ...
وفي المقابل دخل مصعب ولده ومعه وحده تمشي بسرعة جنونية ولو ان مصعب ما يجاريها ومو ماسكها كان صقعت في كل خلايق الله ...
لكن الحمدلله مصعب مسيطر على الوضع تماما ومراعي ظروف اخته وصدمتها لما سمعت باللي صار كله ...!
حصلوا سام وعبدالله واقفين عند الغرفة ومعهم عبدالعزيز صديق زياد ...
التفت لهم مصعب رفع يده وكأنه يسلم عليهم ودخل مع اخته لغرفة العناية ...!!
مستحيل يتركها بروحها تدخل لأنه مو عارف وش ممكن تكون ردة فعلها وأثارها عليها !!
انقهر اسامة من الحرمة اللي دخلت عليه وعرف من تكون ؟؟
حس بالدم يغلي في عروقه وبيحرقه وكأنه نسى وضعهم اللي هم فيه وانه ما يستدعي التفكير بأمور تافهة ؟؟
لكن غصب عنه شد قبضة يده وصر على فكه لحد ما ابيض ..
ومع ذلك فكرة الخروج من المستشفى والتخلي عن زياد ما طرت على باله ابدا ...
جلسوا كلهم على الكراسي المقابلة لغرفة العناية وكأنهم بجلستهم هذي بيعيدون له الحياة أو بيشفونه ؟؟
لكن وش حيلة قليل الحيلة ؟؟
كان الكل متوجه لربي يدعي له وانه يقوم بالسلامة ... فمهما صار وبدر من زياد يضل محبوب من قبل الكل لأخلاقه وطيبته اللي الكل يشهد له بها ... ولا أحد ينكرها عليه ...!
اسامة محترم نفسه ومو مركز عينه على الباب لأنه يخاف تطلع نفس البنت فينقض عليها ويذبحها ..!
أما عبدالله فجالس بهدوء وسكينة وجواله ما وقف من الإتصالات يا اما من امه والا من ريم يسألون عنه وعن زياد ..!!
اما عبدالعزيز فكان هو المتأثر الوحيد وبشدة ..
من جلس وهو بس يصيح ويدعي ..؟؟
زياد يعني له أكثر من صديق ..!
وبصدمة وقف عبدالله بتوتر وهو يشوف اللي مقبلين عليه ...
وعشوائيا التفت لأسامة اخوه اللي ما انتبه له ..
لكنه رفع عينه له لما حس بنظرته عليه ...
بلع عبدالله ريقه ولف بوجهه عن سام ومشى للبنتين اللي متوجهات لغرفة العناية ...
انتبه اسامة لهم ؟؟؟ وعرف من يكونون ..؟؟
عقد حاجبه وهو يوقف :: عـــذا ؟؟؟
تقدم لهم عبدالله وضربات قلبه ترجف ..
ما يبي اخته تشوف سحر ولا يبيها تتقابل معها ؟؟
يتذكر زين وش سوت لما رجعت من العزيمة ؟؟؟
وهو يشوف وضعها الحين ومو متحملة شي .. على الدقة تصيح وتنهار ؟؟
والدكتور حذرهم من الإنهيار العصبي .. لأنها عرضة له وأشد خطر عليها كون بنيتها ضعيفة وفقيرة دم وضغطها في انخفاض مستمر ...!
...........:: ليه نزلتي من الغرفة ؟؟؟
ردت عذا وهي تطالع وراه موجهه نظرها للعناية :: ابشوف زياد ..!
حولت نظرها له بتوسل :: الله يخليك عبدالله بدخل ... ابي اشوفه ؟؟
تنهد عبدالله وابتسم :: عذا .. زياد ما عليه الا العافية والحين هو مرتاح في غرفة العناية .. انتي اللي شوفي نفسك وانتبهي لعمرك ؟؟
طالعته بنظرات غبية وبعدها سفهته ومشت متخطيته ؟؟
الحين هي متضاربة مع لمياء فوق في الغرفة وشالعه إبرة المغذي ويدها تنزف والممرضة بغت تنهار لما شافتها طالعة والحين يجي عبدالله ويقول لها لا ؟؟؟
مستحيل ..!
مشت وتنهدت بقهر لما شافت اسامة الثاني متوجه لها ويوقف بوجهها ..
أسامة ....: عــــ ـ ـ ـ
قاطعته وصوتها يتهدج :: أنا بشوف زياد .. يعني بشوفه ؟؟
مشت بتتخطاه لكنه مسكها :: لكن الزيارة ممـــ..
توه بيكمل لكن سحر طلعت من الغرفة ومعها مصعب وتصيح منهارة من اللي شافته ؟؟
عمرها ما تخيلت زياد في هالموقف الضعيف ؟؟؟
طلعت ويدين مصعب ماسكتها مع كتوفها ..!!
وهالمشهد الجم لسان اسامة اللي نزل يده عن يد اخته ...
وعذا ما صدقت خبر وراحت منطلقة لغرفة العناية ...!
وما انتبهت لا لسحر ولا لغيرها ...
أصلا ما كانت تشوف الا باب غرفة زياد وبس ...
صرخت لمياء على اسامة :: الحقها لاتدخل عليه بروحها ...
انتبه اسامة لنفسه ومشى وراها مسرع ...
هم ما يضمنون عذا ولا يدرون وش ممكن تسوي ..!
لحقها ووقفها قبل لاتدخل :: عذا ...
حست به يمسكها بقوة مع يدها فصاحت وانهارت :: اســـــــــــــــامة فكني ابدخل اشوفه .. حرام عليك ... انا مو ناقصة
عصب اسامة غصب عنه من الألم والقهر :: الزيارة ممنوعة يا بنت الناس وش حصل لك ؟؟ تبين تسوين لنا مشكلة ؟؟
التفتت لمياء لعبدالله مستغربة لكنه رد عليها بصوت واطي :: مو ممنوعة بس وضعه ما يسر وشكله يخرع ،،، واللي يشوفه يقول نهايته قربت ؟؟؟
شهقت لمياء ويدها على فمها :: من صدقك ؟؟
تنفس عبدالله بعمق :: شكله وهو بالشاش الأبيض والأجهزة حوله يخليك تتوهم اشياء وعذا مو قدها ...!
انتبهوا لمكان عذا وأسامة وكانوا مختفين عن الأنظار ...!!
مما يعني انهم دخلوا ..!
.
.
تمشي في الممر من غير هدى ...!!
قلبها يدق بسرعة مثل القطار ...!
مو قادرة تسيطر على رجفة يديها والمغص اللي ضرب بطنها من الخوف ...!!
ماتدري وش بيكون وضع زياد ؟؟
ما تدري وش تكون حالته ؟؟؟
يا ترى هو بخير والا اخوانها يخدعونها ..!!
أسامة كان يسرع بخطواته علشان يلحقها .... ويكون وراها اول ما تشوف زياد ...!!
لكنه توقف فجأة لما شاف الطبيب طالع من عنده ومعه ضابط الشرطة ..!!
كانت عذا بتضرب فيهم لكن في اللحظة الأخيرة ابتعدعنها الضابط وهو مستغرب اندفاعها وكأنها عمياء وما تشوف شي ..!! يعني طوله بعرضه معقولة ماشافته ؟؟؟
وقف معهم اسامة بسبب طلب الطبيب وبالمرة يستفسر من الضابط وش صار على القضية ويشوف وش سالفة الدكتور وكيف وضع زياد الحين ؟؟؟
أما هي فمو حاسة بشي أبدا ... وما قدامها غير صورة زياد وبس ...!
مرت بمريضين ...
والثالث تجاوزته ...!!
لكن خلصت الغرف وما عاد فيه باقي مرضى ...!؟
وقفت في مكانها ولفت على نفسها .. " يعني وين زياد ؟؟؟ "
بلعت ريقها وقفلت راجعة ...
توجهت للمكتب الموجود في المنتصف وطالعت الممرضة وهي تلهث :: زياد ..؟
رفعت الممرضة حاجبها :: وش تفضلتي اختي ؟؟
نزلت دموع عذا بألم :: زياد سلطان ... و .. و ينـ ـ ـه ؟؟
ابتسمت الممرضة وهزت راسها ضربت بزر على الكومبيوتر وبعدها اشرت لها :: قدامك عزيزتي ..!
هزت عذا راسها ومشت تركض .. وهنا انتبه لها سام وانها تلف على المرضى كأنها مجنونة وهي مو عارفة وين تروح او وش تسوي او حتى زياد وينه ؟؟؟
لحقها ومسكها مع زندها يوقفها :: عذا اذكري الله وطمني نفسك ...
التفتت له وهي منهارة لكنها تحاول تتماسك :: زياد ما لقيته يا سام والله ...!!
ابتسم لها بألم وحاله يقول " وحتى لو شفتيه ما بتعرفينه " ؟؟
هز راسه ومسكها وهو يقرأ عليها في سره ... من قلبه خايف لا يصير لها إنهيار لو شافته ..
لكن ما بيده حيلة لازم تشوفه والا لو صار له شي ساعتها بتلومهم لأنهم ما سمحوا لها تدخل عليه وتشبع نظرها ...!
وقف هو واياها قدام سريره ...!!
ووقفت ساعة الزمن ..!!
ووقفت الأرض عن الدوران ...!!
شهقت وغطت يدها بفمها وهي تطالعه ...!!
مرت عليه من شوي لكنها ما عرفته ؟؟؟؟؟؟!! ويحق لها ماتعرفه ...!
لفت لأسامة وشافته منزل عيونه للأرض ويداري حزنه وقلقه ...
ضغطت على يده وهمست بصوت متقطع :: هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا هو .....................................!
هز راسه وهو يتنهد ...!
لازالت حاطه يدها على فمها ... من الخوف والصدمة .....!!
زياد في هالوضع ..؟ مستحيل ...
زياد قوي ورجل بكل معنى الكلمة ؟؟
لا يمكن يكون بهالضعف وهالحالة ...؟؟
نزلت يد اسامة من على كتفها ومشت له وهي تسحب رجولها على الأرض سحب ..
مو قادر عقلها يترجم الحالة اللي يشوفها
مو قادر يقول لها ان هذا هو زياد
رافض الواقع بتاتا ..
ولا زالت دمعتها لازقة على اهدابها وما نزلت ...
سكت سام وتركها على حالها ... وتسوي اللي تسويه ..!
وقفت قريبه منه وراحت عيونها تتفحص وجهه ..!
تتأكد هل هو زياد الحبيب والا واحد ثاني ..؟
هل هو زوجها وحبيبها والغالي في حياتها والا لا ؟؟؟
هذا هو زياد سندها بعد وفاة الغالي ابوها ؟؟
كان عاري الصدر اي نعم ...
لكنه مغطى بشي أبشع من الفراش الأبيض ...!!
كان صدره ملفوف بشاش عريض وسميك يمنع الهواء حتى يدخل من المسام ...
ممتد من الصدر للكتف ...!!
كان وجهه ازرق من نقص الأكسجين في الدم و من الكدمات اللي حصلت له بسبب طيحته من على الدرج ...
صوت جهاز القلب يوتر ...!!
وفوق هذا أنبوب الأكسجين ممدود لفمه وخشمه ..!! وأنابيب كثيرة ملتفة حوله مسوية أشبه ما يكون بالشبكة أو كأنه ملغم ؟؟؟؟
وجهاز دعم القلب مثبت على صدره اللي مو ناقص شي ...!!
راسه ملفوف بشاش ..
يده ملفوفه ومثبته على جنبه ...!!
مـــــــــــــــــــــــــــــــستحيــــــــــــــ ـــــــــل ...!! كل هذا يكون في زياد وانا ما دري عنه ؟؟
وهنا نزلت دمعتها اللي عجزت تداريها !!!
نزلت حارة ومؤلمة حرقت خدها الوردي وعورته ...!
والدمعة تتلوها الدمعة وتتلوها الدمعة ... لحد ما صارت دموع وسيول اغرقتها ....؟
نزلت يدها و مسحت على خدها بهدوء وهي مو في وعيها ....!!
نزلت يدها و مسكته مع يده ..!
و ما اكتفت بهالشي ..
خللت اصابعها في اصابعه وقربت وجهها له ...
شافت الألم والتعب في عيونه المغمضة وتنفسه السريع ...!
همست له بضعف وقلة حيلة :: زيـ ـ ـ ـ ـ (( وغاص صوته مع صوت صياحها المؤلم .. )
ضغطت على يده بيديها الثنتين :: زياد قوم ... زياد الله يخليك رد علي لو تسمعني ؟؟؟
سكتت تنتظره يرد وما رد ..
زاد صياحها :: زيــاد لاتتركني .... يكفيني غياب ابوي ....! خليك انت وعوضني عنه ..!
مسحت دموعها بسرعة بظهر كفها وابتسمت :: ايه صح .....! هاه شوف خلاص مسحت دموعي يالله كلمني ..!
وانتظرته وما رد ...
رجعت تصيح مرة ثانية ونزلت على رجولها وهي لازالت متمسكة فيه ::: مو انت تقول ما أتكلم معك وانتي تصيحين ؟؟؟؟؟ هاه هذا انا مسحتهم ؟؟
وزياد جثة هامدة على السرير وما اصدر اي حركة ...!

شهقت بتوسل :: زياد حرام عليك رد علي انا ما ابي اعيش بدونك ؟؟؟ زياد يكفيني هم ومصايب لا تتركني الله يخليك انا محتاجتك ....!
تقدم اسامة وحاول يقومها من مكانها لكنها التفتت له وكأنها في حالة هستيرية :: زياد ما يرد علي يا سام ؟؟؟؟ قول له اني ما اصيح ... قول له اني مسحت دموعي خلاص خله يكلمني !!قل له انه هو ظهري في الدنيا ..!
تنهد سام وهو يرفعها بيديه :: عذا
قاطعته وهي ترجع تتمسك في زياد وقلبها مو راضي يطاوعها على اللي سوته فيه ...
مو راضية تشوفه بهالوضع وتقتنع فيه ..
زياد كبير وقوي في عينها ؟؟؟ ليه يضعف
ليه يطيح ويصير على السرير الأبيض اللي كرهته ..!ليه ؟؟؟
وقفت وحطت يدها على جبهته تمسح على مقدمة شعره .... قربت وجهها له ... وتكلمت معه بهمس :: زياد تكلم مع عذا علشان ما تموت من بعدك ... رد عليها وطمنها لاتنهار من اللي فيك ... ترى انت حياتها لو ما كنت تدري ..!
وما فيه استجابة ...
طاحت دمعتها على عينه ونزلت يدها بسرعة ومسحتها وابتسمت :: آسفة حتى دموعي وصلت لك ..!
جلست على طرف السرير قريب من راسه ....
ويدها لازالت متخلله أصابع يده ....
رفعت يده لفمها وهي تحاول تقاوم دمعتها وحبتها
ومن حست بجمودها وموت الحياة فيها .... انهارت وطاحت على صدره تصيح ...
تصيح بصوت مؤلم هز اسامة واتعب قلبه ... اللي يصير قدامه شي كبير هو مو قده ..
ليت عبدالله هو اللي دخل معها كان قلبه بيكون اقوى ..!
تقدم لها وهو يتنهد :: ومسك كتفها :: خلاص عذا خلينا نطلع ....!!
رفعت راسها عن صدره ومسحت دموعها ..
طالعت وجهه لدقائق ..
تبي ترسم صورته في عيونها قبل لاتتركه ..
وهالها منظره ووجهه ازرق و متورم ..!
كانت يدها لاتزال متشكبه مع يده في منظر رائع ...
اعجب اسامة اللي ابتسم غصب عنه ... ودعى في قلبه ان الله يهديهم ..
ويرزقه وحده تعامله مثل مايسوون عذا وزياد ...!!
بس والله ما بيعرس عليها ...! << اسامة مو وقت افكارك يا اخي ...!
ابتسمت عذا وسط دموعها وشهقاتها المتواصلة في وجه زياد واسامة لايزال واقف وراها وهمست لحبيبها الوحيد :: زياد انا بروح لكن برجع لك ... اقسم لك اني برجع ... لأني محتاجة ارجع لك ...!! تصبح على خير يا عيون عذاك ..!!
حبت يده وهي ما تبي تتركه لكن وش تسوي ...!!
قلبها معورها وناغزها ومو متطمنه تتركه ...
قامت من على السرير وقفت ....
بتمشي مع اسامة يطلعون ...
وابعدت يدها عن يد زياد ...! وهي تبتسم ورفعت طرحتها على وجهها ..
ارتفع صوت جهاز القلب وكأنه يعلن شي خطير ...
التفتوا الإثنين كلهم عليه بقلق وعيونهم توجهت لجهاز القلب المسنود جنبه .....!!
رجعت عذا مسكت يده بخوف واضح في عيونها ومسموع في دقات قلبها اللي تسارعت ...!
همست له وشفايفها بيضاء :: زيـ ـ ـ ـاد ؟؟؟؟
وصلتهم الممرضة نفسها اللي سألتها عذا وطالعتهم :: لو سمحتوا المريض ما يتحمل ... تقدرون تطلعون بعد ما تطمنتوا عليه ..!
التفتت لها عذا وطالعتها وبعدها نزلت يد زياد بهدوء:: يعني هو بخير ؟؟؟
تقدمت له الممرضة تتبعها الممرضة الثانية متوجهين لزياد :: إن شاء الله بخير لكن انتم تفضلوا ...
لفت بعينها له وشفايفها تهمس له بأني راجعة لك ..!!
ومشت مع اسامة طالعين ....
و طول الطريق و حديثهم كان الصمت لحد ما وصلوا للباب اللي يطلعهم من العناية...
التفت لها سام وابتسم :: هاه الحين ارتحتي ..؟
رفعت عينها له وهزت راسها وعقب سألته :: الممرضة هذي هي المشرفة على زياد ؟؟؟
ما قدر اسامة ما يضحك بقوة ضحك وضحك وعين عذا عليه مستغربته ..:: وش فيك تضحك ؟؟
طالعها وهو يمسح دموعه من شدة الضحك على شي مايدري وشو بس يمكن من الضغط :: تغارين عليه وهو مريض وفوق هذا متزوج ؟؟؟؟؟ انسي الغيرة عليه عذا ؟؟
وفتق اسامة جرحها الملموم ... ورجع ينزف مرة ثانية ...!!
صح زياد متزوج وحده ثانية ومو انا اللي في قلبه ...! كيف نسيت هالشي ؟
لكن يا ترى جت وزارته ؟؟؟
طيب وش صار بينهم ؟؟؟
غمضت عينها بألم وهي مو قادرة تتخيل الوضع ومشت مع سام متوجهين للمياء اللي انزوت في مكان بعيد شوي كون الزوار بدو ينهالون على زياد ... والأغلبية كانوا رجال وشباب ...!
خذوها ومشوا مع بعض بيطلعون من المستشفى ..
الله لايردهم له إن شاء الله على خير ..!!
-------------------------------------------------------------------------------------
اجتمعوا في الصالة كلهم لكن ملامح الحزن حاطة رحالها بينهم ...
سكرت سارة الخط والتفتت لأهلها الجالسين معها ..
تنهدت بحزن وملامحها لازالت يسكوها الألم :: يمه خلاص خالد ولد عمي بيشتري الحيوانات ؟؟
التفتت لها ام عبدالله :: وانتي خلاص بتبيعينها ؟؟
هزت راسها وهي تقاوم رغبة قوية في الصياح :: ايه ..! ولميس قالت لخالد وهو قال انه بيشتريهم مني ...!
تنهدت ام عبدالله وقلبها يتفطر على هالبنت اللي للحين مو راضية تسلي نفسها :: سارونة حبيبتي .. متأكدة ماعاد تبينهم ؟؟؟
هزت سارة راسها بألم ورفعت طرف اصبعها تمسح دمعتها ...!!
خلاص ماعاد تبي تصيح أكثر من كذا ...!
تنهدت ام عبدالله :: الله يقدم اللي فيه الخير ...!!
دخلت عليهم عذا هاللحظة وهي تكلم بجوالها ..
تقدمت لأمها ومدته لها :: يمه هذي ندى ..!
خذت ام عبدالله السماعة بسرعة ولهفة ردت عليها :: هلا ندو هلا حبيبتي ..
ابتسمت ندى بتعب :: هلا عمة ...
بلعت ام عبدالله غصتها :: وش اخبارك الحين يمه ... ووش قالوا لك ؟؟
حست ندى ان ودها تصيح لكن مشاري كان مساندها ومانعها :: انا تو اني دخلت السابع وما يبون يولدوني الحين ... وبيتركوني عندهم في المستشفى لحد ما يخف النزيف ...
سكتت ام عبدالله شوي وكأنها خافت من ان الزمن يعيد نفسه :: ندى انتبهي لنفسك وللي في بطنك ولا تعبين عمرك بالتفكير ...
وانهارت ندى عند هالكلمة :: وشلون ياعمة ماتبيني افكر وانا ما شفته الا وهو غرقان في دمه ؟؟
عمه تمنيت الموت ساعتها ولا اشوف اخوي طايح على السفلت ودمه الغالي منتثر في كل مكان ؟؟؟ الله لا يوفقهم ويحرمهم الجنة الله يوريني فيهم يوم واتشفى منهم على اللي سـ ـ
قاطعتها ام عبدالله والدمعة شقت طريقها لخدها :: احمدي ربك يا ندى ولا تدعين على احد ... اخوك الحين بصحة زينة والحمدلله اللي ربي ستر عليه ...
سكتت ندى لكنها لازالت تصيح .. وعرفت ام عبدالله انها لازم تنهي هالمكالمة مهما كان ... على الأقل علشان تصيح البنت وترتاح :: طيب حبيبتي انا الحين بسكر وانتي ارتاحي .. زين ..؟؟
وبصوت متقطع ردت :: إن شاء الله .. بس ادعي لي ياعمة وادعي له ..
هزت ام عبدالله راسها وهي ضامة شفايفها بحزن :: ادعي لكم حبيبتي من كل قلبي ...!
توادعوا الثنتين وسكروا ..
انتبهت ام عبدالله لريم :: كيف حالها ندى ياخالة ؟؟
بلعت ام عبدالله غصتها وابتسمت :: إن شاء الله انها بخير ...
تنهدت ريم وهي تصب قهوة :: يا قلبي عليها ما تستاهل .. الله يخلي لها اللي في بطنها لو صار له شي خالتي ومشاري مادري وش بيسوون ؟؟
تنهدت ام عبدالله : كله بأمر ربي ... ومالنا مفر عن المكتوب ..
وفجأة طرى على بال عذا الطفل اللي خسرته في لمح البصر ..
الطفل اللي كانت تحلم به وتحلم بممارسة الأمومة معه ...
طفلها هي وزياد اللي ياما حبته من كل قلبها ... وللحين تحبه ...
نزلت يدها لبطنها عشوائيا ومن دون شعور ...!!
" متى بتصير أم مرة ثانية ؟؟؟ "هذا السؤال اللي كان يدور في خاطرها ...
وعتها امها لما قالت :: عذا شفتي زياد ؟؟؟
رفعت عينها لأمها واحتقنت عيونها دموع وهي تتذكره وهزت راسها بس ...
تنهدت ام عبدالله :: وش حاله ؟؟ طيب والا ...
مسكت عذا صدغها بيديها وهي تحس ببدايات الصداع الفتاكة ..
والسبب هو اختلاط الصور في مخيلتها ...
زياد القوي الرجل بعينها ...!!
و زياد اللي بلا حيل ولا قوة متمدد على السرير ولا حتى يقدر يهمس باسمها ...!!
خافت ام عبدالله :: عذا ؟؟
بلعت عذا ريقها وطالعت امها مشدوهة وكأنها وحده مجنونة .... ودقايق وانتبهت لنفسها ..
.......:: إن شاء الله انه بخير ...
وغمضت عينها وتنفسها يزيد ... وصاحت ...
مسكت سارة يدها بحزن وهي حاسة بمشاعر اختها ؟؟ إذا ابوهم ما بعد نسوه ؟؟
وشلون عذا اللي طاحت في مصيبتين وراء بعض ؟؟
والله يستر من الثالثة ؟؟
تنكدت ام عبدالله وتمنت انها ما سألت لكنها سكتت وما عقبت ...
انتبهوا لريم :: والله يا خالة انا بقولك وانتي احكمي ... هذا وضع عذا .. وسحر بنت عمي مو اقل عنها .. يعني من جت من عنده وهي طايحة عليهم واخوي راشد توه طالع من عندهم لأنها ما تقدر تمشي وتروح للمستشفى ..!!
وعرفت ام عبدالله مقصد ريم وما عجبها مطلقا وحبت تنهيه :: الله يكون في عون الجميع ...!!
لكن ريم استمرت وكأنها تتقصد هالشي ::من جد يعني ما قدرت تتحمل وضعه ؟؟؟ الله يحفظه لها ويقومه بالسلامة ..!!
انهت هالكلمة وعيون عذا مسلطة عليها بحقد وألم ؟؟؟؟؟؟؟!!!!
وكأن نظرتها تقول "" حاسبي على كلامك ""
كانت بتتكلم بتنطق لكن وش تقول ؟؟؟ تتهاوش معها وتصارخ في وجهها ؟؟؟
وبعدين يجي عبدالله وهم على هالوضع ويعصب ويتنرفز ؟؟؟
هو يحبها ويبيها وهي تحبه وحياتهم مع بعض مستقرة ؟؟ فـ ليه تخربها ؟؟؟
مويكفي انها خربت علاقة زياد مع امها وسام وحتى ابوها الله يرحمه ؟؟
بعد الحين بتخرب العلاقة الحلوة اللي تجمع عبدالله وريم ...!!
وعبدالله وزياد ...؟؟؟
الصمت أفضل حل ...
وعمر الشخص ما يندم على السكوت قد ما يندم على انه تكلم ...!
نزلت الفنجال من يدها بتقوم لكنها ما تشوف اصلا وين الطاولة ... وطاح الفنجال ...
سمت عليها امها بألم وهي ودها بعد ترد على ريم لكنهم كلهم ساكتين إكراما لعبدالله وبس ...!
مشت عذا من دون هدى تبي بس توصل لغرفتها بأي طريقة ...!
هناك وبس تقدر ترتاح من الكلام اللي يعور القلب ..
وتقدر تفرغ الكبت اللي في قلبها من دون لا أحد يستاء منها ..!
ولو ام عبدالله مو موجودة وسارة كانت في قوتها ما كانت بتسكت أبدا ...
لكن نظرات امها وصمت عذا هم اللي خلوها تحجم عن الكلام ... وتتجرع غثاثة ريم الزايدة هاليومين ...!!
-------------------------------------------------------------------------------------
نزلت ام مشاري وراشد معها للدور الأرضي ...
وتوجهوا الإثنين للصالة وكان مصعب موجود ..
ابتسم له راشد وسلم عليه ومصعب متفاجأ من وجوده في قعر البيت لا ونازل من فوق بعد ...؟
كان التساؤل باين في عيونه لدرجة انتبهت لها امه ::/ اختك سحر تعبت شوي وراشد ما قصر وجاء يطمنا عليها ..!
ترك مصعب المهم للأهم ::/ وش فيها سحر ؟؟
تنهدت ام عبدالله وهي تجلس :: من جيت انت واياها من المستشفى وهي حابسة نفسها في الغرفة وما كلت علاجها ولا طاعت تآكل شي ومن قامت وهي على لحم بطنها ... وما دريت الا وهي طايحة علي في الصالة اللي فوق يوم قامت تصلي العشاء
قاطعها مصعب :: وليه اماتصلتي علي ؟؟
كملت :: البنت مو راضية تتحرك أقولك مغمى عليها تماما .. وبعدين راشد كان مكلمني على اساس بيمرني فكلمته انا وقلت له يستعجل علشان يشوف سحر ...!!
تنهد مصعب وحاول ما يسوي حزازات بينه وبين ولد خالته خصوصا انه شاف الإحراج في عيونه .. وفوق هذا هو ما قصر ومهنته تحتم عليه ينسى أي علاقة تربطه بالمريض .. والمهم عنده انه يتطمن عليه وبس ...!
جلسوا كلهم في الصالة وجابت الخدامة القهوة وبدوا يتقهوون ...
وكأن مصعب انتبه لنفسه وسأل ::: وش اخبارها طيب الحين ؟؟
رفع راشد عينه وكأنه بيتأكد هل مصعب يسأله او يسأل امه .. لكن لما شاف نظراته عليه ابتسم :: إن شاء الله انها بتكون احسن لكن محتاجة تهتم بنفسها أكثر .. وأنا ما احس انها تداري عمرها ؟؟
قال الكلمة الأخير مستقصدها ... وكأنه بيقول من زواجها من زياد وبنتكم ماشافت خير ...!
تنهدت ام مشاري :: تعبت منها يا راشد والله .. هالبنت ماعاد صارت تسمع الكلام .. وزاد عليها طيحة ولد عمها الله يقومه بالسلامة ...!!
مجرد ذكر طاريه خلا الدم يشتعل في عروقه ...
" الحين هذا كله من شدة محبتها له ؟؟؟ اشوفه منتبه لها والا داري عنها " كلام يدور في بال راشد ..!
قطع عليه مصعب :: وش تنصح به يا راشد ؟؟؟
سكت شوي وهو ما يدري وش ينصح به ؟؟ يقولهم طلقوها وعطوني ايها وانا أضمن لكم ان حياتها بتتغير ؟؟؟ والا وش اقول ...
وكأنه يفكر فـ رد وقال :: الطبيب الكندي اللي راجعت عنده الصيفية الماضية كان ممتاز وانا اشوف حالتها تحسنت من بعده للنصف ... صح ؟؟
هزت ام مشاري راسها :: ايه والله الحمدلله .. يعني ما شفنا مثل هالمضاعفات لمدة طويلة ...!
ابتسم راشد :: خلاص اجل نروح له يكشف عليها مرة ثانية ...!
سكتوا مصعب وامه وكأنهم يقلبون الفكرة بروسهم ..
رد مصعب :: وأكيد عاد بنلقى نفس الطبيب ؟؟
تنفس راشد بعمق :: عطوني اوراقها ا اللي من المستشفى الكندي وانا بتصل عليهم واتفاهم معهم اذا هو موجود او لا وبشوف وين نلقاه فيه وعقبها نروح له ... وبنثبت لهم انها مريضة عنده وانه هو الوحيد اللي فاهم حالتها ...!
التفت مصعب لأمه يبي ردها وشافها سرحانة :: وش قلتي يمه ؟؟؟؟
رفعت ام مشاري عينها لهم وبتردد :: ما اظنها بتوافق وولد عمك على هالوضع ؟؟
وعصب راشد عند هالنقطة غصب عنه :: يعني حياته اهم من حياتها ؟؟؟
كان عاقد حواجبه والشياطين تنطط قدامه ...
رد مصعب :: طيب على بال ما انت تخلص اجراءاتها إن شاء الله نكون حنا تطمنا على زياد وساعتها انا اللي بجبرها تروح ؟؟
وقف راشد بعصبية :: ولو ماقدرت انا اللي بجبرها ...
استأذن منهم وطلع وهو مو قادر يرد نفسه ..؟؟؟
ليت حبها راح للناس اللي تستاهلها ولا ضيعته هدر ...!!
-----------------------------------------------------------------------------------------
اليوم التالي ...
وقريب من صلاة العشاء ...
نزلت عذا من غرفتها ومعها مهند ولد لمياء يآكل آيس كريم ..!
التفت عليها ومد يده :: خاله تبين ؟؟
ابتسمت له :: بعد ما خلصته تعطيني ؟؟
هز كتوفه :: اجل آكله ..!
ضربته عذا بخفيف على ظهره :: ما صدقت خبر ...!
ونزلت معاه وهي تتنهد بألم ...
وين ابوها يشوف مهند وشلون صار شرير وطماع ؟؟؟
حصلت سام وامها جالسين في الصالة وريم جالسة بعيد شوي ومتغطية وجنبها عبدالله ...
ابتسمت وسلمت عليهم وجلست جنب اسامة ..
كان الأخير رافع راسه على الكنب ومغطي عيونه بيديه ...
تقربت منه عذا شوي وهمست له بصوت واطي :: قلت لأبوي ؟؟
فتح عينه متفاجأ انها موجودة وعقد حواجبه مستغرب ...
كملت عذا متسائلة :: مو زرته اليوم في المقبرة ؟؟؟
تنهد اسامة وهز راسه :: إلا ...
وبتوسل سألته :: قلت له عن زياد ؟؟؟
ابتسم :: كل يوم اقول له الأحداث اللي تصير عندنا ...
ابتسمت له :: قلت له اننا مشتاقين له ؟؟
رد عليها بحزن :: يقول موعدنا الجنة ..!
غصب عنها تقوس فمها بحزن :: انا بعد قلت له اليوم في الحلم ان زياد تعبان ..
سكتت شوي وكملت وهي تطالعه :: وقال لي بيروح يزوره ؟؟
سكتوا الإثنين وكل واحد باله مشغول على شي ...!!
لكن عذا كملت بألم :: اسامة لو صار شي لزياد روح لأبوي وقول له يجي يآخذني انا بعد ؟؟؟
التفت عليها وهو يصرخ بعصبية نافذة:: عذا ...................!! هالكلام ما احبه لاتقعدين كل شوي تعيدينه علي ..!!
غمضت عينها بألم من صوته العالي وبلعت غصتها وسكتت ..
طالعهم عبدالله :: وش فيك تصارخ ؟؟؟
زفر اسامة بتعب ومسح على شعره :: و لاشي ...!
لف بعينه لعذا ولمحها ترفع يدها وتمسح دمعتها ومنزلة راسها ..
أنبه ضميره :: آسف عذا ... ما .... ماكنت اقصد اصـ ـ
التفتت له وهي تحاول تبتسم :: ماصار شي سام ..
سكت هو ومارد ولا سوى شي غير انه تنهد ..
التفتت عذا لعبدالله :: عبادي توديني لزياد الحين ؟؟؟
طالعها عبدالله متعجب :: انتهت الزيارة ؟؟ وبعدين انا توني جاي من عنده وحالته ماتغيرت لكنها مستقرة ...!
طالعته بعين مفتوحة :: يعني ما بتوديني ؟؟
تنهد عبدالله :: وليه مارحتي معي العصر ؟؟
سكتت شوي وقالت :: كيف اطلع وامي بروحها في البيت ؟؟؟ حتى مهند ماعنده أحد ؟؟
التفت سام لأمه :: سارة ولمياء وينهم ؟؟
ام عبدالله :: ارسلتهم لندى يقعدون عندها ويونسونها ...
نزلت عذا عينها وهي بتصيح :: وريم كانت عند اهلها ؟؟؟
سكت عبدالله شوي وهو راحم اخته :: بكره اوديك له ان شاء الله من العصر ولايهمك ..
كملت ريم وكأنها مقهورة من عذا على اللي قالته :: وبعدين اليوم مافيه الا العافية على كلام عبدالله وسحر بنت خالتي ...!
"" وش قصتها هذي ؟؟؟ "" نظرة عذا تعبر عن هالكلام ؟؟
لكنها سكتت وما ردت ..
شالت عمرها وطلعت من الصالة ...
وما حصلت ريم من عبدالله غير نظرة سكتتها وقالت لها لو استمريتي على هالحال بيكون لي تصرف ثاني معك ...!
اسامة اللي انقرف من روحه طلع من الصالة ..
وده يكسر راس هالريم ...
على اللي سمعه منها اليوم صدّق كلام سارة اللي تقوله له ..
وانها مقهورة منها بسبب تنغيزاتها وطنازتها على عذا ؟؟
وهو مابيسمح لأحد ابد يتعرض لأهله لو مهما كان ؟؟؟
ولو هالريم ما اعتدلت ولا وقفها عبدالله عند حدها بيكون له تصرف ثاني معها ...!
-------------------------------------------------------------------------------------------

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 13-03-10, 03:01 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياءk.s.a المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

اليوم الثاني . وبعد العصر بوقت
نزلت تركض من الدرج وهي تسمع صوت سيارة عبدالله يدق لها علشان يستعجلها ...
انتبهت لها امها اللي طلعت من المطبخ وضحكت لها بحزن واضح :: شوي شوي على عمرك لاتطيحين وتتكسرين ..؟
ابتسمت عذا ولفت لأمها وراحته لها وحبت راسها :: انا بروح له الحين .. تبين شي ؟؟
تنهدت ام عبدالله بحزن :: سلامتك .. لكن سلمي لي عليه ..
هزت عذا راسها بالإيجاب ..
وعطت امها ظهرها وطلعت ..!!
طول الطريق وهم في السيارة كانوا ساكتين ..
وعبدالله مشغل المسجل على قراءة الشيخ السديس ..
اما عذا فكانت خايفة وتحس بقلبها يعورها ...
وقاعده تجهز كلام تسولف فيه على زياد ..
وش بتقول له ووش بتسمعه ..
بتعلمه انها دعت له .. وان ابوها بشرها بالخير يوم حلمت فيه ..
بتقوله انها مسامحته .. وانها مستعده تعيش معه باقي العمر حتى لو تزوج غيرها ثلاث ..
المهم يثبت لها انه يحبها وشاريها ..!
انتبهت لعبدالله اللي قصر على الصوت وطالعها ...
عقدت حواجبها مستغربة لكنه ابتسم لها :: ماتبين تنزلين يعني ؟؟
التفتت للشباك وعرفت انهم وصلوا ..
تفشلت من عمرها وانها سرحانة ومو مركزة وفتحت الباب ونزلت ..
ولحقها عبدالله بعد ما قفل السيارة ..
دخلوا للمستشفى ومن شمت عذا ريحة المعقمات فيه عورها قلبها ..
شي غريب في هالريحة يخليك تخاف زود على قلقك ..!
وكردة فعل مفاجئة ..
تقربت عذا من عبدالله ومسكت يده ...
يمكن تلقى عنده الراحة النفسية اللي تدور عليها ..!
انتبه لها عبدالله وشد على يدها وابتسم :: ادعي ان مايكون عنده زوار ..
رفعت عينها له وتنفست بعمق :: آمين .. وحتى لو عنده انا بدخل ..
ضحك عبدالله : بتدخلين لكن ما بتطولين ..!
وانفتح لحظتها الأصانصير وركبوا ..
ووصلوا للطابق المطلوب ..
و مشى عبدالله بخطوات رجولية ثابتة وعلى يمينه عذا متشبثة فيه وكأن رجولها ممكن تتجمد في أي لحظة وتنشل حركتها .!
دخلوا القسم المطلوب ..
ومن تخطوا بوابته ... حست عذا بمسكة عبدالله تشتد على يدها .. وبعدها ارتخت ..
رفعت عينها بتشوف وش فيه لكنها انتبهت للمقبلين ناحيتهم ..!
كانت هي ...
ولو على عذا فبتقسم لكم انها هي سحر ..؟؟
مو هذا مصعب اخوها ؟؟
مو هذي هي وهذا شكلها في العباية ؟؟
حست بشي غريب انولد في صدرها ..
شي اشبه مايكون بالحقد اللي ما عمرها عرفت عنه شي الا بالإسم ..
اشبه مايكون بالغيرة العمياء لأنها فكرت فيها وهي جالسة مع زياد بروحها ؟؟؟
أصلا مو من حقها تجي تزوره وهي السبب في مشاكله ؟؟؟
هي السبب الرئيسي في اللي قاعد يصير لزياد ...
واول ما يقوم بالسلامة بتصارحه عذا بهالكلام ..
وتفهمه انه لولاها ولولا غرورها .. ماكان وصل هو لهالمرحلة ..!
(( عذاوي لو تفتح عمل الشيطان فاستغفري ))
كانت بتتملص من يد اخوها وتتهور وتقابل سحر وتفهمها غلطها ..
لكن الأخير مسكها بشدة وضيق نظرته ..
بمعنى مو وقته واحنا ماجينا نتضارب...
انصاعت لأمره باقتناع..
وسكتت وهي تتجرع العلقم لكنها نزلت نظرها علشان ماتشوفها ..
مشوا وتخطوهم ...
لكنها سمعت تمتمات من عبدالله أشبه ما يكون وكأنه يسلم على مصعب ...
تنفست بعمق بعد ما تركوهم ..
ومشت مع عبدالله لحد ما وقفها عند باب الغرفة ..
والتفت عليها :: يالله ادخلي بروحك ..
رفعت عذا عينها له :: وانت ؟؟
ابتسم لها بمغزى :: بنتظرك هنا .. علشان لو جاء احد من الجماعة مايدخل عليك ..!!
هزت راسها وهي خايفة ... وتركها عبدالله وراح يجلس على كراسي الإنتظار ..
ضربات قلبها تسارعت ..
والأدرينالين بدأ يفرز عندها ...
تنفسها صار ساخن ومميت ..
سمت بسم الله بعد ما ملت رئتيها بالهواء المعقم ..
وحطت يدها على الباب وفتحته برجفة واضحة ؟؟
خايفة تدخل عليه وتشوفه ..
تحس انها هي السبب ..!
دخلت الغرفة وهي تحس ببرودة شديدة تخلخلت عظامها ...
تقدمت بخطوات مهزوزة وسمعت الباب يتسكر من وراها ..
حطت يدها على قلبها ومشت ...
وشافته ...
الحين طلعوه من العناية ...
وحطوه في غرفة الملاحظة ...
لكن وضعه مثل ماهو مع تغير بسيط ..
شافته ممد على السرير والأجهزة حوله ...
لكن هالمرة بشكل خفيف ...
تقدمت منه اكثر لحد ما صارت مواجهته .. وغصب عنها دموعها تجمعت في عيونها ..
شافته بالشاش الأبيض على صدره وكتفه ..
وانبوب التنفس على خشمه ..
شافته نايم بهدوء وسلام ومو حاس باللي حوله ..؟؟
ليته يفتح عينه ويشوفها ويدري انها جاية علشان خاطره ..
كان وجهه أصفر لكن أحسن من المرة الأولى اللي شافته فيها ...
بس ما يزال وسيم ...
وما يزال هو أحلى شاب في عيونها ..
وأحب شاب على قلبها ..
جلست جنبه على السرير و على وجهها ابتسامة رضا عن حالته ..
مسكت يده وحطتها في حضن يدها وراحت تلعب في أصابعه ..؟
تبي تتكلم معه وتسولف لكن الدمعة والعبرة خانقينها ..
وهي ماتبي تصيح علشان مايتنكد ..
وفجأة ضحكت والتفتت له :: تدري انك تخوف حتى وانت ما تتكلم ؟؟
سكتت وراحت تتأمل ملامحه ..
وبصوت هامس وفم متقوس بحزن :: حتى دموعي ماعاد ترضى تنزل كله خايفة لاتضايقك ؟؟؟
شفت وش كثر انت تهمني ؟؟
ومسحت على خده بأطراف اصابعها وكأنها مشتاقة لصوته ..
انتبهت لنفسها وحست انها جالسة قريب منه بالحيل فوقفت وهي تبتسم وكأنها تتخيله يشوفها ويسمعها ... :: شكلي ضايقتك في نومك صح ؟؟ خلني اروح اجيب كرسي واجلس قدامك .. علشان اشبع منك ..
ابتسمت له وراحت للطرف الثاني من الغرفة وخذت لها كرسي وحطته قريب من سريره وجلست ..
ورجعت تمسك يده و هالمرة حطتها على خدها ..
مشتاقة لدفا لمسته ..
وكأنها تذكرت شي :: صح ترى امي تسلم عليك ...!!
سكتت شوي وتنهدت :: ولا يهمك بوصل لها سلامك .. اعرفك تحبها ولايمكن ما تسلم عليها ..!
انتظرته يرد لكن مافيه اي استجابة ..
ونزلت دمعتها غصب وبصوت متهدج :: زياد تكفى كلمني ..!
سكتت شوي وعينها مانزلت من عليه ..
تنتظر منه لو إشارة تدل انه واعي ويسمعها ..!!
وبعد فترة من الإنتظار تنهدت ومسكت يده بقوة ... :: ما اشتقت تكلمني ؟؟؟
طالعت في وجهه وشافته نايم بهدوء ومو حاس ...
تأملته وكأنها تتذكر وهي مبتسمة :: تتذكر لما كنا في فرنسا ؟؟؟ يوم كنت زعلانة عليك وما أكلمك ؟؟
سكتت شوي وضحكت بخفه :: تتذكر وشلون كنت تكلمني فجأة وكأنك معصب وانا يا قلبي علي أرد عليك من المفاجأة ؟؟؟
تنفست بعمق وسكتت وكأن الذكريات الحلوة رجعت لها من جديد وحنت لها ..
ضغطت على يده :: كنت مجنونة لأني ما أكلمك ......!!غبية وهبلا ..!!
وكأن عذا تحمست في سوالفها .. وكأنها لقت الفرصة المناسبة علشان تسولف مع زياد حتى وان مارد عليها المهم هي ترجع تسوي معه زي أول ..
تقدمت بكرسيها لحد ما صارت ملاصقة للسرير ..
مدت يدها تمسح على شعره بينما الثانية ماسكة يده ..:: تتذكر لما ضحكت لك يومها وقلت لك خلاص أنا ما اقوى على زعلك ..! وش سويت انت ؟؟
نزلت يدها تمسح على خده :: كنت مجنون وخوفتني عليك ... !! من شفتك متوجه للمنصة اللي عليها الساحر وانا قلبي بدت تتسارع ضرباته وكأنه قطار ..؟؟
رفعت يده وحبتها :: من جد خفت عليك ...!! لكنك فاجأتني لما عطاك هو الوردة وانت نزلت تعطيني اياها ...!!
ضحكت من قلبها بهدوء :: لو تبي الصراحة .. ساعتها خفت آخذ الوردة ؟؟ مادري وش تصير عقب هالساحر ..؟؟
تنهدت :: لكني ما قدرت افشلك وخذتها ...!! وللحين عندي ... والصورة اللي اخذنها في هذاك البارك ما زالت عندي ...!
هز الجوال في جيب البنطلون حقها وانتبهت له وقطع عليها سوالفها مع زياد مما خلاها متنرفزة ..
طلعته وحصلت الإتصال من عبدالله ...
ردت عليه بهدوء لاتزعج زياد وقال لها تستعجل وتطلع لأن فيه زوار لزياد .!!
تنكدت من هالخبر وهي ماودها تطلع من عنده ..
تبي تجلس معه اطول فترة ممكنة ..
لكن يالله ما بـ اليد حيلة ..
وقفت على حيلها وضبطت عبايتها وطالعت في وجه زياد تودعه ...
ما تبي هالشي لكن غصب ..
نزلت شوي وحبته على جبهته :: مع السلامة ليلو ...
وغصب عنها صاحت ...
ودمعتها نزلت على خده وتداركت هي نفسها وبسرعة مسحتها .. : آسفة زياد ..!
سكتت شوي وهي تتأمله وبعدها ابتسمت :: يالله عاد يكفي دلع .. المرة الجاية يوم ازورك ابغاك تكون واعي وتسولف معي ؟؟؟ زين .!
سكتت شوي تنتظره وبعدين كملت :: اوعدني زياد ؟؟؟
لكنه مارد عليها ...
والجوال رجع يهز مرة ثانية في جيبها ...
ربتت على يده :: يالله انا بروح ... وبعتبرك وعدتني ... لاتنسى .!
توها بتشيل يدها وتمشي لكن شي غريب وقفها ...
حست بضغط خفيف على يدها ...!!
هو زياد ماسكها وما يبيها تروح ...!!
هو زياد حاس فيها وعارف انها جنبه وتكلمه ولا يبيها تطلع من عنده ...!!
تفاجأت عذا وتجمعت الدموع في عينها ..
رجعت عذا لمكانها وضغطت على يد زياد :: أنا معك زياد ما بتركك ..!!
حست بضغطته تزيد لكن ملامحه ماتحرك منها ساكن ...
لكنه واعي لها ...
دخل هاللحظة عبدالله وهو عاقد حواجبه :: يالله عذا الرجال واقف برا ..
التفتت عذا وهي مو قادرة تتكلم :: زياد و .. و اعـ ـ ـي .. ياعبدالله
طالعها عبدالله مستغرب وتقدم من السرير لكنه ماشاف من ولد خاله اي اشارة ..
ابتسم لها :: عذا خلينا نمشي ..
رفعت عذا صوتها :: اقسم لك عبدالله انه صاحي ومسك يدي مايبيني اطلع ؟؟
طالعها عبدالله بنظرة وكأنها مصدقة ومشكك ..!!
وبعدها ابتسم :: طيب تعالي نطلع وانا بروح اقول للطبيب يجي يشوفه ...
هزت عذا راسها بفرح والتفتت لزياد وهي لاتزال ماسكة يده :: زياد بروح الحين لكن برجع لك ...
وهالضيف لو قدرت تهاوشه لاتقصر ... زين ؟؟
ضحك عبدالله وهو يمد يده لها :: طيب يالله نمشي وانا اللي هاوشت الضيف وانتهينا..!
هزت عذا راسها وطلعت مع عبدالله ...
و روح زياد هناك تتألم من فراقها ..
وهي اللي ماصدقت انها تسمع صوتها وهي تسولف عليه ... وتقول له انها مشتاقة له ؟؟!!
------------------------------------------------------------------------------------
مات وذكراه على البال حيه ** ودموع عيني لا طرا لي شدايد
وافراقه للقلب من غير نية ** وانا اشهد ان فراق الاحباب كايد
عفت الهوى عفت الليالي الهنية**عفت الغزل حتى منام الوسايد

قالوا بتنسى وتسلى عنه ... لكن الظاهر هالشي مستحيل ..!!
ايه نعم ثابتة ومتماسكة ... لكن داخلها مكسور ومتحطم ...
كيف لا وشريك حياتها وروحها وحبها الوحيد مات وتركها تتخبط في هالدنيا ومو عارفة وش تسوي ؟؟؟
كيف ماتحزن ويتفطر قلبها وهي تتذكر ايامها معه والحلو والمر اللي عاشوه مع بعض ...!!
الله يرحمك يا محمد ... كنت اب وزوج وولد ... ونعم الرجل بصراحة !!
دخلت لمياء بهدوء على امها في الغرفة ...!!
وحست بقلبها ينقبض وهي تشوفها متمددة على السرير وتقرأ في مصحف ابوها الله يرحمها ..!!
كان كل شي مثل ماتركه ابو عبدالله ... نظارته .. وكتابه الأخير اللي كان يقرأ فيه كلهم محطوطين على الكومدينو جنب السرير ومصفوفين بترتيب ..
وآخر شي يخصه هو مصحفه القديم اللي عنده من ايام تخرجه من الجامعة ... وكان هدية من ابوه ..
لازال محتفظ فيه ولا يقرأ الا فيه ..
كله علشان ابوه يناله من الأجر نصيب ..
وهذا إن دل على شئ .. فـ هو بر محمد بوالديه ..
والله يجعله في ميزان حسناته ..!
تقدمت لمياء وهي تحارب دمعتها وتبتسم ...
وانتبهت ام عبدالله في هاللحظة للمياء مقبله عليها ..
بادلتها الإبتسام وهي تحارب غصتها ...
وسكرت المصحف ونزلته جنبه ...
تنهدت لمياء وجلست جنب امها وهي ساكتة ؟؟؟
امها عظيمة ووحده نادرة هالأيام ...
للحين وهي تقاوم حزنها على ابوهم كله علشان مايتضايقون هم ...!!
ولما طال الصمت ...
ابتسمت ام عبدالله لبنتها :: وش فيك ساكتة ؟؟؟
بلعت لمياء غصتها والفتت لأمها :: ولا شي بس ...........
ونزلت عينها تداري دمعتها ... وهي تحاول تبتسم تمويه قدام امها ...
لكن ام عبدالله اكبر من هالشي وفاهمة عيالها واحد واحد ..
ابتسمت :: تذكرتيه ...................؟
وعند هالكلمة زاد نحيب لمياء اللي ماتوقعت هالسؤال ...
وغصب عنها صاحت وماقدرت تمنع دمعتها ...
بالفعل تذكرته وحنت له ومشتاقة له موت ..
تمنت في لحظة انه يطلع من قبره يسلمون عليه ويحبون راسه ويضحك لهم وبعدين يرجع ..
المهم يطفي نار الشوق اللي في قلوبهم له ..
ابوهم ماتعودوا يفارقونه لا في سراءهم ولا ضراءهم ..
دائما معهم .. وحولهم في كل امورهم ...
تنهدت ام عبدالله بحزن هي الثانية وماقدرت تمنع نفسها تصيح ...
وتحركت لمياء من مكانها وحطت راسها على كتف امها بألم ..
وام عبدالله راحت تمسح على شعرها وبصوت متهدج :: ادعي له حبيبتي كلما تذكرتيه واشتقتي له .. هذا هو المفروض و مو نصيح عليه ..
مسحت لمياء دموعها بحزن :: ما اقدر يمه غصب عني
حاولت ام عبدالله تمسح دموعها هي بعد :: المهم انك تدعين له ...
سكتت لمياء شوي :: في كل وقت يمه ...!!
سكتوا شوي وكأنهم يستعيدون ذكرياتهم في لحظة صمت ..
وبعدها اعتدلت لمياء في جلستها وطالعت امها ...
وشافتها لازالت على هواجيسها وتفكر ..
حاولت لمياء تطلعها من اللي هي فيه :: يمه ..!!
التفتت ام عبدالله بسرعة تبتسم :: سمي ..!!
ابتسمت لمياء بخداع :: سم الله عدوك بس انا جاية بستأذنك ..
عقدت ام عبدالله حواجبها :: في ايش ؟؟
لعبت لمياء بأظافرها في حيرة وماتدري وشلون تقول ..
مستحية وخايفة ومشاعر غريبة تحس بها ...
مسكت ام عبدالله يدها في خوف :: لمو وش فيك ؟؟
رفعت لمياء عينها لأمها وشافتها خايفة ... فعلى طول تكلمت :: يمه لاتخافين ما فيه شي
بلعت ام عبدالله ريقها :: اجل وش بتشاوريني فيه ؟؟
ابتسمت لمياء :: الدكتورة اللي اراجع عندها قالت لي ان فيه طبيب كويس وممتاز بيجي المملكة قريب .. لكنه بيروح في جدة .. وقالت لي انها بتدبر لي موعد معه ..
سكتت لمياء وام عبدالله استحثتها :: طيب ..؟؟
طالعت لمياء في عيون امها :: واليوم اتصلت علي وقالت لي اروح لجدة لأن الموعد يوم الخميس ..!!
ابتسمت ام عبدالله :: وانتي جاية تستأذنين مني ؟؟
مسكت لمياء يد امها :: اخافك تحتاجيني في شي .. وانتي اهم عندي يمه ..
ابتسمت له اامها :: روحي حبيبتي والله ييسر امرك .. وانا عندي اخوانك واخواتك مو محتاجة شي
طالعتها لمياء بنظرة :: أكيد يمه ؟؟
ابتسمت ام عبدالله :: اكيد ... ولو بغيت شي ابتصل عليك يا قلبي ..
تنهدت لمياء وحبت امها على راسها :: ادعي لي يمه تكفين
ضغطت ام عبدالله على يد لمياء :: ادعي لكم كلكم من كل قلبي ...!!
ابتسمت لها لمياء :: طيب قومي معي .. فهد بيسلم عليك ..
هزت ام عبدالله راسها بالموافقة ...
وقامت من على السرير وعيونها تراقب لمياء اللي بانت الفرحة في عيونها وهي تطلع من الغرفة وكأنها بتبشر فهد ...!!
ونزلت ام عبدالله متوجهة للتسريحة ترتب نفسها وشعرها ...
وعلى وجهها ابتسامة غريبة كأنها تشوف محمد قدامها يبتسم هو الثاني وفرحان علشان لمياء ..!!
" ليتك موجود وتشوف هالفرحة في عيون لمياء ورجعتها لفهد " كلام كان يدور في بال ام عبدالله اللي ماسكه دمعتها بالقوة ..!
فاجأها دخول مهند المندفع وهو ماسك بيده شي ..
التفتت له خايف عليه :: وش فيك مهند ؟؟
راح يركض وتوزى وراها :: يمه جوجو شوفي تارونة ...
دخلت سارة هاللحظة وهي شايلة الشبشب في يدها ..
عصبت عليها امها :: خير ان شاء الله وش بتسوين ؟؟
زفرت سارة بغضب :: سارق السنكرس حقي اللي في الثلاجة ومآكله ..
طالعتها امها :: حلاله ... ومايستاهل اللي سواه ذا كله ؟؟
تخصرت سارة منصدمة :: تعينينه على الشر ؟؟
ضحكت ام عبدالله :: لا بس افهمك ..
ونزلت لمهند اللي مغمض عيونه وعلى باله سارة ماتشوفه :: مهند ليه تاكل حلاوها ؟؟
فتح عينه وقلب نظره بين سارة وجدته :: خالي سام يقول معليش ؟
صرخت سارة :: شفتي كلهم مجرمين ؟؟؟ ومشتركين بعد ..!!
طالعتها امها وهي تشيل مهند :: روحي تفاهمي مع سام وخليه يجيب لك شوكلاتة .. مهند ماله دخل في السالفة ...!!
وابتسمت لها امها بخبث ومرت من جنبها وطلعت هي واياه ..
اما سارة فتبعتهم بنظراتها المغتاظة ..
وتفكر في طريقة توري اسامة فيها الشغل السنع ؟؟
اكيد عارف انه سنكرسها علشان كذا سمح لمهند يآكله ..؟؟
" بيشوف " وكانت هذي هي كلمتها قبل لاتطلع من غرفة امها وتسكر الباب ..
والله يديم عليهم راحة البال ..
ويبدو لي ان حياتهم بترجع مثل قبل ...
لكن بالتدريج وحبة حبة ...!!
------------------------------------------------------------------------------

مرت باقي ايام الأسبوع هادئة ..
ورياحها ساكنة من دون اي عواصف تذكر ...
عذا لازالت تروح وتجي للمستشفى تتطمن على زياد ...!!
وام عبدالله تقضي عدتها في بيتها ... ولسانها لازال يلهج بالدعاء بالرحمة لأبو عبدالله ..
والشفاء العاجل لزياد ...!! وان الله يقومه بالسلامة !
كانت تصلي العشاء في غرفتها بهدوء ومسكرة الباب عليها ...
وفي آخر ركعة لها وصل لمسامعها صوت عبدالله يناديها بصوت عالي وكان متحمس ويردد اسمها بسرعة ...
انقبض قلبها وغمضت عينها بخوف ...
وغصب عنها تحرك لسانها بالدعاء بالستر وعقبها رفعت من الركوع تشهدت وسلمت ..
وما امداها تذكر الأذكار حتى ... قامت مرعوبة مفزوعة وطلعت من الغرفة بسرعة وحتى جلال الصلاة ماشالته ..!!
راحت تتبع صوت عبدالله ممايعني انها توجهت للدرج لأن صوته جاي من تحت ...
نزلت بخطوات مهزوزة خايفة ومرتعبة ...!!
وقفت في نص الدرج وهي تشوف عبدالله واقف في نهايته وجواله في يده ..
وبصوت مرتعب :: خير عبدالله ..!!
رفع عينه الأخير وهو يبتسم بفرح ... اطال نظرته في عيونها وعقب :: عندي لك خبر يفرحك ؟؟؟
رفعت حاجبها وضربات قلبها زادت :: خير ان شاء الله ؟؟؟
ضحك عبدالله على وضعها وخوفها :: زيـــــــاد ..!!
طارت عيونها في وجه اخوها :: وش فيه ؟؟؟؟؟
ابتسم :: الحين اقول لك خبر حلو وزياد وانتي تخافين ؟؟
نزلت درجة وحدة بس :: عبدالله قول وش فيه زياد ؟؟
تنفس بعمق وهو محافظ على ابتسامته :: اليوم صحى من نفسه بالسلامة ...!! وكلمنا وتعرف علينا
شهقت عذا ورفعت يدها لفمها من الصدمة والفرحة ... وهالخبر شل لسانها عن الكلام ؟؟؟
سمعت صوت ريم طالعة من المطبخ ::مبرووووووووووك الف الحمدلله على سلامته ..!!
التفت لها عبدالله :: الله يسلمك ... ويقومه بالصحة والعافية ..
تقدمت منهم ريم :: عيال خالتي كانوا هناك ؟؟
عقد عبدالله حواجبه :: ليه وش تبين فيهم ؟؟
هزت ريم كتوفها :: بشوف سحر عندها خبر والا لا ؟؟؟
وبمرور ام عبدالله من الدرج سمعت كلام ريم .. وبابتسامة وهي تطالع عذا :: لاتخافين بتعرف .. او روحي كلميها لو بغيتي ... (( وجهت نظرها لعذا )) قرة عينك حبيبتي بقومته بالسلامة ؟؟
حانت التفاتة من عبدالله لريم .. ورمقها بنظرة غضب قوية وشديدة وفيها من الوعيد الشي المخيف ...
اما عذا فنزلت دموعها وهي لاتزال ساكتة ...
فرحانة بقومته بالسلامة ومو مصدقة انه و اخيرا وعى ؟؟؟
لها اكثر من اربع ايام وهي تتردد عليه في المستشفى لكنه كان مو في وعيه ومو صاحي بسبب المخدر اللي يعطونه اياه لأنه لو صحى مابيقدر يتحمل الألم ...!!
التفتت لأمها وهي تصيح :: يمه صحـ ـ ـ ى زيـــــــــاد ..!!
ابتسمت امها ::: وقلت لك قرة عينك
التفتت عذا بسرعة لعبدالله وهي تشيل الجلال :: طيب وديني له الحين ...!!
وعطته ظهرها بترجع غرفتها علشان تجيب عبايتها لكن صوت عبدالله وقفها :: لا الحين ما اقدر ..!!
رجعت تطالعه بتوسل فرد عليها يبتسم :: لا تزعلين على طول ..!! اول شي الزيارة انتهت ؟؟ ثاني شي يوم اجي من عنده وربعه مجتمعين حوله ... وما اظن انه وقتك تروحين الحين ...!!
طالعته :: وش تقصد ؟؟؟
تنهد :: بكرة من العصر بوصلك هناك ... وعد
سكتت شوي ووجهت نظرها لأمها علشان تساعدها لكن ام عبدالله غمضت لها بعينها مبتسمة وكأنها تأيد كلام عبدالله ...!!
هزت راسها بالموافقة ...
وابتسمت لهم وطلعت الدرج وهي تهرول ...
مبسوطة ..!
فرحانة والدنيا ماتوسعها من الوناسة ..!!
مشتاقة تسمع صوته ...!!
تبي تشوفه ...!!
هذي هي نوعية المشاعر اللي كانت تتحرك في قلب عذا المحب ..
وصلت لغرفتها بسهولة ماتوقعتها ..!
رمت الجلال على الكرسي وراحت تركض لسريرها ورمت نفسها عليه واطلقت العنان لدموع الفرح تنزل ...
وبعشوائية رفعت جوالها من على الكومدينو وراحت تطالع قائمة الأسماء ..!!
ولما وصلت لأسمه هو توقفت عليه ....
تتصل ؟؟؟ او لا ؟؟؟
تكلمه وتقول له الحمدلله على السلامة وخوفتني عليك ؟؟ أو تسكت وتتركها له مفاجأة وتروح له بكرة وتقول له خلاص زياد انا قررت ارجع لك لأني في مرضك اكتشفت اني احبك وما اقدر اعيش بدونك ...
صدق اني متضايقة منك وللحين في قلبي الغصة على اللي سويته ...
لكني متأكدة اني برضى عليك وهذا الشي بيدك .. وانا واثقة من تعاملك وانه بينسني ...!!
توها بتضغط على رقمه وتتصل لكنها تراجعت وقطعته بسرعة ...!!
خلاص قررت ماتكلمه ..
وبكره بتزوره ... وبتحل كل شي معه ...!!
ويا هي مشتاقة لبكرة من اسبوع ...!!
الله يقدم اللي فيه الخير لك ياعذا ...........!
------------------------------------------------------------------------------------
أما هو فكان متمدد في صمت على السرير ...
يحس بألم فظيع في كل جزء من جسمه ...!!
عظامه متكسرة ورجوله ثقيلة عليه ...
وحتى البلع ما يقوى يبلع ...
لكنه يتذكر كل شي صار له ..
يتذكر الرصاصات وألمها الفظيع لما اخترقت كتفه وصدره ...!!
يتذكر آخر شخص شافه هذاك اليوم .. وكانت عذا
يعني لوكان مات بيموت وهو مرتاح .. لأن عينه ما فيها غير صورتها ...!!
ولو سووا له تشريح ... بيعرفون انها هي سبب موته ..
وسبب العذاب اللي يعيشه ... وهالشي بتقوله لهم عيونه ...!
غمض عينه بتعب وسند راسه على المخده اللي وراه ...حس بوشوشه في أذنه وصوت الطلقات ورناتها لازال يخرم طبلته ..!!
نبهه نواف :: أمداك ترجع وتشتاق للنوم ؟؟؟
فتح عينه يبتسم بوهن :: لا و الله بس احس براسي يدور ..!!
ابتسم له عبدالعزيز :: من كثر النوم وانا اخوك ؟؟ لك اسبوع وانت مو واعي ..
التفت له زياد :: الظاهر ان اللي فيني عينك والا النوم ماخالف ..!!
رفع عزيز حاجبه :: يالله عاد بدأ يطلع اشاعات وان انا عيني حارة ؟؟
ضحك نواف :: طيب لاتكثر عليه الكلام ...
هز عبدالعزيز راسه :: احمد ربك شفع لك مرضك والا كان والله قمت عليك الحين ..!!
ضحك زياد لكنه شد على اسنانه واعتفست ملامحه لما حس بالجرح في صدره وكأنه انفتح ..
رفع يده يمسح عليه وانتبه له نواف فسأله بقلق :: زياد تحس بشي ؟؟
التفت عليه يبتسم بهدوء ويده على صدره :: سلامتك ...
سكتوا شوي وعقبها تكلم زياد :: ماشاء الله نواف ... صحتك متحسنة هذا كله من العرس ؟؟؟
ضحك نواف بخجل :: شفت شلون وانا اخوك ؟؟ مافيه احسن من راحة البال ..
طالعهم عبدالعزيز :: لو سمحتوا قدروا ان بينكم واحد اعزب ؟؟؟
ضحك نواف :: انت أشر بس ومن بكره تصير متزوج ..
طالعه عزيز بحاجب مرفوع :: الله اكبر عليك اللي يسمعك يقول خطابة والا مشروع ابن باز الخيري ..!
ضحكوا كلهم ... لكن نواف التفت على زياد بجدية :: زياد ..!!
التفت عليه الأخير :: سم ..
تنهد نواف بقلق :: ما عرفوا من السبب في اللي صار لك ؟؟؟
هز زياد كتوفه :: مادري والله نواف .. الضابط كان عندي من شوي لكنه ما سألني عن شي .. تحمد لي بالسلامة وقال انه بيرجع لي بكره الصبح ..
سكت نواف شوي لكن عيونه كانت تتكلم ..
رفع عينه لعبدالعزيز اللي عبس في وجهه وكأنه يقول له مو وقت كلامك ...
لكن زياد قطع عليهم :: وش فيكم ؟؟
ورد عليه نواف :: يعني انت ما شكيت في أحد ؟؟؟
رفع زياد حاجبه وعلى فمه نصف ابتسامة ..:: انت من شاك فيه ؟؟؟
سكت نواف وعينه على زياد ...
وبعدها ابتسم له ورد عليه :: يعني نفس الشخص اللي انا شاك فيه ؟؟؟
هز زياد راسه :: بالضبط ..
انقهر عبدالعزيز :: بيشوف هالمرة والله لأدخله السجن بيديني وما بطلع من المركز الا وانا متأكد من هالشي
التفت له زياد وبنبرة توسل :: لا عبدالعزيز لاتدخلنا وتدخل نفسك في مشاكل .. يكفي اللي صار لنا منه المرة الماضية ..
عصب عزيز:: يعني تبيني اسكت له .. مستحيل زياد ؟؟ كان تصرفه بينهي حياتك وهالشي مابسامحه عليه لو مهما كان ..
تنهد زياد يبتسم :: انا ولا أهلي ،،، عبدالعزيز ..!
مسك نواف يده بقلق وكأن الجرح انفتح في صدره من جديد من تذكر موقف الخسيس مع عبير :: وصلك منه شر ؟؟؟
التفت زياد يبتسم :: أقول لك الحمدلله فيني ولا فيهم ؟؟؟
طالعه عزيز مستغرب :: وش قصدك ؟؟
تنفس زياد بعمق وهو يحس بالدنيا مشوشة قدامه لكنه مع ذلك محترم ربعه اللي معه ويبون يعرفون السالفة :: مرة جاني للمكتب يبيني افصل نواف ... ورفضت .. ومرة ثانية جاني وقال لي يبي يشاركني في مشروع ثاني والا اني بخسر شي ثمين ولمح لي على الأهل وعلى اشياء كثيرة..!! عصبت عليه وتهاوشت معه ... وهالسالفة لها مده لكن اتوقع ان اللي صار بسببها ..!!
عقد نواف حواجبه :: طول عمري مسبب لك مشاكل زياد ..!
التفت له الأخير وفي عيونه عتب :: لاتقول هالكلام نواف ... وش دعوى مشاكل الا هو الخسيس ومحتاج احد يوقفه عند حده ..
رد عبدالعزيز بعصبية وحمية :: وانا اللي بوقفه وبتشوفون ما اكون انا ولد ابوي ..
ضحك نواف على حماسه :: ورنا شطارتك يا بطل ..
دق عزيز على صدره :: بتشوف اني بطل قول وفعل ..
تمدد زياد براحة على سريره اكثر وهو يغمض عيونه ومبتسم بضحك :: طيب ماودكم تفارقون ؟؟؟
التفت له عزيز وفاتح عينه بقوة :: بتنام ثانية يا اخي ؟؟
هز راسه بتعب وهو بالموت يبلع ريقه :: ابي ارتاااااااااااااااااااح .. احس بجبل رمل على عيوني وضباب اسود قدامي ..
وقف نواف :: زين نم الله يآخذ العدو والشرهة على اللي تاركين بيوتهم واهلهم علشان يونسونك ..
قم قم عبدالعزيز مشينا ..
ابتسم زياد وكأن في قلبه شي عوره من قال نواف جملته الأخيرة ...
ما يدري وش اسباب حساسيته لكنها آلمته ؟؟؟
يمكن لأنه ذكرته بحياته مع عذا ؟؟
أو لأنها ذكرته بجحيمه مع سحر ؟؟؟
السبب مجهول لكن الشعور بالألم موجود ...
ودقايق وكانت الغرفة فاضية عليه من جديد ..
وبهدوء الليل الصحراوي ... نام زياد بسلام ...
غمض عينه وجفنه ... وهو مايشوف شي ولايسمع شي ... ولا حتى واعي بشي ..!
------------------------------------------------------------------------------------------

كانت تلبس عبايتها بلهفة وفرحة ..
يديها ترتجف من الوناسة ومو عارفة كيف بتتقابل معه عقب مرضه ؟؟؟
بتقول له انها ماتركته ولا يوم وكانت معه وجنبه على طول ؟؟
والا بتسكت وما بتقول له والمهم انها هي عارفة انها ماتركته ولا لحظة ؟؟
أشياء كثيرة تدور في راسها وماتدري وشلون ترتبها وتنظمها ؟؟؟
اشياء بتقولها له .. واشياء بتسويها
وأشياء وأشياء ..؟؟ متى بس توصل للمستشفى وتدخل عليه غرفته ...!!
متى يا رب ؟؟
وقفت قدام المرايه بعد مالبست عبايتها وراحت تطالع انعكاس وجهها ..
شافت الحياة رجعت لها من جديد لأنها بس قررت ترجع له ؟؟
أجل شلون لو هي رجعت له صدق ...!
خدودها موردة من الفرحة والخجل من مقابلته مرة ثانية ؟؟؟
تعرف زياد وتعرف كيف يعبر عن شوقه وفرحته بشوفتها ؟؟
وهو أكيد بيفرح لأنها جت تزوره ؟؟
حطت يدها على قلبها اللي يضرب بدقات سريعة أسرع من لمح البصر ..!
وانتبهت لأصابعها الخالية من الخواتم ... ومعصمها الخالي من الساعة ؟؟؟
عقدت حواجبها في تفكير ومباشرة خطر في بالها خاطر ..
ركضت لدولابها وفتحته وطلعت منه العلبة ...
وشافت خاتم ( كاراتي ) اللي اشتراه لها زياد يوم كانوا في فرنسا ؟؟؟
ابتسمت بحياء وهي تتذكر الموقف اللي عطاها اياه فيه ...
وطلعته من علبته ولبسته ..
وعقبها راحت تطالع يدها وتضحك ... وتكلم نفسها :: بينجن عليك زياد اليوم .!
حضنت كفها وهي تعض شفتها السفلية ..
وراحت لسريرها شالت شنطتها وخذت نفس عميق وطلعت ...!!
نزلت على الدرج بخطوات هادئة وكأنها تهوجس وتفكر ...
لفت انتباهها الصالة واللي جالس فيها ..
كانت سارة بعبايتها جالسة على الكنب وتلعب في جوالها ؟؟
رفعت حاجبها مستغربة :: وش تسوين سارة ؟؟
التفتت لها الأخيرة تبتسم :: ولا شي ...!!
تقدمت لها عذا :: وين بتروحين ؟؟
هزت راسها بالنفي :: ما بروح مكان ...؟؟
رفعت حاجبها عذا :: تستهبلين ؟؟ اجل ليش العباية ؟؟
وقفت سارة بتملل :: ولد عمك المصون بيجي يتطمن على عياله ؟؟
سكتت عذا مستغربة :: من اللي بيجي ؟؟
ابتسمت سارة :: خالد ولميس ... بيجون علشان يتأكد خالد ان عياله طيبين ومافيهم الا العافية ؟؟
ابتسمت عذا :: الله يالدنيا .. الحين صاروا عياله من عقب ماكانوا عيالك ؟؟
عصبت سارة :: وعيالي بعد .. لازالت اراعيهم وانتبه لهم ؟؟ يعني عيالي ..
ضحكت عذا ضحكة بمغزى :: وخالد ؟؟
هزت كتفها بلامبالاة :: يتصنع ابوتهم ..!!
وهنا ضحكت عذا غصب :: يعني انتي امهم وخالد ابوهم ؟؟
التفتت لها سارة بعيون مفتوحة وهي ساكتة ... وعقبها انفجرت تضحك ...:: والله لقيتيها .!
انا اراعيهم ... وهو يصرف عليهم ؟؟
وعذا لازالت تضحك :: وكونتوا عائلة متماسكة ؟؟؟
تنهدت سارة براحة وعيونها توضح ألمها :: أهم شي ان عيالي عندي ..
تقدمت لها عذا وحطت يدها على كتف اختها :: وهذا هو كان قصد خالد ...!!
رفعت سارة عينها لعذا وهي مليانة دموع ... والأخيرة مو ناقصة دموع وهي فرحانة ..
سارة :: الله يعطيه العافية هو اللي فهمني بعد روحة الغالي ...!!
ابتسمت لها عذا :: مرتاحة لتصرفه ؟؟
هزت راسها بالإيجاب ..
وفجأة سمعوا صوت لميس تصرخ عليهم بصوت عالي وتنبههم انهم وصلوا ...
رفعت عذا طرحتها على وجهها وكذلك سوت سارة ..
ودخلوا لميس ووراها خالد منزل عيونه للأرض ...
ابتسمت لهم لميس :: السلام عليكم ..
ردوا عليها السلام ... وتكلمت عذا : كيفك لميس ؟؟
هزت راسها :: تمام وجاين نتطمن على حلالنا ..
ضحكت عذا :: حلالكم لاتخافون عليها مادام سارة وراه ..!!
انتبهت لخالد اللي كلمها :: الحمدلله على سلامة زياد عذا ..
بلعت ريقها عذا بفرحة والتفتت لخالد تطالعه بامتنان :: الله يسلمك يا رب ... كيف حالك خالد ؟؟
هز راسه مبتسم :: بخير الله يسلمك ..!! نسأل عنكم ..
عذا :: تسأل عنكم العافية يا رب ..
وبعدها استأذنت منهم :: يالله عن أذنكم أنا بروح لزياد الحين ...
خالد :: بحفظ الله وسلمي عليه .
ابتسمت للجميع وطلعت ..
و في طريقها تذكرت حركات لميس لسارة وهي تأشر لها على أذنها وأن خالد سمع كل كلامهم ؟؟؟
وسارة أشرت لعذا على رقبتها يعني بتقتلها ...!!
تنهدت بسعادة ولأول مرة تحس بها من اسبوعين ؟؟
يعني من وفاة ابوهم ...!!
وطلعت للسيارة رايحة للمستشفى ... تشوف زياد .!
-----------------------------------------------------------------------------------------
في السيارة كانت تطالع العالم في الشارع وهي بالها مو معها بتاتا ...
كان تفكيرها وعقلها وقلبها كلهم هناك ...
في المكان اللي يتمدد فيه زياد بضعف وألم ...
المكان اللي تقطعت فيه روحها وهي تشوف قطعة قلبها محاوط بالأجهزة و ماله حيل ولا قوة ...
شافته وهو يتألم ... ونايم ... ولاحاس فيها ولا في وجودها ...!!
تنهدت تنهيدة فرح تبعتها ابتسامة وهي تلف بوجهها وتطالع قدام من بعد ماكانت تطالع من الدريشة اللي جنبها ...!!
لاحظت انهم قربوا للمستشفى لكن ماسكتهم الإشارة ...
طالعت الساعة وشافتها قريب العشاء ...!!
وانتبهت لسوراج اللي تحرك من قدام الإشارة ...
ووقفته :: سوراج وقف عند محل الورد هذا ...!!
ابتسم لها ولف بالسيارة وقف عند المحل المطلوب ...
وبفرحة ما اقدر اوصفها نزلت عذا تسبقها دقات قلبها للمحل ...
دخلت وهي تحس برهبة أو خوف أو مشاعر غريبة ماتقدر توصفها ..
لكن فراشات بطنها تتراقص هذيك اللحظة بشكل هي ماقدرت تسيطر عليه ..
انتبه لها صاحب المحل وتقدم لها ...
وبمساعدة منه كونت عذا أحلى باقة ورد تقدر تسويها وترتبها ...
كانت كبيرة وحلوة ...
وأهم شي انها حطت لزياد ورد الياسمين اللي يعشق ريحته ...!!
وما نست الجوري الأحمر والتوليب الأبيض اللي يعني لها الكثير ...!!
كانت باقة رائعة ومكلفة ...
لكن الورد للي يستاهله ...
رجعت للسيارة ومشوا للمستشفى ...
ومن وقفوا عند البوابة الخاصة فيه بدت نوبة الإرتجاف تنتاب أطراف عذا ...
متوترة وشلون بتقابله ..
وكيف بتفاتحه في الموضوع وتقول له " انا برجع لك زياد وما راح اتركك مهما كانت الظروف " ؟
حست بحمرة الخجل كست خدودها وهي تفكر مجرد تفكير بأنها بتقول لزياد هالكلام ...
لأنها عارفة تبعاته ..
وعارفة زياد وش بتكون ردة فعله ...
بيحرجها فوق ماهي منحرجة ..
وبيطالعها بهذيك النظرات اللي تتعبها وتذوب قلبها ..!
تنفست بعمق وهي تمشي في السيب اللي يودي لغرفة الغالي " زيـــــــــــــــاد " ..
كانت الكلمات والعبارات متزاحمة في عقلها ..
وهي بصعوبة تحاول ترتبهم علشان تقدر تكون كلام تقوله لزياد ... وتوضح له من خلاله انها تبي ترجع له خلاص وإنها آسفة على كل اللي صار ...
وبعد ما جهزت الكلام ... ورتبته في جمل مفيدة ..
راحت عيونها تطالع أرقام الغرف وتدور على غرفته هو بالذات ..
الرقم اللي قال لها عبدالله عنه وهو اللي اعتذر انه يوصلها لإرتباطه بظروف عمله ...
وأول ما شافت ( 226 ) ... زياد سلطان ...!!
فز قلبها ...
وصارت تسمع دقاته في أذنها ...
لقائها هالمرة معه غير ومختلف ...
هالمرة بتقابله وهو مريض وهي مرتاحة نفسيا له ...
بتقابله وهي تحبه أكثر من قبل وبتقول له نرجع لبعض ...
بتقابله وتهمس له " أنا آسفة " حتى لو ماسويت لك شي ...!!
غمضت عينها بحب وكأنها تضبط أعصابها رتبت وقفتها والباقة اللي في يدها ...
لكنها في لحظة انتبهت لنفسها ...
الحين هي في قسم الرجال ...
يعني زياد ممكن يكون عنده احد من زملاءه ؟؟؟
وفشيلة بتدخل عليهم مع هالباقة لو عنده أحد ...
وبعدين هي أصلا تستحي ؟؟؟
يا ربي ليته كان معها عبدالله او اسامة ....!!
تلفتت عن يمينها وشمالها يمكن تشوف أحد أو تلمح أحد وتعرف من خلاله إذا كان عند زياد أحد او لا .. لكنها ما شافت أحد ...!!
حاولت تلقى حل ... وأخيرا حصلته ...!!
هي بتفتح الباب بهدوء ... وبتحاول ترقق سمعها وتشوف هل زياد يتكلم مع احد والا لا ؟؟؟
وإذا يكلم أحد بتشوف هي تعرفه والا لا ؟؟
وعلى هالقرار ..
مسكت الباقة في يد ...
واليد الثانية برجفه مسكت مقبض الباب ...
ودارت به بهدووووووووووووووووء ... علشان ما احد ينتبه ..
شافت السيب اللي يسبق غرفة زياد كونه منوم في جناح ..!!
تقدمت خطوة صغيرة لحد ماصارت قريبة من الباب لكنها داخل الممر ...
وتسمع اللي يسويه زياد ...!!
.
.
.
.
.
.............::/ قلت لك لا .. انا مو موافق على أي شي من اللي قلتوه ... والسفر سحر بتروح معي ..
تنهد مشاري وهو واقف جنبه وعند سريره ...
بينما سحر جالسة بهدوء على كرسيها ومعها ندى ...
التفت مشاري لزياد ::: يعني المطلوب ..؟؟
سكت زياد شوي وعقبها رد :: الموضوع منتهي خلاص ... أنا وهي بنروح لكندا سوا ومعنا مصعب ...
وأكد مشاري :: حتى راشد بيروح معكم
رفع زياد راسه وهو يحس بمشاعر غريبة مولودة في صدره ضد هالـ راشد. :: ما له داعي خلاص مصعب معي ......!!
التفت مشاري لسحر :: وش قلتي ؟؟؟
رفعت عينها لأخوها وشافت زياد يطالعها فبلعت ريقها بصعوبة والقرار صعب تتخذه هالوقت ..
كانت بتتكلم لكن زياد وقفها :: سحر انتي بتروحين معي بدون نقاش ..
لفت عينها له بهدوء وابتسمت :: محتاج أروح معك ؟؟؟
سكت شوي وعيونه ضاعت في الفراغ حاول يعدل جلسته لكنه ضيق عيونه بألم من الجرح اللي في صدره ... رفع يده بيمسح عليه لكن جهاز ضربات القلب فلت من أصبعه ...!!
وتنفس زياد بعمق وهو يشوف مشاري بيساعده فابتسم له :: انفك هالشي .. ومادري وشلون يركب ....
طالعه مشاري يشوف وشو وعرف انه جهاز قياس ضربات القلب ...
ما امداهم يتكلمون الا وسحر واقفه على راس زياد تبتسم :: هذي شغلتي وانا الخبيرة ...!!
ابتسم لها زياد وهو يشوفها قريبه منه بعنف وتركب له على اصبعه هالجهاز ...
وبعدها اقتربت منه أكثر وهي ترتب الأنابيب والأسلاك وراء ظهره ..
باين عليها المرح وهي تساعد زياد ..
أما هو فقال وعينه على يدها اللي تتحرك حوله :: سفرك معي مهم يا سحر وماراح اسافر بدونك ...!!
تنهدت سحر وهي تتنفس بعمق وعيونها لازالت عليه وهي قريبة منه ومن سريره ...
وحتى وجهها قريب لدرجة خلت زياد يقرأ ملامحها ويحس بالألم يفتت عظام ضلوعه ...
ابتسمت :: بس أنا ما ابي اروح ...!!
مسك يدها :: بتروحين .. لأني زوجك وآمرك أنك تروحين ...!
وهي لازالت تبتسم قريبة منه ويد زياد على معصمها:: وعــــــــــــذا ... وش بيكون موقفها ؟؟؟
وهذا الشي اللي ماتوقعه زياد ولا فكر فيه أصلا ...
فعلا وعذا وش بيقول لها ؟؟؟
لكن هو معه عذره في اصراره على سحر فرد عليها :: انتي وجودك معي في هالسفرة أهم من وجود عذا بكثير ...
وحس الجميع بوجودها في هاللحظة ووقفتها المهزوزة عند الباب ....!!
والعيون كلها توجهت للباب ...
اللي واقف عنده طيف أسود صغير .. وبين يديه باقة ورد كبيرة ..
هالطيف نسق هالباقة وصنعها بذوقه ... وبالورد اللي يحبه الغالي ...!
كانت جايه وهي كلها حماس ومشاعر حب وحنان ...
جايه تزوره وفي قلبها شي كبير لزياد ... وأهم شي تأنيب الضمير ناحيته ...
لكن كلامه هدم كل شي وخرب كل شي ..
وأصلا وجودها عنده ومعه حطم كل شي ..
قربها منه بهالصورة ... ويده اللي ماسكة معصمها قدام ندى ومشاري خلت قلبها يتقطع مليون مرة في الثانية ...
حست ان مشاعرها اعلنت الإنتحار والموت للأبد ...
" ليه يا زياد ..." كانت هي الكلمات اللي تقولها عيونها ...!!
انتبه مشاري لنفسه واستحى من وقفته ... وهو اللي عرف من تكون هالزائرة ..؟؟
راحت عينه لأخته بقلق وشافها منزله عينها للأرض وكأنها ماتبي تشوفها ولا توقعت حضورها أصلا ...
أستأذن منهم وانسل بنفسه وطلع ...
وقفت ندى مباشرة بتعب وراحت لعذا اللي تجمدت عند الباب وعينها على زياد النايم على السرير ..
.......... :: مرحبا عذاوي ...!!
لكن ما فيه استجابة ...
وعيونها لازالت معلقة على يد زياد الماسكة معصم سحر ...!!
نظراتها كانت تعكس ألمها اللي يفتك في عروق قلبها ..!
شوفتها له وهو ماسك معصم يدها كانت أشبه بالخنجر اللي انغرس في أعماق روحها وقطع معه كل عرق ينبض بالحياة فيها ...!!
سال دمها حار مؤلم ..
ونزلت دموعها غصب عنها وخارج ارادتها ..!
أما زيـــــاد ... فكانت عيونه متجمده على الكائن اللي قدامه ...
قلبه يدق بسرعة جنونية لدرجة انه نسى وين يده وسحر وينها اصلا ؟؟؟
ماكان منتبه لشي ولا حاس الابوجود الحبيبه قدام عيونه ...
شي تمناه من صحى وفتح عيونه ..
كان ينتظر جيتها على أحر من الجمر ...
لكن أكيد ماكان يبيها تجي هالوقت بالتحديد ...
قربت ندى من عذا تبي تسلم عليها وتتقدم معها لكن عذا ماتحركت واكتفت لما لفت بوجهها لندى ونزلت الطرحة من على وجهها ...!! وعيونها للأرض تداري دمعة الإنهزام والغيرة والقهر ..
كيف ماتغار وحبيبها معه وحده ثانية وحلاله مثل ماهي حلاله ..؟؟
سمعت كل شي قاله ...
سمعته وهو يقول ان وجودها معه اهم من وجود "عذا "...
سمعته يلح عليها علشان تسافر معه ...
سمعته وهو يقطع عليها الخيارات ويقول لها ان القرار منتهي وان هالسفره هي بتروح معه ؟؟
أصلا متى قرر يسافر وهي ما تدري ؟؟
وكيف يقرر السفر وان سحر بتروح معه من دون ما يحط اعتبار لوجودها في حياته ..
وعذابها اللي كانت تعيشه لما كان طايح وحالته خطرة ليه مافكر فيها ؟؟
ليه يازيــــــــــــاد ؟؟؟
وعرفت عذا في هاللحظة انها بداية النهاية ...!!
وان كلام سارة لها هذيك الأيام فعلا حقيقي ...
وان حساسيتها ،،، وتعلقها في زياد هالكثر هو اللي بيذلها ويكسر الباقي من قلبها ..
صدقتي ياسارة وانا اللي كنت اقول بس زياد غير ومايستاهل اكون قاسية معه ...
لكنهم طلعوا نفس الطينة و نفس النوع ...
ومااحد يفرق عن الثاني مطلقا ...
وبصعوبة أليمة ...
قدرت تشيل رجولها من الأرض لكنها ماكانت تشوف الا زياد وهو نايم على السرير وهالمرة يده في حضنه ...!!
ماتنكر انها اشتاقت له لكن اللي سمعته وشافته قتلوا هالشعور فيها وخلوها تنظر لنفسها بازدراء ومهانة ؟؟
كيف تشتاق لشخص مادرى عن هوا دراها ..
تقدمت له وهي تحارب دمعتها ....
لحد ماوصلت طرف السرير ...
وعند رجوله نزلت الباقة بهدوء وبعدين رفعت عينها له وهي تحاول تبتسم ...
..........:: الحمدلله على السلامة ..
قالتها بصعوبة وصوت مخنوق ..
ولمعة الدموع ما خفت على زياد اللي يحس بقلبه وتنفسه يضيقون عليه ..؟؟
لا يا عذا انا ما ابي يكون لقائي معك بهالشكل ؟؟
ما ابيك تجين في هالوقت وتقولين لي هالكلمتين وتروحين ..
جيتك لي ابيها تكون مختلفة ...
ابيك تكونين قريبة مني اقرب من قربك الحين ...!!
لكن كل هالكلام اختصره وهو يطالعها :: الله يسلمك ...!!
لكن عيونه كانت تعبر عن مشاعره بدل الحروف اللي طلعت من فمه ...
تعبر عن الشوق والوله لوجودها معه في حياته ...
وهالشي ما خفا على سحر اللي درات عيونها بغيرة قاتلة بين زياد العاشق الولهان ،، وعذا الزوجة المتحطمة اللي خانها حبيبها في لحظة ضعف ...
اما ندى المتوترة من المشهد تكلمت :: وش اخباركم عذا وعمتي كيف حالها ؟؟؟
التفتت لها عذا وعلى وجهها نصف ابتسامة مصطنعة :: الحمدلله كلنا بخير وعافية ... انتي اللي كيفك الحين ؟؟
ابتسمت ندى بألم :: إن شاء الله بخير ... يوم يكون زياد بخير ...
ضحك زياد غصب عنه يمكن استحى من كلامها وهالشي ما غاب عن عين عذا اللي شافته يضحك بأريحية ويده على جرحه المؤلم على صدره ...
كان ودها تروح له وتتقرب منه وتسأل عنه لكنها ماتقدر ..
فيه صوت داخلها يمنعها ...
والظاهر هذي هي بداية الحواجز بين الإثنين ..
تكلم زياد وسط ضحكاته :: ندى لايسمعك مشاري ويفضحنا ..!
ضحكت ندى :: ماعليك منه عارف هالكلام قبل لاأقوله ..
انتبه زياد لنظرات عذا في هاللحظة واللي كانت مركزة عليه ..
ولما انتبهت عذا نزلت عينها على طول للأرض ...
وابتسم زياد غصب عنه .. والله مشتاق لها ... :: يعني وانا مافيه كيف الحال ؟؟؟
رفعت عينها عذا وانتبهت لسحر اللي تطالعها ,,
مايخفى عليكم ان سحر ودها لو تقوم وتطلع وتمنع هالمهزلة لاتصير قدام عيونها ...
لكنها ما قدرت تطلع وتتركهم بروحهم أبدا ...
معليش تتسمم من كلامهم ونظراتهم لكن ما يصير شي ثاني من وراها ..
انتبهت لعذا اللي قالت :: أنا جيت أسلم عليك وانا عارفة عن حالك وانك بخير ...!!
واشتدت اعصاب زياد من هالكلام ؟؟
الحين هالبنت ليه تعيش التناقض ؟؟
مو كانت معي يوم كنت تعبان وكل يوم احس بوجودها وبشوقها ؟؟
طيب ليه الحين جايه تناقض نفسها ؟
انتبه لها زياد وهي تمسح دموعها بظهر كفها وهي لازالت محافظة على ابتسامتها ..
كان بيتكلم لكنها سبقته :: اللي شفتك عليه اول ما دخلت كفيل انه يقول لي عن حالك ؟؟
تنهد زياد بتعب وغمض عينه بإنقطاع أمل ؟؟؟؟؟؟؟
الحين كيف بيتفاهم معها ؟؟؟
فتح عينه وطالعها :: عـــــــــــذا ..!!
قاطعته وهي تحاول تبتسم لكن فمها متقوس بالحزن والعبرة ودموعها تلمع داخل عيونها ..:: ماله داعي تبرر وتفسر ... سحر اهم مني انها تروح معك لسفرك ...
عارف ليش ؟؟ لأنها أكثر نفع وفايدة مني ؟؟؟؟ وإلا قل لي انا وش بسوي لك ؟؟؟
عقد زياد حواجبه في غضب من كلامها ::: عذا وش هالكلام ؟؟
كانت سحر بتتكلم :: لوسـ ـ ....
وقاطعتهم عذا لكن هالمرة وهي تصيح وتشهق من الصياح لأنها ماتحملت الفكرة :: مو محتاجة احد يكذب علي لأني اصدق اذاني اكثر من كلامكم ؟؟؟
والتفتت لزياد :: وانت ....!! إذا انا ماعرفت عن سفرك الا تو ؟؟؟ تبي تفهمني اني اهم منها عندك ؟؟؟؟ خسارة زياد
وسكرت فمها تمنع شهقة قوية تطلع ...
تقربت منها ندى بتفهمها وحطت يدها على كتفها لكن عذا نزلتها بقوة وطالعتهم :: انا مو محتاجة شفقة من احد ؟؟ ولا ابغى اكسر خاطر احد بعد اليوم ... وانت يا زياد انا بعيش بك والا بدونك عادي ؟؟؟؟ المهم انت ترتاح مع اللي تحبهم ويريحونك ... وندى بعد ترتاح ...
كان بيقاطعها لكنها كملت :: لاتحاول تبرر والا تعتذر ... سحر أهم مني زياد وهذا شي انت اعترفت به ..
صرخ عليها :: انتي مجنونة ...
طالعته بعيون يغشاها الضباب :: مجنونة لأني فكرت احبك وارجع لك مثل قبل ...!!
وكيف بيتحمل زياد هالكلام وهالدموع وهو منسدح لاحول له ولا قوة ...
يموت ولا يشوفها تصيح قدامه وبسببه وهو مايقدر يطوقها بيديه ويمسح دمعتها ...
كانت قريبة منه نوعا ما ..
يعني لو تلحلح من مكانه شوي ممكن يوصل يدها المتسندة بها على السرير كداعم لوقفتها المهزوزة ..
وفي لحظة نسى زياد كل شي قدامه عداها ...
مايهمه سحر او ندى او حتى جرحه ومرضه ...!!
حاول يتحرك من مكانه ...
وحارب الألم اللي يحس به في أعلى رجله المجبرة ....
والألم اللي يقطع أوردة كتفه وصدره وعظام ضلوعه كله علشان يمسك يدها ويفهمها انه يبيها تجي قريب منه ...
لكن الصدمة هي انها ابتعدت عنه اكثر ويدها على فمها تمنع شهقاتها لاتطلع ...
ابتعدت وعرف انها متوجهة للباب فناداها :: عذا لاتروحين ...!!
كانت بتطلع لكن وقفها صوت تألمه ...
التفتت عليه وشافت يده على رجله وعيونه متسكرة من التعب وكأنه كان يحاول ينزل من على السرير ...
كانت بتتقدم لكن لا ... ما تبي تضعف ...
وبعدين هذي سحر اللي فضل سفرها معه علي واقفة جنبه وتحاول تساعده يرجع لوضعه الطبيعي ..
قلب عذا الرقيق ما تحمل انها تشوف الغالي يتألم وهي ما تتطمن عليه ...
ولما شافته اعتدل في سريره تقدمت له وهي لازالت تصيح ..
وهو كان رافع راسه على المخده ويده على قلبه ويتنفس بسرعة ...
مسكت يده وفتح عيونه بسرعة لأنه عارف لمستها الناعمة اللي تريح قلبه ...
ابتسمت له وهي تصيح انهار :: يكفي تتعب نفسك اكثر ... ويكفي تحمل قلبك هموم اكثر ... هذي انا عذا و بريحك من همي ... وعيش باقي حياتك زياد ...
ضغط على يدها وهو يحاول يبتسم بحب :: انتي لازم تكونين معي علشانـ ـ ـ
وحطت يدها على فمه وهي تشهق وبهمس قربت فمها لأذنها :: لاتتهور وتقول كلام قدامها تندم عليه بعدين ... انا ببتعد وما ارضى ابتعادي يروح هباء ... على الأقل استفيد انها تكون معك وتضمن انت حياتك وحياة اختك ....
كلماتها صدمته والجمت لسانه ...
""" ببتعد """ ؟؟؟؟
طالعها ::: وبأي حق تقررين ؟؟
كان وجهها مقابل وجهه ... وماهمها أحد موجود في الغرفة لأنها خلاص هالمرة هي النهاية بينها وبين زياد وتبي تنهي كل شي وهي مرتاحة ومطفية شوقها :: الحق اللي خلاك تقرر كل اللي صار بيننا ... يعطيني الحق اقرر ابتعد ...
رفعت يده وحبتها بهدوء ...
اما هو فكانت ضربات قلبه تزيد خايف من كلامها ؟؟؟؟؟
وشلون تبي تبتعد عني وانا اللي ابيها ومحتاجها ؟؟؟؟
ليه ماتبي تفهم ان زياد مثل حبات الرمل اللي تنثرها الريح لو هي ابتعدت عنه ؟؟؟؟
زياد عاش يحبها من يومه صغير ؟؟
وشلون يوم كبر وتعلقت روحه فيها تجي وتقول له " ببتعد " ...
وبعيون مترجية وصوت متوسل :: عذا لا تعذبيني وانا تعبان ...!!
وكلماته ضربت الصميم في قلبها ....
زيـــــــــــــــــاد .. تعبان وهي تعذبه زود ؟؟؟
ياربي كيف قلبها الضعيف الرقيق ناحيته يتحمل هالكلام الكبير والقوي اللي بيضل يعذبها طول عمرها ...
ومن وسط دموعها :: انت لاتعذب نفسك وتخدعها ... حياتك مع سحر أهم مني ...!! ووجودها في حياتك مهم لكم كلكم ... اما انا فلا ..
بيتكلم لكنها قاطعته :: انا سمعتك بأذني تقوله ...
بيقولها شي لكنها حطت يدها على فمه :: هالمرة قراري ماقيه رجعة ... لأني عذا الجديدة زياد ...!
و ماقدرت تكابر وصاحت ...
حطت يدها على فمها وراحت بخطوات سريعة طالعه من الباب ..
خلاص كل شي انتهى ...
وهاليوم وهالمكان بيشهدون نهاية عذا وزياد للأبد ...
وهالقرار اتخذته عذا بقوة واصرار ...
هي خلاص قررت تتغير وتصير عذا الجديدة ..
عذا القاسية اللي ماتهزها دموع وتوسلات ..
تبي تكون قوية علشان تعيش مرتاحة ومايهمها أحد ...
لكن للأسف عذا ..
قرارك جاء بوقت متأخر ...
بوقت المفروض ماتكونين فيه قاسية ...
بالعكس تكونين أرق مما كنت عليه .. لأن هالمرة مواجهتك مع زياد اللي يحبك بكل جوارحه وحواسه ..
للأسف عذا ما حانت الفرصة لك تقسين الا على القلب المعذب المرهق من المشاكل ومحتاج للراحة والسلام ..
قسى قلبك على زياد وهو طايح وتعبان ومحتاجك ....
ليتك من قبل قسيتي قلبك وتركتيه يلين الحين على اللي حياته صعبة بدونك ..
طلعت من المستشفى واصوات كثيرة تدور في رااسها ...
ولأول مرة تحس انها قوية بالفعل وانها بتنفذ قراراتها ... وبشدة ومن دون تراجع ...!!
.
.
.
اما هو فكان تنفسه مضطرب ونبضاته متسارعة ؟؟
مو متوقع الكلام اللي انقال له ابد ..
ماكان متخيل مجرد خيال انها بتقول له بها لإصرار خلاص حياتنا مع بعض لازم تنتهي ؟؟؟
كان يسمعها منها قبل لكن هالمرة غير ...
لأنه شاف لمعة البراءة والضعف في عيونها خفتت وحل مكانها لمعت إصرار وعزم ...
أنه خلاص ... هو من طريق وهي من طريق ...
وكيف بتتحمل يا زياد تعيش من دون عذا .. وانت جربت تعيش معها ...................!!
لو انك من البداية ماتزوجتها ووافقت على عرض عمك كان الوقع بيكون أخف على قلبك المسكين ..
لأنك في النهاية ما جالست عذا هالوقت كله ولا شفتها وعرفتها عن قرب ...
.
.
.
وسحر جالسة على الكرسي تراقبها عيون ندى ...
كان كل شي فيها صامت ... حتى قلبها ينخاف من صمته ...
كل اللي صار قدامها شي مخيف ومريع ..
تدري انه يحبها لكن مو بهالصورة اللي تخليه يتكلم ويتعامل معها بهالطريقة وقدام عيونها ...!!
ليتها طلعت وتركتهم كان اريح لنفسها وقلبها ...
لكن اذا فات الفوت ما ينفع الصوت ..
وكل شي شافته وكل شي سمعته ...
وعرفت ان عذا بتعذب زياد باقي حياته وماراح ترجع له ...
وهي بتكون مثل قطعة الأثاث أكثر من قبل ...
يعني لو كان زياد يتكلم معها قبل فترة ويآخذ ويعطي ...
فهذا لأن عذا لازالت على ذمته وهو لازال على أمل انها ترجع له ...
لكن الحين وبعد هالقرار والإنفصال ..
اكيد حالة زياد ما بتكون سارّة ...
وما بيرتاح طول عمره ... لأنها شايفه الحب ينضح من كل حواسه ...
تنهدت بتعب وارتفع بصرها له ...
وشافت يده على رجله بألم وعيونه متسكرة ...
" أكيد يفكر فيها وفي حاله معها " نوع من الكلام اللي كان يدور في راس سحر المسكينة ...!!
----------------------------------------------------------------------------------------
تنهدت امها وهي تشوفها متحمسة وترتب ملابسها في الشنطة الخاصة فيها ...
انتبهت سحر للعيون اللي تراقبها فالتفتت لها وشافتها سرحانة ..
........:: ايوه ... ومن تفكرين فيه ؟؟؟
انتبهت ام مشاري لبنتها فرفعت عينها لها وابتسمت ..
وتلت الإبتسامة تنهيدة :: أفكر وش بسوي اذا رحتوا ؟؟؟
تقدمت لها سحر بحب :: ما عليك يمه ... هذي ندى عندك وحولك واكيد ما بتتركك ..؟؟
ابتسمت ام مشاري :: ندى ما تقصر بس بعد انتي وجودك غير ...!
جلست سحر جنب امها وفي يدها قطعة من ملابسها ...
حاولت تبتسم بمرارة وأخيرا قدرت :: يمه انا لازم أروح ...!!
مسكت امها يدها :: عارفة حبيبتي وانا اصلا ابغاك تروحين ..
لفت سحر بوجهها لأمها :: سفرتي كلها مو علشاني ... ولكن علشان زياد .... ابي اثبت له اني وحده خسارة يضيعها من يده علشان بنت دلوعة ماتعرف شي في الدنيا .... وحده تصرفاتها انفعالية وعشوائية وماتقدر النتائج ...
ضغطت امها على يدها :: لاتقولين هالكلام قدام زياد يا سحر ...
ضحكت الأخيرة باستهزاء :: علشان يذبحني ...!!
قامت وهي تداري دمعتها عن امها ورجعت ترتب ملابسها بهدوء ....
والأكيد ان قلب الأم ما فيه مثله ...
مما يعني انه حس بحرقة قلب سحر والنار اللي شابه فيه ...
وقفت لها أمها وما حست سحر إلا بأمها واقفه وراها ...
التفتت لها وام مشاري لازالت تبتسم :: سحر ...!! اهم شي لاتنسين نفسك .. ترى هالسفرة كانت لك ... وزياد هو اللي قرروا يسفرونه معك .. يعني حج وقضاء حاجة ... لاتهتمين في غيرك وتهملين نفسك ...
ابتسمت سحر :: مادام راشد معنا ماظنتي بيسمح لي افوت ولا حتى موعد واحد ...
تنهدت ام مشاري وهي تلف بتطلع :: يا ويل حالي من راشد وبس ....!!
وطلعت ام مشاري تاركة وراها سحر غايصة في افكارها وتخطيطاتها ..
تنهدت سحر وهي أشبه ماتكون عارفة بمقصد امها من هالكلمة اللي قالتها ...
وعارفة وش تبي تقول ووش تبي توصل له ...؟؟؟؟
لكنها ما اهتمت ورجعت لدوامة تفكيرها اللي تذكرها بمشهد لقاء زياد بعذا في المستشفى لكنها تحاول تشغل نفسها عنه بترتيب ملابسها ...
وكانت تستعجل في الخلاص علشان يمديها وتلحق ترتب ملابس زياد ...!!
وفي خاطرها متوعده انها تعلم زياد من هي سحر ؟؟
ووش حقيقة مشاعرها ناحيته ..؟؟؟
ومن تكون بنت عمه .....!
---------------------------------------------------------------------------------------
اسبوع كامل مر من قومت زياد بالسلامة ...
والكل عرف بسالفة سفره لكندا علشان يكمل علاجه هناك ...
ام عبدالله ماكانت تقدر تخفي دموعها وقلقها على ولد اخوها ...
عقب اللي صار لأبو عبدالله ووفاته المفاجأة خلى قلبها يخاف من كل شي وخلاها تتوقع كل شي واي شي ....!!
فهمتها ندى ان زياد بيسافر هناك علشان يشوفون رجله اللي هشمت الرصاصة عظمها ...
مما يعني انهم بيضطرون يحطون له أسياخ حديد مكان العظم ....
وأكيد بيحتاج علاج طبيعي ...
ومن ضلعه المكسور وملفوف مؤقتا بالجاكيت الداعم لحد ما يجبر ....
وعلى هالأساس قرروا يسافرون لكندا ... زياد ومعه سحر ومصعب ولد عمه .......!
أما عذا فطول هالأسبوع وهي تحاول تعيش بوجهين ...
في النهار تمثل القوة والجبروت وانه ولا شي هامها وانفصالها عن زياد قررته بعد تفكير واقتناع ... وبمجرد ما يسدل الليل ستاره ... تظهر عذا الحقيقية ...
عذا اللي تتألم لأنها ماعاد سمعت صوت زياد عقب هذاك اليوم ولاعاد راحت تشوفه او تزوره ..
كل يوم تسقي مخدتها من نهر دموعها وتروي شوقها وعطشها لوجود زياد جنبها ...
ومن تتذكر كلامه لسحر وانه يبيها تكون معه ... تزيد حرقة قلبها على حالها ؟؟؟
وليه يصير لها كل هذا ليه ؟؟؟
خسرت ابوها وسندها ...
وهذا زياد بيروح منها بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن باقي بعد يا عذا ..!
.
.
.

بعد صلاة المغرب ...
نزلت عذا وفي يدها جوالها تحوس فيه ...
انتبهت لأمها اللي ماسكه أسامة وتتكلم معه ...
ابتسمت لهم ولاحظت سام اللي تنهد ورد لها الإبتسامة ...
التفتت ام عبدالله وشافت عذا واقفة على الدرج :: وانتي بتطلعين ؟؟؟
رفعت عذا حاجبها :: وين أروح ؟؟
تنهدت ام عبدالله :: يعني تستغبين ؟؟؟ ما بتسلمين على زياد قبل لايسافر ؟؟؟
وبصرامة وجزم ردت :: لا ............
طالعتها امها بتوسل لكن عذا لفت بوجهها عنها ومشت تاركتهم وقلبها يتقطع ،، وكأنها عرفت ان امها تقنع اسامة يطلع يسلم عليه ... وهي عارفة اخوها طالع مع امه برغبته لأنه مهما كان زياد ما يهون عليهم وهو بحسبة اخوهم ...
كانت عارفة بجيته لأمها اليوم وانه بيسلم عليها علشان تتطمن عليه ...
اليوم طلع من المستشفى وعلى طول بيسافر يعني ماراح يقعد في الرياض ..
وتقريبا رحلته بعد ساعتين من الآن ...
وعلى هالأساس هي نزلت من غرفتها وراحت للصالة ..
عارفة انها ممكن تتهور وتفتح شباكها المطل على قسم الرجال وتشوفه ...
وهي ماتبي هالشي يصير مهما كان .. لأنها عارفة نفسها كل شي بتتحمله الا هالشي ...
ممكن تنهار بعدها ويجيها انهيار عصبي ...
لأن ساعتها بتعرف انها بتفارقه مدة الله اعلم بها ... واللي بتروح معه شي يخليها تتوتر ..!!
دخلت الصالة وشافت سارة وريم جالسين هناك ...
فانضمت لهم بهدوووووء ... وما حبت تتكلم وودها تنتهي هالدقايق بسرعة علشان تطلع غرفتها تفرغ اللي في قلبها قبل لاتتكلم ريم بشي يعور مشاعرها ..
.
.
.
كان متفشل ومستحي وهم ينزلونه من السيارة بصعوبة ...
العجز أحاسيسه مؤلمة ...
وكيف بزياد اللي ماتعود انه يحس بها لأنه رجل بكل ماتحمله هالكلمة من معنى ..
اما الحين فهذا هو مشاري ومعه عبدالله يساعدونه ينزل من السيارة وهو على الكرسي المتحرك علشان يسلم على عمته ويودع الجميع ...!!
ومن شافته ام عبدالله ماقدرت ماتصيح وتنزل دموعها ...
تقربت منه أكثر بعد ما طلع مشاري وقال انه بينتظرهم في السيارة ...
و بصعوبة حظنت وجهه وحبته على جبهته :: الحمدلله على السلامة يا قلبي ..
ابتسم زياد :: الله يسلمك يا عمه ..
واجهته ام عبدالله وهي تحاول تمسك دموعها :: كيف حالك الحين يمه .. ووش تحس فيه ؟؟
هز زياد راسه برضا :: أنا بنعمة يا عمه ... والنعمة الكبيرة انك تشوفيني قدامك الحين واكلمك ..
ابتسمت ام عبدالله :: الله يقومك بالسلامة يا زياد قول آمين ..
رد هالمرة عبدالله:: آمين إن شاء الله .. ويرجع لنا زياد اللي نعرفه واحسن بعد ..
ونزل عبدالله يده وضغط بها على كتف زياد ..
ورفع الأخير راسه وهو الألم يحاصره من جميع الجهات ..
ألم نفسي وألم عضوي ...
نفسي من عمته وعائلتها اللي غمروه بحبهم وطيبتهم وهو اللي قابلها بخيانة بنتهم وتدميرها ...
وألم عضوي من الحرارة اللي يحس بها في صدره ورجله من الحركة الكثيرة اللي قام بهاا ليوم ..
تفاجأ لما شاف اسامة يبتسم له وتقدم منه وسلم عليه :: ترجع بالسلامة إن شاء الله ...!!
ابتسم له زياد :: الله يسلمك ...
حس اسامة بتأنيب الضمير فنزل عينه للأرض وعلى وجهه شبح ابتسامة حياء:: اعذرني زياد لأني مازرتك في المستشفى ....!
ابتسم له زياد بضحكة خفيفة :: بس حاس بوجودك معي وانا مو في وعيي ؟؟؟
رفع اسامة حاجبه في تعجب :: يا نصاااااااااااب ... انت تسمعنا و احنا ميتين خوف عليك ... طيب يا اخي كان قلت لنا شي عطيتنا اشارة علشان نرتاح ...
تنهد زياد :: لو عطيتكم اشارة كان ماعاد شفتكم .. مثل ماسويتوا يوم وعيت ..
هز اسامة راسه بأسف :: اعذرني زياد ....!
شد عبدالله على كتف زياد :: ماعليك يا ولد الخال ... شدة وتزول إن شاء الله ..
وفهم زياد كلام عبدالله فـ ابتسم وسكت ...
لكن عيونه كانت تدورها ..
وقلبه ينتظر طلعتها ...
محتاجها في هاللحظة تطلع له ويشوفها ....
على الأقل تتمنى له السلامة ...
على الأقل تكذب عليه وتقول له بشتاق لك ..
مثل ماهو الحين يحس ان قلبه بيتقطع ألم وشوق لأنه بيقارقها ؟؟
حقيقي فترة طويلة كانت هي بعيدة عنه ... لكنه على الأقل يحس بوجودها وانه هو واياها في نفس الديرة والمكان ...
لكن الحين هو بيبتعد وما يدري متى بيدوم ابتعاده ..
وفوق هذا سحر معه وجنبه ..
يعني ضغط وتوتر ماله حدود ......!!
انتبهت له ام عبدالله وهي عارفة باللي في قلبه وحاسة فيه ....!
تقدرون تقولون لأنها هي حاسة بنفس مشاعر الشوق والوله لأبو عبدالله ...!!
لكن هي ارحم من وضع زياد ...
لأن فراقها من محمد ما كان بيدها وكان حكم رب العالمين ...!!
مات ابو عبدالله وهي عارفة انها اول وآخر وحده في حياته ...!!
لكن وضع زياد أقوى منها ...!!
لأنه مشتاق لعذا بس مايقدر يشوفها ... والمؤلم بعنف انها قريبة منه وحوله لكنها صاده عنه برغبتها ومصارحته بأنها ماعاد تبيه ...!!
وهذا هو الأصعب ....!!
حاولت ام عبدالله تغير الموضوع للأهم منه :: وش صار على قضيتك زياد ؟؟
رفع عينه لها وشافت ام عبدالله فيها الراحة والرضا :: عبدالعزيز مو مقصر مع المباحث ...!!
أسامة : هو اللي ماسك قضيتك ؟؟
هز زياد راسه :: ايه .. أصر انه يمسكها ويقول أنه بيأدبه لنا فأنا ما حبيت اكسر خاطره ..!
رفع عبدالله حاجبه مشكك :: متأكد انه يقوى على قضية مثل هذي ؟؟؟
ضحك زياد وعيونه تضيق من الألم :: لايسمعك تكفى وعقبها يكسر راسك انت ...
ضحك عبدالله :: ومن قال لك ما بقوله ... له شهر لو ما قبضوا عليه باعلمه الشغل السنع ..
تنهد زياد :: لاتخاف لو سمحت الظروف فهم بيقبضون عليه في اسبوع ...!!
ابتسمت ام عبدالله :: الحمدلله انك شاك في أحد علشان يمدينا نآخذ حقك منه ..
ابتسم لها زياد وهو يتنهد :: انا متكل على الله ثم عليكم ... وروه الشغل السنع وعلموه ان زياد لحمه مر ...
ضحك عبدالله :: ابشر .. انت بس عطني الضوء الأخضر ..
ضحك اسامة :: الظاهر بتعطيه الضوء البنفسجي على هالضحكة ..!
انتبه عبدالله لرنة جواله وكان مشاري ...
التفت لزياد :: يالله الظاهر تأخرنا عليهم برا ...!!
ابتسم زياد في وجه عمته :: يالله عاد نشوفكم على خير وادعوا لي ...
ورفع راسه لعبدالله :: يالله ساعدني اطلع ؟؟
تقدمت منه ام عبدالله وحبته تودعه وقال لها :: حلليني ياعمه ولاتشيلين في خاطرك علي .. " وحب يدها بألم "
هزت ام عبدالله راسها وهي تعض على شفتها السفيه :: انا ما اشيل عليك يا روح عمتك ..
تقدم اسامة مع عبدالله بيساعدونه يطلع ..
تنهد عبدالله وغصب عنه حضنه :: ثق يا زياد اننا معك وندعي لك ..
وابتعد عنه شوي يواجهه :: ولو حصلت لي فرصة بجي اناوب عن مصعب ..
ابتسم له زياد:: لاتضغط على نفسك وأهلك في حاجتك أكثر مني .. لكن اللي ابيه منكم انكم تعذروني وتسامحوني ..
سكتوا كلهم ونزل عينه للأرض يتنهد :: واطلبوا من عذا تعذرني ..
مسكته عمته مع يده :: عذا قلبها كبير ومسامحتك وهالشي انا واثقة منه بس انت لاتشيل هم ....!! وما تدري يمكن اذا رجعت يصير شي ثاني ..
ابتسم بألم :: اتمنى والله ...
وبهمس قالت له :: كنت بغصبها تطلع وتسلم عليك ... لكني ابيها تجي بنفسها وتستقبلك وانت راجع بالسلامة .....!!
ابتسم وبعدها حرك يده اليمين في جيبه وطلع محفظته وبحركة صعبة قدر يطلع بطاقة صراف من الجيب ورفعها لعمته :: طيب يا عمة .... هذي عطيها عذا لأني مادري عن ظروف علاجي هناك وهل بتأخر والا لا ... فهذي فيها مصروف عذا لأطول فترة ممكنه ....!!
عصب اسامة منه ورجع يده :: ماهقيتها منك يا زياد واحنا وين رحنا ....
ابتسم زياد :: مو قصدي الإهانة اسامة .. لكن معليش انا برتاح اكثر لو عذا خذتها وحسستوني انها لازالت زوجتي وانا مسؤول عنها ...
ابتسمت له ام عبدالله وماودها تضيق صدره وخذت منه البطاقة .:: ابشر بوصلها لها ..
ابتسم زياد للجميع في وداع وساعده بعدها عبدالله واسامة علشان ينزلونه ويركبونه السيارة ...
ويسافر في رحلة علاجه اللي مايدرون متى بتنتهي ووش بيصير على زياد بعدها ....؟
.
.
.
..........:: انتي وحده بدون مشـــــــــــاعر أو تفكير .. وحده همجية غبيه وتفكيرها تفكير اطفال ومعاقين ....!!
كلماتها قوية وعنيفة هزت ريم واشعلت الغضب في عيونها ...
وبصوت عالي :: سارة انتبهي لكلامك ولا تضطريني اغلط عليك ..!
ضحكت سارة باستهزاء :: ليه للحين يعني انتي ماغلطتي ؟؟؟؟؟؟؟؟
تقدمت عذا وهي تحاول تمسك سارة :: خلاص سارونة اتركيها لايجي عبدالله ؟؟
التفتت سارة لأختها :: لا خليه يجي واعلمه عن سواياها الغبية .. خليه يعرف من هي ريم اللي ذابحنا فيها وما يشوف الا هي ؟؟
صرخت عليها ريم بضحكة تقهر :: ليه ؟؟ لايكون غايرة مني ؟؟؟
عضت سارة على شفايفها بقهر وعذا ماسكة يدها ...
عذا : خلاص سارة اكسري الشر لاتجي امي وتتضايق ..
تنهدت سارة :: استغفر الله العظيم ... وانتي اسمعيني ... والله لو مو علشان امي وعبدالله والا كان علمتك من تكونين ؟؟؟؟؟؟
رفعت حاجبها :: انا عارفة من اكون ؟؟؟؟
ابتسمت سارة تتهزأ :: صح عليك ... انتي اكبر طفلة شوارع غبية على وجه البسيطة ...!!
....................................:: ســـــــــــــــــــــــــــــــارة ....!!
انتفضت عظامها لما سمعت صوته .....!!
بلعت ريقها بصعوبة وخوف ...
مو قصدها تغلط على زوجته لكن هي اللي بدت بالشر ...
التفتت للباب وشافت امها وعبدالله واقفين عند الباب ..
لفت بعينها وراحت تطالع عذا ..
أما الأخيرة فحاولت قد ماتقدر انها تنقذ الموقف .... لكن محاولتها باءت بالفشل لأن اصلا فمها ما رضى ينفتح بأي حرف ..!
وريم طبعا استغلت ضعف الثنتين والتفتت لعبدالله بحاجب مرفوع وملامح مقهورة :: شفت ...!! وسمعت اخيرا ... علشان اذا قلت لك تصدقني وماتقول اني اكذب ..
طالعها عبدالله بنظرة تسكتها :: انتهينا ريم ..
هزت راسها بعنف :: لا ما انتهينا ... واللي سوته اختك شي ماينتهي لأن الوقاحة في عروقها وانا ماارضى على نفسي اني اسمع سخافاتها ...
صرخت سارة :: انا السخيفة والا انتي ؟؟؟
تقدمت ام عبدالله ومسكت سارة من كتفها :: خلاص ...
التفتت سارة لأمها ودموع القهر في عيونها :: لا مو خلاص خليها تسمع حقيقتها وخلي عبدالله يعرف وش تسوي ؟؟
كان عبدالله واقف بعيون مفتوحة والقلق والحيرة يشعون منها ؟؟
وش اللي صاير ومخلي الوضع بهالكهرب ..؟
انتبه لسارة اللي طالعته بنظرات غضب :: اسمعني يا عبدالله .. ترى إذا ريم ماتساعد امي في الشغل ومن تقوم لحد ما تنوم وهي تأكل وتشرب من دون أي مجهود فهذا معليش نتغاضى عنه ونقول حرام ماتعودت على شغل البيت ؟؟
قاطعتها ريم بحاجب مرفوع :: وهذا هو الواقع .. اني ما اعرف شغل البيت ..
طالعتها سارة بنظرة قهر لكنها كملت :: وانها ترمي حكي علي و على حركاتي وتصرفاتي وتغلط علي وانا اسكت علشانك وعلشان امي فهذا من كرم اخلاقي اللي هي ما تعرف لها طريق ....
وإذا هي تغلط على لمياء وتنغزها بالحكي ولمياء ساكتة فهذا لأن لمياء ما تتحسس بسرعة وعارفة ان كل شي قسمة رب العالمين .. وهذا كله يصير يا عبدالله وساكتين عنه علشانك انت وبس ومو علشانها هي .....!
قاطعها عبدالله بنظرة غضب وعيونه تقدح شرر موجه لريم ولكل الموجودين بالغرفة ..:: وين تبين توصلين له سارة ؟؟؟
مسكتها امها بعنف شديد :: خلاص يا سارة اسكتي ... اللي يصير شي عادي وريم وانتم مثل الأخوات ؟؟؟
التفتت سارة لأمها :: لا مو اخوات ؟؟ لأن الأخوات ما يسوون شي يقهر بعض .. ما يتصلون على سحر ويقولون لها (( انتبهي لزيــــــــــاد ... وانتبهي لنفسك ترى انتم مالكم الا بعض وزياد ماله الا انتي بعد والديه )) ... ماينغزون بالكلام في الطالعة والنازلة ..!!مايسوون اشياء ويتقصدونها علشان بس عذا تنقهر ..
كف ساخن سكت سارة عن الكلام وخلاها تلتفت لمصدره بغضب وألم وهي ماتوقعت اصلا مكانه ؟؟
كانت عذا واقفة قدامها وصدرها يرتفع وينزل بتنفس سريع ومتوتر ...
كانت ماسكة يدها بألم وهي ماتوقعت انها في يوم بتضرب سارة ابداً ..
لكن هالمرة خلاص لازم تسوي شي يوقف هالمهزلة عند حدها ؟؟؟؟
ماتبي عبدالله يزعل من ريم او يتضارب معها أو حتى يشيل في خاطره عليها وهي تشوف وش كثر هو يحبها وما يقدر في يوم يتخلى عنها ...
وهالمشاعر هي حاسة فيها وصعبة تخلي اخوها بعد يجربها ...
يكفي اللي يوصل عبدالله واللي يصير وهي السبب فيه ..؟؟
مو هي السبب في اللي حصل بينه وبين زياد ... وبعدين ما صدقت خبر انهم إن شاء الله رجعوا لبعض مثل ماكانوا ؟؟؟
مو يكفي انها السبب في اللي يسويه اسامة ضد زياد ؟؟؟؟؟؟
بعد الحين بتصير السبب في اللي ممكن يصير بين عبدالله وريم ؟؟؟
وحتى لو كانت كل تصرفات ريم لعينة ومو بس على عذا بروحها ..
ولكن ما ثارت سارة وقالت كل شي الا علشان عذا لما اتصلت ريم على سحر عندها وراحت تقول لها كلام ماله داعي ,,
انتبهت لسارة اللي كانت تطالعها بنظرات لوم وعتاب وانه " كيف تضربيني قدامها ؟؟ وأصلا ليه تسوين كذا ؟؟؟ "
لكن عذا ماقدرت ترد لأنها اصلا ماتدري وشلون تشجعت وسوت هالفعل ...
طالعت سارة الموجودين كلهم ...
ومشت وتركتهم وراها وهي تداري دمعة الضعف عنهم ؟؟؟
ماتوقعت اللي صار أبدا ...
اما عذا فرمت نفسها على الكنب متفاجأة من نفسها ومن اللي سوته ؟؟؟
هي اللي عمرها مارفعت صوتها ؟؟؟ هالمرة تضرب سارة ؟؟
لكن معها حق وهذا يكفيها ..؟؟
رفعت عينها وشافت امها مو موجودة ؟؟؟ اكيد راحت لسارة ؟
لكنها شافت عبدالله لازال واقف مكانه وعينه عليها ...
وريم جنبه ومنزله راسها ؟؟؟؟؟؟
تنهدت بعمق وغصب عنها صاحت ...
غطت وجهها بيديها وراحت تصيح بشراهة ...!!
كل شي مجتمع عليها هالمرة ...
ضربت سارة ..
وزياد سافر من دون لاتشوفه ...!!
وهي تعبت من تمثيل اللامبالاة ...!
كانت تصيح بصوت يقطع القلب ...
لكنها حست بوجوده جنبها ويديه على كتوفها ...
رمت نفسها على صدره وراحت تصيح بشراهة أكثر ..
مسح عبدالله راسها :: خلاص عاد اهدي وانا بحل الإشكال بينكم ...
ووسط شهقاتها :: انا ماكان قصدي والله ...!!
ابتسم عبدالله وهو يحاول يقومها :: عارف انه مو قصدك ...
حاول يمسح دموعها وريم لازالت تطالعهم ...
انتبهت عذا له وراحت هي تساعده تمسح دموعها ...
وبسرعة قالت له وهي تحس انها فرصتها :: عبدالله لاتصدق سارة تراها تحب تبالغ .. وانت تعرفها ...
سكتت شوي وشافته يطالعها من دون لايتكلم ..
فحبت تضغط عليه ومسكت يده :: عبدالله يعني والله انا ما ازعل من ريم ولا اتضايق لأني عارفة انه مو قصدها وبعدين هذي بنت خالتها يعني عادي لو كلمتها ما نقدر نقطعها منها !!
ابتسم عبدالله وهو يحاول يهز راسه انه مقتنع بكلامها وراضي ..
لكن عذا ما اقتنعت وحست انه يكذب عليها :: عبدالله ترى والله ريم طيبة وما تبي تسوي مشاكل لكن سارة الشريرة هي اللي فهمتها غلط ..
ضحك :: طيب خلاص مصدقك بس انتي هدي شوي ..
كملت وهي لازالت تحس انه يخدعها :: عبدالله لو سويت لريم شي او صار بينكم شي ترى بيكون لي تصرف ثاني مع سارة . , و و و و .... مع نفسي ...!!
ونزلت عينها عن عينه ...
لكن هو رفع راسها وملامحه جامدة ::: ماعليك عذا انا اعرف احل مشاكلي انتي لاتشيلين هم ؟؟
وصاحت غصب عنها :: بس ماابي شي يضرك انت وريم ...
تنهد عبدالله ورفع عينه لريم اللي كانت واقفة مكانها وابعدت عينها عنهم اول ماشافته يطالعها ...
رجع نظره لعذا :: يصير خير ...
تنهد وقام من مكانه تتبعه نظرات عذا الندمانة ...
وبسرعة لحقته ريم ....
ومن شافتهم عذا تمنت لهم الخير ....
والحين وش بيصالحها مع سارة ؟؟؟
-----------------------------------------------------------------------------------
صعد الدور الثاني وهو ساكت وما يتكلم ..
قد مايقدر يحاول يمسك اعصابه علشان ما يتهور ..
هو وعد عذا ان كل شي بينحل بالتفاهم ...
وصل لغرفته واعصابه مشدودة ... رمى نفسه على الكرسي بتعب وعقد يديه على صدره ..
يدري انها وراه والحين بتوصل للغرفة .. وهو دوره الحين انه يوقف هالمهزلة اللي كان يحس فيها من قبل لكنه ساكت برغبته ويحاول ان ريم تفهم غلطها من نفسها ومن نظراته وتلميحاته وبس ...!!
لكن الظاهر كان غلطان وكان لازم يوقف ريم عند حدها علشان ما يستفحل الموضوع ويصير هالشي اللي صار ..!
دخلت هاللحظة ريم عليه وهي تحاول ماتحط عينها في عينه ...
سكرت الباب من وراها وتقدمت للسرير بعيد عنه شوي وجلست عليه ...
حاسه بغلطها لكنها تكابر ...
وبعد فترة صمت ...
بدأ عبدالله الكلام :: عاجبك اللي صار ؟؟؟؟
انتظرها ترد لكنها كانت ساكتة ....
انتظرها اطول مدة وبعد ماردت ...
فقال :: يعني عاجبك ؟؟؟؟
تنهدت ورفعت عينها له :: انا ماكان قصدي ؟؟
ابتسم باستهزاء :: انا عبدالله مو عذا تلعبين عليها ؟؟؟
بلعت ريقها :: يعني تشك اني اقصد اقهر اخواتك ؟؟؟
هز كتوفه بلامبالاة :: مادري عنك .. لأنك صرتي غريبة وما افهمك ؟؟؟ يعني ماعدتي ريم اللي اعرفها ...!
طالعته بعيون مفتوحة :: ليه وش صار مني خلاك تقول هالكلام ؟؟؟
ابتسم بقهر :: واللي صار تحت عاجبك ؟؟
كانت تلعب في اصابعها وما ردت عليه ...؟
اما هو فكمل عنها :: والا هذا هو اللي كنت تبغينه ؟؟؟
تنفست بعمق :: انت ليه تظن فيني ظن السوء ؟؟
رفع حاجبه وهو يطالعها :: انا ؟؟؟؟؟؟
نزلت دموعها من المفاجأة :: اصلا انت ما تحبني قد ما تهتم لأهلك وتحبهم ....! من قبل كنت احسن بكثير من الحين ... يعني اول ايام زواجنا وايام الخطوبة كنت رائع ياعبدالله .. لكن من رجعنا من كندا وصرت قريب لأهلك وانت ماعدت عبدالله اللي اعرفه ؟؟؟؟
تنفس بأريحية :: لا أنا نفسه عبدالله ماتغير .. لكن انتي اللي تغيرتي .. انا عطيتك كل مشاعري واحاسيسي كزوج ورجل ... مع اني اشوفك تسيئين لأخواتي وما تهتمين لأمي ومع ذلك كنت اقول انك بتتغيرين ؟؟؟ لكن للأسف ماتبدل فيك شي ..
قاطعته :: وعلى هالأوهام انت تغيرت علي ؟؟
حس انه لازم يروح جنبها ويتفاهمون ...
بلغ السيل الزبى ولازم كل شي يوقف عند حد وينتهي ..
فز من مكانه وراح لها يجلس على طرف السرير جنبها وقريب منها ...
ومن استقر في مكانه سمع شهقة وحيدة طلعت منها ولما التفت لاحظها تصيح ...
وقلب عبدالله مايتحمل الدموع .....!!
مسك يدها وغصبها ترفع عينها وتواجهه ...
ومن طالعته استرسل :: ريم .... انتم كلكم اهلي فلا تعزلين نفسك عنهم وتقولين أهلك وانا ...!!
حاولت تمسك دمعتها :: لكني اشوفك تفضل اخواتك اكثر ..
سكت شوي وهو يطالعها مبتسم وعقب كمل :: لأني اشوفك تتمادين معهم وتغلطين عليهم وهم ساكتين ... مايردون عليك إكراما لي ولك ... لكن انتي ماعملتي لي حساب واحترمتيهم من احترامي ..
قاطعته :: قصدك اني ما احبك ولا احترمك ؟؟؟
ولازال مبتسم بهدوء مصطنع افتعله علشان يبتعد عن المشاكل:: واللي صار تحت وش تسمينه ؟؟
سكتت وهي ماتدري وش ترد ..
فضغط عبدالله على يده :: ادري ان كلام سارة قوي وهذا طبعها بس تراها ماتقوله لأحد الا وهو أكيد غلطان عليها بشي أو ماس لها طرف .... وانتي ياريم اكيد صدر منك شي او اشياء تراكمت في نفس سارة واضطرت الاتقولها ...!!
بعد ريم كانت ساكتة ...
تنهد عبدالله وضغط على يدها :: ريم .... انا ما ابي هالشي يتكرر مرة ثانية ولا ابغاه يصير ... ابي نكون عائلة وحده .. امي هي امك واخواتي هم اخواتك ... علشان انا ما اتعب ولا اعيش في تناقض وعذاب ...؟؟؟ يعني ترضينها لعبدالله يحتار وما يعرف وش الصح ؟؟؟
هزت راسها بالنفي وهي تحاول تبتسم ...
فابتسم هو لها وتقدم يحبها على جبهتها :: خلاص اجل .... من اليوم عيشي على انك وحده من هالبيت مو على انك تنتظرين الطلعة منه ...!! واعتبري اهلي واخواتي هم اهلك ... لأني ما ابي شي ثاني أكبر من اللي صار يصير ويجبرني على شي انا ما ابغاه ...
رفعت عينها له :: انا اعتبرهم اللي قلت ..
هز راسه :: ابي الفعل مو الكلام ... واللي صار اليوم انا بحله بينكم لكن رجاء لاتعيدونه ...
ابتسمت له برضا ..:: كم عندنا من عبدالله ..؟؟؟
ضحك عليها وقام من مكانه متوجه للباب بيطلع ...
اما هي فتنهدت وعينها على ظهر عبدالله ..
وفي لحظة كأن كلام سحر لها يوم زواجها يرن في اذنها ...!!
قالت لها ( لا تخلطين الأمور ولا تربطين اللي صار لي بأهل زوجك وعبدالله .. هذي حياتك وهي مستقلة عن حياتي ...) لكن الغبية ريم ماعرفت وشلون تصرف أمورها ..
كانت تحس انهم كلهم السبب في اللي صار لبنت خالتها وفي عذابها وتعبها ..
لأنها كانت تشوف وتعرف وش كثر سحر تحب زياد لكن الأخير فضل عليها عذا الدلوعة وتزوجها .......!!
ومن دون حكمة وتبصر .. حقدت على الجميع وحست انهم هم المسؤولين عن اللي صار ...
واعتقدت انها بهالأفعال بتكره عذا في زياد وتحسسها انه يحب سحر اكثر ..
فبالتالي بتطلب الطلاق وزياد بيكون لسحر ...
وبكذا تكون اسعدت بنت خالتها .... لكن على حساب غيرها ....
وهذا الشي اللي مايرضاه رب العالمين ...
ولاترضاها النفس البشرية الكريمة البعيدة تماما عن الأنانية والبشاعة ...
عيونها كانت معلقة في خيال عبدالله اللي طلع ...
الحين بس اكتشفت وش كثر كان متحملها مما يعني انه رجل في زمن قلوا فيه الرجال ...
تحملها وتحمل تنكيدها على اهله في محاولة منه انها تنتبه لنفسها وللي تسويه وتتركه ..
ومن كرم اخلاقه انه صبر عليها وما تهور واتخذ قراره ...
وابتسامة حب وشكر انرسمت على محيا ريم بمجرد ما خطرت على بالها صورة عبدالله ...
-----------------------------------------------------------------------------------

اليوم الثاني بعد المغرب ...
كانوا كلهم مجتمعين في الصالة ...
واللي قدر عليه عبدالله هو انه يصلح بين عذا وريم ...
مع ان عذا اكدت له انها ماشالت في خاطرها لكن مع ذلك عبدالله آثر انه يصلح بينهم وتتصافى النفوس ويعيشون في سلام ...!
دخلت عليهم سارة بملامح جامدة وبرود غريب ...
طلت براسها على الجلوس ووجهت نظرها لعبدالله :: عبدالله ترى خالد ولد عمي بيجي الحين ومعه أرنبين جدد .. خذهم منه بليز وطلعهم لبيتهم في السطح ..
رفع عبدالله حاجبه :: وانتي وين بتروحين ؟؟
هزت كتوفها وهي ما اتطالع الا في عبدالله :: مابروح مكان ..
ابتسم لها :: اجل انتي خذيهم مني وشوفيهم اذا عجبوك والا لا وعقب طلعيهم لبيتهم ..
تنهدت :: خلاص اذا وصلوا ناد علي ...
ومن دون لاتنتظر رده طلعت من الصالة وصعدت الدور الثاني ...
أما عذا فالتفتت لأمها وهي تداري دمعتها ...
من أمس وسارة ماتكلمها ولاتسولف معها ..
ومن تشوفها مقبلة على مكان قامت وتركته ..
انتبهت لأمها اللي قالت لها :: للحين ماتكلمتي معها ؟؟
التفت عليها :: هي مو راضية تكلمني ؟؟؟
ام عبدالله :: طيب اطلعي لها الحين وحاولي تتفاهمين معها ...!!؟؟
بلعت عذا ريقها :: ولو رفضت ؟؟؟
ابتسم عبدالله :: ناديني وانا اتفاهم معها ...!!
تنهدت ام عبدالله :: لا .. مااحد يدخل بينهم .. عذا هي اللي ضربت سارة وهي اللي لازم تحاول تعتذر منها ...!!
هزت عذا راسها في اسف وقامت من عندهم ..
والتفت عبدالله لريم وكأن عيونه تبي تفهمها ان لك يد في السالفة ومع ذلك امي ما تبي تجرحك ..!
نزلت ريم عينها في خجل من تصرفها ..
وكأنه الحين بس صحت من سباتها وعرفت الصح من الغلط ..؟؟
" ياليت عذا ضربت سارة من زمان ؟؟؟؟ " كان هذا هو اللي يدور في راسها ...!!
.
.
.
وعلى الدرج ..
تقابلت عذا مع اسامة الي كان شكله بيطلع ..
لكنها اكتفت بالإبتسام الحزين وكملت صعودها ...
وقفت لما حست بيده على معصمها والتفتت له ..
طالعها بحاجب مرفوع :: وش فيك لاسلام ولا كلام ؟؟
تنهدت :: اعصابي متوترة من اختك ؟؟؟
اعتدل في وقفته :: سارة ؟؟؟
هزت راسها بالإيجاب وعلى طول نزلت دمعتها ومسحتها بأصبعها ...
تنهد :: للحين ماتراضيتوا ؟؟
هزت راسها بالنفي :: أصلا مارضت تكلمني أمس ؟؟ وبالزود تلفظت علي ..
مسكها اسامة وطلع هو واياها الدرج ...
عارف ان عذا مو ناقصة اللي قاعد يصير ...؟؟؟؟
يكفي ابوه في البداية ..
وبعدين زياد ومشكلتها العويصة معه ..
والحين سارة ؟؟؟
وعذا ما تتحمل هالإنكسارات كلها ...!
وقف هو واياها على باب سارة ودقه بهدوء ..
وصلهم صوتها :: ميــن ؟؟
تنحنح اسامة وابتسم :: عمك سام ،،، افتحي ؟؟
دقيقة وانفتح الباب ... وطلت سارة براسها ..
ومن طاحت عينها على عذا رفعت حاجبها وعطتهم ظهرها ودخلت الغرفة ..
لحقوها سام وعذا ووقفوا في وسط الغرفة بينما سارة تمددت على السرير وفي يدها كتاب ..
تنهد سام والتفت لعذا وشافها منزلة عينها للأرض ..
تنهد وطالع سارة :: ترى اللي يصير مو حل أبداً ..؟
رفعت عينها له ومن بعدها توجهت نظرتها لعذا :: يعني اللي سوته هو الحل ؟؟؟
ابتسم اسامة :: الله اكبر عليك يالدلوعة ؟؟؟ كلها كف يعني مو شي كايد ؟؟
شهقت سارة ورمت اللي في يدها :: لا و الله ؟؟؟ تعال انا اعطيك مثل كفها وقدام عبدالله وريم وقل لي اذا هو كايد او لا ؟؟
ضحك وتقدم لها :: طيب لاتنفعلين ...
قاطعته :: الا بنفعل وابعصب بعد ...
تنفس بعمق :: طيب انتي عاجبك الوضع الحين ؟؟
هزت كتوفها :: عادي مايهمني ...!
طالعها بنظرة جامده :: بس امي يهمها ..
سكتت شوي وقالت :: امي مالها دخل بيننا ؟؟
طالعها متعجب وكلامها ما اعجبه :: وش قلتي ؟؟
تنهدت وهي تتعدل في الجلسة :: مو قصدي اللي قلته .. بس الغلط منها هي من البداية .. هي اللي خلتنا نسكت عن أغلاط ريم علشان عبدالله لحد ماتمادت وحنا ماعاد نتحملها ... ويوم ثرنا وانكشف كل شي صار اللي صار والحين بعد تبغانا نتراضى ؟؟؟
تكلمت عذا وهي تحاول تبتسم :: يعني انا مااستاهل انك ترضين ؟؟؟
سكتت سارة وماردت ...
ورد اسامة :: ردي على اختك ..؟؟
طالعته :: قل لها تسكت لأن صوتها بشع ..
ضحك سام :: انا عارف بس مضطرة تسمعينه هاليومين ..
طالعته عذا بغضب :: مسكين لأنك ماتسمع صوتك ..
التفت لها :: بس حرام عليك انا صوتي احلاكم كلكم ..
تخصرت له عذا :: قسم احس بالرحمة تجاهك ..؟؟؟
رفعت سارة حاجبها :: أرجوك يا العندليب ..
ضحك وطالعهم :: يالله عاد عطيتكم وجه.. وبعدين انا مو محتاج شهادة احد على صوتي
ضحكت سارة :: بس تعرف ان صوتك جميل جدا بصراحة ... يعني تعرف وش يشبه ..
مد يده يسكتها : عارف عارف ان محمد عبده متخرج من مدرسة الأصوات حقتي .. يعني مايحتاج تأكدين هالمعلومة ...
هزت راسها بالنفي :: غلط اخي الكريم .. انت ام كلثوم كانت تغار منك وتقول ما اطلع على المسرح الا واسامة ولد محمد مسكر اذانه علشان مايتطنز على صوتي ...
هز راسه :: عارف هالشي ومسكينة ماتت وانا ما حققت امنيتها ..
ضحكت عذا :: لالا بس والله لقيتها تعرف صوتك وش يشبه ؟؟
تنهد اسامة :: يالله لاتحرجوني رجاءً ..
ضحكت عذا :: لا والله من جد صوتك يشبه المسجل اللي فاضية بطاريته ...
وفي لحظة انفجروا كلهم من الضحك ...
وبعد دقائق من الهبال والضحك اللي تقريبا افتقدوه ..
تنفس اسامة بعمق وطالع في سارة :: يالله عاد ترى الدنيا ماتستاهل واللي صار مايسوى ... اكسروا الشر وفي النهاية انتم اخوات ..
تسندت سارة على السرير وطالعت في عذا :: انا برضى لكن بشرط ؟؟؟
طالعوها الإثنين ينتظرون شرطها ..
ولما شافتهم متحمسين ابتسمت لعذا :: ان عذا تآخذ البطاقة من امي وتصرف الفلوس اللي فيها ؟؟ وتدخل المعهد اللي قلت لها عنه علشان تقضي وقت فراغها وتبتعد عن الهواجيس والتفكير ...؟ لحد ما تبدا الدراسة السنة الجايه وتدخل الجامعة ..!
طالعتها عذا متفاجأة :: وانتي كيف عرفتي عن سالفة البطاقة ؟؟
ابتسمت :: صدق اني زعلانة وملتزمة غرفتي بس هذا لايعني اني ماازلت ملقوفة ؟؟
تنهدت عذا :: يمه منك ... بس معليش سارة انا ما اقدر اقبل بطاقة زياد ..
قامت سارة من مكانها بعصبية وضحك اسامة : يا ويلك منها قامت ..؟؟
ضحكت عذا وابتسمت سارة ..:: اسمعيني عذوه يالغبية .. انتي اقبليها ومو مهم تصرفين اللي فيها لكن ما ابي الغبية اللي مسافرة معه تعرف اننا ماعاد يهمنا زياد او انتي ماعاد بتصيرين زوجته ... يعني على الأقل خلينا نقهرها في سفرها مثل ماهي تقهرنا الحين ...
بلعت عذا ريقها لما رجعت لها الذكرى وانهم الحين مع بعض في شقتهم في كندا ...
بروحهم هي واياه ...
تداريه وتساعده في قومته ومشيته وحتى دخوله لدورة المياه ؟؟؟؟؟؟؟؟
غمضت عينها بتعب وهي خلاص قررت تنهي كل شي وتتحول لعذا اللبؤة الشرسة اللي ما تلدغ من جحرها مرتين ...
وابتسمت لسارة :: اقبل البطاقة وما اصرف منها شي ... لأن وقت الصرف بعده ما حان ...
وعطتهم ظهرها طالعة لغرفتها ...!!
هي بتسوي اللي قالته سارة وبتآخذ البطاقة لكن تعرف وش مصلحتها منها ..
فبتنتظر الوقت المناسب وتسوي كل شي ....
والله يجيب العواقب سليمة ...!!
----------------------------------------------------------------------------------------
وبعد ما يقارب العشرة أيام بالتمام ....!!
قررت عذا من الصباح تقوم بدري وتروح مع سام اخوها للمعهد اللي اتصلت عليهم واتفقت معهم انها تدرس فيه دورة كومبيوتر ...
منها تقضي وقتها المتعب وتتخلص من بقايا التفكير في زياد ووضعها ...
وتريح قلبها اللي ما ينشغل الا بأبوها اللي كلهم من دون استثناء ولهوا عليه واشتاقوا له ؟؟؟
الحين هي محتاجة له أكثر ..؟
محتاجة لحضنه وحبه وحنانه ؟؟؟
محتاجة لإبتسامته ويحسسها بالأمان وانه بيوقف جنبها ومحد بيقدر يوقف في وجهها والا يغصبها على شي ...!!
لكن يالله هذي هي ظروف الحياة ..
وإلا من كان يصدق ...
إن عذا اللي أجلت دراستها علشان زواجها من زياد وهذا كان في البداية ؟؟
وبعدين فوتت على نفسها الدراسة للفصل الثاني بسبب حملها ؟؟
أن كل شي بيضيع منها ...
زياد اللي قضت عمرها تنتظر ارتباطها فيه ...
والطفل اللي كان حلم حياتها تمارس الأمومة عليه ...
كانت تتمنى انها تكون عائلة تشبه عائلتهم ...
هي الأم الحنونة اللي تشابه امها ..
وزياد الأب الحنون اللي يحتوي عيالها ومشاكلهم بصدره الرحب ووجهه الباسم ...!!
لكن وش نسوي ..
دائما الأقدار ما تمشي على هوانا ..
ودائماً لازم نتنازل عن أشياء علشان نقدر نكمل باقي حياتنا مرتاحين ...!!!
وهذا هو الشي اللي قررت عذا تسويه ..
أنها تتنازل عن أشياء علشان تقدر ترتاح باقي حياتها ...
تعيش بعيدة عن المشاكل مثل ماتعودت من قبل ...
تعيش في سلام نفسي وروحي مع امها واخوانها ...!! وبس !
وهذي هي الصفحة تسكرت بنهاية تقول ..
إن عذا أصبحت عذا جديدة ...
عذا اللي بتنسى الدموع والألم ..
عذا صاحبة القلب القاسي اللي لايمكن يهزه شي بعد اليوم ...!!
عذا الجديدة اللي لايمكن احد كان يتوقع قرارها اللي قررت في النهاية تتخذه وعزمت على تنفيذه ...!!
والله يكون في عون الجميع ..!!
--------------------------------------------------------------------------------------
ومرت الأيام ...
يوم وراء يوم ..
وأسبوع يتلوه أسبوع ..
وخلصوا لحد الحين شهرين وأكثر من وفاة ابو عبدالله ...!!
ومن سفر زياد ...!!
مرت الأيام من دون لا أحد يحس بها ...!!
والوضع على حاله ...
والأمور ما استجد فيها شي ...
عذا مازالت في معهدها تروح وتجي ... وكأنها بدت تسلي نفسها وتنسى وتعيش حياتها ...
أما لمياء فما زالت في دوامة علاجها ... من دكتور لدكتور وكله تدور على احد يعطيها أمل بأنها بتحمل وتجيب اخو او اخت لضناها مهند ...!!
.
.
.
وفي يوم ..
كانت عذا توها واصلة من المعهد دخلت الصالة وشافت امها واخوانها وسارة والكل مجتمع على سفرة الغداء ...
ابتسمت لهم بخجل وهي عارفة انها تأخرت عليهم لأنها شافت الشرر ينطلق من عيون اسامة وسارة ...
ركض لها مهند وعلى طول رمى نفسه في حضنها ...
عارف ان خالته عذا مستحيل بتوصل البيت جايه من برا من دون لا تجيب له شي معها ؟؟
على الأقل علبة شوكولاتة صغيرة ...!!
وعذا أكيد هي اللي معودته ...
تحبه وماتقدر ماتسوي شي مايفرحه ..
لأنه على الأقل هي محرومه من الفرحة ؟؟ خلها تسوي شي يفرح غيرها ..
صرخ عليها سام :: يالله بسرعة رجاءً... شيلي عبايتك وتعالي ..
كملت سارة :: مو تروحين تبدلين ملابسك ؟؟؟ أول تعالي نتغدا و بعدين روحي ..
تقدمت عذا وفي يدها مهند وهي تضحك لهم :: لا عاد مالي وجه اناقشكم بصراحة ..
انتبهت لمياء لولدها وهي تحط الأكل في الصحن :: مهند اترك الشوكولاتة الحين .. وأول نتغدا
بوز مهند ومد فمه وهو يطالع عذا :: خالة شوفي ماما ..؟
تنهدت لمياء وراحت تطالع عبدالله :: شف وش سووا له ؟؟ يعني بكره لو الله رزقك عيال فنصيحة مني اطلع معهم ورح بعيد لأنهم بيحبون هالآدميتين أكثر منك ومن امهم ..!!
ضحك عبدالله بفرحة :: انتي بس خليهم يوصلون بالسلامة ...؟
طالعه اسامة :: لا من جد يعني متحمسين لولدك ... يعني من زمان ما عندنا احد صغير ولا احد ناداني عمي ..!
تنهدت ام عبدالله :: إن شاء الله بيوصل بالسلامة وبتشوفونه ... كلها ست شهور بس وتصيرون اعمام ...!لكن الله يهون على ريم ...!
رن عليهم التليفون وكلهم التفتوا ناحيته ..
وطبعا رجعوا يتبادلون النظرات من اللي رايق ويقوم يرد هالوقت ..
لكن ولا احد قام وكل واحد يرمي هالمهمة على غيره ...!
لحد ما انتبهت لهم ام عبدالله ورفعت حاجبها :: يعني محد بيقوم يرد ؟؟؟
ابتسمت سارة :: ولو ماما ... نقوم وانتي موجودة ؟؟
طالعتها امها ::: يعني يمه قومي ؟؟؟
ضحك عبدالله :: لا يا بعدهم انتي خليك انا بقوم ...!!
وراح عبدالله يرد على التليفون وام عبدالله تطالع في سارة اللي نزلت راسها وعلى وجهها ابتسامة مكتومة ...!!
رجعوا يتغدون لكن فاجأتهم صرخة عبدالله :: هلا والله ابو سلطااااااااااااان ..
ومن سمعت ام عبدالله الإسم فزت من مكانها وقامت تركض للمكان الواقف فيه عبدالله ويكلم ..
والبقية كلهم توجهت نظراتهم لمكان التليفون ..
عداها هي ..
تقاوم هالرغبة قد ماتقدر وعيونها استمرت متعلقة على صحنها ...
تآكل بشراهة وهي في الأصل ماتدري وش اللي يدخل جوفها ..
لكن من الهم والإرتباك والمشاعر الغريبة كانت تتصرف بعشوائية ...!
سكتت عنهم وتسارع نفسها يزيد ووضح عليها ...
صدق بعيدة عنه ..
صدق قررت قرار ماراح تتراجع عنه مهما كان ..
لكن انها تسمعهم يكلمونه وتعرف انه هو اللي على الخط الثاني من التليفون تتوتر عضلة قلبها وتنقبض ..
وقفت يدها على مدخل فمها وهي تحس ان امها سكتت عن الكلام ...
رفعت عينها وشافتها تطالعها بعيون عاتبه ومن تلاقت عيونهم ابتسمت لها امها وكملت كلامها ..
.......:: آسفة زياد لكن أكيد انت تبغاها تكلمك برغبتها صح ؟؟
فتحت عذا عيونها بقوة وهي خاطرها تصيح ...!!
اشتاقت للدموع الحين ...
ولما كملت ام عبدالله :: خلاص حبيبي ... انتظرها هي تكلمك ولا تخليني اغصبها ...!!
ليه امها تحكم عليها ان ماعندها رغبة ترد فيها على زياد ؟؟
ليه امها واخوانها مو راضين يفهمون انها هي تقاوم هالرغبة لأنها ماتبي ترجع عذا القديمة ..
ليه مايفهمون انها هي اللي تقمع الشوق والحنين لزياد علشان إذا رجع ماتلقى صعوبة في مواجهته بقرارها وتغيرها ؟؟؟
ليه يحكمون عليها انها ماتحبه ولا عاد تبي تكلمه ...؟؟؟
دارت عيونها المليانة دموع على الجالسين وشافت لمياء تطالعها مبتسمة بألم ..
بينما سارة فتنهدت في وجهها ورجعت عيونها للأرض ...
واسامة أصلا مارفع عينه عن صحنه يمكن لأنه مايبي يحرجها أو لانه فعلا مايبي يشوفها في هاللحظة ويحس انها لازالت عذا القديمة ..
مايبي تخيب ظنونه في أن اخته واخيرا اشتد عظمها وممكن تواجه اي شي يصير ..!!
وعلى طول ..
نزلت الملعقة وقامت من على السفرة ...
ابتسمت للي يطالعوونها وكأنها بتفهمهم انها ماتضايقت ولا حتى أثر في نفسها اللي صار ...
وعلى طول شالت عبايتها وشنطتها وطلعت الدرج وهي تبلع غصتها ...
لكن ماقدرت تمنع دمعاتها الحارة تنزل ..
شهقت ورفعت اصابعها الصغيرة تغطي بها فمها تمنع الباقي من الشهقات لا تطلع بصوت عالي ويسمعونها الموجودين تحت ...!!
اشتــــــــــــاقت له ... وهذا هو الواقع ..
لكنها ماتقدر تصرح بهالشي حتى لنفسها ..
لأنها قررت تكون وحده جديدة ..
وعذا الجديدة لازم ماتشتاق لزياد وتنساه بعد ..!!
وصلت غرفتها بسلام ..
واخيرا استقرت على سريرها بعد ماقفلت الباب وراها ...
وفي النهاية استقر راسها على المخده ...
واستقرت نظراتها على صورة زياد يوم زواجهم والمرتكزة على الكومدينو ....
كله في محاولة منها انها ما تشتاق له ويصير اي شي يخصه عادي عندها ...!
------------------------------------------------------------------------------------
بعد العصر ..
بقت ام عبدالله ولمياء هم الموجودين في الصالة ويتقهوون شاهي ...
ابتسمت ام عبدالله وهي تنزل سماعة الجوال :: وأخيرا الحمدلله على سلامتها ...!
التفتت لمياء لأمها تمد لها بيالة الشاهي :: مشاري هو اللي كلمك ؟؟؟
خذت ام عبدالله البيالة :: ايه الله يحفظه ... يقول جابت ولد
استقرت لمياء في جلستها :: متى ولدت ؟؟
ام عبدالله :: اليوم الصبح دخلوها ولا ولدت الا الظهر .. بعملية بعد والا لو عليها هي كان للحين ماولدت ..
ضحكت لمياء :: ايه هي تقوله .. لو عليها الظاهر بيعفن في بطنها ..!!
تنهدت ام عبدالله :: حبيبتي والله بس صوتها تعبان تو وانا اكلمها ..
طالعتها لمياء:: أكيد يمه .. بعد انتي الله يهديك اصريتي على مشاري تكلمينها .!
تنفست بعمق :: وش اسوي خفت عليها والله ...
جاهم مهند يركض ويضحك بهبل .. وفجأة رمى نفسه في حضن جدته ..
واستغربوه كلهم ..
لكن لما دخل اسامة وراه وهو الثاني يضحك وغرقان مويه فهموا ..
طالعت لمياء مهند :: هنودي وش مسوي بخالي سام ؟؟
رفع عينه ببطأ من حضن جدته :: اسأليه هو ..؟؟
التفتت لمياء على سام وكأنها معصبة:: وش سوى لك ولدي المشاغب ؟؟
التفت اسامة لمهند :: اقول لماما ؟؟
رفع مهند راسه وهو يفتح الحلاوة اللي في يده :: عادي قول لها ...
التفتت عليه امه وعيونها مفتوحة على الآخر :: مهند ....!؟
وضحك سام وهو يشوف امه تحضنه بقوة لها وكأنها بتمنع لمياء لا تضربه ..:: ماعليك أنا الغلطان لأني بغيت اسرق شوكولاتته .
التفت لها لمياء :: لاتكذب علشانه و تخربه ..؟
ابتسم وهو ينفض شعره :: لا والله من جد هو دخل المطبخ وشافني بفتحها .. بس تدارك الموقف ورشني بالرشاش اللي في يده ...
ضحكت ام عبدالله وهي تحب مهند على راسه :: إذا تستاهل .. حبيبي مهند انا عارفته مايغلط على أحد من دون سبب ..!!
وكأن لمياء انتبهت والتفتت لسام :: إلا مادريت ؟؟
طالعها وهو يصب له شاهي :: وش عنه ؟
ابتسمت :: ندى بنت خالي جاها ولد ...!!
ابتسم بفرح :: والله ... الحمدلله على سلامتها يمه ..
ابتسمت له امه :: الله يسلمك ..
رجع يطالع لمياء :: ومتى هالكلام ؟؟ على الغداء ماسمعنا شي؟
هزت لمياء راسها :: ايه تو كلمنا مشاري يقول لنا عنها ...!!
طلع سام جواله :: تتوقعون زياد عرف ؟؟
ضحوا عليه :: هذا إذا ماكان هو أول واحد اتصلوا عليه ؟؟
رجع يدخل جواله :: تمام يعني وفروا علي ...!
ورجعوا لجلستهم وشاهيهم يسولفون ويتسامرون ...
وما بقى شي ماتكلموا فيه .. لدرجة انهم كانوا على وشك يخربون سام ويقلب بنت معهم ...!
وعلى المغرب ..
انتشر خبر ولادة ندى في البيت .. الكل بلا استثناء فرح لها بعنف ..
لأنها كانت متأخرة عن موعد الولادة وكان الطبيب أكد لها أنه لو مر هالأسبوع وماولدت فمعناتها بيضطر يولدها بعملية ...!
--------------------------------------------------------------------------------------
في المستشفى كانت متمددة على السرير وهي تحس بالتعب بيفتك بخلاياها وعظام جسمها ..
حقيقي ماولدت إلا بعملية ... لكنها قبل العملية عانت الأمرين ...
يعني جربت الولادتين في ولادة وحده ...!!
دخل عليها مشاري هاللحظة يبتسم بحب ...
وهي بتعب واضح ردت له الإبتسامة بوهن وتعب ...
تقدم منها اكثر وجلس على طرف سريرها ...
اما هي فعقدت حواجبها :: وين البيبي ؟؟؟
ابتسم لها وهو يرفع يدها ويحبها :: في الطريق ... بس قلت لهم شوي يـتأخرون ؟؟
هزت راسها :: وليش ؟؟ أبي اشوفه وأهاوشه على اللي سواه ؟؟
ضحك مشاري عليها :: وهذا اللي خلاني اطلب منهم يأخرونه ؟؟ علشان تهدا اعصابك شوي.
غمضت عينها بإرهاق وهي تحس ان ودها تنام ...
لكنها فتحت عينها على صوت انفتاح الباب ..
وعقبها دخلت الفلبينية تبتسم وهي تدف السرير اللي ينام فيه ابراهيم الصغيرون ...
وكانت وراها ام مشاري تبتسم لهم ...
ردت ندى الإبتسامة لخالتها وحاولت تقوم لكن الألم اللي تحس به منعها ..
وتدارك مشاري الموقف وتقدم لها :: الله يهديك ندى شوي شوي على عمرك ..؟؟
وببساطة ساعدها بيديه القوية على انها تعتدل في جلستها ؟..
وبعد ما سند ظهرها على المخده ..
تقدمت ام مشاري وهي شايله البيبي بين يديها ...
وابتسمت لندى :: وأخيرا هذا هو بين يديك ...؟؟
وبكل حنان ومحبة .. مدت ندى يديها وهي تعض على شفايفها تمنع دمعتها لاتنزل ؟؟؟؟
ومن استقر البيبي بين يديها وقريب من صدرها وحضنها ...
ماقدرت ما تنزل دمعتها ..
وبهدوء وتعب نزلت راسها تبوسه على جبهته ...
شافته صغير بشكل فظيع ..
حتى لونه احمر وما بعد تغير من عقب ولادته ...
لكن ملامح ندى موجودة علاماتها في وجهها ..
وفي فتحة عينه الوسيعة ...!!
انتبهت لأم مشاري :: يتربى في عزكم حبيبتي ...!!
رفعت ندى عينها وهي تصيح وبصوت متقطع :: مـ ـ ـ ـشكورة يا خـ ـالة ..
التفت لها مشاري ومسك كتفها وهو عاقد حواجبه :: تحسين بتعب والا شي ؟؟؟
هزت راسها بالنفس وعيونها على ولدها ..
تنهد :: اجل وش سالفة هالدموع ؟؟
ضحكت ام مشاري عليه :: ماعليك يمه ... هالدموع تعاتب فيها ولدها على اللي سواه ؟؟
ابتسم مشاري ورجع يطالع ندى وهي تلعب مع الصغير :: وانتي على كل من هب ودب تتشرهين ..
تنهدت ندى وراحت تطالع ام مشاري :: خالة تكفين خلي ولدك عديم الإحساس يسكت ...!!
ضحكت ام مشاري وهي تتقدم من ندى :: هذا هو دور الأب ... أكلف ما عليه انه يبتسم ويقو لك الحمدلله على السلامة .. لا وياليته يوقف على كذا .. إلا يتطنز عليك اذا تشرهتي على ولدك ..!
وشالت ام مشاري الولد من بين يدين ندى علشان ترتاح ..
وهنا سمعوا صوت واحد يتنحنح وعرفوا انه ابو مشاري وصل ...
دخل الأخير وهو يبتسم ..
والفرحة تشع من عيونه ؟؟؟
كيف ما يفرح وهو يشوف أول أحفاده وصل للدنيا وبيشيل اسمه ...
دخل ومباشرة توجه لندى بوناسة يسلم عليها :: الحمدلله على السلامة وانا عمك ... ومبروك ما جبتي ..
ابتسمت ندى :: الله يسلمك يا عمي ...
تنهد ابو مشاري :: عسى ماتعبتي ؟؟؟
بلعت ندى ريقها وهي تطالع مشاري :: الحمدلله على كل حال يا عمي ...
وتقدم مشاري وكأنه فهم التنبيه وراح يساعد ندى علشان تتعدل في جلستها أكثر ويثبت المخده وراء ظهرها ...
وابو مشاري راح لأم مشاري اللي كانت جالسة على الكنب وابراهيم الصغيرون في حضنها ...
مو مصدقين كلهم ان مشاري واخيرا صار عنده ولد ..
وهم صار عندهم حفيد ...!!
التفتت ندى لمشاري :: امك وابوك فرحانين بهالولد بالحيل ؟؟
ابتسم لها وهو يتنهد :: وانا بموت من الفرحة عليه وعليك ؟؟؟
رفعت حاجبها :: وانا توك بتفرح بي ؟؟؟
ضحك وقرب لها أكثر :: لا ... بس تو اني بفرح بك وانتي ام عيالي ...
ابتسمت بخجل وضربته على كتفه :: من دون احراجات مشاري قدام امك وابوك ..
ضحك عليها وهو يحب يدها ..
والكل التموا يسولفون ويضحكون ... وابراهيم الصغير مشاركهم الجلسة بصياحه المتقطع كل دقيقة ..
وبعد ساعة ..
قرر الجميع انهم يتركون ندى ترتاح عقب هالتعب ...
وطلعت ام مشاري سابقة ابراهيم بناء على طلبه ...
ولما اختلت الغرفة الا من مشاري وابوه وندى ..
تقدم ابو مشاري لندى بعيون فيها لمعة حب .. وابتسامة اشبه ماتكون بابتسامة ندم ورضى في نفس الوقت ...
تقدم لندى وتنهد وهو يوقف قريب منها ...
طالع في مشاري شوي وعقبها رجع يطالع في بنت اخوه ..
وبعد فترة تكلم :: اعذروني ياعيال على اللي سويته ... صدق زواجكم من بعض كان فيه نوع من الإجبار ...
وقاطع مشاري ابوه بسرعة قبل لايكمل :: يبه مو وقته هالكلام .. لأن اللي فات مات .. والحين انا اللي المفروض اشكركم لأنكم اجبرتوا ندى تتزوجني وسمحتوا لي اكون معها عائلة إن شاء الله بتكون كبيرة ...!
طالع ابو مشاري في ولده وابتسم وهو يهز راسه بمعنى فهمت ...
وودع الجميع وعقبها طلع ...!!!
مانقدر نقول ندمان ..
لأنه مقتنع باللي سواه ...
بس يمكن كان يبي يقول الكلام اللي كان بيقوله علشان يسمع هالكلمتين من مشاري ويرتاح ....!
------------------------------------------------------------------------------------------
وقت الظهر من اليوم الثاني ..
كانت ام عبدالله واقفة في المطبخ ترتبه وتشوف غدا عيالها ...
هالفترة ضغط المطبخ زاد بحكم ان ماعندها شغالة ..
وأكثر الضغط يكون هالوقت لأن البنات مو عندها ... وهي مستحيل بتسمح لريم تساعدها لأنها توها في بدايات حملها ... وهالفترة خطرة على الحامل ...!
كانت مشغولة تحرك الموجود في القدر لما دق التليفون ...
تنهدت ام عبدالله وتركت اللي في يدها وتوجهت للتليفون ترد عليه ...
................:: مرحبــا ...!
....:: هلا يمه ... مساء الخير ..
توتر صوت ام عبدالله :: اهلين عذاوي ..؟؟وش عندك متصلة ؟
ابتسمت عذا :: لاتخافين يمه تكفين .. ترى ماله داعي كلما اتصلنا تخافين ؟
تنهدت ام عبدالله :: عذا مو وقت مصالتك ؟؟ بسرعة وش فيك ؟؟
ضحكت عذا :: مافيني شي ... بس بقولك اني ما راح اجي على الغداء..!
عقدت ام عبدالله حواجبها :: ليه وين بتروحين ؟؟؟
كملت عذا :: اتصلت تو على ندى وشكلها مكتأبة وماعندها أحد حتى مشاري وعاد قالت لي اجيها الحين لأن خالتها مابتقدر تجيها قبل المغرب وهي تخاف يوصلها زوار ..
تنهدت ام عبدالله :: زين والغداء يا حلوه ؟
ابتسمت عذا : مو مهم يمه بآكل اي تصبيرة لما اوصل للبيت ..
ام عبدالله :: يعني اعزل لك شوي ...!!
عذا :: ايه لو ماعليك امر ... ويالله مع السلامة يمه .. توصين شي ؟؟
ام عبدالله :: لا حبيبتي بس سلمي لي على بنت خالك ...
ردت عليها عذا السلام وسكرت منها ..
وبمجرد ما نزلت ام عبدالله السماعة من عذا نزلت دمعتها غصب عنها ...!!
تذكرت محمد الحنون ... وتمنته يكون موجود الآن و معهم ...!!
عذا محتاجته ... وهي بعد محتاجة لوقفته جنبها ويآزرها ...!
كلهم محتاجينه لكن ما يقدرون يغيرون الأقدار ...!
مسكينة عذا ...
وصدق من قال الطيب ماله نصيب في هالدنيا ..؟؟
تضغط على نفسها علشان تونس غيرها ...
تسامح اللي يغلط عليها بس لأن محبتهم في قلبها تشفع لهم ...
خسارتك كبيرة يا زياد لأن عذا تغيرت ناحيتك ...!!
وما أظن ممكن تخسر شي أكبر من فقدك لعذا ..
الله يعوضها عنك خير ..
ويصبرك على فراقها ...!!
تنهدت وهي تدعي للإثنين في خاطرها ..
ورجعت تكمل غداها لأن البقية على وجه وصول ...!
.
.
.
كانت طفشانة هالوقت ومنسدحة على السرير وتحوس في القنوات ...
من ساعة كان مشاري معها لكن بعد الصلاة استأذن انه عنده اجتماع وما يقدر يفوته ...
وهي طبعا عذرته وماتقدر تضغط عليه وعموما هو ماقصر معها من امس وهو ماتركها ..!
بس يالله هذي هي تنتظر عذا توصل وأكيد بتغير عليها جو ..
حست بوجود احد عندها في الغرفة ..
ولما لفت بوجهها فتحت عيونها من الفرحة والوناسة :: أريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــج ؟؟
ابتسمت لها الأخيرة وهي تتقدم لسريرها :: بشحمها ولحمها ...
ضحكت ندى وكذلك أريج ونزلت تحبها وتسلم عليها :: الحمدلله على السلامة ندوش .. قسم بالله من قريت رسالتك وانا بس اتخيل شكلك ومعك بيبي ..؟
ضحكت ندى :: ما يركب صح ..؟
هزت راسها بالنفي :: أبدا ولا في الخيال ...!!
ضحكوا الثنتين ...
أريج .: وش اخباره النونو ؟؟؟ يشبه لك والا يشبه لأبوه ؟؟
تنهدت ندى :: شفتي على هالتعب كله ..؟؟ حتى ماهنت عليه يشبهني وراح يشبه خاله ..
طارت عيونها أريج :: يشبه زياد اخوك ؟
هزت راسها وهي ترفع سماعة التليفون :: تخيلتي .. خليني اطلبهم يجيبونه علشان تشوفينه ..
ضحكت اريج :: احمدي ربك انه زياد ... وبعدين انتي واخوك فيكم من اشباه بعض ..
ابتسمت ندى وماردت عليها لأنها تكلم الفلبينية في الحاضنة ..
وبعد ماخلصت التفتت لأريج :: يالله عساه يصير يشبه لزياد على الأقل لحد مايرجع .. يمكن اذا شفته انسى شوقي له ..
ابتسمت اريج وكأنها تذكرت شي :: إلا ماقلتي لي وش اخباره الحين ؟؟
تنهدت ندى بتعب :: الله يكون في عونه .. ادعوا له اريج تكفون ..
ابتسمت لها اريج وهي تضغط على يدها :: والله ندعي له يا ندى ..؟ بس للحين ماصار له شي ؟؟
ابتسمت ندى :: لاعاد الكذب خيبة .. يعني الحمدلله على كلام سحر انه يقدر يمشي على رجله بالعكاز .. لكن اللي للحين يتأذى منها هي يده .. مايحركها كثير لأن مفصل الكتف عنده متعبه ..
ابتسمت اريج :: اللي شافى رجله وخلاه يقدر يمشي عليها بيشافي يده ..
هزت ندى راسها :: الله كريم ..
كملت اريج :: وسحر وش اخبارها ؟؟
ضحكت ندى بحرقة واضحة في عيونها وقلبها على اخوها ...:: قصدك مواعيدها والا مع زياد ؟
طالعتها اريج بعيون حزينة :: الثنتين ..؟
تنهدت ندى وهي تتعدل في جلستها :: مواعيدها كل شي تقول انه اوكي وانها خلصت تقريبا ... لكنها مابترجع الا مع زياد ..
ابتسمت اريج :: يعني مرتاحة هناك ؟
ابتسمت ندى بألم :: ما أظن اريج ... زياد اخوي وانا عارفته
قاطعتها اريج :: للحين هو واياها في مد وجرز ؟؟
تنهدت ندى والدمعة فلتت من عينها :: حبيبي اخوي حياته مذبذبة لا مع سحر ولا مع عذا وهو اللي ضاع بينهم ؟؟؟؟
وصاحت ندى تحت مرأى اريج ..
ماقدرت الأخيرة تتحمل وقامت من مكانها وتقدمت لندى ..
مسكتها من يدها وانتبهت ندى لنفسها فراحت تمسح دموعها وابتسمت ..
بادلتها أريج الإبتسام وضغطت على يدها :: ندى انا ما ودي اقسى عليك أو يمكن هذا مو وقته .. لكن لازم انبهك ولازم اقول لك اني فاهمتك .. وان انتي السبب في اللي يصير لزياد ..؟
تسارعت ضربات قلب ندى وكأن اريج تقول لها الحقيقة اللي الكل ماواجهها بها ..
لكنها تبي تدافع عن نفسها :: مستحيل أريج .. تتوقعين انا ما كنت ابي اخوي يعيش مبسوط ومتهني ؟
ومازالت اريج تبتسم :: تنكرين انك انتي اللي سعيتي وراه لحد مازوجتيه بسحر ؟؟ والسبب لأنك كنت تغارين من عذا ؟؟ تنكرين انك كنت تنقهرين منها ياندى لأنها عايشة في بيت مثل بيت عمتك واللي هم عائلتها ؟؟ تقدرين تقولين انك ماكنت تلمحين بأنك تغارين منها لأن زياد يحبها بهالجنون و لاحظتي هالشي أكثر لما عشتي معهم .... !! لا وفوق هذا هي عايشة مع عمتك الحنونة وزوج عمتك الطيب واخوانها المتكاتفين في زمن قليل فيه تشوفين الأخوان بهالتماسك ؟؟؟
تقدرين يا ندى تنفين الكلام اللي قلتيه لي يوم شكيتي ان سحر هي السبب في تخلي مشاري عنك ولما عرفتي بالحقيقة ما قلتي لزياد عنها .... فسري لي سببك وعطيني شي يقنعني غير انك استغليتي الفرصة وقلتي تمام خلي زياد على عماه وتأنيب ضميره من كلامي اللي قلته له وخله يتزوج سحر اللي خطبها في نفس يوم رجعتك لمشاري ..؟كنتي مقهورة وغايرة ...! صح ؟
نزلت ندى راسها بتعب وألم وهي تسمع حقائق هي عارفتها لكنها مخفيتها عن نفسها علشان ماتطيح من عين روحها ...
تنهدت اريج :: حتى سحر كنت تغارين منها ... واقنعتيها تتزوج زياد علشان تذوق التعب والحرمان لأنك ميقنة بأن زياد لايمكن يحب سحر ...!!
قاطعتها ندى باندفاعية :: لا هذي أبدا ما طرت على بالي بالعكس .. انا كنت ارحم سحر واشفق عليها علشان كذا كنت ابغى زياد يآخذها لانها تستاهل الحب والحنان .. ولا يآخذ عذا اللي ابدا ماكانت في حاجة حبه بأي صورة من الصور ....!!
كملت اريج علشان تريح ضميرها :: مهما يكن يا ندى ما كان لك حق تحكمين اذا عذا محتاجة حب زياد أولا ...؟؟ لأن مالك دخل بهالموضوع ؟؟؟ وبعدين ترى الغيرة وباء ومرض لازم ما نسمح له يتفشى فينا ... والحين بما انك اكتشفتيه لازم تبترينه والغلط لازم تصلحينه ؟؟؟ علشان ماتندمين ؟؟ لأن في النهاية هذولا اخوك وبنت عمتك وبنت عمك ....!
وابتسمت أريج بألم وهي تتذكر كيف غيرتها وحسدها اعموها وفرقوا صديقتها عن الشخص اللي تمنته يكون زوجها ...
لكن اللي كانت متأكدة منه اريج أن ندى يمكن ماكانت تحب طلال بالشكل المطلوب ..
وإنما كانت تعوض نقص الغيرة من عذا معه ....
لكن مهما كان يا أريج مايحق لك تسوين اللي سويتيه ابداً ...!
دخلت عليهم هاللحظة الفلبينة وهي تدف السرير قدامها ...
ابتسمت اريج لها وتقدمت للبيبي بسرعة مبتعدة عن ندى المنزلة عيونها لحضنها ..
وأول ماشافته أريج بغت تنجن عليه ..
نزلت له وحبته على وجهه وراحت تلعب بيده باصابعها ..
ابتسمت أريج ولفت لندى :: تصدقين انه فعلا يشابه زياد ؟؟
تنهدت ندى ورفعت عينها لأريج :: قلت لك ... ولدي واصل حتى بخاله ..
ضحكت اريج ورجعت تحب ابراهيم الصغيرون مرة ثانية وبعدها رجعت وسلمت على ندى :: يالله حبيبتي عاد الحين انا مضطرة اروح ...
عقدت ندى حواجبها بقهر :: ليــــــــــــه ؟؟ تكفين اجلسي عندي وبعدين عذا الحين بتوصل ؟
ابتسمت لها اريج :: ودي والله اشوفها لكن وش اسوي راكان ينتظرني تحت وتراه بالموت رضى يجيبني ..
ابتسمت لها ندى :: الله يعطيه العافية .. المهم سلمي على خالتي وقولي لها هي بعد تدعي لزياد ..
ابتسمت اريج وهي بتطلع :: ولا يهمك ..
ودعتها وتركتها وراها وطلعت ..
وعند الباب قابلت عذا بتدخل ..
فابتسمت لها بفرح وسلمت عليها بحرارة وبعدها استأذنت منها وراحت ..
ودخلت عذا على ندى وهي تبتسم وخدودها حمراء من شدة الحر ..
ومن شافتها ندى حست بالهم يغشى قلبها .. وكلام اريج يرن في عقلها ؟؟
الحين بس صارت تشوف نفسها مجرمة في حق اخوها وعذا ؟؟؟؟؟؟
مهما كان ومهما صار اللي سوته مالها حق فيه ابداً ...
وتفريقها بين الإثنين بسبب الأوهام اللي خلقتها في نفس زياد وانه السبب في فرقاها عن مشاري...
كان قمة الإجرام والتخلف ...
كل الكلام رجع يدور في بالها لكن هالمرة وهي ندمانه وتتمنى لو ترجع الأيام شوي وتصلح اللي خربته ...!!
اضطرت ترسم الإبتسامة على وجهها وهذا اقل شي تقدر تعوض به عذا ..
وابتسمت لها الأخيرة :: الحمدلله على السلامة .. واعذريني والله كنت بجي مع اخواتي امس لكن كان عندي اختبار ..
ابتسمت لها ندى :: ماعليك الحين انا محتاجة لك اكثر من امس ...
ضحكت عذا :: والله وطلع لي قيمة ؟؟
ردت لها ندى الضحكة :: قيمتك محفوظة بنت عمتو .. ولو ؟؟
التفتت عذا لسرير البيبي ...
ومن شافت حجمه الصغير ...
ومن شافته متكور في نومته حست بعاصوف صحراوي شديد يعصف بقلبها ومشاعرها ؟؟
تذكرت كل شي ..
طفلها اللي المفروض الحين يكون موجود ؟؟؟
وزياد اللي المفروض الحين يكون ابو البيبي وموجود جنبها وحولها ...!
لكنها بصعوبة حاولت ترسم ابتسامة على شفايفها ..
ابتسامة جوفاء خالية من اي تعبير ومشاعر ...
وتقدمت للنونو أكثر ..
وأكثر ..
لحد ماصارت ملتصقة بسريره ...
لفت بعينها اللي بتجرحها الدمعة لندى :: هذا هو ابرهيم ؟؟
هزت ندى راسها وكأنها قرت فصول قصة حزن ومعاناة وهي العدو في هالقصة .. اللي ابطالها زياد وعذا والبيبي أول فرحتهم اللي فقدوه ... وهي لها يد في فقدهم ...!
رجعت نظرات عذا على اللي قدامها وبصعوبة قاومت دمعتها ونزلت له ...
حبته على جبهته بعمق ...
يا ما كانت تتمنى يكون ولدها عايش والحين هو في حضنها ...!
انتبهت لندى لما قالت :: من يشبه عذا ؟؟
بلعت عذا غصتها وضربات قلبها زادت ..
ومع هذا حاولت تبتسم لندى وهي تلتفت لها :: أنتم وش تقولون ؟؟؟
ابتسمت لها ندى :: اول شي قالوا انا ... وعقب قالوا زياد ؟؟
ضغطت عذا على مسكت يدها وابتسمت :: ولدك سرق اشباه ولدي .. يعني لو كان عايش كان اكيد بيآخذ أشباه ابوه ...
وانقرص قلبها ندى من كلام عذا ...
يا الهي البنت للحين تعاني من الفقد والألم ..
للحين تعاني من خسارتها لولدها وفوق هذا خسارتها لزوجها وروحها ...!!
ابتسمت لها ندى من وراء قلبها :: الا وانتي الصادقة ولدي طيب وبيعوضكم ...
ابتسمت عذا ورجعت تطالع البيبي وتلعب باصابعها الناعمة على وجهه الصغير ..
لكن عقلها ماكان معها ..
وهواجيسها مآخذتها هناك ...
للماضي ..
عند الساعة اللي تركها فيها زياد وهي حامل ..
وعند الساعة اللي رجعت شافت فيها زياد بعد ما فقدت ولدها ...
وعند الوقت اللي سمعت كلام زياد لسحر ...!
غمضت عينها تمنع دمعتها ...!
وانتبهت لندى لما قالت ..: عذاوي ودي اروح دورة المياه ... معليش تساعديني ..
التفتت عذا وابتسمت لها :: والله بليسي يقول لي ارفضي وبشوف وش تسوين ؟؟
ضحكت ندى :: ماشاء الله طلع عندك بليس ..
ضحكت عذا وراحت لها تساعدها تقوم ...
ومسكتها مع يدها ومشت معها تساعدها لحد ما دخلت هي واياها للحمام ..
ابتسمت لها وطلعت من عندها وسكرت الباب وراها ..
ومن اختلت بنفسها في الغرفة .. غمضت عينها و دموعها نزلت غصب ...
صعب ما تتذكر ولدها وهي المفروض انها تكون ولادتها مع ندى ومابينهم شي كثير سوى شهر ..!
تنهدت ورجعت لسرير ابراهيم ورجعت تطالعه بصمت قاتل ومؤلم ..
تتأمله بعيون غرقانة دموع وقلب يتقطع بألم الفقد والحرمان ...!!
صدق مازالت صغيرة .. والحياة قدامها ..
لكنها فقدت ولد زياد ...
واللي يمكن الحياة ماتعطيها فرصة تعوضه ...!
شافته يعبس بوجهه وكأنه متنرفز ..
ماقدرت ماتبتسم وسط دموعها وهي تحس ان اللي قدامها زياد ومو ولد ندى ..
نفس التعابير الي تنرسم على وجه زياد يوم تزعجه تبيه يقوم من النوم ...!!
ابتسمت وحركت خشمه بطرف اصبعها :: ترى ما اسمح لك تقلد خالك في كل شي ...!!
ورجع يصيح البيبي وحست عذا بتأنيب الضمير ..
وسمعت ندى تقول لها تشيله لأنه ازعج العالم ..
ابتسمت عذا وشالته من سريره وراحت وجلست هي واياه على طرف سرير ندى ..
كان ابراهيم صغينون بقوة ..
حتى وهو بين يدين عذا وفي حضنها تحس به صغير مرة ...
ما قدرت عذا وحضنته اكثر لصدرها .....!!!
تحس انه ولدها ... يعني شعور غريب انولد داخلها من شافته ؟؟
يمكن اشباهه لها دخل ...؟
دق التليفون وانتبهت له عذا بعد فترة ...
احتارت ترد او لا .. لكن ندى قالت لها تشوف مين ؟؟؟
تنفست بعمق وبهدوء عذا المعتاد نزلت النونو من يدها وقامت للتليفون ورفعت السماعة ...!
رفعت التليفون لكنها على طول ابعدت السماعة عنها وهي عاقدة حواجبها ..
كان الصوت يوشوش ومو واضح أبداً ...
رجعت السماعة لأذنها وسكرت الثانية بيدها علشان تقدر تسمع .. :: الــــــــــو ؟؟؟؟؟
انتظرت الرد لكن محد رد ..
رجعت مرة ثانية :: ألـــــــــو ... مرحبـا ؟؟
وانقطع الخط ؟؟؟
نزلت السماعة وهي تتعجب من هالصوت ؟؟
وقبل لاتتحرك رن مرة ثانية ...
ورجعت له والتقطت السماعة مباشرة ...
وبسرعة ردت :: الــــــــو ...!!
هدوء هالمرة ... لاصوت وشوشة ولا صوت أي شي ...
الهدوء الموجود على الطرف الثاني كان مقلق ...
قالت الو ثانية وتزامنت مع كلمته هو :: مرحبا .....................!!
وكل الاثنين تكلموا مع بعض فما ركزوا على كلامهم ...
ابتسمت عذا ورجعت ترد :: الو ..
.................................:: السلام عليكم ...!!
وانتفضت يدها الماسكة السماعة ...
وانشدت عضلاتها كلها وتسارعت دقات قلبها ..
عارفين المغص الشديد لما ينتقل من بطنك وتحس به انتشر في كل جسمك من دون رحمة ..
هذا هو وضع عذا من سمعت صوته ....؟؟؟
ماعرفت وش تقول ولا قدرت ترد ..
رجع لها صوته مرة ثانية :: الو .. تسمعوني زين ؟؟؟
بلعت ريقها وقاومت دمعتها وردت بصعوبة وصوت مبحوح :: مر ... مرحبـ ـ ـا ....!!
وسكت الطرف الثاني عن الكلام ...
آخر شي كان يتوقعه هو أنه يتصل على ندى وترد هي عليه ...
إنه يتصل يسأل عن أخته لكن اللي يرد عليه هي ... عذاه ....!!
تنهد بألم واضح ..
تنفس بحرارة حرقت وجه عذا في الطرف الثاني ....
وصلها صوته ولهان ومشتاق :: عـــــــذاي ؟؟؟؟
بلعت غصتها ودمعت عينها غصب من سمعته يقول اسمها بصوته الرجولي ..
لكنها قوت قلبها :: أنا عذا محمد ... مو عذا زياد ....!!
وكانت هالكلمة مثل الحديد الساخن اللي لسع قلب زياد ...
أو اشبه مايكون بطلقات الرصاص اللي اخترقت صدره وكسرت ضلعه ..
ويمكن ألم كلماتها كان أقوى من ألم الطلقات ...
رد عليها بألم وكأنه يبيها تفهمه :: كيفك عذا ؟؟؟؟؟
غمضت عينها وتنفسها يتسارع بعنف ... قست عليه بقوة لكن وش تسوي هذي هي عذا الجديدة اللي تغيرت ... :: أنا بخير ... وندى مشغولة الحين تقدر تتصل بعد ربع ساعة وأكيد بتحصلها ..
كانت بتسكر لكن اعتلاء صوته وقفها وخلاها تشد على سماعة التليفون ...
...............:: طيب مافيه على الأقل كيف حالك زياد ؟؟؟؟؟ تراني مسافر في رحلة علاج لو كنت نسيتي ؟؟؟
رفعت يدها لفمها تمنع شهقتها لاتطلع ولما قدرت تسيطر على مشاعرها ::أخبارك توصلني أول بأول ....
قاطعها :: توصلك أخبار صحة جسمي ؟؟ لكن مو صحة قلبي ؟؟؟
وهنا انهارت وماقدرت تتحمل ..
خلاص تبي تسكر لكن يدها ما تطاوعها ..
قلبها مانعها تتهور وتسكر السماعة في وجهه وهي تسمع نبرة صوته المحرومة ...!
لما ما سمعها ترد ... و حس بوجودها كمل :: عذا ترى قلبي يتشره عليك لأنك ما سألتي عنه وهو محتاج لك ....؟؟
ما قدرت عذا ترد عليه بعد ..
فالتزمت الصمت .. لكن صوت شهقتها الأخيرة وصلت لمسمع زياد اللي يده على صدره ويتألم من الجرح اللي فجأة بدأ يعصف به...
وما يدري هل هو فعلا ألم الجرح ؟؟؟ وإلا ألم فراقها ...!
وبصوته الحنون وهمسه اللي تعودت عليه :: قلب زياد لاتصيحين وانا بعيد عنك ؟ ترى اللي فيني يكفيني ؟؟؟
وكأنه يأمرها على طول رفعت عذا يدها ومسحت دمعاتها ...
وحاولت تبتسم ..
كانت تتخيله قدامها ويشوف وش تسوي ..
وهي ماهان عليها مهما حاولت تقسى انها ماتنفذ له طلبه وهو يطلبه منها بهالأسلوب ...
لفت انتباهها البيبي وهو يتحرك في مكانه وكأن شي مخرب عليه نومته ...
وانتبهت ان الغطاء مو عليه ..يعني يحس بالبرد ...
تحركت بهدوء له وحاولت تغطيه ...
وهنا تكلم زياد :: عذا وين رحتي ..؟ انتي معي؟؟؟
ابتسمت عذا غصب ودموعها رجعت لعيونها من جديد .. :: زيــاد عارف من قدامي الحين ؟؟؟
عقد حواجبه مستغرب :: من ؟؟؟
ووسط ابتسامتها ودموعها ::: انت ........!!
وصلها صوته مستغرب :: لهالدرجة مشتاقت لي وتتخيليني في كل مكان عذاوي ؟؟؟
ضحكت عليه لكنها ما كلمت الضحك وصاحت ..
وهذا اللي اقلق زياد وخوفه اكثر ؟؟؟
...........:: عذا وش فيك ؟؟؟
كملت عذا وعيونها على ابراهيم الصغير ::عارف ان ولد ندى نسخة كربونية منك ... وهذا هو منسدح قدامي ...
بلعت غصتها وهي تصيح ...
ابتسم زياد وهو الحين عرف سبب ألمها .. وكيف ما يحس به وهي عذاه ؟؟
........:: ولد اختي واصل وما حب بعد يكسر خواطركم وطلع علي ...؟
صاحت اكثر عذا وانهارت :: لا غلطان زياد ... مو هذا هو السبب أبدا ... ولد ندى طلع يشبه لك لأن المفروض ولدي انا هو الي يشبهك انت ... وانا المفروض كنت اولد قبل ندى لكن ربك ما اراد هالشي وعوضني بابراهيم ...
قاطعها بيهون عليها :: عــذا ...
اما هي فكملت من دون لاتسمعه :: زياد انا انحرمت من طفلي منك .. انحرمت من انك تكون ابو لعيالي ومن اني اكون ام عيالك .. انحرمنا احنا الإثنين من امنيتنا الي قلت لي انك تتمناها ليلة زواجنا ..!
قاطعها بصوت صارخ قوي :: يكفي تعذبين نفسك وانا معك ... عذا ...!! خلاص اللي صار انتهى ومات .. وانا وانتي للحين موجودين ... وبنجيب مو واحد بس إلا ...
وقاطعته :: هذا لو فعلا فيه انا وانت .............!!زياد ..... اتمنى لك الخير ... والصحة
وسكرت السماعة منهارة في وجهه ...
نزلت على ابراهيم باسته برقة وهي مسكرة عيونها تصيح ..
وقامت من مكانها بتروح لندى تنبهها انها بتطلع ..
لكنها تفاجأت منها لما شافتها قدامها ...
ابتسمت لها وهي تصيح وودعتها بسرعة من دون لاتسمح لها تستفسر أكثر وطلعت وتركتهم وراها ..
تركت ابراهيم اللي في لحظة ذكرها بزياد ..
وندى الألم يآكلها من سمعت مكالمة عذا وزياد .. وحست بفداحة الجرم اللي اتخذته في حق هالإثنين .

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 13-03-10, 03:02 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياءk.s.a المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

واليوم ...
كملت ام عبدالله أربعة شهور وعشرة ايام ...!!
بالتمام والساعة والدقيقة ...
اليوم بس .. انتهت عدتها من وفاة الغالي " ابو عبدالله " ...
وعلى بالكم انها بانتهاء العدة يعني نست الحزن ؟؟
أبدا .. وعلى العكس تماما ...
احزانها تجددت عليها ..
وجرحها اللي لملمته وطبطبت عليه ... رجع ينفتح مرة ثانية ...
والدم اللي نزل منه حار كحرارته أول ماسمعت خبر وفاته ...
لكنها طول الفترة الماضية وهي تحاول تداري هالمعاناة علشان عيالها ... ولا يتضايقون عليها .
وللحين مضطرة انها تداري حزنها عن عيالها علشان ماتتجدد الهموم عليهم ....!؟
ولا يتجدد حزنهم على خسارة ابوهم سندهم في هالدنيا ...!!
كانوا البنات شبه مبسوطين علشان امهم لأنها بهالطريقة بتقدر تروح وتجي وتطلع من قوقعة البيت ... يعني على الأقل تسلي نفسها عن فراق ابوهم وما تصير تتذكره في كل لحظة وثانية ..
.
.
.
كانت هي أول زائرة لهم من بعد طلعت ام عبدالله من الحداد ...
في البداية ام عبدالله ماتعرفت عليها ..
وحتى لآخر لحظة ام عبدالله ماعرفت من تكون ...
لكنها لما قالت انها زوجة صديق زياد وانها في نفس الوقت اخت صديقة ندى ...
رحبت فيها ام عبدالله بحرارة أكبر ...
مو من طرف عيال اخوها ؟؟؟؟ يعني خلاص ينحطون على الراس ...!
جلستها ام عبدالله في المجلس وتركت معها لمياء ...
ريم ماكانت موجودة.. لأنه وقت العصر ..
اما سارة ففي سابع نومه .... هالوقت بالذات ..!
و لأن الناس كانوا في وسط الإجازة الصيفية يعني السهرات دائما صباحية ...!!
وعذا ... المطلوبة من قبل الضيفة ...
صحتها امها بالموت من النوم .. وقالت لها ان عبير تنتظرها تحت تبي تقابلها وتسلم عليها ..
ملامح التعجب أكيد انرسمت على وجه عذا اللي للحين ماغيرته سوء الظروف ...
يعني من تكون عبير ؟؟؟؟
وعلى هالتساؤل قامت من سريرها وغسلت وعقب بدلت ملابسها ونزلت تسبقها دقات قلبها المتوترة والموجسة خيفه من زيارة هالشخص الغريب ..؟؟؟
شافت امها وهي طالعة من المطبخ ومتوجهه للمجلس ..:: يمه لحظة ادخل انا وانتي سوا ..؟
ابتسمت لها ام عبدالله :: يعني تحتاجين ازفك ؟؟
ابتسمت لها عذا ودخلت للمجلس تسبقها امها ...
قامت عبير من مكانها لما لمحت عذا داخله ..
ووقفت متوازنة وبطنها كان قدامها ...
يعني حامل واللي يشوفها يقول تقريبا في شهرها الرابع ...!!
ابتسمت لها عذا :: ليه تتعبين نفسك وتوقفين خليك مرتاحة ..
ردت لها عبير الإبتسامة : لا وش دعوى ... ترى تو اني شباب ..
ضحكوا على الموقف وراحت عذا تجلس جنب لمياء ...!!
كانوا يدرون ان عبير زوجة نواف زميل زياد لكن مايدرون وش سبب هالزيارة المفاجئة ..
واللي حتى ما اتصلت عليهم عبير وبلغتهم عنها ...
يعني دخلت عليهم وبس .!
قدرت عبير تقرأ ملامح الإستغراب والإستنكار في وجوههم ؟؟
وقدرت بعد تشوف التوتر والقلق في تنفس عذا اللي يصعد وينزل بسرعة جنونية ...!!
تنفست بعمق ولفت بوجهها ونظراتها لعذا اللي ارتبكت من شافتها تطالعها ..
ابتسمت عبير :: طبعا عذا انتي تعرفين نواف ؟؟ صديق زياد واللي يشتغل معه في مكتبه ؟؟
عقدت عذا حواجبها وكأنها بس الحين تذكرت نواف وسالفتها اللي قصها عليها زياد ..
فابتسمت بفرح وهي تتذكر :: ايه عرفته .... انتي زوجته عبير وبنت عمه ؟؟؟
هزت عبير راسها في خجل :: ايه انا هي ...!!
ابتسمت عذا :: سولف لي زياد عنه وعنك ... لكن مبروك الزواج ولو انها متأخرة ومبروك الحمل الجديد ...
تنهدت عبير :: الله يبارك فيك .. كان ودي اتعرف عليك في ظروف احسن لكن يالله ما كتب ربي ..
هزت عذا راسها :: لا من قال .. الظروف هذي أحسن ظروف ... تعرفتي علي وعلى أهلي بعد ..!
لفت عبير بنظرها على الجلوس وهي ماتدري ..؟
هل تبدأ الموضوع وهم موجودين والا تتركهم لحد مايطلعون او تطلب منهم انها تكون مع عذا بروحهم ..؟
وفي الأخير قررت تتكلم في وجود امها واختها احسن ؟؟
يمكن يدعمون موقفها ...
فالتفتت لعذا وهي تبتسم :: دريتوا عن زياد ونواف ؟؟؟؟؟
سكتت عذا ونزلت عينها للأرض ..؟؟ إلا هالموضوع ماتحب احد يجيب طاريه ؟؟
اما ام عبدالله فخافت وباندفاع :: وش فيهم ؟؟؟؟
ابتسمت عبير تطمنهم :: سلامتك يا خالة بس بكره وصولهم إن شاء الله ..
ابتسمت لها لمياء :: نواف مسافر مع زياد ؟؟
هزت راسها بالنفي:: مو من اول ما سافر لكن لاحقه من اسبوعين .. على اساس كان يبي يبشره باللي صار على مؤيد ... ويبي يرجع هو واياه مع بعض ..؟
طالعتها ام عبدالله :: يعني ماقلتوا له عن سجن مؤيد في ساعتها؟؟
ضحكت عبير :: أصلا كلنا ما انقال لنا شي ... أول من عرف الخبر عبدالعزيز ونواف ... وسكتوا عن الموضوع لحد ماسافر نواف وبشر زياد وبعدها نشروه علشان يسبقكم نواف بالبشارة ..
ابتسمت عذا :: طلع صدقي نواف ويعرف يلعبها صح ؟؟؟
ابتسمت عبير :: شفتي شلون ؟؟ " والتفتت لأم عبدالله " بس ماقلتوا لي ياخالة بتروحون تستقبلونه ؟؟ يعني انتي تقدرين تروحين ؟؟
ابتسمت ام عبدالله بحزن :: إن شاء الله انا اول وحده تروح للمطار ... اليوم خلصت العدة ..!
ابتسمت عبير ولفت لعذا :: وانتي عذا ؟؟؟
رفعت عينها الأخيرة بخوف :: وش فيني ؟؟
عبير :: بتروحين تستقبلينه ؟؟
هزت راسها بالنفي من دون لاترد .. لكنها انتبهت لأمها تؤنبها على تصرفها ولازم تحترم الضيفة ..
تنهدت عذا :: ما أظن اروح ..
ابتسمت لها عبير وهي وصلت للي تبيه :: ايه بس زياد يقول انه ما بينزل من الطيارة الا اذا عرف انك موجودة وبتستقبلينه ؟؟؟
وقفت عذا على حيلها وهي تحس بصداع شديد ودوار :: اذا بيعفن هناك ...!!
كانت بتمشي لكن وقفتها عبير :: عذا ... مهما صار بينك وبينه .. بس يضل زياد يبيك انتي وهذا هو الكلام اللي وصلني منه .. وهذا هو الشي اللي خلاني ازوركم اليوم بمفاجأة ..؟
طالعتها لمياء :: زياد مكلمك ؟؟؟
هزت راسها بالنفي :: كلمني شخصيا لا ... لكن نواف هو اللي قال لي وكل الإثنين توسلوني اجي لها واقول لها ...
التفتت عذا وعيونه غرقانة دموع :: ما اقدر اروح واستقبله والثانية متمسكة ذارعه ... جرحي ما التئم عبير .. ولا راح يلتئم ..
تنهدت عبير ووقفت لها :: عذا انتي اللي مصعبة الأمور .. وهذا اللي صار لكم واللي يصير الحين إثبات لكم انتم الإثنين .. هل فعلا كنتم تحبون بعض بقوة .. وإلا حبكم كان ينقصه حلقة ؟؟؟
طالعتها عذا :: ماعاد يهمني عبير ... والله زياد ماعاد يهمني .. اول كنت احبه لكن الحين
قاطعتها عبير :: لازالتي تحبينه عذا .. وهالشي مكتوب في عيونك والكل يقراه ؟؟
طالعتها عذا والدموع معمية عيونها وهزت راسها بالنفي :: الخيانة صعبة .. واني افقد طفلي بسببه هو وزوجته هذا هو اللي دمرني ؟؟
ابتسمت عبير بألم على حال هالبنت المسكينة .. وعلى حالها هي من قبل ..
كأن شريط ذكرياتها انفتح من جديد وصارت تشوف كل الأحداث فيه ..
من تهجم مؤيد عليها ..
إلى لعبة نواف من وراها علشان يتزوجها ...
وعلى هالأساس مسكت كتف عذا بقوة ورصت عليه :: عذا ... ترى اللي يسويه زياد دليل حبه لك ... عطيه فرصة ولاتكونين قاسية لايجي يوم وتندمين ... وانتي قلتي انك عارفة وش حصل لي من قبل ..؟؟؟
هزت عذا راسها بالإيجاب ..
ابتسمت لها عبير :: يعني المفروض تآخذين العظة والعبرة ... لأني كنت قاسية وماعطيت نواف فرصة وكابرت وما وضحت تعلقي فيه ..؟؟ لكن الحمدلله ان الوقت ماضاع واني سمحت لنواف بفرصة وحده يثبت لي فيها صدق نواياه .. اما انتي ياعذا للحين ماعطيتي زياد فرصة .. ومن تزوج وانتي صادته عنك ... اسمحي له يفهمك اسبابه وليه تزوج ؟؟؟ اسمحي له يثبت لك انه حتى بعد زواجه هو شاريك ومايبيعك بالرخيص ..؟؟
رفعت عذا يدها لفمها تمنع شهقتها لاتطلع ..
ودموعها انهار على خدها ..
قال إيش ؟؟ قالوا لها اسمعي اسبابه ..
مو هذا هو اللي حطمها ودمر آخر آمالها ... انها عرفت اسبابه وسمعته للنهاية ..
هذا هو اللي الحين يعور مشاعرها الرقيقة انه قال لها عن سحر وندى وانهم مهمين له اكثر منها ...!
طالعت في وجه عبير بتمعن وعقبها قالت :: آسفة .. لكن ما اقدر اسامحه ولا اقدر ارجع عذا اللي قبل ... عذا الضعيفة المكسورة ما اقدر .... وقولي له لايتهور و خله ينزل من الطيارة .. لأني ماراح اجي ولا بيشوفني مهما كانت الظروف ومهما حصل ومهما قدم لي من تنازلات ...!! وعن اذنك ..
ومشت عذا طالعة عنهم وهي تصيح ...
ياربي منهم هالعالم ليه كلما قربت تتغير رجعوا وفتحوا عليها جروحها ؟؟
ليه مايفهمون ان جرح الخيانة كبير وصعب وما تقدر تتغاضى عنه ..
مستعده تتحمل كذبه وعصبيته واندفاعيته معليش ..
لكن انه يخونها لا .. هذا هو الشي اللي للحين ألمه يعتصر قلبها ..
ويفتك بروحها على خفيف وشوي شوي .. لحد ما يقضي عليها بالموت البطئ ...!
----------------------------------------------------------------------------------------
وحطت الطيارة رحالها في مطار الملك خالد الدولي بالرياض ...
واصلة من تورنتو ... كندا ...
وأخيرا استنشق زياد هواء السعودية .. وهواء الرياض بالتحديد ...!!
مشتاق لشمسنا وحرنا ..
مشتاق لأهله وربعه وجماعته ...
مشتاق لتراب الديرة ... لصحاريها وقفارها ...
مشتاق لكل شبر فيها ..؟؟
له الحين ثلاث شهور وأكثر وهو محبوس في هالكندا ..
ومحبوس نَفسه بروائح المعقمات المنتشرة في مستشفياتهم ...
وأخيرا اصبح كالطير الحر .. اللي ماتعود انه يكون غيره !
الكل متواجد في صالة الإستقبال ..
كل من كان يحب زياد ويعني له شي موجود هناك وينتظر دخلته عليهم ...
العمة الجوهرة وعيالها الإثنين ... ومعها لمياء بس هي وفهد ..
أما سارة فامتنعت عن الجية لأنهم ما يبون يتركون عذا بروحها في البيت ..
والأخيرة راسها وألف سيف .. ماتروح له ولا تستقبله ...
كانت الجوهرة تنتظر طلعت زياد من البوابة لأنها مشتاقة له وتبي تشوفه وتمتع نظرها بسلامته ..
شافت ندى واقفة مع مشاري وبين يديها عربة ابراهيم الصغينون وعيونها معلقة على الباب وتنتظر طلعت اخوها ...
ابتسمت بينها وبين نفسها ... ودعت ان الله يخلي لها هالأخو اللي هو حيلتها في هالدنيا ..!
كانت العيون تترقب وصوله ...
اهل زياد اعصابهم متوترة ومشدودة ..؟؟؟ ومو عارفين كيف بيرجع لهم زياد ؟؟
هل هو طبيعي ويمشي زين من دون حاجة لعكاز ؟؟
أو ان آثار الحادث بتبقي أثرها عليه .... وتتغير أحواله القديمة ؟؟؟؟
ام عبدالله مو في وعيها وحاطة يدها على قلبها وتدعي وتقرأ في خاطرها ...!!
هذي أول طلعه لها من خلصت العدة ... فتمنت ان ربي ييسرها لها وتشوف اللي تمنته في زياد ...!!
وانفتحت بوابة الوصول ...
ودخلوا المسافرين اللي وصلوا اللديرة ...
والعيون تراقبهم بشغف ولهفة ... تنتظر شوفة واحد و بس ... هو زياد ؟؟
وأخيرا ...
طلع لهم من البوابة ... ببنطلونه الجينز وتي شيرته الأسود ....!!
كان متغير ولفحة السمار زايده عليه شوي ....!!
ناحف وهالشي واضح عليه ...
لكن الإبتسامة والفرحة كانوا يلمعون في عيونه ...
أقبل عليهم يمشي و جنبه عبدالعزيز اللي من شاف اهله ينتظرونه ودع زياد وتركه ...
كل الموجودين في المطار ... لاحظوا عرجه ...!!
كان يمشي بعرج خفيف جدا واضح من رجله اليمين ...!
أما يده اليسار فاللي بيدقق النظر ... يدري انه مايحركها ..
ولا يبيها اصلا تتحرك من مكانها ...!
لكن الحمدلله على كل حال والا من كان يصدق انه بيرجع لهم بهالوضع وهو اللي سافر عنهم وهو حتى ما يقدر يوقف على رجوله ولا يقدر يزحزح يده من مكانها .!
ومثل انه ما خفى عن عيونهم عرجه ...
بعد ما خفى عليهم نظراته المتلهفة والمتشوقة تدورها بين الحضور ..
ما خفت عليهم التفاتاته حولهم و دقات قلبه المتسارعة على أمل انه بيشوفها تستقبله وتتحمد له بالسلامة مثل ماوعدته عمته قبل لايسافر ......!!
لكنها للأسف ما حضرت .. ولا جت ... واعتكفت في بيتهم وبالتحديد في غرفتها ...!
وشافوا لمعة الحزن اللي فجأة حلت محل الفرحة ...
وشافو ابتسامته خفتت نوعا ما .. لأنه ماشافها وهو مشتاق لها ..!
سبقتهم كلهم وراحت رمت نفسها في حضنه ..
كانت تصيح بقوة وشراهة ..
دفنت وجهها في صدره وماهمها احد من اللي يشوفونها ..
المهم اخوها رجع بالسلامة وهذا هو واقف قدامها بصحة وعافية ...
ماقدر زياد ما يبتسم لها ويشتاق لها ...
لكنه انحرج من تصرفها فحاول يشيلها شوي من على صدره ويسلم عليها ...
انتبه له مشاري وانه ما يقدر يحرك يده ... فتقدم منهم ومسك ندى عنه ...
وسلم عليه بعد ما ترك ندى هادية ومرتاحة ...
سلم الجميع عليه .. والشوق كان واضح في عيونهم ...
عبدالله حضنه بقلبه قبل يديه ... كانت عيونه تبي تدمع لكن مارضاها تنزل ..
لأنه خلاص مل الدموع ومل الحزن ويبي يعبر عن سعادته بشي ثاني ...
استانس زياد منهم ومن لمتهم ...واستانس اكثر لما شاف ابراهيم الصغيرون شبيهه اللي ازعجوه به ..
شالته ندى له وقربته منه .. وهي تبتسم وتضحك وتصيح وكل المشاعر والإنفعالات تسويها ...
بصعوبة شاله زياد بين يديه وحبه على خده .. كان بدأ يكبر وعمره قريب من الشهرين ...!!
بس في الأخير خاف لا ينزل من يده لأنه حس بتعب شوي في عضلته ...
فتلاحقوا مشاري وندى ولدهم وشالوه من بين يديه ...!
وسط ضحكات الجميع وتعليقاتهم ....
تنهد زياد وبعدها عقد حواجبه ....!!
لحظة هو يتذكر انه شافها واقفة معهم ؟؟؟
إيه كانت واقفه حتى كان جنبها اسامة ؟؟؟
بس الحين ما شافها لا هي ولا سام ؟؟؟؟
التفت وراه وهو عاقد حواجبه ..:: عمتي وين هي ؟؟؟ مو كانت معكم ؟؟
وكأنهم فعلا توهم انتبهوا ...
والتفتت لمياء وراها وشافت اسامة جالس على واحد من الكراسي وامها جنبه ...
ابتسمت وطالعتهم :: مو هذولاك هم ؟؟؟
التفتوا كلهم للمكان وشافوا الجوهرة جالسة على الكرسي ويبين انها تصيح ..
أما أسامة فكان معها وكأنه يهديها ...
راحوا لها كلهم وهم خايفين وش صار لها ؟
تقدمت لها ندى :: خير ياعمة وش صاير ؟؟
بلعت ام عبدالله غصتها لما حست بهم خافوا عليها واجتمعوا حولها ...
لمحت اسامة يبتسم وقال :: شافت الأضواء كلها توجهت لزياد وغارت قالت خلني اسوي شي واجذب الأنظار ..؟
ضحكوا كلهم لكن زياد تقدمهم ونزل يحب راسها :: عمتي طول عمرها نورها يغطي على الجميع ..
ضحك عبدالله :: ايوه تكلم اللواق ..
جلس زياد جنبها وكلهم لاحظو صعوبة جلسته بس مااهتموا وحط يديه على كتوف الجوهرة وابتسم :: ماعليكم المهم اني عاجبها بلواقتي ... " لف بعيونه لها " والا ياعمة ؟؟؟
التفتت عليه ووجها قريب من وجهه ...
شافت خطوط التعب مرسومة على وجهه الجميل الوسيم واللي ماغيرته لفحة السمار ولا التعب ..
شافت الشوق ينضح من عيونه وهي ماقدرت تسوي له شي ..؟
لاساعدته ولا ساعدت بنتها ؟؟ وش هالعمة اللي مامنها فايدة ؟؟؟
رفعت يدها ومسحت على خده :: انتم كلكم عاجبيني ؟؟
ضحك اسامة :: ايووووه عاد جتك اللواقة صدق ...؟؟ والله ياهي بياعة حكي ؟؟
رفع عبدالله حاجبه في وجه اسامة :: احترم نفسك تراها امي ...
والتفتت له ندى :: وتراها عمتي بعد وجدة ولدي ..!
ضحك سام :: اوه اوه كثروا جماعتك يمه ..
تنهدت وطالعتهم :: الله لايخليني منهم ...
ابتسم لها زياد:: عاد قولي لي وش اللي خلاك تتركين استقبالي وتروحين بعيد وتصيحين ؟؟؟
وماقدرت ام عبدالله تمسك نفسها لما ذكرها زياد ...
ورجعت دموعها تنزل مرة ثانية ..
وهنا من جده زياد خاف :: عمه حلفتك تقولين لي وش صاير لكم ؟؟
انتبهت ام عبدالله انها خوفته وتداركت الموضوع :: لا يابعدي ما فينا شي .. بس ماقدرت اتحمل دخلتك علي عقب هالفترة كلها وعقب آخر وضع شفتك فيه ؟؟
ابتسم زياد بألم :: كنت متوقعة الأفضل ؟؟ اني ارجع من دون عرج ولا يد صعب تحريكها ؟؟؟
بلعت ام عبدالله غصتها بصعوبة وزياد فعلا يقول نصف الحقيقة لكنها ماقوت تجرحه وهو متأثر ..
فهزت راسها بالنفي وحست انها لازم تقول له نصف الحقيقة الثاني وتقنعه ان هذا هو اللي صيحها ..
فابتسمت له :: ضاق صدري لأنك مالقيتها معنا ... وانا عمتك اللي وعدتك انها بتكون موجودة مانفذت الوعد .. واخلفـ ـ ـ
سكتها لما وقف بألم وهو ما يبي أحد يعور قلبه فوق ما هو متعور وحاول يوقفها معه :: لو هذا سببك فمالك حق تضيقين صدري عليك .. لأني اصلا نازل وانا عارف انها مابتكون موجودة ...
قام معها وحاول انه يرسم على فمه ابتسامة قوية توضح لهم انه ما تأثر من عدم جيتها واستقبالها ..
يبي يوضح لهم انه خلاص عرف عذا وش تبي وفهم الرسالة منها ..
وانه خلاص حياتهم اصبحت مستحيلة ..
و من اليوم وطالع لا عاد يفكر فيها كزوجة أبدا ...!
مشوا كلهم طالعين من المطار ...
لكن شي غريب استوقف ام عبدالله ...
وخلاها فعلا تلتفت لندى متفاجأة وسألتها :: الا بنت عمك ما جت ؟؟
ابتسمت ندى لعمتها :: كانت بتجي لكنها تراجعت مادري وش صار عليها ؟؟؟
استغربت ام عبدالله :: ومن جلس عندها هناك ؟؟
رفعت ندى حاجبها :: هناك وين ؟؟
ابتسمت ام عبدالله في تعجب :: كندا ؟؟
والحين فهمت ندى :: آآآها قصدك كذا .. لا ياعمة هي جايه لها فترة يمكن بعد ولادتي باسبوع ...
ام عبدالله :: وتركت زياد ؟؟
ابتسمت ندى :: اصلا زياد ماكان محتاجها ... وهي رايحة معه علشان مواعيدها فبمجرد ما خلصت كانت بتجلس لكن ولادتي رجعتها ...
ابتسمت ام عبدالله وهي الحين توضحت لها الصورة ؟؟
تجاهلت الموضوع والتفتت لزياد :: يمه زياد ترى الحين الروحة لبيتنا .. اليوم لازم نحتفل بك ..
ابتسم زياد :: ولا يهمك يالغالية لكني ابروح لبيتي الحين واريح واسلم على عمي وعقبها ولا يهمك ...
والتفتت ام عبدالله لندى ومشاري :: وانتم بعد لازم تجون .. ترى بننتظركم على العشاء وبنسوي حفلة شواء ...
ضحك سام على امه :: يمه رجاء ياليتك ماتتطورين ؟؟
وضربته لمياء على كتفه :: اسامة انت موطبيعي اليوم .. احترمها يا اخي ؟؟؟
ابتسم مشاري وهو يطالعهم .. : ولا يهمك يا خالة بس ترى حتى انتم بعد معزومين بعد يومين على رحلة لشاليهاتي في الخبر بمناسبة رجعة زياد بالسلامة ...!
ابتسمت ندى وهي تطالع مشاري بفخر :: عمة ترى توه مفتتحهم ... يعني نضرب عصفورين بحجر .. تدخلونها ونعزم زياد فيها ...
مسك زياد يد عمته :: ما عليكم عمتي موافقة .. لأنها عارفة ان البركة مو حالة على شاليهاتكم الا بدخلة رجلها الكريمة ..
ابتسمت ام عبدالله وضربت زياد على صدره بخجل اما الأخير فمسك صدره وعبس بوجهه :: الله يصلحك عورتيني ؟؟
خافت ام عبدالله من صدقها ووقفت قدامه بخوف :: ياربي مني فاقده الذاكرة ونسيت .... وين يعورك ؟؟
وراحت بتشوف وين يعوره بس هو استحى وضحك عليها :: امزح عليك يالغالية ...
ابتسمت له براحة ...
وضحكوا كلهم على روعتها من اللي سوته ..
وركبوا السيارات وانطلقوا قافلين وراجعين لبيوتهم ...!
-------------------------------------------------------------------------------------------

كان رفضها قاطع وقرارها نافذ وغير قابل للنقاش ...
قالت لهم انها ما راح تروح يعني ما راح تروح ولا أحد له الحق بالمناقشة لا امها ولا اخوانها ...
بعد العشاء وبعد ما بتت في قرارها خلاص وتكنسل كل شي طلعت غرفتها بقهر والم ورمت نفسها على السرير وشالت في يدها كتاب روائي ؟؟؟ ماتدري وش مخطوط فيه لكن المهم تشغل يديها لا تكسر أشياءها الموجودة في الغرفة من القهر والتناقض المتعب اللي تعيشه ...
سمعت دق على الباب وسفهته ..
لكن لمياء ما اهتمت لها ودخلت من دون لاتنتظر الإذن ...
ومن شافت عذا على وضعها تقدمت لها بعصبية مغلفة وسحبت الكرسي حق التسريحة وجلست عليه قدامها وراحت تطالعها وتتأملها ...
كانت عيون عذا على الكتاب ...
لكنها توترت من نظرات لمياء عليها فالتفتت لها :: وش فيك تطالعيني ؟؟؟
رفعت لمياء حاجبها :: اشوف وامتع نظري بعذا الجديدة اللي حتى أمي ماعاد تهمها ؟؟؟
نزلت عذا الكتاب من يدها بعصبية :: إن صرت شديدة ماعجبكم وإن رجعت عذا القديمة بعد ماعجبكم ..؟؟ بالله انتم وش تبغون مني ؟؟
وزفرت بألم تداري دموعها اللي دقايق وتنزل ...
لكن لمياء ابتسمت لها وهي حاسة بمعاناتها ... :: انتي عاجبتنا شديدة ... لكن مانشوفك صرتي فعلا شديدة وقوية .. والدليل انك رفضتي السفر وقبول عزيمة ندى ومشاري ؟؟
ضحكت بقهر وسخرية :: انتي من جدك تتكلمين ..؟؟ تدرين من عازمنا ؟؟؟ مشاري يا حبيبتي ..؟؟ يعني تعرفين من هو مشاري ؟؟
هزت لمياء راسها :: اخو سحر ..
طالعتها عذا بعيون مفتوحة ::: يعني من بيحضر العزيمة ..؟؟
ضحكت لمياء :: مو قلتي انك تغيرتي ..؟؟ يعني مع تغيرك المفروض ماتهمك سحر ؟؟
تنهدت عذا وهي تعض على شفايفها تمنع عبرتها لا تتحول دموع :: مابعد وصلت لهالمرحلة ؟؟
سكتت لمياء شوي مراعاة لأختها ...
وبعدها حاولت تقنعها :: عذا انتي اذا جلستي امي بتجلس عندك وما بتروح وتتركك بروحك في البيت لو مهما كان ... وسارة لايمكن تروح وانتي جالسة وامي عندك ... وهالثنتين بالذات هم اكثر ناس محتاجين للسفر لا أمي اللي محتاجة تغير جو عقب الحداد .. ولا سارة اللي محتاجة تروح تشم هواء وتجدد نفسيتها علشان ثالث ثانوي ..
سكتت عذا وماردت ..
كانت منزلة عيونها لأظافرها وتلعب فيهم ...
كملت لمياء بإقناع :: إنك ما تنزلين للعزيمة ولا تسلمين على زياد مع انه واجب عليك هالشي فهذا شي عادي وراجع لك ومحد تدخل فيه ... لكن هالشي بالذات لازم نتدخل لأنه يخص امي مباشرة .. امي محتاجة تشم هواء البحر اللي ممكن ينسيها همها وحزنها شوي ...!
رفعت عينها اللي تنزف دم بدل الدموع وبشهقات مفاجأة :: لمياء انا ما اقدر اروح هناك افهموني ..؟ والله ماا قدر اروح واشوفها واشوفه ... ماابي اختلي بمكان هم الإثنين موجودين فيه .. بليز لمياء قدروا موقفي ...
وانهارت تصيح بألم وعذاب ..
ماهانت على لمياء فقامت لها ..:: عذاي اسمعيني طيب وانا بلقى حل ..
رفعت عينها للمياء وكأنها تنتظر الحل ..
ابتسمت لها لمياء :: شوفي مو مشاري هو صاحب الشاليهات ..؟؟؟
هزت راسها بالإيجاب ..
وكملت لمياء :: خلاص انا بقول لعبدالله اخوي يقول له يعطينا شاليه لنا بروحنا مع اني اتوقع انه هو اصلا عامل حسابه ومخلينا بروحنا ...
هزت عذا كتوفها :: ويعني ؟؟
ابتسمت لمياء :: يعني خلاص انتي بكذا تكونين بعيدة عن زياد وعن سحر .. وبدل لاتحبسين نفسك هنا في البيت احبسي نفسك في غرفة هناك على البحر .. يمكن تتجدد نفسيتك وتتحسنين ؟؟
طالعتها عذا شبه مقتنعة ...
وكملت لمياء :: وإن حبيتي لاتطلعين لهم أبد وخلك في شاليهنا وهم اصلا بيتفهمون ... وبكذا امي ترتاح عليك و تستانس أنها ما كسرت خاطر ندى و مشاري وفرحت مع زياد وفوق هذا وذاك غيرت جو ..!
مسحت عذا دموعها شبه مقتنعة ...
وتنهدت لمياء :: وش قلتي اقول لهم غيرتي رايك ؟؟؟
هزت راسها غصب عنها بالموافقة ...
وكيف ماتوافق وامها هي المستفيد الأول من هالسفرة ...!!
وهي عرفت وش كثر امها محتاجة تغيير جو .!
.
.
.
.
.
.
.

وبعد اشتراط عذا انها تعتكف في الشاليه ومايحرجونها كل شوي يقولون لها اطلعي ...
وصل الجميع هناك على وقت المغرب ...
وشافوا ان الكل سابقهم للموقع ..
كانت ندى وبيت عمها موجودين هناك ... واستقبلوا بيت ام عبدالله وهذا هو الشي اللي اقلق عذا ووترها ...
ومن شافها اسامة على هالوضع ابتسم لها :: لاتنزلين من السيارة ...
ابتسمت لها وهي حاسة انه فاهمها ...
وبحركة خفيفة دخل اسامة بالجيب حقه لحد ماوقفه قدام شاليههم ...
والتفت على اخته يضحك :: الحين تقدرين تنزلين من دون لا احد يشوفك ...
ابتسمت له عذا من وراء خاطرها :: مشكور سام ..
نزلت هي واياه مع بعض ...
هي دخلت الشاليه ..
أما هو فراح ينزل اغراض اهله من السيارة ...
دخلت الشاليه وهي تحس بالقهر والندم لأنها طاوعتهم وجت للجحيم برجليها ؟؟؟؟
بالله كيف بتقعد هنا اسبوع وفي وسط هالأجواء ...
راحت تتمشى وتستكشف المكان ..
عجبها الشاليه انه صغير وملموم وفوق هذا تبين عليه الفخامة ...
دارت في الدور الأرضي كله وبعدها طلعت الدور الثاني ...
كان فيه ثلاث غرف نوم ...
دارت فيهم بتشوف وش اكثر وحده تناسب اعتكافها علشان تستحوذ عليها ...
وأول وحده دخلتها هي اللي كانت انسبهم ...
لها شباك كبير يطل مباشرة على الشاطئ .. وهذا هو اللي تبيه ..
يوم تتضايق وتحس انها بتنفجر ومحتاجة تشكي لأحد ماعليها الا انها تفتح الشباك وترمي همومها هناك في قاع البحر ...
نزلت شنطتها من على كتفها ورتبت ملابسها بهدوء تام وقلب مشغول بالأحداث اللي تصير تحت ..
امها واخواتها ماطلعوا ولاسمعت صوتهم في الشاليه يعني مبسوطين باللمه هناك ..وهي حابسة نفسه هنا .. لكن يالله وش تسوي علشان راحتها وراحة امها ..
وبعد ماانتهت من كل شي التفتت بتتمدد على السرير ...
لكن شكل الشباك المفتوح أغراها ...
فابتسمت وقالت بتطل منه .. يمكن الجو برا ينعشها شوي .. وينعش قلبها اللي بيوقف من التعب ..
ومن طلعت لفحتها نسمة دافية خفيفة تحمل معها ريحة البحر ...
استنشقتها بعيون مغمضة ورئتين مفتوحة على الآخر ...
تسندت بيدها على الترابزين اللي قدامها وهي تتخيل حياة أحسن من هالحياة ...
وقلوب صافية أصفى من هالقلوب البشعة ...!!
فتحت عينها بعد فترة والإبتسامة لازالت مرسومة على وجهها ..
لكن شد انتباهها السيارة اللي وقفت قريب من شاليههم ...
لكنها قدام الشاليه اللي جنبهم ..
دققت النظر في السيارة وهي تشوف عبدالله اخوها وفهد زوج لمياء متوجهين لها ..؟؟؟؟
قربت شوي من جهة اليمين علشان يكون تركيزها اقوى ...
وبعد دقيقة ...
نزل هو من السيارة تعلو وجهه الإبتسامة ...
هو زياد بشحمه ولحمه توه واصل من المطار لأنه جاي بالطيارة كونه مايحتمل الطريق بالسيارة ..
وهذي أول مرة لعذا تشوفه من عقب يومهم هذاك في المستشفى ...
حتى لما جاهم عقب سفره هي ماشافته ولا حتى طلعت له ..
ولا حتى حظرت العزيمة واعتكفت في غرفتها لما نامت بتعبها ودموعها وألمها ...!
من شافته عذا هالمرة راحت تتلفت حواليها تبي أحد يأكد لها اللي تشوفه ؟؟؟؟
هل هذا هو زياد والا تقليد ؟؟؟
ليه نحف ؟؟
ليه تغير ؟؟
ليه الحزن صار ملامحه ؟؟؟
ومن شافته يسلم على الشباب ولمحت يده اليسار انه مايحركها شهقت و حطت يدها على فمها ؟؟؟
يا الهي يعني هذي وحده من نتايج الحادث ؟؟؟؟؟
كانت تمنع صرخة قوية لاتطلع من فمها ..
تمنع دعوة عنيفة لاتطلع منها على مؤيد ؟؟؟ وهي اللي ما تحب تدعي على أحد بالهلاك مهما كان وبعدين يكفي انه الحين مسجون ويذوق مرارة السجن والحبس ..
لكنها انهارت بقوة لما شافته يتحرك معهم بيدخل الشاليه وشافته يعرج ....؟؟؟؟؟؟؟
زياد يعرج وما يحرك يده ؟؟؟؟
كيف ووشلون هالأشياء ؟؟؟ تحتاج احد يشرحها لها ؟؟
لأن هالأشياء مو راضية تدخل راسها الصغير وتستوعبها ؟؟؟
ليه ماطاب ؟؟
ليه قال لنا انه اوكي واموره تمام ؟؟؟؟
ليه ماقال انه يعرج ويده ماتتحرك ؟؟؟
حست عذا بالذنب وتأنيب الضمير ..
حست انها في هاللحظة ممكن تتهور وتنزل له تحت وتحضنه ..
عارفته أكيد انه يتألم من اللي صار له ووصل له ؟؟؟
أكيد ان نفسيته متأثرة لأنه مارجع مثل زياد اللي قبل يمشي صح ويده سليمة ؟؟؟
يعني الحين يتعذب عذابين ...
عذاب فراقها ... وعذاب صحته اللي ماتحسنت بالشكل المطلوب .!
رجعت لغرفتها ورمت نفسها على السرير وعيونها تطالع السقف ...؟؟؟
زياد محتاجها بقوة هالفترة وهي محتاجته ... لكن الظروف واقفة بينهم مثل السد المنيع ؟؟؟
وهالظروف صار لها جذور قوية .. وصعب جدا انهم يقضون عليها ...!!
نزلت دموعها غصب عنها وصورة زياد تتهيأ لها في السقف وتقارنها بصورته القديمة ...!!
لكن الحمدلله على كل حال ...!
--------------------------------------------------------------------------------------
مر يومين للحين والأوضاع مثل ما هي ...
كانت عذا تشوف نظرات العتب والقهر من امها لكنها متجاهلتها ...
وام عبدالله ما تقدر تضغط عليها في اي شي ..!
في البداية طلبت منها بطريق مباشر انها تسلم على زياد ..
لكن رفض عذا القاطع وانهيارها خلاها تسحب كلمتها وماعاد ترجع تقولها مرة ثانية ...!
وللحين عذا معتكفة في شاليههم وماتطلع منه الا للساحة الخارجية للشاليه وبس ...!!
اما تطلع معهم في اجتماعهم على الشاطئ فلا ...
وزيــــاد .. آخ منه المسكين ...
يدري انها موجودة ...
ويدري انها حابسة نفسها في غرفتها لأنها ماتبي تقابله ولاتبي تسلم عليه ولا تبي عينها تجي في عينه مهما كان الظرف ...!
كان كل يوم يطالع شاليههم على أمل انها تغلط وتطلع ويشوفها ...
كل يوم في الليل وإذا نام الجميع يجلس هو قريب من الشاطئ يناجي البحر ويشكي له همه ..
يشكي له جفاء عذا وقسوتها عليها ...
يقسم للبحر انه ما عاد يبي من الدنيا شي بس يبي عذا تطلع الحين وتقول له الحمدلله على السلامة ..
لأن الكلمة هذي بس هي اللي ممكن ترجع له صحته مثل ماكانت ...
محتاج يشوف عذا علشان تطفى النار اللي مشتعلة في جوفه ...؟
هي الشخص الوحيد الي يحتاجه علشان تهدى أعصابه وثورتها اللي بدت من طلع من السعودية متوجه لكندا واللي جنبه كانت سحر ومو عذا ...
هناك كان يحتاج عذا أكثر ..
يحتاجها تواسيه بكلمة او لمسة أو حتى سؤال عن احواله ...
لكنها للأسف ماكانت تعطيه اللي يبي وتركت المجال لنفسه واعصابه وحتى قلبه انهم يثورون ويسوون انقلابة ضد زياد ويعيشونه في جو من القلق والهم والتفكير ..!
.
.
.
في اليوم الثالث ..
حست عذا انها مخنوقة ولو جلست دقيقة في الشاليه ممكن تموت ....!!
جربت تطلع من مكانها لكن عند الباب اللي يطلعها من الشاليه سمعت صوت امها تحاكي زياد وهو يستهبل عليها ويساعده اسامة ..!!
ابتسمت غصب عنها وهي تسمعه يدلع امها ويغنجها ويحرجها بكلام الغزل والكلام اللي احيانا يدور بين الشباب و يخجلون الأمهات منه ....!!
ورجعت مكان ما جت ...
الطلعة انحرمت منها وهي اللي رضت بهالشي ..
فخلاص الحين لاتجي تعترض ...
رجعت غرفتها ورمت عبايتها على السرير ...
ولفت بوجهها على الشباك .. وكان الوقت الغروب ..
ومحلاة الغروب على البحر ...
منظر يحلم به كل شخص ويتمناه كل رسام ...!
سكرت الشباك الكبير في غرفتها لأنها ماتبي تشوف الغروب لإنه يعني الإنهزام ...
ورجعت تمددت على سريرها ...
وفي بالها نية طلعة ... لكن لما العالم ينامون وما يبقى غيرها ...!
.
.
.
ومن تعشت هي وسارة اختها اللي تكرمت وجت تتعشى معها ...
طلعت غرفتها .. تنتظرهم ينامون ويهجعون ...
علشان تقدر تختلي بنفسها والبحر ...
تبوح بسرها العميق للبحر ...!
وقريب من 12.30الليل ...
حست بالهدوء يعم المكان ...
طلعت من غرفتها وجالت في الدور الثاني وبالفعل الكل كان نايم بسلام ...!!
امها وسارة ولمياء حتى سام وعبدالله ...
في البداية خافت تطلع بروحها ..
لكنها تشجعت لما شافت الناس مع انهم قليلين جدا كونهم جالسين على شاطئ خاص بالشاليهات لكن على الأقل لازال فيه ناس للحين يمشون على البحر ومتواجدين هناك يتسامرون قدامه ...
والعاشق يبوح بعشقه للمعشوق ..
والمُعاتب يرضي اللي يعاتبه ....!!
طلعت بخطوات لا تخلو من الخوف لكنها متشجعة للوقوف قدام البحر والكلام ...
مشت لحد ما قربت من الشاطئ ...
كانت ماتشوف غير البحر قدامها والناس اللي حولها والعالم مايهمونها ...
رفعة عبايتها شوي وشالت الشبشب من على رجولها وتقدمت للمويه ..
والأمواج الخفيفة راحت تضرب مواطيها ..
حست عذا بشعور ثاني ..شعور جميل وانتشاء بالسعادة ...
حست انها راحت لعالم ثاني عالم هادي ومافيه وحوش ولا فيه قساة همهم بس كسر الخواطر وتحطيم المشاعر ...
اجتمعت الدموع في عيونها وهي تتمنى من الله انه يرسلها للمكان اللي فيه ابوها ...
المكان اللي هي شافت ابوها فيه وهو متنعم ومتهني ويبتسم لها ...!
تبيه وتبي تروح له ..؟؟؟ أكيد بتلقى عنده ناس طيبة ورائعة ..
ناس اشباه ابوها ... ويمكن ترتاح هناك أكثر ... وتحصل ضالتها ..!
تنهدت ونزلت عينها من عالسماء ورمت الشبشب من يديها والتفتت وراها بتشوف لها كرسي والا صرفه تجلس عليه ....
لكن وقفتها تشجنت ...
وعيونها انفتحت على آخر شي ..؟؟
شافته واقف وراها بهدوء وفي يده عصاه ويبتسم لها ...!
بلعت ريقها بصعوبة وتلفتت عن يمينها وشمالها علها تشوف عبدالله والا سام ويتقذونها من الموقف ويصرفون زياد عنها ..
بس للأسف مالقت أحد ..!
حست به يتقدم فتراجعت شوي ...
طالعته وشافته مازال يمشي لها بعرجه الخفيف ويده الثابتة على جنبه ...!!
حست بدقات قلبها طبول ..
حست بالعرق ملى يديها وجبينها ..
تراجعت شوي لحد ما حست بالطين تحتها ...
يعني قربت من البحر اكثر ....!!
ابتسم لها ووقف مكانه :: لاتخافين ،،، أنا من يوم زواجنا أقول لك اني مو متوحش ياعذا ...!!
ومن تعشت هي وسارة اختها اللي تكرمت وجت تتعشى معها ...
طلعت غرفتها .. تنتظرهم ينامون ويهجعون ...
علشان تقدر تختلي بنفسها والبحر ...
تبوح بسرها العميق للبحر ...!
وقريب من 12.30الليل ...
حست بالهدوء يعم المكان ...
طلعت من غرفتها وجالت في الدور الثاني وبالفعل الكل كان نايم بسلام ...!!
امها وسارة ولمياء حتى سام وعبدالله ...
في البداية خافت تطلع بروحها ..
لكنها تشجعت لما شافت الناس مع انهم قليلين جدا كونهم جالسين على شاطئ خاص بالشاليهات لكن على الأقل لازال فيه ناس للحين يمشون على البحر ومتواجدين هناك يتسامرون قدامه ...
والعاشق يبوح بعشقه للمعشوق ..
والمُعاتب يرضي اللي يعاتبه ....!!
طلعت بخطوات لا تخلو من الخوف لكنها متشجعة للوقوف قدام البحر والكلام ...
مشت لحد ما قربت من الشاطئ ...
كانت ماتشوف غير البحر قدامها والناس اللي حولها والعالم مايهمونها ...
رفعة عبايتها شوي وشالت الشبشب من على رجولها وتقدمت للمويه ..
والأمواج الخفيفة راحت تضرب مواطيها ..
حست عذا بشعور ثاني ..شعور جميل وانتشاء بالسعادة ...
حست انها راحت لعالم ثاني عالم هادي ومافيه وحوش ولا فيه قساة همهم بس كسر الخواطر وتحطيم المشاعر ...
اجتمعت الدموع في عيونها وهي تتمنى من الله انه يرسلها للمكان اللي فيه ابوها ...
المكان اللي هي شافت ابوها فيه وهو متنعم ومتهني ويبتسم لها ...!
تبيه وتبي تروح له ..؟؟؟ أكيد بتلقى عنده ناس طيبة ورائعة ..
ناس اشباه ابوها ... ويمكن ترتاح هناك أكثر ... وتحصل ضالتها ..!
تنهدت ونزلت عينها من عالسماء ورمت الشبشب من يديها والتفتت وراها بتشوف لها كرسي والا صرفه تجلس عليه ....
لكن وقفتها تشجنت ...
وعيونها انفتحت على آخر شي ..؟؟
شافته واقف وراها بهدوء وفي يده عصاه ويبتسم لها ...!
بلعت ريقها بصعوبة وتلفتت عن يمينها وشمالها علها تشوف عبدالله والا سام ويتقذونها من الموقف ويصرفون زياد عنها ..
بس للأسف مالقت أحد ..!
حست به يتقدم فتراجعت شوي ...
طالعته وشافته مازال يمشي لها بعرجه الخفيف ويده الثابتة على جنبه ...!!
حست بدقات قلبها طبول ..
حست بالعرق ملى يديها وجبينها ..
تراجعت شوي لحد ما حست بالطين تحتها ...
يعني قربت من البحر اكثر ....!!
ابتسم لها ووقف مكانه :: لاتخافين ،،، أنا من يوم زواجنا أقول لك اني مو متوحش ياعذا ...!!
صوته رجع لها الذكرريات الحلوة ..
كلماته ورنة حروفه الطالعة من حنجرته خلت أطرافها ترتجف وعيونها تنغمر دموع ...
تنهد زياد ومسد على صدره :: لي ساعة واقف وراك انتظرك تلتفتين لما تعبت ...!!
وبعد عذا ماردت عليه ... كانت بس تطالعه وتشوف كيف يده تتحرك ببطأ وصعوبة على صدره ..
تنفس بعمق ورفع عينه لها وتقدم أكثر بس هالمرة عذا ماتحركت من مكانها وعينها مثبتة عليه ..
مشى من جنبها ووقف قريب منها ...
كانت تشوفه على جنب بس هو ما التفت عليها وعيونه تطالع البحر بعذاب ..!!
التفتت بوجهها له وراحت تتأمل قسمات وجهه ...
ولهت عليه ... واشتاقت له ..!
اطالت نظراتها عليه وعلى ملامحه ...
نحف وغارت عيونه ...
لكن لازال وسيم ورائع ...!
جميل لحد يوصلها للثمالة ...!!
التفت لها هاللحظة وهو يبتسم وحاس أنها تتأمله ..
شهقت هي وحطت يدها على فمها بسرعة وضحك عليها ..
...............:: طيب قولي لي الحمدلله على السلامة ...!!
نزلت عينها للأرض وسفهته بتمشي ...
لكنه مسكها مع يدها بيده المتعورة ..
فوقفت هي وعينها على يده ..
وبعدها رفعت راسها له :: ممكن تتركني ...؟
طالعها بنظرة توسل متألمة ...
وملامح جدية متعذبة :: عذا بس الحمدلله على السلامة وريحي قلبي .!
رفعت حاجبها :: اترك يدي ...!!
ابتسم وهو يحارب غصته :: آسف ..
ونزل يده عنها ..
وعطته ظهرها بتمشي ...
لكن ماهان عليها وهي تتذكر ملامحه ..
ما قدرت ماتغمض عيونها وتنزل الدمعة ..
مشت خطوتين وبعدها لفت وراها تشوف وش سوى ...
شافته واقف مكانه ويده اليمين على كتفه اليسار يمسده ...؟؟؟
الظاهر انه من جد يتألم ...؟؟
رجعت له بخطوات مهزوزة وغير واثقة ..!
تقدمت خطوتين صغار بس ..ووقفت وراه ...
وبصوت واطي هامس :: الحمدلله على السلامة ...!
التفت عليها بسرعة وهو ماتوقع رجعتها ابداً ..
ابتسم لها بفرحة واعتدل في وقفته ..!
أما هي فتقدمت له أكثر وهي خلاص ...
حست انها فرصتها والمفروض ماتضيعها من يدها ...
تقدمت له لما واجهته ...
وهو المسكين فرحان ... ومبسوط بالحيل انها رجعت له وفي باله انه تصرف جميل وبداية رضى ...
وقفت عذا مواجهته وابتسمت :: ارتاح قلبك ؟؟؟
رفع يده ومسك بها وجهها الدائري الصغير :: ارتاح شوي .. ومابيرتاح الا اذا رجعتي لي ..
حست بقشعريرة تسري في جسمها من لمسته ...
حاولت تبين ملامح الجدية في وجهها :: بس انا قلبي مو مرتاح ... ولازم تريحه ..؟؟
بانت عليه ملامح الجدية بعد :: اطلبي روحي فداك .. المهم يرتاح قلبك ...!!
هزت راسها بالنفي :: روحك ما تلزمني ..؟؟!
رفع حاجبه مستغرب اسلوبها وطريقتها " تغيرت " وهذا هو الشي اللي لاحظه ..!
كمل وهو يحاول يبتسم لها :: وش اللي يريحك ؟؟؟ طلاق بنت عمي ؟؟
ضحكت هنا عذا باستهزاء مع ان داخلها يتقطع ألم وبؤس :: وانت هذا انت تلعب بمشاعر البنات ؟؟؟
رفع حاجبه في وجهها بعيون غاضبة نوعا ما :: أنا العب في عواطفكم ؟؟؟ أجل انتم وش تسوون ؟؟
عقدت يديها على صدرها وطالعته بنظرة ألم غريبة :: طلاقها بعد ما ينفعني بشي ؟؟؟
حس زياد بالألم ينتشر في جسمه أكثر ...؟؟ الظاهرنسى المسكن وفوق هذا طول بالوقفة ...
تنفس بعمق وطالعها بنظرة تعبانة ووقفه مهزوزة :: اطلبي يا عذا اللي يريحك ... انا ما ابي الا الشي اللي يرضيك ....!!
وكأنها تذكرت شي :: ابقول لك كل شي .. لكن انتظرني هنا ...!!
هز راسه بالموافقة وهو يخفي تعبه ..
تركته عذا وراها وراحت تركض راجعة لشاليههم ..
دخلته وهي تصيح لكنها تمسح دموعها بسرعة وبمجرد ماتنزل على خدها ..!
طلعت غرفتها خذت حاجتها ونزلت تركض لكن بهدوء علشان محد يقوم ويخرب لحظتها مع زياد واللي انتظرتها طول فترة سفره وجهزت لها بكل قوة وجبروت ...!!
نزلت وراحت متوجهه لمكان اللي كانوا فيه من قبل ...
شافته جالس على كرسي وشكله جايبه من الشاليه ...
ومن قربت منه شافته يتنفس بسرعة ويسحب أكسجين من فمه ...
بصراحة هالمرة خافت عليه من كل قلبها ...
تقدمت ويدها على كتفه :: أنت بخير ...؟؟
رفع عينه لها وهو يحاول يبتسم :: انا تمام ...
وكان بيوقف لكنها ضغطت على كتفها مبتسمة :: خلك جالس ...
انصاع لأمرها ..
تقدمت عذا ووقفت قدامه ...
ومدت له بطاقتين وهي تبتسم ...
طالعهم ورفع عينه لها مستغرب :: وش هذولا ؟؟
ومن دون لاتبتسم وبحاجب مرفوع .:: بطاقتين .. وحده فيها اربعمائة الف والثانية مادري كم لكن هي اللي عطيتني اياها قبل سفرك ؟؟
وبعيون متعجبة ومتسائلة :: وش اسوي فيهم ؟؟؟
هزت كتوفها :: مادري عنك اللي تبي ؟؟
طالع البطاقة ورجع عينه لها :: اقصد وش مناسبتهم علشان اقبلهم ؟؟؟
سكتت شوي وعقبها تنفست بعمق :: ابوي الله يرحمه قبل لايموت رد لك اربعمائة الف ... وهذي اربعمائة الف ثانية ... يعني يبقى لك عندي مليون وميتين ألف ...؟؟
وقف زياد متفاجأ منها :: وهذولا وش يكونون ؟؟؟
وقفت بجمود والدمعة وصلت عينها لأنها تذكرت مناسبتهم :: هذولا المليونين اللي سددتهم عن ابوي علشان يقبل يزوجني اياك ....!!
دق قلبه بضربات متسارعة والذكريات رجعت له ...
مسك يدها الممدودة وتهتز وضغط عليها ::أصلا الاربعمائة انا عطيتك البطاقة اللي تخصهم .. هذولا لك عذا انا مالي شي منهم ...
هزت راسها بالنفي وقاطعته :: انا ماابي يكون بيني وبينك شي ...
تقرب منها اكثر : بس انا بيني وبينك شي أكبر من الفلوس ..
رفعت عينها له وهي بتصيح :: وهالشي بعد بينتهي ؟؟؟
طالعها وهو يتنفس بسرعة ومتفاجأ :: هذا هو استقبالك لي ؟؟؟
رفعت صوتها شوي عليه وعيونها فيها اصرار وعزم :: خلاص يكفي ترمي نفسك علي ويكفي اني اتحمل العذاب منك ... انا ماابيك ولا ابي شي يربطني فيك يا زياد افهم وريحني ...
كان بيقاطعها لكنها وقفته .:: ولدك وراح .. فلوسك وهذي هي بترجع لك ... والزواج ينهيه الطلاق ... وبكذا اصير انا عذا بنت عمتك وانت زياد ولد خالي وبس ....!!
مسكها مع كتفها وعيونه تصطلي غضب :: تبيني اطلقك ؟؟؟
هزت راسها في عزم ::: والحين ... هالساعة وهالدقيقة ..
رفع يده وشاف الساعة وابتسم :: آسف ما اقدر ... هالساعة هذي شهدت على حبي لك يا عذا وما أقدراشهدها على شي ثاني ؟؟؟.. والا نسيتي الساعة وحده ؟؟؟
ضحكت بعصبية وفمها متقوس بحزن وأشرت له على السماء :: لكن شف القمر ..؟؟ تراه كاسف .. يعني نهاية حبنا زياد ... مع انه قد حصل وشهد على حبي لك ؟؟؟؟ يعني متعادلين ؟؟
ابتسم لها بتحدي :: لكن ساعتي وحده ..؟؟
تقدمت له أكثر ولصقت وجهها قريب منه :: لكنها وحده بالليل ومو وحده الظهر ؟؟؟ شفت شلون كل شي عكسنا ؟؟؟؟
ابتعدت عنه شوي وهي تصيح بهدوء :: زياد البحر هو الشي الوحيد اللي لايمكن يتغير ... وهو اللي شهد زعلنا وفراقنا ...يعني طلقني قدامه خله يكون شاهد ثابت ؟؟
طالعها بعيون متألمه وصدر مضطرب بالتنفس ...
وبصوت هامس مهزوز :: لكني احبك وما اقدر اتخلى عنك بسهولة ..
صرخت عليه وهي ترمي البطاقات :: لكني ما ابغاك افهم يا زياد انا ما بغاك خلاص النفس عافتك ..
وغمض عينه على كلمتها الأخيرة ..؟؟
مثل السكين الحاد طعن صدره ...
فتح عيونه ولمعة الدمعة وضحت لكن عذا المجنونة ماشافتها
ابتسم لها :: عفتيني يالغالية ؟؟
غطت وجهها بيديها وهي تصيح منهارة :: من زمان زياد من اليوم اللي تركتني فيه وقلت انك بتتزوج سحر .. من اليوم اللي قال فيه الطبيب ان ولدي مات ...
حست بيديه الدافية على يديها ...
نزل يديها من على وجهها وانتبهت عذا انه رمى عصاه ...
مسك وجهها بيديه وابتسم بألم :: وانا ما تهونين علي اغصبك تعيشين معي وانتي عايفتني ومو مرتاحة في قربي منك ..
قاطعته :: طلقني زياد لو تحبني ؟؟
تنهد ورفع عينه للسماء ينشد من ربي القوة ..
نزل عينه لها وهو يداري دمعته لكنها حاسة باضطراب تنفسه وان العبرة خانقته ..
ابتسم لها وحبها على جبهتها ..
نزل يديه وتراجع شوي لكنها وقفته :: طلقني زياد ...
اعتدل في وقفته وعينه عليها ... لكن كتفه مرتخي وفمه متقوس بابتسامة حزينة ...
وبهدوء كسر الحجر واغضب البحر ...
بهدوء حرك الشجر و جمع السحاب يتراكم ..
ابتسم زياد :: انتي طــــــــــــــــــــــــــــــــــالق عذاي ....!!
بلع غصته والتفت عنها ومشى لعصاه رفعه من على الأرض واستند عليه ومشى إلى ان وصل للشاليه ... وعند بابه التفت للمكان وماشاف خيالها ..
ابتسم للمكان وابتسم للبحر يشهده على اللي صار ...
و دخل الشاليه اخذ اغراضه وطلع ...!
-------------------------------------------------------------------------------------------
الكل رجع للرياض مكتأب ومصدوم من اللي صار ...
قومتهم الصباح وانهم ماشافوا زياد ولا حصلوه خوفتهم ...
لكن اذا عرف السبب بطل العجب ..
وانتشر الخبر بسرعة البرق ...
وعرفوا ان حكاية زياد وعذا انتهت ..
وكل واحد راح في حاله ...
رجعوا للرياض مهمومين ومو متوقعين ان نهايتهم بتكون مسدودة ..
كانوا حاطين أمل أن هالرحلة تكون فاتحة خير على زياد اللي قرر ينهي حياته مع سحر بعد ما اتضح عنده اللبس ... وبعد ماعرف ان حياته معها بتجر عليه أشياء وتبعات تضره هو وسحر وحتى ندى اخته أكثر من انها تنفعهم ....!! وقرر انه بيرجع لعذاه ..
لكن الظاهر الله ما كتب هالشي ...
.
.
.
وصلت ندى لبيت اخوها ملهوفة وخايفة عليه ...
دخلته ومعها ابراهيم ومشاري ... صعدت على طول الدور الثاني لأنها ما لقت اخوها في الدور الأول .. وهي عارفة وين بتلقاه .. هناك في غرفته هو وعذا يعيش نفسه في جحيم الذكرى ..
فتحت الباب ودخلت وشافته جالس قدام الشباك الكبير في الغرفة وعلى كرسيه الهزاز ...
تقدمت له وشافته يطالع من الشباك في صمت مطبق وعيون ذبلانة ومركزة في الفراغ ...!
ضغطت على كتفه وهي تصيح بصمت وندم على اللي اقترفته في حق هالمسكين اللي ماقصر معها في شي ..
رفع عينه لها لما انتبه لوجودها وابتسم ابتسامة تكسر القلب ..
ابتسامة رجل مكسور واللي كسرته بنت يحبها من كل قلبه ...
تنهدت ندى :: ليه تسرعت زياد ..؟؟
ضحك باستهزاء ورجع الألم لوجهه :: انا زياد وما اقدر ما اسوي الشي اللي يريح عذاي ..؟؟
وقفت قدامه باندفاع :: بس هالشي يدمرك ..؟؟
طالعها ببرود :: لكنه يريحها .. وانا تهمني راحتها اكثر ..
رجع يطالع الشباك ويبتسم :: وبعدين انا لي الذكرى ... حياتي كلها عايشها على ذكرى اللي احبهم .. يعني وقفت على عذا ما راح اعيش على ذكراها ؟؟
وقف زياد من على الكرسي وتوجه للشباك ووقف قدامه مباشرة ...
لحقته ندى ووقفت وراه على طول .. :: زياد لا تعذبني معك ؟؟؟
وكأن زياد ماسمعها راح يسترسل في كلامه وذكرياته :: من هالشباك طليت عليها يوم وهي كانت تغسل سيارتي ... أول مادخلت مع باب البيت وشفتها مستعدة ومجهزة نفسها ضحكت عليها .. قلت لها يامجنونة خليها عنك وانا بروح اوديها للورشة .. بس تدرين وش ردت علي ...
والتفت زياد على ندى وهو يبتسم وكأنه توه يعيش اللحظة ...
ابتسمت ندى وهزت راسها ...
ضحك وهو يهز راسه ورجع يطالع الشباك ..:: رفعت حاجبها في وجهي وقالت انا اوريك .. تصدقين هددتها وقلت ترى ماراح اساعدك وما عندها مشكلة استقوت وبدت شغلها .. وانا طلعت الغرفة ابدل ملابس الدوام وراقبتها من الشباك وانا ابدل لأني خفت عليها لاتزلق والا تتعور من الصابون في الفترة اللي ابدل فيها ملابسي ...
تقدمت ندى وحطت يدها على كتفه وقلبها يتقطع ...
واسترسل زياد :: ولما نزلت جلست على كراسي الحديقة وانا اطلعها وكأني اتحداها تغسلها كلها من دون لايصير لها شي ... بس تدرين المجنونة لما التفت عليها وش كانت مسويه ؟؟
بلعت ندى غصتها وهي حابه تريح اخوها :: وش كانت مسويه ؟؟
كمل زياد :: طالعتها وكانت صاعده على كبوت السيارة بتغسل سقفها ... ولو ما تداركت الموضوع كانت بتزلق من عليها وتطيح على البلاط .. لكن الحمدلله قمت بسرعة ومسكتها ونزلتها بهدوء ... تدرين ندى ساعتها حسيت بقلبي يطلع من مكانه .. خفت لا يجيها جرح بس ...و ساعتها كنت مابسامح نفسي أبدا لأني اهملتها وماساعدتها وفوق هذا كنت جالس اتفرج عليها ...
ابتسمت ندى :: ونزلتها من على السيارة ؟؟؟
ضحك :: ايه .. بيديني هذولا نزلتها وحطيتها على الأرض وبعد اصرار منها تساعدت انا وهي وغسلنا الباقي ... صدق كانت تبي تساعدني لكني ما سمحت لها تسوي شي وخليتها بس ترش المويه من بعيد على السيارة ....
التفت زياد وعيونه غرقانة دموع لكنها مو راضية تنزل :: خفت حتى من الصابون لايعور يديها ..!
تنهد وهو يضحك باستهزاء ومشى تارك وراه الشباك :: والحين ماتبيني اطلقها وهالشي يريحها ؟؟ ماتبيني اطلقها وانا عارف انها تعاني لأني خنتها ..؟؟؟ وانا اللي فاهم وش يكون جرح الخيانة ...؟؟؟
مستحيل ندى ...
.
.
.
.
والحين مر اسبوع من آخر لقاء لها بزياد ...
مر أسبوع أليم و قاتم والسواد يلفه ..
كانت تتحرك مثل الآلة بلامشاعر أو احاسيس ...
إنه ينتهي الشي الجميل في حياتها هذا صعب عليها وفوق طاقتها ..
ولأنه فوق طاقتها فماعادت تحس ولاتشعر وكأنها شخص اجوف ..
شكل من دون مضمون ...
ومن يومها محد تجرأ يفتح معها الموضوع لأنها منهيه النقاش فيه ..
ولو احد تكلم معها تنهار وتثور واحيانا يغمى عليها من الألم ...
فخافوا عليها من الإنهيار العصبي لأنها معرضة له بسهولة ...
في يوم ..
سمعت سارة اختها تناديها من تحت ...
فطلعت من غرفتها متوجهه للدرج وطلت براسها عليها :: نعم وش عندك ؟؟
رفعت سارة راسها :: فيه ضيوف يبغونك ؟؟؟
استنكرتهم عذا :: من هم ؟؟
هزت سارة كتوفها :: انزلي وتشوفين ؟
تنهدت عذا ورجعت لغرفتها بدلت ملابسها بشي عادي ورفعت شعرها ونزلت تحت تشوف من اللي يبيها ...
وأول مادخلت المجلس تفاجأت من وجودهم ..؟؟؟
وهذي بكل وقاحة جايه بيتنا لا وتبيني بعد ؟؟
أكيد تتشمت ..
وعلى هالفكرة قررت عذا تبين انها مو مهتمة فسلمت عليهم ببرود وجلست قريب من امها ...
انتبهت لندى وشافت عيونها منتفخة يعني كانت تصيح أكيد ؟؟ وتشتكي على عمتها ..
طالعتهم عذا بنظرات جامده ولكنها متسائلة ...
وكانت سحر هي اللي بدت الكلام :: عذا آسفين لو ازعجناك ...
طالعتها الأخيرة بحاجب مرفوع :: عادي حبيبتي ... بس وش عندكم ؟؟
ورجعت تطالع ندى ...
هنا ندى ماقدرت تسكت وصوتها بدء يتهدج لكنها تكلمت :: عذا تكفين طلبتك قولي تم ..
تفاجأت عذا من ندى وخافت :: وش فيك ندى ؟؟
قامت ندى وجلست جنبها كل هذا وعذا خايفة ومتوترة ...
مسكت ندى يد عذا في توسل :: ارجعي لزياد .. كلميه قولي له انك تحبينه قولي له انك تبين ترجعين له بس لاتخلينه يسافر ولا تخلينه ينهار ويعيش في عذاب ؟؟؟
عقدت عذا حاجبها مستغربة والتفتت لأمها وشافتها الثانية تصيح ..
فرجعت تطالع ندى :: يسافر وين يروح ؟؟؟
بلعت ندى غصتها وحاولت توضح كلامها :: عذا زياد قرر يسافر للشرقية ويستقر هناك .. كل هذا لأنه ما يبي يعيش في الرياض وانتي مو معه ...
ابتسمت عذا وهي عارفة ليه قرر بالذات يروح للشرقية ...
تفاجأت منها ندى :: عذا ؟؟ وش قلتي ؟؟
هزت راسها بالنفي :: انا تطلقت منه خلاص ...
والتفتت لسحر :: قولي لبنت عمك تروح معه وبكذا ما بيعيش عزابي هناك ...
ابتسمت سحر :: لكن هو يبغاك انتي ...
رفعت عذا حاجبها :: توك تفهمين ؟؟ بعد ماطاح الفاس في الراس ؟؟
قاطعتهم ندى بتوسل :: عذا الله يخليك مو وقت هالكلام ؟؟ تكفين قولي لزياد ..
هزت راسها بلا :: آسفة ندى ما اقدر اكذب عليه ..
قاطعتها ندى :: وش تكذبين عليه فيه ؟؟
التفتت لها عذا تواجهها بعيونها :: ما اقدر اقول له برجع اعيش معك وانا ماصدقت خبر اتطلق منه ..
انصدمت ندى ووقفت بألم :: عذا يعني انا ما اهمك ولا زياد ولا حتى امك ؟؟
وقفت معها عذا والدموع وصلت حدها :: انا ما هميتكم من قبل .. وبعدين اخوك ما بيهاجر كلها الشرقية يعني اربع ساعات وانتي عنده والا هو عندك ...
وقفت سحر وتقدمت لعذا متفاجأة :: عذا الحين نقول لك زياد يحبك وانتي تقابيلنه بهالبرود ؟؟؟
هزت كتوفها لامبالاة مع ان داخلها يتقطع ..
ابتسمت سحر باستهزاء :: انا اتمنى بس نص محبة زياد لك .. وانتي ترفضينها كلها ..
التفتت لسحر تبتسم ببرود :: هو لك ... سوي اللي تقدرين عليه وخذي حبه لأني ماابيه ولا احتاجه .
واجهتها ندى بعيون متعجبة :: انتي متأكدة انك عذا ؟؟
هزت راسها :: عذا اللي مايهمها زياد ..
راحت سحر تفتش في شنطتها وكأنها فعلا حاسة باللي يصير ..
وتحت عيونهم كلهم طلعت كومة صور ومدتها لعذا بملامح غضب ..
وبصوت اجش وعيون تتقد نار :: تتوقعين ان زياد باعك لما تزوجني وما يحبك ؟؟ شوفي حبيبتي هذي هي صوره لما كنا في شهر العسل وحتى لما جينا للرياض ... طول وقته افكار وهواجيس ..
تتوقعين من يفكر فيه وانا معه ..؟؟ في امك مثلا والا فيني ..؟؟ كان مايفكر الا فيك وما يسولف الا عنك وما يخاف الا عليك ... طول سفرتنا وهو بس خايف لايصير لك شي من الحمل ويندم ... ولما اجهضتي جا وصب كل غضبه علي ... حس اني انا السبب .. كان مستعد يقتلني لو انتي صار لك شي .. كل هذا وتحسين انه ما يحبك .. ؟؟؟ عارفة اننا مقررين ننفصل انا وهو بمجرد ما يرجع من كندا علشان يرجع لك ... لأن يا حلوة طول ما احنا في كندا ما يسأل الا عنك وفي اليوم يتصل مليون مرة على اخوك يستفسر عن احوالك ... وعن اذا كنت رضيتي عليه ومشتاقة له والا لا ..؟؟ شفتي شلوون اسخف الأشياء منك كانت تفرحه ..وتقولين بعد انه باعك ومايحبك ؟؟؟؟ كان يقول ابيها بس تقول لي الحمدلله على السلامة علشان اعيش باقي حياتي مرتاح انها لازالت تهتم لأمري .. وانتي تقابلينه بهالقلب القاسي ؟؟؟؟
قاطعتها ندى بصوت مبحوح :: عذا هو طلقك لأنك تبين الطلاق .. هو قال لي ماا قدر ما اسوي الشي اللي يفرح عذاي ... عذا حرام عليك تعذبينه في حياته ...
مدت الصور لندى من دون لاتطالعهم :: طلاقي تم ... وزياد الآن حر نفسه ... يبي يعيش هنا او في الشرقية هذا شي راجع له ... يبي يكمل حياته مع سحر او لا هذا بعد شي راجع له ... اما اني ارجع له فـــــــــــــــــــــــــــــــــ لا ... و مستحيل ...! الخيانة ذنب ما اقدر اغفره ...
ابتسمت للجميع وبهدوء قالت :: عن إذنكم ...
طلعت وتركتهم وراها ..
طلعت وقلبها يقطر دم على زياد لكن ماتقدر ترجع له ..
وهذا هو زياد يعد العدة .. وبيسافر لآخر مكان جمعهم مع بعض ...
للمكان اللي شهد انفصاله عن عذا قلبه وروحه ...!
--------------------------------------------------------------------------------

وانطوت صفحة الحياة ...
ومرت سحابة الصيف بكل مافيها من عواصف وهدوء ومطر ...
واستمرت معزوفات الخريف تلحن لحد ماكلمت ست معزوفات بالتمام ...
ست سحابات صيفية مرت بهدوء وألم ...
وست عواصف شتوية باردة وبردها قارس مرت عليهم وهم يحاولون يتدفون فيها بالمشاعر الصادقة والأحاسيس الحلوة ...
واليوم هذا هو واحد من ايام الصيف الحار ..
صيف الرياض الجاف البعيد عن الرطوبة تماما ...
كان زياد يومها في السيارة مع سلطان الصغير اللي عمره ست سنوات بالتمام ...
اتصلت عليه ندى تستعجله :: يالله زياد مو معقولة من متى وانتم رايحين للحين مارجعتوا ؟؟ ضيوفك بيوصولون ؟؟
ابتسم زياد وهو يفتح علبة العصير لولده :: طيب والله حنا في الطريق جايين ..
ابتسمت ندى :: شاطرين .. بس ماقلت لي .. سلمت لي عليها ؟؟
تنهد زياد وهو يبتسم :: إيه سلمت لك عليها ...!
ابتسامة حزينة انرسمت على محيا ندى وقالت :: طيب لاتتأخرون ترى عمتي والباقين جايين ...!!
سمعت زياد يصرخ على سلطان وخافت :: وش فيكم ؟؟
وبصوت معصب :: كب علي العصير الله يهديه ..
ضحكت ندى :: طيب لاتهتم اذا وصلت غير ملابسك بس لاتهاوش الولد ..
سكرت منه وهي تبتسم ...
وأخيرا اخوها قرر يرجع يستقر في الرياض بعد ماكان عايش في الشرقية ست سنوات ...
واليوم هي مسوية له عزيمة كبيرة في المزرعة اللي اشتراها واللي علشانها قرر يرجع الرياض ..
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة الـ مها, علمني حبك ان احزن, علمني حبك ان احزن للكاتبة الـ مها, قصة علمني حبك ان احزن, قصة علمني حبك ان احزن للكاتبة الـ مها
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:12 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية