المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
مطرٌ ووشاحي أنت
السماء في الخارج تجلد الأرض بسياط المطر..... تترنح الأرض في -سفاح الشمس ضد الضجر- عهرٌ تمتهنه الغيوم، وتنشط في فصل تحجب فيه السماء النجوم.... عندما يعلو صوت الطبيعة وتعوي غولة الرياح تتعلق بأكتاف الحبيب المِلاح.... هناك من يطبق بكفيه على يديها ويجريان بجنون معاً.... هناك من يقول لها تَعقلي فهل تحبل النساء أقماراً في هذا الزمن.... وهناك من يمسك بيديه وجهها ويَتَفَرسُ في العينان ويطبع قبلة على جبين الوطن..... الرياح تشتد في الخارج رقصاً... تتلوى على أغصان الأشجار وتِصْفِرُ في فم الأقفال لحناً.... وأنا هنا يشتد جسدي لرقصها طرباً.... ما ضير أن تكون أنت هنا معي.... تزيد جمر الموقد استعاراً.... وتضرم في ثنايا جسدي ناراً.... أعلم سوف تأتيني معطفك يقطر بللاً... وأنا بدوري أخلعني مني وألبِسُني جسدك.... سوف آخذ من يديك كتبك.... غليونك....تبغك.... معك هنا رواية جديدة وددت لو تطارحني أفكاراً بشأنها وليدة.... تعاتبني على حكايتي التي لم تولد أحداثها بعد.... تقول لي لن يغتال النسيان روايتك!!! دائم الحديث أنت عنها.... تريد أن يتمتع العالم بفني وتنهل الأقلام مني.... ما قولك لو كتبتك... أين سوف تهرب مني... أنت في كل زاوية لكلمة ورأس لكل صفحة، وتقفل بالمعنى الجميل كل جملة.... سوف أكتبك بحنانك وبوحشيتك، بنظراتك التي يقشعر لها جسدي.... سوف أكتبك كما أنت... تصور لو أنعّم عليَّ الله وكتبتك.... لن تكون بعد كلماتي كلمات... لأن من يكتبك سوف يُنهي الحروف.. لن يجد العشاق ما يوارون به عورات خواطرهم!!!!! حبيبي أستمحيك عذراً فقد نهش البرد أوصالي ... فأنا نسيت وجهي ملتصقاً بزجاج النافذة.... فانقسم الوجه إلى نصفين... نصف ينعم بدفء المُقال، والنصف الآخر صال مع الأمطار وجال.......
|