لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-08, 12:50 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26942
المشاركات: 136
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lara_300 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lara_300 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lara_300 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ana مشاهدة المشاركة
   حلو ماشاء الله بداية موفقة
ننتظر منك مزيد من الإبداع حتى تتضح معالم القصة

أهلاً بك ..

جزاك الله خير على تعقيبك وتواجدك الطيّب ، وان شاء الله ستتضح أكثر لك ^^

دمت بخير وسلامة .. وأنتظر تواجدك ..

في أمان الله

 
 

 

عرض البوم صور Lara_300   رد مع اقتباس
قديم 31-01-08, 12:59 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26942
المشاركات: 136
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lara_300 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lara_300 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lara_300 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


محباً بك أختي زارا

اقتباس :-  
قصة من بدايتهاا اكشن.. غريبه حيااة حبيبه يعني اذا ابوهاا مات وين اهلهاا الباقين.. امهاا ليش ماتجي عند بنتهااا..

كما شرحت حياة حبيبة ، فهي مضطرة لإكمال سنة واحدة فقط وحيدة ،
وهذه هي القصة " والأمر الواقع فيها والمقصود .. "
ولا ننسى أن حنان كانت بجانبها طوال الوقت ..

اقتباس :-  
صراحه حبيبه شخصيتهاا قويه مرره وغير كذا فيها جرأه ..والله لو ادري ان برا غرفتي قطو ماطلعت..خخ ابطلع وانا اعرف ان فيه حراامي او شخص غريب..والله قويه... بس اعجبني جدااااا لماا اول شي فكرت فيه لما شافته حجابهااا.. الله يسترها ويسترنا بالدنيا والاخره..

صحيح ، شخصية حبيبة ، قصدتها قوية طوال القصة ، كما سترين فيما بعد .. ^^ وهناك تحليل للشخصيات ، سأضعه ولكن بعد أن يكتمل ظهورها بالقصة ان شاء الله ..

اقتباس :-  
جيم : الرجال هذا بروحه قصته غريبه... يعني يكتشف معلومات ومعلومات يمكن تسبب بموته.. وعلى طووول يقول المعلوماات لوحده ماااايعرفهاا... او يعني يقول السبب اللي خلاه يكون موجود ببيتهاا... طيب مو يمكن هذي خدعه والمقصود فيهاا حبيبه نفسهااا وجيم هذا هو الطعم... مدري والله؟؟
بس اذا كان اللي قاله لحبيبه صحيح.. فاتوقع انه بيكون لها تاثير كبير في حياته.. واذا كان دخل بيتهاا هروب من مجرمين فهو بيطلع بفكره ثانيه تختلف نهائيا عن الفكره اللي دخل فيهاا وبسلم.. نعم اتوقع من لقاء جيم بحبيبه انه يسلم.. يمكن على طول ويمكن بعد فتره بس انا تقريبا متاكده انه بيدخل الاسلام..

أختي ، اصبري علينا شوية لسا القصة في بدايتها ، ربما تكون توقعاتك خاطئة ، وربما العكس ولكن ..
انتظري حتى تكتمل القصة بملامحها ، وان شاء الله تكونين متابعة لها

شكرا لك كثيييرا على تعقيبك وحقاً أنا تسعدني كثيراً التعليقات المتحمسة بالتوقعات ..

جزاك الله خير وسأظل أترقب تواجدك ..

في أمان الله وحفظه

 
 

 

عرض البوم صور Lara_300   رد مع اقتباس
قديم 31-01-08, 01:05 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26942
المشاركات: 136
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lara_300 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lara_300 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lara_300 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

وهذان فصلان آخران من الرواية ،

وأنتظر تواجدكم العطر ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الفصل الثالث.................................................. .
~~جيم ~~
لا أدري كيف استسلمت للنوم وأنا في هذا الموقف المعقّد .. لكنني استيقظت على صوتٍ ما يناديني ..
"سيد جيــم ... سيد جيــم "
فتحت عيني واعتدلت جالساً , حين رأيت شبح فتاةٍ واقفة على مقربة مني .. , كانت تفصل بيننا حوالي مسافة متر كامل ..
حين وقعت عيني على رأسها , ورأيت قطعةً بلونٍ آخر تغطيه , استوعبت الأمر .. وعادت إلي الذاكرة , بعد أن استفقت من النوم , الذي لم أذق طعمه سوى لساعتان سابقتان فقط ..رفعت رأسي , وتنبهت لقولها :
"صباح الخير "
أجبت مع ابتسامة خافتة :
"صباح الخير...أه .. آنسة حبيبة .. "
قالت بحرج:
" آسفة لايقاظك , لكنني مضطرةٌ للذهاب لبعض الوقت .. فلدي بعض الأعمال .."
سألت بتهوّر :
"أعمال ؟؟ "
لم اعرف لم نطقت هذا السؤال .. أظنه من داعي فضولي الغبيّ .. اعتذرت مسرعاً :
"أسف .. ليس هذا من حقي .."
قالت بحرج أكبر :
"لا بأس , لدي بعض الدروس , والأعمال الجانبية , لذا لم أشأ أن تصدم باختفائي .."
قلت :
"شكراً لك .. لقد أمضيت ليلةً هادئة , أستطيع تولي الأمر ., سأرحل فور ذهابــ ..."
توقفتُ فجأةً حين تذكرت أولئك الرجال .. توجهت للنافذة في سرعة , وأطللت منها , أحاول مدّ بصري إلى حيث يمكنني الجزم بوجودهم أو عدمه ., التفتت إلى حبيبة حين سألتني في قلق :
"لم يرحلوا بعد !!؟؟ "
قلت في توتر و خوف :
"لا أظنهم ينوون ذلك .."
قالت :
"ولم لا تبلغ الشرطة عنهم ...؟؟"
قلت متنهداً :
"إنها منظمة أو مؤسسة غير قانونية أو ماشابه ذلك , وأخشى أن يلاقطوا أي ذبذبات قريبة ثم يكتشفوا مكان تواجدي بعدها ,,"
أومأت برأسها متفهمة .. واستأذنت للذهاب لغرفتها بعض الوقت ... عادت بعدها وقد أبدلت ردائها و غطاء رأسها.. بصراحة .. كانت مشرقة.. بالرغم من غطاء رأسها , لكن هذا مجرد شعور..!
قالت :
"أتريد أي مساعدة من الخارج ؟؟ هل تحتاج شيئاً ما ؟؟ ..فقد تظل حبيس المنزل لفترة"
قلت بلطف امتناناً لسؤالها :
" شكراً لكِ .. "
فكّرَت قليلاً ثم قالت :
"أه , يمكنك استخدام المطبخ أو أي شيءٍ تريده , قد أتأخر قليلاً .."
قلت خجلاً من لطفها :
" شكراً جزيلاً آنسة حبيبة . أنا ممتن لك , لا تقلقي نفسك , أرجو أن لا أسبب المزيد من الازعاج بتواجدي .."
قالت مبتسمة :
" مادام هذا في سبيل الحق , فلا داعي للقلق .. أتمنى أن تسير الأمور على مايرام ..."
أعقبت :
"إلى اللقاء .."
وخرجت من المنزل , فتنفست أنا الصعداء , وأطللت بنظري من النافذة , لأطمئن لخروجها من دون أي متاعب أو إثارة لشك هؤلاء الأسود بالخارج .. تنهدت بارتياح حين رأيتها تغادر في أمان ,, .. ثم انصرفت أبحث عن شيء آكله في منزل هذه الآنسة المسلمة ..


..........................................
~~حبيبة~~
جلست في تعبٍ على مقاعد المنتزه الصغير الواقع قرب مركز شؤون الطلبة , .. لقد أنهكني طول انتظاري بذلك الطابور الطويل , فقد كنت أنهي أحد أوراق زميلتي حنان ,التي سافرت مضطرة , وها أنا أرتاح في هذا المنتزه قليلاً .. فجأة , تذكرت ذلك الرجل الذي اقتحم منزلي أمس , وتلك الحادثة الغريبة التي مازالت آثارها حيةً في منزلي , ترى ماذا يفعل الأن ؟؟ ... يجب أن أجلب بعض الطعام معي , فلن أستطيع طهي أي شيءٍ وأنا مرهقة هكذا ,, ولكن ألا يجب عليّ إبلاغ الشرطة , ؟؟؟ هل أثق به ؟؟؟ ..
يا إلهي , أرشدني إلى الصواب , لا يجوز لي أن أبقي على رجلٍ بمنزلي ... لكنني مضطرةٌ لذلك , والضرورات تبيح المحظورات .. أليس كذلك ؟؟؟ ... والحمد لله , يبدو أنه شابٌ محافظ ومحترم , لن يقدم على أي شيءٍ سيء , يبدو صادقاً في رجاءه وحديثه .. و .. ماذا كنتم ستفعلون لو كنتم مكاني ..!!
أووه , نظرتُ لساعتي , فإذا الوقت قد مرّ من دون أن أنتبه له , يا لهذه الافكار التي تأخذك لعالمٍ آخر .. أو لآخر ِ العالم كما يقولون ..
قمت لأبحث عن محلٍ مناسب لشراء بعض الأطعمة ,, والحمد لله أن وجدت واحداً في طريقي .. وصلت للمنطقة بسيارتي , نسيت أن أذكر أمراً , فأنا أقود سيارةً هنا , وإلا لما سكنت بهذه المنطقة البعيدة , ولما عرفت التحرك في هذه البلدة ..
دب شعورٌ غريبٌ في أوصالي حين رأيتُ هؤلاء الرجال المسلحين ,وأنا أجتاز المنطقة المؤدية لمنزلي , .... فقد تفرقوا في المنطقة وحاصروها , حيث لا يستطيع أحد الدخول أو الخروج منها إلا تحت أنظارهم .. هل العثور على جيم مهم بالنسبة إليهم هكذا ؟؟؟ ..بالطبع ,فقد اكتشف أمراً يبدو أنه سيفضح تاريخهم كاملاً..!!
ويبدو أن إقامة "جيم" ستطول في منزلي .. يجب أن نجد حلاً .. فلن أستطيع إيجاد مكان آخر لأبقى فيه !
دلفت إلى المنزل في تردد , بعد أن أحدثت جلبةً بسيطة بالمفتاح , لينتبه لوصولي , .. قلت :
“مرحباً .. لقد عدت سيد جيم "
دلفت إلى الردهة الصغيرة وأنا أسمعه يقول :
"مرحباً آنسة حبيبة .. يوماً موفقاً .."
رددت ببعض الاختصار :
"نعم ,لقد كان كذلك والحمد لله "
تابعت :
"وأنت ,كيف كان يومك ؟"
اجاب ببعض الحرج :
"لا بأس به , رغم أنه كان مملاً , فلقد اعتدت الانشغال بالاعمال الطائلة في عملي ,.. "
لمحتُ علبة اسعافاتي الأولية , موضوعةً بجانبه , ونَمَتْ ملامحي عن التساؤل :
فقال :
"أه , إنه جرحٌ بسيط , حين طاردني أولئك الأوغاد ,, ورأيت علبة الاسعاف , فاستعملتها .."
قلت :
"لا بأس .. لقد أحضرت بعض الطعام ., هل تريد بعضاً منه ؟"
قال بامتنان :
" لا أعرف حقاً كيف أشكرك على حسن استضافتك , رغم المصادفة السخيفة تلك "
قلت مهدئةً شعوره بالذنب :
" لا بأس سيد جيم .. فقد يقع من الظروف ما هو غير متوقع اطلاقاً . ثم إنك مضطر لهذا , وأحب أن أساعدك , نصرةً للحق . فهكذا يأمرنا ديننا "
قال :
" شكراً لك يا آنسة .. أنا مدين لك .."
ابتسمتُ ..
قال في استفسار :
" أه , وهل يتوجب عليكم أن تردتوا غطاء الرأس هذا ؟؟"
قلت في ثقة :
" نعم , وهو ما نسميه الحجاب .. وهو فرضٌ على كل مسلمة .."
قال :
" لقد قابلت الكثير من المسلمين , وأراهم كثيراً على شاشات التلفاز , لكني لم أعرفهم يوماً .. ولم اقتنع ابداً بصورة الاعلام عن أي بلد .. "
قلت :
" نعم , فالاعلام دائماً يشوه صورتنا أمام العالم , ونادراً ما تجد مدحاً أو خبراً صحيحاً عن الاسلام "
قال :
".. كنت سأسألك عن بعض الأشيئاء التي طالما حيرتني عنكم .. وطالما أنك عربية فستعرفينها جيداً .. لكن .. هل تسمحين ببعضٍ من وقتك ؟؟"
قلت :
"لا مشكلة أبداً.. فقط سأحضر بعض الطعام .. واسأل بعدها ما شئت "
ابتسم قائلاً :
" حسناً .."
قمت بعدها لأضع الوجبة التي أحضرتها .. واستأذنت من... "جيم " ..
يبدو أنه فعلاً كغيره , ممن يعتقدون بعض الأفكار السيئة عنّا , ليس عن المسلمين فقط .. بل عن العرب أيضاً .. أووووه .. لا أحب هذه المناقشات .. فهي تمسي باختلاف الرأي احياناً .. لكن الحمد لله أن لدي اسلوبٌٌ منسق في الحديث .. يارب وفقني في الاجابة عليه ..!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


~~~جيم~~~

يالها من فتاة طيبة ..

كنت أعتقد أنها ستعاملني بجفاء بكون أنها مسلمة , مع أن المسلمين هنا يبدو أنهم لا يهتمون بدينهم .. لكن هذه الفتاة مختلفة .. فهذا أول مرة أرى "محجبةً" في وطني على الحقيقة ..>بالنسبة لي <..ربما لأنني لا أختلط بالمجتمع خارج إطار عملي كثيراً ..

لقد أحضرَت بعض الطعام , وها هي ذهبت لتعدّه .. حمداً للرب .. لقد كنت جائعاً بحق ..
حقاً أنا مدين لها بمعروف كبير .. سأحاول رده إليها حال خروجي وعودتي لحياتي الطبيعية >إن خرجت من هذا المأزق!!!< ..

يبدو أن هؤلاء الرجال لا ينوون التزحزح من أماكنهم .. يجب أن أجد حلاً ..

أه .. لو تكمل حبيبة معروفها , وتساعدني في ايجاد حلّ ,,

لكنني أخشى عليها من هؤلاء الاشرار , لا أريد توريطها بالأمر ..

اووه .. يا لهذا المأزق .. لـو

"تفضل , وجبتك .."

قاطعني صوت حبيبة وهي تمد لي صينية صغيرة , عليها وجبةٌ صغيرة مصحوبةً بالعصير ..

قلت شاكراً:
"شكراً جزيلاً لك.."

قالت :

"لا شكر على واجب .. "

أردفت :

"سأعود بعد قليل إن أردت الحديث بذلك الموضوع.."

قلت :

"بالطبع ، على ألا أشغلك...."

قامت من مكانها . . وبقيت أنا أتناول وجبتي بصمت ..

مهما كانت ديانة الإنسان , فمجرد محافظته وشخصيته الرزينة المحترمة ، تجعلني أكن له المزيد من الاحترام والتقدير،حقيقةً أنا لا ألتزم بديني ولا أذهب للـ(كنيسة) بالتزام..... يمكنكم أن تقولوا .. إن ديننا لدى الأغلبية مجرد مفاهيم نسير عليها هكذا .. ولايهم الاقتناع .. المهم أننا نتحرر من القيود الدينية .. مع وجود أشياء لا نكلف أنفسنا بالاقتناع بها ، بل بأخذ ما نحب منها .. والباقي .. لن يحصل شيءٌ إذا تركناه!! ..مع أننا نصدق ونستعين بديننا كثيراً .. لكن .. القليل من يلتزم بجد!

قد نتحدث عنه بشكل جيد ,ظاهراً , لكننا من الداخل لا نهتم .. عجيبون أولئك المسلمون .. فهم مقتنعون تماماً بما يفعلون ! .. ما هو السرُّ ياترى ؟؟ .. فشخصٌ مثل ما رأيت حبيبة عليه من حديثها ، لا يمكن أن يقتنع بشيءٍ خاطىء ...

لدي فعلاً الكثير من الفضول عن الاسلام .. والعرب .. فضولي دائماً يسبقني ويجعلني متلهفاً لمعرفة بعض الأمور .. لكنه فضولٌ عاديٌ، عن أناسٍ آخرين يعيشون معنا على نفس الكوكب ولهم عالمٌ خاص , لا زلت أجهل عنهم كل شيء ..

لكن مع رؤية حبيبة , والاعجاب الذي صاحب ذلك في نفسي , جعلني أتوق أكثر لمعرفة هذا الدين الذي تتبعه فتاةٌ مثلها ,, رغم حريتها في الحياة .. فلا رقيب عليها هنا , لكنها مع ذلك تحافظ عليه ..

أنهيت وجبتي , وأنا أفكر في شتّى الأمور .. وأهمها ,. الخطة التي أريد بها الفرار من هنا .. فلن أجلس هكذا للأبد .. فماذا لو استمروا بمراقبة المكان ليومين مثلا ..؟؟ أو فتشوا المنازل ؟؟؟ لا أحد يتوقع أعمال أولئك الاشرار ... يكفي أنهم كانوا يخدعوننا طوال الوقت في تعاملاتهم بالشركة.. بقيت شارداً ببصري للحظات إلى أن سمعت صوتها ..


~~~~~~~~~~~~~~~~~

~~ حبيبة ~~

تناولت شيئاً بسيطاً من طعامي , ثم صليت فرضي واستخدمت بعدها حاسوبي "المحمول" لبعض الوقت .. يجب علي الاستعداد للعودة للجامعة , فسأستأنف دوامي الاسبوع القادم , رغم انني انهيت اختباراتي قبل ايام .. إلا أنها الجامعة .. وليست كالدراسات الأخرى .. كما أن اختصاصي يتوجب علينا تكريس العمل والدراسة فيه. وإذا أجلت شيئاً ما بها , فستكون كارثة , فسأتعذب لتراكم جبال ٍ من الواجبات والاعمال فوق رأسي ..
أنهيت عملي , وحملت أطباقي وخرجت بها إلى المطبخ , توجهت قبل ذلك للردهة , فإذ بـ "جيم" قد أنهى وجبته , شكرني كثيراً , يبدو أنه محرجٌ جداً ,,, سأموت من الاحراج لو كنت مكانه ,, لكنني لا اشعر بداعٍ لذلك في تقديم هذه الخدمة له , مع أنني أشعر بخطرٍ شديد , وخوف يلازمني وقلق فائق لتجاوزي الحدود بابقاءه هنا .. لكن مع ذلك , فأشعر أن حياتي المللة , قد تجددت بكسر" روتينها" ..

رجعت للردهة بعد أن أنهيت تنظيف الاطباق .. وقلت لـ "جيم " :

" لو كنت تريد بعضاً من وقتي , فأنا متفرغةٌ الآن .."

قال مبتسماً :

"حسناً .. الأمر ليس بتلك الأهمية .. لكنها فرصةٌ للتعرف قليلاً على شعبكم .. فلدي الكثير من الفضول نحوكم ، خصوصاً مع صورتكم المهتزة في أذهاننا "

أصغيت باهتمام , وصمتتُ ليقول ما عنده ,,

تابع قائلاً :

" بالنسبة لي . فأنا لا أحكم على شخصٍ إلا عند رؤيته , والتعامل معه , وهكذا أيضاً عوّدني عملي .. فأضطر فيه لمقابلة الكثير من الناس والأصناف . والديانات أيضاً ..لكن السبيل الوحيد لمعرفتكم جيداً لا نجده سوى في الاعلام"

أشعر أن "جيم" إنسانٌ عاقل وواعي ، يفهم ما يقول ، .. شخصٌ كهذا ، يمكنه اختيار قراراته بحكمة تتضح من حديثه .. لكن إلى أين سيصل الحديث !!؟

تابع جيم :

"لكنني حتى الآن, لم أر مسلماً على الحقيقة هنا .. أو بمعنى أصح .. مسلمة , أعني أنه حين تراها تعرف بذلك أنها مسلمة من تقيدها بدينها .."

قلت :

"مع أنه يوجد الكثير هنا ."

قال :

"يبدوأن أغلبيتهن من الطالبات اللاتي تأتين للدراسة هنا , أما لرؤيتهن في المجتمع الغربي وأوساطه الاقتصادية والتعاملات الخاصة بها .. يندر تواجد المسلمون بهذه الطبقات .."

قلت :

"نعم "

قال :

" ماذا تدرسين ..حبيبة ؟؟"

احسست ببعض الحرج , لم أعتد على هذه المحادثات ، التي ينطق بها اسمي جافاً ...!

قلت :

" أدرس في مجال الأحياء وعلومها.."

قال :

" يالها من دراسة .... ولماذا اخترت هذا المجال بالذات ؟؟ الا تجدين به صعوبة ؟"

قلت :

"بالتأكيد , لكنني ... "

قطعت جملتي ,, كنت سأذكر له أمر اجبار ي على الدراسة من قبل والدي , لكنني خشيت أن يعتقد أن هذه طباع المسلمين .. وأنهم يجبرون أبنائهم دائماً...

عدت أقول :

" لكنني , تخرجت بشهادة متميزة والحمد لله من دراستي "الثانوية" , فأحببت دخول مجالٍٍ تستحقه شهادتي ..فكنت مخيرة بين مجموعة من العلوم ..وهذا ما فضلته .."

قال :

"أتمنى لك التوفيق .. فهو مجالٌ ليس بهيّن .."

قلت :

"شكراً لك .... لقد أوشكت على انهاء فترة دراستي .."

سأل:

"بالسنة الأخيرة ؟؟"

اجبت :

"نعم .. لكن بقي على انتهائها الكثير .,,"

ابتسم قائلاً:

"الوقت يمر بسرعة هذه الأيام .. لن تشعري بمروره ثقيلاً ..مادام هناك هدفٌ تسعين لتحقيقه .."

فكرت في نفسي .. هل هناك هدفٌ حقاً أسعى لتحقيقه من دراستي ؟؟؟ ... سآخذ شهادةً قيمة .. وماذا بعد ذلك ؟؟ ..ما الهدف من حياتي بأكملها ..إن لم أنفع نفسي أو وطني ..أو ..... ديني ..

قلت :

"أرجو ذلك .."

سألني :

"ولماذا تعيشين هنا ..؟؟"

قلت :

"لقد أتيت مع والديّ إلى هنا , بسبب أعمال والدي , ولكنه انفصل عن والدتي فرحلت والدتي ,وبقيت أنا .. وبعدها مات والدي .. وتركني هنا .. لكنني فضلت إنهاء دراستي ثم العودة بعدها .."

قال وقد ارتسمت على وجهه بعض علامات التعجب التي لم أعرف لها معنى :

"حقاً ؟؟ ....أنا آسفٌ بشأن والدك .. "

تابع :

"لكنك فتاةٌ قوية .. حتى أنك واجهتني حين اقتحمت منزلك .."

ابتسمت للذكرى.. لا أدري لم أصبحت ذكرى ,مع أنها حدثت بالأمس .. قلت :

" الشيء الوحيد المخيف في الحياة , هو حوادث القدر ومفاجآته.... "

قال :

"هذا صحيح ...."

شعرت ببعض الندم على أنني ذكرت الكثير عن نفسي وتحدثت كثيراً بلا معنى .. إنني لم أعرفه ,فقط لأنه يبدو جيدا ..لا أدري لم .. ولماذا ..؟

قال :
"لقد توفي والدي أيضاً .. وترك لي شركته بأكملها لأديرها .. لقد جعلني أقصد دراسة الاعمال والادارة لكي أساعده في ادارته للشركة .. لكنه توفي وتركها لأديرها أنا .."

قلت في أسف :

" .. آسفة .. "

قال :

"لا بأس .. لكلٌ مصائبه .. لكن الحياة تسير .. "

وافقته :

"نعم "

قال فجأةً :

"عجيــب .."

استفسرتُ بنظرة مندهشة ,

فقال مفسراً :

أقصد .. العجيب هو أنك لا تمتلكين تلفازاً .."

قلت:

"نعم .. فأنا لست متعلقةً به كثيراُ .,. من لديه الوقت ليشاهده ؟؟ .. ثم إنني أستعمل جهاز الكمبيوتر ... فقد أصبح الحاسوب بديلاً للتلفاز في هذا العصر لدى البعض .."

قال :

"هكذا إذاً ..."

كنت أعلق على حديثه ، لكنه لم يتطرق لأي موضوع عن المسلمين .. , انتظرت سؤاله عن تلك الامور التي كان يريد التحدث بشأنها .. لكنه لم يسأل حتى الآن ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 
 

 

عرض البوم صور Lara_300   رد مع اقتباس
قديم 31-01-08, 01:08 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26942
المشاركات: 136
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lara_300 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lara_300 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lara_300 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الفصل الرابع.................................


~~جيــم~~

كنت متشوقاً لمعرفة كلّ شيءٍ ... لكن ذهني كان مشتتاً .. لم أكن أستطيع منع نفسي من التفكير في مأزقي الذي تناسيته بانتظار رحيل أولئك الرجال .. هل سأجلس هكذا منتظراً رحيلهم كالجبناء ,,, إنني خائفٌ حقاً .. لو كان والدي من تعرض لهذا الموقف .. لحطم أنوفهم وخرج وتحداهم ..فهو معتاد على مقابلة المخاطر .. أما أنا .. فبالكاد أستطيع الدفاع عن نفسي .....
لكنني وجدت في جلوسي فرصةٍ لمعرفة تلك الفتاة .. التي بدأت أود معرفة الكثير عنها .. دائماً ما يقابلك الكثير من الناس الذين ترتاح لهم . وتتمنى معرفتهم , لكنك نادراً ما تأتيك فرصة معرفتهم ..
سألتها لأدخل في قلب موضوعي الاساسي :

"لماذا تساعدينني حبيبة ؟"

اعتلتها الدهشة قائلة :

"ماذا تعني ؟ "

قلت :

" في الحقيقة ، في البداية ، وعند رؤيتي لك كمسلمة عربية ، خشيت أن ترفضي مساعدتي وتقبل الفكرة .. ولم أتوقع أن تعاملينني هكذا .."

قالت :

" كيف أعاملك سيد جيم ؟"

" أقصد تفهمك للأمر والسماح لي بالبقاء .."

" ولماذا لم تتوقع ذلك ..؟؟ ألفكرتك عنا ؟؟"

قلت :

" صحيح أنني لم اقتنع تماماً بفكرة الاعلام , لكن كل معلوماتي عنكم هي أنكم شعبٌ جاف وعدائي .. كما هناك أمثلةٌ كثيرة نراها في الأخبار ، و التعاملات اليومية مع بعض المسلمين .."

" انظر يا سيد جيم .. في كلّ بلدٍ وكل قوم ، هناك الصالح والفاسد ، فالأخلاق تختلف من شخصٍ لآخر ، وليس من دينٍ لدين أو شعبٍ لشعب .."

لم أنطق ، إذ كانت ستقول المزيد ..:

" فلا تقل لي أن بشعبكم لا يوجد عدائيٌ او جافٌ ؟؟"

صمتٌ

تابعت :

" وهكذا ، فيوجد بالمسلمين من يتمسك بدينه ، ومن يخالفه ، ومن تمسك بدينه فأخلاقه ستكون حميدةً بالتأكيد .."

قلت :

" نعم معك حق .. ولكن .."

صمتتُ ثانيةً ، أيعقل أن تكون أنهت تساؤلاتي برد واحد !

عندما وجدتني تراجعت ، أكملت :

" مثلاً .. سأسألك .. إذا اعتدي مواطنٌ هنا على مواطنٍ آخر .. وانتشرت مقولةٌ بالعالم تقول : إن مواطني بلدتكم يا سيد جيم ، عدائيون ! .. ويقع اللوم لما فعله ذلك المعتدي عليكم أجمع .. ! ... هل ترى ذلك صواباً؟؟؟"

قلت وقد وصلت لمغزى الموضوع سريعاً :

" كلا بالطبع !"

قالت :

" إذن مالفرق بيننا وبينكم ؟؟ أليس عدائكم أنتم لنا ، غير منطقي ؟؟ "

لم أجب !! .. وبماذا أجيب؟؟؟ .. قلت في النهاية :

" أنا عاجزٌ عن إجابتك .. .. أنا مقتنعٌ تماماً بما ذكرت .. هذا يعني أنكم شعبٌ متميز .. لكن لا أحد أصبح ينظرللجواهر .. بل انشغلنا بالمظاهر فقط .. أنا آسفٌ لحمل تلك الفكرة عنكم .."

قالت :

" اعلم سيد جيم ، أن الاسلام دينٌ عظيم .. تعاليمه منطقية حكيمة .. شرعه وأحكامه سهلةٌ و قيمة مفيدة .. وكل أمرٍ من الله ورسوله إلينا يعم بفائدةٍ على المجتمع .."

أصغيتُ بانتباه .. لقد جذبني الحديث .. لدرجة أنني نسيت الأزمة التي أمرُّ بها .. أو تناسيتها أكثر ..

" انه دين الرحمة والعدالة للبشرية كلها .. وبمعرفتك له فقط ، ستجد الكثير من الأمور الرائعة فيه ، والتي تدعوك لمعرفة المزيد .. "

حقاً أجد نفسي مهتماً بالأمر .. لقد لفتت انتباهي له .. وأقنعتني ببضع كلمات .. ياله من أسلوب !

قالت منهيةً للحديث :

" صدقني سيد جيم .. مهما سمعت عن الاسلام من صور مشوَّهة ، أو اعلامٍ رخيص ، أو ارهابٍ مجرّد .. فهو مخالفٌ لتعاليم ديننا نفسه .. وذلك مذكورٌ بكتابنا .. كلام الله "

قلت :

" هذا يتضح من حديثك .. شكراً لك على هذا التوضيح .. لقد اقتنعت بأقوالك .. الآن سيمكنني المضي بفكرةٍ صحيحة عنكم .. "

قالت :

"يسعدني أن أتحدث عن ديني .. وأغير وجهة النظر الخاطئة عنًا .. "

تابعت بابتسامة :

" وخصوصاً إذا كان الحديث مع شخصٍ عاقلٍ مثلك سيد ~جيم~ "

شعرت وكأنه كان مديحاً .. لكنه ليس كمثله .. إنه من حبيبة ..

قلت :

"شكراً لك .."

يبدو أن حبيبة كانت تنتظر مني أن أسأل المزيد .. لكنني لم أشأ أن أتعمق بالموضوع..
عدت بتفكيري لمأزقي الراقي !

أردتُ قول شيءٍ ما :

"ومـــ ..,,,"

قطع كلماتي صوت جرس الباب .. انتفضت دمائي بعروقي , وقلت في قلق هلع :

" أيأتيكِ زوارٌ هنا ؟؟؟؟"

قالت في توتر واضح :

"لا .. لا أعرف .. أرجو أن تدخل إلى تلك الغرفة إلى أن أنظر ما الأمر ..!"

أشارت بيدها نحو غرفةٍ ما .. توجهت إليها بحركة سريعة , وأنا أتمنى أن لا يحدث مكروه ..

دلفت للغرفة وأغلقت الباب ,,




~~حبيبة~~

كنت أرتعد خوفاً ,,, والغريب أنني هذه المرة أكثر خوفاً من الأولى ... مع أنه يجب أن تكون الحالتين معكوستين .. توجهت للباب وأنا أسمي الله كعادتي ..

قلت بصوت مرتفع نسبياً ليصل لمن خلف الباب:

"من ...؟"

سمعت صوت أحدهم :

"افتحي الباب سيدتي .."

فتحت فتحة صغيرة , وأطللت منها بمساحة أستطيع معها الرؤية بوضوح بينما لا يستطيع من بالخارج ذلك ..

قلت :

"من أنت ؟ "

قال وهو يناولني بطاقةً ما :

"جيمس بيتر .... شرطي .."

لاحظت أنه ناولني شارةً تشبه تلك التي تظهر بالافلام ... ارجعتها إليه , وشعورٌ غريب يمتزج بنفسي .. لا أدري إن كان خوفاً أم طمأنينة , أم كلاهما ... أم هو الشــك ؟؟

قلت :

"وماذا تريد يا سيدي ؟؟؟"

قال :

"عندي أوامرٌ بتفتيش المنطقة .. "

كدت أتيقن أن هذا شرطيٌ حقاً.. فكرت في نفسي .. كيف وصل الى هنا , وبيتي يقع وسط المنطقة .. فكيف تجاوز أولئك الرجال , إن لم يغادروا لثانيةٍ حتى ؟؟ ... أخشى أنه أحدهم ...!

قلت :

"ولماذا تفعلون شيئاً مماثلاً ... فأنا أعيش هنا منذ ثلاث سنوات ولم يحدث شيءٌ مماثل .."

قال :

"لقد حدثت سرقةٌ مؤخراً في المنزل المجاور لك .. وأبغلنا أصحابه بالقدوم , فيتوجب علينا تفتيش كل المنازل المحيطة .."

يالذكائهم .. لقد كشفوا أنفسهم .. أعتقد أن المنازل المجاورة بنا مهجورة منذ عام .. فهل ياترى يلقي هذه المحاضرة عن كل من يلتقيه!.. أم أنه يعلم بوجود جيم هنا ؟؟ أم أنه .....حقاً شرطي ..؟؟!!!

قلت :

" وهل ستفتش المنزل وحدك سيدي .. ؟؟ "

قال في لهجة ضيق :

" لم آتي لكي تفتحي معي هذا التحقيق ؟؟ يتوجب علي أنا أن أحقق معك !"

قلت :

"أنا آسفة .. لكن لا يمكنني أن أسمح لك بتفتيش منزلي ..."

قال في استنكار :

"ولماذا ؟؟"

قلت في لهجةٍ مماثلة :

"أولاً أنا لست سارقة , وإن أردت تفتيش منزلي فبه خصوصياتي , ولن أسمح بذلك إلا مع تصريح ٍ رسمي , و أن يرافقك أحدٌ يؤيد كلامك هذا ..ثم قد يكون السارق من الخارج ، كيف علمتم بعدم هروبه؟؟"

قال في عصبية :

" اسمعي يا امرأة .. لست مستعداً لتضييع الوقت في هذه التفاهات .. افسحي الطريق ولا تقفي بوجهي , وإلا فتشت المنزل بالقوة .. هذه أوامر .."

لم آبه لحديثه , لأنه لو كان شرطياً حقاً , من المؤكد أنه سيفعل شيئاً آخر .. على الاقل سيحاول أن يثبت لي قصته المزعومة ، أو يرافقه زميلٌ ما.. فالدولة هنا تهتم بعدم ازعاج الناس بدون سبب .. ويتعامل الشرطة بأسلوب أكثر هدوئاً ..

كدت أغلق الباب في وجهه علامة الاعتراض والثبات على موقفي .. حين منعني شيءٌ ما , وُضِع بين الباب و مكان ارتكازه , شهقت شهقة رعبٍ حين رأيته .. لقد كان بكل جرأة .. "مسدس .."

صحت به :

"ماذا تفعل أيها المجنون .."

قال :

"لقد طلبت منك بالبداية التخلي عن عنادك , ليس امامي الا استعمال القوة .."

قلت له ::

"هل يفعل رجال الشرطة ذلك ..؟؟"

قصدت من حديثي أن أوضح له أن لعبته في التنكر بشخصية شرطي واضحة الخسارة , لكن يبدو أنه فهم شيئاً آخر ..

قال في عصبية :

"نعم يفعلون ذلك عندما تقف مسلمة حقيرة مثلك في وجههم وتمنعهم من أداء عملهم .."

فار دمي في عروقي .. لكنني تمالكت نفسي , إذ كان مسدسٌ موجه لرأسي .. مع ازدياد خوفي عند علمي أنه من أولئك الاشرار ..

وقبل أن أتكلم .. سمعت أحداً ينادي من خلف ذلك الشرطي المزيف :

"هيث .. انتظر يا هيث .. دعك من هذا الآن .. لقد طلبوك لأمر مهم .."

التفت .ذلك المدعو "هيث " .. إلى الذي يبدو أنه رفيقه ..وقال :

"ماذا بحق الجحيم ؟؟"

قال الآخر :

"عذراً سيدتي .. لقد حدث خطأٌ ما .. أعتذر لك .."

قال "هيث" :

"ماذا تقول أيها الأحمق .. "

خطا رفيقه خطوة واحدة داخل الشقة , وانتفض قلبي .. لكنه عاد يرجع بخطواته , فقد اقترب للداخل ليسحب الباب , وقبل أن يغلقه تماماً , كرر :

"أعتذر مجدداً ... تعرفين أن عمل رجال الشرطة يحتمل الكثير من الضغوطات .. سنسيطر على الأمر قريباً ..عذراً سيدتي"

قبل أن أنطق بحرف , كان قد أغلق الباب ..

وقفت خلف الباب أتنهد بعمق .. وبراحة , بينما أنا كذلك إذ بي أسمع حديثهما ,, لقد كان باب منزلي مصنوعاً من الخشب الخفيف .. فكان سهلاً وصول الصوت للداخل .. كما دويّ تلك الرصاصة أمس ..

سمعت ذلك الفظ هيث يقول :
" أيها الأبله , كدت أفتش المنزل .."

خفت .. انتفضت ..إذاً لقد كان يعرف بوجود جيم ..؟!

لكنني ارتحت بشكل عجيب حين أكملا حديثهما ..

"لا أبله سواك .. ألم تنتبه أنها مسلمة ؟؟ كيف تظن أنه دخل بيتاً مسكوناً ..؟؟ حتى لو فعل .. فقد رأيت منزلها من الداخل .. ولم يكن به أحد .."

رآه .. متى ؟؟؟

هيث :

"قد يكون احتمى بشخصٍ ما .. وحكى له ما حدث ..و.."

"أووه , كف عن هذا. . لقد اتصل السيد الكبير وأرسل مات ليعطينا أوامر أخرى جديدة .."

سمعت بقية الحديث هذه بصعوبة ، فقد كان صوتهما ينخفض تدريجياً وهما يبتعدان ، حمدت الله أن لم يتطور الأمر ، كنت سأذهب أنا وجيم في "خبر كان " ...

توجهت إلى الغرفة التي لجأ إليها جيم .. ودققت على الباب .. ففتح ببطىء قائلاً بصوت منخفض :

" حبيبة ؟؟؟"

قلت :

" لا بأس لقد ذهبوا .."

قال في توتر :

" ماذا حدث ؟؟؟"

حكيتُ له ما حدث .. فقال لي بعدها:

" يجب أن أتصرف .. "

قلت في قلق :

" ماذا ستفعل .؟؟؟ "

قال مطمئناً :

" لن أخرج بالطبع .. فلا يوجد لديهم أي مجالٍ للتفاهم .. ثم إنني لن أكتم أمرهم .."

تردد جيم في إكمال حديثه ... فبقيت صامتة ..

قال فجأة :

" ماذا لو أديتِ لي خدمةً صغيرة ..؟"

قلت في عجب :

"ماذا ؟"

" أعلم أنني أثقلتُ عليك , لكن طرأت لي فكرة ، بإمكانها تخليصي من هذه الورطة ، وبذلك سأكون ممتناً لكِ "

قلت :

"ماهي ؟"

قال :

" سأعطيك عنوان الشركة .. وهناك يعملُ صديقٌ لي .. سأطلب منك إخباره .. فهو مقربٌ مني جداً .. يستطيع تخليصي مؤقتاً بإخراجي من هنا .. "

قلت :

"حسناً لا بأس .. لكن ماذا سيفعل صديقك ؟؟"

قال :

"سيفعل الكثير .. فأنت لا تعرفين هذا الصديق .. !!"

لم أفهم .. لكنني تجاهلت الأمر منتظرةً منه التوضيح ..

قال :

" أعتقد أنني أستطيع الاعتماد عليه في مثل هذا الأمر .. فقط سيكون عليكِ إخباره بالورطة التي وقعت فيها .. وسبب اختفائي .. وأخبريه عن مكان تواجدي .. و .. إن استطاع إخراجي من هنا .. "

قلت :

" حسناً .. يبدو الأمر سهلاً .."

قال :

" صحيحٌ أنه يحمل الكثير من المخاطرة .. لكنني لا أعلم شيئاً عن هذه العصابة .. لذا فنفعل ما يمكننا عمله بالتحرك بسرعة .."

يا للفكرة .. أعتقدأنها ستفشل ... و .. قد أتعرض للكثير من المخاطرة ... لكن ماذا يجب أن أفعل .. هل سيبقى هنا طوال الوقت ؟؟ لا أستطيع احتمال ذلك القلق طويلاً .. استحسنتُ الفكرة كثيراً ... وقلت :

" إذن فلأذهب لتنفيذ الفكرة .الآن .."

قال :

" الآن ؟؟ .. ماذا لو شكوا بالأمر .."

قلت :

" حقاً .. إذن سأذهب بعد فترةٍ قصيرة .."

وأمضيت بعض الوقت مابين حاسوبي ، وبعض الترتيبات على أوراق الجامعة ومستنداتي.. ولم أستطع منع تفكيري من الخوض في موضوع جيم وتلك المهمة ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

من ناحية أخرى ... وفي تلك المنطقة ... اجتمع مات برجاله في زاويةٍ مهجورة .. وقال بعصبية :

"أستطيع أن أوقع مئة ورقةٍ على فشلكم .الآن .."

تلعثم الرجال .. واضطربوا .. فمنظر زعيمهم الغاضب طالما جعل حلوقهم تجف خوفاً ، و عروقهم تنتفض دمائها هلعاً .كالجاني ينتظر الحكم بالاعدام !

قال مات :

" ماذا سيقول السيد الكبير عنا الآن ؟؟؟ لقد أوكل إلينا مهمة أخرى , تبعد عن هنا بحوالي خمسين كيلو متر .. "

ارتسمت علامات التعجب والدهشة الممزوجة بالتوتر على وجوه الرجال ..بينما أكمل مات :

" وهذا يعني أنه قد استغنى عنا في هذه المهمة .. وهذا توقيعه بفشلكم في الأمر ..."

تابع :

" والآن سنتجه لتنفيذ الأوامر الجديدة وسننسى أمر ذلك الأخرق "رجل الأعمال " الآن .. "

قال :

" وإن غضب السيد الكبير .. فسيتلقى كلٌ منكم رصاصةً محترمةً في جبهته الحمقاء .... هذا كل ما في الأمر...."

امتلأت نفوس الرجال بالحنق والغضب .. لكن السبيل إلى تنفيسه كان كتمانه بالنهاية ..

وتحركوا جميعاً مع مات في سياراتهم لتنفيذ المهمة الجديدة ...

............................................

 
 

 

عرض البوم صور Lara_300   رد مع اقتباس
قديم 03-02-08, 03:27 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
dew
اللقب:
قطر الندى



البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32556
المشاركات: 8,341
الجنس أنثى
معدل التقييم: dew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسي
نقاط التقييم: 5602

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dew غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lara_300 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

أختي العزيزة ,,,قصتك رائعة وفريدة من نوعها ,,,أحببت شخصية حبيبة جدا فهي جريئة وواثقة من نفسها أما جيم فشخصيته في طور النمو ,,,,رائعة جدا استمري

 
 

 

عرض البوم صور dew   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية نور القدر, نور القدر, قصة نور القدر
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:17 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية