المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
ألم
عافَ البدوُ صحراءَ عمري، فلا عُشبَ للأنعام، لا شجرة قاسية تتحمل قيظَ الشمسِ، لا هِضاب يعلوها اليمام..... وحيداً أجلسُ مستظلاً أشجارَ خيبتي وذيل نهاري تَقرِضُهُ فئرانَ سِقام، فيدب الأسى طاعوناً في النفسِ يعضُ حسرةً أصباعَ الأيام..... أنظرُ في يدي جيداً اُقلِبها، أُحَركها للخلف للأمام ، هي يدي وجُرحي عميقاً فيها فأنى لي قطعها وهي مني، دمها دمي ومنبتنا واحدٌ لا انفصام...... طُعِنت بسيف الأخوة في قلب عمري، فأي أخاً أنشِدَهُ، أنادي عليه، أهو الذي لم تلد أمي، أم هذا الذي يقبع في النفس غُراباً يَنعقُ حُزني، فأُعلن للنوم الخِصام...... حُزناً عميقاً يَحفرُ جسدي طال الدم مني والعِظام......
إليك أبثُ حزني، فليس سواك في هذا الزحام. بنظرة عين تُنسِني أهلي، صحبي والأنام. كن قريباً يا من بحثتُ عنه كثيراً في عين أسدٍ، لهيب نارٍ، سِربُ حمام. كان بعيداً طرفة عينٍ، فاحتضنت البصر شوقاً وحُرقة لفارسٍ هُمام.
|