المنتدى :
الارشيف
دموع الشريفات الطاهرات ... إلى الشباب مع التحية !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
سيرتنا اليوم سيرة عطرة جدا ، عطرها فواح و ذكرها يطيب لي أن أنقله إليكم ، يسر
السامعين تشنيف الآذان لمثلها ، قصة ليست ضربا من الخيال و لم أتعب تفكيري في
نسج خيوطها حتى أوصلها إليكم بصورة طيبة ، بل أنقلها إليكم كما هي كما سمعتها
تماما من أخ لي وفقنا الله و إياه لكل خير.
قال لي أخي : كنت في فترة من الفترات قبل ما يزيد عن خمس سنوات أعمال في التجارة
إليكترونيا . كنت أجلب مستلزمات و طلبات المستهلكين التي يحتاجونها من شتى بقاع العالم
عن طريق تعاملي المباشر مع الشركات الأم المصنعة للمنتجات المختلفة ، و كان من بين زبائني
فتاة يظهر عليها العلم و الطيبة و الذكاء و الفطنة .
كانت مرة معي مثل غيرها من زبائني على ( المسنجر ) يسألون و يستفسرون عن طلباتهم ، فكان
من الحديث الذي قالته لي و أخبرتني به قولها :
أول استخدامي للإنترنت كان عن طريق اشتراكي في إحدى المنتديات قبل أربع سنوات .
دخلت المنتدى داعية و كنت أكتب مواضيع نصح و إرشاد في مواضيع عدة ، و كنت نشيطة جدا في
الدعوة كما هم بعض الأعضاء الآخرين ، كان من بين أولئك الأعضاء عضو يظهر
عليه النشاط الغير عادي في الدعوة و كان من أنشطنا فيها ، استمرينا جميعا نتعاون على الخير
في الإرشاد و نفيد بعضنا في طرق الدعوة و تنويعها يوما عن يوم ، استمرينا على هذا الحال أكثر من سنة ،
حتى جاء ذلك اليوم الذي أرسل لي فيه ذلك الرجل النشيط في الدعوة رسالة خاصة يقول فيها :
أراكِ من أنشط الفتيات في المنتدى في الدعوة كما أرى أيضا سمو أخلاقك و حسن تربيتك
فيما تكتبين و إني أنوي الزواج بكِ فهل أستمر في سلوك أسباب نيله أم أبعد هذه الفكرة تماما عني ؟
ما إنِ استقبلت رسالته مع ما أرى فيه من النشاط في الإصلاح إلا و قلت في نفسي :
لا يمكن أن يكون رجل داعية إلى الخير و يطلب طلبا سريعا كهذا إلا و يكون صادقا إن شاء الله.
من جهتي لم أكن أستهجن أو أكره فكرة الزواج عن طريق الإنترنت و أقول :
ربما تزوج اثنان بهذه الطريقة و كانا أسعد ممن تزوج بطريقة تقليدية ، و الذي جعلني لا أنكر هذا
الأسلوب منه رؤيتي الخير منه فيما يكتب، كما أن علمي المسبق بأن والدي ممن قد يوافق على طريقة
كهذه للزواج جعلني أرد عليه قائلة :
أنت كمثلك ممن يتقدم لي للزواج مني و يأتي إلى بيتنا فأت إلى بيت أبي واسلك طريق أمثالك من الشباب ،
ثم هناك يقضي الله أمرا كان في الكتاب مسطورا . إن تأكدت من عزمك فدونك هاتف أبي إن أردت
لكن بعد أن أبلغه إن شاء الله بأمرك حتى يتهيأ لاستقبالك.
هيأت أبي للأمر و رأيت ألا مانع عنده في ذلك كما أني استأذنته في اعطاء رقمه إلى ذلك الرجل كي
يهاتفه. الوالد اقترح أن يحصل على رقم الشاب و هو من يكلمه و ينسق معه لاستقباله ، طلبت من الشاب
الرقم فأعطانيه ثم اتصل عليه والدي و نسق معه و حددا موعدا لمجيئه رسميا لخطبتي.
حددا موعدا معا و فعلا أتى إلى بيتنا ذاك الشاب ، أتى الشاب و معه رجل آخر وقال :
هذا خالي ، والدي متوفيان رحمهما الله ، رحب بهما الوالد و أكرمهما و تحدثا شيئا من الوقت.
قال الشاب : ما رأيك يا فلان أن أراها و تراني اليوم رؤية شرعية ؟
قال والدي : ما عندي أي مانع ، و لكن سأدخل و أقول لها ذلك .
أتاني والدي و أخبرني بما أراده الشاب فقلت لوالدي: و الله يا والدي لعلنا نؤجل الرؤية الشرعية
إلى وقت آخر ، لست متهيأة و لست مرتاحة لأمر هذه الخطوبة إن أردتني أن أكون صادقة معك.
والدي سامحه الله فهم ردي هذا مني أنه حياء مني ، و رأى من الشاب أيضا لباقة و هدوءا و حسن خلق
و رغبة قوية في أن يراني فجعل الشاب يراني في فناء المنزل من دون أن أشعر .
رآني الشاب ثم انصرف ، أتاني والدي و أخبرني أن الخاطب سيحدد موعدا آخر معي حتى يجلس إليك
و ترينه و يراك إن شاء الله.
لم يخبرني أبي و لا ذلك الشاب أنه قد رآني من دون أن أشعر ، عاد الشاب إلى المنتدى و بقي على
نشاطه الأول في النصح و الإرشاد و أنا استمريت كذلك ، لكن الرسائل الخاصة بيننا أصبحت أكثر يوما عن
يوم ، بعضها فيما يخص المواضيع و البعض يخص أسئلة تتعلق بزيادة معرفة كل و احد منا بالآخر قبل الإقدام
على أمر الملكة ، استمرينا شهورا على هذا الحال ، بعد أشهر قال: إنه سيأتي إلينا ليعقد علي فقلت
له: اتصل على والدي و نسق معه هذا الأمر ، اتصل فعلا و حددا الموعد بعد شهر من تاريخ مكالمته
مع والدي ، خلال هذا الشهر الذي ححد المجيء بعده إلينا طلب مني في المنتدى أن أرسل له رقم
جوالي ، قال: إنه يريد أن يتعرف علي أكثر خلال هذه الفترة حتى موعد العقد ، رفضت بشده
لكنه كان يلح في الطلب أكثر فأكثر حتى قلت له : يا فلان ، لا يمكن أن تنال مني رقم هاتفي حتى
تعقد علي إن شاء الله ، فكان يقول : أو بعد كلما فعلت لم تتأكدي من إصراري على الزواج بك ؟
قلت: و لو كان منك ما كان ، لا أرى أنني مصيبة على إعطائك الرقم حتى تعقد علي ، كان إصراره
يزيد حتى قلت في نفسي : سأخبر والدي بهذا و أرى رأيه في ذلك .
قال لي والدي : ليس هناك مشكلة إن كان غرضه أن يتعرف إليك أكثر في حدود المعقول قبل أن
يتقدم إلى خطبتك يا ابنتي ، أعطيت الشاب الرقم فعلا و بدأت الإتصالات بيننا في حدود التعرف
على شخصيتينا فقط و لا أكثر من ذلك .
بقي على موعد الملكة ثلاثة أيام ، اتصل الشاب بأبي و قال :
خالي الذي أتى معي يوم الخطبة مات في حادث سيارة في المنطقة الفلانية ، لعلنا نؤجل
الملكة إلى وقت آخر حتى يخف عنا ما ألم بنا ، ترحمنا على خاله ، واتصل الشاب على
والدي و قال: لعلنا نجعل الموعد بعد شهر من الآن في التاريخ كذا و كذا ، وافقه والدي و مضينا
ننتظر ذلك اليوم ، خلال فترة الإنتظار كان يتصل بي و أتصل به ، كان هناك أيضا من يضايقني
من الشباب على هاتفي بصورة غير اعتيادية ، كل يوم رقم جديد و أرد عليهم و لا أحد يجيب ، قلت
في نفسي : هؤلاء هم الشباب هذه الأيام ، يريدون أن ينالوا من الفتيات ما ينالون ، سألني ذلك الشاب
يوما خلال ذلك الشهر : هل يضايقك أحد من الشباب على الهاتف ؟
فقلت له : لا ، لأنني لا أريد أن يجعله يهتم بالأمر و لم يكن زوجي بعد .
فقال : إذا ضايقك أحد مستقبلا فأخبريني .
استمرت مضايقات الشباب كثيرا لكني أيضا لم أشأ أن أخبره بشيء لنفس السبب الذي ذكرته .
خلال فترة انتظار الملكة ، أنا أشتري أشياء أجهز نفسي بها ، والدي ووالدتي اشتريا
أشياء أخرى ، عماتي خالاتي و كل عزيز عندي شاركني فرحتي التي لم تتم بعد .
غرفتي كانت مليئة بكل شيء ، هذا فستان العرس هناك و تلك البلايز و التنانير هناك و تلك العطور
في ذلك الركن و تلك الهدايا على الطاولة هناك ، أنتظر و أهلي بفارغ الصبر اليوم الذي يحل علي فيه
فارس أحلامي في بيتي.
بقي على موعد الملكة يومان ، كان الوقت ليلا و أردت تصفح المنتدى و قسم الرسائل الخاصة .
دخلت قسم الرسائل الخاصة و رأيت رسالة منه ، فرحت كثيرا لوجودها قبل أن أقرأها ،
فتحتها فوجدت فيها منه ما قال :
بقي على موعد الملكة يومان ، لكنني لن آتي ، لن آتي في ذلك الموعد و لن آتي أبدا ،
كنت أظن أني سأحصل منك على شيء و لم أقدر .
الشباب الذين كانوا يضايقونك في الهاتف هم أصدقائي ، كنت أظن أنهم سيقدرون على ما لم أقدر على
الحصول عليه منك ، الشخص الذي أتى معي إلى الخطبة لم يكن خالي بل كان أحد أصدقائي ، و لم يمت
أحد من أهلي أبدا ، كما أني قد رأيتك ذلك اليوم من حيث لا تشعرين و كنت فعلا جميلة ،
لكنك كنت ممتنعة و لم أستطع استدراجك أبدا ،
إلى اللقاء .
رأيت الرسالة و لم تصدق عيناي الذي قرأت ، رأيتها و وددت لو أني أموت ذلك الوقت ، أصابني
ألم شديد في رأسي ، صرخت صرخة قوية سمعها أهلي جميعهم و أتوا إلي و قد و جدوني
مرمية على الأرض و قد فقدت الوعي تماما .
ذهبوا بي إلى المستشفى فمكثت أتعالج فيه من هول الصدمة ثلاث سنوات ، ثلاثة أشهر على
السرير متواصلة لا أتحرك أبدا ، و سنتان و تسعة أشهر أراجع العيادات النفسية
حتى تعافيت تدريجيا و خرجت مما أنا فيه .
أعطيت جوالي إلى والدي ، و مكثت أدعوا على ذلك الشباب و على رفاقه ثلاث سنوات ،
في قيامي و قعودي و حركتي و سكوني و كثيرا في صلاتي ، بعد ثلاث سنوات أصبحت في
حال متحسنة كثيرا عن السابق فأردت من والدي أن يأتي لي برقم جوال جديد ، فما كان من
والدي إلا أن يصر على الرقم القديم و ألا أغيره ، كان يريد أن يبعث في نفسي الثقة و أن يخبرني
بطريقة غير مباشرة أنه يثق في و ألا يد لي فيما حصل بتاتا.
أخذت الرقم القديم ، و في أول يوم اتصل علي رقم لا أعرفه و رددت عليه ،
فإذا به ذلك الشاب ، لكن أول ما سمعت منه بكاؤه الذي جعلني لا أغلق الجوال بسرعة ،
و قال لي : اسمعي مني كلمتين ثم سأغلق الهاتف أنا و ليس أنت .
لي ثلاث سنوات أحاول الإتصال بك كي تسامحينني لكن هاتفك مغلق .
بعد أسبوع فقط من تاريخ آخر رسالة مني إليك صدمت بسيارتي سيارة أخرى فشللت شللا رباعيا .
و بعدها بفترة مات أحد الذين كانوا يضايقونك في حادث آخر .
و أحد الذين كانوا يضايقونك احترق محله التجاري و ضاع كل ما يملك و هو يتعالج في
مصحة نفسية .
أرجوك سامحيني ، لم أقل كلمة واحدة ، غلبتني دموعي و أغلقت الهاتف و أخرجت
الشريحة و قطعتها ، وقلت في نفسي ،
اللهم أني أشهدك أني قد سامحتهم فاعف عنهم ، اللهم اخلفني خيرا .
ليعلم أي شاب يحاول أن يخترق أعراض الشريفات المؤمنات أن دعوة ستصيبه
تنكد عليه عيش ما بقي من حياته ، ستصيبه دعوة من الفتاة أو والديها أو المسلمين
و إن فلت من دعاء سيصيبه آخر و لا محاله .
تحياتي إلى : الشريفات الطاهرات .
f*r*w*l*a
|