لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


*^* الدراسات العلمية لـ د.نبيل فارق للقراءة في هذا الموضوع *^*

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته صباح الخير في هذا الموضوع سيتم وضع الدراسات العلمية لكاتبنا العزيز و المحبب د.نبيل فاروق فيالا بينا نتابع

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-07, 08:36 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12318
المشاركات: 5,238
الجنس ذكر
معدل التقييم: بيجاسوس عضو له عدد لاباس به من النقاطبيجاسوس عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بيجاسوس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Smile *^* الدراسات العلمية لـ د.نبيل فارق للقراءة في هذا الموضوع *^*

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

صباح الخير

في هذا الموضوع سيتم وضع الدراسات العلمية لكاتبنا العزيز و المحبب

د.نبيل فاروق

فيالا بينا نتابع



رسالة صديق


من المؤكد أن (ثيواردويلار) المذيع المعروف بإذاعة مدينة (شارلوت) الأمريكية لن ينسى أبداً أحداث تلك الليلة ..

ليلة العاشر من يونيو عام 1962 م ..

ليس هذا لأن (هيوارد) قد أجرى حديثاً إذاعياً ممتازاً فى هذا التاريخ ..

ولا لأنه حصل على ترقية ، أو علاوة ، أو حتى ابتسامة من رئيسه فى العمل..

بل لأنه تلقى فيه رسالة ..

هل أدهشكم الأمر ؟!..

دعونا إذن نشرح الأمر منذ البداية ..

فى ذلك اليوم انتهى (هيوارد) من عمله بدار الإذاعة ، وعاد إلى منزله فى منتصف الليل تقريباً ، فتناول طعام العشاء ، واستعد للذهاب إلى فراشه ، بنفس الروتين اليومى ، الذى اعتاده منذ سنوات ..

وفجأة تجمد (هيوارد) فى مكانه ، وبدا لزوجته لحظة أشبه بتمثال من الشمع، لرجل مذعور ، اتسعت عيناه وانفغر فاه ..

وفجأة أيضاً ، التفت (هيوارد) إلى زوجته (بات) ، وقال فى توتر ..

- أسمعت الصوت ؟

سألته زوجته فى قلق :

- أى صوت ..

قال فى حيرة :

- صوت ارتطام السيارة .. هناك حادثة سير .

رددت فى قلق أكثر :

- حادثة سير ؟! .. إننى لم أسمع شيئاً .

خيل إليها أنه حتى لم يسمعها وهو يندفع نحو حجرته قائلاً :

- سأستطلع الأمر ، وأعود إليك على الفور .

هوى قلبها بين قدميها ، عندما رأته يرتدى ثيابه فى عجل ، ويسرع إلى حيث سيارته .

وتساءلت فى هلع : "هل أُصيب (هيوارد) بالجنون ؟" ..

هل فقد عقله ، مع شدة انهماكه فى عمله ؟ ..

فكرت فى الاتصال بطبيبهما الخاص ، خشية أن تكون حالة (هيوارد) شديدة الخطورة ، ولكن (هيوارد) لم يمهلها الوقت لهذا ، فقد انطلق بسيارته ، قبل حتى أن تتخذ قرارها ..

وبالنسبة إليه ، كان الأمر أكثر حيرة ..

لقد سمع صوت اصطدام السيارة فى وضوح ، ولكنه لم يجد سيارة واحدة تتحرك ، عندما غادر البيت ..

وهو واثق مما سمع ..

وعندما أدار محرك سيارته ، لم يكن يدرى بعد ، إلى أين يتجه ..

ولأن منزله يقع عند نقطة تتفرع منها عدة طرق ، فقد كان عليه أن يتخذ قراره باختيار الطريق الصحيح الذى يتخذه ليصل إلى منطقة التصادم ! ..

وبلا تردد ، وبثقة لم يدر من أين حصل عليها ، انطلق مباشرة إلى شارع (بارك) ، وعندما بلغ تقاطع (وودلون) انحرف يميناً ليهبط التل فى ثقة ، وكأنه يعلم مسبقاً إلى أين يتجه ..

وعندما بلغ موقع تجمع مراكب صيد الجمبرى ، وجد نفسه يتخذ طريق (مونتفورد درايف) ، بنفس الثقة العجيبة ..

وقطع (هيوارد) ستين متراً فحسب ، فى طريق (مونتفورد) ، ثم وجد نفسه يتوقف فجأة ..

هنا .. فى هذه النقطة بالذات ، وحيث لا يوجد أى شئ محدود ، كان يشعر بضرورة الخروج عن الطريق الرئيسى ..

ومجنون هو من يفعل هذا ، فى الواحدة صباحاً ..

(هيوارد) العاقل يعلم هذا ، ولكن (هيوارد) الذى يقود السيارة لم يمكنه مقاومة هذه الرغبة ، فانحرف يميناً وخرج عن الطريق ، واتجه مباشرة نحو شجرة ضخمة ترتفع وسط طريق رملى يمتد إلى ما لا نهاية ..

وهناك رأى السيارة ..

رآها فجأة على ضوء مصباح سيارته ، فضغط كامح السيارة فى قوة ، وتوقف إلى جوار السيارة التى ارتطمت مقدمتها بعامود معدنى ، على مقربة من جذع الشجرة ، وانتزعت الضربة محركها ، ودفعته إلى حيث مقعدها الأمامى ، من شدة الاصطدام وعنف الصدمة ..

وغادر (هيوارد) سيارته ، وأسرع نحو السيارة المصابة ..

ولم ير (هيوارد) أحد داخل السيارة ، ولكنه سمع من داخلها صوتاً ضعيفاً وهاناً، يقول :

- النجدة يا (هامبى) .. انقذنى .

وقفز قلب (هيوارد) بين ضلوعه فى هلع ، وانقض على السيارة ، وراح يفحص حطامها وهو يهتف :

- أنا هنا يا (جو) .. سأنقذك يا صديقى .

وأخيراً عثر (هيوارد) على صديق عمره (جون فندربيرك) محشوراً وسط الحطام ، ومصاباً بجروح شديدة والدماء تنزف منه فى غزارة ..

وحمل (هيوارد) صديق عمره إلى سيارته ، وانطلق به إلى أقرب مستشفى ، حيث أجريت جراحة عاجلة لـ (جون)، تمكن خلالها الأطباء من إنقاذ حياته بمعجزة ، وقال الجراح الدكتور (فيليب ماك آرنى) ، الذى أجرى العملية لـ (جون): إنه لو تأخر (هيوارد) عن إنقاذ صديقه ربع ساعة أخرى ، للقى (جون) مصرعه وسط الحطام ، دون أن يشعر به مخلوق واحد ..

وهذا صحيح ..

فالتقرير الذى نشرته جريدة (شارلوت نيوز) يقول أنه ، وعلى الرغم من أن طريق (مونتفورد درايف) هذا طريق شديد الحيوية ، إلا أن أحداً لم يمر به منذ وقع الحادث ، وحتى مرور 45 دقيقة من إنقاذ (هيوارد) لصديقه ..

والعجيب أن (هيوارد) قد سمع صوت الحادث على بعد عشرة كيلو مترات ، فى نفس اللحظة التى اصطدمت فيها سيارة (جون) بالعامود ، وقد أثبتت الأبحاث أنه لم يقع أى حادث مماثل ، فى دائرة قطرها خمسين كيلو متراً من منزل (هيوارد) ..

وبسؤال (جون) ، قال : إن أول ما فكر فيه ، عندما ارتطمت سيارته ، هو صديق عمره (هامبى) .. وهو الأسم الذى يخاطب به (هيوارد) منذ طفولتهما ..

ولكن كيف حدث هذا ؟ ..

كيف استقبل (هيوارد) رسالة صديقه ؟ ..

دعنا نسأل العلماء ..

وهؤلاء العلماء يقولون : إن (هيوارد) قد تلقى رسالة عقلية من صديقه (جون) بوسيلة خارقة من وسائل التخاطب العقلى ، تعرف باسم التخاطر ، أو (التليباثى) ..

ويقول العلماء أيضاً : إن الظروف التى تم فيها إرسال واستقبال هذه الرسالة ظروف مثالية ، إذ أن المادة المسئولة عن تقوية إرسال التخاطر العقلى ، هى مادة (الأدرينالين) ، التى يتم إفرازها عن التوتر والقلق والخوف ، والإصابة ، أما المادة المسئولة عن استقبال الرسائل ، فهى مادة (الكولين استراز) ، وهى مادة تفرز عند الاسترخاء والهدوء النفسى ..

وعندما حدث التصادم ، كان (جون) فى حالة (أدرينالجيا) ، أى فى حالة إفراز شديد للأدرينالين ، فى حين كان (هيوارد) يهم بالنوم ، أى كان فى حالة (كولينرجيا)، أى استرخاء كولينى ، وهذه الظروف المثالية تماماً لنقل واستقبال رسالة عقلية تخاطرية ..

ولكن كل هذه الأمور مجرد دراسات غير مؤكدة ، ونظريات غير موثوق بها..

المهم أن (هيوارد) قد تلقى رسالة (جون) ..

أما بالنسبة لكيف ، فلندع هذا للدارسين ، ولعلماء الظواهر الخارقة ..

ولما وراء العقل ..





 
 

 

عرض البوم صور بيجاسوس  

قديم 24-07-07, 08:38 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12318
المشاركات: 5,238
الجنس ذكر
معدل التقييم: بيجاسوس عضو له عدد لاباس به من النقاطبيجاسوس عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بيجاسوس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بيجاسوس المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Smile

 


الذين ذهبوا ...


"إنها (أطلانطس) .."

صرخ طيار مدنى بهذه العبارة ، وهو يقود طائرته فوق جزر (بهاما) عام 1968 ، عندما شاهد مع زميله جزيرة صغيرة تبرز من المحيط بالقرب من جزيرة (بيمن) ، وأسرع يلتقط آلة التصوير الخاصة به ، ويملأ فيلمها بصور لذلك الجزء من القارة المفقودة ، التى ألهبت الخيال طويلاً .. قارة (أطلنطس) ..

ولكن لماذ تصور الطيار وزميله أن هذا الجزء ، الذى يحوى أطلالاً قديمة ، هو جزء من قارة الخيال والغموض ؟ ..

إن الجواب يعود إلى يونيو 1940 ، عندما أعلن الوسيط الروحى الشهير (إدجار كايس) ، واحدة من أشهر نبوءاته ، عبر تاريخه الطويل ، إذ قال إنه ، ومن خلال وساطة روحية قوية ، يتوقع أن يبرز جزء من قارة (أطلنطس) الغارقة، بالقرب من جزر (بهاما) ، ما بين عام 1968 م ، و 1969 م .

ولقد اتهم العديدون (كايس) بالشعوذة والنصب ، عندما أعلن هذه النبوءة ، وعلى الرغم من هذا ، فقد انتظر العالم ظهور (أطلنطس) بفارغ الصبر ..

وكان لظهور ذلك الجزء ، فى نفس الزمان والمكان ، اللذين حددهما (كايس) فى نبوءته ، وقع الصاعقة على الجميع .. مؤيدين ومعارضين ؛ إذ كان - فى رأى الجميع - الدليل الوحيد الملموس ، على وجود (أطلنطس) ..

هذا لأن قارة (أطلنطس) ظلت دائماً مجرد أسطورة ، يعجز أى عالم أو باحث أثرى ، مهما بلغت شهرته وخبرته ، عن إثبات أو نفى وجودها بصورة قاطعة جازمة ..

والحديث عن (أطلانطس) يعود إلى زمن قديم ، أقدم مما يمكن أن تتصور ، فلقد ورد ذكرها - ولأول مرة - فى محاورات (أفلاطون) ، حوالى عام 335ق.م ففى محاورته الشهيرة ، المعروفة باسم (تيماوس) ، يحكى (كريتياس) أن الكهنة المصريين استقبلوا (صولون) فى معابدهم ، وهذه حقيقة تاريخية ، ثم يشير إلى أنهم أخبروا (صولون) عن قصة قديمة ، تحويها سجلاتهم ، تقول : إنه كانت هناك امبراطورية عظيمة تعرف باسم (أطلانطس) ، تحتل قارة هائلة ، خلف أعمدة (هرقل) - مضيق جبل (طارق) حالياً - وإنها كانت أكبر من شمال (أفريقيا) و (آسيا) الصغرى مجتمعتين ، وخلفها سلسلة من الجزر ، تربط بينها وبين قارة ضخمة أخرى ..

وفى نفس المحاورة ، وصف (كريتياس) (أطلانطس) بأنها جنة الله (سبحانه وتعالى) فى الأرض ، ففيها تنمو كل النباتات والخضراوات والفواكه ، وتحيا كل الحيوانات والطيور ، وتتفجر فيها ينابيع المياه الحارة والباردة ، وكل شئ فيها نظيف جميل طاهر ، وشعبها من أرقى الشعوب وأعظمها ، له خبرات هندسية وعلمية تفوق - بعشرات المرات ما يمكن تخيله ، فى عصر (أفلاطون) ، إذ وصف (كريتياس) إقامتهم لشبكة من قنوات الرى ، والجسور ، وأرصفة الموانى التى ترسو عندها سفنهم وأساطيلهم التجارية الضخمة ..

ثم يحكى (كريتياس) عن الحرب بين الأثينيين والأطلانطيين، ويصف كارثة مروعة ، محقت الجيش الأثينى ، وأغرقت (أطلانطس) كلها فى المحيط ..

وإلى هنا تنتهى المحاورة ..

وتبدأ المشكلة ..

مشكلة (أطلانطس) ..

ففى البداية ، تعامل الباحثون مع محاورة (أفلاطون) ، بصفتها رواية مثالية، لوصف المدينة الفاضلة (يوتوبيا) ، وأنها مجرد خيال لا أكثر ..

ثم دس العلماء أنفهم فى الأمر ..

والسبب الذى جعل العلماء يفكرون فى قصة (أطلانطس) ، هو أن فكرة وجود قارة وسيطة ، تربط ما بين (أفريقيا) و (أمريكا) ، كانت تملأ الأذهان ، تثير اهتمام العلماء ، الذين يتساءلون عن سر وجود تشابه حضارى ما بين العالمين، القديم والجديد ، ويبحثون عن سبب علمى ومنطقى ، لوجود نفس النباتات والحيوانات فى قارتين تفصل بينهما مساحة مائية هائلة ..

وفى الوقت نفسه كانت هناك تلك الظواهر الحضارية المدهشة ، التى يجدها العلماء وسط أماكن لم تشتهر أبداً بالحضارة ، مع وجود أساطير متشابهة فى تلك الأماكن ، تشير إلى أن الآلهة جاءت من حضارة أخرى ، وضعت كل هذا ..

وجاء وجود (أطلانطس) ، ليضع تفسيراً لكل هذا الغموض ..

كان وجود قارة متقدمة فى هذا الزمن القديم يريح عقول الجميع ، ويفترض وجود شعب متطور ، بنى حضارته فى قلب الأرض ، ونشر أجزاء منها فى كل القارات ..

ولكن أين الدليل على وجود (أطلانطس) ذات يوم ؟ ..

إن قصة (أفلاطون) ما زالت تتأرجح ، ما بين الخيال ونصف الخيال والحقيقة، فعلى الرغم من أن محاورة (كريتياس) تشير إلى أن المصريين هم الذين أخبروا المشرع الأثينى (صولون) بقصة (أطلانطس) ، إلا أننا لا نجد ذكراً لهذه القصة عند المصريين أنفسهم ، وفى الوقت نفسه لا يوجد دليل واحد ، على أن (أثينا) كانت يوماً بهذه القوة التى تمكنها من التصدى لحضارة متطورة كحضارة (أطلانطس) ..

وفى نفس الوقت ، نجد من بين العلماء من يؤكد وجود (أطلانطس) ، ويشير إلى أن (أفلاطون) أخطأ التاريخ والزمن فحسب ، أو أنه كان يستخدم تقويماً يختلف عن التقويم ، الذى نستخدمه الآن ، وحجتهم فى هذا هى كشف حقيقة وجود مدينة (طرواده) ..

و (طرواده) هذه مدينة أسطورية ، ذكرها (هوميروس) فى ملحمتيه الشهرتين (الإلياذة) و (والأوديسا) ، حوالى عام 850 ق.م ، أى قبل (أفلاطون) بخمسة قرون ، وظل الدارسون يعتقدون أن (طرواده) مجرد خيال ، من بنات أفكار (هوميروس) ، حتى جاء الألمانى (هنريش شوليمان) عام 1871 م ، لينتشل (طرواده) من التراب ، فى (هيسارليك) ، فى شمال غرب (تركيا) ..

وبعده جاء سير (آرثر إيفانز) ، ليؤكد أن (قصر التيه) ، الذى جاء ذكره فى أسطورة (المينوتوروس) حقيقة ، ويثبت وجوده بالفعل عام 1900 م ..

فلماذا لا ينطبق هذا على (أطلانطس) ؟

ما دام (شوليمان) و (إيفانز) قد عثرا على أسطورتين ، فلماذا لا يعثر ثالث على أسطورة ثالثة ، ويثبت أن (أطلانطس) حقيقة واقعة ؟ ..

ومن هذا المنطلق بدأت عشرات المحاولات ، لإثبات وجود (أطلانطس) ، وراح العلماء يبحثون عن أماكن أخرى ، بخلاف المحيط الأطلسى ، يمكن أن تكون المهد الحقيقى للقارة المفقودة ، فأشار الفيلسوف البريطانى (فرانسيس بيكون) إلى أن (أطلانطس) هى نفسها قارة (أمريكا) ، وأكد البريطانى (فرانسيس ويلفورد) أن الجزر البريطانية هى جزء من قارة (أطلانطس) المفقودة ، فى حين اقترح البعض الآخر وجودها فى (السويد) ، أو المحيط الهندى ، أو حتى فى القطب الشمالى .. ثم جاءت نبوءة (إدجار كايس) ، لتضع قاعدة جديدة للقضية كلها .. وبعد ظهور جزيرة (كايس) الصغيرة ، والمبانى ، أو الأطلال الأثرية فوقها ، قرر باحث وأديب وغواص شهير ، يدعى (تشارلز بيرليتز) ، أن يبحث عن (أطلانطس) فى نفس الموقع ، وبدأ بحثه بالفعل ، ليلتقط عدداً من الصور لأطلال واضحة ، فى قاع المحيط ، ومكعبات صخرية ضخمة ، ذات زوايا قائمة ، مقدارها تسعين درجة بالضبط ، مما يلغى احتمال صنعها بوساطة الطبيعة وعوامل التعرية وحدها ..

ولم يكن هذا وحده ما تم العثور عليه ، فى تلك المنطقة من المحيط .. لقد عثر الباحثون ، بالقرب من سواحل (فنزويلا) ، على سور طوله أكثر من مائة وعشرين كيلو متراً ، فى أعماق المحيط ، وعثر السوفيت ، شمال (كوبا) على عشرة أفدنة من أطلال المبانى القديمة ، فى قاع المحيط ، وشاهدت ماسحة محيطات فرنسية درجات سلم منحوتة فى القاع ، بالقرب من (بورتريكو) ..

وعلى الرغم من هذا فالجدل ، حول حقيقة (أطلانطس) ما يزال قائماً ..

والنظريات أيضاً لم تنته ..

ومن بين هذه النظريات نظرية تقول : إن سكان (أطلانطس) قد أتوا من كوكب آخر ، فى سفينة فضائية ضخمة ، استقرت على سطح المحيط الأطلسى ، وأنهم انتشروا فى الأرض وصنعوا كل ما يثير دهشتنا فى كهوف (تسيلى) بـ(ليبيا) ، وبطارية (بغداد) ، وحضارة (مصر) ، وأنهم كانوا عمالقة زرق البشرة، (وهناك إشارة إلى هذا فى بعض الروايات بالفعل) ، ثم شن الأثينيون حرباً عليهم، فنسفوا الجيش الأثينى بقنبلة ذرية ، أو ما يشبه هذا ، وبعدها رحلوا ، وتركوا خلفهم كل هذه الآثار ..

من أصحاب الدم الأزرق ، أو الدم النبيل ..

حتى اللون الأزرق ، أطلقوا عليه اسم (اللون الملكى) ..

وهناك نظرية أخرى ، تربط ما بين (أطلانطس) وجزيرة (كريت) ، حضارة (أطلانطس) ، كما أشار البروفيسير (ك.ت.فروست) عام 1909 م فى (لندن) ، حيث قال : إن كل شئ فى (كريت) يتشابه مع ما ذكره (أفلاطون) عن (أطلانطس) فكل من الحضارتين نشأت فى جزيرة ، وكلتاهما لقيت نهاية مفاجئة، كما أنه هناك مراسم صيد الثيران ، والميناء العظيم ، والحمامات الضخمة ، والملاعب الرياضية، وكل الأشياء الأخرى التى عثر عليها سير (إيفانز) فى (كريت) ، والتى ذكرها (أفلاطون) فى محاورة (كريتياس) ..

ويؤيد البروفيسير (ج.ف.لوتش) هذا ، فى كتابه (نهاية أطلانطس) ، ويؤكد أن اختفاء (أطلانطس) معنى مجازى ، وليس حقيقياً ، وأنها لم تغرق فى قاع المحيط ، وإنما تعرضت لكارثة أودت بها ، مثل كارثة بركان (ثيرا) ، وبركان (كراكاتوا) عندما ثار البركان ، ودمر جزيرة كاملة ..

وهناك احتمال يقول إن قصة (أفلاطون) هى تحوير للقصة الفعلية ، التى سمعها (صولون) فى (مصر) ، بعد أن تناقلتها الألسن والذاكرة لقرون كاملة ، قد تتغير خلالها رواية الأحداث ، وأسماء الأشخاص والأماكن ..

واسم (أطلانطس) نفسها ..

وكالعادة ، تفتقر كل هذه النظريات إلى الدليل ..

الدليل العلمى القوى ..

وحتى لحظة كتابة هذه السطور ، ما زال عشرات العلماء يبحثون عن قارة (أطلانطس) ، التى أصبحت قارة الغموض والخيال فى عقول العلماء والأدباء ..

عشرات النظريات تحدثت عنها ..

مئات المقالات والكتب كتبت أسمها ..

أعداد لا حصر لها من الروايات الخيالية ، تفترض وجودها والعثور عليها ، وينسج الخيال مغامرات مثيرة داخلها ، عن حضارتها وتقدمها .. وعن شعبها الغامض ..

أولئك الذين أقاموا أكثر حضارات التاريخ غموضاً وإثارة ..

الذين تزعموا العالم يوماً ..

والذين ذهبوا ..

وبلا عودة ..

 
 

 

عرض البوم صور بيجاسوس  
قديم 24-07-07, 08:40 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12318
المشاركات: 5,238
الجنس ذكر
معدل التقييم: بيجاسوس عضو له عدد لاباس به من النقاطبيجاسوس عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بيجاسوس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بيجاسوس المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 


حيث يبدأ العدم

"اختفى السرب التاسع عشر ، بقيادة الملازم (تشارلز تايلور) ، دون سابق إنذار، ولم يتم العثور على جناح طائرة واحدة منه .." .

كانت هذه هى الإشارة ، التى تلقاها قائد القوات الجوية الأمريكية ، من قاعدة (فورت لاديرديل) فى (فلوريدا) ، فى الثانية بقليل ، والتى كانت بمثابة قنبلة ذرية ثالثة ، يفوق تأثيرها فى نظر القيادة الأمريكية ، والعالم فيما بعد ، تأثير قنبلتى (هيروشيما) و (ناجازاكى) ..

لقد كانت إشارة البدء لواحد من أعقد وأعظم ألغاز العصر ، وكل العصور السابقة ..

لغز مثلث (برمودا) ..

ففى ذلك اليوم : 5 من ديسمبر 1945 ، انطلق سرب من الطائرات البحرية بقيادة (تشارلز تايلور) فى رحلة تدريبية ، وكل طائرة مجهزة بالقنابل ، ومملؤة بوقود يكفى طيرانها لآلاف الكيلو مترات ، وكانت الرياح شمالية شرقية معتدلة ، ودرجة الحرارة ملائمة ، وكل الأحوال الجوية والمناخية مثالية للطيران ..

وفى الثانية تماماً بدأت الرحلة التدريبية ، وراح (تشارلز) يرسل ملاحظاته لاسلكياً ، وطائرات سربه تتدرب على الانقضاض والقصف ، كما يحدث فى كل مرة وبدا كل شئ عادياً مألوفاً ..

وفجأة .. فى تمام الثالثة والربع ، تلقى برج المراقبة رسالة مضطربة من (تشارلز تايلور) يقول فيها :

- هناك شئ عجيب يحدث .. لم نعد على ما يرام .. لا يمكننا حتى أن نرى الأرض ..

وعندما سأله مراقبو الطيران عما يعنيه بهذا ، أجاب فى توتر :

- لست أدرى .. المحيط لا يبدو كما اعتدنا أن نراه .. وكل شئ تعطل .. البوصلة والدفة .. كل شئ .

وبعدها انقطع الاتصال بسرب الرحلة التاسعة عشرة تماماً ..

وتفجرت حالة ذعر عامة ، فى كل أفرع الجيش وقياداته ، فلقد انتهت الحرب العالمية الثانية منذ شهور قليلة ، وبـدأ الجميع استرخاءهم ، وبدا المستقبل مشرقاً ، ثم جاء هذا الاختفاء الغامض ليقلب كل شئ رأساً على عقب ..

وأصدر قائد القوات الجوية أوامره بضرورة البحث عن هذا السرب المفقود ، واستعادته بأى ثمن ..

وانطلقت السفينة الحربية (مارتن ماريز) لإنقاذ السرب المفقود ، ولكن ..

(مارتن ماريز) اختفت بدورها ..

تلاشت ، كما لو أن البحر قد انشق وبلعها ..

بل لم يبد هذا الاحتمال حتى منطقياً ؛ فلم تسفر عمليات البحث عن العثور على أدنى أثر لطاقمها ، أو حطام وركام أو حتى بقعة زيت ..

لقد تبخرت السفينة ، كما تبخر قبلها سرب (تشارلز تايلور) ..

ذهبوا جميعاً إلى العدم ، فى قلب مثلث الشيطان ..

وبدأت أسطورة مثلث (برمودا)

ومثلث (برمودا) هذا هو مثلث وهمى يقع فى غرب الأطلنطى ، ويمتد من (برمودا) شمالاً إلى (فلوريدا) جنوباً ، ويتجه شرقاً عبر جزر (البهاما) وغرباً حتى خط طول 540 ، ثم يعود إلى (برمودا) ..

والواقع أن حوادث الاختفاء فى مثلث (برمودا) لم تبدأ بحادثة سرب (تشارلز تايلور) ، وإنما هى حوادث قديمة ، يرجع تاريخ بعضها إلى القرون الوسطى ، ولكن قلة السجلات فى هذا العصر ، وقلة عدد الرحلات البحرية أعطتا انطباعاً بأن لغز (برمودا) لم يبدأ إلا فى عصرنا هذا ، فى حين أشار (كريستوفر كولمبس) إلى واقعة اختفاء لواحدة من سفنه هناك ..

وبعد واقعة (تشارلز تايلور) ، وسربه ، بدأت حوادث اختفاء أكثر إثارة ، أشهرها اختفاء سفينة الشحن (مارين سيلفركوين) التى يبلغ طولها 141 متراً ، والباخرة (سايكلوت) ، التى اختفت بكل ركابها ، البالغ عددهم 309 راكب ، وحمولتها البالغة تسعة عشر ألف طن ..

وفى عام 1948 م كانت طائرة جديدة من طراز (ستارتايجر) تعبر منطقة المثلث الغامض ، وعلى متنها طاقهما المكون من ستة أفراد ، وخمس وعشرين راكباً وكان كل شئ يسير على ما يرام ..

ثم اختفت (ستارتايجر) بغتة ..

وكانت هذه الحالة أكثر مدعاة للدهشة ؛ فلم ترسل (ستار تايجر) إشارة استغاثة واحدة ، بل كانت آخر رسالة واردة منها ، قبيل اختفائها بدقائق ، تؤكد أن الطقس جيد وكل شئ يسير على ما يرام ..

وتوالت حوادث اختفاء الطائرات والسفن فى مثلث (برمودا) ..

وبـدأت عمليات البحث العلمى ، والسعى لإيجـاد تفسير عملى منطقى لما يحدث ..

وخرجت عشرات النظريات ..

عالم بريطانى حاول تفسير هذا بقوة التيارات البحرية فى منطقة مثلث (برمودا) وقال إن هذه التيارات يمكن أن تصنع دوامة هائلة ، ذات قوة امتصاص رهيبة ، تبتلع كل ما يقترب منها من السفن ، وكل ما يطير فوقها من طائرات ..

ولكن أحداً لم يهتم بهذه النظرية ؛ إذ أنها لم تعط تفسيراً مناسباً لحوادث الاختفاء المباغتة ، ولا حتى للظواهر المصاحبة لها ، كما أن أحداً لم يسجل وجود تخلخل هوائى ، يشير إلى وجود هذه الدوامة المزعومة ..

ثم جاء الأمريكى (ولبرت ب . سميث) ، وقال إنه توجد مناطق تتلاشى فيها الجاذبية على كوكب الأرض ، مما يؤدى إلى اضطراب البوصلة ، وأجهزة الطيران، ولكن هذا أيضاً لم يفسر الأمر على نحو جيد ، مما جعل أحد العلماء يشير إلى نبوءة قديمة للعالم النفسانى ، والمتنبئ الشهير (إدجار كايس) ، الذى توفى عام 1944 م ، قبيل كشف واختراع أشعة الليزر .

ففى عام 1937 ، أشار (كايس) فى أثناء سقوطه فى غيبوبة عميقة ، إلى أن سكان قارة (أطلنطس) القديمة استخدموا الكريستال والياقوت لتوليد واستخراج الطاقة، وأن جزءً كبيراً من هذه الطاقة قد غرق مع قارتهم ، وأنه سيبقى فى الجزء الغربى من المحيط الأطلنطى ، ليفسد البوصلة ، وكل المعدات الحديثة فوق نقطة غرقه ..

ولم يكن أى مخلوق يعلم حتى هذا التاريخ أنه من الممكن توليد طاقة الليزر من الكريستال أو الياقوت ، أو عبرهما..

وهنا برز احتمال آخر ..

احتمال أن تكون (أطلنطس) هى السر ..

ولاقى هذا الاحتمال قبولاً من ذوى الخيال ، فى حين استنكره كل العلماء ، وكل دارسى غموض مثلث (برمودا) ..

ثم تفجرت أكبر قنبلة فى الموضوع ..

ففى حديث تليفزيونى عام 1974 قال أحد مراقبى المطار ، ممن عاصروا حادثة (تشارلز تايلور) أن القوات الجوية قد أخفت عبارة أرسلها (تايلور) نفسه، قبل اختفاء سربه تماماً ..

"لا تتبعونا .. يبدو أنهم من الفضاء الخارجى" ..

وكان هذا يقلب كل الأمور بالفعل ، ويضع احتمالاً جديداً لم يناقشه أحد من قبل..

احتمال أن تكون هذه الاختفاءات عمليات اختطاف من قبل مخلوقات من كوكب آخر ..

ومرة أخرى وجدت هذه الفكرة مؤيديها ومعارضيها ، ولكن أحداً من مسئولى القوات الجوية لم ينكر أو يستنكر هذه العبارة التى نسبت إلى (تشارلز تايلور) ، مما أيد موقف من يميلون إلى نظرية الاختطاف من الفضاء الخارجى ..

ولكن ماذا عن الذين نجوا من مثلث الرعب ؟ ..

ماذا رأوا ؟ ..

بم شعروا ؟ ..

ماذا قالوا ..

القبطان (هنرى) ملاح قديم فى الخامسة والخمسين من عمره ، قوى الجسد، ممشوق القوام ، يمتلك شركة للإنقاذ البحرى ، ويروى أنه كان يجر بسفينته يوماً باخرة كبيرة ، عندما أطاحت به فجأة سحابة كثيفة للغاية من الضباب ، وخيل له ولبحارته أن الأفق قد اختفى ، وأن السماء قد اختلطت بالماء ، بحيث لم تعد هناك اتجاهات ، وفقدت البوصلة وعيها ، وراحت تدور باتجاه عقارب الساعة فى جنون، وكانت المولدات كلها تعمل بأكثر طاقتها ، ولكنها لم تكن تعطى أية كهرباء، واختفت الباخرة التى يجرونها تماماً وإن بدا الحبل المربوط إليها مشدوداً عن آخره، وهناك مادة كالحليب تحيط بكل شئ ..

ثم اختفى كل هذا بغتة ، وبدا الأفق أخضر اللون لحظات ، وبعدها عاد كل شئ إلى طبيعته ..

ما الذى يعنيه هذا إذن ؟ ..

إن حادثة القبطان (هنرى) مجرد مثال ، وإن اتفقت أقواله مع أقوال وأوصاف العديدين ممن نجوا من هذا الرعب ، وممن شاء لهم القدر ألا يتحولوا إلى رقم آخر ، فى سجل المفقودين ، والضائعين فى هذا العدم ..

وما زال مثلث (برمودا) يحمل كل الغموض ..

حيث تختفى الطائرات ، والسفن ..

حيث يتلاشى البشر ..

وحيث يبدأ العدم ..

 
 

 

عرض البوم صور بيجاسوس  
قديم 24-07-07, 08:43 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12318
المشاركات: 5,238
الجنس ذكر
معدل التقييم: بيجاسوس عضو له عدد لاباس به من النقاطبيجاسوس عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بيجاسوس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بيجاسوس المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 

من وراء النجوم

هل هناك مخلوقات عاقلة على كواكب أخرى ؟! ..

من المؤكد أنها ليست أول مرة ، تلقى فيها على نفسك هذا السؤال ، بعد كل رواية تقرؤها من روايات الخيال العلمى، وكل خبر تطالعه حول الأطباق الطائرة وظواهرها العجيبة ..

ومن المؤكد أيضاً أنك لم تجد قط جواباً علمياً شافياً لسؤالك ..

إنك تقرأ كثيراً عن مخلوقات العوالم الأخرى ، وترسم فى ذهنك عشرات الصور والتخيلات لهيئتهم ، وللاختلافات بينهم وبين البشر ، وتشاهد بعض الأفلام الخيالية العلمية ، التى ترسم لهم بعض الصور المخيفة ، أو التركيبات العجيبة ، مثل (إى . تى) ، أو تضع على رءوسهم هوائيات مضحكة ، أو تمنحهم بشرة خضراء وزرقاء وبنفسجية ..

ولكنك أبداً لا تقتنع ..

الصورة لا تريح خيالك ، أو تملأ فراغ ذهنك قط ..

ثم إن الفكرة نفسها ما زالت تحمل فى أعماقها بذرة شك ..

بل هى حديقة كاملة من الشك ، تنبت فيها زهرة واحدة من اليقين ..

واليقين هنا لا يأتى من رؤيتك لمخلوقات من كواكب أخرى ..

ولا من القصص التى تقرؤها عنهم ..

إنه يأتى من ثقتك بالله (سبحانه وتعالى) ، الذى خلق المئات من أشكال الحياة، على كوكب الأرض ، وعلى اليابسة ، وفى أعماق البحار ، وحتى فى قلب البراكين، وأنه (عز وجل) قادر على خلق الملايين والملايين من أشكال الحياة الأخرى ، فى غياهب الفضاء ، وفيما وراء النجوم ..

ولكنك - على الرغم من كل هذا - لا تملك دليلاً علمياً واحداً ، على وجود مخلوقات فى كواكب أخرى ..

بل إن العلم كله ، بما توصل إليه من تكنولوجيا الرصد ومراقبة النجوم ، وبما يحمله من نظريات ، حول منشأ الأرض والكواكب ، ومولد المجموعات الشمسية والنجوم ، لا يملك بعد دليلاً مادياً واحداً ، على وجود أية كواكب ، فى أية منظومة شمسية أخرى ..

هذا ما تؤكده كل الكتب والمراجع العلمية ، ويجزم به كل المهتمين والمشتغلين بالفلك ، وكل علماء الفضاء والنجوم..

فيما عدا البروفيسير (جان بيير بوتى) …

وقبل أن نتطرق إلى ما قاله ذلك العالم الجليل ، دعونا نتعرفه أولاً ..

والبروفيسير (جان بيير) هذا يعمل أستاذاً ومدير أبحاث ، فى المركز القومى للأبحاث العلمية فى (فرنسا) ، وهو فيزيائى شهير ، وأخصائى فى علم الكون والفلك وميك[محذوف][محذوف][محذوف][محذوف]ا السوائل ، ورجل عُرف بالجدية والاتزان ، وبالاهتمام الشديد بكل الظواهر العلمية والميتافيزيقية ، وبحسن التحليل والاستنباط ، استناداً إلى مبادئ العلم والمنطق وقوانين الفزياء المثبتة علمياً ..

باختصار ، إنه رجل فوق مستوى الشبهات ، من الناحية العلمية ..

وهذا الرجل هو أكثر من يؤمن - على وجه الأرض - بوجود مخلوقات فى الكواكب الأخرى ..

ليس هذا فحسب ولكنه يؤمن أيضاً بأن هذه المخلوقات تعيش هنا بيننا ..

على كوكبنا (الأرض) ..

وقبل أن تتسرع بالرفض ، أو باستنكار القول ، أو نفى الفكرة تعال نستعرض معاً ما كتبه البروفيسير (جان بيير) ، حول هذا الأمر ..

لقد وجه (جان بيير) صدمة للعالم كله ، وللأوساط العلمية بالذات ، عندما أعلن أنه على اتصال بمخلوقات من كوكب آخر ، منذ ما يقرب من نصف القرن، وأنهم يرسلون إليه رسائلهم بانتظام ، وهذه الرسائل ليست مجرد حديث أو شرح لوجودهم، وإنما تحوى فى بعض الأحيان معادلات فيزيائية مدهشة ، وحلول علمية مذهلة لمشكلات حار فيها أعظم علماء العالم طويلاً ..

ليس هذا فحسب ، وإنما يؤكد البروفيسير (جان بيير) أيضاً أنه ليس الوحيد فى هذا العالم الذى يتلقى رسائل مخلوقات الكواكب الأخرى هؤلاء ، ولكنه واحد من مجموعة كبيرة من العلماء والمفكرين الذين تصلهم هذه الرسائل ، والذين ينبهرون فى المعتاد بكل ما جاء فيها من معلومات وأخبار وحلول ..

وقبل أن يفيق من صدمته راح (جان بيير) يقص ما يعرفه عن زوار الفضاء هؤلاء من واقع رسائلهم التى تعامل معها لربع قرن من الزمان ..

فهؤلاء الزوار ينتمون إلى كوكب يحمل اسم (يومو) (UMMO) ، يبعد عنا بخمس سنوات ضوئية تقريباً (*) ، وجاذبيته تزيد قليلاً عن جاذبية كوكب (الأرض) حتى أن سكانه يشعرون على سطح (الأرض) بأنهم أخف وزناً بمقدار 20 % وكتلة الكوكب تزيد مرة ونصف على كتلة (الأرض) وطول يومه 32 ساعة ، بدلاً من 24 ساعة ، وتمر به فصول أربعة تماماً مثل الفصول المناخية عندنا ، ولكن ليس له أية أقمار ، لذا فليله حالك الظلمة ، ثم إنه لم يمر بمرحلة انشقاق القارات، ولهذا فليس فيه سوى قارة واحدة ، وجنس واحد من الشُقر الطوال القامة ، يتحدثون لغة واحدة ، مما خفض احتمالات نشوب الحروب إلى الحد الأدنى ، وساعد على سرعة التقدم العلمى ، والتطور التكنولوجى ..

وهذا لا يعنى أن كوكب (يومو) هو جنة الله (سبحانه وتعالى) فى الكون ، أو أنه كتلة من الخير الصافى ، فتاريخه يشير إلى أنه ذات يوم ، كانت تحكمه إمرأة مستبدة وضعت نفسها فى مصاف الآلهة ، وحكمت القارة الوحيدة هناك بالحديد والنار ، بوساطة جهاز شركة قوى ، ولكن إحدى خادماتها نسفتها ذات يوم ، فاشتعلت ثورة عنيفة ، كان من نتيجتها أن استولى الشعب على الحكم ، وتم انتخاب مجلس خاص لإدارة الكوكب ، طبقاً لنظام محكم ، يضمن عدم تكرار الموقف ثانية..

وأصبح على سكان (يومو) أن يطورا أنفسهم ، ويسعوا للتفوق والتقدم ..

وذلك يوم التقطت أجهزتهم رسالة ، أو إشارة منظمة ، آتية من أحد الكواكب، فى الكون الشاسع ..

والعجيب أن هذا الكوكب كان كوكبنا (الأرض) !! ..

ولأن كوكبنا كان يبدو لهم أشبه بالمربع (طبقاً لرسائلهم) مع لون أزرق باهت، فقد أطلقوا عليه فى لغتهم اسم (أوياجا) (OYAGAA) ، حيث أن كلمة (OYA) تعنى (المربع) ، و (GAA) تعنى (البارد) … أى أن كوكبنا كان معروفاً عندهم باسم (المربع البارد) ..

وضمن برنامج رحلاتهم الفضائية انطلق رواد الفضاء من (يومو) ؛ لزيارة كـوكـب (الأرض) ، الذى هبطوا فوقه فى الثامن والعشرين من مارس عام 1950 م .

ولقد حدد زوار (يومو) فى إحدى رسائلهم موقع هبوطهم بالتحديد ، ووصفوا كل ما رأوه من هذه النقطة ، وقالوا إنهم أخفوا بعض معداتهم فى مغارة جبلية ، نجحوا فى إخفائها بمهارة ، وتركوا ستة منهم لدراسة اللغة والعادات المحلية ، ثم رحلوا لإبلاغ كوكبهم بنتائج زيارتهم الأولى ..

ولم يترك المهتمون بالأمر هذه المعلومة تمر ببساطة ، بل كونوا فرقة بحث، وانطلقوا إلى النقطة التى حددها زوار (يومو) ، وكانت فى انتظارهم مفاجأة مذهلة..

لقد حاولوا رؤية كل ما جاء بالرسالة ، من الإحداثيات التى حددتها الرسالة ، ولكن ذلك بدا مستحيلاً ، إلا إذا ..

إلا إذا ارتفعت مائة وعشرين متراً عن سطح الأرض ..

من ذلك الارتفاع وحده ، ويمكنك رؤية كل الإحداثيات فى وضوح ..

ليس هذا فحسب ، وإنما عثر الباحثون هناك على أحجار حمراء اللون ، لا تشبه أية عينات جيولوجية (*) معروفة ، على وجه الأرض .. ورسائل (يومو) نفسها مطبوعة على ورق خاص ، من العسير صنع مثله ، إلا باستخدام تكنولوجيا متطورة للغاية ، والختم الذى تحمله تصدر عنه إشعاعات ذرية محدودة ، كما لو أنه مطبوع بمادة مشعة من أحد النظائر ، التى لم يتم الحصول عليها بعد ، فى معامل الكيمياء العادية ، حتى أن (جان بيير) يقول عن هذا :

- كل الدلائل تشير إلى أنه إما أن أصحاب الرسائل هم مجموعة من أكبر علماء الفيزياء ، وأكثرهم عبقرية ، تعاونهم مختبرات تكنولوجية رائعة ، ويسعون لصنع أكبر دعابة فى التاريخ ، وإما أنهم بالفعل من سكان كوكب (يومو) هذا .

والواقع أن (جان بيير) لم يطلق هذا القول من فراغ ، فبحكم كونه عالماً فيزيائياً كان من الطبيعى أن ينبهر بما جاء فى رسائل زوّار (يومو) ، فيما يختص بالحلول الفيزيائية للمشاكل العويصة ..

وخصوصاً حل مشكلة الرنين ..

وهذه المشكلة أقلقت علماء الفيزياء طويلاً ، وهم يحاولون تفسير السرعات الخارقة للأطباق الطائرة ، التى سجلها الطيارون ، الذين حاولوا مطاردتها يوماً، أو وهم يبحثون عن وسيلة لإطلاق مركبات الفضاء الأرضية بسرعات كبيرة دون أن تؤدى هذه السرعات إلى الوصول لنقطة منتهى الرنين ، التى يمكن أن ينهار عندهم جسم المركبة الفضائية تماماً ..

وبينما انهمك أكبر علماء العالم فى دراسة هذه المشكلة ، وعجزوا عن الوصول إلى حل علمى منطقى لها ، وصلتهم فجأة رسالة من زوّار (يومو) ، تمنحهم هذا الحل على طبق من فضة ..

والحل هنا يعتمد على وجود شبكة من الأنابيب ، حول جسم المركبة الفضائية تحوى مادة يمكن تحويلها بسرعة ، من الحالة السائلة إلى الحالة شبه الصلبة (الجيلاتينية) ، وهذه الشبكة تتصل بكمبيوتر خاص ، يقيس درجة الرنين ، التى وصلت إليها جدران المركبة الفضائية ، وعندما تصل إلى درجة قريبة من المستوى الحرج ، يعمل الكمبيوتر على تحويل تلك المادة من الحالة السائلة إلى الحالة الجيلاتينية ، أو العكس بالعكس ..

وهذا يغير مستوى الرنين ، وينهى المشكلة على الفور ..

وكانت الرسالة مذهلة ، بالنسبة للعلماء الكبار ، لما تحمله من حل مباشر وصحيح وبسيط لمشكلة أرهقتهم طويلاً ..

و (جان بيير) يعتبر أن مثل هذه الرسائل هى أكبر دليل على صحة وجود زوّار (يومو) ورسائلهم ، وإلا فكيف تتوصل مجموعة عابثة إلى ما عجز عنه أكبر علماء العالم ؟‍‍

بل كيف عرفت تلك المجموعة أن هذه المشكلة تؤرق العلماء ؟..

وحتى لا تُثار الشكوك حول رواية (جان بيير) هذه ، قام العالم الفرنسى الجاد بإضافة ملحق علمى خاص لكتابه ، يضم صوراً لهذه الوثائق ، مع تحليل علمى دقيقى مفصل مطول ، يكفى لإقناع العلميين ، وإزالة كل شكوكهم ..

وفى هذا الملحق ، أجاب (جان بيير) على أكبر نقطة اعتراض وتشكيك فى قصة زوّار (يومو) كلها ..

نقطة الزمن ..

فمن الطبيعى أن تعلو الأصوات معترضة على سرعة وصول سكان (يومو) إلى كوكبنا ، وعلى رحلتهم القصيرة نسبياً ، والتى تستغرق عامين قياساً بالمسافة التى تفصلنا عنهم ، والتى تبلغ خمس سنوات ضوئية كاملة ..

ولكن رسائل (يومو) نفسها تحمل الجواب ..

لقد تحدثوا فى رسائلهم عن نظرية ، أطلقوا عليها اسم (توءمية الكون) ، هذه النظرية تشبه إلى حد ما نظرية المادة المضادة ، التى وضعها البريطانى (بول دريك) عام 1928 م ، بعد أن صهر عدة معادلات سابقة لنظريتى (الكم) للعالم (ماكس بلانك) ، و (النسبية) لـ (ألبرت أينشتين) ، وتوصل إلى وجود مادة معكوسة تكون نواة الذرة فيها سالبة ، وإليكتروناتها موجبة ..

ونظرية (يومو) تقول : إنه لا يوجد كون واحد ، وإنما هناك كونان توءمان ، تربطهما ببعضهما تلك المناطق ، التى نطلق عليها اسم الثقوب السوداء ، وبالمرور عبر هذه الثقوب السوداء من خلال شبكة اتصالات خاصة تمت دراستها منذ قرون عديدة تستطيع سفن (يومو) الفضائية اختصار الزمان والمكان وعبور ملايين الوحدات الفضائية فى أيام معدودات ..

ومن الطبيعى أن تواجه هذه النظرية هجوماً عنيفاً ..

ولكن هذا لا يعنى أنها نظرية خاطئة ، بل يعنى فقط أنها نظرية ساحقة ، تسحق صحتها كل النظريات التى جاءت قبلها ..

والناس أعداء ما يجهلون ..

حتى ولو كانوا من العلماء …

وبعض هؤلاء العلماء يتساءلون فى سخرية ولماذا لم يعلن سكان (يومو) المزعومون هؤلاء عن وجودهم على نحو صريح ، بدلاً من هذه الرسائل العجيبة الملتوية ؟ ..

وحتى هذا السؤال ، تجد إجابته فى رسائل (يومو) ..

إنهم يقولون : إن الوقت لم يحن بعد للتصريح بوجودهم ، ولكنهم ما زالوا يحتفظون بأوّل مخبأ سرى صنعوه فى قلب الغابات الفرنسية ليكون بكل ما يحويه من معدات تكنولوجية ، وإمكانات مبهرة شاهداً على صحة قصتهم ، عندما تحين اللحظة المناسبة ، ويبدءون فى الاتصال برؤساء وملوك الدول ، للإعلان عن وجودهم ..

وزوّار (يومو) لهم شعار عجيب يحملونه على أزيائهم الفضائية ، وهو عبارة عن رسم لثعبان مجنح ، أثار انتباه (جان بيير) وحيرته طويلاً ، ولكنهم لم يفصحوا عن مغزاه قط ..

وسكان (يومو) هؤلاء يمكنهم التجول بحرية وسط البشر دون أن يثير وجودهم إلا أدنى انتباه ، فتكوينهم الخارجى بشرى للغاية ، باستثناء أنهم أطول قامة فى المتوسط ، وأنهم شاحبو الوجه كثيراً ، ولكن هذا لا يمنعهم من الذوبان وسط طوفان البشر ، وخصوصاً فى المدن المزدحمة ، مثل (نيويورك) و (روما) .. وحتى (القاهرة) ..

ولكـن أغـرب ما أشار إليه زوّار (يومو) فى رسائلهم ، هو أنهم أبناء عمومتنا ..

أو بمعنى أدق أن أبحاثهم أثبتت أننا وهم من أصل واحد ..

ولكنهم أبداً لم يفسروا ما يعنيه هذا ..

هل كان أجدادهم أرضيين ، من حضارة سابقة ، ثم هاجروا إلى ذلك الكوكب البعيد ، أم أننا وهم أتينا من كوكب آخر ، ولكن بعضنا اتجه نحو (الأرض) ، والبعض الآخر نحو كوكب (يومو) ؟‍‍..

لست اعتقد أننا سنجد الجواب فى سهولة ..

والأمر كله عسير التصديق ، ويثير ألف علامة شك ويفجّر فى النفس كل أسباب الحذر ..

وأنا واثق بأن العديدين منكم استنكروه ، وسخروا منه ..

بل ورفضه البعض تماماً ..

وربما اتهمنى بالخبل والكذب ، وبأننى أسعى إلى غش القارئ ، واستثارته بدجل ساذج ، حتى أضمن نسبة أكبر من المبيعات ..

ولكن هذا لا يقلقنى ..

(جان بيير بوتى) واجه الموقف نفسه ، عندما نشر كتابه هذا عن سكان الكوكب (يومو) ..

ولكن العالم الفرنسى تحدّى الحكومة الفرنسية ، فى نهاية كتابه ، بكل مؤسساتها العلمية ، وهيئاتها الرسمية ، أن تنكر ما جاء فى كتابه ..

تحدّاها أن تنكر أن مسئوليها تلقوا أيضاً عشرات الرسائل من زوّار (يومو) ، وأن الهيئات العلمية تدرس الأمر بمنتهى الجدية ، بل وتحاول إجراء اتصال رسمى مباشر مع هؤلاء الزوّار ..

وجـدير بالذكر أن أحداً فى الحكومة الفرنسية لم يستنكر هذا التحدى أو يرفضه ..

وأحداً أيضاً لم يقبله ..

فهل يثير هذا فى نفسك أية تساؤلات ؟‍..

وهل تعلم أن (جان بيير بوتى) ليس أوّل من يشير إلى وجود سكان من الفضاء الخارجى ، على كوكب الأرض ؟..

لقد سبقه إلى هذا الكاتب الشهير (تشارلز بيرلتز) عندما قام بتحقيق واسع النطاق حول ما أطلق عليه اسم (حادث روزويل) ..

و (روزويل) هذه قرية صغيرة فى ولاية (نيومكسيكو) الأمريكية ، استيقظ سكانها ذات ليلة من ليالى يولو عام 1947 م ، على دوى هائل ، ونيران ترتفع فى الأُفق وانطلق مأمور القرية فى الشوارع يصرخ :

- الغزاة هبطوا من الفضاء .. الغزاة هبطوا من الفضاء ..

وقبل أن يندفع أهل القرية إلى منطقة الحقول الشمالية ، حيث سقط جسم غريب، بدت قبته الخضراء الضخمة واضحة على الرغم من تحطم قاعدتها ، كان الجيش يحيط بالمكان كله ، ويصدر أمراً بمنع التجوال ، ثم تنفيذه بمنتهى السرعة والصرامة على الرغم من اعتراض الأهالى واستنكارهم ..

وخلال ساعة واحدة رأى السكان من نوافذهم عدة قوافل تملأ المكان الذى اكتظ بمئات الغرباء ، وأحيط بنطاق أمنى عنيف ، جعل قائد فرقة الجيش يهدد بإطلاق النار دون إنذار ، على كل من يحاول مغادرة منزله ، قبل انتهاء فترة حظر التجوال..

وكان من الواضح أن الأمر بالغ الأهمية والخطورة ..

ولكن مع طلوع النهار ، وبعد حركة لا تنقطع من عشرات فى سيارات الجيش والنقل والأوناش الضخمة انتهت فترة حظر التجوال العامة ، وانصرف رتل من السيارات وهو يحمل أشياء ضخمة ، أُخفيت فى عناية بالغة ، تحت خيام كبيرة محكمة الإغلاق ، واقتصر الحظر على منطقة السقوط وحدها التى امتلأت بالباحثين والمنقبين لفترة طويلة ..

وعندما تتبع (تشارلز بيرلتز) هذا الأمر ، توصل إلى أن ذلك الشئ الذى سقط على (روزويل) فى تلك الليلة من يوليو 1947 م ، كان أحد الأطباق الطائرة ، التى حوت جثث بعض المخلوقات من الفضاء الخارجى ، وأن أحد هذه المخلوقات لم يلق مصرعه مع السقوط فاحتفظت به المخابرات المركزية فى معامل أبحاث الفضاء لتقوم بدراسته ، ولكنه مات بعد أسبوع واحد متأثراً بإصابته التى لم ينجح الطب الأرضى - آنذاك - فى علاجها ..

وعندما نشر (بيرليتز) كتابه هذا ، أُصيب المجتمع الأمريكى بصدمة بالغة ، وثار بعض صحفييه ومفكريه ، وطالبوا الحكومة بكشف كل الحقائق المتعلقة بهذا الحادث ، إلا أن الحكومة الأمريكية التزمت الصمت التام ، دون أن تكذب الموقف أو تنفيه ، أو تعترف به ..

واستفز هذا الموقف أحد أعضاء جمعيات المراقبة الفضائية ، فقرر أن يقاضى وكالة المخابرات الأمريكية ، لإخفائها الحقائق عن الشعب ، وعندما انعقدت المحاكمة فى يناير 1972 م طلبت المخابرات الأمريكية أن تكون الجلسة سرية ؛ لأمور تتعلق بالأمن العام ، وبعد سبع جلسات مغلقة ، أصدرت المحكمة حكمها بإدانة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، ولكنها أسفت لعدم استطاعتها إصدار حكم بكشف كل تفاصيل الحادث ؛ لأن هذا يتعارض مع الأمن الأمريكى كله ..

واعتبر العامة هذا الحكم اعترافا‌ً من الحكومة وجهاز المخابرات ، بكل ما جاء فى كتاب (تشالز بيرلتز) ..

ولكن هذا لم يحسم الأمر ..

وفى صيف 1994 م نشرت مجلة (أومنى) العلمية ، وهى إحدى المجلات القليلة الجادة فى هذا المجال مقالاً مختصراً ، يذكر الناس بحادثة (روزويل) وطلبت منهم أن يتقدموا بطلب للحكومة لنشر تفاصيل الحادثة ، بعد مرور أكثر من خمسة وأربعين عاماً على وقوعها ..

وحتى ديسمبر 1994 م وصل عدد المطالبين إلى أكثر من أربعة عشر مليوناً من الأمريكيين ، ولكن الحكومة ما زالت ترى أن الأمر يحتاج إلى أن يظل حبيس الأدراج ، وهو يحمل تلك العبارة المستفزة ..

عبارة (سرى للغاية) ..

ويبدو أن هذه العبارة ومثيلاتها ستظل دائماً حاجزاً تتحطم عليه كتابات (جان بيير) ، و (بيرليتز) وغيرهم ، حتى تحين اللحظة المناسبة التى تسقط فيها كل الحواجز ، ويعلن أحد سكان الكواكب الأخرى عن وجوده ..

وصيغة الجمع هنا مقصودة ؟ فمن الواضح أن سكان (يومو) ، الذين يتحدث عنهم (جان بيير) يختلفون عن هؤلاء الذين سقط بهم الطبق الطائر فى (روزويل) فالآخرون وصفهم (بيرليتز) بأنهم قصار القامة ، وكبار الرءوس ، ثم أن الحادثة وقعت عام 1974 م ، قبل وصول أوّل رحلة من رحلات زوار (يومو) إلى الأرض..

إذن فلم تعد أرضنا كوكباً يقتصر علينا ..

لقـد صارت محطة فضائية يتجه إليها سكان كواكب مختلفة لأنها تجذب انتباههم ..

أو لأنها تناسب معيشتهم ..

وأيـاً كان الجـواب ، فمن المؤكد أننا هدف لدراسات تبدأ وتأتى دائماً من هناك ..

من وراء النجوم ..






(*) السنة الضوئية : هى المسافة التى يقطعها الضوء فى سنة ، وهى تساوى حوالى ستة ملايين من الأميال .

(*) الجيولوجيا : علم الأرض ، ويشمل دراسة أصل الأرض ، وتاريخ تطورها ، وبنيانها، والأحداث التى مرّت بها ، وطبيعتها الكيميائية والفيزيقية ، ودراسة سكانها ، وتطور الحياة فيها ، منذ أول تسجيل لنشوئها ، وحتى العصر الحديث .

 
 

 

عرض البوم صور بيجاسوس  
قديم 24-07-07, 08:44 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12318
المشاركات: 5,238
الجنس ذكر
معدل التقييم: بيجاسوس عضو له عدد لاباس به من النقاطبيجاسوس عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بيجاسوس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بيجاسوس المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 

فوبيا الدم ..

الـدم..
* من منا يمكن أن يدّعى، وبصدق، أنه شخص بلا مخاوف؟!
علماء النفس يؤكِّدون أنه، حتى أشجع وأقوى الرجال، لا يمكنه أن يدّعى هذا، ولو فعلها فهو كاذب حتماً، وهم يتحدونه أن يجتاز بقوله هذا اختبار جهاز كشف الكذب بنجاح!!..
هذا لأن ما من مخلوق حى بلا مخاوف..
ففى أعمق أعماق كل منا، هناك حتماً خوف ما، من شئ ما، يحتل مساحة ما، من عقولنا، أو قلوبنا، أو أى مكان آخر من أجسادنا..
خوف سجلته عقولنا الباطنة، فى لحظة ما، ربما لا تبتعد كثيراً عن لحظة مولدنا، واختزنته، وأخفته فى بقعة مظلمة، لا تضاء إلا بعامل مساعد، أو فعل شرطى منعكس، وعندئذ فقط تسترجع العقول الخفية ذلك الموقف القديم، وتستعيده، وتطلقه فى العقل الواعى، و…
ونخاف..
ومخاوف البشر لا حصر لها؛ إذ أنها ترتبط بأى شئ، وكل شئ، ويمكن فى بعض الأحيان أن تكمن فى لحظات أو أشياء لا يمكن أن تثير ذرة واحدة من الخوف، فى نفس أى مخلوق طبيعى، كملعقة فضية مثلاً، أو نوع بعينه من السجائر، أو دقات الساعة، أو أى أمر آخر..
وهذا هو العامل المساعد، الذى يضئ تلك البقعة المظلمة فى أعمق أعماقنا، ليفجِّر خوفنا، ورعبنا، وفزعنا، وهلعنا، وكل تلك المشاعر، الذى تطلق عليه القواميس الطبية والعلمية اسم (الفوبيا)..
و(فوبيا) هو مصطلح لاتينى، يعنى الخوف من شئ ما، ويمكن ربطه بكل أنواع المخاوف المعتادة، وغير المعتادة أيضاً، وعندما يحدث هذا، فنحن نشير إلى نوع خاص من الخوف..
النوع المرضى.. جداً..
فالخوف من الأماكن المظلمة أو المغلقة، هو أمر طبيعى، عند الكثير من الناس، ولكنه عند البعض الآخر يتحوَّل إلى (فوبيا)، أو خوف مرضى، عندما يواجه هؤلاء البعض الموقف بارتعاشات عنيفة، وعرق غزير، وأعراض قد تبلغ حد التخشُّب، أو الغيبوبة التامة، أو حتى الموت، فى حالات نادرة ومحدودة..
ومن أشهر تلك المخاوف، التى يعرفها ملايين البشر، الخوف من رؤية الدم، ذلك السائل الحيوى، الذى يجرى فى عروقنا، وتخفق به قلوبنا، وينقّى الهواء فى رئتينا، مع عشرات الوظائف الأخرى..
وارتباط الإنسان بالدم ارتباط عجيب للغاية، فهو يعشقه عندما يجرى فى عروقه، ويورِّد وجنيته، ويملأ قلبه، ويعلن حيويته وقوته ونشاطه، بل ويسعى دوماً إلى أية أطعمة أو مشروبات، يقال عنها أنها قادرة على تقويته، وتنشيطه، ودفعه أكثر وأكثر فى أوعيته الدموية، وخلاياه الحية، وحتى نصف الحية..
أما لو تدفَّق هذا الدم خارج جسده، أو حتى خارج أجساد الآخرين، فهى الطامة الكبرى، والكارثة، والمصيبة، ومصدر الرعب والهلع، و…
و(الفوبيا) أيضاً فى بعض الأحيان..
فالعديد من البشر لا يمكنهم رؤية الدم البشرى، أو حتى الحيوانى، دون أن ترتجف أجسادهم، وترتعد خلاياهم، وتسرى فى كيانهم قشعريرة باردة كالثلج، وتتسع عيونهم فى هلع..
وبعض البشر قد يصرخ لمرأى الدم، أو يفقد الوعى، أو تنتابه الكوابيس لأسابيع طويلة، وكأنما رأى وحشاً كاسراً..
هذا لأن الدم يرتبط فى أذهاننا جميعاً بالحياة، وفقدانه يعنى دوماً الموت والفناء، وعندما يرى المصابون بهذه (الفوبيا) الدماء، تقفز أذهانهم فوراً إلى تصوّر الموت..
موتهم هم بالطبع..
ولأن كل المخلوقات الحية تخشى الموت، فإن عقولهم الباطنة تدفع فى عقولهم الواعية كل المخاوف المختزنة فيها، فيبلغ رعبهم ذلك الحد المرضى العنيف للغاية..
ولابد وأن نستثنى هنا الجراحين، والجزارين، وعمال وموظفى بنوك الدم، وكل من يحتم عليه عمله رؤية الدم طوال الوقت..
ولكن حتى هؤلاء، تبقى فى أعماقهم لمحة من خوف الدم..
وهذا ما أدركه كتاب الرعب، ومخرجو السينما الغربية، عندما أغرقونا بسلسلة من الأفلام حول مصاصى الدماء، الذين ينشطون ليلاً، ويرقدون فى أعمق أعماق توابيتهم نهاراً، وينقضون دوماً على الأوردة العنقية لضحاياهم، ليغرزوا فيها أنيابهم، باعتبارها من أكبر وأغزر موارد الدم، ويمتصون الدماء فى شراهة ونهم، حتى تموت الضحية، التى لا تلبث أن تعود إلى الحياة بعدها، فى هيئة مصاص دماء جديد، وهكذا..
والطريف أن كل هذه الأفلام السينمائية قد بنيت على أحداث تلك الرواية الشهيرة (دراكيولا) للروائى البريطانى (برام ستوكر)، والتى استوحاها بدوره من سيرة الأمير الرومانى (فلاد يتبيس)، والذى سفك دماء آلاف من المحتلين، وعرف باسم (مصاص الدماء)، وذلك خلال فترة حكمه، ما بين عامى 1456، و1462م..
وعندما كتب (ستوكر) روايته، عام 1897م، لم يكن علم النفس قد تطوَّر، إلى الحد الذى يكفى لتحديد مخاوف الناس بشكل علمى، إلا أنه كان يدرك، على نحو فطرى تماماً، أن ذكر الدم يثير الرعب فى النفوس..
كل النفوس..
ولكن الذى ينبغى أن يثير مخاوفنا أكثر، هو أن الحالة التى تحدَّث عنها (ستوكر)، والتى أصبحت شهيرة ومعروفة، فى الأدب والسينما، لم تعد مجرَّد خيال محض، وإنما كشف العلم أن مصاصى الدماء حقيقة..
حقيقة طبية معروفة، ومسجَّلة فى عدد كبير من المراجع والكتب!!..
فمن بين عناصر الدم، توجد مادة اسمها (البروفيرين)، وهى ضرورية لتكوين وتثبيت مادة (الهيموجلوبين)، اللازمة لصلاحية الدم، كمادة لنقل الغذاء والأكسجين إلى خلايا الجسم، وفى بعض الحالات النادرة، يحدث نقص شديد فى هذه المادة، مما يؤدى إلى الإصابة بمرض غاية فى الندرة، من أمراض الدم، يسمى (البروفيريا)..
والمدهش أن المصابين بهذا المرض لهم وجوه شاحبة، أشبه بوجوه الموتى، وتطول أنيابهم على نحو واضح، كما تكون لديهم حساسية مفرطة لضوء الشمس، ولديهم احتياج دائم للدم، لتعويض النقص الشديد فى (الهيموجلوبين) فى أجسادهم..
وفى عام 1985م، كشف طبيب أمريكى ثلاث حالات مصابة بمرض (البروفيريا)، فى عائلة واحدة، فأعلن عن المرض، وعن أن مصاصى الدماء قد يكونون حقيقة وليس خيالاً..
ومن الطبيعى أن يثير هذا رعب الناس أكثر وأكثر، وخوفهم الغريزى من رؤية الدماء، وبالذات دمائهم هم، إذا ما نزفت من أجسادهم، لسبب أو لآخر..
وحالات (الفوبيا) المرضية من الدم لا تعتبر الأعلى، بين حالات (الفوبيا) الأخرى، ولكنها أوسع انتشاراً وتواجداً، فى معظم الشعوب والجنسيات، والديانات..
هذا لأننا جميعاً بشر، تجرى الدماء فى عروقنا..
أو خارجها..
و(فوبيا) الدم هذه ليست كلها من طراز واحد، فبعضها يرتبط بالدماء البشرية وحدها، عندما تسيل بغزارة أكثر من المعتاد، والبعض الآخر يرتبط بأية دماء نازفة، من أى مخلوق حى، لذا فأصحابها لا يحتملون رؤية حيوان يذبح أو طائر ينحر..
وفى حالات أخرى، لا يحتمل المريض رؤية قطرة واحدة من الدم، سواء من بشر، أو حيوان، أو طير، أو حتى حشرة..
ومع حالات أكثر ندرة، يصاب المرضى بهلع عنيف، إذا ما وقعت أبصارهم على أى شئ بلون الدم، حتى ولو كان قطعة من القماش، أو بقعة فوق لوحة تجريدية..
ورد الفعل، إزاء تلك (الفوبيا) يختلف فى كل حالة عن أخرى، ومع كل مريض عن آخر، ففى واحدة من الحالات النادرة، أصيب المريض بصدمة عصبية عنيفة، مع رؤية بركة من الدم، سالت من مصاب فى حادثة سير، وانتهى به الأمر إلى أن عقله قد استبعد اللون القرمزى الدموى تماماً، من كل شئ فى الوجود..
حتى الألوان، التى يدخل فى تركيبها اللون القرمزى، أصبح ذلك المريض يراها خالية منه، فاللون البرتقالى تحوَّل إلى الأصفر، والبنفسجى إلى الأزرق، أما الوردى والقرمزى، فقد تحوَّلا إلى اللون الأبيض أو الرمادى..
ولقد احتاج ذلك المريض إلى علاج نفسى طويل، قبل أن يتجاوز هذه (الفوبيا)، ويعود لرؤية لون الدم مرة أخرى، ولكنه لم يتخلص من (فوبيا) الدم أبداً، على الرغم من المحاولات المتصلة..
ولقد أجريت دراسات عديدة حول (فوبيا) الدم، إلا أنها لم تلق اهتماماً على المستوى العام، فقد حجبتها تماماً (فوبيا) أخرى، يشترك فيها تسعون فى المائة من البشر على الأقل..
(فوبيا) أكثر انتشاراً..
بكثير.

 
 

 

عرض البوم صور بيجاسوس  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook



جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية