لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-07, 09:14 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلا عنوان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

_13_
الحنان المجنون ..


أصبحت أكثر حذرا وخوفا من حسن في الأيام التاليه لم أقل لأحد عما حدث .. لكنني أصبحت أتحاشى التواجد معه مهما كان .. ولم يتوقف عن تحرشه بي ونظراته .. إلى درجة أني بقيت حبيسة الغرفة ..
استغربت جدتي من انزوائي .. لكني اخبرتها ان السبب هو الامتحانات .. واقتنعت بهذا ..
أصبحت أكثر كآبة .. أكثر حزنا .. لدرجة أنني طوال أسبوع لم أفكر بشي .. حتى فيصل .. لم أفكر به ..
جلست إلى قرب سارة ومها ومريم .. التي قالت
" اقتربت الإمتحانات .. "
قالت سارة بمرح " جيد ... "
التفت مها إلى سارة وقالت باستغراب "جيد " ؟؟
هززت سارة رأسها .. وقالت "تغيير .. لقد مللت الروتين .. "
قالت مريم التي توطدت علاقتها بمها وسارة كثيرا حيث شعرت بابتعادي عنها في الفترة الماضية " فاطمة .. مابك تجلسين بعيدا .. "
هززت رأسي بألم ..
"لاشيء .. "
بقيوا يتحدثون في الامتحانات بينما شردت بخيالي بعيدا .. لا أعرف مالذي ينتظرني .. أنظر إلى الطالبات اللواتي يتجولن حولي .. وكم تمنيت لو أني كنت فتاة عادية .. عادية لدرجة أني أخطو خطواتي دون أن ينظر إلي شخص....عادية أي نكره ..
"فاطمة " ..
التفت إلى سارة .. وانتبهت إلى مغادرة مها ومريم معا ..
" أين ذهبوا ؟؟ "
" ليتناولوا شيئا .. فقد استبد بهم الجوع .. مابك ؟ "
"لا أعرف يا سارة .. أشعر بأني لا أأستطيع أن أتنفس .. "
" لماذا ؟؟ "
نظرت إليها .. هي رمز للثقة .. وربما أجد لديها حلا لإختناقي ..
" لاتخبري أحدا .. .. "
"لن أخبر .. مابك ؟؟ "
نظرت إليها وشعر بقرب هطول الدمع من عيني ..
" م.. .. أعاني من مشكلة في المنزل تنغص علي حريتي .. "
قالت باهتمام لمسته منها
" ماذا هناك .. أخبريني .. "
لأول مرة شعرت أن سارة تهتم لشيء ما .تهتم لي ... أنا .. ترقرت دمعتي ولم أستطيع كبحها .. أدرت برأسي إلى الناحية الأخرى .. كتمت تنهيدة مؤلمة .. لم أستطع كبح دموعي .. تساقطت في حجري .. لا أعرف لما شعرت أني إذا أخبرت سارة سأجرحها أو أجعلها تقلق ..
وقفت سارة ودارت لتقابلني .. قالت باهتمام صادق
" انظري إلي .. . "
بكيت في تلك اللحظة .. وارتميت في حضنها .. وربتت على ظهري كأنني طفلتها الصغيرة .. "لابأس عليكي يا فاطمة .. أنا هنا . "

هل يجتمع الجنون والحنان معا ؟؟ أجل .. يجتمعان في سارة...
بعد دقائق بسيطة رفعت رأسي .. قلت بانكسار ..
" انتقل ابن عمي إلى السكن معنا .... وذات ليلة كنت في المطبخ .. وحاول أن .. يستفزني .. احتجزني في زاوية وسبب لي رعبا شديدا .. طلبت منه الابتعاد .. فابتعد .. ركضت إلى غرفتي .. وأغلقت الباب .. تبعني .. وطرق الباب لكني لم أفتح الباب ... فغادر .. ومنذ ذلك اليوم .. أنا أشعر بضيق واختناق .. وهو لايكف عن ملاحقتي بنظراته وابتساماته القذرة إلى درجة أنني أصبحت لا أخرج من غرفتي .. "
بكيت .. هدأتني سارة وسألتني
" هل أخبرت أحدا ؟؟ "
هززت رأسي بلا ... سرحت سارة لمدة ثواني ثم قالت
" يجب أن تخبري والدتك .. "
انهرت بالبكاء وقلت لها بتعب
" أنت لاتعرفين .. أنت لاتعرفين .. "
"مالذي لا أعرفه أخبريني .. "
" لاتعرفين كيف هو الوضع .. أود اخبار جدتي لكنها هي من أتت به إلى المنزل ولاتستطيع طرده .. لا أستطيع اخبار والدتي .. فالفجوة التي بيني وبينها .. عميقة .. "
غضبت سارة وقالت لي بغضب " ماذا ؟؟ هل ستبقين هكذا؟ هل سيستمر هذا العذاب ؟ "
هززت رأسي بأجل ..
" أخبري أحدا من أشقاءك ؟.."
قلت بألم " وتتحول إلى مجزرة ؟. .. لا .لن افعل شيء ..أستطيع أن أتحمل .. لكنه يسبب لي الاختناق .. أشعر بأنني سجينة "
عدت إلى حجرها .. وقالت لي باستياء " أين هو هذا ابن عمك .. إن رأيته سأمزقه بأظافري "
ابتسمت تذكرت القتال الذي دار بين فيصل وحسن .. وفي ذات الوقت القتال الذي دار بين نورة وسارة .. ..لا أعرف لماذا .. ومالرابط ..
***
كنت محقة في شعوري بالقلق من اخبار ساره .. فلقد أصبحت تفكر بي ليلا ونهارا وتكلمني أربع مرات في اليوم ... كأنها تتأكد من أني بخير .. لقد حملتها عبء همومي .. وأصبحت تقلق علي كثيرا ..
شعرت بالضيق من أوراقي وكتبي وخرجت من غرفتي .. وذهبت لأجلس في الحديقة ..
كنت أحمل معي كوب قهوة.. مرة كما هي حياتي ..
وأفكر بيأس ..
"كيف حالك ؟ "
نظرت إلى محدثي .. كان أخي محمد .. جلس إلى قربي .. هززت رأسي وتمتمت "بخير "
"هل أنت متعبة ؟"
هززت رأسي بلا ..
قال متفحصا ملامحي " إذا .. لم أنت شاحبة هكذا ؟؟ "
" لاشيء مهم .. "
بقينا هناك .. نتشارك الصمت .. لم يعترض أي منا على ذلك .. أحببنا صمتنا .. وجلوسنا معا .. لم يبادر هو إلى الحديث .. ولم أبادر أنا ..
وكأننا بهذا جذبنا إلينا العقارب .... ألهذه الدرجة كان صمتنا مسموعا ؟؟ اقترب حسن وقال
" كنت أعرف أن أحدا ما يجلس هنا .. "
اضطربت وأنزلت عيناي وتأكدت من أن حجابي محكم ... يبدو أن حسن لايروق لمحمد الذي لم يعره انتباها . ووقف وغادر . أدركت أن حسن بقي وحده .. وقفت لأذهب .. لكنه أمسك يدي واهتزت كل شعرة فيني قلت بغضب هامسة " ماذا تريد مني اتركني .. "
قال وهو ينظر إلي بخبث " تعجبينني .. "
"اترك يدي .. "
"وهذا هو الغريب .. "
" اترك يدي ... "
"فعلا غريب .. هل يعجبك ما أفعله ؟؟ "
"ماذا ؟؟ .. ماذا تقول .. اترك يدي .. أرجوك .. "
" لم أرك أخبرت أحدا عني .. وأراك تكلميني همسا .. لو فعلا أردت أن أترك يدك لصرخت عاليا .. "
نظرت إليه باحتقار وقلت " هذا لأني أحترم جدتي . وأحترم عمي .. ولا أريد أن أسبب مشاكل لهما لأنهما أحضراك إلى هذا المنزل .. الذي لم تحترمه ولم تحترم عمك .. ولم تحترمني .. أفلت يدي رجاء .. لقد مللت ألاعيبك القذرة .. "
سحبت يدي بقوة من بين يديه .. والتفت وغادرت ..
ولم أستطع كبح دموعي .. كيف يجرؤ على هذا القول ؟؟ يا إلهي ؟؟ .. أفعلا يظن أنني أشاركه لعبته السخيفة القذرة ؟؟ ...
بكيت بشدة وأنا ألعن اللحظة التي أتى فيها إلى هذا المنزل ..








-14-

موت ..

مر شهر .. تكررت ازعاجات حسن .. لكني أصبحت لا أخرج من غرفتي فقد ابتدأت الامتحانات .. ولم أخرج من غرفتي سوى في الصباح لأذهب إلى المدرسة .. .. انكببت على كتبي ودفاتري باجتهاد ... لم أر أحدا منذ مدة طويلة ..لم أر زوجة أخي .. ولا أعرف اين هي .. وجدتي أصبحت تطيل زياراتها إلى منزل عمتي.. وأحيانا أشعر أن البيت خالي ولايوجد به سوى الذئب حسن .. استغربت كثيرا .. مالذي يجذبه إلي ؟ .. لست بخارقة الجمال كما أني بدينه .. وزني مائة كيلو جرام .. أم انه يستهزيء بي ؟؟ .. لا أعرف لكن أعرف أني كرهت حسن هذا كرها شديدا .. يماثل كرهي للرياضة ..
ما إن سمعت صوت جدتي حتى نزلت بسرعة إليها فقد اشتقت لها كثيرا .. شوقا لم أشعر به تجاه أمي .. أو أبي .
" جدتـــي .. العزيزة .. "
عانقتها فضحكت .. قالت باستغراب " لم أرك منذ زمن .. أين كنت يا فاطمة .."
رافقتها إلى غرفتها وأن أشكو لها ازدياد الواجبات والإمتحانات ..
قلت لها معاتبة " لم أعد أراك .. ماسر مكوثك الدائم في منزل عمتي ؟ "
قالت فرحة " لقد كانت غارقة في امور معقدة .. وكنت أساعدها بذلك .. "
" أمور ماذا ؟؟ "
"خطوبة منى .. زواج صافية .. مشاكل عبدالعزيز .."
"خطوبة منى ؟؟ حقا ؟؟ "
قالت جدتي بفرح " أجل لقد خطبها فيصل ابن عمك .. وحدثت بعض المشاكل خصوصا أن فيصل كان خاطبا ابنة عمك خالد حمده .لكن حدثت مشكلة بين حسن وفيصل ..فانتهت الخطوبة ...لهذا السبب كانت عمتك تحتاجني بجوارها .. لقد خافت من أن تتطور الأمو ر فيغضب منها خالد .. لكن خالد كان عاقلا .. وقال إن كل شيء قسمة ونصيب . وقد انتهت الأمور بخطوبة فيصل لمنى .. "
اسوددت الدنيا في وجههي ولم أعد أرى شيئا .. كان أحدا ما طعن قلبي بسكين ورماه على قارعة الطريق لينزف بدون أي رحمة .. كابرت على نفسي كتمت دموعي وآهاتي وقلت محاولة أن أبدو طبيعية ..
" وما هي مشاكل عبدالعزيز ؟ "
" لا أعرف .. لم تخبرني عمتك بسبب هذه الخلافات .. لكني اعرف أن عبدالعزيز قد تشاجر مع والدته وأخواته .. ولايكلمهم لم ترض أي منهم بإخباري السبب .. لكن عمتك حزينة .. "
لم تدخل أي كلمة من كلمات جدتي إلى أذني .. ما أعرفه أنه كيف لشخص ميت أن يتكلم ؟؟ كيف لزهرة قد دهست للتو أن تعود إلى نضارتها ورونقها .. كيف لقلب قد أراق دمه أن ينبض مرة أخرى ؟ كيف وكيف وكيف ؟؟ .. ترن هذه الكلمات في أذني ولا أسمع سوى صداها المتردد .. .. من دون أن أسمع أية إجابة ..
خرجت من غرفة جدتي لا أرى طريقي .. أشعر أن عيناي قد تتفجران بالدموع في أية لحظة .. لم أر شيئا .. لم أع شيئا .. شعرت بمن يجرني . نظرت إلى حسن .. وكانت نظراتي محملة بأسوأ أنواع الحزن ..
ترك يدي من هول ما رأى في عيني .. قال باهتمام
" مابك ؟ "
حدقت إليه .. أغلقت عيناي خوفا من أن يقرأ مابداخلي من أحزان وشهداء .وقصائد رثاء ..
"فاطمة مابك ؟؟ .. أخبريني .. "
أردت من صوتي أن يخرج لكن لم أسمع سوى حشرجة ضعيفة "لاشيء "
التفت لأذهب إلى غرفتي .. وبقي حسن ينظر إلي بشفقة لا أريد شيئا سوى الوصول إلى سريري.. والإرتماء ومعانقة وسادتي العزيزة .. وأن أفضي إليها بكل دموعي التي فاضت داخلي ..
صعدت بتثاقل إلى غرفتي .. دخلت إلى غرفتي وتأكدت من اغلاقها بإحكام .. وارتميت على سريري .. لم أبك كما أردت .. بل بقيت أفكر .. يا إلهي .. كنت أعرف أنه لن ينظر إلي .. لم أغرقتني نفسي بالأمل إلى درجة أنني لم أستطع التنفس .؟؟ .. بكيت .. وبقيت أبكي طوال الليل .. كاتمة صوتي خوفا من أن يسمعني أحد ويسخر مني .. كم أردت الصراخ ... كم أردت النحيب .. إن قلبي يستحق العزاء .. لقد مات اليوم .. ولم يكن هناك من يواسيه أو حتى يحمله إلى قبره ..
تجاهلت الهاتف الذي يرن مرارا .. تجاهلت الخادمة التي تطرق الباب حاملة طعامي إلي .. تجاهلت كل شيء .. بقيت في سريري .. لمدة ثلاثة أيام .. أتمنى لو أتوقف حتى عن التنفس .فلم أعد أتحمل ذرات الهواء التي تدخل إلى رئتي..
كانت قصة حب فاشلة .. لا .. لم تكن قصة حب .. بل كانت قصة قلب .. لطالما كنت أعرف أنه لاخيار لي .. قلبي لم يستأذنني في شيء .. وأقحم نفسه في هذا الوهم .. وهاهو اليوم يأبى أن يحادثني .. انزوى في زاوية مظلمة ..ولم يرغب في رؤية النور ..

يا إلهي ما أشد وحدتي .. ما أشد حزني .. ما أشد غبائي ,, هذا اليوم الخامس . ولم يطرق أحد بابي سوى الخادمة .. التي إشعر بأنها الوحيدة التي تتذكر أني مازلت على قيد الحياة .. لا أب .. ولا أم ... ولا حتى أخوتي ..

أخيرا طرقت الباب الخادمة لتخبرني أن هناك ضيوفا يرغبون في رؤيتي .. قلت لها أن ترسلهم إلى غرفتي .
طرقوا الباب .. كانت سارة ومريم ..
ارتميت في أحضانهما.. كاتمة دموعي .. أغلقت مريم الباب وقالت لي باستغراب " مابك فاطمة ؟؟ مابك ؟؟ .. لم أنت بهذا الشحوب والهالات السوداء حول عينيك ؟؟ "
" فاطمة هل أنت بخير ؟؟ "
هززت رأسي بأجل . .. نظرت إلى سارة . " أنا بخير .. "
شعرت أن هاتين الكلمتين ثقيلتين جدا ..
" أنت تكذبين .. أنت لست بخير .. فاطمة مابك ؟؟ .. خمسة أيام أتصل بك ولا تجيبين .. لم تأتي إلى المدرسة .. ماذا حدث .. هل تعرض لك ابن عمك ؟؟"
قلت بهدوء " لم يفعل .. كان بعيدا عني .. "
نظرت إلى مريم التي كانت قلقة .. وإلى سارة التي كانت تنظر إلي برعب .. لا أعرف كيف انسابت مني الكلمات فأخبرتهما ماحدث لي..
لم أستطع كبح دموعي .. .. التي تدفقت بغزارة ..
قالت مريم " لم لم تخبريني؟ .. "
قلت وكنت أشعر أني غبية جدا لتفكيري هكذا " كنت أخشى أن .. كنت أخاف من .. كنت أغار أن تسرق أحداكما حلمي .. كنت أشعر أنني لا أستحقه .. وكنت أشعر أنكما ستسخران مني .. " ..
لم أعرف لكن مريم نظرت إلي بغضب " أتسمعين نفسك فاطمة ؟؟ ..ألهذا ابتعدتي عني ؟؟ .. شعرت أن هناك شيئا يجرك بعيدا ولم أعرف أنك غبية إلى هذه الدرجة ؟؟"
"غبية ؟؟ أنا ؟؟ "
قالت مريم بحزم " أجل .. غبية . .. أنسيت من أنا يا فاطمة ؟؟ أنا مريم التي عانيت الأمرين سواء كان من السخرية أو الغيرة ...
أكنت تفكرين بي هكذا ؟؟ نسيت آلامنا التي تشاركناها .. وأفكارنا ؟؟ .. نسيت ماكان بيننا من دموع ؟؟ .. هل توقعتي أنني قد أتغير ؟ ..لا .. لم أتغير .. لم يكن هناك داع لأن تخافي مني .. أنا مريم .. مريم .. " ..
أحسست بفداحة خطئي عندما نطقت مريم بتلك الكلمات .. نسيت أن مريم هي كانت دائما ملجأي .. ارتميت في حضنها وبدأت بالبكاء بشدة .. شعرت بيدها التي كانت تربت على ظهري بحنان .. قالت سارة بهدوء " لنخرج "
هززت برأسي موافقة .. " أمهلوني حتى أغير ملابسي ..."
كنت قد استحميت في الصباح . لبست ملابسي وخرجت أستأذن جدتي التي لا أعرف لما لم تجادلني كالعادة . ووافقت فورا ..
استعدت بعضا من نفسي عندما تنشقت الهواء النقي بقرب البحر .. وضعت مريم البيتزا والكولا على السجادة .. وجلسنا ثلاثتنا هناك .. صامتات . نتأمل جمال البحر وأمواجه المتلاطمة .. وجمال الشمس المنعكسة عليه .. لم أكن قد أكلت منذ وقت طويل .. وكنت جائعة فعلا ..
" فاطمة ماذا ستفعلين ؟؟ "
نظرت إلى سارة التي سألتني وهي تنظر بعيدا .. قلت لها بيأس
" كما افعل دائما .. أتأقلم مع هذا الوضع ..."
سألتني مريم " هل أحببته حقا ؟؟ "
هززت رأسي بأجل .. لقد أحببته بشده .. كيف تمكن هذا الحب مني لا أعرف ..
وضعت قطعة البيتزا وقد شعرت بالشبع ... وقفت واقتربت من الصخور ..وقلت لهما " لقد عشقته .. " ..
مدت مريم يدها لتمسك بيدي ... كانت عيناها تفيض حنانا .. وعيناي تفيض دموعا .. أبعدت نظري بعيدا .. إلى الأفق البعيد ..
قالت سارة بحكمة " لاتدعي هذا الأمر يؤثر على حياتك.. لاتبقي حبيسة لهذا الحب .."
قالت مريم " ستتكفل الأيام بشفاء هذا الجرح .. .. "
قلت لهما بيأس " ليته كان جرحا .. لقد كان حبا من طرف واحد .. كان وهما .. سيؤثر بحياتي .. ولن تستطيع الأيام أن تعالجه لن تستطيع .. سأبقى أحبه .. أنتما لم تعرفا فيصل .. لم ترياه .. "
أحاطتني ساره بذراعيها " أنت حساسة يافاطمة .. حساسة جدا . مازالت مشاعرك وليده .. لاتجعليها تستحوذ عليك .. أرجوك . "
" سأحاول .. لنذهب .. "
قالت مريم " لنذهب .. ونكمل تناول البيتزا .. لقد استبد بي الجوع ."

 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
قديم 04-05-07, 09:15 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلا عنوان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

-15-
اختفاء ..

ما أعرفه أنني خلال الأيام التاليه ازددت شراهه .. ازددت كآبة .. أكلت مشاعري وكآبتي . اهملت دراستي ولم أعد آبه لشيء .. . .. اختفى حسن لم أعد أره .. وأكلف نفسي عناء السؤال عنه .. فقد ارتحت أخيرا .. كان وجوده الدائم يخنقني ..
رأيت منال التي اتضح انها كانت مسافرة .. لم أكترث .. لكن مبارك كان في مزاج سيء .. لا أعرف مالسبب .. ولم يعجبني وضعه .. كانت أمي تجلس في الحديقة عندما خرجت إليها ..
" كيف حالك ؟"
" بخير يا أمي .. "
"ماذا ستفعلين بعد انتهاء امتحاناتك ؟؟ "
نظرت إلى أمي وقلت بصدق
" لا أعرف .. "
" لنسافر أنا وأنت إلى السعودية ونقضي هناك الربيع .. "
فرحت كثيرا بعرض أمي ..
" فعلا ؟؟ أجل موافقة .. "
قالت أمي بهدوء " سنرافق خالتك وبناتها .. "
وكأنها قتلت فرحتي في الوقت ذاته .. حيث لم أحب بنات خالتي ولا أطيقهن .. " لن أذهب .. "
نظرت أمي إلي باهتمام " لماذا هل لازلت على خلاف معهن ؟؟ "
قلت لها بصدق " كنت سأذهب لو كنا بمفردنا ... لكن لن أرافقهن .. لن أنسى ماحدث لي جراء آخر عطلة قضيتها معهن .."
قالت أمي مستغربة " لكن كان هذا منذ عشر سنوات .."
هززت رأسي بلا ودخلت إلى المنزل .. لن أنسى ماجرى منهن .كنا قد سافرنا إلى دبي في عطلة الربيع .. .. لم يكفن عن توجيه الاهانات إلي والسخرية مني رغم أنني لم أكن قد بلغت السابعة بعد . وهن أكبر مني بخمس سنوات .. ولم أرهن منذ تلك العطلة .. وحرصت على عدم الذهاب إلى منزلهن وعدم الخروج إذا قامن بزيارتنا ..
لحقت بي أمي إلى المجلس وقالت بغضب " هل ستبقين وحدك ؟"
"جدتي ستبقى معي .. "
"لن تبقى ستسافر بمعية عمك خالد إلى السعودية .. وسيسافر أخوتك ولن يبقى أحد .. حتى الخادمات سيذهبن معنا .. "
" لن أذهب .. "
" إذن ستذهبين للبقاء في منزل عمتك .. "
وقف شعر جسدي هلعا من هذه الفكرة .. لم أذهب إلى منزلها منذ تعرض لي عبدالعزيز ذات يوم .. والآن بعد خطوبة منى .. ستكون فرصة لأرى فيصل .. لكن ... وبدون وعي قلت لأمي
" حسن .. سأبقى لديها لمدة أسبوعيين .. ""


" ماذا فعلت ؟؟ ""
كانت مريم تصرخ بغضب .. اليوم هو آخر يوم من الامتحانات .. التي لم أكن قد درست لها ولا أعرف كيف أجريت الإمتحانات .. ولم أقل لسارة ومريم شيء حتى سافرت أمي اليوم صباحا وسيأتي عبدالعزيز ليقلني من المدرسة ..
قالت مها التي عرفت بما يحدث معي من سارة " ألم تفكري ماذا سيحدث لك إن حضر فيصل لرؤية منى . "
قلت " انه خطيبها ... لن يأتي .. لم يتزوجها بعد .. "
نظرت إلي سارة بعمق " ستعذبين نفسك .. ولن تستفيدي شيئا "
لم أقل شيئا .. ولم تقل أي منهن كلمة .. لقد كان تعليق سارة كافيا لينهي الحديث ..
قالت سارة وهي تودعني " تعرفين رقم هاتفي .. لاتترددي في الاتصال بي إن احتجتني .. لن اخرج من المنزل "
" سأفعل .. "
قالت مريم " سأسافر اليوم .. ولن أعود قبل اسبوعين .. لكن سأتصل بسارة لتخبرني بالجديد .. "
قالت مها مودعة " أنا سأكون في مزرعة جدتي .. وهي خارج المدينة .. لكن سأعود الأسبوع المقبل .. اتصلي بي . "
جاء عبدالعزيز برفقة صافية ... ركبت سيارته
" السلام عليكم "
" وعليكم السلام .. كيف كان امتحانك اليوم "
" سهل وأسئلته سهله .. لكني لم أكن أعرف الإجابه .. "
ابتسم عبدالعزيز وانطلق بالسيارة وانتبهت أن صافية لم تتحدث معه على الاطلاق .. تذكرت ماحدث بالامس عندما حادثتني جدتي عن اختفاء حسن .. لايعرف أي أحد أين هو .. اختفى فجأة ولم يرغب أحد في السؤال عنه سوى جدتي .. التي حزنت كثيرا لإختفائه .. أو كما يطلق عليه أخي مبارك .. الهروب ..
سألني عبدالعزيز متجاهلا صافية " ما رأيك أن أدعوك للغداء "
اعتذرت بتهذيب أني متعبة وأريد الراحة فقط ..
وصلنا إلى المنزل .. استقبلتني منى بابتسامة عريضة أدمت جرحي العميق داخل قلبي ..
يا إلهي ماذا أفعل .. عندما يكون الانسان جاهلا بما يجول في خاطر أخيه إلى درجة أن رؤيته تسبب ألما له .. ارتميت في حضن منى وألقيت بكل آلامي على كتفها .. ربتت بحنان بريء علي .. قتلت كل مشاعر الكره تجاهها التي تولدت دون أن أشعر ... ماذنبها ؟؟ لاتعرف ماذا في قلبي .. لا أحد في عالمي يعرف مابداخل قلبي من أوهام ... لم ألوم غيري على غبائي ؟؟

استلقيت على السرير بتعب ... حاصرتني الفتاتان بالأسئلة .. لكني كنت أنظر إليهما بتعب ولم أشعر بنفسي فقد أغمضت عيناي ونسيت أن أفتحهما لأغرق في نوم عميق .. ووسط أحلامي أسمع ضحكهما وأحاديثهما دون أن أفهم شيئا ..


استيقظت بتثاقل .. كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرا .. غيرت ملابسي واتجهت إلى صالة منزل عمتي لأجدها تجلس بين ابنتيها وتحادثهن بمرح .. وقفت هناك لدقيقة .. حدادا على أمومة لم أذق طعمها يوما .. وتأملا لمنظر كم أحسد بنات عمتي عليه ..
"فاطمة .. تعالي حبيبتي .. تعالي .. "
اتجهت لحضن عمتي ..ووضعت رأسي بتعب .. وأغمضت عيناي بينما تتكلم مع بناتها ..كانن يتحدثن في شتى الأشياء .. المطبخ السيارة الدراسة الطقس .. تمنيت لو أجد يوما شخصا يتحدث معي في أتفه الأشياء .. شخص لايبخل علي بسخافته كما لن يضجره سخافة أفكاري .. أزاحت عمتي حجابي وبدأت في مداعبة شعري .. وهي لاتزال تتحدث في أمور صغيرة ..

-16-

"ليتني سافرت مع والدتك .. لكن فيصل لم يرضى قال انه يرغب في التعرف إلي خلال هذه العطلة .. "
لم أستوعب ماقالته منى لدقيقة .. ثم قلت هامسة "ماذا ؟ "
قالت منى ببرود " لا أعرف لما ضيعتي على نفسك هذه الرحلة .. يالغباءك .ستندمين على ذلك .. ان جو السعودية رائع في الشتاء .. "
لم أفهم غباء منى .. هل فعلا تفضل السفر على التعرف بفيصل ؟؟ قلت ولا أعرف من أين خرجت الكلمات "أتكلمينه ؟"
قالت ببرود " انه يأتينا كل جمعة منذ الخطبة .. ويجلس بيننا .. ما عدا عبدالعزيز .. لايزال لايكلمنا ."
أثلج هذا الخبر قلبي .. إن هناك فرصة لألتقيه ! قلت متمته
"مالسبب ."
قالت بغرابة " لاشيء !"
لم أفهم سبب تكتم الجميع عن سبب خصامهم مع عبدالعزيز ..
توجهنا لتناول العشاء قالت لي عمتي " هلا أرسلت الطعام إلى عبدالعزيز ؟ .. لقد ذهب حمد وزايد إلى مزرعة عمك خالد وسيبقيان هناك طوال العطلة .. وعبدالعزيز لايكلم أي منا .:"
لم أرفض طلب عمتي .. حملت العشاء إلى المجلس الكبير ..دخلت وكنت قد أحكمت حجابي ..
" السلام عليكم .. كيف حالك .."
" جيده .." وضعت الطعام أمامه ودعاني إلى الجلوس لدقيقة .. جلست وقلت بمرح " لقد أصبحت الواسطة بينكم الآن .. هل ترغب في طلب شيء من عمتي أو أخواتك ؟ "
"لا شكرا .."
" ماذا حدث ؟؟ أخبرني .. قد أكون حمامة السلام .. "
ابتسم ونظر إلي وقال " لن أعلق .. آخر مرة علقت على شيء قلتيه انتهى بك الأمر تبكين .. :"
تذكرت سخريته ذات مرة ... وكيف أهانني .. يا إلهي . نسيت .. ابتسمت فقط .. فلم أستطع أن أقول أي شيء .. ثم فجأة استوعبت الأمر ونظرت إليه بغضب "ماذا تقصد ؟؟ "
ضحك ببراءة .. وقال مازحا " مجرد تشبيه "
"مـــاذا ؟؟ "
وقفت لأغادر فقال بانكسار" هل ستنضمين إليهن الآن ؟؟ رائع .. لن يكلمني أحد في هذا المنزل "
نظرت إليه بحنق فقال متوسلا " أرجوك .. لقد أصبحت أكلم الحائط "
ضحكت مرغمة .. عدت إلى الجلوس .. وقلت له بجدية
" لا أحب أن أكون محور النكته لدى أي شخص .. أرفض رفضا قاطعا أي كلمة تخص شكلي .. "
قال باستسلام " امرك سيدتي .. "
تذكرت حسن وابتسمت .. "لست بسيدة أحد .. مازلت آنسة "
قال مشككا " كما تأمرين يا آنسة .. "
ثم راح يتحدث عن أحد أصدقائه وحس النكته لديه .. كيف أضحكهم .. ثم تناول طعامه واستنأذنت لأدخل لقد استبد بي الجوع .. ان أحاديثه شيقة جدا .. لكني كنت جائعة جدا .. جلست إلى الطاولة قالت عمتي جدية "تأخرت "
قلت لها الحقيقة " لقد طلب مني البقاء والتحدث معه قليلا .. لقد كان يشعر بالوحده و... "
هززت كتفاي عندما رأيت عمتي قد أسقطت الملعقة من يدها .. قالت بحزن "هو من ..على أية حال لقد سبب هذا لنفسه .."
سألتها بفضول " ماذا .. "
قالت "لاشيء .."
لاحظت نظرات منى وصافيه وخصوصا منى التي نظرت بعيدا ..
قلت وكنت أعرف أنه لايجب أن أتكلم فيما لايعنيني .. لكن .. نطقت رغم ذلك
" أنا متأكده أنه مهما كان الأمر لايستحق أن تتخاصموا فيما بينكم بهذه الطريقه ..: "
تركت منى الملعقة من يدها وتركت المائدة بعصبية .. في تلك اللحظة تأكدت أن المشكلة كلها تخص منى .. وأكيد . تخص فيصل .. تناولت طعامي بسرعة وعدت لأجلس بقرب منى في الغرفة " ماذا هناك .. أخبريني ... لم تركت عشاءك ؟؟ "
" لم أعد أرغب بتناول شيء "
"ماذا إذن .. ماذا حدث .. أخبريني لم عبدالعزيز يرفض الحديث معكم ؟ "
تكورت منى حول نفسها ولم ترغب في النظر إلي وهي تتكلم فنظرت عبر النافذه وقالت
" لقد ...غضب عبدالعزيز عندما سمع من جدتي أمر خطبتي .. لقد كان آخر من يعلم .. واتضح لاحقا أن أحد أبناء عمي تقدم لخطبتي عن طريق عبدالعزيز ..وأكد له عبدالعزيز أن الأمور سوف تكون كما يريد .. حدثت مشاده كبيره بيننا .. انتهت بطلب أمي منه أن يوافق على زواجي وإلا لن تحادثه هي أو أي منا .. وكان كبرياؤه شديد لدرجة أنه اختار الخيار الثاني بكت أمي كثيرا .."
بكت منى بقسوة .. حاولت أن أخفف عنها ... قالت منى بارتجاف
" لا أحب أن أكون سبب الخلاف بين أمي وأخي .. كلما تحدثنا بالأمر تنظر أمي إلي كأنني المذنبة "
شعرت أنها فرصتي في تحقيق ما أردت .. فرصتي في انهاء خطوبة منى وفيصل .. قلت لها بخبث أشتم رائحته بوضوح "ربما كان عبدالعزيز على حق "
التفت إلي بدموعها ونظراتها البريئه وقالت بهدوء
"ماذا تحاولين أن تقولي ؟"
"ربما لايرى في فيصل الزوج الصالح لك .. ويرى ابن عمك أنسب لك .. "
" لا أعرف .."
بدت منى مرتبكة فأكملت خطتي " انظري للأمر من ناحية أخرى .قد يخلق زواجكما العديد من المشاكل .. فقد ابتدأ بمشكلة بين عمي خالد وفيصل .. "
شعرت كأن منى تفكر جديا بكلامي فقالت لي " هل تقولين لي أن أتخلى عن فيصل ؟؟"
تداركت فداحة قولي فأسرعت قائلة
" لا أقول لك شيئا فلست مخولة لإبداء رأيي .. كل هدفي أن ينتهي الخلاف بينكم .. أنت وعبدالعزيز "
قالت منى بحكمة خيبت كل آمالي في الحصول على رد فعل سريع كما أريد " لا .. سأفكر في كلامك لكن لن أفعل أي شيء .. يعجبني فيصل كثيرا .. وأعرفه ليس به أي عيوب تذكر .. كما أن أمي كانت في صفي .. وأنا أثق برأي أمي .."
قلت بيأس " وعبدالعزيز .."
قالت " لاتقلقي .. لن يبقى الأمر على هذا الحال .. فقلب عبدالعزيز طيب .. وسيرضى في النهاية "
انسحبت من قربها وخرجت إلى الحديقة وكان يجلس وحيدا .. انضممت إليه بيأسي وخيبة أملي .. وسألته
" فيم تفكر ؟"
" لاشيء .. فقط أتأمل الليل والنجوم .."
" رومانسي .."
"لا .. بل حالم .."
"أليس الحالم هو الرومانسي ؟.؟ "
التفت إلي وكانت ملامحه لاتحمل أي تعبير " لا... الحالم هو من يحب التأمل بلا حدود .. أما الرومانسي فمن يعيش قصة حب "
قلت بجرأة " ألا تعيش قصة حب حاليا ؟؟"
"لا .. لست من ذلك الصنف .. إني رجل آخر مايفكر به هو قصص الحب السخيفة ."
"وتتجرأ على تسمية نفسك بالحالم ؟؟ .. لا .. أنك متأمل فقط .. ان عالم الأحلام كبير .. ولست من رواده "
أدركت أنني انفعلت كثيرا في قول كلماتي تلك ... من نظرته المتفاجئة لي .. قال لي بهدوء قاتل " لما انفعلت هكذا عندما سخرت من الحب ؟؟ "
" لا لشيء ... فقط أنني .. لم أفهم سبب موقفك .. لقد أغاظني كثيرا "
أحسست من نظراته أنه قرأني ككتاب مفتوح ... أنه رأى جرح قلبي عبر بؤبؤ عيني واضحا .. كوضوح الشمس ..
" من هو ؟"
كان سؤاله مفاجئا ..خارجا عن المألوف .. عن العادات عن التقاليد عن المنطق .. كيف تجرأ وسألني ؟؟ ارتبكت كثيرا وشعرت أن الدماء اختفت من وجههي .. قلت مرتبكة " ماذا تقصد ؟؟ "
لم يزد حرفا كانت نظراته تؤكد لي معرفته لما يجري داخلي من زلازل وبراكين .. كنت أناضل لأمنع دمعة تريد الخروج .. دمعة لاتطيق البقاء داخل جسد ينكرها بقسوة ..
تراجع إلى الخلف .. لا أعرف لما انسحب .. لكني ارتحت لانسحابه فقد كنت سأعترف له لو زاد الضغط علي ..لكنه انسحب وغير الموضوع ..
"متى سنرى نتائجكم ؟"
أخذت وقتا طويلا في استعادة تنفسي ..وقلت بارتباك " لا أعرف "
" أنا أراهن أنها ليست بالمستوى المطلوب "
قلت له " جد من تتراهن معه .. فأنا في صفك .. ستأتي مخيبة للآمال .. "
استدرت لأغادر فقال ختاما "مهما كان لا يستحق أن تحزن هاتين العينين لأجله .. "
خرجت دمعتي وكنت قد استدرت عنه فقلت "ربما " وفي قلبي أكملت (يستحق ) ..
واكتشفت أن لي عينان تفضحان ماداخلي من قصص .. هل أطفيء نورهما لارتاح من شفقة الجميع ؟؟ هل أطفأهما ؟؟ .. لا أعرف .. عدت إلى الغرفة لأجد الجميع قد خلد إلى النوم فقد كان اليوم شاقا .. فعلا شاقا . نظرت إلى الساعة العاشرة ليلا .. جلست لأشاهد فيلما على التلفاز .. وكتمت الصوت لتدور في رأسي أصوات أفكاري وقلبي وأنفاسي ..

***
جاء يوم الجمعة سريعا .. وكنت قد قضيت الأيام السابقة في المجمعات مع منى وصافية .. حيث كانتا تتسوقان بمرح .. تسوقت معهما ..واستمتعت بوقتي ..
ارتديت بدلة خضراء وزينتها بقطعة من حجر الجيد اشترته لي جدتي منذ سنوات .. لففت حول رأسي شالا أخضر زمردي .. زينت عيناي بكحل بسيط .. خرجت إلى الصالة وكان عبدالعزيز يجلس مكتئبا سألت " أين الجميع ؟"
قال مستغربا ملابسي " لا أعرف .... أين ستذهبين ؟ "
"سأزور صديقتي .. "
" من سيوصلك؟"
"سترسل سائقها "
كنت فعلا سأذهب لسارة لمدة ساعتين وأعود ويكون فيصل موجود .. لا أريد سوى أن أراه .. فقط ..
"سأوصلك .. "
" لا .. لا داعي سأذهب مع السائق .. "
" قلت سأوصلك .. "
لم يعجبني اقتراحه هذا أيشك بي ؟؟
"سأتصل بها كيلا ترسل سائقها "
اتصلت بها وأخبرتها .. خرجت عمتي من غرفتها ورأتني وقالت "هل وصل السائق ؟"
"لا .. لن يأتي سيوصلني عبدالعزيز ,.."
"لاتتأخري .."
"حسنا .."
أوصلني عبدالعزيز بعد وقت طويل كنت أدله على الطريق .. "شكرا لك .. "
"سأكون هنا بعد ساعة "
"ماذا ؟؟ .. "
نظر إلي بغضب " كم تريدين البقاء ؟"
"ساعتين .."
وافق وغادر لأرتمي بين أحضان سارة .. ونجلس لنتحدث طويلا عن اسبوعنا الماضي..
قالت لي بجدية جعلتني أفكر قليلا
" لن تذهبي ؟؟ لن أدعك تذهبين ستدمرين نفسك ."
همست لها دون أن أشعر بدموعي التي تنساب على خدي ..
" أحتاج إلى رؤيته .. "
وقفت سارة لتقول في غضب
"سأجعل أبي يخرج لابن عمتك ويخبره أنك ستبقين لدينا حتى العشاء "
قفزت لأمنعها وقد ازدادت دموعي ...كأنها ستحرمني من الحياة بقولها هذا ..
"لا.. أرجوك ... لا .. "
نظرت إلي سارة بغضب ولم تؤثر بها دموعي "لن اسمح لك بالإنحطاط أكثر .. "
صدمت من موقف ساره رددت خلفها كالبغبغاء
"انحطاط ..انحطاط ؟؟ "
واجهتني ساره بغضب
" أجل .. انحطاط ... ليس من طبعك أن تكيدي المكائد أو تسببي المشاكل أو تلعبي بخبث .. كل ماقلته لي الآن يؤكد أنك بدأت في الانحطاط باسم الحب .. أنت يا فاطمة أسمى من هذا كله .. أسمى من الخبث والكذب .. أنك أسمى من الحب نفسه الذي تعيشينه .فكري .. هل سيحبك إن ترك منى ؟؟ ماذا سيكون موقفك إذا حصل ما أردت وتزوجتي به ؟؟ ستهتز صورتك في عيني منى وعمتك . فاطمه ضعي أمام عينيك حقيقة واحده .. أنه لايعلم حقيقة مشاعرك .. ولن ينظر إليك أبدا ! هل ستخلقين المشاكل لأجل لاشيء! ..لاتريه بعد اليوم .. ابتعدي عنه .. اذا عدت بعد قليل اتجهي لغرفتك ولاتشغلي بالك.. انه لايعلم بوجودك .. ."
دخلت كلمات سارة إلى مركز المنطق في رأسي .. ماذا كنت أفعل ؟؟ ماذا فعلت ؟ كيف كنت سأخرب خطبة منى ؟؟ كيف كنت سأخلق المشاكل ؟؟ .. لم أستطع منع نفسي من البكاء أكثر .. واعترفت لسارة بصدق كلامها وأنني لست من فعلت كل ذلك بل شيطاني .. لكني اعترفت لها " لكني أحتاج لرؤيته .."
"ستعذبين نفسك لاغير.. ."
" تحتاج نباتات الظل أن ترى ضوء الشمس بين حين وآخر .."
" فقط نظرة واحدة لاتدخلي معه في مواضيع أو نقاشات .. انظري إليه من خلف الباب .. ولاتدعي أي أحد يراك .. فأنت شفافة كثيرا إلى درجة أنهم سيرون مابداخلك من مشاعر .. لاتعذبي قلبك .. فلا أحد يستحق " ..
خرجت إلى سيارة عبدالعزيز .. وأخذت الأفكار تعصف بي .. عندما أذهب للمنزل الآن سيكون هناك .. قلت لعبدالعزيز هامسة
" ان طلبت منك شيء هل ستلبي طلبي ؟؟"
" أجل .. اطلبي ماتريدين .."
" أنهي الخلاف الذي بينك وبين عمتي وصافية ومنى .."
صمت لبرهه ثم قال " لماذا ؟؟ هل مللت من ايصال الطعام إلي واوامرهم ؟ "
ضحكت رغما عني .. ثم قلت " لا.. لكن . هناك فجوة قاتلة بينكم .. لا أستطيع تحملها .. أرجوك يا عبدالعزيز . نفذ طلبي .. أرجوك ."
صمتت ولم يجبني .. وعندما أوقفنا السيارة أمام المنزل .. رأيت سيارة فيصل .. كتمت شهقة كبيرة .. يا إلهي سيارته جعلت قلبي ينقبض هكذا .. ماذا سيحدث إن التقت عيناه بعيناي ؟"
قال عبدالعزيز
" لأجلك فقط سأرضخ .. وأنهي الخلاف فقط لأجلك .."
"شكرا "..
كان صوتي متحشرجا .. لايعرف أني قد انتهيت الآن بموافقته وانتهت كل آمالي وأحلامي ..
دخلت إلى الصالة بعد تردد شديد .. كانت أصواتهم قد تعالت وبان الانسجام بينهم .. عادت إلى ذاكرتي كلمات سارة .. لمحته من خلف الباب .. وأغمضت عيناي فورا من ردة الفعل التي انتابتني .. كان يجلس بقرب عمتي وهو يضحك .. تماما كما تخيلته بل وأجمل .. كانت منى تجلس بخجل هناك .. نظرت إليه وهو يضحك .. وأغمضت عيني لتبقى صورته هكذا في بالي .. اتجهت إلى غرفة النوم واستلقيت هناك .. أخرجت مسجلتي الصغيرة لأسمع ذكرى وأذوب حزنا في صوتها ..
كم كانت فرحة عمتي ومنى وصافية بزوال الخلاف بينهم وبين عبدالعزيز .. بقيت منى تبكي من الفرح .. وأدركت كم هي حساسة .وإنها تستحق فيصل .. أو .. لاتستحقه !



وأخيرا . النتائج لنهاية الفصل الأول ..
كانت نسبتي مخيبة للآمال .. لكن...لحظة .. لم تكن هناك أي آمال لأخيب.. فلم يهتم أحد .. سوى جدتي التي تقول لي دائما مايهم هم النجاح وليس النسبة .. ولكنها لاتعرف أن النسبة أهم من النجاح .. كانت نسبتي في نهاية الستين .. استنكرت صافية ومنى درجاتي ..لكني لم أهتم .

صدمت سارة ومريم ومها بدرجاتي .. فقد كانت نسبهم عالية جدا .. وكانوا يعلمون بقدرتي على تحقيق الأفضل ..
مر الاسبوع سريعا بين زياراتي لصديقاتي وبين ذهابي للمجمعات الخروج في نزهات مع عبدالعزيز وصافيةومنى ..
وآخرها كانت إلى الجزيرة .. استمتعنا كثيرا بوقتنا .. تحدثنا عن أشياء كثيرة وضحكنا كثيرا .. كانت هذه العطلة قياسا بعطلاتي السابقة هي الأفضل ..

 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
قديم 04-05-07, 09:15 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلا عنوان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

_17_

سألني عمي خالد " ما هي خططك ؟؟"
كنت طوال اسبوع أفكر في خططي .. فقلت له باقتناع "سأرتاد معهد كمبيوتر وسكرتياريه .. ومن ثم سأبحث عن وظيفه .."

"ألا تريدين انهاء دراستك الجامعية ؟"
"لا .. لا أريد الدراسة .. أريد فقط أن أعمل فقط .. "
فكر عمي قليلا ثم قال " اذا اذا تعدت نسبتك السبعين وظيفتك ستكون مضمونه لدي"
فرحت كثيرا .. ووافقت على شرط عمي ..
وبذلت جهدا مضاعفا في الفصل الثاني . .وكنت لا أفكر في شيء سوى دراستي ..
" فاطمه .. لن تصدقي . أنا حامل !"
نظرت إلى زوجة أخي منال .. وفرحت كثيرا .. قلت لها فرحة
"هل سأصبح عمة ؟؟ "
" أجل "
فرحت كثيرا أحسست أن روتين حياتي سيتغير ..

جلست بقرب مريم وساره وكانت مها قد استأذنت لتذهب إلى المنزل .. فاليوم زفاف أحد قريباتها وتحتاج إلى العوده للمنزل مبكرا لتستعد ..
قالت ساره " لاتعرفون مها .. أي حفلة زفاف تذهب لها كأنها تخصها .. "
علقت مريم " شيء جميل أن تكون لديها الرغبة والاستعداد لذلك .."
واستمرت مريم في التحدث مع سارة عن حفلات الزفاف والاستعدات بينما غرقت في حلم يقظة .. تصورت نفسي نحيلة وأن إحدى حفلات الزفاف التي يتحدثون عنها هي حفلتي وأن من سأزف إليه هو فيصل .. بوسامته الشديده وطوله الفارع .. يجلس إلى قربي وأنا في فستان أبيض يتلألأ وباقة من أزهار الربيع والتوليب الاصفر والأبيض بين يدي لا أحد هناك سواي .. وسواه ..
" فاطمه .. فاطمه .. "
عدت إلى واقعي إلى محدثتي .. كانت عينا مريم تحدقان في بغموض .. كأنها فهمت فيما أفكر .. قالت سارة
" ألم تنتهي بعد ؟"
هززت رأسي بلا .. "لن أنتهي أبدا ! "
عدت إلى كتابي بهدوء ولم تشأ أي منهما أن تجادلني في أحلامي ..يحق لي أن أحلم بما أشاء ..
مضت الشهور بطيئة .. لم يحدث فيها أي شيء سوى أنني ازددت تعلقا بمريم وساره ومها .. ولا أستطيع تخيل حياتي بدونهم ..
كانت والدتي غارقة في أنشطتها وزياراتها .. ولم أجد الوقت للذهاب إلى منزل عمتي .. فقد كان هدفي أن أحقق شرط عمي حتى لا أتعب في البحث عن الوظيفة ..
خرجت ذات ليله إلى الحديقة وكنت أمسك كتابي بيدي .. وحجابي حول رأسي ..وكان هناك .. يقف مع أخي مبارك ..
" فاطمة "
افتربت من أخي الذي ناداني قائلا " سأذهب لأرتدي ملابسي ابقي مع فيصل قليلا ! "
سألني ببساطة قتلتني
" كيف حالك فاطمة ؟؟"
" بخير .."
أكاد أقسم أن صوتي لم يكن سيخرج للحظات .. حاولت أن أركز نظراتي في كتابي .. لقد عاهدت سارة على عدم فعل ما يزيد الأمور سوءا ..
اقترب مني لينظر إلى كتابي .. كدت أفقد الوعي من قوة تسارع نبضات قلبي ..
" ماذا تدرسين ؟؟ "
أغلقت الكتاب ليرى عنوانه .. فلم يكن بي طاقه لأنطق كلمة وحده ..
" صعبه؟؟"
هززت رأسي بلا .. وكأنه شعر برفضي .. قال لي مستغربا
" لما أشعر أنك تغيرت منذ آخر مرة رأيتك .. ؟؟"
أغمضت عيني وتماسكت نفسي .. كانت صوته يحدث شرخا في قلبي لمجرد سماعه كيف بعتابه ؟؟
" لم أتغير .. مبروك .. "
"ماذا ؟"
"مبروك .. أنت ومنى .. مبروك .."
أخيرا نطقتها .. لا أعرف من أين جاءتني القوة .. لكن نطقتها .. لأنهي فصلا فاشلا في حياتي ..
قال وقد كان صمته قد طال " أتقصدين خطوبتي لمنى ؟؟ .. شكرا أشعر أنك متوترة .. لم تكوني هكذا عندما تكلمت معك آخر مرة .."
"لست متوترة .. فقط احاول أن أركز .."
وأشرت لكتابي المغلق !!
جاء مبارك وقال " لنذهب "
قال فيصل مودعا " ادرسي جيدا يافاطمه .. "
هززت رأسي ايجابا .. وتناهى إلى سمعي كلامهما
فيصل " مابها فاطمة ؟أهي حزينه أو قلقه ؟؟ ؟ "
مبارك " لاشيء .. انها فقط خجولة وحساسة جدا .. لاتشغل بالك قد تكون قلقه بسبب الامتحانات . "
التفت فيصل في تلك اللحظة ليلوح لي بوداعا .. رددت عليه بابتسامة مقتضبه ... ولوحت بيدي بدوري ... يا إلهي أنه يعلم بوجودي .... ولم أستطع كبح دموعي .. تبا للحب .. تبا للسمنه .. تبا لك يا .. قلبي !


جاءت نتيجة امتحاناتي ... جاء أخيرا حصاد تعبي طوال الاثنى عشر سنه الماضيه .. أخيرا حصلت على نسبة 72%
مما يعني أن مجموعي كان عاليا في الفصل الدراسي الثاني .. لم تكن أمي جنبي .. كانت مسافره كعادتها .. حتى جدتي سافرت لترى شقيقتها في الامارات .. لم يكن أحد بقربي سوى منال التي ازداد وزنها بسبب حملها ..
بكيت فرحا .. وحزنا لأني لم أجد أحدا لأشاركه فرحتي .. لم أستطع منع نفسي من التوجه إلى منزل عمتي واخبارها .. فرح الجميع لي .. منى وصافيه وعبدالعزيز .. وعمتي التي بكت فرحا لأجلي ...
مرت أشهر الصيف ... وازدادت علاقتي ببيت عمتي .. لكني كنت لا أذهب يوم الجمعة ... لكي لا ألتقي بفيصل .. عادت جدتي ... وأصبحت أبقى معها كثيرا .. ازدادت زياراتي لساره ومريم .. ولم ترفض جدتي ذهابي أو تعارض فقط طلبت مني ألا أذهب من غير دعوه وألا أطيل البقاء .. وأن أستقبلهن بدوري



_18_

دناءه !...ومفاجأة !

أصبحت منال لا تخرج من المنزل بتاتا .. فقد ازدادت تعبا .. وأصبحت أخواتها يأتين إلى منزلنا طوال الوقت .. ولم يكن حجابهن محكما، كثيرا ما كانوا يرمين به مجرد دخولهن المنزل ... كانوا ثلاثه هيا و هدى وندى ..يأتينا بأبهى حله ... ولا يفكرن بوجود شباب في المنزل ! ...
أتين ذات مساء . وكانت الخادمة نائمة فاضطررت لتلبيه طلب جدتي وارسال العصير لهن .. اقتربت من الباب ليصلني صوت منال
" انها تذهب أكثر من مرة في الاسبوع إلى منزلهم .. أتوقع أنها تريد ايقاع عبدالعزيز بحبالها .. سمعتها مره تتكلم إليه عبر الهاتف .. انها لاتخجل ... أجل وسمعت جدتها تقول أنه من الأفضل لها لو تزوجت عبدالعزيز فشاب طيب مثله سيرضى بنصيبه ولن يتكلم ! "
رنت ضحكات شقيقاتها بلا حياء
عاد صوت منال لتتكلم "أخبرتكن أن تأتين الساعة الرابعه وليس الآن .. خرج كل الشباب .. ولن يروا أي منكن .. لقد سمعت أم زوجي تتكلم عن رغبتها في تزويج محمد .. أرجوكن إلتزمن بالخطة التي أخبرتكن إياها لا أريد أن يتزوج أي من أشقاء زوجي امرأة غريبه .. أريد أخواتي بقربي "

لم أستطع سماع المزيد لم أكن ممن يحبون التجسس . .. انسحبت بهدوء وأخبرت جدتي بأن منال ستأتي وتأخذ العصير .. سحبت نفسي بقوة إلى غرفتي وازددت غضبا من دناءة منال وكيف تطلق عني الشائعات !! بقيت كل كلمة نطقتها تدور في رأسي .... كل قصة حبكتها بدناءتها تسخر مني !!! يا إلهي ... يا إلهي ...
أككل هذا يدور من حولي ولا أعلم ؟؟ استسلمت للبكاء لضعفي وعدم امتلاكي للجرأة في الصراخ عليها ومواجهتها في كذبها .. عبدالعزيز؟؟؟ ...يا لمخيلتكن الواسعة ...

لكنني اعتزمت شيئا واحدا ... لن أدع أي من أخواتها تتزوج بأخي ... لذا واعدت سارة ذات يوم في احد المجمعات وطلبت من محمد ايصالي .. كانت سارة تقف منتظرة قرب أحد المحلات الشهيرة .. أشرت إليها وقلت لمحمد "تلك صديقتي تستطيع الذهاب وسأعود معها .. "
نظر إليها محمد بإعجاب ..
سارة فتاة جميلة تملك من المميزاات الكثير .. بالتأكيد سأرغب بها كزوجة لأخي .. كنت قد فكرت في مريم .. لكن مريم ذكرت لي مرة عن رغبتها في السفر إلى الخارج ... وإكمال دراستها ..
قال لي " عرفيني عليها "
قلت له بحزم " إنها ليست من ذلك النوع .. "
صمت ولم يتكلم .. اقتربت منها أكثر فرافقني إلى أن وصلت إليها .. فقال باحترام "السلام عليكم "
"وعليكم "
التفت لي وقال " سأذهب .. مع السلامة "
نظرت إلى أخي الوسيم وهو ينصرف .. باحترام .. ثم نظرت إلى ساره وشعرت كأن علامة استفهام ضخمة ارتسمت فوق رأسها ..
"ماذا حدث للتو؟ "
قلت لها مفسرة " هذا أخي محمد ... "
قالت بصوت غريب " فهمت "
"ماذا فهمت يا ساره عما تتحدثين؟؟"
قالت بذكاء أدهشني " أتعرضيني عليه ؟؟ ... أترغبين في أن يتزوجني ؟"
لم أستطع الحديث من دهشتي ... لكن ساره ابتسمت .. وقالت " فعلت مها نفس الفصل معي منذ شهر .. "
" أعرضتك على أخوها ؟؟"
" لا بل على خالها ... لكني لم أرض فهو كبير بالسن .."
" ومحمد "
" لا أعرف .. لا أريد أن أعلق آمالي .لا أعرف مالذي أوحى لكن أنني أبحث عن زوج .... لكني لن أغفر لك جرأتك .. لهذا سوف تدفعين ثمن تذاكر السينما والعشاء .."
" لا أمانع "
واتجهنا لنأخذ مانتاوله خلال الفيلم ..
عدت للمنزل لأفاجأ بمحمد ينتظرني ..
" كيف حالك ؟"
" بخير وأنت ؟؟"
" لست بخير .. منذ رأيت صديقتك وأنا أفكر بها .. ابنة من هي ؟؟ أخبريني عن كل شيء عنها "
صدمت لردة الفعل السريعة التي رأيتها لدى محمد .. أخبرته كل شيء عن سارة وشخصيتها الرائعة .. والحنونة .. وأخبرته إن كان يفكر في فتاة أخرى لكنه اعترف لي بصراحة
" رأيت أخوات منال لكن لم تعجبني أي منهن ... لكن صديقتك .. شعرت أنها دخلت قلبي بسرعة .."
" حقا ؟؟ .. حب من النظرة الأولى "
" لا .. لكنني أفكر في الزواج .. على الأقل عقد القران .. لا أريد أن أفعل كما فعل مبارك الزواج سريعا .. أريد أيام الخطوبة وحفلة الخطوبة .. .. أريد أن استمتع بكل لحظة حتى يحين الزواج .."
صدمني كلام محمد وأخبرته مايجول في خاطري وذكرني نوعا ما بعبدالعزيز ..
" انك رومانسي نوعا ما.. لا بل كثيرا .. .."
" لا .. الفكرة هي أنني أحتاج على الأقل لسنة أو سنتين حتى أجهز نفسي للزواج .. حيث أنني مشغول هذه الفترة بالعمل ولدي الكثير من الدورات ولن أستقر في عملي لمدة سنة .. لكن لا أريد أن أمضي الوقت وحيدا .. أريد خطيبة .. "
" اذن سارة هي المناسبة لك تماما .. "
شعرت بفرحه من خلال قسمات وجهه .. ولا أعرف ..لكن خلال الأيام التالية حدث الكثير .. أصبحت خطبة محمد لسارة رسمية ..لم يمانع أبي أو جدتي التي أثنت على خيار محمد كثيرا خصوصا أنها تعرف سارة ورأتها أكثر من مرة .. وكانت أمي توافق جدتي رغم أنها لاتعرف ساره كثيرا !
أما أنا ففي قمة الفرح .. !! ...ستصبح صديقتي الرائعه سارة بالقرب مني ... وسأغيض منال !!

**********
كنت في غرفة سارة أحدثها عن محمد .. قالت بتردد ..
" لكني .. أشعر بتردد وقلق .."
حاولت تهدئتها " لماذا .؟؟ محمد لايريد الزواج الآن .. يريده بعد سنه أو سنتين .. ستتعرفان على بعض جيدا ... "
" أريد فعلا أن أكون بقربك .. وأشعر أن محمد يشبهك "
صرخت "ماذا ؟؟أتقارنين بين محمد وبيني ؟؟ محمد رشيق ووسيم شخصيته رائعه .. "
" هذا ما أقصده .. إن شخصيته يجب أن تكون جميلة كشخصيتك أنت .. أعتقد أنه حساس أيضا ! "
"حساس ؟؟ "
" أجل فأنت حساسة ورقيقة كثيرا "
" لا أعرف .. إن كان حساسا .. لكن شخصيته قوية جدا لدرجة أنه إذا لم يعجبه شيء يبين هذا وبقوة .."
" لادخل لهذا بذاك ... أنا فتاه طائشة أخاف أن أفعل شيئا يجرحه ..أو ..يسيء إليه "
"ساره ؟؟كلامك يحيرني .. عندما تتزوجان ستصبحان شخصا واحد .. وستتقبلان تصرفات بعضكما وعيوبكما .. فلايوجد أحد كامل .. وستبنيان امبراطوريتكما الصغيرة بغباءكما وحكمتكما ومشاكلكما وحبكما ..ستكونان قريبين من بعضكما البعض .. وستزول كل الحواجز .. "
ابتسمت سارة . وقالت " مايريحني .. أنك ستكونين موجوده .. بالقرب مني .يا أفلاطون !."
ابتسمت ووضعت ذراعي على كتفها " أجل لن يفصلنا سوى غرفتين .."
********

 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
قديم 04-05-07, 09:16 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلا عنوان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

_19_


مرحلة جديدة ...
_________

أنهيت دورة السكرتارية . والكمبيوتر. شعرت بتغير كبير في حياتي .. ذهبت لمكتب عمي في وزارة الخارجية . وكان قد جهز لي وظيفتي .. ذهبت لأبدأ مرحلة جديدة في حياتي .. دخلت إلى مكتب عمي عبر سكرتيرته (شيرين ) ..
"أهلا .. أهلا .. بابنة أخي العزيزة .. أنا على وعدي .. لكن .. يجب أن تثبتي نفسك ."
شعرت بالخجل من ترحيبه " شكرا يا عمي .. إني فرحه لأنني سأعمل معك ... هنا ... "
جلست بعدما سلمت عليه .. قال بسرعه
" لدي عمل الآن .. لاتخيبي ظني بك ... أريد منك أن تستلمي السكرتارية بدل شيرين .."
أصبت بالهلع وخفت أنني قد تسببت في طرد شيرين
" وشيرين؟؟ "
"ستنتقل لفرع آخر بالقرب من منزلها كما طلبت مني .. لكنها لن تنتقل حتى تعلمك كل العمل الذي تحتاجين لتعلمه .. لدي الآن مراجعات ومعاملات .. اذهبي لشيرين واجلسي في المكتب المقابل لها .. ستبقى هي لمده يومين .. "
شعرت بالإرتياح وتمتمت بسعادة " شكرا يا عمي .. "
... قال مصححا لي بجدية " أستاذ خالد "
فهمت اصراره على الرسمية بيننا فقلت بهدوء " عن اذنك أستاذ خالد .. "
خرجت وأنا أشعر بطموح غريب .. سأثبت نفسي .. ولن أدع عمي يستطيع الإستغناء عني .. عدت لشيرين .. مددت يدي لأصافحها كبداية لتعارفنا" أنا فاطمة .. السكرتيرة الجديدة .. "
ردت بابتسامة مشرقة
" تشرفت بمعرفتك ... "
خلال الثلاث ساعات التالية عرفت الكثير عن عمل عمي ...وأوراقه .. ومن حسن حظي أن لغتي الإنجليزية جيده جدا فقد اكتشفت أن معظم مراسلات عمي تكون بين مكاتب خارجية من كل الدول أسبانيا وأمريكا وبريطانيا ... وعرفت نفوذ عمي الكبير في هذه الوزارة ...
ـ أتعبت يا فاطمة ؟؟
نظرت إلى شيرين التي بدت صغيرة في العمر رغم الشعيرات البيضاءالتي تخللت شعرها الكستنائي ...
" لا بالعكس .. إنني مذهولة فقط لم أتوقع أن أبدأ بهذه السرعة .." .
نظرت إليها وتجرأت على سؤالها " كم عمرك شيرين .. ومنذ متى تعملين لدى عمي "
أجابت في خبث "أهم الأشياء التي لاتسأل المرأة عنها ... عمرها .. لكني أقول لك أنني لوتزوجت وأنا في عمرك الآن .. لأصبحت لدي فتاة في عمرك .."
انها في منتصف الثلاثينات إذن .. فقالت متابعة حديثها " أعمل لدى عمك منذ عشر سنوات تقريبا .. انتقلت معه خلال ترقياته كان لايثق بأحد سواي .. "
" اذن لماذا الآن ؟؟ "
كانت تفهم معنى كلماتي ماسبب رحيلها .. لم يقنعني عمي بقوله أنها تريد عملا بقرب سكنها .. هناك سبب آخر
نظرت إلي شيرين وقالت " لسببين .. الأول .. أنه وجد أخيرا شخصا يثق به كثقته بي .. والسبب الثاني .. سأحتفظ به لنفسي .. "
شعرت أن هناك لغزا لاتريد شيرين الكشف عنه .. لكن لايحق لي السؤال .. شعرت بالخجل من نفسي وفي نفس الوقت بالإطراء .. أن عمي يثق بي ..ولم أعمل لديه بعد .. سأثبت استحقاقي لثقته ..طرق الباب فنظرت . كان يقف هناك الطيف الذي حاولت نسيانه طوال الأشهر التي مضت يقف أمامي وقد اعتلت الدهشة وجهه ..كما اعتلت المشاعر قلبي من جديد
" السلام عليكم ...فاطمة ماذا تفعلين هنا ؟"
توقف قلبي لحظات من نظراته وسؤاله ..وشكرت الله أن شيرين أجابت عني
" أنسيت يا فيصل ؟؟ ستحل محلي .."
" ماذا ؟؟ .. هل الأستاذ خالد موجود ؟؟ "
شعرت بغضبه من فكرة عملي لدى عمي وبان الإستياء على وجهه للحظة شعرت أنني احدى بطلات الروايات الرومانسية .. حيث يغار البطل على حبيبته و .. عدت للواقع ووجدت نفسي أحدق في الأوراق التي أمامي وفيصل يقف هناك منتظرا خروج شيرين .. من مكتب عمي ..
وشعرت بغباء لانهاية له !إلى أين قادتني أفكاري؟؟ كيف أمكنني أن أعود إلى هذا كله بعدما قررت الانتهاء من هذه الأوهام ؟؟ نظر إلي نظرة اخترقتني وقال بلامبالاة " متى ستعملين هنا ؟"
خرجت الكلمات من فمي بصعوبة " اليوم ..بدأت "
شعرت بالخوف .. نظراته كانت غاضبة أنه يعارض فكرة عملي هنا بالتأكيد ..
خرجت شيرين وابتسامة عريضة على وجهها
" تفضل .."
دخل فيصل وأغلق الباب خلفه .. نظرت إلى شيرين " ماذا يعمل فيصل هنا ؟؟ "
"فيصل ... انه مدير المكتب"
توقف قلبي للحظات .تذكرت أن هيا ابنة عمي الصغيرة أخبرتنيس مرة أنه يعمل مع عمي ..كيف نسيت ؟؟ . الحماس الذي بدأت اليوم به بدأ يتلاشى .. هل هذا يعني أنني سأراه كل يوم ؟؟ جزء من قلبي رقص .. وجزء آخر بكى ..
خرج فيصل من المكتب متجهم الوجه .. وقال " فاطمة هلا أتيت إلى مكتبي "
لكن عمي خالد خرج من المكتب وقال بلهجة جاده " فيصل .. انتهينا من هذا النقاش يا فيصل .. فاطمة عودي لعملك .. "
صمت فيصل وغادر المكتب غاضبا .نظرت إلى عمي أبحث عن إجابه فابتسم بود أراح قلبي .. وقال " تعالي .. "
تبعته إلى داخل المكتب .. وجلست على الكرسي للمرة الثانية اليوم
قال ساخرا " تعرفين .. شباب اليوم .."
" لم هو غاضب ؟"
"لا عليك منه .. وإن وجه لك كلمة واحده ... أخبريني بدون تردد .."
إذا .. هي غيرة الرجل الشرقية ... لايريدني أن أعمل في نطاق عمله .. لايريدني أن ...أن ماذا ؟؟ يا لأفكاري السخيفة ..
انتهى اليوم الأول عدت للمنزل أريد فقط أن أحدث سارة وأخبرها عما حصل معي .. طلبت رقمها فوجدته مشغولا .. ابتسمت وشعرت بالغيرة.. منذ عقد قرانهما .. سارة ومحمد يقضيان الوقت في الحديث الدائم ...شعرت أنه أخذها مني .. كنت دائما أجدها عندما أحادثها .. اتصلت بمريم .. التي ستسافر ثانية بعد أسبوع ..
" مرحبا "
"أهلا ... للأسف فاطمة لا أستطيع محادثتك الآن.. لدي مقابلة وسأذهب إليها .."
"مقابلة ماذا ؟؟"
" لا أعرف ... بالضبط لكني مضطرة للذهاب فقد تأخرت .. سأحادثك قريبا .."
أغلقت الهاتف وأنا أشعر برغبة قوية في الصراخ .. أريد أن أحدث شخصا ما عما في داخلي من أعاصير .. أعدت طلب رقم سارة .. لايزال مشغولا .. تبا .. عما تتحدثين أنت ومحمد كل هذا الوقت ..
شعرت بغضب وغيرت ملابسي ونزلت لجدتي لأجلس معها قليلا ..
عدت بعد نصف ساعة لغرفتي ..وطلبت رقم سارة .. لكنه لايزال مشغولا .. طرقت الباب الخادمة .. وأخبرتني أن هناك من يريد الحديث معي .. رجل ..
ارتديت حجابي ونزلت مستغربة من يكون .. دخلت الصالة كان يجلس لوحده .. والغضب يشع من عينيه جعلني أرتجف
"السلام .."
لم أكمل السلام حتى هب واقفا غاضبا
" ماهذا يا فاطمة ؟؟ لم تجدي مكانا للعمل سوى في مكتب عمي ؟؟ هل انتهت الوظائف ؟؟ألا تملكين أي ......"
تراجعت بخوف إلى الوراء وعرف هو أنه أرعبني بصراخه .. فإعتذر " لا أقصد أن أخيفك .. لكن .. ماذا تفعلين ؟؟؟ "
لم أعرف بما أجيبه ...إلتزمت بالصمت.. لا أريدأن أترك العمل .. وفي الوقت ذاته أريد أن أرضي فيصل بشتى الطرق .. لم أستطع أن أنظر إليه ولم أستطع تحمل الموقف فإنفجرت بالبكاء كطفلة صغيرة لاتعرف ماذا تفعل !...
"لانبكي فاطمة .. أرجوك لاتبكي .. لا أقصد أن أصرخ ..رجاء يا فاطمة رجاء .. "
استمراري بالبكاء كان رغما عني ... قال بلهجة هادئة جعلتني أبكي أكثروأكثر "لما لاتكملين الجامعة؟؟ لم لاتعملين في مدرسة ؟؟ عملك في مكتب عمي سيجلب المشاكل للجميع .."
لثانية نسيت كل آلامي ونسيت كل دموعي وفكرت باستغراب أيه مشاكل ..
لم يجبني انما قال بجدية وهو يقف ويبدو أن دموعي جعلته يتراجع عن موقفه " ان شئت الإستمرار ... فعليك ألا تغادري المكتب .. إن أردت شيئا إطلبيه مني .. لاتختلطي بباقي الموظفين لأجل مصلحتك .."
خرج وتركني في دهشة وذهول ... عدت لدموعي وركضت إلى غرفتي ... لا أعرف ماذا أفعل .. بكيت كثيرا .. ولكني خرجت بقرار لارجعة عنه " سأكمل العمل في مكتب عمي "
سأعانده ... لا لشيء ..فقط لمجرد العناد !
عدت اليوم الثاني إلى المكتب .. وجدت شيرين تنتظرني ..
"صباح الخير "
"صباح الخير ... سنبدأ اليوم في طريقة ترتيب الملفات .."
بدأت العمل مع شيرين وأنا أحاول أن أركز في ماتقوله ..
لكن كنت أنظر إلى الباب بين حين وآخر .. أخشى من نظرات فيصل وغضبه .. أو ربما أترقب دخوله بكل لهفة .. !
لكن مر ذلك اليوم دون أن أراه ...
وكذلك اليوم الثالث ..
غادرت شيرين واستلمت العمل بصفة رسمية .. وأصبحت مجتهدة في عملي .ولم أستطع محادثة سارة طوال الأيام الماضية..

كنت أطبع كتاب طلبه عمي مني على الكمبيوتر عندما دخل أحد الموظفين
" هل الأستاذ خالد موجود؟"
"لحظة"
دخلت إلى مكتب عمي أحمل الكتاب الذي طلبه وقلت له
" مساعد المدير عبدالرحمن ..يود مقابلتك "
"أجل .. أرسليه إني أريد أن أحدثه لاتدخلي أحدا ...."
خرجت وأخبرته أن عمي ينتظره . جلست على مكتبي أنهي أعمالي من خلال الكومبيوتر عندما دخل فيصل يحمل ملفا بيده ..أخيرا .. رأيته .. لكني تصرفت ببرود وكنت أعمل على الكومبيوتر بتركيز مزيف ..
"هل هو لوحده ؟"
رفعت رأسي وقلت " إنه يجتمع مع مساعد المدير عبدالرحمن "
توجه نحو باب المكتب ليدخل لكني لم أستطع منع نفسي " لحظة "
"ماذا "
"يجب أن أعلمه بحضورك "
ارتسم الغضب على ملامح وجهه .. وقال وهو يحاول أن يتكلم بهدوء " أنا مدير المكتب .. وحضوري مهم .."
قلت وأنا أحاول التظاهر بأني غير مهتمة بغضبه " طلب مني الأستاذ خالد عدم دخول أي شخص ..انتظر لدقيقة .."
رفعت السماعة ورد علي عمي " نعم"
" أستاذ خالد مدير المكتب السيد فيصل هنا "
" كنت سأطلبه .. أدخليه "
"حاضر .."
إلتفت بثقة إلى فيصل وقلت " تفضل "
نظر إلي نظرة نارية تحمل الكثير من الغضب والحقد ودخل إلى المكتب .. لكني عدت إلى عملي وحاولت تناسي نظرته تلك ..
ولكنني للأسف لم أنسها !!
خرج عبدالرحمن وذهب وبقي فيصل .ثم خرج بعد دقائق ونظر إلي . كأنه أراد أن يوبخني لكنه عدل عن ذلك وخرج.. فتح عمي الباب وقال بمرح " تعالي أيتها القطة المشاكسة .. "
ضحكت .. ودخلت قال لي "ماذا فعلت بفيصل "
"لم أفعل شيئا ..طلبت مني ألا يدخل أحد ولم أسمح له بالدخول دون إذنك "
"إنه فيصل ..مدير المكتب ... عندما يحضر مرة أخرى أدخليه ..فأنا أثق به كثقتي بك ..."
"آسفة "
نظر إلي بود وقال مبتسما
"لا ..لا تتأسفي .. يسرني أن يغضب فيصل بين فترة وأخرى ..أحب أن أتسلى برؤيته ينفث النار .. "
" يبدو أنه كان كتنين هائج مؤخرا !"
قلت هذا بعفوية فإنفجر عمي في الضحك ابتسمت بدوري فقال عمي.. "لم أكن أراه مؤخرا سوى غاضب ... أيتها القطة المشاكسة .. لنذهب للمنزل .. أصبحت الساعة الثالثة عصرا .."
" حسنا "
وفي الطريق إلى السيارة قال عمي بمرح " أتودين الذهاب معي إلى بيت عمتك أم عبدالعزيز ؟"
" أرغب في هذا "
وكنت أرغب في هذا فعلا ..فلقد اشتقت إلى صافية ومنى .. وعمتي ..وعبدالعزيز ..
وصلنا إلى المنزل بعد أن مررنا بإحدى المطاعم وحملنا غداءنا معنا .. كنت أحب حنان عمي خالد .. كان لايتوانى عن عناقي والدخول معي في أحاديث شيقة .. وودت كثيرا لو كان والدي بهذا الحنان ..كانت فرحة عمتي لاتوصف برؤيتي وعمي خالد ...لم يكن عبدالعزيز موجودا .. لكن قضينا وقتا ممتعا في الحديث مع عمتي وعمي .. ودخلت إلى غرفة منى التي قالت لي بهدوء " هل رأيت فيصل ؟"
"أجل .. "
" انه غاضب من عملك ..يقول أنه يرفض أن تكون ابنة عمه تعمل في مجال مختلط .بين رجال غرباء .لكني تشاجرت معه ..ان هذا سخيف ..انك تعملين مع عمي ..ومعه ..لايحق له بالغضب .."
لذت بالصمت ولم أعرف ما أستطيع القول .. أنزلت رأسي وقلت
" هل لازلتما متشاجران ؟"
قالت منى "لا .. لكنه لم يعد يكلمني في الموضوع وهو ما يخيفني ..لا أعرف ما رأيه "
قلت لها " لازال غاضبا ..وخصوصا بعدما حدث اليوم "
سألتني منى " ماذا ؟ ماذا حدث "
أخبرت منى بما حدث ولم تعلق .. لكني لا أعرف لماذا كنت أشعر بغضب شديد .. خرجت إلى حيث يجلس عمي وعمتي وكان عبدالعزيز قد انضم إليهما ,,,قال لي "ما أخبارك .؟"
" بخير .."
كان عمي وعمتي يتناقشان في موضوع جانبي بينما جلس عبدالعزيز بقربي وقال " أخبار عملك الجديد "
"رائع "
"رائع ؟؟ "
" رائع "
أكدت له ذلك بإبتسامة .. فقال "ماذا حدث لكوفي عنان ؟؟"
قلت "بعض الأحلام ..تبقى مجرد أحلام"
ابتسم وقال " أكملي دراستك ..أرجوك .."
قلت بعزم وتأكيد " لا .،...يعجبني عملي "
"لكنه لايعجب فيصل .."
كأنه كان يدرس ردة فعلي فقلت له في لامبالاة مصطنعة " لا يهمني ..فيصل .. مايهمني أن عمي يثق في قدراتي "
قال بسخرية "لكنك في السابعةعشرة !"
لم أرد أن أجيبه ..لكن نطقت عفويا " يحق لي أن أفعل ما أريد "

كعادته ..يعرف متى بالضبط أغضب ومتى يغير الموضوع فقال لي في مرح " ألن تباركي لي ؟؟ لقد خطبت لي صافية إحدى صديقاتها "
لا أعرف مالذي إعتلاني من مشاعر غريبة لكن قلت له " حقا ؟هل أنت صادق فيما تقول ؟؟"
قال لي في خبث " لا إني أكذب "
لم أستطع منع نفسي من لكمة بخفة على كتفه .. لكنه لسبب ما خلق لي أسئلة كثيره كرهت أن أفكر بها..
قال سائلا إياي " ماذا كان شعورك .."
"لا أعرف ..تفاجأت .."
لا أعرف معنى نظراته .. لكنه ابتسم ..
عدت ذلك اليوم إلى المنزل وبقيت اتحدث مع سارة على الهاتف طويلا ..حتى دخل محمد وغضب مني وقال
"دعيها تغلق الهاتف ..أريد أن أحادثها "
قالت سارة " أخبريه أني لن أحادثه طالما هو بهذا العناد "
"أي عناد .."
"أخبريه وحسب "
إلتفت إليه ونقلت له الرسالة فقال بغضب
" لن أرضخ لرأيها أخبريها هذا .."
خرج من الغرفة بغضب وعدت لها "مابكما ؟"
قالت " يريد أن نتزوج في الصيف ..وأنا أريد الزواج في الشتاء ! "
" جيد .فليكن في الخريف أو الربيع ...كلا خياراتكما سيئة "
"أنك على حق يا فاطمة ..."
" يالكما من زوجين "
قالت لي "فاطمة ..لم لا تتبعي حمية ريجيم حتى تفاجيء الكل في حفل زفافي "
لم أجبها نظرت إلى نفسي في المرآة ..وتذكرت ماحدث في زفاف أخي مبارك .. ملأتني الأحاسيس الغامضة ..تذكرت نظرات فيصل ...فقلت تلقائيا " حسنا !"

 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
قديم 04-05-07, 09:16 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلا عنوان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


-20-
ريجيم ..........
ـــــــــــــــــــ


لازلت أتذكر صراخ سارة وسعادتها بقولي ..ومازلت أتذكر صمتي وتفكيري العميق ...
واستيقظت في اليوم التالي على رنين الهاتف نظرت إلى الساعة كانت الخامسة صباحا ..
هلعت ...وقفزت بسرعه "ماذا ! ماذا"
" صباح الخير فاطمة ..هيا ..لقد بدأت اليوم مرحلة جديدة ."
"سارة ؟؟ ماذا ؟؟"
كنت لا أزال أرتجف وكان صوت سارة كان باردا كالثلج منذ الصباح ..جاءني صوتها بكل ثقة ..
" جدولك لهذا اليوم .. اذهبي للمطبخ تناولي عصير برتقال فقط من دون سكر..ثم انتظريني عند الباب ..وارتدي ملابسك الرياضية أسفل عباءتك .."
لم أستطع سوى ترديد " ماذا ؟؟ماذا ؟؟"
أغلقت سارة الهاتف وأنا لم أستوعب بعد ماقالته ..عدت للنوم ..لكن لم تكن لدي أي رغبة للعودة للأحلام .ذهبت لأغسل وجههي وأغسل أسناني وأصلي صلاة الصبح ..
وبعد انتهائي توجهت للمطبخ وكنت قد ارتديت ملابسي ..سكت كوبا من عصير البرتقال .. كانت الخامسة وعشر دقائق ..وجدت جدتي تقف وهي مستغربة ..
"ماتفعلين يا فاطمة في هذا الوقت ؟"
" لاشيء .."
"إلى أين ذاهبة؟"
" أتوقع للرياضة مع سارة .. "
"في هذا الوقت ؟"
قلت باستسلام "لاتسأليني ..إنها سارة "
ابتسمت جدتي وسألتني "هل صليتي الفجر؟"
"أجل .."
عات لغرفتها تاركة اياي أواجه عصير البرتقال المر الذي أمامي .. وكم وددت أن أتناول فطورا شهيا .. ثواني واستمعت لطرق الباب توجهت لأجد سارة تقف وهي مبتسمة " لنذهب !"
"أين "
"لنمشي لمدة ساعة ..هيا .."
لم أتحدث معها طوال الطريق لثقتي بأنها متحمسة كثيرا للفكرة عكسي ...وصلنا برفقة السائق إلى شارع جانبي ..نزلت وأنا صامته ..وأخرجت ساره قنينة ماء وأعطتني إياها وقالت ...
"طول هذا الشارع 2 كيلو متر ذهابا وايابا ..سأجلس في السيارة وأدرس ...لدي امتحان بعد ساعتين ...لكني سأتبعك مع السائق في السيارة .. لا تخافي ..خذي .."
وأعطتني جهاز تسجيل صغير ..وقالت "بعض أغاني الروك لكي تزدادي نشاطا ! "
صرخت بعدما استوعبت حديثها "لوحدي ألن تمشي معي ؟؟"
قالت في هدوء "لا ... لا أحتاج للرياضه ..فجسدي مناسب ..اقطعي الشارع ذهابا وايابا لمده ساعه .. لكي نذهب .. "
أمسكت بقنينة الماء ووضعت المسجل على أذني وبدأت بالمشي ..استحملت أول ربع ساعه ..ثم بدأت بالصعب .. شعرت أن جسدي يصرخ بي قفي ...كل عضلاتي بدأت بالإنكماش ...فالرياضة عدوي اللدود ...وشعرت أن كل عضو من أعضاء جسدي يتهمني بالخيانه ..أردت أن أتوقف ..لكني لم أستطع .. بعد ربع ساعة أخرى شعرت بتعب شديد .. يا إلهي سأموت .. أريد الإتجاه إلى السيارة لكن سارة وقفت بعيدا .. حركت قدمي بتعب .. أريد الوصول فقط الوصول ,,فالمشي السريع أهلكني ..اتجهت للسيارة فنزلت سارة ونظرت إلى الساعه وقالت " بالنسبة لأول يوم ..سأجعلك ترتاحين .."
وددت أن أخنقها بأصابعي ... جلست بالسيارة ...وعندما وصلنا للمنزل ..رفضت النزول ..لا لسبب معين ولكن لأن قدماي خذلتني بشكل مريع فهي تؤلمني بشده ! ..
لا أعرف كيف وصلت إلى غرفتي في الطابق الثاني ..لكني أعرف أنني استغرقت وقتا طويلا لأنقل قدمي في كل خطوة ..وبعد حمام منعش استرخيت ...لا أريد الحركة ...نظرت إلى الساعه تكاد أن تصبح السابعه ..أرغمت نفسي مجددا على الوقوف وارتداء ملابسي والتوجه للعمل وأنا أكاد أبكي !
شعرت بعظامي تكاد تتفكك .. والجوع استبد بي ..لكني وعدت سارة ألا أكل سوى ما سترسله لي كإفطار .. وعند الساعة العاشرة دخل الفراش ليعطيني كيسا صغيرا .. كان به حليب أبيض ووقطعة خبز صغيرة محشو بجبنه بيضاء ...غضبت كثيرا لكن لجوعي الشديد تناولت ما أرسلته سارة .. وبينما أنا أتناول فطوري دخل فيصل وهو ينظر إلي نظرات لامبالية ودخل لعند عمي فورا ..سقطت الساندويش من يدي . ولملمت ما أمامي بيأس ...ووضعته جانبا ... كانت نظرته نظرة ازدراء أكثر منها لامبالاة .. ولكني
قررت في قرارة نفسي " سأبهرك ..وسأجعل نظرتك هذه تتغير إلى العكس تماما .."

عدت للمنزل .. لاجد الخادمة قد وضعت لي غداء وهو عبارة عن عصير برتقال ودجاج مشوي وصحن سلطة وكوب زبادي خالي من الدسم ..لم يكن هناك خبز لم يكن هناك أرز ! ابتلعت دهشتي ..وتناولت برفق ما أمامي ..وكل ثانية وأخرى ..أرى طيف فيصل بتلك النظرة .. فأكره الأكل أكثر وأكثر .. أتركه لدقيقة ..ثم أعود لتناول القليل ... رميت بجسدي على السرير ..وغبت في نوم طويل مزعج حيث كل عضلة من عضلات جسدي تؤلمني ..
أود أن أقول أنه مرت سته أشهر وأصبحت نحيفة جدا ورشيقة ..وجميلة وانتهى العذاب ..ووووو....


لكن ما أسهل الكلام ..وما أسهل الخيال ...استيقظت على رنين الهاتف في اليوم التالي ..كانت سارة ... إرتديت ملابس الرياضة بتكاسل ... وأعدت نفس الموال وخرجت معها .. وسارة تتفادى الحديث معي .. لكنها أخيرا نطقت ..وكانت كمن صمت دهرا ونطق كفرا ..
" سجلتك في نادي رياضي .. ساعة من الإيرووبيك يوميا لمدة خمسة أيام في الأسبوع "
وصمتت ...تجاهلت ردة فعلي ورفضي ... تجاهلت التعابير التي ارتسمت على وجههي ..وقالت دون أن تنظر إلي وهي تنظر إلى كتاب من موادها الدراسية
" اشكرينني لاحقا .ستبدأين اليوم كوني جاهزة عند الساعة الخامسة .."
"لكني أحتاج لوقت راحة بعد عملي "
قالت بجدية " لا .. الراحة هي عدو الريجيم الأول .. ليعتاد جسدك على التغير الجديد يجب أن تجبريه .. "
ولم تزد حرفا .. كي لا ندخل في نقاشات لاطائل منها...
ذهبت للعمل وأنا مليئة بالسخط والتعب والإرهاق ...وجدت على مكتبي جهازا لم يكن موجودا من قبل ..إنه جهاز تمزيق الأوراق ..
طرقت الباب ودخلت لأجد عمي جالسا ..
" صباح الخير .."
"صباح الخير يا فاطمة ... "
" مبكر اليوم يا عمي .."
" لدي أعمال ...لم أنته منها في الأمس ."
خرجت بعد أن استأذنت أحضرت لعمي كأس الشاي الذي يحب استفتاح الصباح به ..
" عمي .. لم جهاز تمزيق الأوراق ؟؟ "
رفع رأسه من بين ملفاته وقال " توجد بعض الأوراق سرية للغاية ولايجب أن تخرج من مكتبي سوى إلى سلة المهملات .. الجهاز لمكتبي هنا .. لكن أردت أولا أن أجهز له زاوية .. "
لم أعلق واتجهت إلى الباب لأخرج لكن عمي استدرك حديثه قائلا
" هل تعرفين كيفية تشغيله ؟؟"
" أجل .. "
كنت قد تدربت نظريا على كافة أنواع أجهزة المكتب في دورة السكريتاريه ..
فتحت الباب لأفاجأ بفيصل أمامي ..ليخطف نفسي برائحة عطره المركز ونظرته الغاضبه .. ابتعدت عن طريقه لأسمح له بالدخول .. وذكرت نفسي بوعدي ... لن أسمح بأي تخاذل أو... مها يكن ..
دخل دون أن يلق نظرة علي .. يجب أن أهين نفسي أكثر .. خرجت وذهبت لمكتبي .. وشيء واحد ليس على مايرام ..وهو قلبي ..
حاولت أن أشغل نفسي بترتيب المكتب ...لكن هناك شيء ما في داخلي يئن ...
خرج بعد دقائق .. وحمل جهاز تمزيق الأوراق إلى الداخل ..
لقد بدأت جديا أفكر بترك العمل .. لكن لم يهن علي ترك عمي بعدما فرط في سكرتيرته المخلصة ..
خرج مرة أخرى وألقى بخطاب وقال لي
" أعيدي كتابته ووجههيه إلى الوزير بعد أن يمضي عمي عليه ..بسرعه .. سآتي بعد عشر دقائق وأجده منتهيا ..
كان الخطاب بخط يد فيصل .. كلماته غير مفهومه سريعه و خطه في الواقع قبيح !
استلمت الكمبيوتر وبسرعة أنهيت الخطاب وطبعته .. وأرفقته بالمسوده وذهبت به إلى مكتب عمي ... الذي راجعه بسرعه وأقره ثم قال
" هيا لنجرب الجهاز .. مزقي المسوده من خلاله .. "
ابتسمت .. وبعد دقائق أنهيت ماطلبه عمي وأرشدته إلى الطريقه الصحيحة لإستخدام الجهاز ..
ثم طلب مني عمي ارسال الخطاب إلى الوزير .. ففعلت ..
بعد دقائق جاء فيصل غاضبا إلى مكتبي وقال
" لم مزقت المسوده وكيف أرسلت الخطاب دون تريني إياه ."
شعرت بمدى غضبه وقلت له " إسأل عمي .. سيجيبك .."
دخل إلى المكتب .. وسمعت صراخ فيصل ... وصوت عمي الغاضب ..
خرج عمي بعد دقائق ..
" فاطمة تعالي "
شعرت بوجود مشكله .. كان عمي غاضبا لكن ليس كغضب فيصل ..الذي بدأ في الصراخ علي
" كيف ترسلي الخطاب .؟؟ وتمزقي المسوده الوحيده .."
قال عمي غاضبا من أسلوب فيصل " أنا من طلبت منها ذلك كف عن توبيخها "
قال فيصل " أحتاج لنسخة عن الخطاب ... ضروري ..."
قلت أخيرا " لدي نسخة ."
نظر عمي إلي مرتاحا وفيصل مندهشا وصرخ " ولم لم تقولي ؟؟ "
قلت مدافعة عن نفسي " أني أحتفظ نسخة عن كل شيء أرسله بتاريخه والمستلم على جهاز الكمبيوتر .."
فوجئت بغضب فيصل يزداد ..
" ماذا ؟؟ إن هذه أسرار حكوميه تضعينها على جهازك هكذا ؟؟"
قلت وقد استبد الغضب بي " أنني أحمي الجهاز بكلمة سر .. "
صمت هو وابتسم عمي قائلا
" لا داعي لغضبك ..لقد حل كل شيء ..فاطمة خذي كأس الشاي ...و انسخي له من الخطاب نسختان ليطمئن عقله المريض!.. "
نظرت إلى الشاي ووجدته كما هو
"لم لم تشرب الشاي ياعمي ؟؟؟"

وقبل أن أجيب صرخ بي فيصل غاضبا" هذا ليس وقت الحديث .. هيا .."
خرجت حانقة من فيصل واتجهت للجلوس على مكتبي والشاي كان بيد .. فتحت الجهاز وأردت ادخال كلمة السر لكني فوجئت بشخص يقف بالقرب مني ..شعرت بأنني قد شللت تماما !
" هلا ابتعدت ؟ أريد أن أكتب كلمة السر "
قال بهدوء "لهذا أقف هنا .. أريد معرفة كلمة السر حتى لا أواجهه موقفا مشابهها في غيابك "
"لا ؟؟.لا ..لن أعطيك كلمة السر ! "
" لن أتحرك من هنا حتى أعرفها "
لم يكن لخوفي داع في موقف مشابهه .. لكن في هذا الموقف بالذات كانت أصابعي ترتجف وعقلي محتار .. وقد شعرت بإحراج شديد .. لا لشيء سوى أن كلمة السر ستضعني في موقف محرج !!
لا أريده أن يرى كلمة السر .. فكلمة السر هي اسمه (فيصل )متبوعا بكلمة إلى الأبد !!!
قلت بارتباك " لا.."
قال بثقة " لن أتزعزع من مكاني حتى أعرفها .."
شعرت بحيرة كبيرة وخانني التفكير .. ولم أجد حلا سوى ...
كأس الشاي الذي بقربي .. ولم أستطع منع نفسي سأتحمل العواقب ..سأتحمل صراخه وغضبه ..وسأتحمل حتى توبيخ عمي لي ...رميت بكأس الشاي على ملابسه بحركة بدت كأنها عفوية فصرخ وقفز إلى الخلف ..فطبعت كلمة السر بسرعة كبيرة .. وأغمضت عيناي لإرتياحي من التخلص من هذا المأزق واستعدادا للدخول في مأزق أكبر ..
رأيت عيناه استحالت إلى اللون الأحمر .. وكما قال عمي مرة إنه ينفث النار !! لم أستطع كبح ابتسامتي !! ولم أكلف نفسي عناء الإعتذار !
نظر إلي ولم ينطق بكلمة واحده ..دخل إلى مكتبه ...وطبعت نسخا من الخطاب .. وغيرت اعداادات كلمة السر إلى اسم صديقتي ساره ..
خرج بعد لحظات من مكتبه .. صدمت عندما رأيته بملابس جديده ..أين ذهبت بقعة الشاي الكبيرة ؟؟ قال بصوت يملأه الغموض
" يوما ما .. سأجد طريقة لأجعلك تبكين ألما ! "
ارتجفت ركبتاي ..واختفت الإبتسامة التي رسمتها على وجههي ..وبدأ عقلي في الكلام .." لقد فعلت .. لاتحتاج لطريقة لتؤلمني .. فبسببك ينزف قلبي حبا مستحيلا !.."
لم أستطع كبح دمعتي .. فأنزلت رأسي وادعيت انشغالي بما أمامي ، دخل لمكتب عمي لدقائق ثم عاد .. وقال وهو يشير لمكتب عمي وهو في طريقه للخروج
" يريدك "
لا أعرف كيف وقفت .. واتجهت بكبرياء إلى مكتب عمي الذي قال لي مبتسما
"من حسن حظك أنه يملك ثوبا في مكتبه .. فهو يبيت هنا في بعض الليالي ... "
قلت مستغربة " لم ؟؟"
قال عمي بثقة " ينتظر بعض الخطابات الهامة عبر الفاكس والتي لاتأتي سوى في وقت متأخر .. بسب فارق التوقيت "
جلست أمام عمي واستمعت إلى مايريد عمله اليوم ورتبت بعض مواعيده .. عدت للمنزل لأفكر بتعب بأحداث اليوم ..
أغمضت عيناي بعد أن تناولت الطعام الخالي من الطعم ! المسمى بطعام الريجيم .. ثم استيقظت فزعة على صوت الهاتف
"ألو .."
" هيا .. اخرجي .. ستصبح الخامسة "
"ماذا ؟؟"
"النادي هل نسيتي ؟؟ إني أنتظرك في الأسفل "
لم أستطع الإحتمال فبدأت في البكاء بعدما أغلقت الهاتف ..إنني متعبة كثيرا .. وللتو أتيت .. نزلت وأنا أرتدي ملابس الرياضه .. لأنتظر ساره حتى تأتي ..
خرج محمد وقال " أريد أن أحدثها إنتظري دقيقة .. "
وخرج ليلاقي سارة في الخارج ..يالهما من ..عاشقين !

 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة سهر الليالي, روايات, قسم الروايات, قصة عندما نتحدى الأيام, قصص
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:07 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية